Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية عن الأشياء والحيوان
المسؤولية عن الأشياء والحيوان
لق د اكتس بت المس ئولية عن االش ياء اهمي ة عظيم ة في مجتمعاتن ا الحديث ة نظ را الرتباطه ا
الوثي ق ب التطور الص ناعي الع المي ،وتقتص ر دراس تنا على المس ؤولية الناش ئة عن فع ل
األش ياء المنص وص عليه ا في الق انون الم دني الجزائ ري ،والمتمثل ة في مس ؤولية ح ارس
الش يء المنص وص عليه ا في الم ادة ، 138ومس ؤولية ح ارس الحي وان المنص وص عليه ا
في المادة ، 139ومسؤولية حائز العقار ،أو المنقول الذي حدث فيه حريق ،ومسؤولية
المالك عن تهدم البناء المنصوص عليهما بالمادة . 140
وقد أخذ المشرع الجزائري بأحدث أحكام هذا النوع من المسؤولية التقصيرية من القانون
الم دني الفرنس ي ال ذي ع رف تط ورات كث يرة بش أنها بفض ل جه ود الفق ه والقض اء ،كم ا
نتعرض إلى الصورة الجديدة من المسؤولية عن األشياء التي استحدثها المشرع الجزائري
إث ر تع ديل الق انون الم دني بم وجب الق انون 05/10وخص ص له ا الم ادة 140مك رر
والمتمثلة في مسؤولية المنتج عن األضرار التي تسببها منتجاته المعيبة للغير.
*وتجدر اإلشارة أن األشياء المقصودة في المادة 138ق ،م ،ج هي األشياء غير الحي ة
نظ را ألن المش رع الجزائ ري خص المس ؤولية عن األش ياء الحي ة وهي الحيوان ات بنص
الم ادة 139من ق ،م ،ج ،وذل ك اعتب ارا إلى تقس يم األش ياء إلى أش ياء حي ة ،وأش ياء
غير حية.
1
المبحث األول :المسؤولية عن حارس األشياء عامة
إن عب ارة الش يء ال واردة في الم ادة 138ق م ج ج اءت عام ة فهي تنص رف إلى ك ل
األشياء إال ما استثني بنصوص خاصة.
يقصد بالشيء في هذا النص بأنه كل شيء غير حي بغض النظر عن صفته أو نوع ه ،أو
المادة التي يتكون منها سواء كان عقارا أو منقوال ،سائال أو جامدا أو غازيا ،صغيرا أو
كبيرا ،متحرك أو ساكن ذاتيا أو بفعل اإلنسان به عيب أو خال منه ،خطر أو غير كذلك .
وي دخل ض من تعري ف الش يء طبق ا للم ادة 138ق.م .ج على س بيل المث ال المص اعد
ولوح ات اإلعالن ات وقن وات الغ از والمي اه و األس الك الكهربائي ة أو الهاتفي ة أو اآلالت
الصناعية بمختلف أنواعها ،الغازات الضارة... ،الخ.
وتعتبر كذلك الحيوانات الميتة شيء غير حي وكذلك البناء عما يحدثه من ضرر في غير
حال ة الته دم وك ذلك بخ ار الم اء المنبعث عن تجم ع كهرب ائي ال ذي يتس بب في ان زالق
الطريق .
تقتضي قيام مسؤولية حارس الشيء طبقا لنص المادة 138ق م ج توافر شرطان :شرط
أول " حراسة الشيء " شرط ثاني " وقوع ضرر بفعل شيء ".
ان حكم الم ادة 138ق م ج على ك ل االش ياء ال يس تعمل على اطالق ه ب ل يس تثنى من ه
األش ياء الموض حة بنص وص خاص ة أو بحكم طبيع ة الش يء ،فبحكم الق انون نج د مثال
استثناء الحيوانات باعتبارها أشياء حية طبقا لنص المادة 139ق م ج ،ونجد كذلك األبنية
2
اثر تهدمها 2/ 140ق م ج والمنقوالت والعقارات في حالة حريقها و تسببها في ضرر
للغير طبقا للمادة 1/ 140ق م ج وكذلك المنتجات المعيبة ،وما تسببه من أضرار طبقا
لنص م 140مكرر ق ،م ،ج.
