‫)‪(2‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...

‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إﻣﻼء‪ :‬أﰊ ﺳﻌﺪ اﻟﻄﺎﻫﺮ اﳉﺰاﺋﺮي‬

‫ﻛﺘﺎﺑﺔ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﷲ أﰊ اﳊﺴﻦ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ‬
 ‫)‪(3‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪321‬‬
‫اﳊﻤﺪ ﷲ اﳌﻠﻚ اﻟﻌﻼم‪ ،‬اﻟﺬي اﻣﺘﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻹﺳﻼم‪ ،‬وﺟﻌﻞ اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ذروة اﻟﺴﻨﺎم‪ ،‬واﺧﺘﺼﻨﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ‬
‫ﺑﲔ ﺳﺎﺋﺮ اﻷﻧﺎم‪ ،‬ﻓﻠﻪ اﳊﻤﺪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻋﲆ ﻋﻈﻴﻢ اﻟﻔﻀﻞ وﺟﺰﻳﻞ اﻹﻧﻌﺎم‪ ،‬وﻋﲆ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﳏﻤﺪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة وأﺗﻢ‬
‫اﻟﺴﻼم‪ ،‬داﺋﻤﲔ ﺑﺪوام اﻟﻠﻴﺎﱄ واﻷﻳﺎم‪ ،‬ﻓﻬﻮ إﻣﺎم اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﻧﻌﻢ اﻹﻣﺎم‪ ،‬وﻗﺎﺋﺪ اﻟﻐﺮ اﳌﺤﺠﻠﲔ إﱃ دار‬
‫اﻟﺴﻼم‪ ،‬وﻋﲆ آﻟﻪ اﻷﻃﻬﺎر‪ ،‬وﺻﺤﺎﺑﺘﻪ اﻷﺑﺮار‪ ،‬وﻣﻦ اﺗﺒﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺼﺎﳊﲔ اﻷﺧﻴﺎر‪ ،‬اﻟﺬﻳﻦ ﺟﺎﻫﺪوا ﰲ اﷲ‬
‫ﺣﻖ اﳉﻬﺎد‪ ،‬ﻓﻬﺪى اﷲ ﲠﻢ ﻣﻦ ﺷﺎء ﻣﻦ اﻟﻌﺒﺎد إﱃ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺮﺷﺎد‪ ،‬وأذل ﲠﻢ أﻫﻞ اﻟﻜﻔﺮ واﻟﻌﻨﺎد ‪،‬وﻗﻄﻊ ﲠﻢ‬
‫أﺳﺒﺎب اﻟﴩ واﻟﻔﺴﺎد ‪ ،‬أﻣﺎ ﺑﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﻘﺪم ﻟﻜﻢ اﳉﺰء اﻷول ﻣﻦ ﻛﺘﺎب )ﻗﺼﺺ اﻟﺸﻬﺪاء ﰲ ﳎﺎﻟﺲ اﻟﺼﺤﺮاء(‪ ،‬اﻟﺬي ﺳﻨﺤﺎول أن‬
‫ﻧﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ـ ﺑﺈذن اﷲ ـ ﺑﻌﺾ ﺷﻬﺪاﺋﻨﺎ اﻷﺧﻴﺎر‪ ،‬ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺪﻣﻮا أﻧﻔﺴﻬﻢ وأﻣﻮاﳍﻢ وأﻋﲈرﻫﻢ ﻓﺪاء ﻟﴩﻳﻌﺔ‬
‫اﻹﺳﻼم‪ ،‬أوﻟﺌﻚ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺴﺒﻬﻢ ﺻﱪوا وﺻﺪﻗﻮا ﻣﺎ ﻋﺎﻫﺪوا اﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﻀﻮا ﻧﺤﺒﻬﻢ ﻧﺴﺄل اﷲ أن‬
‫ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء‪ ،‬وﻧﺮى أن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺬﻛﺮﻫﻢ وﻧﺪﻋﻮ ﳍﻢ وﻧﻌﻠﻢ اﻷﻣﺔ ﻣﻦ دروس اﻟﺘﻀﺤﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻤﻮﻧﺎ‪ ،‬وﻣﻦ ﺣﻖ اﻷﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ أن ﺗﻌﺮف ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ُﻇﻠﻤﻮا ﻛﺜﲑا ﻋﲆ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻮا‪ ،‬و اﻧﺘﻘﺪوا ﻛﺜﲑا ﻋﲆ‬
‫ﻣﺎ أﺣﺴﻨﻮا‪ ،‬وﻧﺴﻮا ﻛﺜﲑا وﻛﺎن ﻣﻦ ﺣﻘﻬﻢ أن ﻳﻌﺮﻓﻮا وﻳﺬﻛﺮوا‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﺠﺐ ﻓﻨﺤﻦ ﰲ زﻣﺎن ﻗﻠﺒﺖ ﻓﻴﻪ‬
‫اﳌﻮازﻳﻦ ﻟﺪى ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺣﺘﻰ ﻏﺪا اﳌﻨﻜﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺎ واﳌﻌﺮوف ﻣﻨﻜﺮا‪ ،‬ﻓﻐﺪا اﻟﻔﺠﺎر ـ ﻋﻨﺪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ـ‬
‫ﻣﻦ اﻷﺋﻤﺔ اﻷﺑﺮار‪ ،‬واﻟﺼﺎﳊﻮن اﻷﺧﻴﺎر ﻳﻠﻤﺰون ﺑﺎﳌﺠﺮﻣﲔ واﻷﴍار‪ ،‬ﻓﺎﺷﺘﺪت ﻏﺮﺑﺔ اﻹﺳﻼم وأﻫﻠﻪ‪ ،‬وﻛﺜﺮ‬
‫اﳌﺪﻋﻮن ﻟﻪ وﻗﻞ اﻟﻘﺎﺋﻤﻮن ﺑﻪ‪ ،‬ﻻﻧﺘﺸﺎر اﳉﻬﻞ وﻗﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ‪ ،‬وﻏﺪا ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﲔ ﻻ ﻳﻌﺮف اﳌﺒﻄﻞ ﻣﻦ‬
‫ﱠ‬
‫ﳛﺴﻦ‬
‫اﳌﺤﻖ‪ ،‬و ﻻ ﻳﻤﻴﺰ ﻣﺴﻴﻠﻤﺔ اﻟﻜﺬاب ﻣﻦ أﰊ ﺑﻜﺮ اﻟﺼﺪﻳﻖ‪ ،‬واﻹﻋﻼم ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﻢ وﻳﻮﺟﻬﻬﻢ ﻓﻬﻮ اﻟﺬي ﱢ‬
‫وﻳﻘﺒﺢ‪ ،‬وﳜﻄﺊ وﻳﺼﺤﺢ‪ ،‬وﻳﻀﺨﻢ اﻷﻣﻮر وﳛﺠﻤﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺗﺎﻓﻪ ﻋﻈﻤﻪ‪ ،‬وﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﲡﺎﻫﻠﻪ وﺗﻨﺎﺳﺎه‪،‬‬
‫وﳍﺬا ﻓﻼ ﻋﺠﺐ إذا ﻛﺎن أﻛﺜﺮ أﻫﻞ اﻹﺳﻼم ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺗﻀﺤﻴﺎت وﺑﺬل إﺧﻮاﳖﻢ ﰲ أرض اﳉﺰاﺋﺮ‪،‬‬
‫ﻣﻊ أن ﰲ ﻫﺬه اﻷرض اﻷﺑﻴﺔ ﺑﻄﻮﻻت ﻋﻈﻴﻤﺔ وﺗﻀﺤﻴﺎت ﺿﺨﻤﺔ وﻣﻮاﻗﻒ ﻣﺆﺛﺮة ﻟﻮ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻨﻬﺎ اﳌﺠﻠﺪات‬
‫وأﻋﺪت ﻋﻨﻬﺎ اﻟﺪراﺳﺎت ﻟﻜﺎن ذﻟﻚ ﻗﻠﻴﻼ ﰲ ﺣﻘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻠﻠﻪ درﻛﻢ ﻳﺎ أﺑﻨﺎء اﻷﻣﺔ اﻟﻌﻈﺎم‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺷﻬﺪت دﻣﺎؤﻛﻢ‬
‫اﻟﺰﻛﻴﺔ وﻫﻲ ﺗﺴﻴﻞ ﻋﲆ ﻗﻤﻢ اﳉﺒﺎل وﰲ ﺑﻄﻮن اﻷودﻳﺔ أن أﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﻛﺎﻟﻐﻴﺚ ﻻ ﻳﺪرى أوﻟﻪ ﺧﲑ أم آﺧﺮه‪،‬‬
‫وأن ﺳﻠﻌﺔ اﷲ اﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎ ﻋﺪﻣﺖ اﳌﺸﱰﻳﻦ وﻟﻘﺪ أﺗﻌﺒﺘﻢ ﻣﻦ ﺳﻴﺠﻲء ﺑﻌﺪﻛﻢ ﻓﺮﲪﻜﻢ اﷲ وﺗﻘﺒﻠﻜﻢ ‪.‬‬
 ‫)‪(4‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻻ ﳜﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ أﳞﺎ اﻟﻘﺎرئ اﻟﻜﺮﻳﻢ أن اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﻮا ﲡﺮﺑﺔ ﺟﻬﺎدﻳﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻦ أﻃﻮل‬
‫اﻟﺘﺠﺎرب اﳉﻬﺎدﻳﺔ اﳌﻌﺎﴏة ‪،‬وﻋﺎﻳﺸﻮا ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻋﺐ واﻟﻔﺘﻦ و اﻻﺑﺘﻼء ﻣﺎ ﻋﺰ ﻧﻈﲑه وﻻ ﻳﺼﱪ ﻋﻠﻴﻪ إﻻ ﻣﻦ‬
‫وﻓﻘﻪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ وأﻋﺎﻧﻪ وذﻟﻚ ﻋﱪ ﻣﺮاﺣﻞ ﻣﺘﻌﺪدة وﻓﱰة ﺗﺰﻳﺪ ﻋﲆ ‪ 22‬ﺳﻨﺔ ﻋﺎﺷﻮا ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻀﻌﻒ واﻟﻘﻠﺔ‪،‬‬
‫وﻳﻘﺘﻠﻮن‪ ،‬و َﻳﻐﻠﺒﻮن‬
‫واﻟﻌﺪد واﻟﻌﺪة واﻗﱰﺑﻮا ﻣﻦ اﻟﺘﻤﻜﲔ ﺣﻴﻨﺎ وﻣﻦ اﻟﺰوال واﻻﻧﺘﻬﺎء ﺣﻴﻨﺎ آﺧﺮ‪ُ ،‬ﻳﻘﺘﻠﻮن َ‬
‫ْ‬
‫ﻋﺎﻧﻮا ﻣﻦ ﻓﺘﻦ اﻟﻐﻠﻮ وﻣﺪ اﻟﻔﻜﺮ اﳋﺎرﺟﻲ‪ ،‬ﻛﲈ ﻗﺎﺳﻮا ﻫﺠﲈت اﳌﺜﺒﻄﲔ ودﻋﺎة اﻟﻔﻜﺮ اﻹرﺟﺎﺋﻲ‪ ،‬وﰲ‬ ‫وﻳﻐﻠﺒﻮن‪،‬‬
‫ُ‬
‫ﻳﺘﻠﻮَن ﻋﺪوﻫﻢ أﻳﲈ ﺗﻠﻮن‪ ،‬ﻓﺘﺎرة ﻳﺮﻓﻊ إﻟﻴﻬﻢ وإﱃ أﻫﻠﻴﻬﻢ وﻛﻞ ﻣﺘﻌﺎﻃﻒ ﻣﻌﻬﻢ ﺳﻜﲔ اﳉﺰار وﺳﻮط‬
‫ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﱠ‬
‫اﳉﻼد ﻓﻴﻜﻮن اﻟﺘﺨﻮﻳﻒ واﻹرﻫﺎب ﳘﻪ‪ ،‬وﻟﻚ أن ﺗﺘﺼﻮر ﺣﺎل اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺴﻠﻢ اﳌﻐﻠﻮب ﻋﲆ أﻣﺮه وﻫﻮ ﻻ‬
‫ﺗﻜﺎد ﺗﻘﻊ ﻋﻴﻨﻪ إﻻ ﻋﲆ ﻗﺘﻴﻞ ﻣﺸﻮه‪ ،‬أو أﺳﲑ ﻣﻌﺬب‪ ،‬أو ﳐﺘﻄﻒ ﳎﻬﻮل اﳊﺎل ﻻ ﺣﻲ ﻓﲑﺟﻰ و ﻻ ﻣﻴﺖ‬
‫ﻓﻴﻨﺴﻰ ‪.‬‬
‫وﺗﺎرة ﻳﺘﻠﻮن اﻟﻌﺪو ﺑﻠﻮن اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻓﻴﺪﻋﻮا إﱃ اﻟﻮﺋﺎم واﳌﺼﺎﳊﺔ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﱪاﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﳛﺎول‬
‫ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ أن ﻳﻨﺠﺰ ﺑﻮﻋﻮد اﻟﱰﻏﻴﺐ ﻣﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﺳﻴﻒ اﻟﱰﻫﻴﺐ وﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ ـ و أﻛﺜﺮ ـ ﱂ ﺗﺰل ﻷﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ‬
‫واﳉﲈﻋﺔ ﻋﲆ أرض اﳉﺰاﺋﺮ ﻗﻮة ﺻﺎﻣﺪة ﺻﺎﺑﺮة ﳎﺎﻫﺪة ﲡﺎﻫﺪ اﳌﻤﺘﻨﻌﲔ ﻋﻦ ﴍﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼم‪ ،‬وﺗﻨﺎﴏ ﻗﻀﺎﻳﺎ‬
‫اﻷﻣﺔ اﳌﺴﻠﻤﺔ ﰲ ﲨﻴﻊ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﱂ ﰲ وﺣﺪة إﺳﻼﻣﻴﺔ و أﺧﻮة إﻳﲈﻧﻴﺔ ﻫﻲ واﷲ ﴍف ﻗﻞ ﻧﻈﲑه ﰲ ﻫﺬه اﻷزﻣﺎن‬
‫اﳌﺘﺄﺧﺮة ﻓﻠﻠﻪ اﳊﻤﺪ و اﳌﻨﺔ‪،‬‬
‫وﻟﺌﻦ ﻛﺎن اﳊﻜﺎم اﻟﻌﻠﲈﻧﻴﻮن ﻗﺪ درﺳﻮا اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ و اﺳﺘﻔﺎدوا ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻞ أ ﻓﺎدوا ﻏﲑﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺣﺎﻗﺪ ﻋﲆ‬
‫اﳉﻬﺎد وﳏﺎرب ﻟﻺﺳﻼم‪ ،‬ﻓﺈن اﺳﺘﻔﺎدﺗﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻧﺎﻗﺼﺔ ﺟﺪا‪ ،‬ﻓﻌﲆ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﺷﻮا ﻫﺬه‬
‫ﻳﺪوﻧﻮﻫﺎ وﻳﻔﻴﺪوا ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻔﻴﻬﺎ إﻓﺎدة ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼم ﻋﻤﻮﻣﺎ‬
‫اﳊﻴﺎة اﳉﻬﺎدﻳﺔ ـ ﺣﻔﻈﻬﻢ اﷲ ـ أن ﱠ‬
‫واﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺧﺼﻮﺻﺎ‪ ،‬و اﷲ اﳌﻮﻓﻖ واﳌﻌﲔ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﱃ ‪.‬‬
 ‫)‪(5‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻛﻠﻤـﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨــﻬﺎ ‪:‬‬

