Professional Documents
Culture Documents
المقطع الثالث
المقطع الثالث
عرف المشرع التاجر في المادة األولى تجاري حيث جاب بما يلي" :يعدّ تاجرا ك ّل شخص
ّ
طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له ،ما لم يقضي القانون بخالف ذلك".
يتبين عند قراءة هذه المادة ان المشرع ربط اكتساب صفة التاجر بمزاولة الشخص العمل
لكن عند قراءة المادة 5تجاري نجدها تضيف ضرورة تمتّع الشخص بأهلية االتجار .في هذه
الحالة نستوقف حيث يجب التميّيز بين أهلية الشخص الطبيعي وأهلية الشخص المعنوي.
أهلية االتجار
يترتّب على اكتساب الشخص صفة التاجر آثار قانونية هامة يفرضها عنصرا السرعة
واالئتمان قوام التجارة .ولهذا تتطلب الدراسة الوقوف على شروط اكتساب صفة التاجر (المبحث
دون الدخول في جدل تعريف التاجر الذي بدوره يثير الصعوبات خاصة انه يتعلق بالعمل
التجاري الذي هو بذاته محل خالف لتحديد معياره لكن يمكن القول إن التاجر هو كل شخص
يمتهن األعمال التجارية باسمه ولحسابه (المطلب األول) وتتوفر لديه األهلية التجارية(1المطب
الثاني)
1حسين النوري ،األعمال التجارية والتاجر ،المحل التجاري ،مكتبة عين شمس دار الجيل للطباعة،1977 ،
ص70
يجب توفر شروط االمتهان ( االعتياد والقصد) بالنسبة للشخص الطبيعي (الفرع األول) وشرط
من شروط اكتساب الشخص صفة التاجر هو امتهان األعمال التجارية فماذا نقصد باالمتهان؟
يقصد بامتهان 2األعمال التجارية تلك األعمال التي تتم على وجه التكرار للعمل بصفة مستمرة
ودائمة
ان تكرار العمل بصفة دائمة ومستمرة بحيث يظهر الشخص للغير بمظهر صاحب المهنة
التجارية .أما في ظل التطور التكنولوجي حيث أصبح ما يطلق عليه بـ "التاجر االلكتروني أو
االفتراضي " 3الذي يمارس التجارة بالطريقة االلكترونية على منصة الكترونية ،ويعرض سلعته
ويبيعها عن طريق عقود الكترونية ،فهذا الشرط في حقيقة األمر ،نتساءل على كيفية تطبيقه في
هذا المجال4؟
2استبدل المشرع مصطلح "حرفة" بمصطلح "مهنة" بعد تعديله للمادة األولى تجاري بأمر رقم 27-96مؤرخ
في 09سبتمبر .1996حيث تدل الحرفة على األعمال اليدوية التقليدية أما التجارة فتشمل جميع النشاطات
الحيوية في المجار التجاري واالقتصادي .وإذا كان تعريف التاجر يثير صعوبات خاصة الرتباطه بالعمل
التجاري الذي هو بدوره ليس له تعريفا جاما مانعا حيث عجز الفقه والقضاء في وضع معيار له ،وإن كان الفقه
الحديث يرى بضرورة أخذ هذا ا لمعيار بالمفهوم الواسع والخروج من نطاق المفهوم الضيق ،أي ضرورة األخذ
بالنشاط االقتصادي على أن يمارس التاجر نشاطه التجاري في إطار مؤسسة :أنظر تفصيال في ذلك Blaise
(Jean-Bernard) , Droit des affaires. Concurrence, distribution, 3eme édition. LGDG, 2002, librairie
)générale de droit et de jurisprudence (F.J.A
3
« Le Cybercommerçant, pour exercer ses activités doit s’installer dans le cyberespace qui désigne un
espace virtuel rassemblant la communauté des internautes et les ressources d’informations numériques
accessibles à travers les réseaux d’ordinateurs ». Il se distingue du commerçant traditionnel à travers la
dématérialisation de ses activités due à l’utilisation d’internet » Adongon Sylvain Lauboué, Le
cybercommerçant, thèse de doctorat, Bordeaux, 2015, p1 et p 17
4
Sabine De Kik, Le fonds de commerce électronique : des enjeux réels face aux défis virtuels :
« Quelle hypothèse rend les notions classiques du droit commun efficaces face à la réalité d’un
? » commerce « virtuel
الجامعة اللبنانية ،مركز األبحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية
إذ ذهب الفقه الحديث ان عليه في هذه الحالة التي فرضتها التطورات التكنولوجية ،إبرام عقود
يشتمل االعتياد على عنصر مادي ومفاده تكرار العمل بصفة منتظمة ومستمرة .6ويبدأ االعتياد
بمباشرة األعمال التجارية فعال ،أي بمزاولة أول عمل يقوم به الشخص ويتعلق بمهنته.
والسؤال هو :هل األعمال التحضرية لمباشرة التجارة كالعاقد مع دور اإلعالن عن افتتاح محل
جديد ،التي يجب القيام بها لمزاولة التجارة تعتبر تجارية؟ هي كذلك مادامت القصد مباشرة
التجارة ،لكن الشخص بذاته الزال لم يكتسب صفة التاجر ألن عنصر االعتياد لم يتكون بسبب
الجدير بالذكر أن القيام بعمل عارض ال يكفي لتكوين عنصر االعتياد حيث ال تكون التجارة
المهنة الرئيسية للشخص لكسب رزقه .لكن العبرة في االعتياد ليست بعدد المرات التي يتكرر
فيها القيام بالعمل التجاري بوجود العناصر األخرى ،فقد يكفي القيام به ولو مرة واحدة لتوفر هذا
كما يشتمل االعتياد على العنصر المعنوي المتمثل في القصد وهو أن يكون االعتياد بقصد
الظهور بمظهر صاحب المهنة ،ألن األصل في التجارة العلنية أن تتم بطريقة علنية .والجدير
بالذكر انه ال يوجد من مانع ان يزاول التاجر مهنة أخرى ال تتنافي مع مهنة التاجر ،يسترزق بها.
-السؤال الذي يطرح هو في حالة ممارسة الشخص التجارة في شكل مستتر وراء اسم مستعار،
هل يعتبر تاجرا في نظر القانون؟ أو بمعنى آخر من الذي يعتبر تاجرا في نظرا القانون ،الشخص
5
Adongon Sylvain Lauboué, Op.Cit, p20 et s
نادية فضيل ،المرجع السابق ،ص 155 6
الساتر أو المستور؟ حيث أمامنا تاجر ظاهر وشخص مستتر حقيقي وثار خالف فقهي على من
ذهب رأي في الفقه 8على اعتبار أن صفة التاجر ال تثبت في حالة التاجر المستتر إال للشخص
الساتر الظاهر أمام الغير ،فهو الذي يتعامل باسمه ويظهر بمظهر من يعمل لحساب نفسه،
ويقتصر دور الشخص المستتر في تقديم األموال لتوظيفها وأن هذا ال يعتد به ،فالعبرة بمن يقوم
بالنشاط المهني .وبالمقابل من يرى عكس ذلك واعتبر الشخص المستتر هو الذي يكتسب صفة
التاجر ألنه صاحب العمل األصلي الذي يضارب بأمواله ويتم استغالل المشروع لحسابه،
وبالتالي يخضع الشخص المستتر لكل التزامات التجار ويشهر إفالسه عند الوقف عن دفع ديونه.
-يذهب الرأي الراجح إلى إضفاء الصفة التجارية على الشخص الظاهر والشخص المستور
معا ،فالشخص المستتر يضارب بأمواله وتمارس التجارة لحسابه ،والشخص الساتر الظاهر على
أساس انه تعامل مع الغير بصفته تاجرا وحماية لثقة المتعاملين معه 9من خالل هذا المظهر.
مالحظة :يجب أن يكون محل النشاط التجاري مشروعا غير مخالف للنظام العام واآلداب ،فلو
قام الشخص بنشاطات محضورة أو نشاطات تخالف النظام العام واآلداب كتجارة المخدرات أو
بواسطة القانون ،ويعطي المشرع صاحبها مركزا قانونيا معينا ال يتمتع به من يباشر أعماال
تخالف القانون.11
تقوم الحياة التجارية على الثقة واالئتمان ،ولهذا يجب على من يمتهن التجارة أن يمارس نشاطه
التجاري باسمه الشخصي ولحساب نفسه وعلى وجه االستقالل أما إذا كان يمارسها لحساب
شخص آخر فال يتحمل مخاطر المشروع وعليه ال تثبت له صفة التاجر
مثال :1الزوج الذي يساعد زوجته في أمور تجارة زوجته فال يكتسب صفة التاجر .وكذلك
الشخص الذي يعمل بصفة مسير مأجور في محل تجاري فال يكسب الصفة التجارية ألنه ال يعمل
لحسابه وال باسمه التجارة ،كما ان مخاطر استغالل المشروع يرجع إلى التاجر.
مثال :2بالنسبة للممثل التجاري فهو يعبر تاجرا أو غير تاجر بحسب العالقة التي بينه وبين
المشروع الذي يقوم بتوزيع منتوجاته .فإذا كانت عالقة تبعية ناشئة عن عقد عمل فال يعتبر
الممثل التجاري تا جرا ألنه يتصرف باسم ولحساب المشروع وليس لحسابه الخاص .أما إذا قام
الممثل التجاري بأعمال تجارية لحسابه الخاص فال يوجد ما يمنع أن يكتسب صفة التاجر .لكن إذا
كانت العالقة بين الممثل التجاري والمشروع ناشئة عن عقد وكالة كما هو الحال بالنسبة للوكيل
التجاري ويتمتع فيه الوكيل باستقالل في تنظيم عمله في هذه الحالة فهو غير تابع للمشروع ولكن
ال يثبت أنه تاجرا .والواقع أن اكتسابه صفة التاجر يتوقف على مدى االستقالل التي يتمتع به
الوكيل.
