Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 16

‫مقدمة‪:‬‬

‫لق د اكتس بت المس ئولية عن االش ياء اهمي ة عظيم ة في مجتمعاتن ا الحديث ة نظ را الرتباطه ا‬
‫الوثي ق ب التطور الص ناعي الع المي‪ ،‬وتقتص ر دراس تنا على المس ؤولية الناش ئة عن فع ل‬
‫األش ياء المنص وص عليه ا في الق انون الم دني الجزائ ري ‪ ،‬والمتمثل ة في مس ؤولية ح ارس‬
‫الش يء المنص وص عليه ا في الم ادة ‪ ، 138‬ومس ؤولية ح ارس الحي وان المنص وص عليه ا‬
‫في المادة ‪ ، 139‬ومسؤولية حائز العقار‪ ،‬أو المنقول الذي حدث فيه حريق ‪ ،‬ومسؤولية‬
‫المالك عن تهدم البناء المنصوص عليهما بالمادة ‪. 140‬‬

‫وقد أخذ المشرع الجزائري بأحدث أحكام هذا النوع من المسؤولية التقصيرية من القانون‬
‫الم دني الفرنس ي ال ذي ع رف تط ورات كث يرة بش أنها بفض ل جه ود الفق ه والقض اء ‪ ،‬كم ا‬
‫نتعرض إلى الصورة الجديدة من المسؤولية عن األشياء التي استحدثها المشرع الجزائري‬
‫إث ر تع ديل الق انون الم دني بم وجب الق انون ‪ 05/10‬وخص ص له ا الم ادة ‪ 140‬مك رر‬
‫والمتمثلة في مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة للغير‪.‬‬

‫*وتجدر اإلشارة أن األشياء المقصودة في المادة ‪ 138‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج هي األشياء غير الحي ة‬
‫نظ را ألن المش رع الجزائ ري خص المس ؤولية عن األش ياء الحي ة وهي الحيوان ات بنص‬
‫الم ادة ‪ 139‬من ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪ ،‬وذل ك اعتب ارا إلى تقس يم األش ياء إلى أش ياء حي ة‪ ،‬وأش ياء‬
‫غير حية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المسؤولية عن حارس األشياء عامة‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم حراسة الشيء‬

‫إن عب ارة الش يء ال واردة في الم ادة ‪ 138‬ق م ج ج اءت عام ة فهي تنص رف إلى ك ل‬
‫األشياء إال ما استثني بنصوص خاصة‪.‬‬

‫يقصد بالشيء في هذا النص بأنه كل شيء غير حي بغض النظر عن صفته أو نوع ه ‪ ،‬أو‬
‫المادة التي يتكون منها سواء كان عقارا أو منقوال‪ ،‬سائال أو جامدا أو غازيا ‪ ،‬صغيرا أو‬
‫كبيرا‪ ،‬متحرك أو ساكن ذاتيا أو بفعل اإلنسان به عيب أو خال منه‪ ،‬خطر أو غير كذلك ‪.‬‬

‫وي دخل ض من تعري ف الش يء طبق ا للم ادة ‪ 138‬ق‪.‬م ‪.‬ج على س بيل المث ال المص اعد‬
‫ولوح ات اإلعالن ات وقن وات الغ از والمي اه و األس الك الكهربائي ة أو الهاتفي ة أو اآلالت‬
‫الصناعية بمختلف أنواعها ‪ ،‬الغازات الضارة‪... ،‬الخ‪.‬‬

‫وتعتبر كذلك الحيوانات الميتة شيء غير حي وكذلك البناء عما يحدثه من ضرر في غير‬
‫حال ة الته دم وك ذلك بخ ار الم اء المنبعث عن تجم ع كهرب ائي ال ذي يتس بب في ان زالق‬
‫الطريق ‪.‬‬

‫شرطان للمسؤولية عن األشياء طبقا لنص المادة ‪ 138‬ق م ج ‪.‬‬

‫تقتضي قيام مسؤولية حارس الشيء طبقا لنص المادة ‪ 138‬ق م ج توافر شرطان‪ :‬شرط‬
‫أول " حراسة الشيء " شرط ثاني " وقوع ضرر بفعل شيء "‪.‬‬

‫*استثناءات من نص المادة ‪ 138‬ق م ج‪.‬‬

‫ان حكم الم ادة ‪ 138‬ق م ج على ك ل االش ياء ال يس تعمل على اطالق ه ب ل يس تثنى من ه‬
‫األش ياء الموض حة بنص وص خاص ة أو بحكم طبيع ة الش يء‪ ،‬فبحكم الق انون نج د مثال‬
‫استثناء الحيوانات باعتبارها أشياء حية طبقا لنص المادة ‪ 139‬ق م ج ‪،‬ونجد كذلك األبنية‬