‫راوي ﻫﺬا اﳉﺰء )اﻟﻘﻮل اﻟﻨﺒﻴﻞ ﰲ ﺷﻬﺪاء ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ( ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻫﻮ اﻷخ اﳌﺠﺎﻫﺪ اﻷﺧﴬ ﻣﺎﻟﻜﻲ اﳌﻌﺮوف ﰲ‬
‫اﳉﻬﺎد ﺑﺄﰊ ﺳﻌﺪ اﻟﻄﺎﻫﺮ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﻦ ﳎﺎﻫﺪي ﻣﻨﻄﻘﺔ )ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ( ﻣﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ أوﻻد ﻧﺎﻳﻞ‪ ،‬وﻫﻨﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﻣﺎ أذن ﻟﻨﺎ‬
‫أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ﺑﻜﺘﺎﺑﺘﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺐ واﻹﳊﺎح ﻗﺎﺋﻼ ﻫﺬا ﻳﻜﻔﻲ ﻟﺘﻮﺛﻴﻖ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت وﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺰﻳﺎدة‪،‬‬
‫وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ـ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ ـ ﺧﻼل إﻣﻼﺋﻪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﺮﻳﺼﺎ ﻋﲆ اﻟﺘﺜﺒﺖ ﻓﻼ ﻳﻜﺘﺐ إﻻ ﻣﺎ ﺷﺎﻫﺪه أو ﺛﺒﺖ ﻋﻨﺪه ﺑﻴﻘﲔ‪.‬‬
‫وﻟﺬﻟﻚ ﱂ ﻧﻜﺘﺐ ﰲ ﻫﺬا اﳉﺰء إﻻ ﻋﻦ ﺷﻬﺪاء ﺟﺒﻞ )ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ( اﻟﺬي ﻋﺎش ﻓﻴﻪ ﳏﺪﺛﻨﺎ وﺟﺎﻫﺪ‪ .‬ﺑﻞ ﻫﻮ ﳑﻦ‬
‫اﺑﺘﺪءوا اﳉﻬﺎد ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻟﻌﻠﻪ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﺧﻴﻨﺎ أﰊ ﺳﻌﺪ ﻣﻨﺎ ﺳﺒﺔ أﺧﺮى ﻣﻊ إﺣﺪى ﺗﻠﻚ‬
‫اﻟﻘﻮاﻓﻞ اﳌﺒﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﺷﻬﺪاء ﻓﻴﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻗﺪ رأى أن ﻳﺬﻛﺮ ﻟﻨﺎ أﺳﲈء ﺑﻌﺾ اﻟﺸﻬﺪاء وﻛﻨﺎﻫﻢ دون ﺗﺮﲨﺔ وﺗﻌﺮﻳﻒ ﺛﻢ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﲥﻢ اﳌﺸﱰﻛﺔ‬
‫وﻛﺮاﻣﺎﲥﻢ ﺛﻢ ﺗﺮﺟﻢ ﻟﻨﲈذج ﻣﻨﻬﻢ‪ ،‬وﰲ اﳋﺘﺎم ذﻛﺮ وﺻﻴﺔ وﻧﺼﻴﺤﺔ ﻟﻌﻤﻮم اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﻧﺤﻦ ﻋﲆ ﻳﻘﲔ أن ﻫﺬا‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﻛﺄي ﻋﻤﻞ ﺑﴩي ﻟﻦ ﻳﺴﻠﻢ ﻣﻦ اﳋﻄﺄ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻪ ﰲ ﻛﺘﺎﺑﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺻﻌﺐ وأﺣﺮى اﻟﺬي ﱂ‬
‫ﻳﺪون ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬ﻏﲑ أﻧﻨﺎ ﲢﺮﻳﻨﺎ اﻟﺪﻗﺔ واﻟﺼﻮاب وﺑﺬﻟﻨﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻟﻮﺳﻊ ﻓﲈ ﻛﺎن ﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻓﻤﻨﺎ وﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ‬
‫ﺻﻮاب ﻓﻤﻦ اﷲ وﻟﻪ اﻟﻔﻀﻞ أوﻻ وآﺧﺮا‪ ..‬واﷲ اﳌﻮﻓﻖ ﻟﻜﻞ ﺧﲑ وﻫﻮ اﳌﺴﺘﻌﺎن ‪.‬‬
 ‫)‪(6‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻓﻲ )ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ( ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻛﺜﺮ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﰲ أﻳﺎم اﳉﺒﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ‬
‫ﻫﻨﺎك ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺗﺮﻳﺪ اﳉﻬﺎد ﺑﺤﻖ‪ ،‬وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت اﻻﻋﺘﻘﺎﻻت ﰲ اﳌﺸﺎﻳﺦ ﺑﺪأت ﻓﻜﺮة اﻟﺼﻌﻮد إﱃ‬
‫ﻗﻤﻢ وﻣﺮﺗﻔﻌﺎت اﳉﺒﺎل ﰲ )ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ(‪ ،‬وﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة ﻳﻔﻀﻞ اﻟﻘﺘﺎل ﰲ اﳌﺪن وﻋﲆ رأﺳﻬﻢ اﻷخ‬
‫ﻛﻮن ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ داﺧﻞ وﻻﻳﺔ )اﳉﻠﻔﺔ( ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻢ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ إﺛﺮ‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪ أﲪﺪ اﻟﻮد ﻋﻠﻴﻪ رﲪﺔ اﷲ اﻟﺬي ﱠ‬
‫ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﰲ أﺣﺪ اﳌﻨﺎزل‪ ،‬ﺣﻴﺚ أﺻﻴﺐ ﰲ رﺟﻠﻪ واﻋﺘﻘﻞ وذﻟﻚ ﺳﻨﺔ ‪1993‬م‪ ،‬وﺑﻌﺪ أﴎه ﺗﻜﻮﻧﺖ ﳎﻤﻮﻋﺎت‬
‫ﺷﺒﺎﺑﻴﺔ ﺗﺮﻳﺪ أن ﲡﻤﻊ ﺑﲔ اﻟﻘﺘﺎل ﰲ اﳌﺪن واﳉﺒﺎل وﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﺷﺒﺎب "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ" اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎن أول‬
‫ﺻﻌﻮد ﳍﻢ إﱃ اﳉﺒﻞ ﰲ أﻛﺘﻮﺑﺮ ﺳﻨﺔ ‪1993‬م‪ ،‬وﻣﻨﻬﻢ ﺷﻨﻮف أﲪﺪ اﻟﺬي ﻋﺮف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑـ)ﻋﺒﺪ اﳊﻖ(‪،‬‬
‫واﻟﺰﺑﺪة )زﻛﺮﻳﺎ(‪ ،‬واﻟﺒﺰول ﻋﺎﻣﺮ )أﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﳊﻖ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻔﻴﺾ( واﻟﺘﺤﻖ ﲠﻢ ْأﻧﻮﳚﻢ ﻋﲇ )أﺑﻮ أﲪﺪ( واﻷخ‬
‫اﻟﻐﺮﰊ أﳏﻤﺪ )ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎﱄ(‪ ،‬واﻷخ اﻷﺣﻮل ﺳﻌﺪ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق( وﻫﺆﻻء ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ داﺋﺮة ﻓﻴﺾ اﻟﺒﻄﻤﺔ‪..،‬‬
‫واﻟﺘﺤﻖ ﲠﻢ اﻷخ أﺳﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻷخ اﻟﻄﺎﻟﺐ ﻣﺼﻄﻔﻰ )أﺑﻮ اﳋﺒﺎب( وﻫﻮ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻜﺘﺎب اﷲ واﻷخ اﻟﻐﻮل‬
‫اﻟﻄﺎﻫﺮ )ﻃﻠﺤﺔ( واﻷخ اﻟﺸﻴﻬﺐ أﲪﺪ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ( واﻏﺮﻳﻚ اﻷﺧﴬ )ﻋﲈر( وﻫﺆﻻء ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ داﺋﺮة‬
‫ﻣﺴﻌﺪ‪..‬‬
‫واﻷخ ﺑﻦ ﺟﺎب اﷲ اﻟﺰﺑﺪة )ﺧﻠﻴﻞ( واﻷخ ﺑﻦ ﺟﺎب اﷲ ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ )أﺑﻮ ﳏﻤﺪ( واﻷخ دﻳﺪي اﳌﺨﺘﺎر‬
‫)اﳍﲈم( واﻷخ درﻛﻮش اﳏﻤﺪ )ﻣﻮﺳﻰ( واﻷخ درﻛﻮش ﳏﻤﺪ )ﺳﻌﺪ( و اﻷخ ﻣﺎﻟﻜﻲ ﺳﻌﺪ )ﺻﺎﻟﺢ( واﻷخ‬
‫زرﻛﻂ ﻋﲆ )إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺑﻮ اﻟﻨﻌﲈن( واﻷخ اﻷﺧﴬ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق( واﻷخ ﺳﺒﺨﺎوي ﻣﺼﻄﻔﻰ )اﻟﺰﺑﲑ أﺑﻮ ﻋﻤﲑ(‬
‫واﻷخ إﻛﲑﻳﻦ اﻟﻄﻴﺐ )ﻋﲈر( واﻷخ اﺑﻦ ﻋﻴﺎش )اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﺎﻋﺮ( و اﻷخ أﺳﻌﻴﺪ )اﻟﺸﻴﺦ ﺑﻼل(‬
‫وﻫﻮ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻜﺘﺎب اﷲ‪ ،‬وﻫﺆﻻء اﻷرﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﳌﻠﻴﻠﻴﺢ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ اﳉﻠﻔﺔ‪ ،‬واﻷخ اﲪﺪ )ﻋﺒﺪ اﳊﻜﻴﻢ(‬
‫واﻷخ أﲪﺪ )ﻋﺒﺪ اﳊﺴﻴﺐ( وﻫﺬان ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﲔ اﻟﺮﻳﺶ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﳌﺴﻴﻠﺔ‪ ..،‬واﻷخ أروﻳﻦ اﳊﺎج‬
‫)ﻳﻌﻘﻮب( واﻷخ أروﻳﻦ ﻣﻔﺘﺎح اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد )ﺣﺎﺗﻢ( واﻷخ أروﻳﻦ اﳌﺨﺘﺎر )ﻋﺒﺪ اﳊﻤﻴﺪ( وﻫﺆﻻء‬
‫اﻟﺜﻼﺛﺔ إﺧﻮة أﺷﻘﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺑﺪاﺋﺮة اﻟﻔﻴﺾ وﻏﲑﻫﻢ ﻛﺜﲑ‪..،‬‬
‫وﻫﺬه ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻓﺨﺮ ورﻣﻮز ﳎﺪ وﻫﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ‪ ،‬وﻏﻴﺾ ﻣﻦ ﻓﻴﺾ ﺗﺰاﺣﻢ ﰲ ذﻫﻦ اﻟﺮاوي وﻫﻮ‬
‫ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ رﻓﺎق اﻟﺪرب و أﻋﻮان اﻟﻄﺮﻳﻖ ‪.‬‬
‫ﻓﲈ ﻳﺪري ﺧﺪاش ﻣﺎ ﻳﺼﻴﺪ‬ ‫ﺗﻜﺎﺛﺮت اﻟﻈﺒﺎء ﻋﲆ ﺧﺪاش‬
 ‫)‪(7‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻛﻞ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ ﳑﻦ ﻗﻀﻮا ﻧﺤﺒﻬﻢ وﻣﻀﻮا إﱃ اﻟﺪار اﻵﺧﺮة ﺷﻬﺪاء ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ‪.‬‬
‫إذا ﻣﺎ رأﺗﻪ ﻋﺎﻣﺮ وﺳﻠــــﻮل‬ ‫وﻧﺤﻦ أﻧﺎس ﻻ ﻧﺮى اﻟﻘﺘﻞ ﺳﺒﺔ‬
‫و ﻻ ﻃﻞ ﻣﻨﺎ ﺣﻴﺚ ﻛﺎن ﻗﺘﻴﻞ‬ ‫وﻣﺎ ﻣﺎت ﻣﻨﺎ ﺳﻴﺪ ﺣﺘﻒ أﻧﻔـــﻪ‬
‫وﻫﻜﺬا أﻟﻒ اﳌﺠﺎﻫﺪون اﻟﻘﺘﻞ ﺣﺘﻰ ﻛﺎدوا ﻳﻨﺴﻮن اﳌﻮﺗﻰ ﻋﲆ اﻟﻔﺮش‪ ،‬ﻓﻮﺻﻠﻮا ﺣﺎﴐ اﻷﻣﺔ ﺑﲈﺿﻴﻬﺎ‬
‫اﳌﺠﻴﺪ‪ ،‬ﺣﲔ ﻛﺎن اﻟﱪاء ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ رﴈ اﷲ ﻋﻨﻪ ﻳﻘﻮل‪)) :‬ﻣﺎﱄ أرى اﳌﻮت ﻋﲆ اﻟﻔﺮش ﻗﺪ ﻛﺜﺮ ﻧﺤﻦ أﻧﺎس ﻻ‬
‫ﻧﻤﻮت إﻻ ﻗﺘﻼ(( ‪ ،‬وﻫﻜﺬا ﻣﻀﺖ اﻟﻘﻮاﻓﻞ‪ ،‬اﻟﺸﻬﻴﺪ ﻳﺘﻠﻮا أﺧﺎه وأﺻﺤﺎب اﻟﻌﺰﻣﺎت ﻋﲆ اﻟﻌﻬﺪ ﻣﺎﺿﻮن‬
‫ﺛﺎﺑﺘﻮن ﻳﻨﺘﻈﺮون إﺣﺪى اﳊﺴﻨﻴﲔ‪ ،‬إﻣﺎ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻪ ﷲ‪ ،‬وإﻣﺎ أن ﻧﻠﺤﻖ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ اﻟﺸﻬﺪاء ‪.‬‬
‫و أﻫﻮي ﲠﺎ ﰲ ﻣﻬﺎوي اﻟﺮدى‬ ‫ﺳﺄﲪﻞ روﺣﻲ ﻋﲆ راﺣﺘﻲ‬
‫و إﻣﺎ ﳑﺎت ﻳﺴﻮء اﻟﻌـــــﺪى‬ ‫ﻓﺈﻣﺎ ﺣﻴﺎة ﺗﴪ اﻟﺼﺪﻳــــﻖ‬
‫وﺣﻴﺚ ﱂ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻬﻞ أن ﻧﱰﺟﻢ ﻟﻜﻞ واﺣﺪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء ﻋﲆ اﻧﻔﺮاد ﳌﺎ ﰲ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻹﻃﺎﻟﺔ‪ ،‬آﺛﺮﻧﺎ أن‬
‫ﻧﺬﻛﺮ ﲨﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎت اﳉﻤﻴﻠﺔ‪ ،‬واﳋﺼﺎل اﳉﻠﻴﻠﺔ‪ ،‬ﲤﺜﻞ ﻗﺪرا ﻣﺸﱰﻛﺎ ﺑﲔ ذﻟﻚ اﻟﺮﻋﻴﻞ اﻷول ﻣﻦ أﺑﻄﺎل‬
‫اﳉﻬﺎد ﰲ أﻳﺎم اﻟﻐﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﻧﻜﺖ ﻣﻦ أﺧﺒﺎرﻫﻢ و ﻳﺴﲑ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮ ﻛﺮاﻣﺎﲥﻢ ‪.‬‬

