Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫أهمية القانون الروماني و مراحل تطوره‬

‫د‪ .‬حممد عبد احلميد عبد اجمليد العلوي‬


‫أستاذ تاريخ القانون املساعد‬
‫كلية احلقوق جامعة عدن‬

‫‪139‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫ملخص البحث‪:‬‬
‫هذا املوضوع يتناول املقدمة ثم يبحث يف التعر عل القانون الروماني ويبني أهميته ثم‬
‫يستعرض مراحل تطوره التارخيي و انتشاره عامليا ‪ ,‬كما يتناول عدة مواضيع منها مفهوم القانون‬
‫وأهميته التارخيية واليت يشرحها البحت من عدة أوجه وهي األسباب اليت جعلت من القانون‬
‫الروماني ذا أهمية دولية ‪ ,‬ثم يشرح البحث التطور التارخيي للقانون الروماني والذي يتناول أيضا‬
‫املراحل يف العصور املختلفة منها العصر امللكي واجلمهوري واإلمرباطوري‪ ,‬كما يتناول ذلك‬
‫التطور بتعمق أكرب ‪,‬وكيف يتميز من مرحلة إىل أخرى يف القانون القديم ويف العصر العلمي‬
‫وكذلك يف مرحلة جتميع القانون الروماني ‪,‬كما يتناول البحث مصادر القانون الروماني ملختلف‬
‫العصور والذي يشرح العر والتشريع وقانون الشعوب والقانون الربيتوري والفقه الروماني ‪ ,‬ثم‬
‫يتناول البحث بعض أنظمة القانون الروماني واليت تشرح قانون األلواح اإلثن عشر وجمموعة‬
‫جستنيان القانونية وبعض أنظمة القانون الروماني وينتهي هذا البحث باخلامتة و التوصيات‬
‫واملراجع اخلاصة بالبحث‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم عل نبينا حممد صل اهلل عليه وسلم وعل اله أمجعني‬
‫أما بعد ‪..‬‬
‫إن تاريخ القانون كعلم يعترب جزءا ال يتززأ من املنظومة القانونية وأحد املصادر األخرى‬
‫للقانون املدني‪ ,‬حيث أظهر ابن خلدون آراءه يف األحداث التارخيية املتتابعة والواقعات املتتالية عل‬
‫مر األجيال ‪ ,‬أن اجلانب الفلسفي يف فكره يتمحور من خالل الشكل واملضمون ‪ ,‬أي من حيث الذات‬
‫واملوضوع واجلوهر والظاهر والصريورة والتطور يف إطار واقعي وعقالني يف تطور اجملتمعات‪, 1‬‬
‫لذلك جند إن نشأة القانون الروماني كغريه من القوانني القدمية مرت مبراحل عده متأثرا‬
‫بالبيئة االجتماعية يف مدينة روما ثم انتشر إىل ايطاليا ثم إىل معظم اإلمرباطورية الرومانية‬
‫حت أصبح مصدرا لكثري من القوانني العاملية يف العصر احلديث ومنها يف اسكتلندا وإفريقيا‬
‫اجلنوبية ‪ ,‬وبالتالي سو نتناول متطلبات البحث عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬أهمية الدراسة ‪:‬‬
‫تظهر األهمية للقانون الروماني يف اهتمام اجلامعات يف خمتلف البلدان‪ ,‬فالقانون الروماني‬
‫متيز عن غريه من القوانني املعاصرة بطبيعته القانونية اليت طبقت يف العصور القدمية‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬أسباب اختيار موضوع الدراسة ‪ :‬إن احلاجة ملعرفة القانون الروماني تكمن يف اآلتي‪:‬‬
‫إعطاء مفهوم وتعريف للقانون وتبيان مراحل تطوره التارخيي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬أسباب انتشاره السريع عامليا‪.‬‬
‫‪ -‬إظهاره كمصدر لكثري من القوانني الغربية‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أهدا الدراسة‬
‫‪ -1‬دراسة أحد أهم القوانني القدمية ومعرفة مراحل تطوره احلضاري‪.‬‬
‫‪ -2‬التعر عل مدى تأثره وتأثريه بالقوانني وعل األفراد والشعوب لتلك احلضارات القدمية ‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -3‬استعراض القواعد القانونية املختلفة و ما مييزها عن القوانني خالل مراحل التاريخ‬
‫احلضاري‪.‬‬
‫‪ -4‬أألخذ به كمرجعية للقوانني القدمية و مصدرٍ للقوانني الغربية‪.‬‬
‫‪ -5‬عرض األسباب العملية والعلمية اليت جعلته أكثر ازدهارا و قابلية بني الشعوب ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬منهج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمد الباحث عل املنهزية املتبعة للبحث العلمي واألكادميي وخاصة املنهج التارخيي‬
‫البحثي واالستنباطي‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬خطة الدراسة‪:‬‬
‫يتألف هذا البحث من مقدمة و أربعة فصول و خامتة وتوصيات وقائمة باملراجع وألجل‬
‫التوصل إىل معرفة القانون الروماني البد لنا أن حندد تعريفه وأهميته و تطوره و مصادره و‬
‫أنظمته و ذلك يف أربعة فصول ‪ ,‬عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫الفصل األول ‪:‬تعريف القانون الروماني و أهميته‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬التطور التارخيي للقانون الروماني ‪.‬‬
‫الفصل‪ :‬الثالث مصادر القانون الروماني‪.‬‬
‫الفصل‪ :‬الرابع أنظمة القانون الرومان ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫الفصل األول‬
‫تعريف القانون الروماني وأهميته‬
‫أوال ‪:‬تعريف القانون الروماني‬
‫يعر بأنه جمموعة من القواعد القانونية اليت حتكم سلوك اإلفراد يف اجلماعة واليت‬
‫يتعني عليهم اخلضوع هلا ولو بالقوة إذا لزم األمر‪ ,‬و منذ إنشاء روما عام ‪ 454‬ق‪.‬م حت القرن‬
‫السادس امليالدي حيث تويف اإلمرباطور جستنيان عام ‪565‬ق م ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أهمية القانون الروماني ‪:‬‬
‫إن دراسة القانون الروماني يف اجلامعات يف العامل دليل عل تلك األهمية اليت تكمن يف‬
‫قواعده القانونية ‪ ,‬وهذه األهمية تربز املكان واملصدر القانوني لكثري من قوانني العامل مثل قوانني‬
‫فرنسا و أملانيا ‪ ,‬وهناك دول أخرى أخذت بالقانون الروماني ‪ ,‬خاصة القوانني املدنية واليت تأثرت‬
‫بعض الدول العربية وخاصة يف احلقبة االستعمارية و اليت أخذت به إىل جانب إحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية بالدرجة األساسية فإذا نظرنا إىل اجملموعة القانونية املدنية املصرية الصادرة يف سنة‬
‫‪1441‬م يظهر أنها أخذت بالقانون الفرنسي الذي هو مستمد من القانون الروماني ‪ ,‬وكذلك أيضا‬
‫بالقوانني اجلرمانية كالقانون املدني األملاني والقانون السويسري اللذان تأثرا بالقانون الروماني‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬أسباب أهمية القانون الروماني ‪ :‬تكمن األسباب عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون الروماني أسباب علمية ‪:‬‬
‫متكن الفقهاء الرومان أن يضعوا علما خيتلف عن بقية العلوم االجتماعية ‪ ,‬كالدين والفلسفة‬
‫واألخالق حيث اعتربوا القانون علما مستقال وذلك من خالل األسس العلمية اليت تقوم عليها‬
‫دراسة القانون وما زالت هذه الدراسات هي العماد اليت تقوم عليه الدراسات القانونية احلديثة‪.‬‬
‫‪ -2‬أسباب عملية ‪:‬‬
‫ما زالت كثريٌ من الدول األوربية املعاصرة تطبق القانون الروماني سواء من حيث املدلول و‬
‫الصياغة واملصطلحات وان املبادئ اجلرمانية واالجنلوسكسونية أو نظم العصور الوسط إىل‬
‫القانون الروماني‪ ,‬وظل إىل إن ظهرت متغريات أدت إىل وجود تعديالت ‪ ,‬وخاصة يف القرن الثاني‬
‫عشر ظهرت جمموعة جستنيان واليت تأثرت بها أوروبا و اقتبست منها قوانينها‪.‬‬
‫وتعرض للسقوط وخاصة يف الدول الرومانية الشرقية عندما سقطت معظم أجزائها يف أيدي‬
‫املسلمني يف القرن السابع امليالدي حت وصول املسلمني إىل كل الدول اليت كانت خاضعة‬
‫للرومان مثل أسيا الصغرى وغريها ‪.1‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬صوفي أبو طالب‪:‬‬
‫ص ‪892-892:‬‬
‫‪142‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫التطور التارخيي للقانون الروماني‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫ختتلف كل مرحلة من مراحل تطور القانون الروماني عن املرحلة األخرى مبميزات عديدة ‪,‬‬
‫ويف الغالب يسود كل مرحلة جديدة أسلوب األفضلية عن سابقتها وذلك بوجود صبغة جديدة‬
‫ومميزة ‪ ,‬وهذا ما عكس عل اجملتمع تطورا يف القاعدة القانونية اجلديدة ‪ ,‬ولو نظرنا إىل نظام‬
‫احلكم امللكي كيف حتول إىل مجهوري ثم إىل نظام حكم مطلق وهذا يكفي كدليل للتطور‬
‫القانون الذي المس الواقع االجتماعي ‪ ,‬وقد خصص هذا الفصل لدراسة تطور القانون الروماني ‪,‬‬
‫وذلك يف مبحثني عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫املبحث األول‬
‫حملة تارخيية لتطور القانون الروماني‬
‫يبدأ هذا العصر بنشأة روما وقيام النظام اجلمهوري عام ‪ 504‬ق‪.‬م وهذا ما سو نتناوله يف‬
‫املطالب اآلتية ‪:‬‬

‫املطلب األول‬

‫العصر امللكي‬
‫تعد العشرية هي الوحدة االجتماعية والسياسية األوىل ‪ ,‬فالشعب الروماني يتكون من عدة‬
‫عشائر وذلك قبل الغزو االتروسكي هلم وتأسيس املدينة ‪ ,‬وكل عشرية تتكون من عدد من األسر‬
‫ويسمون بأفراد العشرية وحتت اسم واحد هو مؤسس العشرية و لكل فرد اسم آخر حيمل صفاتهم‬
‫اليت متيزه عن غريه من الناس واعتربت العشرية الرومانية األفراد الذين مت االستيالء عليهم سواء‬
‫حبرب أو بغريه‪ ,‬والذين يعدون عبيد وموالٍ وأجانب وغرباء أعداء ومهزومني وتابعني للعشائر طاملا‬
‫هم يف أوساط اجملتمع الروماني ‪ ,‬حيث أدى ذلك إىل ظهور نظام املدينة الذي ظهر عندما استوىل‬
‫االتروسك الرومان جعلوا من روما وحدة سياسية ومكانا للسلطان وجممع جلميع العشائر ‪ ,‬ومن‬
‫ثم ظهر نظام العصر امللكي ‪ ,‬وظهرت فيه ثالث هيئات حتكم روما وهي ‪ :‬امللك ‪ ,‬وجملس الشيوخ ‪,‬‬
‫وجملس الشعب‪ ,‬نتناوهلا عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫امللك‪:‬‬
‫يعد امللك رأس السلطة يف املدينة ‪ ,‬وصاحب السلطة العامة فيها ويتوالها مدى احلياة وإن اتفق‬
‫أن الـ ُملك ليس بالوراثة بل كان امللك يعني بواسطة سلطة ‪,‬فإذا مل يقم امللك بتعني من خيلفه يف‬
‫احلكم ‪ ,‬يتم هذا التعني بواسطة جملس الشيوخ ويسم بالوسيط حبيث يقوم جملس الشيوخ‬
‫بانتخابه هلذه املهمة وكان امللك يعني احد أعضاء جملس الشيوخ ملكا بعد وفاته ‪.‬‬

‫صالحيات امللك ‪:‬‬


‫يعد امللك هو الرئيس األعل وله الرئاسة الدينية والقضائية ويقود اجليش والسلطات‬
‫اإلدارية ويدعو اجمللسني إىل االنعقاد وهو من يقوم بدور املرشد للعبادة الدينية للمدينة وهو‬
‫الوحيد الذي يستلم األشياء املقدسة ويعد أيضا الرئيس القضائي الذي يعاقب عل اجلرائم العامة‬
‫أما املنازعات املدنية فلها هيئة خاصة ختتص باحلكم يف املنازعات املدنية تسم هيئة التحكيم‬
‫اخلاص‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬

