Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫األهمية االجتماعية لظاهرة جنوح األحداث‬

‫لقد أدركت المجتمعات الحديثة أن األحداث غالبًا هم ضحية ظروف اجتماعية أدت بهم الى االنحراف وسوء التكيف مع‬
‫المجتمع وان تهيئة الظروف االجتماعية وتدعيمها بالمقومات الصالحة لتنشئتهم في عطف وحنان هي الضمان لتقويمهم‬
‫ليصبحوا عناصر صالحة في مجتمعاتهم‪ ،‬وقد ازدادت هذه المشكلة خطورة في العصر الحديث نتيجة التقدم الحضاري‬
‫والصناعي مما أثر على كيان األسرة وتماسكها‪.‬‬

‫ومن الناحية القانونية فإن ظاهرة انحراف األحداث ترتبط بسن معينة من حيث تعرف بأنها "الحدث في الفترة بين سن‬
‫التمييز وسن الرشد الجنائي الذي يثبت أمام السلطة القضائية أو سلطة أخرى مختصة أنه قد ارتكب إحدى الجرائم أو‬
‫تواجد في إحدى حاالت التعرض لالنحراف التي يحددها القانون‬

‫صدر قانون رعاية األحداث العراقي رقم ‪ 76‬لسنة ‪ 1983‬حيث نصت المادة (‪ )3‬منه على ان يسري هذا القانون على‬
‫الحدث الجانح و االحداث المعرضين للجنوح وعلى اوليائهم ويعتبر صغيرا من لم يتم التاسعة من عمره و يعتبر حدثا من‬
‫اتم التاسعة من عمره و لم يتم الثامنة عشر من عمره ويعتبر الحدث صبيا اذا اتم التاسعة من العمر و لم يتم الخامسة‬
‫عشرة و يعتبر الحدث فتى اذا اتم الخامسة عشرة من عمره وقد نصت االسباب الموجبة لصدور قانون رعاية االحداث‬
‫لغرض الحد من جنوح االحداث عن طريق ايجاد نظام متكامل يستند الى اسس علمية و ال يقتصر على معالجة الحدث‬
‫الجانح وانما يسعى ايضا الى وقايته من الجنوح وشموله بالرعاية الالحقة بعد انتهاء التدبير المفروض عليه لمنعه من‬
‫العودة الى الجريمة حيث ان الرعاية الالحقة تمثل الجانب المتمم للعالج فقد بات من الضروري اعادة النظر في السياسة‬
‫الجنائية الخاصة بجنوح االحداث‪.‬‬

‫حيث تندرج العوامل المؤدية الى الجنوح ضمن فئتين الفئة االولى وتتكون من العوامل التي تتصل بذات الحدث وتكوينه‬
‫العقلي والنفسي وتسمى بالعوامل الداخلية‪ ،‬والفئة الثانية تتكون من ظروف البيئة الخاصة والبيئة العامة وتسمى بعوامل‬
‫البيئة أو العوامل الخارجية‪.‬‬

‫لعل من أبرز العوامل االجتماعية الخارجية التي قد تؤدي الى انحراف الحدث هي العوامل االسرية وطبيعة العالقات بين‬
‫أفراد األسرة ولما لألسرة من عميق االثر في هذه الظاهرة فقد تم تناول العوامل االجتماعية من خالل االسرة النها‬
‫المسؤولة عن بناء شخصية الطفل وبالتالي عن نمط سلوكه وقيمه وعن غرس الصفات واألخالق الحميدة فيه‪ ،‬وبعض‬
‫الدراسات أشارت ان األسرة المفككة لها دور فعال في تكوين السلوك االجرامي لدى الطفل‬

‫الحدث‬

‫هو الصغير منذ والدته حتى يتم نضجه االجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد المتمثلة في اإلدراك‬ ‫❖‬
‫التام‪ ،‬أي معرفة اإلنسان لطبيعة عمله والقدرة على تكييف سلوكه وتصرفاته‪ ،‬طبقا لما يحيط به من ظروف ومتطلبات‬
‫الواقع االجتماعي‪.‬‬

‫هو الصغير الذي أتم السن التي حددها القانون للتمييز‪ ،‬ولم يتجاوز السن التي حددها القانون لبلوغ الرشد‬ ‫❖‬

