Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 124

‫جامعة الشهيد حمة لخضر – الوادي‪-‬‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫قسم الحقوق‬

‫التحكيم التجاري الدولي‬

‫محاضرات ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر‬


‫تخصص قانون األعمال‬

‫"‬

‫من إعداد األستاذ ‪ /‬دريس كمال فتحي‬

‫السنة الجامعية (‪)2022/2023‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫‪0‬‬
‫على الرغم من أن التحكيم كان سابقا عن ظهور القضاء‪ ،‬بسبب تأخر ظهور الدولة‬
‫بمختل ف س لطاتها ‪ ،‬إال أن ه لم يالق الص دى الواس ع ال ذي يش هده خالل الس نوات األخ يرة‪،‬‬
‫حيث شهد التحكيم عدة تطورات نتيجة زيادة االهتمام به كوسيلة بديلة لتسوية المنازعات‪،‬‬
‫ولق د لعبت المنظم ات الدولي ة دورا كب يرا في تنظيم التحكيم حيث س ارعت إلى تنظيم ه من‬
‫خالل إبرام المعاهدات و االتفاقيات الدولية التي تهتم بمختلف جوانب التحكيم‪ ،‬و لم تكتف‬
‫بهذا الحد فقد تم وضع قانون نموذجي‪ ،‬و تم إنشاء عدة مراكز للتحكيم‪.‬‬

‫و ق د ع رف النظ ام الق انوني الجزائ ري مرحل تين متب اينتين من التحكيم التج اري‬
‫ال دولي‪ ،‬ففي المرحل ة األولى ال تي تم يزت بالع داء واإلنك ار له ذا النظ ام ت بريرا بأولوي ة‬
‫الس يادة لم يتخ ذ المش رع الجزائ ري موقف ا واض حا وال مح ددا في ش أن أولوي ة الق انون‬
‫والقضاء الوطنيين على حساب التحكيم‪ ،‬إذ نظريا و تشريعيا ‪ ،‬خاصة من خالل المادة (‬
‫‪ )3/ 442‬من قانون اإلجراءات المدنية الملغى(‪ ،)1‬يظهر رفض التحكيم التجاري الدولي‪،‬‬
‫لكن تطبيقي ا وواقعي ا أظه رت الجزائ ر موقف ا آخ ر إذ يظه ر لج وء الجزائ ر إلى التحكيم‬
‫التجاري الدولي خاصة اإلتفاقي في العديد من المناسبات‪ ،‬بدليل احتاللها المرتبة الثالثة بين‬
‫ال دول العربي ة في رجوعها إلى هذه الوسيلة بعد كل من مصر والعربية السعودية‪ ،‬وهذا‬
‫تن اقض واض ح بين النص وص القانوني ة من جه ة و الواق ع التط بيقي (اتف اق التع اون بين‬
‫الجزائ ر و فرنس ا في ‪ 26/06/1963‬وال تي نص ت مادته ا الثالث ة على جع ل النظ ر في‬
‫النزاعات الناشئة بين الدولتين من اختصاص محكم ة التحكيم الدولي ة‪ ،‬وأن الحكم التحكيمي‬
‫نافذ دون حاجة لإلجراءات التنفيذية وهذا في اإلقليمين الجزائري و الفرنسي)‪.‬‬

‫إال أن النظ ام ال ذي أتى ب ه اتف اق ‪ 1983‬الفرنس ي والجزائ ري والخ اص ب التحكيم‬


‫(والذي جاء مزيجا بين قواعد الغرفة التجارية الدولية و قواعد نظ ام التحكيم للجنة األمم‬
‫المتح دة (‪ ، )CNUDCI‬ش كل منعرج ا حاس ما لمواق ف الجزائ ر الس ابقة ل ه‪ ،‬مم ا جعلن ا‬
‫نستنتج تذبذب النظام الق انوني الجزائري في تلك المرحلة في موقفه من التحكيم التجاري‬
‫الدولي‪.‬‬

‫األم ر رقم (‪ )66/154‬الم ؤرخ في ‪ ،08/07/1966‬المتعل ق بق انون اإلج راءات المدني ة الملغى‪ ،‬الجري دة الرس مية‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫العدد ‪ ،47‬لسنة ‪1966‬‬


‫‪1‬‬
‫أم ا المرحل ة الجدي دة ال تي تم يزت باإلص الحات االقتص ادية العميق ة‪ ،‬فيمكن أن نق ول‬
‫بأن المشرع الجزائري تخلص من العقدة التي كانت تضايقه تجاه التحكيم التجاري الدولي‬
‫و ذل ك باالنض مام إلى اتفاقي ة نيوي ورك المتض منة االع تراف وتنفي ذ األحك ام التحكيمي ة‬
‫والصادرة بتاريخ ‪ 10‬جوان ‪ 1958‬وذلك سنة ‪ )1(1988‬وإ صداره للمرسوم التشريعي (‪9‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.)3/09‬‬

‫الم ؤرخ في ‪ 25/04/1993‬المع دل والمتمم لألم ر رقم (‪ )66/154‬الم ؤرخ في‬


‫‪ ،08/07/1966‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية الملغى‪ ،‬وإ برام اتفاقي ات ثنائي ة خاص ة‬
‫بتشجيع اإلستثمارات و اإلنضمام إلى إتفاقيات متعددة األطراف ‪.‬‬

‫إال أن هذا التحول لم يخل من النقائص و السلبيات ‪ ،‬نتيجة عدم دقة الصياغة ووجود‬
‫فراغ ات قانوني ة أدت إلى الق ول بقص ور ه ذا الق انون عن اس تجابته لك ل اإلش كاليات ال تي‬
‫يمكن أن تطرح أمام المحكم ‪.‬‬

‫والنقائص السالفة الذكر تعكس ال محالة الظروف التي تم فيها إصدار هذا المرسوم‪،‬‬
‫لكونه صدر في مرحلة إنتقالية تميزت بالسرعة وعدم اإلستقرار(‪.)3‬‬

‫وفي إط ار اإلص الحات القانوني ة‪ ،‬ص در الق انون رقم (‪ )08/09‬المتض من ق انون‬
‫‪ ،‬الذي ألغى‬ ‫(‪)4‬‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الذي دخل حيز التنفيذ في ‪ 25‬أفريل ‪2009‬‬
‫األمر (‪ )66/154‬السالف الذكر و خصص الباب الثاني من الكتاب الخامس للتحكيم‪.‬‬

‫‪)(1‬المرس وم الرئاس ي رقم (‪ )88/233‬الم ؤرخ في ‪ 13/11/1988‬المتض من انض مام الجزائ ر بتحف ظ إلى اإلتفاقي ة ال تي‬
‫ص ادق عليه ا م ؤتمر األمم المتح دة في نيوي ورك بت اريخ ‪ ،10/06/1958‬الجري دة الرس مية الع دد ‪ 48‬بت اريخ‬
‫‪.23/11/1988‬‬
‫‪ )(2‬المرس وم التش ريعي رقم (‪ )93/09‬الم ؤرخ في ‪ ،25/04/1993‬المع دل والمتمم لألم ر رقم (‪ ،)66/154‬الم ؤرخ في‬
‫‪ ،08/07/1966‬والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية الملغى‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬بتاريخ ‪.27/04/1993‬‬
‫‪ )(3‬محمد كوال‪ ،‬تطور التحكيم التجاري الدولي في القانون الجزائري‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائر‪ ، 2008 ،‬ص‪.273‬‬
‫‪ )(4‬القانون رقم (‪ )08/09‬المؤرخ في ‪ ،25/02/2008‬المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،21‬بتاريخ ‪.23/04/2008‬‬
‫‪2‬‬
‫من خالل ه ذه الدراس ة س نتطرق إلى أربع ة مح اور هام ة نظمه ا المش رع من خالل‬
‫الق انون (‪ )08/09‬الس الف ال ذكر و المتمثل ة في ماهي ة التحكيم‪ ،‬إتف اق التحكيم والهيئ ة‬
‫التحكيمية‪ ،‬إجراءاته والقانون الواجب التطبيق وأخيرا حكم التحكيم ‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬ماهية التحكيم‬

‫وسنتطرق إلى مفهوم التحكيم من خالل تعريفه وطبيعته القانونية التي ال تزال محل‬
‫إختالف‪ ،‬وكذا أنواع التحكيم ومزايا ومساوئ هذا األخير‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مفهوم التحكيم‬

‫أغلب التشريعات لم تتطرق لتعريف التحكيم‪ ،‬كما اختلف الفقهاء في طبيعته القانونية‬
‫م ا بين النظري تين األحادي ة والثنائي ة‪ ،‬فمنهم من اس تند على س لطان اإلرادة كمص در لنظ ام‬
‫التحكيم وآخرون ركزوا على طبيعته القضائية‪.‬‬

‫كم ا تختل ف أن واع التحكيم بحس ب إلزاميت ه من ع دمها‪ ،‬ومن حيث نطاق ه‪ ،‬والتقي د‬
‫بالقانون من عدمه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف التحكيم و طبيعته القانونية‬

‫لم تض ع ق وانين المرافع ات وال ق وانين التحكيم تعريف ا موح دا لنظ ام التحكيم‪ ،‬واكتفت‬
‫بتقري ر مش روعيته كطري ق ب ديل لح ل النزاع ات‪ ،‬وح ددت ش روط االتف اق علي ه وقواع د‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وأشكال األحكام وطرق الطعن فيها وتنفيذها‪.‬‬

‫كما اختلفت اآلراء الفقهية في تحديد الطبيعة القانونية للتحكيم ‪ ،‬فهناك من اعتبره ذو‬
‫طبيع ة تعاقدي ة‪ ،‬وآخ رون ي رون أن ه ذو طبيع ة قض ائية‪ ،‬وهن اك من جم ع م ا بين ال رأيين‬
‫(‪)1‬‬
‫واعتبره ذو طبيعة مختلطة‪ ،‬وهناك من يرى بأنه ذو طبيعة مستقلة‪.‬‬

‫سحر عبد الستار يوسف‪ ،‬المركز القانوني للمحكم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2006 ،‬ص‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ .39‬ك ذلك س يد أحم د محم ود‪ ،‬نظ ام التحكيم‪ ،‬دراس ة مقارن ة بين الش ريعة اإلس المية والق انون الوض عي‪ ،‬دار النهض ة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.39‬‬
‫‪3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التحكيم‬

‫وفيه نتطرق إلى تعريف التحكيم لغة واصطالحا على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التحكيم لغة‬

‫ان لف ظ التحكيم في اللغ ة العربي ة ه و مص در الفع ل حكم بتش ديد الك اف‪ ،‬أي حّك مت‬
‫فالنا في مالي تحكيما‪ ،‬أي فوضت إليه الحكم فيه‪.‬‬

‫والمحّك م بتشديد الكاف ‪ ،‬هو الشخص الذي يسند إليه الحكم في الشيء‪ ،‬والحَك م بفتح‬
‫الحاء والكاف بنفس المعنى أي من يختار الفصل بين المتنازعين ‪ ،‬و الحكم اسم من أسماء‬
‫اهلل تعالى‪.‬‬

‫وقد تأثرت التعريفات الشرعية بذلك التحديد اللغوي ‪ ،‬فقد قيل بأن التحكيم هو اختيار‬
‫الشخص لغيره حكًم ا ‪ ،‬فيكون الحَك م فيما بين الخصمين كالقاضي في حق كافة الناس (‪.)1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التحكيم اصطالحا‬

‫لم تضع غالبية األنظمة القانونية تعريفا للتحكيم‪ ،‬ومنها المشرع الجزائري و اكتفت‬
‫باإلشارة إلى عناصر التحكيم ‪ ،‬مما فتح الباب أمام اجتهادات الفقه ‪.‬‬

‫فقد عّر فه بعض الفقه بأنه االتفاق على طرح النزاع على شخص أو أشخاص معي نين‬
‫ليفصلوا فيه دون المحاكم المختصة (‪.)2‬‬

‫وق د عرف ه البعض أيض ا بأن ه عق د يتف ق األط راف بمقتض اه على ط رح ال نزاع على‬
‫محكم شخص‪ ،‬أو أشخاص يختارونهم للفصل في النزاع دون المحكمة المختصة(‪.)3‬‬

‫‪)(1‬أحم د عب د الك ريم س المة ‪ ،‬التحكيم في المع امالت المالي ة الداخلي ة و الدولي ة ‪ ،‬دار النهض ة العربي ة ‪ ،‬الق اهرة‪ ،‬مص ر‪،‬‬
‫‪ ، 2006‬ص ‪.11‬‬
‫‪ )(2‬أحمد أبو الوفاء ‪ ،‬عقد التحكيم و إجراءاته ‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2007 ،‬ص‪15‬‬
‫فتحي والي ‪ ،‬الوسيط في قانون القضاء المدني ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ، 1980 ،‬ص ‪26‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪4‬‬
‫و ذهب البعض اآلخر إلى أنه قضاء خاص يتواله أفراد مزودين بوالية الفصل في‬
‫المنازعات وذلك خروجا على األصل العام و هو أن أداء العدالة وظيفة من وظائف الدولة‬
‫تقوم بها سلطتها القضائية(‪.)1‬‬

‫ومم ا س بق يمكن تعري ف التحكيم بأن ه نظ ام قض ائي خ اص‪ ،‬يخت ار في ه األط راف‬
‫ب إرادتهم قض اتهم و يخول ونهم بمقتض ى اتف اق مكت وب مهم ة الفص ل في المنازع ات ال تي‬
‫نشأت‪ ،‬أو قد تنشأ بينهم بخصوص عالقاتهم العقدية أو غير العقدية‪ ،‬و فق المب ادئ وأحك ام‬
‫القانون والعدالة‪ ،‬بإصدار حكم ملزم يفصل في النزاع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للتحكيم‬

‫يتكون التحكيم من عمليتين‪ ،‬األولى هي اتفاق يبرمه طرفا النزاع‪ ،‬والثانية هي الحكم‬
‫الص ادر عن هيئ ة التحكيم‪ ،‬فه ذه التركيب ة الوظيفي ة خلفت آراء متباين ة ح ول طبيعت ه و‬
‫سنحاول استعراض أهمها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطبيعة االتفاقية للتحكيم ( النظرية العقدية)‪.‬‬

‫يغلب أنصار هذا االتجاه مبدأ سلطان اإلرادة ‪ ،‬حيث يرون أن التحكيم طبيعة تعاقدية‬
‫يستمد المحكم فيه واليته من إرادة الخصوم‪ ،‬ويعتبر ذلك طريقا استثنائيا لفض النزاعات‪،‬‬
‫وخروج ا عن األص ل في ع رض المنازع ات على القض اء ‪ ،‬فمرك ز الثق ل في ه ه و اتف اق‬
‫األطراف‪ ،‬ومن هذا األخير يستمد حكم التحكيم قوته التنفيذية ‪ ،‬فهذا الحكم و االتفاق كل ال‬
‫يتجزأ‪ ،‬فالحكم ال يكون إال نتيجة وانعكاسا لالتفاق(‪.)2‬‬

‫ومن هنا ظهرت النظرية العقدية التي ترى بأن التحكيم ذو طبيعة تعاقدية ألن ه يه دف‬
‫إلى تحقيق مص الح خاص ة ‪ ،‬عكس النظ ام القض ائي ال ذي يه دف إلى تحقيق مص الح عامة‬
‫كما أن مصدر سلطة هيئة التحكيم هو إرادة الخصوم ورضائهم بالتحكيم‪ ،‬وما يصدر عنه‬
‫من أحكام ‪.‬‬

‫‪)(1‬ه دى محم د مج دي عب د ال رحمن ‪ ،‬دور المحكم في خص ومة التحكيم و ح دود س لطاته‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪ ،‬الق اهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ، 1997 ،‬ص‪20‬‬
‫‪ )(2‬رضوان أبو زيد ‪ ،‬األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1981 ،‬ص‪.24‬‬
‫محمد سليم العوا‪ ،‬النظام القانوني للتحكيم‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.216‬‬
‫‪5‬‬
‫كم ا أن اإلرادة الخاص ة في التحكيم هي ال تي تح دد اإلج راءات الواجب ة اإلتب اع‪،‬‬
‫والق انون ال واجب التط بيق على موض وع ال نزاع‪ ،‬وه ذا عكس الوض ع تمام ا أم ام قض اء‬
‫الدولة‪ ،‬كما أن المحكم ليس بالضرورة أن يكون منتمي للهيئة القضائية في الدولة‪.‬‬

‫وأن تمت ع حكم التحكيم بالحجي ة ‪ ،‬يملي ه اتف اق ض مني بين أط راف االتف اق على‬
‫التحكيم‪ ،‬وعلى احترام و تنفيذ ما يقضي به المحكم‪.‬‬

‫وج وهر النظري ة العقدي ة لطبيع ة التحكيم يتأس س على أن التحكيم ه و من عم ل‬


‫األطراف فهو تراضي أو اتفاقي‪ ،‬أو عقد ينشأ عنه نظام التحكيم‪.‬‬

‫إال أنه يؤخذ على هذه النظرية أنها أبرزت دور مبدأ سلطان اإلرادة في االتفاق على‬
‫التحكيم وأهملت حقيقة وظيفة المحكم القضائية‪.‬‬

‫تقوم هذه النظرية على أساس مستمد من أصل الوظيفة التي يقوم به ا المحكم هي في‬
‫ذاته ا ال تي يق وم به ا القاض ي‪ ،‬وبالت الي ف إن عمل ه يك ون عمال قض ائيا‪ ،‬ويتم نظ ر ال نزاع‬
‫أمامه على ذات المراحل التي تتم أمام القضاء‪.‬‬

‫والتحكيم يقوم بالوظيفة ذاتها التي يقوم بها قضاء الدولة‪ ،‬وهي حسم ال نزاع‪ ،‬وتحقيق‬
‫العدال ة بين المتن ازعين‪ ،‬فإن ه يكتس ب بالض رورة الطبيع ة القض ائية‪ ،‬ومن ثم فنظ ر ال نزاع‬
‫أم ام المحكم يم ر ب ذات اإلج راءات ال تي يم ر به ا أم ام القاض ي‪ ،‬وينتهي بحكم مماث ل لحكم‬
‫(‪)1‬‬
‫القاضي‪ ،‬سواء فيما يتعلق بالطعن فيه‪ ،‬أو فيما يتعلق بقابليته للتنفيذ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطبيعة القضائية للتحكيم ( النظرية القضائية)‪.‬‬

‫وعلي ه ف إن أنص ار ه ذه النظري ة نظ روا إلى التحكيم من زاوي ة أن ه قض اء مل زم‬


‫للخص وم‪ ،‬م تى اتفق وا علي ه وأن ه يح ل مح ل قض اء الدول ة اإلجب اري‪ ،‬وأن عم ل المحكم‬
‫م اهو إال ش كل من أش كال ممارس ة العدال ة ال تي تمارس ها الدول ة‪ ،‬ف إذا رخص ت لألط راف‬

‫‪ )(1‬حسن محمد سليم‪ ،‬النظام القانوني للتحكيم في إطار المجموعة العقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.217‬‬
‫‪6‬‬
‫اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬فإن مهمة المحكم تنحصر في ممارسة وظيفة قانونية‪ ،‬وبالتالي فعمل‬
‫المحكم عم ل قض ائي لت وفر مقوم ات العم ل القض ائي وهي االدع اء والمنازع ة‪ ،‬والش خص‬
‫الذي يخوله القانون حسم النزاع(‪.)1‬‬

‫كم ا أن حكم المحكمين يعت بر عمال قض ائيا ب المعنى ال دقيق من حيث الش كل‬
‫والموضوع‪ ،‬فمن حيث الشكل فإنه يصدر في شكل حكم قضائي وبنفس إجراءات إصدار‬
‫األحكام القضائية‪ ،‬و من ناحية الموضوع فالحكم غالبا ما يطبق قواعد القانون الموض وعي‬
‫(‪)2‬‬
‫ويفصل في نزاع حقيقي بين الخصوم و يلتزم باحترام حقوق الدفاع‪.‬‬

‫و يؤخ ذ على أص حاب ه ذه النظري ة أنهم رك زوا على عم ل المحكم‪ ،‬وأهمل وا مص در‬
‫(‪)3‬‬
‫سلطة هذا األخير ( اتفاق التحكيم)‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة المركبة للتحكيم ( النظرية الثنائية – المختلطة)‬

‫اتخ ذ أنص ار ه ذه النظري ة موقف ا وس طا بين النظري تين الس ابقتين‪ ،‬فهم يوازن ون بين‬
‫الطبيع ة التعاقدي ة والطبيع ة القض ائية للتحكيم‪ ،‬ف يرون أن ل ه طبيع ة مركب ة‪ ،‬أو مزدوج ة‬
‫فيقول ون أن الطبيعة المركبة للتحكيم تبرز وجها تعاقديا بسبب اتف اق التحكيم الذي ينشئه‪،‬‬
‫وتبرز وجها قضائيا بسبب حكم التحكيم الذي يفصل في النزاع (‪.)4‬‬

