Professional Documents
Culture Documents
رخصة الهدم الجزائري
رخصة الهدم الجزائري
بربيح محي الدين ،باحث دكتوراه ،مخبر القانون اإلجتماعي جامعة وهران 8
berrebihmehieddine@yahoo.fr
الملخص :
تعتبر رخصة الهدم من ميكانزمات الرقابة التي تمارسها اإلدارة من أجل وقاية البيئة من األخطار التي تنجم عن عملية هدم
البنايات ،فرغم أن األصل هو حرية األفراد في هدم بناياتهم دون حاجة إلى ترخيص إداري مسبق ،إال أن المشرع الجزائري ّقيد هذه
الحرية بضرورة الحصول على رخصة الهدم إذا تعلق األمر بالبنايات المحمية بأحكام القانون رقم 20-02المتعلق بحماية التراث
الثقافي أو إذا إقتضت ذلك الشروط التقنية واألمنية .
الكلمات المفتاحية :رخصة الهدم ،البناء والتعمير ،حماية البيئة ،البنايات اآليلة لإلنهيار .
Abstract:
The demolition permit is one of the control mechanisms used by the Department to protect the
environment from the dangers resulting from the demolition of the buildings, Although the original is
the freedom of individuals to demolish buildings without prior permission, However, the Algerian
legislature restricts this freedom to obtain a demolition permit when it comes to buildings protected
by the provisions of Law No. 98-04, Or if such technical and security requirements are required.
Key words :
The demolition permit , environment protection , Construction and reconstruction , Buildings
threatened with collapse .
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
102
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
مقدمة :
أدرك المشرع الجزائري أهمية التوازن بين مقتضيات التنمية العمرانية وضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها ،والتي ترتبط
ارتباطا وثيقا بالحقوق والحريات األساسية ،فرغم أن اإلنسان حر في التصرف بملكيته العقارية ،إال أن حتمية تحقيق المصلحة العامة
البيئية وضمان توازنها مع المصلحة الخاصة العمرانية فرض على المشرع الجزائري ضرورة إتباع نظام الرخص والشهادات اإلدارية
كوسيلة لمراقبة النشاط العمراني ،وفرض بعض اإللتزامات والقيود على حريات األفراد خاصة في مجال البناء ،حيث أن الضامن
األساسي إلحترام قواعد العمران هو أن تستند أعمال البناء و/أو الهدم إلى تراخيص إدارية تمكن األفراد من تلبية حاجياتهم المختلفة
من البناء مع المحافظة في نفس الوقت ذاته على مقتضيات حماية البيئة واإلستغالل العقالني للعقار.
ومن بين تلك الرخص المسبقة التي تجسد صورة من صور الرقابة اإلدارية المسبقة على أعمال التعمير والبناء ،نجد رخصة
الهدم التي جعلها المشرع الجزائري إجبارية في كل عملية هدم كلي أو جزئي للبناء إذا كانت تمس بالبنايات المحمية بأحكام القانون
()1
أو للحفاظ على السالمة واألمن العمويين ،وذلك من أجل وقاية البيئة من األخطار رقم 20-02المتعلق بحماية التراث الثقافي
الناجمة عن أعمال الهدم.
وقبل تحديد الدور الوقائي البيئي لرخصة الهدم (المحور الثاني) ،البد من التطرق قبل ذلك إلى اإلطار النظري الخاص بها
(المحور األول).
إن التطور العمراني يفرض في أحد جوانبه إزالة البنايات التي أصبحت ال تتماشى والوظائف المخصصة لها بغرض إعادة
بنائها وفقا لما يفرضه الواقع ،وبإعتبار أن بعض البنايات ذات طبيعة خاصة ،فإن المشرع عمد إلى تنظيم أشغال الهدم من خالل
وجوب إستصدار المعني لرخصة الهدم بغرض المحافظة على البنايات ذات الطبيعة الخاصة أو لدواعي السالمة ،ولإللمام بمختلف
القواعد المنظمة لرخصة الهدم ،سنتطرق لمفهومها ثم بيان اإلجراءات الواجبة للحصول عليها .
تعد رخصة الهدم Permis de démolirمن ميكانيزمات الرقابة اإلدارية السابقة على أعمال التعمير والبناء ،إذ يجب
التّطرق لمختلف القواعد المنظمة لها وذلك بتعريفها وبيان نطاق تطبيقها.
-1القانون رقم 20-02المؤرخ في 02جوان 0002يتعلق بحماية التراث الثقافي ،ج ر عدد 00مؤرخة في 08جوان . 0002
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
103
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
لم يعرف المشرع الجزائري هذه الرخصة صراحة منتهجا في ذلك الطريقة نفسها بالنسبة لباقي الرخص والشهادات العمرانية،
()1
بنصها ":يخضع كل هدم كلي أو جزئي
ّ فقد إكتفت المادة 22من القانون رقم 60-02المتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم
لرخصة البناء في المناطق المشار إليها في المادة 02أعاله ،أو كلما إقتضت ذلك الشروط التقنية واألمنية "( ،)2وهو األمر الذي
()3
التي إكتفت بتحديد نطاقها الموضوعي بقولها ":تطبيقا ألحكام المادة 22من أكدته المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم 00-02
القانون رقم 60-02المؤرخ في أول ديسمبر سنة 0002والمذكور أعاله ،ال يمكن القيام بأية عملية هدم جزئية أو كلية لبناية دون
الحصول مسبقا على رخصة الهدم ،وذلك عندما تكون هذه البناية محمية بأحكام القانون رقم 20-02المتعلق بحماية التراث
الثقافي".
وبالرجوع إلى مختلف التعريفات الفقهية ،فهناك شبه إجماع على تعريف رخصة الهدم بأنها وثيقة إدارية تسلم على شكل قرار
()4
من الجهة اإلدارية المختصة والتي تمنح بموجبه للمستفيد حق إزالة البناء كليا أو جزئيا متى كان هذا البناء واقعا في مكان إداري
()5
.هذا التعريف هو محل إنتقاذ ،لكون أن رخصة الهدم ال تشترط فقط في البنايات المحمية بأحكام مصنف أو في طريق التصنيف
القانون رقم 20-02المتعلق بحماية التراث الثقافي ،بل تشترط أيضا في حالة البنايات اآليلة لإلنهيار.
