Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 10

‫مصنف‬

‫ابن أبي شيبة ‪ -‬عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة‬


‫‪ ) 33 ( 5529‬غزوة خيبر ‪.‬‬

‫( ‪ ) 1‬حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن أبي جعفر عن قتادة عن أنس إنا فتحنا لك‬
‫فتحا مبينا قال خيبر ‪.‬‬

‫( ‪ ) 2‬حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني إياس بن سلمة قال‬
‫‪ :‬أخبرني أبي قال ‪ :‬بارز عمي يوم خيبر مرحبا اليهودي ‪ ،‬فقال مرحب‬

‫إذا الحروب أقبلت تلهب‬ ‫‪ :‬قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السالح بطل مجرب‬
‫فقال عمي عامر ‪:‬‬

‫قد علمت خيبر أني عامر شاكي السالح بطل مغامر‬


‫فاختلفا ضربتين ‪ ،‬فوقع سيف مرحب في ترس عامر ‪ ،‬فرجع السيف على ساقه فقطع‬
‫أكحله ‪ ،‬فكانت فيها نفسه ‪ ،‬قال سلمة ‪ :‬فلقيت من صحابة النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقالوا ‪ :‬بطل عمل [ ص‪ ] 520 :‬عامر ‪ ،‬قتل نفسه ‪ ،‬قال سلمة ‪ :‬فجئت إلى النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أبكي ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬بطل عمل عامر ‪ ،‬قال ‪ :‬من قال‬
‫ذلك قلت ‪ :‬أناس من أصحابك ‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬كذب من قال‬
‫ذلك ‪ ،‬بل له أجره مرتين ‪ ،‬حين خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وفيهم النبي عليه الصالة والسالم ‪ ،‬يسوق الركب وهو يقول ‪:‬‬

‫تاهلل لوال هللا ما اهتدينا وال تصدقنا ولا صلينا‬


‫إن الذين قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا‬
‫ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت األقدام إن القينا‬
‫وأنزلن سكينة علينا‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬من هذا ؟ قال ‪ :‬عامر يا رسول هللا ‪ ،‬قال ‪ :‬غفر‬
‫لك ربك ‪ ،‬قال ‪ :‬وما استغفر إلنسان قط يخصه إال استشهد ‪ ،‬فلما سمع ذلك عمر بن‬
‫الخطاب قال ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬لوال ما متعتنا بعامر ‪ ،‬فقام فاستشهد ‪ ،‬قال سلمة ‪ :‬ثم إن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أرسلني إلى علي فقال ‪ :‬ألعطين الراية اليوم رجال‬
‫يحب هللا ورسوله أو يحبه هللا ورسوله ‪ ،‬قال ‪ :‬فجئت به أقوده أرمد ‪ ،‬قال ‪ :‬فبصق‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الراية ‪ ،‬فخرج مرحب يخطر‬
‫بسيفه فقال ‪:‬‬

‫قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السالح بطل مجرب‬


‫إذا الحروب أقبلت تلهب‬
‫فقال علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬

‫أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره‬


‫أوفيهم بالصاع كيل السندره‬
‫ففلق رأس مرحب بالسيف ‪ ،‬وكان الفتح على يديه رحمه هللا ‪.‬‬

‫( ‪ ) 3‬حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن‬


‫المسيب عن جبير بن مطعم قال ‪ :‬قسم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سهم ذوي‬
‫القربى من خيبر على بني هاشم وبني المطلب ‪ ،‬قال ‪ :‬فمشيت أنا وعثمان بن‬
‫عفان حتى دخلنا عليه فقلنا ‪ :‬يا رسول هللا أهؤالء إخوتك من بني هاشم ‪ ،‬ال ينكر‬
‫فضلهم لمكانك الذي وضعك هللا به منهم ‪ ،‬أرأيت إخوتنا من بني المطلب أعطيتهم‬
‫دوننا وإنما نحن وهم بمنزلة واحدة في النسب ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنهم لم يفارقونا في الجاهلية‬
‫واإلسالم‬

‫صحيح ابن حبان »‬

‫كتاب إخباره صلى هللا عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم بذكر أسمائهم‬
‫رضوان هللا عليهم أجمعين »‬

‫ذكر إثبات محبة هللا جل وعال ورسوله صلى هللا عليه وسلم علي بن أبي طالب‬
‫رضي هللا عنه وقد فعل‬

‫عرض قياسي‬

‫عرض تقليدي‬
‫صحيح ابن حبان‬
‫ابن حبان ‪ -‬أبو حاتم محمد بن حبان البستي‬
‫‪15‬‬
‫جزءالتالي صفحة‬

‫‪381‬‬

‫السابق‬
‫ذك‪ttttt‬ر إثب‪ttttt‬ات محب‪ttttt‬ة هللا ج‪ttttt‬ل وعال ورس‪ttttt‬وله ص‪ttttt‬لى هللا علي‪ttttt‬ه وس‪ttttt‬لم‬

