Professional Documents
Culture Documents
Ù Ø Ø Ù Ø Ø© Ù Ù Ø Ø Ù Ø© Ù Ø Ø Ø Ø Ø© Ø Ù Ø Ø© Ø Ù Ø®Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ù Ù Ø© Ù Ù Ù Ø Ù 2
Ù Ø Ø Ù Ø Ø© Ù Ù Ø Ø Ù Ø© Ù Ø Ø Ø Ø Ø© Ø Ù Ø Ø© Ø Ù Ø®Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ù Ù Ø© Ù Ù Ù Ø Ù 2
Ù Ø Ø Ù Ø Ø© Ù Ù Ø Ø Ù Ø© Ù Ø Ø Ø Ø Ø© Ø Ù Ø Ø© Ø Ù Ø®Ø Ù Ø Ø Ø Ù Ù Ø Ø Ù Ù Ø© Ù Ù Ù Ø Ù 2
موجهة لطلبة:
السنة الثانية ماستر -تسويق مصرفي
إعداد:
الدكتورة عميش سميرة
السنة الدراسية
2020/2021
المحور االول:
1
مـــــــــاهية الجــــــــــــودة
أولـــا :مفهوم الجودة.
- 1مأمون سليمان الدرادكة ،إدارة الجودة الشاملة وخدمة العمالء ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2008 ،ص.15
- 2أيمن فتحي فضل الخالدي ،مرجع سابق ،قياس مستوى جودة الخدمات المصارف االسالمية العاملة في فلسطين من وجهة نظر العمالء ،مذكرة
مقدمة إستكماال لمتطلب الحصول على درجة الماجستير في إدارة االعمال ،قسم إدارة االعمال ،كلية التجارة ،عمادة الدراسات العليا ،الجامعة االسالمية
– غزة ،2006 ،ص 38
- 3وسيلة حمداوي :الجودة ميزة تنافسية في البنوك التجارية ،مديرية النشر لجامعة قالمة ،الجزائر ،2009 ،ص.14.
- 4عمر وصفي عقیلي ،المنهجیة المتكاملة إلدارة الجودة الشاملة :وجهة نظر ،دار وائل للنشر والتوزیع ،عمان ،األردن ، 2001 ،ص 1
- 5محفوظ أحمد جودة ،إدارة الجودة الشاملة ،مفاهيم و تطبيقات ،دار وائل ،األردن ، 2004 ،ص .1
3
وعرفه ا :Demingبأنه ا حس ن عم ل ش يء كم ا ينبغي ،1ويقص د ب ذلك تق ديم الس لع والخ دمات بالطريق ة
الواجب تقديمها به والتي تكون حسنة من حيث إستجابتها لتوقعات الزبائن ،وهو یؤكد لنا أن الجودة یمكن
تحقیقها عند تقلیل األخطاء ،وتحسین العملیات.
وهي مجموعة المزايا والخصائص الخاصة بالمنتج أو الخدمة والتي تساهم في إشباع رغبات المستهلكين
وتتضمن السعر ،األمان ،التوفر ،الموثوقية واإلعتمادية وقابلية االستعمال.2
باالضافة إلى التعاريف الهامة التالية:
تعریف المعهد الوطني األمریكي للمقاییس والجمعیة األمریكیة لمراقبة الجـودة :تع رف الج ودة على أنه ا:
"مجموعة من السمات والخصائص للسلع والخدمات القادرة على تلبیة احتیاجات محددة.3
تعریف المنظمــة الدوليــة ISO:درج ة تلبي ة مجموع ة من الخص ائص الموروث ة في المنت وج كمتطلب ات
العميل.
المكتب القومي للتنميـة االقتصـادية في بريطانيـا الجـودة :على أنه ا مجموع ة العوام ل أو الخص ائص ال تي
يجب أن تتوفر في منتج أو خدمة معينة بهدف الوفاء بمتطلبات السوق.4
ومن خالل م ا س بق يمكن الق ول أن مفه وم الج ودة يمث ل أساس ا جمل ة الخص ائص ال تي يتم يز به ا
المنتج ،فهي ال تمثل جودة السلعة فقط أو جودة الخدمات فقط ،بل هي أبعد من ذلك ،لكونها تمثل كذلك
ج ودة األف راد ،جودة اإلج راءات ،ج ودة المعلوم ات وج ودة القي ادة ....،،لتش كل في مجملها ج ودة للؤسس ة
ككل.
ومهما تعددت المداخل التعريفية للجودة ،فإنها ال تخرج عن االطار الموضح في الشكل التالي:
-1طارق الحاج ،التسويق من المنتج إلى المستهلك ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ، 1997 ،ص98 .
2
-Dale besterfield, quality control by prentice, hall NEWGERSY, USA, 1986, p1.
-3مأمون سلیمان الدرا ركة ،مرجع سابق ،ص 16 ،15
-4أيمن فتحي فضل الخالدي ،مرجع سابق ،ص 37
4
المصدر :من إعداد الباحث
-2خصائص الجودة:
يتطلب تحقي ق الج ودة تحدي د المواص فات المطلوب ة من الزب ون مس بقا لإلجاب ة عنه ا مس بقا ،ف الجودة ال
تع ني دوم ا المنتج أو الخدم ة ذات الخط أ الص فري ،إنم ا هي إجاب ة على إحتياج ات الزب ون كم ا يطلبه ا
وبالش كل ال ذي يناس به ،وعلي ه ف إن المفه وم العلمي للج ودة يرك ز على قابلي ة المنتج أو الخدم ة على تلبي ة
مجموعة من الرغبات لدى مستخدميه وذلك بتميزه بعدة خصائص تتمثل في:1
ا-الخصائص االقتصادية :التكلفة ،السعر ،المردودية ،االنتاجية...
ب-الخصائص التقنية :السرعة ،القوة ،الصالبة...
ج-الخصائص الحسية :الرائحة ،االنطباع...
د-الخصائص الطبيعية :النظافة ،التلوث...
على أساس ما تقدم یتضح لنا بأن للجودة عدة تعریفات بحسب مدارس الجودة المختلفة ،ویمكننا أن
نجم ع ه ذه التعریف ات في تعریف واح د ه و أن " :الج ودة هي مالءم ة المنتج أو الخدم ة المقدم ة لغ رض
العمیل وتحقیق احتیاجات ه وتوقعات ه المح ددة أو الض منیة" ،أي أن تك ون الس لعة أو الخدم ة محقق ة له دف
العمیل من ش رائها ،وتحقق رض اه ح اض را ومس تقبال ،وهن ا نج د الزب ون أو العمیل هو األس اس في ه ذا
التعریف ،وأن أي مؤسس ة خدمیة أو إنتاجیة ،في القط اع الع ام أو الخ اص ،إذا أرادت أن تتب نى مف اهیم
الج ودة وتطب ق أیا من أنظمته ا وطرقه ا ،فإن ه یلزمه ا أن تجع ل رض ا العمیل وتحقیق احتیاجات ه مح ط
اهتمامها وبؤرة عملیاته.2
-3مداخل الجودة:
إن االختالف في مع اني مص طلح الج ودة تختل ف ب اختالف الجه ة المس تخدمة ل ه من أف راد
ومؤسس ات ،ل ذلك ق دم ق ام الب احث David Garvinبجم ع ك ل المف اهيم المتعلق ة ب الجودة ،في كتاب ه
Managing Qualityسنة 3 1988وحددها بخمسة مداخل أساسية قدمها كما يلي:4
ا -مدخل التفوق :ويقص د ب الجودة وف ق ه ذا الم دخل بأنه ا مالئم ة المنتج ،أي ق درة أداء المنت وج لالس تخدام
وفق ا للمواص فات ال تي تحق ق رض ا المس تهلك من خالل تق ديم أداء أفض ل وأدق ص فات تش بع رغب ات
المس تهلك للج ودة على أنه ا تحقي ق رغب ة المس تهلك Feigenbaum .وه ذا الم دخل يتف ق م ع تعري ف
فيجنبوم.
-4أنواع الجودة:
ویمكن تقسیم الجودة إلى ثالثة أقسام:1
1
-سناء رحماني ،مرجع سابق ،ص.4.
6
أ -جودة التصمیم :وهي درجة تحقیق مواصفات وتصامیم المنتج أو الخدمة لمتطلبات العمیل.
ب -جودة المنتج :وهي درجة تطابق المنتج أو الخدمة المقدمة لمواصفات التصمیم.
ج -ج ــودة المنش ــأة :وهي درج ة ال وعي ب الجودة وثقاف ة الس عي إلرض اء العمالء المترس خة في فك ر
موظفیها وعملیاتها وأقسامها.
مع تزاید المنافسة ،وارتفاع مستوى متطلبات الزبائن ،أدركت المؤسسات أن بإمكانها أن تجعل
من الجودة مصدرا لقدرتها التنافسیة ،فال شك أن تحقیق الجودة هو حلم يراود جمیع المنظمات ،ذلك أن
الجودة لم تعد ترًفا أو اختیارا یمكن التغاضي عنه ،وإ نما هي التزام ال بدیل له ،وتعد الجودة هامة لثالث
أطراف رئیسیة هم:1
.1أهمیة الجودة بالنسبة للمؤسسة:
وتظهر أهمیة جودة المنتجات والخدمات بالنسبة للمؤسسة من خالل النقاط التالیة:
ا-الصورة العامة وسمعة المؤسسة في األسواق :فعدم تخصیص االهتمام الالزم للجودة قد یؤدي إلى ت دمیر
س معة المؤسس ة ،تخفیض مش اركتها التجاریة في األس واق المحلیة والعالمیة ،وع دم رض ا عمالئه ا على
مستوى منتجاتها.
ب-درجة اّلثقة في منتجاتهـا :فس وء تص میم أو تص نیع المنتج ات ق د یؤدي إلى وق وع ح وادث لمس تعملي ه ذه
المنتجات ،مما یتسبب في المسائلة القانونیة للمنظمة ،كوقوع حادث سیارة بسبب سوء تصمیم أو تصنیع
نظام المكابح.
ج-مستوى اإلنتاجیة :ف الجودة الس یئة للمنتج ات ت ّؤ ثر س لًبا على اإلنتاجیة ،وذل ك من خالل إنت اج س لع معیب ة
غیر قابلة للتسویق ،باإلضافة إلى تكالیف اإلصالح.
د-التكلفة :فالمستوى الضعیف للجودة یؤدي إلى زیادة تكالیف المؤسسة ،وذلك من خالل زیادة المرفوض ات،
التالف والمعیب ،باإلضافة إلى تكلفة فقدان العمالء وانص ا رفهم إلى منتجات المؤسسات المنافسة.
ه-األنظمــة والتشــریعات الدولیة :فع دم االلت ا زم بمع اییر الج ودة الخاص ة بالمنتج ات یح ول دون دخ ول
المؤسسة لألسواق العالمیة ،وبالتالي عدم قدرتها على مواجهة منافسیها في هذه األسواق ،مما یؤدي إلى
فقدانها لجزء من حصتها السوقیة ،ولربما معظمها.
و-زیادة األرب ــاح والحص ــة الس ــوقیة :إن األرب اح الناتج ة عن الج ودة تمث ل نس بة 22%من رقم أعم ال
المؤسسة ،كما تساهم الجودة في رفع الحصة السوقیة للمؤسسة من خالل زیادة رض ا العمالء على مس توى
منتجاتها.
-1فلة العیهار ،دور الجودة في تحقیق المیزة التنافسیة ،رسالة ماجستیر في إدارة األعمال ،قسم علوم التسییر ،جامعة الجزائر ، 2005 ،ص.7-5
7
.2أهمیة الجودة بالنسبة للزبائن:
یتّو ق ف ق رار الش راء على مس توى ج ودة المنتج أو الخدم ة المقدم ة للزب ون ،وال ذي یك ون مس تعًد ا
ل دفع ثمن مرتف ع لق اء منتج م ا ش رط أن یك ون ذا ج ودة جیدة ،وتتض ح أهمیة الج ودة بالنس بة للعمالء من
خالل العنصرین التالیین:
ا -الرضا :فال یمكن ألي ص ناعة أن تدوم أو تستمر إال إذا كانت المنتجات التي تقدمها وتقوم بتسویقها ذات
جودة جیدة وترضي رغبات العمالء واحتیاجاتهم.
ب -الوالء :إن االحتفاظ بزبون موجود مسبقا وضمان وفائه یّك لف خمس مرات أقل من اكتساب زبون جدید،
فضمان وفاء الزبائن ال یتّح قق إال من خالل تقدیم السلع والخدمات التي تلبي رغباتهم واحتیاجاتهم.
-1مأمون السلطي ،سهيل إلياس ،دليل عملي لتطبيق أنظمة إدارة الجودة اإليزو ، 9000دار الفكر المعاصPPر ،الطبعPPة األولى ،دمشPPق ، 1999 ،ص
103
8
أهداف األداء للمنتوج أو الخدمة وتناول حاجات العمالء والمنافسة . ب-
أهداف العمليات وتناول مقدرة العمليات وفاعليتها وقابليتها للضبط . ج-
أه داف األداء ال ــداخلي وتتن اول مق درة المؤسس ة وفاعليته ا وم دى اس تجابتها للتغ يرات ومحي ط د-
العمل .
أهداف األداء للعاملين وتتناول المهارات والقدرات والتحفيز وتطوير العاملين . ه-
لقد مر مفهوم الجودة بعدة مراحل ،والتي یمكن حصرها فیما یلي:1
.1مرحلة العصور القدیمة:
من خالل دراسة عمق الحضارة اإلنسانیة للبشر في البحث عن الجودة نجد أن لها جذور تاریخیة
قدیمة جدا ،وأن االفتراض الذي جاءت به الكتابات الحدیثة الذي یرجع الجودة إلى أیام الثورة الصناعیة أو
قبله ا بف ترة قص یرة لیس ص حیحا ،ألن المتفحص في الت اریخ والحض ارات البش ریة یتض ح ل ه جلیا ب أن
الجودة هي ولیدة الحضارات اإلنسانیة القدیمة التي دعت إلیها وساهمت في تطور فلسفتها ،وفي مقدمتها
تأتي الحضارة البابلیة وعلى ید ملكها حمورابي – حوالي 1700سنة قبل المیالد ،أما الحضارة الفرعونیة
فعملیة بناء األهرامات والمعابد المصریة القدیمة وطریقة طالئها تؤكد على وجود عملیات فحص ورقابة
ألنشطة البناء ،بهدف التأكد من مستوى جودة األداء ،فكل هذه األشیاء اتسمت بالجودة األبدیة التي عجز
عنها اإلنسان.
10
وفي ه ذه المرحل ة اص بح تحقیق الج ودة العالیة للمنتوج ات ه و م ا تس عى إلیه جمیع المنظم ات
الصناعیة ،فتحقیق الثقة بأن كل شيء صحیح وخال من العیوب ،هي الميزة التي یتمتع بها أسلوب عمل .
Crosbyالذي أطلقه وأستخدمه بشكل واسع Zero Defectالمنظمات بمبدأ التلف الصفري.
دف ع ه ذا األس لوب المنظم ات إلى تحقیق التنس یق بین الع املین والم دراء في ح ل المش اكل ووض ع
التحسینات عن طریق برامج مخصصة لهذا الغرض ،فض اًل عن جعل هدف كل فرد عامل في المؤسسة
یتمثل بتحقیق التلف الصفري عن طریق الصالحیات الممنوحة له وتشجیعهم بالمكافآت والحوافز بما یحقق
الدعم لعمل االفراد داخل المؤسسة من جهة ،وتحقیقها لألهداف االستراتیجیة لعملیة التخطیط للجودة من
جهة أخرى.
وفي ظل تأكید الجودة یتم استخدام ثالث أنواع من الرقابة:
-الرقابة الوقائیة :تعني متابعة تنفیذ العمل أوال بأول الكتشاف الخطأ قبل وقوعه والعمل على منع
حدوثه.
-الرقابة المرحلیة :تعني فحص المنتج بعد انتهاء كل مرحلة إنتاج للتأكد من مستوى الجودة حیث ال
ینتقل المنتج تحت الصنع من مرحلة ألخرى إال بعد فحصه للتأكد من جودته وهذا یساعد على اكتشاف
األخطاء عند وقوعها ومعالجتها فورا.
-الرقاب ة البعدیة :تع ني التأك د من ج ودة المنتج بع د االنته اء من تص نیعه وقب ل وص وله إلى ید المس تهلك
وذلك ضمانا لخلوه من أي خطأ أو عیب.
11
الشدیدة بشكل واضح كانت سببا كافیا للمدیرین في القطاعات اإلنتاجیة ،على المستوى العالمي ،ان یفكروا
وبعمق في الحاجة إلى مدخل جدید لمواجهة هذه التحدیات.
ولقد تمیزت هذه المرحلة بالتغيرات التالیة:
-إعطاء الجودة اهتماما خاصا من قبل اإلدارة العلیإ ،و ادراجها ضمن التخطیط االستراتیجي للمنظمة.
-إیجاد عالقة بین الجودة وتحقیق األرباح ،واستخدامها لتحقیق میزة تنافسیة للمؤسسة.
-إعطاء الجودة تعریًفا خاًص ا من وجهة نظر العمالء ،واالهتمام بالعمیل واحتیاجاته.
-1إلهام يحياوي ،محاضرات مقياس إدارة الجودة ،مطبوعة محاضرات مقدمة لطلبة السنة االولى ماستر تخصص التسويق واالستراتيجية ،والسنة
الثانية تخصص النقل واالمداد ،بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة الحاج لخضر باتنة ،دون ذكر السنة ،ص..15
-2مأمون سليمان الدرادكة ،مرجع سابق ،ص.42
-3إلهام يحياوي ،مرجع سابق ،ص14.
-4ديمينغ وروبيرت هاغستروم ،إدارة الجودة الشاملة أسس ومبادي وتطبيقات ،تر :هند رشدي ،مجلة االبتسامة ،كنوز للنشر والتوزيع ،2016،ص
12
ويس تند التط بيق المي داني إلدارة الج ودة في أي ة مؤسس ة إلى ع دة مب ادئ ومن أهم المب ادئ ال تي القت
إهتمام أغلب الباحثين في هذا المجال وهي تلك المبادئ التي يمكن للمؤسسة أن تتبناها للوصول إلى أفض ل
أداء لها ،وتتمثل هذه المبادئ في:5
التركيز على العميل. -
دعم وإ لتزام االدارة العليا. -
إدارة القوى البشرية. -
التحسين المستمر. -
نظام المعلومات والتغذية المرتدة. -
العالقة بالمورد. -
ضمان الجودة. -
الوقاية من االخطاء. -
ومن خالل ما سبق يمكن القول بأن إدارة الجودة تعني مجموعة من االنشطة والعمليات المنسجمة
والمتناسقة التي تقوم بتوجيه ومراقبة المؤسسة فيما يتعلق بالجودة وأهدافها.
وبالتالي يمكن تلخيص إدارة الجودة كنظام في الشكل التالي:
المنتجات
الخدمات أعمال المنتجات
المعلومات أساليب الخدمات
مهارات أنشطة المعلومات
إجراءات
أدوات
-5متطلبات الجودة:
رضا العميل
مبادئ الجودة
إجراءات وممارسات
تنظيمية
16
لقد ساهمت األفكار األساسية لبعض الباحثين في مجال الجودةفي بلورة الفكر االداري الذي يمس
بشكل مباشر هذا المجال من خالل دراساتهم الميدانية على العديد من المؤسسات ،ومن أبرزهم نجد
النماذج التالية:
ا-نموذج إدوارد ديمينج :1demingوهو المعروف بإسم أو الجودة ألن الفضل الكبير في تعليم اليابانيين
إستخدام األساليب االحصائية في الرقابة على الجودة ،وقد تم تخصيص جائزة باسمه سنة 1951تمنح
سنويا للمؤسسات المتميزة في تطبيق برامج إدارة الجودة ،وتتمثل االفكار الرئيسية التي قدمها في مجال
إدارة الجودة في:
-االدارة مسؤؤولة بشكل دائم على جودة األداء في المؤسسة.
-ضرورة تدريب االفراد على التحسين الدائم والعمل الجماعي في المؤسسة.
-توفير الدوافع الداخلية لجميع العاملين وتدريبهم على استخدام االساليب االحصائية للرقابة على الجودة.
-نظم العمل تعتبر مسؤولة عن حوالي 85بالمئة من األخطاء والعيوب التي تحدث في العملية االنتاجية.
-يؤمن ديمينج بنظرية Yفي السلوك التنظيمي القائمة على كفاءة االفراد ورغبتهم في العمل وميلهم للمعرفة
وحبهم للعملوإ مكانية تحفيزهم من خالل الحجات المعنوية .
كما يرى أنه لتحقيق التميز في جودة المنتجات يكون من خالل االعتماد على برنامج متكامل يتكون
من 14مبدأ موضحة كالتالي:
ب-نموذج جوران :JURAN :يعتبر جوران من أهم رواد الجودة في العصر الحديث ،حيث قدم سنة 1986
طريقة شاملة للتفكير في موضوع الجودة أطلق عليها إصطالح ثالثية الجودة،QUALITY TRILOGY:
وهي تعالج الجودة من خالل العمليات الثالث التالية:1
التخطيط للجودة :وهي تصميم وإ نشاء العملية التي تحقق األهداف الموضوعة ،وبعدها تأتي عملية -
التنفي ذ الفعلي وال ذي يعم ل على تش غيل العملي ة بأفض ل مس توى فعالي ة ممكن ة حس ب المق اييس
المحددة.
الرقابة على الجودة :وفي هذه الخطوة يتم تحديد المقايي التي تقيم من خالللها عملية التنفيذ. -
عملية تحسن الجودة :وهي االجراءات التي يمكن اتباعها لتحقيق تغييرات جوهرية في اآلداء من -
خالل مجموعة من اإلجراءات التي تقوم بها اإلدارة العليا لتقديم نظم وأساليب إدارية جديدة يكون
لها هدف محدد وهو تحسين الجودة.