‫‪2‬‬
‫اثر تهدمها ‪ 2/ 140‬ق م ج والمنقوالت والعقارات في حالة حريقها و تسببها في ضرر‬
‫للغير طبقا للمادة ‪ 1/ 140‬ق م ج وكذلك المنتجات المعيبة‪ ،‬وما تسببه من أضرار طبقا‬
‫لنص م ‪140‬مكرر ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪.‬‬

‫أم ا األش ياء ال تي تخ رج عن مفه وم األش ياء بنص الم ادة ‪ 138‬ق م ج بحكم طبيعته ا هي‪:‬‬
‫جسم اإلنسان حيث ال يعتبر هذا األخير شيئا ما دام صاحبه حيا وال يكون أمام المضرور‬
‫إال المطالب ة ب التعويض عن الض رر الن اجم عن جس م اإلنس ان وفق ا لنص الم ادة ‪ 124‬ق م‬
‫ج‪ ،‬ولو كان في حالة إغماء أو نوم ‪ ،‬وكذلك األشياء السائبة وهي األشياء ال تي تخلى عنه ا‬
‫حارس ها أو لم تكن مملوك ة ألح د مث ال ‪ :‬المط ر ‪ ،‬الثل وج ‪،‬أو لم يكن الش يء في حي ازة‬
‫إنسان وقت الحادث‪.‬‬

‫وذل ك نظ را ألن المس ؤولية عن األش ياء تق وم على أس اس فك رة الحراس ة وليس الش يء في‬
‫حد ذاته ‪.‬‬

‫مفهوم الحراسة‬

‫يقص د بالحراس ة حس ب نص الم ادة ‪ 138‬ق م ج " الس لطة الفعلي ة على الش يء والتص رف‬
‫فيه باالستعمال والتسيير والرقابة‪.‬‬

‫وعليه فان الحراسة تقتضي السلطات الثالث‪ :‬االستعمال‪ ،‬والتسيير‪ ،‬والرقابة‪.‬‬

‫سلطة االستعمال‪:‬‬ ‫‪.1‬‬

‫معناه ا اس تخدام الش يء باعتب اره أداة لتحقي ق غ رض معين أو الغاي ة ال تي أع د من أجله ا‪،‬‬
‫كاس تعمال س يارة باعتباره ا وس يلة نق ل وليس بالزم وج ود الش يء مادي ا ل دى الح ارس أو‬
‫واضعا يده عليه ‪ ،‬بل يكفي أن تكون له سلطة استعماله وإ ن لم يمارسها ماديا ‪،‬فال تقتضي‬
‫سلطة االستعمال أن يكون الشيء بيد الحارس فالمتبوع الذي يكلف تابعه بنقل أشخاص أو‬
‫بضائع يعد مستعمال للسيارة لكونه هو الذي يصدر األوامر بشأن االستعمال ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫سلطة التسيير‪ :‬ومفهومها له معنيان‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫*المع نى الم ادي‪ :‬ال ذي يع ني أن يك ون الش يء بين ي دي ش خص يت ولى اس تعماله كالعام ل‬


‫الذي يستعمل آلة تابعه له سلطة التسيير بالمعنى المادي‪،‬‬

‫*أما التسيير في معناه المعنوي يقصد به سلطة إصدار األوامر‬

‫والتعليمات بشأن استعمال الشيء فصاحب العمل هو الذي يتولى تحديد الطريقة الواجب‬
‫إتباعها الستعمال اآللة وأيام و ساعات العمل في حين يكتفي العامل بالتسيير المادي لآللة‬
‫طبقا لألوامر السالفة الذكر‪ ،‬والمقصود بالتسيير في نص م ‪ 138‬من ق‪ ،‬م‪ ،‬ج هو سلطة‬
‫التسيير المعنوي و عادة من كان له سلطة استعمال الشيء تكون له في نفس الوقت سلطة‬
‫تسيي ـ ــره ‪.‬‬

‫سلطة الرقابة‪:‬‬ ‫‪.3‬‬

‫تتحق ق م تى ك انت للح ارس س لطة فحص الش يء و تعه ده بالص يانة الالزم ة ح تى ي ؤدي‬
‫الغرض الذي خصص له كما يدخل في مفهوم الرقابة أيضا سلطة المالحظة وتتبع الشيء‬
‫في استعماله وتفحصه و تأمين صيانته و إصالح العيب الذي يظهر فيه ومحاسبة‪ ،‬و تتبع‬
‫استعمال الشيء من طرف الغير ‪.‬‬

