Professional Documents
Culture Documents
جهود العرب القدامى والمحدثين-2
جهود العرب القدامى والمحدثين-2
أنشأت الدراسات الصوتية عند العرب بعد البعثة ،فبدأت األمة العربية هتتم ابلقرآن ،مما دفع بـ «پرچسًت
أسري إىل القول :مل يسبق األوروبيني يف ىذا العلم إال قومان :العرب واذلنود ومما دفع بـ قريث R
htriFإىل القول أيضاً :لقد نشأت الدراسات الصوتية ومنت يف أحضان لغتني مقدمتني :العربية
والسنسكريتية .
وقد أسهم علماء القراءات القرآنية يف إضافة تفصيالت صوتية ،إىل ما أثر عن اخلليل وسيبويو ،وذلك
أثناء وصفهم تالوة القرآن الكرمي ،حسب القراءات ادلختلفة ،فجلوا خصائص صوتية تنفرد هبا التالوة
القرآنية ،ووضعوا رموزاً متثل ىذه اخلصائص ،وكيف ال يفعلون ذلك ،وىم يقرأون كل يوم قولو تعاىل:
(ورتل القرآن ترتيال ) ؟
ويقرأون ،أيضاً ،كل يوم ،قول الرسول الكرمي« :اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواهتا .فرأيناىم يقرأون
القرآن قراءة ترتيل ،وحتقيق ،وحذر.
والدراسة الصوتية نشأت عند العرب ،نتيجة أتمل العلماء أصوات اللغة ومالحظتها مالحظة ذاتية ،و
«وصفية ،أنتجت ،يف وقت مبكر جداً ،دراسة طيبة لألصوات العربية ،ال تبتعد كثرياً عما يقرره علماء
األصوات احملدثون .أمثال:
أبو األسود الدؤيل :إن القراءات القرآنية من أىم علوم ادلسلمني ،ألهنا أوثقها اتصاالً ابلنص القرآين،
وألهنا ىي اليت أصلت منهج النقل اللغوي مبا أصلت من االعتماد على الرواية ،ألن القراءات القرآنية
علم نقلي ال يعرف التعليل ،وال الفلسفة ،وال ادلنطق ،وألهنا اعتمدت على ادلالحظة الذاتية ،وعلى
الوصف ادلوضعي كما فعل أبو األسود الدويل ،حني قال لكاتبو :إذا رأيتين قد فتحت فمي ابحلرف
فأنقط نقطة فوقو إىل أعاله ،وإن ضممت يف فانقط نقطة بني يدي احلرف .وإن كسرت فأجعل النقطة
من حتت احلرف.
اخلليل بن أمحد الفراهيدي :ومل ميض وقت طويل حىت قدم لنا اخلليل بن أمحد الفراىيدي ،ادلتوىف سنة
٠٧١ىـ أو ٠٧١ىـ ،يف مقدمة معجمو والعني أول تصنيف لألصوات حسب موضع النطق» ،أو
حسب األحياز وادلخارج مما جعلو يتوصل إىل تقسيم األصوات إىل األصوات الصحيحة ،أو احلروف
الصحاح ،وإىل األصوات اللينة أو اذلوائية ..أي أننا نستطيع القول إنو ميز األصوات العامة:
consonnesمن األصوات الصائبة أو ادلصوتةLes voyelles :
وقد استطاع ادلخليل -نتيجة ذكائو وعلمو وأذنو ادلوسيقية اللماحة -إدراك العالقة بني احلركات القصار
واحلركات الطوال ،وأدرك أهنا عالقة يف الكم nortituDوليست عالقة يف الكيف ،فجعل:
للفتحة ألفاً صغرية ،مضطجعة فوق احلرف
وللكسرة ايء صغرية حتت احلرف،
وللضمة واواً صغرية فوقو .
واستطاع اخلليل ،أيضاً ،انطالقاً من تفكريه الصويت ،وتذوقو األصوات ،واىتماماتو الصوتية اليت مكنتو من
تقعيد حبور الشعر واألوزان العروضية واالختالفات الصوتية الدقيقة جداً -والقوية -أن يضع عالمات
صوتية عدة ،منها :الشدة ،مهزة القطع ،مهزة الوصل ،السكون؛ وغري ىذه من ادلالحظات الصوتية
أما العرب احملدثني
صدرت مؤلفات عربية قليلة يف رلال علم األصوات اللغوية منها:
-٠األصوات اللغوية ،للدكتور إبراىيم أنيس - ۲ ،أصوات اللغة للدكتور عبد الرمحن أيوب 3 ،علم
اللغة العام -األصوات للدكتور كمال دمحم بشر -٤ ،دروس يف علم أصوات العربية جلان كانتينو ترمجة
صال القرمادي؛ وغري ىذه من االىتمامات وادلؤلفات