‫الجناح‬

‫الفشل في أداء الواجب‪،‬او أنه ارتكاب الخطأ او العمل السيء او أنه خرق للقانون عند االطفال‪.‬‬ ‫❖‬

‫هو عبارة عن كل من بلغ السن التي حددها القانون للتمييز وارتكب فعًال مخالفًا للمعايير والقيم بحيث يلحق‬ ‫❖‬
‫األذى بذاته ومجتمعه ويصدر بموجبه عقاب الزم التنفيذ‬

‫االحداث الجانحون‪ :‬حاالت نفسية تتوفر لدى الحدث وتؤدي به الى إظهار سلوك مضاد للمجتمع‪ ،‬كما أن هذه‬ ‫❖‬
‫الحاالت نتيجة لعوامل مختلفة تكون قد أعاقت النمو النفسي السليم لشخصية الحدث‬

‫انواع األحداث‬ ‫❖‬

‫االولى تشمل االحداث المشردين‪.‬‬ ‫●‬


‫الثانية تشمل االحداث الجانحين‪.‬‬ ‫●‬

‫االحداث المشردون بانه الحدث الذي لم تبلغ سنه ثماني عشرة سنة ميالدية كاملة سواء كان ذكرا ام انثى ويتم تحديد صور‬
‫التشرد على النحو التالي‪:‬‬

‫إذا وجد الحدث متسوال ويعتبر من اعمال التسول عرض سلعة غير مفيدة او القيام بأعمال بهلوانية‪.‬‬ ‫●‬

‫اذا مارس جمع اعقاب السجائر او غيرها من الفضالت او المهمالت‪.‬‬ ‫●‬

‫اذا قام بأعمال تتصل بالدعارة او الفسق او افساد االخالق او القمار او خدمة من يقومون بهذه االعمال‪.‬‬ ‫●‬

‫اذا خالط المشردين او المشتبه فيهم او الذين اشتهر عنهم سوء السيرة‪.‬‬ ‫●‬

‫أذا كان سيء السلوك وهاربا من سلطة ابيه او وليه او وصيه او امه‪.‬‬ ‫●‬

‫اذا لم يكن له اقامة مستقرة او كان يجلس في الطرقاتز‬ ‫●‬

‫اذا لم يكن له وسيلة مشروعة للعيش وال عائلة مؤتمنة وكان ابواه متوفيين او مسجونين او غائبين‪.‬‬ ‫●‬

‫انواع االحداث الجانحين‬

‫يميل بعض العلماء الى تقسيم االحداث الجانحين الى عدة أنواع بتميز كل منها بعد خصائص وسمات تفوق بينه وبين‬
‫االنماط االخرى ومن هذه االنواع النوعان الذي قدمهما "هيوت وجنكنر" وهما ‪- :‬‬

‫حدث العصابة‪ :‬ويسمى( جنكنر وهيوت) هذا النوع من االحداث بالجانح المطبع اجتماعيا وهو النوع السائد بين االحداث‬
‫الجانحين الذي يفضل ان يقوم بنشاطه المنحرف ضمن جماعة من الجانحين مثله‪ .‬وهو في العادة اليتحمل الوحدة وعلى‬
‫استعداد للقيام باي عمل من اجل الجماعة التي ينتمي اليها اذ أن معايير جماعته أهم عنده من اي معايير اخرى لذلك كان‬
‫هذا النوع من أصعب حاالت الجنوح لحاجته الدائمة الى الجماعة المنحرفة التي يصعب عزلها عنه كما ان هذه الجماعة‬
‫قابلة للنمو واالتساع نتيجة لتأثيرها في ضم أعضاء جدد ممن لديهم االستعداد للجنوح هناك عدة معايير لتحديد هذا النوع‪:‬‬

‫‪-‬الصداقة مع امثاله من الجانحين ممن لهم احتكاك برجال األمن‪.‬‬

‫‪-‬البد ان يقوم بنشاطه المنحرف مع جماعة من امثاله‪.‬‬

‫‪-‬له صلة بعصابات الجانحين‪.‬‬

‫‪-‬يقوم بدور ايجابي نشط في الجماعة المنحرفة‪.‬‬

‫‪-‬يقوم بجرائمه مع الجماعة المنحرفة وبخاصة السرقة‪.‬‬

‫‪-‬يتمثل اعضاء جماعة المنحرفين التي ينتمي اليها‪ ،‬سواء في الملبس او في طريقة الكالم‪.‬‬