أما الوكيل بالعمولة فهو تاجر ألنه يتعاقد باسمه الشخصي أمام الغير ووضعه يختلف عن وضع
الوكيل العادي.12
أغفلت المادة األولى تجاري على هذا الشرط رغم أهميته ألنه ال يمكن منح الصفة التجارية
لشخص يعمل لحساب شخص آخر ،ولهذا ال يعد تجارا العمال الذين يقومون باألعمال التجارية
سميحة القليوبي ،القانون التجاري والشركات ،المرجع السابق ،ص 116 12
لحساب رب العمل ألن هذا األخير هو الذي يتحمل مخاطر مشروعه من ربح وخسارة .13كما ال
يعتبر مدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة والمساهمة والمدير غير الشريك في شركة التضامن
من التجار ألن عملهم يكون لحساب الشركة ال لحسابهم الخاص (ماعدا المدير الشريك في شركة
تعتبر الشركة تجارية بحكم شكلها .حدد المشرع أنواع الشركات وتؤكد الفقرة 2من المادة
544تجاري على اعتبار كل من شركات التضامن وشركات التوصية والشركات ذات المسؤولية
وتنص الفقرة األولى من ذات ال مادة وذات القانون على أنه " :يحدد الطابع التجاري لشركة إما
بشكلها أو موضوعها" أي عالوة على المعيار الشكلي لثبوت صفة التاجر على الشركات يمكن
أن يكون أيضا موضوعي الذي يمثّل الغرض الذي أنشأت الشركة ألجله والذي يحدد في عقد
تأسيسها .وفي هذه الحالة يُطرح مشكل البحث في طبيعة العمل التي تباشره الشركة من جهة
لكن شرط االعتياد ال يطرح بالنسبة للشركة التجارية بحيث ال يكون لها شخصية معنوية إال
بعد تسجيلها في السجل التجاري وبهذا تثبت لها الصفة التجارية ،حيث تنص المادة 549تجاري
أنه ال تتمتع الشركة بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري .وعند الرجوع
إلى المادة 19تجاري نجدها تميّز في التسجيل في السجل التجاري بين الشخص الطبيعي الذي
يجب أن يكون تاجرا في نظر القانون ويمارس االعمال التجارية وبين الشخص المعنوي الذي
ال يكفي أن يعتاد الشخص األعمال التجارية بصفة مستقلة وال تخالف النظام العام واآلداب ،بل
إضافة على هذا يجب أن يتمتّع باألهلية الالزمة للقيام بهذه األعمال وتحمل االلتزامات المترتبة
عنها .وفي موضوع األهلية تثار الكثير من المسائل فلتبسيط الدراسة سنتناول شروط أهلية
ممارسة األعمال التجارية (الفرع األول) واألحكام خاصة نص عليها القانون التجاري في حالة
ترشيد القاصر (الفرع الثاني) .أما أهلية الشخص االعتباري فتنص المادة 50مدني بأن له أهلية
في الحدود التي يعينها عقد التأسيس أو التي يقررها القانون .وعليه يتمتع الشخص المعنوي
نتناول شروط أهلية االتجار بالنسبة للراشدين (أوال) وأهلية األجنبي الذي يمارس األعمال
أوال :الراشدون
يجب الكتساب صفة التاجر أن تتوفر في الشخص أهلية االتجار .لكن يجب في هذا المقام ان
نميز أهلية القيام بالتصرفات القانونية التي نصت عليها المادة 40مدني وأهلية ممارسة التجارة،
حيث يمكن للشخص الطبيعي أن تكون له األهلية طبقا لألحكام العامة دون أهلية اإلتجار.
تعتبر األعمال التجارية نوعا من التصرفات القانونية التي توجب من يباشرها األهلية الالزمة
لها .لم ينص المشرع التجاري على قواعد األهلية فنرجع للشريعة العامة حيث تنص المادة 40
مدني على ما يلي " :كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه العقلية ولم يحجر عليه ،يكون كامل
وسن الرشد تسعة عشر ( )19سنة كاملة" .فمن بلغ سن الرشد وتمتع بقواه العقلية ،أي لم يصبه
عارض من عوارض األهلية أو مانع من موانعها ،ولم يحجر عليه ،فيكون أهال بمباشرة
التصرفات القانونية جزائريا كان أو أجنبيا ولو كان قانون الدولة التي ينتمي إليها األجنبي يعتبره
قاصرا.
نصت أحكام المادة 42والمادة 43مدني على عوارض األهلية ، 15حيث ينعدم التمييز لدى
الشخص الراشد في حاالت محددة وهي الجنون والعته فهي عوارض تصيب الشخص في عقله،
وحاالت ينقص للشخص الراشد التمييز كالسفيه وذو الغفلة وهي تصيب الشخص في تدبيره جعله
المشرع في حكم ناقص األهلية .وإلبطال تصرفاتهم يجب اصدار حكم قضائي يقضي بالحجر
أما موانع األهلية فهي تشترك مع عوارض األهلية في كونها تعني الشخص الذي بلغ سن الرشد
من جهة وتؤثر على أهلية أدائه من جهة أخرى غير أنهما يختلفان من حيث سبب كل منهما
فموانع األهلية ال عالقة لها بتمييز الشخص الذي يتمتع فعال بكل قواه العقلية بل مردها القانون
فهو الذي يمنع الشخص تبعا لظروف معينة من مباشرة التصرفات القانونية بنفسه .أي في موانع
15يوجد من يعرف عوارض األ هلية أنها تلك "األمور التي تعرض فتؤثر في أهلية الشخص وهي إما عاهات
عقلية تعدم األهلية أو تنقصها كالجنون والعته والسفه والغفلة وإما عاهات تصيب الحواس ."...أنظر تفصيال في
ذلك ،عبد الودود يحيى ،مبادئ القانون ،دار النهضة العربية ،1976 ،ص 273وما يليها .وهناك من يقسمها إلى
"عوارض تصيب اإلنسان في عقله وهي الجنون والعته أو في تدبيره فتفسده وهي السفه والغفلة" أنظر تفصيال
في ذلك ،محمد حسنين ،الوجيز في نظرية الحق بوجه عام ،المؤسسة الوطنية للكتاب ،الجزائر ،1985 ،ص119
16تنص المادة 44مدني على أنه " :يخضع فاقدو األهلية وناقصوها ،بحسب األحوال ،ألحكام الوالية أو
الوصاية أو القوامة ،ضمن الشروط ووفقا للقواعد المقررة في القانون".
األهلية يكون القانون هو الذي يمنع الشخص كامل اإلرادة من ممارسة حقوقه بنفسه كما في حالة
17
الحكم عليه بعقوبة جنائية أو لكونه غائبا أو إذا كانت له عاهة جسمانية
األصل أن أهلية األجنبي يحميها قانون جنسيته في جميع التصرفات القانونية ،باستثناء
التصرفات المالية التي تتم على أرض الجزائر وتنتج آثارها فتخضع ألحكام القانون الجزائري.
حيث تنص الفقرة 1من المادة 6تجاري على أن ه " :تسري القوانين المتعلقة باألهلية على جميع
األشخاص الذين تتوفر فيهم الشروط المنصوص عليها" .وتنص الفقرة 4من المادة 10مدني" :
غير أنه إذا مارست األشخاص االعتبارية األجنبية نشاطا في الجزائر ،فإنها تخضع للقانون
الجزائري".
يتبين من خالل المادتين أن أهل ية الشخص األجنبي (الطبيعي أو المعنوي) لمزاولة التجارة
على األرض الجزائر يجب أن تتوفر فيه شروط األهلية المتمثلة في سن الرشد تسعة عشر سنة
( ) 19يتمتع بكامل قواه العقلية ولم يحجر عليه ،إلى جانب حصوله على البطاقة المهنية .18تسلم
هذه البطاقة المهنية لألجانب الذين يمارسون نشاطا تجاريا وصناعيا أو حرفيا أو مهنة حرة على
التراب الوطني ،من طرف والي الوالية المختص إقليميا لمكان إقامة طالب البطاقة ،أو لمكان
وجود محله التجاري ،أو لمكان مقره االجتماعي لألعضاء المسيرين للشركات التجارية .19تحدّد
مدة صالحية البطاقة بسنتين ( )2ق ابلة للتجديد ،كما يجب إدراج طلب تجديد هذه البطاقة ستين
17علي فياللي ،نظرية الحق ،موفم للنش ،الجزائر ،2011 ،ص 226-225
18المرسوم التنفيذي رقم 454-06المؤرخ في 11ديسمبر 2006يتعلق بالبطاقة المهنية المسلمة لألجانب الذين
يمارسون نشاطا تجاريا وصناعيا وحرفيا أو مهنة حرة على التراب الوطني ،ج ر عدد 80الصادر في 20ذي
القعدة عام 1427الموافق 11ديسمبر2006
19المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 454-06السالف ذكره
( )60يوما على األكثر قبل تاريخ نهاية صالحيتها . 20وعليه االلتزام بإجراءات القيد في السجل
التجاري.
لكن إذا أراد األجنبي ممارسة نشاطا تجاريا بصفة شخص طبيعي فال يمكن حصوله على
البطاقة المهنية إال بعد إثبا ت تسجيله في السجل التجاري ،وله أن يطلب البطاقة المهنية في أجل
21
ستين ( )60يوما من يوم تسجيله في السجل التجاري
يهدف المرسوم التنفيذي 454-06المذكور أعاله إلى تحديد شروط وكيفيات تسليم البطاقة
المهنية لألجانب الذين هم في وضعية إقامة قانونية ويمارسون نشاطا تجاريا على التراب
الوطني . 22كما أخضع المشرع هذه الطائفة إلى جانب األحكام التشريعية والتنظيمية التي تحكم
وضعية ا ألجانب بالجزائر ،أن الحائزون على البطاقة المهنية إلى القواعد التي تحكم الميدان
االقتصادي ،بالنسبة لألجانب الذين يمارسون نشاطا تجاريا أو صناعيا أو حرفيا 23.وبمجرد
حصول األجنبي على البطاقة المهنية يقدم طلب بطاقة إقامة األجنبي في أجل تسعين ()90
يوما.24
أما بالنسبة للمرأة المتزوجة التي تمتهن التجارة فتنص المادة 7تجاري على ما يلي " :ال يعتبر
زوج التاجر تاجرا إذا كان يمارس نشاطا تجاريا تابعا لنشاط زوجته.
وال يعتبر تاجرا إال إذا كان يمارس نشاطا تجاريا منفصال".
مالحظة :ال تثير مسألة المرأة المتزوجة التاجرة إشكالية الستقالل ذمتها المالية عن ذمة
زوجها .كما ان نص المادة 7تجاري ال محل له في هذا المقام ،فما هو إال تقليد للقانون الفرنسي
فكل شخص تتوفر فيه األحكام العامة لألهلية واألحكام الخاصة للمهنة إلى جانب امتهان
األعمال التجارية يعدّ تاجرا فال مجال للكالم عن وضعية المرأة المتزوجة ،خاصة وأن شريعتنا
السمحاء منحت للمرأة ذمة مالية منفصلة ومستقلة عن الذمة المالية للزوج.