‫ه ذه النظري ة تس عى إلى التوفي ق بين النظري تين الس ابقتين العقدي ة والقض ائية‪ ،‬لتف ادي‬
‫االنتق ادات الموجه ة للنظري تين‪ ،‬حيث تجع ل التحكيم يحت ل موقع ا وس طا بين الطبيع ة‬
‫التعاقدي ة والطبيع ة القض ائية وأن ل ه طابع ا مرحلي ا‪ ،‬فه و يب دأ تعاق ديا من خالل اتف اق‬
‫األط راف على اللج وء إلى التحكيم دون التوج ه للقض اء‪ ،‬وينتهي قض ائيا بص دور حكم‬
‫(‪)5‬ا‬
‫التحكيم‪ ،‬ثم يأمر بتنفيذه من قضاء الدولة‪.‬‬

‫‪ )(1‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.44‬‬


‫)(‪2‬‬
‫‪Rousseau (CH), Droit international public-précis, Dalloz, 6em ed, Paris, 1976, 1976, P301.‬‬
‫‪ )(3‬حسن محمد سليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ . 220‬أنور رسالن‪ ،‬اإلختصاص القضائي لهيئات التحكيم وفقا لقانون المحكمة‬
‫الدستورية‪ ،‬المجلة الدستورية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬جويلية ‪ ،2003‬ص‪.05‬‬
‫علي ط اهر البي اتي‪ ،‬التحكيم التج اري البح ري– دراس ة مقارن ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار الثقاف ة للنش ر والتوزي ع‪ ،‬عم ان‪،‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪ 2006‬ص‪.61‬‬
‫‪ )(5‬سحر عبد الستار يوسف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪7‬‬
‫فاألخ ذ بفك رة الطبيع ة المختلط ة للتحكيم ‪ ،‬يمث ل فك رة العق د باعتباره ا تجس يدا لمب دأ‬
‫س لطان اإلرادة من ناحي ة‪ ،‬ويمث ل فك رة القض اء عن طري ق حكم التحكيم من ناحي ة ثاني ة‪،‬‬
‫فه و يم ر بمرح ل متدرج ة ومتع ددة تلبس في ك ل منه ا لباس ا خاص ا ‪ ،‬فه و في أول ه اتف اق‪،‬‬
‫وفي وسطه إجراء و في آخره حكم ‪.‬‬

‫و انتق دت ه ذه النظري ة‪ ،‬على أن ه ي ترتب على قبوله ا إه دار القيم ة القانوني ة لحكم‬
‫التحكيم الذي ال يصدر األمر بتنفيذه إال عن طريق القضاء‪ ،‬وهذا يتنافى مع قصد المشرع‬
‫(‪)1‬‬
‫من إقرار نظام التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية استقالل التحكيم‬

‫ي رى ج انب من الفق ه أن التحكيم وس يلة قانوني ة متم يزة لفض المنازع ات و نظ ام‬
‫مستقل ق ائم بذات ه‪ ،‬وذل ك العتب ارات عدي دة‪ ،‬منه ا أن العق د ليس ه و ج وهر التحكيم و ليس‬
‫إال أداة خاصة تحقق الهدف الذي يسعى إليه الخصوم(‪.)2‬‬

‫و ن ادى بعض الفق ه باس تقالل نظ ام التحكيم من خالل التأكي د على طبيعت ه الخاص ة‪،‬‬
‫وذاتيته المستقلة التي تختلف عن العقود و عن أحكام القضاء (‪.)3‬‬

‫كم ا ذهب البعض إلى الق ول ب أن التحكيم ليس نوع ا من القض اء و إنم ا ه و نظ ام‬
‫مختلف في وظيفته و طبيعته و بنيانه الداخلي عن القضاء وهو بذلك يمشي موازيا له‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع التحكيم‬

‫اري و تحكيم‬ ‫يم التحكيم ‪ ،‬من حيث إرادة المحتكمين إلى تحكيم اختي‬ ‫يمكن تقس‬
‫إجباري‪ ،‬ومن حيث طبيعة العقد الذي تضمنه و نطاقه إلى تحكيم وطني و تحكيم دولي ‪.‬‬

‫ومن حيث التقي د ب اإلجراءات القض ائية إلى تحكيم بالص لح و تحكيم بالق انون ‪ ،‬و من‬
‫حيث مدى حرية المحكم و سلطاته إلى تحكيم حر و تحكيم مؤسسي ‪.‬‬

‫‪ )(1‬عزمي عبد الفتاح‪ ،‬قانون التحكيم الكويتي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبوعات جامعة الكويت‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫س امية راش د‪ ،‬التحكيم في العالق ات الخاص ة الدولي ة‪ ،‬الكت اب األول‪ ،‬إتف اق التحكيم‪ ،‬منش أة المع ارف‪ ،‬اإلس كندرية‪،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫مصر‪ ،1984 ،‬ص ‪.70‬‬


‫إبراهيم أحمد إبراهيم ‪ ،‬التحكيم الدولي الخاص ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ، 2005 ،‬ص ‪41‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪8‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التحكيم االختياري و التحكيم اإلجباري‬

‫التحكيم االختياري هو التحكيم الذي يتفق عليه طرفا النزاع بإرادتهما الحرة‪ ،‬سواء‬
‫كانت الجهة التي تتولى إجراءات التحكيم بمقتضى اتفاق الطرفين ‪ ،‬منظمة أو مركز دائم‬
‫للتحكيم‪ ،‬أو لم يكن كذلك‪.‬‬

‫ويجوز في التحكيم االختياري بأن يكون اتفاق التحكيم سابقا على قيام النزاع‪ ،‬سواء‬
‫كان مستقال بذاته‪ ،‬أو ورد في عقد معين‪ ،‬كما يجوز أن يتم اتفاق التحكيم بعد قيام النزاع‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫و لو كانت قد قدمت بشأنه دعوى أمام جهة قضائية‪.‬‬

‫أم ا التحكيم اإلجب اري‪ ،‬فالق انون ه و ال ذي ي وجب االلتج اء إلي ه في بعض األح وال‬
‫كطريق لحل النزاع و الذي غالبا ما تسبقه إجراءات للتفاوض نص عليها القانون‪ ،‬حتى إذا‬
‫تع ذرت التس وية الودي ة ت وجب ط رح ال نزاع على هيئ ة التحكيم ال تي نص الق انون على‬
‫تشكيلها‪ ،‬و قد نص على هذا النوع من التحكيم المشرع المصري في قانون القطاع العام‬
‫وشركاته رقم ‪ 97‬لسنة ‪ 1983‬طبق ا لنص المواد (‪56‬و‪ )69‬من نفس الق انون‪ ،‬أين شكلت‬
‫مح اكم تحكيم خاص ة لفض النزاع ات الخاص ة بالهيئ ات العام ة و المؤسس ات وش ركات‬
‫القطاع العام‪ ،‬وهذا النظام موجود في مصر منذ سنة ‪.)2( 1966‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التحكيم الوطني و التحكيم الدولي‬

‫اختلفت مع ايير تحدي د م ا إذا ك ان التحكيم داخلي أو وط ني أو محلي‪ ،‬وم ا إذا ك ان‬
‫أجن بي أو دولي فيوج د من يأخ ذ بمعي ار مك ان التحكيم‪ ،‬ومنهم من يأخ ذ بمعي ار الق انون‬
‫الواجب التطبيق‪ ،‬ومنهم من يأخذ بطبيعة النزاع‪ ،‬وهناك من يأخذ بمعيار جنسية األطراف‬
‫و طبيعة النزاع (‪.)3‬‬

‫‪ )(1‬علي عوض حسن‪ ،‬التحكيم اإلختياري واإلجباري في المنازعات المدنية والتجارية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكنرية‪،‬‬
‫مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ )(2‬أحمد أبو الوفا‪ ،‬التحكيم االختياري واإلجباري‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2001 ،‬ص ‪.339‬‬
‫‪9‬‬
‫فالتحكيم الداخلي هو الذي يتعلق بعالقات وطنية داخلية في جميع عناصرها الذاتية‬
‫موض وعا وأطراف ا وس ببا‪ ،‬و ي رى البعض أن ه يكفي أن تك ون العناص ر الموض وعية‬
‫الرئيسية المكونة لهذه العالقة مرتبطة بدولة معينة حتى يكون التحكيم وطنيا (‪.)1‬‬

‫أما التحكيم الدولي فهو يخص النزاعات المتعلقة بالمصالح االقتصادية لدولتين على‬
‫األقل‪ ،‬أي إذا تعلق بعالقة تجارية أساسها المعيار االقتصادي الحديث الذي يتضمن انتقال‬
‫األموال والقيم االقتصادية و الخدمات عبر الدول‪.‬‬

‫وللتفرقة بينهما أهمية تتجلى في‪:‬‬

‫‪ -‬أن التحكيم التج اري ال دولي تطب ق في ه اإلتفاقي ات الدولي ة الثنائي ة والجماعي ة‪ ،‬ومثاله ا‬
‫اإلتفاقي ة األوروبي ة ح ول التحكيم التج اري ال دولي المبرم ة بج نيف ‪ ،1961‬واتفاقي ة‬
‫نيويورك حول اإلعتراف بأحكام التحكيم و تنفيذها لسنة ‪.1958‬‬

‫‪ -‬نطاق مبدأ سلطان اإلرادة في التحكيم الدولي أوسع عنه في التحكيم الداخلي ألنه أغلب‬
‫التش ريعات تخ ول ألط راف التحكيم التج اري ال دولي تحدي د واختي ار القواع د اإلجرائي ة‬
‫والموضوعية الواجبة التطبيق على النزاع‪.‬‬

‫‪ -‬أغلب التش ريعات تحّف ز التحكيم التج اري ال دولي ‪ ،‬ب دليل أن الحكم الص ادر في التحكيم‬
‫الداخلي قابل لالستئناف على عكس التحكيم التجاري الدولي الذي ال يجوز فيه االستئناف‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التحكيم بالقانون والتحكيم بالصلح‬

‫التحكيم بالق‪GGGGG‬انون ه و التحكيم ال ذي يل تزم في ه المحكم بتط بيق القواع د اإلجرائي ة‬


‫والموضوعية للقانون الذي يحكم النزاع‪ ،‬وإ خضاع كل مراحل التحكيم لق انون واحد أو كل‬
‫(‪)2‬‬
‫مرحلة من مراحله لقانون مختلف‪ ،‬وذلك حسب إرادة المحتكمين‪.‬‬

‫‪ )(3‬محمود مختار أحمد بريري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2007 ،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫نبي ل إس ماعيل عم ر‪ ،‬التحكيم في الم واد المدني ة و التجاري ة الوطني ة و الدولي ة‪ ،‬دار الجامع ة الجدي دة‪ ،‬الطبع ة الثاني ة‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫اإلسكندرية ‪ 2005‬ص ‪.24‬‬


‫حفيظ ة الس يد الح داد‪ ،‬الم وجز في النظري ة العام ة في التحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬منش ورات الحل بي الحقوقي ة‪ ،‬ب يروت‪،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫لبنان‪ ،2010 ،‬ص‪.92‬‬


‫‪10‬‬
‫أم‪GG‬ا التحكيم بالص‪GG‬لح‪ :‬ه و ال ذي يعفي المحكم في ه من التقي د بأحك ام الق انون‪ ،‬ويفص ل في‬
‫النزاع وفقا لما يراه محققا للعدالة‪ ،‬وصوال إلى حكم يحفظ التوازن بين مصالح المحتكمين‪،‬‬
‫حتى لو كان في هذا الحكم مخالفة ألحكام القانون الذي يحكم وقائع النزاع و الذي يلتزم‬
‫القاض ي بتطبيق ه فيم ا ل و ع رض ال نزاع علي ه إال أن ه مقي د في ذل ك ب اإللتزام بالمب ادئ‬
‫األساس ية في التقاض ي وأهمه ااحترام حق وق ال دفاع ليتمت ع حكم ه بق وة إلزامي ة في مواجه ة‬
‫(‪)1‬‬
‫المحتكمين‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي‬

‫التحكيم الح‪GG‬ر أو الخ‪GG‬اص‪ :‬ه و ذل ك التحكيم ال ذي يت ولى المحتكمين إقامت ه بمناس بة ن زاع‬
‫معين ولهم الحري ة في اختي ار من يش اؤون من المحكمين بأنفس هم‪ ،‬و لهم تحدي د القواع د‬
‫اإلجرائي ة والموض وعية ال تي تحكم ال نزاع‪ ،‬فهم يتول ون إب رام إتف اق التحكيم قب ل نش وء‬
‫(‪)2‬‬
‫النزاع أو بعده‪ ،‬ويختارون أعضاء هيئة التحكيم‪ ،‬و يحددون مكانه وزمانه ولغته‪.‬‬

‫أما التحكيم النظامي أو المؤسسي‪:‬فهو التحكيم الذي تتواله هيئات أو مؤسسات أو مراكز‬
‫وطني ة أو دولي ة دائم ة مختص ة ب التحكيم إس تنادا إلى قواع د و إج راءات معين ة تح ددها‬
‫اإلتفاقي ات الدولي ة أو الق رارات المنش ئة له ذه الهيئ ات‪ ،‬وه ذا التحكيم ه و األك ثر ش يوعا في‬
‫(‪)3‬‬
‫مجال التحكيم في منازعات العقود الدولية‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬مزايا و مساوئ التحكيم و تمييزه عن غيره من طرق تسوية المنازعات‬

‫أص بح التحكيم الطري ق الب ديل لح ل النزاع ات خاص ة التجاري ة الدولي ة ‪ ،‬خاص ة م ع‬
‫تزايد ممارسة الدولة ألنشطة ذات طابع تجاري و اقتصادي ‪ ،‬و ذلك لما به من مميزات‬
‫اقتص ادية تل بي حاجي ات التج ارة الدولي ة و تش جيع االس تثمارات األجنبي ة ‪ ،‬إال أن ه لم يس لم‬
‫من اإلنتقادات‬

‫‪ )(1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.93‬‬


‫‪ )(2‬مناني فراح‪ ،‬التحكيم طريق بديل لحل النزاعات‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪.50‬‬
‫‪)(3‬مناني فراح ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪11‬‬
‫وال يخفى أن الق انون رقم (‪ )08/09‬المتعل ق بق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة‬
‫نظم ط رق أخ رى بديل ة لح ل ال نزاع ‪ ،‬ق د تختل ط بنظ ام التحكيم ‪ ،‬كالص لح و الوس اطة‬
‫والخبرة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مزايا ومساوئ التحكيم‬

‫يلج أ األط راف المتنازع ة للتحكيم هروب ا من إج راءات القض اء المعق دة‪ ،‬و ط ول أم د‬
‫ال نزاع‪ ،‬وعالني ة الجلس ات ‪ ،‬إال أن ه ذا النظ ام ال يخل وا من س لبيات أثاره ا الفق ه ال ذي‬
‫يرفض التنازل عن سلطة من سلطات الدولة لصالح األفراد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مزايا التحكيم‬

‫ه ذه المزاي ا هي ال تي تفس ر اإلقب ال المتزاي د على التحكيم ‪ ،‬في مج ال المع امالت‬


‫اإلقتص ادية ال تي تبحث على نظ ام أك ثر مرون ة من القض اء ‪ ،‬كون ه ي وفر حاجي ات ه ذه‬
‫المعامالت ذات الطابع الدولي من حيث تيسير إجراءات فض المنازعات التي تنشأ حوله ا‪،‬‬
‫و يمكن إجمال مزايا التحكيم في اآلتي‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬سرعة الفصل في النزاع‬

‫تس وية المنازع ات بواس طة التحكيم تحق ق الس رعة والبس اطة في اإلج راءات‪ ،‬وق د‬
‫اش ترطت معظم أنظم ة ومؤسس ات التحكيم التج اري ال دولي وض ع م دة معين ة يت وجب‬
‫ص دور حكم التحكيم فيه ا لتف ادي الت أخير‪ ،‬إذا لم يح دد األط راف في اتف اق التحكيم تل ك‬
‫(‪1‬‬
‫المدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الحفاظ على أسرار الخصوم‬

‫اللج وء إلى التحكيم الغ رض من ه تجنب مب دأ العلني ة ال ذي يعت بر من أس س النظ ام‬


‫(‪)2‬‬
‫القضائي فالتحكيم يكون سريا ‪ ،‬حيث يحق لألطراف كذلك إشتراط عدم نشر األحكام‪،‬‬

‫علي عوض حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫)(‪2‬‬
‫‪René rodiére et roger Houin, Droit commercial, Dalloz, Paris, 1970, N° 298; P 272.‬‬
‫‪12‬‬
‫ومثالها ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة (‪ )44‬من قانون التحكيم المصري رقم ‪27‬‬
‫لسنة ‪ 1994‬على أنه‪" :‬ال يجوز نشر حكم التحكيم أو أجزاء منه إال بموافقة الطرفين "‪.‬‬

‫حيث يعد مبدأ العالنية من أسس التقاضي و ضمانه لتحقيق العدالة‪ ،‬إال أنه ا ق د تنقلب‬
‫س لبا على التج ار ألن من ش أنها إفش اء أس رارهم الص ناعية و التكنولوجي ة أو إتفاقي ات‬
‫خاصة‬

‫ثالثا‪ :‬حرية المحتكمين في تحديد و اختيار القانون الواجب التطبيق‬

‫من مزايا التحكيم مقارنة بالقضاء‪ ،‬عدم خضوع الخصومة فيه ألي قانون غير الذي‬
‫اخت اره المحتكمين حيث يح ق لألط راف اإلتف اق على اختي ار ق انون أو قواع د معين ة غ ير‬
‫القانون الوطني‪ ،‬يفصل وفقا له المحكمون في النزاع المعروض عليهم‪ ،‬و يمكن ترك هذا‬
‫اإلختي ار للمحكمين‪ ،‬وه ذا بعكس القض اة في المح اكم‪ ،‬ال ذين عليهم اإلل تزام بنص وص‬
‫القانون الوطني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬قلة النفقات‬

‫من س مات التحكيم قل ة التك اليف مقارن ة ب إجراءات التقاض ي أم ام مح اكم الدول ة‬
‫ي درجاتها المختلف ة‪ ،‬وم ا تتطلب ه من رس وم ومص اريف وأتع اب مح امين‪ ،‬والخ براء‬
‫والمحض رين‪ ،‬وفي مج ال التج ارة الدولي ة تنص ب المنازع ات على مب الغ طائل ة‪ ،‬غ ير أن‬
‫(‪)1‬‬
‫أتعاب المحكمين مهما كبرت فال يمكن مقارنتها بالمبالغ المتنازع حولها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬كفاءة و خبرة المحكمين‬

‫قد يكون القاضي بارعا في مجال اختصاصه‪ ،‬و لكنه في أغلب األحيان يكون قليل‬
‫الخ برة في ش ؤون التج ارة الدولي ة‪ ،‬األم ر ال ذي يس تدعي مع ه تع يين خب ير مختص ‪ ،‬مم ا‬
‫يؤدي إلى طول أمد النزاع و كثرة النفقات‪.‬‬

‫علي عوض حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪13‬‬
‫ل ذلك يك ون من األج در اللج وء إلى الخب ير مباش رة ‪ ،‬و اختي اره محكم ا ‪ ،‬حيث ي تيح‬
‫نظ ام التحكيم لألط راف إختي ار من يش اؤون من خ براء مختص ين ليفص لوا في ال نزاع في‬
‫أسرع وقت‬

‫حيث أن تع دد المحكمين ي تيح فرص ة لوج ود أك ثر من خب ير في الهيئ ة المختص ة في‬


‫الفصل في النزاع على نحو أفضل(‪.)1‬‬

‫سادسا‪ :‬تشجيع االستثمارات األجنبية و دعم التنمية اإلقتصادية الشاملة‬

‫أص بح قض اء الدول ة غ ير فع ال بنظم ه و قواع د عمل ه لتس وية منازع ات التج ارة‬
‫الدولي ة‪ ،‬وق د أثبت الواق ع العملي أن التحكيم ه و النظ ام الب ديل و ال ذي عم ل على ترس يخ‬
‫مجموعة من الحلول التي تتجاوب و خصوصية مشكالت التجارة الدولية و عقودها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مساوئ التحكيم‬

‫رغم المزاي ا الس الفة ال ذكر‪ ،‬ف إن نظ ام التحكيم لم يخ ل من بعض المس اوئ و‬
‫االعتراضات فيرى البعض أن التحكيم و إن كان أسبق في الظهور من القضاء ‪ ،‬ف إن م رد‬
‫ذلك يتمثل في تأخر ظهور الدولة ‪ ،‬وأن القضاء هو إحدى سلطات الدولة تحقق من خالله‬
‫وظيف ة إقام ة العدال ة‪ ،‬وهي وظيف ة ال يص ح أن ي ترك أمره ا لألف راد و إال س ادت الفوض ى‬
‫وهيمن القوي أو الغني‪ ،‬وضاعت حقوق الضعفاء و الفقراء ‪.‬‬

‫فالتحكيم يمثل طوق النجاة للشركات العمالقة في مواجهة القاضي الوطني‪ ،‬و يجعل‬
‫(‪)2‬‬
‫الدول النامية تحت رحمة المحكم الذي ال يتمتع بنزاهة القاضي‪.‬‬

‫وي رى البعض أن تك اليف القض اء مهم ا بلغت فهي أق ل من تك اليف التحكيم ‪ ،‬خاص ة‬
‫إذا تم في أك ثر من دول ة ‪ ،‬لم ا يس تتبعه من نفق ات س فر و أتع اب باهض ة للمحكمين‪ ،‬وق د‬