‫جملس الشيوخ‪:‬‬
‫كان أعضاء هذا اجمللس عل األرجح من بني رؤوسا العشائر ويزداد أعضاؤه بنفس عدد‬
‫العشائر وقد وصل عدد األعضاء إىل ‪ 300‬عضوا وهذا اجمللس يتوىل التصديق عل قرار جملس‬
‫الشعب واليت مل تكن ملزمة إال بعد مصادقة جملس الشيوخ عليها ويعترب هذا من أهم اختصاصات‬
‫جملس الشيوخ يف العهد امللكي حت فقد كثريا من هذه االختصاصات تدرجييا منذ بداية العصر‬
‫اجلمهوري‪.‬‬
‫جملس الشعب‪:‬‬
‫يتكون هذا اجمللس من سكان املدينة األحرار و القادرين عل محل السالح للدفاع عن الوطن‬
‫‪ ,‬وكان يطلق عليهم الشعب الروماني األصيل أي الذي يتكون من القبائل الثالث ‪ ,‬واليت تكونت‬
‫منها املدينة وقد انقسم الشعب إىل ثالثني وحدة وكان لكل قبيلة وحدات اجتماعية ‪ ,‬وهذه‬
‫الوحدات كانت أساس النظام السياسي واإلداري والعسكري ‪ ,‬والراجح بني شارح القانون الروماني‬
‫انه مل يكن لتلك اجملالس اختصاص يف تعني امللك كما مل يكن هلا اختصاص تشريعي ‪ ,‬ولكن‬
‫موافقة جملس الشعب كانت واجبة ‪,‬وهذا اجمللس يف اإلشرا للعامة وبعد أن تطورت املدينة بدأ‬
‫‪1‬‬
‫حيصل تعديل حت أصبح العامة هلم احلق يف العضوية ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫العصر اجلمهوري‬
‫يتحدد هذا العصر يف املدة الواقعة بني عام ‪ 504‬ق‪.‬م ‪24-‬م حيث تشري الدراسات إىل أن تسمية‬
‫هذا العصر ال تتوافق مع العمر الزمين الن مصطلح اجلمهوري من املصطلحات احلديثة إال أنها قد‬
‫تعود إىل اسم شخص يدع ( مجهور ) الذي أحدث ثورة شعبية وخالل هذه الفرتة حتول النظام‬
‫من ملكي إىل مجهوري واليت أدت إىل انكماش سلطة امللك وسلطة احلكام املختارين من الشعب‬
‫حت ظهرت أجهزته اليت تدير النظام السياسي يف هذا العصر و هي عل النحو اآلتي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬القنصالن‪:‬‬
‫يتم اختيار القنصلني من جملس الشعب ومدة واليتهما سنة واحدة فقط ويتساوى‬
‫القنصالن يف املهام إال أن احلاجة إىل وجود حكام آخرين كانت مسألة ضرورية ‪ ,‬وذلك بسبب‬
‫اتساع الدولة بالسكان أدى إىل توسعة اجملالس الشعبية وتكليفهم اختصاصات تتعلق بالشئون‬
‫اإلدارية والقضائية والسياسية والعسكرية وأولئك احلكام يتم اختيارهم من اجملالس الشعبية وهم‬
‫عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -‬حكام اإلحصاء‪:‬‬
‫يتم انتخاب اثنني فقط من جملس الشعب هلذه الوظيفة ملدة مخس سنوات وحتدد‬
‫اختصاصاتهم بإحصاء كل املدن والقرى واهلد من ذلك رصد الضرائب ومعرفة العمر ألجل‬
‫االستفادة من الشباب يف اخلدمة العسكرية واليت تعد شرفا كبريا للروماني وال يسمح لغريهم‬
‫يف هذا الشر كما يعملون عل إحصاء كل من ارتكب اجلرائم العديدة من الرومان ‪ ,‬وحيرم من‬
‫هذا الشر واألداء الوطين املقدس ( اخلدمة العسكرية )‬

‫‪1‬د‪ .‬توفيق حسن فرج ‪ :‬القانون الروماني‪ -‬الدار الجامعية للطباعة والنشر – بيروت ‪1921‬م ص‪11:‬‬
‫‪144‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬

‫احلاكم املدقق‪:‬‬
‫يتم انتخابهم عن طريق اجملالس الشعبية عل أن يكون عددهم أربعة يعملون يف هذه الوظيفة‬
‫حت تطور العدد إىل عشرين موظف ويتم ملدة سنة فقط وتتحدد وظائفهم يف التحقيق اجلنائي‬
‫واملسائل اجلنائية ‪.‬‬
‫احلاكم القضائي ( الربيتور )‬
‫خيتص هذا احلاكم يف النظر يف القضايا املدنية حيث كانت هذه الوظيفة حمددة حلاكم‬
‫واحد فقط يسم بريتور املدينة إال أنه مت تعني بريتور آخر خيتص لقضايا األجانب وتستمر مدة‬
‫الوظيفة مثانية عشر شهرا كما يعترب بريتور املدينة حاكم قضائي للوالية‪.‬‬
‫حكام األسواق ‪:‬أنشئت هذه الوظيفة ألجل إدارة أعمال الشرطة يف املدينة واإلشرا عل األسواق‬
‫واملالعب العامة ومراقبة بيع العبيد واملواشي‪ ,‬كما حيق هلم فرض العقوبات وخاصة الغرامة‬
‫املالية ملخالفي القانون‪.‬‬
‫حكام آخرون‪ :‬يتم اختيارهم من اجملالس الشعبية حكاما آخرين بوظائف احلماية األمنية ملدنيني‬
‫‪1‬‬
‫ومراقبة الغش و جباية الضرائب والغرامات واحلفاظ عل خزينة الدولة وتنظيم النفقات ‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫العصر اإلمرباطوري‬
‫إن التطورات اليت حصلت يف األنظمة الرومانية قد أظهرت منوا جديدا يف املصطلحات القانونية‬
‫مثل اإلمرباطور‪ ,‬وهذه الكلمة تعين العظيم ‪ ,‬وجا اإلمرباطور بديال عن القنصلني اللذين حيكمان‬
‫الدولة حت صارت السلطة لشخص واحد هو اإلمرباطور الذي ينفرد بكافة املهام السياسية‬
‫واالجتماعية والدينية وفرض سلطاته عل كافة الناس ‪ ,‬إال أن هناك مازال جملس الشيوخ كما‬
‫هو مل يتغري ويعترب الشريك يف احلكم ولكن أصبحت صالحياته أقل مما كانت عليهم من مهام ‪,‬‬
‫أي أن اإلمرباطور وضع قانونا حدد االختصاصات التشريعية واإلدارية واملالية ‪ ,‬وظهر يف هذا العهد‬
‫تطور جديد عل نطاق قانون العقوبات وخاصة عل الزاني وامللحد وطبق قانون الوصية وجعل من‬
‫‪2‬‬
‫طبقة املالك باملرتبة األوىل يف اجملتمع ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬صاحب عبيد الفتالوي ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ,‬دار النشر و العام ص‪111 – 111 :‬‬
‫‪8‬‬
‫د‪ .‬غسان رياح ‪ :‬تاريخ القوانين والنظم االجتماعية ‪ ,‬الطبعة األولى‪1991 -‬م ص‪11:‬‬
‫‪145‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫مراحل تطور القانون الروماني‬
‫املراحل اليت مر بها تاريخ تطور القانون الروماني نستعرضها من خالل تقسيم هذه املراحل إىل‬
‫ثالثة تقسيمات وهي عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫املرحلة األوىل‪ :‬القانون القديم‪:‬‬
‫تشمل هذه املرحلة فرتة العصر امللكي والعصر اجلمهوري فقد كان القانون ينسب إىل‬
‫امللوك ويظهر بصورة بدائية حيث اعتمد يف بادئ األمر عل الرعي والزراعة واتسم بالقوة ومن ثم‬
‫ظهر قانون األلواح اإلثن عشر والذي يتضمن مائة مادة قانونية وسو نستعرض هذا القانون‬
‫الحقا يف مطلب مستقل يف الفصل الثالث من هذا الباب‪.‬‬
‫املرحلة الثانية ‪ :‬العصر العلمي‪:‬‬
‫مسي هذا العصر بالعلمي نسبة إىل ظهور كثرة العلماء فيه وهذا مل يأت إال بعد تطور‬
‫ملحوظ يف كافة اجملاالت من ازدهار وغريه ومن القوانني اليت ظهرت يف هذه الفرتة قانون إيبوتا‪,‬‬
‫وانتهت حبكم اإلمرباطور ( دقلديانوس ) عام ‪214‬م ‪ ,‬والذي أدخل نظام الدعوى الكتابية والتخلص‬
‫من الشكليات اليت وجدت عل القانون الروماني وخاصة يف تقسيم القوانني وبيان احللول‬
‫للمشكالت ‪.‬‬
‫املرحلة الثالثة ‪:‬جتميع القانون الروماني‪:‬‬
‫تبدأ هذه املرحلة من عام ‪565‬م بوفاة اإلمرباطور جستنيان حيث تدهور الوضع الثقايف‬
‫والقانوني وابتعد رجال القانون عن االجتهاد وسادة الروح العسكرية وساد مبدأ الديكتاتورية‬
‫( مركز السلطة ) وأصبحت إرادة األباطرة هي القانون ‪ .,‬حيث ظهرت الصورة الديكتاتورية‬
‫عل منط احلكم مما أدى إىل انهيار اجملتمع من الداخل واخلارج وبالتالي ظهرت جمموعة إلنقاذ‬
‫القانون والعمل عل جتميعه ومن بني القوانني اليت مت جتميعها هي جمموعة جستنيان القانونية‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مصادر القانون الروماني ملختلف العصور‬
‫من أهم املصادر األساسية للقانون الروماني املعاصر قانون األلواح اإلثن عشر وجمموعة‬
‫اإلمرباطور جستنيان القانونية وسو نشري عنها الحقا حيث تشري الدراسات القانونية أن مصادر‬
‫القانون الروماني كانت متعددة وميكن حصرها عل العصر امللكي واجلمهوري و اإلمرباطوري‬
‫وسو نتناول يف هذا الفصل املباحث التالية‪:‬‬
‫املبحث األول‬
‫العر‬
‫كان العر لدى الرومان مثل بقية الشعوب القدمية وهو أقدم وأهم مصادر القاعدة‬
‫القانونية حيث ظل العر حيتفظ بهذه املكانة العالية حت بداية عصر اإلمرباطورية السفل‬
‫حينما أصبح للتشريع املقام األول بني مصادر القانون وعليه فإننا سو نتناول يف هذا املبحث‬
‫املطالب التالية‪:‬‬
‫املطلب األول‬
‫‪1‬‬
‫ص‪111:‬‬ ‫د‪ .‬منذر الفضل ‪:‬‬
‫‪146‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫العر يف العصر امللكي‬
‫تكون العر من مزيج من العادات والتقاليد القبلية اليت استوطنت روما وخاصة التقاليد اليت‬
‫تأتي من طبقة األشرا الرومانية دون تقاليد العامة عل أن تكون وثيقة بالدين كحاصل هلا‬
‫حيث كان اجلزاء عل من خيالف العر وتطبق عليه العقوبة املتعار عليها يف العر ‪ ,‬وتكون‬
‫األحكام يف سرية من قبل رجال الدين فقط ‪ ,‬و بالتالي أخذ العر يتطور بسبب كثرة املساحة‬
‫السكانية ومن ثم تطور يف طبيعة الصيغة القانونية اليت أسبغ عليها الكهنة صفات سرية ودينية‬
‫إلىأن ظهر هناك تطور يف اجملتمع أدى إىل تعديل العر ‪.‬‬

‫املطلب الثاني‬
‫العر يف العصر اجلمهوري‬
‫بظهور قانون األلواح اإلثن عشر يف منتصف القرن اخلامس ق‪ .‬م أدى تطور القانوني إىل تغري‬
‫طبيعة االلتزام يف القاعدة العرفية فلم تكن القاعدة العرفية تستمد قوتها اإللزامية من أصلها‬
‫الديين بل من رضا الناس عنها وأصبح اجلزاء الذي كانت تفرضه بواسطة أصلها الديين إىل‬
‫الطابع املدني ومن خيالف ذلك يرتتب عليه اجلزاء ‪ ,‬وأيضا مل تعد ختص طبقة اإلشرا بل العامة‬
‫أيضا ‪ ,‬ويف هذا العصر أسهم الفقهاء يف تطوير الصيغ القانونية وأسلوب الدعاوي ‪ ,‬ومن أشهر هذه‬
‫اجملموعات جمموعة ( فالفيوس ) عام ‪ 304‬ق‪ .‬م ثم مشلت القواعد التشريعية أيضا وهذا بدوره أدى‬
‫إىل تطوير القاعدة العرفية‪.‬‬
‫املطلب الثالث‬
‫العر يف عصر اإلمرباطورية العلياء‬
‫ظل العر كما هو يف العصر اجلمهوري أيضا يف عصر اإلمرباطورية العلياء ‪ ,‬إذ ظهر فيه من‬
‫استطاع أن يعمل عل التعديل ‪ ...,‬ففي هذا العصر مت استحداث وتعديل وإلغاء كثريٍ من القواعد‬
‫ومثال عل ذلك ظهور األعرا احمللية جبانب األعرا العامة ‪.‬‬
‫املطلب الرابع‬
‫العر يف عصر اإلمرباطورية السفل‬
‫مل يكن هناك مصادر أخرى غري إرادة اإلمرباطورية اليت استطاعت بقوتها عدم إعطاء احلق‬
‫لألقاليم يف التعديل أو اإللغاء أو ما إىل ذلك ‪ ,‬ويطبق العر إذا مل يتعارض مع إرادة اإلمرباطور‬
‫وقراراته ‪.‬‬
‫املبحث الثاني‬
‫التشريع‬
‫يفهم التشريع بأنه‪ :‬قاعدة قانونية حمددة وصادرة من سلطة خمتصة بالتشريع واليت لعبت‬
‫دورا بارزا يف تطوير القانون الروماني حت عصر اإلمرباطورية السفل ‪ ,‬و حينئذ أصبح التشريع‬
‫املصدر الوحيد للقانون والعر ال يعترب مصدرا إال عند العودة إليه يف حالة خلو التشريع من‬
‫القاعدة القانونية ‪ ,‬وسو نتناول التشريع يف العصرين امللكي و اجلمهوري و ذلك يف املطالب‬
‫التالية‪:‬‬