-1القانون رقم 60-02المؤرخ في 20ديسمبر 0002المتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج ر عدد 26مؤرخة في 26ديسمبر 0002المعدل والمتمم ب :
-القانون رقم 22-20المؤرخ في 00أوت ،6220ج ر عدد 20مؤرخة في 02أوت . 6220
-القانون رقم 00-08المؤرخ في 68ديسمبر ،6202المتضمن قانون المالية لسنة ،6202ج ر عدد 82مؤرخة في 62ديسمبر . 6208
-2تنص المادة 02من القانون رقم 60-02على مايلي ":تحدد وتصنف األقاليم التي تتوفر إما على مجموعة من المميزات الطبيعية الخالبة والتاريخية
والثقافية ،واما على مميزات ناجمة عن موقعها الجغرافي والمناخي والجيولوجي مثل المياه المعدنية واإلستحمامية طبقا لألحكام التشريعية التي تطبق عليها".
-3المرسوم التنفيذي رقم 00-02المؤرخ في 62جانفي 6202المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،ج ر عدد 28مؤرخة في 06فيفري
. 6202
-4تنص المادة 6/82من المرسوم التنفيذي رقم 00-02على مايلي ":تسلم رخصة الهدم في شكل قرار يرفق نموذج منه بهذا المرسوم".
-5انظر :
-عزري الزين ":ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها" ،ط ، 0دار الفجر للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،6222 ،ص . 22
-عمار بوضياف ":منازعات التعمير في القانون الجزائري –رخصة البناء والهدم ، "-مجلة الفقه والقانون ،العدد 1جانفي 6201ص . 06
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
104
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
ممن له
بناء على طلب مقدم ّ
وعليه ،يمكننا تعريف رخصة الهدم بأنها :قرار إداري صادر عن رئيس المجلس الشعبي البلديً ،
الصفة القانونية ،من أجل نقض البناء كليا أو جزئيا متى كان هذا البناء موجود في المواقع والممتلكات الثقافية العقارية أو كان البناء
ألن من شأن الهدم المساس بهذه األصناف التي يفرض المشرع إحترامها في إطار تنفيذ سياسته العمرانية (.)1
آيال للسقوط واإلنهيار ّ
أما المقصود بهدم البناء هو تفكك البناء وانفصاله عن األرض التي يتصل بها إتصاال قا ار إذ ان الهدم يكون كليا عندما يتم
()2
هدم البناء ككل ،وجزئيا عندما يتم هدم جزء منه فقط ،سواء تمثل ذلك في أحد جوانبه أو طوابقه .
وبالرجوع ألحكام هذا القانون رقم 20-02في مادته الثالثة ،فإن الممتلكات الثقافية تشمل على:
وما يهمنا الممتلكات الثقافية العقارية ،التي يمكن أن تكون محال لعملية الهدم ،فإنه طبقا للمادة 2من نفس القانون ،تشمل:
-المعالم التاريخية.
-المواقع األثرية.
مصطلحا قانونيا واحدا أال وهو "الهدم" لمواجهة عدة حاالت ألوضاع مختلفة من حيث السبب وا لطبيعة القانونية للتعبير عن إجراء تحطيم البناء
ً -1استعمل
وازالته من الوجود ،فقد إستعمل مصطلح الهدم كإجراء وقائي في الحاالت التي تستدعي حفظ النظام العام (كما هو الشأن في البنايات اآليلة لإلنهيار) واستعمله
كإجراء(إداري/قضائي) ردعي عقابي في بعض حاالت مخالفة قواعد التعم ير والبناء ،واستعمله في عملية الهدم المقترنة برخصة ،واستعمل مصطلح التهدم في
تميز بين الهدم واإلزالة ،وهو ما يتوجب على مشرّعنا تبني هذا التمييز القانوني بين المصطلحين
القانون المدني ،في حين أن بعض النظم القانونية المقارنة ّ
إلختالفهما في السبب والطبيعة رغم اشتراكهما في النتيجة المادية وهي تحطيم البناء أو المبنى ماديا كله أو بعضه .ولإلستزادة أكثر حول هذا الموضوع انظر
عزاري عبد الرحمان " :الرخص اإلدارية في التشريع الجزاري " ،رسالة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،6228ص . 822
-2محمد أحمد فتح الباب ":النظام القانوني ألحكام البناء في مصر " ،ط ،6دار النهضة العربية ،مصر ،6222ص . 000
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
105
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
هذا ،وتشترط رخصة الهدم أيضا إذا ما كان البناء آيل للسقوط واإلنهيار ،وذلك ألسباب أمنية حفاظًا على سالمة األفراد
وتجنبا لمضار الجوار ،نظ ار لما تشكله هذه البنايات من سند لبنايات مجاورة وإلحتمال حدوث خطر ،لما قد يترتب عن الهدم
العشوائي وغير المرخص به.
تشترك رخصة الهدم مع الرخص اإلدارية األخرى في اإلجراءات القانونية الالزمة والتي تبدأ بتقديم الطلب ،ثم دراسته والبت
فيه بموجب قرار إداري يقضي بقبول الطلب أو رفضه.
يشترط المشرع الجزائري لقبول طلب رخصة الهدم توفر شروط قانونية تتعلق بصفة الطالب وأيضا بمضمون الطلب.
حددت المادة 86من المرسوم التنفيذي رقم 00-02صفة طالب رخصة الهدم في ثالث أصناف وهم :المالك ،الوكيل
والهيئة العمومية المخصصة لها البناية؛ فمالك البناية اآليلة للهدم له أن يقدم طلبا للترخيص بهدمها ،وعليه أن يثبت ملكيته إما بعقد
مددت من
الملكية أو شهادة الحيازة طبقا ألحكام القانون رقم 62-02المتعلق بالتوجيه العقاري ،على إعتبار المادة السابقة الذكر ّ
نطاق إثبات الملكية ليشمل شهادة الحيازة ،ويمكن أن يقوم بذلك الوكيل بموجب وكالة رسمية بموجب أحكام القانون المدني ،هذه
اإلجراءات طبعا متى كان المالك أو الموكل شخص طبيعي أما إذا كان المالك أو الموكل شخص معنوي فعليه إرفاق الطلب بنسخة
من القانون األساسي ،وأخي ار الهيئة العمومية المختصة مع تقديمها نسخة من العقد اإلداري الذي ينص على تخصيص البناية
المعنية.
