Professional Documents
Culture Documents
تقنيات تحديد وعاء الجبايات الجمركية واستخلاصها وتصفيتها
تقنيات تحديد وعاء الجبايات الجمركية واستخلاصها وتصفيتها
الفوج الثالث
)التوقيت الميسر(
السنة الجامعية2024-2023:
:مقدمة
يلعب النظ ام الجم ركي دورا هام ا في تنظيم وتوجي ه السياس ة الجمركي ة ال تي ت ؤثر بش كل مباش ر في السياس ة
االقتصادية العامة ،وذل ك عبر تحقيق األه داف املتوخاة ،وال تي ترتبط باألساس بتزوي د الخزينة العامة للمملكة
ب أكبر ق در من املداخيل الجبائي ة الجمركي ة ،وإنج از األه داف االقتص ادية ومراقب ة التب ادل التج اري الخ ارجي،
وتطبيق التشريعات الخاصة املوكلة إلدارة الجمارك.
إن كلمة "ديوانة" لها نفس املعنى لكلمة "ديوان "DIWANالفارسية والتي كانت تعني مكان اجتماع متصرفي املالية
،))ADMINISTRATION DES FINANCESوق د ج اءت إلين ا من الكلم ة املعرب ة "دي وان" واإليطالي ة DOANA,
1 . DOGANAأم ا كلم ة جم ارك CUSTOMباإلنجليزي ة و DOUANEبالفرنس ية فهي تعب ير ن وعي يس تخدم ليع ني
الخدمة الحكومي ة املس ؤولة عن اإلدارة التشريعية املتعلقة ب الواردات والص ادرات من البض ائع ولفرض تحصيل
االي راد الناشئ من ف رض رس م ال واردات والض رائب عليه ا ،ويس تخدم أيض ا عن د اإلش ارة الى أي ج زء من خدم ة
الجمارك او مكاتبها اإلضافية.2
فكلمة جمارك إذن توحي بوجود حدود فاصلة بين دولة وأخرى ال يمكن تجاوزها إال طبقا لقوانين وتنظيمات
خاصة ،ووجود هياكل إدارية منظمة تخضع للقانون في سلطتها وواجباتها ،كما توحي كذلك بسياسة جمركية تهدف
التخاذ مجموعة من اإلجراءات الحمائية من أجل مراقبة وتحديد املبادالت الخارجية بهدف الحفاظ على السيادة
3
الوطنية وحماية املنتجات الوطنية وتشجيع االستثمارات .
ويشكل التنظيم الجمركي إطارا أساسيا لتنظيم وتحديد مهام إدارة الجمارك ومجال عملها ،باعتبارها إحدى
أهم املؤسس ات املكلف ة بالت دبير املالي الجم ركي ،كم ا يع د اإلط ار الخص ب لتنظيم اإلج راءات الجمركي ة وتحدي د
األنظم ة الجمركي ة ال تي تمنح امتي ازات خاص ة لفائ دة البض ائع املس تفيدة أو األشخاص املس تفيدين ،حيث تساهم
تلك األنظمة في تحقيق االقالع االقتصادي وتنمية التجارة الخارجية من خالل انعاش الصادرات الوطنية ،وتنمية
االستثمارات وتشجيع املبادرات الخاصة وتوجيهها نحو املجاالت التي تتماشى مع الخط العام الذي يطبع السياسة
االقتصادية واالجتماعية للدولة.
وترج ع الب وادر األولى لظه ور النظ ام الجم ركي إلى ف ترة الحماي ة الفرنس ية ،حيث ورث املغ رب املس تقل نظام ا
مستنسخا في مجمله عن النظام الجمركي الفرنسي في آلياته وفي القضايا التي يهتم بها ،فعمل على تحديثه وتطويره
وإعطائه مضامين جديدة مع الحفاظ على تقنياته العامة ليخدم األهداف الجديدة املتمثلة في االستقالل بالقرار
السياسي عبر السيطرة على عمليات صنع القرار االقتصادي ،وتحقيق أهداف سياسية بعودة سياسته على تجارته
الخارجية ،بحكم أن النظام الجمركي يضرب جدوره في عمق تاريخ املمارسة االقتصادية للمجتمعات املنظمة كما
يجسد سيادة الدولة على إقليمها.
فتعزيزا ملظاهر السيادة الوطنية ،عملت الدولة املغربية على إعادة النظر في النظام الجمركي ،فسارعت إلى
تحقيق وحدة جمركية حقيقية في إطار نظام جمركي موحد يخدم األهداف االقتصادية للمغرب املستقل واملتمثلة
1
Bastid Jeand Deminese j.p « la douane que sais-je » p :1
2
محمد عبد هللا عمر ،التشريع الجمركي والمنازعات القضائية ،مؤسسة شباب الجامعة ،سنة ،1978ص .12
3
د فاطمة الحمدان بحير ،السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية ،منشورات الزمن سنة ،2005ص.75:
في تشجيع االستثمار ،وض مان آلي ات التجه يز ،وتزوي د الس وق الداخلي ة ب املواد األساس ية والتحكم في دواليب
التج ارة الخارجي ة إلى ج انب العوائ د املحص ل عليه ا من ه ذه الرس وم الجمركي ة ،وذل ك عن طري ق وض ع تعرف ة
جمركية تفاضلية تعبر عن السيادة الوطنية احدثت بموجب ظهير 24ماي ،1957عند كل استيراد أو تصدير.
حيث كان الهدف الجبائي من بين أهداف هذه التعرفة الجمركية والذي تتجلى أهميته في تحصيل أكبر قدر من
املوارد من أجل تمويل الخزينة العامة .ومنذ حصول املغرب على استقالله اعتمد على الرسوم الجمركية للحصول
على أك بر ق در تموي ل ممكن للخزين ة ،ففي الف ترة املمت دة م ا بين 1956/1961كانت الض رائب غ ير املباش رة تمث ل
%65من مجموع الضرائب موزعة بنسبة %28من الرسوم الجمركية و %39على الرسوم الداخلية لالستهالك.4
كم ا اس تخدم السياس ة الجمركي ة كوس يلة لحماي ة ص ناعته الناش ئة عن طري ق وض ع مجموع ة من الرس وم
الجمركية املرتفعة الى جانب الحواجز الجمركية ،حيث تعتبر الرسوم الجمركية املظهر األول للحمائية لكونها تأخذ
بعين االعتب ار مص لحة الص ناعة الوطني ة واآلث ار ال تي تخلفه ا املنافس ة االقتص ادية غ ير املتوازن ة ،كم ا تعت بر أداة
جبائي ة ل دعم املداخيل العمومي ة ب النظر لحرك ة املب ادالت التجاري ة الدولي ة من جه ة ،ومن جه ة أخ رى لس هولة
تحصيلها مقارنة مع باقي أنواع الضرائب ،وهكذا أصبحت تمثل الحقوق والرسوم الجمركية مصدرا ماليا هاما
للدولة ،وجزءا كبيرا من ميزانيتها.
ومن هن ا ب اتت تنمي ة املوارد املالي ة للدول ة الوظيف ة األساس ية لإلدارة الجمركي ة ،فال غراب ة أن يحت ل ت أمين
املوارد املالية للدولة صدارة اهتمام إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة ،لكونها تشكل حيزا هاما من ميزانية
الدول ة ،وراف دا من رواف د الخزين ة العام ة الناتج ة عن اس تخالص الرس وم واملكوس املفروض ة على الص ادرات
والواردات باإلضافة إلى الضرائب غير املباشرة.
ولت دبير العم ل املالي الجم ركي ألقى املش رع الجم ركي على ع اتق إدارة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة مهم ة
الس هر على س ير العم ل الجم ركي باعتباره ا مرفق ا عام ا وإدارة مواطن ة ،وه ذه املؤسس ة تتحم ل مهم ة جليل ة من
خالل الرقابة التي تفرضها لتحقيق أهداف سياسية وأخرى أمنية فهي من خالل مجموعة من اإلجراءات التي تقوم
به ا تس اهم بش كل مباش ر في حماي ة االقتص اد الوط ني وذل ك بالح د من االس تيراد بف رض الرس وم الجمركي ة ،فهي
تتولى الخدمة الرامية الى تصفية وتحصيل اإليرادات الضريبية الناشئة على البضائع موضوع االستيراد والتصدير،
عبر خطوط التماس الحدودية إضافة الى الضرائب الداخلية على االستهالك ، 5في إطار نظام جمركي يعهد بتنظيم
وظائف ه وف ق مع ايير معين ة إلى إدارة الجم ارك ،مم ا ي بز أهمي ة ه ذه االج راءات والتقني ات املتبع ة لتحدي د وع اء
الجبايات الجمركية واستخالصها.
ويتمح ور املوض وع ال ذي نحن بص دد دراس ته ح ول إش كالية م دى مس اهمة التش ريعات الجمركي ة املتعلق ة
بالوعاء والتحصيل في حفظ الحقوق املالية للخزينة من جهة والحقوق املالية للملزم من جهة ثانية.
وملناقش ة ه ذه اإلش كالية اعتم دنا تص ميما س نحاول من خالل ه التط رق ألن واع الجباي ات الجمركي ة وتقني ات
تحديد وعائها كمبحث أول ،فيما سنتناول في املبحث الثاني تقنيات تصفية الجبايات الجمركية واستخالصها.
4
Najib Akesbi, « l’impôt, l’état, et l’ajustement », p :251
5
عبد العزيز العراش ،النظام الجمركي ومسألة التنمية االقتصادية ،دكتوراه الدولة في القانون العام ،جامعة الحسن الثاني كلية الحقوق الدار البيضاء ،سنة 1999ص15:
املبحث األول :أنواع الجبايات الجمركية وتقنيات تحديد وعائها
تعت بر الض ريبة الجمركي ة هي تل ك الض ريبة ال تي تحص لها الدول ة على الس لعة عن د مروره ا من مختل ف النق ط
الحدودية ،وقبل وضع أي تضريب البد من تحديد مجموع املجال الترابي الوطني الذي يخضع للضرائب.
وقد تولت مدونة الجمارك 6هذا األمر بحيث قامت بتحديد هذا املجال وتقسيمه إلى ثالثة أقسام:
املجال الجمركي :ويتضمن مجموع تراب اململكة بما فيه املياه اإلقليمية واملجال الجوي اإلقليمي. -1
املجBBال الخاضBBع للقBBانون الجمBBركي ويعBBني القسBBم األرضي من املجBBال الجمBBركي باستثناء املنBBاطق الحBBرة. -2
وبالتBBالي كل مBBا يBBدخل من سBBلع لهBBذا املجBBال يعتBBبر مسBBتوردا سBBواء تم إدخالBBه من الخBBارج أو من املنطقBBة الحBBرة.
كما تعتبر كل السلع التي تخرج من نطاق هذا املجال صادرات وليس واردات.
الخط الجمركي : 7ويعني تكوين مناطق خاصة للحراسة على طول النقط الحدودية األرضية والبحريBBة -3
على السواء ،والهدف من هذا الخط هو مراقبة التحركات وتهريب البضائع.
بعد التعرف على املجال الوطني الذي يخضع للضرائب الجمركية ،سنعرج في املطلب األول على أنواع الجبايات
الجمركية.
وتتكون الض رائب الجمركي ة من مجموع ة متنوع ة من الرس وم واملكوس .يمث ل بعض ها الرس وم ذات األهمي ة
القصوى .بينما يمثل البعض اآلخر الرس وم التكميلية؛ كما يمكن تقسيم هذه الرس وم إلى رسوم لالستيراد كما
سنرى في املطلب األول وأخرى للتصدير في املطلب الثاني.
9
املطلب األول :الرسوم الجمركية عند االستيراد
لق د ع رفت الرس وم املطبق ة على االس تيراد ع دة تغي يرات من ذ االس تقالل الى اآلن ف إلى غاي ة الثمانين ات
والتشكيلة الضريبية على االستيراد تتكون من األمور التالية:
رسم التنبر الجمركي ،ويمثل نسبة %10من مجموع الرسوم واملكوس. -
وابتداء من سنة 1986تم تعويض الضريبة على املنتجات والخدمات بالضريبة على القيمة املضافة ،وفي سنة
1988تم تعويض املكس الخاص باالقتطاع الضريبي عند االستيراد .وهكذا أصبحت التركيبة الجديدة على الشكل
التالي:
ويمكن اعتب ار ه ذه املجموع ة من الض رائب هي الض رائب األساس ية بالنس بة لالقتطاع ات الجمركي ة ،ويتم
تكملته ا بمجموع ة أخ رى من الرس وم التكميلي ة .وس نرى في الفق رة األولى الرس وم األساس ية على أن نتع رف في
الفقرة الثانية على الرسوم اإلضافية عند االستيراد.
تعتبر هذه الرسوم بمثابة العمود الفقري للنشاط الضريبي املغربي .واملورد األساسي لها من حيث املردودية،
كما يمكن استعمالها لتحديد السياسة االقتصادية للدول .وتتكون هذه الرسوم من الضرائب التالية:
الب د للبض ائع املس توردة من الخض وع للق وانين الجمركي ة املح ددة في املدون ة العام ة للجم ارك .ويتم إخض اع
البضاعة لتعرفة الرسوم الجمركية ،بعد أن تخضع لعملية تحديد السلعة في أحد السطور التعريفية للمسمية.