الرقابة
التحسين
خطط
PLAN
حسن نفذ
ACT DO
قيم
CHECK
20
والمتتبع للتطور التاریخي لمفهوم الجودة ،يجده قد مر بعدة مراحل ،بدايتها كانت مرحلة العصور
القدیم ة ،فمن خالل الت اریخ والحض ارات البش ریة یتض ح جلیا أن الج ودة هي ولیدة الحض ارات اإلنس انیة
القدیمة والتي ساهمت في تطور فلسفتها ،وفي مقدمتها الحضارة البابلیة ،مرورا بمرحلة الفحص والتفتیش
مع التطورات االقتصادية في بدایات القرن العشرین وظهور مفهوم المصنع والمتضمن العدید من الع املین
ال ذین یؤدون مه ام متش ابهة ویش كلون مجموع ة ،تتطلب ت وجیههم من قب ل رئیس العم ال ال ذي یتحم ل
مسؤولیة جودة أعمالهم وساد االعتقاد بأن التفتیش هو الطریق الوحید لضمان الجودة ،ثم جاءت مرحلة
ضبط الجودة إحصائیا من خالل تطویر أسالیب إحصائیة للرقابة على الجودة ،فكان التغییر باتجاه السیطرة
على الجودة إحصائیا ،ثم كانت مرحلة ضمان أو تأكید الجودة عن طريق الموارد التي تساهم في العملیة
اإلنتاجیة ،إض افة إلى تق ویم فعالیة نظ ام الج ودة باس تمرار ،في حين أن مرحل ة إدارة الج ودة الش املة ال تي
كانت نتاجا للتحوالت العمیقة التي حدتث في البیئة االجتماعیة واالقتصادیة للمؤسسة.
وفي نفس سياق تعدد االراء حول مفهوم الجودة ،فإن إدارتها باعتبارها نظام متكامل ومفتوح يشتمل
مجموع ة من الم دخالت ال تي تتخ ذ كرك يزة أساس ية في تص ميم مس تويات الج ودة ،وال تي هي عب ارة عن
مخرج ات إدارة الج ودة كنظ ام متكام ل تتطلب أساس ا الترك یز على العمیل ،وذل ك لع دة أه داف منه ا تق ديم
المنتجات والخدمات وفق متطلباته ،مواكبة حركة التحسين المستمر في أساليب تقديم المنتجات والعمليات،
ض مان المرك ز التنافس ي للمؤسس ة بغي ة مواجه ة تط ورات الس وق والمنافس ين وض مان إس تكمال المؤسس ة
للمقومات المؤدية إلى وصولها لمراتب التميز وفق المواص فات العالمي ة ،ولتحقيق ذلك فإن إدارة الجودة
تق وم على وظ ائف إداري ة أساس ية تب دأ يالخطي ط للج ودة ،فتنظيمه ا ،ثم توجيهه ا وأخ يرا القي ام بالوظيف ة
الرقابية عليها.
المحور الثاني:
مدخل لإلقتصاد المصرفي
-1مفهوم المصرف:
تعتبر المصارف العمود الفقري إلقتصاديات كل دول العالم وذلك ألنها أثبتت اهمية دورها الفعال
في عمليات الوساطة المالية وكذا تفعيل وتنشيط جميع القطاعات االقتصادية التي تساهم في بناء االقتصاد
الوطني.
أ-المفهوم اللغوي للمصـرف :كلم ة الَم ْص ِر ُف هي كلم ة عربي ة معناه ا :االنص راف ،وهي مش تقة من الفع ل:
صـ ـَر َف :وال تي تع ني َمْه َر ب أو َم ْلج أ ،وجمعه ا َم ص اِر ُف ،ونق ول َم ْص ِر ُف اْلِم َي اِه َ :م َك اُن َج َر َياِنَه ا،
22
والَم ْص ِر ُف :يقص د ب ه مك ان الَّص رف ،وب ه س ّم ي البن ك مصرًفا .1فكلم ة مص ِر ف هي م رادف لكلم ة بن ك،
فاألولى هي كلمة عربية أصيلة ،أما الثانية فهي كلمة أجنبية ُم عّر بة.2
كلم ة بن ك هي تع ريب الكلم ة اإلنكليزي ة bankالمش تقة من الكلم ة اإليطالي ة ،bankoال تي ك ان
يقص د به ا في الب دأ المص طبة ال تي يجلس عليه ا الص رافون لتحوي ل العمل ة ،ثم تط ور مع نى الكلم ة إلى
منضدة ( )comptoirالتي يتم فوقها عد وتبادل العمالت ،ثم أصبحت في النهاية تعني المكان الذي توجد
فيه المنضدة.3
ب-المفهــوم االصــطالحي للمصــرف :من أب رز التع اريف ال تي ق دمها الب احثين في تع ريفهم للمص ارف ،نج د
مايلي:
-المص رف ه و منش أة مالي ة تنص ب عملياته ا الرئيس ية على تجمي ع النق ود الفائض ة عن حاج ة الجمه ور أو
منشآت األعمال ،لغرض اقراضها للغير وفق أسس معينة ،أو استثمارها في أوراق مالية (أسهم وسندات
محددة) ،كما يعرف البنك على أنه مكان اللتقاء عرض األموال بالطلب عليها أي أن البنوك تعمل كأوعية
تتجمع فيها المدخرات ومن ثم تتولى عملية ضخ هذه األموال إلى األفراد على شكل قروض واستثمارات
أي أنها حلقة الوصل بين المدخرين والمستثمرين.4
-المص رف منش أة مالي ة تق وم بجم ع الودائ ع وقبوله ا ثم إقراض ها قص د توظي ف الم ال وإ م داد المش اريع
اإلقتصادية بمصادر التمويل.5
-المصرف یمكن تعریفه بأنه المنشأة أو المؤسسة المالیة التي تقبل الودائع من األشخاص الطبيعيين (أف راد)،
أو األشخاص المعنویین) الهیئات) تحت الطلب أو األجل ثم تستخدم هذه الودائع في فتح الحسابات وتقدیم
القروض االئتمانیة بقصد الربح.6
-ويعرف أيضا بأنه المؤسسة التي تتعامل باالئتمان ،فهو يحصل على ودائع الغير ويعطي مقابلها وعودا
تحت الطلب أو بعد أجل محدد ،وهذا االئتمان الذي يقدمه البنك يدخل ضمن أصوله ألنه يمثل حقا له قبل
الغير فهو بذلك يقوم بتجميع الموارد االدخارية من األفراد والمشروعات بغرض التوظيف االستثماري أو
االستهالكي،7
-وتع رف المص ارف ك ذلك بإنه ا عب ارة عن مؤسس ات ال تي تقوم بقبول الودائ ع تدفع عن د الطلب أو اآلجال
مح ددة و ت زاول عملیات التمویل ال داخلي والخ ارجي وخدمت ه بم ا یحق ق أه داف خطت ه التنمیة ودعم
1
-تعريف و معنى مصرف في معجم المعاني الجامع -معجم عربي عربي ،تاريخ 30/04/2019التوقيت :13.20
/https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%81
- 2الفرق بين المصرف والبنك:
- https://www.arageek.com/l/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%82-%D8%A8%D9%8A%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%81-
%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83
- 3شاكر القزويني :محاضرات في اقتصاد البنوك ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،1989 ،ص .24
- 4فالح حسن الحسيني و مؤيد عبد الرحمن الدوري ،إدارة البنوك ،عمان ،دار وائل للنشر ،2000 ،ص .13
5محمد باوني ،العمل المصرفي وحكمه الشرعي ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة منتوري قسنطينة ،العدد 16ديسمبر ،2001ص .130
-6سلیمان بوذیاب ،اقتصادیات النقود والبنوك المؤسسات الجامعیة الدرا سات للنشر والتوزیع ،بیروت ،1996لبنان ،ص18
-7منير إبراهيم الهندي ،إدارة البنوك التجارية ،المكتب العربي الحديث ،ط ،03االسكندرية ،1996 ،ص 5.
23
االقتصاد الوطني وتباشر عملیات التنمیة و االدخار و االستثمار المالي في الداخل و الخارج بما في ذلك
تلكالمساهمة في إنشاء المشروعات وما یستلزم من عملیات مصرفیة تجاریة و مالیة وفق لألوضاع التي
یقررها البنك المركزي.1
-المص رف ه و مؤسس ة تعم ل كوس يط م الي بين مجموع تين رئيس يتين من العمالء ،المجموع ة األولى هي
مجموعة من العمالء لها فائض األموال وتحتاج إلى الحفاظ عليه لتنميته ،والمجموعة الثانية هي مجموعة
من العمالء تحتاج األموال ألغراض مختلفة اهمها األستثمار او التشغيل او كالهما.2
ومن خالل م ا س بق يمكن الق ول ب أن المص رف ه و عب ارة عن مؤسس ة إقتص ادية ه دفها الحص ول
على األرب اح بغ رض البق اء والنم و واالس تمرار في الس وق ،تس اهم في تق ديم خ دمات وأعم ال مص رفية
متنوعة لألفراد والمؤسسات على حد سواء ،كما تقوم بعدة وظائف كالوساطة المالية وإ نشاء النقود.
-2مهام المصرف:
يق وم المص رف بالعدي د من المه ام االداري ة ،فإس تنادا إلى وظائف ه األساس ية في تجمي ع األم وال
واقراضها من وإ لى العمالء ،فإنه يتوجب عليه تنظيم عملياته الداخلية في إطار هيكلته االدارية ،ومع ذلك
فإن ه ال يوج د ش كل تنظیمي موح د لجمي ع المص ارف ،فيهي تختل ف حس ب طبيعته ا ،وأحجامه ا ،وأن واع
خدماتها المقدمة .
ول ذلك یمكن وض ع هیك ل تنظیمي یحت وي على إدارات رئیس یة وأخ رى فرعیة توض ح مه ام
المصارف ،وذلك من خالل الشكل التالي:
مجلس االدارة
رئيس المجلس
-1عبد الغفار حتفي ،األسواق و المؤسسات المالیة ،الدار الجامعیة اإلسكندریة ، 2000 ،ص 24
- 2محمد عبد الفتاح الصيرفي ،إدارة البنوك ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،االردن ،2006 ،ص13.
24
المدير التنفيذي
المصدر :خلد أمین عبد اهلل ،العملیات المصرفیة ،اإلسكندریة ،مصر ،دار وائل للنشر ، 2000 ،ط ، 2ص.217.
26
تن وعت الخ دمات من خالل عملي ات التس ويق الم نزلي والمص ارف المتنقل ة والموس مية كمواس م الس ياحة
والسفر ،وامتالك شبكة فروع لتلبية الحاجات المنتشرة على النطاق المحلي ،الوطني والعالمي.
ز-الموازنة ما بين النمو والمخاطرة :يستند العمل المصرفي على مبدأ الثقة في التعامل ،ولكن هناك حقيقة
يفترض إدراكها والتي تكمن في أن التوسع والنموفي العمل المصرفي وفي عملية جذب االموال ومن
ثم استثمارها وتنوع مصادرها سمة واضحة ،إال أن المخاطر التي ترافق النشاط الخدمي المصرفي هي
االخرى قد تحدث بسرعة وعلى نحو له أثاره السلبية على المصرف واستمرار عمله ونشاطه ،ما يعني
الموازنة بين النمو والمخاطر التي تعتبر من االمسائل الضروروية التي ال يمكن تجاهلها في هذا القطاع.
ح-التقلب ــات في الطلب :الخ دمات المص رفية ال يمكن أن تظه ر من دون وج ود الطلب عليه ا ،وه ذا الطلب
عليها قد يتسم بعدم االستقرار بسبب التباين في الظروف وتنوع الحاجات أو ألسباب موسمية أو غيرها،
لذلك فإن التقلبات في الطلب تبدو من الخصائص البارزة والتي تظهر لظروف معينة أو إلعتبارات سوقية
معينة لها تأثيراتها على القطاع المصرفي وال يشترط أن تكون كل الخدمات تحت طائل التقلبات وإ نما قد
تشهد جزءا منها حالة االستقرار لفترة زمنية طويلة نسبية وأخرى عكس ذلك.
ط-المسؤولية االئتمانية :وهذه المسؤولية تنبع من مسؤولية المصرف تجاه العمالء وبمختلف صور التعامل
كحماية الودائع ومكاسب ومصالح العمالء ،وهذه المسؤولية من االعتبارات األساسية لدى كل المصارف،
وإ ال فإن عدم التأكد من المسؤولية اإلئتمانية للمصرف يؤدي إلى أن الطرف المتعامل والمتمثل في األفراد
أو المؤسسات يكون غير مستعد للمغامرة والمخاطرة بأرصدته وأمواله في مواقف ال تضمن له المسؤولية
االئتمانية.
ي-كثافــة العمــل :يتم يز العم ل المص رفي بدرج ة عالي ة من األعم ال المتواص لة والمنوع ة س واء ك انت ه ذه
العمليات تنجز بمعدالت مرتفعة أو منخفضة ،إضافة إلى أن التوسع في العامل الدولي وتوسيع رقعة العمل
ت رك أث را واض حا على كثاف ة العم ل ،وعلى ال رغم من التوجه ات الحديث ة في اس تخدام التقني ات الحديث ة
واآللي ات والبرمجي ات وم ا ت رك ذل ك من نت ائج إيجابي ة على التع امالت المص رفية ،إال أن ذل ك لم يح د من
كثافة العمل ،إال أنها مهمة في تعزيز خدمة العميل.
- 1السیسي صالح الدین حسن ،التسھیالت المصرفیة للمؤسسات واألفراد ،دار الوسام للطباعة والنشر ، 1998،ص32 .
27
ب-االعتبارات السیاسیة النقدیة واالئتمانیة :یتأثر المصرف بالسیاسة النقدیة واالئتمانیة المرسومة من رف
الس لطة من حیث تأثیره ا على س عر الخص م مثال أو إتباعه ا لط رق الرقاب ة الكمیة والنوعیة على االئتم ان
والتي تؤثر بدورها على حجم و أنواع االئتمان المقدم من طرف النظام المصرفي .
ج-العوامل القانونیة :وهي األخ ذ بعین االعتب ار الق وانين التش ریعية ال واردة في الق وانین التجاریة المص رفیة
وغيره ا من الق وانين ،حيث أن البیئ ة القانونیة ال تي یعم ل به ا أي مص رف تحكم نوعیة توظیفاته ا فق د
تتضمن هذه التشریعات نصوصا تحظر على المصارف التجاریة منح أنواع معینة من القروض .
د -إعتبارات السیاسة المصرفیة :وتتمثل هذه االعتبارات في:
اعتب ارات تتعل ق بالحیط ة والح ذر في رس م السیاس ات الداخلیة التج اري س واء بالمص رف من حیث إتباع ه
لسیاسة تمویلیة محافظة أو توسعیة.
ومدى الدق ة وااللتزام بقواعد جامدة ،واألسلوب الذي تتبعه إدارة المصرف لدى دراسة تمویل المشاریع
المختلفة.
اعتبارات التوفیق بین عوامل الربحیة والسیولة لمقابلة التزامات المصرف تجاه المودعین من ناحیة مع
تحقیق أقصى ربحیة ممكنة من تشغیل أمواله من ناحیة أخرى و هو ما یعبر عنه بالتوفیق بین اعتبارات
السیولة الربحیة واألمان.
-1أهمية المصارف:
لقد أثبتت المصارف أهميتها في االقتصاد الوطني وأصبحت الحاجة إليها ملحة وضرورية ،وهذا ما
أدى بدوره إلى أهمية تفعيلها لزيادة كفاءتها وفعاليتها في إطار مهامها ووظائفها ،وتبرز أهمية المصارف
في النقاط التالية:1
المصارف هي أهم الوسطاء الماليين في تقديم الخدمات المالية والمصرفية.
الحصول على الودائع مثل الودائع الجارية.
المصارف هي الوسیلة الرئیسیة للدفع .
قدرة المصارف على تقديم االئتمان والقروض المتنوعة لكل أنواع العمالء.
القدرة على جلب المدخرات بمختلف أنواعها.
القدرة على القيام ببعض المهام التخصصية كفتح االعتمادات المستندية.
التأثير على االقتصاد من خالل تطبيق السیاسة النقدیة للدولة .
1
-عبد القادر خليل ،االقتصاد البنكي مدخل معاصر ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2017 ،ص.36
28
-2أهداف المصارف:
یرى البعض اآلخر أن أهداف المصرف تتمثل في:1
ا-الربحیة :تكون الجانب األكبر من مص روفات المص رف من تكالیف ثابت ة تتمث ل في الفوائ د على الودائ ع،
وه ذا یع ني وفق ا لفك رة الرف ع الم الي أن أرب اح تل ك المص ارف ك أك ثر ت أثيرا ب التغییر في إدارته ا ذل ك
بالمقارنة مع مؤسسات األعمال األخرى لذا یقال أن المصارف تعد من أكثر المؤسسات األعمال تعرضا
ألثار الرفع المالي فإذا ما زادت إيرادات المصرف بنسبة معینة ترتب على ذلك زیادة األرباح بنسبة أكبر،
وإ ذا انخفضت اإليرادات بنسبة معینة انخفضت األرباح بنسبة اكبر بل قد تتحول أرباح البنك إلى خسائرـ
وهذا یقتضي من إدارة البنك ضرورة السعي لزیادة اإليراردات و تجنب حدوث انخفاض فیها .
وإ ذا كان لالعتماد على الودائع -كمورد رئیسي لموارد البنك المالیة بعض الجوانب السلبیة نتیجة
التزام البنك بدفع فائدة علیها سواء حقق أرباح أو لم یحقق ،فإن لالعتماد على الودائع میزة هامة ،فالعائد
ال ذي یحقق ه البن ك على اس تثماراته ع ادة م ا یق ل عن العائ د ال ذي یطلب ه مالك ه ،وله ذا ال يتم االعتم اد على
أموال الملكیة في تمویل االستثمارات.
ب-السیولة :یتمثل الجانب األكبر من موارد المصرف المالیة في ودائع تستحق عند الطلب ،و من ثم یكون
المصرف مس تعدا للوف اء به ا في أي لحظ ة ،وتعد السیولة من أهم األهداف التي یتمیز بها المص رف عن
المؤسس ات المالي ة األخ رى ،ففي ال وقت ال ذي تس تطیع فیه ه ذه المؤسس ات تأجیل س داد م ا علیه ا من
مستحقات و لولبعض الوقت ،فإن مجرد إشاعة عن عدم توفر سیولة كافیة لدى البنك كفیلة بان تزعزع
ثقة المودعین ،ویدفعهم فجأة لسحب و ودائعهم ،مما قد یعرض المصرف لإلفالس .
ج-األمان :یتسم رأسمال المصرف بأنه صغیر نسبیا ،إذا ال تزید نسبته إلى صافي األصول عن 10%عادة،
وه ذا یع ني ص غر حاف ة األم ان بالنس بة للم ودعین ،ال ذین یعتم د البن ك على أم والهم كمص در لالس تثمار
فالمصرف ال یستطیع أن یستوعب خسائر تزید عن قیمة رأسمال ،فإذا ا زدت الخسائر عن ذلك فقد تلتهم
ج زء من أم وال الم ودعین ،والنتیج ة هي إفالس المص رف ل ذلك یس عى المص رف دائم ا لكس ب ثق ة
الم ودعین وه و یح رص على أم والهم ،حیث یع بر عن ه ذا الح رص بض مانات یطلبه ا عن إق را ض ه
لآلخرین.
د-النمو :یص ل المص رف إلى ه دف النم و من خالل تعظیم أرق ام نش اط اإلق راض واإلي رادات المتول دة عن ه
وال تي ال تتم إال بجه د إنم ائي منظم و مكث ف ي راعي ش روط اإلق راض الجید واس تقطاب عمالء متم یزین
والتقییم المستمر ألداء ولسیاسات المصرف المنافسة بالسوق ،وجودة خدماته ،حیث یكون على عاتق إدارة
المص رف تحقیق الت وازن في نم و المص رف بم ا یتناس ب م ع حجم م وارده ،والف رص التس ویقیة المتاح ة
أمامه ،ودرجة العائد الممكن تحقیقه ودرجة المخاطرة المصاحبة .
1
-عبد القادر بحيح ،الشامل لتقنيات أعمال البنوك ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،القبة ،الجزائر ،2013 ،ص18-15.
29
ثالثا :أنواع المصارف
إن المص ارف ب الرغم من تش ابهها من حيث المب دأ والخص ائص ،إال أنه ا ال تق وم جميعه ا بأعم ال
مصرفية موحدة ،وهذا يرجع لطبيعة المؤسسة المصرفية ومجال أعمالها ،ومن هذه الفكرة يتضح لنا أن
المصارف يمكن تقسيمها إلى األنواع التالية:
-1أنواع المصارف من حيث طبيعة المصرف:
ويعتبر هذا التصنيف االبرز في النظام المصرفي ،حيث ال نهتم هنا فقط بالمصارف التجارية إنما
بالمصرف األول في االقتصاد والذي هو على النظام المصرفي ،وبالتالي يمكن تقسيم المصارف على هذا
األساس إلى:1
أ-المصارف المركزية :وتسمى كذلك بنوك اإلصدار ،وهي المؤسسة المصرفية التي تشغل مكانا رئيسيا في
س وق النقد ،فهي تقف على قمة النظام المص رفي ،حيث أن الهدف الرئيس ي لسياس ة المص ارف المركزية
لدى جميع الدول ليس هو تحقيق أقصى ربح ممكن بل هو خدمة اإلقتصاد الوطني باعتبارها بنك الدولة،
ويمس ك حس ابات الحكوم ة ويت ولى خدم ة ال دين الع ام ،ومن أهم وظ ائف ه ذه المص ارف :اص دار النق ود،
إدارة احتياطات الدولة من الذهب والعموالت األجنبية وتوجيه السياسات النقدية في الدولة.