‫إذن الحراسة المقصودة بنص الم ادة ‪ 138‬ق م ج‪ ،‬تقتض ي أن يك ون للح ارس الس لطات‬
‫الثالث (االس تعمال‪ ،‬التس يير‪ ،‬الرقاب ة )على الش يء ح تى تتحق ق مس ؤوليته عن األض رار‬
‫التي تحدثها األشياء محل الحراسة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه قد تنتقل حراسة الشيء من شخص آلخر ‪ ،‬سواءا بإرادة الحارس كأن‬
‫ي بيع الش يء مح ل الحراس ة أو ي ؤجره أو يع يره شخص ا آخ ر و الحقيق ة أن ه ال يوج د عق د‬
‫محدد بالذات من شأنه أن ينقل حتما الحراسة ‪ ،‬بل البد أن نرجع في كل مرة إلى مضمون‬
‫‪4‬‬
‫التصرف القانوني و البحث ما إذ كان الحارس قد تخلى عن سلطات االستعمال و الرقابة‬
‫و التسيير لفائدة الشخص الثاني أم ال ‪ ،‬فبائع المنقول مثال يبقى حارسا للشيء ما لم يتسلمه‬
‫المشتري رغم اكتسابه ملكية الشيء‪.‬‬

‫كما قد تنتقل الحراسة استثناءا إلى التابع برضاء متبوعه‪ ،‬كأن يجيز المتبوع(المال ك) للت ابع‬
‫أن يستعمل الشيء في غرض خاص و شخصي ال يرتبط بالخدمة ‪.‬‬

‫و قد تنتقل الحراسة بغير إرادة الحارس كما في حالة سرقة الشيء‪ ،‬فالسارق الذي يحوز‬
‫الش يء و يم ارس علي ه س لطة االس تعمال و التس يير و الرقاب ة يك ون مس ؤوال عن الض رر‬
‫الذي يتسبب فيه الشيء المسروق باعتباره حارسا له ‪.‬‬

‫و ق د تك ون الحراس ة جماعي ة بحيث يك ون ألك ثر من ش خص في نفس ال وقت س لطات‬


‫االستعمال و التسيير و الرقابة‪ ،‬كأن يقوم شخصان يملكان آلة لقطع الخشب‪ ،‬باستثمارها‬
‫معا فيشتركان في استعمالها و تسييرها و رقابتها‪ ،‬فإنهما يكونان مشتركين في حراسة هذه‬
‫اآلل ة‪ ،‬و يكون ان ب ذلك مس ؤولين بالتض امن اتج اه الض حية عن األض رار ال تي تس ببت فيه ا‬
‫هاته اآللة ‪.‬‬

‫وقوع الضرر بفعل الشـــيء‪.‬‬

‫لتحق ق مس ؤولية ح ارس الش يء طبق ا لنص م ‪ 138‬ق م ج ال ب د أن يك ون الض رر راجع ا‬


‫لفعل الشيء‪ ،‬و أن يكون تدخل الشيء تدخال إيجابيا في إحداث هذا الضرر‪.‬‬

‫التدخل اإليجابي للشيء في إحداث الضرر‪ :‬و المقص ود بت دخل الش يء في إح داث الض رر‬
‫عادة هو التدخل المادي أي مساهمة الشيء في إحداث الضرر بغض النظر عما إذا كان‬
‫هذا التدخل هو المولد أو المنتج للضرر أم ال ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الدور اإليجابي للشيء في إح داث الض رر‪ :‬وح تى يعت بر الض رر ال ذي لح ق بالض حية من‬
‫تدخل الشيء ال بد أن يكون تدخل هذا الشيء إيجابيا أي أنه هو السبب الفعال في إحداث‬
‫الضرر‪ .‬أي هو العامل المولد أو المنتج للضرر و لواله لما وقع هذا الضرر‪.‬‬

‫الضرر الذي يحدثه الشيء‪.‬‬

‫إن الضرر شرط أساسي لقيام المسؤولية التقصيرية بما فيها المسؤولية الناشئة عن األشياء‬
‫ألنها تهدف أساسا إلى جبر الضرر الذي أصاب الغير إذ ال مسؤولية بدون ضرر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساس المسؤولية عن األشياء وفقا نص المادة ‪ 138‬ق‪ ،‬م‪،‬ج ‪.‬‬

‫لم يق ف الفق ه الق انوني على تحدي د االتج اه ال ذي تبن اه المش رع الجزائ ري في تحدي د اس اس‬
‫المسئولية عن االشياء بل يجب أن يستشف من خالل استقراء نص المادة ‪ 138‬ق م‪.‬‬