‫ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ ‪:‬‬

‫ﺍﻟﺼﺒﺮ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬ﻟﻘﺪ ﻛﺎن إﺧﻮاﻧﻜﻢ اﳌﺠﺎﻫﺪون ﰲ ﺟﺒﻞ "ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ" ﻣﺜﺎﻻ ﳛﺘﺬى ﰲ اﻟﺼﱪ واﳉﻠﺪ‪ ،‬ﻓﺮﻏﻢ‬
‫ﺿﻌﻒ إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﲥﻢ وﻗﻠﺔ ذات ﻳﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺑﺪؤوا اﳉﻬﺎد وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻼح إﻻ ﺑﻨﺎدق ﺻﻴﺪ ﻋﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﻣﻊ‬
‫ذﻟﻚ ﻓﻜﻞ ﲢﺮﻛﺎﲥﻢ ﰲ اﳉﻬﺎد إﻧﲈ ﻫﻲ ﺳﲑ ﻋﲆ اﻷﻗﺪام ﰲ ﺷﺪة اﻟﱪد واﳊﺮ‪ ،‬وﻃﻮﻳﻞ اﳌﺴﺎﻓﺎت وﻗﺼﲑﻫﺎ‪،‬‬
‫ﻳﺴﻜﻨﻮن ﻛﻞ ﻓﺼﻮل اﻟﺴﻨﺔ ﰲ اﻟﻌﺮاء ﻣﻊ ﻗﻠﺔ اﳌﺎل وﻧﻘﺺ اﳌﺆوﻧﺔ‪ ،‬وﻗﻠﺔ اﻷﻣﻦ‪ ،‬زد ﻋﲆ ذﻟﻚ اﻟﺼﱪ ﻋﲆ‬
‫ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻷﻫﻞ واﻟﺒﻠﺪ‪ ،‬ﻓﻠﺌﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻛﻠﻬﻢ ﻗﺪ ﻫﺠﺮوا اﻟﺪﻳﺎر واﻹﺧﻼد إﱃ اﻷرض‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﱂ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻪ‬
‫اﻟﻈﺮوف ﺑﺰﻳﺎرة أﻫﻠﻪ وﻋﻴﺎﻟﻪ ﺑﻞ وﻻ ﺣﺘﻰ اﻹﻃﻼع ﻋﲆ ﺣﺎﳍﻢ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﴩ ﺳﻨﲔ‪ ،‬وﻫﻢ ﺻﺎﺑﺮون ﻳﺮﺟﻮن‬
‫ﳍﻢ اﳋﲑ وﻳﺪﻋﻮن ﳍﻢ ﺑﻈﻬﺮ اﻟﻐﻴﺐ وﳛﺘﺴﺒﻮن ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﲆ وﻟﺴﺎن ﺣﺎﳍﻢ ﻳﻘﻮل ‪:‬‬
‫إﻻ ﲢﺪر ﻣﻦ دﻣﻌﻲ ﻣﺎ ﺳﻜﻨﺎ‬ ‫اﺳﺘﻮدع اﷲ ﻗﻮﻣﺎ ﻣــــﺎ ذﻛﺮﲥﻢ‬
‫واﻷم واﺣﺪﻫﺎ واﻟﻐﺎﺋﺐ اﻟﻮﻃﻨﺎ‬ ‫أﺷﺘﺎﻗﻬﻢ ﻛﺎﺷﺘﻴﺎق اﻷرض واﺑﻠﻬﺎ‬
 ‫)‪(8‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وﻻ ﻋﺠﺐ ﰲ ذﻟﻚ ﻓﻬﺬا ﺑﻼل ﺑﻦ رﺑﺎح رﴇ اﷲ ﻋﻨﻪ وﻫﻮ اﻟﺬي ﻫﺎﺟﺮ إﱃ ﻃﻴﺒﺔ اﳌﻨﻮرة ﺑﺠﻮار اﳊﺒﻴﺐ‬
‫اﳌﺼﻄﻔﻲ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻳﺸﺘﺎق إﱃ ﻣﻜﺔ و ﻳﺮدد ‪:‬‬
‫ﺑﻮاد وﺣﻮﱃ إذﺧﺮ و ﺟﻠﻴﻞ‬ ‫أﻻ ﻟﻴﺖ ﺷﻌﺮى ﻫﻞ أﺑﻴﺘﻦ ﻟﻴﻠﺔ‬
‫وﻫﻞ ﻳﺒﺪون ﱄ ﺷﺎﻣﺔ وﻃﻔﻴﻞ‬ ‫وﻫﻞ أردن ﻳﻮﻣﺎ ﻣﻴــــﺎه ﳎﻨﺔ‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ‪ :‬وﻣﻦ ذﻟﻚ ﺻﱪﻫﻢ ﻋﲆ ﻗﻠﺔ ذات اﻟﻴﺪ ﻓﻔﻲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻻ ﳚﺪون ﻣﺎ ﻳﺸﱰون ﺑﻪ‬
‫اﳋﻮف َ ُْ ِ‬ ‫ﺑﴚء ِﻣﻦ َْ ِ‬ ‫وﻟﻨﺒﻠﻮﻧﻜﻢ ِ َ ٍ‬
‫واﳉﻮع‬ ‫َ ْ‬ ‫اﳌﺆوﻧﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﱂ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬وﺻﺪق اﷲ إذ ﻳﻘﻮل ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ‪ َ ُ ْ َ َ َ ﴿ :‬ﱠ ُ ْ ْ‬
‫وإﻧﺎ ِ َ ِ‬ ‫أﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ُ ِ َ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْ ٍ ِ‬
‫ﻣﻦ ْ َ َ ِ‬
‫اﻷﻣﻮال َ ْ َ ْ ُ ِ‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ِ ﱠإﻧﺎ ﷲﱠِ َ ِ ﱠ ْ‬
‫إﻟﻴﻪ‬ ‫ﻣﺼﻴﺒﺔ َ ُ‬ ‫إذا َ َ َ ْ ُ ْ‬‫اﻟﺬﻳﻦ ِ َ‬ ‫وﺑﴩ ﱠ ِ ِ َ‬
‫اﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ * ﱠ َ‬ ‫واﻟﺜﻤﺮات َ َ ﱢ ِ‬
‫واﻷﻧﻔﺲ َ ﱠ َ َ‬ ‫وﻧﻘﺺ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ﻫﻢ ُْ ْ َ ُ َ‬
‫اﳌﻬﺘﺪون﴾‪.‬‬ ‫ورﲪﺔ َ ُ َ ِ َ‬
‫وأوﻟﺌﻚ ُ ُ‬ ‫ﻣﻦ َ ﱢ ِ ْ‬
‫رﲠﻢ َ َ ْ َ ٌ‬ ‫ﻋﻠﻴﻬﻢ َ ٌ ِ‬
‫ﺻﻠﻮات ْ‬ ‫راﺟﻌﻮن * ُ َ ِ َ‬
‫أوﻟﺌﻚ َ َ ْ ِ ْ َ َ‬ ‫َ ِ ُ َ‬
‫أذﻛﺮ ذات ﻣﺮة ـ ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳉﻬﺎد ـ ﻛﺎن اﳌﺠﺎﻫﺪون ﻗﺪ اﺷﱰوا ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎرود اﻷﺳﻮد ﻋﲆ أن ﻳﺆدوا ﺛﻤﻨﻪ‬
‫ﺑﻌﺪ ﻓﱰة‪ ،‬وﺣﲔ اﺟﺘﻤﻌﻮا وﻧﻈﺮوا ﰲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﱂ ﳚﺪوا ﻣﺎ ﻳﺴﺪدون ﺑﻪ اﻟﺜﻤﻦ‪ ،‬ﻓﲈ ﻛﺎن ﻣﻨﻬﻢ إﻻ أن ردوه‬
‫إﱃ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻋﲆ ﺗﻔﺎﻫﺔ ﺛﻤﻨﻪ وﻗﻠﺘﻪ‪..‬‬
‫وﻣﻊ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻻﺑﺘﻼءات ﺻﱪ إﺧﻮاﻧﻜﻢ واﻟﻔﺘﻨﺔ ﺗﻌﺮض ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻜﺮة وﻋﺸﻴﺎ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﺪ ﺑﺎﻋﻮا اﻟﻨﻔﻮس‬
‫ﻓﻼ ﻳﻘﻴﻠﻮن وﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻠﻮن‪ ،‬ﻓﺄﺛﺎﲠﻢ اﷲ ﰲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﺎة ﻃﻴﺒﺔ ﺳﻌﻴﺪة‪ ،‬وأذﻫﺐ اﷲ ﺑﺎﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ اﳍﻢ‬
‫واﻟﻐﻢ وأﺑﺪﳍﻢ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﻔﻀﻠﻪ وﴎورا ﺑﻨﻌﻤﺘﻪ‪ ،‬وﺣﻘﺎ إن اﳉﻬﺎد ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﺳﻴﺎﺣﺔ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ وﻟﻜﻦ أﻛﺜﺮ‬
‫اﻟﻨﺎس ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮن‪ ،‬وﻟﻮ ﻋﻠﻢ اﳌﻠﻮك وأﺑﻨﺎء اﳌﻠﻮك ﻣﺎ ﻓﻴﻪ اﳌﺠﺎﻫﺪون ﻣﻦ راﺣﺔ اﻟﻘﻠﺐ وﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ اﻟﻨﻔﺲ‬
‫ﳉﺎﻟﺪوﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ‪ ،‬وﻟﺬﻟﻚ ﻓﻤﺠﺎﻟﺲ إﺧﻮاﻧﻜﻢ ﻻ ﲣﻠﻮا ﻣﻦ اﻟﻨﻜﺖ واﻟﻄﺮف واﻟﻌﺠﺎﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺤﻖ‬
‫اﻟﺘﺪوﻳﻦ ﻓﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻴﻮم أﺣﺎدﻳﺚ اﻟﻐﺪ ‪.‬‬
‫ﻓﻜﻦ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﺣﺴﻨﺎ ﳌﻦ وﻋﻰ‬ ‫و إﻧﲈ اﳌﺮء ﺣﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪه‬
‫ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ‪:‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬ﻟﻘﺪ اﺗﺼﻒ إﺧﻮاﻧﻜﻢ ﻣﻦ اﻹﻗﺪام واﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﴚء اﻟﻌﺠﻴﺐ‪ ،‬ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﲆ ﺿﻌﻒ‬
‫إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﲥﻢ ورداءة ﺗﺴﻠﻴﺤﻬﻢ‪ ،‬ﳞﺎﲨﻮن اﻟﻌﺪو وﻳﻘﺘﻠﻮن وﻳﻐﻨﻤﻮن دون أي ﺧﻮف أو ﺗﺮدد‪ ،‬وﻟﻘﺪ ﻛﺎن اﻟﻌﺪو‬
‫ﳜﺎﻓﻬﻢ أﺷﺪ اﳋﻮف‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﻳﻐﻠﻖ ﺛﻜﻨﺎﺗﻪ ﻟﻴﻼ‪ّ ،‬‬
‫وﻗﻞ أن ﲤﺮ ﻟﻴﻠﺔ دون اﻏﺘﻴﺎل أو ﻛﲈﺋﻦ ﻳﻨﺼﺒﻬﺎ اﳌﺠﺎﻫﺪون‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫ﰲ اﻟﻨﻬﺎر ﻓﻴﻘﻴﻤﻮن اﳊﻮاﺟﺰ ﰲ اﻟﻄﺮﻗﺎت ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ رؤوس اﻟﻄﻮاﻏﻴﺖ وﺟﻨﻮدﻫﻢ‪ ،‬وأﻣﺎ اﻹﻗﺪام واﻻﻗﺘﺤﺎم‬
‫ﻓﺬﻟﻚ دﻳﺪﳖﻢ وﳍﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﻄﻮﻻت ﻻ ﺗﻨﺴﻰ وﻣﻮاﻗﻒ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أن ﲢﻜﻰ‪.‬‬
 ‫)‪(9‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﻹﻳﺜﺎﺭ ﻭ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ‪:‬‬

‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬وﻣﻦ ﺻﻔﺎﲥﻢ اﳌﺘﻤﻴﺰة ﺻﻔﺔ اﻹﻳﺜﺎر‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺆﺛﺮون إﺧﻮاﳖﻢ وﻳﻘﺪﻣﻮﳖﻢ ﻓﻴﲈ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺘﺎع اﳊﻴﺎة اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻷﻏﻄﻴﺔ واﻷﻟﺒﺴﺔ‪ ،‬وﻻ ﻳﻌﺮف ﺣﻘﻴﻘﺔ ذﻟﻚ إﻻ ﻣﻦ ﻋﺮف ﺑﺮد اﳉﺒﺎل ﰲ أﻳﺎم اﻟﺸﺘﺎء‪،‬‬
‫وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺆﺛﺮ أﺧﺎه ﰲ اﻟﺴﻼح إﱃ ﻏﲑ ذﻟﻚ‪ ،‬وﳍﻢ ﰲ اﻟﺘﻨﺎﻓﺲ ﻋﲆ اﳋﺪﻣﺔ واﳊﺮاﺳﺔ وﻧﺤﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﻋﲈل‬
‫اﳋﲑ ﺷﺄن ﻋﺠﻴﺐ وأﻣﺎ وﻗﺖ اﻟﺸﺪة ﻓﻴﺘﻨﺎﻓﺴﻮن ﰲ اﻟﺴﺒﻖ واﻹﻗﺪام واﻹﺛﺨﺎن ﰲ أﻋﺪاء اﷲ‪.‬‬

‫ﺫﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﻛﺮﺍﻣـﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ‪:‬‬