‫‪)(1‬هش ام خال د‪ ،‬تك وين المحكم ة التحكيمي ة في منازع ات التج ارة الدولي ة‪ ،‬المجل د األول‪ ،‬منش أة المع ارف‪ ،‬اإلس كندرية‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪30‬‬
‫‪ )(2‬محمود مختار أحمد بريري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪16-15‬‬
‫‪14‬‬
‫تب دو خط ورة اللج وء إلى التحكيم في ه ذا المج ال إذا م ا ط ال أم د ال نزاع حيث تص بح‬
‫التكاليف مرهقة(‪.)1‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تمييز التحكيم عن غيره من الطرق البديلة لحل النزاع‬

‫إذا كانت هذه الطرق ( الصلح ‪ ،‬الوساطة ‪ ،‬الخبرة) تتفق مع التحكيم من حيث أنها‬
‫أنظمة تسعى إلى حل النزاع إال أنها تختلف عنه في جوانب أخرى‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحكيم و القضاء‬

‫قض اء الدول ة ه و س لطة من الس لطات العام ة ‪ ،‬يق وم عليه ا مرف ق ع ام ‪ ،‬والقاض ي‬
‫موظف عام له والية قضائية مستمرة‪ ،‬ويصدر أحكام قضائية و يتقاضى أجرة من ميزانية‬
‫الدولة ويستمد سلطاته من قانون دولته‪.‬‬

‫أم ا التحكيم فه و نظ ام خ اص ينش أ بم وجب إتف اق األط راف ‪ ،‬و يع د نظ ام إج رائي‬


‫مؤقت قاصر على نزاع معين‪ ،‬ويقوم به شخص عادي له والية الفصل في النزاع بموجب‬
‫إتفاق األطراف‪ ،‬وتنتهي مهمته بص دور الحكم المنهي للخص ومة و يتلقى مقابل أتعابه من‬
‫الخصوم ويستمد سلطاته من إتفاق المحتكمين وال تنفذ أحكامه إال بعد رقابة القضاء على‬
‫صحتها من الجانب اإلجرائي ال الموضوعي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحكيم و الصلح‬

‫‪ )(1‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪12‬‬


‫‪15‬‬
‫الصلح عقد يحسم بمقتضاه الطرفان نزاعا قائما بينهما‪ ،‬أو يتوقيان به نزاعا محتمال‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ويأتي ذلك بتنازل إرادي من كل طرف عن بعض من مطالبه‪.‬‬

‫ويتش ابه التحكيم و الص لح في أن ك ل منهم ا ينش أ بعق د‪ ،‬وهم ا وس يلتان لحس م ال نزاع‬
‫القائم بين األطراف بينما يختلفان في أمور أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬محل العقد في التحكيم هو عدم عرض النزاع على القضاء‪ ،‬واختيار المحكمين للفصل‬
‫في ه‪ ،‬أم ا مح ل عق د الص لح فه و ال تزام األط راف بتس وية ال نزاع الق ائم بينهم بأنفس هم أو‬
‫(‪)2‬‬
‫بواسطة القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬الص لح ينتهي بتن ازل ك ل خص م عن ج زء من مطالب ه مقاب ل تن ازل الط رف اآلخ ر‪ ،‬أم ا‬
‫التحكيم فه و تف ويض المحكم ألج ل الفص ل في طلب ات األط راف بم وجب حكم ناف ذ في‬
‫مواجهتهم‪ ،‬قد يستجيب لطلبات أحد الخصوم ويرفض طلبات اآلخر‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التحكيم و الوساطة‬

‫الوس اطة هي إجراء يعرض من القض اء على األط راف المتخاص مة ‪ ،‬لتع يين وسيط‬
‫(‪)3‬‬
‫يكلف بمهمة إيجاد حل ينهي النزاع ويرضي الخصوم‪.‬‬

‫يتفق والتحكيم من حيث هدفه وهو فض النزاع ‪ ،‬ومع ذلك هناك أوجه إختالف ‪:‬‬

‫‪ -‬التحكيم ينتهي بصدور حكم قابل للتنفيذ و ملزم لألطراف‪ ،‬أما الوساطة فهو مجرد إقتراح‬
‫لتق ريب وجه ات النظ ر يح رر في محض ر ال تك ون ل ه ص فة اإللزامي ة أو الحجي ة إال بع د‬
‫المصادقة عليه من قبل القضاء‪.‬‬

‫‪ -‬الوساطة تتضمن تنازالت من الطرفين للوصول إلى حل‪ ،‬أما التحكيم فال يتضمن مثل‬
‫تلك التنازالت‪ ،‬وإ نما يفصل في طلبات المحتكمين ‪.‬‬

‫‪ )(1‬أنظر المادة (‪ )459‬من االمر رقم (‪ )75/58‬المؤرخ في ‪ ،26/09/1975‬المتضمن القانون المدني‪ ،‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،78‬لسنة ‪.1975‬‬
‫حفيظة السيد الحداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪ )(3‬أنظر المادة (‪ )994‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪16‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬التحكيم و الخبرة‬

‫وتحتلف عن التحكيم من حيث‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫الخبرة هي البحث في مسائل ذات طابع فني‪،‬‬

‫‪-‬أن الخ برة ال تنتهي بص دور حكم‪ ،‬و إنم ا إب داء رأي ف ني غ ير مل زم‪ ،‬أم ا التحكيم فينتهي‬
‫بحكم ملزم لألطراف‪.‬‬

‫‪-‬و الف رق الج وهري بينهم ا في كيفي ة ممارس ة ك ل من الخب ير و المحكم لعمل ه‪ ،‬ف المحكم‬
‫يصدر حكمه وفقا لما يقدمه له األطراف من وثائق ومستندات وما يبدونه من مرافعات‪،‬‬
‫أما الخبير فهو يعتمد على معلوماته و خبراته الشخصية‪ ،‬فضال على ما يقدمه له األطراف‬
‫من معلومات‪ ،‬فالخبير يمكنه إبداء رأيه دون الرجوع لألطراف‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬إتفاق التحكيم و المحكم‬

‫‪ )(1‬أنظر المادة (‪ )125‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬


‫‪17‬‬
‫يقوم نظام التحكيم على مبدأ سلطان اإلرادة الذي هو مصدر اللجوء إلى التحكيم من‬
‫خالل اتف اق مكت وب يح دد في ه ك ل م ا يتعل ق بالعملي ة التحكيمي ة ونطاقه ا‪ ،‬كم ا تلعب إرادة‬
‫األط راف دورا هام ا في اختي ار المحكم أو هيئ ة التحكيم ال تي تت ولى إدارة الخص ومة‬
‫التحكيمي ة‪ ،‬وكإس تثناء ق د تت دخل ل وائح مراك ز ومؤسس ات التحكيم لتع يينهم أو عن طري ق‬
‫القضاء‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إتفاق التحكيم‬

‫ج وهر التحكيم ه و إتف اق األط راف الراغ بين في التحكيم‪ ،‬إذا ه و نظ ام أساس ه إرادة‬
‫األط راف ال تي تق رر اللج وء للتحكيم‪ ،‬وتح دد إجراءات ه‪ ،‬وموض وعه‪ ،‬وكيفي ة تش كيل هيئ ة‬
‫(‪)1‬‬
‫التحكيم‪ ،‬والقانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫وإ تف اق التحكيم تص رف ق انوني‪ ،‬ل ذلك ال يق وم ص حيحا إال إذا ق امت أركان ه األساس ية‬
‫والالزمة ألي تصرف منتج آلثار قانونية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم إتفاق التحكيم‬

‫بالرجوع إلى مختلف تشريعات التحكيم يتضح التشابه فيما بينها بشأن تعريف إتفاق‬
‫التحكيم و قد يرجع هذا التشابه إلى كون أن مختلف التشريعات قد استمدت قواعدها من‬
‫الق انون النم وذجي للجن ة األمم للق انون التج اري ال دولي بش أن التحكيم لع ام ‪ ،1985‬حيث‬
‫عرف ه في الفق رة األولى من الم ادة الس ابعة بأن ه‪ " :‬إتف اق بين الط رفين على أن يحيال إلى‬
‫التحكيم جمي ع أو بعض المنازع ات المح ددة ال تي نش أت أو ق د تنش أ بينهم ا بش أن عالق ة‬
‫قانونية محددة تعاقدية كانت أو غير تعاقدية "‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف إتفاق التحكيم و صوره‬

‫)(‪1‬‬
‫‪Mostefa trari-tani, droit algérien de l’arbitrage commercial international, Berti éditions,‬‬
‫‪Alger, 2007, P35.‬‬
‫‪18‬‬
‫لم يتط رق المش رع الجزائ ري إلى تعري ف التحكيم ورك ز على ص وره على عكس‬
‫المشرع المصري‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريفه‬

‫عرف قانون التحكيم المصري رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬إتفاق التحكيم في الفقرة األولى‬
‫من الم ادة العاش رة بأن ه‪ " :‬إتف اق الط رفين على اإللتج اء إلى التحكيم لتس وية ك ل أو بعض‬
‫المنازع ات ال تي نش أت أو ال تي يمكن أن تنش أ بش أن عالق ة بينهم ا عقدي ة ك انت أو غ ير‬
‫عقدية"‪.‬‬

‫أم ا المش رع الجزائ ري فلم يض ع تعريف ا مح ددا التف اق التحكيم ب ل م يز بين ش رط‬
‫التحكيم ومشارطته كوسيلة التفاق األطراف على سلوك طريق التحكيم لتسوية ما ثار أو‬
‫قد يثور بينهم من نزاع بشأن تنفيذ عقد أو اتفاق ما‪.‬‬

‫فقد عرف شرط التحكيم في المادة (‪ )1007‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫بأن ه‪" :‬االتف اق ال ذي يل تزم بموجب ه األط راف في عق د متص ل بحق وق متاح ة بمفه وم الم ادة‬
‫‪ 1006‬أعاله(‪ ،)1‬لعرض النزاعات التي قد تثار بشأن هذا العقد على التحكيم "‪.‬‬

‫وعرف إتفاق التحكيم في المادة (‪ )1011‬من ذات القانون بأنه ‪ " :‬إتفاق التحكيم هو‬
‫اإلتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشوءه على التحكيم "‪.‬‬

‫ويتضح من هذا التعريف أن المشرع الجزائري قد وضع تعريفا لمشارطة التحكيم‪،‬‬


‫وليس التفاق التحكيم‪ ،‬ويستحسن تعديل المادة باستبدال مصطلح" إتفاق التحكيم" "بمشارطة‬
‫(‪)2‬‬
‫التحكيم"‪.‬‬

‫ويتض ح من التعري ف الس الفة ال ذكر أن إتف اق التحكيم يرتك ز على عناص ر أساس ية‬
‫هي‪:‬‬
‫‪)(1‬حيث تنص المادة ‪ 1006‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري‪ ،‬على أنه " يمكن لكل شخص اللجوء إلى‬
‫التحكيم في الحقوق التي له مطلق التصرف فيها "‪.‬‬
‫)(‪2‬‬
‫‪Alliouch-Kerboua, Meziani Naima, L’arbitrage Commercial International En Algerie,‬‬
‫‪OPU, Alger, 2010, P25.‬‬
‫‪19‬‬
‫أوال‪ :‬أنه تراضي و تالقي إرادتي طرفي عالقة قانونية معينة على اتخاذ التحكيم كوسيلة‬
‫لتسوية المنازعات التي نشأت أو قد تنشأ عن تلك العالقة أيا كان أساس تلك العالقة عقدية‬
‫أو غير عقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تخويل المحكمين أو هيئة التحكيم سلطة الفصل في كل أو بعض المنازعات الناشئة‬
‫عن هذه العالقة‪ ،‬و الغالب عمليا أن تتحدد المسألة محل التحكيم في اإلتفاق ‪.‬‬

‫ثالث‪GG‬ا‪ :‬أن اإلتف اق على اللج وء إلى التحكيم ق د يك ون س ابقا على نش وء ن زاع بين الط رفين‬
‫وهو ما يسمى " شرط التحكيم" و قد يكون الحقا لنشوء النزاع و هو مايسمى " بمشارطة‬
‫التحكيم"‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صور إتفاق التحكيم‬

‫التفاق التحكيم صورتين هما شرط التحكيم و مشارطة التحكيم‬

‫أوال‪ /‬شرط التحكيم‪:‬‬

‫عرفت المادة (‪ )1007‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية شرط التحكيم بأنه ‪:‬‬
‫"اإلتفاق الذي يلتزم بموجبه األطراف في عقد متصل بحقوق متاحة بمفهوم المادة (‪)1006‬‬
‫أعاله لعرض النزاعات التي قد تثار بشأن هذا العقد على التحكيم"‪.‬‬

‫أما المشرع المصري فلم يضع تعريفا لشرط التحكيم ‪ ،‬و إنما أورد ما يدل عليه و‬
‫ذل ك بنص الفق رة الثاني ة من الم ادة العاش رة بقول ه ‪ " :‬يج وز أن يك ون إتف اق التحكيم س ابقا‬
‫على قي ام ال نزاع س واء ق ام مس تقال بذات ه أو ورد في عق د معين بش أن ك ل أو بعض‬
‫المنازعات التي تنشأ بين الطرفين‪.‬‬

‫ه ذا و ق د نص ت الفق رة األولى من الم ادة الس ابعة من الق انون النم وذجي لليونس ترال‬
‫بش أن التحكيم على أن ه‪" :‬ويج وز أن يك ون إتف اق التحكيم في عق د أو في ص ورة إتف اق‬
‫مستقل"‪.‬‬

‫وعلي ه يمكن الق ول ب أن ش رط التحكيم ه و إتف اق أط راف عالق ة قانوني ة معين ة على‬
‫إحال ة م ا ق د يث ور بينهم من منازع ات بش أن ه ذه العالق ة إلى التحكيم‪ ،‬و ق د ي رد ش رط‬
‫‪20‬‬
‫التحكيم في ص ورة بن د من بن ود العق د األص لي‪ ،‬أو في ص ورة إتف اق مس تقل عن العق د‬
‫األصلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬مشارطة التحكيم‪:‬‬

‫المشرع الجزائري قد عرف مشارطة التحكيم من خالل تعريف إتفاق التحكيم ‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة (‪ )1011‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على أن " إتفاق التحكيم هو‬
‫اإلتفاق الذي يقبل األطراف بموجبه عرض نزاع سبق نشوءه على التحكيم " وهو تعريف‬
‫لمشارطة التحكيم و ليس التفاق التحكيم‪.‬‬

‫وتن اول تعريف ه المش رع المص ري في الفق رة الثاني ة من الم ادة العاش رة من ق انون‬
‫التحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬التي نصت على أنه ‪ " :‬كما يجوز أن يتم إتفاق التحكيم بعد‬
‫قيام النزاع‪ ،‬ولو كانت أقيمت في شأنه دعوى أمام جهة قضائية "‪.‬‬

‫وعليه فإن مشارطة التحكيم هي إتفاق أطراف عالقة قانونية ما على تسوية ما ثار‬
‫بينهم من منازعات بشأن هذه العالقة بواسطة التحكيم‪.‬‬

‫فال يتم اإلتف اق على مش ارطة التحكيم إال بع د نش وء ال نزاع ‪ ،‬ووق وع الخالف بين‬
‫أط راف العالقة القانوني ة‪ ،‬وال يتم اللجوء إلى مش ارطة التحكيم إال إذا خال العق د من شرط‬
‫أو بند التحكيم ‪.‬‬

‫ويجب أن يتض من مش ارطة التحكيم المس ائل ال تي يش ملها التحكيم‪ ،‬وإ ال ك ان ب اطال‪،‬‬
‫طبق ا للفق رة الثاني ة للم ادة (‪ )1012‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة ال تي أوجبت‬
‫تحدي د موض وع ال نزاع و أس ماء المحكمين أو كيفي ة تع يينهم في مش ارطة التحكيم‪ ،‬وه ذا‬
‫عكس ش رط التحكيم ال ذي ال يح دد موض وع ال نزاع لكون ه لم ينش أ بع د وتح رر مش ارطة‬
‫التحكيم في مستند مستقل عن العقد األصلي‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ثالثا‪ /‬شرط التحكيم باإلحالة‪:‬‬

‫حفيظة السيد الحداد‪ ،‬شرط التحكيم باإلشارة بين منهج تنازع القوانين ومنهج القواعد المادية‪ ،‬دراسة تحليلية وإ نتقادية‬ ‫‪)(1‬‬

‫ألحكام القضاء الفرنسي‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية واإلقتصادية‪ ،‬العدد األول والثاني‪ ،1990 ،‬ص‪ 1‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫هو صورة من الصور المعاصرة التفاق التحكيم ‪ ،‬و مفاده أن العقد األصلي المبرم‬
‫م ا بين األط راف لم يتض من ش رطا ص ريحا للتحكيم‪ ،‬ب ل اكتفى األط راف باإلش ارة أو‬
‫اإلحالة إلى عقد سابق بينهم أو إلى عقد نموذجي‪ ،‬وذلك لتكملة النقص أو سد الثغرات التي‬
‫تعتري العقد‪ ،‬وكان العقد السابق أو النموذجي يحتوي على بند أو شرط التحكيم‪ ،‬فيسري‬
‫أثر هذا البند على العقد الجديد مادام قد تم اإلحالة على بنوده‪.‬‬

‫لم ينص علي ه المش رع الجزائ ري‪ ،‬لكن أق ره القض اء والس يما القض اء الفرنسي ال ذي‬
‫حكم بصحة شرط التحكيم باإلحالة‪ ،‬والوارد في عقد المقاولة من الباطن إلى العقد األصلي‬
‫بين المقاول الرئيسي و رب العمل(‪ ،)1‬و قد نص عليه المشرع المصري في المادة العاشرة‬
‫من القانون رقم (‪ )27‬لسنة ‪.1994‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في إتفاق التحكيم‬

‫إتف اق التحكيم مثل ه مث ل أي تص رف ق انوني ص حيح منتج آلث اره يجب أن تت وفر في ه‬
‫شروط موضوعية وأخرى شكلية‪ ،‬أوجبها المشرع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫تتمثل هذه الشروط في ضرورة توافر التراضي الصحيح‪ ،‬و أن يرد هذا التراضي‬
‫على محل ممكن و مشروع‪ ،‬وأن يستند إلى سبب مشروع‪ ،‬شأنه في ذلك شأن أي تص رف‬
‫قانوني‪.‬‬

‫أوال‪ /‬التراضي‪:‬‬

‫إتف اق التحكيم عق د من عق ود الق انون الخ اص‪ ،‬يس وده مب دأ س لطان اإلرادة‪ ،‬وتس ري‬
‫عليه القواعد العامة في العقود‪ ،‬و بالتالي البد لقيام إتفاق التحكيم من وجود التراضي وإ ال‬
‫ك ان اإلتف اق غ ير قائم ا إذ يجب أن تتط ابق إرادة الط رفين إيجاب ا و قب وال على اختي ار‬
‫التحكيم اختيارا حرا كوسيلة لحسم النزاعات التي تثور بشأن العالقة األصلية كبديل عن‬
‫قضاء الدولة(‪.)2‬‬

‫‪)(1‬حكم إستئناف باريس ‪ ،‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ ، 1988‬مجلة التحكيم لسنة ‪ ، 1990‬ص ‪.651‬‬
‫‪ )(2‬مختار محمود بريري ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪22‬‬
‫وق د اس تلزم المش رع الجزائ ري أن يك ون التراض ي في اتف اق التحكيم ص ادرا عن‬
‫أطراف أهل للتصرف حيث تنص المادة (‪ )1006‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫على أنه‪" :‬يمكن لكل شخص اللجوء إلى التحكيم في الحقوق التي له مطلق التصرف فيها"‪.‬‬

‫هذه المادة تتعلق بأهلية األشخاص الطبيعيين‪ ،‬وقد حددها المشرع بتسعة عش رة س نة‪،‬‬
‫وأال يكون محجورا عليه أو معتوها أو سفيها‪ ،‬والمحروم من الحقوق المدنية و من أشهر‬
‫إفالسه(‪.)1‬‬

‫وبالنسبة لألشخاص المعنوية فقد نص المشرع الجزائري في الفقرة الثالثة من المادة‬


‫(‪ )1006‬على أن ه " ال يج وز لألش خاص المعنوي ة العام ة أن تطلب التحكيم‪ ،‬ماع دا في‬
‫عالقاتهم اإلقتصادية الدولية أو في إطار الصفقات العمومية"‪.‬‬

‫يتض ح من ه ذا النص أن المش رع ف رق بين األش خاص المعنوي ة الخاص ة كالش ركات‬
‫التجارية التي لها حق اللجوء للتحكيم بعد قيدها في السجل التجاري ‪ ،‬ألنه شرط الكتساب‬
‫الشخصية المعنوية ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لألشخاص المعنوية العامة‪ ،‬فقد وضع المشرع الجزائري شرطين حتى‬
‫يمكن لها اإلتفاق على التحكيم و هي‪:‬‬