‫* المش رع الجزائ ري أخ ذ بأح د ث م ا توص ل إلي ه القض اء الفرنس ي بخص وص ه ذا‬


‫الموض وع‪ ،‬إال أن اآلراء الفقهي ة و التطبيق ات القض ائية في الجزائ ر لم تخ رج عن إح دى‬
‫االتجاهين اآلتييـ ــن وهما‪.‬‬

‫* إما الخطأ في الحراسة كأساس لهاته المسؤولية‪،‬‬

‫*إما أن هذه المسؤولية هي مسؤولية بقوة القانون في جانب الحارس‪.‬‬

‫الخطأ في الحراسة كأساس للمسؤولية عن األشياء‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ي رى بعض الفقه اء أن أس اس المس ؤولية عن حراس ة األش ياء ه و الخط أ في الحراس ة‪،‬‬
‫المفترض في جانب الحارس و هو خطأ ال يقبل إثبات العكس‪ ،‬فال يجوز لحارس الشيء‬
‫إثبات أنه لم يخطأ أو أنه بذل العناية المطلوبة لمنع وقوع الضرر‪ ،‬فإذا وقع ضرر للغير‬
‫بفعل الشيء فيفترض أن الحارس قد فقد السيطرة الفعلية على الشيء و أن زمامه قد أفلت‬

‫‪6‬‬
‫منه و هذا اإلفالت هو عين الخطأ‪ ،‬و قد ثبت هذا اإلفالت بوقوع ضرر و ال حاجة إلثبات ه‬
‫بدليل أخر و ال جدوى من إثبات عكسه ‪.‬‬

‫و ال يس تطيع الح ارس دف ع هات ه المس ؤولية عن نفس ه إال بإثب ات أن وق وع الض رر ك ان‬
‫لسبب أجنبي ال يد له فيه و هذا السبب هو القاهرة أو الحالة الطارئة أو فعل الضحية أو‬
‫فعل الغير‪ ،‬و المضرور ال يكلف بإثبات الخطأ ألنه مفترض في جانب حارس الشيء بل‬
‫يكفيه إثبات أن الضرر حدث له من جراء فعل الشيء‪.‬‬

‫كما يرى هذا الجانب من الفقه أن أساس المسؤولية عن األشياء هو الخطأ المفترض في‬
‫ج انب الح ارس ألن هن اك التزام ا مح ددا يق ع على ح ارس الش يء و ه و منع ه من إح داث‬
‫الضرر ‪.‬‬

‫كم ا أن القض اء الجزائ ري س اير الفق ه في بعض الح االت بخص وص فك رة الخط أ كأس اس‬
‫للمسؤولية عن األشياء ‪.‬‬

‫مسؤولية حارس الشيء مسؤولية بقوة القانون‪.‬‬ ‫‪.2‬‬

‫* نظ را لالنتق ادات ال تي وجهت لفك رة الخط أ كأس اس للمس ؤولية عن األش ياء ذهب بعض‬
‫الفقهاء إلى القول بأن المشرع الجزائري افترض مسؤولية حارس الشيء لمجرد أن يترتب‬
‫عن فعل الشيء محل الحراسة ضرر للغير فالمضرور ال يلزم بإثبات خطأ الحارس بل‬
‫يكفي ه إثب ات أن ه لحق ه ض رر وأن ذل ك الض رر ه و من فع ل الش يء و أن ه ذا الش يء ه و‬
‫محل الحراسة من قبل الحارس المسئول ‪.‬‬

‫فيفترض القانون مسؤولية الحارس لمجرد أن يسبب الشيء ضررا للغير بغض النظر عن‬
‫سلوك الحارس ‪،‬وجعل هذه المسؤولية مقررة حكما إذا ارتبط الشيء بالضرر ارتباط سببيا‬
‫‪ ،‬و ال يعفى الح ارس من مس ؤوليته بإثب ات أن ه لم يخط أ ‪،‬أو أن ه ق ام ب واجب العناي ة في‬
‫حراسة الشيء لمنع وقوع الضرر بل يكلف بإثبات السبب األجنبي حسب ما نصت عليه‬

‫‪7‬‬
‫الم ادة ‪ 138‬ق م ب أن الض رر ال ذي ح دث ك ان بس بب ال ينس ب إلي ه ‪ (،‬الق وة الق اهرة ‪ ،‬أو‬
‫الحادث المفاجئ ‪ ،‬أو عمل الضحية ‪ ،‬أو عمل الغير)‬

‫وهذا قد ساير القضاء الجزائري من جهته ما ذهب إليه هذا الجانب من الفقه من اعتبار‬
‫المسؤولية الناشئة عن األشياء مسؤولية بقوة القانون ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬كيفية دفع المسؤولية عن األشياء‬