‫علي بن أبي ط‪ttttttttttttt‬الب رض‪ttttttttttttt‬ي هللا عن‪ttttttttttttt‬ه وق‪ttttttttttttt‬د فع‪ttttttttttttt‬ل‬

‫‪ - 6935‬أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد الطيالس‪tt‬ي ح‪tt‬دثنا عكرم‪tt‬ة‬
‫بن عمار حدثنا إياس بن س‪tt‬لمة بن األك‪tt‬وع ‪ [ ،‬ص‪ ] 381 :‬عن أبي‪tt‬ه ‪ ،‬ق‪tt‬ال ‪ :‬خرجن‪tt‬ا‬
‫إلى خي‪ttttttt‬بر ‪ ،‬وك‪ttttttt‬ان عمي ع‪ttttttt‬امر يرتج‪ttttttt‬ز ب‪ttttttt‬القوم وه‪ttttttt‬و يق‪ttttttt‬ول ‪:‬‬

‫وهللا لوال هللا ما اهتدينا وال تصدقنا وال صلينا ونحن عن فضلك ما استغنينا‬
‫فثبت األقدام إن القينا‬

‫وأنزلن سكينة علينا‬

‫فق‪t‬ال الن‪t‬بي ص‪t‬لى هللا علي‪t‬ه وس‪t‬لم ‪ :‬من ه‪t‬ذا ؟ ق‪t‬الوا ‪ :‬ع‪t‬امر ‪ ،‬ق‪t‬ال ‪ :‬غف‪t‬ر ل‪t‬ك رب‪t‬ك‬
‫يا عامر ‪ ،‬وما اس‪t‬تغفر رس‪t‬ول هللا ص‪tt‬لى هللا علي‪tt‬ه وس‪t‬لم لرج‪t‬ل خص‪tt‬ه إال استش‪t‬هد ‪،‬‬
‫قال عمر ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬لو متعتنا بعامر ‪ ،‬فلما ق‪t‬دمنا خي‪tt‬بر ‪ ،‬خ‪t‬رج م‪tt‬رحب يخط‪tt‬ر‬
‫بس‪ttttttttttttttttttt‬يفه ‪ ،‬وه‪ttttttttttttttttttt‬و ملكهم ‪ ،‬وه‪ttttttttttttttttttt‬و يق‪ttttttttttttttttttt‬ول ‪:‬‬
‫شاكي السالح بطل مجرب‬ ‫قد علمت خيبر أني مرحب‬

‫إذا الحروب أقبلت تلهب‬

‫ف‪tttttttttttttttttttttttttttttttt‬نزل ع‪tttttttttttttttttttttttttttttttt‬امر ‪ ،‬فق‪tttttttttttttttttttttttttttttttt‬ال ‪:‬‬

‫قد علمت خيبر أني عامر شاكي السالح بطل مغامر‬


‫فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في فرس ع‪tt‬امر ‪ ،‬ف‪tt‬ذهب ليس‪tt‬فل ل‪tt‬ه فرج‪tt‬ع س‪tt‬يفه‬
‫على نفسه ‪ ،‬فقطع أكحله ‪ ،‬فكانت منها نفسه ‪ ،‬وإذا نفر من أصحاب رس‪tt‬ول هللا ص‪tt‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يقولون ‪ :‬بطل عمل عامر ‪ ،‬قت‪tt‬ل نفس‪tt‬ه ‪ ،‬ف‪tt‬أتيت الن‪tt‬بي ص‪tt‬لى هللا علي‪tt‬ه‬
‫وسلم وأنا أبكي ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا رسول هللا ‪ ،‬بطل عمل عامر ؟ فقال رس‪tt‬ول هللا ص‪tt‬لى هللا‬
‫عليه وس‪tt‬لم ‪ :‬من ق‪tt‬ال ه‪tt‬ذا ؟ ق‪tt‬ال ‪ :‬قلت ‪ :‬ن‪tt‬اس من أص‪tt‬حابك ‪ ،‬فق‪tt‬ال ص‪tt‬لى هللا علي‪tt‬ه‬
‫وسلم ‪ :‬بل [ له ] أجره مرتين ‪ .‬ثم [ ص‪ ] 382 :‬أرسلني رس‪tt‬ول هللا ص‪tt‬لى هللا علي‪tt‬ه‬
‫وسلم إلى علي بن أبي طالب ‪ ،‬فأتيته وهو أرم‪t‬د ‪ ،‬فق‪t‬ال ‪ :‬ألعطين الراي‪t‬ة الي‪t‬وم رجال‬
‫يحب هللا ورسوله ‪ ،‬ويحب‪t‬ه هللا ورس‪t‬وله ‪ ،‬فجئت ب‪t‬ه أق‪t‬وده وه‪t‬و أرم‪t‬د ح‪t‬تى أتيت ب‪t‬ه‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬فبصق في عينه ‪ ،‬فبرأ ‪ ،‬وأعطاه الراية وخرج م‪tt‬رحب ‪،‬‬
‫فق ‪tttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttt‬ال ‪:‬‬