‫املطلب األول‬
‫‪147‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫التشريع يف العصر امللكي‬
‫مل تشر الدراسات إىل التشريع القديم وإمنا إىل التشريع اجلديد و الذي لعب دورا يف تطور‬
‫القانون حيث أشارت الدراسات إىل أن صدور تشريعات ملكية كانت غري مألوفة ‪ ,‬ولكن صدورها‬
‫عل أرض الواقع شكل هلا أهمية إجتماعية وإن كان يف طابعها الشكل الديين و هي عبارة عن‬
‫أوامر ملكية صدرت من امللك بصفته يعترب رأس الكهنة وهي أعل مرتبة دينية ال يتقلدها غري‬
‫‪1‬‬
‫امللك ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫التشريع يف العصر اجلمهوري‬
‫اختذ جملس الشعب التشريع كمصدر أساسي للقانون حيث قدم هذا كمقرتح إىل جملس‬
‫الشيوخ وطالبهم باملصادقة عليه عل أن يصدر باسم احلاكم ويتم نقش ذلك عل ألواح خشبية‬
‫أو األحزار أو الربونز ويعلق يف ساحة اإلعدام‪ ,‬حيث عر يف ذلك العصر شكل القانون حيث‬
‫أشتمل كل قانون عل ثالثة أجزاء وهي املقدمة والنص املقدم وهو التعريف بالقانون ثم اجلزاء ‪,‬‬
‫ففي املقدمة ديباجة متعار عليها عند أهل القانون والعر القانوني ومن ثم اسم امللك واحلكام‬
‫من جملس الشيوخ والشعب وأيضا يضعون تاريخ اإلصدار و اعترب ذلك منوذجا يف األحكام اليت‬
‫تصدر يف احملاكم ‪ 2‬ويف ذلك العصر ظهرت كثري من القوانني وهي عل النحو أآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬قانون كانوليا ‪:‬صدر هذا القانون عام ‪245‬ق م وأباح حرية الزواج بني طبقة الزواج وطبقة‬
‫اإلشرا وطبقوه العامة‪.‬‬
‫‪ ‬قانون بركيليا ‪:‬الذي صدر عام ‪ 204‬ق م وقيد هذا القانون من حاالت إلقاء اليد والتنفيذ‬
‫عل جسم املدين‪.‬‬
‫‪ ‬قانون اكوبيليا‪ :‬صدر عام ‪ 216‬ق‪.‬م ونظم هذا القانون جرمية االعتداء عل مال الغري أي‬
‫فيما يتعلق باملسئولية التقصريية ‪.‬‬
‫‪ ‬قانون ايبوتياء‪ :‬وهو من أهم القوانني اليت صدرت يف العصر القنصلي فقد أدخل هذا النظام‬
‫املرافعات الكتابية القائم عل نظام الربنامج وهو عبارة عن حمور حيرره احلاكم‬
‫القضائي وحيدد فيه موضوع النزاع ومهمة القاضي بناء عل طلب الطرفني وكان هلذا‬
‫القانون أثر كبري عل تقدم القانون اخلاص‪.‬‬
‫ذكر املؤرخون يف عصر اإلمرباطورية بعض القواعد املنظمة للعالقات الفردية يف هذا العصر‬
‫‪ ,‬حيث كانت تصدر من جملس الشعب أو جملس الشيوخ إىل جانب القرارات اليت تصدر عن‬
‫القناصل‪ ,‬وكانت تلك القرارات تأخذ شكل إعالن يرجع إليه إفراد الشعب ويعملون به ‪ ,‬وهذه‬
‫القرارات ال تعترب إلزامية ألنها ال تتضمن أي جزاء للشخص الذي خيالفها‪ ,‬والفتاوى يف ذلك‬
‫يصدرها احلكام وامللوك هي صدر من صدور الدساتري اإلمرباطورية وهي تتضمن اآلراء الفقهية‬
‫وهذه اآلراء تكون فقط ملزمة للقاضي ‪ .‬ويف هذا العصر بدأ التشريع يرتاجع عن أهميته حيث‬
‫فقدت اجملالس العامة اختصاصاتها بالتشريع منذ أواخر القرن امليالدي األول وانتقل هذا‬
‫االختصاص إىل جملس الشيوخ ثم انتقل يف أوائل القرن الثالث امليالدي إىل اإلمرباطورية ثم فقد‬
‫التشريع صالحياته متاما عندما أصبح املصدر األساسي هو إرادة اإلمرباطور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬صوفي أبو طالب ‪ :‬مرجع مكرر ص‪181 :‬‬
‫‪2‬‬
‫ص‪111 :‬‬ ‫صاحب عبيد الفتالوي‬ ‫د‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬

‫املبحث الثالث‬
‫قانون الشعوب‬
‫كان مثة اعتقاد خاطئ لدى الرومان من ناحية األجانب ولذلك كان األجانب ال‬
‫يتمتعون بأي محاية قانونية وال قيمة هلم يف نظر الروماني وال يطبق عليهم القانون الروماني‬
‫ألنه مقصور عل املواطنني الرومان فقط ‪ ,‬وبعد تطور العالقات ذات الطابع الدبلوماسي أصبح‬
‫لألجانب بعض احلماية ثم تطورت احلماية األجنبية بعد عصور عديدة ‪ ,‬حيث كان األجنيب يعقد‬
‫اتفاق مع الروماني ويظل حتت محايته‪.‬‬
‫خالل العصر اجلمهوري عقدت روما بعض املعاهدات مع الدول اجملاورة حيث اعرتفت‬
‫فيها برعاية األجانب يف روما وتشمل هذه الرعاية مثل حق التقاضي وحق الزواج من الرومان ‪ ,‬ويف‬
‫عام ‪242‬ق ‪.‬م مت تعيني بريتور خاص لألجانب وقضاياهم وعالقتهم مع الرومان ‪ ,‬وأخذت األمور يف‬
‫هذا املنح حت أواخر القرن امليالدي األول اكتسب كل أبناء ايطاليا اجلنسية الرومانية وافتقر‬
‫مدلول األجنيب عل سكان اإلمرباطورية خارج ايطاليا حت عام ‪212‬ق ‪.‬م ومنح اجلميع اجلنسية‬
‫الرومانية ومل تكن هناك تفرقة بني األجنيب والروماني ‪ ,‬أما األشخاص الذين ال ينتمون إىل‬
‫اإلمرباطورية الرومانية فكان يطلق عليهم الربابرة أيا ألعاجم مثل اجلرمان وسكان مشال‬
‫إفريقيا وأولئك ال يستحقون أية محاية قانونية داخل اإلمرباطورية الرومانية ‪.‬‬

‫املبحث الرابع‬
‫القانون الربيتوري‬
‫كانت السلطة اخلاصة بالربيتور هي السلطة اإلدارية واألوامر إىل األفراد حبكم أنه احلاكم‬
‫العام للسلطة القضائية اليت تتمثل بإحالة النزاع إىل القاضي املختص لغرض الفصل فيها دون أن‬
‫يكون للربيتور احلق يف منع أو رفض دعوى ال يقرها نظام الدعاوي غري أنه بصدور قانون ايبوتيا‬
‫عام ‪ 130‬ق ‪.‬م ازدادت سلطات الربيتور القضائية بفضل وجود نظام املرافعات الكتابية والذي أجاز فيه‬
‫لألفراد اللزؤ إىل هذا القانون أوإىل نظام الدعاوي ‪ ,‬ثم مت تعديل هذا القانون عندما استطاع‬
‫الربيتور أن يدخل بعض املبادئ اجلديدة بواسطة منشوره الذي عد من أهم املصادر للقانون‬
‫‪1‬‬
‫الروماني خالل الفرتة اليت تلت صدور قانون ايبوتيا حت أوساط عهد اإلمرباطورية العليا‪.‬‬

‫املبحث اخلامس‬
‫الفقه الروماني‬
‫احتكر رجال الدين الفقه يف العصور األوىل القانون الروماني حت ال يعلمه أحد من العامة‬
‫‪,‬واستشعارهم أن هذا القانون من املقدسات اإلهلية اليت ال جيوز معرفتها إال من املقربني من اإلله‬
‫وبقي هذا االعتقاد سائدً حت القرن الرابع ق‪ .‬م إذ بدأ الفقه املدني حيل حمل الفقه الديين وكان‬
‫ذلك بنشر صفة الدعاوي الرمسية اليت كان حيتكرها رجال الدين ‪ ,‬وكانت مهمة الفقهاء‬
‫تنحصر يف الوظائف األساسية آالتية‪:‬‬
‫اإلفتاء ‪:‬هي اإلجابة عن االستشارات اليت يقوم بها األفراد أو الفقهاء أو احلكام أنفسهم‪ ,‬ومل تكن الفتاوى‬
‫ملزمة للربيتور ولكنه كان من الناحية العملية يتبعها إذا صدرت من فقيه له مكانته ‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫التوثيق‪ :‬هو إرشاد املتقاضيني إىل كيفية حترير العقود ومجيع التصرفات القانونية اليت‬
‫كانت تستلزم استعمال عبارات معينة ‪.‬‬
‫املقاضاة‪ :‬مل يقصد بها الدفاع عن اإلفراد أمام القضاء إمنا يقصد بها مساعدة اإلفراد يف صنع‬
‫الدعاوي واليت حتمي حقوقهم عن طريق تدعيم الفقيه لرأيه االستشاري الذي أبداه لصاحب‬
‫املصلحة‪ .‬وقد استطاع خلق قانون جديد يقوم كالقانون القديم عل العر ولكنه يتميز عنه‬
‫بقابليته للتطور والتطبيق يف حاالت وظرو جديدة وأطلق عليه بقانون الفقهاء ألنه كان يقوم‬
‫خاصة عل اإلفتاء ‪ .‬ظهر فقهاء القانون القديم و من بينهم الفقيه باتيس والفقيه كاتو الذي نال‬
‫شهرة واسعة يف اجملال السياسي واخلطب السياسية وترك مؤلفات كثرية يف التفسري الفقهي‬
‫والقانون املدني ‪.‬‬
‫ازدهر العصر العلمي بنشاط الفقهاء وخاصة من ناحية اإلفتاء والتأليف وانقسم الفقهاء‬
‫منذ عهد اإلمرباطور أغسطس إىل مدرستني متنافستني هما مدرسة السابينني ومدرسة‬
‫الروكوليني ‪ ,‬واستمر هذا االنقسام أكثر من مائيت عام ومل ختف حدته إال عندما مجع‬
‫اإلمرباطور هادريان زعما املدرستني يف جملسه االستشاري ‪ ,‬ومؤسس املدرسة السابينيه هو‬
‫كابيتور ولكنها مسيت باسم تلميذه سابينوس‪ ,‬ومؤسس املدرسة الربوكوليه هو الفقيه البيو‬
‫ومسيت باسم تلميذه بروكلوس ويرجع سبب اخلال بني املدرستني إىل العقيدة السياسية‬
‫ملؤسسيي هاتني املدرستني فاألول يؤيد النظام اإلمرباطوري اجلديد واحلفاظ عل التقاليد‬
‫وحرفية النصوص ‪ ,‬أما الثاني فكان مؤيدا للنظام اجلمهوري القديم وهو من دعاة التزديد من‬
‫‪1‬‬
‫الناحية القانونية‪.‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫أنظمة القانون الروماني‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫تعد دراسة األنظمة الرومانية مرجعاً البد منه ملعرفة املصادر القانونية ‪-‬ليس للقانون‬
‫الروماني بصفة عامة‪ -‬بل لكل قانون عل حدة حيث جند أن األنظمة اليت سادت اجملتمع الروماني‬
‫جتدها تارة متطورة يف قانون ومتخلفة يف اآلخر إىل أن تطورت مبراحل زمنية خمتلفة مثل‬
‫مرحلة القانون القديم ومرحلة العصر العلمي ومرحلة جتميع القانون الروماني ‪ ,‬وعليه فإننا‬
‫سو نتناول فيه املباحث التالية ‪:‬‬
‫املبحث األول‬
‫قانون األلواح االثن عشر‬
‫إذا كان العر يف العصر امللكي قد ال يعترب املصدر األول للقانون الرومـاني إال أنـه مل يعـد يثـق‬
‫بأحكامه وذلك لعدم تدوينه وملا أحـاط بتطبيقـه دعـاإىل املطالبـة بتـدوين القواعـد العرفيـة يف قـانون‬
‫مكتوب ومن ثم توصـلوا إىل إصـدار قـانون األلـواح اإلثنـ عشـر والـذي عـد أول قـانون إال أنـه كـان‬
‫هنــاك كــثري مــن الشــك والغمــوض يف قواعــده العرفيــة ‪ ,‬حيــث أظهــر القــانون التقســيم االجتمــاعي‬
‫فرجال الدين هلم طبقه وكذلك طبقة ‪ ...‬و اإلشرا طبقة مستقلة عن طبقة العامة ‪,2.‬‬
‫اعترب قانون االثن عشر كأول قانون دون العادات واألعـرا الرومانيـة شـأنه شـأن القـوانني‬
‫املدونة القدمية إىل أن داسته أقدام الغزاة فلم يتبـق مـن أصـوله شـيئ يف حينـه وذلـك بسـبب احلريـق‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬ص ‪191 :‬‬ ‫د‪ .‬عباس ألعودي ‪:‬‬