يوجد طائفة من األشخاص تتوفر فيهم شروط المادة 40إال أنهم ال يسمح لهم القانون من
ممارسة التجارة حيث يمنعهم تفاديا الستغالل النفوذ وتأثيره على حرية التعاقد من وراء الوظائف
المهمة التي يتميزون بها مثل القاضي ،محافظ الشرطة ،الوزير .كما يوجد طائفة منع لها القانون
من ممارسة التجارة حماية لمصالح الغير الذي يتعامل معهم كالمحامي ،والطبيب .ومع ذلك إذا
قام الطبيب أو المحامي بممارسة التجارة ففي هذه الحالة يكتسب صفة التاجر ويلتزم بكافة
التزامات التجار إلى جانب الجزاءات التأديبية المنصوص عليها في قانون المهنة.26
" incompatibilitéالتي تحول دون ممارسة الشخص التجارة رغم اكتسابه األهلية القانونية
لممارسة التصرفات القانونية .غير أنه في حالة ممارسة هؤالء األعمال التجارية فإنهم يكتسبون
صفة التاجر وتظل أعمالهم التجارية صحيحة ترتب كل آثارها ويطبق عليهم أحكام القانون
25
« La rédaction du code civil de 1866, ….caractérisé par l’autorité maritale ; l’incapacité juridique
de la femme mariée ; le pouvoir déterminant du mari sur les biens de la communauté, et quasi-absolu
sur les propres biens de la femme ». « La révision du code civil en 1930-1931, reconnaissait à la femme
mariée le pouvoir d’administrer les produits de son travail personnel ». Beausoleil (J.C), Jacques
(Coté), Delaney (Katheleen), La femme mariée commerçante, Les cahiers de droit, volume 7, n°2, avril
)1965-1966, (pp366-383
عمار عمورة ،المرجع السابق ،ص 91-90وفي نفس المعنى أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص 132-131 26
التجاري بجانبها السلبي فيخضعون لشهر اإلفالس عند التوقف عن دفع ديونهم دون ان يتمتعون
بحقوق وامتيازات التجار ،مع توقيع عقوبات تأديبية المنصوص عليهم في قانون المهنة التي
ينتمون إليها.
في حقيقة األمر المنع أو الحظر من ممارسة الراشد االعمال التجارية بحكم وظيفته يرجع
لحماية المصلحة العامة وليس لحماية الشخص الممنوع كما هو الحال بالنسبة لناقصي األهلية أو
عدمي االهلية أو من تتوفر فيهم موانع األهلية كالغائب أما المحكوم عليه بعقوبة جنائية فيمنع من
ممارسة األعمال التجارية للمصلحة العامة خاصة المحكوم عليه بعقوبة مشينة أو لجريمة
اقتصادية...إلخ.
نتناول في هذا الفرع شروط ترشيد القاصر (أوال) ونطاق اإلذن لممارسة التجارة المرخص له
لالتجار (ثانيا)
القاعدة لممارسة التصرفات القانونية هي التمتع باألهلية القانونية .لكن أجاز المشرع لناقص
األهلية الذي اكتمل سن التمييز كاملة وهو ثمانية عشرة سنة ( )18أن يطلب ترشيده لمزاولة
األعمال التجارية .فطبقا للمادة 5تجاري التي تنص على ما يلي " :ال يجوز للقاصر المرشد،
ذكرا أم أنثى ،البالغ من العمر ثمانية عشرة سنة كاملة والذي يريد مزاولة التجارة أن يبدأ في
العلميات التجارية ،كما ال يمكن اعتباره راشدا بالنسبة للتعهدات التي يبرمها عن أعمال تجارية:
-إذا لم يكن قد حصل مسبقا على إذن والده أو أمه او على قرار من مجلس العائلة مصدق عليه
من
المحكمة ،فيما إذا كان والده متوفيا أو غائبا أو سقطت عنه سلطته األبوية أو استحال عليه
ويجب أن يقدم هذا اإلذن الكتابي دعما لطلب التسجيل في السجل التجاري".
فالشروط القانونية لترشيد القاصر لمزاولة التجارة كالراشد تتمثل فيما يلي:
إذن مسبق من والده أو من أمه أو من مجلس العائلة في الحاالت التي حددها القانون
بالترتيب
يهدف المشرع من وضع هذه الشروط حماية مصلحة القاصر المرشد من المخاطر التي تنجم
مباشرة من ممارسته األعمال التجارية وخشية على أمواله .حيث في حالة إساءة القاصر
بالتصرف باإلذن في أمواله جاز للمحكمة أو بناء على طلب ذوي الحقوق طلب سلب اإلذن من
27
القصر
السؤال الذي يطرح في هذا السياق هو :هل اإلذن للقاصر لمباشرة التجارة ،يكون إذن مطلقا أو
مقيدا؟
عند استقراء نص المادة 5تجاري نجد أن اإلذن مطلق ولكن بالرجوع إلى المادة 6تجاري نجد
اإلذن مقيد وعليه يمكن القول أنه :لألب أو لألم أو لمجلس العائلة حسب األحوال ،سلطة تقديرية
يجوز أن يكون اإلذن مطلقا لمباشرة التجارة ،بالنسبة لألموال المنقولة .لكن ال
تكون تصرفاته إال في حدود اإلذن .فأعماله صحيحة متى تمت داخل حدود
اإلذن ألن يعتبر في حكم الراشد في حدود ما أذن له فيه ،أما إذا جاوزه فتكون
بالنسبة لألموال العقارية ،فهي محظورة على القاصر المرشد التصرف فيها إال
باتباع اإلجراءات المتعلقة ببيع أموال القصر أو عديمي األهلية ،حماية لمصالح
القاصر ولما لهذه التصرفات خطورة على أمواله وذمته المالية .وهذا ما نصت
عليه المادة 6تجاري حيث جاءت بما يلي " :يجوز للتجار القصر المرخص
لهم طبقا لألحكام الواردة في المادة ، 5أن يرتبوا التزاما أو رهنا على
عقاراتهم.
غير أن التصرف في هذه األموال سواء كان اختياريا أو جبريا ال يمكن أن يتم
إال باتباع أشكال اإلجراءات المتعلقة ببيع أموال القصر أو عديمي االهلية".
مالحظة :يستعمل المشرع في المادة 5تجاري مصطلح "القاصر المرشد" أما في المادة 6
تجاري يستعمل مصطلح " القصر المرخص لهم" .في حقيقة األمر ان االلتزام بمصطلح واحد
لمفهوم واحد يدعم األمن القانوني هذا من جهة ،ومن جهة أخرى أعتقد أن المصطلح في المادة 6
تجاري أكثر دقة ألن في حقيقة األمر نحن أمام ترخيص للقاصر أن يمارس التجارة ،أما ترشيد
القاصر لممارسة التجارة فيجعله في خانة كامل األهلية لكن بقواعد خاصة لناقص االهلية في
فالظاهر هو ترخيص له لحين بلوغه سن بعض التصرفات أو التي تخرج من دائرة اإلذن.
إذا ما توفرت في الشخص الشروط السابق ذكرها الكتساب صفة التاجر فإنه يصبح متمتعا
بمركز قانوني خاص ،ومتميزا عن باقي األفراد حيث يخضع ألحكام القانون التجاري .وهذه
الصفة تجعل صاحبها يخضع لعدة التزامات يجب عليه أن يقوم بها وإال تعرض لجزاءات مدنية
وجزائية.
وقد نص ا لقانون التجاري على هذه االلتزامات والمتمثلة في :مسك الدفاتر التجارية (المطلب
اعتاد التجار منذ القدم تسجيل معامالتهم التجارية سواء كانت دائنة أم مدينة في سجالت معدّة
له ذا الغرض ليتمكن من الرجوع إليها في أي وقت ،حيث استقرت هذه القواعد العرفية في
المجتمع التجاري منذ وقت الرومان .29كما ان شريعتنا السمحاء حثّت على كتابة المديونية حيث
قوله عز وجل " يَا أَيُّها َالذِينَ آ َمنُوا إِذَا تَدَايَ ْنتُم بِدَي ٍْن ِإلَى أَ َج ٍل ُم َ
س َمى فَا ْكتُبُوه" .30جاءت القوانين
الوضعية لترسي هذا المبدأ بإلزام التاجر بمسك الدفاتر التجارية ،وتنظيم عملية القيد فيها إلضفاء
"الدفاتر التجارية" من الكتاب األول " التجارة عموما" كما نص على أنواع الدفاتر التجارية إلى
جانب الدفاتر التي جرى العرف على مسكها (الفرع األول) ،وكيفية مسكها (الفرع الثاني) لما لها
من آثار قانونية عند عدم مسكها (الفرع الثالث) وعند مسكها أي حجية الدفاتر التجاري (الفرع
الرابع) ،كما حدد المشرع قواعد االطالع على الدفاتر التجارية نظرا لخطورة اإلجراء (الفرع
الخامس)
سنتناول أنواع الدفاتر التجارية التي أوجبها المشرع التجاري وهي الدفاتر اإلجبارية (أوال) إلى
جانب الدفاتر االختيارية التي جرى العرف بين التجار على مسكها تساعدهم على تنظيم تجارتهم
وفي نفس الوقت تساعد على تنظيم الدفاتر التجارية االجبارية (ثانيا).
لم يعرف المشرع التجاري الدفاتر التجارية لكن تصدى لها الفقه القانوني واعتبرها أنها عبارة
عن قيد العمليات التجارية في دفاتر مهيأة لذلك بتنظيم معيّن يمكن الرجوع إليها في أي وقت.
وهناك من يعرفها بأنها سجالت يثبت بها التاجر العمليات التي قام بها بمناسبة استغالل مشروعه
التجاري .وهناك من يرى فيها دليل للعمليات التجارية التي تهدف إلى ت حقيق مصالح شخصية
نص المشرع على نوعين من الدفاتر اإلجبارية وهي دفتر اليومية (أ) في المادة 9تجاري ودفتر
عليان فاطمة الزهراء ،الدفاتر التجارية وحجيتها في اإلثبات .مقال الكتروني نُشِر بتاريخ 2021/08/05 31
https://jordan-lawyer.com2021/08/05
تنص المادة 9تجاري على ما يلي " :كل شخص طبيعي أو معنوي له صفة التاجر ملزم بمسك
دفتر لليومية يقيد فيها يوما بيوم المقاولة أو أن يراجع على األقل نتائج هذه العمليات شهريا بشرط
أن يحتفظ في هذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معها مراجعة تلك العمليات اليومية".