‫‪-‬يتردد على دور اللهو‪.‬‬

‫الجانح العدواني غير االجتماعي‪ :‬يتسم بالعدوان الفردي نتيجة لمشاعر الكراهية الشديدة التي يمتلىء بها والمعايير التي‬
‫تتخذ لتحديد هذا النوع هي‪:‬‬

‫‪-‬العزلة عن االصدقاء‪.‬‬

‫‪-‬القيام بنشاطه منفردًا‪.‬‬

‫‪-‬صعوبة االنتماء ألية جماعة‪.‬‬


‫‪-‬اليوجد له أصدقاء حميميون‪.‬‬

‫‪-‬يتسم بالخجل واالنسحاب‪.‬‬

‫‪-‬غير محبوب من زمالئه‪.‬‬

‫‪-‬يبدو عليه مظاهر عدم النشاط‪.‬‬

‫‪-‬اليتصف بسمات القيادة بين زمالئه‪.‬‬

‫النظريات المفسرة للجنوح‬

‫نظرية السلوك الجانح والرابطة للعالم هيرشي‬ ‫‪-1‬‬

‫تستند هذه النظرية على الربط بين السلوك الجانح والرابطة التي تربط الفرد بالمجتمع فعندما تضعف هذه الرابطة فأن‬
‫القيود التي يفرضها المجتمع على أعضائه تضعف وينتهك الفرد القانون‪ .‬كما تفترض هذه النظرية أن كل األفراد‬
‫بالمجتمع جانحون ومجرمون وان الضوابط االجتماعية وليست القيم االخالقية هي التي تحافظ على القانون والنظام وأنه‬
‫دون الضوابط وعدم وجود الحساسية وعدم االهتمام باالخرين فإن الشاب يرى نفسه حرًا في ارتكاب اعمال اجرامية‬
‫ويرى هيرشي ان الرابطة االجتماعية التي تربط الفرد بالمجمتع تنقسم الى اربعة عناصر رئيسة كعناصر الضبط‬
‫االجتماعي وهي‪:‬‬

‫‪- 1‬االرتباط‪ :‬وهو مدى حساسية واهتمام الفرد االخرين ويعتمد قبول المبادئ االجتماعية وتطوير الضمير االجتماعي على‬
‫االرتباط والعناية باالخرين وان االبوين واالقران والمدارس هي اهم المؤسسات االجتماعية التي يجب ان يحتفظ الفرد‬
‫بعالقات معها كما ان االرتباط بالوالدين هو االكثر أهمية حتى لو كانت االسرة مفككة بالطالق نظرا الن احترام الوالدين‬
‫يكسب الفرد احترام االخرين‪.‬‬

‫‪- 2‬االلتزام‪:‬ويشتمل على الوقت والطاقة والجهد الذي يبذل في مواصلة سلسلة من األنشطة التقليدية وانه اذا بنى الناس‬
‫التزاما قويا في الحياة او الممتلكات او السمعة فانهم سوف يكونون اقل تورطا في االعمال التي تعرض مواقعهم للخطر‬
‫والعكس صحيح فنقص االلتزام بالقيم التقليدية يمكن ان ينذر عن حالة يكون فيها السلوك الخطر مثل الجنوح بديال سلوكيا‬
‫معقوال‪.‬‬

‫‪- 3‬المشاركة‪:‬أن مشاركة الفرد الكثيفة في االنشطة التقليدية التترك مجاال لالنشطة غير القانونية في الظهور ويعتقد‬
‫هيرشي أن المشاركة في المدرسة واالسرة تعزل الشاب عن االغراء المحتمل للسلوك الجانح الذي يشجعه الكسل‪.‬‬