‫بع دما رأين ا أن المس ؤولية عن األش ياء ال تتحق ق إال إذا أثبت المض رور أن الش يء مح ل‬
‫الحراس ة ق د أح دث الض رر‪،‬و ال يكل ف المض رور بإثب ات خط أ الح ارس ألن مس ؤولية‬
‫حارس الشيء بقوة الق انون و ال تدفع عن ه إذا أثبت عدم الخط أ في جانب ه و وال تنتفي إذا‬
‫ظ ل س بب الح ادث مجه وال‪ ،‬وأن إثب ات ت دخل الش يء في إح داث الض رر ال يكفي لقي ام‬
‫رابط ة الس ببية ب ل يجب أن يك ون ت دخل الش يء إيجابي ا في إح داث الض رر‪ ،‬وه ذا الت دخل‬
‫يفترض أنه ايجابي في كل مرة ينشأ فيها الضرر عن الشيء غير أنه افتراض يقبل إثبات‬
‫العكس أي بإثبات أن تدخل الشيء لم يكن إال سلبيا‪.‬‬

‫وما يترتب عن هذه االثبات أن حارس الشيء متى استطاع ذلك‪ ،‬نفى رابطة السببية بين‬
‫الض رر وت دخل الش يء ومن وس ائل دف ع مس ؤولية ح ارس الش يء وال تي يلج أ إليه ا هي‬
‫السبب األجنبي أواثبات التدخل السلبي للشيء في إحداث الضرر‪.‬‬

‫فنص ت الم ادة ‪ 138‬في فقرته ا الثاني ة على م ا يلي ‪" :‬و يعفى من ه ذه المس ؤولية الح ارس‬
‫للش يء إذا أثبت أن ذل ك الض رر ح دث بس بب لم يكن يتوقع ه مث ل عم ل الض حية أو عم ل‬
‫الغير أو الحالة الطارئة أو القوة القاهرة "‪.‬‬

‫ويقع عبء إثبات السبب األجنبي أو الدور السلبي لتدخل الشيء على حارس الشيء حتى‬
‫ينفي عنه المسؤولية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الصور الخاصة للمسؤولية عن األشياء‬

‫إذا ك ان المش رع الجزائ ري ق د أطل ق نص الم ادة ‪ 138‬ق م ج ليش مل ك ل ش يء تحت‬


‫الحراسة فال ينبغي أن يفهم من هذا اإلطالق أن مفهوم الشيء يعم جميع األشياء بل هناك‬
‫ح االت اس تثنائية وردت بش أنها أحك ام خاص ة ومن ثم ة ال تخض ع ه ذه الح االت للقواع د‬
‫العام ة ال تي ق دمناها في مس ؤولية ح ارس األش ياء طبق ا لنص م ‪ 138‬ق م ج وإ نم ا تس ري‬
‫عليه ا أحك ام خاص ة وه ذه الح االت ال واردة في التق نين الم دني الجزائ ري‪ ،‬هي المس ؤولية‬
‫عن الحي وان طبق ا للم ادة ‪ ، 139‬والمس ؤولية ح ائز العق ار أو المنق ول عن الحري ق طبق ا‬
‫للم ادة ‪ ، 01/ 140‬ومس ؤولية المال ك عن تهدم البن اء طبقا للم ادة ‪ ، 140/02‬و مسؤولية‬
‫المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة للغير طبقا للمادة ‪ 140‬مكرر‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المسؤولية عن حارس الحيوان‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف المسؤولية عن حارس الحيوان‬

‫أوض ح المش رع الجزائ ري األض رار ال تي يس ببها الحي وان كش يء حي حكم ا خاص ا و ه و‬
‫نص الم ادة ‪ 139‬ق م ج ال تي تنص على أن ه‪ " :‬ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه‬
‫مسئول عما يحدثه الحيوان من ضرر ‪ ،‬و لو ظل الحيوان أو تسرب ما لم يثبت الحارس‬
‫أن وقوع الحادث كان بسبب ال ينسب إليه " ‪.‬‬

‫شرطا المسؤولية عن فعل الحيوان‬

‫إن ه ذه المس ؤولية تف ترض أن شخص ا يت ولى حراس ة حي وان من أي ن وع وه ذا الحي وان‬
‫يح دث ض رر للغ ير‪ ،‬فيك ون الح ارس ب ذلك و ل و لم يكن مالك ا ل ه‪ ،‬مس ؤوال عن تع ويض‬
‫الضرر‪.‬‬