كم ا أقره ا مجلس التع اون الجم ركي ،وذل ك من أج ل توحي د نظ ام تع يين البض ائع بين ال دول وتطبيق ه حس ب
النظام املتناسق .كما يسمح هذا التصنيف بتحديد النسبة املفروضة على كل سلعة مستوردة ،إذ يمكن أن تتغير
هذه النسبة من منتوج آلخر حسب تق ديرات اإلدارة الجمركي ة .ويمكن تقسيم الحق الجمركي كرسم جبائي إلى
أربع معدالت:10
املعدل العام :وهو سعر عام يعادل عدة مرات سعر املعدل األدنى. أ-
10
KACEM JAJ, « de douanement des marchandises au Maroc », op, cit, p :176.
املع دل التفض يلي ويع ني اإلعف اء من الح ق الجم ركي وتس تفيد من ه الس لع املس توردة حس ب االتفاقي ات ت-
الدولية.
لقد عرفت مبالغ الحق الجمركي تنوعا كبيرا من سنة 1957إلى اليوم ،فقد تأرجحت هذه املبالغ ما بين %450
واإلعف اء .وب دأت مرتفع ة لتع رف انخفاض ات متوالي ة بع د األخ ذ بسياس ة التق ويم الهيكلي ،خاص ة بع د دخ ول
املغرب ملنظمة الغات ( .)GATTوقد استقرت أخيرا في نسبة %35باستثناء املنتوجات الفالحية التي تتمتع بحماية
جد مرتفعة عن طريق رفع سعر الحق الجمركي عند استيرادها ،إذ تتراوح نسبته ما بين 35و .%365إلى جانب
ه ذا نج د مجموع ة اإلعف اءات من الح ق الجم ركي ال تي خص ت مجموع ة من الس لع والبض ائع الض رورية ،مث ل
الحبوب خاصة حبوب البذور .كما يتم إعفاء السلع واملنتجات التي تخضع ألنظمة تعريفية تفضيلية ،تم إقرارها
عن طريق معاهدات واتفاقيات مع الدول األخرى.
لقد حل هذا االقتطاع الضريبي محل ضريبتي املكس الخاص والتنبر الجمركي ،وقد تم إحداثه بقانون املالية
لسنة ، 1988وعرف تطورا منذ تلك الفترة إلى اآلن .فبعد أن كان وسيلة لجلب اإليرادات فقط من أجل الحد من
وهك ذا أص بح الس عر عج ز امليزاني ة ،تم إعط اؤه بع دا اقتص اديا وإن كان بمس توى أق ل من ال دور الجب ائي.
ال تي تمتعت إم ا باإلعفاء أو الع ادي لالقتط اع ه و %15وتخضع ل ه جمي ع الس لع ،باستثناء مجموع ة من الس لع
بنسب منخفضة ،وهي كالتالي:
سعر % 12,5ويخص السلع الصيدلية واملوارد األولية التي تدخل في صناعة أو تلفيف املواد الصيدلية. -
س عر %10عن د اس تيراد املع دات واألدوات والس لع التجهيزي ة ال تي ت دخل في إط ار برن امج استثماري .أم ا -
بالنسبة للسلع املعفاة من الخضوع لالقتطاع الضريبي عند االستيراد ،فهناك السلع املعفاة كليا من أداء الرسوم
الجمركية ،ومنها الكتب والصحف واألفالم السينمائية الوثائقية والتربوية ،وكذلك األسمدة واملواد الكيماوية التي
تستعمل في الزراعة .11أما املواد املعفاة جزئيا من االقتطاع الضريبي عند االستيراد فمنها األقنعة املهنية الفردية
وكرتوشات التغيير وصناديق وعلب الفلترات ،وأقنعة فردية عازلة لتجميع أو إنتاج الهواء سواء بدواليب مفتوحة
ال تي تقيس وتض بط م واد األش عة .إلى ج انب ه ذا نجد س لعا ومنتج ات ال تخضع أو مغلق ة ،ومجم وع األجه زة
لالقتطاع الضريبي عند االستيراد وفقا التفاقيات دولية ،تعفي كل السلع املتأصلة من أحد البلدين واملتوجهة إلى
البلد اآلخر الطرف في االتفاقية ،من أداء رسوم االقتطاع الضريبي عند االستيراد.
لق د تب نى املغ رب نظ ام الض ريبة على القيم ة املض افة ابت داء من س نة ،1986وذل ك في إط ار مجموع ة من
اإلص الحات الجبائي ة ال تي همت الض ريبة العام ة على ال دخل والض ريبة على الش ركات ،وال تي ش كلت رهان ا جبائي ا
واقتصاديا من أجل انطالق سياسة مالية واقتصادية جديدة كانت تتطلبها الوضعية االقتصادية املقلقة للمغرب،
11فاطمة الحمدان بحير ،السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية ،منشورات الزمن سنة 2005ص.99:
وتفرض ها املؤسس ات الدولي ة للق روض كص ندوق النق د ال دولي والبن ك ال دولي .وق د حلت الض ريبة على القيم ة
املضافة محل الضريبة على املنتوجات والخدمات ( 12.)T.P.Sومن أهم مميزات الضريبة على القيمة املضافة ،أنها
اإلنتاج والتوزيع إلى مرحلة االستهالك النهائي، تمكن بفضل آلية الخصم من تحويل العبء الجبائي من مرحلتي
وبالتالي اكتسبت صفة االقتطاع غير املباشر على االستهالك .وباإلضافة لتشجيع االستثمار على املستوى الداخلي،
ته دف الض ريبة على القيم ة املض افة إلى تشجيع التج ارة الدولي ة على املس توى الخ ارجي ،إذ ترتك ز على عنص ر
مقي اس االس تهالك النه ائي كوع اء لتط بيق الض ريبة ومن تم تق رر إعف اء الص ادرات التط بيق ال ترابي ،وتتخ ذ
وإخضاع الواردات لهذه الضريبة.
لقد هدف املشرع املغربي من وراء تبنيه لهذه الضريبة ،في فترة كانت تخضع فيها هياكله لبرنامج التقويم الهيكلي،
إلى مساهمة هذه األخيرة في تجاوز الصعوبات الظرفية والهيكلية لالقتصاد املغربي .فالضريبة على القيمة املضافة
ترتك ز على تقني ة الحي اد الجب ائي ال تي كانت تفتق ده الض ريبة على املنتوج ات والخ دمات .13وه ذا الحي اد يض من
للتجارة الخارجية مكانة متميزة ،ويستجيب لألهداف الجبائية التي تنادي بها معاهدة الغات ،خصوصا بعد انضمام
املغ رب له ذه املعاه دة س نة 1987وال تي ش كلت بداي ة تح ول نح و انفت اح أك بر على األس واق الخارجي ة ،وإلى نهج
سياسة اقتصادية جديدة تهدف إلى إضعاف السياسات الحمائية وتشجيع املبادالت الدولية.
تتميز الواردات من الناحية الضريبية بازدواجية 14التطبيق ،فمن ناحية يتم إخضاع املنتوج املستورد للضريبة
عند الحدود من طرف إدارة الجمارك التي تقوم بتحصيل الضريبة على القيمة املضافة قبل ولوج املنتوج األجنبي
للمجال اإلقليمي املغربي ،ومن ناحية أخرى يتم فرض الضرائب الداخلية تبعا للعمليات االقتصادية التي تتم داخل
املجال الترابي في إطار الدورة االقتصادية التي يسلكها هذا املنتوج ،وفي الحالتين فإن مقياس االستهالك النهائي هو
الذي يحدد عنصر اإلخضاع للضريبة على القيمة املضافة.
تشكل قاعدة املجال اإلقليمي أساس ملبدأ اإلخضاع الضريبي .ذلك أن عملية االستيراد تصبح ملزمة بأداء الضريبة
إلدارة الجمارك بمجرد تسويق املنتوج املستورد داخل املغرب قصد االستهالك واالستعمال .وتخضع ملقتضيات
وتقني ات قانوني ة متم يزة ومختلف ة عن القواع د العام ة املعم ول به ا في إط ار نظ ام التط بيق ال داخلي للض ريبة على
القيمة املضافة.
تفرض على رقم املعامالت ضريبة تسمى الضريبة على القيمة املضافة ،وتطبق على العمليات التالية:
العملي ات املنج زة ب املغرب س واء كانت بطبيعته ا ص ناعية أم تجاري ة أم حرفي ة أم كانت داخل ة في نط اق أ-
مزاولة مهنة حرة.
12
ظهير شريف رقم 847.85.1صادر في 20ديسمبر 1985بتنفيذ القانون رقم 85.30المتعلق بفرض الضريبة على القيمة المضافة.
13
عبد الكريم التبيلي ،الضريبة على القيمة المضافة في مجال التجارة الخارجية ،ص.4:
14
عبد الكريم التبيلي ،الضريبة على القيمة المضافة في مجال التجارة الخارجية ،ص.10 :
15
المادة األولى ،الفقرة األولى ،من نظام الضريبة على القيمة المضافة.
عمليات االستيراد. ب-
لق د نص املش رع على عملي ات االس تيراد في فق رة منف ردة .وه و تك ريس لش مولية وعمومي ة إخض اع عملي ات
كافي ة االس تيراد للقيم ة املض افة .ول و لم تكتسي طابع ا اقتص اديا فق د اعت بر املش رع عملي ة االس تيراد نسبيا
لتكريس إلزامية الضريبة.
إن إعف اء الص ادرات من الض ريبة ه و بمثاب ة تطه ير ل رقم املع امالت الخاص ة بالتص دير من العبء الجب ائي ال ذي
يشكله إخضاعها للضريبة .وتفاديا للوقوع في مشكل االزدواج الضريبي على الصعيد العالمي فقد نص املشرع في
القانون املنظم للضريبة على القيمة املضافة على ما يلي:
تعفى من الض ريبة على القيم ة املض افة م ع االس تفادة من الح ق في الخص م املنص وص علي ه في املادة 17من ه ذا
القانون.
املنتجات التي يسلمها والخدمات التي يقدمها للتصدير الخاضعون للضريبة.16 أ-
ويطبق اإلعفاء على آخر بيع أنجز ،وآخر خدمة مقدمة في املغرب ،ونتج عنهما التصدير بصورة مباشرة وفورية .
من خالل ه ذه الفق رة يتبين أن ه للتمت ع ب العفو م ع ح ق الخص م الب د من إنج از عملي ة التص دير ،وي راد بالتص دير
خروج البضاعة املصدرة وكذا الخدمات املرتبطة بالتصدير تعني عمليات النقل والشحن واإلفراغ والتصدير.
يهم الخص م جمي ع مب الغ الض ريبة على القيم ة املض افة ال تي تحملته ا العناص ر املكون ة للمنت وج ،أي ال تي ب-
ارتبطت بمسلسل إنتاجه.
استعمال الخدمات املرتبطة بها خارج املجال اإلقليمي املغربي ،ويتم إثبات ذلك بواسطة مستندات النقل وفاتورة
البيع واإليصال الجمركي...
وبالنسبة للخدمات يتم تبريرها بفاتورة محررة في اسم الزبون األجنبي ،والوثائق الكفيلة بإثبات أداء قيمة الفاتورة
مصادق عليها من مكتب الصرف.
باإلضافة إلى هذا ،يمكن للمصدر االستفادة من نظام اإلرجاع والنظام الواقف .ويهدف النظام الواقف إلى تيسير
عملي ة التزوي د ب املواد األولية املرتبط ة بعمليات التص دير .وفي ه ذا اإلطار ينص الفص ل التاس ع من ق انون 85-30
املعدل سنة 1995على ما يلي" :يؤذن للمؤسسات املصدرة واملستفيدة من اإلعفاء املنصوص عليه في الفقرة األولى
من املادة الثامن ة ،بن اء على طلب منه ا وفي ح دود مجم وع رقم املع امالت ال ذي أنجزت ه خالل السنة املنصرمة فيم ا
على القيمة املضافة في الداخل ،البضائع واملواد يتعلق بأعمال التصدير أن تتسلم ،مع وقف استيفاء الضريبة
األولية واللفائف غير املرجعة والخدمات الالزمة للتصدير". 17
16
الفقرة األولى من المادة 8من القانون رقم 30.85نظام الضريبة على القيمة المضافة.
17
الفصل التاسع مكرر من القانون رقم 30.85نظام الضريبة على القيمة المضافة.
أم ا نظ ام اإلرج اع ال وارد مقتض ياته في الفص ول 20-19-18-17من نظ ام الض ريبة على القيم ة املض افة فيخ ول
للمص در إمكاني ة اس ترداد دين الض ريبة ال ذي لم يس تطع اس تنزاله على الض ريبة املس تحقة برس م مبيعات ه في
ال داخل .وتتم يز مس طرة اإلرج اع بثقله ا وتعقي دها س واء من حيث إثب ات أداء الض ريبة املراد اس تردادها أو من
18
حيث املدة الزمنية التي تستغرقها.
من خالل م ا س بق ،يمكن الق ول ب أن الض ريبة على القيم ة املض افة ذات آلي ات وتقني ات مهم ة لتف ادي مش كل
اإلخضاع املزدوج للمعامالت الضريبية الدولية ،وإلرساء نوع من الحياد الجبائي على املستوى التجاري الدولي ،من
خالل إخضاع الواردات وإخضاع الصادرات مع الحفاظ على السيادة الجبائية لكل دولة داخل مجالها اإلقليمي.
أش ار الفص ل 229من مدون ة الجم ارك إلى أن ه ذه اإلدارة هي املكلف ة بتص فية واستيفاء املكوس الداخلي ة على
االستهالك عن البضائع واملصوغات املستوردة من الخارج ،أو املنتجة بالتراب الجمركي .وقد قامت املدونة بحصر
أنواع البضائع الخاضعة للمكوس الداخلية على االستهالك 19وهي:
أنواع الليمونادا ،واملياه الغازية أو غي الغازية ،واملياه املعدنية ،ومياه املائدة وغيرها معطرة كانت أم غير -
معطرة.