ب-المصارف التجاريـة :المص ارف التجاري ة هي مؤسس ات إئتماني ة غ ير متخصص ة تق وم أساس ا بتلقي ودائ ع
األف راد القابلة للسحب لدى الطلب أو بعد أجل قصير والتعامل بصفة أساس ية في اإلئتمان قصير األجل،
له ذا فهي تس مى مص ارف الودائ ع ،وبعكس المص ارف المركزي ة فإن ه بالنس بة للمص ارف التجاري ة تحقي ق
االرباح هو الهدف الرئيسي لها ،ومن وظائف المصارف التجارية نجد :قبول ودائع ،منح اإلئتمان ،خصم
األوراق التجارية....الخ.
-1صبحي إدریس قریصة ،مدحت محمد العقاد ،النقود والبنوك والعالقات االقتصادیة الدولیة ،دار النهضة العربیة ،بیروت ، 1983،ص .142
-2خالد أمين عبد هللا ،العمليات المصرفية ،الطرق المحاسبية الحديثة ،عمان ،دار وائل للنشر ،2000 ،ص .18بتصرف
30
الخ دمات الزراعي ة تعتم د على دورات موس مية ،ل ذلك تك ون ف ترات التموي ل متوس طة األج ل ومرتبط ة
بالمواسم الزراعية.
ج -المصارف العقارية :تهدف هذه البنوك إلى تمويل قطاع البناء واالسكان ،مقابل رهونات عقارية وبما أن
تمويلها يكون لفترات طويلة األمد نسبيا نراها تعتمد على مصادر تمويل طويلة األجل أيضا.
د-المصــارف وصــناديق التوفــير :هي البن وك والص ناديق ال تي تقب ل الم دخرات ص غيرة الحجم وتق وم بمنح
القروض الصغيرة أيضا لجمهور المتعاملين معها من صغار المدخرين.
ه -المصارف التعاونية :وهي البن وك ال تي تق دم خ دماتها إلى الجمعي ات التعاوني ة بأنواعه ا المختلف ة:الزراعي ة
االستهالكية الحرفية وغيرها.
و-الوحــدات المصــرفية الخارجيــة :هي البن وك ال تي تق دم خ دماتها لغ ير مواط ني البل د ال ذي تعم ل في ه وق د
انتشرت مثل هذه الوحدات في العديد من دول العالم ومن أبرزها البحرين ،قبرص وسنغافورا.
-1ھالل كھینة ،إجراءات منح القروض من طرف البنوك التجاریة ،مذكرة تخرج لنیل شھادة الماجسترفي العلوم االقتصادیة ،فرع :نقود مالیة وبنPPوك،
جامعة بسكرة ،2009/2008 ،ص12
-2محمد السعید وأنور ،إدارة البنوك ،الدار الجامعیة الجدیدة ،القاھرة ،2005 ،ص 17
31
س مة من س مات العص ر ،وق د انتش رت مث ل ه ذه البن وك في الوالیات المتح دة األمریكیة ودول غ رب
أوروبا.1
د -المصارف الفردیة :وهي منش ات ص غیرة یمتلكه ا أف راد أو ش ركات أش خاص ویقتص ر عمله ا في الغ الب
على منطقة صغیرة ،وتتمیز عن باقي أنواع المصارف بأنها تقتصر توظیف مواردها على أصول بالغة
السیولة مثل األورارق المالیة واألوراق التجاریة المخصومة ،وغیر ذلك من األصول القابلة للتحویل إلى
نق ود في وقت قص یر ودون خس ائر ،ویرج ع الس بب في ذل ك إلى أنه ا ال تس تطیع تحم ل مخ اطر توظیف
أموالها في قروض متوسطة أو طویلة األجل لصغر حجم مواردها.2
-1فريدة یعدل ،تقنیات وسیاسات التسییر المصرفي ،دیوان الساحة المركزیة ،ط ،3بن عكنون ،الجزائر ، 2007،اليوجد رقم الصفحة.
-2المرجع نفسه ،اليوجد رقم الصفحة.
-3خالد أمين عبد هللا ،مرجع سابق ،ص .21
-4المرجع نفسه ،ص .21
- 5المرجع نفسه ،ص .21
32
أ -المصارف الخاصة :تأخذ هذه المصارف شكل الملكية الفردية أو شركات األشخاص حيث تعود ملكيتها
إلى شخص واحد أو عائلة واحدة أو مجموعة شركاء.
ب -المصــارف المســاهمة :وتأخ ذ ه ذه المص ارف ش كل الملكي ة المس اهمة حيث تك ون ش ركات أم وال
(مساهمة عامة محدودة) وتطرح أسهمها لالكتتاب العام كما تجري تداولها في األسواق المالية.
ج -المصارف التعاونية :تعود ملكية هذا النوع إلى جمعيات تعاونية أو نقابات مهنية أو حرفية أو عمالية
أو غيرها.
المصارف المصارف
الصناعية التجاریة مصارف المصارف
ذات الوطنية المصارف
القطاع
الفروع الخاصة
المصارف العام مصارف
المصارف
المركزية الزراعية الجملة
مصارف المصارف
المصارف السالسل األجنبية
العقارية
مصارف
المصارف
القطاع
المساهمة
المصارف الخاص
وصناديق
التوفير مصارف المصارف
المجموعات اإلقليمية
34
تعتبر المصارف العمود الفقري إلقتصاديات كل دول العالم وذلك ألنها أثبتت أهمية دورها الفعال
في عمليات الوساطة المالية وكذا تفعيل وتنشيط جميع القطاعات االقتصادية التي تساهم في بناء االقتصاد
الوطني.
فكلمة عددت الَم ْص ِر ُف هي كلمة عربية معناها :االنصراف ويقصد به مكان الَّص رف ،وبه س ّم ي
البن ك مص رفا ،أم ا من الناحي ة االص طالحية المص رف فه و منش أة مالي ة تنص ب عملياته ا الرئيس ية على
تجميع النقود الفائضة عن حاجة الجمهور أو منشآت األعمال ،لغرض اقراضها للغير وفق أسس معينة ،أو
استثمارها في أوراق مالية (أسهم وسندات محددة) ،كما يعرف البنك على أنه مكان اللتقاء ع رض األم وال
بالطلب عليها أي أن البنوك تعمل كأوعية تتجمع فيها المدخرات ومن ثم تتولى عملية ضخ هذه األموال
إلى األف راد على ش كل ق روض واس تثمارات أي أنه ا حلق ة الوص ل بين الم دخرين والمس تثمرين ،ومن أهم
خصائص القطاع المصرفي أن منتجاته غير ملموسة وغير قابلة للتجزئة ،كما أن جل الخدمات المصرفية
توافق نظام التسويق الحديث وأساليبه ،وهي تتميز بالخصوصية والتميز مقارنة ببقية الخدمات ،وهذا ما
جعل لها مدى واسع وتشتت الجغرافي وإ مكانية تحقيق االرباح شرط الموازنة ما بين النمو والمخاطرة،
ومراعاة التقلبات في الطلب والمسؤولية االئتمانية ،كما يشار إلى أن العمل المصرفي يتميز بكثافة العمل،
فه و يت اثر بالعدي د من العوام ل االقتص ادية منه ا والسياس ية النقدیة واالئتمانیة القانونیة وك ذلك السیاس ة
المصرفیة .
ولق د أثبتت المص ارف أهميته ا في االقتص اد الوط ني وأص بحت الحاج ة إليه ا ملح ة وض رورية على
المستوى الجزئي والمس توى الكلي ،فهي تسعى لتحقيق مجموعة من االهداف كالربحیة ،السیولة واألمان
والنمو من خالل تعظیم أرقام نشاط اإلقراض واإليرادات المتولدة عنه والتي ال تتم إال بجهد إنمائي منظم
و مكثف .
وب الرغم من تش ابه المص ارف من حيث المب دأ والخص ائص واأله داف ،إال أنه ا ال تق وم جميعه ا
بأعم ال مص رفية موح دة ،وه ذا يرج ع لطبيع ة المؤسس ة المص رفية نفس ها ومج ال تخص ص أعماله ا ،فنجد
أنه ا تختل ف من حيث طبيعته ا ،ومن حيث طبيع ة النش اط ،من حیث ع دد الف روع ،من حيث الملكي ة ،من
حيث الم دى الجغ رافي ،من حيث الش كل الق انوني ،حجم النشاطـ ،وغيره ا من التقس يمات األخ رى ،لكن
تجدر االشارة إلى أن ما يهمنا في هذه الدراسة هو المصارف التجارية مهما كانت صفتها.
35
المحور الثالث:
مـــــاهية الخدمة المصرفية
36
أوال :مفهوم الخدمة:
-1تعريف الخدمة:
هناك العديد من التعريفات المقدمة من الباحثين في مجال التسويق إلثراء مفهوم الخدمة ،وكل منه ا
تهتم بخصائص معينة لهذا لمفهوم الخدمة ،ومن أبرز هذه التعاريف نذكرها في اآلتي:
-فقد عرفت جمعية التسويق األمريكية الخدمات بأنها النشاطات أو المنافع التي تعرض للبيع أو التي تعرض
الرتباطها بسلعة معينة.1
حيث أن ه ذا التعري ف إعت بر الخدم ة نش اطا أو منفع ة لكن ه لم يم يز بص ورة كافي ة بين الس لعة
والخدمة.
-أم ا ك وتلر Kotlerفق د ع رف الخ دمات على أنه ا أي نش اط أو إنج از أو منفع ة يق دمها ط رف م ا لط رف
أخر ،وتكون غير ملموسة وال ينتج عنها أية ملكية وإ ن إنتاجها أو تقديمها قد يكون مرتبطا بمنتج مادي
ملموس أو ال يكون.2
ولق د أك د ه ذا التعري ف على أهم خاص ية للخدم ة وال تي تميزه ا على الس لع المادي ة وهي ع دم
ملموسية الخدمة.
-أما كوتلر وأمسترونغ kotler & Armostrongفهما يشيران إلى أن الخدمة نشاط أو منفعة يستطيع أي
ط رف تق ديمها لط رف أخ ر وتك ون أساس ا غ ير مادي ة -أي غ ير ملموس ة -وال ينتج عنه ا أي ة ملكي ة،
فتقديم الخدمة قد يكون مرتبطا بمنتج مادي أو ال يكون.3
-وقد قام الضمور ،بتعريف الخدمات بأنها باألصل أنشطة أو فعاليات غير ملموسة ونسبيا سريعة الزوال،
وهي تمثل نشاطا أو أداء يحدث من خالل عملية تفاعل هادفة إلى تلبية توقعات العمالء وإ رضائهم إال أنها
عند عملية االستهالك الفعلي ليس بالضرورة أن ينتج عنه نقل للملكية.4
-وهن اك تعري ف Gronoosيق ول في ه ب أن الخدم ة عب ارة عن أش ياء مادي ة مدرك ة ب الحواس وقابل ة للتب ادل
تق دمها ش ركات أو مؤسس ات معين ة بش كل ع ام بتق ديم الخ دمات أو تعت بر نفس ها مؤسس ات خدمي ة ،وأش ار
أيضا إلى أن تقديم الخدمات ال يقتصر فقط على المؤسسات الخدمية إنما أيضا على المؤسسات التي تكون
غير خدمية باألساس لكنها تقدم الخدمات في إطار نشاطها السلعي من أجل تمييز نفسها في السوق.5
- 1زرزار العياشي وبشاغة مريم ،تأثير المزيج التسويقي الخدمي على رضا العمالء ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2017 ،ص.29.
-2أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص31-30
- 3حميد الطائي وآخرون ،االسس العلمية للتسويق الحديث ،دار اليازوري العلمية ،االردن ،2007 ،ص..189
-4أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص31-30
-5زرزار العياشي ،مرجع سابق ،ص.30.
37
و من خالل ما سبق يمكن القول بأن الخدمة هي عبارة منفعة أو نشاط يتميز أساسا بعدم الملموسية
مع إمكانية إرتباطه بشئ ملموس يدعمه ،ويحتاج إلى تفاعل متفاوت – حسب طبيعة الخدمة -بين مقدمها
وبين المستفيد منها.
-2طبيعة الخدمة:
من ناحية عملية قد يكون من الصعب جدا أن نميز بين الخدمات والسلع وذلك أننا عندما نشتري
سلعة ،قد يكون هناك عنصر خدمة مرتبط بها ،وبالمثل فإن الخدمة كذلك قد تكون معززة بمنتج ملموس
متصل بها ،ومن أمثلة ذلك الخدمات المرتبطة بشراء سيارة والمتمثلة في خدمات الصيانة وغيرها ،ومن
ناحي ة أخ رى ف إن الخدم ة تب دو غ ير ملموس ة مث ل اس تعمال الط ائرة ،إال أن وجب ة الطع ام في المطعم هي
جم ع بين س لع ملموس ة هي الطع ام ،واألش ياء الطبيعي ة المحيط ة ،وخدم ة غ ير ملموس ة هي إع داد وتق ديم
الطعام وخدمة الحجز ...إلخ .
وبالتالي ال يمكن فهم طبيعة الخدمات إال من خالل تحليل العالقة بينها وبين السلع المادية بسبب
الترابط والتزامن الوثيق فيما بينها ،وحسب كوتلر فإن هذا الترابط يوضحه في التقسيم التالي:
ا-منتجــات ملموســة :يتض من الع رض في ه ذا المج ال منتج ات ملموس ة بش كل ت ام مث ل الص ابون ،الس كر،
معجون األسنان ...إلخ حيث ال يرافق هذه المنتجات أية خدمات.1
ب-منتج ــات ملموس ــة مص ــحوبة بخ ــدمات :ويتض من ع رض المؤسس ات في ه ذا المج ال منتج ات ملموس ة
يصحبها نوع واحد أو أكثر من الخدمات لتحضير وزيادة رغبة الزبون ،فمثال ينبغي على المنظمة المنتجة
للسيارات أن ترافق منتجاتها بخدمات مضافة كإدخال التكنولوجيا التي تجعل من المنتج أكثر تطورا مثل
(الكم بيوتر) ال تي تجع ل من المنتج أك ثر تط ورا ،2فكلم ا ك ان المنت وج متط ورا تكنولوجي ا مث ل الس يارات
وأجهزة اإلعالم اآللي ،كلما كان بيعه يتطلب خدمات مرفقة مثل النقل ،الصيانة ،الضمان. 3
ج-الهجين :وهي تع ني ت داخل الس لع والخ دمات ( )hybridحيث يش مل الع رض على أج زاء متس اوية من
المنتجات المادية والخدمات ،فمثال وجدت المطاعم لتقديم الطعام ترافقها خدمات أخرى سوية.4
د-خدمة رئيسية مصحوبة بسلع وخدمات ثانويـة :حيث يتض من الع رض خدم ة أساس ية م ع خ دمات إض افية
وسلع مساعدة فمثال يقوم المسافرون بطلب خدمة النقل الجوي لهدف الوصول إلى مقاصدهم والتي تعتبر
الخدم ة األساس ية ،لكنه ا تتطلب االس تفادة من بعض األش ياء الملموس ة كالطع ام والش راب وبعض الخ دمات
الثانوية المرافقة للخدمة األساسية الجرائد ،المجالت ،المشروبات والتغذية وغيرها .5
-3زهرة الخدمات:
ومن هذا التحليل يتضح لنا أن الخدمات ال تتكون فقط من إشباع وحيد للمنفعة بل قد يكون متعدد المنافع
ومن ه وج دت فك رة حزم ة المن افع ،وه ذا التقس يم قدم ه الب احث lovelock :في ش كل يع رف بزه رة
الخدمات :،of services flower :
ا-حزم ــة المن ــافع :bundle of benefits :تتض من الخ دمات الداعم ة للخ دمات المدرك ة والض منية،
فالمس تهلكون يق ارنون بين م ا يحص لون علي ه من فوائ د والتك اليف ال تي س وف يتحملونه ا ،للحص ول على
ميزان صفقة في صالحهم.2
ب-الخدمة الجوهر :core srevice :وهي تهدف إلى تلبية الحاجات األساسية للعمالء وتمثل أساس وجود
مؤسسة الخدمة حيث يؤدي إلغاؤها إلى تغيير نشاط المؤسسة أو إيقافه ،تهدف وهي حقيقة االشباع الذي
يبحث عنه الزبون في الخدمات التي يطلبها من المؤسسة الخدمية.3
-1تيسير العجارمةص21.
- 2غيشي عبد العالي ،أهمية نوعية اإلتصال في تحسين الخدمات دراسة حالة الخدما ت المصرفية بمدينة قسنطينة ،مذكرة مقدمPPة ضPPمن متطلبPPات نيPPل
شهادة الماجستير تخصص :تسويق ،كلية التسيير والعلوم االقتصادية والتجارية ،جامعة منتوري ،2006/2007 ،ص 16 .
- 3زرزار العياشي وبشاغة مريم ،مرجع سابق ،ص.37.
39
ج-الخدمات المحيطة :peripheral service :وهي تلك الخدمات التي تسهل الحصول على زبائن مسوقين
للخدمة الجوهر ،فهي محل بحث وتطوير مستمر قصد تحويلها من خدمة تسهيلية فقط إلى خدمة جوهر
جديدة.1
ونوضح المنافع السابقة في الشكل التالي:
االستشارات
المعلومات
جوهر الضيافة
الخدمة
الدفع
ويوضح الشكل التالي المراحل التي تمر بها الخدمة خالل دورة حياتها.
الزمن
المصدر :سونيا محمد البكري ،مرجع سابق ذكره ،ص:بتصرف 176 .
-5تصنيف الخدمات:
هن اك العدي د من الخ دمات في أرض الواق ع إال أن Geoffreyق ام بتص نيف الخ دمات وفق ا
للمؤشرات التالية:1
ا-أصناف الخدمات من حيث اإلعتمادية :حيث أن الخدمات تتنوع وفقا العتمادها إما إلى خ دمات تعتم د على
المعدات مثل السيارات،الغساالت ...إلخ ،أو خدمات تتميز باعتمادها على األفراد ،مثل تنظيف الشبابيك،
كما تتنوع الخدمات التي تعتمد على األفراد حسب أدائها من قبل العمال الماهرين أو غير الماهرين.
ومن خالل ما سبق ذكره يمكن القول أن هناك أصنافا أخرى من الخدمات التي يمكن أن تنبثق من
التص نيفات اآلنف ة ال ذكر ،وبن اء على ذل ك يمكن أن نق ول أن هن اك خ دمات أخ رى تص نف حس ب النش اط
المم ارس ،ف إذا ك ان ه ذا النش اط يهتم بالعملي ات المالي ة والمص رفية فنحن إذن أم ام تص نيف آخ ر للخ دمات
وهو :الخدمات المصرفية.
-1محمود الصميدعي ،ردينة عثمان يوسف ،التسويق المصرفي دار المناهج للنشر ،عمان ،األردن.2005 ،
- 2حيدر حمزة جودي ونغم علي الصائغ ،أثر إستراتيجيات إستهداف السوق في الخدمة المصPرفية ،مجلPة اإلدارة واالقتصPاد ،العPدد ،69/2008ص.
45
42
-وتع رف أيض ا :بأنه ا مجموع ة من األنش طة والعملي ات ذات المض مون المنفعي الك امن في العناص ر
الملموس ة وغي الملموس ة والمقدم ة من قب ل المص رف ،وال تي ي دركها المس تفهدون من خالل مالمحه ا
وقيمتها النفعية ،والتي تشكل مصدرا إلشباع حاجاتهم ورغباتهم المالية واالئتمانية الحالية والمستقبلية وفي
الوقت ذاته تشكل مصدر ألرباح المصرف من خالل العالقة التبادلهة بين الطرفين.1
-والخدمة المصرفية أيضا هي أي نشاط أو منفعة يستطيع المصرف تقديمها لطرف آخر ويجب أن تكون
2
بالضرورة غير ملموسة وال تؤدي إلى ملكية أي شيء ،مثًال إيداع النقود.
و من خالل التعاريف السابقة واستنادا على التعريف االجرائي للخدمة فإنه يمكن القول بأن الخدم ة
المصرفية هي عبارة عن نشاط مصرفي أو منفعة مالية تقدمها المصارف لمختلف عمالئها الطبيعيين أو
المعنويين ،سواء كان ذلك بمقابل أو دونه ،تتميز أساسا بعدم الملموسية مع إمكانية إرتباطها بشئ مادي
ملم وس ي دعمها كالش يكات والبطاق ات االلكتروني ة مثال ،وتحت اج إلى تفاع ل نس بي بين مق دميها من جه ة
والعمالء من جهة أخرى ،وال يترتب عليها أي نقل للملكية.
ويمكن توض يح أهم خص ائص الخدم ة المص رفية وال تي تنبث ق أساس ا من الخ دمات ،وال تي نوض حها
في الشكل التالي:
الشكل رقم :خصائص الخدمة المصرفية:
44
الالملموسية
الهالكية التباين
- 1زكي خليل المساعد ،تسويق الخدمات وتطبيقاته ،عمان ،االردن ،دار االمناهج للنشر والتوزيع ،2006 ،ص ،.256بتصرف
46
ج -خدمات تحصيل الشيكات :حيث يعتبر الشيك أداة دفع وسحب في نفس الوقت ،فهو سند بموجبه يمكن
للشخص يدعى الساحب إعطاء أمر لمؤسسته المصرفية وتسمى المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا لشخص
ثالث يدعى المستفيد ،حيث يتم تحصيل الشيكات المحلية عن طريق غرف المقاصة.
د -خدمات األوراق المالية :وتتمثل في:
-خــدمات االكتتــاب واإلصــدار :غالب ا م ا تق وم المؤسس ة المص رفية ب دور الوس يط في عملي ات إكتت اب
واألسهم لبعض الشركات بأمر من هذه األخيرة.