‫‪150‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫الذي حدث سنة ‪ 340‬ق م عل يد قبائل ألغال وهـذا احلريـق الـتهم كـل شـيئ مـن ذلـك القـانون ‪ ,‬إال‬
‫أن نصوص القانون أعيـدت مـن جديـد ومت صـياغتها بصـيغة أكثـر عصـرية عمـا كانـت عليـه دون‬
‫املســـاس بأحكامـــه املوضـــوعية ومبادئـــه اجلوهريـــة وخـــالل العصـــر العلمـــي مت اخـــذ آراء املـــؤرخني‬
‫واخلطبــاء الرومــان الــذين كــان لــديهم نصــيب ملحــوظ يف دنيــا القــانون وعل ـ رأســهم الفيلســو‬
‫شيشــرون وقــد مجعــت نصــوص هــذا القــانون املتنــاثرة حتلــيالت فــذة مــن جانــب الفقهــاء الرومــان‬
‫احملدثني‪.‬‬
‫يف جمال إبراز فكرة الربط ما بني القوانني املدونة القدمية حيث إن واضعي قانون األلواح‬
‫اإلثن عشر ذهبوا إىل أثينا وأطلقوا قانون صولون وضمنوا قانونه كثريا من أحكامه وقد ذكرنا‬
‫من قبل أن صولون استلهم كثريا من أحكام قانونه من قانون بوكخريس وأن هذا القانون استمد‬
‫بعض قواعد من قانون محو رابي‪ ,‬هذا من جهة ومن جهة أخرى رأي يقول بأن الرومان مسعوا عن‬
‫القانون املصري وخاصة قانون بوكخريس حيث أشادوا به كثريا من قبل الفيلسو هريودوت‬
‫اإلغريقي الذي نشر ذلك يف احتفاالت االوملبية فقاموا بالتعر عل القانون ومن ثم اقتبسوا‬
‫‪1‬‬
‫كثريا من نصوصه وقواعده إال أنهم عدوه أول قانون مدون لديهم هو قانون األلواح االثن عشر‪.‬‬
‫و سو نتناول يف هذا املبحث املطالب التالية ‪:‬‬

‫املطلب األول‬
‫األحكام اخلاصة يف قانون األلواحاإلثن عشر‬
‫يعترب قانون األلواح االثن عشر أساس القـانون اخلـاص والعـام عنـد الرومـان وقـد اسـتمر كـذلك‬
‫حت وضع جمموعة جسـتنيان القانونيـة حيـث اختـذ أساسـا لتلـك اجملموعـة ‪.‬ويف هـذه األثنـاء كـان‬
‫للعــر أيضــا دور ظهــر يف أحكــام القــانون االثن ـ عشــر وبصــفة أساســية يف القــانون اخلــاص ‪,‬وإذا‬
‫اســتثنينا بعــض النصــوص املتعلقــة بالقــانون العــام واألحكــام الدينيــة ( اجلــرائم العامــة واملراســيم‬
‫الواجبة اخلاصة باجلنائز)‪.‬ركز القانون عل املرافعات والنظام والقضايا والدعوى املدنية أمـا بشـأن‬
‫نظام األسرة هناك نصوص قليلة وكذلك اهتم القـانون بـاحلقوق والذمـة املاليـة وكيفيـة انتقاهلـا‬
‫مــن املتــوف إلىــاآلخرين عــن طريــق الوصــية واملــرياث واألمــوال الــيت تنتقــل عــن طريــق اخلالفــة ‪,‬‬
‫وكذلك ركز القانون عل تنظيم امللكية الزراعية ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‬
‫نظام الدعاوي لقانون االثن عشر‬
‫يقوم نظام الدعاوي عل الرمسية إذا كان يتعني عل اخلصوم التفـوه بـبعض العبـارات الرمسيـة‬
‫وتأديــة أشــارات شــكلية حبيــث إنــه إذا اخطــأ احــدهم يف أدائهــا ترتتــب عل ـ ذلــك ضــياع حقوقــه الــيت‬
‫يطالــب بهــا و بتــالي كــان النــاس يلزئــون إىل أولئــك قبــل القضــاء ملعرفــة مــاذا يرتتــب عل ـ نوعيــة‬
‫الــدعوى املطالــب بهــا ‪ ,‬ويف هــذا يقــوم القاضــي بســماع االدعــاءات الرمسيــة الــيت يقررهــا الطرفــان مــع‬
‫مراقبة اإلشارات اليت حصل عليها من قبل رجال الدين مسبقا ومن ثم القاضي يفصل يف النزاع بـني‬
‫الطرفني ومن ثم تنتهي للحكم للقاضي النهائي للبث فيها والنطق الرمسي وبذلك ظهر نوعان مـن‬
‫الدعاوي يف قانون األلواح االثن عشر وهي عل النحو األتي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الدعوى التقريرية‪:‬‬

‫‪1‬د‪ .‬محمود السقا‪ :‬فلسفة وتاريخ النظم االجتماعية‪1992 ,‬م‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬جامعة القاهرة ص‪111 :‬‬
‫‪151‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫هي دعوى القسم أو الرهان أو دعوى طلب تعني قاضي أو حاكم ثم أضيف إليها فيمـا بعـد دعـوى‬
‫اإلعالن وسو نشرح ذلك بالتفصيل عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫أ‪ :‬دعوى القسم أو الرهان‪:‬‬
‫هــي دعــوى عامــة مبعنــ أنهـــا تعتــرب الوســيلة العامــة للــدفاع عـــن احلــق وإجبــار اخلصــم علــ‬
‫االعرتا به يف كل حالة ال يوجد فيهـا نـص قـانوني يوجـب إتبـاع طريقـة أخـرى ‪ ,‬ومسيـت بـدعوى‬
‫القسم الن كل من الطرفني يلزم إن يقسم عل صحة ادعائه ثم يقـدم برهـان كـل منهمـا علـ إن‬
‫يقدم كل منهما مبلغ من املال ويتحول إىل اخلزانة العامة كإيداع عند احلكم متـنح عنـد مطالبـة‬
‫باحلق الشخصي أو العيين ويرتتب عل هذه الدعوى الدعاوي التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعوى الرهان العينية ‪:‬‬
‫يستلزم النزاع إحضار شيئٍ أمام احلاكم القاضي إذا حضر الطرفان ومعهما الشي املتنازع عليه‬
‫والشهود ثم يقف كل منهما أمام األخر ويتلفظ بألفاظ رمسية ويقوموا حبركات وإشارات‬
‫خاصة فإذا أخطأ احدهم يف لفظ منها سقطت دعواه حت ولو كان احلق يف جانبه ومن ثم يتحول‬
‫القاضي إىل اليمني لكل من املدعي باحلق حيث يقول كل منهما لألخر مبا انك ادعيت بغري حق‬
‫فأتي دعواك إىل تقديم النذر وهو عبارة عن مبلغ أصبح يدفع للخزانة العامة مبثابة حكم ضده ‪,‬‬
‫ثم يعهد بأشياء مؤقتا للطر الذي كسب احلكم مع تقديم كفيل فإذا انتهت املراسيم السابقة‬
‫اتفق الطرفني عل القاضي الذي ينظر إىل النزاع ويقوم احلاكم بإقرار ذلك رمسيا وبعد تعني‬
‫القاضي يشهد احلاضرون عل خالصة اجللسة اليت مت فيها تثبيت وهو ما يسم باإلشهاد أمام‬
‫احلاكم حيث يعترب اآلمر عادي بدون إي شكليات أو رمسية حبيث يسمع القاضي وعليه يتأكد‬
‫من خالل االستزواب وحيكم بالقضية وحيسم أألمر ‪.‬‬
‫‪ -2‬دعوى الرهان الشخصية‪:‬‬
‫هذه الدعوى ختتص باملطالبة باحلقوق الشخصية الغري ثابتة مقابل اجلرمية اليت وقعت أثناء‬
‫السرقة أو قطع األشزار ‪ ,‬وهنا يطلب من املدعي اإلثبات فقط أمام القاضي فإذا مل ينزح خسر‬
‫الرهان ودعواه أم إذا جنح يف‬
‫اإلثبات فأن املدعي عليه ملزم بأن خيسر الرهان ويصبح ملتزما بتنفيذ احلكم الذي حكم به القاضي‬
‫وإذا مل يقيم بالتنفيذ يف حينه فان اآلمر سيكون منتهيا متاما ومنفذا خالل ثالثني يوم من بدأ‬
‫احلكم ‪.‬‬
‫مسيت بدعوى القسم او الرهان الن الطرفني يقسمان عل صحة دعواهم بيمني ثم استعيض عنها‬
‫برهان كان يدفعه من خسر دعواه اىل اخلزينه العامة ‪.‬‬

‫ب‪ :‬دعوى طلب تعيني قاضي أو حكم‪:‬‬


‫ختتلف هذه الدعوى عن دعوى الرهان أو القسم يف أنها دعوى خاصة عل بعض احلاالت اليت حددها‬
‫القانون كما إنها ابسط واقل كلفة إذ ليس هناك رهان وال أموال تضيع لصاحل اخلزانة إذا خسر‬
‫الشخص دعواه وتتمثل هذه الدعوى يف الطلب شفويا إىل احلاكم لتعني قاضي أو حكم وذلك بعد‬
‫أن يكون الطر األول قد أعلن ما يدعي عليه و يدخل يف هذا النوع من الدعاوي نوعان وهي عل‬
‫النحو التالي‬
‫اخلصومات عل أساس احلق‪:‬‬
‫يتعلق هذا األمر بوجود أو عدم وجود ‪ ,‬احلق يف هذه احلالة يستلزم األمر بتعني قاضي‬
‫للفصل يف أصل احلق عل أن تتم اإلجراءات اجلوهرية بأن يطلب إىل احلاكم شفهيا تعيني‬
‫‪152‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫قاضي ثم يقوم احلاكم بنفسه باختيار القاضي وتعينه وبهذا يعترب القاضي مفوضا من قبل‬
‫احلاكم ومن احلاالت اليت تستعزل فيها هذه الدعوى حالة الديون الناشئة من االشرتاط الشفهي‪.‬‬
‫حدود احلق‪:‬‬
‫هي تلك احلقوق اليت يستعمل فيها احلق مثل احلدود بني اجلريان واألراضي والبيوع واألقارب عند‬
‫النزاع يف مسائل املرياث والرتكات واألموال الشائعة وبتالي ال يظهر هناك نزاع بسبب ال يوجد فيما‬
‫يتعلق باحلدود وأيضا يوجد نصوص قانونية تعاجل مثل هذه القضايا ‪.‬‬
‫ج‪ :‬دعوى اإلعالن‪:‬‬
‫متتاز هذه الدعوى بأنها أكثر دقة وحداثة من الطرق املستعملة سابقا ملا هلا من البساطة‬
‫وعدم التعقيد وإنها ال رهان فيها وتتم إجراءاتها بادعاء املدعي مثل وجود دين عل املدعي عليه فإذا‬
‫أنكر املدعي عليه يلزم املدعي باحلق إن ينذره باحلضور إىل جملس احلاكم القضائي و بعد‬
‫ثالثني يوما يتم تعني قاضي للفصل يف النزاع ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الدعوى التنفيذية ‪:‬‬
‫مت كان املدين معرتفا باحلق أو كان احلق ثابتا ثبوتا رمسيا ‪ ,‬أمكن االلتزاء إىل‬
‫الدعاوي التنفيذية وطبقا لإلجراءات اليت نظمها قانون األلواح االثن عشر يتم التنفيذ عل املدين‬
‫‪ ,‬ويف بعض األحيان يتم التنفيذ باستيالء الدائن عل مال املدين كرهينة‪ ,‬وهذا هي الطرق اليت‬
‫يلزا فيها الشخص إذ ما نوزع يف حقه إىل اخذ من خصمه دون تدخل من السلطة العامة ‪ ,‬فهي‬
‫دعاوي حتمل معن االنتقام الفردي وتتميزان عل النحو األتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬خصائص الدعوى التنفيذية و هلا خاصيتان وهما عل النحو األتي ‪:‬‬