‫‪ -1‬العالقات الدولية اإلقتصادية‪:‬‬

‫أعطى المش رع الجزائ ري األش خاص المعنوي ة العام ة والمتمثل ة في مؤسس ات الدول ة‬
‫والش ركات العمومي ة و المؤسس ات اإلقتص ادية العام ة الح ق في اللج وء إلى التحكيم فيم ا‬
‫يتعل ق بعالقاته ا اإلقتص ادية الدولي ة لتس وية المنازع ات ال تي ق د تنش أ عن ه ذه العالق ات‪،‬‬
‫خصوصا مع تزايد هذه المعامالت‪.‬‬

‫‪ -2‬الصفقات العمومية‪:‬‬

‫‪ )(1‬راجع المواد ‪ 42، 40‬من األمر رقم ‪ 75/58‬المتضمن القانون المدني الجزائري المؤرخ في ‪ 26/09/1975‬المعدل‬
‫و المتمم‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫أجاز المشرع الجزائري لألشخاص المعنوية العامة إمكانية اللجوء إلى التحكيم فيما‬
‫يتعلق بإبرام الصفقات العمومية و ما ينشأ عنها من منازعات ‪.‬‬

‫‪‬مالحظة‪:‬‬

‫‪ -‬كان المشرع الجزائري يحظر على األشخاص المعنوية العامة اللجوء إلى التحكيم وذل ك‬
‫طبق ا للفق رة الثالث ة من نص الم ادة (‪ )442‬من األم ر (‪ )66/154‬المتض من ق انون‬
‫اإلج راءات المدني ة الملغى‪ ،‬ثم س رعان م ا ت دخل وع ّد له ا بم وجب المرس وم التش ريعي (‬
‫(‪)1‬‬
‫‪.)93/09‬‬

‫‪ -‬أما فيما يخص األشخاص المعنوية العامة التي يمكن لها اللجوء إلى التحكيم فقد حددها‬
‫المش رع الجزائ ري في الم ادة (‪ )975‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة و ال تي‬
‫نصت على أنه‪ " :‬ال يجوز لألشخاص المذكورة في المادة (‪ )800‬أعاله أن تج ري تحكيم ا‬
‫إال في الح االت ال واردة في اإلتفاقي ات الدولي ة ال تي ص ادقت عليه ا الجزائ ر و في م ادة‬
‫الصفقات العمومية"‪.‬‬

‫وب الرجوع إلى نص الم ادة (‪ )800‬من نفس الق انون فيقص د باألش خاص المعنوي ة‬
‫العامة‪ :‬الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الص بغة اإلدارية‪ ،‬و‬
‫يتم اللج وء إلي ه من ال وزير المع ني إذا تعل ق التحكيم بالدول ة‪ ،‬أو بمب ادرة من ال والي أو‬
‫رئيس المجلس الش عبي البل دي إذا ك ان التحكيم يتعل ق بالوالي ة أو البلدي ة‪ ،‬أو من الممث ل‬
‫القانوني أو من ممثل السلطة الوطنية التي تتبعها إذا كان التحكيم يتعلق بمؤسسة عمومية‬
‫ذات صبغة إدارية‪.‬‬

‫‪‬عيوب الرضا‪:‬‬

‫قد يخضع إتفاق التحكيم لقانون مختلف عن القانون الذي يحكم اإلتفاق األصلي‪ ،‬ولذا‬
‫يكون المرجع في توفر التراضي و صحته و خلوه من العيوب كالغلط والتدليس أو اإلكراه‬
‫للق انون ال ذي يخض ع ل ه إتف اق التحكيم ‪ ،‬وه و إم ا ق انون اإلرادة أو الم وطن المش ترك أو‬

‫محمو كوال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.08‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪24‬‬
‫ق انون بل د مح ل إب رام اإلتف اق وفق ا لقاع دة اإلس ناد ال تي تض منتها الم ادة (‪ )18‬من الق انون‬
‫(‪)1‬‬
‫المدني‪.‬‬

‫إذا كان إتفاق التحكيم يدخل في نطاق نصوص إتفاقية نيويورك‪ ،‬فالتراضي يخضع‬
‫أيض ا لق انون اإلرادة و إال خض ع لق انون البل د ال ذي يص در في ه حكم التحكيم واألولوي ة في‬
‫حالة التعارض ألحكام اإلتفاقية ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬قابلية النزاع للتسوية بطريق التحكيم كمحل للتحكيم‬

‫نصت المادة (‪ )1006‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه ‪ " :‬ال يجوز‬
‫التحكيم في المسائل المتعلقة بالنظام العام أو حالة األشخاص وأهليتهم "‪.‬‬

‫وانطالق ا من ه ذا النص نج د أن المش رع الجزائ ري ق د أخ رج بعض المس ائل من‬


‫مج ال التحكيم ال داخلي وهي المتعلق ة بالنفق ة واإلرث والحق وق المتعلق ة بالمس كن و ك ذلك‬
‫المسائل المتعلقة بالنظام العام‪ ،‬وحالة األشخاص وأهليتهم‪.‬‬

‫‪‬مالحظة‪:‬‬

‫فك رة النظ ام الع ام هي أك ثر المس ائل المقي دة لنط اق التحكيم‪ ،‬خاص ة أنه ا فك رة مرن ة‬
‫ليس له ا ض ابط مح دد‪ ،‬وتختل ف معاييره ا من دول ة إلى أخ رى(‪ ،)2‬وفي ه ذا الص دد نص‬
‫المش رع الجزائ ري في التحكيم التج اري ال دولي بالم ادة (‪ )1040‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدني ة و اإلداري ة على أن ه‪" :‬تك ون إتفاقي ة التحكيم ص حيحة من حيث الموض وع إذا‬
‫اس تجابت للش روط ال تي يض عها إم ا الق انون ال ذي اتف ق األط راف على اختي اره أو الق انون‬
‫المنظم لموضوع النزاع أو القانون الذي يراه المحكم مالئما"‪.‬‬

‫تنص المادة (‪ )18‬من القانون المدني على أنه‪» :‬يسري على اإللتزامات= التعاقدية القانون المختار من المتعاقدين إذا‬ ‫‪)(1‬‬

‫كانت له صلة حقيقية بالمتعاقدين أو بالعقد‪.‬‬


‫وفي حالة عدم إمكان ذلكّ‪ ،‬يطبق قانون المواطن المشترك أو الجنسية المشترك‪.‬‬
‫وفي حالة عدم إمكان ذلك‪ ،‬يطبق قانون محل إبرام العقد‪.‬‬
‫غير أنه يسري على العقود المتعلقة بالعقار قانون موقعه « ‪.‬‬
‫ماهر محمد حامد‪ ،‬أثر النظام العام في الحد من اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2012 ،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫ص‪.13‬‬
‫‪25‬‬
‫ثالثا‪ :‬السبب‪:‬‬

‫إتف اق األط راف على التحكيم يج د س ببه في اتف اق األط راف الس تبعاد ط رح ال نزاع‬
‫على القض اء و تف ويض األم ر للمحكمين‪ ،‬وه ذا الس بب مش روع دائم ا وال نتص ور ع دم‬
‫مش روعيته إال إذا ثبت أن اله دف من اتف اق التحكيم ه و الته رب من أحك ام الق انون ال ذي‬
‫ك ان يتعين تطبيقه لو ط رح ال نزاع على القض اء‪ ،‬نظرا لم ا يتضمنه ه ذا الق انون من قيود‬
‫والتزامات يراد التحلل منها‪ ،‬و هو ما يمثل حالة من حاالت الغش نحو القانون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫أجمعت مختل ف التش ريعات الوطني ة واإلتفاقي ات الدولي ة المتعلق ة ب التحكيم على أن‬
‫يكون إتفاق التحكيم مكتوبا‪.‬‬

‫وق د نص المش رع الجزائ ري على الكتاب ة لوج ود ش رط التحكيم وإ ال ك ان ب اطال‬


‫ويستوي في ذلك أن ترد الكتابة في العقد األصلي أو في وثيقة مستقلة عنه‪ ،‬و ذلك طبقا‬
‫لنص الم ادة (‪ )1008‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة و ال تي تنص على أن ه ‪":‬‬
‫يثبت شرط التحكيم تحت طائلة البطالن بالكتابة في اإلتفاقية األصلية أو الوثيقة التي يستند‬
‫إليه ا " كم ا اش ترط أن يتض من ش رط التحكيم تع يين المحكم أو المحكمين أو تحدي د كيفي ة‬
‫تعيينهم وإ ال كان باطال (‪.)1‬‬

‫أم ا بالنس بة لمش ارطة التحكيم فالكتاب ة ش رط لوجوده ا و ليس ش رط إلثباته ا‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة (‪ )1012‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪ " :‬يحصل اإلتفاق‬
‫على التحكيم كتاب ة‪ ،‬ويجب أن يتض من إتف اق التحكيم تحت طائل ة البطالن موض وع ال نزاع‬
‫و أسماء المحكمين أو كيفية تعيينهم"‪.‬‬

‫وفيم ا يتعل ق ب التحكيم التج اري ال دولي فق د نص ت الفق رة الثاني ة من الم ادة (‪)1040‬‬
‫على أنه‪ " :‬يجب من حيث الشكل‪ ،‬وتحت طائلة البطالن‪ ،‬أن تبرم إتفاقية التحكيم كتابة أو‬
‫بأية وسيلة إتصال أخرى تجيز اإلثبات بالكتابة"‪.‬‬

‫‪ )(1‬أنظر الفقرة الثانية من المادة (‪ )1008‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬


‫‪26‬‬
‫وفقا للنص السالف الذكر تتحقق الكتابة إذا ورد شرط التحكيم في رسائل أو برقيات‬
‫متبادل ة م ا بين الط رفين‪ ،‬ويمت د ذل ك إلى ك ل وس ائل اإلتص ال المكتوب ة واإللكتروني ة م ع‬
‫وجوب تحقق اإليجاب و القبول على اللجوء للتحكيم"(‪.)1‬‬

‫‪‬مالحظة‪ :‬المشرع الجزائري لم يشترط بيانات معينة في شرط أو مشارطة التحكيم‪ ،‬ماعدا‬
‫مسألة بيان و تحديد موضوع النزاع و ذكر أسماء المحكمين أو طريقة تعيينهم إذا كنا أم ام‬
‫مشارطة التحكيم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار إتفاق التحكيم‬

‫يعتبر إتفاق التحكيم صحيحا متى توافرت أركانه‪ ،‬والشروط المنصوص عليها قانونا‬
‫إلبرام التصرفات القانونية‪ ،‬وبتحقق هذه األركان و الشروط في إتفاق التحكيم ‪ ،‬فإنه ي رتب‬
‫آثاره القانونية و التي تنقسم إلى آثار موضوعية وأخرى إجرائية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلثار الموضوعية‬

‫وتتمثل في القوة الملزمة التفاق التحكيم و استقالليته‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القوة الملزمة التفاق التحكيم‬

‫أوال‪ /‬مفهوم القوة الملزمة التفاق التحكيم‪:‬‬

‫إن مقتضى القوة الملزمة التفاق التحكيم أن هناك إلتزام بتحقيق نتيجة يقع على ع اتق‬
‫طرفي اإلتفاق هو ضرورة قيام كل منهما بالمساهمة في اتخاذ إجراءات التحكيم واإلمتناع‬
‫عن عرض النزاع على القضاء‪.‬‬

‫فال يستطيع أحد طرفي اإلتفاق التنصل منه بإرادته المنفردة أو ينقصه أو يعدل ه و إن‬
‫سعى لذلك أمكن للطرف اآلخر إجباره على تنفيذ إلتزامه وتعيين محكمه وبدء إجراءات‬
‫التحكيم‪ ،‬ف إن امتن ع لج أ الط رف اآلخ ر إلى المحكم ة‪ ،‬وه ذا ه و مقتض ى التنفي ذ العي ني‬
‫لاللتزام الناشئ عن القوة الملزمة التفاق التحكيم(‪.)2‬‬

‫بدليل إقرار مختلف التشريعات للتحكيم االلكتروني‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪27‬‬
‫والق انون ال واجب التط بيق على اتف اق التحكيم ه و ال ذي يختص بتحدي د مفه وم الق وة‬
‫الملزمة التف اق التحكيم و ج زاء اإلخالل به ا‪ ،‬و قد اس تقر الفق ه على أن التنفيذ العي ني هو‬
‫الوس يلة الوحي دة المقبول ة في ه ذا الش أن‪ ،‬وهن ا يجب أن ينف ذ الط رف المتق اعس التزام ه‬
‫إختياري ا و إال يتم اللج وء إلى القض اء إلجب اره على ذل ك‪ ،‬كم ا ق د يحكم بتع ويض للط رف‬
‫اآلخر في اتفاق التحكيم عما لحقه من ضرر نتيجة إخالل الطرف األول بالتزامه الناشئ‬
‫عن اتفاق التحكيم(‪.)1‬‬

‫وق د تع رض المش رع الجزائ ري للق وة الملزم ة التف اق التحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬من‬
‫خالل م ا تض منته الم ادة (‪ )1041‬في فقرته ا الثاني ة‪ ،‬حيث نص ت على أن ه‪ " :‬في غي اب‬
‫التع يين‪ ،‬و في حال ة ص عوبة تع يين المحكين أو ع زلهم أو اس تبدالهم‪ ،‬يج وز للط رف ال ذي‬
‫يهمه التعجيل‪ ،‬القيام بما يأتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬رفع األمر إلى رئيس المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها التحكيم‪ ،‬إذا كان التحكيم‬
‫يجري في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬رف ع األم ر إلى رئيس محكم ة الجزائ ر‪ ،‬إذا ك ان التحكيم يج ري في الخ ارج و اختي ار‬
‫األطراف تطبيق قواعد اإلجراءات المعمول بها في الجزائر‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نطاق القوة الملزمة التفاق التحكيم‬

‫‪ -1‬نطاقها من حيث األشخاص‪:‬‬

‫‪ )(2‬أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬التحكيم في المعامالت المالية الداخلية و الدولية المدنية و التجارية و اإلدارية و الجمركية‬
‫والضريبية‪ ،‬دراسة مقارنة – الطبعة األولى ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪ ، 2006‬ص ‪.245‬‬
‫‪ )(1‬لزهر بن سعيد‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‪.71‬‬
‫‪28‬‬
‫حس ب المب ادئ العام ة في نظري ة العق د‪ ،‬أن العق د ال يتع دى أث ره أطراف ه‪ ،‬والوض ع‬
‫نفس ه بالنس بة التف اق التحكيم باس تثناء الخل ف الع ام والخل ف الخ اص‪ ،‬وال يعت بر من الغ ير‬
‫الشريك والمدين المتضامن(‪ ،)1‬و يتضح جليا في شركات األشخاص و شركات المحاصة‪.‬‬

‫‪ -2‬نطاقها من حيث الموضوع‪:‬‬

‫يتضح و أن نطاق التحكيم في القانون الداخلي يفسر تفسيرا ضيقا و في الحدود التي‬
‫تحق ق الغ رض من ه ألن ه طري ق اس تثنائي لفض المنازع ات‪ ،‬وعلى ذل ك إذا ورد اتف اق‬
‫التحكيم على المنازع ات الخاص ة لتفس ير عق د معين ‪ ،‬فال تمت د س لطات هيئ ة التحكيم إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫المنازعات المتصلة بتنفيذه‪.‬‬

‫غ ير أن ه في مج ال التحكيم التج اري ال دولي و لزي ادة فاعلي ة اتف اق التحكيم فق د دعى‬
‫الفق ه إلى الخ روج عن المج ال الض يق لموض وع اتف اق التحكيم‪ ،‬واعتم اد تفس ير موس ع و‬
‫منطقي وفعال التفاق التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬استقالل اتفاق التحكيم‪.‬‬

‫نظ را ألهمي ة ه ذه المس ألة في مج ال تفعي ل التحكيم التج اري ال دولي و تش جيع‬
‫األطراف على اللجوء إليه خاصة في مجال التجارة الدولية‪ ،‬وبهدف إعطاء اتفاق التحكيم‬
‫الحصانة الالزمة والضرورية من أجل حمايته من تقاعس وتماطل األطراف السيئة النية‪،‬‬
‫مم ا دف ع بمعظم الق وانين الداخلي ة لل دول إدراج نص ص ريح يؤك د مب دأ اس تقاللية إتف اق‬
‫(‪)3‬‬
‫التحكيم عن العقد األصلي‪.‬‬

‫وق د أق ر المش رع الجزائ ري مب دأ اس تقاللية اتف اق التحكيم في مج ال التحكيم التج اري‬


‫ال دولي حيث نص في الفق رة الرابع ة من الم ادة (‪ )1040‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و‬
‫اإلدارية على أنه‪ " :‬ال يمكن اإلحتجاج بعدم صحة اتفاقية التحكيم بسبب عدم صحة العقد‬
‫األصلي"‪.‬‬

‫‪ )(1‬سامية راشد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.237‬‬


‫‪ )(2‬لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ )(3‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪29‬‬
‫وتج در اإلش ارة إلى أن المش رع الجزائ ري يف رق بين التحكيم ال داخلي والتحكيم‬
‫التج اري ال دولي و إن ك ان ق د تط رق لمس ألة اس تقالل اتف اق التحكيم في مج ال التحكيم‬
‫التج اري ال دولي فإن ه لم يتط رق له ا في مج ال التحكيم ال داخلي‪ ،‬حيث لم ي رد نص ص ريح‬
‫وال ح تى إش ارة ت دعونا إلى تط بيق المب دأ الس الف ال ذكر في مج ال التحكيم ال داخلي‪ ،‬مم ا‬
‫يتعين على المشرع الجزائري تدارك هذا اإلغفال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار اإلجرائية التفاق التحكيم‬

‫تبنت غالبية التشريعات الوطنية و لوائح مراكز ومؤسسات التحكيم الدائمة هذه اآلثار‬
‫وجس دتها تش ريعيا‪ ،‬وتتمث ل في األث ر الم انع التف اق التحكيم‪ ،‬ومب دأ اإلختص اص‬
‫باإلختصاص‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األثر المانع التفاق التحكيم‬

‫ي ترتب على اتف اق التحكيم‪ ،‬أث ران هام ان ‪ ،‬أث ر إيج ابي ه و ح ق ك ل من طرفي ه في‬
‫اللج وء إلى التحكيم وأث ر س لبي ه و ال تزام طرفي ه بع دم اللج وء إلى قض اء الدول ة لنظ ر‬
‫المنازع ة مح ل التحكيم‪ ،‬وإ عم اال له ذا األث ر األخ ير يل تزم ك ل من الط رفين بع دم عرقل ة‬
‫إس تعمال الط رف اآلخ ر لحق ه في اللج وء للتحكيم ‪ ،‬كم ا تل تزم مح اكم الدول ة باإلمتن اع عن‬
‫نظر النزاع المتفق على التحكيم بشأنه‪.‬‬

‫وقد تبنى المشرع الجزائري مبدأ األثر المانع التفاق التحكيم ‪ ،‬حيث نصت المادة (‬
‫‪ )1045‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة على أن ه‪ " :‬يك ون القاض ي غ ير مختص‬
‫بالفصل في موضوع النزاع ‪ ،‬إذا كانت الخصومة التحكيمية قائمة ‪ ،‬أو إذا تبين له وجود‬
‫إتفاقية تحكيم‪ ،‬على أن تثار من أحد األطراف"‪.‬‬

‫وبالتالي يترتب على وجود إتفاق التحكيم حجب قضاء الدولة عن نظر النزاع الذي‬
‫يوج د بش أنه إتف اق التحكيم(‪ ،)1‬وق د اش ترط المش رع الجزائ ري لكي يطب ق القاض ي األث ر‬
‫المانع التفاق التحكيم أن يدفع أحد أطراف النزاع بأنه يوجد إتفاق تحكيم بشأنه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ اإلختصاص باإلختصاص‬


‫‪ )(1‬علي عوض حسن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪30‬‬
‫أول مسألة إجرائية يجب لهيئة التحكيم أن تبث فيها هي التأكد من ثبوت اختصاصها‬
‫للفصل في النزاع المبرم بخصوصه إتفاق التحكيم‪ ،‬فالمحكم لكي ينظر ما يعرض عليه من‬
‫ن زاع الب د ل ه أن يق ر أوال اختصاص ه‪ ،‬ول و اقتض ى األم ر البحث في وج ود‪ ،‬وص حة‬
‫واس تمرار إتف اق التحكيم ال ذي يس تند إلي ه ط الب التحكيم إذ ه و يس تمد واليت ه من إرادة‬
‫الط رفين أي من ه ذا اإلتف اق‪ ،‬وله ذا فه و يختص ب النظر في مس ألة اختصاص ه ومب دأ‬
‫اإلختص اص باإلختص اص ال يش مل فق ط م ا يتعل ق ببطالن إتف اق التحكيم‪ ،‬وإ نم ا أيض ا م ا‬
‫(‪)1‬‬
‫يتعلق بوجوده‪ ،‬وكذا ما يتعلق بتحديد نطاق والية هيئة التحكيم‪.‬‬

‫وباس تقراء نص الم ادة (‪ )1044‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة يظه ر جلي ا‬
‫اعتراف المشرع الجزائري بمبدأ اإلختصاص باإلختصاص‪.‬‬