أم ا األش ياء ال تي تخ رج عن مفه وم األش ياء بنص الم ادة 138ق م ج بحكم طبيعته ا هي:
جسم اإلنسان حيث ال يعتبر هذا األخير شيئا ما دام صاحبه حيا وال يكون أمام المضرور
إال المطالب ة ب التعويض عن الض رر الن اجم عن جس م اإلنس ان وفق ا لنص الم ادة 124ق م
ج ،ولو كان في حالة إغماء أو نوم ،وكذلك األشياء السائبة وهي األشياء ال تي تخلى عنه ا
حارس ها أو لم تكن مملوك ة ألح د مث ال :المط ر ،الثل وج ،أو لم يكن الش يء في حي ازة
إنسان وقت الحادث.
وذل ك نظ را ألن المس ؤولية عن األش ياء تق وم على أس اس فك رة الحراس ة وليس الش يء في
حد ذاته .
مفهوم الحراسة
يقص د بالحراس ة حس ب نص الم ادة 138ق م ج " الس لطة الفعلي ة على الش يء والتص رف
فيه باالستعمال والتسيير والرقابة.
معناه ا اس تخدام الش يء باعتب اره أداة لتحقي ق غ رض معين أو الغاي ة ال تي أع د من أجله ا،
كاس تعمال س يارة باعتباره ا وس يلة نق ل وليس بالزم وج ود الش يء مادي ا ل دى الح ارس أو
واضعا يده عليه ،بل يكفي أن تكون له سلطة استعماله وإ ن لم يمارسها ماديا ،فال تقتضي
سلطة االستعمال أن يكون الشيء بيد الحارس فالمتبوع الذي يكلف تابعه بنقل أشخاص أو
بضائع يعد مستعمال للسيارة لكونه هو الذي يصدر األوامر بشأن االستعمال .
3
سلطة التسيير :ومفهومها له معنيان: .2
والتعليمات بشأن استعمال الشيء فصاحب العمل هو الذي يتولى تحديد الطريقة الواجب
إتباعها الستعمال اآللة وأيام و ساعات العمل في حين يكتفي العامل بالتسيير المادي لآللة
طبقا لألوامر السالفة الذكر ،والمقصود بالتسيير في نص م 138من ق ،م ،ج هو سلطة
التسيير المعنوي و عادة من كان له سلطة استعمال الشيء تكون له في نفس الوقت سلطة
تسيي ـ ــره .
تتحق ق م تى ك انت للح ارس س لطة فحص الش يء و تعه ده بالص يانة الالزم ة ح تى ي ؤدي
الغرض الذي خصص له كما يدخل في مفهوم الرقابة أيضا سلطة المالحظة وتتبع الشيء
في استعماله وتفحصه و تأمين صيانته و إصالح العيب الذي يظهر فيه ومحاسبة ،و تتبع
استعمال الشيء من طرف الغير .
إذن الحراسة المقصودة بنص الم ادة 138ق م ج ،تقتض ي أن يك ون للح ارس الس لطات
الثالث (االس تعمال ،التس يير ،الرقاب ة )على الش يء ح تى تتحق ق مس ؤوليته عن األض رار
التي تحدثها األشياء محل الحراسة.
وتجدر اإلشارة أنه قد تنتقل حراسة الشيء من شخص آلخر ،سواءا بإرادة الحارس كأن
ي بيع الش يء مح ل الحراس ة أو ي ؤجره أو يع يره شخص ا آخ ر و الحقيق ة أن ه ال يوج د عق د
محدد بالذات من شأنه أن ينقل حتما الحراسة ،بل البد أن نرجع في كل مرة إلى مضمون
4
التصرف القانوني و البحث ما إذ كان الحارس قد تخلى عن سلطات االستعمال و الرقابة
و التسيير لفائدة الشخص الثاني أم ال ،فبائع المنقول مثال يبقى حارسا للشيء ما لم يتسلمه
المشتري رغم اكتسابه ملكية الشيء.
كما قد تنتقل الحراسة استثناءا إلى التابع برضاء متبوعه ،كأن يجيز المتبوع(المال ك) للت ابع
أن يستعمل الشيء في غرض خاص و شخصي ال يرتبط بالخدمة .
و قد تنتقل الحراسة بغير إرادة الحارس كما في حالة سرقة الشيء ،فالسارق الذي يحوز
الش يء و يم ارس علي ه س لطة االس تعمال و التس يير و الرقاب ة يك ون مس ؤوال عن الض رر
الذي يتسبب فيه الشيء المسروق باعتباره حارسا له .
التدخل اإليجابي للشيء في إحداث الضرر :و المقص ود بت دخل الش يء في إح داث الض رر
عادة هو التدخل المادي أي مساهمة الشيء في إحداث الضرر بغض النظر عما إذا كان
هذا التدخل هو المولد أو المنتج للضرر أم ال .