-8مضمون الطلب (الوثائق التي تثبت صفة المالك والوثائق الخاصة بالهدم)
يقوم طالب رخصة الهدم بتقديم الملف إلى الجهة المختصة يتضمن وثائق إدارية تثبت صفة طالب الرخصة والتي تم التطرق
إليها سابقا ،إضافة إلى طلب رخصة الهدم موقع عليه ،ويحتوي هذا الملف الذي يعده مكتب دراسات مختص في الهندسة المعمارية
على وثائق تقنية تبين انسجام محل الطلب مع قواعد العمران يؤشر عليها من طرف المهندس المعماري والمهندس المدني ،تشمل هذه
الوثائق حسب المادة 86من المرسوم التنفيذي رقم 00-02على مايلي:
-تصميم للموقع يعد على السلم المناسب الذي يسمح بتحديد موقع المشروع.
-مخطط للكتلة يعد على سلم 222/0أو 622/0بالنسبة للبناية اآليلة للهدم.
-تقري ار وتعهدا على القيام بعملية الهدم في مراحل والوسائل التي يتعين إستعمالها بصفة ال تعكر إستقرار المنطقة.
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
106
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
-مخطط على سلم 022/0للبناية يحدد الجزء الذي يتعين هدمه والجزء الذي يتعين اإلحتفاظ به في حالة الهدم الجزئي.
-عندما تتواجد البناية على بعد أقل من ثالثة ( )21أمتار من البنايات المجاورة ،يجب إرفاق الملف بمحضر خبرة مؤشر عليه من
طرف مهندس مدني ،يشير إلى الطريقة التي يتعين إستعمالها في عملية الهدم الميكانكية أو اليدوية والعتاد المستعمل والوسائل التي
يجب إستخدامها قصد ضمان إستقرار المباني المجاورة .
للوصول إلى القرار النهائي المتعلق برخصة الهدم ،ينبغي أوال تحديد الجهة المختصة بمنح هذه الرخصة ،ثم تبيان كيفية
التحقيق في الملف ،وأخي ار إصدار القرار ،وذلك كما يلي:
حصر المشرع اإل ختصاص بمنح رخصة الهدم كأداة للرقابة في رئيس المجلس الشعبي البلدي بموجب نص المادة 22من
القانون رقم ،60-02وكذا المادة 82من المرسوم التنفيذي رقم ،00-02وبذلك استبعد الوالي ووزير التعمير من هذا االختصاص
رغم أنه منحهما ذلك في رخصة البناء والتجزئة ،وكان من باب أولى أن يعود االختصاص في تسليم رخصة الهدم لنفس الجهة
()1
مصدرة القرار بمنح رخصة البناء ،كون عملية الهدم قد تكون أخطر من البناء خاصة إذا تعلق األمر بمبان ذات أهمية .
بعد تقديم طلب رخصة الهدم مرفقا بالملف في ثالث ( )1نسخ إلى رئيس المجلس الشعبي البلدي لمحل موقع البناية مقابل
الذي يلصق بمقر المجلس الشعبي البلدي طيلة فترة دراسة الطلب ( ،)3يتم تحضير طلب رخصة ()2
وصل إيداع مؤرخ في نفس اليوم
()4
في الهدم من قبل الشباك الوحيد الذي تم فتحه على مستوى البلدية حسب نفس األشكال المنصوص عليها لتحضير رخصة البناء
()5
أجل شهر واحد من تاريخ إيداع ملف الطلب .
وفي سبيل إستكمال التحقيق تجمع المصلحة المختصة المكلفة بتحضير طلب رخصة الهدم اآلراء والموافقات طبقا لألحكام
التّشريعية والتّنظيمية المعمول بها لدى األشخاص العموميين والمصالح أو الهيئات المعنية بالهدم المبرمج( ،)6حيث تقوم بإستشارة
-1عايدة ديرم ":الرقابة اإلدارية على أشغال التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري" ،دار قانة للنشر ،الجزائر ، 6200 ،ص . 01
-2المادة 81من المرسوم التنفيذي رقم 00-02المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،سالف الذكر .
-3المادة 22من نفس المرسوم .
-4المادة 80من نفس المرسوم .
-5المادة 82من نفس المرسوم .
-6المادة 0/88من نفس المرسوم .
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
107
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
األشخاص العمومية والمصالح المعنية بالمشروع وتمنح لهم أجل 02يوما إبتداءا من تاريخ إستيالم طلب إبداء الرأي ويجب أن يكون
الرأي معلال قانونا في حالة الرفض أو متجانسا مع التوجيهات الخاصة ( ،)1ولم يحدد التنظيم موقف تلك المصالح المستشارة في حالة
السكوت إن كان موافقة ضمنية أم ال مثلما فعل مع رخصتي البناء والتجزئة ،كما يجب في كل الحاالت على األشخاص العموميين
()2
الرأي في اآلجال نفسها.
والمصالح التي تمت استشارتها ،إرجاع الملف المرفق بطلب ّ
يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي ق ار ار إداريا بشأن رخصة الهدم إما بمنحها أو رفض منحها ،وكل ذلك متوقفا على مدى
توافر الشروط المتطلبة قانونا .
نص المرسوم التنفيذي رقم 00-02على حالة واحدة تتعلق بالمنح الوجوبي لرخصة الهدم وهي المتعلقة بكون عملية الهدم
()3
هي الحل الوحيد لتجنب إنهيار البناية اآليلة للسقوط.
