Professional Documents
Culture Documents
8 2023 01 28!11 34 01 PM
8 2023 01 28!11 34 01 PM
لقد أدركت المجتمعات الحديثة أن األحداث غالبًا هم ضحية ظروف اجتماعية أدت بهم الى االنحراف وسوء التكيف مع
المجتمع وان تهيئة الظروف االجتماعية وتدعيمها بالمقومات الصالحة لتنشئتهم في عطف وحنان هي الضمان لتقويمهم
ليصبحوا عناصر صالحة في مجتمعاتهم ،وقد ازدادت هذه المشكلة خطورة في العصر الحديث نتيجة التقدم الحضاري
والصناعي مما أثر على كيان األسرة وتماسكها.
ومن الناحية القانونية فإن ظاهرة انحراف األحداث ترتبط بسن معينة من حيث تعرف بأنها "الحدث في الفترة بين سن
التمييز وسن الرشد الجنائي الذي يثبت أمام السلطة القضائية أو سلطة أخرى مختصة أنه قد ارتكب إحدى الجرائم أو
تواجد في إحدى حاالت التعرض لالنحراف التي يحددها القانون
صدر قانون رعاية األحداث العراقي رقم 76لسنة 1983حيث نصت المادة ( )3منه على ان يسري هذا القانون على
الحدث الجانح و االحداث المعرضين للجنوح وعلى اوليائهم ويعتبر صغيرا من لم يتم التاسعة من عمره و يعتبر حدثا من
اتم التاسعة من عمره و لم يتم الثامنة عشر من عمره ويعتبر الحدث صبيا اذا اتم التاسعة من العمر و لم يتم الخامسة
عشرة و يعتبر الحدث فتى اذا اتم الخامسة عشرة من عمره وقد نصت االسباب الموجبة لصدور قانون رعاية االحداث
لغرض الحد من جنوح االحداث عن طريق ايجاد نظام متكامل يستند الى اسس علمية و ال يقتصر على معالجة الحدث
الجانح وانما يسعى ايضا الى وقايته من الجنوح وشموله بالرعاية الالحقة بعد انتهاء التدبير المفروض عليه لمنعه من
العودة الى الجريمة حيث ان الرعاية الالحقة تمثل الجانب المتمم للعالج فقد بات من الضروري اعادة النظر في السياسة
الجنائية الخاصة بجنوح االحداث.
حيث تندرج العوامل المؤدية الى الجنوح ضمن فئتين الفئة االولى وتتكون من العوامل التي تتصل بذات الحدث وتكوينه
العقلي والنفسي وتسمى بالعوامل الداخلية ،والفئة الثانية تتكون من ظروف البيئة الخاصة والبيئة العامة وتسمى بعوامل
البيئة أو العوامل الخارجية.
لعل من أبرز العوامل االجتماعية الخارجية التي قد تؤدي الى انحراف الحدث هي العوامل االسرية وطبيعة العالقات بين
أفراد األسرة ولما لألسرة من عميق االثر في هذه الظاهرة فقد تم تناول العوامل االجتماعية من خالل االسرة النها
المسؤولة عن بناء شخصية الطفل وبالتالي عن نمط سلوكه وقيمه وعن غرس الصفات واألخالق الحميدة فيه ،وبعض
الدراسات أشارت ان األسرة المفككة لها دور فعال في تكوين السلوك االجرامي لدى الطفل
الحدث
هو الصغير منذ والدته حتى يتم نضجه االجتماعي والنفسي وتتكامل لديه عناصر الرشد المتمثلة في اإلدراك ❖
التام ،أي معرفة اإلنسان لطبيعة عمله والقدرة على تكييف سلوكه وتصرفاته ،طبقا لما يحيط به من ظروف ومتطلبات
الواقع االجتماعي.