‫ويتضح من نص المادة ‪ 139‬ق‪ ،‬م‪،‬ج بأنه ال بد من توفر شرطين للتحقق المسؤولية عن‬
‫فعل الحيوان‪.‬‬

‫تولي شخص حراسة حيوان‬

‫*المقصود بالحيوان‪:‬‬

‫يقص د ب الحيوان في نص الم ادة ‪ 139‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج ك ل ك ائن حي ع دا اإلنس ان و النب ات و ق د‬
‫يك ون الحي وان ب ذلك من ال دواجن أو من الطي ور أو من ال دواب أو من الزواح ف أو من‬
‫‪10‬‬
‫األسماك و سواءا كان هذا الحيوان مستأنسا كالقط‪ ،‬أو متوحشا كاألسد‪ ،‬أو كبيرا كالفيل‪،‬‬
‫أو صغيرا كالنحل‪ ،‬وقد يكون خطيرا كاألفعى‪ ،‬أو غير خطير كالخروف‪ ،‬و ي دخل في ه ذا‬
‫اإلط ار الحي وان ال ذي يعت بر عق ارا بالتخص يص كالمواش ي الملحقة بأراض ي زراعي ة و ال‬
‫يمنع ذلك أن يكون حارسها مسؤوال عنها و ال عبرة أنها تعد عقارا بالتخصيص‪.‬‬

‫و يشترط أن يكون الحيوان حيا‪ ،‬و مملوكا ألحد من الناس وحراسته ممكنة‪ ،‬فجثة الحيوان‬
‫الميت تعتبر شيء غير حي‪ ،‬ال حيوانا‪ ،‬وتخضع بذلك لنص المادة ‪ 138‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج‪.‬‬

‫و الحي وان ال ذي ال مال ك ل ه ال يس أل ش خص عم ا يحدث ه من ض رر مثال " الطي ور الح رة‬


‫ال تي ال مالك له ا‪ ،‬أو الجراد ال ذي أص اب زرع ا فأتلف ه ال يس أل عن فعل ه إال ش خص ثبت‬
‫أن ه أث ار الج راد بخطئ ه و لكن يس أل طبق ا للم ادة ‪ 124‬ق‪ ،‬م‪ ،‬ج المتعلق ة بالمس ؤولية عن‬
‫الفعل الشخصي‪.‬‬

‫حراسة الحيوان‪.‬‬

‫لتحق ق المس ؤولية طبق ا للم ادة‪ 139‬ق م ج ال ب د أن يك ون الحي وان تحت حراس ة ش خص‬
‫ما ‪.‬‬

‫معنى الحراسة‪.‬‬

‫تنص الم ادة ‪ 139‬ق م ج على أن ه " ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه مس ؤوال عم ا‬
‫يحدثه الحيوان من ضرر و لو ظل الحيوان أو تسرب " ‪.‬‬

‫ح ارس الحي وان ه و من يمل ك بي ده زمام ه‪ ،‬أي يمل ك الس يطرة الفعلي ة علي ه في التوجي ه و‬
‫الرقابة و يكون هو المتصرف في أمره سواءا كانت هذه السيطرة الفعلية تستند إلى حق أو‬
‫بدون حق‪.‬‬

‫ومالك الحيوان هو في األصل صاحب السيطرة الفعلية عليه فله سلطة التوجيه و الرقابة و‬
‫ه و المتص رف في أم ره و من ثم ة فه و ح ارس الحي وان أص ال‪ ،‬إذ هن اك قرين ة على أن‬
‫‪11‬‬
‫مالك الحيوان هو الحارس فإذا رجع المضرور على المالك فال يكلف بإثبات أن ه الحارس‪،‬‬
‫ب ل المال ك ه و من يق ع علي ه عبء اإلثب ات أن ه لم يكن الش يء تحت حراس ته وقت ح دوث‬
‫الضرر‪ ،‬كما هو الحال لمستأجر حصان يركبه على أن يتولى قيادته فيكون مسؤوال عما‬
‫يحدثه من ضرركحارس وال يسأل عنه المالك‪.‬‬

‫و ال يعتبر راعي الحيوان أو الخادم الذي يقوم بالعناية بالحيوان لحساب مخدومه حارسا‪.‬‬

‫* وعليه فإن المقصود بالحراسة هنا هو ما يراد بها في المسؤولية عن فعل الشيء‪ ،‬طبقا‬
‫للمادة ‪ 138‬ق م ج أي السيطرة الفعلية على الحيوان ورقابته أو توجيهه ويستوي ب ذلك أن‬
‫تكون هذه السيطرة قانونية أو غير قانونية‪.‬‬