‫احلالة األوىل‪:‬‬
‫بعد الوصول إىل موضوع الدعوي يأتي تقيم اإلجراءات األخرى خارج جملس احلاكم وال‬
‫مربر يف ظل هذا العدد للتفرقة بني دعوى اخذ رهينة و دعاوي إلقاء اليد ‪ ,‬وبتالي تنتهي إىل صدور‬
‫احلكم ‪.‬‬
‫احلالة الثانية‪:‬‬
‫حيق للدائن أن يقوم باجرا معني يف املنازعة واالكراة و بهذه الطريقة حيصل املدين عل‬
‫احلكم و يربئه ويقضي عل عدم مديونيته ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أنواع الدعاوي التنفيذية ‪:‬‬
‫تكمن أنواع الدعاوي التنفيذية عل النحو ا ألتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعوى إلقاء اليد ‪:‬‬
‫هي دعوى إلقاء اليد ووضع اليد عل الشخص بدعوى تنفيذية وقد قررها قانون األلواح اإلثن‬
‫عشر يف حالتني هما ‪:‬‬
‫إذا كان هناك حكم سابق بالدين ومل يقم املدين احملكوم عليه بالتنفيذ ما عليه من ديون للدائن‪.‬‬
‫يقر أو يعرتض أمام احلاكم بادعاء خصمه‪ ,.‬كما أنا لدائن يقبض عل املدين وحيبسه يف بيته‬
‫ملدة ستني يوما ويأخذه كل ثالث أيام مكبل يف األغالل إىل األسواق العامة ويعلن أمام الناس أن‬
‫هذا الرجل عليه ديون لي وحمكوم عليه بالتنفيذ واهلد من ذلك لعل هناك من ينقذه من ديونه‬
‫من أهله وأقربائه وعند اكتمال الفرتة (الستني يوما) ومل يظهر أحد ينقذه يتحول احملكوم ضده‬
‫عبدا و مملوكا للدائن يفعل به ما يشاء‪ ,‬كما حيق ألي شخص آخر االعرتاض بهذا التصر‬

‫‪153‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫وخاصة إذا رأى الدائن يعذبه بدنيا ( اإلكراه املدني ) وهذا الشخص يسم باحملرر إي من‬
‫حتريره من سيده فيتحول الدين عليه وترسي نفس اإلجراءات عليه عند حترر اآلخر ‪.‬‬
‫‪ -2‬دعوى أخذ رهينة‪:‬‬
‫هذه وسيلة ثانية من وسائل التنفيذ ويقصد من وراء ذلك محل املدين عل القيام مبا التزم‬
‫به وذلك عن طريق أخذ الدائن ماال أو بعضا من األموال اململوكة للمدين وحززها عنده‬
‫كرهينة حت يقوم املدين بالوفاء بالدين ومل يكن للدائن الذي يضع يده عل املال إن يبيعه‬
‫أو أن يتملكه وإمنا كان له فقط االحتفاظ به حت يقوم املدين بالوفاء ‪ ,‬فإذا مل يتم الوفاء‬
‫خالل مدة معينة كان للدائن أن يقوم بالشيء وقد كان للدائن أن يقوم بنفسه دون حاجة‬
‫إىل إمتامه أمام احلاكم القضائي بل ودون حاجة إىل أن يكون قد صدر حكم بالدين وان‬
‫كان عل الدائن أن يتلفظ بعبارات رمسية جلعل فعله مشروعا كما يف حالة إلقاء اليد‬
‫عل املدين عل حنو ما سلف ‪ ,‬إال أنه كان من احملتمل أن يؤدي هذا إىل اختاذ إجراءات‬
‫‪1‬‬
‫الحقة يف صحة اإلجراء‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫جمموعة جستنيان القانونية‬
‫إن أعظم أثر قانوني يذكر يف تاريخ اإلمرباطورية هي جمموعة جستنيان قانونية واليت‬
‫مشلت القوانني الرومانية بشرطيها وهي الدساتري واألحكام اإلمرباطورية من جهة والقانون‬
‫القديم من جهة ثانية أي منذ أن مت تطور احلقوق يف العصر الثاني ومطلع العصر الثالث حيث‬
‫كان هلذه اجملموعة من األهمية و األثر الكبري حيث أراد اإلمرباطور جستنيان بهذه اجملموعة اليت‬
‫حتمل امسه إىل حتقيق أمرين هي يف غاية األهمية وهي عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫متكني و تيسري اإلطالع عل قواعد القـانون الرومـاني دومنـا جهـد أو تعـب ودون حاجـة إىل البحـث‬
‫يف الكتب القدمية ‪.‬‬
‫حفظ هذا القانون باعتباره تراثا عامليا ينطق بعظمة وعبقرية أولئك الذين اشتغلوا بعلـم القـانون‬
‫ووضع أصوله اليت ال زالت موجودة‪.‬‬
‫بــدأ العمــل يف وضــع اجملموعــة الرومانيــة عــام ( ‪ 521‬ق م ) وانته ـ عــام ( ‪ 534‬ق م ) ويعــود الفضــل‬
‫األكربإىل الوزير ( تريبفيان )‬
‫شكل اإلمرباطور جستنيان عام ‪ 524‬ق م اجملموعة األوىل ‪,‬ثم بدأ الوزير تريبفيان بتزميـع القـانون‬
‫مـــن كتابـــات شــارح العصـــر العلمـــي خـــالل فـــرتة ثـــالث ســـنوات ‪ ,‬ويف عـــام ‪533‬ق م بـــدئ بتشـــكيل‬
‫املوسوعة ومسيت ب ‪. digesta‬‬
‫نشر جستنيان قبل املوسوعة موجز الكتاب ‪ ,‬النظم الفقهية غايوس ليسهل عل الطـالب واالطـالع‬
‫عليها وليحل حمل كتاب النظم القدميـة ويـدعي هـذا الكتـاب املـوجز املـنظم‪ 2,‬و تكمـن جمموعـات‬
‫جستنيان القانونية يف املضامني االتية ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬جمموعة دساتري اإلمرباطورية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫د‪ .‬توفيق حسن فرج ‪ ,‬مرجع مكرر‪ -‬ص‪ 802:‬وما بعده‬
‫‪2‬‬

‫‪154‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫تتضمن هذه اجملموعة دساتري يرجع أقدمهاإىل القرن الثاني امليالدي عل أن أكثر‬
‫الدساتري اليت وردت يف هذه اجملموعة ترجع إىل اإلمرباطور ديو كليسيان ومن تاله من األباطرة‬
‫حت اإلمرباطور جستنيان نفسه ‪ ,‬وتظم هذه اجملموعة إثن عشر كتابا وقد رتبت الدساتري فيها‬
‫زمنيا مع ذكر اسم اإلمرباطور الذي أصدره ومن وجه إليه وتاريخ صدور الدستور ومكان صدوره‬
‫‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬املوسوعة‪:‬‬
‫اعتربت املوسوعة هي العمل التشريعي الثاني الذي أمر بوضعه اإلمرباطور جستنيان وهي‬
‫أهم كتاب قانوني للنظم القدمية وقد دون فيها الفقه يف العصر العلمي وتتكون جمموعة‬
‫املوسوعة من مخسني كتابا وينقسم كل كتاب عل أبواب وفقرات وكل ما يلزم الكتاب ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬النظم ‪:‬‬


‫يف اثناء قيام جلنة املوسوعة بعملها قرر اإلمرباطور جستنيان وضع كتاب لتدريس‬
‫احلقوق عل أن يكون يف نفس الوقت يعترب قوة القانون الذي ينظر إليه وحيل حمل كتاب‬
‫‪1‬‬
‫جايوس الذي يدرس للطالب‬
‫إن هذه اجملموعة اليت وضعها جستنيان تسم يف العصر احلديث القانون املدني ‪Droit civil‬‬
‫و هي آخر األعمال العلمية يف العصر الروماني ‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪155‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫املبحث الثالث‬
‫بعض أنظمة القانون الروماني‬
‫متهيد ‪:‬‬
‫حدد القانون الروماني املوت املدني بإن األصل يف شخصية اإلنسان تبدأ وتنتهي بالوفاة ‪ ,‬غري أن‬
‫بعضا من احلاالت اليت قد ترتادى يف حياة الشخص الذي حيرم من بعض احلقوق دون أن يفقد‬
‫أهليته أو شخصيته القانونية ‪ .‬و هناك حاالت تتغري فيها أهلية الشخص و تظل الشخصية قائمة‬
‫رغم حرمانه من بعض احلقوق العادية ومن هذه احلاالت ‪:‬‬
‫احلالة األوىل ‪ :‬عدم اجلدارة بالشهادة و سببها نكول الشخص عن الشهادة أو قذ الغري بالكتابة‬
‫‪.‬‬
‫احلالة الثانية ‪ :‬احلكم جبرمية خملة بالشر ‪.‬‬
‫احلالة الثالثة ‪ :‬ضياع السمعة كاالحرتا ملهنة خملة بالشر و منها السرقة و الغش ‪ , .‬و يف‬
‫املوت املدني تتمثل يف فقدان احلرية أو الوطنية أي يصري من األجانب أو يفقد صفته كرب أسرة‬
‫وهي حاالت تقابل املوت املدني ‪1‬و بتالي متيز القانون الروماني خبصائص قانونية معينة ارتبطت‬
‫بالقانون السياسي واليت عكست نفسها عل بقية األنظمة األخرى وسو نتناول فيه املطالب‬
‫التالية ‪:‬‬
‫املطلب األول‬
‫نظام األسرة‬
‫يظهر أن نظام األسرة يف اجملتمع الروماني كان بارزا من بني القوانني األخرى وسو نتعر‬
‫عل ذلك من خالل الفروع اآلتية ‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫نظام الزواج‪:‬‬
‫للزواج الروماني شروط معينة جنملها يف اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرضا‪:‬‬
‫يلزم رضا الوالدي العروسني لصحة زواجهما وإذا كان العروس مستقالً أي بدون أب‪ ,‬يعترب ولي‬
‫نفسه أما املرأة فال جيوز هلا ذلك وإن كانت مستقلة وإذا مات والدها قبل أن تتزوج فهناك األقرب‬
‫إليها كالوصي‪ ,‬ثم تطور األمر إىل أن أصبح رضا اخلاطب واملخطوبة كافيني لصحة الزواج‪.‬‬
‫‪ -2‬بلوغ سن الزواج‪:‬‬
‫مل حيدد القانون الروماني يف بادئ األمر سنا للزواج وكان ينظر لألمر من الناحية الشكلية‬
‫للزسد ثم تطور األمر إىل أن مت حتديد سن بلوغ ‪,‬الفتاة باثن عشر عاما والشاب بأربعة عشر‬
‫عاما وهذا كان يف فرتة اإلمرباطور جستنيان‪.‬‬
‫‪ -3‬أهلية الزواج ‪:‬‬
‫أوجب القانون ضرورة األهلية إلبرام الزواج وأن ال يكون هناك مانع‪ ,‬والقصد هنا أن يكون‬
‫مماثال م ن حيث املستوى الطبقي فالرقيق واحملكوم عليهم ال ميلكون احلق يف الزواج إال مبوافقة‬
‫‪1‬‬