الجعة -
املص وغات املس توردة أو املنتج ة ب التراب الخاض ع .تخض ع ه ذه البض ائع بمج رد اس تيرادها للمكوس -
الداخلي ة على االس تهالك .وق د تن اول الج زء الث اني من مرس وم تط بيق مدون ة الجم ارك في الفص ل 9ج داول ه ذه
البضائع املصوغات واملقادير املطبقة عليها.
وم ا يمكن مالحظت ه على الض ريبة ه و االستثناء ال ذي خص ب ه املش رع املص وغات الذهبي ة والبالتيني ة والفض ية،
حيث تخضع للمكوس الداخلية على االستهالك سواء تم استيرادها من الخارج أو من املناطق الحرة ،أو تم إنتاجها
في التراب الخاضع.
18
فاطمة الحمدان بحير ،السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولة ،مرجع سابق ،ص.103:
19
الفقرة األولى أ من الفصل 128من مرسوم تطبيق مدونة الجمارك.
فقد نص الفصل 44من مرسوم تطبيق مدونة الجمارك على وجوب تقديم املصوغات من البالتين أو الذهب أو
الفض ة املس توردة إلى املغ رب أو املص نوعة في ه إلى مكاتب الض مانة الجمركي ة لكي تخت بر فيه ا وتوض ع عليه ا دمغ ة
الضمانة.
ويكون ملزما ب أداء الكوس الداخلي ة لالس تهالك على املص وغات البالتيني ة والذهبية والفض ية املصرح ال ذي يقوم
بتصريح مسبق لدى إدارة الجمارك ،ويسمى التصريح بالحيازة .وتصفى املكوس الداخلية ابتداء من تاريخ تسجيل
التصريح املفصل. 20
إن أهم ما يميز هذه الضريبة هو سهولة حسابها وتصفيتها وتحصيلها ووفرة محصولها ،مما يخولها مكانة جد هامة
ضمن مجم وع الضرائب غير املباشرة ،وه ذه األهمية تضاعفت مع بداية العم ل ببرن امج التق ويم الهيكلي وتركيز
النظام الضريبي على قطاعي اإلنتاج واالستهالك ومنح الرأسمال مكانة تفضيلية.
إلى ج انب ه ذه الرس وم األساس ية ،نج د مجموع ة من الرس وم اإلض افية ال تي يتم أداؤه ا عن د االس تيراد وال تي
سنحاول التعريج عليها في الفقرة الثانية.
ما يهمنا في هذه الرسوم هو رسوم التنبر الخاص املرتبط بالعمل الجمركي ويمكن تقسيمه إلى أربعة أنواع:
وتخضع لها اإلرساليات بواسطة املالحة الكبرى أعالي البحار ،ويبلغ مقدار هذا الرسم 10دراهم عن اإلرساليات،
عندما ال يحرر منها أكثر من أربعة أصول.
22
وصوالت نقل البضائع : -2
تخض ع لرس وم التن بر الخاص ة بطاق ات الس يارات والوص والت ال تي س لمها املكتب الوط ني للس كك الحديدي ة
واملق اوالت العام ة أو الخاص ة للنق ل ال بري ،بم ا في ذل ك رس م اإلف راغ ،س واء أكان النق ل بواس طة القط ارات
السريعة أو العادية ،ويبلغ مقدار السعر 0,50درهم.
ي ؤدي ه ذا الرس م عن املخالص ات واإلي رادات ال تي تقي د أس فل الف اتورات وق وائم املص اريف واملخالص ات
والوصوالت واإليرادات من مبالغ نقدية وبوجه عام جميع السندات املتضمنة ملخالصة أو توصل أو إيراد سواء
20فاطمة الحمدان بحير ،السياسةالجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية ،مرجع سابق ،ص.104:
21ا لباب الثالث ،المادة ،8ال قسم 1من مدونة التسجيل والتنبر.
22الباب الثالث ،المادة ،8القسم 2من مدونة التسجيل.
23الباب الثالث ،المادة ،8القسم 3من مدونة التسجيل.
أكانت موقع ة أو غ ير موقع ة .فمن املب الغ أو القيم ال تي تتج اوز درهم ا واح دا وال تتع دى 10دراهم ي ؤدى رس م
مق داره 0,10ويرتف ع ه ذا الرس م من 0,25درهم إلى 0,50درهم إلى 1,25درهم إلى أن يص ل 1,60درهم وذل ك
حسب املبالغ أو القيم موضوع هذه الوثائق.
24
سندات اإلستيراد -4
املستورد تخضع سندات االستيراد التي تتجاوز قيمتها 2000درهم لرسم تنبر خاص قدره 50درهما ،يؤديه
على نم وذج الس ند املخص ص ل ه عن د تع يين م وطن الوف اء بأح د األبن اك .ويوض ع ه ذا التن بر على جمي ع بي ان
االستيراد ،وتعفى محاضر الجمرك من إجراءات التسجيل والتنبر.
25
رسوم التشريفات -5
تخض ع له ذا الرس م الب واخر املغربي ة واألجنبي ة إذا م ا ق امت في مين اء أجن بي بشحن س لع أو أشخاص في اتج اه
املغ رب .وي تراوح مق دار ه ذا الرس م ،واملطب ق على شحن الب واخر بالس لع بين 0,20و 0,25درهم ا للطن ،إذا كانت
تحمل العلم املغربي ،مع تحديد سقف ضريبي قدره 1000درهم في الحالة األولى و 25000درهما في الحالة الثانية.
26
الرسوم على النقل الخصوصي للسلع -6
تق وم إدارة الجم ارك بتحص يل رس م ي ومي مق داره 5دراهم للطن أو ج زء من الطن من ال وزن الكلي للش احنة أو
مجم وع الش احنة .وتخض ع له ذا املكس وس ائل النق ل الخصوص ية واملسجلة بالخ ارج والخاض عة لالل تزام برخصة
املرور وذلك أثناء مقامها في املغرب.
27
رسوم املالحة البحرية ورخص الصيد -7
وتتكون من مكوس املالحة التي تنقسم إلى رسم التجهيز وحق اإلذن باإلبحار ،وسجل نوتية املركب أو دفتر أسماء
مالحي املركب.
اليمكن للب واخر أو املراكب كيفم ا كان نوعه ا أن تحم ل العلم املغ ربي وتس تفيد من املزاي ا والحماي ة ال تي تمنحه ا
املالح ة املغربي ة إال إذا أدت حق وق التجه يز وال ذي يح دد س عره حس ب س عة الس فن اإلجمالي ة ،وال ذي ي تراوح
مقداره بين 0,10و 120درهم.
24الباب الثالث ،المادة ،8القسم 26من مدونة التسجيل والتنبر ،الفصل 241من مدونة الجمارك.
25مرسوم )10.10.1989( 246.89.2الجريدة الرسمية عدد )1948.11.01(4018المعدل لمرسوم 834.84.2بتاريخ ،1989.11.01المعدل لمرسوم 834.84.2بتاريخ
( )1948.12.28المعدل لمرسوم 646.70.2بتاريخ .1972.12.30
26المرسوم الملكي بمثابة قانون( )1968.8.5المنشور بالجريدة الرسمية عدد 2914بتاريخ( )1968.9.4المتعلق بحركة شاحنات النقل الخصوصي لليبضائع.
27األساس القانوني لهذه الرسوم تحددها مجموعة من الظهائر التي تم تعديلها على مر السننوات وهي( :ظهير 1957.8.3و 1973.11.23و.)1984.4,27
وجواز وهي الرسوم السنوية التي تحدد عن كل سفينة تستوفيها مصالح الجمارك عند تسليم اإلذن باإلبحار،
اإلبحار هو الوثيقة التي تسلمها مصلحة املالحة في ميناء التسجيل لتثبت أن السفينة مازالت تتمتع بالحق في رفع
العلم املغربي .والجواز صالح ملدة سنة ويتراوح سعر هذا الحق بين 2درهم للطنة و 100درهم بالنسبة للبواخر
التي تتجاوز 500طنة .أما السفن والزوارق املعدة للنزهة فتؤدي رسما قدره 3000درهم.
يمنح لكل ب اخرة ترف ع العلم املغ ربي سجل م رقم وموق ع ويتم وض ع تأش يرات وص ول وذه اب الب واخر ويح دد
اإلقتطاع بهذا الرسم بقدر نسبته 0,50لكل ورقة يتم استعمالها.
وتضم رخصة الصيد والرسم اإلضافي على اإلقتطاع على رخصة الصيد في البحر والرسوم الخاصة على السمك
املدعو صناعي .ويمكن بيان أسماء ومفردات هذه املجموعة فيما يلي:
البد ملمارسة حق الصيد في املنطقة االقتصادية 200ميل من الحصول على رخصة الصيد ،والصالحة ملدة سنة
شمسية .ومنح هذه الرخصة يؤدي إلى أداء رسم يتراوح ما بين 75درهما للبواخر التي تصل سعتها اإلجمالية إلى 2
طنة أو أقل ،وما بين 40000,00درهما إذا كان عدد الطنات يتجاوز 1000وحدة.
يتم حسابه على مبلغ الرسم املستحق بخصوص منح وتجديد رخصة الصيد ويتراوح مقدار الرسم تبعا لسعة
الجماعة التي السفن اإلجمالية من %5إلى حدود %30وتمنح مداخيل هذه الرسوم شهريا لصندوق قابض
يوجد على أرضها امليناء.
تخض ع الب واخر لزي ارات س نوية للتأك د من صحة ص يانة الب واخر وم دى ص الحيتها لإلبح ار واملالح ة ،وه ذه
الزيارات هي األعمال املنشئة للضريبة ،ويكون الرسم سنويا يتحدد بسعر يتراوح مقداره بين 10و 500,00درهم
حسب عدد الطنات.
يتم فرض مكس عن خزن البضائع والسلع في أماكن الجمارك من مباني ومراسي ومخازن والساحات التي تمارس
فيها إدارة الجمارك أعمالها وتتراوح قيمة هذا املكس ما بين %2و %10حسب مدة تخزين البضاعة.
بدأ العمل في تطبيق هذا الرسم ابتداء 1/1/1986بمبلغ قدره %6على األخشاب الخام باستثناء املنتوجات
الخشبية .ويحول مدخول هذا الرسم لحساب الصندوق الوطني الغابوي.
يقصد بالزربية تلك التي توضع تحث االرجل ،فالقانون يستثني زربية الحائط واملائدة والحمام وزربية األلعاب.
تخضع الزرابي املستوردة إلى رسم دمغة ومراقبة ويحدد السعر في %5قيمية.
جاء هذا الرسم ليحل محل الرسم التصديري الذي كانت تحول إيراداته لصالح مكتب التسويق والتصدير) نسبة
28
% 1من قيمة البضائع) ،وتقدر قيمة الرسم شبه الضريبي عند االستيراد بنسبة %0,25من القيمة لدى الجمارك
.
بع د أن تطرقن ا للرس وم الجمركي ة عن د االس تيراد في املطلب األول ،ننتق ل للح ديث عن الرس وم الجمركي ة عن د
التصدير في املطلب الثاني.
ينظم الفصل الرابع من مدون ة الجمارك والضرائب غير املباشرة مجم وع الرس وم واملكوس املستحقة من عملية
التصدير .غير أن أغلب هذه البضائع ال تخضع لوحدة الرسوم نظرا للنهج الليبرالي الذي يسير عليه املغرب في إطار
تشجيع الصادرات
29
الفقرة األولى :أنواع الرسوم املستحقة من عمليات التصدير
تخضع هذه الضريبة لرسم قيمي محدد ب %5ويتم تحصيل هذا الرسم على منتجات املعادن الخام املخصبة أو
املصفاة أو التي تم تحويلها إلى معدن خام أو خليط مركب ،وذلك عند تصديرها مع استثناء الفوسفاط.
28فاطمة الحمدان بحير ،السياسة الجمركية المغربية وإشكالية المبادالت التجارية الدولية ،مرجع سابق ،ص.108:
29األسس القانونية المنظمة لهذا الرسم :الفصل 121من ظهير 16ابريل ،1951منشور في الجريدة الرسمية عدد 2021بتاريخ 1951.5.18معدل بقانوني المالية لسنة1970
ولسنة .1992
واملص در مل زم بالتص ريح في بي ان التص دير بجمي ع املعلوم ات املتعلق ة ب املنجم ال ذي تم في ه إنت اج املواد املراد
تصديرها.
يخضع لهذا الرسم الذرة املصدرة ويحدد مقداره في 0,50درهما للقنطار الخالص .أما بالنسبة لقصب السكر
املصدر فتختلف نسبة الرسم باختالف قيمة قصب السكر .ويتم تخصيص هذه املوارد لصالح الصندوق الوطني
للقرض الفالحي.
النباتي. يقدر هذا االقتطاع ب 7دراهم للطن ويتم تصفية وتحصيل هذا املكس لصالح صندوق تنمية السبيب
وقد ثم إحداث هذا االقتطاع بظهير 341-61-1الصادر بتاريخ 4ديسمبر .1961
يتم تحصيل هذا االقتطاع عند تصدير الفوسفاط الخام أو الذي يتم تحويله بتطبيق مبلغ قدره 34درهما للطن
الفوسفاط الخام. في
يتم تحص يل ه ذا االقتط اع بسبب عملي ات املراقب ة ال تي يتم القي ام به ا من ط رف ه ذا املكتب على بعض منتوج ات
الحوامض والبواكر ومستخرجاتها وتحدد قيمة هذا الرسم في نسبة .%1
إلى جانب هذه الرسوم نجد مجموعة من الرسوم املشتركة عند التصدير وعند االستيراد وهي:
يطب ق ه ذا الرس م على جمي ع النبات ات واملنتج ات النباتي ة والطفيلي ات النباتي ة عن د اس تيرادها وتص ديرها
وعبورها التراب الوطني.