‫شاكي السالح بطل مجرب‬ ‫قد علمت خيبر أني مرحب‬

‫إذا الحروب أقبلت تلهب‬


‫فق‪tttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttt‬ال علي بن أبي ط‪tttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttttt‬الب ‪:‬‬

‫أنا الذي سمتني أمي حيدره كليث غابات كريه المنظره‬


‫أوفيهم بالصاع كيل السندره‬
‫قال ‪ :‬فضربه ففلق رأس مرحب ‪ ،‬فقتله ‪ ،‬وكان الفتح على ي‪tt‬دي علي بن أبي ط‪tt‬الب ‪.‬‬

‫[ ص‪ ] 383 :‬قال أبو حاتم ‪ :‬هكذا أخبرنا أبو خليفة ‪ :‬في فرس عامر ‪ ،‬وإنما ه‪tt‬و في‬
‫ترس عامر ‪.‬‬
‫خَرْج نا إلى خيبَر وكان عِّمي عامٌر يرتِجُز بالقوِم وهو يقوُل ‪ ( :‬واللِه لولا اللُه ما اهتَدْينا ولا تَص َّد ْقنا ولا‬
‫صَّل ْينا ) ( ونحُن عن فضِلك ما اسَتْغَنْينا فثِّبِت الأقداَم إْن لاَقْينا ) ( وأنِزَلْن سكينًة علينا ) فقال الَّن بُّي‬
‫صَّلى الل عليه وسَّل م ‪َ ( :‬من هذا ؟ ) قالوا ‪ :‬عام قال ‪ ( :‬غَفر لَك رُّب َك يا عام ) وما استغَفر رسوُل اللِه‬
‫ُر‬ ‫ٌر‬ ‫ُه‬
‫صَّلى اللُه عليه وسَّل م ِلرُجٍل خَّص ه إَّل ا اسُتشِهد قال ُعَمُر ‪ :‬يا رسوَل اللِه لو مَّت ْعَتنا بعامٍر فلَّم ا قِدْمنا خيبَر خَرج‬
‫َمْر َحٌب يخِطُر بسيِفه وهو مِلُكهم وهو يقوُل ‪ ( :‬قد عِلَمْت َخيبُر أِّني َمْر َحُب شاكي الِّسلاِح بَطٌل ُمجَّر ُب )‬
‫( إذا الحروُب أقَبَلْت َتَلَّه ُب ) فنَزل عامٌر فقال ‪ ( :‬قد عِلَمْت َخيبُر أِّني عامُر شاكي الِّسلاِح بَطٌل ُمغاِمُر )‬
‫فاختَلفا ضربَتْيِن فوَقع سيُف َمرَحٍب في فَرِس عاِمٍر فذَهب ِليسُفَل له فرَجع سيُفه على نفِسه فقَطع َأ ْك َحَله‬
‫فكانت منها نفُسه وإذا نَفٌر ِمن أصحاِب رسوِل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل م يقولوَن ‪ :‬بَطل عَمُل عامٍر قَتل نفَسه‬
‫فأَتْيُت الَّن بَّي صَّلى اللُه عليه وسَّل م وأنا أبكي فُقْلُت ‪ :‬يا رسوَل اللِه بَطل عَمُل عامٍر ؟ فقال رسوُل اللِه صَّلى‬
‫اللُه عليه وسَّل م ‪َ ( :‬من قال هذا ) ؟ قال ‪ُ :‬قْلُت ‪ :‬ناٌس ِمن أصحاِبَك فقال صَّلى اللُه عليه وسَّل م ‪ ( :‬بل‬
‫[ له ] أجُره مَّر َتْيِن ) ثَّم أرَسلني رسوُل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل م إلى عِلِّي بِن أبي طالٍب فأَتْيُته وهو أرَمُد‬
‫فقال ‪َ ( :‬لُأ عِطَيَّن الَّر ايَة اليوَم رُجًلا ُي ِحُّب اللَه ورسوَله وُي ِحُّب ه اللُه ورسوُله ) فِجْئُت به أقوُده وهو أرَمُد حَّت ى‬
‫أَتْيُت به الَّن بَّي صَّلى اللُه عليه وسَّل م فبَصق في عيِنه فبَرأ وأعطاه الَّر ايَة وخَرج َمرَحٌب فقال ‪ ( :‬قد عِلَمْت‬
‫خيبُر أِّني َمْر َحُب شاكي الِّسلاِح بَطٌل مجَّر ُب ) ( إذا الحروُب أقَبَلْت َتَلَّه ُب ) فقال عِلُّي بُن أبي طالٍب ‪( :‬‬
‫أنا اَّلذي سَّم ْتني أِّمي َحْيَدَرْه كَلْيِث غاباٍت كريِه المنَظَرْه ) ( ُأ وِفيهم بالَّص اِع َكْيَل الَّس ْنَدَرْه ) قال ‪ :‬فضَربه‬
‫ففَلق رأَس َمْر َحٍب فقَتله وكان الفتُح على يَدْي عِلِّي بِن أبي طالٍب‬