‫‪156‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫السيد وللرقيق من رقيقة‪ .‬وكذلك هناك مانع يأتي من القرابة واملصاهرة حيث حيرم الزواج بني‬
‫األصول والفروع إىل ما ال نهاية وحيرم الزواج بني أقارب الزوج والزوجة ومثال عل ذلك ال جيوز‬
‫أن يتزوج بأم زوجته وال هي تتزوج بوالد زوجها أو بابنه وإذا طلقها فال جيوز أن يتزوج بأخوات‬
‫الزوجة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫موانع الزواج‪:‬‬
‫ميكن لنا أن جنمل املوانع لألسباب التالية ‪:‬‬
‫منع الزواج بسبب الظرو االجتماعية‪:‬‬
‫كان الزواج يتم وفق املستوى الطبقي ثم منع هذا التقليد فأصبح من املمكن أن يتم‬
‫الزواج بني اإلشرا و العامة ثم صار مباحا واقتصر املنع عل طبقة جملس الشيوخ و‬
‫كذلك منع الزواج بني الرقيق و سيدته‪.‬‬
‫مانع الزواج السابق‪:‬‬
‫أشار القانون الروماني بعدم السماح من تطبيق الزواج ( تعدد الزوجات ) ومع ذلك فان يف عهد‬
‫اإلمرباطورية السفل اكتشف أن هناك زواج ثاني ولكن يشرتط فيه إبطال الزواج األول‪.‬‬
‫الزواج يف فرتة العدة‪:‬‬
‫أوجب القانون املرأة اليت مات زوجها بإكمال فرتة العدة وهي عشرة أشهر ثم جعلت سنة يف عهد‬
‫األباطرة املسيحيني حيث كانت الفكرة السابقة دينية واألخرى تهد ملنع االختالط بني‬
‫األنساب وارتبط األمر باحلامل حت تضع واملطلقة طبق عليها هذا املبدأ‪.‬‬
‫بطالن الزواج ‪:‬‬
‫إذا ثبت أن املرأة قد أجنبت من الشخص قبل زواجها منه بطل الزواج ويعترب األوالد غري شرعيني‬
‫‪1‬‬
‫ويتم معاقبة أبو أم األوالد الغري شرعيني بعقوبات جنائية ‪.‬‬
‫حدد القانون األحكام عن سلطة رب األسرة وعن انتقال أموال األسرة باملرياث أو الوصية‬
‫وفقا للنظام األبوي الذي كان سائد يف حياة األسرة الرومانية حيث كان رئيس األسرة هو‬
‫املالك الوحيد ألمواهلا وخيضع لسلطته زوجته وولده ورفيقه يف مستوى قانوني واحد‪ .‬وكانت‬
‫القرابة قائمة عل أساس التفرع من الذكور ‪ ,‬فهي قرابة العصبة‪.‬‬
‫نظم قانون األلواح اإلثن عشر أحكام الوصايا عل القصر والنساء بعد وفاة رب األسرة ‪,‬كما‬
‫نظم أيضا أحكام القوامة والسفهاء إال أن هذا التنظيم كان مقررا ملصلحة الوصي أو األسرة أكثر‬
‫منه ملصلحة املشمول بالوصاية أو القوامة ‪ ,‬وقد شرحنا بعض املسائل يف نظام األسرة يف مطلب‬
‫نظام السلطة األبوية إال أننا تركنا بعض من تلك املسائل املتعلقة بالزواج الروماني و أنواعه وهي‬
‫نوعني زواج مع السيادة وتنتقل الزوجة حتت سلطة الزوج صاحب السلطة ‪ ,‬وزواج بدون سيادة‬
‫تنتقل الزوجة إىل بيت زوجها ولكنها تظل حتت سيادة والدها و مستقلة حبقوقها‪ ,‬لذا فإن مفهوم‬
‫الزواج الروماني هو‪ :‬ارتباط بني الرجل واملرأة مبقتضاه يعيش الزوجان معا‪ .‬وسو نتناول ذلك‬
‫بإيضاح أكثرمن خالل اآلتي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬الزواج بالسيادة ‪:‬ميكنا أن نشرح هذا النوع من الزواج عل النحو اآلتي ‪:‬‬

‫‪157‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -1‬أنواع الزواج بالسيادة ‪ :‬و يكمن ذلك عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫املعاشرة الزوجية ‪ :‬هي وضع اليد عل الزوجة ملدة سنة كاملة وبهذا تصبح الزوجة حتت سيطرة‬
‫زوجها مامل فإن الزوجة تكون مبقام إحدى بناتها وذلك إذا خرجت من البيت ملدة ثالثة أيام يف بيت‬
‫والدها تظل حتت سلطة أسرتها‪.‬‬
‫الزواج الديين‪ :‬يتم يف املعبد عل أن يقربا قربانا لإلله وعشرة شهودويقومان برتتيل بعض األناشيد‬
‫وهذا يتم دائما مع طبقة اإلشرا ‪.‬‬
‫الزواج بالشراء ‪:‬وهذا يتم عن طريق شراء الرجل املرأة من والدها ومبوافقتها وتتم فيه عبارات‬
‫معينة تهد إىل حتقيق الغرض‪.‬‬
‫‪ -2‬آثار زواج السيادة‪ :‬حدد القانون الروماني املركز القانوني من حقوق املرأة وفقا للخيار الذي مت‬
‫اختياره وهو إذا كانت قد اختارت أن تكون حتت سلطة زوجها فتكون حقوقها مثل ابن من أبنائه‬
‫وإذا ظلت حتت سلطة أسرتها فترتتب حقوقها من قبل رب أسرتها فقط‪.‬‬
‫‪ -3‬احنالل الزواج بالسيادة ‪ :‬ينحل الزواج بالسيادة باألسباب اآلتية ‪:‬‬
‫مبوت الزوج واملوت املدني ألحد الزوجني ‪.‬‬
‫ينحل باإلرادة وهذا كان نادرا إال أنه يتم يف حالة إذا ارتكبت الزوجة خطأ جسيمًا يرتتب عل‬
‫ذلك أخذ السيادة منها وكذلك من األسرة وتطرد‪.‬‬
‫الطالق بيد الزوج‬
‫‪-4‬اختفاء الزواج مع السيادة ‪ :‬وهنا يتعلق األمر بظهور الكراهية بعد الزواج بالسيادة فان األمر‬
‫ينتهي بعد التأكد من صحة األسباب اليت نتزت عن ذلك‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الزواج بدون سيادة ‪ :‬األمر يتعلق بزواج املرأة يف ظل احتفاظها بسيادة أسرتها عليها ال أن‬
‫تكون حتت سلطة الزوج ومن هنا نتعر عل ما يتعلق يف هذا النوع من الزواج بدون سيادة عل‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬انعقاد الزواج بدون سيادة ‪ :‬أوجب القانون االتفاق بني الرجل واملرأة عل احلياة املشرتكة‬
‫وأن الرتاضي بني الطرفني كان يكفي النعقاد الزواج إال أن هذا النوع من الزواج خيلو من‬
‫الرمسيات اليت تظهر عل النوع اآلخر وخاصة أمور الفرح والزفة اليت ال يتحصل عليها‬
‫النوع الثاني و إي شروط للزوجة من مقتنيات ويكتفي األمرأن تأخذ بصورة عادية إىل‬
‫بيت الرجل الذي اختارها بعد موافقة رب أسرتها وبعضا من الشهود‪.‬‬
‫‪ -2‬آثار الزواج بدون سيادة ‪ :‬من اآلثار اليت تظهر عل الزواج بدون سيادة اآلتي‪:‬‬
‫ال تكون للزوج أي سلطة عل الزوجة ولكن حيق له محايتها مقابل احرتامها له‬
‫حيق للزوج قتلها إذا زنت أو تعاقب بالقانون‪ ...‬باملؤبد وهذا ظهر يف عهد جستنيان‬
‫ال حقوق هلا من تركة زوجها‪ ,‬إىل أن تطور القانون ووضع هلا حقوق من قبل األوالد‪.‬‬

‫‪ -3‬احنالل الزواج‬
‫‪158‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬

‫ينحل الزواج بالوفاة لكل منهما أو فقدان احلرية ‪.‬‬


‫ينحل بالطالق و ذلك عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ينحل بالطالق باإلتفاق بني الطرفني‬
‫‪ -2‬طالق مباح وهو الطالق الذي يقع حتت إرادة الطرفني ألسباب مشروعه ومنها إذا‬
‫ظهر مرض لكل منهما أو عقم أو عزز أو ما شابه ذلك ‪.‬‬
‫‪ -4‬الطالق بسبب مشروع ‪ :‬أخذ القانون الروماني باألسباب املشروعة للطالق وركز عليها‬
‫مثل زنا الزوجة أو اعتدائها عل حياة الزوج أو هزرها بيت زوجها أو ذهبت للتنزه مع‬
‫رجل آخر واألمر ينعكس أيضا عل الرجل إذا زنا أو اعتدى عليها‪.‬‬
‫‪ -5‬الطالق بدون سبب شرعي‪ :‬وهو يعود لرغبة الطرفني باالنفصال ولكنه يتعرض لعقوبات‬
‫مالية وبدنية ‪.‬‬
‫‪ -6‬أثأر احنالل الزواج ‪:‬ال حيق للزوجة املطلقة أو املتويف عنها زوجها الزواج إال بعد مضي‬
‫‪1‬‬
‫عشرة أشهر اخلاصة وبعد سنه حيق هلا أن تتزوج‬
‫املطلب الثاني‬
‫نظام املرياث يف القانون الروماني‬
‫تشــكل اإلرادة اللبنــة األوىل يف نظــام املــرياث يف القــانون الرومــاني فــرب األســرة هــو الوحيــد الــذي‬
‫ميتلك احلق يف تعـني مـن خيلفـه مـن بعـده يف تـولي رئاسـة العائلـة و للقيـام مبـا عليـه مـن احلقـوق‬
‫القوميــة و احلربيــة ‪ ,‬و ال يشــرتط يف مــن خيتــاره رب األســر لتــولي منصــب اخلالفــة أن يكــون م ـن‬
‫األبنــاء أو األقــارب فقــد خيتــار شخصــا أجنبيــا بشــرط موافقــة القبيلــة ألن رب األســرة كــان ميلــك‬
‫األموال بوصفه وكيال للقبيلة ووليا لألسرة و قبول من خيتاره لتولي اخلالفة من بعده ‪.‬‬
‫عر القانون الرومـاني الـوارث ‪ ,‬بأنـه الشـخص الـذي حيصـل علـ مـرياث حلظـة الوفـاة أو املـوت‬
‫املدني ومن قبل املوروث له وأن يكون متمتعـا بالشخصـية القانونيـة الرومانيـة وأن ال يكـون جنينـا مل‬
‫ير والده أوأمه‪ .‬وهناك بعض املسائل اليت تتعلق يف املرياث وهي عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫مفهوم الرتكة‪ :‬هو كل ما يرتكه املتوف من أموال وحقوق والتزامات فالرتكة تعترب‬
‫امتداد لشخصية املورث‪.‬‬
‫مفهوم الوالء‪ :‬وهي قرابة حكمية نشأت بني املعتق واملعتق له بسبب العتق واالعرتا‬
‫‪2‬‬
‫بالقرابة له و ذريته والعتبار الوالء املورث وخضوعه لسلطان رب األسرة‪.‬‬
‫حرمان اإلرث ‪:‬يقوم املرياث يف القانون الروماني عل األسس التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬اعتمد القانون الروماني يف تقسيم اإلرث وفقا ملا يتطلبه العر حيث ال تصر إلفراد‬
‫األسرة يف ظل حياة رب األسرة موجود وميتلك الشخصية واحلرية واجلنسية الرومانية‪.‬‬
‫‪ -2‬استبقاء الثروة بيد العائلة الرومانية وحفظها من التفتيت لذا فهم يورثون أبناء الظهور‬
‫دون أبناء البطون ‪ ,‬وفيما يلي يتعلق مبرياث البنت من أبيها و يعترب إال عبارة عن حق االنتفاع‬