5
الدور اإليجابي للشيء في إح داث الض رر :وح تى يعت بر الض رر ال ذي لح ق بالض حية من
تدخل الشيء ال بد أن يكون تدخل هذا الشيء إيجابيا أي أنه هو السبب الفعال في إحداث
الضرر .أي هو العامل المولد أو المنتج للضرر و لواله لما وقع هذا الضرر.
إن الضرر شرط أساسي لقيام المسؤولية التقصيرية بما فيها المسؤولية الناشئة عن األشياء
ألنها تهدف أساسا إلى جبر الضرر الذي أصاب الغير إذ ال مسؤولية بدون ضرر.
المطلب الثاني :أساس المسؤولية عن األشياء وفقا نص المادة 138ق ،م،ج .
لم يق ف الفق ه الق انوني على تحدي د االتج اه ال ذي تبن اه المش رع الجزائ ري في تحدي د اس اس
المسئولية عن االشياء بل يجب أن يستشف من خالل استقراء نص المادة 138ق م.
ي رى بعض الفقه اء أن أس اس المس ؤولية عن حراس ة األش ياء ه و الخط أ في الحراس ة،
المفترض في جانب الحارس و هو خطأ ال يقبل إثبات العكس ،فال يجوز لحارس الشيء
إثبات أنه لم يخطأ أو أنه بذل العناية المطلوبة لمنع وقوع الضرر ،فإذا وقع ضرر للغير
بفعل الشيء فيفترض أن الحارس قد فقد السيطرة الفعلية على الشيء و أن زمامه قد أفلت
6
منه و هذا اإلفالت هو عين الخطأ ،و قد ثبت هذا اإلفالت بوقوع ضرر و ال حاجة إلثبات ه
بدليل أخر و ال جدوى من إثبات عكسه .
و ال يس تطيع الح ارس دف ع هات ه المس ؤولية عن نفس ه إال بإثب ات أن وق وع الض رر ك ان
لسبب أجنبي ال يد له فيه و هذا السبب هو القاهرة أو الحالة الطارئة أو فعل الضحية أو
فعل الغير ،و المضرور ال يكلف بإثبات الخطأ ألنه مفترض في جانب حارس الشيء بل
يكفيه إثبات أن الضرر حدث له من جراء فعل الشيء.
كما يرى هذا الجانب من الفقه أن أساس المسؤولية عن األشياء هو الخطأ المفترض في
ج انب الح ارس ألن هن اك التزام ا مح ددا يق ع على ح ارس الش يء و ه و منع ه من إح داث
الضرر .
كم ا أن القض اء الجزائ ري س اير الفق ه في بعض الح االت بخص وص فك رة الخط أ كأس اس
للمسؤولية عن األشياء .
* نظ را لالنتق ادات ال تي وجهت لفك رة الخط أ كأس اس للمس ؤولية عن األش ياء ذهب بعض
الفقهاء إلى القول بأن المشرع الجزائري افترض مسؤولية حارس الشيء لمجرد أن يترتب
عن فعل الشيء محل الحراسة ضرر للغير فالمضرور ال يلزم بإثبات خطأ الحارس بل
يكفي ه إثب ات أن ه لحق ه ض رر وأن ذل ك الض رر ه و من فع ل الش يء و أن ه ذا الش يء ه و
محل الحراسة من قبل الحارس المسئول .
فيفترض القانون مسؤولية الحارس لمجرد أن يسبب الشيء ضررا للغير بغض النظر عن
سلوك الحارس ،وجعل هذه المسؤولية مقررة حكما إذا ارتبط الشيء بالضرر ارتباط سببيا
،و ال يعفى الح ارس من مس ؤوليته بإثب ات أن ه لم يخط أ ،أو أن ه ق ام ب واجب العناي ة في
حراسة الشيء لمنع وقوع الضرر بل يكلف بإثبات السبب األجنبي حسب ما نصت عليه
7
الم ادة 138ق م ب أن الض رر ال ذي ح دث ك ان بس بب ال ينس ب إلي ه (،الق وة الق اهرة ،أو
الحادث المفاجئ ،أو عمل الضحية ،أو عمل الغير)
وهذا قد ساير القضاء الجزائري من جهته ما ذهب إليه هذا الجانب من الفقه من اعتبار
المسؤولية الناشئة عن األشياء مسؤولية بقوة القانون .