وتنص المادة 10تجاري على ما يلي " :يجب عليه أيضا ان يجري سنويا جردا لعناصر أصول
وخصوم مقاولته وأن يقفل كافة حساباته بقصد إعداد الميزانية وحساب النتائج .وتنسخ بعد ذلك
يتبين من خالل نص المادتين ان الدفاتر اإللزامية على نوعين :دفتر لليومية( ،)1ودفتر الجرد
()2
-1دفتر اليومية
يعتر دفتر لليومية أهم الدفاتر التجارية التي يس ّجل فيها التاجر جميع العمليات المالية التي يقوم
بها بمناسبة استغالل مشروعه التجاري .بيّن المشرع كيفية تسجيل هذه العمليات التجارية -من
بيع ،أو شراء ،أو اقتراض ،أو دفع ،أو قبض ألوراق نقدية أو تجارية ،أو غير ذلك-حيث يكون
يقصد بعبارة " يقيد فيها يوما بيوم عمليات المقاولة" أن يقيّد التاجر في دفتر اليومية جميع
العمليات التي يقوم بها والتي تتعلق بتجارته ،وهذا يعني أنه غير ملزم بتسجيل مصارفه
الشخصية يوميا كالمصاريف التي ينفقها على متطلبات بيته وعائلته وشؤونه الخاصة وهذا من
32يعرفها الفقه بأنها تلك الحقوق التي " :ترد على القيم اللصيقة بشخص اإلنسان في مظاهر نشاطه المختلفة،
سواء كائنا فردا ،أو كائنا اجتماعيا ،وسواء تعلقت بحياته المادية أو المعنوية" شمس الدين الوكيل ،مبادئ القانون
الخاص ،الطبعة األولى ،اإلسكندرية ،1965 ،ص 227وفي نفس المعنى حسن كيراه ،المدخل إلى القانون،
المعارف ،الطبعة ،1975 ،5ص 448وفي نفس المعنى علي فياللي ،نظرية الحق ،موفم للنشر 2011 ،ص
162وما بعدها.
لكن في الجانب العملي ،ال يمكن االستعانة بدفتر واحد لقيد العمليات التجارية على اختالف
أنواعها .لهذا السبب يمكن ل لتاجر أن يمسك أكثر من دفتر يومية مساعد ،فيخصص مثال :دفتر
للمشتريات ،دفتر للمبيعات ،وآخر للمصروفات ودفتر ألوراق القبض ،ودفتر ألوراق الدفع ،وفي
هذه الحالة فهو غير مضطر إلعادة قيد تفاصيل العمليات الواردة بها في دفتر اليومية الرئيسي،
بل يكتفي بتقييد إجمالي لهذ ه العمليات في دفتر اليومية األصلي في فترات منتظمة من واقع هذه
الدفاتر ،كأن يكون مثال مرة كل شهر مع ضرورة المحافظة على هذه الدفاتر المساعدة .33وهذا
ما تقصده المادة 9تجاري ...بشرط أن يحتفظ في هذه الحالة بكافة الوثائق التي يمكن معها
لكن إذا قصد التاجر عدم ترحيل إجمالي أي إعادة النقل بصفة إجمالية قيود هذه الدفاتر اليومية
األصلي في فترات معينة اعتبر كل دفتر مساعد كأنه دفتر اليومية أصلي وبالتالي يجب أن تتبع
-2دفتر الجرد
يستفاد من نص المادة 10تجاري ان على التاجر مسك دفتر للجرد .فهو يقوم بجرد كل ما
عليه من ديون وماله من حقوق ويدونها في كل آخر سنة مالية بالتفصيل في دفتر الجرد مع ما
لديه في محله ومخازنه ،وإذا كانت هذه التفاصيل مدونة في دفاتر أو قوائم مستقلة فعليه بإثبات
يشمل الجرد الذي يجريه التاجر سنويا ،بيان الميزانية السنوية التي تعبّر عن حقيقة المركز
المالي للتاجر موضحا فيها كل ما لديه وما له في ذمة الغير من أموال نقدية أو عينية منقولة ،أو
33كذلك إذا تعددت أنشطة التاجر فإنه يخصص لكل نشاط دفتر على حدى وتعد جميعا من الدفاتر اليومية .أنظر
تفصيال في ذلك :أكثم أمين الخولي ،القانون التجاري ،دار نهضة مصر ،القاهرة ،1964 ،ص 199
34سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،ص 138في نفس المعنى ألياس ناصيف المؤسسة التجارية ،الجزء،1
الطبعة الثانية ،منشورات بحر المتوسط ومنشورات عويدات ،بيروت ،باريس ،1985 ،ص58
35عمار عمورة ،المرجع السابق ،ص 99
عقارية ،والجانب السلبي الذي يعني بما على التاجر من ديون والتزامات .وطبقا لنص المادة 10
تلك هي الدفاتر اإللزامية التي يجب على التاجر مسكها لبيان مركزه المالي غير أن طبيعة
التعامل التجاري وحاجات التجارة وأهميتها تقتضي مسك دفاتر اختيارية جرى العرف بين
التجار مسكها.
تساعد الدفاتر التجارية االختيارية التاجر على تنظيم تجارته الستثمار مشروعه ومنها :دفتر
األستاذ،
دفتر الصندوق ،دفتر المخزن دفتر المستندات والمراسالت ،دفتر األوراق التجارية ...إلخ.
دفتر األستاذ :دفتر اختياري اعتاد التجار مسكه وله من األهمية حيث يتطلب طريقة
فنية خاصة للقيد به حتى تنقل إليه جميع العمليات المدونة في الدفاتر األخرى .وهو يعبّر
36
عن النتائج النهائية لنشاط التاجر
دفتر الصندوق :دفتر اختياري يقيد فيه التاجر كل حركات النقود الصادرة والواردة
دفتر المخزن :دفتر اختياري يقيّد فيه التاجر البضائع التي تدخل إلى المخزن والتي
المسحوبة من التاجر أو عليه وتواريخ استحقاقها .تساعد هذه الدفاتر التاجر على معرفة
كمية البضاعة التي لديه كما تنبهه حول البضائع التي يقل الطلب عليها فيقلّل هو اآلخر
من اقتنائها.
دفتر المستندات والمراسالت :دفتر اختياري يدون فيه التاجر كافة العمليات التجارية
فور حصولها (حتى يتذكرها) ثم ينقلها بعناية إلى دفتر لليومية حسب حصولها بالتدقيق،
تمرين :ما رأيك في هذه الدفاتر االختيارية أذا تعلق األمر بالدفاتر التجارية االلكترونية في
التجارة االلكترونية؟
إن آلية العمل بالدفاتر االلكترونية تكون بإدخال القيود المحاسبية إلى الحاسوب ومن ث ّم
تحفظ وتخزن على وسائط الكترونية ،أما في الدفاتر التجارية التقليدية فهي تدرج مباشرة
على الورق .تستجيب الدفاتر الكترونية لمختلف متطلبات التجارة العصرية بما فيها السرعة
37
في قيد واسترجاع القيود المحاسبية وكذا األمان في الحفظ.
دون الخوض في الدفاتر االلكترونية حيث يحتاج الموضوع سداسيا كامال لدراسة أدوات
التجارة االلكترونية وضوابطها القانونية ،يمكن القول مبدئيا أن الدفاتر االلكترونية ما هي إال
عبارة عن تطور حديث في طريقة إنشاء وحفظ للدفاتر التقليدية ،فهي صورة لها بأسلوب جديد
باستعمال طريقة فنية تعتمد على استعمال أجهزة الحاسوب وبرامج معلوماتية تتضمن نظام
قواعد البيانات ،وهذا بشروط وكيفيات قانونية معينة في تدوين لتلك البيانات وحفظها وتخزينها
37المرسوم التنفيذي 110-09المح دد لشروط وكيفيات مسك المحاسبة بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي ،ج ر رقم
21بتاريخ 08أبريل . 2009راجع بيسان عاطف الياسين ،حجية الدفاتر التجارية االلكترونية في اإلثبات ،دار
وائل للنشر
على دعامات الكترونية مناسبة . 38ومع ذلك فهذا ال يجيب على السؤال ما مصير الدفاتر
تمثّل الدفاتر التجارية المرآة الصادقة للحالة المالية للتاجر وتبين مركزه المالي .تتمثل أهمية
الدفاتر التجارية في أن الدفاتر منتظمة تساعد في حالة إفالس التاجر وتوقفه عن دفع ديونه عند
حلول آجال استحقاقها على حمايته من اإلفالس بالتقصير .كما تسمح باستفادة التاجر المفلس من
إجراءات الصلح الواقي من اإلفالس البسيط ورد االعتبار له .إلى جنب ذلك ،تساعد مصالح
الضرائب في التقدير الحقيقي للضريبة وال تطبق عليه الضريبة الجزافية التي غالبا ال تخدم
مصلحة التاجر .عالوة على ذلك تسمح الدفاتر المنتظمة ان تكون وسيلة إثبات
يقع إلتزام مسك الدفاتر التجارية على عاتق كل من يزاول التجارة على التراب الجزائري
-1لماذا يلزم القانون الشخص بعد اكتسابه صفة التاجر مسك دفاتر تجارية التي اعتبرها وجوبية
-3هل تعتبر األحكام التي تنظم الدفاتر التجارية قواعد آمرة أم يجوز للتاجر أن يزاول نشاطه
نظرا ألهمية الدفاتر التجارية أخضع المشرع الدفاتر التجارية لتنظيم خاص يجعلها منتظمة
ويضمن صحة ما يرد فيها من بيانات ومعلومات .فألزمت المادة 11تجاري على بيان كيفية
38برادي أحمد ،حمدها أحمد ،اإلطار القانوني لمسك الدفاتر التجارية بواسطة أنظمة اإلعالم اآللي في التشريع
الجزائري ،مجلة آفاق علمية ،المجلد ،13العدد ،03السنة ( 2021ص )491-472ص 476
مسك الدفاتر اإلجبارية حيث تنص على ما يلي" :يمسك دفتر اليومية ودفتر الجرد بحسب التاريخ
وترقيم صفحات كل من الدفترين ويوقع عليهما من طرف قاضي المحكمة حسب اإلجراء
المعتاد".