‫حيث نصت على أنه ‪ ":‬تفصل محكمة التحكيم في اإلختصاص الخاص بها‪ ،‬و يجب‬
‫إثارة الدفع بعدم اإلختصاص قبل أي دفاع في الموضوع ‪.‬‬

‫تفص ل محكم ة التحكيم في اختصاص ها بحكم أولي‪ ،‬إال إذا ك ان ال دفع بع دم‬
‫اإلختصاص مرتبطا بموضوع النزاع" ‪.‬‬

‫يتضح من النص السالف الذكر و أن المشرع قد وضع قيدين على مبدأ اإلختصاص‬
‫باإلختصاص‪:‬‬

‫القي‪GGGG‬د األول‪ :‬لكي تفص ل هيئ ة التحكيم في اختصاص ها بنظ ر ال نزاع يجب أن يك ون‬
‫األطراف لم يبدوا أي وجه من أوجه الدفاع في الموضوع‪.‬‬

‫القيد الثاني‪ :‬اشترط المشرع أن يكون الحكم الذي تصدره هيئة التحكيم فيما يخص تحديد‬
‫اختصاصها حكما أوليا‪ ،‬إال أنه استثنى من ذلك األحكام التي تصدر بشأن الفص ل في ال دفع‬
‫بعدم اإلختصاص ما إذا كان مرتبطا بموضوع النزاع ‪ ،‬فوجب أن يكون الفصل في هذه‬
‫الدفوع بحكم نهائي‪.‬‬

‫الفصـل الثانـي‪ :‬تشكيل هيئة التحكيم‬

‫‪ )(1‬لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.84‬‬


‫‪31‬‬
‫المحكمون على خالف قضاة محاكم الدولة ‪ ،‬يختارهم األطراف‪ ،‬وال يفرضون عليهم‬
‫ب ل أن ه ذا اإلختي ار ذاته هو أس اس ثقتهم و ال تزامهم ب الحكم ال ذي يص درونه‪ ،‬وقد يتدخل‬
‫(‪)1‬‬
‫القضاء في حاالت استثنائية لتشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫وإ ن ك ان المحكم ال يحل ف اليمين‪ ،‬وال يخض ع لنظ ام المخاص مة ال ذي يخض ع ل ه‬


‫القض اة‪ ،‬غ ير أن ه يجب أن تت وفر في ه بعض الش روط ال تي من ش أنها أن تس اعد في إتم ام‬
‫خصومة التحكيم‪.‬‬

‫كم ا ت ترتب على عاتق ه التزام ات في مواجه ة الخص وم ‪ ،‬مرتبط ة بالمهم ة الموكل ة‬
‫إليه‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق تشكيل هيئة التحكيم‬

‫األص ل أن يق وم األط راف بتع يين المحكمين وه ذا تجس يدا للط ابع اإلتف اقي للتحكيم‬
‫خصوصا في التحكيم الحر ‪ ،‬كما يمكنهم اللجوء إلى أحد مراكز ومؤسسات التحكيم الدائمة‬
‫وبالتالي يتوجب عليهم احترام لوائح هذه المراكز في موضوع تشكيل هيئة التحكيم ‪ ،‬كما‬
‫(‪)2‬‬
‫يمكن للقضاء التدخل لمساعدة األطراف في تشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التشكيل اإلتفاقي لهيئة التحكيم‬

‫يتم إختي ار المحكمين من قب ل األط راف مباش رة ‪ ،‬بع د اتف اقهم على كيفي ة ووقت‬
‫اختي ارهم‪ ،‬وعلى ع دد المحكمين‪ ،‬والتش كيل اإلتف اقي لهيئ ة التحكيم يك ون إم ا عن طري ق‬
‫التحكيم الحر‪ ،‬أو بطريقة التحكيم المؤسسي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إختيار المحكم في التحكيم الحر‬

‫جعف ر مش يمش‪ ،‬التحكيم في العق ود اإلداري ة والمدني ة والتجاري ة‪ ،‬الطبع ة االولى‪ ،‬منش ورات زين الحقوقي ة‪،2009 ،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫ص‪.109‬‬
‫‪ )(2‬طلعت محم د دوي دار‪ ،‬ض مانات التقاض ي في خص ومه التحكيم‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬منش ورات الحل بي الحقوقي ة‪ ،‬ب يروت‪،‬‬
‫لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪32‬‬
‫لألط راف في التحكيم الح ر تع يين محكم واح د‪ ،‬أو أك ثر‪ ،‬وذل ك ألن كاف ة قواع د‬
‫التحكيم لم تقيد األطراف بل أطلقت لهم مجاال واسعا للحرية في اإلتفاق على تحديد كيفية‬
‫تش كيل هيئ ة التحكيم‪ ،‬ولم تت دخل لف رض أي ن وع من اإلج راءات على األط راف‪ ،‬إال في‬
‫حالة عدم توصلهم التفاق على عدد المحكمين‪ ،‬أو وقت تشكيل هيئة التحكيم ‪ ،‬فتتولى جهة‬
‫(‪)1‬‬
‫أو سلطة أخرى تشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫وق د نص المش رع الجزائ ري في الم ادة (‪ )1041‬من ق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلدارية على أنه‪" :‬يمكن لألطراف مباشرة أو بالرجوع إلى نظام التحكيم تعيين المحكم‪،‬‬
‫أو المحكمين‪ ،‬أو تحديد شروط تعيينهم و شروط عزلهم و استبدالهم"‪.‬‬

‫وبهذا يكون المشرع الجزائري قد أعطى لألطراف الحرية الكاملة في اختيار المحكم‬
‫أو المحكمين ال ذين س تتوكل إليهم مهم ة الفص ل في ال نزاع ‪ ،‬و يع د ه ذا تجس يدا للط ابع‬
‫اإلتفاقي الذي يقوم عليه نظام التحكيم‪ ،‬حيث جعل إرادة األطراف في مركز ريادي في ما‬
‫يتعل ق بتنظيم العملي ة التحكيمي ة‪ ،‬كم ا أعط اهم الح ق في اللج وء إلى أح د هيئ ات و مراك ز‬
‫التحكيم الدائم ة لتش كيل محكم ة التحكيم‪ ،‬كم ا أعط اهم الحري ة الكامل ة في وض ع الش روط‬
‫الواجب توافرها في المحكم حتى توكل إليه مهمة الفصل في النزاع ‪ ،‬كما أعطاهم مكنة‬
‫تحديد شروط بتحققها يمكن لألطراف عزل المحكم أو استبداله‪ ،‬مع مراعاة القواعد التي‬
‫نص ت عليه ا الم واد القانوني ة في ه ذا اإلط ار كالم ادة (‪ )1018/03‬من ق إم وإ ال تي‬
‫اش ترطت أن يك ون ع زل المحكم باتف اق جمي ع األط راف‪ ،‬وهي قاع دة آم رة ال يج وز‬
‫(‪)2‬‬
‫مخالفتها‪.‬‬

‫هذا و يتضح أن المشرع الجزائري قد نص على بعض القواعد الواجب إتباعها عند‬
‫تشكيل هيئة التحكيم وهي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قاعدة وترية عدد المحكمين‬

‫يشترط المشرع الجزائري كأغلب تشريعات التحكيم ‪ ،‬أن تشكل محكمة التحكيم من‬
‫عدد فردي فأعطى لألطراف المتخاصمة مكنة اإلتفاق على اختيار محكم واحد‪ ،‬أو أكثر‬

‫‪ )(1‬محمود السيد عمر التحيوي‪ ،‬التحكيم الحر والتحكيم المقيد‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2002 ،‬ص‪.49‬‬
‫)(‪2‬‬
‫‪Alliouch-kerboua-meziani (N), OP.cit, P32.‬‬
‫‪33‬‬
‫بش رط أن يك ون الع دد وت را(‪ ،)1‬وه ذا م ا ج اءت ب ه الم ادة (‪ )1017‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدني ة و اإلداري ة و ال تي نص ت على أن‪ " :‬تتش كل محكم ة التحكيم من محكم أو ع دة‬
‫محكمين بعدد فردي "‪.‬‬

‫لإلشارة فإن القانون الفرنسي كان يجيز أن يكون عدد هيئة التحكيم زوجيا ‪ ،‬ثم عدل‬
‫هذا الحكم بموجب نص المادة (‪ )1453‬و أصبح يشترط الوترية عند تشكيل هيئة التحكيم‬
‫ل ذلك فإعم ال مب دأ الوتري ة عن د تش كيل هيئ ة التحكيم يعت بر أساس ا لتفعي ل م يزة مهم ة من‬
‫ميزات التحكيم‪ ،‬والتي من أهمها السرعة في عملية الفصل في الخصومة التحكيمية‪ ،‬حيث‬
‫(‪)2‬‬
‫أن وترية العدد تسهل وتسرع الفصل في الخصومة التحكيمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إتفاق األطراف حول كيفية إختيار المحكم‪.‬‬

‫جع ل المش رع الجزائ ري إختي ار المحكم أو المحكمين بواس طة إرادة المحتكمين هي‬
‫الطريقة األساسية مقدمة على باقي الطرق التي يمكن أن تتخذ سبيال الختيارهم سواء عن‬
‫طريق مراكز التحكيم المختلفة أو عن طريق المحكمة المختصة‪.‬‬

‫وفي ه ذا المج ال نص ت الم واد (‪ )1008/2‬و (‪ )1012/2‬من ق انون اإلج راءات‬


‫المدني ة واإلداري ة على أن ه‪ " :‬يجب أن يتض من ش رط التحكيم أو مش ارطة التحكيم تحت‬
‫طائلة البطالن ذكر أسماء المحكمين أو كيفية تعيينهم"‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مراعاة مبدأ المساواة في اختيار المحكمين‬

‫إن الحرية التي منحتها قوانين وتشريعات التحكيم المختلفة لألطراف في اختيار هيئة‬
‫التحكيم ي رد عليه ا قي د ج وهري يتعل ق بالنظ ام الع ام‪ ،‬وه و ض رورة مراع اة المس اواة بين‬
‫الط رفين في عملي ة اختي ار و تش كيل هيئ ة التحكيم‪ ،‬و ي ترتب على ذل ك بطالن ك ل ش رط‬
‫يقض ي باس تقالل أح دهما دون اآلخ ر باإلختي ار‪ ،‬أو أن يك ون ألح دهما اختي ار األغلبي ة‪،‬‬
‫بربارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منشورات بغدادي‪ ،‬الجزائ ر‪،2009 ،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫ص‪.542‬‬
‫نبي ل ص قر‪ ،‬الوس يط في ش رح ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‪ ،‬دار اله دى‪ ،‬عين مليل ة‪ ،‬الجزائ ر‪ ،2008 ،‬ص‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪.567‬‬
‫‪34‬‬
‫ولآلخر اختيار األقلية ‪ ،‬أو يقضي باستقالل المحكم المختار من قبل أحد األطراف بالفصل‬
‫في النزاع في حالة تخلف الطرف اآلخر عن اختيار محكمه(‪.)1‬‬

‫وإ ذا ك ان المش رع الجزائ ري لم ينص ص راحة على مب دأ المس اواة بين األط راف في‬
‫تشكيل هيئة التحكيم فمرجع ذلك أن مبدأ المساواة يعد من المبادئ األساسية في التقاضي‪،‬‬
‫مم ا يع ني أن ه يجب إعمال ه عن د تش كيل محكم ة التحكيم‪ ،‬وإ ال ك ان حكم التحكيم عرض ة‬
‫للطعن بالبطالن لتعلق مبدأ المساواة كباقي مبادئ التقاضي األساسية بالنظام العام(‪.)2‬‬

‫والشك أن عدم مراعاة مبدأ المساواة بين الخصوم في اختيار المحكمين يعد مخالفة‬
‫جوهرية لحقوق الدفاع األساسية التي تبرر رفض تنفيذ الحكم فيما بعد و بطالنه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيل هيئة التحكيم في التحكيم المؤسسي‬

‫قد يرغب المحتكمين عند تشكيلهم لهيئة التحكيم في اللجوء ألحد مراكز أو مؤسسات‬
‫التحكيم الدائم ة‪ ،‬وإ تب اع قواع دها لتع يين المحكمين‪ ،‬ه ذا و ق د تخض ع العملي ة التحكيمي ة‬
‫برمته ا لقواع د المرك ز ( مث ال غرف ة التج ارة الدولي ة بب اريس أو محكم ة تحكيم لن دن‪ ،‬أو‬
‫مركز القاهرة اإلقليمي للتحكيم التجاري الدولي ‪.....‬الخ) ‪ ،‬أو تخضع له بعض مراحلها‪،‬‬
‫وذلك مرتبط بإرادة األطراف‪.‬‬

‫واالس تعانة بنظ ام التحكيم المؤسس ي ال يس لب حري ة األط راف في اختي ار محكميهم‪،‬‬
‫وأن سلطة هذه الهيئات في اختيار المحكم لها طابع احتياطي ‪ ،‬فال تبادر إلى تعيينه إال بعد‬
‫التثبت من فشل األط راف أو امتناع أح دهم عن اختياره ‪ ،‬فاالستعانة باألنظمة المؤسسية‬
‫مش روط بع دم اإلخالل بالح د األدنى من الض مانات ال واجب توافره ا عن د تش كيل محكم ة‬
‫التحكيم ‪ ،‬و سالمة اإلجراءات‪ ،‬واتساقها مع المبادئ القانونية(‪.)3‬‬

‫وفيم ا يلي س وف نع رض كيفي ة اختي ار هيئ ة التحكيم و تش كيلها وفق ا لقواع د بعض‬
‫المنظمات الدولية و منها‪:‬‬

‫أبو العال النمر‪ ،‬المركز القانوني للمحكم في خصومة التحكيم‪ ،‬الطبعة األ‪,‬لى‪ ،‬دار أبو مجد للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ ،2006‬ص ‪230‬‬
‫‪ )(2‬ماهر محمد حامد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪ )(3‬هدى محمد مجدي عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪35‬‬
‫أوال‪ /‬تشكيل محكمة التحكيم وفقا لقواعد غرفة التجارة الدولية بباريس‪:‬‬

‫ه ذا النظ ام ي ترك الحري ة ألط راف عق د التحكيم في اختي ار المحكم أو المحكمين‪ ،‬إال‬
‫أن ه وبم وجب الم واد من (‪ 07‬إلى ‪ )12‬من نفس النظ ام ع الج جمي ع الف روض ال تي يتحق ق‬
‫فيها عدم اتفاق األطراف على اختيار المحكم‪ ،‬أو تخلف أحدهم عن تعيين محكمه‪ ،‬فسواء‬
‫ك انت هيئ ة التحكيم مكون ة من محكم منف رد‪ ،‬أو من ثالث ة محكمين‪ ،‬ولم يتف ق األط راف‬
‫عليهم خالل ثالثين (‪ )30‬يوما اعتبارا من يوم استالم تبليغ طلب التحكيم للطرف اآلخر‪،‬‬
‫أو ض من أي مهل ة إض افية منحته ا األمان ة العام ة لهيئ ة التحكيم الدولي ة‪ ،‬ف إن هيئ ة التحكيم‬
‫الدولية تتولى التعيين‪ ،‬باالستعانة باللجان الوطنية التابعة لغرفة التجارة الدولية‪ ،‬وهنا نفرق‬
‫بين حالتين‪:‬‬

‫الحال‪GGG‬ة األولى‪ :‬إذا ك ان المحكم ال ذي تن وي تعيين ه ه و المحكم المنف رد أو رئيس هيئ ة‬


‫التحكيم‪ ،‬هن ا تباش ر هيئ ة التحكيم الدولي ة مهم ة التع يين بن اء على اق تراح لجن ة وطني ة من‬
‫اللج ان الوطني ة التابع ة لغرف ة التج ارة الدولي ة‪ ،‬وال تي تعتبره ا مالئم ة‪ ،‬ف إذا لم تقب ل الهيئ ة‬
‫بهذا االقتراح‪ ،‬أو إذا لم تقدم هذه اللجنة الوطنية اإلقتراح المطلوب خالل المهلة الممنوحة‬
‫من الهيئة‪،‬فيجوز للهيئة إما أن تكرر طلبها ‪ ،‬و إما أن تتوجه بطلبها هذا إلى لجنة وطنية‬
‫أخرى تعتبرها مالئمة (‪.)1‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا تخل ف أح د أط راف عن تع يين محكم ه‪ ،‬تباش ر الهيئ ة تع يين ه ذا المحكم‬
‫بن اء على اق تراح اللجن ة الوطني ة للبل د ال ذي ينتمي ل ه الط رف‪ ،‬وإ ذا لم تقب ل الهيئ ة به ذا‬
‫االقتراح‪ ،‬أو أن هذه اللجنة الوطنية لم تتقدم باإلقتراح المطلوب خالل المهلة الممنوحة من‬
‫الهيئ ة‪ ،‬أو إذا ك ان الط رف المعين ينتمي لبل د لم تش كل ب ه لجن ة وطني ة‪ ،‬ف إن للهيئ ة حينئ ذ‬
‫اختيار من تعتبره مؤهال‪ ،‬وعلى األمانة العامة أن تعلم اللجنة الوطنية للبلد الذي ينتمي إليه‬
‫الشخص المختار إن وجدت هذه اللجنة(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ /‬تعيين المحكم وفقا لقواعد اتفاقية عمان العربية‪:‬‬

‫‪ )(1‬أنظر المادة (‪ )9/8‬من نظام تحكيم غرفة التجارة الدولية بباريس‪.‬‬


‫‪ )(2‬أنظر المادة (‪ )9/6‬من نفس النظام‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫أقرت هذه اإلتفاقية من مجلس وزراء العدل العرب في دورته الخامسة المنعقدة في‬
‫‪ 14/04/1987‬بعمان وقد عالجت تشكيل هيئ ة التحكيم في المواد من (‪ 14‬إلى ‪ )18‬و قد‬
‫نص ت في الم ادة (‪ )14‬على أن‪" :‬يع د مجلس اإلدارة س نويا قائم ة بأس ماء المحكمين من‬
‫كبار رجال القانون‪ ،‬والقضاء‪ ،‬أو ذوي الخبرة العالمية‪ ،‬واالطالع الواسع في التجارة‪ ،‬أو‬
‫الصناعة‪ ،‬ومتمتعين باألخالق العالية و السمعة الحسنة"‪.‬‬

‫كم ا نص ت قواع د اإلتفاقي ة على أداء المحكمين اليمين أم ام رئيس المرك ز أو من‬
‫ينوب ه‪ ،‬قب ل مباش رة مه امهم‪ ،‬وتت ألف هيئ ة التحكيم من ثالث ة أعض اء‪ ،‬و يج وز للط رفين‬
‫اإلتفاق على محكم واحد‪.‬‬

‫وفي حال ة ع دم إتف اق األط راف على اختي ار هيئ ة التحكيم ف إن اإلتفاقي ة ق د وض عت‬
‫إجراءت يسير عليها األطراف لتشكيل هيئة التحكيم تتمثل في التالي‪:‬‬

‫‪ -‬حس ب الم ادة (‪ )18/1‬من اإلتفاقي ة إذا لم يخ تر ط الب التحكيم المحكم خالل م دة أس بوع‬
‫من تاريخ تقديمه لطلب التحكيم ‪ ،‬فإن مكتب المركز يقوم بتعيينه‪.‬‬

‫‪ -‬إذا لم يخ تر الط رف المطل وب التحكيم ض ده محكم ه خالل ‪ 30‬يوم ا من ت اريخ تبليغ ه‬


‫بطلب التحكيم فإن مكتب المركز يتولى تعيين المحكم‪.‬‬

‫‪ -‬كما يقوم مكتب المركز بدعوة األطراف لإلتفاق على اختيار المحكم الثالث الذي يترأس‬
‫هيئ ة التحكيم ‪ ،‬ف إن اتفق وا وقعت‪ ،‬وإ ن لم يتفق وا‪ ،‬فيت ولى المكتب تعيين ه بع د ‪ 30‬يوم ا من‬
‫تاريخ دعوة األطراف لإلتفاق على اختيار رئيس هيئة التحكيم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعيين المحكم بواسطة القضاء‬

‫القض اء ل ه دور احتي اطي في تش كيل هيئ ة التحكيم‪ ،‬ال يتم اللج وء إلي ه إال في حال ة‬
‫اختالف األط راف وع دم اتف اقهم على تش كيل هيئ ة التحكيم‪ ،‬وق د يك ون للمح اكم الوطني ة‬
‫الدور األساسي في حال اتفاق األطراف على أن المحكمة المختصة هي التي تتولى مهمة‬
‫تشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫وق د راعى المش رع أن يك ون ت دخل القض اء بالق در المطل وب ( ال دور االحتي اطي)‪،‬‬
‫وضمن أسباب و ضوابط يتوجب مراعاتها في تشكيل هيئة التحكيم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدور االحتياطي للقضاء الوطني في تعيين المحكم‬