-خــدمات حفــظ األوراق الماليــة :فع ادة م ا ته يئ المؤسس ة المص رفية خ زائن حديدي ة محكم ة لحف ظ
األوراق المالية الخاصة بالعمالء.
-االستثمار في األوراق المالية ،إدارة محافظ األوراق المالية بيعا وشراءا لفائدة عمالئها.
-خدمات تحصيل االوراق المالية وخصمها.
ه-خدمات الصرف :وتتمثل في بيع وشراء العمالت االجنبية وبذلك يكون المصرف كوسيط بين الراغبين في
ش راء العمالت االجنبي ة وبين الراغ بين في بيعه ا ،وك ذا التعام ل التعام ل ب العمالت االجنبي ة بيع ا وش راء
والشيكات السياحية والحواالت الداخلية منها والخارجية.
- 1فريد كورتل ،تسويق الخدمات ،دار كنوز لمعرفة العلمية ،عمان ،األردن ،1999 ،ص -2بتصرف
-2خالد أمین عبد هللا ،العملیات المصرفیة ،دار وائل للنشر ،ط ،2اإلسكندریة ، 2000،ص ، 36
- 3فريد كورتل ،مرجع سابق ،ص -2بتصرف
47
-المساهمة في رؤوس أموال المشاريع االستثمارية.
-خدمات الهندسة المالية.
-خدمات أمناء االستثمار.
-تقديم االستثمارات المالية.
-عمليات بيع وشراء العقارات.
-تشجيع إدخار المناسبات.
ه-الخــدمات اإلستشــارية :إض افة إلى تق ديم خ دمات إستش ارية للمعمالء :من خالل إع داد الدراس ات المالي ة
المطلوب ة ،ودراس ة الج دوى االقتص ادية للمش اريع لص الح العمالء من حيث تحدي د الحجم االمث ل للتموي ل
وطريقة السداد وطرق التحصيل.1
منذ نهاية القرن التاسع عشر برزت أهمية القطاع الخدمي في اقتصاديات الدول ،وانتشرت معه
مح اوالت الب احثين في إث راء مفه وم الخدم ة وتمييزه ا عن الس لعة ،إال أن ك ل التع اريف تقريب ا تص ب في
إب راز خصائص ها ،بأنه ا عب ارة منفع ة أو نش اط يتم يز أساس ا بع دم الملموس ية م ع إمكاني ة إرتباط ه بش ئ
ملم وس يدعم ه ،ويحت اج إلى تفاع ل متف اوت – حس ب طبيع ة الخدم ة -بين مق دمها وبين المس تفيد منه ا،
وبالتالي ال يمكن فصل الخدمة تماما عن السلع الملموسة فهي تتفاوت في إرتباطها معها حيث نجد من بين
نتائج هذا الترابط في ما يعرف بالمنتوج الهجين الذي تداخل متساوي نسبيا بين الخدمات من جهة والسلع
من جه ة أخ رى ،ومن جه ة أخ رى يمكن الق ول أن الخدم ة نفس ها متفاوت ة االهمي ة ل ذلك نج د م ا يس مى
بالخدم ة الج وهر والخ دمات المس اعدة أو التكميلي ة ،حيث أن ه ذه الفك رة تن درج تحت م ا يع رف بزه رة
الخدمة ،التي قد ترتبط بأي تصنيف من تصنيفات الخدمة التي تنقسم وتتعدد حسب درجة اإلعتمادية ،من
حيث حضور المستفيد ،من حيث نوع الحاجة ،من حيث أهداف مقدمي الخدمة.
وبناء على ذلك يمكن أن نقول أن هناك خدمات أخرى تصنف حسب النشاط الممارس ،فإذا كان
ه ذا النش اط يهتم بالعملي ات المالي ة والمص رفية فنحن إذن أم ام تص نيف آخ ر للخ دمات وه و :الخ دمات
-1حمد كمال خلیل الحمزاوي ،إقتصاد االئتمان المصرفي ،منشأة المعارف ،مصر ،ط ، 2000 ،2ص ، 48
48
المصرفية ،والتي ال تختلف كثيرا في تعريفها عن تعريف الخدمة بشكل عام ،لكونها ال تخرج عن السياق
الع ام للخص ائص المم يزة للقط اع الخ دمي ،فهي بأبس ط تعري ف عب ارة عن مجموع ة أنش طة تتعل ق بتحقي ق
منافع في مجال العمليات المصرفية معينة للزبون ،سواء كان ذلك بمقابل مادي أو دونه ،وتتميز الخدمة
المصرفية بمجموعة من الخصائص الرئيسية والمتمثلة في خاصية عدم الملموسية ،التالزم ،الفناء السريع،
قابلية التغيير ،وعدم الملكية ،وهذه الخصائص مجتمعة تمثل البعد الخصائصي للخدمة المصرفية ،أما البعد
المنفعي له ا فه و يمث ل جمل ة المن افع ال تي يس عى العمي ل إلى تحقيقه ا من خالل طلب ه واس تخدامه للخدم ة
المصرفية.
ويمكن تقسيم أنواع الخدمة المصرفية إلى عدة تقسيمات من أهمها التقسيم إلى الخدمات المصرفية
التقليدي ة وال تي من أهم الخ دمات ال تي تض مها هي قب ول الودائ ع وتق ديم االئتم ان وغيره ا ،أم ا الخ دمات
المصرفية الحديثة فمنها الخدمات االلكترونية ،خدمة األمانة ،خدمات إستثمارية وإ ستشارية.
المحور الرابع:
ماهية جودة الخدمة المصرفية
50
ح ددها Schwartzفي أربع ة أبع اد رئيس ية هي :الخدم ة المص رفية ،أس لوب تق ديمها وخدم ة العمي ل،
1
والموارد واإلمكانيات المادية واإللكترونية .
وعلى غرار المؤسسات المصرفية فإن مفهوم جودة الخدمات المصرفية المقدمة هي وسيلة للتمييز
نتيج ة النمطي ة والتش ابه في الطبيع ة االجرائي ة للخ دمات المص رفية ال تي أظه رت مف اهيم عدي دة كخدم ة
الزبائن ،التعاطف معهم ،سرعة االنجاز ،السرية المصرفية ...كمجاالت للتميز ،حيث يعتبر مفهوم جودة
الخدم ة المص رفية من المف اهيم المهم ة في إنت اج الخ دمات المص رفية وتس ويقها وس بب ذل ك يع ود بالدرج ة
االولى إلى أهمية مفهوم الجودة نفسه الذي يدعم أداء المصرف ،لذلك يجب مراعاة الخدمة المتميزة التي
هي أس اس المفاض لة بين مص رف واخ ر حيث تتش ابه جمي ع ع روض المص رف تقريب ا في كاف ة الخ دمات
المصرفية المقدمة للزبائن ،وبالتالي أصبح مستوى جودة أداء الخدمة المصرفية ه إحدى االدوات القوية
لتأمين إستمرار ونمو المصارف.2
وجودة الخدمة المصرفية تعني تقديم الخدمة المالية المصرفية بالمواصفات والمعايير العالمية التي
3
تحقق رضا الزبون.
كم ا تع رف ج ودة الخدم ة المص رفية اإللكتروني ة بأنه ا مالءم ة م ا يتوقع ه العمالء من الخدم ة
المص رفية المقدم ة إليهم م ع إدراكهم الفعلي للمنفع ة ال تي يحص ل عليه ا العمالء نتيج ة حص ولهم على
الخدمة ،لذا فالخدمة الجيدة من وجهة نظر العمالء هي التي تتفق وتتطابق مع توقعاتهم" ،ويقصد هنا تقديم
الخ دمات المص رفية اإللكتروني ة عن طري ق الش بكة العنكبوتي ة الدولي ة االن ترنت كقن اة تس ويقية جدي دة له ا
خصائص ها الفري دة والمم يزة له ا عن بقي ة القن وات اإلتص الية األخ رى ال تي تمت از بالس رعة وانخف اض
التكاليف ،والتي تمثل استراتيجية التسويق المصرفي اإللكتروني.4
ومن خالل م ا س بق يمكن الق ول أن ج ودة الخدم ة المص رفية م ا هي إال مس توى االنس جام بين
توقعات العميل التي يبنيها على عدة أسس من جهة وبين االداء الفعلي لهذه الخدمة والتي يبنيها على أساس
م دى إعتماديت ه على الخدم ة واس تجابة الع املين وم دى االم ان والتع اطف وملموس ية الخدم ة المقدم ة ل ه،
والتي توسع أو تضيق من الفجوة التي يدركها العميل بين توقعاته وإ دراكاته.
ومن خالل السرد السابق يمكن تصور جودة الخدمة المصرفية من خالل الشكل التالي:
- 1عبد القادر بريش ،جودة الخدمات المصرفية كمدخل لزيادة القدرة التنافسية للبنوك الجزائرية ،مجلة إقتصاديات شمال إفريقيا ،الشلف ،العدد 3ص.
.255
-2عبد االمير عبد الحسين شياع ورحيم عبد محمد الموسوي ،أثر أبعاد جودة الخدمة المصرفية على سلوك الزبائن في إختيار المصارف التجارية،
مجلة االدارة االقتصاد ،المجلد الثالث ،العدد العاشر ،ص94
-3المرجع نفسه ،ص94
-4صالح الدين مفتPاح سPعد البPاهي ،أثPر جPودة الخPدمات المصPرفية االلكترونيPة على رضPا الزبPائن ،رسPالة مقدمPة متطلبPات الحصPول على شPهادة
الماجستير في إدارة االعمال ،قسم إدارة االعمال كلية إدارة األعمال ،جامعة الشرق االوسط ،االردن ،2016 ،ص31
51
توقعات العميل
إدراك العميل
للخدمة المصرفية جودة الخدمة للخدمة المصرفية
المصرفية
- 1زكريا الدوري وأحمد صالح علي ،الفكر االسترتيجي وانعكاساته على نجاح المنظمات قراءات وبحوث ،اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن ،2009 ،ص427
52
يمكن تصنيف جودة الخدمات المصرفية إلى عدة مستويات ،وإ لى عدة عناصر وذلك نوضحه كما
يلي:
أصناف جودة الخدمة المصرفية من حيث عناصرها: -1
يشير GRONOROOSإلى أن جودة الخدمة يتضمن عنصرين أساسيين هما:
ا-الجــودة الفنيــة : Technical Quality:يتطلب ه ذاالنوع من الج ودة االعتم اد على م وظفي المص رف
ذوي الخ برات والمعارف المتميزة بالخ دمات المصرفية وإ جراءاتها المتنوع ة ،ويالئم هذا النوع الخدمات
المصرفية المعقدة مثل خطط التقاعد والمعاشات ،حيث تعد المعرفة الفنية متطلبا رئيسيا واضحا ،كما يشير
بع د الج ودة الفني ة إلى مس تويات األداء الناتج ة عن إس تخدام الوس ائل التكنولوجي ة والمادي ة في تق ديم
الخدمات ،مثل زمن االنتظار في طابور البنك.1
ب-الجودة الوظيفية :Functional Quality :وهي ترك ز على الكيفي ة ال تي ت ؤدى به ا الخدم ة المص رفية،
فهي تتطلب التفاع ل بين مق دم الخدم ة من المص رف والمس تفيد منه ا ،وهن ا ت برز خاص ية الج ودة الوظيفي ة
وال تي تعتم د باألس اس على العنص ر البش ري ،حيث أن الخدم ة تتك ون من عنص رين رئيس يين وهم ا
اإلج راءات وشخص ية مق دمي الخدم ة ،ل ذلك يجب أن تس عى إدارة المص رف لتعزي ز ج ودة خ دماتها
المص رفية من خالل تحديد اله دف االستراتيجي لجودة خ دماتها ،وكذا متابع ة احتياج ات وتوقع ات الزبائن
ورضاهم من أجل بناء قاعدة متينة لكسب والئهم.2
وأض يف للبع دين الس ابقين بع د ث الث وه و الج ودة المروج ة ،وال ذي يطل ق علي ه الص ورة الذهني ة
للمنظم ة ،Corporate Imageوه و يعكس إنطباع ات العمالء عن المنظم ة وال تي تتوق ف ب دورها على
تق ييم العمالء للج وانب الفني ة والوظيفي ة للخدم ة ،ويع بر ه ذا البع د عن الص ورة المنقول ة عن الج ودة إلى
الزبائن من خالل وسائل الترويج المختلفة.3
- 1فؤاد الشيخ سالم وعلي فالح الزعبي ،التسويق المصرفي مدخل صناعة الخدمات المصرفية والمالية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان االردن،
،2020ص.173
-2فؤاد الشيخ سالم وعلي فالح الزعبي ،المرجع نفسه ،ص.173
-3أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص 40
-4المرجع نفسه ،ص 40
53
ج-الجودة القياسية للخدمة المصرفية :وهي الجودة الفنية للخدمة والمحددة وفق المواصفات النوعي ة للخدم ة
المص رفية ،أي هي الطريق ة ال تي ت ؤدي به ا الخدم ة المص رفية من قب ل م وظفي المص رف وال تي تخض ع
للمواصفات النوعية للخدمة المصرفية المقدمة.
د-الجودة الفعلية للخدمة المصرفية :ويقصد بها اداء عاملي المصرف ،أي أنهاالجودة التي تؤدي بها الخدمة
والتي تعبر عن مدى التوافق والقدرة في إستخدام أساليب تقديم الخدمة بشكل جيد يرضي العمالء.
ه-الجودة المروجة للخدمة المصرفية :أي هي م ا تعه د المص رف بتقديم ه لعمالئ ه أي م دى الرض ا والقب ول
التي يمكن أن يحصل عليه المصرف من عمالئه عن تلقيهم لتلك الخدمات.
لقد حدد الباحثين ,Zeithaml, berry Parasuramanبعد سلسلة من الدراسات واألبحاث إلى
تطوير عشر أبعاد أساسية للجودة وهي تحدد جودة الخدمة وفقا إلدراك العمالء وتتمثل في:1
االعتمادية :Reliability : .1
وتش ير االعتمادي ة إلى ق درة مق دم الخدم ة على أداء وإ نج از الخدم ة ال تي وع دت به ا بالطريق ة
الصحيحة من المرة األولى وبدرجة عالية من الصحة والدقة.
االستجابة:Responsiveness : .2
وتش ير إلى س رعة إس تجابة مقدمي الخدم ة لمط الب العمالء ،والمب ادرة إلى مس اعدة العمالء والرد
الس ريع على استفس اراتهم ،وق درة ورغب ة واس تعداد مق دمي الخدم ة في أن يكون وا بش كل دائم في خدم ة
العمالء ،وقدرتهم على أداء الخدمة لهم عند احتياجهم لها.
الكفاءة أو القدرة:Competence : .3
تتعل ق بكف اءة وج دارة الق ائمين على تق ديم الخدم ة من حيث المه ارات والق درات التحليلي ة
واالس تنتاجية والمعرف ة ال تي تمكنهم من القي ام ب أدوارهم بالش كل األمث ل ،أي م دى إمتالك مق دمي الخ دمات
للقدرات لتقديم خدمات متميزة.
الوصول للخدمة:Accessibility : .4
أي سهولة الوصول إلى إلى مقدمي الخدمة وسهولة االتصال بهم عند الضرورة ،فال يتضمن هذا
البع د س هولة االتص ال فحس ب ،ولكن ك ل م ا من ش أنه أن ييس ر من الحص ول على الخدم ة ،مث ل س اعات
العم ل ،وت وافر ع دد ك اف من مناف ذ الخدم ة ومالئم ة موق ع البن ك ووج ود ع دد مناس ب من أآلت الص رف
اآللي ...إلخ.
-1توفيق محمد عبد المحسن ،قياس الجودة والقيPPاس المقPPارن أسPPاليب حديثPPة في المعPPايرة والقيPPاس،دار الفكPPر العPPربي ودار النهضPة العربيPPة ،مصPر،
،2006ص45.
54
المصداقية:Credibility : .5
وهي تع ني ت وافر درج ة عالي ة من الثق ة في مق دمي الخدم ة من خالل مراع اة مص الح واحتياج ات
العمالء ،أي أنها تشمل األمانة والثقة والسمعة في كل من البنك ومقدم الخدمة.
االتصال:Communication : .6
ويعني دوام تبادل المعلومات مع العمالء بخصوص الخمة المقدمة لهم بكل سهولة ،ومخاطبة
العميل باللغة التي يفهمها ،وتتعلق بقدرة مقدم الخدمة على شرح خصائص الخدمة للعميل ،والدور الذي
يجب على العميل أن يلعبه للحصول على الخدمة المطلوبة.
األمان:Security : .7
ويعكس ذل ك بالدرج ة األولى خل و المع امالت م ع المؤسس ة الخدمي ة من الش ك أو المخ اطرة ،وه ذا
البعد يعبر عن درجة الشعور باألمان والثقة في الخدمة المقدمة ومن يقدمها.
اللباقة والتعاطف:AND empathy Courtesy : .8
وتعني تقديم االهتمام والرعاية والعناية بالعميل من طرف مقدم الخدمة ،بحيث يكون على قدر
من االح ترام واألدب ،وان يتس م بالمعامل ة الودي ة م ع العمالء ،وبالت الي ف إن ه ذا التعام ل س يولد مش اعر
الصداقة واالحترام والود بين مقدم الخدمة من جهة والعميل من جهة أخرى.
الملموسية:Tangibity : .9
وهي تمثل الجوانب الملموسة المادية منها وغير المادية ،فهي تشير إلى مظهر المعدات والعاملين
ومستوى التكنولوجيا ،وسائل االتصال ،تصميم المباني ،والتسهيالت المادية وغيرها.
الفهم:Understanding : .10
ويعكس الجهد المبذول للتعرف على احتياجات العميل وموائمة الخدمة في ضوء تلك المعرفة ،كم ا
بتضمن هذا الجانب توفير االهتمام الشخصي للعميل وسهولة التعرف عليه.
والحق ا ق ام ه ؤالء الب احثون بتخفيض األبع اد الس ابقة إلى خمس ة أبع اد فق ط للحكم على الج ودة
المصرفية وهي الموضحة في الشكل التالي:
55
التعاطف % 16
الملموسية % 11
سيتم التركيز على أهم االدارات التي تؤثر على مستوى الجودة في المصارف:1
-1إدارة التسويق:
تت ولى إدارة التس ويق المص رفي عملي ات تخطي ط ،تنظيم ،توجي ه ت دفق المنتج ات والخ دمات
المص رفية ع بر مختل ف وح دات ومص الح البن ك وال تي تق وم بتوزيعه ا وإ تاحته ا به دف إش باع حاج ات
ورغبات العمالء المختارين وتحقيق االهداف المسطرة للبنك بصفة عامة والتسويق بصفة خاصة.
حيث يبدأ العمل التسويقي في المؤسسات المصرفية بدراسة العمالء ،والقيام باالدراسات التسويقية
تتضمن مايلي:
دراس ة المتغ يرات والمس تجدات في المحي ط الخ ارجي للمص رف وتق ييم الف رص والتهدي دات ال تي -
تطرأ في التعامل مع مختلف العوامل.
الدراس ات المتعلق ة ب الزبون المص رفي وس لوكه وخصائص ه إحتياجات ه ،رغبات ه ،قدرات ه المالي ة، -
دوافعه ،...وذلك بهدف تصميم المنتجات المصرفية المالئمة لهم.
دراس ة الس وق به دف تحدي ده واختي ار االس تراتيجية التس ويقية المالئم ة ،او القي ام بتحدي د الف روع -
السوقية المستهدفة.
تطوير المزيج التسويقي المالئم لمزيج الخدمات المصرفية. -
تص ميم الخ دمات المص رفية المالئم ة ،او القي ام بالتع ديالت للخخ دمات الحالي ة أو إدخ ال منتج ات -
جديدة وذلك حسب مقدرة المصرف واستراتيجيته العامة.
تحسين االداء الكلي للمصرف . -
57
وجود ثقافة تنظيمية محفزة توجهه للسلوك االيجابي. -
مالءمة االنظمة والوظائف االستراتيجية المختارة من قبل المنظمة. -
وج ود تحلي ل وتوص يف مفص ل للوظ ائف ومعرف ة الع املين ب ه ،م ع مالءم ة كف اءاتهم وق دراتهم -
لمتطلبات األعمال.
مراعاة التغيير والتجديد في االعمال من خالل متابعة ومراجعة االعمال والمهام باستمرار. -
والشكل الموالي نلخص به هذه االدارات السالفة الذكر:
ادارة العمليات
إدارة الموارد البشرية االدارة المالية إدارة التسويق
المصرفية
المصدر :من إعداد الباحث اعتمادا على :وسيلة حمداوي ،الجودة ميزة تنافسية للبنوك التجارية ،مديرية النشPPر لجامعPPة قالمPPة،
قالمة ،2009 ،ص ،.67بتصرف.
خالصة المحور الرابع
يعتبر موضوع جودة الخدمة المصرفية من الموضوعات التي كانت في صميم اهتمامات الب احثين،
وق د تول د عن ذل ك العدي د من الدراس ات ال تي ع الجت ه ذا المفه وم ،ل ذلك نج د أن مفه وم ج ودة الخ دمات
المصرفية المقدمة هي وسيلة للتمييز نتيجة النمطية والتشابه في الطبيعة االجرائية للخدمات المصرفية التي
أظه رت مف اهيم عدي دة كخدم ة الزب ائن ،التع اطف معهم ،س رعة االنج از ،الس رية المص رفية ...كمج االت
للتم يز ،حيث يعت بر مفه وم ج ودة الخدم ة المص رفية من المف اهيم المهم ة في إنت اج الخ دمات المص رفية
وتس ويقها وس بب ذل ك يع ود بالدرج ة االولى إلى أهمي ة مفه وم الج ودة نفس ه ال ذي ي دعم أداء المص رف،
وبالتالي يمكن القول أن جودة الخدمة المصرفية ما هي إال مستوى االنسجام بين توقعات العميل التي يبنيها
على ع دة أس س من جه ة وبين االداء الفعلي له ذه الخدم ة وال تي يبنيه ا على أس اس م دى إعتماديت ه على
الخدمة واستجابة العاملين ومدى االمان والتعاطف وملموسية الخدم ة المقدمة له ،والتي توسع أو تضيق
من الفج وة ال تي ي دركها العمي ل بين توقعات ه وإ دراكات ه ،علم ا أن اله دف من ج ودة الخدم ة المص رفية ه و
58
تط وير الخ دمات المص رفية وتحس ين نوعيته ا ،وبالت الي الحص ول على م يزة تنافس ية للمص رف تم يزه عن
غيره من المصارف وتضمن له البقاء في السوق واالستمرارية فيه.