وعليه على التاجر عند تدوين العمليات التجارية في دفتري اليومية والجرد أن يكون خاليا من
أي فراغ أو كتابة في الهوامش أو أي حشو للمصداقية البيانات وعدم تغييرها .كما ألزمت المادة
بترقيم ص فحات السجلين (دفتر اليومية ودفتر الجرد) لمنع إزالة صفحة أو إخفائها أو استبدال
بعضها بغيرها أو استبدال الدفتر األصلي بدفتر مصطنع ،39وحتى يظل الدفتر تعبيرا صادقا عن
حقيقة المركز المالي للتاجر . 40لكن في حالة اكتشاف التاجر خطأ في تدوين المعلومات على
الدفتر فال يمكن له شطبها أو محوها أو الكتابة عليها ،لكن يمكن له تصحيح الخطأ وذلك عن
عالوة على ما تقدم ،أوجبت المادة 12تجاري على التاجر حفظ الدفاتر التجارية اإللزامية
(اليومية والجرد) لمدة عشرة سنة ( )10وكذلك المستندات ذلك بغض النظر عما إذا كان مستمرا
في تجارته أو كان قد اعتزل التجارة ، 41وذلك نظرا للفائدة العملية التي تؤديها هذه الدفاتر سواء
لإلثبات أمام القضاء أو لمصلحة الضرائب .42الجدير بالذكر ان من مصلحة التاجر أن يحتفظ
بدفاتره ومستنداته التجارية مدة أطول حتى تنقضي جميع الحقوق الثابتة بها.
ال تعتبر مدة االحتفاظ بالدفاتر التجارية بأنها مدة تقادم ،فال يؤدي إلى سقوط حق الغير في
مطالبة التاجر بااللتزامات الواقعة عليه والثابتة في الدفاتر .وهذا ما أ ّكدته المحكمة العليا في
39عمار عمورة ،المرجع السابق ،ص .101في نفس المعنى أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص 146
40مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص 136وفي نفس المعنى :هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص 182
41تنص المادة 12تجاري على ما يلي " :يجب أن تحفظ الدفاتر والمستندات المشار إليها في المادتين 9و10
لمدة عشرة سنوات .منا يجب أن ترتب وتحفظ المراسالت الواردة ونسخ الرسالت الموجهة طيلة نفس المدة".
42سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،ص 143
قرارها الصادر عن الغرفة التجارية بتاريخ ..." 2010/03/04حيث أن القضاة أخذوا ضمنيا
بما جاء بالحكم بخصوص احتساب أحقية المدعي المطعون ضده في األرباح منذ سنة 1977ذلك
أن المادة 12من القانون التجاري تنص على حفظ الدفاتر المحاسبية لمدة ال تتجاوز 10سنوات
إن وجدت وال يعني ذلك سقوط الحق في األرباح كذلك ........فان انعدام هذه الدفاتر أو عدم
43
حفظها لما يزيد عما هو مقرر بالمادة المذكورة سلفا ال يضيع للمدعي حقه في األرباح"
إذا أهمل التاجر في االحتفاظ بدفاتره خالل هذه المدة تعرض للجزاء
الفرع الثالث :الجزا ءات المترتبة على عدم مسك الدفاتر التجارية أو عدم نظاميتها
حرص المشرع على وجوب اإللتزام بأحكام تنظيم الدفاتر التجارية فرتب على عدم مسكها أو
إذا لم يلتزم التاجر بمسك الدفاتر التجارية اإلجبارية منتظمة وال يراعي فيها األوضاع
المقررة ،فال يعتد بها في االثبات لصالح من يمسكونها ،حيث تقضي المادة 14تجاري على أنه:
"إن الدفاتر التي يلتزم األفراد بمسكها والتي ال تراعى فيها األوضاع المقررة أعاله ال يمكن
تقديمها للقضاء وال يكون لها قوة االثبات أمامه لصالح من يمسكونها ،وذلك مع عدم المساس بما
للدفاتر حجية إذا استوفت شروط تنظيمها المقررة قانونا ،أما إذا كانت هذه الدفاتر غير منظمة
فإنها تفقد حجيتها من جهة ،كما تصبح قرينة ثبت سوء نية التاجر ،ففي حالة اإلفالس فإنه ال
43قرار المحكمة العليا ،رقم 605566بتاريخ 2010/10/04الغرفة التجارية ،مجلة المحكمة العليا ،عدد ،2
2011
يستفيد من الصلح الواقي من اإلفالس وإجراء تسوية قضائية معه ،كما يشهر إفالسه بالتقصير.
44
أما من جهة مصلحة الضرائب فقد يعرض نفسه للتقدير الجزافي وغالبا يكون اجحافا بحقه
أشارنا من قبل ان حالة مسك الدفاتر التجارية غير منتظمة قرينة على سوء نية صاحبها.
نصت الفقرة 6من المادة 370تجاري الحاالت التي يكون فيها التاجر مرتكبا لجريمة اإلفالس
بالتقصير وهي حالة التاجر الذي توقف عن دفع ديونه عند استحقاقها ولو كان قد مسك حسابات
مطابقة لعرف المهنة .كما نصت الفقرة 5من المادة 371تجاري على انه يعتبر مرتكبا للتفليس
وأضافت الفقرة 5من المادة 378تجاري يعد مرتكبا التفليس بالتدليس كل تاجر في حالة توقف
عن الدفع يكون قد أخفى حساباته أو اختلس بعض أو كل اصوله أو بددها أو استعمل طرق
احتيالية كالتدليس إلقرار دين بمبلغ ليس في ذمته ،وكذلك بالنسبة لهيئات تسيير الشركات
التجارية إذا أمسكوا بسوء نية أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغير ما أقره القانون.45
تعد ّ الدفاتر التجارية من الوسائل المه ّمة لمعرفة مركز التاجر المالي ،كما تعدّ وسيلة لمحاسبة
التاجر من المصالح اإلدارية للضرائب .تقضي القاعدة العامة في اإلثبات أنه ال يجوز للشخص
أن ينشأ أو يصنع دليال لنفسه ،وال يجوز أن يقدم دليال ضد نفسه .غير أن ما تقتضيه دعائم
44بن زارع رابح ،المرجع السابق ،ص . 151في نفس المعنى أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص 148
45تطبق العقوبات الخاصة بالتفليس بالتقصير على القائمين باإلدارة والمديرين أو المصفين في الشركة ذات
المسؤولية المحدودة ،وبوجه عام كل المفوضين من قبل الشركة ،يكونون بهذه الصفة وفقا للفقرة 5من المادة
378تجاري التي تنص على ما يلي " :أو أمسكوا أو أمروا بإمساك حسابات الشركة بغير انتظام" .كذلك طبقا
للفقرة 1من ذات المادة إذا " :استهلكوا مبالغ جسيمة تخص الشركة في القيام بعمليات نصيبية محضة أو عمليات
وهمية".
التجارة من السرعة واالئتمان قد ال تتوفر وجود وسائل إثبات مهيأة مسبقا لطرفي التصرف
تعتبر الدفاتر التجارية التي اشترط القانون أن تُمسك بطريقة تضفي عليها مصداقية مضمونها.
فوضع لها قواعد خاصة من حيث كيفية تنظيمها وتدوينها وهي قرائن لإلثبات يجوز للقاضي
اعتمادها أو رفضها ،حيث تنص المادة 13تجاري بما يلي " :يجوز للقاضي قبول الدفاتر
التجارية المنتظمة كإثبات بين التجار بالنسبة لألعمال التجارية" .كما تنص المادة 330مدني
على حجية الدفاتر التجارية على غير التجار وتضيف الفقرة 2منها على حجية هذه الدفاتر على
التجار نفسهم ،وإذا كانت منتظمة ال يجوز ان يستخلص دليال لنفسه أن يجزئ ما تضمتنه الدفاتر
46
من معلومات واستبعاد ما هو مناقض لدعواه.
ان قبول الدفاتر التجارية أمرا جوازيا حيث سواء في المادة 13أو 14تجاري يستعمل المشرع
كلمة "يجوز للقاضي "...ولم يستعمل صياغة االلزام "يجب على القاضي '...وعليه يكون قبول
46تنص المادة 330تجاري على ما يلي " :دفاتر التجار ال تكون حجة على غير التجار .غير أن هذه الدفاتر
عندما تتضمن بيانات تتعلق بتوريدات قام بها التجار ،يجوز للقاضي توجيه اليمين المتممة إلى أحد الطرفين فيما
يكون إثباته بالبينة.
وتكون دفاتر التجار حجة على هؤالء التجار .لكن إذا كانت هذه الدفاتر منتظمة فال يجوز لمن يريد استخالص
دليل لنفسه أن يجزئ ما ورد فيها واستبعاد منه ما هو مناقض لدعواه".
الدفاتر التجارية أمام القاضي خاضعا للسلطة التقديرية التي يتمتع بها ونفس الحكم بالنسبة لمدى
حجية الدفاتر.47
تعتبر الدفاتر التجارية إقرار خطيا صادرا عن التاجر سواء كان خصمه تاجرا أو كان مدنيا
فيستطيع القاضي أن يستعين بدفاتر التاجر ويستمد منها قرائن يستند إليها في حكم الدعوى لكن
في حدود التي يجوز فيها االثبات بالبينة والقرائن ،فتعتبر كبداية ثبوت بالكتابة.48
طبقا لنص المادة 330مدني يجب توفر شرطين لالحتجاج بالدفاتر التجاري في مواجهة غير
التجار وهي:
فال يجوز للقاضي األخذ بالدفاتر التجارية كدليل قاطع يكفي وحده في اإلثبات وإنما عليه أن
يتخذها أساسا ل تكملة إثبات البيانات الوارد بها بتوجيه اليمين إلى أي من الطرفين .فال يكتسب
الدليل الذي يصنعه التاجر لنفسه حجية مطلقة في اإلثبات ،فقد يطلب القاضي بتقديم دليل آخر
50
إلثبات التاجر دعواه
للشخص أن يصنع دليال لنفسه .إذا كانت الدعوى بين تاجرين في هذه الحالة يجب توفر شروط
وهي:
نظمت المواد 18-17-16-15تجاري أحكام االطالع على الدفاتر التجارية وميّزت بين االطالع
يقصد باطالع الدفاتر التجارية إجراء يتضمن وضع هذه الدفاتر تحت تصرف الخصم حتى
يطلع عليها ،إال أنه إجراء في غاية الخطورة على التاجر ألنه يكشف للخصم أسرار التاجر .أي
ان االطالع هو تقديم ال دفاتر التجارية إلى القضاء .والجدير بالذكر أنه ال يجوز األمر بتقديم
الدفاتر إال إذا اطمأنت المحكمة إلى ضرورة هذا االجراء .لكن إذا امتنع الخصم بتقديم دفاتره
يكون على القاضي اجباره على التنفيذ عن طريق فرض غرامة تهديدية عن كل يوم من أيام
51إذا كان التصرف يشترط فيه الكتابة أو الرسمية ال يمكن اسناد ذلك للدفاتر التجارية .وال تعتبر الدفاتر
التجارية محررات عرفية حيث ينقصها توقيع المدين ،كما ال يمكن أن تعتبر مبدأ ثبوت بالكتابة ألنها لم تصدر من
الشخص الذي يراد االحتجاج بها عليه .أنظر تفصيال في ذلك أحمد محرز ،المرجع السابق ،ص.153
التأخير تطبيقا للقواعد العامة 52إلى جانب ذلك فإن امتناع التاجر بتقديم دفاتره بأمر من المحكمة
تنص المادة 16تجاري على ما يلي " :يجوز للقاضي أن يأمر ولو من تلقاء نفسه بتقديم الدفاتر
التجارية أثناء قيام نزاع وذلك بغرض استخالص ما يتعلق منها النزاع".