‫ﻣﻦ اﳌﻌﻠﻮم أن أﻋﻈﻢ اﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻫﻮ ﻟﺰوم اﳊﻖ واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ وأن اﷲ ﺗﻌﲆ ﱂ ﻳﻜﺮم ﻋﺒﺪا ﺑﻜﺮاﻣﺔ أﻋﻈﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻣﻮاﻓﻘﺘﻪ ﻓﻴﲈ ﳛﺒﻪ وﻳﺮﺿﺎه‪ ،‬وﻫﻮ ﻃﺎﻋﺘﻪ وﻃﺎﻋﺔ رﺳﻮﻟﻪ ﺻﲆ اﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻣﻮاﻻة أوﻟﻴﺎﺋﻪ و ﻣﻌﺎداة أﻋﺪاﺋﻪ‪،‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﲇ ﺑﻪ اﷲ ﻋﺒﺪه ﻣﻦ اﻟﴪاء ﺑﺨﺮق اﻟﻌﺎدة أو ﻏﲑﻫﺎ ﻓﻠﻴﺲ ذﻟﻚ ﻷﺟﻞ ﻛﺮاﻣﺔ اﻟﻌﺒﺪ ﻋﲆ رﺑﻪ وﻻ ﻫﻮاﻧﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻞ ﻗﺪ ﻳﺴﻌﺪ ﺑﻪ ﻗﻮم إذا أﻃﺎﻋﻮه ﰲ ذﻟﻚ وﻳﺸﻘﻰ ﺑﻪ آﺧﺮون إذا ﻋﺼﻮه ﰲ ذﻟﻚ ) اﻟﻔﺘﺎوي ‪ 29/10‬وﻣﺎ‬
‫ﺑﻌﺪﻫﺎ(‪ ..‬واﳌﺠﺎﻫﺪون ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ ﻛﺮاﻣﺎﲥﻢ إﻧﲈ ﻫﻲ آﻳﺎت ﻳﻤﺪ اﷲ ﲠﺎ اﳌﺆﻣﻨﲔ وﻳﻘﻮي ﲠﺎ إﻳﲈﳖﻢ وﺗﻌﻴﻨﻬﻢ‬
‫ﻋﲆ ﻣﺎ أﻣﺮﻫﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ اﳉﻬﺎد ﻹﻋﻼء ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻓﻠﻪ اﳊﻤﺪ وﻟﻪ اﻟﺸﻜﺮ ﻻ ﴍﻳﻚ ﻟﻪ وﻗﺪ ﺣﺼﻞ ﻹﺧﻮاﻧﻜﻢ‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﻌﻨﺎﻳﺔ واﳊﻔﻆ ﳾء ﻛﺜﲑ ﻓﻼ ﺗﻜﺎد ﲡﻠﺲ ﻣﻊ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ إﻻ وﺳﻤﻌﺖ ﻣﻨﻪ اﻟﻜﺜﲑ ﳑﺎ‬
‫ﺣﴬه وﺷﺎﻫﺪه ﻓﻀﻼ ﻋﲈ ﺳﻤﻊ ﻋﻨﻪ أو أﺧﱪ ﺑﻪ‪ ،‬ﻓﻜﻢ ﻣﺮة ﺣﻮﴏ اﻹﺧﻮة ﻓﻔﺮج اﷲ ﻋﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﻢ أو ﻏﺒﺎر أو‬
‫زوﺑﻌﺔ ﻓﻴﺨﺮﺟﻮن وﱂ ﻳﺼﺐ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺄذى‪..‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬وﻗﺪ ﺣﴬت ﺑﻌﺾ ذﻟﻚ ووﻗﻊ ﻹﺧﻮاﲏ ﻣﺮات ﻛﺜﲑة وﻟﻮﻻ ﺧﻮف اﻹﻃﺎﻟﺔ ﻷﻛﺜﺮﻧﺎ ﻣﻦ‬
‫ذﻟﻚ ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻣﺎت اﻟﻈﺎﻫﺮة ـ ﻓﻴﲈ ﻧﺤﺴﺐ وﻻ ﻧﺰﻛﻲ ﻋﲆ اﷲ أﺣﺪا ـ ﻣﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻸخ ﲤﻴﻢ اﳌﺴﻌﻮد )ﻋﺒﺪ‬
‫اﻟﺮﲪﻦ أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ( ﺣﻴﺚ ﱂ ﻳﻌﺮف إﺧﻮاﻧﻪ ﻣﻜﺎﻧﻪ إﻻ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻄﻴﺐ اﳌﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪه وإﻟﻴﻜﻢ ﻗﺼﺘﻪ ‪:‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ رﲪﻪ اﷲ ﺗﻌﲆ ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق ﲨﻴﻞ اﳌﻌﺎﻣﻠﺔ ﻗﻮاﻣﺎ ﻟﻠﻴﻞ ﻛﺜﲑ اﳋﺪﻣﺔ ﻹﺧﻮاﻧﻪ‬
‫ﻣﺆﺛﺮا ﳍﻢ‪ ،‬ﺻﺒﻮرا ﻋﲆ اﻟﺼﻴﺎم ﻳﺼﻮم ﻳﻮﻣﺎ وﻳﻔﻄﺮ ﻳﻮﻣﺎ إﻻ إذا ﻛﺎن ﰲ اﳌﺴﲑ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﴫ ﻋﲆ ﺻﻴﺎم اﻻﺛﻨﲔ‬
‫واﳋﻤﻴﺲ و اﻷﻳﺎم اﻟﺒﻴﺾ‪ ،‬ﻻ ﺗﺸﻐﻠﻪ اﻟﻌﺒﺎدة ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم ﺑﻤﺼﺎﻟﺢ اﳉﻬﺎد‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺗﻌﻠﻢ اﻟﺘﻔﺠﲑ ﻓﻜﺎن ﻳﻘﻮم ﺑﺰرع‬
‫اﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ ﺟﻨﻮد اﻟﻄﺎﻏﻮت وﰲ ﺳﻨﺔ ‪2004‬م وﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ "اﳉﺮ" ﻛﺎن أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ ﻳﺰرع ﻟﻐﲈ ﰲ ﻃﺮﻳﻖ‬
 ‫)‪(10‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو اﻟﺪاﺧﻠﲔ إﱃ اﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻠﻐﻢ ﻓﻘﺘﻠﻪ وﻛﺎن ذﻟﻚ ﻳﻮم اﻻﺛﻨﲔ‪ ،‬وﻛﺎن ﺻﺎﺋﲈ وﱂ ﻳﻜﻦ‬
‫ﻣﻌﻪ ﻣﻦ اﻹﺧﻮة إﻻ ﺛﻼﺛﺔ ﻓﺎﺿﻄﺮوا ﻟﻼﻧﺴﺤﺎب ﺑﻌﺪ أن ﺑﺎﻏﺘﻬﻢ اﻟﻌﺪو وﺟﻌﻠﻮا أﺧﺎﻫﻢ أﺑﺎ اﻟﻔﺘﺢ ﰲ ﺷﺠﺮة‬
‫ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺮاه اﻟﻌﺪو وﺗﺮﻛﻮا اﳌﻜﺎن وأﺧﱪوا اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﳋﱪ‪ .‬وﺑﻌﺪ ﺛﲈﻧﻴﺔ أﻳﺎم ﺟﺎء ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة ﻣﻦ ﻏﲑ‬
‫اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ اﻷوﱃ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻨﻪ ﻓﲈ ﻋﺮﻓﻮا ﻣﻜﺎﻧﻪ إﻻ ﺑﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻄﻴﺐ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﻌﻠﻮا ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن اﻟﺮاﺋﺤﺔ اﻟﻄﻴﺒﺔ ﺣﺘﻰ‬
‫وﺻﻠﻮا إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎﻣﻮا ﺑﺪﻓﻨﻪ وﻫﻢ ﻳﺘﻌﺠﺒﻮن وﺑﻌﺪ ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ أﻛﺘﺸﻒ اﻟﻌﺪو ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻨﺒﺸﻮا ﻗﱪه وﺗﺮﻛﻮه ﻣﻠﻘﺎ ﻋﲆ‬
‫اﻷرض وﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ إﺧﻮاﻧﻪ ﻓﻮﺟﺪوه ﻛﲈ ﻛﺎن ﱂ ﻳﺘﻐﲑ ﻓﺄﻋﺎدوا دﻓﻨﻪ رﲪﻪ اﷲ ‪.‬‬
‫وﻫﺎك ﻗﺼﺔ أﺧﺮى ﻓﻴﻬﺎ ﻋﱪة وﻋﻈﺔ ﻟﻌﻠﻚ ﺗﺘﺬﻛﺮ أن اﻹﻗﺪام ﻻ ﻳﻘﺪم أﺟﻼ وأﻧﻪ ﻟﻦ ﲤﻮت ﻧﻔﺲ ﺣﺘﻰ‬
‫ﺗﺴﺘﻜﻤﻞ رزﻗﻬﺎ و أﻧﻪ ‪:‬‬
‫ﻗﺪ ﻳﻤﻮت اﳉﺒﺎن ﰲ آﺧﺮ اﻟﺼــﻒ و ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻘﺎرع اﻷﺑﻄﺎل‬
‫رﺑﲈ ﲡﺰع اﻟﻨﻔﻮس ﻣﻦ اﻻﻣــــﺮ ﻟﻪ ﻓﺮﺟﺔ ﻛﺤﻞ اﻟﻌﻘـﺎل‬
‫ﻓﻬﺬا أﺣﺪ إﺧﻮاﻧﻚ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﳛﺪﺛﻚ ﻛﻴﻒ أﺧﱰق اﻟﺮﺻﺎص ﺛﻴﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﺷﺘﻌﻠﺖ‬
‫اﻷرض ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻧﺎرا وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻧﺠﺎه اﷲ ﺗﻌﲆ ﻓﻠﻢ ﻳﺼﺐ ﺑﺄذى‪..‬‬
‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺼﺔ ـ اﻟﺬي أﺷﱰط ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ ـ ﰲ ﺳﻨﺔ ‪1998‬م أرﺳﻠﻨﻲ اﻷخ ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس‬
‫اﻷﻓﻐﺎﲏ ـ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ ـ ﺻﺤﺒﺔ اﺛﻨﲔ ﻣﻦ إﺧﻮاﲏ ﳘﺎ ‪ :‬اﻟﻨﺠﻢ اﻟﺴﺎﺋﺢ اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﻌﻴﺴﻰ وﻫﻮ ﻣﻦ داﺋﺮة‬
‫ﻣﺴﻌﺪ واﻟﺜﺎﲏ ﻫﻮ ﲤﻴﻢ اﳌﺴﻌﻮد أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ أﺳﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﲈ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻬﻤﺘﻨﺎ‬
‫اﻟﺮﺻﺪ واﻻﺳﺘﻄﻼع ﲢﻀﲑا ﻷﺣﺪ اﻷﻛﻤﻨﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻨﺎ وﴎﻧﺎ ﻣﺴﲑة ﻳﻮﻣﲔ ﻋﲆ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻧﺨﺘﺎره وﰲ‬
‫ﻣﺴﺎء اﻟﻴﻮم اﻟﺜﺎﲏ ﻗﺎم ﺟﻨﻮد اﻟﻄﺎﻏﻮت ﺑﻨﺼﺐ ﻛﻤﲔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ‪ ،‬وﻗﺪ وﺟﺪﻧﺎ آﺛﺎرا ﺗﺪل ﻋﲆ ﲢﺮك ﻋﺴﻜﺮي ﰲ‬
‫اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻟﻜﻦ ﱂ ﻧﻜﻦ ﻧﺠﺰم أﳖﻢ ﻳﻜﻤﻨﻮن ﰲ اﻟﻄﺮﻳﻖ‪ ،‬ﻓﻮاﺻﻠﻨﺎ اﳌﺴﲑ وﻛﻠﻨﺎ ﳚﻌﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ أﺧﻴﻪ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﺎ‬
‫وﻛﻨﺖ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺑﻨﺤﻮ ﺳﺘﲔ ﻣﱰا أﺗﻘﺪم ﰲ وﺿﻌﻴﺔ ﻗﺘﺎﻟﻴﺔ وأﻗﻠﺐ اﻟﻨﻈﺮ ﰲ اﻟﻘﻤﻢ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ وﱂ أﻛﻦ أﺗﻮﻗﻊ أن‬
‫ﻳﻜﻮن اﻟﻜﻤﲔ إن وﺟﺪ ﰲ داﺧﻞ اﻟﻮادي‪ ..‬وﺑﻴﻨﲈ ﻧﺤﻦ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﻄﻠﻘﺔ رﺷﺎش ﺗﺴﺪد ﻋﲇ ﻣﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ‬
‫وﱂ ﺗﻜﻦ إﻻ ﻃﻠﻘﺔ اﻹﻳﻌﺎز وﻛﺎن ذﻟﻚ وﻗﺖ اﻟﻐﺮوب أو ﻗﺒﻠﻪ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻓﺄﴎﻋﺖ اﻻﻧﺒﻄﺎح ورددت ﺑﺮﻣﺎﻳﺔ ﻣﻦ‬
‫ﺳﻼﺣﻲ اﻟﺒﺴﻴﻂ )ﺳﻴﻤﻴﻨﻮف ﻧﺼﻒ آﱄ( ﻓﺈذا اﻟﻨﲑان ﻣﻦ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻲ وﺧﻠﻔﻲ وﻟﻜﺜﺎﻓﺘﻬﺎ ﱂ أﺳﺘﻄﻊ أن أرﻓﻊ‬
‫رأﳼ أو أﲢﺮك ﻟﻔﱰة ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ )ﻗﺪر ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ( وﻛﻨﺖ أوﻗﻦ أﻧﻨﻲ ﻣﻘﺘﻮل ﻓﺎﺷﺘﻐﻠﺖ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺧﺎﺻﺔ ﻛﻠﻤﺔ‬
‫اﻟﺸﻬﺎدة‪ ،‬ﻛﲈ أدﻋﻮا ﻷﺧﻮي اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻌﻲ أن ﳛﻔﻈﻬﲈ اﷲ وﻗﺪ ﻛﺎﻧﺎ ﺟﺪﻳﺪﻳﻦ ﻋﲆ اﳉﻬﺎد‪ ،‬ﺟﺎءا ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ وﱂ‬
 ‫)‪(11‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﳛﺼﻼ ﺑﻌﺪ ﺧﱪة ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﺒﲑة ﺗﻌﻴﻨﻬﲈ ﻋﲆ اﻻﻟﺘﻔﺎف وﻓﻚ اﳊﺼﺎر ﻋﻨﻲ‪ ،‬وﻛﺎن أﺣﺪﳘﺎ ﳛﻤﻞ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻﻴﺪ‬
‫و اﻵﺧﺮ ﻗﻄﻌﺔ )ج‪ (3‬ﻓﺮدا ﺑﺒﻌﺾ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ وﻟﻈﻨﻬﲈ أﲏ ﻗﺘﻠﺖ ﻏﺎدرا اﳌﻜﺎن وواﺻﻼ اﳌﺴﲑ إﱃ اﻟﺼﺒﺎح ﻟﻴﺼﻼ‬
‫إﱃ ﻣﺮﻛﺰ اﻹﺧﻮة‪ ،‬وﻟﻠﻌﻠﻢ ﻓﻬﺬان اﻷﺧﻮان ﻗﺘﻼ ﻓﻴﲈ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ‪2004‬م أﺳﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﲈ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء‪ ،‬أﻣﺎ‬
‫أﻧﺎ ﻓﺒﻌﺪ ﻣﺪة ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻨﻲ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ رﺑﲈ ﻟﻈﻨﻬﻢ أﲏ ﻗﺘﻠﺖ ﻓﺘﺪﺣﺮﺟﺖ إﱃ ﻣﻜﺎن أﺧﻔﺾ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﲏ ﻓﺄﻋﺎدوا ﻋﲆ‬
‫اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ ﻣﺮة أﺧﺮى‪ ،‬ﻓﺎﻧﺒﻄﺤﺖ ﳌﺪة ﻗﺪر ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ وﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ رﺑﲈ ﻟﻈﻨﻬﻢ أﲏ‬
‫ﻗﺘﻠﺖ‪ ،‬وأﺑﻘﻮا رﻣﺎﻳﺔ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﻓﺒﺪأت اﻟﺰﺣﻒ‪ ،‬وﻛﺎن اﻟﻠﻴﻞ ﻗﺪ ﺳﺪل رواﻗﻪ ﻓﺈذا أﻣﺎﻣﻲ ﻣﻨﺤﺪر ﻋﻤﻴﻖ ﻻ‬
‫أﺳﺘﻄﻴﻊ ﲡﺎوزه ﻓﻘﻤﺖ ﻷﲣﻄﺎه وأﻧﺎ ﻣﻨﻜﴪ )ﻧﺼﻒ ﻗﺎﻣﺔ( ﻓﺄﺑﴫوﲏ ﻓﺮﻣﻮﲏ ﺑﺈﺛﻨﻲ ﻋﴩ ﻃﻠﻘﺔ وﻛﺎن اﻟﺬي‬
‫رﻣﺎﲏ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻲ ﺟﺪا أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﴩة أﻣﺘﺎر ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﺤﺮارة اﻟﺮﺻﺎص ﰲ ﺑﻄﻨﻲ وأﻧﺎ أواﺻﻞ اﻟﺴﲑ وﺣﲔ‬
‫ﲡﺎوزت اﳌﻨﺤﺪر ﻋﺪت إﱃ اﻟﻮادي وواﺻﻠﺖ اﻟﺴﲑ ﻓﻴﻪ ﻏﲑ أﲏ ﺗﺬﻛﺮت أﻧﻪ رﺑﲈ ﻛﺎن أﻣﺎﻣﻲ ﻛﻤﲔ ﻟﻠﻌﺪو‬
‫ﻓﺎﻷﺣﺴﻦ أن أﺳﲑ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺠﻪ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻌﺪو ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﳚﻌﻞ أﻓﺮاده ﰲ اﲡﺎه اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ‪ ،‬ﻓﻐﲑت اﲡﺎه‬
‫ﺳﲑي وﺻﻌﺪت أﻣﺎم ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو‪ ،‬وﻟﻜﻦ اﳊﺠﺎرة زﻟﻘﺖ ﻣﻦ ﲢﺖ رﺟﲇ ﻓﻨﺒﻬﺖ ﻋﲇ اﻟﻌﺪو ﻓﺄﻋﺎدوا ﺗﻜﺜﻴﻒ‬
‫اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ و اﺳﺘﻌﻤﻠﻮا اﻟﺮﺻﺎص اﳌﴤء "اﳋﻄﺎط" ﻓﺄﻋﺎدوا اﻟﻠﻴﻞ ﳖﺎرا واﳊﻤﺪ ﷲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻟﺒﺎﳼ ﳑﻮﻫﺎ ﻟﻮﻧﻪ‬
‫ﻟﻮن اﻷرض ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻣﻦ رؤﻳﺘﻲ وأﻧﺎ ﻣﻨﺒﻄﺢ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﺣﻮاﱄ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ أوﻗﻔﻮا اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﻻ أدري‬
‫ﻟﻈﻨﻬﻢ أﲏ ﻗﺘﻠﺖ أو ﱂ ﻳﻌﻮدا ﻳﺮوﲏ‪ ..‬اﳌﻬﻢ أﻧﻨﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻗﻔﺰت ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﻨﺨﻔﺾ ﻻ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮن ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ‬
‫ﻋﲇ واﻧﺴﺤﺒﺖ وﺑﺪأت أﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ وأﰊ اﻟﻔﺘﺢ‪ ،‬ﻓﺠﺌﺖ ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو ﻣﻦ اﳋﻠﻒ وﳘﻤﺖ أن أرﻣﻲ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮت أن اﻷﺧﻮﻳﻦ رﺑﲈ ﻛﺎﻧﺎ اﻧﺴﺤﺒﺎ ﰲ ذﻟﻚ اﻻﲡﺎه‪ ،‬ﻓﺈذا رﻣﻴﺖ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﺣﺴﺒﻮﲏ ﻋﺪوا ﻓﻠﻢ‬
‫أرم‪ ،‬وﺑﻘﻴﺖ ﰲ ذﻟﻚ اﳌﻜﺎن ﻋﲆ رأس ﻗﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ وأﻧﺎ أﲢﺴﺲ ﻟﻌﲇ أﺳﻤﻊ ﳍﲈ ﺻﻮﺗﺎ أو أرى أﺣﺪا ﻓﻬﲈ ﻻ‬
‫ﻳﻌﺮﻓﺎن ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺑﺪأت اﳌﺴﲑ راﺟﻌﺎ ﺑﻌﺪ أن ﺗﺄﻛﺪت أن اﻷﺧﻮﻳﻦ‬
‫رﺑﲈ ﻗﺪ ﻗﺘﻼ‪ ،‬ﻓﴪت ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺴﺎدﺳﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﻓﺼﻠﻴﺖ اﻟﺼﺒﺢ ﺛﻢ ﻧﻤﺖ ﰲ ﻣﻜﺎن آﻣﻦ ﻧﺴﺒﻴﺎ‪ ،‬وﻋﻨﺪﻣﺎ‬
‫اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﺿﺤﻰ إذا ﻟﺒﺎﳼ ﳑﺰق وﺳﻼﺣﻲ ﻣﻨﻜﴪ وﰲ ﺟﻨﺒﻲ اﻷﻳﻤﻦ اﺛﻨﺎ ﻋﴩ ﻃﻠﻘﺔ دﺧﻠﺖ وﺧﺮج اﻏﻠﺒﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ اﳉﻨﺐ اﻷﻳﴪ وﻃﻠﻘﺘﺎن ﻻ أدري ﻣﻦ أﻳﻦ ﺧﺮﺟﺘﺎ وﲣﺮق ﻟﺒﺎﳼ ﻛﻠﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﻠﺒﺎس اﻟﺪاﺧﲇ‪ ،‬وﻣﻊ ﻛﻞ ذﻟﻚ‬
‫أﻛﺮﻣﻨﻲ اﷲ ﺑﺤﻔﻈﻪ‪ ،‬ﻓﻠﻢ أﺻﺐ ﺑﺄي ﺟﺮح ﻓﻠﻠﻪ اﳊﻤﺪ واﳌﻨﺔ‪ ..‬وﰲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر وﺻﻠﺖ إﱃ ﻣﺮﻛﺰ اﻹﺧﻮة‬
‫وﻛﻨﺖ أﴎع ﻓﺄﻧﺎ أﺧﺸﻰ أن ﻳﻜﻮن أﺣﺪ اﻷﺧﻮﻳﻦ أﴎ ﻓﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﺪو ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ اﻹﺧﻮة وﻣﺮﻛﺰﻫﻢ‬
‫ﻓﺄﴎﻋﺖ ﻷﺧﱪﻫﻢ ﺑﺬﻟﻚ‪ ،‬وﻣﺎ إن دﺧﻠﺖ اﳌﺮﻛﺰ ﺣﺘﻰ ﺑﺪأ اﻟﺘﻜﺒﲑ واﻟﺴﺠﻮد ﻓﺴﺄﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺳﺒﺐ ذﻟﻚ‪،‬‬
 ‫)‪(12‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﺎﻟﻮا ﻛﻨﺎ ﻧﺤﺴﺐ أﻧﻚ ﻗﺘﻠﺖ وﻗﺪ ﺟﺎءﻧﺎ أﺑﻮ اﻟﻔﺘﺢ وﻋﻴﺴﻰ ﺑﺨﱪك وﳘﺎ ﺑﺨﲑ ﻓﻜﱪت وﺳﺠﺪت ﺷﻜﺮا ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ‪ ،‬وﻛﺎن اﻹﺧﻮة ﻋﻠﻤﻮا ﺑﺎﻟﻜﻤﲔ وﱂ ﻳﻌﺮﻓﻮا اﻟﺬي ﺣﺪث‪ ،‬ﱄ ﻓﺒﻌﺚ أﺑﻮ اﻟﻌﺒﺎس ـ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ ـ دورﻳﺔ‬
‫ﺗﺮاﻗﺐ اﻟﻘﺮﻳﺔ اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن اﻟﻜﻤﲔ‪ ،‬وﻗﺎل إن رأﻳﺘﻢ آﻟﻴﺎت اﻟﻌﺪو ﻛﺜﲑة ﰲ اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮا أﻧﻪ ﻗﺘﻞ وإن‬
‫ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻣﻮر ﻋﲆ ﺣﺎﳍﺎ اﳌﻌﺘﺎدة ﻓﺎﻋﻠﻤﻮا أﻧﻪ أﺻﻴﺐ واﻧﺴﺤﺐ‪ ،‬ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ دورﻳﺔ اﻹﺧﻮة إﱃ ﻗﻤﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ‬
‫ورﺻﺪوا اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻓﺈذا ﻫﻲ ﻋﲆ ﺣﺎﳍﺎ ﻓﺄﺧﱪوه اﳋﱪ ﻓﺄﻋﺪ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻨﻲ ﺑﺈﻣﺎرة اﻷخ أﰊ إﺳﺤﺎق‬
‫اﻷﻓﻐﺎﲏ ﺗﻘﺒﻠﻪ اﷲ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء وﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻟﻼﻧﻄﻼق ﻣﺰودة ﺑﺎﻷدوﻳﺔ واﻹﺳﻌﺎﻓﺎت دﺧﻠﺖ‬
‫ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﱪوا وﺳﺠﺪوا وﺑﺪؤوا ﻳﻨﻈﺮون ﰲ ﺛﻴﺎﰊ اﻟﺘﻲ ﻣﺰﻗﻬﺎ اﻟﺮﺻﺎص وﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺳﻠﻴﻢ ﱂ ﻳﺼﺐ ﺑﺄذى‬
‫ﻓﺎﳊﻤﺪ ﷲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﻣﺎ أراد ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ‪.‬‬
‫ﻳﻮم ﻻ ﻳﻘﺪر أم ﻳـﻮم ﻗﺪر‬ ‫أي ﻳﻮﻣﻲ ﻣﻦ اﳌﻮت أﻓﺮ‬
‫وﻣﻦ اﳌﻘﺪور ﻻ ﻳﻨﺠﻮ اﳊﺬر‬ ‫ﻳﻮم ﻻ ﻳﻘﺪر ﻻ أﺣﺬره‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫وإن ﺗﻌﺠﺐ ﻓﻬﺎك ﻗﺼﺔ أﺧﺮى ﻳﺮوﳞﺎ أﺣﺪ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻟﻜﻨﻪ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻛﻔﻴﻒ اﻟﺒﴫ‪ ،‬ﻣﺒﺘﻮر أﻏﻠﺐ اﻟﻴﺪﻳﻦ‬
‫وﺳﱰى ﻛﻴﻒ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ وﻫﻮ ﻳﺘﺤﺮك ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﳊﺎل ﺣﻮل ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو وﰲ اﻟﻜﻬﻮف واﳌﻨﺤﺪرات وأﻋﺎﱄ‬
‫اﻷﻣﺮ ُ ﱡ‬ ‫واﻷرض َِ ِ‬ ‫ﻏﻴﺐ ﱠ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻛﻠﻪُ‬ ‫ـﺮﺟﻊ َ ْ ُ‬
‫وإﻟﻴﻪ ﻳُ ْ َ ُ‬ ‫اﻟﻘﻤﻢ ﺛﻢ ﻛﻴﻒ أﻋﺎﻧﻪ اﷲ ﻋﲆ أﻳﺎم ﻻ ﻣﺎء ﻓﻴﻬﺎ وﻻ ﻏﺬاء ﴿ َوﷲ َْ ُ َ َ‬
‫اﻟﺴﻤﺎوات َ َ ْ ِ َ ْ‬
‫ـﻌﻤﻠﻮن ﴾‪.‬‬
‫ﻋﻤﺎ ﺗَ ْ َ ُ َ‬ ‫ﺑﻚ ِ َ ِ ٍ‬
‫ﺑﻐﺎﻓﻞ َ ﱠ‬ ‫وﻣﺎ َرﱡ َ‬ ‫ﻓﺎﻋﺒﺪﻩُ وﺗَـﻮﱠﻛﻞ َ َ ِ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ََ‬
‫ْ‬ ‫َ ُْ ْ َ َ‬
‫ﻗﺎل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻘﺼﺔ اﻟﺬي اﺷﱰط ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ ﰲ ﻳﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ‪25‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪2001‬م ﻛﻨﺎ ﰲ واد ﻳﺴﻤﻰ‬
‫"واد اﻟﻐﲑان" ﰲ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﳉﺮ اﳌﺤﺎذﻳﺔ ﳉﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ وﻣﻊ ﴍوق اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﻏﺘﺘﻨﺎ ﺛﻼث ﻣﺮوﺣﻴﺎت ﻟﻠﻌﺪو‬
‫ﻛﺎﻧﻮا ﻗﺪ ﺗﻌﺮﻓﻮا ﻋﲆ ﻣﺮﻛﺰﻧﺎ ﺑﻌﺪ أﴎ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة‪ ،‬ﻓﺒﺪأ اﻟﻘﺼﻒ واﻹﻧﺰال ﻣﻦ ﻋﺪة اﲡﺎﻫﺎت واﺷﺘﺒﻚ ﻣﻌﻬﻢ‬
‫اﻹﺧﻮة وﺗﻮزﻋﻮا ﻋﲆ ﳎﻤﻮﻋﺎت ﳌﻘﺎوﻣﺔ اﻹﻧﺰال‪ ،‬أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺒﻘﻲ ﻣﻌﻲ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة وﺧﺮج ﰊ ﳛﺎول أن ﻳﺒﻌﺪﲏ‬
‫ﻋﻦ ﻣﻜﺎن اﳌﻌﺮﻛﺔ وﻟﻜﻮن اﻷرض وﻋﺮة ﱂ أﺳﺘﻄﻊ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺴﲑ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺤﻮ ﻣﺎﺋﺔ ﻣﱰ وﻛﺎﻧﺖ اﳌﺮوﺣﻴﺔ‬
‫ﺗﺪور ﻓﻮﻗﻨﺎ وﺗﺮﻣﻲ واﻷخ اﻟﺬي ﻣﻌﻲ ﻳﺮد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺴﻼﺣﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂ ج‪ 3‬ﺣﺘﻰ إذا رآﻫﺎ أﺧﺬت وﺿﻌﻴﺔ اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ‬
‫أﺧﱪﲏ ﻓﻨﻨﺒﻄﺢ وﻫﻜﺬا إﱃ أن ﺗﻌﺒﺖ ﺟﺪا ﻓﻄﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ أن ﻳﱰﻛﻨﻲ ﻷﲏ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﳊﺮﻛﺔ )دﻋﻨﻲ ُأﻗﺘﻞ‬
‫ووأﺳﱰﻳﺢ( وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻳﺲ ﻣﻨﻲ ﺗﺮﻛﻨﻲ واﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﻹﺧﻮة وﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﻋﻄﺸﺎ ﺟﺪا وﻟﻴﺲ ﻣﻌﻲ ﻣﺎء‪ ،‬ﻓﺒﻘﻴﺖ ﺟﺎﻟﺴﺎ‬
‫ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﻜﺸﻮف ﻻ ﺳﺎﺗﺮ ﻓﻴﻪ ﳏﺎوﻻ اﻻﺧﺘﺒﺎء ﰲ ﺷﺠﺮة ﺻﻐﲑة ﻣﻦ "اﳊﻠﻔﺔ" ﻻ ﺗﻐﻄﻴﻨﻲ وﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ‬
 ‫)‪(13‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اﻗﱰب ﻣﻨﻲ ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو وﺳﻤﻌﺘﻬﻢ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﻓﺤﺴﺒﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة‪ ،‬ﻓﻨﺎدﻳﺘﻬﻢ ﻟﻌﲇ أﺟﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ‬
‫اﳌﺎء‪ ،‬ﻓﺴﻤﻌﺖ أﺣﺪﻫﻢ ﻳﺸﲑ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن اﺳﻜﺘﻮا ﻓﺸﻜﻜﺖ ﰲ أﻣﺮﻫﻢ ﻓﺴﻜﺖ وﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﻋﺎدت اﳌﺮوﺣﻴﺎت‬
‫ﻟﺘﺪور ﻛﲈ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪور أوﻻ ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض ﺷﺪﻳﺪ ﺣﺘﻰ ﺣﺴﺒﺖ أﳖﻢ أﺣﺴﻮا ﰊ وأﳖﻢ ﻳﺮﻳﺪون أﴎي‪ ،‬وﻗﺪ‬
‫ﻛﻨﺖ أﲪﻞ ﻣﻌﻲ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻳﺪوﻳﺔ ﻓﺠﻌﻠﺘﻬﺎ ﰲ ﻳﺪي وﻗﺮﺑﺖ أﻣﺎﳖﺎ ﻣﻦ ﻓﻤﻲ )وﻟﻠﺘﺬﻛﲑ ﻓﺎﻷخ ﻛﻔﻴﻒ ﻣﺒﺘﻮر اﻟﻴﺪ‬
‫اﻟﻴﻤﻨﻰ وأﻏﻠﺐ اﻟﻴﴪى( وﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ذﻫﺒﺖ اﳌﺮوﺣﻴﺎت وﻋﺎد اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﱄ إﱃ ﻛﻼﻣﻬﻢ‪ ،‬ﻓﻨﺎدﻳﺘﻬﻢ‬
‫ﻣﺮة أﺧﺮى إذ ﺣﺴﺒﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة وﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت أﺣﺪﻫﻢ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻳﺸﺒﻪ ﺻﻮت أﺣﺪ اﻹﺧﻮة واﺳﻤﻪ‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻓﻜﻨﺖ أﻧﺎدي ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح ﻳﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح وﳘﻤﺖ أن أﻗﻒ وﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮت أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ ﻳﻜﺸﻔﻨﻲ‬
‫ﻓﺄﻛﻮن ﺳﺒﺒﺎ ﰲ ﻛﺸﻒ اﻹﺧﻮة‪ ،‬وإذا ﲠﺬا اﻟﺬي ﻛﻨﺖ أﺣﺴﺒﻪ ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح أﺣﺪ آﻣﺮي ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو وﻗﺪ ﺳﻤﻌﺘﻪ‬
‫ﻳﻨﺎدي إﺣﺪى اﳌﺠﻤﻮﻋﺎت اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻳﺄﻣﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻨﺰول إﱃ اﻟﻮادي و ﺗﻔﺘﻴﺸﻪ وﻗﺪ ﺧﻴﻞ إﻟﻴﻪ أن اﻟﺼﻮت ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﻮادي و ﻛﺎن اﻟﻮادي ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻨﻲ ﺑﻨﺤﻮ ﻣﺎﺋﺘﻲ ﻣﱰ وﻫﺬا ﻣﻦ ﻓﻀﻞ اﷲ ﺗﻌﲆ وﺣﲔ أﻳﻘﻨﺖ أن اﻟﺬﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻮﱄ‬
‫ﺟﻨﻮد اﻟﻄﺎﻏﻮت ﻗﻠﺖ ﺣﺴﺒﻲ اﷲ وﻧﻌﻢ اﻟﻮﻛﻴﻞ وﻛﻨﺖ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﳊﺎل أذﻛﺮ اﷲ وأدﻋﻮ وأﺣﺴﺴﺖ ﻣﻊ ذﻟﻚ‬
‫ﺑﻨﻌﺎس ﺷﺪﻳﺪ ﻳﻐﺸﺎﲏ ﻓﻜﻨﺖ أﻧﺎم ﻋﺪة دﻗﺎﺋﻖ ﻓﺈذا رﻓﻊ اﻟﻌﺪو أﺻﻮاﲥﻢ اﻧﺘﺒﻬﺖ ﻓﺄﻗﻮل ﰲ ﻧﻔﴘ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‬
‫ﻛﻴﻒ أﻧﺎم و أﻧﺎ ﳏﺎﴏ ﻋﲆ ﻫﺬه اﳊﺎل وﻫﻜﺬا إﱃ اﳌﺴﺎء وﰲ آﺧﺮ اﻟﻨﻬﺎر ﺣﻮاﱄ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ أو اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﻣﺴﺎء‬
‫ﻋﺎدت اﳌﺮوﺣﻴﺎت ﺑﺎﻧﺨﻔﺎض أﺷﺪ ﻣﻦ اﻷول ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺤﺖ رﻳﺎﺣﻬﺎ ﺗﺼﻠﻨﻲ ﻓﻮﻗﻊ ﰲ ﻧﻔﴘ أﻧﻪ اﻷﴎ ﻋﻴﺎذا‬
‫ﺑﺎﷲ‪ ،‬وﻛﻨﺖ ﻋﺰﻣﺖ ﰲ ﻧﻔﴘ أﳖﻢ ﻟﻦ ﻳﺄﺧﺬوﲏ ﺣﻴﺎ ﺷﻌﺮت أن اﳌﺮوﺣﻴﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻗﺮﻳﺒﺎ ﻣﻨﻲ وﻓﻬﻤﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ‬
‫أﳖﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﻘﻞ اﳉﻨﻮد ﻷن ﺻﻮﲥﻢ اﻧﻘﻄﻊ ﺑﺬﻫﺎﲠﺎ وﻟﻜﻦ ﱂ أﺗﺄﻛﺪ ﻣﻦ ذﻟﻚ إﱃ اﻟﻠﻴﻞ‪ ،‬وﻗﺒﻞ ﻏﺮوب اﻟﺸﻤﺲ‬
‫ﺻﻠﻴﺖ اﻟﻈﻬﺮ واﻟﻌﴫ و أﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ و ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﻣﻜﺎﲏ إﱃ أن ﺟﺎء اﻟﻠﻴﻞ وﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﳎﻴﺌﻪ ﺑﺬﻫﺎب اﻟﺬﺑﺎب‬
‫وأﺻﻮات اﻟﻄﻴﻮر وﳎﻲء اﻟﺒﻌﻮض‪ ،‬ﻓﻔﻬﻤﺖ أن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ ذﻫﺐ وأﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮد ﺻﺒﺎﺣﺎ إﱃ ﻋﲔ اﳌﻜﺎن ﻋﲆ‬
‫ﻋﺎدﺗﻪ‪ ،‬و ﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﻣﻜﺎﲏ إﱃ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﴍة ﻟﻴﻼ أو ﻧﺤﻮﻫﺎ ﻟﻌﻠﻪ أن ﻳﺄﰐ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة ﺛﻢ ﻗﺮرت ﻣﻐﺎدرة‬
‫اﳌﻜﺎن ﺑﻌﺪ أن ﺻﻠﻴﺖ اﳌﻐﺮب واﻟﻌﺸﺎء‪ ،‬وﻛﻨﺖ ﻗﺒﻞ ذﻫﺎب ﺑﴫي أﻋﺮف ﺗﻠﻚ اﻷرض ﺟﻴﺪا ﻓﺠﻌﻠﺖ ﰲ‬
‫ﻧﻔﴘ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﺴﲑ إﱃ ﺟﻬﺔ أﻋﺮف ﻓﻴﻬﺎ اﳌﺎء ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬وﻟﻜﻨﻨﻲ ﺑﺪل أن أﺳﲑ ﻣﴩﻗﺎ ﴎت ﻣﻐﺮﺑﺎ وﻗﺪر اﷲ و ﻣﺎ‬
‫ﺷﺎء ﻓﻌﻞ ﻓﺎﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ اﲡﻬﺖ إﻟﻴﻬﺎ ذات أرﺿﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ وﻣﻨﺤﺪرات ﺧﻄﲑة ﻳﺰﻳﺪ اﻧﺨﻔﺎﺿﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻋﻦ‬
‫أرﺑﻌﲔ ﻣﱰا وأﻧﺎ ﻋﲆ ﻳﻘﲔ ﻣﻦ أﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺣﲔ ﻛﻨﺖ ﺑﺼﲑا ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺴﲑ ﻫﻨﺎك ﰲ أوﻗﺎت اﻟﻈﻼم‬
‫ﻓﻜﻴﻒ وأﻧﺎ اﻟﻴﻮم ﻋﲆ ﺣﺎﱄ ﻫﺬه وﻟﻜﻦ اﷲ ﺧﲑ ﺣﺎﻓﻈﺎ وﻫﻮ أرﺣﻢ اﻟﺮاﲪﲔ ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﲢﺮﻛﺖ ﰲ ذﻟﻚ اﳌﻜﺎن وأﻧﺎ‬
 ‫)‪(14‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻣﻄﻤﺌﻦ أﺳﲑ ﺳﲑا ﻣﻌﺘﺎدا وﻧﺠﺎﲏ اﷲ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﺤﺪرات وواﺻﻠﺖ اﻟﺴﲑ ﺣﺘﻰ أﺗﻌﺒﻨﻲ اﻟﻌﻄﺶ‬
‫وأﺿﻨﺎﲏ ﻓﻮﺻﻠﺖ إﱃ واد ﺻﻐﲑ ﻓﺎﻧﺪرﺟﺖ ﻓﻴﻪ ﰲ ﻣﻜﺎن ﻻ ﻇﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻲ أن اﻟﻨﻬﺎر ﰲ اﻟﻌﺎدة ﻳﻜﻮن ﺣﺎرا‬
‫ﰲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم وﻟﻜﻦ ﻣﺎ اﳊﻴﻠﺔ وﻻ ﻇﻞ أﺳﺘﻈﻞ ﺑﻪ وﺑﻘﻴﺖ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻜﺎن ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء واﳋﻤﻴﺲ واﳉﻤﻌﺔ‬
‫ﺣﺘﻰ ﱂ أﺳﺘﻄﻊ اﻟﺼﻼة إﻻ ﺟﺎﻟﺴﺎ‪..‬‬
‫وﰲ ﻣﺴﺎء اﳉﻤﻌﺔ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺘﺤﺮك زﺣﻔﺎ وأﺣﻴﺎﻧﺎ ﻣﻨﻜﴪا ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ اﻟﻈﻞ ﺛﻢ ﻗﻠﺖ ﰲ ﻧﻔﴘ ﳌﺎذا أﺗﻌﺐ أﻻ‬
‫أﺟﻠﺲ ﺣﺘﻰ ﻳﺄﺗﻴﻨﻲ اﳌﻮت ﻓﺤﺎوﻟﺖ اﻟﺮﺟﻮع ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﲏ اﻷول اﻟﺬي ﻛﻨﺖ ﻓﻴﻪ ﻓﺮزﻗﻨﻲ اﷲ ﺷﺠﺮة ﻇﻠﻴﻠﺔ‬
‫ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ و أﻧﺎ أﲪﺪ اﷲ ﺗﻌﲆ وﻣﻜﺜﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﻲ اﻟﺴﺒﺖ واﻷﺣﺪ‪ ،‬ﻓﺄﺿﻌﻔﻨﻲ اﻟﻌﻄﺶ ﺟﺪا ﻓﻜﻨﺖ أدﻋﻮا‬
‫اﷲ أن ﻳﴫف ﻋﻨﻲ اﻟﻌﺪو ﻷﳖﻢ ﻟﻮ ﺟﺎءوﲏ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻓﻌﻞ أي ﳾء واﳌﻮت ﲢﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺠﺮة أﻓﻀﻞ‬
‫ﻋﻨﺪي ﻣﻦ ﳎﻴﺌﻬﻢ‪ ،‬وﰲ ﺣﻮاﱄ اﻟﺴﺎﻋﺔ ‪1‬زواﻻ ﻣﻦ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت اﻟﺮﻋﺪ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ اﻟﻐﺮب وﻛﻨﺖ‬
‫أﻋﺮف اﻟﻐﺮب ﻣﻦ اﻟﴩق ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ وﺣﺮارﲥﺎ ﻓﺪﻋﻮت اﷲ أن ﻳﺮزﻗﻨﻲ اﳌﺎء وﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺔ أو ﻧﺤﻮﻫﺎ اﻗﱰب ﻣﻨﻲ‬
‫ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﺑﺮﺷﺎت ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻓﻘﻠﺖ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ ورﺟﻌﺖ إﱃ ﻧﻔﴘ ﻓﺎﲥﻤﺘﻬﺎ وﺑﻌﺪ ﺣﻮاﱄ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ‬
‫ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮت اﳌﺎء ﻣﻨﺤﺪرا ﻣﻊ اﻟﻮادي اﻟﺬي اﻧﺎ ﻓﻴﻪ‪ ،‬وﻃﻮﻟﻪ ﻧﺤﻮ‪1000‬م وﺣﲔ وﺻﻠﻨﻲ اﳌﺎء ﻛﱪت ﻏﲑ‬
‫أﻧﻨﻲ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ إﺧﺮاج اﻟﺼﻮت ﻓﺰﺣﻔﺖ ﻋﻦ اﳌﻜﺎن اﳌﻨﺤﺪر ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﻗﻮة اﻟﺴﻴﻞ ﺣﺘﻰ إذا اﻧﺘﻬﺖ ﻗﻮﺗﻪ‬
‫ﻋﺪت وﺣﺎوﻟﺖ اﻟﴩب ﻓﻠﻢ اﺳﺘﻄﻊ ﳌﺮارة اﳌﺎء وﻳﺒﺲ ﺣﻠﻘﻲ ﻓﺪﺧﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﳌﺪة دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ أﺣﺴﺴﺖ ﺑﺎﳊﻴﺎة‬
‫واﻟﻘﺪرة ﻋﲆ اﳊﺮﻛﺔ ﻓﻌﺪت إﱃ ﺷﺠﺮﰐ ﻓﺈذا ﻓﻴﻬﺎ ﺣﻮض ﳑﺘﻠﺊ ﻣﺎء ﻓﻜﻨﺖ أﴍب ﻣﻨﻪ و أﺟﻠﺲ ﻋﻨﺪه وﻫﻮ ﰲ‬
‫اﻟﻈﻞ وﺑﻘﻴﺖ ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﳊﺎل أﻳﺎم اﻻﺛﻨﲔ واﻟﺜﻼﺛﺎء واﻷرﺑﻌﺎء واﳋﻤﻴﺲ وﻟﻴﻠﺔ اﳉﻤﻌﺔ وﻗﺪ أﴐ ﰊ اﳉﻮع‬
‫وأﳖﻜﻨﻲ ﺧﻼل ﻫﺬه اﳌﺪة ‪..‬‬
‫وﰲ ﻟﻴﻠﺔ اﳉﻤﻌﺔ ﺳﻤﻌﺖ ﺻﻮﺗﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ وﴏاﺧﺎ ﱂ أﻋﺮف أﻫﻮ ﺻﻮت إﻧﺴﺎن أو ﻏﲑه وﻛﺎن ﻳﺘﻜﺮر‪ ،‬وﰲ‬
‫ﺻﺒﺎح ﻳﻮم اﳉﻤﻌﺔ ﺻﻠﻴﺖ اﻟﺼﺒﺢ وﺧﺮﺟﺖ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺸﺠﺮة ﻓﺈذا ﺻﻮت إﻧﺴﺎن ﻳﻨﺎدﻳﻨﻲ وﻳﻘﻮل اﻟﺴﻼم‬
‫ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻣﻦ أﻧﺖ ﻓﻘﺮﺑﺖ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ووﺿﻌﺘﻬﺎ ﰲ ﻳﺪي وﻗﻠﺖ وﻋﻠﻴﻜﻢ اﻟﺴﻼم ﻣﻦ أﻧﺖ ﻓﻘﺎل أﻧﺎ أﺑﻮ أﺳﺎﻣﺔ وﻗﺪ‬
‫ﲥﺖ ﻋﻦ اﻹﺧﻮة ﻣﻨﺬ ﻳﻮم اﳌﻌﺮﻛﺔ وأﺑﻮ أﺳﺎﻣﺔ ﻫﺬا ﺣﻔﻈﻪ اﷲ أﺣﺪ اﻹﺧﻮة اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻷﻓﻐﺎن اﻟﻌﺮب‬
‫وﻛﺎن ﺟﺪﻳﺪا ﻋﲆ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﱂ أﻛﻦ أﻋﺮف ﺻﻮﺗﻪ ﺟﻴﺪا ﻓﺨﻔﺖ أن ﺗﻜﻮن ﺧﺪﻳﻌﺔ ﻗﺎم ﲠﺎ اﻟﻌﺪو ﻓﻜﻠﻤﺘﻪ‬
‫ﺣﺘﻰ ﻋﺮﻓﺖ ﺻﺪﻗﻪ واﻃﻤﺄﻧﻨﺖ إﻟﻴﻪ ﻓﻌﻠﻤﺖ أﻧﻪ ﻓﺎرق اﻹﺧﻮة ﻣﻦ ﻳﻮم اﳌﻌﺮﻛﺔ وﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺮف ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﱂ‬
‫ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻻﻟﺘﻘﺎء ﲠﻢ وﻗﺪ ﺟﺎءﲏ ﺑﴚء ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮ واﳋﺒﺰ ﻛﺎن ﻳﺘﺰود ﺑﻪ أﻧﺎ ﰲ أﺷﺪ اﳊﺎﺟﺔ إﻟﻴﻪ واﳊﻤﺪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‪.‬‬
 ‫)‪(15‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﺳﺄدﻟﻚ ﻋﲆ ﻣﻜﺎن ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻪ اﻹﺧﻮة إن ﺷﺎء اﷲ‪ ،‬ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﺪي وأﻧﺎ دﻟﻴﻠﻪ وﻣﻦ اﻟﻐﺮﻳﺐ أﻧﻨﺎ‬
‫ﺣﲔ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻮادي اﻟﺬي ﻛﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺟﺌﻨﺎ إﱃ واد آﺧﺮ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ أﻛﱪ وأﻃﻮل و أﺣﺮى ﺑﺄن ﻳﻜﻮن ﻣﻜﺎﻧﺎ‬
‫ﻟﻠﲈء ﻓﻠﻢ ﻧﺠﺪ ﺑﻪ ﻣﺎء وﻻ أﺛﺮ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ ﻓﺴﺒﺤﺎن اﷲ ﳜﺺ ﻣﻦ ﺷﺎء ﺑﲈ ﺷﺎء ﳚﻴﺐ دﻋﺎء اﳌﻀﻄﺮ إذا دﻋﺎه‪ ،‬وﰲ‬
‫اﻷﺧﲑ اﻟﺘﻘﻴﻨﺎ ﺑﺎﻹﺧﻮة وﻫﻢ ﻳﺒﺤﺜﻮن ﻋﻦ أﰊ أﺳﺎﻣﺔ اﻷﻓﻐﺎﲏ ـ ﺣﻔﻈﻪ اﷲ ـ أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﻴﺤﺴﺒﻮن أﲏ ﻗﺘﻠﺖ أو‬
‫أﴎت ﺑﻌﺪ أن ﻓﺘﺸﻮا ﻋﻨﻲ ﰲ اﳌﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﺮﻛﻮﲏ ﻓﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﳚﺪوﲏ واﳊﻤﺪ ﷲ رب اﻟﻌﺎﳌﲔ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫أﺧﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﺄﻣﻞ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ اﳌﺆﺛﺮة وﺗﺬﻛﺮ أﳖﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻧﺴﺞ اﳋﻴﺎل وﻻ إﺑﺪاع اﻟﻘﻠﻢ وإﻧﲈ ﻫﻲ ﺟﺰء‬
‫ﻣﻦ واﻗﻊ ﺣﻲ ﻳﻌﻴﺸﻪ إﺧﻮاﻧﻚ اﳌﺠﺎﻫﺪون ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﳜﻮﺿﻮﳖﺎ ﻹﻋﻼء ﻛﻠﻤﺔ اﷲ‪ ،‬وﻻ ﳜﻔﻲ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻈﻴﻢ ﻓﻀﻞ اﷲ ﺗﻌﲆ وﻋﻨﺎﻳﺘﻪ وﻣﻌﻴﺘﻪ ﻛﲈ ﻻ ﳜﻔﻰ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺬﻻن اﷲ ﻷﻋﺪاﺋﻪ واﻷﺧﺬ ﻋﲆ‬
‫أﺳﲈﻋﻬﻢ وأﺑﺼﺎرﻫﻢ وذﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺑﺄﺳﻼﻓﻬﻢ ﺛﻢ أﻧﻈﺮ أﳞﺎ اﳌﺘﻜﺎﺳﻞ ﻋﻦ ﻧﴫة دﻳﻨﻚ ﻛﻴﻒ ﺳﺒﻘﻚ‬
‫اﳌﺸﻤﺮون‪ ،‬ﻓﻬﺬا أﺧﻮك اﻟﻜﻔﻴﻒ اﻟﻀﻌﻴﻒ ﱂ ﺗﻄﺐ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻌﻮد ﻣﻊ أن اﷲ أﻋﺬره ﺑﻞ ﻳﻔﻀﻞ اﻟﻘﺘﻞ واﳌﻮت‬
‫ﻋﻄﺸﺎ ﻋﲆ إﺳﻼم اﻟﻴﺪ ﻟﻄﺎﻏﻴﺔ ﻣﺮﺗﺪ ﺣﺎﻛﻢ ﺑﻐﲑ ﴍﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼم ‪.‬‬
‫ﻟﻠﻤﻌﺎﱄ ﻓﻠﻴﻌﻠﻮن ﻣﻦ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﻜـــﺬا ﻫﻜﺬا وإﻻ ﻓﻼ ﻻ‬
‫ﴍف ﻳﻨﻄﺢ اﻟﺴﲈء ﺑﺮوﻗﻴـﻪ وﳎــــﺪ ﻳﻜﴪ اﻷﻏـﻼﻻ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ﻭﻗﻔﺎﺕ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻋﻴﺎﻥ‬