بع دما رأين ا أن المس ؤولية عن األش ياء ال تتحق ق إال إذا أثبت المض رور أن الش يء مح ل
الحراس ة ق د أح دث الض رر،و ال يكل ف المض رور بإثب ات خط أ الح ارس ألن مس ؤولية
حارس الشيء بقوة الق انون و ال تدفع عن ه إذا أثبت عدم الخط أ في جانب ه و وال تنتفي إذا
ظ ل س بب الح ادث مجه وال ،وأن إثب ات ت دخل الش يء في إح داث الض رر ال يكفي لقي ام
رابط ة الس ببية ب ل يجب أن يك ون ت دخل الش يء إيجابي ا في إح داث الض رر ،وه ذا الت دخل
يفترض أنه ايجابي في كل مرة ينشأ فيها الضرر عن الشيء غير أنه افتراض يقبل إثبات
العكس أي بإثبات أن تدخل الشيء لم يكن إال سلبيا.
وما يترتب عن هذه االثبات أن حارس الشيء متى استطاع ذلك ،نفى رابطة السببية بين
الض رر وت دخل الش يء ومن وس ائل دف ع مس ؤولية ح ارس الش يء وال تي يلج أ إليه ا هي
السبب األجنبي أواثبات التدخل السلبي للشيء في إحداث الضرر.
فنص ت الم ادة 138في فقرته ا الثاني ة على م ا يلي " :و يعفى من ه ذه المس ؤولية الح ارس
للش يء إذا أثبت أن ذل ك الض رر ح دث بس بب لم يكن يتوقع ه مث ل عم ل الض حية أو عم ل
الغير أو الحالة الطارئة أو القوة القاهرة ".
ويقع عبء إثبات السبب األجنبي أو الدور السلبي لتدخل الشيء على حارس الشيء حتى
ينفي عنه المسؤولية.
8
الصور الخاصة للمسؤولية عن األشياء
9
المبحث الثاني :المسؤولية عن حارس الحيوان
أوض ح المش رع الجزائ ري األض رار ال تي يس ببها الحي وان كش يء حي حكم ا خاص ا و ه و
نص الم ادة 139ق م ج ال تي تنص على أن ه " :ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه
مسئول عما يحدثه الحيوان من ضرر ،و لو ظل الحيوان أو تسرب ما لم يثبت الحارس
أن وقوع الحادث كان بسبب ال ينسب إليه " .
إن ه ذه المس ؤولية تف ترض أن شخص ا يت ولى حراس ة حي وان من أي ن وع وه ذا الحي وان
يح دث ض رر للغ ير ،فيك ون الح ارس ب ذلك و ل و لم يكن مالك ا ل ه ،مس ؤوال عن تع ويض
الضرر.
ويتضح من نص المادة 139ق ،م،ج بأنه ال بد من توفر شرطين للتحقق المسؤولية عن
فعل الحيوان.
*المقصود بالحيوان:
يقص د ب الحيوان في نص الم ادة 139ق ،م ،ج ك ل ك ائن حي ع دا اإلنس ان و النب ات و ق د
يك ون الحي وان ب ذلك من ال دواجن أو من الطي ور أو من ال دواب أو من الزواح ف أو من
10
األسماك و سواءا كان هذا الحيوان مستأنسا كالقط ،أو متوحشا كاألسد ،أو كبيرا كالفيل،
أو صغيرا كالنحل ،وقد يكون خطيرا كاألفعى ،أو غير خطير كالخروف ،و ي دخل في ه ذا
اإلط ار الحي وان ال ذي يعت بر عق ارا بالتخص يص كالمواش ي الملحقة بأراض ي زراعي ة و ال
يمنع ذلك أن يكون حارسها مسؤوال عنها و ال عبرة أنها تعد عقارا بالتخصيص.
و يشترط أن يكون الحيوان حيا ،و مملوكا ألحد من الناس وحراسته ممكنة ،فجثة الحيوان
الميت تعتبر شيء غير حي ،ال حيوانا ،وتخضع بذلك لنص المادة 138ق ،م ،ج.
حراسة الحيوان.
لتحق ق المس ؤولية طبق ا للم ادة 139ق م ج ال ب د أن يك ون الحي وان تحت حراس ة ش خص
ما .
معنى الحراسة.
تنص الم ادة 139ق م ج على أن ه " ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه مس ؤوال عم ا
يحدثه الحيوان من ضرر و لو ظل الحيوان أو تسرب " .
ح ارس الحي وان ه و من يمل ك بي ده زمام ه ،أي يمل ك الس يطرة الفعلي ة علي ه في التوجي ه و
الرقابة و يكون هو المتصرف في أمره سواءا كانت هذه السيطرة الفعلية تستند إلى حق أو
بدون حق.