كما أنه بتوافر الشروط القانونية في طلب رخصة الهدم يصدر رئيس المجلس الشعبي البلدي قرار بمنح رخصة الهدم بعد أخذ
كما يمكنه إدراج بعض التحفظات إن وجدت على أن يتم تسبيب ذلك(،)5 ()4
رأي الشباك الوحيد الذي تم فتحه على مستوى البلدية
()6
واالا كان القرار مشوبا بعيب القصور في التسبيب أو محال للطعن في حالة عدم اقتناع المعني باألسباب المذكورة.
يبلغ رئيس المجلس الشعبي البلدي قرار الموافقة إلى صاحب الطلب خالل أجل شهر إبتداءا من تاريخ إيداع ملف الطلب
()7
ضيق ال يسمح للمصالح المختصة بأن تدرس الطلب دراسة مستفيضة خاصة وأن البلدية هي
،مع العلم بأن هذا األجل هو ّ
الجهة اإلدارية الوحيدة المختصة في إصدار رخص الهدم دون غيرها.
هذا وينتج عن إصدار رئيس المجلس الشعبي البلدي رخصة الهدم عدة آثار هي :
-الحق في مباشرة أشغال الهدم :يمكن لمن تحصل على رخصة الهدم مباشرة أشغال الهدم وذلك بعد إعداد تصريح بفتح
()8
الورشة.
-حق الغير في اإلعتراض :حسب المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم 00-02يمكن للمواطنين اإلعتراض كتابيا على قرار الهدم
لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا ،من خالل عريضة مرفقة ومدعمة بالوثائق القانونية التي تبرر هذا اإلعتراض
واال كانت نهايته الرفض ،مع العلم بأن المرسوم التنفيذي السابق ذكره لم يحدد اآللية التي تمكن الغير من العلم برخصة الهدم
المسلمة للمعني حتى يمكن اإلعتراض عليها ( ،)1ولو أن تعليق وصل طلب رخصة الهدم في مقر المجلس إلى جانب إلزام المستفيد
من الرخصة بوضع لوحة في مكان الهدم تتضمن مجموعة من البيانات التي حددتها المادة 20من ذات المرسوم ووجوب اإلنتظار
62يوما قبل مباشرة عملية الهدم ،يعد وسيلة إيجابية إلعالم الغير بالمشروع واتاحة الفرصة لكل من له صفة ومصلحة من
اإلعتراض إن كان قرار الترخيص بالهدم غير قانوني ،لكن رغم ذلك وجب على المشرع تدارك هذا اإلغفال بالنص على وجوب
تعليق قرار رخصة الهدم في مقر المجلس الشعبي البلدي .
-إلغاء رخصة الهدم :إن رخصة الهدم شأنها شأن رخصة البناء مرتبطة بمدة زمنية معينة ،إذ أنها تصبح منقضية والغية إذا لم
ابتداء من تاريخ تبليغ القرار أو إذا توقفت أشغال الهدم خالل سنة واحدة ،أو إذا ألغيت صراحة
ً يحدث الهدم خالل أجل 5سنوات
()2
بموجب قرار من العدالة .
ولكن حسب النموذج المرفق بالمرسوم التنفيذي رقم 00-02والذي يتضمن القالب المادي الذي يصب فيه القرار المتضمن
رخصة الهدم ،وحسب المادة 6منه نجدها تنص على أن رخصة الهدم تصبح منقضية إذا لم تحدث عملية الهدم خالل 2أشهر ،أو
إذا توقفت أشغال الهدم خالل مدة سنة واحدة ،أو إذا ألغيت الرخصة صراحة بموجب قرار من العدالة .
ومن هنا نالحظ أن هناك تناقض في نفس المرسوم بخصوص إنقضاء رخصة الهدم فالمادة ( )22تنص على أنها تنقضي
إذا لم تحدث عملية الهدم خالل 2سنوات ،أما النموذج المرفق بنفس المرسوم فينص على أنها تنقضي إذا لم تحدث عملية الهدم في
أجل 2أشهر والسؤال الذي يبقى مطروحا أي األجلين يطبق؟ .لذا نرجو تفادي اللبس واعتماد أجل واحد ،خاصة وأن التناقض جاء
في نفس المرسوم ،ولو أن فترة 2سنوات هي فترة طويلة بعض الشيء في مجال رخصة الهدم ،لسبب وحيد هو أننا بصدد هدم بناية
()3
كليا أو جزئيا ولسنا بصدد تشييدها .
-1على خالف ما هو مقرر لرخصتي البناء والتجزئة ،أين نصت المادتان 66و 22من المرسوم التنفيذي رقم 00-02على نشرهما في مقر المجلس
الشعبي البلدي المعني.
-2المادة 22من المرسوم التنفيذي رقم 00-02المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،سالف الذكر .
-3عبد اهلل لعويجي ":النظام القانوني لرخصة الهدم في ظل المرسوم التنفيذي رقم ،"00-02مجلة الباحث للدراسات األكاديمية تصدر عن كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،0العدد ، 0جوان ، 6202ص . 121-126
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
109
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
إذا ثبت عدم مطابقة طلب رخصة الهدم للشروط القانونية المنصوص عليها وجب على رئيس المجلس الشعبي البلدي إصدار
قرار برفض منح رخصة الهدم وتبليغه إلى صاحب الطلب والذي يجب أن يكون معلال ( )1بما يسمح للقاضي اإلداري – في حالة
طعن المعني في القرار اإلداري باإللغاء – من التحقق من عدم تعسف اإلدارة ممثلة في شخص رئيس المجلس الشعبي البلدي وهو
ما يصب في مصلحة المعني بالقرار.
أما في حالة سكوت رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد فوات أجل شهر من تاريخ إيداع طلب رخصة الهدم ،فيعتبر رفض
ضمني بعدم القبول ،مما يسمح للمعني بتقديم تظلم أو رفع دعوى قضائية وهو ما نصت عليه المادة 26من المرسوم التنفيذي رقم
00-02بقولها ":يمكن صاحب الطلب الذي لم يرضه الرد الذي تم تبليغه به أو في حالة سكوت السلطة المختصة في اآلجال
المطلوبة ،أن يودع طعنا مقابل وصل بإستالم لدى الوالية.