لق د تم تحدي د س عر االقتطاع ات املؤداة إلدارة الجم ارك بقيم ة مص اريف تبخ ير النبات ات واملنتج ات النباتي ة
املستوردة أو املعدة للتصدير وتحدد هذه املصاريف بعد كل عملية حسب القوة االستيعابية الكلية ملكان التبخير
كيفم ا كان حجم الس لع املعالج ة .وذل ك حس ب س عر موح د ق دره 10دراهم للم تر املكعب وكيفم ا كانت املادة
املبخرة.
أثناء اجتياز الحيوانات الحية واملنتجات الحيوانية واملنتجات ذات األصل الحيواني ومنتجات التناسل الحيواني،
ومنتجات البحر وامليه العذبة وأعالف الحيوانات ،نقط الحدود عند اإلستيراد أو التصدير ،وبمناسبة خضوعها
إلج راءات املراقبة الصحية ي ؤدى عن ه ذه املواد والحيوانات رسم ي تراوح ق دره بين 0,20درهم ا لل رأس بالنسبة
للطي ور مثال ،و 0,40درهم ا للكيل وغرام الواح د بالنس بة لبعض منتج ات الحيوان ات كالص وف والجل د وال بيض
والعسل واملنتجات الحليبية إذا كان الوزن يتجاوز في العملية الجمركية الواحدة 5000كلغرام ،تكون الحيوانات
املستوردة واملصدرة مرفقة بشهادة صحية بيطرية من دولة األصل ،كما يتم احتجاز الحيوانات عند استيرادها
ملدة أربعين يوما للتأكد من خلوها من األمراض.
إن أهم ما يمكن مالحظته على هذه االقتطاعات هو نبل أهدافها ،املتمثلة في الحفاظ على الصحة العامة عن طريق
حماي ة ال ثروة الحيواني ة والنباتي ة من املخ اطر ومن كل الع دوات القادم ة من الخ ارج على ش كل خالي ا نباتي ة
وحيوانية قد تسبب انتشار األمراض املعدية والوبائية.
إلى جانب هذه الرسوم نجد مجموعة أخرى من الرسوم واالقتطاعات التي تقوم بها إدارة الجمارك وتسمى رسوم
امليناء وتخضع لها السلع والبواخر والبضائع والركاب واملعمول بها في بعض املوانئ .
لق د ق ام املش رع بتصنيف مختل ف الس لع والبض ائع إلى ع دة أص ناف ،فهن اك الس لع العادي ة ويتم قياس ها ب الطن
وي تراوح س عرها بين 1,10درهم للمنقل ة ،و 165,00درهم ا بالنس بة للق اطرة ،وهن اك الحيوان ات الحي ة ،ويطب ق
عليها 0,30درهما للخروف كحد أدنى وسعر 9,90درهما للفرس كحد أقصى ،إلى جاب هذا نجد مجموعة أخرى
متعددة من السلع تختلف في وحدة القياس وسعر الرسم.
وقد خصص املشرع إيرادات هذه الرسوم لخدمة املرافق العامة للموانئ ،بحيث أدخلها بامليزانية امللحقة للموانئ
حتى يتم تهيئة وصيانة البنيات الضرورية للمرافئ ،الستقبال البواخر وتنمية التبادل التجاري وتنشيطه عبر البحر.
بع د تطرقن ا في الف رع األول ملختل ف أن واع الجباي ات الجمركي ة ،س نحاول التع ريج في الف رع الث اني على التقني ات
املتبعة لتحديد وعائها.
بع د توقي ع املغ رب على االتف اق الخ اص بالعم ل بالفص ل الس ابع من االتفاقي ة العام ة بش أن الرس وم الجمركي ة
والتجارة Gattاملوقعة بمراكش سنة 1944تم إدماج مقتضيات هذه االتفاقية في التشريع الوطني الخاص بتحديد
القيمة في الجمرك
ته دف ه ذه االتفاقي ة الى خل ق نظ ام جدي د للقيم ة في الجم رك ويعم ل الى تس هيل وتبس يط املب ادالت التجاري ة
الدولية ،وذلك بخلق نظام موحد بين جميع الدول األعضاء في االتفاقية ،وتنسيق التجارة على املستوى الدولي ،
والغاء اساليب التقييم املتعارضة التي من شأنها ان تضر بنمو املبادالت التجارية ،وذلك باعتماد قواعد جديدة
واكثر انفتاح ا ومس اهمة في دعم تنافسية املقاول ة املغربي ة ،وتعتم د القيم ة ل دى الجم رك على نظ امين هم ا نظ ام
تحديد القيمة على اساس قيمة البضاعة وهو النظام املعمول به في املغرب ،ونظام تحديد القيمة على اساس نوعي
ويرتكز على عناصر الوزن والعدد واملساحة والطول
ونظرا ألهمية القيمة في تحديد قيمة الجبايات الجمركية وتغذية خزينة الدولة.
فموضوع عرضنا يتطلب منا الوقوف على طرق واساليب حديدها سواء عند االستيراد او التصدير
الرس وم تع ني الض ريبة فاملش رع لم يم يز بين تس ميات االن واع الض ريبية اذ ال ف رق عن ده بين الض ريبة والح ق
واالقتط اع واملكس والعوائ د ،والض ريبة الجمركي ة هي ال تي تف رض على الس لعة عن د مروره ا من مختل ف النق ط
الحدودية سواء اكانت برية ،بحرية ،او جوية ،وتسمى عند فرضها على دخول البضاعة رسما واردا وعند خروجها
رسما صادرا.
وتتكون الض رائب الجمركي ة من مجموع ة متنوع ة من الرس وم واملكوس ،ويمث ل بعض ها الرس وم ذات األهمي ة
القصوى ،بينما يمثل البعض اآلخر الرسوم التكميلية ،كما يمكن تقسيم هذه الرسوم الى رسوم االستيراد واخرى
التصدير
ويمث ل الرس م الجم ركي عن د االس تيراد واالقتط اع الض ريبي عن د االس تيراد الض ريبة على القيم ة املضافة واملكس
الداخلي الستهالك
وتمث ل ه ذه املجموع ة الض رائب االساس ية بالنس بة االقتطاع ات الجمركي ة ويتم تكميله ا بمجموع ة اخ رى من
30
الرسوم التكميلية
ونظ را ألهمي ة القيم ة في تحدي د قيم ة الجباي ات الجمركي ة وتغذي ة خزين ة الدول ة فموض وع عرض نا يتطلب من ا
الوقوف على طرق واساليب تحديدها سواء عند االستيراد او التصدير:
تعتبر القيمة في الجمرك العنصر االساسي لتحديد الوعاء الضريبي الرسوم الجمركية وفق معايير محددة بمدونة
الجم ارك ،اال ان تحدي د ه ذه القيم ة يختل ف بحس ب العملي ة التجاري ة للمقاول ة وال تي تختل ف حس ب اس تيرادها
بضائع معينة أو تصديرها
عرف الفصل 20في فقرته االولى من مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة القيمة لدى الجمرك عند االستيراد
بأنها القيمة التعاقدية ،اي الثمن االجمالي املدفوع فعال او الذي سيدفعه املشتري للبائع ملصلحة هذا األخير مقابل
البضائع املستوردة الى التراب الخاضع املغربي ،وتضاف اليه بعض االعباء التي تتحملها املقاولة كمصاريف النقل
والشحن والتفريغ وكلفة التامين والعموالت ومصاريف السمسرة. 31
30الفصل 20مكرر مرتين من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة وال يجوز إضافة أي عنصر إلى الثمن الموضوع حقا أو المستحق غير العناصر المشار إليها في هذا الصدد
كالعناصر التي يتحملها المشتري دون أن تكون مدرجة في الثمن المدفوع فعال أو المستحق عن البضائع ( كلفة المتعينة ،كلفة الحاويات....
-انظر الفصل 20من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة.
-حددت الفقرة 06من الفصل 20مكرر ثمانية مرات من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة األشخاص المرتبطين وصنفتهم في ثمانية مراتب كما إذا كانوا من أفراد نفس األسرة،
أو إذا كان أحدهم مستغال آلخر ،أو إذا كان أحدهما يراقب اآلخر بشكل مباشر أو غير مباشر ،أو إذا كان معترفا لهم قانونا بصفة شركاء فيما بينهم.
القيمة التعاقدية ليست بالضرورة هي الثمن المسجل في الفاتورة ،فهذا األخير يمكن إال يتضمن سوى جزء من الثمن اإلجمالي للصفقة
-أمويني نعيمة ،تحرير التجارة الخارجية منذ سنة 1984والمكانة التمويلية للضرائب الجمركية رسالة لليل دبلوم الدراسات العلياء شعبة القانون العام ،1994جامعة
الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،الدار البيضاء ،ص91 :
31فؤاد أنوار ,التخليص الجمركي للبضائع ،مرجع سابق ،ص309 :
-تتمثل في تقديم تصريح غير صحيح وهي مخالفة من الدرجة الثانية حسب الفصل 294من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة.
اال ان التصريح املفصل املكتتب من قبل املصرح او املقاولة املستوردة يتضمن قيمة البضائع املعبر عنها بالعملة
الوطنية كأهم العناصر لتحديد الوعاء الضريبي للرسوم الجمركية املفروضة على املقاولة ،حيث يتم تحديد هذه
القيمة بالعملة الوطنية ،وبعد اضافة العناصر األخرى املكونة للقيمة كمصاريف النقل والشحن والتامين ،وبالتالي
فإن كل اغفال يتعلق بعدم إدماج واحد او أكثر من العناصر في القيمة املصرح بها يشكل مخالفة جمركية
حدد الفصل 21من مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة ،القيمة في الجمرك عند التصدير في " قيمة البضائع
ناجزة البيع بالجملة في نقطة الخروج مجردة من رسوم ومكوس التصدير ،بالقيمة بالجمرك يجب ان تطابق ثمن
ال بيع ب الجمرك بالس وق املحلي للبض ائع عن د خروجه ا من ال تراب الخاض ع مج ردة من الرس وم واملكوس عن د
التصدير ،وفي هذا الصدد يعتبر نظام " فوب" اكثر األنظمة او املصطلحات التجارية الدولية استعماال من طرف
املقاوالت املغربية املصدرة ،من اجل التأكد من قيمة البضاعة ،ق د تطلب إدارة الجم ارك من املقاول ة املصدرة
االدالء ببعض الوثائق املثبتة للعملية التجارية مثل الفاتورات واملستندات التجارية األخرى
ويلزم املصدر او املصرح بعدم اجراء اي تغيير أو تعديل في هذه العناصر بين اوقات إجراء املعاينة ووقت خروج
البضاعة من التراب الوطني ,مع ضرورة األخذ بعين االعتبار كل نقص في القيمة التي تتعرض لها البضاعة بسبب
فساد او ضياع شريطة القيام بتقديم طلب من املصرح او امللزم الى املكتب الجمركي املختص ،وإثبات ان النقص
الحاصل في القيمة حدث بعد عملية املعاينة وقبل خروج البضائع من التراب الوطني ،وهدف املشرع الجمركي في
تحدي د القيم ة عن د التص دير هي مس اعدة املق اوالت على مس ايرة التنافس ية الدولي ة من خالل تشجيعها على
التصدير
نصت املدونة الجمارك بالتسلسل على خمسة اساليب لتحديد قيمة الوعاء على البضائع عن .االستيراد كما اوجبت
احترام هذا التسلسل في تقييم البضائع ،وهذا يفترض بعض الدقة والصرامة في معالجة القيمة في الجمرك
إذا تعذر تحديد القيمة بتطبيق أحكام الفصل 20من مدونة الجمارك ،فإن القيمة التي يجب اعتمادها هي القيمة
التعاقدي ة لبض ائع مطابق ة تم بيعه ا من اج ل التص دير في اتج اه ال تراب الوط ني ،وص درت في نفس ت اريخ تص دير
البضائع محل التقييم
ويقصد هنا بالبضائع املطابقة البضائع املستوردة التي تتطابق في كل نواحي بما في ذلك الخصائص املادية والجودة
والسمعة باملقارنة مع البضائع التي يجري تقييمها ،وال تؤدي االختالالت البسيطة في املظهر الى استبعاد البضائع
املتوافق ة او املطابق ة ،وتعت بر بض ائع مطابق ة تل ك املنتج ة في نفس البل د ال ذي انتجت في ه البض ائع ال تي يج ري
يعني تسليم البضاعة فوق ظهر السفينة في ميناء الشحن حيث يكون على عاتق البائع إحضار البضاعة وتسليمها بوضعها على ظهر السفينة التي يعينها المشتري ،ويتحمل البائع
مصاريف بقاء البضاعة على الرصيف في انتظار شحنها.
للمزيد في هذا اإلطار نظرا محمد برادة غزيول التصدير واالستيراد واإلشكاليات القانونية دراسة وتطبيق ،مرجع سابق ،ص 38
فؤاد أنوار التخليص الجمركي للبضائع ،مرجع سابق ،ص - 310
المصلحة المكلفة بمراقبة القيمة بإدارة الجمارك.
يمكن اإلثبات بالمستندات الملحقة بالتصريح أو بالشهادة المثبتة لنتائج الفحص المقررة من طرف العون المكلف بالفحص والمعاينة.