‫إنتقال الحراسة‪.‬‬

‫ليس بالض رورة أن يك ون ح ارس الحي وان ه و مالك ه‪ ،‬فق د تتنق ل الس يطرة الفعلي ة على‬
‫الحيوان إلى شخص آخر إما بإرادة المالك أو بغير إرادته‪.‬‬

‫فق د تتنق ل الس يطرة الفعلي ة على الحي وان إلى الغ ير ب إرادة المال ك ك أن يبيع ه أو ي ؤجره أو‬
‫يعيره فيصبح المشتري أو المستأجر أو المستعير حارسا للحيوان بحكم انتفاعه به إذ هو‬
‫في سبيل االنتفاع به يصبح له سلطة توجيهه و رقابته و التصرف في أمره‪.‬‬

‫أما إذا نقل الحيوان لدى شخص للمحافظة عليه أو لعالجه كصاحب اإلسطبل أو الطبيب‬
‫ال بيطري فاألص ل أن الس يطرة الفعلي ة تنتق ل إلى ه ذا الش خص ويك ون ب ذلك حارس ا على‬
‫الحيوان و لكن قد يستبقي المالك في هذه الحالة السيطرة الفعلية على الحيوان أثناء الوديعة‬
‫أو وقت العالج فيبقى هو الحارس‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه ال يوجد عقد محدد بالذات من شأنه أن ينقل الحراسة ومن ثمة يمكن‬
‫اعتماده كمعيار‪ ،‬بل يجب في كل مرة الرجوع إلى مضمون التصرف القانوني ما إذا تم‬

‫‪12‬‬
‫من خالله نقل السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير أم ال إذ أن المعيار المعتمد عليه هو‬
‫انتقال السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير من عدمه ‪.‬‬

‫و قد تنتقل السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير بغير إرادة المالك أو دون علمه كما لو‬
‫سرق الحيوان فيعتبر السارق هنا حارسا للحيوان ألنه يملك بذلك السيطرة الفعلية عليه‪.‬‬

‫أما التابع الذي يستعمل حيوان المتبوع لمنفعته الشخصية فإنه يصبح بذلك حارسا للحيوان‬
‫ويك ون حينه ا مس ئوال عم ا يحدث ه من ض رر للغ ير طبق ا للم ادة ‪ 139‬ق م ج وك ذلك ه و‬
‫الحال عندما ينقل المتبوع الحراسة إلى التابع‪ ،‬كما لو سمح له بالسفر بالحيوان إلى جهة‬
‫بعيدة فيعتبر التابع حارسا للحيوان في هذه الحالة‪.‬‬

‫وعن د ض ياع الحي وان‪ ،‬يبقى الح ارس األص لي مس ؤوال‪ (،‬معن اه المال ك )عن الض رر ال ذي‬
‫يحدثه الحيوان إال إذا أثبت أن الحراسة انتقلت على غيره‪.‬‬

‫أن يحدث فعل الحيوان ضررا للغير‪.‬‬

‫لتحق ق مس ؤولية ح ارس الحي وان ال ب د أن يك ون الض رر من فع ل الحي وان وه و م ا ي برز‬


‫عالقة السببية بين فعل الحيوان و الضرر الالحق بالمضرور‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أساس مسؤولية حارس الحيوان‬

‫أساسها الخطأ في الحراسة و هو خطأ مفترض في جانب حارس الحيوان‪.‬‬

‫*تق وم مس ؤولية ح ارس الحي وان على أس اس الخط أ في الحراس ة وه و إفالت الحي وان من‬
‫سيطرة الحارس فالخطأ إذن هو أساس مسؤولية الحارس و ال يمكن القول أن أساسها هو‬
‫تحمل التبعة وإ ال لكان المسئول هو المنتفع بالحيوان ال الحارس‪،‬و يكلف المضرور بإثبات‬
‫الشروط التي تتحقق بها مسؤولية حـــارس الحيوان ‪ ،‬فيجب عليه أن يثبت أوال أن المدعى‬
‫علي ه ه و ح ارس الحي وان وهن اك قرين ة أن المال ك ه و الح ارس إال أن يثبت أن حراس ة‬
‫الحي وان ق د خ رجت من ي ده و يجب أن يثبت أن الض رر ق د وق ع بفع ل الحي وان أي أن‬
‫‪13‬‬
‫الحيوان تدخل تدخال إيجابيا في إحداث الضرر‪ ،‬و أن الضرر حدث بفعل الحي وان ال بفعل‬
‫اإلنسان و ال بفعل الشيء آخر‪.‬‬