‫‪-4‬االيمان‪:‬الناس الذين يعيشون في بيئات اجتماعية متشابهة غالبًا ما يتشاركون في نظام أخالقي متشابه ويحترمون القيم‬
‫األنسانية مثل المشاركة الحساسية تجاه حقوق األخرين وإذا كانت المعتقدات غائبة أو ضعيفة فان االفراد يحتمل أن‬
‫يشاركوا في األعمال أو التصرفات غير األجتماعية ويرى هيرشي ان فكرة "الجانحين لديهم عالقات دافئة وحميمة مع‬
‫بعضهم البعض هي مجرد أسطورة كما ان الطفل قليل األنسجام مع نفسه قابل للتأثر بالتأثيرات الجانحة في بيئته اما الطفل‬
‫كثير االنسجام مع نفسه فهو محصن أكثر من غيره من هذه التأثيرات‪.‬‬

‫أكدت هذه النظرية على أنه عندما تضعف الرابطة ما بين الحدث والمجتمع فسوف يرتكب جنًح ا مخالًف ا للقوانين‪ ،‬ومن‬
‫أشكال هذا الضعف قلة االرتباط‪ ،‬ويكمن في شعوره بأنه شخص غير مهم من قبل أسرته والمدرسة‪ ،‬وكذلك نقص التزامه‬
‫بالقيم التقليدية كالحفاظ على السمعة والشرف‪ ،‬وضعف المشاركة في األسرة بالرأي والكسل في المدرسة‪ ،‬وكذلك إذا كانت‬
‫المعتقدات الدينية غائبة وضعيفة في عدم االهتمام بالصالة والصوم والزكاة وغيرها من العبادات‬

‫‪-2‬نظرية الضغط‬

‫يرى أتباع ھذه النظريات بأن حاجات الفرد كثيرة ومتعددة وكلما اشبع حاجة منها ظهرت له حاجة اخرى جديدة بحاجة‬
‫الى اشباع‪ ،‬لذا ال يمكن اشباع رغبات االفراد عن طريق اخضاع الحدث للنمط السائد في مجتمعه؛ كون حاجات هذا‬
‫الحدث تتعارض مع االنماط السائدة في المجتمع‪ ،‬االمر الذي يقود الحدث للخروج على هذه االنماط السائدة إلشباع حاجاته‬
‫غير المشبعة‪ ،‬وبخروجه على االنماط السائدة في مجتمعه يكون قد خالف انظمة المجتمع وخرج عليها‪ ،‬وبخروجه ھذا‬
‫يعتبر منحرفا نظرا لمخالفته لما يقّر ه مجتمعه من نظم تضبط سلوك افراده‪.‬‬

‫‪-3‬نظرية االنحراف الثقافي‬

‫يعتقد اتباع ھذا االتجاه ان للحدث المنحرف مجموعة من القيم ال تتناسب مع منظومة القيم في مجتمعه الذي يعيش فيه‬
‫مما يؤدي به للخروج عن قيم مجتمعه وبالتالي انحرافه‪ .‬ويرى أنصار االتجاه االجتماعي بأن السلوك المنحرف هو افراز‬
‫اجتماعيا ناجما عن مظاهر السلوك والتفاعالت والعمليات االجتماعية المتنوعة التي تحدث داخل المجتمع‪ .‬وينظروا‬
‫للسلوك المنحرف من خالل بعدين اساسيين ھما‪:‬‬

‫‪- 1‬ربط التغيرات في معدل نسبة الجريمة بالتغيرات في التنظيم االجتماعي كالحراك‬

‫االجتماعي‪ ،‬الصراع الثقافي‪ ،‬المنافسة‪ ،‬نظام التدرج االجتماعي‪ ،‬االنظمة السياسية‬

‫واالقتصادية والكثافة السكانية وعمليات توزيع الثروة والدخل‪.‬‬

‫‪- 2‬الربط بين االنحراف والتفاعل الذي يحدث بين االفراد داخل البناء االجتماعي في المجتمع الذي يشكل سلوك ھؤالء‬
‫االفراد سواء كان ھذا السلوك سلوكا منحرفا اوغير منحرف وهنا يظهر دور القيم‪ ،‬المحاكاة‪ ،‬ومحركات السلوك بشكل‬
‫عام‪ .‬االتجاهان يقعان ضمن النظريات االساسية في علم االجتماع‪( .‬النظرية الوظيفية‪،‬الماركسية‪ ،‬التفاعلية الرمزية)‪.‬‬