تقييمها وانتجت من طرف الشخص الذي قام بإنتاج البضائع التي يجري تقييمها ،في حالة عدم وجود مثل هذه
البضائع تؤخذ بعين االعتبار البضائع التي انتجها شخص اخر ،وتقوم هذه الطريقة على إجراء مقارنة بين املعاملة
التجاري ة مح ل التق ييم ومعامل ة تجاري ة س ابقة اس توفت اركان القيم ة التعاقدي ة ،لكن م ع ض رورة ت وافر بعض
الشروط ،كأن يتحقق تزامن او تقارب زمني بين العملتين موضوع املقارنة ،وان تكون البضاعة محل التقييم من
نفس البلد املصدر و موجهة نحو نفس البلد املستورد ،ثم ان تتطابق البضائع املقارنة سواء في خصائصها املادية
أو النوعية كالسمعة والجودة والكمية
وملا كان املش رع املغ ربي ق د أش ار إلى إش كالية تواج د اك ثر من قيم ة تعاقدي ة لبض ائع مطابق ة تختل ف فيم ا بينه ا،
فيؤخ ذ بالقيم ة التعاقدي ة االدنى ،ودال ك اعم اال ملقتض يات الفق رة األخ يرة من الفص ل 20مك رر اربع م رات من
املدونة،
ثانيا :في الحالة التي يمكن تحديد القيمة بتطبيق أحكام الفصلين 20و 20مكرر أربع مرات،
فإن القيمة في الجمرك التي يتعين األخذ بها هي القيمة التعاقدية لبضائع مماثلة وبيعت للتصدير في اتجاه التراب
الوطني وصدرت في نفس تاريخ تصدير البضاعة التي يجري تقييمها ،حيث ان هذا االسلوب ال يختلف عن أسلوب
القيمة التعاقدية لبضائع مطابقة سوى فينا يتعلق بالبضاعة موضوع املقارنة ،ذلك انه في غياب التطابق التام بين
السلع فيكون هناك تماثل او تشابه بين املنتجات او مكوناتها األساسية
وهنا نقصد بالبضائع املماثلة البضائع املستوردة والتي وان لم تكن مشابهة في كل النواحي فإن لها خصائص مشابهة
مع تلك البضائع موضوع تحديد القيمة ،وبالتالي مكونة من مواد مماثلة تمكنها من أداء نفس وظائفها ومن قابليتها
للتب ادل معه ا تجاري ا ،او انتجت في نفس البل د ال ذي انتجت في ه البض ائع ال تي يج ري تقييمه ا ،او انتجت من ط رف
نفس الشخص ال ذي ق ام بإنت اج البض ائع ال تي يج ري تقييمه ا ،وفي حال ة وج ود ه ذه البض ائع تؤخ ذ بعين االعتب ار
البضائع التي انتجها شخص اخر،
إذا تع ذر تق ييم البض اعة باعتم اد القيم ة التعاقدي ة العادي ة أو املعتم دة على بض ائع مطابق ة او مماثل ة ،ف إن قيم ة
البضائع محل التقييم تستند إلى أسلوب االستنباط الذي يفترض احدى الحالتين:
تمثل االولى في اذا تم بيع داخل التراب الجمركي البضائع املستوردة او بضائع مطابقة او مماثلة على حالتها ،فإن
احتس اب القيم ة تعتم د على اس اس س عر الوح دة ال ذي بيعت ب ه اك بر حص ة إجمالي ة من البض ائع املس توردة او
املطابق ة او املماثل ة لفائ دة اشخاص غ ير م رتبطين ببائعيه ا ،وذل ك في نفس ال وقت ال ذي وردت في ه البض ائع ال تي
يج ري تقييمه ا ،او في اق رب وقت يلي ه ،دون ان يتع دى اج ل 90يوم ا من ت اريخ االس تيراد ،ام ا الحال ة الثاني ة
فتتمثل في اذا لم يتم بيع السلع املستوردة او املطابقة او املماثلة على حالتها داخل التراب الجمركي ،فإن القيمة
تح دد باالرتكاز على س عر الوح دة ل تي بيعت ب ه اك بر كمي ة اجمالي ة ،من ه ذه البض ائع ألشخاص غ ير م رتبطين
بالبائعين وذلك بعد صياغتها او تحويلها ،وتؤخذ بعين االعتبار القيمة املضافة املترتبة على الصياغة او التحويل ،
كما تخصم العموالت ومصاريف النقل وكلفة التامين ،وكذا مبالغ الضرائب املفروضة عند استيراد البضائع أو
بيعها املؤداة داخل التراب الخاضع
في كلت ا الح التين تق وم إدارة الجم ارك بخص م العناص ر املتعلق ة ب العموالت ومص اريف النق ل والت امين ومب الغ
الرسوم واملكوس املستحقة بسبب استيراد البضائع محل التقييم ،ويعتبر هذا الخصم امتياز ممنوح للمقاوالت
املس توردة س واء بيعت البض ائع املس توردة على حالته ا او على غ ير حالته ا ،بغي ة تبس يط وتس هيل تحدي د القيم ة في
الجمرك.
في الحال ة ال تي يتع ذر تق ييم البض ائع بتط بيق االس اليب س الفة ال ذكر ف إن تحدي د القيم ة في الجم رك للبض ائع
املس توردة يتم وف ق أس لوب القيم ة املحتس بة ،وهي قيم ة تتكون من ع دة عناص ر اهمه ا قيم ة املواد وكلف ة عملي ة
التصنيع وغيره ا من العملي ات املتطلب ة في انت اج البض ائع املس توردة ،ثم مقاب ل االرب اح واملص اريف العام ة ال ذي
يع ادل املبل غ ال ذي ي دخل ع ادة في مبيع ات البض ائع من نفس الن وع واملنتج ة بال دول املص درة ،وكلف ة او قيم ة
مصاريف النقل والشحن والتفريغ واملناولة املرتبطة بالبضائع املستوردة
اذا تع ذر تحدي د القيم ة وف ق املن اهج الس الفة ،ف إن إدارة الجم ارك تح ددها وف ق اس اليب معقول ة تنسجم م ع
مقتضيات املدونة ،وتتماشى مع أحكام الفصل 07من االتفاقية العامة حول التعريفات الجمركية والتجارة لسنة
، 1994وكذا العمل على اساس املعطيات املتاحة في السوق الداخلية املغرب وتسمح هذه الوسيلة املحددة للقيمة
في الجم رك إدارة الجم ارك باس تعمال س لطتها واالجته اد في تحدي د القيم ة ويض ل للمل زم الح ق في منازع ة اإلدارة
حول هذا التحديد امام الهيئات االدارية او الجهات القضائية
تحديد قيمة البضائع وطرقه
يحدد الفصل 21من قانون الجماركّ والضرائب غير املباشرة القيمةّ الخاصة بهذهّ العملية .وينص الفصل على
أن ه” عن د التص دير تكون القيم ة في الجم رك هي قيم ة البض ائع ن اجزة ال بيع بالجمل ة في نقط ة الخ روج مج ردة من
رس وم ومكوس التص دير ." .ه ذه هي القيم ة الخاض عة للض ريبة املس تخدمة كأس اس لحس اب الرس وم والض رائب
على الص ادرات .يتم تحدي د ه ذه القيم ة "عن د نقط ة الخ روج" ويجب أن تتواف ق ع ادة م ع – :س عر ال بيع بالجمل ة
والس عر الف وري في الس وق املحلي ة ص اف من أي خص ومات/تخفيض ات تمنح للمش ترين األج انب؛ – زي ادة س عر
جميع الخدمات املقدمة حتى عرض البضائع عند "نقطة الخروج" بما في ذلك تكاليف التحميل .يجب علىِّ املشغل
االقتص ادي أنّ يص رح بقيم ة س لعه عن د التص دير على النح و املح دد أعال ه وبالعمل ة الوطني ة م ع اإلش ارة إلى
املعلومات الواردة في الفواتير والوثائق التجارية األخرى .في الحالة التي تكون فيها الفواتير املذكورة مقومة بالعملة
األجنبي ة للبل د املقص ود املوجه ة ،يجب على املص در تق ديم القيم ة املعادل ة بال درهم واإلش ارة إلى س عر الص رف
املستخدم واليوم.32
عند االستيراد:
يتم تحديد القيمة عمال بما ورد بدءا من الفصل 20وصوال إلى الفصل ّ20املكرر إحدى عشرةّ مرة من قانون
الجماركّ والضرائب غير املباشرة .ويستند هذا التحديد على األحكامّ التعهدية الواردة في اتفاق منظمة التجارة
العاملية بشأن التقييم الجمركي للبضائع املستوردة،
وهناك العديد من طرق تقييم البضائع املستوردة وتبقىّ الطريقة الرئيسية للتقييم هي قيمة الصفقة/التعامل أي
الثمن املدفوع فع ال أوّ املس تحقّ ي ترتف ع بالنفق ات اإلض افية ال تي يتكب دها املش غل ،وال تي لم تكن مدرج ة في
السعر املحسوب ّ،وتتضمن :من قبل املشغل لشراء البضائع ،والت – تكلفة الحاويات والتغليف؛ – تكاليف النقل
وتكلف ة الت أمين؛ – رس وم الشحن والتفريغ واملناول ة املتعلق ة بالنق ل ّ.ر تط بيق قيم ة الص فقة بسبب ع دم وج ودّ
عملية بيع في املعاملة التجارية) كما هو الحال للهدايا أو العينات أو املواد املستوردة من قبل املسافرين ،وفي حالة
تعذّ رت نتيجة عوامل من قبيل أن يكون املشتري إلخ( أو في حالة رفض قيمة الصفقة من قبل اإلدارة ،وعلى وجه
الخصوص ،عندما يثبتّ أن هذه القيمة قد تأتّ جوء ،لتحديد القيمة الجمركية ،إلى تطبيق والبائع مرتبطين أو
القي ود أو الش روط املفروض ة على البض ائع املس توردة وال تي ال يمكن تق ييم قيمته ا .وب ذلكّ يتم ال ل ط رق تق ييم
أخ رى تس مى "بديل ة" ّ.الي .أوال ،هن اك الطريق ة املقارن ة من خالل تحدي د القيم ة الجمركي ة للس لعة املس توردة
بمقارنتها بقيمة ويجب تطبيق الطرق البديلة حسب ترتيب ذكرها الت الصفقة لبضائع مطابقة أو مماثلة .ثم هناك
اللجوء إلى الطريقة االستنتاجية التي تمكن من استخالص القيمة الجمركية للبضاعة املستوردة انطالقا من سعر
إع ادة ال بيع في الس وق املحلي للبض ائع املس توردة أو ،في حال ة ع دم وج ود ذل ك ،للبض اعة املطابق ة أو املماثل ة
املستوردة بعد خصم هامش الربح والنفقاتّ املتكبدة بعد االستيراد .وبعد ذلك ،هناك الطريقة املحسوبة التي
تس اوي مجم وع العناص ر التالي ة – :تكلف ة املوادّ الخ امّ وكاف ة العملي اتّ ال تي تس تعمل في تصنيع البض اعة
املس توردة؛ – املبل غ ال ذي يمث ل األرب اح واملص اريف العام ة بم ا في ذل ك تكلف ة الت أمينّ الخاص ة ب املنتج؛ – رس وم
النق ل والتحمي ل والتفريغ واملناول ة املتعلق ة بالنق ل .وأخ يرا ،هن اك م ا يس مى بالطريق ة "املعقول ة" ال تي تتمث ل في
تحدي د القيم ة الجمركي ة ب الرجوع ،على وج ه الخص وص ،إلى االتفاقي ات الدولي ة والقيم املسجلة) حال ة املع دات
واملركبات والدراجات النارية املستعملة .(...وتعترف الجمارك املغربية بالطرق الستة )6املختلفة للتقييم الجمركي)
انظر الجدول .)3.2في عالقتها مع املشغل االقتصادي وهي:
يعت بر األداء الض ريبي واجب ا قانوني ا على كل من ت وفرت في ه ش روط ذل ك وفق ا مال ه و منص وص علي ه في مدون ة
الجمارك ،وسوف نتحدث في فقرة أولى على هؤالء الطراف .على أن نخصص الفقرة الثانية لطرق أداء مستحقات
اإلدارة وكدا الجزاءات املترتبة عن عدم األداء.
تودع التصاريح املفصلة وجوبا على البضائع املستوردة أو املقدمة للتصدير لدى املكاتب الجمركية املؤهلة لذلك أو
بالساحات واملخازن الجمركية داخل األجل القانوني ووفق الشروط والشكليات املحددة في هذا الصدد من أجل
اداء املستحقات الجمركية واستخراج البضاعة ،ولذلك أعطى املشرع املغربي هذا الحق لكل من مالكي البضاعة أو
ناقليها أو حائزيها أو املسافرون ،إضافة إلى سكان الحدود وكذلك بعض الشخاص الذاتيين واملعنويين..
لم يكن هناك وجود لهذا املفهوم قبل فترة الحماية ،بل كان التاجر في شخص املورد أو املستورد هو الذي يقوم
شخص يا بكل م ا تتطلب عملي ة التخليص أو اإلف راج الجم ركي من دف ع الرس وم أو املكوس الجمركي ة ال تي كانت
تعرف بالعشور ،إلى أن التطورات االقتصادية في عملية التبادل التجاري الحر أسهمت في ظهور املعشر باعتباره
ذل ك الشخص ال ذي ي زاول مهن ة القي ام لفائ دة الغ ير ب اإلجراءات الجمركي ة املتعلق ة بتق ديم التص اريح املفص لة
بالبض ائع املس توردة أو املص درة أو الع ابرة لل تراب الجم ركي وعلى ه ذا األس اس عم د املش رع الجم ركي املغ ربي إلى
التنصيص على تعريف املعشر من خالل التعديالت القانونية ملدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة من الفصل .