‫*الخطأ في الحراسة مفترض في جانب الحارس افتراضا ال يقبل إثبات العكس‪.‬‬

‫تنص الم ادة ‪ 139‬ق م ج على أن ه " ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه مس ؤول عم ا‬
‫يحدث ه الحي وان من ض رر و ل و ظ ل الحي وان أو تس رب م ا لم يثبت الح ارس أن وق وع‬
‫الحادث كان بسبب ال ينسب إليه " ‪.‬‬

‫الخطأ في الحراسة الذي تقوم عليه مسؤولية حارس الحيوان طبقا للمادة ‪ 139‬ق م ج هو‬
‫خط أ مف ترض في ج انب الح ارس ال يكل ف المض رور بإثبات ه ب ل يكفي ه إثب ات ش رطا‬
‫المسؤولية السالف ذكرهما ‪ ،‬و ال يجوز حينها للحارس أن ينفي الخطأ عن نفسه بأن يثبت‬
‫أن ه لم ي رتكب خط أ أو أن ه ق ام ب واجب العناي ة ح تى ال يح دث الحي وان الض رر ‪ ،‬ذل ك أن‬
‫الضرر لم يحدث إال ألن زمام الحيوان قد أفلت من يده و هذا اإلفالت هو الخطأ وقد ثبت‬
‫هذا اإلفالت بدليل وقوع الضرر فال حاجة إلثباته بدليل أخر و ال جدوى من نفيه بإثبات‬
‫العكس وه ذا ه و المقص ود من أن الخط أ في ج انب ح ارس الحي وان ه و خط أ مف ترض‬
‫افتراضا ال يقبل إثبات العكس ‪.‬‬

‫كم ا ال يس تطيع الح ارس أن ينفي المس ؤولية عن نفس ه إذ ه و أثبت أن الحي وان ظ ل أو‬
‫تس رب ألن ه إذا تمس ك ب ذلك فإن ه ال ينفي عن نفس ه الخط أ ب ل يؤك ده‪ ،‬فالخط أ في الق انون‬
‫الجزائ ري يق وم في ك ل حال ة يخ رج فيه ا الحي وان عن س يطرة حارس ه و يس بب ض ررا‬
‫للغير‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬كيفية دفع مسؤولية حارس الحيوان‪.‬‬

‫مسؤولية حارس الحيوان طبقا للمادة ‪ 139‬ق م ج تقوم على أساس الخطأ المفترض الذي‬
‫ال يقبل إثبات العكس‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 139‬ق م ج " ‪...‬ما لم يثبت الحارس أن وقوع الحادث كان بسبب ال‬
‫ينسب إليه"‪.‬‬

‫و عليه فنحن بصدد قرينة قاطعة تقضي بأن السبب األجنبي هو وحده ال ذي يعفي الحارس‬
‫من المسؤولية‪.‬‬

‫و ال يقب ل إذن من الحارس نفي الخط أ عن نفسه أو إثبات أنه لم يخطأ أو أنه قام بواجب‬
‫الرعاية للحيوان حتى ال يحدث ضررا للغير‪ ،‬بل يجب أن يثبت السبب األجنبي في صورة‬
‫من صوره وهي القوة القاهرة‪ ،‬أو الحادث المفاجئ‪ ،‬أو خطأ الغير‪ ،‬أو خطأ المضرور ‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫من خالل ما سبق الحظنا أن حارس الحيوان يقوم بالمسؤولية الرئيسية واألساسية للضرر‬
‫ال ذي يس ببه الحي وان‪ .‬ويتم تحدي د أس اس المس ؤولية عن حراس ة األش ياء على أس اس‬
‫موض وعي قوام ه تحم ل ح ارس الش يء تبع ات الض رر الناش ئ عن ه‪ ،‬وي دفع مال ك الحي وان‬
‫تعويضات للمتضررين الذين سببهم الحيوان‪ .‬ومن خالل تحليل النصوص المدنية المتعلقة‬
‫بالموض وع في بعض ال دول العربي ة‪ ،‬تم التوص ل إلى ش روط مس ؤولية ح ارس االش ياء‪.‬‬
‫ويش ار إلى أن مس ؤولية ح ارس الش يء المق ررة في الق انون ين درج تحته ا المنق والت‬
‫والعق ارات واالش ياء الص لبة‪ .‬وليس بالض رورة أن يك ون ح ارس الحي وان ه و المال ك فق د‬
‫يكون السارق هو الحارس القانوني للحيوان‪ .‬وفي النهاية تستخدم المادة في المحاكم كأدلة‬
‫قانوني ة في ال دفاع عن حق وق المتض ررين‪ ،‬وهي أم ر يح ول دون ح دوث الظلم والتع دي‬
‫على حقوق األشخاص‪.‬‬

‫‪15‬‬
16

You might also like