يقصد باالطالع الجزئي 53حسب هذه المادة المذكورة أن تقدم الدفاتر التجارية للقضاء للنظر
فيها في جزء الذي يخص النزاع فقط .قد يطلع القاضي بنفسه أو يعيّن خبيرا متخصصا للبحث
فيما يطلبه القاضي بحضور التاجر وتحت رقابته ،ويمنع على الخصم االطالع على دفاتر التاجر
تسمح المادة 17تجاري للمحكمة المختصة في النظر بالدعوى ،إذا كانت الدفاتر التجارية في
مكان بعيد عنها ،أن يوجه القاضي إنابة قضائية لدى المحكمة التي توجد بها الدفاتر أو يعين
ويرسله إلى المحكمة قاضيا لالطالع عليها ويقوم هذا األخير بتحرير محضر االطالع
المختصة.54
مالحظة :للمحكمة مطلق الصالحية في القرار باالطالع الجزئي ،أي أنها ليست مقيّدة بالحاالت
كما في االطالع الكلي ،ألن القاعدة في االطالع على دفاتر التاجر هي االطالع الجزئي
عنها للقضاء ليسلمها للخصم ليطلع عليها وليبحث فيها بأكملها عن األدلة التي يحتاجها .يتبين من
خالل هذا العرض ان االطالع الكلي فيه خطورة كبير على مصالح التاجر ولهذا قيّدها المشرع
في حالالت محددة وهي :قضايا اإلرث ،قسمة الشركة ،اإلفالس حيث تنص المادة 15تجاري
بما يلي" :ال يجوز األمر بتقديم الدفاتر التجارية وقوائم الجرد إلى القضاء إال في قضايا اإلرث
من البديهي ان يطلع الورثة أو الموصي لهم على دفاتر مورثهم اطالعا كليا وذلك لمعرفة
نصيبهم من التركة .كذلك األمر بالنسبة للشركاء عندما تنحل الشركة ،فجاز للشريك االطالع
الكلي على دفاتر الشركة لمعرفة نصيبه من القسمة .من الضروري في هذه الحالة عدم الخلط بين
االطالع على الدفاتر التجارية والذي يكون بمناسبة منازعات قضائية وبين حاالت أخرى من
االطالع مقررة بنص القانون أو االتفاق . 55أما االطالع الكلي في حالة اإلفالس فيكون لوكيل
التفليسة التي عينته المحكمة الحق في االطالع على الدفاتر التجارية للمفلس ،لكن في نفس الوقت
ال يجوز للدائن بصفة شخصية االطالع عليها إال إذا تم تعيين دائنين مراقبين للتفليسة فهم الذين
سؤال :هل يجوز لدائني التاجر المتوفى االطالع الكلي على دفاتره؟
في حقيقة األمر ال يجوز ذلك لصراحة النص في تحديد صفة من له حق االطالع فال بد ان يكون
تمرين:
تقر للشريك حق االطالع على الدفاتر 55من الضروري التمييز بين شركة اشخاص كشركة التضامن التي ّ
التجارية خالل حياة الشركة ،إما لتحديد نصيب من األرباح والخسائر أو لمراقبة تسيير وإدارة الشركة .أما في
شركة األموال كشركة المساهمة فالقاعدة أنه ليس للشريك المساهم الحق في االطالع على دفاتر الشركة الن ذلك
يتم عن طريق محافظ الحسابات وجوبا .أنظر تفصيال في موضوع هذا التمييز وموقف الفقه والقضاء الفرنيين في
مسألة االطالع الكلي ،سميحة القليوبي ،المرجع السابق ،ص 148وما بعدها.
ضع عالمة على الجواب الصحيح:
ترجع نشأة السجل التجاري إلى القرن الثالث عشر ( )13حين عملت طوائف التجار التي تكونت
في المدن
اإليطالية على قيد أسماء أعضائها في سجل خاص بهدف تنظيم شؤونها الداخلية .لم يكن وظيفة
السجل آنذاك لإلشهار وإنما كان يستعمل كوسيلة إحصاء التجار لمعرفة بعضهم البعض،
ودعوتهم لالجتماعات التي تعقدها الطائفة المنتمون إليها ،ومطالبتهم برسوم القيد في سجالتها.56
بتطور الحياة االجتماعية واالقتصادية أصبحت هذه السجالت وسيلة لالستعالم عن التجار
والكشف عن حقيقة مراكزهم المالية إلى أن أصبحت بعد تطور وظيفتها أداة هامة لجمع البيانات
اإلحصائية عن حالة التجارة من حيث رؤوس األموال المستثمرة وعدد التجار الممارسين وأنواع
التجارة الممارسة
56محمد فريد العريني ،هاني دويدار ،المرجع السابق ،ص .110نشأ السجل التجاري في فرنسا سنة 1919
ورث الفكرة من القانون األلماني حيث في الحرب العالمية األولى 1918لما كانت الدولة األلمانية محتلة منطقتي
األلزاس واللوران الفرنسية فلما استعادت فرنسا المنطقتين تبين لها مدى فعالية هذه الوسيلة فأدرجته في قانونها
في 1919وعدلته في 26جوان 1920ثم 1973، 1958وغيرها تماشيا مع تطور الحياة االقتصادية
واالجتماعية ونطور وظيفة السجل التجاري من إحصائي إلى رقابي استثماري.
)https://fr.wikipedia.org/wiki/registre_de_commerce_et_des_sociétés-(France
وعليه نتناول نطاق السجل التجاري وأهميته (الفرع األول) ثم النتائج المترتبة عند االلتزام بالقيد
تناول المشرع في القانون التجاري أحكام السجل التجاري في الباب الثالث تحت عنوان
"السجل التجاري" في الفصل األول بعنوان "التسجيل في السجل التجاري" من المواد 19إلى
المادة 28دون تعريفه ألنه يصعب وضع تعريفا للسجل التجاري الختالف وظائفه في كل زمان
ومكان . 57تكمن أهمية السجل التجاري أساسا في دعم االئتمان التجاري وبعث الثقة واالطمئنان
في نفوس المتعاملين معه ،وتسهيل عمله التجاري .وهذا لن يكون إال من خالل تعريف التاجر
إلى الغير ،عن طريق شهر مركزه القانوني وشهر العناصر األساسية التي يتألف منها نشاطه
التجاري .كما يسهل رقابة الدولة على تلك األعمال وتحصيل الضرائب ولهذا يجب تحديد نطاق
-1كل شخص طبيعي له صفة التاجر في نظر القانون الجزائري ويمارس أعماله التجارية داخل
القطر الجزائري.
57ومع ذلك حاول بعض الفقه في غياب تعريف المشرع ،أن يعرفه بأنه " دفتر أو موسوعة رسمية لألشخاص
الطبيعية والمعنوية التي تكتسب صفة التاجر والتي تمارس نشاطا يرتبط بالتجارة" وعرفه البعض بأنه " سجل
عام تمسكه جهة رسمية قضائية أو إدارية لتدوين ما أوجب القانون على التجار أو أجاز لهم تسجيلها فيه ،من
بيانات تتعلق بهويتهم ونوع النشاط الذي يزاولونه ،والتنظيم الذي يجرون أعمالهم التجارية بموجبه ،وكل ما يطرأ
على ذلك من تغير خالل ممارستهم التجارية ،تثبيتا لحقوقهم وضمانا لمصالح المتعاملين معهم" ادوارد عيد،
األعمال التجارية والتجار ،دون ذكر دار النشر ،بيروت ،1971ص 178وما بعدها
-2كل شخص معنوي تاجر بالشكل ،أو يكون موضوعه تجاريا ،ومقره الجزائر ،أو كان له مكتب
طبقا لنص هذه المادة حدّد المشرع األشخاص الملزمون بالتسجيل في السجل التجاري ،وهم كل
تاجر سواء كان شخص طبيعي أو معنوي يمارس التجارة في الجزائر .ويطبق هذا االلتزام أيضا
حسب نص المادة 20تجاري على كل تاجر أجنبي شخصا طبيعيا أو معنويا يمارس نشاطا
أي:
أن يكون الشخص تاجرا (سواء جزائري أو أجنبي) شخص طبيعي أو معنوي
وبالنسبة للمهن المقننة 59يجب توفر الترخيص لممارسة النشاط المحدد قانونا تحت رقم
نشاط يحدده السجل التجاري .عرف قانون السجل التجاري رقم 22/90المهن المقننة في
60
المادة 05منه
58تنص المادة 20تجاري بما يلي" :يطبق هذا االلتزام خاصة على:
-1كل تاجر ،شخصا طبيعيا كان أو معنويا
-2كل مقاولة تجارية يكون مقرها في الخارج وتفتح في الجزائر وكالة أو فرعا أو أي مؤسسة أخرى
-3كل ممثلية تجارية أجنبية تمارس نشاطا تجاريا على التراب الوطني".