‫إن المحتكم حين يتف ق على ح ل ال نزاع عن طري ق التحكيم ال يتن ازل عن حق ه في‬
‫اللجوء إلى القضاء‪ ،‬هذا األخير الذي يتدخل لمساعدة األطراف على تشكيل هيئة التحكيم‬
‫(‪)1‬‬
‫في حالة اختالفهم‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد عالج المشرع الجزائري الصعوبات التي تواجه األطراف في تشكيل‬
‫محكمة التحكيم سواء إذا تخلف أحد األطراف عن تعيين محكمه‪ ،‬أو إذا صادف األطراف‬
‫عقب ات في استكمال تش كيل الهيئة كم ا في حال ة اختالفهم في تع يين المحكم الثالث ‪ ،‬وذلك‬
‫بموجب المادة (‪ )1041‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬والتي ميز فيها المشرع‬
‫بين التحكيم ال ذي يج ري في الجزائ ر والتحكيم ال ذي يج ري في الخ ارج واخت ار األط راف‬
‫(‪)2‬‬
‫تطبيق أحكام القانون الجزائري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحكيم التجاري الذي يجري في الجزائر‪ ،‬إذا اعترضته صعوبة بشأن تشكيل محكمة‬
‫التحكيم للط رف ال ذي يهم ه التعجي ل أن يلج أ إلى رئيس المحكم ة ال تي يج ري في دائ رة‬
‫اختصاصها التحكيم ‪ ،‬أي رئيس محكمة مكان التحكيم‪.‬‬

‫ثاني‪GG‬ا‪ :‬التحكيم التج اري ال دولي ال ذي يج ري في الخ ارج‪ ،‬واخت ار أطراف ه تط بيق أحك ام‬
‫الق انون الجزائ ري و في ه أعطى المش رع للط رف ال ذي يهم ه أم ر تعجي ل تش كيل محكم ة‬
‫التحكيم ح ق اللج وء إلى رئيس محكم ة الجزائ ر‪ ،‬لتع يين محكم الط رف ال ذي تق اعس عن‬
‫تعيين محكمه ‪ ،‬أو تعيين المحكم المرجح الذي اختلف األطراف حول تعيينه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحكمة المختصة و كيفية اللجوء لها‬

‫خلي ل بوص نوبرة‪ ،‬الت دخل القض ائي في مج ال التحكيم التج اري ال دولي في التش ريع الجزائ ري‪ ،‬المجل ة القض ائية‬ ‫‪)(1‬‬

‫الصادرة عن المحكمة العليا ‪ ،‬العدد ‪ ،02‬ص‪.127‬‬


‫‪ )(2‬أمال يدر‪ ،‬الرقابة القضائية على التحكيم التجاري‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.30‬‬
‫‪38‬‬
‫إذا ك ان المش رع الجزائ ري ق د منح االختص اص في تش كيل هيئ ة التحكيم في التحكيم‬
‫الداخلي للمحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها محل إبرام العقد‪ ،‬أو محل تنفيذه‪ ،‬وذلك‬
‫بناء على طلب أحد األطراف‪ ،‬أو كالهما‪ ،‬فإنه في مجال التحكيم التجاري الدولي قد ف رق‬
‫(‪)1‬‬
‫بين حالتين‪:‬‬

‫األولى‪ :‬إذا ك ان التحكيم التج اري ال دولي يج ري في الجزائ ر‪ ،‬فاالختص اص ي ؤول ل رئيس‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها التحكيم‪.‬‬

‫أما الثانية‪ :‬إذا كان التحكيم يجري في الخارج ‪ ،‬واتفق أطرافه على تطبيق أحكام القانون‬
‫الجزائري فاالختصاص يؤول لرئيس محكمة الجزائر العاصمة‪.‬‬

‫وتق وم المحكم ة بتع يين المحكم أو المحكمين بن اء على طلب من أح د الط رفين‪ ،‬فال‬
‫تق وم المحكم ة ب اإلجراء من تلق اء نفس ها‪ ،‬ويتم تقديم ه إلى رئيس المحكم ة المختص ة‪ ،‬ولم‬
‫يح دد الق انون كيفي ة رف ع الطلب بم وجب أم ر على ذي ل عريض ة‪ ،‬أو عريض ة دع وى‬
‫(‪)2‬‬
‫قضائية‪.‬‬

‫ويرى جانب من الفقه أنه من صالح الطرفين أن يتم الطلب بموجب عريضة افتتاح‬
‫دعوى حتى تتمكن المحكمة من سماع الطرف اآلخر‪ ،‬تحقيقا لمبدأ المواجهة للتأكد ما إذا‬
‫كان هناك فعال خالف حول تشكيل هيئة التحكيم من عدمه‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في المحكم‬

‫ح رص المش رع على وض ع بعض الض وابط ال تي يجب توافره ا في من ي وّلى مهم ة‬


‫التحكيم نظ را لكون ه أعطى األط راف الحري ة في اختي ار ش خص المحكم‪ ،‬باعتب ار أن الثق ة‬
‫في شخصه هي السبب الرئيسي الذي يتم بناء عليه اختيار المحكم‪ ،‬فهذه السلطة الواسعة‬

‫‪ )(1‬بربارة عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.552‬‬


‫‪ )(2‬أمال يدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪39‬‬
‫ألط راف التحكيم ليست مطلقة بل تخضع لض وابط و شروط نصت عليها قوانين التحكيم‬
‫(‪)1‬‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط القانونية ( الوجوبية)‬

‫نص المشرع على ضرورة تمتع المحكم باألهلية‪ ،‬وأكد على مبدأ اإلس تقالل والحي اد‪،‬‬
‫كشروط يجب توفرها في المحكم‪ ،‬وتعد هذه الشروط من النظام العام نظرا ألن المش رع لم‬
‫(‪)2‬‬
‫يترك أمر تقديرها ألطراف التحكيم‪ ،‬وإ نما أوجب توافرها في من يتوّلى هذا العمل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬ضرورة تمتع المحكم باألهلية‬

‫يش ترط في المحكم أن يك ون متمتع ا باألهلي ة القانوني ة و أال يص يبه ع ارض من‬
‫ع وارض األهلي ة‪ ،‬س واء ك ان اختي ار المحكم بواس طة أط راف التحكيم أو المحكم ة‪ ،‬و يتم‬
‫تحديد األهلية وشروطها وفقا ألحكام القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫حيث نص المش رع الجزائ ري في الم ادة (‪ )1014‬من ق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلداري ة على أن ه‪ " :‬ال تس ند مهم ة التحكيم لش خص ط بيعي‪ ،‬إال إذا ك ان متمتع ا بحقوق ه‬
‫المدنية"‪.‬‬

‫وعلى هذا يشترط في من يعتلي منصة التحكيم ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يك ون بالغ ا س ن الرش د‪ ،‬لم يص به ع ارض من ع وارض األهلي ة ك الجنون والعت ه‪،‬‬
‫السفه والغفلة‪.‬‬

‫‪ -‬أال يك ون محروم ا من حقوق ه المدني ة (إث ر الحكم علي ه في جناي ة أو جنح ة أو في حال ة‬
‫شهر إفالسه)‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الحيدة‪ ،‬واإلستقالل‪.‬‬

‫م اهر محم د حام د‪ ،‬النظ ام الق انوني للمحكم في التحكيم في التحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬دار الكتب القانوني ة‪ ،‬مص ر‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ ،2011‬ص‪.111‬‬
‫‪ )(2‬لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.146‬‬
‫‪40‬‬
‫يق وم التحكيم على الثق ة المتبادل ة بين أطراف ه في محكميهم‪ ،‬ل ذلك يجب أن يت وافر في‬
‫المحكم الحياد واإلستقاللية عن الخصوم(‪.)1‬‬

‫وقد جعل المشرع الجزائري على عاتق المحكم التزام مهم أال وهو إخط ار األط راف‬
‫عن كل الظروف ال تي من ش أنها أن تثير الشكوك حول حيدت ه و استقالله من تلق اء نفسه‬
‫بحيث ال يمكن ه مباش رة مهام ه إال بع د إبالغهم به ذه الظ روف‪ ،‬وقب ل األط راف ص راحة‬
‫قيامه بالمهمة وهذا ما نصت عليه الفقرة الثانية من المادة (‪ )1015‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫وقد جعل المشرع الجزائري من اإلستقاللية أحد األسباب التي تؤدي إلى رد المحكم‬
‫وذل ك طبق ا للفق رة الثالث ة للم ادة (‪)1016‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة وال تي‬
‫نصت على أنه‪ " :‬عندما تتبين شبهة مشروعه في استقاللية المحكم‪ ،‬ال سيما بسبب وجود‬
‫مصلحة أو عالقة اقتصادية أو عائلية مع أحد األطراف مباشرة أو عن طريق وسيط "‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلستقالل‬

‫اإلستقالل يعني عدم التبعية‪ ،‬ويمكن إثباته وتقديره بالرجوع إلى المظاهر الخارجية‪،‬‬
‫فه و أمر واق ع م ادي‪ ،‬بعكس " ع دم الحي اد" فه و حال ة نفس ية تستش ف من ممارسة وس لوك‬
‫(‪)2‬‬
‫المحكم‪.‬‬

‫واستقالل المحكم ضمانة هامة لعدالة حكمه ‪ ،‬فيجب أن يستمر استقالل المحكم حتى‬
‫صدور الحكم وال يكون ذلك إال من خالل تحقق ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬انتفاء مصلحته في النزاع‬

‫‪ -‬استقالل المحكم عن أطراف النزاع‬

‫‪-‬اس تقالل المحكم عن الغ ير أي ع دم خض وعه ألي م ؤثرات خارجي ة ت ؤثر على إدارت ه‬
‫للخصومة التحكيمية‪.‬‬
‫)(‪1‬‬
‫‪jean francois poudret et sebastien besson , droit compare de l'arbitrage internatioal L-G-D-‬‬
‫‪J , 2002,P,366‬‬

‫‪ )(2‬ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪41‬‬
‫ثانيا‪/‬مفهوم الحيدة‪:‬‬

‫ويقصد بحياد المحكم عدم ميله أو تحيزه ألحد األطراف‪ ،‬أي أنها مسألة شخصية أو‬
‫حالة نفسية تعني خلو المحكم من أي ميل ‪ ،‬أو تعاطف مسبق مع وجهة نظر أحد الخصوم‬
‫(‪)1‬‬
‫في النزاع الذي سيفصل فيه بغض النظر عن الطريقة التي تم اختياره بها‪.‬‬

‫وحي اد المحكم يتأك د من مس لكه غ ير المتح يز‪ ،‬وذل ك بع دم محابات ه ألح د الخص وم‪،‬‬
‫وبتوف يره الظ روف المالئم ة في التحكيم بع دل دونم ا تح يز‪ ،‬وت أثر بض غوط خارجي ة‪ ،‬أو‬
‫خشية االنتقاد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط اإلتفاقية الواجب توافرها في المحكم‬

‫أعطت النظم و التش ريعات لألط راف المحتكمين الحري ة الكامل ة في تحدي د ص فات‬
‫وش روط مختلف ة في من يختارون ه محكم ا‪ ،‬ومن ه ذه الش روط أن يك ون المحكم من جنسية‬
‫معينة‪ ،‬أو من جنس محدد‪ ،‬أو من ديانة معينة‪ ،‬أو أن يكون المحكم ذا خبرة و كفاءة ‪ ،‬أو‬
‫أن يكون صاحب مهنة أو وظيفة ما وسنتناولها كما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬جنس المحكم و جنسيته‬

‫لم تشترط أغلب التشريعات بما فيها الجزائري أن يكون المحكم من جنس أو جنسية‬
‫مح ددة‪ ،‬فيم ا أن ألط راف الخص ومة اإلتف اق على ذل ك‪ ،‬أي أن ه أم ر م تروك لحري ة‬
‫األطراف‪.‬‬

‫وقد نصت المادة (‪ )16‬من ق انون التحكيم المصري على أنه‪ " :‬ال يشترط أن يكون‬
‫المحكم من جنس أو جنس ية معين ة إال إذا اتف ق طرف ا التحكيم أو نص الق انون على غ ير‬
‫ذلك"‪ ،‬و مع هذا فإن هناك بعض األنظمة التي اشترطت أن يكون المحكم وطنيا‪ ،‬اعتبارا‬
‫ب أن التحكيم ن وع من القض اء ينبغي أال يت واله األج انب‪ ،‬ومن بينه ا تش ريعات أمريك ا‬
‫الالتينية مثل شيلي و كولومبيا(‪.)2‬‬

‫‪ )(1‬ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.122-121‬‬
‫‪ )(2‬خالد محمد القاضي ‪ ،‬موسوعة التحكيم الدولي ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الشروق‪ ، 2002‬ص ‪.212‬‬
‫‪42‬‬
‫في حين ي رى البعض اآلخ ر من الفق ه على أن جنس ية المحكم له ا ت أثير كب ير على‬
‫اس تقالليته ‪ ،‬مم ا ينعكس ب دوره على ق راره بش أن ال نزاع‪ ،‬ف اختالف الجنس ية يعت بر أك ثر‬
‫ضمانا للحياد والعدالة(‪.)1‬‬

‫أم ا البعض اآلخ ر من األنظم ة و مراك ز التحكيم فق د ف رقت بين جنس ية المحكمين‬
‫المعينين من قبل األطراف‪ ،‬وبين جنسية المحكم الوحيد أو رئيس هيئة التحكيم‪ ،‬واشترطت‬
‫أن يكون المحكم الرئيس ينتمي لجنسية مغايرة لجنسية الخصوم ضمانا لحياده‪ ،‬ومن بينها‬
‫مركز القاهرة اإلقليمي في مادته السادسة‪ ،‬والمادتان السادسة و السابعة من قواعد التحكيم‬
‫ال تي وض عتها لجن ة األمم المتح دة (‪ )CNUDCI‬والم ادة الثامن ة عش ر من اتفاقي ة عم ان‬
‫العربية للتحكيم التجاري لسنة ‪.1987‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خبرة و كفاءة المحكم‬

‫من الخي ارات المتروك ة لألط راف إمكاني ة اتف اقهم على اش تراط الخ برة والكف اءة في‬
‫المحكم الذي سوف يختارونه للقيام بإدارة العملية التحكيمية‪ ،‬ولم تشترط أغلب التشريعات‬
‫خبرة معينة في المحكم‪ ،‬أو تمتعه بدرجة معينة من الثقافة(‪ ،)2‬لكن البعض منها اشترط أن‬
‫يك ون المحكم من ذوي الخ برة‪ ،‬وحس ن الس يرة والس لوك ومثاله ا نظ ام التحكيم الس عودي‬
‫ال ذي تنص مادت ه الرابع ة على أن ه‪ " :‬يش ترط في المحكم أن يك ون من ذوي الخ برة حس ن‬
‫السيرة و السلوك"‪ ،‬إال أن أغلب األنظمة و التشريعات قد سكتت عن هذا الشرط و تركت‬
‫األمر لتقدير طرفي التحكيم‪ ،‬ومنها التشريعين المصري والجزائري الذين لم يشترطا في‬
‫المحكم خبرة معينة‪.‬‬

‫ويعت بر البحث من قب ل األط راف عن المحكم ال ذي يمتل ك المه ارات والكف اءة‬
‫المتخصص ة من األس باب المهم ة لع زوف األط راف عن القض اء مفض لين اللج وء إلى‬
‫التحكيم ‪ ،‬فيتوجب أن يكون المحكم متمتع بقدر من الكفاءة و الخبرة القانونية و الفنية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬شروط تولي القاضي مهمة التحكيم‬

‫‪)(1‬هدى محمد مجدي عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.98- 97‬‬
‫ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري والدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪43‬‬
‫لم ي بين المش رع الجزائ ري موقف ه من إمكاني ة ت ولي القاض ي مهم ة المحكم ‪ ،‬ل ذلك‬
‫سنتطرق للتشريع المصري‪ ،‬من خالل قانون السلطة القضائية رقم (‪ )46‬لسنة ‪ 1972‬في‬
‫التي ال تجيز للقاضي أن يكون محكما إال في حاالت ثالث هي‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫المادة (‪)63‬‬

‫‪ -1‬يجوز للقاضي أن يكون محكما بعد موافقة المجلس األعلى للهيئات القضائية‪.‬‬

‫‪ -2‬يج وز للقاض ي أن يك ون محكم ا ب دون موافق ة المجلس األعلى للهيئ ات القض ائية إذا ك ان‬
‫أحد أطراف النزاع من أقاربه أو أصهاره حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬

‫‪ -3‬كما يجوز له ذلك‪ ،‬عندما تكون الدولة أو إحدى الهيئات العامة أحد طرفي النزاع‪.‬‬

‫وعلى ال رغم من ه ذا النص الص ريح إال أن االجته اد القض ائي في مص ر عن د نظ ره في‬
‫بطالن حكم التحكيم بسبب أن التشكيلة تضم قاضي لم يحصل على موافقة المجلس األعلى‬
‫للهيئات القضائية‪ ،‬قد قضى برفض طلب البطالن ‪ ،‬على أساس عدم حصول القاضي على‬
‫موافقة المجلس األعلى للهيئات القضائية يترتب عليه مساءلة تأديبية للقاضي الذي ترأس‬
‫الهيئة ‪ ،‬و ليس بطالن عمله في هيئة التحكيم(‪.)2‬‬

‫أم ا في فرنس ا فيش ترط لت ولي القاض ي مهم ة المحكم أن يحص ل على تص ريح من‬
‫رئيس المحكمة(‪.)3‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬التزامات المحكم‬

‫تنص المادة (‪ ،)63‬على أنه‪ » :‬ال يجوز للقاضي بغير موافقة مجلس القضاء األعلى‪ ،‬أن يكون محكما ولو بغير أجر‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫ولو كان غير مطروح على القضاء‪ ،‬إال أذا كان أحد أطراف النزاع من أقاربه أو أصهاره حتى الدرجة الرابعة‪.‬‬
‫كما ال يجوز بغير موافقة المجلس المذكور ندب القاضي ليكون محكما عن الحكومة أو إحدى الهيئات العامة م تى ك انت‬
‫طرف ا في ن زاع ي راد فض ه بطري ق التحكيم‪ ،‬وفي ه ذه الحال ة يت ولى ه ذا المجلس وح ده تحدي د المكاف أة ال تي يس تحقها‬
‫القاضي « ‪.‬‬
‫اس تئناف الق اهرة دائ رة ‪ 91‬تج اري في ال دعوى ‪ 37‬لس نة ‪11‬ق ‪ ،‬جلس ة ‪ 29/01/2003‬أش ار إلي ه لزه ر بن س عيد‪،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184 ، 183‬‬


‫)(‪3‬‬
‫‪BELLET (p) ,le juge- arbitre, revue de l'arbitrage,1980,p394-‬‬

‫‪44‬‬
‫لق د س عى المش رع إلى تقري ر ع دة إلتزام ات تقي د المحكم أثن اء نظ ر ال نزاع م ع ت رك‬
‫المج ال واس عا أم ام حري ة و إرادة األط راف في التخفي ف من ه ذه اإللتزام ات‪ ،‬أو اش تراط‬
‫المزيد منها على المحكم المختار من قبلهم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزامات المحكم القانونية‬

‫هناك التزامات قانونية أوجبها المشرع على المحكم‪ ،‬والتي تبدأ من مرحلة ترشيحه‬
‫للمهمة التحكيمية لكن أغلبية هذه االلتزامات ال تطبق إال عند قبوله للمهمة التحكيمية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات المحكم في مرحلة الترشيح لمهمة التحكيم‬

‫يلزم المحكم في مرحلة الترشيح أن يبدي قبوله للمهمة‪ ،‬وأن يفصح عن كل ما يثير‬
‫الشكوك حول حيدته أو استقالله ‪ ،‬لكي يكون بعيدا عن الشبهات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قبول المحكم لمهمة التحكيم‬

‫حسب نص المادة (‪ )1015‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية اشترط المشرع‬


‫الجزائ ري أن يب دي المحكم أو المحكم ون قب ولهم ص راحة و إال اعت بر تش كيل محكم ة‬
‫التحكيم غير صحيح‪ ،‬غير أن المشرع لم يحدد الطريقة التي يبدي به ا المحكم أو المحكمين‬
‫قبولهم لتولي المهمة‪ ،‬على عكس قانون التحكيم المصري الذي اشترط صراحة في المادة‬
‫(‪ )16‬على أن يكون قبول المحكم القيام بالمهمة كتابة‪.‬‬

‫‪‬مالحظة ‪ :1‬ه ذا يع ني أن المش رع لم يح دد ش كال معين ا للكتاب ة إثبات ا للقب ول‪ ،‬إال أنن ا ن رى‬
‫ب أن الكتاب ة ض رورية الرتب اط ت اريخ قب ول المحكم بالمهم ة م ع م دة التحكيم‪ ،‬ألن أغلبي ة‬
‫التشريعات تحدد ميعاد إصدار حكم التحكيم من تاريخ قبول المحكم لمهمة التحكيم‪ ،‬وعلى‬
‫سبيل المثال أن المشرع الجزائري حدد ميعاد إصدار الحكم التحكيمي في المادة (‪)1018‬‬
‫بأربع ة أش هر تب دأ من ت اريخ تع يين المحكمين‪ ،‬في حال ة تخل ف اتف اق األط راف عن تحدي د‬
‫مدته‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪‬مالحظ‪GG‬ة‪ : 2‬المحكم ح ر في قب ول أو رفض ه ذه المهم ة‪ ،‬ويج وز أن يع تزل عن القي ام‬
‫بالمهمة قبل البدء في الخصومة أو بعدها‪ ،‬وهنا يتدخل القضاء لتعيين المحكم البديل طبقا‬
‫لنص المادة (‪ )1041‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬التزام المحكم باإلفصاح عند قبوله للمهمة‪:‬‬