‫الراوي ‪ :‬س‪ÓÓ‬لمة بن الأك‪ÓÓ‬وع | المح‪ÓÓ‬دث ‪ :‬ابن حبان | المصدر ‪ :‬صحيح ابن حبان |‬
‫الصفحة أو الرقم ‪ | 6935 :‬خلاصة حكم المحدث ‪ :‬أخرجه في صحيحه‬
‫َخَرْج نا مع الَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم إلى َخْيَبَر‪َ ،‬فِسْرنا َلْيًلا‪ ،‬فق‪ÓÓ‬اَل َرُجٌل ِمَن الَق ْوِم‬
‫ِلع‪ÓÓ‬اِمٍر‪ :‬يا عاِمُر‪ ،‬ألا ُتْس ِمُعنا ِمن ُهَنْيهاِت َك؟ وكاَن عاِمٌر َرُجًلا ش‪ÓÓ‬اِعًرا‪َ ،‬فَنَزَل َيْح ُدو‬
‫بالَقْوِم يقوُل‪ :‬الَّل ُهَّم َلْولا أْنَت ما اْهَتَدْينا ‪ ...‬ولا َتَص َّد ْقنا ولا َص َّل ْينا ف‪ÓÓ‬اْغِفْر ِفداًء لَك‬
‫ما أْبَقْينا ‪ ...‬وَثِّبِت الأْقداَم إْن لاَقْينا َوَأ ْلِقَيْن َسِكيَنًة َعَلْينا ‪ ...‬إَّن ا إذا ِص يَح بن‪ÓÓ‬ا أَبْين‪ÓÓ‬ا‬
‫َوِبالِّص ياِح َعَّو ُلوا َعَلْينا فقاَل َرسوُل الَّل ِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪َ :‬من هذا الَّس اِئُق؟ قالوا‪:‬‬
‫عاِمُر بُن الأْك َوِع ‪ ،‬قاَل‪َ :‬يْرَحُمُه الَّل ُه‪ ،‬قاَل َرُجٌل ِمَن الَق ْوِم ‪ :‬وَجَبْت يا َنِبَّي الَّل ِه‪َ ،‬لْولا‬
‫أْمَتْعَتن‪ÓÓ‬ا ب‪ِÓÓ‬ه؟ فأَتْين‪ÓÓ‬ا َخْيَبَر َفحاَصْرناُهْم حَّت ى أص‪ÓÓ‬اَبْتنا َمْخَمَص ٌة َش ِديَدٌة‪ُ ،‬ثَّم إَّن الَّل َه َتع‪ÓÓ‬اَلى‬
‫َفَتَحه‪ÓÓÓ‬ا عليهم‪َ ،‬ف َّمَل ا أْمَسى الَّن اُس َمساَء الَي وِم الذي ُفِتَحْت عليهم‪ ،‬أْوَق ُدوا ِنيراًنا‬
‫َكِثيَرًة‪ ،‬فقاَل الَّن بُّي صَّلى اللُه علي‪ÓÓ‬ه وس‪َّÓ‬ل َم‪ :‬م‪ÓÓ‬ا ه‪ِÓÓ‬ذه الِّنيراُن؟ عَلى أِّي َشيٍء ُتوِقُدوَن؟‬
‫قالوا‪ :‬عَلى َلْحٍم‪ ،‬قاَل‪ :‬عَلى أِّي َلْحٍم؟ قالوا‪َ :‬لْحِم ُحُمِر الإْنِس َّي ِة‪ ،‬قاَل الَّن بُّي صَّلى اللُه علي‪ÓÓ‬ه‬
‫وسَّل َم‪ :‬أْهِريُقوها واْك ِسُروها‪ ،‬فقاَل َرُجٌل‪ :‬يا َرسوَل الَّل ِه‪ ،‬أْو ُنَهِريُقه‪ÓÓ‬ا وَنْغِس ُلها؟ قاَل‪:‬‬
‫أْو ذاَك‪َ .‬ف َّمَل ا َتصاَّف الَق ْوُم كاَن َس ْيُف عاِمٍر َقِص يًرا‪َ ،‬فَتن‪ÓÓ‬اَوَل ب‪ÓÓ‬ه س‪ÓÓ‬اَق َيُه وِدٍّي‬
‫ِلَيْضِرَبُه‪ ،‬وَيْرِجُع ُذباُب َسْيِفِه‪ ،‬فأصاَب َعْيَن ُرْك َبِة عاِمٍر‪َ ،‬فماَت منه‪ ،‬قاَل‪َ :‬ف َّمَلا َقَفُلوا‬
‫قاَل َس َلَمُة‪َ :‬رآِني َرسوُل الَّل ِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم وهو آِخٌذ بَيِدي‪ ،‬قاَل‪ :‬ما لَك؟ ُقلُت‬
‫له‪َ :‬فداَك أِبي وُأ ِّمي‪َ ،‬زَعُموا أَّن عاِمًرا َحِبَط َعَمُلُه! قاَل الَّن بُّي ص‪َّÓ‬لى اللُه علي‪ÓÓ‬ه وس‪َّÓ‬ل َم‪:‬‬
‫َكَذَب َمن قاَلُه؛ إَّن له َلَأ ْج َرْيِن ‪-‬وَجمع بْيَن إْص َبَعْيِه‪ -‬إَّن ه َلجاِه ٌد ُمجاِه ٌد‪َ ،‬ق َّل َع ِبٌّي‬
‫َر‬
‫َمَشى بها ِمْثَلُه‪[ .‬وفي ِروايٍة]‪َ :‬نَشَأ بها‪.‬‬
‫الراوي ‪ :‬سلمة بن الأكوع | المحدث ‪ :‬البخاري | المصدر ‪ :‬صحيح البخاري‬