في هذه الحالة يحدد أجل التسليم أو الرفض المبرر بخمسة عشر ( )02يوما ،واذا لم يبلغ صاحب الطلب بأي رد بعد
إنقضاء األجل المنصوص عليه الذي يلي تاريخ إيداع الطعن ،يمكنه إيداع طعن ثان لدى الو ازرة المكلفة بالعمران .
في هذه الحالة تأمر مصالح الو ازرة المكلفة بالعمران مصالح التعمير الخاصة بالوالية على أساس المعلومات المرسلة من
طرفها ،بالرد باإليجاب على صاحب الطلب أو بإخطاره بالرفض المبرر في أجل خمسة عشر ( )02يوما ،إبتداء من تاريخ إيداع
الطعن.
()2
يمكن رفع دعوى لدى الجهة القضائية المختصة ".
أما فيما يخص تأجيل البت في الطلب فلم يمنح التنظيم لرئيس المجلس الشعبي البلدي سلطة تأجيل البت في طلب رخصة
الهدم ،وهذا أمر منطقي إذ أن إصدار هذا القرار غير مرتبط بمرجعية (وجود مخطط من عدمه) يتم اإلعداد له ،إذ ال يكون لرئيس
المجلس الشعبي البلدي إال إصدار قرار تسليم رخصة الهدم أو رفض منحها ،بل األكثر من ذلك فإنه في حالة ما إذا كان البناء آيل
لإلنهيار ،ولم يقم المعني بطلب رخصة الهدم التي تمنح وجوبا في هذه الحالة ،فإن رئيس المجلس البلدي ملزم بإتخاذ التدابير الالزمة
()3
في إطار اإلستعجال لهدم البناء اآليل لإلنهيار طبقا لسلطة الضبط اإلداري المخولة له في مجال العمران .
-2كانت تنص المادة 86من المرسوم التنفيذي رقم 082-00المؤرخ في 62ماي 0000المحدد لكيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة
التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم وتسليم ذلك ،ج ر عدد 62مؤرخة في 20جوان 0000على أنه ":يمكن صاحب الطلب أن يتقدم
بعريضة لدى رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد إنتهاء آجال التحضير ،واذا لم يبلغ أي رد بعد إنقضاء أجل ثالثين يوما الموالية لتقديم العريضة فيمكنه أن برفع
دعوى لدى الجهة القضائية المختصة ".
-3المادة 22وما بعدها من المرسوم التنفيذي رقم 00-02المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،سالف الذكر .
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
110
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
نظ ار لخطورة عملية الهدم ،فإن المشرع نظمها في إطار قانوني يسمح من خالله الموازنة بين حقوق األفراد والصالح العام،
السيما لتحقيق النظام العام البيئي .وبالتالي فإن المدقق في أحكام رخصة الهدم يستشف مدى دور هذه األخيرة في حماية البيئة
والذي يتجلى في عدة مظاهر نلخصها في العناصر التالية:
أوال -اإلعتبارات البيئية في مشتمالت ملف طلب رخصة الهدم وفي دراسته
من مظاهر إستحظار البعد البيئي في ملف طلب رخصة الهدم إحتوائه على وثائق تهدف إلى حماية البيئة ،ومثال ذلك
التقرير والتعهد الذي يقدمه طالب الرخصة للقيام بعملية الهدم في مراحل واستعمال وسائل ال يعكر إستقرار المنطقة ،باإلضافة إلى
المحضر الذي يشير إلى الطريقة التي يتعين استعمالها في عملية الهدم الميكانيكية أو اليدوية والعتاد والوسائل التي يجب استخدامها
قصد ضمان إستقرار المباني المجاورة.
وما يزيد من أهمية رخصة الهدم كوسيلة قانونية للرقابة السابقة على أعمال الهدم أثناء دراسة ملف الطلب ،مساهمة
الشخصيات العمومية والمصالح والهيئات البيئية المعنية من خالل رأيها االستشاري ،ناهيك عن الزخم المتنوع من أعضاء الشباك
الوحيد البلدي الذين لهم إختصا صات في حماية البيئة ،على غرار كما أسلفنا رئيس البلدية أو ممثله كعضو دائم ،أما األعضاء
المدعوين فنجد مثال رئيس القسم الفرعي للفالحة أو ممثله ،وممثل البيئة والصحة والسياحة والثقافة والحماية المدنية ،وهو ما يجعل
من رخصة الهدم الوسيلة القانونية التي يمكن من خاللها أن تساهم مختلف الهيئات والمصالح والمجتمع المدني بطريقة وقائية في
()1
المحافظة على البيئة ،وذلك بإصدار الرخصة بطريقة صائبة ال تعكس أي آثار سلبية بعد مباشرة عملية الهدم ماديا.
لقد ّقيد المشرع الجزائري حرية األفراد في هدم بناياتهم بضرورة الحصول على رخصة الهدم متى كان هذا البناء واقعا ضمن
األقاليم الثقافية أو الطبيعية أو التاريخية ،سواء كانت مصنفة أو في طريق التصنيف ،أو كان هذا البناء آيال للسقوط ،وذلك
إلعتبارات بيئية نوجزها كما يلي :
تشترط المادتين 22و 82من القانون رقم 60-02والمرسوم التنفيذي رقم 00-02على التوالي ،ضرورة الحصول على
رخصة الهدم إذا كانت البنايات واقعة في المناطق المحمية بأحكام القانون رقم 20-02المؤرخ في 0002/28/02المتعلق بحماية
التراث الثقافي التي تتمثل في المعالم التاريخية والمواقع األثرية ،المجموعات الحضرية أو الريفية( ،)2بل أبعد من ذلك فقد منع المشرع
الجزائري في المادة 20من القانون رقم 60-02منح رخصة الهدم في المناطق المحددة أعاله ،إال بعد الموافقة المسبقة للمصالح
-1براهيمي موفق ":البعد البيئي لقواعد التعمير والبناء" ،مذكرة ماجستير في القانون العام تخصص القانون اإلداري المعمق ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،
جامعة تلمسان ، 6208-6202 ،ص . 081
-2المادة 22من القانون رقم 20-02المتعلق بحماية التراث الثقافي ،سالف الذكر .