‫ويقص د باإلفص اح اإلل تزام بالتص ريح و بإحاط ة األط راف بص لته الس ابقة أو الحالي ة‬
‫بموضوع النزاع و أطرافه و ممثليهم‪ ،‬وقد نصت المادة (‪ )1015/2‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدني ة واإلداري ة على ض رورة إفص اح المحكم عن أي ة ظ روف من ش أنها إث ارة ش كوك‬
‫حول استقالليته أو حيدته‪.‬‬

‫وع دم اإلفص اح يثبت ع دم حي دة المحكم و اس تقالله‪ ،‬م ا يفق د ثق ة األط راف في ه و ق د‬


‫أج از المش رع لألط راف ح ق رد المحكم طبق ا للم ادة (‪ )1016‬كج زاء لع دم إفص احه عن‬
‫الوقائع التي تمس حيدته و استقالله‪.‬‬

‫كما يعد أيضا سببا إلبط ال الحكم إذا تبين لألطراف عدم إفص اح المحكم عن وقائع‬
‫تمس حيدت ه و اس تقالله بع د ص دور الحكم‪ ،‬فتع يين المحكم ال يع د ص حيحا قانون ا‪ ،‬م الم‬
‫(‪)1‬‬
‫يستوف شروطه‪ ،‬و منها اإلفصاح‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزامات المحكم أثناء سير خصومة التحكيم‬

‫من ه ذه االلتزام ات الجوهري ة ال تي يتقي د به ا المحكم‪ ،‬مراع اة المب ادئ األساس ية في‬
‫التقاضي ومراعاة النظام العام‪ )2(،‬وكذلك التزامه بالحياد تجاه أطراف الخصومة ‪.‬فسواء‬
‫ك ان مص در إج راءات التحكيم اتف اق الط رفين أو إرادة المحكم‪ ،‬فيل تزم األخ ير ب احترام‬
‫المبادئ األساسية في التقاضي ومراعاة حقوق الدفاع األساسية للطرفين‪ ،‬ووجوب حصول‬
‫اإلجراءات في مواجهة الخصوم و أهم هذه المبادئ‪:‬‬

‫‪-‬مبدأ المساواة بين الخصوم‬

‫ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.141‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫ماهر محمد حامد‪ ،‬أثر النظام العام في الحد من اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127-126‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪46‬‬
‫‪-‬مبدأ المواجهة‬

‫‪-‬احترام حقوق األطراف في الدفاع‬

‫‪-‬التزام المحكم بالحياد واالستقالل و الموضوعية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التزامات المحكم في مرحلة إصدار الحكم‬

‫يق ع على المحكم خالل مرحل ة إص دار الحكم العدي د من االلتزام ات القانوني ة‬
‫واالتفاقية‪ ،‬هذه االلتزامات تعد من مقومات حكم التحكيم التي قد يؤدي إغفالها إلى بطالن‬
‫حكم التحكيم‪.‬‬

‫وبالت الي يل تزم المحكم بمراع اة الش روط الش كلية و الش روط الموض وعية ‪ ،‬كالتزام ه‬
‫بتسبيب الحكم وإ صداره في المدة التي حددها األطراف أو المحددة قانونا‪.‬‬

‫أوال‪ /‬التزام المحكم بتسبيب الحكم‪:‬‬

‫ويقصد بالتسبيب بيان الحجج واألدلة القانونية والواقعية التي اعتمد عليها المحكم في‬
‫اص دار حكم ه و ق د نص ت الم ادة (‪ )1027‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة على‬
‫وجوب تسبيب حكم التحكيم‪ ،‬وعدم التسبيب يترتب عليه البطالن طبقا للفقرة الخامسة من‬
‫المادة (‪ )1056‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬

‫ه ذا على عكس المش رع المص ري فق د نص في الم ادة (‪ )43‬من ق انون التحكيم على‬
‫وجوب تسبيب حكم التحكيم مالم يتفق أطراف التحكيم على خالف ذلك‪.‬‬

‫وقد ذهب جانب فقهي(‪ )1‬إلى أن هذا االتجاه الذي تبناه المشرع المصري‪ ،‬وإ ن كان‬
‫يتماش ى ومب دأ س لطان اإلرادة في التحكيم‪ ،‬إال أن ه يتع ارض م ع الطبيع ة القض ائية لحكم‬
‫التحكيم‪ ،‬كم ا يتع ارض م ع حجي ة الحكم ‪ ،‬فم ا ي برر ف رض إرادة المحكم على الخص وم‪،‬‬
‫ومنح ق راره ق وة األم ر المقض ي في ه ه و تحقيق ه في وق ائع ال نزاع تحقيق ا كافي ا‪ ،‬ومنطقي ا‪،‬‬
‫وهو ما يجمله في أسباب حكمه بما يضمن عدالته‪.‬‬

‫هدى محمد مجدي عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪47‬‬
‫ثانيا‪ /‬التزام المحكم بإيداع الحكم و محتوياته‪:‬‬

‫على المحكم ف ور إص داره لحكم التحكيم المس توفي لكاف ة الش روط الش كلية و‬
‫الموضوعية أن يقوم هو أو أحد األطراف ( في الغالب هو الطرف المستعجل على التنفي ذ)‬
‫بإيداع ه‪ ،‬و ذل ك س واء ك ان التحكيم ح را أو مؤسس يا إذا ك انت قواع د ه ذه المؤسس ة تنص‬
‫على إيداع الحكم‪ ،‬أو إذا كان قانون البلد الذي صدر فيه الحكم يتطلب إيداعه أو تسجيله و‬
‫هذا في قانون اإلجراءات المدنية الملغى على عكس القانون رقم (‪ )08/09‬الذي لم يشترط‬
‫اإليداع من قبل المحكم‪.‬‬

‫ه ذا وق د اش ترط المش رع الجزائ ري في التحكيم ال داخلي أن ي ودع حكم التحكيم ل دى‬


‫أمانة ضبط المحكمة التي ص در الحكم في دائرة اختصاصها من قبل الطرف الذي يهمه‬
‫التعجيل(‪ ،)1‬أم ا في التحكيم التجاري ال دولي فقد اش ترط المش رع أن يتم إيداع أص ل الحكم‬
‫مرفق ا باتف اق التحكيم‪ ،‬أو بنس خ عنهم ا مس توفية لش روط ص حتهما من قب ل الط رف ال ذي‬
‫يهم ه التعجي ل‪ ،‬وح دد جه ة اإلي داع بأمان ة ض بط المحكم ة المختص ة(‪ ،)2‬وهي طبق ا لنص‬
‫المادة (‪ )1042‬المحكمة المتفق عليها وإ ال محكمة محل إبرام العقد أو تنفيذه‪.‬‬

‫ويجب على هيئ ة التحكيم إج راء المداول ة بس رية تام ة‪ ،‬وع دم التص ريح بالمناقش ات‬
‫التي تمت خالل المداولة‪ ،‬وعدم إشراك شخص آخر خارج هيئة التحكيم في المداوالت‪.‬‬

‫ولم ي رتب الق انون ج زاء معين على ع دم قي ام المحكم ب اإللتزام بإي داع الحكم‪ ،‬و إن‬
‫ك ان له ذا اإلج راء أهميت ه العملي ة في تمكين من ص در الحكم لص الحه بالقي ام ب إجراءات‬
‫تنفيذه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المحكم اإلتفاقية " التعاقدية"‪.‬‬

‫أنظر المادة ‪ 1035‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬ ‫‪)(1‬‬

‫أنظر المواد ‪ 1052‬و ‪ 1053‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪48‬‬
‫ه ذه االلتزام ات مص درها االتف اق الم برم م ا بين المحكم و أط راف الخص ومة‬
‫التحكيمية‪ ،‬والذي يعطي المحكم واليته في التحكيم ‪ ،‬وفقا لما اتفق عليه األطراف إعماال‬
‫لمبدأ سلطان اإلرادة في التحكيم ‪ ،‬و من بين هذه االلتزامات ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزام المحكم بمباشرة المهمة التحكيمية بنفسه‬

‫اختيار المحكم مرتبط باعتبار شخصي أساسه الثقة التي يعطيها األطراف للمحكم ‪،‬‬
‫لذلك يكون هذا األخير ملزما شخصيا ببذل عناية ليخرج بحكم تحكيمي ينهي ب ه الخص ومة‬
‫التحكيمية‪ ،‬فاألصل قيامه هو بنفسه بهذه المهمة‪ ،‬وعدم تفويض غيره للفصل في النزاع‪.‬‬

‫‪‬مالحظة‪ :‬لم ينص المشرع الجزائري و كذا المصري على هذا اإللتزام‪ ،‬إال أن جانب من‬
‫الفق ه(‪)1‬يعت بره من اإللتزام ات المفروض ة على المحكم‪ ،‬وال يحت اج النص علي ه‪ ،‬ألن ه ال تزام‬
‫تفرض ه طبيع ة عملي ة التحكيم و الفلس فة ال تي يق وم عليه ا‪ ،‬ذل ك أن المهم ة التحكيمي ة ذات‬
‫طابع شخصي بحت‪.‬‬

‫وعلى المحكم القيام بمهمة التحكيم حتى نهايتها‪،‬وفي هذا الصدد تنص المادة (‪ )1021‬من‬
‫ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة على أن ه‪ " :‬ال يج وز للمحكمين التخلي عن المهم ة‬
‫التحكيمية إذا شرعوا فيها‪ ،‬وال يجوز ردهم إال إذا طرأ سبب من أسباب الرد بعد تعيينهم‬
‫"‪.‬‬

‫وبالت الي ف المحكم مل زم بالقي ام بالعملي ة التحكيمي ة بنفس ه‪ ،‬واس تمراره في عمل ه ح تى‬
‫نهايته‪ ،‬فليس له أن يعتزل التحكيم طالما بدأت إجراءاته ما لم يوجد سبب جدي يمنعه من‬
‫(‪)2‬‬
‫مباشرة مهمته التحكيمية‪.‬‬

‫أبو العال النمر ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.115‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫طلعت محمد دويدار‪ ،‬ضمانات التقاضي في خصومة التحكيم‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.126‬‬


‫‪49‬‬
‫وال ش ك أن وج ود قواع د من أج ل اس تبدال المحكم في حال ة انس حابه‪ ،‬أو عزل ه في‬
‫حالة رفضه المساهمة في إجراءات التحكيم يمثل عالجا مناسبا للتخفيف من األضرار التي‬
‫تلحق باألطراف جراء انسحاب المحكم‪ ،‬أو رفضه القيام بإجراء معين‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التزام المحكم بتطبيق القانون المتف‪G‬ق علي‪G‬ه بين األط‪G‬راف و باألج‪G‬ل المتف‪G‬ق‬
‫عليه‬

‫يلتزم المحكم باإلجراءات و األوضاع و المواعيد التي يتفق عليها الخصوم في اتفاق‬
‫التحكيم و منها‪:‬‬

‫أوال‪ /‬التزام المحكم بتطبيق القانون المتفق عليه بين األطراف‪:‬‬

‫عندما يتفق طرفا التحكيم على القانون الواجب التطبيق‪ ،‬ال يكون للمحكم إال أن يلتزم‬
‫وه ذا م ا نص علي ه‬ ‫(‪)1‬‬
‫به ذا االختي ار‪ ،‬وال يج وز ل ه اس تبعاده وإ ال ع ّر ض حكم ه للبطالن‪،‬‬
‫المشرع الجزائري في المواد(‪ )1043‬و(‪ )1050‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫لكن من جهة أخرى أعطى السلطة لهيئة التحكيم لتحديد القانون الواجب التطبيق‪ ،‬في حالة‬
‫ع دم اتف اق األط راف على تحدي ده‪ ،‬فيطب ق المحكم الق انون األك ثر اتص اال ب النزاع مراعي ا‬
‫ش روط العق د و موض وع ال نزاع‪ ،‬آخ ذا في اعتب اره األع راف الجاري ة في ن وع المعامل ة‪،‬‬
‫والعادات المتبعة‪ ،‬وما جرى عليه التعامل بين الطرفين في هذا الشأن(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ /‬إلتزام المحكم بإصدار الحكم خالل األجل المتفق عليه‪:‬‬

‫محم ود الس يد عم ر التحي وي‪ ،‬اإلتجاه ات النظري ة والحل ول الوض عية في تحدي د التنظيم االج رائي لخص ومة التحكيم‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫الطبعة االولى‪ ،‬مكتبة الوفاء القانونية‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص‪.127‬‬


‫‪ )(2‬أنظر المادة (‪ )1050‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫‪50‬‬
‫‪ ،‬و في‬ ‫(‪)1‬‬
‫يتعين على المحكم إص دار الحكم خالل األج ل ال ذي اتف ق علي ه الطرف ان‬
‫حال ة ع دم قي ام الط رفين بتحدي د أج ل معين إلص دار حكم التحكيم ‪ ،‬يتعين أن يص در الحكم‬
‫خالل األجل القانوني وهو أربعة أشهر طبقا للمادة (‪ )1018‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫و اإلداري ة تب دأ من ت اريخ تع يين المحكمين أو من ت اريخ إخط ار محكم ة التحكيم ( أي من‬
‫تاريخ قبول المحكم لمهمته) ويالحظ أن هذا األجل يتماشى ومبدأ السرعة في الفصل في‬
‫النزاع ات ك أهم م يزة في التحكيم‪ ،‬على عكس الق انون المص ري ال ذي ح ددها بـ‪12 :‬ش هرا‬
‫(‪)2‬‬
‫تبدأ من تاريخ إخطار المدعى عليه بطلب التحكيم‪.‬‬

‫‪‬مالحظ ‪GG‬ة‪ :1‬نص ت الم ادة (‪ )1018‬الم ذكورة أعاله على إمكاني ة تمدي د األج ل بموافق ة‬
‫الطرفين و في حالة عدم الموافقة عليه يتم التمديد وفقا لنظام التحكيم‪ ،‬و في غياب ذلك يتم‬
‫من طرف رئيس المحكمة المختصة‪.‬‬

‫مالحظ‪GG‬ة‪ :2‬المش رع الجزائ ري لم يح دد الح د األقص ى لم دة التمدي د على عكس الق انون‬
‫المصري الذي حددها في المادة (‪ )45‬من القانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬بستة أشهر ما لم‬
‫يتفق الطرفان على مدة أطول‪.‬‬

‫الف ‪GG‬رع الث ‪GG‬الث‪ :‬ال ‪GG‬تزام المحكم بالمحافظ ‪GG‬ة على س ‪GG‬رية المس ‪GG‬تندات وع ‪GG‬دم إفش ‪GG‬اء أس ‪GG‬رار‬
‫الخصوم‬

‫الب د من ال تزام المحكم بالس رية في مهمت ه التحكيمي ة بالمحافظ ة على س رية‬
‫المستندات‪ ،‬وعدم إفشاء مضمونها للغير‪ ،‬وهذا االلتزام يمتد بالسرية إلى كافة المراسالت‬
‫والمناقشات والمرافع ات والحكم‪ ،‬وكل ما يطلب فيه الخص وم االحتفاظ بسريته ‪ ،‬فاألصل‬
‫في خص ومة التحكيم الس رية على عكس إج راءات التقاض ي العادي ة ال تي تس تلزم جلس ات‬
‫(‪)3‬‬
‫علنية‪.‬‬

‫وق د نص المش رع الجزائ ري على س رية الم داوالت بم وجب أحك ام نص الم ادة (‬
‫‪ )1025‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬أما في القانون المصري فلم يرد نص‬

‫ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫أنظر المواد ‪ 27‬و‪ 45‬من القانون ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬السالف الذكر‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫محسن شفيق‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص‪.28‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪51‬‬
‫على ه ذا االل تزام إال أن ه نص في الم ادة (‪ )44‬على ع دم ج واز نش ر حكم التحكيم إال‬
‫بموافقة طرفي التحكيم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رد المحكم و عزله‬

‫ق د يتع رض المحكم لل رد عن د ثب وت تح يزه أو وج ود ص لة أو عالق ة تربط ه بأح د‬


‫(‪)1‬‬
‫الخصوم‪ ،‬أو يتم عزله في الحاالت التي نص عليها المشرع‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رد المحكم‬

‫يقصد برد المحكم منعه من مواصلة الفصل في النزاع لظهور أسباب قد تثير الشك‬
‫حول حياد المحكم وبالتالي يكون لهم الحق في طلب تنحيته‪ ،‬لذلك كما سبق ذكره يتعين‬
‫على المحكم المختار أن يفصح للخصوم عن كل الظروف التي قد ت ؤدي إلى رده‪ ،‬أو ع دم‬
‫قدرت ه على القي ام بالمهم ة التحكيمي ة‪ ،‬بش رط أال يك ون الخص م المع ني بطلب ال رد عالم ا‬
‫(‪)2‬‬
‫باألمر مسبقا عندما قام بتعيين المحكم‪.‬‬

‫أوال‪ /‬أسباب رد المحكم‪:‬‬

‫أورد المش رع الجزائ ري أس باب ال رد في الم ادة (‪ )1016‬من ق انون اإلج راءات‬
‫المدنية واإلدارية فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬عندما ال تتوفر في المحكم المؤهالت المتفق عليها بين األطراف‪.‬‬

‫‪ -‬عندما يوجد سبب رد منصوص عليه في نظام التحكيم الموافق عليه من قبل األطراف‪.‬‬

‫‪-‬عندما تتبين من الظروف شبهة مشروعة في استقالليته‪ ،‬السيما بسبب وجود مصلحة أو‬
‫عالقة اقتصادية أو عائلية مع أحد األطراف مباشرة أو عن طريق وسيط‪.‬‬

‫ماهر محمد حامد‪ ،‬النظام القانوني للمحكم في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.199‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫أمال يدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.50‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪52‬‬
‫‪‬مالحظة‪ :‬قانون التحكيم المصري لم يورد حاالت على سبيل الحصر للرد و إنما نص في‬
‫الم ادة (‪ )18‬بش كل ع ام إذا وردت أو ق امت ظ روف تث ير ش كوكا جدي ة ح ول حي دة أو‬
‫(‪)1‬‬
‫استقالل المحكم‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬إجراءات طلب رد المحكم و الجهة المختصة للفصل فيه‪:‬‬

‫حسب نص المادة (‪ )1016‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية فإن لكال طرفي‬
‫خص ومة التحكيم الح ق في طلب رد المحكم ‪ ،‬م ا لم يكن الط رف ال ذي عينه أو ش ارك في‬
‫تعيين ه على علم بأس باب ال رد قب ل التع يين و ال يك ون ل ه ح ق ال رد إال إذا علم بس بب ال رد‬
‫(‪)2‬‬
‫بعد تعيينه‪.‬‬

‫ويجب على الط رف ص احب طلب ال رد أن يبل غ محكم ة التحكيم و الط رف اآلخ ر‬
‫دون تأخير بسبب الرد‪.‬‬

‫وطبقا للفقرة األخيرة من نفس المادة‪ ،‬إذا اتفق الطرفان على الرد يتم استبدال المحكم‬
‫محل طلب الرد بمحكم آخر‪ ،‬لكن إذا لم يحصل هذا االتفاق ‪ ،‬يتم اللجوء إلى نظام التحكيم‬
‫لتس وية ال نزاع‪ ،‬وفي حال ة غي اب قواع د منظم ة ل ذلك يتم اللج وء للقض اء للفص ل في طلب‬
‫الرد بناء على أمر غير قابل ألي طعن‪.‬‬

‫أما عن الجهة المختصة للفصل في طلب الرد‪ ،‬فقد نصت المادة (‪ )1041‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه يؤول االختصاص إلى‪:‬‬

‫‪-1‬رئيس المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها التحكيم ‪ ،‬إذا ك ان التحكيم يج ري في‬


‫الجزائر‬

‫‪-2‬أو رئيس محكم ة الجزائ ر‪ ،‬إذا ك ان التحكيم يج ري في الخ ارج واخت ار األط راف تط بيق‬
‫قواعد اإلجراءات المعمول بها في الجزائر‪.‬‬

‫عامر فتحي البطانية‪ ،‬دور القاضي في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫االردن‪ ،2008 ،‬ص‪.101‬‬


‫أمال يدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.60‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪53‬‬
‫وب الرجوع إلى ق انون التحكيم المص ري من خالل نص الم ادة (‪ )19‬م ا قب ل التع ديل‬
‫ك ان االختص اص للنظ ر في طلب ال رد ي ؤول لهيئ ة التحكيم‪ ،‬إال أن المحكم ة الدس تورية‬
‫العليا قضت بعدم دستورية هذا النص ألنه ال يعقل أن تنظر نفس الجهة في طلب ردها‪،‬‬
‫لذلك تم تعديل نص المادة (‪ )19‬بموجب القانون رقم (‪ )08‬لسنة ‪ 2000‬و التي مفادها أنه‬
‫إذا لم يتنح المحكم المطل وب رده خالل ‪ 15‬يوم ا من ت اريخ تق ديم الطلب كتاب ة إلى هيئ ة‬
‫التحكيم ‪ ،‬يحال الطلب للمحكمة المشار إليها في المادة (‪ )09‬من نفس القانون وهي محكمة‬
‫(‪)1‬‬
‫استئناف القاهرة مالم يتفق الطرفان على اختصاص محكمة استئناف أخرى في مصر‪.‬‬