‫أﺧﻲ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ ﻫﺬه اﻟﻮﻗﻔﺎت ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺻﻔﺎت إﺧﻮاﻧﻚ اﻟﺸﻬﺪاء واﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻋﲆ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻌﻤﻮم ﺗﻌﺎل‬
‫ﻣﻌﻨﺎ ﻟﻨﺘﻌﺮف ﻋﲆ ﻧﲈذج ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﺎﴍﻫﻢ اﻷخ اﻟﺮاوي وﺧﺎﻟﻄﻬﻢ وﻟﻨﱰﻛﻪ ﻳﻌﺮﻓﻨﺎ ﻋﲆ ﺑﻌﻀﻬﻢ ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﺎﻟﺪ‬
‫ﻫﻮ اﻷخ اﻟﺒﺰول ﻋﺎﻣﺮ اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﺄﰊ ﻋﺒﺪ اﳊﻖ ﺧﺎﻟﺪ اﻟﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺳﻨﺔ ‪1972‬م ﺑﺪاﺋﺮة‬
‫ﻓﻴﺾ اﻟﺒﻄﻤﺔ وﻫﻮ رﲪﻪ اﷲ أﺣﺪ أﺑﻨﺎء اﻟﺪﻋﻮة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺷﺒﺎب اﳌﺴﺎﺟﺪ ﻋﺮف ﻣﻨﺬ ﺻﻐﺮه ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام وﺣﺴﻦ‬
‫اﻷﺧﻼق وﻗﺪ أﺗﻢ دراﺳﺘﻪ اﻻﺑﺘﺪاﺋﻴﺔ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻔﻴﺾ ﺛﻢ اﻧﺘﻘﻞ ﻟﻠﺪراﺳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﰲ داﺋﺮة ﻣﺴﻌﺪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻘﻄﻊ‬
 ‫)‪(16‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻋﻦ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ وﻳﺘﻔﺮغ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﴩﻋﻲ ﻓﺤﻔﻆ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وواﺻﻞ دراﺳﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺣﺼﻞ ﻋﲆ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﴩﻋﻴﺔ وﺣﲔ ﺑﺪأت ﻗﻮاﻓﻞ اﳉﻬﺎد ﻛﺎن ﻣﻦ أول اﳌﻠﺘﺤﻘﲔ ﲠﺬا اﻟﺮﻛﺐ اﳌﺒﺎرك‬
‫ﰲ ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ ﺑﺪاﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪1994‬م ﻋﺮﻓﻪ إﺧﻮاﻧﻪ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺼﱪ واﻹﻳﺜﺎر واﻟﺰﻫﺪ وﻗﻴﺎم اﻟﻠﻴﻞ وﻛﺜﺮة‬
‫ﻗﺮاءة اﻟﻘﺮآن وﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﻪ‪ ،‬وﻗﺪ ﻛﺎن ﳜﺘﻢ ﻛﻞ أﺳﺒﻮع و ﻳﻜﺜﺮ ﻣﻄﺎﻟﻌﺔ اﻟﻜﺘﺐ وﻳﺼﻮم اﻻﺛﻨﲔ واﳋﻤﻴﺲ‬
‫ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن‪ ،‬وﻋﺎدﺗﻪ اﻟﺼﻤﺖ وﻗﻠﺔ اﻟﻜﻼم ﻓﻼ ﺗﺮاه إﻻ ﰲ ﻋﻤﻞ أو ﻗﺮاءة أو ﺣﺮاﺳﺔ وﻗﺪ ﻛﺎن أﻣﲑا‬
‫ﻹﺣﺪى اﻟﴪاﻳﺎ اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ وﺷﺎرك ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﻋﲈل ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ رﲪﻪ اﷲ ﺳﻨﺔ ‪2004‬م ﻣﻊ ﲬﺴﺔ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ‬
‫ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ أﻫﻞ اﻟﻘﺮآن رﲪﻬﻢ اﷲ وﺗﻘﺒﻠﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﻫﻮ اﻟﻐﺮﰊ اﳏﻤﺪ اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻌﺎﱄ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ﰲ داﺋﺮة اﻟﻔﻴﺾ‬
‫ﻛﺎن ﻣﻌﺮوﻓﺎ ﺑﻨﺸﺎﻃﺎﺗﻪ ﰱ اﳉﺒﻬﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ وﻋﺮف ﺑﺎﻟﺼﺪع ﺑﺎﳊﻖ واﻷﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف واﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ‬
‫اﳌﻨﻜﺮ واﻻﻋﺘﻨﺎء ﺑﺎﻷﻋﲈل اﳋﲑﻳﺔ‪ ،‬ﺗﻈﻬﺮ ﻋﲆ ﻣﻼﳏﻪ ﺳﻴﻤﻰ اﻟﺘﺪﻳﻦ واﻻﻟﺘﺰام‪ ،‬ﻋﺮﻓﻪ اﻟﻨﺎس وأﺣﺒﻮه‪.‬‬
‫أﻣﺎ رﻛﺐ اﳉﻬﺎد واﻟﻘﺘﺎل ﻓﻠﺤﻖ ﺑﻪ ﻣﺒﻜﺮا ﺳﻨﺔ ‪1994‬م وﻛﺎن ﺷﺠﺎﻋﺎ ﺻﺒﻮرا ﳏﺮﺿﺎ ﻋﲆ اﻟﻘﺘﺎل ﻣﺜﺒﺘﺎ‬
‫ﻹﺧﻮاﻧﻪ ﺷﺎرك ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرك و اﻷﻋﲈل اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ‪ ،‬ﻛﺎن ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻛﺜﲑ اﻟﻘﺮاءة‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﺳﺘﺸﻬﺎده ﺗﻘﺒﻠﻪ اﷲ ﻓﻔﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺣﻴﺚ راﺑﻂ ﻫﻮ وأﺣﺪ إﺧﻮاﻧﻪ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ )وﻫﻮ اﻟﺒﻄﻞ‬
‫اﻟﺸﺠﺎع ﲪﺰة ﻣﻦ داﺋﺮة ﻣﺴﻌﺪ وﻛﺎن أﺳﺘﺎذا ﻣﺪرﺳﺎ ﰲ اﳌﺪارس اﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺎﳉﻬﺎد( وﻗﺪ راﺑﻂ‬
‫اﻷﺧﻮان ﰲ ﻛﻤﲔ ﻧﺼﺒﺎه ﻟﺪورﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺪرك اﻟﻮﺛﻨﻲ ﻛﺎن اﳌﺠﺎﻫﺪون ﻗﺪ رﺻﺪوﻫﺎ وﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﻣﻦ أﻟﺪ أﻋﺪاء‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬وﺣﲔ أﺣﺲ ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻌﺪو ﺑﺎﻟﻜﻤﲔ ﻧﺰل ﻋﻦ ﺳﻴﺎرﺗﻪ وﺑﺪأ اﻻﺗﺼﺎل ﻟﻜﻦ اﻟﺒﻄﻞ ﺑﺎدره‬
‫ﺑﻄﻠﻘﺔ ﰲ رأﺳﻪ ﻓﺄرداه ﻗﺘﻴﻼ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻘﺪم ﺑﻌﺾ أﻓﺮاد اﻟﺪورﻳﺔ ﻣﱰﺟﻠﲔ ﻟﻜﻦ اﻟﺘﻔﺠﲑ ﻛﺎن ﰲ اﻧﺘﻈﺎرﻫﻢ ﻓﻠﻢ‬
‫ُ ِ‬
‫ﻳﺒﻖ ﻣﻨﻬﻢ أﺣﺪا ﺑﺪأت ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺑﲔ اﻷﺧﻮﻳﻦ وﺑﺎﻗﻲ ﺟﻨﻮد اﻟﻄﺎﻏﻮت ﻣﻦ ﴍوق اﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ‬
‫ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻨﻬﺎر ﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻷﺧﻮان وﻗﺪ ﻗﺘﻼ ﻗﺎﺋﺪ اﳌﺠﻤﻮﻋﺔ و ﻛﺜﲑا ﻣﻦ ﺟﻨﻮده و ﻧﺎﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﻤﻨﻴﺎن وﻛﺎن‬
‫ذﻟﻚ ﰲ ﳖﺎﻳﺔ ﺳﻨﺔ ‪1995‬م ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ أﻏﺬ إﻟﻴﻪ اﳋﻄـﻰ‬ ‫ﻟﻌﻤﺮك إﲏ أرى ﻣـﴫﻋﻲ‬
‫ﻓﻤﻦ رام ﻣﻮﺗﺎ ﴍﻳﻒ ﻓﺬا‬ ‫ﻟﻌﻤﺮك ﻫﺬا ﳑﺎت اﻟﺮﺟﺎل‬
 ‫)‪(17‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﻟﻬﻤــــﺎﻡ ‪:‬‬
‫ﻫﻮ اﻷخ دﻳﺪي اﳌﺨﺘﺎر اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﺎﳍﲈم ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺳﻨﺔ ‪1972‬م ﺑﺪاﺋﺮة أوﻻد ﺟﻼل ﺑﻮﻻﻳﺔ‬
‫ﺑﺴﻜﺮة‪ ،‬ﻛﺎن ﻗﺒﻞ اﻟﺘﺤﺎﻗﻪ ﺑﺎﳉﻬﺎد ﻣﺘﻄﻮﻋﺎ ﰲ اﳊﺴﺒﺔ ﻣﻊ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ إﺧﻮاﻧﻪ اﻟﺪﻋﺎة ﰲ داﺋﺮة أوﻻد ﺟﻼل‬
‫وﻫﻮ ﻣﻦ أواﺋﻞ ﻣﻦ ﺑﺪأ اﳉﻬﺎد ﰲ ﺗﻠﻚ اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ ﺳﻨﺔ ‪1994‬م‪.‬‬
‫ﻋﺮف رﲪﻪ اﷲ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻹﻗﺪام ﻓﻜﺎن ﻣﺮﻫﻮﺑﺎ ﳜﺎﻓﻪ ﺟﻨﻮد اﻟﻄﺎﻏﻮت وﻳﺬﻋﺮون ﻣﻨﻪ وﻫﻮ أول ﻣﻦ‬
‫ﺻﻌﺪ إﱃ ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ ﻣﻦ داﺋﺮة أوﻻد ﺟﻼل ﻓﻜﺎن ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﻣﻮﻃﻨﻪ وﳛﺮض أﻫﻠﻪ ﻋﲆ اﳉﻬﺎد ﻓﻔﺘﺢ اﷲ‬
‫ﻋﲆ ﻳﺪﻳﻪ و ﺗﺄﺛﺮ ﺑﻪ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﻓﺎﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑﺎﳉﻬﺎد‪ .‬ـ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ـ و إن ﻛﻨﺖ أﻋﺮﻓﻬﻢ وﻧﻌﻢ اﻹﺧﻮة ﻫﻢ‬
‫إﻻ أﻧﻨﻲ ﻻ أﻋﺮف إﻻ أﻟﻘﺎﲠﻢ اﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﻮا ﲠﺎ ﰲ ﺳﺎﺣﺔ اﳉﻬﺎد وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﴣ ﻧﺤﺒﻪ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﻓﻤﻤﻦ‬
‫ﻗﴣ ﻧﺤﺒﻪ اﻟﻌﺮﺑﺎض واﻟﻄﺎﻟﺐ وﻋﺒﺪ اﻟﺮزاق واﳋﻄﺎب واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ واﻷرﻗﻢ وآﺧﺮﻳﻦ أﺳﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﰲ‬
‫اﻟﺸﻬﺪاء‪..،‬‬
‫ﺷﺎرك اﳍﲈم ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﻋﲈل اﳉﻬﺎدﻳﺔ وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺠﻦ ﻻﻣﺒﻴﺰ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺑﺎﺗﻨﻪ ﺳﻨﺔ ‪1994‬م وﻫﻲ‬
‫ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﻳﺌﺔ ﻣﺸﻬﻮرة ﲤﻜﻦ اﳌﺠﺎﻫﺪون ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻓﻚ أﴎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ أﻟﻒ وأرﺑﻌﲈﺋﺔ ﻣﻦ اﻹﺧﻮة اﳌﺴﺠﻮﻧﲔ‪،‬‬
‫ﻓﻴﻬﻢ اﳌﺤﻜﻮم ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪام وﻗﺪ ﻗﺎد ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ٍأﺑﻮ إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻣﺼﻄﻔﻲ )ﻧﺒﻴﻞ اﻟﺼﺤﺮاوي( رﲪﻪ اﷲ‪) ،‬وﻫﻮ‬
‫اﻷﻣﲑ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻠﺠﲈﻋﺔ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻮة واﻟﻘﺘﺎل( وﻻ زال ﺑﻌﺾ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻚ اﷲ أﴎﻫﻢ ذﻟﻚ اﻟﻴﻮم ﺻﺎﺑﺮا‬
‫ﳎﺎﻫﺪا إﱃ اﻟﻴﻮم اﺳﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﲨﻴﻌﺎ ‪.‬‬
‫وﺑﻌﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻗﺪم اﳍﲈم ﺑﺒﻌﺾ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﲢﺮﻳﺮﻫﻢ إﱃ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ ﰲ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ ﳌﻮاﺻﻠﺔ‬
‫اﳉﻬﺎد ﻫﻨﺎك‬
‫ﻗﺘﻞ رﲪﻪ اﷲ ﺳﻨﺔ ‪1998‬م ﰲ اﻗﺘﺤﺎم ﻋﲆ ﻣﺮﻛﺰ ﻟﻠﻌﺪو وﻛﺎن ﺳﻼﺣﻪ ﻳﻮﻣﻬﺎ اﻟﺒﻴﻜﺎ وﻫﻜﺬا ﻓﻠﻴﻜﻦ اﻟﻜﺮام ‪.‬‬
‫ﺗﻠﻔﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﺴﻠﻢ دﻳﻨﻪ‬ ‫أﺟﺪر اﻟﻨﺎس ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻋﺒﺪ‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ‪:‬‬
‫ﻫﻮ زرﻛﻂ ﻋﲆ اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﺎﻟﻄﺎﻟﺐ إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﰊ اﻟﻨﻌﲈن ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن‬
‫اﳌﻨﴫم ﺑﺪاﺋﺮة ﻣﺴﻌﺪ ﺣﺎﻓﻆ ﻟﻜﺘﺎب اﷲ وﻃﺎﻟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﴩﻋﻲ درس اﻟﻌﻠﻮم اﻟﴩﻋﻴﺔ ﰲ إﺣﺪى اﳌﻌﺎﻫﺪ‬
‫ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺳﻜﻴﻜﺪة وﲣﺮج ﻣﻨﻬﺎ‬
 ‫)‪(18‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻛﺎن رﲪﻪ اﷲ ﺷﺠﺎﻋﺎ ﺻﺒﻮرا ﻛﺜﲑ اﻟﺼﻤﺖ ﳏﺒﻮﺑﺎ‪ ،‬وﻛﺜﲑا ﻣﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻣﺎ ﳛﺼﻞ ﻣﻦ اﳋﻼف أو اﳋﺼﻮﻣﺔ‬
‫ﺑﲔ اﻹﺧﻮة وﻛﺎن ﻗﻮاﻣﺎ ﻟﻠﻴﻞ وﻳﺼﻮم اﻻﺛﻨﲔ و اﳋﻤﻴﺲ أﺣﻴﺎﻧﺎ‬
‫اﻟﺘﺤﻖ ﺑﺎﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ ﺳﻨﺔ ‪1994‬م وﻛﺎن ﺳﻠﻴﻢ اﳌﻨﻬﺞ ﻣﻌﺘﺪﻻ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﻟﻐﻠﻮ وﻻ اﻟﺘﻘﺼﲑ‬
‫وﻗﻒ ﰲ وﺟﻪ اﻟﻐﻼة ﻣﻦ اﳉﲈﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳌﺴﻠﺤﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ ﻟﻪ ﻏﻠﻮﻫﻢ وﺗﻜﻔﲑﻫﻢ ﻟﻠﻤﺴﻠﲔ‪ ،‬وﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﻣﻊ‬
‫إﺧﻮاﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻧﻘﻄﻊ ﴍﻫﻢ‪ .‬وﻛﺎن ﻳﻘﻒ ﰲ وﺟﻪ دﻋﺎة اﻟﺘﺨﺬﻳﻞ وﺗﺮك ﺟﻬﺎد اﳊﻜﺎم اﳌﺮﺗﺪﻳﻦ وﻟﻪ رﺳﺎﻟﺔ ﻳﺮد‬
‫ﻓﻴﻬﺎ ﻋﲆ ﺑﻌﺾ ﻣﻦ أﻓﺘﻮ اﻟﺸﺒﺎب ﺑﱰك اﳉﻬﺎد وإﺳﻼم اﻟﻨﻔﺲ ﳊﻜﺎم اﻟﺮدة و اﻟﻌﲈﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺷﺎرك رﲪﻪ اﷲ ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻷﻋﲈل واﳌﻌﺎرك وﺛﺒﺖ وﺣﺮض ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﺳﻨﺔ ‪2004‬م ﰲ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻧﺼﻚ‬
‫اﻟﺘﻲ داﻣﺖ ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﺮﲪﻪ اﷲ وأﻋﲆ درﺟﺘﻪ ﻣﻊ اﻟﻨﺒﻴﲔ واﻟﺼﺪﻳﻘﲔ واﻟﺸﻬﺪاء واﻟﺼﺎﳊﲔ‪،‬‬
‫وﻟﻨﻌﻢ أﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﰲ ﻣﻴﺪان اﳉﻬﺎد ﺣﲔ ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟﺴﻴﻒ اﻟﻨﺎﴏ واﻟﻜﺘﺎب اﳍﺎدي ورﲪﺔ اﷲ ﻋﲆ اﻹﻣﺎم اﺑﻦ‬
‫ﺣﺰم ﻓﻬﻞ ﰲ ﲪﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻴﻮم ﻣﻦ ﻳﺘﻤﻨﻮن ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺘﻤﻨﻰ ‪.‬‬
‫و أﻧﴩﻫــﺎ ﰲ ﻛﻞ ﺑﺎد وﺣﺎﴐ‬ ‫ﻣﻨـــﺎي ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻠــﻮم أﺑﺜﻬﺎ‬
‫ﺗﻨﺎﺳﻰ رﺟﺎل ذﻛﺮﻫﺎ ﰲ اﳌﺤﺎﴐ‬ ‫دﻋـــﺎء إﱃ اﻟﻘﺮآن و اﻟﺴﻨﻦ اﻟﺘـﻲ‬
‫إذا ﻫﻴﻌﺔ ﺛﺎرت ﻓﺄول ﻧﺎﻓـــــﺮ‬ ‫و أﻟﺰم أﻃﺮاف اﻟﺜﻐـــﻮر ﳎﺎﻫـﺪا‬
‫ﺑﺴﻤﺮ اﻟﻌﻮاﱄ واﻟﺮﻗﺎق اﻟﺒﻮاﺗﺮي‬ ‫ﻷﻟﻘـﻰ ﲪﺎﻣﻲ ﻣﻘﺒــﻼ ﻏﲑ ﻣﺪﺑﺮ‬
‫وأﻛﺮم ﻣﻮت ﻟﻠﻔﺘـــﻰ ﻗﺘﻞ ﻛﺎﻓـﺮ‬ ‫ﻛﻔﺎﺣﺎ ﻣﻊ اﻟﻜﻔﺎر ﰲ ﺣﻮﻣﺔ اﻟﻮﻏﻰ‬
‫وﻻ ﲡﻌﻠﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﻄﲔ اﳌﻘــــﺎﺑﺮ‬ ‫ﻓﻴﺎرب ﻻ ﲡﻌــﻞ ﲪﺎﻣــﻲ ﺑﻐﲑﻫﺎ‬
‫رﲪﻚ اﷲ أﺑﺎ ﳏﻤﺪ ﻓﻠﻮ ﻗﻠﺖ وأﻃﺮق أﻃﺮاف اﻟﺜﻐﻮر ﳏﺎﴐا ﻷﺣﺴﻨﺖ و رﺑﲈ ﻧﻠﺖ ﻣﺎ ﲤﻨﻴﺖ ﻏﲑ أﻧﻚ‬
‫ﺑﻠﺰوﻣﻚ أﻃﺮاف اﻟﺜﻐﻮر أﺗﻌﺒﺖ ﻣﻦ ﺳﻴﺠﻲء ﺑﻌﺪك‪ ،‬وﻛﻴﻒ ﺗﻠﺰم أﻃﺮاف اﻟﺜﻐﻮر وأﻧﺖ أﻧﺖ ﰲ ﻋﻠﻤﻚ‬
‫وﻣﻜﺎﻧﺘﻚ وﺣﺎﺟﺔ اﻟﻨﺎس إﻟﻴﻚ‪ ،‬ﺛﻢ ﻟﻴﺲ ﻟﻚ ﻫﻢ وﻻ ﻫﺪف ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻻ أن ﻳﻘﺘﻠﻚ اﻟﻜﻔﺎر ﻣﻘﺒﻼ ﻏﲑ ﻣﺪﺑﺮ‪.‬‬
‫و إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﻔﻮس ﻛﺒﺎرا ﺗﻌﺒﺖ ﰲ ﻣﺮادﻫﺎ اﻷﺟﺴﺎم‬
‫ﻧﺴﺄل اﷲ أن ﳛﻴﻲ ﰲ ﻗﻠﻮب اﻫﻞ اﻹﺳﻼم ﺣﺐ اﻟﻘﺘﻞ و اﻟﻘﺘﺎل ﰱ ﺳﺒﻴﻠﻪ و اﻟﺴﻌﻲ ﻟﺬﻟﻚ وأن ﳚﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ‬
‫أوﻟﺌﻚ ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
 ‫)‪(19‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺍﻟﺸـﻴﺦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ‪:‬‬