‫أسباب الجنوح‬

‫تتنوع مشكلة جنوح األحداث والعوامل المسببة لها بتنوع وجهات نظر الباحثين في هذه المشكلة فعلماء الوراثة‬
‫يرجعون عوامل الجنوح الى عوامل بيولوجية تنتقل الى الشخص عن طريق الوراثة‪ ،‬وعلماء النفس يرجعوها الى عوامل‬
‫نفسية‪ ،‬وعلماء االجتماع يعزون االمر الى عوامل اجتماعية واما انصار العوامل المتعددة فانهم يرون ان الجنوح ينتج من‬
‫تضافر اكثر من عامل اي اليمكن تفسير الجنوح بعامل واحد فقط بل بجميع العوامل التي تؤدي دورًا اليستهان به تكوين‬
‫السلوك الجانح اي ان تلك العوامل متأثرة ومؤثرة الواحدة في االخرى وفي ضوء ذلك تقسم اسباب الجنوح الى مأ ياتي‪:‬‬

‫عوامل بيولوجية‬

‫يرى الباحثون في علم البيولوجي الجنائي "ان هناك عالقة وثيقة بين الجنوح والخصائص الفيزيقية لالنسان وان الوراثة‬
‫تلعب دورًا مهما واساسيا في تحديد السلوك غير االجتماعي للفرد أي إن العوامل البيولوجية قد تؤدي الى تكوين السلوك‬
‫الجانح في بعض الحاالت ويرجع جنوح االحداث احيانًا الى كون الطفل المصاب بعاهات جسمية تجعله يشعر بالنقص‬
‫وفقدان الثقة بالنفس وبمن حوله كما تشعره بأنه غير مرغوب فيه فهنا الطفل غير مشبع حاجاته الجسمية والنفسية فيلجأ‬
‫الى تعويض ذلك بالكذب والسرقة والتخريب لينتقم من نفسه ومن حوله‪.‬‬

‫العوامل النفسية‪:‬‬

‫يرى الباحثون في علم النفس الجنائي ان للعوامل النفسية والتي تتمثل في االمراض النفسية قد ينجم عنها سلوك مضاد‬
‫للمجتمع وقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة تقرب من (‪ )%95‬من االطفال الجانحين يعانون انواعا من التعاسة والكآبة‬
‫والقلق نتيجة ماٍض وخبرات مؤلمة‪ ،‬وأن ما يرتكبه الحدث من جنوح هو محاولة لالنتقام من اآلباء أو المجتمع‪ ،‬فالطفل‬
‫المحروم من الحنان والحب والعطف قد يسرق من االب وافراد المجتمع فهو ينتقم الشعوريًا من حرمان االب أو المجتمع‬
‫له من العطف والحنان‪" .‬تنطوي نفسية الجانح على شخصية ضعيفة هزيلة وعلى ضمير اخالقي لم ينضج حتى يتأهل‬
‫للحكم المتزن في عالقاته بالذات وتصرفاته مع االخرين على نحو متوافق مع الواقع ومقبول اجتماعيا فهو يفقد القدرة على‬
‫ضبط التعبير والتحكم في هذه الدوافع والرغبات‪ .‬وضعف الذات لدى الجانح وفقدان قدرته على ضبط حاجاته والتعبير‬
‫عنها تعبيرًا سويًا يرجع في رأي مدرسة التحليل النفسي الى استعداد فطري لدى الفرد والى خبراته المؤلمة واضطرابات‬
‫عالقاته االجتماعية في مراحل طفولته االولى‬