59أصبحت النشاطات المقننة تؤسس اليوم نظام إداري متمثل في أشكال عالقات بين اإلدارات والمعنيين
بالنشاط ،وهي تؤسس أول األنظمة اإلدارية للنشاطات الخاصة .أنظر تفصيال لهذه الفكرة:
Bennadji (Chérif), La notion d’activité réglementée, IDARA, volume10, n°2, p 40
60القانون رقم 22-90المؤرخ في 18أوت 1990المتعلق بالسجل التجاري ،ج ر عدد 36الصادر بتاريخ
22أوت 1990ص 1145تنص المادة 05من هذا القانون على ما يلي " :تحكم المهن المنظمة بقوانين خاصة
تحدد زيادة على ذلك الشروط المحتملة لتطبيق هطا القانون .ثم جاء قانون 04/08أكد في المادة 24منه أن
النشاطات المقننة تخضع في ممارستها للشروط تحددها القوانين الخاصة بها خاصة المادة 25منه التي بينت ان
ممارسة أي نشاط أو مهنة مقننة يخضع قبل تسجيل ه في السجل التجاري للحصول على رخصة أو اعتماد مؤقت
يتقارب هذا التعريف بتعريف النشاط المقنن الذي يعرف بأنه مؤطر ومنظم في إطار
تشريعي وتنظيمي محدّد ويضع شروطا دقيقة لاللتحاق بالنشاط واالستمرار في الممارسة.61
تأخذ معظم الدول بنظام السجل التجاري لما له من أهمية كبير في تنظيم الحياة التجارية.
ويقضي هذا النظام إلى قيد كل البيانات الخاصة بالتجار أفراد كانوا أو شركات وجميع البيانات
الخاصة بالمشروع التجاري ،مما يسهل معرفة لكل متعامل مع التاجر معرفة حقيقة مركزه
المالي مما ّ
يعزز االئتمان قوام الحياة التجارية ،كما يسهل بسط رقابة الدولة على هذه الفئة
الحيوية في االقتصاد.
يمكن ان نل ّخص أهمية السجل من خالل الوظائف التي يؤديها وهي كاآلتي:
وظيفة اقتصادية :حيث له جانب كبير من األهمية كأداة لجمع البيانات الالزمة لتخطيط
السياس ة االقتصادية ،وذلك ألنه وسيلة للتحقيق المستمر في األنشطة التجارية داخل
وظيفة قانونية :للسجل وظيفة قانونية باعتباره أداة قانونية لإلشهار حيث يحقق استقرار
وظيفة إحصائية :يعتبر السجل التجاري مصدرا لإلحصائيات يسمح بمعرفة عدد
المؤسسات التجارية وأنواعها ،وعدد التجار وأنواع النشاطات التجارية ،كما يحدد أنواع
والممارسة الفعلية تكون بعد الحصول على الرخصة او االعتماد النهائيين المطلوبين .قانون رقم 04-08المؤرخ
في 04غشت 2004يتعلق بشروط ممارسة األنشطة التجارية ،ج ر عدد 52الصادر في 18أوت 2004ص 4
المعدل والمتمم بالقانون رقم 06-13المؤرخ في 23يوليو 2013ج ر عدد 39الصادر بتاريخ 31يوليو 2013
ص 33
يقصد بالمهن المنظمة في مفهوم الفقرة السابقة جميع المهن التي تتوقف ممارستها على امتالك شهادات أو
مؤهالت تسلمها مؤسسات يخولها القانون ذلك".
61دومة نعيمة ،النشاطات المقننة في الجزائر ،رسالة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،1-كلية الحقوق ،الجزائر،
2016ص.11
النشاطات التجارية المسموح بها في الوطن .ويحدد مجال النشاطات بأرقام استداللية
...إلخ.
وظيفة تنظيمية :يعتبر السجل التجاري أداة لتطهير المهنة التجارية حيث يمثّل وسيلة
للمراقبة التي تمنع بعض األشخاص من مزاولة التجارية ،أو مراقبة األنشطة التجارية
مالحظة :أسند المشرع مهمة السجل التجاري لجهة إدارية تتمثّل في المركز الوطني للسجل
التجاري وأخضع رقابة السجل التجاري تحت إشراف وزارة التجارة بناء على المرسوم
التجاري ،وهذا بناء على ما ورد في المواد 7-6-5من هذا المرسوم ،ولكن للقضاء مهمة
النظر في المنازعات ا لخاصة به .وهكذا يكون المشرع قد وقف موقفا وسطا بين الوظيفة
مالحظة :يخضع التاجر المتنقل أو المتجول (التاجر غير القار) ألحكام خاصة ،ويسجل في
السجل التجاري كتاجر غير القار ، 63ويجب أن يتحصل على موافقة من الوالي الذي يحدد
بموجب قرار الشروط العامة لتنظيم وممارسة النشاطات غير القارة .تتعلق هذه الشروط في
تحديد المواقع الخاصة لممارسة النشاط ،وتحديد حقوق هؤالء األشخاص وواجباتهم ،تحديد
الحقوق المتعلقة بالموقع ومكان التوقف ،تحديد قواعد التهيئة والنظافة والسالمة الصحية وحفظ
62راجع المرسوم التنفيذي رقم 40-97المؤرخ في 18جانفي 1997المتعلق بمعايير تحديد النشاطات والمهن
الخاضعة للقيد في السجل التجاري ،ج ر عدد 5الصادر بتاريخ 19جانفي 1997ص.7
63تنص المادة 3من مرسوم تنفيذي رقم 140-13مؤرخ في 29جمادى األولى عام 1434الموافق 10أبريل
سنة 2013يحدد شروط ممارسة األنشطة التجارية غير القارة ج ر عدد 21الصادر بتاريخ 23أبريل 2013
على ما يلي " :يمارس األنشطة التجارية غير القارة األشخاص الطبيعيون الحاصلون على سجالت تجارية تحمل
رموز األنشطة المعنية حسب ما هو مفرس في مدونة األنشطة االقتصادية الخاضعة للقيد في السجل التجاري".
النظام في األماكن . 64فتخضع ممارسة األنشطة التجارية غير القارة إلى شرط القيد في السجل
التجاري ،وإلى رخصة من رئيس المجلس الشعبي البلدي للحصول على مكان على مستوى
65
المعارض والفضاءات المهيأة
بيّن المشرع آثار القيد في السجل التجاري وذلك من المواد 21إل 28تجاري .وبموجبها يمكن
تقسيم هذه
اآلثار بحسب طبيعة الشخص ،أي اآلثار المترتبة على التسجيل في السجل التجاري بالنسبة
لألشخاص الطبيعيين وبالنسبة لألشخاص المعنويين (ثانيا) ، 66وقبلها نوضّوح اآلثار المشتركة
بينهما (أوال)
بناء على قاعدة وحدة القيد يترتب على قيد الشخص سواء الشخص الطبيعي أو المعنوي الحصول
على رقم قيد رئيسي (أ) وإذا تعددت نشاطاته أو محالته التجارية يكون له قيدا ثانويا (ثانيا)
يمنح للتاجر (الطبيعي او المعنوي) رقم قيد واحد لسجل تجاري ،فإذا أضاف نشاطات أخرى فإنه
يقيد تحت نفس الرقم بقيد ثانوي ،وهذا يعني أنه يوجد قيد رئيسي وقيد ثانوي في حاالت معينة.
64تنص المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 140-13المذكور أعاله على ما يلي " :يمارس النشاط التجاري
غير القار ،.......في األسواق األسبوعية أو نصف األسبوعية والجوارية أو المعارض أو في أي فضاء أو مكان
آخر مهيأ لهذا الغرض".
65المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم 140-13المذكور أعاله
66بتناول المرسوم التنفيذي رقم 111-15مؤرخ في 14رجب عام 1436الموافق 3مايو سنة 2013سنة
2015يحدد كيفيات القيد والتعديل والشطب في السجل التجاري من المواد 1إلى 31
-القيد الرئيسي هو :أول قيد في السجل التجاري يقوم به التاجر ،يترتب عنه منحه رقم التسجيل
يسري مدى الحياة التجارية للشخص الطبيعي أو الحياة االجتماعية للشخص المعنوي .67يجب أن
يذكر هذا الرقم في جميع المستندات الخاصة بالتاجر وبتجارته حيث نت المادة 27من قانون
68
السجل التجاري بهذا االلتزام
ب-القيد الثانوي هو :قيد إجباري يكون تحت نفس الرقم الممنوح للنشاط األساسي وفي نفس
السجل المحلي أو على مستوى والية أخرى عند تعدد نشاطات التاجر والمحالت التجارية.69
يترتب عن القيد في السجل التجاري ،طبقا ألحكام القانون التجاري ،نتائج في غاية األهمية،
أهمها انه قرينة قانونية قاطعة على اكتساب الشخص الصفة التجارية من جهة ،ومن جهة أخرى
تكتسب للشركة التجارية الشخصية المعنوية بعد قيدها حيث ليس لها وجود قانوني في مرحلة
تأسيسها.
67تنص المادة 16من قانون السجل التجاري بما يلي " :ال يسلم إال سجل تجاري واحد ألي شخص طبيعي تاجر
في مفهوم هذا القانون .وال يمكن اإلدارات أن تطلب من التاجر صورا أو نسخا من السجل التجاري إال في
الحاالت التي ينص عليها القانون صراحة".
68تنص المادة 27قانون السجل التجاري على ما يلي " :يجب على كل شخص طبيعي أو معنوي مسجل في
السجل التجاري أن يذكر في عنوان فواتره أو طلباته أو تعريفاته أو نشرات الدعاية أو على كل المراسالت
الخاصة بمؤسسته والموقعة عليه منه وباسمه ،مقر المحكمة التي وقع فيها التسجيل بصفة أصلية ورقم التسجيل
الذي حصل عليه ،وكل مخالفة لهذه األحكام يعاقب عنها بغرامة قدرها 180د ج"
69طبقا لنص المادة 12من المرسوم التنفيذي رقم 111-15حيث تنص على ما يلي " :يتم القيد في السجل
التجاري لألنشطة الثانوية على أساس طلب ممضي وحرر على استمارات يسلّمها المركز الوطني للسجل
التجاري وكذا نسخة من سند الملكية"...
70نصت على تعديل التسجيل من المواد 15إلى 18من المرسوم التنفيذي رقم 111-15على أحكام التعديل
71تناولت الشطب المواد 24 -23-22- 21من المرسوم التنفيذي رقم 111-15
تنص المادة 21تجاري بما يلي" :ك ّل شخص طبيعي أو معنوي مس ّجل في ال ّ
س ّجل التجاري يعدّ
صفة".