7-1بأن ه " يعتبر بمثاب ة معش ر كل شخص ذاتي أو معنوي ي زاول مهن ة القيام لفائ دة الغ ير ب اإلجراءات الجمركية
املتعلقة بالتصريح املفصل بالبضائع سواء كانت هذه املهنة ممارسة بصفة رئيسية أو بصفة ثانوية وكيف ما كان
نوع التوكيل املخول اياه
وح تى يتمكن املعش ر من القي ام بامله ام املوكل ة إلي ه يتعين أن يكون حاص ال على ت رخيص من إدارة الجم ارك بع د
توفر الشروط املنصوص عليها بهذا الشأن في مدونة الجمارك والضرائب غير املباشرة واملرسوم التطبيقي للمدونة
في الفصول من 01إلى 05منه.
إض افة إلى املعش ر ال ذي يق وم ب إجراءات التخليص الجم ركي للبض ائع لفائ دة الغ ير مقتضى الح ق ال ذي تمنح ه
33
رخصة قبول املعشر لدى إدارة الجمارك ،فإن املشرع الجمركي املغربي كغيره من التشريعات األخرى .
ويتحدد هؤالء األشخاص في مالكو البضائع والناقلون واملسافرون وسكان الحدود باإلضافة إلى األشخاص املؤذون
لهم بقوة القانون لهذا التقديم.
مالكو البضائع
يقص د بم الكي البض ائع الح ائزين الق انونيين للبض ائع مح ل التخليص الجم ركي ،ويكون ه ذا املال ك مس توردا أو
مص درا أو ص احب بض ائع ع ابرة لل تراب الخاض ع ،وتتجلى ه ذه الحي ازة للبض ائع في تق ديم س ند امللكي ة من ط رف
املالك أو فاتورة شراء البضائع أو سندات النقل املحررة باسمه الخاص أو بأمر منه ،وتسمح هذه الحيازة القانونية
لهذا املالك باعتماده وكيل ومعشر لتخليص بضائعه من الجمرك ،كما تسمح له القيام بالصفة الشخصية بإيداع
التصريح املفصل ،غير أن ذلك يتوقف على إثبات صفته كمالك لتلك البضائع وذلك بتقديم املستندات التالية:
الوثائق التجارية التي تتبث أن شراء أو بيع هذه البضائع قد تم باسمه الخاص.
وبما أن املالك الحائز للبضاعة هو مقدم التصريح ،فإن هذا األخير يتحمل كامل املسؤولية عن بيانات التصريح
املقدم من طرفه ،ويعتبر املالك املسؤول الوحيد أمام اإلدارة الجمركية والقضاء عن كل غش يرتكب من طرفه
عند ثبوت تزوير أو تزييف أو إغفال ألحد البيانات التي تميز البضاعة املقدم ة للتخليص أو باعتباره متواطئا أو
ش ريكا في بعض األعم ال ال تي تش كل مخالف ات أو جنح جمركي ة ،إض افة إلى م ا س بق ف إن املال ك إذا تبت تملك ه
للبضاعة عن سوء النية بارتكاب الغش عليها فإنه يسأل جنائيا
33يقابل الفصل 76من م.ج المحدد لألشخاص المسموح لهم بتقديم التصريح الجمركي بالجمرك ،المادة 64من مجلة الديوانة التونسية التي
حددت هؤالء األشخاص في أصحاب البضائع أو األشخاص أو المصالح الموافقة عليهم بصفة السماسرة في الجمرك أو الذين لهم رخصة القيام
بعملية اإلخراج من الجمرك بضائع معينة ،وفي نفس اإلطار حددت المادة 67من القانون الجمارك الجزائري هؤالء األشخاص في مالك البضائع
ومن طرف شخص طبيعي أو معنوي معتمد كوكالء لدى الجمارك ويمكن القول ان المشرع الجمركي كان أكثر وضوحا واتساعا في هذا الصدد .
ناقلو البضائع
يعت بر ن اقلو البض ائع س واء كانوا اشخاص طبيع يين أو معن ويين بمثاب ة م الكي البض ائع أثن اء نقله ا أو تق ديمها أو
س وقها للمرك ز أو املكتب الجم ركي املختص بغض النظ ر عن طبيع ة البض ائع أو ن وع العملي ات التج ارة ال تي يق ع
نقلها — استيراد أو تصدير— وذلك عن ل نقل طرقي دولي للبضائع ،حيث يعتبر هذا الناقل ملزم بتقديم تصريح
بالبضائع محل عملي ة النقل س واء عن د دخوله ا أو خروجه ا .وينطب ق نفس األمر ك ذلك عن دما يتعل ق األمر لنقل
بح ري أو ج وي للبض ائع املس توردة 34حيث يعم ل الناق ل أو الرب ان أو القائ د عن د رس و الب اخرة باملين اء او هب وط
الط ائرة باملط ار إلى القي ام بوض عها تحث تص رف الش احن وتق ديم البي ان التج اري للب اخرة أو الط ائرة أو البي ان
وذلك 35
العام لحمولتها ألعوان اإلدارة الذين يصعدون إلى الباخرة أو الطائرة للتأشير عليه وتسليم نسخة منه
قبل تقديم التصريح املوجز داخل اآلجال املحددة قانونا وعندئذ تنتهي عملية النقل وبالتالي تنتهي مهامه كناقل وال
يمكن اعتباره في هذه الحالة كمالك للبضائع بحسب مفهوم الفصل 7.في فقرت ه )أ( من م.ج غير أنه يظل بمثابة
مالكا وناقال لها في حالة االحتفاظ بها أو تخزينها أو إيداعها باملخازن أو الساحات املخصصة لتخليصها وذلك تحت
مس ؤوليتها ،غ ير أن الش ركات الخاص ة غالب ا م ا تس عى إلى طلب رخص ة املعش ر ألنه ا تعم ل على نق ل البض ائع
وتخليص ها من الجم ارك في أن واح د ،تبس يطا إلج راءات التخليص إذ تجم ع بين مهم ة التعش ير واح تراف النق ل
الدولي البضائع.
وعموم ا تظ ل مس ؤولية الن اقلين الجنائي ة قائم ة على توقي ع التص اريح فيم ا يخص اإلغف االت والبيان ات غ ير
الصحيحة املالحظ ة في تص ريحاتهم وك ذا كل الجنح واملخالف ات املرتبط ة به ذا التق ديم م ا لم يثبت أنهم ارتكب وا
األفعال بحسن النية وبشكل غير متعمد حيث تطبق في حقهم الغرامات واملصادرات دون العقوبات الحبسية كما
قد تكون مسؤوليتهم املدنية دون الجنائية عن فعل مستخدميهم املرتكبين لعمليات الغش بمناسبة تقديم التصريح
املفصل. 36
يعتبر مسافرا كل شخص يتجاوز حدود املكتب الجمركي سواء عند الدخول أم الخروج من وإلى التراب الخاضع في
حين يعت بر من س كان الح دود كل شخص يس كن او يقيم في ح دود ال دائرة الجمركي ة وال ذي ي دار أعم ال من ه ذا
الج انب او أخ ر من الح دود ،حيث عم د املش رع الجم ركي املغ ربي في ه ذا الص دد على إعف اء املس افرين وس كان
الح دود من تق ديم او إي داع تص ريح كت ابي واكتفى بتق ديم تص ريح ش فوي 37باألش ياء ال تي يحملونه ا من البض ائع
وم واد غذائي ة وأش ياء وأمتع ة موجه ة فق ط لالس تهالك او االس تغالل الشخص ي او الع ائلي وال تي ال ت دخل في
العمال التجارية ،ويعزز هذا التصريح بإثبات ملكيتهم لتلك األشياء بالوثائق أو املستندات ) فاتورة الشراء أو البيع
(...عند الضرورة.
34البيان التجاري للباخرة هو وثيقة للنقل الدولي للبضائع تتضمن مجموعة من البيانات أهمها اسم الباخرة والعلم التي تحمله ورقم السندات الشحن
وعدد الطرود النوع ووزن البضائع.
35عبد هللا ولد ،مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة مع اجتهاد القضاء المغربي والمقارن ،مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ط 2سنة
2005ص 77و.68
36محمد برادة اغز يول ،مدونة وتنظيمات الجمارك والضرائب غير المباشرة ص 219و . 220
37يكون هذا التصريح في الغالب باإلجابة على سؤال يطرحه اعوان اإلدارة الجمركية " هل لديكم ما تصرحون به ؟" .
األشخاص املؤدون لهم بتقديم التصريح املفصل
يعم ل بعض األشخاص ال ذاتيين أو تجاري ة على التواص ل م ع إدارة الجم ارك املراك ز الجمركي ة بش كل مس تمر
واالستفادة من خدماتها من أجل عملية االستخالص الجمركي وعلى هذا األساس خول املشرع املغربي لهذه الفئة
دون ان تكون مزاولة ملهنة معشر لدى الجمرك ،إمكانية تقديم تصريحات إلى املراكز الجمركية لفائدة الغير بعد
الحص ول على إذن باس تخالص البض ائع من الجم رك وف ق الش روط والكيفي ات الخاص ة بحص ول املعش ر على
رخصة ممارسة مهنة التعشير الواردة في الفصل 70من م.ج ،ويكون هذا اإلذن بخصوص عمليات تتعلق ببضائع
معينة وعلى غرار مسؤولية املعشر املطلقة عن كل البيانات التي يدلي بها في انجاز التصاريح املفصلة ،فإن املشرع
الجمركي بدوره ألقى على عاتق طالب اإلذن باستخالص البضائع من الجمرك مسؤولية صحة البيانات املدرجة في
التصريح املفصل من عدمها ،ومن جهة اخرى فإن األشخاص الحاصلين على إذن خاص بتقديم التصريح املفصل،
وفي حال ة ثب وت اخط اء مهني ة من قبلهم تتعل ق ببيان ات او معلوم ات التص ريح املفص ل أو ع دم الوف اء بالتزام اتهم
اتجاه اإلدارة أو اإلخالل بقواعد ممارسة االستخالص الجمركي ،وقد تعرضهم لعقوبات جنحيه أو أداء غرامات
مالية إضافة إلى سحب رخصة التعشير كما هو الشأن في مسؤولية املعشر.
طرق األداء
املشرع املغ ربي من خالل مدونة الجمارك الفصل 9538جاء بكيفية أداء الرس وم واملكوس املقررة في الفصل 92
من نفس املدونة وكذلك الغرامات وجميع املبالغ املستحقة لإلدارة .فقد نص على أن لإلدارة الحق في استخالصها
بجميع الوسائل املنصوص عليها قانونا وسوف نأتي بالذكر ما تم التنصيص عليه في إطار مدونة تحصيل الدين
العمومية.
فبالنس بة ملا ج اء ب ه املش رع في مدون ة التحص يل العمومي ة ،نص املش رع في املادة 20من مدون ة تحص يل ال ديون
العمومية على أن األداء يكون إما:
نقدا :وهي العملية التي تحصل عندما يختار امللزم األداء نقدا ويسلم له وصل مقابل ذلك.
الشيك :يتم تحريره في اسم القابض املكلف بالتحصيل بحيث يعتمد في هذه الحالة على صفة القابض وليس على
اس مه الشخصي والع ائلي ألن الش يك املراد تحص يله ه و لفائ دة القباض ة وليس لحس اب شخصي للق ابض ،كم ا
يمكن أن يتم األداء عن طريق؛
التحوي ل :أو ال دفع في حس اب مفت وح في اس م الق ابض وغالب ا م ا يكون ه ذا الحس اب مفتوح ا في مرك ز الش يكات
البريدية وبصفة عامة يمكن أن يكون األداء باي وسيلة أخرى بشرط أن تكون منصوص عليها في القوانين الجاري
بها العمل.
38تم نسخ وتعويض المادة 95بمقتضى المادة 3من القانون رقم 68.17السالف الذكر
آجالت األداء
اآلجال املحددة حسب مدونة الجمارك ،تم التنصيص عليها في الفصل 9339من املدونة وذكر على أنه هذه اآلجال
تحدد بمرسوم يتخذ باقتراح من الوزير املكلف باملالية.
اآلج ال املق ررة بالنس بة للعملي ات موض وع التص اريح االحتياطي ة املش ار اليه ا في الفص ل 76املك رر من م.ج ال
يحتسب سريان اآلجال إلى من التاريخ املحدد للتصريح بالعناصر الكمية النهائية.
جزاءات التأخير
إذا لم يتم األداء قب ل ت اريخ االس تحقاق ف إن املبالغ غ ر املس ددة تخضع لزي ادة عن الت أخر ق درها %5بالنس بة إلى
الشهر األول عن التأخر و %50عن كل شهر أو جزء شهر إضافي..
تخض ع الض رائب والرس وم ال تي يتم إص دارها على سبيل التس وية بواس طة ج داول أو ق وائم إي رادات لزي ادة عن
الت أخير بنس بة %5عن الش هر األول من الت أخير و%50عن كل ش هر أو ج زء ش هر إض افي تطب ق ابت داء من ت اريخ
استحقاقها إلى تاريخ إصدارها.
ال يخفى على املهتم بتحص يل ال ديون العمومي ة أهمي ة التحص يل الج بري ،حيث ال يتم التحص يل بكيفي ة رض ائية،
ل ذلك منح املش رع اإلدارة الح ق في اللج وء إلي ه حيث أن ه ب الرجوع إلى مقتض يات املادة 39من مدون ة تحص يل
الديون العمومية تباشر اإلجراءات التحصيل الجبري عن طريق اإلنذار والحجز والبيع.