‫ﻫﻮ اﺑﻦ ﻋﻴﺎش اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﻌﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﴈ ﰲ ﻗﺮﻳﺔ ﳌﻠﻴﻠﻴﺤﺔ‬
‫ﺑﻮﻻﻳﺔ اﳉﻠﻔﺔ‬
‫ﻛﺎن رﲪﻪ اﷲ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺎت اﳉﻬﺎد ﻓﻬﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﳎﻴﺪ ﺑﺎﻟﻠﻬﺠﺔ اﳌﺤﻠﻴﺔ ﳛﺮض ﻋﲆ اﳉﻬﺎد وﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﳌﻌﺮوف‬
‫وﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ اﳌﻨﻜﺮ وﻗﺪ ﻋﺮف ﺑﺎﻟﺴﻌﻲ اﳉﺎد ﻟﻠﻘﺘﺎل وﲢﺮﻳﺾ اﻟﺸﺒﺎب ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل واﻟﻌﻤﻞ رﻏﻢ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﰲ‬
‫اﻟﺴﻦ ﻧﺴﺒﻴﺎ وﻣﻊ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﻔﺮدﻳﺔ ﻓﻘﺪ ﲣﺼﺺ ﰲ اﻟﺘﻔﺠﲑ وأردى ﺑﻪ اﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو‬
‫وﺷﺎرك ﰲ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرك واﻷﻋﲈل وﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﺷﻌﺮه ﰲ ذﻛﺮ اﻟﻘﺘﺎل ﰲ ﺳﺒﻴﻞ اﷲ و اﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻋﻠﻴﻪ وذﻛﺮ ﻣﺎ‬
‫أﻋﺪ اﷲ ﻟﻠﺸﻬﺪاء ﺑﻠﻬﺠﺔ ﳏﻠﻴﺔ ﻋﺬﺑﺔ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﲠﺎ اﻟﺴﺎﻣﻌﻮن وﻣﻦ ذﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ ﻛﲈ ﻳﻘﻮل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪:‬‬
‫ﻳﺎﺧﻮﻳﺎ اﺻﱪ اﺻﱪ و اﳌﻮﻣﻦ ﻳﺼﱪ ﻛﻴﲈ رﰊ وﺻﺎه‬
‫ﻟﻮ ﻃﺎﻟﺖ اﻟﻴﺎم ﻻﺑﺪ اﻟﻨﴫ و اﳋﻼﻓﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺈذن اﷲ‬
‫وأﻧﺖ ﻋﻨﺪك ﺳﻠﻌﺔ ﻏﺎﻟﻴﺔ ﲠﺎ اﻟﺘﺎﺟﺮ و اﻟﲇ ﺷﺎرﳞﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺳﺒﺤﺎن اﷲ‬