‫الصفحة أو الرقم‪ | 4196 :‬خلاصة حكم المحدث ‪[ :‬صحيح]‬
‫يَّسَر اللُه ُسبحاَنه وتعاَلى للَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم وأْص حاِبه َفْتَح َخْيبَر‪ ،‬وهي ِمن‬
‫الُفتوحاِت اَّل تي أفاَدِت الُمسِلميَن حيَنها ماِّدًّي ا وَمعَنوًّي ا‪.‬‬
‫وفي هذا الَحديِث ُيخِبُر َس َلمُة بُن الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه أَّن هم َخَرجوا مَع الَّن بِّي صَّلى‬
‫اللُه عليه وسَّل َم في َغْز وِة َخْيبَر‪ ،‬وكانت في الَّس نِة الَّس اِبعِة ِمَن الِهْج رِة‪ ،‬وَخْيبُر‪َ :‬قْريٌة‬
‫َكبيرٌة كان َيسُكُنها الَيهوُد‪ ،‬وكانت ذاَت ُحصوٍن وَمزاِرَع على ُبعِد ‪ 173‬كيلو َتْقريًبا‬
‫ِمن الَمدينِة إلى ِجهِة الَّش اِم ‪ ،‬وكان ُخروُجهم إليها في الَّل يِل ‪ ،‬فقال َرجٌل مَن الَقوِم ‪-‬‬
‫قيَل‪ :‬هو ُأ َسيُد بُن ُحَضيٍر َرضَي اللُه عنه‪ -‬لعاِمِر بِن الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه َعِّم َس َلمَة‬
‫بِن الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه‪« :‬يا عاِمُر‪ ،‬أَلا ُتسِمُعنا ِمن ُهَنْيهاِتَك؟» أي‪ِ :‬من َقصائِدَك‬
‫وَأ راجيِزَك‪ ،‬والُهَنْيهُة‪ :‬الَكلاُم الَقصيُر‪« ،‬وكان عاِمٌر َرضَي اللُه عنه َرجًلا شاِعًرا‬
‫َحَّد اًء»‪ ،‬والُحَداُء‪ :‬هو الَغَّن اُء للإِبِل عنَد َسْوِقها‪ ،‬فبَدَأ َيْحدو وُينِشُد وَيقوُل‪:‬‬
‫«الَّل هَّم لوَلا أنَت ما اْهَتَدْينا *** وَلا َتَص َّد ْقنا وَلا َص َّل ْينا»‬
‫أي‪ :‬لولا ِهداَيُتَك لنا يا َرَّب نا‪ ،‬وإْرساُلَك َنبَّي َك ما اْهَتَدْينا إلى الَحِّق والإْس لاِم وأْعماِله؛‬
‫ِمَن الَّص َدقِة والَّص لاِة وغيِر ذلك‪.‬‬
‫«فاغِفْر ِفداًء لَك ما أْبَقْينا»‬
‫أي‪َ :‬يطُلُب ِمن الَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم َعْفَوه عَّم ا كان منهم ِمن َتْقصيٍر في َحِّقِه‪،‬‬
‫وِفداًء لُنْصَرِته‪ ،‬و«ما أْبَقينا» ِمن الإبقاِء‪ ،‬أي‪ :‬ما خَّل ْفنا َوراءنا مَّم ا اكَتْس ُبناُه ِمن‬
‫الآثاِم ‪ ،‬وُضِبَطت في ِروايٍة‪« :‬اَّت َقْينا»‪ ،‬أي‪ :‬ما َتَرْكناه ِمن الأوامِر‪ ،‬أو يكوُن المخاَطُب‬
‫بقوِله‪ِ« :‬فداًء لك» اللَه عَّز وجَّل ‪ ،‬وأراَد به َتعظيَم َشأَن الموَلى ُسبحانه وتعاَلى‪،‬‬
‫وإظهاَر َمحَّب ِته‪ ،‬فكما أَّن الإنساَن إذا َرَفَع َشأَن إنساٍن‪ ،‬وأراَد إظهاَر َمحَّب ِته له َفداُه‬
‫بنْفِسه‪ ،‬وأبيِه‪ ،‬وُأ ِّمه‪ ،‬فكذلك قوُل العْبِد‪ِ« :‬فداًء لَك رِّب اغِفْر لي‪ ،‬واْرَحْمني» لا ُيريُد‬
‫به إَّل ا ذلك‪ ،‬ولا َيستلِزُم ذلك أْن َيلَحَق باللِه ُسبحانه وتعاَلى َمكروٌه‪ ،‬أو َمُخوٌف ‪ ،‬وإَّن ما‬
‫هو ُمجَّر ُد َتعظيٍم وإظهاُر َمحَّب ٍة‪ ،‬ثَّم يقوُل‪:‬‬
‫«وَثِّبِت الأْقداَم إْن َلاَقْينا *** وَأ لِقَيْن َسِكينًة عَلْينا»‬