ويمكن أيضا الرجوع إلى اإلكراه البدني فيما يخص استخالص الغرامات واملصاريف وكذا األداءات التي يحكم بها
القض اء الزج ري لص الح الخزين ة وفي نفس اإلط ار ج اءت املادة 1845مك رر من املدون ة العام ة للض رائب بفرنس ا
تسمحان بممارسة اإلكراه البدني في حق امللزم الذي يكون محل إدانة نتيجة الغش الضريبي .وبالنظر إلى ضرورة
تحصيل ال ديون العمومي ة الرتباط ه باملوازن ة العام ة للبالد ومس ؤولية املحاس ب املكل ف باالس تخالص .فقد وضع
املشرع مجموعة من اآلليات وإجراءات تعد من أهم الضمانات املمنوحة للخزينة،
بعد التوصل بالحكم من طرف األمر بالصنف مصحوب ببيان التصفية وسند املدخول يشرع القابض في التحصيل
بإرسال آخر إشعار بدون صائر يتلوه إنذار ثم حجز وبيع.
ويرسل هذا اإلشعار عبر البريد العادي ومعفى من الرسوم طبقا ملرسوم 26ديسمبر 1959بدل إرساله عبر البريد
املض مون م ع اإلش عار بالتوص ل ال ذي يض من حق وق املل زم في عالقت ه ب إدارة التحص يل .وق د ح دد املش رع املدة
الفاصلة بين إرسال آخر إشعار بدون صائر وأولى إجراءات التحصيل الجبري املتمثلة في اإلنذار القانوني في مدة
41
عشرين 20يوما.
وقد جعلت املدونة الجديدة هذا اإلجراء إجباريا تحت طائلة بطالن اإلجراءات الالحقة 42.ويقابل هذا اإلجراء في
القانون الفرنسي ما يسمى بالرسالة التذكيرية ،بحيث يعتبر هذا اإلجراء ذا طابع شكلي وإلزامي ،وعدم احترامه
يؤدي حتما إلى بطالن كل اإلجراءات الالحقة.
ثانيا :اإلنذار
هو عبارة عن إشعار يتضمن من البيانات التي تحتوي على مبلغ الدين والجزاءات املترتبة عنه ،كما يشمل على ما
يفي د إجب ار املدين على الوف اء ح اال بم ا في ذمت ه تج اه الخزين ة ،ه ذا اإلن ذار ال ب دا ل ه من مجموع ة من الش كليات
حيث تنص املادة 40من مدون ة التحص يل ..يباش ر التحص يل بواس طة إن ذار في ش كل قائم ة أص لية لإلن ذار ويتم
إع داده من ط رف م أموري التبلي غ والتنفي ذ تحت إش راف الق ابض ،فباإلض افة إلى اس م املدين وعنوان ه ،وأن واع
الضرائب ومبلغها اإلجمالي 43بما في أصل الدين والزيادات عن التأخير ومصاريف املتابعات كما يشمل على ما يفيد
إجبار املدين على الوفاء بما في ذمته تجاه الخزينة.
وفي جميع الحاالت ،فإن تبليغ املدين املعني باألمر باإلنذار القانوني ،ابتداء من تاريخ هذا التبليغ املثبت في القائمة
األصلية لإلنذار يكون آنذاك ملزما باألداء خالل أجل ثالثين يوما وإال أصبح هذا اإلنذار شرط يسمح باالنتقال إلى
اإلجراء املوالي وهو الحجز على األموال املنقولة للمدين.
إذ لم يبرئ املدين بالضريبة ذمته خالل ثالثين يوما املوالية لتاريخ تبليغه باإلنذار القانوني .يتخذ في حقه القابض
إج راءات الحج ز على أموال ه املنقول ة .ويعت بر الحج ز الفعلي والن اجع في املتابع ة الجبري ة لتحص يل دي ون الخزين ة
40تنص المادة 36من مدونة التحصيل ال يمكن مباشرة التحصيل إال بعد إرسال إشعار للمدين دون صائر ويجب تقييد تاريخ إرسال هذا اإلشعار
في جدول الضرائب والرسوم أو في سند تنفيذي آخر ويقيد بهذا التقييد ما لم يطعن فيه بالزور".
41تنص المادة 41من مدونة التحصيل ال يمكن تبليغ اإلنذار القانوني إال بعد مضي أجل ثالثين يوما ابتداء من تاريخ االستحقاق وعشرين يوما
على األقل بعد إرسال آخر إشعار المنصوص عليه في المادة 36أعاله.
42قرار رقم 53صدر عن المجلس األعلى الغرفة اإلدارية بتاريخ 21فبراير 2004في الملف عدد 785/4/2003ورد فيه عدم ثبوت احترام
تدرج إجراءات التحصيل وذلك بتبليغ اإلنذار القانوني للمخاطب باألداء...
43حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 20يناير 2000جاء فيه وحيث أن اإلنذار ال يتضمن نوع الضريبة والرسوم المطلوب
استخالصها والحالة هاته تكون الوسيلة المعتمدة من طرف المدعي مرتكزة على أساس يتعين التصريح ببطالن اإلنذار.
حكم رقم 28صدر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 6فبراير 1996في الملف رقم 139/94ورد فيه وحيث ال يمكن اعتبار اإلنذار عائقا
للتقادم إال بعد اإلدالء بما يثبت توصل المعنيين باألمر وهذا من لم يحصل في نازلة الحال "حكم مرفق بالمذكرة المصلحية من الخازن العام
والموجه إلى القابض حول الحرص على تبليغ اإلنذارات القانونية في أجالها.
بحيث يجعل املدين يشعر بجدية املتابعة والخطر املحدق به . 44لذلك وضمانا لحقوق املدين فقد أحاط املشرع
بمجموعة من الضوابط والضمانات أثناء مباشرة هذا اإلجراء واشترط لصحة الحجز توفر ثالثة شروط أساسية
وهي أن يكون الدين حاال األداء ومعين املقدار وخال من أي نزاع
غير أنه في ميدان تحصيل الديون فإن تطبيق مسطرة الحجز تبليغ اإلنذار القانوني كما ال يمكن للمحاسب املكلف
بالتحصيل مباشرة مسطرة الحجز إال بناء على ترخيص مسبق من طرف اإلدارة 45التي ينتمي لها املحاسب املكلف
بالتحصيل.
ونظ را للم دة الفاص لة بين تبلي غ اإلن ذار والحج ز في إط ار ظه ير 21غش ت 1935هي 20يوم ا ،س عى املش رع نح و
التوسيع من الضمانات لفائدة املدين أثناء الحجز على أمواله املنقولة وهي أحكام واردة في الفصول 452وما بعده،
كما أن هناك العديد من املقتضيات القانونية الخاصة بمسطرة الحجز .46حيث تتم هذه املسطرة بناء على قائمة
اسمية بمثابة ترخيص وتتضمن هذه الالئحة العديد من البيانات كتاريخ إجراء الحجز وتحديد املحاسب املكلف
بالتحصيل واألسماء العائلية والشخصية للم دنيين ون وع الضرائب ومبلغها ومصاريف الحجز واالسم الشخصي
والعائلي وتوقيع مأمور التبليغ والتنفيذ املكلف بتنفيذ الحجز.
تعت بر مس طرة اإلك راه الب دني إج راء من إج راءات التحص يل الج بري املنص وص علي ه في املادة 39من مدون ة
التحص يل وال تي تخ ول للق ابض ح ق متابع ة املدين في شخص ه وحريت ه من اس تخالص ال دين بع د استئناف ب اقي
وإذا قلن ا باختص اص املح اكم اإلداري ة في ه ذا الش أن إستنادا إلى املادتين 77و 134واملادة 141ال تي تنص على
اختص اص املح اكم اإلداري ة في جمي ع النزاع ات الناش ئة عن تط بيق الق انون .فهي ال تت وفر على نياب ة عام ة ،وأن
املحاكم اإلدارية غير منتشرة عبر أقاليم اململكة وان األمر يتعلق بالحرية الشخصية للمدين يزيد األمر تعقيدا.
ومن املعلوم أن مسطرة اإلكراه البدني كانت تمثل الوسيلة األنجع بالنسبة لإلدارة في تحصيل الديون العمومية،
وأنها كانت تلجا مباشرة إلى استعمال هذه الوسيلة بعد توجيه اإلنذار إلى املدين وفق ما تنص عليه املادة 27من
ظه ير 21/08/1935وبمج رد ع دم اس تجابة املدين لإلن ذار املذكور تح رك اإلدارة في حق ه مس طرة اإلك راه الب دني
بتوجيه طلب بذلك إلى وكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية املختصة الذي يأمر باالعتقال وال يراقب سوى صحة
وتنص املادة 134على أن اإلك راه الب دني في مي دان تحص يل الغرام ات واألداءات النقدي ة خاض عا 49
تبلي غ اإلن ذار
لفصول 675و 687من قانون املسطرة الجنائية ،فمسطرة اإلكراه البدني تعرف مجموعة من اإلشكاالت حيث
يالح ظ من خالل الص ياغة القانوني ة للم ادتين 77وز 134أن هن اك تع ارض ،إذ تمن ع املادة 77اإلك راه الب دني في
الضرائب والرسوم والديون العمومية التي تقل عن 8000درهم ،وبالتالي تكون الغرامات كدين عمومي بمدلول
املادة 2والتي تقل عن 8000درهم غير مشمولة باإلكراه البدني بينما في صياغة املادة 134تبقى الغرامات مشمولة
باإلكراه البدني.
تستتبع عملي ة تسجيل التص ريح املفص ل وفحص ه بع د قبول ه ،أداء الرس وم واملكوس الجمركي ة املس تحقة على
البض ائع مح ل التخليص ،ذل ك أن النتيج ة القانوني ة للمراقب ة الوثائقي ة أو الفحص املادي للبض ائع هي تحدي د
الرسوم واملكوس وغيرها من املستحقات عن كل عملية لتصدير أو استيراد ،ويتم الشروع في تحصيلها من طرف
إدارة الجمارك بمقتضى سند املداخيل يصدره االمر بالصرف باملكتب الجمركي املعني بعملية التخليص. 50
وتخضع هذه الرسوم واملكوس إلجراءات خاصة بتصفيتها وتحصيلها من قبل إدارة الجمارك داخل األجل القانوني
وف ق عناص ر الكمي ة والنوعي ة املح ددة للبض ائع ولق د ت ولى املش رع املغ ربي تحدي د األج ل الق انوني ألداء الرس وم
وغيره ا من املكوس في الفص ل 93من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة ،ويمكن أن يؤج ل األداء بمقتضى
49مقال لإلشارة محمد لمزورغي منشور بالمجلة.م .ل .م .ت .سلسلة مواضيع الساعة -عدد 31سنة 2001ص .72
50الفصل 92من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة.
إذن في تسليم س ندات مكفول ة في ش كل تعه د مكف ول يتعه د بمقتض اه املل زم ب األداء طبق ا للفص ل 93املش ار إلي ه
أعاله.
وقد حددت مدونة الجمارك لتسديد الرسوم داخل أجل معين ،ورتبت عن كل تأخير في األداء فائدة مستحقة يجب
أداؤها من اليوم املوالي ليوم انصرام األجل إلى نهاية يوم التحصيل ،وقد تحدد األجل في ثالثة أيام.
وتتم عملي ة االس تخالص ال تي تهم الرس وم و املكوس الجمركي ة وف ق املس طرة و اإلج راءات املح ددة في مدون ة
على اعتبار كونها ديونا عمومية بمقتضى املادة الثانية من نفس املدونة ،ووفق أحكام 51
تحصيل الديون العمومية
التحص يل الجم ركي املنص وص علي ه بمدون ة الجم ارك ،وال تي تل زم املل زمين بالرس وم الجمركي ة ب أداء واجب ات
تخليص البض ائع على وج ه التض امن بين املل زمين ب أداء نفس ال دين عن طري ق س ند املدخول ال ذي يعت بر الوثيق ة
الوحي دة لتحدي د الرس وم و املكوس وف ق قواع د تهم التس ديد و أخ رى تخص ض مان أدائه ا ،ح تى يمكن للمص رح
بعد إذن إدارة الجمارك من حيازة بضاعته لتنتهي مسطرة عمليات التخليص الجمركي من خالل تصفية و تحصيل
الضريبة الجمركية املتعلقة باالستيراد والتصدير قصد استخالص الخزينة العامة للملكة بحقوقها عن طرق إدارة
الجمارك.
وعلى ضوء هذه النقطة سنبحث أوال في االلتزام باألداء والتضامن من طرف امللزمين باألداء تم سنتناول مسطرة
تسديد وضمان الرسوم واملكوس ثانيا.
طبق ا ملقتض يات الفص ل 87من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة ،ال ذي نص على ض رورة االل تزام ب أداء
الرسوم واملكوس الجمركية ،عن طريق األشخاص املؤهلين لتقديم تصريح مفصل بالبضائع.
فإن الفصل املشار إليه حول صفة ملزمين بأداء الضريبة الجمركية وغيرها من الرسوم واملكوس الواجب أداؤها
عند االستيراد أو التصدير على سبيل الحصر للمصرح بالبضاعة أو موكل املصرح أو الكفيل بها.
وعليه فإن صفة امللزم بأداء الرسوم واملكوس ال تمنح إال ملالكي البضائع أو املعشرين املقبولين أو من يعد بمثابة
مالك للبضاعة واملقصود بهم الناقلون واملسافرون وسكان الحدود فيما يخص األشياء واملواد التي ينقلونها.