‫و اﻟﺸﻬﻴﺪ ﰲ اﳉﻨﺔ ﳐﲑ ﻳﺸﻔﻊ ﰲ ﺳﺒﻌﲔ ﻣﻦ ُ ْ‬

‫ﻗﺮﺑﺎه‬
‫أﺣﺬاه‬
‫ْ‬ ‫وﻓﺮاش ﻣﺬﻛﻮر ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ أﺧﴬ واﳊﻮرﻳﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﰲ اﻟﺪار‬
‫ﻣﺎه‬
‫ﺗﺘﺒﺴﻢ و اﺳﻨﺎﳖﺎ ﻣﺜﻞ اﳉﻮﻫﺮ ﻟﻮ ْﺑﺰﻗﺖ ﰲ اﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﻐﲑ ْ‬
‫ﻛﻔﺎه‬
‫ﻛﻮاﻋﺐ اﺗﺮاب ﺳﺎل اﳌﻔﴪ ﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ راه ﺷﺎرح ْ‬
‫ﺗﺮاه‬
‫ﻣﺎ ﻳﻤﺴﻬﺎ ﻗﺒﻠﻚ ﻻ ﺟﺎن ﻻ ﺑﴩ ﻧﻮض ﻛﻮم ﺑﻌﺮﺳﻬﺎ ﻛﻴﲈ ْ‬
‫راه‬
‫ﻋﺮس ﰱ ﻳﻮم ﺑﺎﻟﺒﺎرود أﲪﺮ ﺗﺘﻜﺎﺑﻞ ﳉﻮه ﻓﻢ إﻛﻮل ْ‬
‫ﻫﺎه ﻣﻦ ﻛﺪام ﻣﺎه ﻣﺘﺄﺧﺮ وﻋﻞ ﻃﻠﻘﺔ ﺳﺎﻫﻞ ﻳﻠﻖ ﻣﻮﻻه‬
‫وﻣﻦ ﺷﻌﺮه ﻳﺼﻒ ﺣﺎل اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ‪:‬‬
‫اﺳﻜﻨﺖ اﻟﺼﺤﺮا و ﺟﺎورﻧﺎ َﻟﺮﻣﺎل اﻓﻮﻗﺖ اﻟﺼﻴﻒ اﻟﻴﺴﺨﻦ ول ﻗﺎﺗﻞ‬
‫وﴎﻳﻦ ﰲ اﻟﻠﻴﻞ ﻣﻬﲈ ﻛﺎن اﳊﺎل وﺻﱪن ﻟﻠﺠﻮع و اﻟﺴﻔﺮ اﻟﻄﺎﻳﻞ‬
‫ْ َ‬
‫واﻛﺴﺒﻦ ﻋﺰ ﻣﺎﺻﺒﺘﻬﺎ ﳉﻴﺎل واﺣﻴﲔ ﻟﺴﻼم ﺑﺎﻟﺪم اﻟﺴﺎﻳﻞ‬
‫أﺳﺎﻣﺔ ﻣﻮل أﺛﻨﺎﻋﺶ و ﻗﺎﺗﻞ‬ ‫وإذا ﻛﻨﺖ اﺻﻐﲑ ﻧﻌﻄﻴﻠﻚ ﻣﺜﺎل‬
‫ﻣﻮل ﲬﺴﲔ واﻟﺮاﺟﻞ راﺟﻞ‬ ‫و إذا ﻛﻨﺖ اﻛﺒﲑﺷﻮف اﻟﺒﻼل‬
 ‫)‪(20‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺧﲑات اﻟﺸﺒﺎب أﻋﻠﲔ ﺗﺘﻬﺎﻳﻞ‬ ‫وﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﺐ ﺣﺘﻲ ﻟﻠﻤﻮال‬