ومالك الحيوان هو في األصل صاحب السيطرة الفعلية عليه فله سلطة التوجيه و الرقابة و
ه و المتص رف في أم ره و من ثم ة فه و ح ارس الحي وان أص ال ،إذ هن اك قرين ة على أن
11
مالك الحيوان هو الحارس فإذا رجع المضرور على المالك فال يكلف بإثبات أن ه الحارس،
ب ل المال ك ه و من يق ع علي ه عبء اإلثب ات أن ه لم يكن الش يء تحت حراس ته وقت ح دوث
الضرر ،كما هو الحال لمستأجر حصان يركبه على أن يتولى قيادته فيكون مسؤوال عما
يحدثه من ضرركحارس وال يسأل عنه المالك.
و ال يعتبر راعي الحيوان أو الخادم الذي يقوم بالعناية بالحيوان لحساب مخدومه حارسا.
* وعليه فإن المقصود بالحراسة هنا هو ما يراد بها في المسؤولية عن فعل الشيء ،طبقا
للمادة 138ق م ج أي السيطرة الفعلية على الحيوان ورقابته أو توجيهه ويستوي ب ذلك أن
تكون هذه السيطرة قانونية أو غير قانونية.
إنتقال الحراسة.
ليس بالض رورة أن يك ون ح ارس الحي وان ه و مالك ه ،فق د تتنق ل الس يطرة الفعلي ة على
الحيوان إلى شخص آخر إما بإرادة المالك أو بغير إرادته.
فق د تتنق ل الس يطرة الفعلي ة على الحي وان إلى الغ ير ب إرادة المال ك ك أن يبيع ه أو ي ؤجره أو
يعيره فيصبح المشتري أو المستأجر أو المستعير حارسا للحيوان بحكم انتفاعه به إذ هو
في سبيل االنتفاع به يصبح له سلطة توجيهه و رقابته و التصرف في أمره.
أما إذا نقل الحيوان لدى شخص للمحافظة عليه أو لعالجه كصاحب اإلسطبل أو الطبيب
ال بيطري فاألص ل أن الس يطرة الفعلي ة تنتق ل إلى ه ذا الش خص ويك ون ب ذلك حارس ا على
الحيوان و لكن قد يستبقي المالك في هذه الحالة السيطرة الفعلية على الحيوان أثناء الوديعة
أو وقت العالج فيبقى هو الحارس.
وتجدر اإلشارة أنه ال يوجد عقد محدد بالذات من شأنه أن ينقل الحراسة ومن ثمة يمكن
اعتماده كمعيار ،بل يجب في كل مرة الرجوع إلى مضمون التصرف القانوني ما إذا تم
12
من خالله نقل السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير أم ال إذ أن المعيار المعتمد عليه هو
انتقال السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير من عدمه .
و قد تنتقل السيطرة الفعلية على الحيوان إلى الغير بغير إرادة المالك أو دون علمه كما لو
سرق الحيوان فيعتبر السارق هنا حارسا للحيوان ألنه يملك بذلك السيطرة الفعلية عليه.
أما التابع الذي يستعمل حيوان المتبوع لمنفعته الشخصية فإنه يصبح بذلك حارسا للحيوان
ويك ون حينه ا مس ئوال عم ا يحدث ه من ض رر للغ ير طبق ا للم ادة 139ق م ج وك ذلك ه و
الحال عندما ينقل المتبوع الحراسة إلى التابع ،كما لو سمح له بالسفر بالحيوان إلى جهة
بعيدة فيعتبر التابع حارسا للحيوان في هذه الحالة.
وعن د ض ياع الحي وان ،يبقى الح ارس األص لي مس ؤوال (،معن اه المال ك )عن الض رر ال ذي
يحدثه الحيوان إال إذا أثبت أن الحراسة انتقلت على غيره.
*تق وم مس ؤولية ح ارس الحي وان على أس اس الخط أ في الحراس ة وه و إفالت الحي وان من
سيطرة الحارس فالخطأ إذن هو أساس مسؤولية الحارس و ال يمكن القول أن أساسها هو
تحمل التبعة وإ ال لكان المسئول هو المنتفع بالحيوان ال الحارس،و يكلف المضرور بإثبات
الشروط التي تتحقق بها مسؤولية حـــارس الحيوان ،فيجب عليه أن يثبت أوال أن المدعى
علي ه ه و ح ارس الحي وان وهن اك قرين ة أن المال ك ه و الح ارس إال أن يثبت أن حراس ة
الحي وان ق د خ رجت من ي ده و يجب أن يثبت أن الض رر ق د وق ع بفع ل الحي وان أي أن
13
الحيوان تدخل تدخال إيجابيا في إحداث الضرر ،و أن الضرر حدث بفعل الحي وان ال بفعل
اإلنسان و ال بفعل الشيء آخر.