‫َيطُلُب الَّث باَت ِمن اللِه ع وجَّل ‪ ،‬وأْن ُيلِقَي عليهم الُّط مْأ نينَة وعَدَم الَفَزِع عنَد ِلقاِء‬
‫َّز‬
‫الَعدِّو‪.‬‬
‫«إَّن ا إذا ِصيَح ِبنا أَبْينا»‬
‫أي‪ :‬إذا ُدِعينا إلى َغيِر الَحِّق‪ ،‬امَتَنْعنا عِن الإجابِة‪ ،‬وُرِوَي ‪« :‬إذا ِصيَح ِبنا أَتْينا»‪،‬‬
‫أي‪ :‬إذا ُدِعينا للِقتاِل أو الحِّق ِجْئنا‪.‬‬
‫«وبالِّص ياِح َعَّو لوا عَلْينا»‬
‫أي‪ :‬جَعَل الأْعداُء َيْدعوَننا بالَّص وِت الَعالي وَيْسَتغيثوَن علينا‪.‬‬
‫فقال َرسوُل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪َ« :‬من هذا الَّس ائُق؟» أِي ‪ :‬اَّلذي َيْحدو وَيسوُق‬
‫الإبَل‪ ،‬فقالوا‪« :‬عاِمُر بُن الأْك َوِع »‪ ،‬فَدعا له الَّن بُّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم بالَّر حمِة قائًلا‪:‬‬
‫«َيرَحُمه اللُه»‪ ،‬وهو إشارٌة إلى أَّن ه سُيسَتشَهُد في تلك الَغْزوِة‪.‬‬
‫قال َرجٌل مَن الَقْوِم ‪« :‬وَجَبْت يا َنبَّي اللِه»‪ ،‬أي‪ :‬وَجَبْت له الَّر ْحمُة بالَّش هادِة‪« ،‬لولا‬
‫أمَتْعَتنا به؟»‪َ ،‬يعني‪ :‬لولا أبَقْيَته لنا حَّت ى ُيَمِّتَعنا بما يقول وُينِشُد‪ .‬وفي َص حيِح ُمسلٍم‪:‬‬
‫«فَناَدى ُعَمُر بُن الَخَّط اِب وُهَو على َجَمٍل له‪ :‬يا َنِبَّي اللِه‪ ،‬لْوَلا ما َمَّت ْعَتَنا بَعاِمٍر»‪.‬‬
‫ثَّم ذَكر َس َلمُة َرضَي اللُه عنه أَّن هم أَتْوا َيهوَد َخْيبَر فحاَصروهم‪ ،‬وطال الِحصاُر حَّت ى‬
‫أصاَب الُمسِلميَن جوٌع َشديٌد‪ ،‬ثَّم أِذَن اللُه بَفتِحها عليهم وقْد أصاَبْتهم َمجاعٌة َشديدٌة‪،‬‬
‫فَلا دَخَل عليهُم الَّل يُل في اليوِم اَّلذي ُفِتَحت فيه َخْيبُر‪ ،‬أْوَقَد الَّن اُس ِنيراًنا َكثيرًة‪،‬‬
‫َّم‬
‫فَسَأ َل الَّن بُّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم عن سَبِب إْش عاِل تلك الَّن اِر‪ ،‬فأْخَبروه أَّن ها َأ وَقُدوها‬
‫على َلحٍم َيْطهوَنه‪ ،‬فقال الَّن بُّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪« :‬على أِّي َلحٍم؟ قالوا‪َ :‬لحِم ُحُمِر‬
‫الإْنسَّي ِة»‪ ،‬أي‪ :‬الُحُمِر اَّل تي َيسَتعِمُلها الَّن اُس في ُركوِبهم وأْحماِلهم‪ ،‬فَنهاهُم الَّن بُّي صَّلى‬
‫اللُه عليه وسَّل َم عن أْكِلها وأَمَرهم أْن ُتفَرَغ الُقدوُر على الأرِض وُتكَسَر‪ ،‬فعَرَض‬
‫َرجٌل على َرسوِل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم أْن َيْرموا الَّل ْحَم وَيغِسُلوا الُقدوَر دوَن أْن‬
‫َيكِسَروها‪ ،‬فواَفَق الَّن بُّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم وقال‪« :‬أو ذاك»‪ ،‬أي‪ُ :‬تغَسُل ولا‬
‫ُتكَسُر‪.‬‬
‫وأخَبَر َس َلمُة َرضَي اللُه عنه أَّن هم لَّم ا َوَقفوا ُصفوًفا في ُمواَجهِة الَعُدِّو للقتاِل‪ ،‬كان‬
‫َسيُف َعاِمِر بِن الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه َقصيًرا‪ ،‬فَتناَوَل به ساَق َيهودٍّي لَيضِرَبه‪،‬‬