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
111
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
المختصة والتي ت تمثل أساسا في الو ازرات المعنية كو ازرة السياحة إذا تعلق األمر بالمواقع السياحية ،وو ازرة الثقافة إذا تعلق األمر
بالتراث الثقافي.
ويرجع سبب اإلهتمام البالغ بالمناطق والمساحات المحمية المنصوص عليها أعاله من أجل منع المساس بالمعالم األثرية
والثقافية والتاريخي ة المملوكة للدولة وشعبها ،نظ ار لما تتوفر عليه من مميزات طبيعية وقيم تاريخية وثقافية وبيئية ناتجة عن موقعها
الجغرافي والمناخي الجيولوجي ،وقد بلغت هذه الحماية إلى حد وضع قيود للبناء فوقها نظ ار للوظيفة التي تؤديها كل منطقة محمية،
أو حتى هدمها حيث جعلها خاضعة لرخصة الهدم ،بل أبعد من ذلك فإن هدم البنايات في هذه المساحات والمواقع دون رخصة
مسبقة-على غرار هدم المباني اآليلة لإلنهيار دون رخصة -يشكل جريمة يعاقب عليها بموجب المادة 88من قانون التهيئة والتعمير
()1
لكونها تطبق على جميع مخالفات أحكام قانون التهيئة والتعمير والتنظيمات المتخذة لتطبيقه.
ب -إلزامية الحصول على رخصة الهدم بالنسبة للبنايات اآليلة لإلنهيار
يشترط الحصول على رخصة الهدم في حالة ما إذا كانت البناية آيلة للهدم واإلنهيار وذلك للحفاظ على السالمة واألمن
العموميين ،وهو ما نصت عليه المادة 22من القانون رقم 60-02بقولها ":يخضع كل هدم كلي أو جزئي لرخصة البناء في
المناطق المشار إليها في المادة 02أعاله ،أو كلما إقتضت ذلك الشروط التقنية واألمنية " ،وهو ما يفهم أيضا من مضمون المادة
82من المرسوم التنفيذي رقم 00-02التي نصت ":ال يمكن رفض رخصة الهدم عندما يكون الهدم الوسيلة الوحيدة لوضع حد
النهيار البناية " .وذلك تجنبا لمضار الجوار ،نظ ار لما تشكله هذه البنايات من سند لبنايات مجاورة ،والحتمال حدوث خطر ،لما قد
يترتب عن الهدم العشوائي وغير المرخص به.
لكن ما يمكن قوله في هذا الصدد هو أن إشتراط الحصول على رخصة الهدم في حالة ما إذا كانت البناية آيلة لإلنهيار ،هو
حكم يدعو إلى الحيرة واإلستغراب ،نظ ار ألن األفراد ال يهمهم بالدرجة األولى المصلحة العامة العمرانية ومصلحة الجيران بقدر
مراعاتهم مصلحتهم الشخصية المتمثلة في الهدم مباشرة دون طلب الحصول على رخصة الهدم وما يستلزم ذلك من إتباع إجراءات
معقدة وطويلة والتي قد ترفض اإلدارة منحها ،وكأن المشرع أراد منح السلطة التقديرية للجهات اإلدارية في تقرير المتابعة الجزائية
ار بالبيئة مثال أو بالجوار كما هو الشأن بالنسبة للبنايات اآليلة للهدم عندما
على أساس جريمة الهدم دون رخصة إذا ألحق أضر ا
تكون سندا للبنايات المجاورة ،وكأن المشرع قرن المتابعة الجزائية بنتيجة الهدم ،وهو أمر منتقد ألن رخصة الهدم تعد وسيلة قانونية
للرقابة السابقة الوقائية على أعمال الهدم تجنبا لحدوث أضرار تلحق بالبيئة أو بالجوار.
( 6202ج ر عدد 82 -1تنص المادة 88من القانون رقم 60-02المعدلة بموجب المادة 022من القانون رقم 00-08المتضمن قانون المالية لسنة
صادرة بتاريخ 62ديسمبر )6208على مايلي ":يعاقب بغرامة تتراوح مابين 12.222دج إلى 0.222.222دج عن تنفيذ أشغال أو إستعمال أرض يتجاهل
اإللتزامات التي يفرضها هذا القانون والتنظيمات المتخذة لتطبيقه أو الرخص التي تسلم وفقا ألحكامها .
يمكن الحكم بالحبس لمدة شهر إلى ستة أشهر في حالة العودة إلى المخالفة ويمكن الحكم أيضا بالعقوبات المنصوص عليها في الفقرتين السابقتين ضد
مستعملي األراضي أو المستفيدين من األشغال أو المهندسين المعماريين أو المقاولين أو األشخاص اآلخرين المسؤولين على تنفيذ األشغال المذكورة .
تحدد إجراءات تطبيق أحكام هذه المادة عن طريق التنظيم ".
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
112
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
وفي نفس هذا السياق ،أصدرت مؤخ ار و ازرة السكن والعمران والمدينة تعليمة و ازرية رقم 220المؤرخة في 8سبتمبر 6208
تحدد التدابير الخاصة إلعداد ملف رخصة البناء ورخصة الهدم للمشاريع التي تشكل أشغال التسطيح و/أو الحفر و/أو الهدم خط ار
()1
وبالتالي تأثيرها بشكل سلبي على البيئة ،السيما في الحاالت التالية : على محيطها المباشر
-هدم البناء الذي يتواجد ضمن أنسجة عمرانية قديمة (البناء القديم)؛
-هدم بناية متواجدة بين طريقين على مستويين مختلفين يكون الفارق بينهما أكبر او يساوي 22أمتارا؛
وقصد ضبط إعداد عقود التعمير السيما رخصة الهدم من الناحية التقنية واألمنية ،تخضع هذه المشاريع إلى تدابير خاصة،
تتمثل في ضرورة قيام المهندس المعماري والمهندس المدني اللذان قاما بإعداد رخصة الهدم بملء إستمارة التصريح بهشاشة الموقع
الناتج عن أشغال التسطيح و/أو الحفر و/أو الهدم ،وارفاقها بملف طلب الرخصة من جهة ،ومن جهة أخرى يجب أن يتضمن ملف
طلب رخصة الهدم إجباريا دراسة تكميلية بالنسبة للمشاريع التي تم التصريح بها بأن أشغالها تشكل خط ار على المحيط المباشر،
وتتألف هذه الدراسة التكميلية أساسا من:
-دراسة تقوم بها مكتب الدراسات وتصادق عليها الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء ( )CTCتضمن إستقرار موقع إقامة البنايات
()2
والمنشآت المتاخمة مرتكزة على دراسة أرضية مالئمة والتجارب المخبرية .
