Professional Documents
Culture Documents
مؤامرة الرسمي وغير الرسمي
مؤامرة الرسمي وغير الرسمي
الترخيص
والتشريعات وسن القوانين
لق د اعت دنا على فك رة أن ك ل مج ال ال يمكن مناقش ته س وى من قب ل "المتخصص ين الرس ميين" به ذا المج ال .لكن
هذه أيضًا هي عبارة عن خدعة .فال زلنا اآلن نحتار في تعريف ما هي حقيقة "الرسمي" و "غير الرسمي" وما
الفرق بينهم ا .كل م ا نعرف ه عن "المتخّص ص الرسمي" ه و أنه مص ادق علي ه قانوني ًا ،و أن بحوزته المعلوم ات
المناسبة التي تم تلقينه بها خالل مراحل دراسته وتخصصه في هذا المجال .لكن السؤال المريب هو :من وضع
الق انون ال ذي يص ادق على ه ذا المتخّص ص ،وكي ف ص يغت المعلوم ات ال تي لقن وه به ا خالل مرحل ة تخّص ص ه
األكاديمي؟.
لكن رغم ذلك كله ،فالجماهير ،التي هي عبارة عن مجموعات بشرية إيحائية (قابلة للبرمجة بسهولة) ،تصطّف
إلى جانب "الرسمي" ضد "غير الرسمي" .والرسمي بالنسبة لها يمثل دائمًا "الحقيقة" و إال لما أصبح رسمي .لكن
الذي ال تعرفه الجماهير هو أن الرسمي قد ال يكون قد أصبح رسمي باالعتماد على عامل المصداقية.
جميعن ا نعلم أن ال دول الغربي ة تمّثل اآلن من ارة الثقاف ة والعل وم و التقني ات والص ناعات ،ش ئنا أم أبين ا ،و بالت الي
فهي تمّثل مخزن هائل من األفكار واإلبداعات المختلفة .و قد أصبحنا نعتمد اعتمادًا جوهري ًا على كل ما يأتينا
من هذا الغرب المتط ّو ر ،المثالي ،الذي هو على حق دائم ًا و أبدًا .فهذا الغرب الذي هو مركز التقدم التقني و
العلمي في الع الم ،ق د رس م خ ط واض ح و ص ريح بين م ا ه و رس مي و م ا ه و غ ير رس مي في كاف ة التوجه ات
العلمية و الثقافية و التقنية (و وجب على جميع دول العالم االلتزام بهذا الخط المعرفي العام الذي أصبح معيارًا
دولي ًا) .وكل م ا هو خارج الحدود التي تم رسمها من قب ل الس لطات العلمية الغربية يعتبر غير رسمي و غير
شرعي أحيانًا .لكن المشكلة هي أن إطالق صفة "غير رسمي" أو "غير شرعي" على دراسة أو بحث أو تقنية أو
ابتكار معّي ن ال يعني أنها تستحق هذا التصنيف الجائر الذي يحط من قيمتها و تتنّك ر لفضائلها على البشرية ،بل
ق د ي أتي ه ذا التص نيف الم زّو ر نتيج ة م ؤامرة حاكته ا إح دى الس لطات العلمي ة أو السياس ية أو الش ركات و
المؤسسات التجارية و الصناعية التي لها سلطة نافذة في تلك البالد ألنها قد تتضّر ر من جراء انتشار هذه التقني ة
أو هذا االبتكار الجديد .وهناك تاريخ طويل من المؤامرات التي جمعت أحيانًا بين سلطات اقتصادية مع سلطات
علمية و سياسية بهدف إقصاء أو قمع إحدى التقنيات أو النظريات الصاعدة.
وفي دول العالم الثالث (شعوب و حكومات) فيوجهون أنظارهم إلى ما خرج من ذلك الغرب على أنه رسمي ،و
هذا الرسمي يمّثل بنظرهم آخر ما توصلت إليه عقول الدول الصناعية المتقدمة ..أما "غير الرسمي" فيتجاهلونه
تمامًا ...وهنا تكمن المشكلة الكبرى!...
فيما يلي ،سأورد أمثلة تساعدنا على فهم هذه اللعبة الدولية بش كل جّي د ،والطريق ة الخسيس ة ال تي يمكن إتباعه ا من
أجل جعل أي توّجه ،مهما كان سيئًاُ ،يعتبر رسميًا ومشّرع به ،ومحظورًا وغير شرعي ،من قبل الس لطة التش ريعية
(الدولية والمحلية):
الماريجـوانا
وجب أن ال ننسى بأن روكفيللر هو الذي تبّر ع باألرض التي ُش ّيد عليها مبنى األمم المتحدة في نيويورك
تذّك ر أن مهمة المنظمات الدولية هي تسويق األفكار والعلوم والتقنيات المناسبة للشركات فقط ال غير ،وباعتبار هذه
المنظمات تمّثل جهات ومراجع رسمية ،فبالتالي ،كل ما تسّو ق له هو الرسمي وغير مشكوك به أبدًا.
منظمة التعليم الدولية تمّو ل وتدعم التعليم المّج اني ،لكن أي نوع من التعليم المّج اني هو؟ هل هو تعليمك كيف
تصنع جهاز موّلد للطاقة المجانية؟ هل تعّلمك على أساليب تمكنك من التخّلص من الحشرات في مزرعتك
بوسيلة نظيفة ورخيصة وغير سامة؟ هل ترشدك كيف تعتني بصحتك بحيث تستغني بالكامل عن زيارة الطبيب
أو تجّنب تناول األدوية الكيماوية؟
إذا ال زلت تظن بأن هذه المنظمات الدولية هي قائمة من أجل بسط العدالة العالمية وإنصاف الشعوب
وحمايتهم من الوحوش االقتصاديين العالميين ،فأنت إذًا مغّفل ومسكين ،وينقصك
الكثير من المعرفة واإللمام بما يجري حولك فعليًا.
وجب إعادة النظر بمصداقية هذه المنظمات الدولية ...هذا ليس خيار ،إنه ضرورة