وعلى ذل ك يمكن تص نيف ج ودة الخ دمات المص رفية إلى ج ودة فني ة تش ير إلى مس تويات األداء
الناتجة عن إستخدام الوسائل التكنولوجية والمادية في تقديم الخدمات ،وجودة وظيفية تعبر عن التفاعل بين
مق دم الخدم ة والمس تفيد منه ا ،وهن ا ت برز خاص ية الج ودة الوظيفي ة وال تي تعتم د باألس اس على العنص ر
البش ري ،وهي ب ذلك ق د تع بر عن مس تويات مختلف ة لج ودة الخدم ة المص رفية ،ك الجودة المتوقع ة ،الج ودة
المدركة ،الجودة القياسية ،الجودة الفعلية ،واخيرا الجودة المروجة من طرف المصرف.
أم ا أبع اد ج ودة الخدم ة المص رفية ،فبع د سلس لة من الدراس ات واألبح اث إلى تط وير عش ر أبع اد
أساس ية للج ودة وهي تح دد ج ودة الخدم ة وفق ا إلدراك العمالء ،إتفقت على أن أهمه ا بالنس بة للقط اع
المصرفي تتمثل في مدى االعتمادية على خدماته المقدمة من دقتها وصحتها وذلك بنسبة ،%32إضافة
إلى بعد االستجابة من طرف مقدمي الخدمة لمطالب العمالء بنسبة ، %22تليه بعد األمان بنسبة %19
وال ذي يعكس خل و المع امالت المص رفية من الش ك أو المخ اطرة ،ثم بع د التع اطف بنس بة ، %16وأخ يرا
وبنس بة %11نج د بع د الملموس ية ال تي تمث ل الج وانب الملموس ة كالمع دات واآلالت ،وهن دام الع املين
ومستوى التكنولوجيا ،ووسائل االتص ال ...وغيرها التي تتوفر لدى المصرف ،لذلك ونظرا ألهمية هذه
األبع اد في الج ودة المص رفية ،وبه دف تحقي ق االه داف المتوخ اة من ذل ك ت وجب على المص رف بثه ا في
هيكليت ه ،وإ دارته ا في المس تويات االداري ة المختلف ة ك إدارة التس ويق ،االدارة المالي ة للمص رف ،ادارة
العمليات المصرفية ،وكذا إدارة الموارد البشرية من خالل بناء وتطوير القدرات والكفاءات البشرية لتنمية
المصرف وتطويره وتحسين مستوى جودة آداء األفراد والجماعات ،وبالتالي تحقيق اإللتزام تجاه العمالء
واالفراد.
المحور الخامس:
تطوير جودة الخدمة المصرفية
60
التعرف على حاجات العمالء للخدمات المصرفية.
الصمود بوجه المؤسسات المصرفية األخرى.
الحفاظ على الحصة السوقية للمصرف.
تحديد السوق المستهدف.
دراسة وتحليل سوق الخدمة المصرفية.
تقديم الخدمة المصرفية تتناسب مع حاجهات ورغبات الزبائن.
تحديد المزيج الترويجي المناسب.
تحديد أساليب توزيعية مناسبة للزبائن .
إن عملية التطوير والتحسين المستمر للجودة يضمن للمؤسسات الخدمية السيما المصرفية منها،
من المحافظة على ميزتها التنافسية المبنية على جودة خدماتها ،ومن بين األساليب التي تمكن المؤسسات
الخدمية من تحقيق ذلك:1
-1وضع نظام لقيادة الجودة :
إن نظام قيادة الجودة يهدف إلى تحقيق رضا العميل وتحسين أداء المؤسسة واالستثمار في التوجه
بالعميل ويتكون هذا النظام من :
- 1نور الدين بوعنان ،جودة الخدمات وأثرها على رضا العمالء ،مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في علوم التسPPيير فPرع :التسPPويق،
كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة محمد بوضياف بالمسيلة ،2006/2007،ص 93 -81بتصرف
62
ا -نظام اليقظة :ويتعلق بمتابعة تطور احتياجات العمالء والتغيرات المستقبلية للمنافسين ،أي أن نظام اليقظة
يعم ل على توف ير المعلوم ات الض رورية ح ول المنافس ين والعمالء الح اليين والمحتملين مم ا يس مح بتحلي ل
نشاط المؤسسة ودراسة إمكانية تموقعها في السوق عن طريق توسيع حصتها السوقية ،بكسب عمالء جدد
والهدف من وراء ذلك هو التنبؤ بالوضعية المستقبلية للمؤسسة تجاه عمالئها ومنافسيها ،من أجل استغالل
الفرص المتاحة لمواجهة التهديدات التي تفرضها هذه التغيرات وبالتالي وضع إستراتيجية في مجال جودة
الخدمات.
ب-تحديد المظهر العام للخدمة المســتهدفة :إن ت وفر معلوم ات ح ول المنافس ين والعمالء ،يمكن المؤسس ة من
تحدي د خص ائص الخدم ة وأبعاده ا الملموس ة وغ ير الملموس ة ،وفق ا لم ا يتوقع ه العمي ل وبش كل متم يز عن
المنافسين لجذب عمالء جدد وإ رضاء العمالء الحاليين ،باإلضافة إلى ذلك فإن لتحديد المظهر العام للخدمة
عدة مزايا تتمثل في :
-على المستوى التسويقي :تكوين" حزمة الخصائص "المميزة للخدمة.
-على المستوى التجاري :تحقيق الوعود التجارية التي تروج لها المؤسسة من خالل حمالتها اإلشهارية
.
-على المستوى اإلداري :تلبية وتحقيق المواصفات الداخلية
ج -تحديد سياسة الجودة :بعد تحديد العمالء المستهدفين واختيار المظهر العام للخدمة تعمل المؤسسة على
تك ييف س يرورة أداء الخدم ة ،ويجب تحدي د اإلج راءات الض رورية للتك ييف والمتعلق ة ب الموارد البش رية،
الط رق واألدوات ،التنظيم ،االتص ال والتموي ل والتخطي ط ،إن تنفي ذ سياس ة الج ودة يس مح بتحقي ق نم وذج
األعمال وتحقيق األهداف المتعلقة برضا العمالء.
د -نظــام تقــييم رضــا العمالء :إن تق ييم رض ا العمي ل يمكن المؤسس ة من اس تغالل ف رص التحس ين وتحقي ق
فعالي ة إجراءاته ا ويك ون ذل ك باالص غاء للعمالء وتحدي د توقع اتهم والتع رف على م واقفهم اتج اه الخ دمات
المقدمة لهم باإلضافة إلى :
-استقبال وتحليل شكاوي العمالء .
-البحوث الخاصة برضا العمالء .
-البحوث مع العمالء القدامى .
-اختبار المنتجات .
ه -نظــام التحســين المســتمر :يهتم ه ذا النظ ام بمعرف ة التط ورات على مس توى بني ة األعم ال للتع رف على
درجة رضا العمالء وكذلك فعالية العمليات الخاصة بالتحسين المستمر والستعمال الفرص المتاحة لتحسين
العرض والتنظيم.
63
يعت بر التم يز في العالق ة م ع العمي ل رك يزة أساس ية بالنس بة للمؤسس ات الخدمي ة لتط وير خ دماتها
وتعزي ز وجوده ا في الس وق ،فتواص ل العالق ة م ع العمي ل تمث ل عملي ة تحس ين مس تمر لج ودة الخدم ة عن
طريق تقييم العميل للنتيجة المتحصل عليها من جهة والتقييم الداخلي الذي تقوم به المؤسسة لضمان توافق
مواصفات الخدمة مع متطلبات العميل،
حيث يح دث اتص ال بين المؤسس ة والعمي ل خالل س يرورة التس ويق لمعرف ة حاجات ه وعمليات ه
ورغباته ويتم ترجمتها إلى المواصفات التي على أساسها يتم تحديد خصائص الخدمة ومواصفات الرقابة
على جودتها قبل تقديمها ،وبعد ضبط هذه المواصفات يتم أداء الخدمة -التداخل بين العميل والمؤسسة ، -
وبع د ذل ك تتم عملي ة التق ييم على المس تويين ال داخلي والخ ارجي وإ س تغالل نت ائج التق ييم في إع ادة تص ميم
الخدمة ومواصفات أداءها واستغاللها في ضبط سيرورة األداء .
وعلي ه يمكن الق ول أن التم يز في العالق ة م ع العمي ل لغ رض تفعي ل عملي ة تحس ين الج ودة ،وهي تتطلب
وضع عدة إستراتيجيات منها :
أ -إدارة فــترة انتظــار العميــل :إن الف ترة ال تي يقض يها العمي ل في انتظ ار الحص ول على الخدم ة أو في
انتظار إنجاز معامالته ،تؤثر تأثيرا سلبيا على إدراكاته لألداء الفعلي وانطباعاته حول المؤسسة ومستوى
الج ودة في خ دماتها ،ول ذلك ينبغي على المؤسس ة اس تثمار ف ترة انتظ ار عمالئه ا بجعلهم ينش غلون بش يء
خالل تلك الفترة ،فالعميل الذي ينتظر وهو مشغول يشعر بوقت قصير من العميل الذي ينتظر وهو غير
مشغول ،ويمكن تحقيق ذلك على سبيل المثال بوضع الجرائد والمجالت ،نشرات إعالمية للعمالء للتعريف
بالمؤسسة ،أو تهيئة قاعات وأماكن مناسبة لالنتظار .
ب -التعامــل مــع شــكاوي العمالء :إن ش كوى العمي ل عب ارة عن ترجم ة لع دم رض اه عن مس توى األداء
بالمؤسسة ويرجع ذلك لألسباب التالية:
-ع دم تق ديم الخدم ة حس ب الوع د بتوفيره ا من حيث الت وقيت ،الس لوك ،أنم اط االتص ال ... ،إلخ مم ا
يتسبب في وجود مشاكل لدى العميل .
-ض عف المص داقية أو الثق ة في المؤسس ة نتيج ة لض عف مه ارة الم وظفين أو ع دم ق درتهم على فهم
احتياجات العميل .
-مقاومة التغيير من طرف العميل فقد تقوم المؤسسة بتغيير السياسات أو اإلجراءات أو أنظمة العمل أو
شروط ومتطلبات الحصول على الخدمة ،ما يؤدي إلى تذمر العميل ورفضه للتغيير.
-الحال ة المزاجي ة للعمي ل أو لمق دم الخدم ة فق د يواج ه العمي ل أو مق دم الخدم ة ظروف ا غ ير مرغوب ة ت ؤثر
على حالت ه المزاجي ة ،وبالت الي ت ؤثر على تفاعالت ه واس تجابته للط رف اآلخ ر ،وق د ي ترتب عن ذل ك
مشكالت في التعامل بين الطرفين.
-التمييز بين العمالء فيما يتعلق بزمن أو أسلوب أو طريقة الحصول على الخدمة.
-نقص الوعي وعدم توافر المعلومات لدى العميل.
64
– عدم توافق الخدمة المقدمة مع توقعات العميل.
لذا يقترح بعض الباحثين العديد من األساليب للتعامل مع شكاوي العمالء منها :
-التعرف على توقعات العمالء لمستويات الخدمة المقبولة.
-التحديد الجيد لمجاالت الشكاوي .
-تطوير إجراءات العمل وتبسيط متطلبات الحصول على الخدمة واستخدام التكنولوجيا المتطورة .
-تقديم الضمان وتوفير األمان في التعامل مع المؤسسة إلزالة الشعور بالمخاطرة عند شراء الخدمة .
-أداء الخدمة بطريقة صحيحة ومن المرة األولى .
-االتصال الفعال بالعمالء .
-تحويل المشكالت إلى فرص بهدف كسب عمالء جدد والمحافظة على العمالء الحاليين .
-تجاوز توقعات العميل وتحقيق التميز في تقديم الخدمة .
-العمل على استقطاب وتوظيف أفضل الكفاءات .
-وضع اإلرشادات الالزمة للتعامل مع شكاوي العمالء .
-تنمية وتطوير ثقافة تنظيمية لدعم الجودة .
ج -جعــل العالقــة مــع العميــل شخصــية :في محي ط يتم يز بالمنافس ة الش ديدة وتع دد األس واق يجب على
المؤسسة الخدمية أن تأخذ في الحسبان بأن إستراتيجية الوالء لدى العمالء أقل تكلفة من إستراتيجية غزو
أسواق جديدة ،فعدم الرضا لدى العميل سيؤدي حتما إلى فقدانه مما يحتم على المؤسسة أن تجعل العالقة
مع العميل شخصية أي أنه حتى تتميز العالقة مع العميل البد من تقوية درجة التقارب في العالقة ،فليست
الخدمة هي التي تخلق التميز ولكن العالقة هي التي تخلق التميز في حد ذاتها .
ولجعل العالقة مع العميل شخصية يجب أن تعتمد على االتصال بالعميل ،أي أن توظف المؤسسة
الموظف المناسب والخاص بكل عميل حتى تضمن استمرارية العالقة من خالل التعرف عليه أكثر وعلى
إحتياجاته ،وتستعمل هذه الطريقة خاصة مع العمالء األكثر تعامال مع المؤسسة ،إلى جانب العمالء الذين
تراهم المؤسس ة مهمين في التعام ل معه ا ،فعلى المؤسس ة أن تختار أعوان تج اريين مكلفين بالتعرف على
العمالء وخدمتهم بما يعرف ب " :محفظ ة العمالء " ويتم ذلك حسب نوع العمالء وطريقة التعامل معهم،
باإلضافة إلى ذلك يمكنها االستعانة بوسائل االتصال واإلعالم ألنها تعطي فرصة أكبر لجعل العالقة مع
العمالء شخص ية ،مث ل اس تعمال موق ع المؤسس ة على اإلن ترنت من أج ل التع رف على س لوك ك ل عمي ل
وتحدي د رغبات ه ،وح تى تخل ق المؤسس ة ال والء ل دى عمالءه ا يتطلب منه ا تس طير برن امج لزي ادة ال والء
وإ نشاء نوادي خاصة بالعمالء المفضلين لديها.
65
إن الج ودة في تق ديم الخدم ة من األه داف ال تي تس عى المؤسس ة الخدمي ة لتحقيقه ا ،والتف وق في ذل ك
يتطلب خلق ونشر ثقاف ة الجودة داخ ل المؤسس ة والعمل على تحس ينها بإس تمرار ،أي جعل الجودة محور
االهتم ام ،فبوج ود ه ذه الثقاف ة يس هل على المؤسس ة الحص ول على ش هادة المطابق ة عن طري ق تط بيق
المعايير والمواصفات العالمية الخاصة بالنشاط الخدمي .
أ-مفهــوم ثقافــة الجــودة :يعت بر مفه وم ثقاف ة الج ودة من المف اهيم الحديث ة في مج ال اإلدارة ،وارتب ط بمفه وم
إدارة الجودة الشاملة.
وتعرف ثقافة الجودة على أنها " األسلوب الذي من خالله تمنهج المؤسسة المشاكل والقرارات واالتجاهات
التي يحملها العاملون نحو المواقف أو نحو بعضهم البعض في كافة المستويات اإلدارية داخل المؤسسة،
وهي عب ارة عن نم ط الع ادات والقيم والمعتق دات األساس ية ،والس لوك اإلنس اني المرتب ط بج ودة الخدم ة،
وبالتالي فثقافة الجودة في المؤسسة تعكس شخصيتها ،وهي بمثابة القلب النابض لها .
ويمكن التمييز بين نوعين أساسيين من ثقافة الجودة هما :
-ثقافــة جــودة ســلبية :وتق وم على أس اس ع ادات وقيم ومعتق دات وأنم اط س لوكية س لبية ت ؤثر س لبيا على
كفاءة وفعالية المؤسسة ،مثل :إخفاء األخطاء .
-ثقافة جودة إيجابية :و تنشأ من خالل القيام بخطوات غير عادية من أجل إسعاد العمالء ،بمعنى تحمل
المتاعب من أجل تحقيق رضا العميل و تتجاوز توقعاته .
ب -أسس ثقافة الجودة :تستند ثقافة الجودة إلى عدة أسس أهمها :
-القيم األساسية :القيم هي تلك األشياء التي يعتبرها الفرد هامة ،وتتسم بأنها ذات جدور أكثر عمقا من
اتجاه ات الف رد ومواقف ه ،وهي أك ثر س يطرة على س لوك الف رد ،إذ تلعب دورا جوهري ا في نظ ام اإلدارة
ألنها تحدد األولويات ،ومن ثم فهي توحد أية قرارات يتم اتخادها داخل المؤسسة
-إستراتيجية التشغيل األساسية :تشير اإلستراتيجية هنا إلى القاعدة أو المعيار األساسي الضروري من
أج ل التنفي ذ الش امل ألي نش اط أو ص نع أي ق رار ،وتتمث ل في أن الج ودة ت أتي أوال ،حيث ت وفر الخط وط
المرشدة للعاملين في المواقف المختلفة ،بهدف فعل األشياء الصحيحة من المرة األولى .
-التحسـين المسـتمر :إن عملي ة تحس ين الج ودة تزي د من ق درة المؤسس ة على تحقي ق أه دافها على أحس ن
وجه ،من خالل استغالل المعلومات المتوفرة لها والتي تخص محيط أعمالها ،مما يمكنها من إستغالل
الفرص المتاحة ،وتفادي التهديدات التي قد تواجهها ويتطلب ذلك :
-ض رورة التح ول من رد الفع ل في العم ل إلى المب ادرة فيم ا يتعل ق بتحس ين الج ودة ،ل ذلك فإن ه ينبغي
على كافة األقسام بالمؤسسة تطوير فهمها الحتياجات العميل وتوقعاته.
-ضرورة أن يصبح التحسين جزءا من العمل اليومي الروتيني أي أن يصبح " عادة " لدى العاملين في
كافة المستويات.
66
-ضرورة أن ينظر أعضاء المؤسسة بصفة عامة واإلدارة العليا بصفة خاصة إلى تحسين الجودة على
أن ه يمث ل عمال إس تراتيجيا يض من ديموم ة وبق اء المؤسس ة في أس واقها وي تيح إمكاني ة توس عها في أس واق
أخرى.
ج -المقومــات األساســية لثقافــة الجــودة:إن االرتق اء بمس توى ج ودة الخدم ة يتطلب ت وفر مجموع ة من
العناصر أهمها:
-خلق اإلدراك بأهمية الجودة والحفاظ عليها ،ويتحقق ذلك من خالل نشر المعلومات المتعلقة بالوضع
الحالي للجودة بالمؤسسة ،مما يسمح بالتعرف على المشاكل المتعلقة بها ،وبالتالي توفر الدليل إلى الحاجة
لتق ديم برن امج عم ل لتط وير الج ودة أساس ه وعي الع املين وإ دراكهم ألهمي ة الج ودة في تحقي ق أه دافهم
الخاصة وأهداف المؤسسة ككل .
-توفير دليل القيادة اإلدارية :بمعنى دعم اإلدارة العليا لعملية تطوير الجودة وتحسينها ،ويكون ذلك من
خالل :
-إنشاء والمشاركة في مجلس الجودة .
-وضع سياسات الجودة .
-تحديد ونشر أهداف الجودة .
-توفير الموارد .
-توفير التدريب للعاملين نحو المشاكل الخاصة بالجودة:
-التدريب على جودة الخدمة .
-تقديم المكافآت واالعتراف والتقدير.
ج -مش اركة األف راد في جه ود التط وير من خالل االقتراح ات ال تي يق دمونها كحل ول للمش اكل المختلف ة
للجودة.
د -وجود نظام واضح للرقابة يساعد نظام الرقابة على توفير المعلومات الضرورية لإلدارة ،ويقوم هذا
النظام على افتراض أساسي هو " :لكي تكون قادرا على حل مشكلة ما ،يجب أن تكون قادرا على رؤيتها
أوال " وبالت الي ف إن ه ذا النظ ام يس مح ب التعرف على اإلنحراف ات في ال وقت المناس ب ،ووض ع اإلج راءات
التصحيحية المناسبة .
ب -الحصــول على شــهادة المطابقــة :إن تب ني مفه وم التوج ه بالعمي ل يس مح للمؤسس ة الخدمي ة باإلجاب ة على
التحديات التي تواجهها وذلك حسب نشاطها والمحيط الموجودة فيه ،فكل مؤسسة لها وضعية إستراتيجية
خاصة بها .
وإ ن التق دم في اتج اه التوج ه بالعمي ل وال ذي يع رف بأن ه " :توحي د جه ود المؤسس ة من أج ل فهم
العمالء ،ج دبهم والمحافظ ة عليهم أفض ل من المنافس ين ،ليس س هال وفع اال دائم ا ل ذلك فالتوج ه بالعمي ل
67
يتطلب قيادت ه عن طري ق مب ادئ مترابط ة ومتناس قة ،باالعتم اد على أداة فعال ة تتمث ل في ش هادة المطابق ة
لمعايير الجودة .
والمزاي ا ال تي تجنيه ا المؤسس ة الخدمي ة من حص ولها على ش هادة المطابق ة هي مزاي ا مرتبط ة بالمب ادئ
األساسية لتحسين الجودة في مجال الخدمات ،و يمكن أن نذكر منها ما يلي:
-تعم ل ش هادة المطابق ة على جع ل الخدم ة ملموس ة من خالل المع ايير ال تي تض عها كم ا يمكنه ا إظه ار
فرص التحسين في أداء الخدمة.
