Professional Documents
Culture Documents
Women02457 فن السعادة الزوجية محمد سليمان السنين
Women02457 فن السعادة الزوجية محمد سليمان السنين
Women02457 فن السعادة الزوجية محمد سليمان السنين
فــن
السعادة
الزوجية
الزوجني كما يفعل بعض ذوي الزوجني ،أو غير املباشر كما هو ظاهر في
وسائل اإلعالم املرئية واملسموعة واملقروءة ،من التحريض واإلغراء في
زرع بذور الشقاق .
إذاً فاحلياة الزوجية هي حياة مودة ورحمة (لتسكنوا إليها)
( )1صحيح سنن أبي داود (( )2175كتاب الطالق ،باب فيمن خبب امرأة على زوجها) وانظر سلسلة األحاديث
نعم ،ليسكن إليها ،ولم يقل ليسكن معها ،مما يؤكد معنى اإلستقرار
في السلوك ،والهدوء في الشعور ،ويحقق الراحة والطمأنينة بأسمى
معانيها؛ ٌّ
فكل من الزوجني يجد في صاحبه الهدوء عند القلق ،والبشاشة
عند الضيق .
وسنضع -بإذن الله -في هذه الرسالة بعض الوسـائل السديدة
للحياة الزوجية السعيدة ،واحللول الناجحة لبعض املشكالت الزوجية
العصرية ،سائلني املولى عز وجل التوفيق والسداد ،وأن يُدمي على كل
زوجني احلب واملودة والرحمة ،وأن يجمع بينهما على خير في الدنيا
واآلخرة آمني .
وحتدث بينهما ُه َّوة قد يصعب إغالقها ،وتؤدي بالتالي إلى أمر ال يحمد
عقباه ! .
وهذه املشكالت منها ما هي :مشتركة بني الزوجني ،ومنها ما
يتفرد به الزوج ،ومنها ما تتفرد به الزوجة .وعلى هذا تدور معظم
اخلالفات واملشكالت بني الزوجني .
وفي السطور اآلتية من هذه الرسالة بيان لبعض الوسائل والطرق
الناجعة النافعة لتستمر وتدوم احلياة بني الزوجني بسعادة وحب وهناء .
:1صحيح سنن ابن ماجة (( )1614كتاب النكاح ،باب األكفاء) وانظر الصحيحة ()1022
اعلم أيها الزوج الكرمي ،وأيتها الزوجة املصونة ..أن الطريق إلى
كل سعادة وهناء في احلياة الدنيا إمنا هو باإلميان بالله والعمل الصالح ،
ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة قال تعالى ( :من عمل صاحلاً من ٍ
طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) النحل. 97:
ففي هذه اآلية وعد من الله عز وجل ملن آمن به وعمل صاحلاً :
أي بفعل املأمور ،وترك احملظور ؛ أن يسعده في حياته الدنيوية بطمأنينة
القلب ،وسكون النفس ،وراحة البال ،ويرزقه حالالً طيباً من حيث ال
يحتسب ،وفي اآلخرة (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) .
يقول ابن سعدي رحمه الله « :من أصناف اللذات مما ال عني رأت،
وال أذن سمعت ،وال خطر على قلب بشر .فيؤتيه الله في الدنيا حسنة
وفي اآلخرة حسنة».فاجلزاء من جنس العمل ،فمن أصلح ما بينه وبني
الله ؛ أصلح الله ما بينه وبني اخللق ،أما من أعرض عن ذكره فجزاؤه كما
قال تعالى ( :ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً )..طه. 124:
وهذا وعيد من الله ملن أعرض عن دينه وشريعته ؛ أن يصيبه
ضيق ومشقة ،قال بعض املفسرين :هو الهم والغم واآلالم ،وكل ذلك
عذاب معجل من الله للمعرضني عن دينه ،وعذاب اآلخرة أشد .
وال شك أن ما يتعرض له الزوجان في حياتهما الزوجية ،من
مشكالت تك ِّدر صفو حياتهما هو ابتالء ومصيبة مقدرة ،قد تكون بسبب
التقصير في حق الله تعالى ،أو بسبب ذنوب ارتكبها الزوجان أو أحدهما،
قال تعالى ( :وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) الشورى30:
وقال بعض السلف ( :إني أجد أثر املعصية في خلق زوجي وخادمي
ودا َّبتي) .