‫ول أﻧﺖ ﺣﺒﻚ ﻋﺎ اﻟﺬرﻳﺔ و اﳌﺎل ﻣﺎﻓﻜﺮت أراك ﻣﻦ ﻫﺬ راﺣﻞ‬
‫أﻓﺮص ﻋﻤﺮك ﻻ ﻳﻔﻮت أﻋﻠﻴﻚ اﳊﺎل ﻣﺎﻗﺪﻣﺖ اﻟﺰاد ﻟﻠﺴﻔﺮ اﻟﻄﺎﻳﻞ‬
‫و دﺑﺮ آﻳﺎت رب وﺷﻘﺎﻳﻞ‬ ‫أﻗﺮ ﰲ ﺳﻮرة اﻷﻧﻔﺎل‬
‫و اﻟﻴﻮم وش ﻣﻦ ﻋﺬر ﻋﻨﺪ ﳚﺎﻫﻞ‬ ‫اﻧﻔﺮوا ﺧﻔﺎﻓﺎ وﺛﻘﺎل‬
‫ﻓﺎﺗﺢ ﳎﺎل اﻓﺪﻓﻊ اﻟﺼﺎﺋﻞ‬ ‫وﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻜﺘﺎب وش ﻗﺎل‬
‫ِ‬
‫أﻧﺼﻚ اﻟﺘﻲ داﻣﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬ ‫وﰲ ﺳﻨﺔ ‪2004‬م ﻛﺎن أﻣﲑا ﻟﴪﻳﺔ ﻣﺘﻨﻘﻠﺔ ﰲ اﻟﺼﺤﺮاء ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻞ ﰱ ﻣﻌﺮﻛﺔ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ أﻳﺎم ﻓﺮﲪﻚ اﷲ و ﺗﻘﺒﻠﻚ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻠﻘﺪ ﺻﺪق ﻗﻮﻟﻚ ﻋﻤﻠﻚ‬
‫و ﻷﻧﺖ ﺗﻔﺮي ﻣﺎ ﺧﻠﻘﺖ وﺑﻌــــﺾ اﻟﻘﻮم ﳜﻠﻖ ﺛﻢ ﻻ ﻳﻔﺮي‬
‫ﻧﺴﺄل اﷲ اﻟﺜﺒﺎت ﻋﲆ اﳊﻖ و اﻟﻌﺰﻳﻤﺔ ﻋﲆ اﻟﺮﺷﺪ و ﺣﺴﻦ اﳋﺎﲤﺔ ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
‫ﻋﺎﻣﺮ ﻭ ﺃﺳﺮﺗﻪ ‪:‬‬
‫ﻫﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﳌﻌﺮوف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﺄﰊ أﺳﺎﻣﺔ ﻋﺎﻣﺮ ﻣﻦ ﻣﻮاﻟﻴﺪ ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺪاﺋﺮة ﻋﲔ اﳌﻠﺢ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﳌﺴﻴﻠﺔ اﻟﺘﺤﻖ‬
‫ﺑﺎﳉﻬﺎد ﻣﺒﻜﺮا ﰲ أواﺧﺮ ﺳﻨﺔ ‪1993‬م وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺟﺎء ﺑﺄﴎﺗﻪ إﱃ اﳉﺒﻞ وﻫﻲ زوﺟﻪ واﺑﻨﻪ أﺳﺎﻣﺔ وﻋﻤﺮه ﻋﴩ‬
‫ﺳﻨﻮات وﺳﻤﻴﺔ وﻋﻤﺮﻫﺎ ﺛﲈن ﺳﻨﻮات‪ ،‬وﻇﻠﺖ ﻫﺬه اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﻣﻊ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﻌﲔ‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﺗﻘﺪم ﳍﻢ اﳋﺪﻣﺎت وﺗﺼﱪ ﻣﻌﻬﻢ ﰲ ﺷﺪة اﻟﻈﺮوف وﻃﻮل ﻣﺴﺎﻓﺎت اﻟﺴﲑ ﻋﲆ اﻷﻗﺪام وﻣﻊ‬
‫ذﻟﻚ اﻋﺘﻨﺖ اﻷﴎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺑﱰﺑﻴﺔ اﺑﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﻣﺎ أﺳﺎﻣﺔ ﻓﻜﺎن ﺣﺴﻦ اﻷﺧﻼق راﻣﻴﺎ ﺣﻔﻆ اﻟﻘﺮآن ﻛﻠﻪ وﻛﺎن‬
‫ﺣﺴﻦ اﻟﺼﻮت ﺑﻪ وﻛﺎن أﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺆم اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﴪاﻳﺎ ‪.‬‬
‫ﺑﻠﻐﺖ ﻟﻌﴩ ﻣﻀﺖ ﻣﻦ ﺳﻨﻴــــﻚ ﻣﺎ ﻳﺒﻠﻎ اﻟﺴﻴﺪ اﻷﺷﻴﺐ‬
‫وﻫﻢ ﻟﺪاﺗﻚ أن ﻳﻠﻌﺒــﻮا‬ ‫ﻓﻬﻤﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺴﺎم اﻷﻣﻮر‬
‫و أﻣﺎ أﺧﺘﻪ ﻓﺤﻔﻈﺖ ﻋﴩة أﺟﺰاء وﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﻣﻊ أﴎﲥﺎ ﻗﺼﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻳﻮم ﻗﺘﻠﺖ ﻫﺬه اﻷﴎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ‪.‬‬
‫ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ‪ :‬ﰲ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ‪ 16‬ﺳﺒﺘﻤﱪ ‪2001‬م ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬه اﻷﴎة ﰲ ﴎﻳﺔ ﻣﻊ إﺣﺪى ﳎﻤﻮﻋﺎت‬
‫اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﲤﻜﻦ اﻟﻌﺪو ﻣﻦ رﺻﺪﻫﻢ ﰲ أﺣﺪ اﻷودﻳﺔ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ )اﳉﺮ( اﳌﺤﺎذﻳﺔ ﳉﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ‪ ..‬وﻣﻊ اﻟﺼﺒﺎح‬
‫اﻟﺒﺎﻛﺮ ﺑﺎﻏﺘﺖ اﻹﺧﻮة أرﺑﻊ ﻣﺮوﺣﻴﺎت ﺑﺎﻟﻘﺼﻒ واﻹﻧﺰال ﻓﺎﺷﺘﺒﻚ اﻹﺧﻮة ﻣﻊ ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو اﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻦ‬
 ‫)‪(21‬‬ ‫ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻴﻞ ﻓﻲ ﺷﻬﺪﺍﺀ "ﺟﺒﻞ ﺑﻮﻛﺤﻴﻞ"‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﲨﻴﻊ اﻻﲡﺎﻫﺎت‪ ،‬و ﺣﺎﻟﺖ ﺑﲔ اﻹﺧﻮة واﻷﴎة ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻮدوا ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻋﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ وﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻮﻗﻌﻮن أﳖﻢ أﺧﻠﻮا‬
‫اﳌﻜﺎن ﻛﲈ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﳌﺒﺎﻏﺘﺎت‪ ،‬وﺧﻼل اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻗﺘﻞ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة واﻧﺴﺤﺐ آﺧﺮون‬
‫وﻗﺎم أﺣﺪ اﻹﺧﻮة وﻫﻮ اﻷخ ﺳﻌﺪ ﻣﻦ داﺋﺮة ﻣﺴﻌﺪ وﻳﻌﺮف ﰲ اﳉﻬﺎد ﺑﺎﳌﻘﺪاد وﻫﻮ ﻣﻦ ﺣﻔﻈﺔ ﻛﺘﺎب اﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إﱃ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﳊﲈﻳﺘﻬﻢ واﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻟﻜﻦ ﻛﺎن اﻟﻌﺪو ﻗﺪ أﺣﺎط ﲠﻢ ﻣﻦ ﲨﻴﻊ اﳉﻬﺎت وﻗﺘﻠﻮا‬
‫ﺧﻼل اﻻﺷﺘﺒﺎك إﻻ اﻟﺒﻨﺖ ﺳﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺈﳖﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﲢﻤﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺻﻴﺪ ﻓﺘﻤﺮﻛﺰت ﰲ ﻣﻜﺎن ﻣﺎ وﺑﻘﻴﺖ ﺗﻮاﺟﻪ‬
‫اﻟﻌﺪو ﻓﻠﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ اﻻﻗﱰاب ﻣﻨﻬﺎ وﻻ اﻗﺘﺤﺎﻣﻬﺎ وﺣﲔ ﻧﻔﺪت ﳍﺎ اﻟﺬﺧﲑة أﺧﺬت ﺳﻼح أﺧﻴﻬﺎ أو أﺑﻴﻬﺎ‬
‫وواﺟﻬﺖ ﺑﻪ‪ ،‬وﻛﺎن ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة ﰲ إﺣﺪى اﻟﻜﺘﺎﺋﺐ ﻳﺘﺎﺑﻌﻮن اﳌﻌﺮﻛﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﺟﻬﺰة ﻓﺴﻤﻌﻮا اﻟﻌﺪو‬
‫وﻫﻮ ﳜﱪ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻘﺪم ﻷن أﺣﺪ اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﲤﺮﻛﺰ أﻣﺎﻣﻪ ﻓﻜﺎن ﻳﴬب ﻣﻦ ﺗﻘﺪم إﻟﻴﻪ وﻗﺎل أﺣﺪ ﻗﺎدة‬
‫اﻟﻌﺪو ﻋﻨﺪي اﳉﺮﺣﻰ واﻟﻘﺘﲆ وﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﺘﻘﺪم وﺑﻘﻲ اﳊﺎل ﻫﻜﺬا ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻈﻬﺮ‬
‫ﻓﺄرﺳﻞ إﱃ اﳌﺮوﺣﻴﺎت ﳌﺴﺎﻧﺪﺗﻪ‪ ،‬وﺑﻌﺪ ﻣﺪة ﺟﺎءت اﳌﺮوﺣﻴﺎت وﻗﺼﻔﺖ اﳌﻜﺎن ﺣﺘﻰ ﻗﺘﻠﻮﻫﺎ رﲪﻬﺎ اﷲ‪ ،‬ﺑﻌﺪ‬
‫ذﻟﻚ ﺗﻘﺪم ﺟﻨﻮد اﻟﻌﺪو إﱃ ﻋﲔ اﳌﻜﺎن ﲢﺖ ﺗﻐﻄﻴﺔ اﻟﻨﲑان وﺣﲔ وﺻﻠﻮا وﺟﺪوا اﻟﺒﻨﺖ ﴏﻳﻌﺔ ﻓﻘﺎل‬
‫ﻣﺘﻜﻠﻤﻬﻢ ﻟﻘﺪ وﺟﺪﻧﺎ ﻫﺬا اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻤﻨﻌﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﺪم ﻃﻮل اﻟﻨﻬﺎر اﺣﺪى اﻟﺒﻨﺎت ‪:‬‬
‫وﻟﻮ ﻛﺎن اﻟﻨﺴـﺎء ﻛﻤـﻦ ذﻛﺮﻧﺎ ﻟﻔﻀﻠﺖ اﻟﻨﺴﺎء ﻋﲆ اﻟﺮﺟﺎل‬
‫و ﻣﺎ اﻟﺘﺄﻧﻴﺚ ﻻﺳﻢ اﻟﺸﻤﺲ ﻋﻴﺐ و ﻣﺎ اﻟﺘﺬﻛﲑ ﻓﺨﺮ ﻟﻠﻬﻼل‬
‫وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺎﻳﻦ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة ﻣﻜﺎن اﳌﻌﺮﻛﺔ و آﺛﺎر اﻟﺮﻣﺎﻳﺔ واﻟﻈﺮوف اﻟﻔﺎرﻏﺔ ﻓﺄدرﻛﻮا ﻣﺎ ﺣﺪث‪ ،‬رﺣﻢ‬
‫اﷲ ﺗﻠﻚ اﻷﴎة اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ وﺗﻘﺒﻠﻬﺎ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء ﻓﻠﻘﺪ ﺷﻬﺪت ﺑﺪﻣﺎﺋﻬﺎ أن دﻳﻦ اﷲ أﻏﻼ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳊﻴﺎة‬
‫وﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺤﺴﺒﻬﺎ ﻛﺬﻟﻚ وﻻ ﻧﺰﻛﻲ ﻋﲆ اﷲ أﺣﺪا ‪.‬‬
‫*‬ ‫*‬ ‫*‬
 ‫)‪(22‬‬ ‫ﺳﻠﺴﻠﺔ ))ﻣﺎ ﻳﺴﺮﻫﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﻨﺪﻧﺎ((‪...‬ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺨﺘﺎﻡ ﻧﺼﻴﺤﺔ ﻭﻭﺻﻴﺔ ‪:‬‬

‫أﺧﻲ اﻟﻘﺎرئ وﰲ ﺧﺘﺎم ﻫﺬه اﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﺄﻣﻼت ﰲ ﺑﻌﺾ ﺳﲑ وأﺧﺒﺎر ﻗﺘﻼﻧﺎ اﻟﺬﻳﻦ ﻧﺤﺘﺴﺒﻬﻢ ﻋﻨﺪ اﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫وﻧﺴﺄل اﷲ أن ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ ﰲ اﻟﺸﻬﺪاء‪ ،‬ﻧﱰك ﻷﺧﻴﻨﺎ اﻟﺮاوي أﰊ ﺳﻌﺪ ﻳﻘﺪم ﻟﻨﺎ وﺻﻴﺔ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺧﻼﺻﺔ ﲡﺮﺑﺘﻪ‬
‫وﺧﺎﻟﺺ ﻧﺼﻴﺤﺘﻪ ﻗﺎل أﺑﻮ ﺳﻌﺪ ‪:‬‬
‫أﻧﺼﺢ ﻧﻔﴘ و إﺧﻮاﲏ ﰲ ﻫﺬا اﳉﻬﺎد ﺑﺄﻣﻮر ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺼﱪ ﻋﲆ ﻣﻔﺎرﻗﺔ اﻷﻫﻞ واﻟﻮﻃﻦ واﻟﺼﱪ ﻋﲆ اﻟﺮﺑﺎط ﻋﲆ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﰲ اﳉﻬﺎد ﻣﻦ ﻣﺸﻘﺔ وﻣﻦ‬
‫ﳏﻦ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬اﻟﺼﺪع ﺑﻜﻠﻤﺔ اﳊﻖ ﰲ ﻛﻞ ﺣﺎل و ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﴩﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬اﻟﻨﺼﺢ ﻷﻣﺔ اﻹﺳﻼم واﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﺧﻮف اﷲ ﺗﻌﲆ ﻓﻴﻬﺎ واﻋﻠﻤﻮا أن أي ﺟﻬﺎد ﻻ ﻳﻘﻮم إﻻ‬
‫ﺑﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﺸﻌﻮب اﳌﺴﻠﻤﺔ ﻣﻬﲈ ﻛﺎن ﻷﻫﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺪة وﻋﺪد‪ ..‬وﻫﺬا ﻣﺎ ﻻﺣﻈﻨﺎه أﻳﺎم اﳉﲈﻋﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫اﳌﺴﻠﺤﺔ ﺑﻌﺪ اﻧﺤﺮاﻓﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﳍﺎ ﻗﻮة وﻋﺪة وﺷﻮﻛﺔ وﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻠﻤﻮا وﱂ ﻳﺘﻘﻮا اﷲ ﰲ اﻟﺸﻌﺐ اﳌﺴﻠﻢ‬
‫ﻛﺎن أﻣﺮﻫﻢ إﱃ زوال‪...‬‬
‫وﻻ ﻳﻔﻮﺗﻨﻲ ﻫﻨﺎ أن أذﻛﺮ ﻋﻠﲈء وﻗﺎدة اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ أن ﻳﻌﺘﻨﻮا ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ اﻟﺸﺒﺎب إﱃ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﺼﺤﻴﺢ واﻟﻔﻬﻢ‬
‫اﻟﺴﻠﻴﻢ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﺬه اﻷﻣﺔ اﳌﺨﺘﺎرة دون إﻓﺮاط أو ﺗﻔﺮﻳﻂ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ‪ :‬أوﴆ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎر ﻣﻦ اﻷﺧﻄﺎء اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ وأن ﻳﻌﺘﻨﻮا ﺑﺠﻠﺐ اﳌﺼﺎﻟﺢ ودرء اﳌﻔﺎﺳﺪ‬
‫وﻳﺒﺘﻌﺪوا ﻋﻦ اﻟﺘﴫﻓﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﺪو ﻟﺘﺸﻮﻳﻪ ﺻﻮرة اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ وﻋﺰﳍﻢ ﻋﻦ أﻣﺘﻬﻢ‪.‬‬
‫‪...‬وﰲ اﳋﺘﺎم أﺑﻠﻎ ﺳﻼﻣﻲ إﱃ اﳌﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن وﳉﻤﻴﻊ اﳌﺴﻠﻤﲔ و أرﺟﻮا ﻣﻨﻜﻢ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺪﻋﺎء‪.‬‬
‫واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻴﻜﻢ ورﲪﺔ اﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ ‪.‬‬

‫أﻣﻼه أﺑﻮ ﺳﻌﺪ اﻟﻄﺎﻫﺮ اﳉﺰاﺋﺮي‬

‫وﻛﺘﺒﻪ ﻋﺒﺪ اﷲ أﺑﻮ اﳊﺴﻦ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ‬