‫فرَجَع َطرُف الَّس يِف وَحُّد ه الأْعلى إلى عامٍر‪ ،‬فأصاَب َطَرَف ُرْك بِتِه َرضَي اللُه‬
‫عنه‪ ،‬فماَت عاِمٌر ِمن تلك الإصابِة‪.‬‬
‫فلَّم ا انَتَهْوا وَرَجعوا ِمن َخْيبَر‪ ،‬أَخَذ َرسوُل اللِه صَّلى اللُه عليه وسَّل َم بَيِد َس َلمَة َرضَي‬
‫اللُه عنه‪ ،‬وقال له‪« :‬ما لَك؟»؛ وذلك ِلَما فيه ِمن ُحزٍن على َفْقِده لَعِّمِه‪ ،‬وعلى ما‬
‫َيسَمُعه ِمن الَّن اِس فيه‪ ،‬فقال َس َلمُة للَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪ِ« :‬فداَك أبي وأِّمي‪،‬‬
‫َزَعموا أَّن َعاِمًرا َحِبَط عَمُله!»‪ ،‬أي‪ :‬يَتحَّد ُث الَّن اُس أَّن َعاِمًرا قْد قَتَل نْفَسه بَسْيِفه‪،‬‬
‫فبَطَل عَمُله‪ ،‬فقال الَّن بُّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪« :‬كَذَب َمن قاَلُه»‪ ،‬أي‪ :‬قال غيَر الَحِّق‬
‫َمن قال‪َ :‬حِبَط عَمُل َعاِمٍر‪ ،‬والعَرُب تقوُل‪« :‬كَذَب » لَمن أْخ طَأ ‪« ،‬إَّن له َلَأ جَرْيِن ‪-‬‬
‫وجَمَع بيَن إصَبَعْيِه‪ -‬إَّن ه لَجاِهٌد ُمجاِهٌد»‪ ،‬أي‪ :‬إَّن له أْجَر َجْهِده على الَّط اعِة‪ ،‬وأْجَر‬
‫ِجهاِدِه في َسبيِل اللِه عَّز وجَّل ‪َ« ،‬قَّل َعَربٌّي َمَشى بها ِمثَله»‪ ،‬أي‪َ :‬قليٌل َمن ُهم في‬
‫الَعَرِب َتِجُده ِمثَل عاِمٍر في َجمِع تلك الَخْص َلَتيِن‪ .‬وفي روايِة ُقَتْيبَة بِن َسعيٍد‪ ،‬عن حاِتِم‬
‫بِن إْسماعيَل‪َ« :‬نشَأ بها»‪ ،‬أي‪َ :‬تَرَّبى على ِمثِل تلك الِخصاِل اَّل تي كانت بعاِمِر بِن‬
‫الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه‪.‬‬
‫وفي الَحديِث ‪ :‬إْخ باُر الَّن بِّي صَّلى اللُه عليه وسَّل َم بالَغْيبَّي اِت ‪ ،‬ووُقوُعها كما أخَبَر‪ ،‬وهذا‬
‫ُمعِجزٌة ِمن ُمعجزاِته وِمن َدلائِل ُنُبَّو ِته الَّش ريفِة صَّلى اللُه عليه وسَّل َم‪.‬‬
‫وفيه‪َ :‬مْنَقبٌة َجليلٌة لعاِمِر بِن الأْك َوِع َرضَي اللُه عنه‪.‬‬
‫وفيه‪َ :‬تْحريُم أْكِل ُلحوِم الُحُمِر الأْهلَّي ِة‪.‬‬
‫وفيه‪ :‬الَّت ْحذيُر ِمن الَّت قُّو ِل على الَّن اِس واِّتهاِمهم دوَن بِّينٍة‪.‬‬
‫وفيه‪َ :‬مْشروعَّي ُة الُحداِء وإْنشاِد الِّشعِر‪.‬‬
‫" شجاعة علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه "‬