سوء خلق امرأتي واستطالتها علي ،فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت:
إذا كان هذا حال أمير املؤمنني مع زوجته فكيف حالي ؟ فقال عمر :يا
أخي ..إني احتملتها حلقوق لها علي :إنها لط َّباخة لطعامي ،خبازة
غسالة لثيابي ،مرضعة لولدي ،وليس ذلك كله بواجب عليها ، خلبزي َّ ،
ويسكن قلبي بها عن احلرام ،فأنا احتملتها لذلك .فقال الرجل :يا أمير
املؤمنني ..وكذلك زوجتي .فقال عمر :فاحتملها يا أخي فإمنا هي مدة
يسيرة !! (أي هي احلياة الدنيا) .
: 1صحيح ابن ماجة (( )1515كتاب النكاح ،باب حق الزوج على املرأة) وانظر الصحيحة (. )1203
: 2رواه البخاري (كتاب النكاح ،باب صوم املرأة بإذن زوجهاتطوعاً)
وأنا أذكر لكم هنا مسألة مهمة يحصل فيها تعسف من األزواج،
وهي موضوع إذن الزوج لزوجته باخلروج ،وهذا في كثير من األحيان
يحصل بسببه خالف يكدر صفو العالقة بني الزوجني ،والواجب أن يتفق
الزوجان بكل ثقة على إذن مسبق متلكه الزوجة خلروجها عند احلاجة ،
كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
وعلى الزوجة أن ترعى حق هذه القوامة لزوجها ،بتوقير الزوج
وإكرامه واحت ـ ــرام مشاعره وأحاسيسه ،ولهـ ــا من الله ثــواب عظيم ،
وحصنت فرجها ،
َّ قال [ ( :إذا صلت املرأة خمسها ،وصامت شهرها ،
وأطاعت زوجها ،قيل لها :أدخلي اجلنة من أي أبواب اجلنة شئت) .
()1
( )1رواه اإلمام أحمد وابن حبان وصححه األلباني في آداب الزفاف (ص)286
:1صحيح ابوداود (( )1692كتاب االزكاه ،باب في صلة الرحم) وانظر االرواء ()894
:2صحيح ابن ماجة (( )1513كتاب النكاح ،باب حق املرأة على الزوج) وانظر آداب الزفاف ()270
:3رقم ( .)300
بل إن بعض األزواج يدخل احلياة الزوجية وكأنه داخل إلى معركة،
ضد خصم يريد االستيالء على ملكه ،أو سلب حق من حقوقه .
األب واألصدقاء يوصون الزوج مبا يحقق له السيطرة الكاملة على
زوجته ،يوصونه بالشدة املبكرة على الزوجة في معاملتها :ال تبتسم ،ال
تلبيلها كل رغباتها ،ح ِّمر عليها العني ،اغلظ عليها القول !! .
واألم واألخوات والصديقات في الطرف اآلخر يوصني الزوجة
مبا يحقق لها السيطرة على جو املعركة مع الزوج ،يوصينها :ال متكنيه
من نفسك كما يريد ،أكثري عليه من الطلبات ،اطلبي خادمة اطلبي كذا،
اطلبي وكذا ،اجعليه ميشي على طريقتك وهكذا .
وصايا لتدمير احلياة الزوجية ،وملزيد من املشكالت .
لذلك أقول ..احذر أيها الزوج الكرمي ،وأيتها الزوجة املصونة
..من وصايا ونصائح ا َ
جل َهلة ،قليلي التجربة في احلياة ،أو الفاشلني
في حياتهم الزوجية ،فإن هؤالء ال يرجتى من نصائحهم اخلير ،وعليكم
بتوجيهات أهل اخلبرة في احلياة ،أهل الصالح الناجحني في حياتهم
الزوجية ،العقالء أهل التجربة .