مكتسبا صفة التاجر إزاء القوانين المعمول بها ويخضع لكل النتائج الناجمة عن هذه ال ّ
وعند الرجوع إلى نص المادة األولى تجاري تضفى الصفة التجارية على من يمتهن األعمال
التجارية ويتخذها مهنة معتادة له ،وبالمقابل نجد المادة 21تجاري تعتبر كل شخص تم قيده في
السجل التجاري تاجرا ،وهي قرينة قاطعة لثبوت صفة التاجر ال يمكن دحضها أمام المحاكم
واعتبرتها كذلك .وعليه فالسؤال الذي يطرح هل الشخص يكتسب صفة التاجر بمزاولته التجارة
في حقيقة األمر يمكن أن نرجع شروط اكتساب صفة التاجر إلى الشروط الموضوعية التي نصت
عليها المادة األولى تجاري والشروط الشكلية التي نصت عليها المادة 21تجاري .فال محل
كما تنص المادة 22تجاري على آثار عدم القيد في السجل التجاري إذ منع لكل تاجر بدأ بمزاولة
التجار ولم يسجل نفسه خالل مدة شهرين من تاريخ بدء نشاطه التجاري ان يحتج بصفة التاجر
مثال :أن يقوم الشخص بمزاولة نشاطه التجاري ولم يقيّد نفسه في السجل التجاري ،فبالتالي ليس
له مستخرج السجل التجاري ،كما ليس له رقم في مصلحة السجل التجاري ،فهو بالتالي غير
معروف لديهم وال لدى الغير .في هذه الحالة ليس له قرينة قانونية على أنه تاجر ،كما تطالبه
72تنص المادة 22تجاري بما يلي" :ال يمكن لألشخاص الطبيعيين أو المعنويين الخاضعين للتسجيل في السجل
التجاري والذين لم يبادروا بتسجيل أنفسهم عند انقضاء مهلة شهرين أن يتمسكوا بصفتهم كتجار ،لدى الغير أو
لدى اإلدارات العمومية ،إال بعد تسجيلهم.
غير أنه البد لهم االستناد لعدم تسجيلهم في السجل بقصد تهريبهم من المسؤوليات والواجبات المالزمة لهذه
الصفة".
سك بعدم قيده بالسجل
مصلحة الضرائب بالضرائب المستحقة خالل فترة نشاطه ،وليس له أن يتم ّ
أما آثار القيد بالنسبة الشخص المعنوي فتنص المادة 549تجاري يما يلي " :ال تتمتع الشركة
بالشخصية المعنوية إال من تاريخ قيدها في السجل التجاري ،وقبل إتمام هذا اإلجراء يكون
األشخاص الذين تعهدوا باسم الشركة ولحسابها متضامنين من غير تحديد أموالهم إال إذا قبلت
الشركة ،بعد تأسيسها بصفة قانونية أن تأخذ على عاتقها التعهدات المتخذة.
الجدير بالذكر انه ال يتم قيد الشركة التجارية في السجل التجاري إال بعد التسجيل لدى إدارة
الضرائب . 73كما يرتب القيد في السجل التجاري اإلشهار القانوني اإلجباري لتمكين الغير
االطالع على وضعية التاجر ومركز مؤسسته ،وملكية المحل ونوع النشاط الذي يستغله .74كما
يس مح للغير االطالع على محتوى عقد تأسيس الشركة وكل التحوالت والتعديالت التي وقعت
الجدير بالذكر يتم شطب القيد من السجل التجاري إذا انقطع التاجر عن مزاولة تجارته أي
نشاطه التجاري ألي سبب من األسباب أو عند وفاته حيث نصت الفقرة 1من المادة 26تجاري
على أنه " :إن اإلشارة الخاصة بالتعديالت الطارئة على وضعية التاجر المسجل وكذلك
التشطيبات الواقعة في حالة توقف نشاطه التجاري أو عند وفاته .يمكن طلبها من كل شخص له
73راجع المادة 58من قانون التسجيل ،األمر رقم 105-76مؤرخ في 9ديسمبر سنة ،1976يتضمن قانون
التسجيل ،معدل ومتمم بالقانون رقم 13-10المؤرخ في 29ديسمبر سنة 2010المتضمن قانون المالية لسنة
2011
74نادية فضيل ،المرجع السابق ،ص192
75تنص المادة 20من قانون السجل التجاري باإلشهار القانوني اإلجباري بالنسبة للشركات التجارية
والمؤسسات الفردية وتنص المادة 21من قانون السجل التجاري على إجبارية اإلشهار القانوني فيما يتعلق
باألشخاص الطبيعيين التجار لتمكين الغير االطالع على وضعية التاجر وأهليته ،موطن مؤسسته الرئيسي التي
يستغل فيها تجارته وعلى ملكية المحل التجاري .أما بالنسبة للتاجر غير القار أن يتخذ موطنا قانونيا يناسب
احتياجات تجارته في اإلقامة االعتيادية.
مصلحة في ذلك ،وإذا لم تصدر من المعني باألمر نفسه ،فإن العريضة تؤدي إلى حضور الطالب
فورا أمام القاضي المكلف بمراقبة السجل التجاري والذي يبت في ذلك".
نظرا ألهمية التسجل في السجل التجاري الختالف وظائفه رتب المشرع جزاءات مدنية (أوال)
يترتب عن عدم االلتزام بالقيد في السجل التجاري جزاءات مدنية والتي تم ذكرها .يفقد
الشخص الذي لم يقيد نفسه في السجل التجاري كل حقوق التجار مع البقاء بالتزاماتهم .فإذا توقف
عن دفع ديونه يشهر إفالسه وال يتمتع بحق التسوية القضائية وإمكانية الصلح الواقي من
اإلفالس .ويجوز مطالبته والحكم عليه بالتنفيذ المعجل وتمارس في مواجهته قواعد حرية
االثبات وغيرها
كما ال يحتج لدى الغير عن عدم قيده في السجل التجاري وال يجوز االحتجاج بالبيانات الواردة
في السجل التجاري ضد الغير إال بعد شهرها حسب االشكال التي يقتضيها القانون وذلك في
النشرة الرسمية لإلعالنات القانونية .إال أن عدم النشر ال يعفي من مسؤولية التاجر تجاه الغير.76
وإذا ترتب عن عدم القيد في السجل إعطاء بيانات غير صحيحة إضرارا بالغير جاز لهذا األخير
تنص المادة 26من قانون السجل التجاري على أنه " :يعاقب بغرامة مالية تتراوح بين 500
دج و 20.000دج على عدم التسجيل في السجل التجاري .وفي حالة العود ،تضاعف الغرامة
المالية المنصوص عليها في الفقرة األولى أعاله ،مع اقترانها بإجراء الحبس لمدة تتراوح بين
عشرة أيام وستة أشهر" .وهذا الجزاء يترتب عند إهمال القيد في السجل التجاري.
أما حالة قيد بيا نات غير صحيحة أو ناقصة غير كاملة في السجل التجاري وتبين األمر كذلك
فقد "يعاقب بغرامة مالية تتراوح ما بين 5000و 20.000دج وبالحبس تتراوح بين عشرة أيام
وستة أشهر أو بإحدى العقوبتين وفي حالة العود تتضاعف العقوبات السابقة .كما يأمر قاضي
المكلف بالسجل من تلقاء نفسه وعلى نفقة المخالف تسجيل هذه العقوبات في هامش السجل
وتضيف المادة 28من قانون السجل التجاري على أنه " :يعاقب بالحبس مدة تتراوح بين ستة
أشهر وثالث سنين وبغرامة مالية تتراوح بين 10.00دج و 30.000دج كل من زيف أو يزور
شهادات التسجيل في السجل التجاري أو أية وثيقة تتعلق به قصد اكتساب حق أو صفة".
تناول القانون التجاري الجزاءات الجزائية حيث نص في المادة 28منه على أنه :ك ّل شخص
طبيعي أو معنوي ،غير مسجل في السجل التجاري ،يمارس بصفة عادية نشاطا تجاريا ،يكون قد
ارتكب مخالفة تعاين ويعاقب عليها طبقا لألحكام القانونية السارية في هذا المجال.
وتأمر المحكمة التي تقضي بالغرامة بتسجيل اإلشارات أو الشطب الواجب إدراجه في السجل
التجاري خالل مهلة معينة وعلى نفقة المعني" .كما يعاقب كل تاجر خالف أحكام المادة 27
تجاري بغرامة قدرها من 180إلى 360دج .لهذا يجب توفر اركان الجريمة وهي الركن
الشرعي والمتمثل في نص القانون على هذه الجريمة ،والقصد الجنائي أي سوء نية لدى التاجر،
بحيث كان يعلم بأن البيانات التي ملزم بقيدها غير صحيحة ،وأخيرا إلحاق الضرر بالغير بسبب
77
هذا التصرف
في األخير البد التطرق إلى التجارة اإللكترونية حيث نص القانون 7805-18المتعلق بالتجارة
االلكترونية ،في المادة 8والمادة 9منه على شروط ممارسة التجارة االلكترونية.
حيث تنص المادة 8الفقرة " :1يخضع نشاط التجارة االلكترونية للتسجيل في السجل التجاري
أو سجل الصناعات التقليدية الحرفية حسب الحالة ولنشر موقع االلكتروني أو صفحة الكترونية
على االنترنت مستضاف في الجزائر بامتداد " ." com.dzوتنص المادة 9منه فقرة " :3ال
يمكن ممارسة نشاط التجارة االلكترونية إال بعد إيداع اسم الناطق لدى مصالح المركز الوطني
للسجل التجاري وتنص الفقرة 1منها " :تنشأ بطاقية للموردين االلكترونيين لدى المركز الوطني
للسجل التجاري"
التجارية
11-10-9
تجاري
دفتر األستاذ :دفتر اختياري يمسكه التاجر لكن له من -دفتر اليومية :دفتر اجباري يقيد التاجر فيه
األهمية اعتاد التجار امساكه تظهر فيه النتائج النهائية يوميا جميع العمليات التي يقوم بها وتتعلق
لتحركات عناصر المشروع التجاري. بتجارته ،من بيع وشراء أو اقتراض أو دفع أو
دفتر الصندوق :دفتر اختياري يقيد فيه التاجر كل حركات قبض استالم بضائع ....إلخ .يجوز للتاجر أن
النقود الصادرة والواردة. يمسك دفاتر يومية مساعدة إذا كانت العمليات