‫‪159‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫فقط يف الرتكة اليت آالت إليها من بعد أبيها ثم تعود بعد موتها عل عصبتها الذكور وهم أصل‬
‫‪1‬‬
‫و فروع أبيها وال حيق ألبنائها أن يورثوا من تركتها ‪.‬‬
‫‪ -3‬منح القانون رب األسرة بان يكون اخلليفة وهذا يتم عن طريق عقد البيع و بواسطة هذه‬
‫الطريقة تنتقل السلطة من رب البيت إىل الشخص الذي يرغب فيه خليفته يف املال واألبناء‬
‫والزوجة وكل ما خيضع لسلطته األبوية فإذا ما أجنز العقد‬
‫‪ -4‬املشرتي – اخلليفة ومن هذا الوقت يصبح هو املالك هلذه األسرة و أمواهلا فله احلق يف‬
‫التصر قبل ما نقل إليه بعقد البيع يف ظل وجود رب األسرة إال أن أرباب األسر وجدوا أن يف هذه‬
‫‪2‬‬
‫الطريقة حرجا و مشقة هلم وألسرهم فعدلوا عن هذه الطريقة ‪.‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫نظام امللكية‬
‫وردت بعض اإلحكام املتعلقة بامللكية ومصادر االلتزام وعالقات اجلوار يف اللوحني السادس‬
‫والسابع وقد كانت امللكية جائزة عل األموال املنقولة واألموال الثابتة وكانت األموال مقسمة إىل‬
‫أموال نفيسة و أموال غري نفيسة و األموال النفيسة هي األموال اليت ختص األراضي الزراعية‬
‫واألموال الالزمة للزراعة كاألرقاء وحيوانات اجلر واحلمل وما عدا ذلك فهي أموال غري نفيسة‬
‫حبيث تنتقل األموال النفيسة عن طريق اإلشهادأو الدعوي الصورية ويقوم االنتقال بإجراءات‬
‫شكلية و رمسية حبضور الطرفني املتصر واملتصر إليه ‪ ,‬والشئ املراد التصر فيه إذا كان‬
‫منقوال أو ما يرمز إليه إذا كان عقارا لذلك كان يتوجب حضور مخسة من الشهود الرومان‬
‫البالغني وحامل امليزان ويزن النحاس ‪.‬أما الدعوى الصورية فهي من الطرق الرمسية لنقل امللكية‬
‫الرومانية حبضور الطرفني أمام احلاكم القضائي كان يدعي املتصر إليه ( املشرتي ) مبلكية‬
‫املال املراد نقل ملكيته فيسلم املتصر ( البائع ) بطلب املتصر إليه ويصادق الربي تور عل هذا‬
‫األمر الذي يرتتب عليه انتقال امللكية‪.‬‬
‫أوال ‪:‬طرق اكتساب امللكية يف القانون الروماني‪:‬‬
‫ميكن تعريف اكتساب طرق امللكية ‪ ,‬بأنها تلك األعمال القانونية أو الوقائع املادية اليت‬
‫يرتتب عليها دخول حق امللكية يف ذمة شخص ما‪ .‬وسو نستعرض طرق اكتساب امللكية‬
‫عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الطرق املنشئة للملكية ‪:‬‬
‫يعترب االستيالء من أهم الطرق الكتساب امللكية وهي طريقة من طرق قانون الشعوب‬
‫ومفهوم االستيالء هو احلصول عل املال املباح الغري مملوك بنية متلكه ولذلك له ثالثة شروط‬
‫هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون هناك وضع يد‬
‫‪ -2‬وجود نية للتملك‬
‫‪ -3‬توفر املال احملدد يف وضع اليد ومباحا‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫ولالستيالء صور عديدة مثل االستيالء عل األراضي واألحزار الكرمية واحليوانات الطليقة‬
‫والغنائم اليت تأتي من احلرب واألمالك املهملة كإحياء األرض اململوك واملرفوضة من صاحبها‬
‫وينطبق ذلك عل الدار اليت ال يسكنها أحد والدار اليت آلت إىل السقوط وقد حتدث ضررا فالقاضي‬
‫حيكم هنا اما بهدمها من قبل مالكها األساسي أو تتحول ضمن أمالك اجلار وهناك طرق اختيارية‬
‫واجبارية‪ :‬تكمن يف اآلتي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الطرق االختيارية هلا ثالثة أوجه هي ‪ :‬اإلشهاد والدعوى الصورية والتسليم ‪ ,‬عل أن‬
‫تشرتط فيها وجود الشخصية القانونية الرومانية الكاملة‪.‬‬
‫‪ -1‬مفهوم اإلشهاد‪:‬‬
‫هي طريقة عقدية من القانون املدني واملقصورة عل الرومان وهذه الطريقة تتم عل‬
‫شكل بيع صوري ومن شروطها حضور شهود ال يقلون عن مخسة رومانيني‪ ,‬ومنذ نهاية العصر‬
‫العلمي بدأ اإلشهاد يفقد أهميته تدرجييا حت انته به األمر يف عصر اإلمرباطورية ا لعليا‪.‬‬
‫‪ -2‬الدعوى الصورية أو التنازل القضائي‪:‬‬
‫هي دعوى صورية أي هي طريقة من طرق القانون املدني يف كيفية نقل امللكية اليت‬
‫نص عليها قانون األلواح اإلثن عشر وتتم إجراءاته عندما يتفق الناقل واملنقول إليه عل أن يكون‬
‫من املواطنني الرومان واحلضور بصفتهم الشخصية أمام القاضي ومعهم املال املراد نقل ملكيته أو‬
‫ما يرمز به إن كان عقارا أو غري ذلك ‪ ,‬فيقبض املكتسب املال املراد نقل ملكيته إليه عل أن يقر‬
‫ذلك بعبارة رمسية تهد إىل أنه أصبح مالك للشي طبقا للقانون الروماني‪.‬‬
‫وال يرتتب عل هذه الدعوى التزام املتصر بالضمان كما يف اإلشهاد فلم يكن املتصر‬
‫يسأل إذا كان الشي مملوكا للغري‪.‬‬
‫‪ -3‬التسليم ‪:‬‬
‫هو طريقة نقل امللكية يف إجراءات شكلية ورمسية كما هو احلال يف اإلشهاد والدعوى‬
‫الصورية بل أنه كان يتم يف أضيق حدوده من الشكلية إذا مل يكن األمر يستلزم‪...‬األمر وتسليم‬
‫الشي‪ ,‬وال يعد التسليم ناقال للملكية إال إذا مجع فيه ركنان هما ‪ :‬الركن املادي والركن املعنوي‪,‬‬
‫ويتمثل األول يف نقل احليازة بينما الثاني يتمثل يف االتفاق عل نقل امللكية وجيب أن يكون‬
‫التسليم صادر من املالك ‪ ,‬والتسليم نوعان هما ‪ :‬التسليم الطويل أي الذي يرتسم عليه حدود طبيعة‬
‫امللك حت ال ترتتب عليه نزاعات مع أطرا أخرى ‪ ,‬والتسليم الرمزي وهو الذي حيمل الصورة‬
‫الشكلية ومتعار عليه من قبل كافة األطرا أي ال يشرتط التأكد من صحة حدوده‪ .‬و هناك‬
‫‪1‬‬
‫أنواع أخرى مثل التسليم القصري والتسليم احلكمي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطرق اإلجبارية لنقل امللكية ‪:‬تظهر وسائل انتقال امللكية بصورة إجبارية لدى الرومان‬
‫عل النحو اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬نقل امللكية بناء عل نص القانون‪:‬‬
‫الشرط األساسي يف هذا النوع هو إن يكون النقل عل شكل نص قانوني أي الشكل التشريعي وهو‬
‫عمل من أعمال السلطة أو يأتي عل شكل قاعدة عرفية وهذا ينطبق عل الوصية أو نقل‬
‫امللكية عن طريق املكافأة نظري أعمال قام بها املنقول إليه امللكية ‪ ,‬وهناك طرق أخرى لنقل‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬منذر الفضل ‪ ,‬مرجع مكرر ص‪112 :‬‬
‫‪161‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫امللكية من قبل السلطة ومثال عل ذلك متنح أرض املوات اليت قام شخص باستصالحها وحوهلا‬
‫إىل ارض زراعية إن كان مل يظهر هلا مالك ‪ ,‬فان امللكية تنتقل بهذا اإلجراء وإذا ظهر هلا مالك‬
‫يكون باالتفاق الذي ينتهي باملعاوضة وهناك سو نتناوله الحقا وهو امللكية بالتقادم‪.‬‬
‫وهناك ملكية البيت املهزور والذي ال صاحب له‪ ,‬تتخذ الشكل القانوني لنقل ملكيته للشخص الذي‬
‫‪1‬‬
‫قام باالستيالء عليه‪.‬‬
‫‪ -2‬نقل امللكية حبكم القضاء أو بأمر من احلاكم القضائي‪:‬‬
‫إذا اختلف الشركاء باملرياث وتقسيم الرتكة فان التصر القانوني يتم عن طريق رفع‬
‫دعوى قضائية وتسم دعوى حصر ورثة شرعيني‪ ,‬وبعد التأكد من صحة الدعوى حيكم القاضي‬
‫يف تقسيم الرتكة عن طريق حكم قضائي كما أن األحكام القضائية تستطيع نقل امللكية ليس‬
‫فحسب عن طريق انتقاهلا من األصل إىل الفروع عن طريق الوفاة أو املوت املدني من األصول إىل‬
‫الفروع ‪ ,‬ولكن هناك صور أخرى لالنتقال مثال عل ذلك إذا كان هناك بيت آيل للسقوط ويهدد‬
‫اجلار باخلطر فإن يف مثل هذه احلالة يلزم اجلار برفع دعوى إىل القاضي وبإشعار مالك املنزل‬
‫بتهديم املنزل وإذا مل ينفذ أصبح البيت اآليل إىل السقوط من ممتلكات اجلار‪.‬‬
‫‪ -3‬نقل امللكية بالتقادم ( مرور الزمن )‪:‬‬
‫وهو حصول الشي املادي و املرتوك من قبل شخص آخر ومنذ زمن مل ينتفع به‪ ,‬حيث ورد يف‬
‫قانون األلواح اإلثن عشر أن املزارع الذي ترك أرضه دون أن حيرثها وحتولت إىل أرض بوار وقام‬
‫شخصا أخر باستصالحها يصبح مالكا هلا بعد مرور سنتني من متلكها و للتقادم الروماني أنواع‬
‫كثرية و هي عل النحو االتي‪:‬‬
‫التقادم مبضي املدة القصرية وهي سنتني‬
‫التقادم الطويل والذي متتد فرتته عشر سنوات‬
‫التقادم األطول والذي متتد فرتته إىل أربعني سنة‪.‬‬
‫ويف عهد اإلمرباطور جستنيان أصبح التقادم ثالثني سنه ومبزرد مضي هذه الفرتة يصبح‬
‫واضع اليد عل الشي الباسط عليه مالكا له‪.‬‬

‫املطلب الرابع‬
‫نظام الرق يف القانون الروماني‬
‫اعترب الرقيق من األشياء اململوكة حيث وجد الرق يف روما منذ البداية حت نهاية‬
‫اإلمرباطورية الرومانية ‪ ,‬فالرق يف اجملتمعات القدمية كان ال يتميز عن غريه من البشر بشيء أي‬
‫إنّه كان مياثل احليوانات وظل هذا احلال حت ظهور قانون الشعوب الذي أعط بعض احلقوق‬
‫هلم كما أن هناك األجانب الذين حتولوا إىل عبيد نتيزة لعدم وجود معاهدات دولية مع بلدانهم‬
‫واملرجح هم أولئك اهلاربون من العقوبات يف بلدانهم ‪.‬‬
‫مفهوم الرق ‪:‬‬
‫الرقيق هو ذلك الشخص الذي ال حيق له أن ميلك شي من احلرية أو ما شابه ذلك طاملا هو‬
‫أحد ممتلكات سيده حيث تسند له كافة األعمال سواء كانت داخل البيت أو خارجه‪ ,‬كما أنه حيق‬