وإلى أخواتنا املسلمات أ ُ َق ِّدم هذه الوصية اجلامعة ألم رؤوم إلى
ابنتها العروس عند تزويجها :فقد ُر ِو َي أن أسماء بنت خارجة الفزاري
قالت البنتها عند التزويج :
« إنك خرجت من العش الذي درجت فيه ،فصرت إلى فراش لم
لك سما ًء ،وكوني له مهاداً
تعرفيه ،وقرين لم تألفيه ،فكوني له أرضاً يكن ِ
لك عماداً ،وكوني له أَ َم ًة يكن ِ
لك عبداً . يكن ِ
ال تلحفي -تكثري -به فيقالك -يهملك ويكرهك ، -وال تباعدي عنه
فينساك ،إن دنا منك فاق ُربي منه ،وإن نأى فابعدي عنه ،واحفظي أنفه
يشمن منك إال طيباً ،وال يسمع إال حسناً ،وال ينظر
َّ وسمعه وعينه ،فال
إال جمي ً
ال »
وصدق الله العظيم ( :ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)
األحزاب.71:
ـاش ِّ
املنغصـات لنتح َ
هناك كثير من األفعال والتصرفات من الرجل واملرأة تسبب ضيقاً
وتعاسة لشريك احلياة الزوجية ،وأنا أعرض بعضاً منها لتحاشيها ،كي
متضي احلياة الزوجية بدون مشكالت تُع ِّكر صفوها من ذلك :
< إساءة احلديث
بعض الناس نرى حياتهم الزوجية أشبه مبؤسسة عسكرية :أمر
وتنفيذ ،ال تسمع عبارات لبقة ،وال كلمات حانية ،وال شكر ،أو ثناء ،
وامتناناً على معروف ،بل خشونة في الكالم أحياناً ،وفظاظة في التعامل،
وهذا بال شك أنه يُضعف العاطفة واملودة بني الزوجني .
كل من الزوجني أن ينتقي أطيب العبارات لزوجه ، والواجب على ٍّ
ويزن كالمه قبل أن يخرجه فـ (الكلم ُة الطيب ُة صدقة) (( ، )1وأحب األعمال
إلى الله :سرور يدخله على مسلم) ( .)2والله عز وجل يقول ( :وقولوا
للناس حسناً) البقرة( 83:وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) اإلسراء. 53:
لنُع ِّود أنفسنا على الكلمات الطيبة ،والعبارات احلانية ،فإنها
متأل القلب محب ًة ووداً .
< عبوس أحد الزوجني في وجه اآلخر
بعضهم َقلَّما يُرى مبتسماً أو ضاحكاً ،إال إذا أراد شيئاً كما تقول
بعض الزوجات .
إن أقل مبادئ احلقوق الزوجية :االبتسامة اللطيفة ،والضحكة
الهادئة ،التي تُنسي الزوج همومه وغمومه ،وتُنسي الزوجة ما تكابده من
تعب في البيت ومع األوالد.
وإذا كان تبسم املسلم في وجه أخيه له فيها صدقة ،فأولى الناس
بتلك االبتسامة هو رفيق الدرب وشريك العمر من الزوج والزوجة .
ومن أعجب ما قيل في عبوس الوجه ،تلك النصيحة التي وجهها
أحد العلماء لشاب يعظه « :إذا أردت أن تعرف ما يفعله العبوس ،فانظر
إلى وجهك في املرآة عندما تكون غضبان عابساً ..انظر وجهك كم هو
ُمن ِّفر وقبيح ،وانظر كم يجلب مثل هذا الوجه على صاحبه من السخط
واألذى» .
قال أصحاب طب األبدان « :لو يعلم العابسون كم عضلة يحتاجون
ُرهق وجوههم ،لمَ َا عبسوا ،فإن االبتسامة حتتاج إلى إليها للعبوس ت ِ
عضلتني فقط في الوجه ،أما العبوس فيحتاج إلى ثالثني عضلة ت ِ
ُرهق
الوجه حتى تظهر !!! » .وليبحث كل من الزوجني عن سبب عبوس اآلخر،
َّ
احلل إن شاء الله . وسيجد
ِّ
وحل < عدم اختيار األوقات املناسبة لعرض الطلبات
املشكالت
بعض الزوجات ال يحلو لها عرض الطلبات واملشكالت إال إذا
حضر الزوج من العمل أو كان متعباً مرهقاً ،وبعض الزوجات ال تبالي في
عرض ذلك في أي وقت ،طلبات األوالد ،وإصالحات املنـزل ،ومشاكل
األسرة الصغيرة والكبيرة ،والرجل ال يرفض احلديث في مثل هذه األمور،
لكن يجب على الزوجة أن تختار الوقت املناسب.
وعلى الرجل في املقابل أن يوفر وقتاً كافياً ألهله كي يعرضوا ما
عندهم من طلبات ومشكالت ،ألن بعض الزوجات تقول -و ُه َّن صادقات -
إن زوجها ال تراه إال عند الطعام أو وقت النوم ،فمتى تعرض طلباتها؟!!.