هو الصغير الذي أتم السن التي حددها القانون للتمييز ،ولم يتجاوز السن التي حددها القانون لبلوغ الرشد ❖
الجناح
الفشل في أداء الواجب،او أنه ارتكاب الخطأ او العمل السيء او أنه خرق للقانون عند االطفال. ❖
هو عبارة عن كل من بلغ السن التي حددها القانون للتمييز وارتكب فعًال مخالفًا للمعايير والقيم بحيث يلحق ❖
األذى بذاته ومجتمعه ويصدر بموجبه عقاب الزم التنفيذ
االحداث الجانحون :حاالت نفسية تتوفر لدى الحدث وتؤدي به الى إظهار سلوك مضاد للمجتمع ،كما أن هذه ❖
الحاالت نتيجة لعوامل مختلفة تكون قد أعاقت النمو النفسي السليم لشخصية الحدث
االحداث المشردون بانه الحدث الذي لم تبلغ سنه ثماني عشرة سنة ميالدية كاملة سواء كان ذكرا ام انثى ويتم تحديد صور
التشرد على النحو التالي:
إذا وجد الحدث متسوال ويعتبر من اعمال التسول عرض سلعة غير مفيدة او القيام بأعمال بهلوانية. ●
اذا قام بأعمال تتصل بالدعارة او الفسق او افساد االخالق او القمار او خدمة من يقومون بهذه االعمال. ●
اذا خالط المشردين او المشتبه فيهم او الذين اشتهر عنهم سوء السيرة. ●
أذا كان سيء السلوك وهاربا من سلطة ابيه او وليه او وصيه او امه. ●
اذا لم يكن له وسيلة مشروعة للعيش وال عائلة مؤتمنة وكان ابواه متوفيين او مسجونين او غائبين. ●
يميل بعض العلماء الى تقسيم االحداث الجانحين الى عدة أنواع بتميز كل منها بعد خصائص وسمات تفوق بينه وبين
االنماط االخرى ومن هذه االنواع النوعان الذي قدمهما "هيوت وجنكنر" وهما - :
حدث العصابة :ويسمى( جنكنر وهيوت) هذا النوع من االحداث بالجانح المطبع اجتماعيا وهو النوع السائد بين االحداث
الجانحين الذي يفضل ان يقوم بنشاطه المنحرف ضمن جماعة من الجانحين مثله .وهو في العادة اليتحمل الوحدة وعلى
استعداد للقيام باي عمل من اجل الجماعة التي ينتمي اليها اذ أن معايير جماعته أهم عنده من اي معايير اخرى لذلك كان
هذا النوع من أصعب حاالت الجنوح لحاجته الدائمة الى الجماعة المنحرفة التي يصعب عزلها عنه كما ان هذه الجماعة
قابلة للنمو واالتساع نتيجة لتأثيرها في ضم أعضاء جدد ممن لديهم االستعداد للجنوح هناك عدة معايير لتحديد هذا النوع:
-يتمثل اعضاء جماعة المنحرفين التي ينتمي اليها ،سواء في الملبس او في طريقة الكالم.
الجانح العدواني غير االجتماعي :يتسم بالعدوان الفردي نتيجة لمشاعر الكراهية الشديدة التي يمتلىء بها والمعايير التي
تتخذ لتحديد هذا النوع هي:
-العزلة عن االصدقاء.
تستند هذه النظرية على الربط بين السلوك الجانح والرابطة التي تربط الفرد بالمجتمع فعندما تضعف هذه الرابطة فأن
القيود التي يفرضها المجتمع على أعضائه تضعف وينتهك الفرد القانون .كما تفترض هذه النظرية أن كل األفراد
بالمجتمع جانحون ومجرمون وان الضوابط االجتماعية وليست القيم االخالقية هي التي تحافظ على القانون والنظام وأنه
دون الضوابط وعدم وجود الحساسية وعدم االهتمام باالخرين فإن الشاب يرى نفسه حرًا في ارتكاب اعمال اجرامية
ويرى هيرشي ان الرابطة االجتماعية التي تربط الفرد بالمجمتع تنقسم الى اربعة عناصر رئيسة كعناصر الضبط
االجتماعي وهي:
- 1االرتباط :وهو مدى حساسية واهتمام الفرد االخرين ويعتمد قبول المبادئ االجتماعية وتطوير الضمير االجتماعي على
االرتباط والعناية باالخرين وان االبوين واالقران والمدارس هي اهم المؤسسات االجتماعية التي يجب ان يحتفظ الفرد
بعالقات معها كما ان االرتباط بالوالدين هو االكثر أهمية حتى لو كانت االسرة مفككة بالطالق نظرا الن احترام الوالدين
يكسب الفرد احترام االخرين.