-وتسمح بتوسيع العالقات مع العمالء وتنظيمها.
-تسمح بوضع نظام لإلصغاء للعميل على المستويات الدنيا والعليا للنشاط ،كما تسمح للمؤسس ة ب التعرف
وباستمرار على توقعات العمالء.
-تقود المؤسسة إلى تطوير فعالية وظائفها الداخلية والخارجية.
-تمكن من معالج ة االنحراف ات والبحث عن أسبابها وإ زالتها ،كما يس مح في التحكم في عدم الرض ا لدى
العمالء وجعل النشاط أكثر اعتمادية.
-تمكن المؤسس ة من تحدي د وتوجي ه الوس ائل التقني ة والبش رية الض رورية ،كم ا يق ود المؤسس ة إلى تط وير
الموارد البشرية في ظل النشاط اإلداري.
68
حتى تحقق المؤسسة أهدافها يجب أوال أن تحدد الوسائل الضرورية لذلك ،خاصة احتياجاتها من
الكف اءات ،فتط وير أنش طة المؤسس ة يجب أن يص احبه تكي ف الكف اءات م ع ه ذه التغ يرات حيث تع رف
الكف اءاة على أنه ا " :الق درة على العم ل ال ذي يعتم د على االس تعدادات ،المع ارف والخ برات ،ومن أج ل
ضمان تقديم خدمات جيدة ،على المؤسسة أن تحدد الكفاءات المطلوبة كما يلي :
-تحديد الكفاءات التقنية ،التجارية ،واإلدارية الضرورية ألداء الخدمة.
-تحديد درجة اندماج الكفاءات في روح الفريق.
-تقدير الكفاءات الضرورية ألداء الخدمة.
-تحديد درجة التحكم في إحتياجات المؤسسة من الكفاءات الالزمة.
ب -التحكم في اإلستقاللية التنظيمية للموارد البشرية :
يعت بر تك ييف اإلط ار التنظيمي في المؤسس ة من مح اور تحس ين الج ودة ،ف إذا لم يوج د نم وذج
تنظيمي
خ اص بالخدم ة فإن ه ينتج اختالف في ج ودة الخدم ة المقدم ة فخصوص ية الخدم ة يمكن أن تخل ق مش كلة
تنظيمي ة ،فالمش كلة التنظيمي ة تق ود عموم ا المؤسس ات الخدمي ة إلى البحث عن أش كال تنظيمي ة تجم ع بين
الالمركزية والمراقبة ،واالستقاللية ووضع المعايير ،المرونة والترابط ،ل ذلك فعلى المؤسس ة أن تأخذ بعين
االعتبار ما يلي :
-نتيجة للخاصية العالقائية للخدمة البد أن تتمتع الموارد البشرية بنوع من االستقاللية للتكيف مع توقعات
العمالء ،وإ دارة المواقف غير المتوقعة ،وفي بعض األحيان االرتجال من أجل إرضاء العمالء.
-للتخفيف من درجة االختالف في أداء الخدمة والتحكم في تناسقها يجب على المؤسسة أن تطبق معايير
وإ جراءات خاصة بأداء الخدمة.
من خالل االطالع على العديد من المراجع نجد أن هذه األدوات تأتي على عدة مسميات ،منها
طرق أو أساليب أدوات إدارة الجودة ،أدوات التحسين المستمر ،أدوات إدارة الجودة الشاملة ،وهي في
مجملها نفس االدوات واالساليب التي يتم االعتماد عليها إلدارة وتطوير وتحسين الجودة في المؤسسات
المصرفية على وجه الخصوص ،ونذكرها كما يلي:1
-1خرائط التدفق:Flow Charts :
- 1األخضر خراز ،تنمية االبداع لخدمة التحسين المستمر دراسة حالة المؤسسات اإلقتصادية بالغرب الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شPPهادة الPPدكتوراه
في العلوم ،تخصص مالية دولية ،كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،الجزائPPر ،2017/2018 ،ص-93
104
69
خريطة التدفق )أ و خريطة المسار( هي عبارة عن مخطط يصف تدفق العملية ،والخطوات التي
يمر بها المنتج أ واإلجراءات التي تمر بها الخدمة.
فوائد استخدام خرائط التدفق تتلخص في تمثيل خطوات العملية و تبسيط فهمها من قبل العاملين وتحديد
نقاط اتخاذ القرارات و اإلجراءات التصحيحية والتحسينية المناسبة عليها.
وهي بالشكل التالي:
شكل رقم :خريطة تدفق خدمة فتح حساب مصرفي
الدخول
للمصرف
طلب فتح حساب تسجيل طلب العميل إستالم الطلب العميل خدمات جدولة
مصرفي -قسم أ- -قسم ب- ودراسة طلب العميل
-قسم ج-
الشكل رقم :قائمة فحص الخدمات المصرفية المطلوبة حسب أيام االسبوع
70
خدمة الزبائن. القسم:
العمالء :التجار.
التاريخ :شهر جانفي لسنة n
االسبوع :االول
سحب العملة
االجنبية
عمليات
الصرف
االجنبي
عمليات
التوفير
عمليات
اإلئتمان
المجموع
-4المدرج التكراري:
المدرج التكراري )أو التوزيع التكراري) هو عبارة عن تمثيل بياني يس مح بطريقة مبسطة تحليل
البيانات التي يتم جمعها من العمليات اإلنتاجية والخدمية بهدف دراسة جودة مخرجاتها أ واكتشاف عيوبها.
71
يس تخدم به دف تحدي د المش اكل في العملي ات ،ومعرف ة األس باب الم ؤثرة عليه ا ومن ثم الترك يز على
هذه األسباب لتطوير الحلول المناسبة لتحسين العملية ،حيث يطلق عليه البعض مخطط إيشيكاوا ،وهناك
العديد من الطرق لرسم مخطط السبب والتأثير إحداها يطلق عليها شجرة األخطاء (المشاكل) حيث تقسم
المشكلة إلى أسباب رئيسية وأخرى ثانوية تتفرع منها ،وهذه تتفرع بدورها إلى أسباب فرعية ،وعند رسم
هذا المخطط يظهر على شكل عظمة سمكة لهذا يسمى بهذا االسم أحيانا ،حيث يتم إعداد قائمة تفصيلية
باألسباب المحتملة ليتم إختيار أكثرها إحتماال تمهيدا إلخضاعها لمزيد من التحليل.1
اقتصادية اجتماعيية
اسعار الفائدة.
االسوق المصرفي
االقتصاد الوطني
العوامل المؤثرة
على طلب
القروض
سياسية ثقافية
-6مخطط التبعثر:
يستعمل لتحليل بيانات العمليات بطريقة بيانية يمكن من خاللها البحث عن عالقة محتملة أو متوقعة
بين متغيرين ،وأهم استعماالت هذه التقنية في مجال الجودة:
البحث والكشف عن عالقة السبب والنتيجة بين متغيرين اثنين.
توضيح نوع العالقة بين المتغيرين ،ومعرفة قوة االرتباط بينهما.
الشكل رقم :العالقة بين سرعة استجابة مقدم الخدمة للعمالء وعددهم
1
-فتيحة بوحرود ،إدارة الجودة الشاملة في منظمات األعمال ،المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،االردن ،2015 ،ص84،85
72
سرعة استجابة مقدم الخدمة
عدد العمالء
عدد الشكاوى
الحد االعلى
الحد المتوسط
الحد االدنى
الفترات الزمنية
-8حلقات الجودة:
73
اح د اس رار تط ور الج ودة بالياب ان ،ف رق عم ل تطوعي ة تجتم ع س اعة في االس بوع ،لح ل مش كالت
العمل الصغيرة باستخدام ادوات الجودة االساسية و تقديم المقترحات التحسينية.
-9منهجية اإلنحرافات الستة:
وتسمى بمنهجية سيقما 6وهو اسلوب علمي واحصائي لحل المشكالت و تقليل التكلفة وزيادة رضا
العمال من خالل تقلي ل العي وب واالخط اء في المنتج ات والخ دمات ،وتتم من خالل تحف يز المش اركين
بالتأهيل بنظام احزمة الكاراتيه ،وهي تعني 3,4منتج غير صالح /خدمة سيئة لكل مليون منتج /خدمة.
-10إعادة هندسة األعمال ) الهندرة (:
إعادة نظر أساسية وإ عادة تصميم جذرية للعمليات لتحقيق تحسن هائل في مقاييس األداء العصرية
المتمثلة في :الجودة ،الخدمة ،والسرعة والتكلفة
-11االقتداء بالنماذج BENCHMARKING :
أنواع االقتداء بالنماذج :
-االقتداء بالنماذج المنافسة .
-االقتداء بالنماذج المشابهة .
-االقتداء بالنماذج العامة .
-االقتداء بالنماذج الداخلية
أدوات التنفيذ:
-األبحاث والنشرات المتخصصة
-الزيارات الميدانية
-االستبيانات
ونلخص مجم ل االدوات المس تخدمة في مج ال إدارة الج ودة بغ رض تطويره ا وتحس ينها في الش كل
التالي:
74
أدوات االحصاء
االنحرافات
إدارة التغيير
الستة
حلقات الجودة
إدارة المقارنة
الجودة
المرجعية
شهادة االيزو
1
-Bernard FORM, du manual qualité au manuel de management , AFNOR édition, France , 2013, p 287.
-2رضا صاحب أبو حمد آل علي و سنان كاظم الموسPPوي ،األدارة لمحPPات معاصPPرة ،مؤسسPPة الPPوراق للنشPPر والتوزيPPع ،األردن ،2001 ،ص،ص.
121،122
75
تخفيض الموارد المستخدمة :حيث أن العملي ات ال تي تس تخدم الم وارد أك ثر مم ا ه و مخط ط يعت بر ا-
إسرافا.
تخفيض األخطــاء :وال تي تك ون ناتج ة في أغلب األحي ان عن العمال ة الرديئ ة وال تي تتطلب إع ادة ب-
التصحيح .
تحقي ــق أو التف ــوق على توقع ــات المس ــتهلكين :حيث يمكن تحس ين العملي ات عن طري ق تحقي ق ج-
توقعات العمالء أو التفوق عليها.
جعــل العمليــات أكــثر أمنــا :ح ييث ان مك ان العم ل اآلمن أك ثر إنتاجي ة وفعالي ة حيث يتم اإلنت اج د-
بمعدالت أقل من الحوادث واقل من تعويضات ومطالبات العمال.
زيادة رضــا القــائمين بالعمليــات :يعت بر تحقي ق رض ا الق ائمين بالعملي ات أم را ض روريا ب الرغم من ه-
ص عوبة تحدي د من ه و العام ل الراض ي والس عيد ،ولكن البح وث ق د أظه رت أن العام ل الراض ي
والسعيد يكون أكثر إنتاجية من غيره.
-1يوسف حجيم الطائي وأخرون ،نظم إدارة الجودة في المنظمات اإلنتاجية والخدمية،دار اليPPازوري العلميPPة للنشPPر والتوزيPPع ،األردن ،2009 ،ص
.199
- 2مأمون سليمان الدرادكة ،مرجع سابق ،ص30-26 ،
76
مدخل جوران :التركيز على األبعاد اإلدارية لعمليات التخطيط و التنظيم و الرقابة و أهمية التأكيد
على مس ئولية اإلدارة في تحقي ق الج ودة و ض رورة وض ع األه داف وف ق ثالثيت ه :التخطي ط للج ودة،
ضبط الجودة ،تحسين الجودة.
مــدخل كروســبي :االل تزام الكلي لإلدارة العلي ا بمب ادئ الج ودة ،والعم ل على تحقي ق مب دأ "افعل ه
صحيحا من المرة األولى" حيث أن الهدف من ذلك هو المعيب الصفري ،وكذا التركيز على الدوافع
وعمليات التخطيط أكثر من أساليب رقابة العمليات و حل المشاكل.
ب-منهج الكايزن :1KAIZENتتك ون كلم ة ك ايزن بالياباني ة من كلم تين KAIوتع ني المس تمر ZEN ،وتع ني
التحسين ،وبالتالي فهي تعني التحسين المستمر ودوام التغير الى االفضل .
وهي عب ارة عن اس تراتيجية ياباني ة س هلة وابداعي ة تس تطيع أن تخفض اله در في الطاق ة وال وقت
الم وارد والمص اريف والمس احات وبحيث مه دت الطري ق للش ركات الياباني ة لتحقي ق أعلى مع دالت ص افي
أرباح في العالم على الرغم من أنها تبيع عدد منتجات أقل من منافساتها العالمية وبجودة أعلى ،.تقوم على
أسس تعرف بـ M3 :التالية:
:Mudaالهدر :وتعني التقليل من التلف والعطل. -
:Muriاالجهاد :أي تخفيض إجهاد الفرد واآلالت. -
:Muraعدم التناغم :أي التقليل من االختالف والتغيرية. -
- 1رعد عبد االله الطائي وعيسى قدادة ،إدارة الجودة الشاملة في عصر األنترنت ،دار صفاء للنشر والتوزيع ،األردن ،2010 ،ص ،197 .بتصرف
- 2المرجع نفسه ،ص197 .
77
خالصة المحور الخامس
أس فر التط ور الس ريع ال ذي ح دث في جمي ع القطاع ات اإلقتص ادية ،إلى التط ور التكنول وجي ال ذي
ب دورها المؤسس ات المص رفية إس تفادت من ه في تط وير منتجاته ا ولع ل أب رز ش كل منه ا ه و البطاق ات
االلكترونية ،وتستمر المصارف في تطوير جودة خدماتها المصرفية بهدف التعرف على حاجات عمالئها
والحفاظ على حصتها السوقية ،بهدف الصمود بوجه المؤسسات المصرفية األخرى وغيرها ،وحتى تتمكن
من تط وير خ دماتها ف إن ذل ك يتطلب االهتم ام بالعدي د من من الج وانب ،كاالس تخدام المس تمر للدراس ات
والبح وث باعتباره ا وس يلة لتجمي ع المعلوم ات وفهم توقع ات العمالء للخدم ة وتقييم اتهم لألداء الفعلي له ا،
حيث أن التع رف على دور الخدم ة وأبعاده ا والتع رف على توقع ات العمالء وإ دراكهم للخدم ة ومش كالت
التعامل معها ،يمثل جوهر أي برنامج فعال لتحسين جودة الخدمة ،كما يجب على المصرف العمل على
اس تقطاب وتوظي ف أفض ل الكف اءات خاص ة في الجبه ة األمامي ة له ا ،حيث أثبتت الدراس ات الحديث ة أن م ا
يقارب 3/1من مشكالت الجودة تنحصر في ضعف مهارات مقدمي الخدمة أو افتقادهم للرغبة في العمل
وتدني رؤيتهم للعميل ،وهذا ما يستدعي االهتمام ببرامج التسويق الموجه نحو عمال وموظفي المصرف،
وه و م ا يص طلح علي ه في العل وم التس ويقية بـ :التس ويق ال داخلي ،ال ذي يس اهم في زي ادة اإلدراك بأهمي ة
العميل الخارجي والعناية به ،وبشكل عام خلق بيئة داخلية تتمتع بدرجة عالية من الحساسية تجاه العميل
والجهود الموجهة إليه ،مع التأكيد على دور فرق الخدمة ،إضافة إلى ذلك يجب التصدي لمشاكل وشكاوي
العمالء بشكل سريع ،وكما يقال ضرب الحديد وهو ساخن حتى نرفع من درجة رضاه ،وفي نفس السياق
ف إن تعليم العمي ل عن الخدم ة تزي د مص داقية المص رف ل دى العمي ل من خالل ب ذل جه ود ملموس ة لتعليم ه
وتطوير معرفته بالخدمات المقدمة له ،وبشكل عام يجب نشر ثقافة تنظيمية داعمة للجودة في كل زوايا
المصرف حتى تصبح الجودة شعارا يؤمن به جميع العاملين بالمصرف ويسعون إلى التطبيق العملي له.
ومن بين األس اليب ال تي تمكن المؤسس ات المص رفية من تط وير خ دماتها ه و وض ع نظ ام لقي ادة
الجودة مبني على نظام اليقظة ،تحديد المظهر العام للخدمة المستهدفة ،تحديد سياسة الجودة ،ونظام تقييم
رض ا العمالء ،ونظ ام التحس ين المس تمر ،كم ا انبن ه ذه االس اليب نج د االس لوب ال ذي يه دف إلى تحقي ق
التم يز في العالق ة م ع العمي ل من خالل إدارة ف ترة انتظ ار ،التعام ل م ع الش كاوي ،توطي د ل العالق ة م ع
العميل وجعلها شخصية ،واالسلوب االخير هو تطوير ثقافة تنظيمية داخل المؤسسة والعمل على تحسينها
بإس تمرار ،مم ا يس هل على المؤسس ة الحص ول على ش هادة المطابق ة عن طري ق تط بيق المع ايير
والمواص فات العالمي ة الخاص ة بمج ال نش اطها ،وك ذا تنش يط ك ل الم وارد البش رية للمس اهمة النس بية في
عمليات التطوير.
78
ومن أبرز االدوات المساعدة على التطوير نجد أساليب تقليدية مثل خرائط التدفق ،قوائم الفحص،
وغيره ا ،إض افة إلى تطبيق ات أخ رى حديث ة مث ل حلق ات الج ودة وأس اليب التحس ين المس تمر المعروف ة
بالكايزن.
79
المحور السادس:
تقييم جودة الخدمة المصرفية
80
أوال :ماهية تقييم جودة الخدمة المصرفية:
الجودة الجودة
المروجة المدركة
الجودة الجودة
الفعلية القياسية
إن قي اس ج ودة الخ دمات يعتري ه ن وع من الص عوبة ،والس بب في ذل ك يرج ع إلى أن الخ دمات في
مض مونها تتم يز بخاص ية الالملموس ية ،ففي مج ال الخ دمات ال يس تطيع ط الب الخدم ة أن يع رف طبيع ة ه ذه
الخدم ة قب ل اتخ اذ ق رار الش راء ،إض افة إلى أهمي ة العنص ر البش ري في إنت اج ه ذه الخدم ة ،كم ا أن ج ودة
الخدمة أيضا تعتمد على درجة مشاركة المستفيد في عملية إنتاج الخدمة ،فمشاركة العميل تعتبر هامة لنجاح
الخدمة،
وتشير الدراسات إلى صعوبة قياس أداء الجودة في بعض المؤسسات الخدمية لصعوبة تحديد مكونات
المدخالت والمخرجات في مثل هذه المنظمات ،كذلك تأثر الجودة المدركة للخدمات بالبيئة المحيطة ،ألن أداء
مق دمي الخدم ة يس اهم لدرج ة كب يرة في تحدي د ج ودة الخدم ة باعتب ار أن معظم الخ دمات كثيف ة العم ل ،ك ذلك
اختالف مراح ل الخدم ة من ص ناعة خدمي ة إلى أخ رى ،وبالت الي ال يمكن وض ع مع ايير ثابت ة لقي اس ج ودة
الخ دمات وتعميمه ا على جمي ع المؤسس ات الخدمي ة ،ل ذا ف إن هن اك حاج ة ماس ة ألن يق وم ك ل قط اع من
القطاعات الخدمية كل على حدة بتطوير المقاييس المناسبة لقياس جودة الخدمة المقدمة ،في ضوء الظروف
البيئية والثقافية والتنظيمية التي يعمل من خاللها ،على أن تتضمن هذه المقاييس تحقيق نوع من التوازن بين
أهداف طالب الخدمة ومقدم الخدمة والمؤسسة في نفس الوقت. 1
ومن خالل ما سبق ،فإن تقييم جودة الخدمة يجب أن يكون من وجهة نظر العميل ،يرتبط تقييم الجودة
بمس توى إدراك العمالء للخدم ة الكلي ة المقدم ة لهم ،بمع نى أن عملي ة تق ييم الج ودة من ط رف العمي ل تش مل
باإلض افة إلى الخدم ة األساس ية أو الجوهري ة مختل ف الج وانب الملموس ة وغ ير الملموس ة المتص لة بتق ديم
-1أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص .42
83
الخدمة ،إلى جانب ذلك فعملية تقييم جودة الخدمة يعتمد بشكل كبير على حاجات ورغبات وتوقعات العمالء
قبل شراء الخدمة ،ويرجع تقييم جودة الخدمة المصرفية إلى األسباب التالية:1
.1عدم معرفة المصرف بمعايير العمالء:
أي قد ال يكون لدى المؤسسة المصرفية معرفة بالمعايير والمؤشرات التي يحددها العمالء إلختيار
الخدمة ونوايا الشراء لديهم ،أو حتى األهمية النسبية التي يولونها لكل مؤشر في تقييم جودة الخدمة المقدمة .
.2خطأ تقدير المصرف:
أي قد تخطئ إدارة المؤسسة المصرفية في معرفة األساليب والطرق التي يدرك بها العمالء األداء
الفعلي للخدمة المقدمة لهم .
.3عدم إعتراف المصرف بتغير التوقعات :
فق د ال تع ترف المؤسس ة بحقيق ة أن حاج ات العمالء وتوقع اتهم تتط ور إس تجابة للتط ور في الخ دمات
المقدمة من المؤسسة نفسها أو من طرف مؤسسات منافسة وهو ما يجعلها تعتقد أن ما تقدمه يعتبر مناسبا.
.4عدم قدرة المصرف على تحديد مستوى الجودة:
ق د ال تس تطيع المؤسس ة نظ را لنقص إمكانياته ا ،تحدي د حاج ات عمالئه ا ومعرف ة توقع اتهم أو تق ييم
مستوى الرضا لديهم عن األداء ،وبالتالي عدم القدرة على تحديد مستويات الجودة في خدماتها .