تقول بعض النساء املج ِّربات من أهل اخلبرة :على الزوجة أن
متتص متاعب زوجها اليومية ،وتختار الوقت املناسب لكي حتدثه مبطالب
األسرة والبيت ،ال تستقبله بصوت اإلسعاف :ابنك مريض ويحتاج للطبيب،
الغاز انتهى ،املاء خلص ،األرز نفد ،املدرسة تريد كذا وكذا ،أنا أريد
كذا وكذا ،وغير ذلك من املنغصات التي تضغط على أعصاب الزوج ،
ويعتقد أن توقيتها نابع من الكراهية له والرغبة في التنكيد عليه .
املرأة إذا أحبت أن متلك لب زوجها ،فعليها أال تستخدم أسلحته
التي يتفوق بها ،مثل األسلحة الكالمية واجلسمية ،بل تستخدم سالح
املرأة :احلنان والكالم املعسول الذي يتفق مع طبيعتها ،واستعدادها لكي
حتسم املعركة لصاحلها ! .
< عدم شكر الزوجة لزوجها
فهو يشتري الشيء بأغلى األثمان ،وهو ينتظر منها في املقابل
كلمة طيبة ،أو دعوة له بطول العمر على الطاعة ،وتشعره بفرحتها مبا
أتى به ،ولكن شيئاً من ذلك لم يكن .
وبعض النساء تقلل من قيمة هذا الشيء وأنه ال يساوي شيئاً ،أو
خدش في مشاعر الزوج ،ويدل على سوء ُ أن غيره أفضل منه ،وكل ذلك
خلقها ورداءة طباعها.
يقول النبي [ ( :ال ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة ال تشكر
.
()1
لزوجها ،وهي ال تستغني عنه)
< إكثار بعض األزواج من احلديث عن رغبته في التعدد
مبناسبة وبغير مناسبة
حتى تشعر بعض الزوجات وكأن معها ض َّر ًة ،بسبب إكثاره من
احلديث عن ذلك .
:1رواه مسلم (كتاب الزهد والرقائق ،باب انظروا إلى من أسفل منكم) .
واملرأة العاقلة ال جتعل زوجها يلحظ كِ َبر ِس ِّنها ،بل يزداد جتملها
له ،وكأن شبابها يتجدد ،فال يطمح نظره عنها إلى غيرها .
ومن األزواج من ال يهتم بنظافة وحسن هندامه من أهله ،خاصة
إذا توسط به العمر مبا يناسبه ،واملرأة لها حق في ذلك ،فإنه يعجبها
منه ما يعجبه منها ،فهذا رسول الله [ كما ثبت عنه :كان املسك يسيل
عن مفرق شعره ،وكان ينظف فمه بالسواك دائماً عند دخوله على أهله،
وعند االستيقاظ من النوم ،وكان ميشط شعره ،ويرتدي الثياب البيض
()1
لنظافتها
وقال ابن عباس ] في تفسير قوله تعالى ( :ولهن مثل الذي
عليهن باملعروف) البقرة 228 :قال ] « :إني ألتزين المرأتي كما تتزين
لي ».
وثبت عن عائش ـ ــة رضي الله عنها أنها ق ـ ــالت :دخل علي رسول
ورق (خوامت من فضة) فقال :ما هذا يا
الله [ ،فرأى في يدي فتخات من ِ
عائشة؟ .فقلت :صنعتهن أتزين لك يا رسول الله .
()2
:1رواه مسلم ( )352وانظر كتاب (الشمائل احملمدية) لإلمام الترمذي حتقيق األلباني .
:2صحيح سنن أبي داود .
:3رواه عبدالرزاق في املنصف .
< املبالغة في الغيرة على الزوج ،ما أتعس املرأة الغيورة وما
أتعس حياتها
الغيرة بصفة عامة ظاهرة صحية ،ولوال الغيرة في املجتمع
النتهكت حرمات الله ،ففي احلديث الذي رواه البخاري قال :قال رسول
الله [ ( :إن الله يغار ،واملؤمن يغار ،وغيرة الله أن يأتي املؤمن ما ُح ِّرم
رواه البخاري.
()1
عليه)
لكن هذا ال يعني أن الغيرة حالل باإلطالق ،كال ،فهناك نوع من
الغيرة يهدم البيوت ،ويُخ ِّرب وال يُع ِّمر ،وهذا النوع هو الغيرة املجنونة
العمياء التي ال تفرق بني احلق والباطل ،فالغيرة من غير ريبة ومن غير
تأكد من أسبابها ،غيرة منبوذة.