تنص الم ادة 139ق م ج على أن ه " ح ارس الحي وان و ل و لم يكن مالك ا ل ه مس ؤول عم ا
يحدث ه الحي وان من ض رر و ل و ظ ل الحي وان أو تس رب م ا لم يثبت الح ارس أن وق وع
الحادث كان بسبب ال ينسب إليه " .
الخطأ في الحراسة الذي تقوم عليه مسؤولية حارس الحيوان طبقا للمادة 139ق م ج هو
خط أ مف ترض في ج انب الح ارس ال يكل ف المض رور بإثبات ه ب ل يكفي ه إثب ات ش رطا
المسؤولية السالف ذكرهما ،و ال يجوز حينها للحارس أن ينفي الخطأ عن نفسه بأن يثبت
أن ه لم ي رتكب خط أ أو أن ه ق ام ب واجب العناي ة ح تى ال يح دث الحي وان الض رر ،ذل ك أن
الضرر لم يحدث إال ألن زمام الحيوان قد أفلت من يده و هذا اإلفالت هو الخطأ وقد ثبت
هذا اإلفالت بدليل وقوع الضرر فال حاجة إلثباته بدليل أخر و ال جدوى من نفيه بإثبات
العكس وه ذا ه و المقص ود من أن الخط أ في ج انب ح ارس الحي وان ه و خط أ مف ترض
افتراضا ال يقبل إثبات العكس .
كم ا ال يس تطيع الح ارس أن ينفي المس ؤولية عن نفس ه إذ ه و أثبت أن الحي وان ظ ل أو
تس رب ألن ه إذا تمس ك ب ذلك فإن ه ال ينفي عن نفس ه الخط أ ب ل يؤك ده ،فالخط أ في الق انون
الجزائ ري يق وم في ك ل حال ة يخ رج فيه ا الحي وان عن س يطرة حارس ه و يس بب ض ررا
للغير.
مسؤولية حارس الحيوان طبقا للمادة 139ق م ج تقوم على أساس الخطأ المفترض الذي
ال يقبل إثبات العكس.
14
حيث نصت المادة 139ق م ج " ...ما لم يثبت الحارس أن وقوع الحادث كان بسبب ال
ينسب إليه".
و عليه فنحن بصدد قرينة قاطعة تقضي بأن السبب األجنبي هو وحده ال ذي يعفي الحارس
من المسؤولية.
و ال يقب ل إذن من الحارس نفي الخط أ عن نفسه أو إثبات أنه لم يخطأ أو أنه قام بواجب
الرعاية للحيوان حتى ال يحدث ضررا للغير ،بل يجب أن يثبت السبب األجنبي في صورة
من صوره وهي القوة القاهرة ،أو الحادث المفاجئ ،أو خطأ الغير ،أو خطأ المضرور .
خاتمة:
من خالل ما سبق الحظنا أن حارس الحيوان يقوم بالمسؤولية الرئيسية واألساسية للضرر
ال ذي يس ببه الحي وان .ويتم تحدي د أس اس المس ؤولية عن حراس ة األش ياء على أس اس
موض وعي قوام ه تحم ل ح ارس الش يء تبع ات الض رر الناش ئ عن ه ،وي دفع مال ك الحي وان
تعويضات للمتضررين الذين سببهم الحيوان .ومن خالل تحليل النصوص المدنية المتعلقة
بالموض وع في بعض ال دول العربي ة ،تم التوص ل إلى ش روط مس ؤولية ح ارس االش ياء.
ويش ار إلى أن مس ؤولية ح ارس الش يء المق ررة في الق انون ين درج تحته ا المنق والت
والعق ارات واالش ياء الص لبة .وليس بالض رورة أن يك ون ح ارس الحي وان ه و المال ك فق د
يكون السارق هو الحارس القانوني للحيوان .وفي النهاية تستخدم المادة في المحاكم كأدلة
قانوني ة في ال دفاع عن حق وق المتض ررين ،وهي أم ر يح ول دون ح دوث الظلم والتع دي
على حقوق األشخاص.
15
16