-1التعليمة الو ازرية رقم 220المؤرخة في 8سبمتبر 6208الصادرة عن و ازرة السكن والعمران والمدينة ،المحددة للتدابير الخاصة إلعداد ملف رخصة البناء
ورخصة الهدم للمشاريع التي تشكل أشغال التسطيح و/أو الحفر و/أو الهدم خط ار على محيطها المباشر .
-2تم إنشاء الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية للبناء بموجب األمر رقم 28-80مكرر المؤرخ في ،0080/06/60يتضمن إحداث هيئة المراقبة التقنية للبناء
وتحديد قانونها األساسي ،ج ر عدد 20صادرة بتاريخ 00جانفي 0086المعدل والمتمم ب المرسوم رقم 622-22المؤرخ في 00أوت ،0022ج ر عدد
10مؤرخة في 62أوت ، 0022وباألمر 66-02المؤرخ في 62أوت ،0002ج ر عدد 02مؤرخة في 1سبتمبر . 0002وهي مؤسسة عمومية ذات
طابع صناعي أو تجاري تتمتع بالشخصة المعنوية واإلستقالل المالي (المادة )0تقوم بدور وقائي وعالجي بإعتبارها مخولة قانونا بالرقابة التقنية للبناء قبل بدء
المشروع وأثناء إنجازه وبعد إتمامه ،وتبرز اهميتها من خالل المتابعة واإلشراف على مشروعات البناء الكبرى .
وتجدر اإلشارة إلى أن موظفي الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء هم مهندسون معماريين معتمدين من طرف الدولة ومسجلين في الجدول.
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
113
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
-بيان وصفي لمنهجية إنجاز أشغال التسطيح وانجاز المنشآت التحتية و/أو الفوقية التي تشكل خط ار على المحيط المباشر ،مقيدا
حين إذا إقتضى األمر عند تسليم عقد التعمير المطلوب .
بجدول زمني لمختلف مراحل األشغال المعنيةُ ،ي ّ
لكن رغم محاسن هذه التعليمة التي تهدف للمحافظة على البيئة العمرانية من خطورة الهدم السيما في الحاالت التي تحددها
والمذكورة أعاله ،لكنها تبقى مرهونة التطبيق بمدى لجوء األفراد إلى طلب إستصدار رخصة الهدم ،وهو ما ال يحقق مصلحتهم
المتمثلة في سرعة الهدم دون القيام بهاته اإلجراءات المعقدة؛ ومن هنا ينبغي تفعيل الدور الوقائي على حساب الجانب الردعي
والقمعي تجنبا لحدوث أضرار قد يصعب أو يستحيل إصالحها وعالجها ،وذلك ال يتأتى إال بجعل رخصة الهدم ضرورية واجبارية
في كل عمليات الهدم وهو الموقف الذي يجب على المشرع الجزائري تبنيه حرصا على المصلحة العامة العمرانية على إعتبار أن
الهدم كالبناء( ،)1يجب تنظيمه وضبطه بأحكام تبين كثي ار من جوانبه وخاصة إخضاعه لرخصة إدارية مسبقة تشكل وسيلة فعالة
()2
لمراقبة كيفية إنجازه ومدى مراعاته للشروط الواجب احترامها.
بعد االستفادة من رخصة الهدم فإنه ال يمكن القيام بأعمال الهدم إال بعد إعداد تصريح بفتح الورشة ( ،)3مع وضع لوحة
مستطيلة الشكل تتجاوز أبعادها 22سم ومرئية من الخارج ،تتضمن مراجع رخصة الهدم الممنوحة ومساحة البناية أو البيانات التي
ينبغي هدمها ،كما ينبغي أن تتضمن اللوحة تاريخ إفتتاح الورشة والتاريخ المرتقب إلنهاء األشغال ،وذكر إسم صاحب المشروع
ولعل هذه اإلجراءات تهدف إلى إعالم اآلخرين بالمشروع واتاحة الفرصة لكل من له صفة ومصلحة الطعن في قرار
الترخيص بالهدم إن كان غير قانوني ،كما أنه إجراء من شأنه أن يطمئن أصحاب الشأن ويسمح بمراقبة الهيئات المختصة ،ناهيك
عن إعالم اآلخرين بالمشروع بضرورة إتخاذ تدابير وقائية إن كانوا بجانب المبنى لتجنب األضرار واألخطار التي قد تلحق بهم بصفة
خاصة ،وبالبيئة بصفة عامة .باإلضافة إلى ذلك يتعين على المستفيد من رخصة الهدم ضرورة إقامة سياج إذا كانت أشغال الهدم
-1على غرار القانون رقم 000مؤرخ في 02جويلية 6222المتعلق بتنظيم هدم المباني والمنشآت غير اآليلة للسقوط والحفاظ على التراث المعماري
المصري ،ج ر عدد 00مؤرخة في 08جويلية 6222الذي يجعل رخصة الهدم إجبارية في كل الحاالت التي أجاز القانون فيها ذلك ،حيث قضت المادة 6
منه على مايلي ":يحظر الترخيص بالهدم أو اإلضافة للمباني والمنشآت ذات الطراز المعماري المتميز المرتبط بالتاريخ القومي أو بشخصية تاريخية أو التي
تعتبر م از ار سياحيا ،وذلك مع عدم اإلخالل بما يستحق القانون من تعويض .وال يجوز هدم ما عدا ذلك أو الشروع في هدمه إال بترخيص يصدر وفقا ألحكام
على حافة الطرق وممرات الراجلين واألرصفة ومساحات توقف السيارات ومساحات اللعب والمساحات العمومية المجهزة ،بشرط أن
()1
ونهار ومصانا بإستم ار ار .