كذلك الغيرة من أشياء غير واضحة املعالم كالشكوك والظنون
واألوهام ،غيرة مبغوضة ،وفي احلديث ( :إن من الغيرة ما يحب الله ،
ومن الغيرة ما يبغض ..فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة ،
وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة) (. )2
هناك من الرجال مريض بهذا املرض ،مرض الغيرة املجنونة ،
فتراه يتخون أهله دائماً ،فيتجسس على أهله بالدخول املفاجئ أو عبر
الهاتف .وقد حذر النبي [ من ذلك كما جاء في صحيح مسلم عن جابر
قال ( :نهى رسول الله [ أن يطرق الرجل أهله لي ً
ال يتخ َّونُهم أو يتلمس
عثراتهم)( )3ومن شاء أن يغار حقاً فليغر على أهله إن خرجت متبرجة أو
متعطرة .
وأنا أنصح الزوجني -كما نصح غيري -أن يدع كل منهما لآلخر
مجاالً ملراقبة خالقه ومحاسبة نفسه .
:1رواه البخاري ( كتاب النكاح ،باب الغيره ) ومسلم ( كتاب التوبه ،باب غيرة الله وحترمي الفواحش ) .
:2رواه ابوداود (كتاب اجلهاد ،باب اخليالء في احلرب) وصحيح سنن النسائي .
( :3كتاب اإلمارة ،باب كراهة الطروق لي ً
ال) .
ومن هنا يجب على كل زوج وزوجة أن يفوتا الفرصة على هذا
امللعون ؛ حتى ال يحقق أعظم أمانيه في التفريق بينهما ،والطريق إلى
ذلك يكون بوضع حد خلالفاتهما ومشكالتهما .
لذلك ترى عندما يبدأ أدنى خالف بني الزوجني ولو على أتفه
:1رواه مسلم (كتاب صفه القيامة واجلنة والنار ،باب حتريش الشيطان وبعثه سراياه) .
:1رواه أبي داود (كتاب الترجل ،باب في اخلضاب للنساء) واإلمام أحمد (. )23716
:2رواه البخاري (كتاب املناقب ،باب فضل عائشة) ومسلم (كتاب فضائل الصحابة ،باب فضل عائشة)
:3البخاري (كتاب الفرائض ،باب ميراث البنات) ومسلم (كتاب الوصية ،باب الوصية بالثلث) .
زوجته -كما سبق وأن ب ّينا ، -فالواجب على املسلم العفو والصفح ؛ ألن
تتبع الهفوات من شيم اللئام .
-5ثناء الزوج ومدحه لزوجته ،عن حسن اختيارها للباسها ،
وحسن صنعها في الطعام ،وحسن ترتيبها ألثاث املنـزل ،واهتمامها
بشؤون العائلة .
-6احترام مشاعر الطرف اآلخر وأحاسيسه واالبتعاد عما يكدر
خاطره ويجرح مشاعره ،وإن مما ينغص صفو السعادة الزوجية ويكدر
صفو العالقة بينهما :ثناء املرأة على بعض األزواج ،وثناء الرجل على
بعض النساء من غير محارمه .
-7تبادل الهدايا في املناسبات ،فإن الهدية من أكبر أسباب
احملبة ،كما قال رسولنا [ ( :تهادوا حتابوا)(. )1
-8احترام أهل الطرف اآلخر ،واإلشادة بهم ،وبحسن تربيتهم،
وعدم ذكر عيوبهم والتنقص منهم ،فإن في ذلك إيذاء للطرف اآلخر،
وتنقص له ،إال إذا كان على سبيل التحذير من عادة أو خلق معني
فينصحون به .
-9ليُ َع ِّود الزوجان نفسيهما على أن يدعوا لبعضهما ،ويرددا :
عسى الله أن يجمعنا في الدنيا واآلخرة .فإن هذا يزيد من بنيان العالقة
الزوجية ويقوي احلب بني الزوجني ،مثل :ما راح أجد مثلك زوجاً ،لو
عادت األيام بنا ملا قبلت بزوج غيرك ،ما راح آخذ زوجة وفية مثلك .
-10التحية احلارة والوداع ،عند الدخول واخلروج ،وعند السفر
والقدوم ،وعبر الهاتف.
بعض األزواج والزوجات كأن لسانهم مربوط عند التحية ٌّ ،
وكل
منا يالحظ ،على سبيل املثال :عندما يَ ِر ّن صوت الهاتف ويَ ُر ّد الزوج على
:1انظر اإلرواء (. )1601
الفهرس
1 < املقدمـة
< املبالغة في الغيرة على الزوج ،ما أتعس املرأة الغيورة وما أتعس حياتها
30
< وأخيراً ..أمور تنمي احلب بني الزوجني
33