كما تخول صفة امللزم ألي شخص ذاتي أو معنوي يزاول مهنة القيام لفائدة الغير باإلجراءات الجمركية ،املتعلقة
بالتص ريح املفص ل للبض ائع س واء كانت ه ذه املهن ة ممارس ة بص فة رئيس ية أو بص فة ثانوي ة ،وكيفم ا كان ن وع
التوكيل املخول ملن يقوم بها.
إال أن املش رع املغ ربي في ه ذا الص دد ق د أعفى املعش ر ب الجمرك من االل تزام ب أداء الرس وم واملكوس الناتج ة عن
مراجعة القيمة التي تم القيام بتحديدها بعد انصرام 90يوما املوالية لتسليم رفع اليد عن البضائع إذا تصرف
عن حسن نية ،حيث ال يعتبر مسؤوال عن آثار املراجعة بل يقتصر دوره على نقل املعلومات التي حصل عليها من
51القانون رقم 1597بمثابة مدونة لتحصيل الديون العمومية المصادق عليها بالظهير الشريف رقم 1-000-175بتاريخ .2000/05/03
وق د يخول املصرح أو 52
موكل ه ،وب أن ليس ل ه أي سبب معقول من ش أنه التش كك في ص دق أو صحة املعلومات
أحد األشخاص السالف ذكره أعاله لفائدة الوكيل العامل في خدمته
للتص ريح نياب ة عن ه بمقتضى توكي ل خ اص يمنح ه ج ل الس لطات لتخليص البض ائع من الجم رك ،وب ذلك يص بح
املوكل ملزما قانونيا بأداء الرسوم واملكوس املستحقة عن عملية االستخالص الجمركي للبضائع املوكل عنها. 53
كم ا أق ر املش رع املغ ربي تخوي ل ص فة مل زم ب أداء الرس وم للكفي ل ال ذي يعت بر ملتزم ا بالكفال ة أو الض مان لوف اء
املدين املكف ول إذ عج ز عن الوف اء أو قص ر في ه ، 54وق د يكون الكفي ل مؤسس ة بنكي ة أو ش ركة ت أمين شخص ا
معنويا كان أو ذاتيا .وفي هذا الصدد أقر القضاء املغربي على أن يلتزم الكفالء بقدر ما يلزم امللتزمون الرئيسيون
ب أداء الرس وم أو املكوس إال أن ه فيم ا يخص الكفال ة املدفوع ة من ط رف مؤسس ات بنكي ة أو مؤسس ات ت أمين
فتقدم كفالة معينة كضمان لوفاء املدين املكفول بالحقوق وذلك وفق سقف محدد وتتابع في حدود هذا السقف.
ومن جه ة ثاني ة وطبق ا ملقتض يات من مدون ة الجم ارك والض رائب غ ير املباش رة ،فإن ه يعت بر امللزم ون ب أداء نفس
ال دين م دينين متض امنين في أداء الرس وم واملكوس ،وس واء كانوا كفالء أو مص رحا أو كيال عن ه ذا األخ ير .وعلى
هذا أساس فإن حقوق أجل الدين بالنسبة ألحدهم يسري مفعوله عليهم جميعا ،على أساس أن االلتزام بالتضامن
من النظام العام ،وال يجوز لألطراف االتفاق على مخالفته الرتباطه باملصلحة العليا للدولة وسيادتها املتمثلة في
ضمان استيفاء حقوق الخزينة العامة للمملكة.
تعمل إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة على تحصيل الرسوم واملكوس الجمركية وغيرها من املستحقات عن
كل عملية تصدير أو استيراد.
ويتم الش روع في تحص يل ه ذه الرس وم واملكوس بمقتضى س ند املداخيل ال ذي يص دره األم ر بالص رف ب املكتب
الجمركي املختص باستيفاء الحقوق الناتجة عن عملية االستخالص بمقر املركز الجمركي املعني بعملية التخليص
ويتم أداء ه ذه الرس وم وغيره ا من املكوس داخ ل األج ل الق انوني املنص وص علي ه في الفص ل 93من مدون ة
الجمارك والضرائب غير املباشرة ،كما يمكن أن يؤجل األداء إما بمقتضى إذن في تسليم سندات مكفولة بفائدة
وإما في شكل تعهد مكفول يتعهد بمقتضاه امللزم باألداء طبقا للفصل 93املشار إليه.
ونظرا الرتباط الحقوق الجمركية أعاله الواجبة التسديد بخزينة الدولة فإن نفس املشرع الجمركي املغربي وضع
قواعد وأحكام خاصة لضمان أداء الحقوق حيث حددت مدونة الجمارك تسديد الرسوم داخل أجال معين ورتبت
عن كل تأخير في األداء فائدة مستحقة يجب أداؤها من اليوم املوالي ليوم انصرام األجل إلى نهاية يوم التحصيل 37
وقد تحدد األجل املذكور في حالتين:
52قرار المجلس االعلى عدد 8/343بتاريخ 2007/02/07في الملف الجنحي عدد 26/20187غير منشور.
53قرار رقم 1010/87صادر عن محكمة االستئناف بالناظور بتاريخ 2010/03/09ملف جمركي رقم 3094بتاريخ .2009/11/19
54فؤاد أنور ،التخليص الجمركي للبضائع ،ص .236
وهو األجل املحدد في خمسة عشر يوما أو ثالثين يوما بحسب اختيار امللزم باألداء ،تبتدئ من تاريخ تسليم اإلذن
في أخ د البض ائع املس تفيدة من تس هيالت األداء ،غ ير أن ه في حال ة تق ديم تص ريح احتي اطي بمناس بة ع دم ت وفر
املصرح على العناصر الضرورية لتحرير تصريح مفصل ،فإن سريان أجل خمسة عشر يوما أو ثالثين يوما حسب
اختيار امللزم ال يبدأ إال بعد انصرام األجل املحدد للتصريح بالعناصر الكمية النهائية.
وه و االج ل املح دد في ثالث ة أي ام بالنس بة لجمي ع الح االت األخ رى غ ير املش ار إليه ا أعاله ،وال تي تبت دئ من ت اريخ
تسجيل سند املدخول بورقة اإلصدار.
أما فيما يخص التشريع املقارن ،فإن املشرع املصري اعتبر أن وقت تحصيل الضرائب الجمركية وتسديدها يتم
مباشرة عند اإلفراج عنها ،ويعتبر هذا السند املنصوص عليه من قبل املشرع املصري أكثر وضوحا من نظيره
املغربي ،إال أنه ال يشكل أي مجال للملزم في التأخير عن أداء الرسوم املستحقة على أساس أن دفع هذه الضرائب
هو اإلجراء األخير من إجراءات تخليص البضائع من الجمرك ،وفق القانون الجمركي املصري 55وتجدر اإلشارة
فيم ا يخص الفائ دة املس تحقة األداء عن كل ت أخير ،وأن ه يح ق ل وزير املالي ة بع د استش ارة املدير الع ام إلدارة
الجمارك أو باقتراح من هذا األخير ،اتخاذ قرار بإبراء كل شخص ذاتي أو معنوي من كل أو بعض مبلغ الفائدة عن
التأخير ،وهو إجراء يأخذه في إطار مساعدة املقاوالت الوطنية على تجاوز الصعوبات املالية التي تعترضها أو في
إطار تطبيق سياسة تأهيل املقاوالت خاصة املتوسطة والصغرى ملواجهة املنافسة الدولية.
ومن جهة أخرى فيما يتعلق بالطرق املتاحة لتسديد الرسوم واملكوس الجمركية ،56فإن هذه الوسائل تتنوع فيما
بين التسديد عن طريق سندات مكفولة ،أو التسديد بواسطة الطاقة البنكية أو عن طريق التحويل االلكتروني إلى
جانب الطريقة العادية التي تتجلى في األداء باألموال املتداولة.
إال أن ه بالنس بة لألداء عن طري ق الس ندات املكفول ة ، 57ي ترتب عن األداء بواس طتها زي ادة تح دد في 8%في الس نة
تحتسب على قيمة مبلغ السندات املكفولة من طرف امللزم بالرسوم الجمركية .58
أما السندات املذكورة فتؤدى في مقر الخازن العام أو قابض املالية الكائن بها مقر اشتغال املحاسب الذي تسلم
إليه.
وقد أجاز املشرع املغربي باملادة الجمركية إلدارة الجمارك لضمان أداء الرسوم واملكوس املستحقة عن كل عملية
استيراد أو تصدير ،إضافة إلى كل املبالغ الزائدة أو الغرامات املستحقة ،والتي يرجع استيفائها لإلدارة الجمركية
أن ت أذن للمل زمين ب األداء بتق ديم تعه د مكف ول ،يق دم إلدارة الجم ارك في ش كل عق د ع رفي موق ع علي ه من ط رف
امللزم الذي يتقدم بطلب إلى اإلدارة من أجل قبول التعهد املكفول ،كما يوقع من طرف وزير املالية.
55عبد الفتاح مراد ،شرح قانون الجمارك الطبعة األولى ،2007مطبعة اإلسكندرية ص.127
56حكم رقم 2009/366صادر عن المحكمة االبتدائية بالناظور بتاريخ 2009/03/25ملف جمركي رقم 78/2008
57الفصل 92من مدونة الجمارك والضرائب غير المباشرة.
58قرار لوزير االقتصاد والمالية رقم 99-1302صادر بتاريخ 1999/08/18الجريدة الرسمية عدد 4721بتاريخ .1999/08/20
و يحتوي هذا التعهد على االلتزام بأداء الرسوم واملكوس املستحقة ،والغرامات و كل املبالغ األخرى املستحقة بما
فيها الفوائد املترتبة عن التأخير في حالة عدم أداء مستحقات اإلدارة داخل األجل املحدد وفي حالة التملص من أداء
الرسوم والضرائب الجمركية وعدم االل تزام بأحكام التحصيل الجمركي املتمثلة في األداء والتسديد فإنه في هذه
الحالة يتم اللجوء للتحصيل الجبري للديون الجمركية وفق ما نصت عليه مدونة تحصيل الديون العمومية باملادة
29وفق إجراءات قانون املسطرة املدنية ،وبذلك يأخذ الجمركي للضريبة الجمركية ،وجهان لهذا اإلجراء األول
يتمث ل في التحص يل اإلداري و الث اني عن طري ق إج راءات زجري ة قض ا ني ة أو م ا يطل ق علي ه التحص يل عن طري ق
السلطة املبالغ مالية واجبة.
الخاتمة:
يعتبر النظام الجمركي املغربي بترسانته القانونية واملؤسساتية الركيزة األساسية للنظام االقتصادي ،حيث يحظى
بأهمية بالغة ويقوم بدور كبير في رسم وتدعيم استراتيجيات السياسات العمومية خاصة على املستويين
االقتصادي واملالي ،وتتجلى أهميته كذلك في األدوار التي يلعبها على مستوى تزويد وضخ موارد وإيرادات مالية
مهمة في ميزانية الدولة ،والتي تشكل بطبيعة الحال الدافع لعجلة التنمية السيما من خالل تحصيل الجبايات
الجمركية التي عمل املشرع على تحديدها وتحديد وعائها وتنظيم طرق تحصيلها واستخالصها ،ويبقى النظام
الجمركي من بين اآلليات التي تعول عليها الدولة وتعقد عليها آمال كبيرة ،في حماية االقتصاد الوطني على الرغم من
الصعوبات واالكراهات املرتبطة بهذا املجال.
إن النظام الجمركي باعتباره مجموعة من القواعد التي تطبق على حركة البضائع الدولية ،يبقى آلية من اآلليات
التي تمكن الدولة من بسط رقابتها على مجالها الترابي ،عبر إدارة الجمارك والضرائب غير املباشرة ،التي تعتبر
كوسيط بين الهيئات الداخلية والخارجية وذلك من خالل تحصيلها ملختلف الحقوق والرسوم الجمركية املتعلقة
بالسلع عند االستيراد والتصدير والتي تعمل على تمويل الخزينة العامة للدولة وتعتبر مصدرا هاما في تمويلها.
تتولى تطبيق القوانين واألنظمة املتعلقة بمراقبة التجارة الخارجية ،والصرف وتحصيل الضرائب والرسوم
الجمركية .وقد دخلت هذه اإلدارة في سلسلة من اإلصالحات والتحديثات التي تروم محاولة تجاوز التصور
التقليدي ملفهوم اإلدارة ،والقائم على الشكالنية والتراتبية واملركزية في صناعة القرارات ،مقابل تبني منظور
حداثي للتدبير ،يرتكز على البعد الوظيفي والخدماتي املستند على مبادئ الحكامة الجيدة والتدبير الرشيد،
واملتجسد في تبسيط املساطر اإلدارية وتعزيز للتواصل والرفع من الكفاءة واملردودية والفعالية ،واستعمال
تقنيات اإلعالم واالتصال املتطورة.
وللتوص ل إلى ه ذا كان الب د من وج ود إدارة ص ارمة ،واملتمثل ة في إدارة لجم ارك ،ال تي تق وم بتنظيم ومراقب ة
وتسهيل عمليات املبادالت التجارية ،وذلك عن طريق تحديث األنظمة الجمركية االقتصادية والتكيف مع تطورات
املحيط االقتصادي لضمان حسن تأدية املهام وسرعة تنفيذها من جهة ،والزيادة في اإليرادات الحكومية املوجهة
للخزين ة العام ة للدول ة من خالل تحص يل مختل ف الحق وق والرس وم الجمركي ة على الس لع والبض ائع من جه ة
أخرى ،وذلك باعتبار الجباية الجمركية تحتل مرتبة مهمة في إيرادات الدولة.