تمثل هذه المتطلبات في مضمونها مختلف األنشطة الواجب القيام بها لتفادي الفشل في أداء الخدمة،
حيث يمكن تصنيف األنشطة إلى ثالث مجموعات أساسية متداخلة يعتمد بعضها على بعض وهي:2
1-القيادة في تقديم الخدمة :
إن االل تزام بتق ديم الخدم ة يعت بر الرك يزة األساس ية الخاص ة بج ودة الخدم ة وإ مكاني ة اعتم اد العمي ل
عليها ،فالمؤسسة القائدة في مجال خدمتها هي تلك المؤسسة التي تلتزم بأداء الخدمة بشكل صحيح ومن أول
مرة ،فالمؤسسات التي تسعى إلى درجة عالية من الدقة واإلتقان في أداء الخدمة هي المؤسسات التي يؤمن
فيها مديري التسويق بما يلي :
أ -إن الوصول إلى درجة الدقة في خدمتها بنسبة % 100هو أمر ممكن ويستحق أن يكون هدفا للمؤسسة
وشعارا تسعى دائما إلى تحقيقه.
ب -إنه من المهم أن يسود مفهوم صحة ودقة جودة الخدمة في كل المؤسسة وحتى بالنسبة للعاملين في أدنى
السلم اإلداري.
2-الفحص الشامل للخدمة ومكوناتها :
85
3-بناء بنية أساسية داخل المؤسسة :
يستخدم مصطلح البنية األساسية للتعبير عن مجموعة العناصر التنظيمية المتداخلة والواجب وجودها
ح تى يمكن للمؤسس ة أن تق دم خدم ة دقيق ة مرتبط ة بالعنص ر البش ري والعم ل في ص ورة فري ق عم ل داخ ل
المؤسسة.
إن إتجاه ات وس لوك الع املين بالمؤسس ة الب د وأن ي ؤدي إلى ت دعيم أو ته ديم س معة المؤسس ة ل دى
عمالئها وتشمل ه ذه االتجاهات في عدم رغب ة الع املين في تحس ين مس توى أداء الخدم ة ،أو عدم توقعهم أن
يكون من ضمن أدوارهم العمل على تطوير وتحسين جودة الخدمات ،لذلك فعلى المؤسسات الخدمية أن تضع
معايير الختيار العاملين ،ووضع اإلجراءات المساعدة في تحقيق خدمات جيدة ،والتركيز على جانب الثقة في
تعامالتها مع العمالء ،باإلضافة لالهتمام بالتدريب واستمراريته .
86
خالصة المحور السادس
تس عى المص ارف إلى الحكم على فعالي ة األنش طة والعملي ات الالزم ة لتحقي ق أه دافها المس طرة،
والتوص ل إلى م ا ق د يك ون هن اك من تب اين بين النت ائج المس تهدفة وبين النت ائج ال تي تحققت فعال ،ومقارن ة
المحق ق بالمس تهدف على أس اس المع ايير المح ددة مس بقا وه ذه العملي ة هي م ا يقص د ب ه تق ييم تق ييم ج ودة
الخدمات المصرفية ،فحسب الباحثين في المجال المصرفي ،فإن تقييم وقياس جودة الخدمات المصرفية ،قد
يكون من وجهة نظر داخلية تعبر عن موقف االدارة المصرفية ،ومبنية على أساس االلتزام بالمواص فات التي
تك ون ص ممت على أساس ها الخدم ة المص رفية ،أم ا وجه ة النظ ر الخارجي ة ف ترتكز على ج ودة الخدم ة
المص رفية الفعلي ة المدركة من طرف العميل ،وب الرغم من أن مفاهيم التسويق الحديث تميل إلى تبني وجهة
النظر الثانية التي ترى أن مفهوم جودة الخدمة المصرفية يكمن في إدراك العميل ،ومن هذا المنطلق برزت
مف اهيم ومج االت جدي دة مث ل خدم ة العمالء ،الخصوص ية ،الس رية...كمج االت للتمي يز في تق ديم الخ دمات
المصرفية واصبحت نتائج تقييم الخدمة المصرفية هو رضا أو عدم رضا العميل.
وبالتالي ترتب عن ذلك خمس مستويات تعبر عن جودة الخدمة المصرفية تتمثل في الجودة المتوقعة،
المدركة ،القياسية ،الفعلية ،واخيرا الجودة المروجة.
إن قياس جودة الخدمات المصرفية وتقييمها يعتريها نوع من الصعوبة ،والس بب في ذلك يرجع إلى
خاصية الالملموسية التي تتميز بها هذه الخدمات في طبيعتها ،إضافة إلى أن العميل المصرفي ال يمكنه أن
يعرف طبيعة هذه الخدمة قبل اتخاذ قرار الشراء ،إضافة إلى أهمية العنصر البشري في إنتاج هذه الخدمة،
كما أن جودة الخدمة أيضا تعتمد على درجة مشاركته الهامة في عملية إنتاج الخدمة ،إلى جانب ذلك فعملية
تقييم جودة الخدمة يعتمد بشكل كبير على حاجات ورغبات وتوقعات العمالء قبل شراء الخدمة ،ويرجع تق ييم
ج ودة الخدم ة المص رفية إلى ع دم معرف ة المص رف بمع ايير العمالء ،خط أ في تق ديرها المص رف ،ع دم
اإلعتراف بتغير التوقعات ،وعدم قدرة المصرف على تحديد مستوى جودة خدماته المقدمة.
ويتطلب تقييم جودة الخدمات المصرفية القيادة في تقديم الخدمة ،الفحص الشامل للخدم ة ومكوناتها،
بناء بنية أساسية داخل المصرف للتعبير عن مجموعة العناصر التنظيمية المتداخلة والواجب وجودها حتى
يتمكن من أن يقدم خدمة دقيقة مرتبطة بالعنصر البشري والعمل في صورة فريق عمل يساهم في تقييم جودة
الخدمة المصرفية.
87
المحور السابع:
قياس جودة الخدمة المصرفية
88
أوال :قياس جودة الخدمة من منظور العمالء
يمكن التفرقة بين خمسة طرق أساسية لقياس جودة الخدمات من منظور العميل هي :
1-مقياس عدد الشكاوى: : Complains measures
هي طريق ة س هلة وبس يطة لقي اس ج ودة الخدم ة ،حص ر ع دد الش كاوى خالل ف ترة معين ة وتص نيفها
حس ب ن وع الش كوى ،وتتمه ز ه ذه الطريق ة بالس هولة في إعط اء مؤش ر نح و إدراك العمالء للخدم ة المقدم ة
لهم. 1
وتعت بر ش كاوي العمالء وس يلة مفي دة للتع رف على خل ل معين في جزئي ة معين ة في نظ ام تق ديم
الخدمات داخل المؤسسة ،سواء ذلك الجزء الذي يتعلق بالعاملين أنفسهم أو بإجراءات واليات العمل ،وبالتالي
تس تطيع إدارة المؤسس ة توجي ه اإلرش ادات والتوجيه ات إلى الع املين لتص ويب األخط اء ،أو إج راء التع ديالت
المناسبة على نظام تقديم الخدمات.
إال أن اعتماد إدارة المؤسسة على هذه الوسيلة فقط ال يعتبر مناسبا لفهم توقعات العمالء ح ول ج ودة
الخدم ة المقدم ة ،حيث أن ش كاوى العمالء تك ون ع ادة في جزئي ة معين ة من نظ ام تق ديم الخ دمات ،وبالت الي ال
تس تطيع إدارة المؤسس ة تق ييم ج ودة الخ دمات المقدم ة من منظ ور ش امل ،إال أن ه ذه الوس يلة غ ير مكلف ة من
حيث اإلنف اق وال وقت وتعطي انطب اع جي د ل دى العمالء ب ان ادراة المؤسس ة مهتم ة بهم ،وتس عى لتحس ين
خدماتها إلرضائهم.2
- 1نايف قاسم علوان :إدارة الجودة في الخدمات ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان. 2005،،ص106-105
-2أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص61
-3نايف قاسم علوان :إدارة الجودة في الخدمات ،مرجع سابق ،ص106-105
-4صالح الدين مفتاح سعد الباهي ،مرجع سابق ،ص.47.
89
العميل غير را ض. التوقعات < الخدمة المدركة
العميل را ض. التوقعات = الخدمة المدركة
العميل رارض جدًا. التوقعات > الخدمة المدركة
يقصد بقياس الجودة من منظور المؤسسة ،هو قياس الجودة المهنية ،حيث يرى الكثير من الباحثين أن
تقييم الجودة من منظور واحد وهو منظور الزبون إنما هو بترا لنتائج قياس جودة الخدمة المقدمة ،باعتبار
أن قياس الجودة من منظور الزبون يمثل جزءًا من برنامج الجودة ،والجزء األخر المكمل له هو ما تتناوله
مق اييس الج ودة من منظ ور المؤسس ة نفس ها ،باعتباره ا تتهتم بق درة ه ذه المؤسس ات على الوف اء بخ دماتها
المتنوعة من خالل االستخدام األمثل لمواردها المتاحة.
وتنقسم مقاييس الجودة من منظور المؤسسة إلى االنواع التالية:2
93
ب الرغم من إس هامات ك ل الم داخل الس ابقة من تق دم في مق اييس لج ودة و تقييمه ا إال أنه ا جميع ا يغلب
عليها الطابع الجزئي ،وقد أدت هذه المداخل والمقاييس الجزئية إلى إبراز ضرورة وأهمية المعالجة الشاملة
في قي اس ج ودة الخدم ة و تق ديمها ،دون الترك يز فق ط على وجه ة نظ ر الزب ون على ح دة ،أو الترك يز على
وجهة النظر المهنية لوحدها ب ل يجب دمج التحليلين معا لألستفادة منهما معا ،والشكل التالي يوض ح طريقة
تقييم جودة الخدمة من وجهة نظر شاملة:1
نتائج القياس
المصدر :قاسم نايف علوان المحياوي ،مرجع سابق ذكره ،ص 11
أضحى التسويق المصرفي يفرض نفسه في انتهاج استراتيجيات تتماشى مع اشتداد حجم المنافسة في
الس وق المص رفية والبحث عن مزاي ا تنافس ية لخ دماتها ترتك ز عليه ا المج ال ،فك ان التوج ه نح و الج ودة أح د
األس اليب ال تي ت وجهت إليه ا العدي د من المؤسس ات المص رفية ،وه ذا التوج ه يتطلب متابع ة مس تويات الج ودة
باستمرار من خالل عمليات القياس التي تتم وفقا لثالث مداخل.
فقي اس ج ودة الخدم ة من منظ ور العمالء ،يع ني إحتمالي ة إس تخدام خمس ة ط رق أساس ية في ذل ك مث ل
مقياس عدد شكاوي الذي من خالله يتم حصر عدد الشكاوى خالل فترة معينة وتصنيفها حسب نوع الشكوى،
أم ا مقي اس الرض ا فيتم باس تخدام مقي اس "لك ريت " لمك ون من س بعة درج ات لقي اس درج ة أهمي ة عناص ر
الخدمة ومدى رضا المستهلك عليها ،بينما مقياس الفجوة المعروف بمقياس SERVQUALفهو الذي يوضح
الفجوات الخمسة الناتجة عن الفجوة الرئيسية بين توقعات العميل وإ دراكاته الفعلية ،في حين أن مقياس األداء
الفعلي والشهير بـ SERVPERF :والذي يوضح قياس جودة الخدمة المصرفية يكون من خالل اآلداء الفعلي
لها ،أم ا المقي اس األخير فهو مقياس العميل الموج ه بالقيم ة ،والذي يوض ح التصور المبني على المنفع ة من
الخدمة والثمن الواجب دفعه لقائها.
والمدخل الثاني في قياس الجودة المصرفية هو من منظور المؤسسة المصرفية ،حيث يرى الكثير من
الباحثين أن تقييم الجودة من منظور العمالء فقط هو إهمال لوجهة نظر المؤسسة ،لذا حتى نوفي المصرف
حق ه في القي اس يجب الح ديث عن قي اس للج ودة بدالل ة م دخالتها باعتباره اجوهر الخدم ة نفس ها ،أو بدالل ة
مخرجاتها والتي تمثل النتيجة النهائية المقدمة كخدمة تامة للعميل ،أو بداللة العمليات التي تحكم تحويل هذه
المدخالت إلى تلك المخرجات.
وبين المدخل األول والمدخل الثاني ظهر توجها وسطيا محاوال التوفيق بين وجهة النظر العميل ووجهة
نظ ر المؤسس ة وين ادي ب ذلك ع دم إمكاني ة فص ل القياس ين عن بعض هما البعض العتب ارات تس ويقية تس تدعي
تعظيم مستويات جودة الخدمات المصرفية على نطاق واسع.
95
96
المحور الثامن:
إدارة توقعات العمالء
97
أوال :ماهية العمالء:
-1مفهوم العميل:
تسعى جميع المؤسسات في سبيل الوصول إلى خدمات متميزة للعمالء أن تهتم بجودة خدماتها ،حت
أن مؤسس ات العص ر الح ديث أص بحت ال تعم ل فق ط على إرض اء عمالئه ا وإ به ارهم ،ب ل أص بحت تس عى
إلى ما يسمى ب " إسعاد العمالء" وتقديم ماال يتوقعونه أصال.1
ا-تعريــف العميــل :ه و الش خص ال ذي ي تيح للمنظم ة الفرص ة كي تخدم ه بش كل جي د ،وه و الش خص األك ثر
اهمي ة في ك ل وقت وك ل مك ان ،وه و ال ذي تعتم د علي ه المنظم ة في التخطي ط لحاض رها ومس تقبلها ،وه و
ال ذي يع بر عن رغبات ه ومتطلبات ه ،وتص بح مهم ة المنظم ة أن تل بي ه ذه الحاج ات وتفي به ذه المط الب،
والعمي ل ه و ال ذي يمنح المنظم ة الق درة على االس تمرار وتحي ق النج اح ،وه و ك ذلك ق د يك ون اح د أس باب
خ روج المنظم ة من الس وق ،2وه و ص احب الق وة الش رائية في المنظم ة ،وكلم ا زاد الطلب على منتج ات
المنظمة زادت أرباحها وزادت أسعارها أيضا.3
وعمالء المؤسسة هم األشخاص الذين يتعاملون مع المؤسسة ويتلقون السلع والخدمات منها.4
ب-المصطلحات المتشابهة لمصلطح العميل:
هن اك العديد من المص طلحات التي تتشابه م ع مصطلح زبون ومنها العمي ل ،المستهلك ،المش تري،
كلها ألفاظ متشابهة في معانيها ،لكنها تختلف بحسب واقع المنظمات وتخصصها ،حيث نوضح الفروقات
بينها كما يلي:5
الزبون :يقصد بالزبون هو المتعامل مع مقدم الخدمة ،وفي المعجم العربي تشير هذه الكلمة إلى شخص أو
منظمة التي تستأجر خدمات مهنية ،أما في المعجم الغني فتشير هذه الكلمة إلى من يتعامل في الشراء مع
بائع واحد ،ولكلمة زبون عدة معاني في اللغة العربية ،غير أن هذه الكلمة باللغة اإلنجليزية customer
هو المستخدم للبضاعة من منظمات أو أي نوع من أسواق ومراكز تجارية ،أي أن الزبون هو ال ذي يطلب
أو يقبل على شراء السلعة المعروضة في السوق ،فمصطلح زبون ال يستخدم كمصطلح علمي خاص في
علم االقتصاد والتجارة إنما كلمة شائعة االستعمال عند الكثيرين وتتقاطع مع العديد من المصطلحات ،إال
أن الزبون لديه إرتباط مع البائع في أكثر من مصلحة أو في أكثر من عملية بيع لهذا فإن مصطلح زبون
يتميز بما يعرف بـ M.A.N :وهي إختصارا للمعاني التالية:
-المال :لديه المال لشراء المنتج المعروض.
-الصالحية :يملك صالحية الشراء.
100
ثانيا :أنماط العمالء:
بما أن المؤسسات الخدمية عامة والمصرفية خاصة تسعى لكسب رضا عمالئها من خالل مدخل
الجودة في الخدمات ،فعلى مقدم الخدمة أن ينتبه لتعدد أنماط العمالء فليس من الحكمة أن يكون له أسلوب
واح د يتعام ل ب ه م ع جمي ع أنم اط العمالء ،فلك ل نم ط من العمالء ص فاته وبالت الي أس لوب خ اص للتعام ل
معه ،لذلك يجب أن يتقن مقدم الخدمة أوال تصنيف العمالء ،ثم كتحصيل حاصل يجب أن يعرف األسلوب
المالئم لشخص ية ه ذا العمي ل عن غ يره من العمالء ،ال ذين ق د تف رز شخص ياتهم ،وحاج اتهم ،رغب اتهم،
ودوافعهم وقيمهم ومبادئهم...االنماط التالية من العمالء:1
.1العميل السلبي:
صفات العميل السلبي :الخجل ،المزاجية ،وكثرة طرح األسئلة ،االصغاء بانتباه ويقظة ،البطء في
إتخاذ القرار والرد ،وذلك النشغال تفكيره بموضوعات كثيرة ،فهو يفكر العديد من المواضيع أثناء حديث
مقدم الخدمة معه ،مما يحد من درجة تركيزه واستيعابه لمحتوى الحديث.
كيفية التعامل مع العميل السلبي :ينبغي التحلي بالصبر عند التعامل مع هذا الصنف من العمالء،
ومحاول ة إس تيعاب أس باب ع دم قدرت ه على اتخ اذ الق رار ،حيث يفض ل ع دم إجب اره على االتج اه ال ذي ال
يرغبه ،ينصح بمسايرته ،وتعميق االدراك لديه بأهمية وقته وجهده ،مع تدعيم الحديث معه باألدلة إلقناعه.
مثــال :الت ذكير بالمزاي ا ال تي حققه ا غ يره من العمالء ممن قبل وا بوص ايا موظ ف الخدم ة وس اروا على
نهجها.
.2العميل المتشكك:
صفات العميل المتشكك :يميل هذا العميل إلى عدم الثقة ،ويبدو شكاكا في مقدم الخدمة ،إض افة إلى
لهجته التهكمية ،وأسلوبه الساخر لما يقال له ،لذا تجده دائما يطلب األدلة والبراهين ،يصعب عادة تحديد ما
يرغب به ومايريده.
كيفيــة التعامــل مــع العميــل المتشــكك :تجنب مجادلت ه فيم ا يقول ه ،مح اول معرف ة أس باب ش كوكه،
تبديد عدم ثقته بتكييف أسلوب الحوار ،بناء جسور الثقة معه.
مثال :محاولة الحصول على موافقات مبدئية لبعض الجوانب الفرعية لموضوع الحديث معه إلى غاية
الوصول إلى الثقة التامة.
.3العميل الثرثار:
صــفات العميــل الثرثــار :يس تمتع بك ثرة الح ديث والكالم ،يتص ف بالمجامل ة ،ولدي ه روح الفكاه ة
والدعاب ة ،يمي ل إلى االس تحواذ على الح وار ،ويخل ط المواض يع ببعض ها في محاول ة من ه لج ر االش خاص
لألحاديث التي يريدها وكذا للفت االنتباه بكثرة حديثه.
- 1ناجي معال ،أصول التسويق المصرفي ،معهد الدراسات المصرفية ،االردن ،1994 ،ص-ص ،321-308 .بتصرف.
101
كيفيــة التعامــل مــع العميــل الثرثــار :يجب معاملت ه بح ذر ،ويجب االمس اك بزم ام المب ادرة أثن اء
الح ديث ،منح ه وقت ا مناس با ليتح دث بم ا يري ده ،م ع الح رص على بق اء الح ديث في س ياق الموض وع أو
الخدمة المطلوبة ،يفضل إبداء االمتنان القتراحاته وارائه.
مثال :تحويل المقترحات االيجابية التي يقدمها هذا العميل بالشكل الذي يخدم تطوير الحوار معه .
.4العميل المغرور:
صــفات العميــل المغــرور :لدي ه مبالغ ة في تق دير ذات ه ي رى نفس ه متم يزا ،ومس يطرا ،وواثق ا ،ينف ذ
صبره بسرعة ،ال ينصت إلى الحديث معه ،ويلجأ إلى المقاطعة باستمرار ،وسريع االستفزاز ،ويرى أن
اآلخرين مجبرين على انتظاره ،ويزعم معرفته بكل األمور ،لذلك فهو قليل االسئلة.
كيفيــة التعامــل مــع العميــل المغــرور :يجب إنه اء المعامل ة مع ه في وقت قص ير ،والح رص على
ض رورة مس ايرته ،وإ ش عاره بأهميت ه ،ويحت اج إلى مجاملت ه ،لكن االبتع اد عن ال دخول في التفاص يل مع ه
والتركيز على الهدف.
مثال :انتزاع المبادرة في الحوار معه ،واستخدام أسلوب :نعم...ولكن...
.5العميل المتردد:
صــفات العميــل المــتردد :يتم يز بع دم قدرت ه على اتخ اذ الق رار بنفس ه ويستص عبها ،فه و يتص ف
باالتكالية ،متردد ،وغير صارم وغير مستقر ،ال يعارض ما يقال له ،يؤجل قراراته إلى وقت الحق ،وإ ذا
تعرض لموقف محرج ،فإنه سوف يبدو عليه عدم الرغبة فيما ستفرض عليه من قرارات.
كيفية التعامـل مـع العميـل المـتردد :إش عاره بمحدوي ة ف رص االختي ارات المعروض ة أمام ه ،غل ق
أبواب بعض الحلول البديلة ،مناقشته بأسلوب منطقي وبالبراهين حتى تبين له أن رأيه غير منطقي.
مثال :في حال ة ع دم إتم ام الص فقة ،الب د من إش عاره أن الح ديث مع ه ليس مض يعة لل وقت ب ل ك ان فرص ة
جيدة وفاتحة للصداقة ،وتقديم الشكر له.