ا يكون ماديا ومرئيا ليال
خاتمة :
وفي األخير نقول بأن المشرع الجزائري قد سعى إلى تنظيم مجال العمران بعديد اآلليات القانونية والتي من بينها رخص
الهدم ،ورغم ذلك فإن التطبيق الميداني ال يزال محدودا ،حيث يتزايد يوميا وعلى مرأى من السلطات البلدية هدم المباني بصورة
مخالفة للقانون دون أي تدخل منها ،مما أدى إلى تدهور البيئة الحضرية وما نجم عنها من آثار سلبية على البيئة والمواطن على حد
سواء ،حيث أن كل هذه القوانين واآلليات التي أوجدها المشرع لم تنجح في تنظيم العمران الجزائري بصفة منظمة وتامة ،وذلك بسبب
خصوصية المجتمع والعمران ،خاصة وأن إعداد المخططات العمرانية يتم دون االعتماد على الخصائص والمقومات المعمارية سواء
المحلية منها أو الجهوية أو الوطنية ،مما يجعل من الصعب تبنيها وتطبيقها على أرض الواقع .
لذا ينبغي تفعيل الدور الوقائي تجنبا لحدوث أضرار قد يصعب أو يستحيل إصالحها وعالجها ،وذلك بجعل رخصة الهدم
ضرورية واجبارية في كل عمليات الهدم مهما كان نوع البناية وموقعها ،وهو الموقف الذي يجب على المشرع الجزائري تبنيه حرصا
على المصلحة العامة العمرانية .
أوال :الكتب
-0محمد أحمد فتح الباب ":النظام القانوني ألحكام البناء في مصر " ،ط ،6دار النهضة العربية مصر. 6222 ،
-6عزري الزين ":ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها" ،ط ، 0دار الفجر للنشر والتوزيع القاهرة ،مصر . 6222 ،
-1عايدة ديرم ":الرقابة اإلدارية على أشغال التهيئة والتعمير في التشريع الجزائري" ،دار قانة للنشر ،الجزائر. 6200 ،
-0الشريف البقالي ":رقابة القاضي اإلداري على مشروعية الق اررات الصادرة في مجال التعمير" ط ، 6دار القلم للطباعة والنشر
والتوزيع ،المغرب . 6206 ،
-0عزاري عبد الرحمان ":الرخص اإلدارية في التشريع الجزاري" ،رسالة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر
. 6228
-6براهيمي موفق ":البعد البيئي لقواعد التعمير والبناء" ،مذكرة ماجستير في القانون العام تخصص القانون اإلداري المعمق ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة تلمسان6208-6202 ،
-1براهيمي موفق ":البعد البيئي لقواعد التعمير والبناء" ،المرجع السابق ،ص . 081
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
115
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
ثالثا :المقاالت
-عمار بوضياف ":منازعات التعمير في القانون الجزائري –رخصة البناء والهدم ، "-مجلة الفقه والقانون ،العدد ، 1جانفي
. 6201
-عبد اهلل لعويجي ":النظام القانوني لرخصة الهدم في ظل المرسوم التنفيذي رقم ،"00-02مجلة الباحث للدراسات األكاديمية
تصدر عن كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة باتنة ،0العدد 0جوان . 6202
أ-القوانين
-0األمر رقم 28-80مكرر المؤرخ في ،0080/06/60يتضمن إحداث هيئة المراقبة التقنية للبناء وتحديد قانونها األساسي ،ج ر
عدد 0صادرة بتاريخ 00جانفي 0086المعدل والمتمم بـ -:المرسوم رقم 622-22المؤرخ في 00أوت ،0022ج ر عدد 10
مؤرخة في 62أوت . 0022
-3القانون رقم 60-02المؤرخ في 20ديسمبر 0002المتعلق بالتهيئة والتعمير ،ج ر عدد 26مؤرخة في 26ديسمبر 0002
المعدل والمتمم بـ :
-القانون رقم 00-08المؤرخ في 68ديسمبر ،6202المتضمن قانون المالية لسنة ،6202ج ر عدد 82مؤرخة في 62
ديسمبر . 6208
-4القانون رقم 20-02المؤرخ في 02جوان 0002يتعلق بحماية التراث الثقافي ،ج ر عدد 00مؤرخة في 08جوان . 0002
-2القانون رقم 000مؤرخ في 02جويلية 6222المتعلق بتنظيم هدم المباني والمنشآت غير اآليلة للسقوط والحفاظ على التراث
المعماري المصري ،ج ر عدد 00مؤرخة في 08جويلية . 6222
ب-المراسيم التطبيقية
-0المرسوم التنفيذي رقم 082-00المؤرخ في 62ماي 0000المحدد لكيفيات تحضير شهادة التعمير ورخصة التجزئة وشهادة
التقسيم ورخصة البناء وشهادة المطابقة ورخصة الهدم ،وتسليم ذلك ،ج ر عدد 62مؤرخة في 20جوان ( 0000الملغى).
-8المرسوم التنفيذي رقم 00-02المؤرخ في 62جانفي 6202المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ،ج ر عدد 28
مؤرخة في 06فيفري . 6202
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
116
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970
مجلة تشريعات التعمير والبناء ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الخامس مارس 8102
ج-التعليمات
-التعليمة الو ازرية رقم 220المؤرخة في 8سبمتبر 6208الصادرة عن و ازرة السكن والعمران والمدينة ،المحددة للتدابير الخاصة
إلعداد ملف رخصة البناء ورخصة الهدم للمشاريع التي تشكل أشغال التسطيح و/أو الحفر و/أو الهدم خط ار على محيطها المباشر .
------------------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------
117
مجلة أكاديمية دول ية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني ،تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر
ISSN : 2543-3970