‫العوامل االجتماعية‪ :‬ومن العناصر االجتماعية التي تسهم في الجنوح االسرة والمدرسة والبيئة المحيطة التي يعيش فيها‬
‫المراهق وكل واحد من هذه العناصر يعتبر نظاما متكامال بما يشمله من قيم ومعايير تؤثر على سلوك المراهق حيث ان‬
‫الخلل في اي نظام من هذه االنظمة سيضع المراهق في دائرة من الصراعات وبخاصة ما يرتبط منها بالدور الذي يسعى‬
‫الكتسابه والقيام به وبخاصة في هذه المرحلة التي هي تعتبر مرحلة اثبات الهوية واكتساب الدور واالستقاللية كما ان‬
‫التفاعل بين هذه العناصر يجعل من البيئة التي يعيش فيها الطفل بيئة خصبة لألخطار التي تحيط به وتؤثر على سلوكه من‬
‫كافة الجوانب وهذا يعني تشكيل ما يمكن تسميته بعوامل الخطر التي يطال تأثيرها منظومة قيم المراهق التي توجه سلوكه‬
‫وافعاله ويبرز تاثير هذه العناصر على المراهق في مستويين‪:‬‬

‫االول‪ :‬مستوى منظومة القيم وذلك من خالل تكوين اعتقادات خاصة لدى المراهقين عن االخرين (االباء‬ ‫●‬
‫والمعلمين والكبار الراشدين والمؤسسات) بما في ذلك تكوين احكامهم االخالقية ومفاهيم السلطة لديهم وانماط التعامل مع‬
‫القانون ومؤسساته‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬المستوى السلوكي والذي يتمثل في ممارسة سلوكيات توصف بانها غير اجتماعية وتعلم عادات خطأ‬ ‫●‬
‫مثل استخدام المواد الضارة واشكال الجنوح (كالسرقة والتخريب والعنف واالعتداءات الجنسية أو الخبرات الجنسية‬
‫المبكرة)‪ .‬قد يتجه المراهقون الجانحون الى العمل من اجل مساعدة اسرهم في تحسين مستوى معيشتهم مجبرين على ترك‬
‫المدرسة مما يسهم في تعرضهم الى خطر األستغالل واالساءة من اصحاب العمل وبيئة العمل وهذا ما يجعل االحداث‬
‫ينخرطون في شبكات االستغالل من قبل االخرين وتبدأ لديهم معالم الجريمة (الجنح والجنايات) وهذه الشبكات المستغلة‬
‫لهذه الفئة العمرية الحرجة عادة ما تجعل الحدث يتعلمون السرقة وبيع المخدرات وهذه هي اشهر الجرائم التي ذكرت في‬
‫االدبيات‪ ،‬وبالتالي يجدون انفسهم مضطرين الى الى تعلم الكثير من السلوكيات واالساليب غير االجتماعية للتكيف‬
‫والتعايش مع الظروف الصعبة التي يوضعون بها مثل (جماعة االقران أو الشلة) النها تصبح وسيلتهم للدفاع عن أنفسهم‬
‫وحماية حقوقهم ومن وجهة نظرهم ‪،‬وهذه (الشلة) تفرض عليهم القيام باالعمال التي تضمن بقاءهم ضمنها والتي غالبًا ما‬
‫تؤدي بهم الى السجن أو دور األحداث‪.‬‬

‫وقد يتعرضون الى خبرات التتوافر فيها الحماية مثل االعتداءات واالساءة الجنسية التي تشكل بالنسبة اليهم خبرات تؤثر‬
‫في قيمهم ونظرتهم الى الكبار الذين يشكلون مصدرًا للسلطة والخطر وقد تبدأ هذه الخبرات في أعمار مبكرة مما يترتب‬
‫عليها قيامهم بعد بلوغهم سن المراهقة بممارسة ذات السلوكيات كنوع من االنتقام والتعويض عن عدم قدرتهم على الدفاع‬
‫عن انفسهم عندما كانوا يتعرضون الى هذه الخبرات وغالبًا ما يأتي هؤالء المراهقون الجانحون من خلفيات اسرية مفككة‬
‫نتيجة حاالت طالق او سجن الوالدين او احدهما او الخالفات المستمرة الناجمة عن عدم عمل االب وغياب دوره‬
‫واعتماده عليهم في العمل وهذا يعني غياب الرقابه والنموذج السليم وكذلك غياب مصدر هام من مصادر تعلم واكتساب‬
‫القيم‪ ،‬مما يفقدهم الحس باالنتماء وتزداد نظرة الكراهية والحقد على المجتمع وبالتالي تصبح وسيلتهم للتعبير عن ذلك‬
‫ممارسة االعمال العدوانية تجاه المجتمع بقوانينه وانظمته ومؤسساته‬

You might also like