- 2االلتزام:ويشتمل على الوقت والطاقة والجهد الذي يبذل في مواصلة سلسلة من األنشطة التقليدية وانه اذا بنى الناس
التزاما قويا في الحياة او الممتلكات او السمعة فانهم سوف يكونون اقل تورطا في االعمال التي تعرض مواقعهم للخطر
والعكس صحيح فنقص االلتزام بالقيم التقليدية يمكن ان ينذر عن حالة يكون فيها السلوك الخطر مثل الجنوح بديال سلوكيا
معقوال.
- 3المشاركة:أن مشاركة الفرد الكثيفة في االنشطة التقليدية التترك مجاال لالنشطة غير القانونية في الظهور ويعتقد
هيرشي أن المشاركة في المدرسة واالسرة تعزل الشاب عن االغراء المحتمل للسلوك الجانح الذي يشجعه الكسل.
-4االيمان:الناس الذين يعيشون في بيئات اجتماعية متشابهة غالبًا ما يتشاركون في نظام أخالقي متشابه ويحترمون القيم
األنسانية مثل المشاركة الحساسية تجاه حقوق األخرين وإذا كانت المعتقدات غائبة أو ضعيفة فان االفراد يحتمل أن
يشاركوا في األعمال أو التصرفات غير األجتماعية ويرى هيرشي ان فكرة "الجانحين لديهم عالقات دافئة وحميمة مع
بعضهم البعض هي مجرد أسطورة كما ان الطفل قليل األنسجام مع نفسه قابل للتأثر بالتأثيرات الجانحة في بيئته اما الطفل
كثير االنسجام مع نفسه فهو محصن أكثر من غيره من هذه التأثيرات.
أكدت هذه النظرية على أنه عندما تضعف الرابطة ما بين الحدث والمجتمع فسوف يرتكب جنًح ا مخالًف ا للقوانين ،ومن
أشكال هذا الضعف قلة االرتباط ،ويكمن في شعوره بأنه شخص غير مهم من قبل أسرته والمدرسة ،وكذلك نقص التزامه
بالقيم التقليدية كالحفاظ على السمعة والشرف ،وضعف المشاركة في األسرة بالرأي والكسل في المدرسة ،وكذلك إذا كانت
المعتقدات الدينية غائبة وضعيفة في عدم االهتمام بالصالة والصوم والزكاة وغيرها من العبادات
-2نظرية الضغط
يرى أتباع ھذه النظريات بأن حاجات الفرد كثيرة ومتعددة وكلما اشبع حاجة منها ظهرت له حاجة اخرى جديدة بحاجة
الى اشباع ،لذا ال يمكن اشباع رغبات االفراد عن طريق اخضاع الحدث للنمط السائد في مجتمعه؛ كون حاجات هذا
الحدث تتعارض مع االنماط السائدة في المجتمع ،االمر الذي يقود الحدث للخروج على هذه االنماط السائدة إلشباع حاجاته
غير المشبعة ،وبخروجه على االنماط السائدة في مجتمعه يكون قد خالف انظمة المجتمع وخرج عليها ،وبخروجه ھذا
يعتبر منحرفا نظرا لمخالفته لما يقّر ه مجتمعه من نظم تضبط سلوك افراده.
يعتقد اتباع ھذا االتجاه ان للحدث المنحرف مجموعة من القيم ال تتناسب مع منظومة القيم في مجتمعه الذي يعيش فيه
مما يؤدي به للخروج عن قيم مجتمعه وبالتالي انحرافه .ويرى أنصار االتجاه االجتماعي بأن السلوك المنحرف هو افراز
اجتماعيا ناجما عن مظاهر السلوك والتفاعالت والعمليات االجتماعية المتنوعة التي تحدث داخل المجتمع .وينظروا
للسلوك المنحرف من خالل بعدين اساسيين ھما:
- 1ربط التغيرات في معدل نسبة الجريمة بالتغيرات في التنظيم االجتماعي كالحراك
- 2الربط بين االنحراف والتفاعل الذي يحدث بين االفراد داخل البناء االجتماعي في المجتمع الذي يشكل سلوك ھؤالء
االفراد سواء كان ھذا السلوك سلوكا منحرفا اوغير منحرف وهنا يظهر دور القيم ،المحاكاة ،ومحركات السلوك بشكل
عام .االتجاهان يقعان ضمن النظريات االساسية في علم االجتماع( .النظرية الوظيفية،الماركسية ،التفاعلية الرمزية).