.6العميل الغاضب:
صفات العميل الغاضب :يتميز هذا العميل بسرعة الغضب واإلستفزاز ،واإلثارة ،يبحث عن توافه
وصغائر االمور والتركيز عليها الفتعال الغضب ،وهو يرغب في اإلساءة إلى اآلخرين ،وإ لحاق الضرر
بهم ،يميل للتهجم على اآلخرين ،حيث يواجه مقدم الخدمة صعوبة في التعامل معه ،وفي محاولة إرضائه.
كيفية التعامل مع العميل الغاضــب :الحف اظ على األدب والتحلي بالص بر في التفاع ل مع ه ،التعام ل
بحكمة وروية ،محاولة استيعاب غضبه والتعرف على مشاكله ،تفادي مجادلته ،والتحكم في النفس وضبط
المزاج ،االنضباط والتحكم في ردود االفعال ،مع محاولة إثبات الرأي بالحقائق واالرقام .
مثال :التعامل معه بصفة شخصية وخاصة إذا كان غضبه نابعا من أمور لها صلة بالمؤسسة ،وتهدئته كما
يريد هو.
102
.7العميل المشاهد:
صــفات العميــل المشــاهد :وه و العمي ل المتس وق ،يمي ل إلى التمعن في الخ دمات أو الس لع ،ال يري د
شيئا محددا ،وبالرغم من أنه يفضل عدم مراقبته ،واالهتمام به في ذات الوقت ،إال أنه يجدر االهتمام به
ألنه عميل محتمل جيد ،وهو يشير دائما إلى أنه مجرد متفرج وأنه ليس عميال فعليا.
كيفية التعامل مـع العميـل المشـاهد :تجنب وض عه محال لترك يز اإلنتب اه علي ه بطريق ة تش عره ب ذلك،
محاولة إثارة انتباهه ،واهتمامه باألخص الخدمات الجديدة ،وإ شعاره بأن الخدمات التي يبحث عنها متوفرة
وتوضيح المميزات المقترنة بخدمات المؤسسة ،الترحيب به ،والفضول معه بحذر ،وعدم استخدام أساليب
ترويجية ضاغطة .إشعاره بأن الخدمة التي يبحث عنها متوفرة.
مثال :تقديم الدالئل على أن ما تقدمه المؤسسة من خدمات هو األفضل.
.8العميل النزوي:
صـفات العميـل الـنزوي :يتم يز بالتف اخر ال دائم وس رعته في اتخ اذ الق رارات ،ال يص غي للمناقش ات
الطويل ة والمعلوم ات التفص يلية والش رح المس تفيض ،ع اطفي في س لوكه االس تهالكي ،يهتم ب المظهر
الخارجي أكثر من المضمون ،مهما قدم له مقدم الخدمة من معلومات فإنه سيختار ما يعجبه ،وما يناسب
تفضيالته.
كيفيــة التعامــل مــع العميــل الــنزوي :تق ديم المس اعدة ل ه ،ومحاول ة تجنيب ه الوق وع في الخط أ ،تق ديم
النصائح المساعدة للخيار األفضل.
مثال :الطلب من ه التمعن في المعلوم ات قب ل اتخ اذه لق راره ،واتض اح أي ة إلتزام ات ت ترتب عن ه ذا
الخيار تجنبا ألي إحراج ولوم لمقدمة الخدمة مستقبال.
.9العميل العنيد:
صفات العميل العنيد :هذا العميل يتصف بأنه إيجابي النزعة ،يبدو نشيط ،وإ ستقالليا ،يفضل اتخاذ
ق راره بص ورة منف ردة دون ت أثير اآلخ رين ،ويتمس ك ب ه .وه و ش خص محاف ظ يتجنب تج ريب األش ياء
الجديدة ،ويقاوم التغيير.
كيفية التعامل معه :محاول ة مس ايرته فيم ا يقول ه ،يت وجب معاملت ه ب احترام وتق دير لمعارف ه وذكائ ه،
يفضل طلب مساعدته في تقديم اقتراحات جديدة.
مثال :إشعاره باالهتمام به وباالشياء التي يقولها.
.10العميل الصامت:
صــفات العميــل الصــامت :يتص ف باله دوء وقل ة الح ديث .،ينص ت للح ديث أك ثر مم ا يتكلم ،يمت از
باالتزان وعدم السرعة في اتخاذ القرار ،يتمعن في كل شيء ويبحث عن مقارنات بين الخي ارات المقترح ة
للوصول للخيار االمثل ،يواجه مقدم الخدمة صعوبة في تحديد أفكاره وارائه.
103
كيفية التعامل مع العميل الصامت :الحرص على اعطائه المعلومات الصحيحة ،الجدية في أسلوب
الحوار معه ،تقديم الحقائق واعتماد المنطق التحليلي ،المعاملة باحترام ووقار.
مثال :إعطاء األمثلة الرقمية واألدلة المختلفة.
الخدمة الجيدة
الحفاظ على االتصاالت إمكانية تحريك تقليل تكلفة زيادة دافعية انخفاض
المستهلكين االيجابية السعر إعادة العمل العاملين دوران
زيادة الربحية
- 1حسين وليد حسين عباس و أحمد عبد محمود الجنابي ،مرجع سابق ،ص.30
-2المرجع نفسه ،ص.31
-3أيمن فتحي الخالدي ،مرجع سابق ،ص 46-45
105
سيشعر باإلحباط والندم وتنخفض درجة والئه للمنظمة ،أما إذا وجد مستوى األداء الفعلي أعلى من منطقة
التحمل فإنه سيشعر بالسعادة والرضا وتزيد درجة والئه للمنظمة.
ولتوض يح مفه وم مس تويات توقع ات العمالء و نأخ ذ المث ال الت الي ،على ف رض أن أح د العمالء
ي رغب في دف ع قيم ة ف اتورة اله اتف في م دة ال تتج اوز 10دق ائق ،ف إن ه ذا يطل ق علي ه مس توى الخدم ة
المرغوبة ،ولكنه وفقا لخبرته مع البنك ومع األخذ بعين االعتبار عدد العمالء اآلخرين الموجودين قبله،
ال ذين ج اءوا أيض ا ل دفع قيم ة فوات يرهم ،ووفق ا لعوام ل أخ رى ف إن انتظ اره يمكن أن يتحم ل 20دقيق ة،
ويعرف هذا المستوى بالمستوى المناسب للخدمة ،فإذا كانت الخدمة الفعلية قد إستغرقت أي وقت بين 10
دق ائق و 20دقيق ة (منطق ة التحم ل) ،ف إن العمي ل س وف يك ون راض يا عن المص رف ،أم ا إذا ك ان ال وقت
الفعلي خارج منطقة التحمل ،فإن تأثيره سوف يكون أكبر من مدى العميل ،سواء كان أقل من 10دقائق
أو أك ثر من 20دقيق ة ،ففي الحال ة األولى سيش عر العمي ل بس عادة أك بر ألن األداء ف اق توقعات ه المرغوب ة،
أم ا في الثاني ة ف إن العميل سيش عر باإلحب اط وعدم الرض ا ،ألن الخدم ة أخذت وقت ا أكبر مم ا اعتبره الحد
المناسب ،ومنطقة التحمل بطبيعة الحال تختلف من عميل ألخر.
المستوى المرغوب
مستوى التحمل
المستوى المالئم
الخبرة المتوقعة
107
المصدر:
109
خالصة المحور الثامن
يعتبر العميل هو ذلك الشخص الذي يتيح للمؤسسة الفرصة كي تخدمه بشكل جيد ،وهو الشخص
األكثر أهمية في كل وقت وكل مكان ،وهو الذي تعتمد عليه في التخطيط لحاضرها ومستقبلها ،من خالل
حاجات ه ورغبات ه ،فه و ال ذي يمنح له ا الق درة على االس تمرار وتحقي ق النج اح ،وه و ك ذلك ق د يك ون أح د
أسباب خروجها من السوق ،ومصطلح العميل يستخدم في عدة مجاالت كمرادف للمصطلحات القريبة منه
في المعنى والتي من أهمها مصطلح الزبون ،المستهلك ،المشتري ...لكن هناك فروقا جوهرية بينها ،لكن
م ا يجعلن ا نؤك د علي ه ه و مراح ل إتخ اذ الق رار الش رائي وال ذي ينطل ق من مرحل ة إدراك الحاج ة للخدم ة
الم راد طلبه ا ،ثم البحث عن البیان ات والمعلوم ات الالزم ة ح ول تل ك الخدم ة ،فت وفر للعمي ل مجموع ة من
الب دائل يق وم بتقييمه ا وغربلته ا وفق ا لمع اييره الخاص ة ،وبالت الي يص ل إلى إتخ اذ ق راره بطلب الخدم ة أو
عدمه ،وأخيرا يتولد لديه إنطباع نهائي يولد له فيما يسمى بالسلوك ما بعد الشراء كتعبير عن مدى رضاه
عن جودة الخدمة المقدمة.
لكن رض ا العمي ل أو ع دم رض اه ق د يختل ف من عمي ل إلى آخ ر ،فعلى مق دم الخدم ة أن ينتب ه لتع دد
أنماط العمالء فليس من الحكمة أن يكون له أسلوب واحد يتعامل به مع جميع أنماط العمالء ،فلكل نمط
من العمالء صفاته وبالتالي أسلوب خاص للتعامل معه يجب أن يتقن مقدم الخدمة أوال تصنيف العمالء ،ثم
كتحص يل حاص ل يجب أن يع رف األس لوب المالئم لشخص ية ه ذا العمي ل ،ال ذي ق د يك ون عميال س لبيا،
متش ككا ،ثرث ارا ،مغ رورا ،م ترددا ،غاض با ،مش اهدا ،متروي ا ،عني دا ،ص امتا ...،وغيره ا من الص فات
األخرى.
إن اإلهتمام بكل تفاصيل العميل لدرجة الشخصية منها له أهميته على المؤسسة المصرفية نفس ها من
حيث تركيز الجهود على تحسين جودة الخدمات المقدمة بهدف أسمى وهو تحقيق ميزة تنافسية فريدة عن
بقية المصارف.
وإ ن توقعات العمالء تعد المحور األساسي للحكم على جودة خدمة المنظمة ،فالعمالء يحكمون على
ج ودة الخدم ة من خالل مقارن ة م اذا يري دون أو يتوقع ون وم ا ي دركون إنهم يحص لون علي ه ،والعدي د من
الكتاب يؤيدون فكرة قياس الفجوة بين التوقعات واإلدراك الخاص بالعمالء كمحور أساسي في تقديم جودة
الخدم ة ،ومن العوام ل الم ؤثرة على توقع ات العمالء نج د ت أثير الكلم ة المنطوق ة باعتباره ا تعب ير عن
االتصال باألشخاص المحيطين ،إضافة إلى الحاجات الشخصية للعميل نفسه ،ودرجة الخبرة السابقة سواء
مع الخدمة نفسها أومع مقدم الخدمة أو حتى مع المؤسسةالخدمية ،بالإلضافة إلى االتصال الخارجي الذي
يتمثل في القوى المؤثرة عليه من األفراد والمؤسسات االخرى.
110
وله ذا ح تى تنحص ر تل ك الفج وة بين التوقع ات واإلدراك ات إلى أض يق الح دود لدى العمي ل ولص الح
المصرف ،فالبد من التأكد من واقعية الوعود ،وعامل الثقة في تقديم الخدمة ،مع القيام باإلتصال الدائم
مع العمالء ،والحرص على التميز في تسليم الخدمة ،دون إهمال أثر التغذية الرجعية في استثمار عملية
عالج أخطاء الخدمة المقدمة.
الخاتمة
يعتبر موضوع الجودة من المواضيع التي تهم جميع المؤسسات على إختالف أنواعها وأحجامها،
فهي مدى قدرة الموسسة على إنتاج وتقديم منتوجا يقترب من الكمال.
فالمالمح العامة للجودة هي تعابير نسبية وليست مطلقة تختلف من مؤسسة إلى مؤسسة ومن عميل
إلى عميل لذلك فهي تعبير عن وجهات نظر متفاوتة ومتباينة ،المهم أن تكون الموسسة قادرة على تلبية
حاجات العميل بما يتناسب مع األهداف المسطرة ،وبالرغم من هذا التباين فإن الباحثين رصدوا ابعادها
األساس ية ال تي تك اد معظم الدراس ات واالبح اث العلمي ة تج زم على أهميته ا ،وال تي من خالله ا يتم ض بط
جودة المنتج أو الخدمة،
فإحتمالية عمل منتج ما خالل فترة زمنية محددة ووفقا للمعايير والمواصفات المحددة في تص ميمه،
هي تعب ير عن م دى إمكاني ة اإلعتم اد علي ه ،وه ذا الح ديث م ا ه و إال م رادف لخاص ية االعتمادي ة ،وال تي
لطالم ا أثبتت أس بقيتها عن بقي ة أبع اد الج ودة والمتمثل ة في درج ة االس تجابة ،التع اطف ،االم ان،
الالملموسية.
وبفص ل الخدم ة عن الس لعة ف إن هن اك ص عوبة في تعري ف ج ودة الخدم ة مقارن ة بج ودة الس لع
المادية ،حيث تظهر معظم التعاريف لجودة الخدمة على أنها الفرق بين توقعات العمالء للخدمة وإ دراكهم
لألداء الفعلي له ا من ط رف مق دميها ،وبالت الي فإن ه من خالل ه ذا التعري ف البس يط ف إن هن اك تثمين
إلدراك ات العمي ل للج ودة المقدم ة ل ه ،وم دى رض اه عنه ا ،ف إذا م ا ت وافقت م ع توقعات ه،ف إن تقييم ه للخدم ة
المقدم ة ل ه س تكون جي دة أو متم يزة ،والعكس ب العكس ص حيح ،أي أن ه إذا لم تتواف ق الخدم ة المدرك ة من
طرف العميل مع توقعاته فإن تقييمه للخدمة بأنها سيئة ،وهذا ما يؤسس للقول بأن جودة الخدمة تعتمد على
رضا العميل عن الخدمة المقدمة له وإ لى أي مدى هي قادرة على تلبية حاجاته ورغباته.
ويعد القطاع المصرفي في الوقت الراهن من القطاعات األساسية التي ترتكز عليها معظم الدول
في تطوير اقتصادياتها ،وذلك لما تؤديه من دور هام في معظم العمليات االقتصادية ،من أجل تنشيط جميع
القطاع ات ال تي تس اهم في بن اء اقتص اد ك ل دول ة ،له ذا ف إن الحاج ة إلى المص ارف ه و حتمي ة إقتص ادية،
تستدعي اإلهتمام بها لتحقيق أهدافها واستراتيجياتها وبالتالي رفع فعاليتها في االقتصاد.
وب التطرق إلى المص ارف فق د تط ورت نش اطاتها خالل الس نوات األخ يرة بس بب التق دم العلمي
والتق ني الس ريع ال ذي يش هده ع الم الي وم ،حيث أخ ذت المص ارف تعم ل بمب دأ ج ودة الخ دمات ال تي تق دمها
111
للزبائن كنتيجة للمنافسة الشديدة التي تتميز بها أسواق األعمال المصرفية ،كما تتميز داخليا بكونها تخضع
إلج راءات إداري ة تختل ف عن بقي ة المؤسس ات االقتص ادية في االقتص اديات الوطني ة لك ل دول ة ألهمي ة
نشاطها االقتصادي من حيث تنظيم الحركة المالية واستقرار األنظمة النقدية ،وتوفير االئتمان واالستثمار
والنقود وغيرها.
وتس تمد الخ دمات المص رفية أهميته ا من أهمي ة المص ارف نفس ها في االقتص اد ،فحس ب معظم
الباحثين فإن الخدمات المصرفية المقدمة هي كل نشاط يقدمه المصرف للعميل بهدف الحصول على رضاه
أوال ثم واله الحقا ،سواء كان ذلك بمقابل أو بدون مقابل.
حيث تعتبر الخدمة المصرفية نشاطا معنويا ينتج ويستهلك في نفس الوقت ويستلزم التفاعل المباشر
بين العميل من جهة ومقدم الخدمة من جهة اخرى ،ولكن على العموم يمكن القول أن خصائص الخدمات
المصرفية ال تختلف عن تلك الخصائص التي تتميز بها الخدمات بشكل عام ،إال أنها تحضى بنوع من
التميز في بعض الجوانب.
وفي الختام نقول بأن كافة المصارف بكافة أنواع خدماتها وعلى اختالف أهدافها تبقى دائما بحاجة
إلى التحس ين المس تمر في عملياته ا وأنش طتها،ألن عملي ة التحس ين المس تمر هي ج وهر إدارة الج ودة في
الخدمات المصرفية ،فمن خاللها ال تبقى الخدمة المصرفية وجودتها تراوح مكانها بل ،يمكنها المضي قدما
نحو االنسجام مع التغيرات البيئية داخليا وخارجيا.
وعليه فإن نجاح إدارة الجودة ينطلق أساسا من وجود منطلق فكري لممارستها في المصرف لتصبح
ثقافة راسخة لدى كل عمال وموظفي المصرف من أعلى هيكله التنظيمي إلى أدناه ،وبالتالي من خالل هذا
البحث ودعما لالفكار النظرية التي تم التطرق إليه فإن الجودة هي مصطح تختبر فاعليته في الميدان من
طرف العميل ،لهذا فهي تحتاج إلى ممارسة ميدانية يجب تتويجها من خالل مايلي:
نش ر ثقاف ة الج ودة في أرج اء هيكل ة المص رف ح تى يتش بع أف راده وخاص ة مق دمي الخدم ة بال دافع -
الوجداني لتقديم خدمة مصرفية ذات جودة.
إبراز أهمية رفع مستويات جودة الخدمة المص رفية ،من كل جوانبها لصالح كل المصرف سواء -
على المدى القصير أو على المدى البعيد.
تثمين أهمية رضا العميل في ديمومة المصرف وكذا ديمومة المكاسب. -
االهتمام بالتحسين المستمر في الخدمات المصرفية من خالل فرق العمل المكلفة بذلك. -
تأهي ل مق دمي الخدم ة على أس س تحقي ق الج ودة وك ذا ت دريبهم وتك وينهم بم ا يتالءم م ع المناص ب -
الوظيفية المكلفين بها.
مواكبة التكنولوجيا واالبداع العلمي في الحقول الصرفية والمالية. -
112
فهرس المحتويات
مقدمة1 ...........................................................................
المحور االول:
ماهية الجودة
3 تمهيد........................................................................
5 أولـــا :مفهوم
9 الجودة.....................................................
11 ثانيا :أهمية الجودة
13 وأصنافها............................................
ثالثا :التطور التاريخي لمفهوم الجودة22 ...................................
23 رابعا :إدارة
الجودة.......................................................
خالصة المحور األول........................................................
أسئلة تقويمية................................................................
المحور الثاني:
مدخل لإلقتصاد المصرفي
تمهيد25 ........................................................................
أولـــا :ماهية المصرف26 ...................................................
31 ثانيا :أهمية وأهداف
33 المصارف...........................................
38 ثالثا :أنواع
39 المصارف....................................................
خالصة المحور الثاني........................................................
113
أسئلة تقويمية................................................................
المحور الثالث:
مــاهية الخدمة المصرفية
41 تمهيد........................................................................
42 أولـــا :مفهوم الخدمة....................................................
47 ثانيا :مفهوم الخدمة
50 المصرفية...........................................
ثالثا :أنواع الخدمات المصرفية53 ..........................................
54 خالصة المحور الثالث.......................................................
أسئلة تقويمية...............................................................
المحور الرابع:
ماهية جودة الخدمة المصرفية
56 تمهيد........................................................................
57 أولـــا :مفهوم جودة الخدمة
59 المصرفية....................................
ثانيا :أصناف جودة الخدمات المصرفية60 ..................................
ثالثا :أبعاد جودة الخدمات المصرفية62 .....................................
65 رابعا :إدارة الجودة في
66 المصارف.........................................
خالصة المحور الرابع.........................................................
أسئلة تقويمية................................................................
المحور الخامس:
تطوير جودة الخدمة المصرفية
68 تمهيد........................................................................
69 أوال :ماهية تطوير الخدمة
114
71 المصرفية.....................................
77 ثانيا :مراحل تطوير جودة الخدمة
83 المصرفية..............................
86 ثالثا :أدوات تطوير جودة الخدمة
87 المصرفية..............................
رابعا :التحسين المستمر.................................................
خالصة المحور الخامس.....................................................
أسئلة تقويمية................................................................
المحور السادس:
تقييم جودة الخدمة المصرفية
89 تمهيد.......................................................................
90 أولـــا :ماهية تقييم جودة الخدمة
92 المصرفية...............................
ثانيا :أسباب تقييم جودة الخدمات المصرفية93 .............................
ثالثا :متطلبات تقييم جودة الخدمات المصرفية96 ...........................
97 خالصة المحور السادس.....................................................
أسئلة تقويمية...............................................................
المحور السابع:
قياس جودة الخدمة المصرفية
99 تمهيد........................................................................
100 أولـــا :قياس جودة الخدمة المصرفية من منظور
103 الزبائن..................
104 ثانيا :قياس جودة الخدمة المصرفية من منظور
106 المؤسسة................
107 ثالثا :قياس جودة الخدمة المصرفية من المنظور
الشامل.................
115
خالصة المحور السابع.......................................................
أسئلة تقويمية................................................................
المحور الثامن:
إدارة توقعات العمالء
109 تمهيد........................................................................
110 أولـــا :ماهية العمالء....................................................
113 ثانيا :أنماط العمالء.....................................................
ثالثا :أهمية الخدمات المتميزة للعمالء116 ...................................
117 رابعا :كيفية إدارة توقعات
122 العمالء........................................
123 خالصة المحور الثامن.......................................................
أسئلة تقويمية...............................................................
124 الخاتمة......................................................................
.
قائمة المراجع126 ................................................................
130 فهرس
المحتويات.............................................................
116