‫إذا تكلمنا عن شجاعته ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬فحسبه أنه نام ليلة الهجرة في فراش النبي صلى اهلل عليه وسلم وهو‬
‫‪ .‬يعلم أن المشركين يريدون قتل النبي صلى اهلل عليه وسلم‬

‫وفي غزوة الخندق كان له هذا الموقف العظيم مع فارس قريش (عمرو بن عبد ُو د)‪ ...‬قال ابن إسحاق ‪* :‬‬
‫«كان عمرو بن عبد ود العامري وهو (كبش الكتيبة) قد قاتل يوم بدر حتى أثبتته الجراح فلم يشهد أحًد ا‪ ،‬فلما‬
‫‪» .‬كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مكانه‪ ،‬فلما وقف هو وخيله قال‪ :‬من يبارز ؟ فبرز إليه علي بن أبي طالب‬

‫وعند البيهقي في «دالئل النبوة» ‪« :‬خرج عمرو بن عبد ود وهو مقنع بالحديد‪ ،‬فنادى‪:‬من يبارز ؟ فقام علي بن‬
‫أبي طالب فقال ‪ :‬أنالها يا نبي اهلل‪ ،‬فقال ‪ :‬إنه عمرو‪ ،‬اجلس‪ .‬ثم نادى عمرو ‪:‬أال رجل يبرز ؟ فجعل يؤنبهم‬
‫ويقول ‪ :‬أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها‪ ،‬أفال تبرزون إلي رجًال ؟! فقام (علي) فقال ‪ :‬أنا يا‬
‫رسول اهلل ‪ ,‬فقال ‪ :‬اجلس ‪ ,‬ثم نادى الثالثة‪ ،‬فقام علي رضي اهلل عنه‪ ،‬فقال ‪ :‬يا رسول اهلل أنا ‪ ,‬فقال ‪ :‬إنه عمرو‬
‫فقال ‪ :‬وإن كان عمًر ا ‪ ,‬فأذن له رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فمشى إليه‪ ،‬فقال له ‪ :‬يا عمرو‪ ،‬إنك كنت‬
‫تقول ‪ :‬ال يدعوني أحد إلى واحدة من ثالث إال قبلتها ‪ ,‬قال له ‪ :‬أجل ‪ ,‬فقال له ‪ :‬إني أدعوك أن تشهد أن ال إله‬
‫إال اهلل وأن محمًد ا رسول اهلل‪ ،‬وتسلم لرب العالمين‪ ،‬فقال عمرو ‪:‬يا ابن أخي‪ ،‬أخر عني هذه‪ ،‬قال علي ‪ :‬وأخرى‬
‫‪ :‬ترجع إلى بالدك‪ ،‬فإن يك محمد رسول اهلل صادًقا كنت أسعد الناس به‪ ،‬وإن يك كاذًبا كان الذي تريد ‪ ,‬فقال‬
‫عمرو ‪ :‬هذا ما ال تتحدث به نساء قريش أبًد ا ‪ ,‬كيف وقد قدرت على استيفاء ما نذرت ؟! ثم قال عمرو ‪:‬‬
‫فالثالثة‪ ،‬ما هي؟ فقال ‪ :‬البراز‪ .‬فضحك فارس قريش عمرو ‪ -‬وكان فارًس ا‪ -‬مشهوًر ا معمًر ا قد جاوز الثمانين ‪-‬‬
‫ثم قال لعلي ‪ :‬إن هذه الخصلة ما كنت أظن أحًد ا من العرب يروعني بها ‪ ,‬ثم قال لعلي ‪ :‬من أنت ؟ قال له ‪ :‬أنا‬
‫علي ‪ ,‬قال ‪ :‬ابن عبد مناف ؟ فقال علي ‪ :‬أنا علي بن أبي طالب ‪ ,‬فقال عمرو ‪ :‬يا ابن أخي من أعمامك من هو‬
‫أسن منك؛ فواهلل ما أحب أن أقتلك ‪ ,‬فقال علي ‪ :‬ولكني واهلل أحب أن أقتلك ‪ ,‬فعند ذلك غضب عمرو غضًبا‬
‫شديًد ا‪ ،‬ونزل فسل سيفه‪ ،‬كأنه شعلة نار‪ ،‬ثم أقبل نحو علي مغضًبا‪ ،‬واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في درقته‬
‫فقدها‪ ،‬وأثبت السيف فيها‪ ،‬وأصاب رأسه فشجه‪ ،‬وضربه علي على حبل عاتقه فسقط‪ ،‬وثار العجاج‪ ،‬وسمع‬
‫‪ .‬رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم التكبير‪ ،‬فعرف الناس أن علًّيا قد قتل عمًر ا‬

‫‪ » .‬وفي فتح خيبر كان له هنا الموقف مع فارس فرسان اليهود (مرحب) *‬

‫ففي حديث سلمة بن األكوع عند مسلم‪« :‬ثم أرسلني رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم إلى علي وهو أرمد‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬ألعطين الراية رجالً يحب اهلل ورسوله‪ ،‬أو يحبه اهلل ورسوله‪ .‬قال‪ :‬فأتيت عليا فجئت به أقوده وهو أرمد‪،‬‬
‫‪ :‬حتى أتيت به رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬فبصق في عينيه فبرأ‪ ،‬وأعطاه الراية‪ ،‬وخرج «مرحب» فقال‬

‫شاكي السالح بطٌل مجرُب‬ ‫قد علمت خيبر أني مرحُب‬

‫إذا الحروب أقبلت تلهُب‬

‫‪ :‬فقال علي‬

‫كليث غاباٍت كريه المنظرُه‬ ‫أنا الذي سمتني أمي حيدره‬

‫أوفيهم الصاع كيَل السندره‬

‫‪» .‬قال ‪ :‬فضرب رأس «مرحب» فقتله‪ ،‬وكان الفتح على يديه‬

You might also like