أسباب الجنوح
تتنوع مشكلة جنوح األحداث والعوامل المسببة لها بتنوع وجهات نظر الباحثين في هذه المشكلة فعلماء الوراثة
يرجعون عوامل الجنوح الى عوامل بيولوجية تنتقل الى الشخص عن طريق الوراثة ،وعلماء النفس يرجعوها الى عوامل
نفسية ،وعلماء االجتماع يعزون االمر الى عوامل اجتماعية واما انصار العوامل المتعددة فانهم يرون ان الجنوح ينتج من
تضافر اكثر من عامل اي اليمكن تفسير الجنوح بعامل واحد فقط بل بجميع العوامل التي تؤدي دورًا اليستهان به تكوين
السلوك الجانح اي ان تلك العوامل متأثرة ومؤثرة الواحدة في االخرى وفي ضوء ذلك تقسم اسباب الجنوح الى مأ ياتي:
عوامل بيولوجية
يرى الباحثون في علم البيولوجي الجنائي "ان هناك عالقة وثيقة بين الجنوح والخصائص الفيزيقية لالنسان وان الوراثة
تلعب دورًا مهما واساسيا في تحديد السلوك غير االجتماعي للفرد أي إن العوامل البيولوجية قد تؤدي الى تكوين السلوك
الجانح في بعض الحاالت ويرجع جنوح االحداث احيانًا الى كون الطفل المصاب بعاهات جسمية تجعله يشعر بالنقص
وفقدان الثقة بالنفس وبمن حوله كما تشعره بأنه غير مرغوب فيه فهنا الطفل غير مشبع حاجاته الجسمية والنفسية فيلجأ
الى تعويض ذلك بالكذب والسرقة والتخريب لينتقم من نفسه ومن حوله.
العوامل النفسية:
يرى الباحثون في علم النفس الجنائي ان للعوامل النفسية والتي تتمثل في االمراض النفسية قد ينجم عنها سلوك مضاد
للمجتمع وقد أثبتت الدراسات العلمية أن نسبة تقرب من ( )%95من االطفال الجانحين يعانون انواعا من التعاسة والكآبة
والقلق نتيجة ماٍض وخبرات مؤلمة ،وأن ما يرتكبه الحدث من جنوح هو محاولة لالنتقام من اآلباء أو المجتمع ،فالطفل
المحروم من الحنان والحب والعطف قد يسرق من االب وافراد المجتمع فهو ينتقم الشعوريًا من حرمان االب أو المجتمع
له من العطف والحنان" .تنطوي نفسية الجانح على شخصية ضعيفة هزيلة وعلى ضمير اخالقي لم ينضج حتى يتأهل
للحكم المتزن في عالقاته بالذات وتصرفاته مع االخرين على نحو متوافق مع الواقع ومقبول اجتماعيا فهو يفقد القدرة على
ضبط التعبير والتحكم في هذه الدوافع والرغبات .وضعف الذات لدى الجانح وفقدان قدرته على ضبط حاجاته والتعبير
عنها تعبيرًا سويًا يرجع في رأي مدرسة التحليل النفسي الى استعداد فطري لدى الفرد والى خبراته المؤلمة واضطرابات
عالقاته االجتماعية في مراحل طفولته االولى
العوامل االجتماعية :ومن العناصر االجتماعية التي تسهم في الجنوح االسرة والمدرسة والبيئة المحيطة التي يعيش فيها
المراهق وكل واحد من هذه العناصر يعتبر نظاما متكامال بما يشمله من قيم ومعايير تؤثر على سلوك المراهق حيث ان
الخلل في اي نظام من هذه االنظمة سيضع المراهق في دائرة من الصراعات وبخاصة ما يرتبط منها بالدور الذي يسعى
الكتسابه والقيام به وبخاصة في هذه المرحلة التي هي تعتبر مرحلة اثبات الهوية واكتساب الدور واالستقاللية كما ان
التفاعل بين هذه العناصر يجعل من البيئة التي يعيش فيها الطفل بيئة خصبة لألخطار التي تحيط به وتؤثر على سلوكه من
كافة الجوانب وهذا يعني تشكيل ما يمكن تسميته بعوامل الخطر التي يطال تأثيرها منظومة قيم المراهق التي توجه سلوكه
وافعاله ويبرز تاثير هذه العناصر على المراهق في مستويين:
االول :مستوى منظومة القيم وذلك من خالل تكوين اعتقادات خاصة لدى المراهقين عن االخرين (االباء ●
والمعلمين والكبار الراشدين والمؤسسات) بما في ذلك تكوين احكامهم االخالقية ومفاهيم السلطة لديهم وانماط التعامل مع
القانون ومؤسساته.