‫‪1‬‬
‫د‪ .‬عبدالمجيد الحفناوي ‪ ,‬د ‪.‬أحمد ابراهخيم حسن ‪ .‬تاريخ النظم االجتماعية و القانونية ‪ ,‬الدار الجامعية بيروت‬
‫‪1929‬م ص ‪182 :‬‬
‫‪162‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫للسيد أن يفعل بعبده ما يشاء حت اإلعدام وكل ما يتعلق بالعبد من زوجه و أوالد يعتربون ملكا‬
‫للسيد وال يستحق أي ذمة مالية ‪ ,‬كما أن العبيد هم من صنع االقتصاد الزراعي وتنمية املدن‬
‫بالبناء والتشييد ‪ ,‬حيث ال يتحمل العبد أي مسئولية قانونية أو يتقاض يف احملاكم إال عن طريق‬
‫سيده فإذا اعتدى أحدهم جسديا عل العبد فكأمنا اعتدى عل السيد و من ثم فان السيد يقاض‬
‫املعتدي يف القضاء وحيق له املطالبة بالتعويض وهذا التعويض ليس للعبد بل للسيد أما إذا اعتدى‬
‫العبد عل الغري خيتلف األمر وذلك إما أن يدفع السيد هلذا العبد التعويض للطر املعتدى عليه‬
‫باملال أو يتخل عن عبده للطر األخر يفعل به كما يشاء‪ .‬وظل الرقيق يعاني هذا االضطهاد‬
‫حت تطور القانون والذي فيه أعطي للعبد بعض احلقوق والذي نتج عن ذلك تأسيس املركز‬
‫‪1‬‬
‫القانوني للرقيق‪.‬‬
‫أهمية املركز القانوني للرقيق‪:‬‬
‫اهتم هذا املركز بالدفاع عن حقوق الرقيق من السادة الرومان حت أصبح الرقيق ال مياثل‬
‫احليوان كما عر سابقا وأصبح هناك عقوبة عل من يعامل الرقيق بوحشية دون سبب ومن‬
‫يعاقب رقيق بذلك يعاقب قانونا بنفس العقوبة وخاصة يف العقوبة اليت تصل إىل القتل ‪ ,‬كما أن‬
‫امللك يعطي احلرية للرقيق عند التأكد من إساءة السيد مع عبده ‪ ,‬كما أعط املركز اهتماما‬
‫كبريا للرقيق وتعزيز ثقته يف املطالبة باحلرية وهذا يتم عن طريق مطالبة الرقيق من وكيل‬
‫يدافع عنه أمام القاضي‪ ,‬ويف العصر العلمي أصبح العتق منتشرا بني الرق وهذا يتم عن طريق‬
‫التزام من قبل الرقيق لسيده عل أن يقدم خدمات معينة يطلبها السيد ومن ثم يعتق أما الرقيق‬
‫الذي أصبح رقيقا عن طريق العقوبة اجلنائية ال يتحرر من العبودية‪.‬‬
‫أسباب الرق‪ :‬قد يولد اإلنسان رقيقا أو يصبح فيما بعد رقيق ‪ ,‬ونذكر هنا بعض األسباب اليت‬
‫أدت إىل لصق صفة الرق باإلنسان وهي عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬امليالد ‪ :‬ذلك أن الطفل املولود من رقيقه يعد رقيقا ‪ ,‬حت وان كان والده ميتلك احلريه ‪ ,‬واذا‬
‫كان العكس ميتلك الولد صف احلرية ‪.‬‬
‫‪ -2‬االسر ‪ :‬وهو ما يقع بعد احلرب من غنائم من ضمنها االسرى‪.‬‬
‫‪ -3‬الرق بالعقوبة ‪ :‬و هي نوع من انواع العقوبة اليت من خالهلا يتحول احلر اىل عبد ومن ضمن‬
‫مصنفات هذه العقوبه هي عدم استطاعة املعسر يف الدين من الديون و فيصبح ملكا‬
‫‪2‬‬
‫لدائنه‬
‫العتق‪ :‬يتحرر الرقيق لسبب من األسباب وقد يكون حبكم قضائي أو بإرادة السيد وإذا مل يتحرر‬
‫فقد كان يتحصل عل بعض احلقوق ‪ ,‬وهناك طرق معينة الكتساب العتق وهي عل النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫‪ -1‬دعوى احلرية الصورية‪ :‬يف هذه الدعوى يتم االتفاق بني السيد وشخص آخري نوي عن الرقيق‬
‫يف رفع دعوى احلرية فيأتي هذا اآلخر كمدافع للرقيق مطالبا القاضي حبرية هذا الرقيق‬
‫فيأتي املالك وميد عصاه حبركات كاملس عل الرقيق فيحكم القاضي حبريته مع اعرتا‬
‫السيد يف ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ .‬أحمد ابو الوفاء ‪,‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ص ‪191‬‬
‫‪163‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫‪ -2‬القيد يف قوائم التعداد ‪:‬يقوم حاكم اإلحصاء بتعداد كل مخس سنوات للرومان دون العبيد‬
‫فإذا وافق السيد حلاكم اإلحصاء يف أن حيصي هذا الرقيق أصبح حرا‪.‬‬
‫‪ -3‬الوصية‪ :‬إذا أوص السيد قبل وفاته بعتق الرقيق يصبح حرا بعد الوفاة مباشرة شريطة أن‬
‫يوافق عل الوصية جملس الشعب‪.‬‬
‫تطور القوانني ملصلحة الرق‪ :‬أصبح العتق يأخذ الصورة البسيطة من العتق وذلك يتم مبزرد إقرار‬
‫من السيد أمام احلاكم دون أي رمسيات ومن ثم أصبح من حقه احلصول عل اجلنسية‬
‫الرومانية ‪.‬‬
‫اآلثار املرتتبة عل العتق ‪ :‬تكمن اآلثار عل النحو التالي‪:‬‬
‫كان يرتتب عل العتق اكتساب املعتق صفة احلرية والصفة الوطنية ولكنه ال يتمتع بكل‬
‫احلقوق اليت ميتلكها احلر األصيل بل كان يعترب اقل مرتبة‪.‬‬
‫حيرم املعتق وأبناؤه من املناصب السياسية ومن عضوية جملس الشيوخ أو اجملالس البلدية‬
‫واخلدمة يف اجليش وال له احلق يف التصويت‪.‬‬
‫حيرم عليهم الزواج من العامة واالصل ‪,‬وظل هذا مستمر حت زال يف عهد‬
‫اإلمرباطورجستنيان فأصبح له احلق بالزواج من العامة فقط‪.‬‬
‫يضل الوالء التقليدي للسيد الذي اعتقه وهذا له شروط وهي عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫واجب االحرتام واإلجالل للسيد وأسرته وهذا الواجب أيضا واجب أخالقي كاالحرتام وان ال‬
‫يسي أي احد من أسرته أو يتزرأ رفع دعوى قضائية ضد سيده أوأسرته‪.‬‬
‫واجب أداء اخلدمات مت طلب منه ذلك‪.‬‬
‫اإلنفاق للسيد إذا كان معسرًا‪ ,‬وإذا مات الرقيق دون إن يكون هناك من يرثه من أهله أو دون‬
‫وصية ‪ ,‬يتحول الورثة للسيد الذي اعتقه ‪ ,‬ويف عهد جستنيان اختفت تلك الشروط متاما‬
‫وظل االحرتام قائمًا من الرقيق للسيد فقط ‪.‬‬

‫املطلب اخلامس‬
‫مصادر االلتزام‬
‫اجلرائم اخلاصة والعقود هي مصدر االلتزام ‪ ,‬ففي اغلب اجلرائم اخلاصة كان اجلاني يعد‬
‫مدينا للمزين عليه فإذا مل يعاقب بالغرامة أو الدية يصبح اجلاني خاضعا لسلطة اجملين عليه أي‬
‫أن يتحمل االلتزام يف جسمه أوأن يدفع املبلغ من أمواهلأو يتم تسلم اجلاني للمزين عليه‬
‫وللمصادرشرطان عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬عقد الشرط الشفوي ‪ :‬ويتم بسؤال الدائن و موافقة املدين يف صيغة رمسية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عقد القرض القديم أو عقد االستدانة ‪:‬‬
‫يقصد به التزام يقع عل جسم املدين أو أحد أفراد أسرته حبيث يبيع املدين نفسه بدال من‬
‫‪1‬‬
‫الشي ء بطريقة اإلشهاد وان حيتفظ الدائن بالشخص املباع كرقيق حت العرض‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬
‫اخلامتة ‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي بنعمته تتم الصاحلات‪ ,‬وصل اهلل وسلم عل نبيه حممد صل اهلل عليه وسلم‬
‫تسليما كثريا وعل اله وصحابته أمجعني أما بعد ‪ ,‬يف خامتة حبثنا و الذي مت حبمد اهلل التعر‬
‫عل القانون الروماني وأهميته التارخيية من خالل البحث املضين يف املراجع املختلفة واليت‬
‫أظهرت كل ما كنا نسع إليه من حتقيق األهدا املرجوة و اليت يستفاد منها أوال الطالب‬
‫اجلامعي يف كليات القانون وثانيا كمرجعية قانونية ملهمة للقارئ القانوني و املهتم يف التاريخ‬
‫القانوني وخاصة القانون الروماني لذلك يطيب لي إن أقدم يف هذا البحث أهم ما جاء به القانون‬
‫الروماني يف هذا البحث عل النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬صنف القانون الروماني من القوانني املتطورة واليت تأثر بها العديد من القوانني وذلك أن‬
‫تاريخ القانون الروماني هو عبارة عن جمموعة من األعرا الغري مكتوبة أي هوعبارة عن‬
‫تقاليد أسرية بيد األب( النظام األبوي) فظهرت عدت قوانني تنكر ذلك و منظمة للحياة‬
‫العامة‪.‬‬
‫‪ -2‬رأى الشعب الروماني أن األعرا و التقاليد القدمية ال تليب غاياتهم االجتماعية والسياسية‬
‫والقانونية وبالتالي أصبح للنظام أشكال جديدة ختدم املصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -3‬يعترب املصدر األساسي للتشريعات الرومانية هو األسرة الرومانية األصيلة ‪ ,‬واليت متثلت‬
‫بوجود قواعد قانونية منظمة لكافة املسائل يف اجملتمع الروماني‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬
‫يوصي الباحث يف نهاية هذا البحث و بناءً عل ما سبق اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬من أراد التعر عل القانون الروماني و مضمونه أن يلزأ هلذا البحث أو يكتفي بقراءة مراحل‬
‫تطور القانون الروماني وخصائصه وهذا يشتمل عل العديد من املسائل اليت تدرس يف‬
‫كليات القانون عامليا‪.‬‬
‫‪ -2‬يرى الباحث أن املقارنة بني القانون الروماني والقوانني األخرى اليت ظهرت يف نفس املرحلة‬
‫الزمنية يشكل رافدٌ ومصدرٌ لكثري من القوانني الغربية‪ ,‬ويظهر أيضا بعض القواعد اليت تأثرت‬
‫بقوانني الشرق وخاصة القوانني الفرعونية يف عهد امللك بوكخريس واليت تأثرت بقوانني محو‬
‫رابي ‪.‬‬
‫‪ -3‬يوافق الباحث كل ما كتب عن القانون الروماني وتظل كمرجعيه قانونية للقوانني الغربية و‬
‫كقانون معريف وملزم تدريسه يف جامعات العامل ‪.‬‬
‫‪ -4‬اظهر البحث ضرورة األخذ بهذا البحث الشمولي الذي يناسب املنهزية املتبعة يف استعراض‬
‫القانون دون املبالغة يف ما تتناوله بعض اجلامعات ‪.‬‬
‫‪ -5‬توصل الباحث إىل ماهو مناسب للزامعات العربية واختصرها يف دراسة مراحل تطور القانون‬
‫الروماني واألهمية التارخيية و مصادر القانون و خصائصه‪.‬‬
‫‪ -6‬يرى الباحث أن الضرورة تستدعي للمهتم بالتزود باملراجع اليت ختدم توسعة أفق املعرفة يف هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫و أختم اخلامتة ‪ :‬وأدعو اهلل أن يوفقنا ملا فيه اخلري وآخر دعوانا أن احلمد هلل رب العاملني و صل اهلل عل‬
‫نبينا حممد سيد املرسلني وعل آل بيته ورضي اهلل عن صحابته الغر امليامني و رحم اهلل التابعني و من‬
‫تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ‪..‬آمني‬
‫‪165‬‬
‫العدد العاشر‬ ‫مجلة علمية – أكاديمية – محكمة – نصف سنوية‬ ‫تهـامة‬
‫‪2016‬‬

‫املراجع‬
‫د‪ .‬صويف أبو طالب‪ :‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية – دار النهضة العربية – القاهرة – ‪1445‬م‬ ‫‪-1‬‬
‫د‪ .‬توفيق حسن فرج ‪ :‬القانون الروماني‪ -‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر – بريوت ‪1415‬م‬ ‫‪-2‬‬
‫د‪ .‬صاحب عبيد الفتالوي ‪ :‬تاريخ القانون – مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع – عمان – األردن – ‪1441‬م‬ ‫‪-3‬‬
‫د‪ .‬غسان رياح ‪ :‬تاريخ القوانني والنظم االجتماعية ‪ ,‬الطبعة األوىل‪1456 -‬‬ ‫‪-4‬‬
‫د‪ .‬منذر الفضل ‪ :‬تاريخ القانون – الطبعة األوىل – عمان – ‪1446‬م‬ ‫‪-5‬‬
‫د‪ .‬علي حممد جعفر ‪ :‬تاريخ القوانني والشرائع ‪ ,‬الطباعة األوىل بريوت ‪1412‬م‬ ‫‪-6‬‬
‫د‪ .‬عباس ألعودي ‪ :‬تاريخ القانون ‪ ,‬دارا لثقافة للنشر والتوزيع – األردن ‪ ,‬الطبعة األوىل‪1441‬م‪,‬‬ ‫‪-4‬‬
‫د‪ .‬حممود السقا‪ :‬فلسفة وتاريخ النظم االجتماعية‪1441 ,‬م‪ -‬دار الفكر العربي‪ -‬جامعة القاهرة‬ ‫‪-1‬‬
‫د‪ .‬أمحد ابو الوفاء ‪,‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪1440‬م‬ ‫‪-4‬‬
‫عبدا حلكيم علي املغربي ‪ :‬املعامالت يف الفقه اإلسالمي اجلزء األول ‪1411‬م الطبعة األوىل – صنعاء‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫د‪ .‬حممد نور عبدا هلادي شحاتة ‪:‬تاريخ النظم القانونية واالجتماعية ‪,‬كلية شرطة دبي العام بدون‬ ‫‪-11‬‬
‫د‪.‬علي حممد ‪ :‬نشأة القوانني و تطورها دار النشر و العام بدون‬ ‫‪-12‬‬
‫د‪.‬عبدالعظيم الديب‪ :‬فريق اهلل يف املرياث والوصية‪ ,‬الطبعة األوىل ‪1441‬م‪ ,‬دار األنصار للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫د‪ .‬عبداجمليد احلفناوي ‪ ,‬د ‪.‬أمحد ابراهيم حسن ‪ .‬تاريخ النظم االجتماعية و القانونية ‪ ,‬الدار اجلامعية‬ ‫‪-14‬‬
‫بريوت ‪1414‬م‬
‫د‪.‬عبدالودود السرييت ‪ :‬أحكام الوصايا واألوقا واملواريث‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬الطبعة األوىل ‪1444‬م‬ ‫‪-15‬‬
‫حيي قاسم السهل ‪ :‬السهل يف تاريخ القانون – جامعة عدن – ‪2000‬م‬ ‫‪-16‬‬
‫إبراهيم عبدا هلل عيس – املنهزية املعاصرة البن خلدون – الطبعة األوىل – صنعاء – ‪2006‬م‬ ‫‪-14‬‬
‫د‪ .‬حممود عبداجمليد مغربي‪ ,‬الوجيز يف تاريخ القوانني ‪ ,‬الطبعة األوىل ‪,‬املؤسسة اجلامعية للدراسات‬ ‫‪-11‬‬
‫والنشر‪ ,‬بريوت‪1444,‬م‪.‬‬

‫‪166‬‬

You might also like