الثاني :المستوى السلوكي والذي يتمثل في ممارسة سلوكيات توصف بانها غير اجتماعية وتعلم عادات خطأ ●
مثل استخدام المواد الضارة واشكال الجنوح (كالسرقة والتخريب والعنف واالعتداءات الجنسية أو الخبرات الجنسية
المبكرة) .قد يتجه المراهقون الجانحون الى العمل من اجل مساعدة اسرهم في تحسين مستوى معيشتهم مجبرين على ترك
المدرسة مما يسهم في تعرضهم الى خطر األستغالل واالساءة من اصحاب العمل وبيئة العمل وهذا ما يجعل االحداث
ينخرطون في شبكات االستغالل من قبل االخرين وتبدأ لديهم معالم الجريمة (الجنح والجنايات) وهذه الشبكات المستغلة
لهذه الفئة العمرية الحرجة عادة ما تجعل الحدث يتعلمون السرقة وبيع المخدرات وهذه هي اشهر الجرائم التي ذكرت في
االدبيات ،وبالتالي يجدون انفسهم مضطرين الى الى تعلم الكثير من السلوكيات واالساليب غير االجتماعية للتكيف
والتعايش مع الظروف الصعبة التي يوضعون بها مثل (جماعة االقران أو الشلة) النها تصبح وسيلتهم للدفاع عن أنفسهم
وحماية حقوقهم ومن وجهة نظرهم ،وهذه (الشلة) تفرض عليهم القيام باالعمال التي تضمن بقاءهم ضمنها والتي غالبًا ما
تؤدي بهم الى السجن أو دور األحداث.
وقد يتعرضون الى خبرات التتوافر فيها الحماية مثل االعتداءات واالساءة الجنسية التي تشكل بالنسبة اليهم خبرات تؤثر
في قيمهم ونظرتهم الى الكبار الذين يشكلون مصدرًا للسلطة والخطر وقد تبدأ هذه الخبرات في أعمار مبكرة مما يترتب
عليها قيامهم بعد بلوغهم سن المراهقة بممارسة ذات السلوكيات كنوع من االنتقام والتعويض عن عدم قدرتهم على الدفاع
عن انفسهم عندما كانوا يتعرضون الى هذه الخبرات وغالبًا ما يأتي هؤالء المراهقون الجانحون من خلفيات اسرية مفككة
نتيجة حاالت طالق او سجن الوالدين او احدهما او الخالفات المستمرة الناجمة عن عدم عمل االب وغياب دوره
واعتماده عليهم في العمل وهذا يعني غياب الرقابه والنموذج السليم وكذلك غياب مصدر هام من مصادر تعلم واكتساب
القيم ،مما يفقدهم الحس باالنتماء وتزداد نظرة الكراهية والحقد على المجتمع وبالتالي تصبح وسيلتهم للتعبير عن ذلك
ممارسة االعمال العدوانية تجاه المجتمع بقوانينه وانظمته ومؤسساته