‫‪‬مالحظة‪ :‬نص قانون التحكيم المصري على أنه ‪:‬‬

‫‪ -‬ال يقبل طلب الرد ممن سبق له تقديم طلب برد المحكم نفسه في ذات التحكيم ‪.‬‬

‫‪-‬كم ا أن ه ال ي ترتب على تق ديم طلب ال رد وق ف إج راءات التحكيم ‪ ،‬و إذا حكم ب رد المحكم‬
‫ت رتب على ذل ك اعتب ار م ا يك ون ق د تم من إج راءات التحكيم بم ا في ذل ك حكم المحكمين‬
‫كأن لم يكن ‪.‬‬

‫المش رع الجزائ ري لم ينص على ه ذه الح االت ‪ ،‬و بالت الي في رأين ا أن طلب ال رد‬
‫يمكن تقديم ه ممن س بق ل ه تق ديم طلب مماث ل إذا ك ان يس تند إلى أس باب أخ رى لل رد غ ير‬
‫السبب محل طلب الرد المفصول فيه سابقا‪.‬‬

‫أم ا عن إج راءات التحكيم فلم ينص المش رع الجزائ ري على وقفه ا عن د تق ديم طلب‬
‫ال رد لكن في حال ة الفص ل في ه ب الرد يك ون حكم التحكيم ب اطال ألن تشكيلة محكم ة التحكيم‬
‫مخالفة للقانون طبقا للمادة (‪ )1056‬الفقرة الثانية من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عزل المحكم‬

‫يعد عزل المحكم ضمانة مهمة تقررها معظم التشريعات كجزاء يوقع على المحكم‪،‬‬
‫ويقص د ب العزل س حب الخص وم من المحكم أو المحكمين س لطة الفص ل في ال نزاع ال ذي‬
‫تحدد في اتفاق التحكيم‪ ،‬بحيث ال يواصل المحكم المهمة المسندة إليه إلى نهايتها‪ ،‬والعزل‬
‫نوعان‪:‬‬
‫عامر فتحي البطانية‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪54‬‬
‫أوال‪ /‬العزل االتفاقي‪:‬‬

‫تجيز معظم القوانين عزل المحكم بتراضي الطرفين‪ ،‬كما أجازت تعيينه بتراضيهما‪،‬‬
‫وسواء كان التعيين قد تم أصال من قبل المحكمة‪ ،‬أو من قبل الطرفين‪ )1(،‬والعزل االتفاقي‬
‫طبق ا للفق رة الثالث ة من نص الم ادة (‪ )1018‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة و ال‬
‫يكون إال باتفاق صريح بين جميع األطراف‪ ،‬و على ذلك فإن العزل باإلرادة المنفردة من‬
‫جانب أحد الطرفين غير جائز‪ ،‬وغير منتج بل يجوز للمحكم مباشرة عمله حتى ولو أبلغه‬
‫عن عزله بقراره المنفرد‪.‬‬

‫ويمكن ع زل المحكم من ت اريخ قبول ه عملي ة التحكيم‪ ،‬وتس تمر إمكاني ة عزل ه في أي‬
‫مرحل ة ق د تك ون عليه ا ال دعوى م ادام المحكم لم يص در حكم ه المنهي لل نزاع ‪ ،‬فال يعت د‬
‫ب العزل إذا تم بع د ص دور الحكم في الموض وع ‪ ،‬فه ذا الحكم يعت بر ص حيحا م ا لم يتف ق‬
‫الخصوم على اعتباره كأن لم يكن(‪.)2‬‬

‫أم ا إذا لم يتف ق الخص وم على ع دم االعتداد ب الحكم الص ادر قبل ع زل المحكم ‪ ،‬ف إن‬
‫هذا الحكم يعتبر صحيحا وواجب النفاذ‪.‬‬

‫ثانيـا‪ /‬العزل القضائي‪:‬‬

‫حس ب نص الم ادة (‪ )1041‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة في حال ة‬
‫صعوبة عزل المحكم ‪ ،‬يجوز للطرف الذي يهمه التعجيل اللجوء إلى القضاء لطلب عزل ه‪،‬‬
‫إال أن المش رع الجزائ ري لم ي بين ح االت الع زل على عكس الق انون المص ري ال ذي نص‬
‫في الم ادة (‪ )20‬من ق انون التحكيم على أن ه يع زل المحكم في حال ة تع ذر أداء مهمت ه أو‬
‫ع دم مباش رتها و انقطاع ه عن د أداءه ا بم ا ي ؤدي إلى ت أخير ال م برر ل ه في إج راءات‬
‫(‪)3‬‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫علي الطاهر البياتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.140-139‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫أحمد أبو الوفا ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.186‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.237‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪55‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬إجراءات التحكيم‬

‫خصوص ية التحكيم ال ذي يق وم على مب دأ س لطان اإلرادة‪ ،‬لكون ه قض اء خ اص يس تمد‬


‫سلطته من اتفاق األطراف‪ ،‬الذين يقررون اللجوء للتحكيم لتسوية منازعاتهم وعدم طرح‬
‫ن زاعهم على قض اء الدول ة‪ ،‬فهم يخت ارون قض اتهم ( المحكمين) ويح ددون قواع د عملهم‬
‫وكيفية فصلهم في النزاع‪ ،‬والقانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم‬

‫قد يتفق المحتكمون على تطبيق قانون إجرائي لدولة ما‪ ،‬قد تكون دولة مكان التحكيم‬
‫أو ق انون جنس يتهما‪ ،‬أو ق انون جنس ية أح د األط راف‪ ،‬أو ق انون دول ة أخ رى‪ ،‬كم ا يمكنهم‬
‫(‪)1‬‬
‫وضع قواعد إجرائية من عندهم‪.‬‬

‫وق د يخل و اتف اق األط راف من تحدي د ق انون إج رائي ‪ ،‬ت اركين أم ر تنظيمه ا لهيئ ة‬
‫التحكيم ال تي تم تش كيلها وفق ا الختي ارهم الح ر‪ ،‬أو إلى أح د مراك ز التحكيم الدائم ة ال تي‬
‫تتولى مهمة تحديد اإلجراءات الواجبة اإلتباع أمامها‪.‬‬

‫وتحدي د الق انون ال واجب التط بيق على اإلج راءات أم ر ض روري لتحدي د بعض‬
‫المس ائل ذات الص لة وفق ا ألحك ام ه ذا الق انون المخت ار ‪ ،‬مث ل ب دء س ريان اإلج راءات‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وتحديد لغة و مكان التحكيم و مسائل اإلثبات و سير اإلجراءات و غيرها‪.‬‬

‫حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬كرجع سابق‪ ،‬ص‪.163‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫مناني فراح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،170‬أحمد بلقاسم‪ ،‬التحكيم‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تحديد القانون واجب التطبيق على إجراءات التحكيم‬

‫يمكن تحديد القانون الذي يحكم اإلجراءات بإرادة األطراف و اختي ارهم (ق انون إرادة‬
‫األطراف) أو يتركون األمر لهيئة التحكيم‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق قانون إرادة األطراف‬

‫اعترفت جل التشريعات الوطنية و االتفاقيات الدولية و لوائح مراكز التحكيم الدائمة‬


‫بحرية األطراف في اختيار القانون واجب التطبيق على إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫وعلى سبيل المثال تنص المادة (‪ )25‬من قانون التحكيم المصري على أنه‪ :‬لطرفي‬
‫التحكيم االتفاق على اإلجراءات التي تتبعها هيئة التحكيم ‪ ،‬بما في ذلك حقها في إخضاع‬
‫ه ذه اإلج راءات للقواع د الناف ذة في أي منظم ة أو مرك ز تحكيم في جمهوري ة مص ر أو‬
‫خارجها‪.‬‬

‫وه ذه الم ادة تك ريس لم ا ج اء ب ه الق انون النم وذجي للتحكيم التج اري ال دولي لس نة‬
‫‪ 1985‬في المادة (‪ )19‬منه والتي نصت على حرية األطراف في اختيار القانون الواجب‬
‫(‪)1‬‬
‫التطبيق على اإلجراءات‪.‬‬

‫أم ا المش رع الجزائ ري س واء ك ان التحكيم داخلي أو تج اري دولي فق د ك رس حري ة‬


‫األطراف في اختيار القانون الذي ينظم إجراءات التحكيم من خالل نصي المادتين (‪1019‬‬
‫و‪ )1043‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫ويظه ر من النص وص الس الفة ال ذكر والس يما الم ادة (‪ )1043‬المتعلق ة ب التحكيم‬
‫التج اري ال دولي أن المش رع الجزائ ري أك د على ض رورة اح ترام إرادة األط راف فيم ا‬
‫يخص تحدي د الق انون ال واجب التط بيق على اإلج راءات‪ ،‬حيث يمكن لألط راف اختي ار أي‬
‫قانون إجرائي لدولة ما ليطبق على إجراءات التحكيم‪ ،‬كما يمكنهم تطبيق القواعد اإلجرائية‬

‫جعف ر مش يمش‪ ،‬التحكيم في العق ود اإلداري ة والمدني ة والتجاري ة‪ ،‬دراس ة مقارن ة‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬منش ورات زين‬ ‫‪)(1‬‬

‫الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.177‬‬


‫‪57‬‬
‫المنصوص عليها في احد لوائح مراكز ومؤسسات التحكيم الدائمة‪ ،‬وأخيرا يمكنهم وضع‬
‫قواع د إجرائي ة من ابتك ارهم‪ ،‬وتك ون محكم ة التحكيم ملزم ة ب احترام و تط بيق إرادة‬
‫األطراف فيما يخص تنظيم اإلجراءات الواجب إتباعها أمامها لنظر النزاع‪.‬‬

‫‪‬كيفية التحديد اإلرادي للقانون اإلجرائي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬سن أو وضع قواعد إجرائية ‪:‬‬

‫قد يتولى أطراف التحكيم أنفسهم مهمة وضع القواعد اإلجرائية التي تتبعها محكمة‬
‫التحكيم(‪)1‬وذلك بتضمينها في اتفاق التحكيم ذاته‪ ،‬أو أي محرر آخر يحدد فيه كيفية تشكيل‬
‫هيئ ة التحكيم وإ ج راءات رد واس تبدال وع زل أعض ائها‪ ،‬وتحدي د وقت بداي ة و نهاي ة‬
‫اإلج راءات‪ ،‬وتحدي د مك ان ولغ ة التحكيم‪ ،‬كيفي ات إخط ار األط راف‪ ،‬وكيفي ة تق ديم طلب‬
‫التحكيم‪ ،‬وأج ل تقديم ه والبيان ات ال واجب أن يتض منها‪ ،‬وكيفي ة ووقت تق ديم أدل ة اإلثب ات‪،‬‬
‫والمرافعات الشفوية وإ مكانية سماع الشهود و كيفيته‪ ،‬وحكم تخلف أحد األطراف عن تقديم‬
‫م ا يطلب من ه من مس تندات ووث ائق تخص موض وع ال نزاع‪ ،‬ووقت إقف ال ب اب المرافع ة‪،‬‬
‫وكيفية إنهاء إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬اختيار القواعد اإلجرائية المالئمة‪:‬‬

‫إذا كان ألطراف اتفاق التحكيم وضع قواعد إجرائية من إختيارهم ‪ ،‬فمن باب أولى‬
‫يمكنهم اختيار قواعد إجرائية وضعية محددة و معلومة سلفا(‪ ،)2‬ويعتبر هذا الطريق األكثر‬
‫انتشارا عمليا و ذلك لسببين‪:‬‬

‫‪ - 1‬التحديد و الوضوح الذي يميز القواعد المختارة‪ ،‬ومن ثم اليقين حول وجودها ومداها‪.‬‬

‫‪ -2‬الرغبة في اختصار اإلجراءات و الخشية من وضع قواعد إجرائية قد تكشف ظروف‬


‫خصومة التحكيم عن عدم مالئمتها‪.‬‬

‫وقد يكون النظام القانوني الذي تستمد منه القواعد اإلجرائية من قبل األطراف‪:‬‬

‫)(‪1‬‬
‫‪GOLD MAN(B) ,la volantè des parties et le rôle de l'arbitrage dans l'arbitrage international‬‬
‫‪, revue de l'arbitrage , 1981 , p 469.‬‬
‫)(‪2‬‬
‫‪Mostefa trari tami, OP.cit, P83. Alliouch-kerboua-Meziani(N), Op.cit, P45.‬‬
‫‪58‬‬
‫‪ -‬قانون دولة معينة‬

‫‪ -‬قواعد تنتقي من أكثر من نظام قانوني وضعي‬

‫‪ -‬المبادئ العامة المشتركة بين النظم القانونية و قضاء التحكيم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدخل هيئة التحكيم لتحديد القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات‪.‬‬

‫في حالة عدم اتفاق األطراف على القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم ‪،‬‬
‫تت دخل هيئ ة التحكيم لتحدي ده‪ ،‬كم ا يمكن لهيئ ة التحكيم أن تكم ل القواع د اإلجرائي ة ال تي‬
‫(‪)1‬‬
‫اختارها األطراف إذا ظهر عليها النقص أثناء نظر النزاع‪.‬‬

‫وبالتالي فالحاالت التي تتصدى فيها محكمة التحكيم لتحديد القانون الواجب التطبيق‬
‫على اإلجراءات هي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬تطبيق القانون اإلجرائي لدولة مكان التحكيم‪:‬‬

‫لقي تطبيق قانون مقر التحكيم على إجراءات التحكيم في حالة غياب اتفاق األطراف‬
‫قبوال واسعا لدى الفقه واالتفاقيات الدولية و حتى بعض التشريعات الوطنية ‪ ،‬حيث تلجأ‬
‫محكمة التحكيم هنا لتطبيق قانون اإلجراءات للدولة التي يجري فيها التحكيم‪.‬‬

‫واإلتجاه المؤيد لقانون مقر التحكيم‪ ،‬يستند إلى المبررات التالية(‪:)2‬‬

‫‪ -‬أن تط بيق ق انون دول ة مح ل إج راء التحكيم ليس في ه أي مفاج أة ألط راف التحكيم ‪ ،‬فهم‬
‫بحس ب األص ل ال ذين يح ددون مح ل أو مك ان التحكيم ‪ ،‬فال غراب ة ب ذلك في تط بيق ق انون‬
‫ذلك المكان‪.‬‬

‫‪ -‬أنه ال يمكن إنكار الروابط العضوية بين دولة مقر التحكيم و عملية التحكيم ذاتها ‪ ،‬ففي‬
‫بداي ة العملي ة التحكيمي ة تت دخل مح اكم دول ة مق ر التحكيم في المس اعدة في تش كيل هيئ ة‬

‫أش رف عب د العليم الرف اعي‪ ،‬النظ ام الع ام والق انون ال واجب التط بيق على اإلج راءات التحكيم في العالق ات ذات‬ ‫‪)(1‬‬

‫العنصر االجنبي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2003 ،‬ص‪.08‬‬


‫أحمد عبد الكريم سالمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.331-330‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪59‬‬
‫التحكيم عن د إخف اق األط راف في اختي ار المحكمين أو اتخ اذ الت دابير الوقتي ة والتحفظي ة أو‬
‫رد المحكمين‪ ،‬كما تختص بنظر الطعن بالبطالن لحكم التحكيم‪.‬‬

‫‪ -‬أن إخض اع إج راءات التحكيم لقواع د دول ة مق ر التحكيم يتماش ى م ع قاع دة التن ازع‬
‫المعروف ة في ك ل النظم القانوني ة بش أن مس ائل اإلج راءات‪ ،‬وهي القاع دة ال تي تنص على‬
‫أنه‪ " :‬يسري على قواعد االختصاص‪ ،‬و جميع المسائل الخاصة باإلجراءات قانون البلد‬
‫الذي تقام فيه الدعوى أو تباشر فيه اإلجراءات "‪.‬‬

‫وي رى ج انب من الفق ه(‪ ،)1‬أن ه ال يس وغ ف رض تط بيق ق انون مق ر التحكيم كقاع دة‬
‫عام ة‪ ،‬ألن ه من الص عب الترك يز المك اني للتحكيم ح تى يتس نى معرف ة مق ره ‪ ،‬ففي التحكيم‬
‫اإللك تروني مثال يص عب تحدي د مق ر التحكيم ‪ ،‬كم ا يص عب تط بيق ق انون مق ر التحكيم إذا‬
‫تمت إجراءاته في أكثر من دولة واحدة‪ ،‬ومع ذلك ال مانع من تطبيق قانون مقر التحكيم‬
‫على إج راءات التحكيم م تى اتف ق األط راف على ذل ك تجس يدا لمب دأ س لطان اإلرادة في‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬تطبيق القانون اإلجرائي للدولة التي يطبق قانونها على موضوع النزاع‪:‬‬

‫يؤيد بعض الفقه(‪ )2‬تطبيق القانون اإلجرائي للدولة التي يتفق األطراف على تطبيق‬
‫قانونها على موضوع النزاع ‪ ،‬فاألصل هو وحدة القانون الواجب التطبيق على الموضوع‬
‫واإلجراءات‪.‬‬

‫وإ ذا كان المراد بالموضوع هنا موضوع ال نزاع‪ ،‬أي االدعاءات المتصلة ب الحق أو‬
‫المركز القانوني الناشئ عن العالقة القانونية ‪ ،‬العقدية أو غير العقدي ة بين األط راف‪ ،‬ومن‬
‫ثم ف إن الق انون ال ذي يحكم ه ه و ال ذي يحكم اإلج راءات ليطب ق على ك ل من المس ائل‬
‫الموضوعية واإلجرائية‪.‬‬

‫وق د يقص د بق انون الموض وع‪ ،‬الق انون ال ذي يحكم اتف اق التحكيم ذات ه ‪ ،‬بحيث يك ون‬
‫القانون واجب التطبيق على اتفاق التحكيم هو الذي يحكم أيضا إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.253‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫هدى محمد مجدي عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.279‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪60‬‬
‫إال أن ج انب آخ ر من الفق ه ي رى أن مس ألة اإلج راءات تع رض أوال أم ام هيئ ة‬
‫التحكيم‪ ،‬عند التفكير في تشكيلها واختيار أعضائها‪ ،‬في حين مسألة الموضوع تعرض في‬
‫(‪)3‬‬
‫مرحلة الحقة‪ ،‬وعند بدء أو سير خصومة التحكيم‪.‬‬

‫كم ا ي رون أن ه ال يجب االنس ياق وراء الق ول بهيمن ة الق انون ال ذي يحكم موض وع‬
‫التحكيم وتعميم ه على مس ائل اإلج راءات ‪ ،‬ح تى ال ترج ع الطبيع ة التعاقدي ة على الطبيع ة‬
‫القضائية للتحكيم‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬تطبيق القواعد اإلجرائية ألحد مراكز أو مؤسسات التحكيم الدائمة ‪.‬‬

‫يمكن لهيئ ات التحكيم الح ر أن تلج أ إلى تط بيق القواع د اإلجرائي ة المنص وص عليه ا‬
‫في أحد لوائح مراكز و مؤسسات التحكيم الدائمة‪.‬‬

‫وقد أعطت غالبية تشريعات التحكيم الحديثة هيئة التحكيم اختيار قواعد أحد مراكز‬
‫التحكيم أو مؤسس اته الدائم ة لتنظيم س ير اإلج راءات أمامه ا ‪ ،‬كم ا ه و الوض ع بالنس بة‬
‫للمشرع الجزائري من خالل الفقرة الثانية للمادة (‪ )1043‬من قانون اإلجراءات المدنية و‬
‫اإلدارية‪ ،‬ومن بينها الئحة تحكيم غرفة التجارية الدولية بباريس ‪ ،‬كذلك اإلتفاقية األوروبية‬
‫لع ام ‪ 1961‬بش أن التحكيم التج اري ال دولي وقواع د التحكيم الخاص ة بمرك ز الق اهرة‬
‫اإلقليمي للتحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬وأيض ا القواع د اإلجرائي ة المنص وص عليه ا في اتفاقي ة‬
‫عمان العربية للتحكيم التجاري لعام ‪.1987‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مكان و لغة التحكيم‬

‫أغف ل المش رع الجزائ ري عن تنظيم ه ذا العنص ر اإلج رائي‪ ،‬من حيث تحدي د مك ان‬
‫التحكيم أو لغته لذلك سنتطرق إلى القانون المصري‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكان التحكيم‬

‫األص ل في نظ ام التحكيم ه و قي ام األط راف المتخاص مة باالتف اق على تحدي د المك ان‬
‫المناس ب لنظ ر الخص ومة التحكيمي ة‪ ،‬لكن إذا خال اتف اقهم من تحدي د مك ان التحكيم يك ون‬

‫أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪61‬‬
‫لهيئ ة التحكيم ذل ك‪ ،‬واختي ار مك ان التحكيم ي ترتب علي ه آث ار إجرائي ة عدي دة‪ ،‬فللقض اء في‬
‫الدول ة ال تي يق ام فيه ا التحكيم س لطات واس عة في ت دعيم س ير التحكيم‪ ،‬ورقابت ه علي ه من‬
‫الناحية اإلجرائية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطة المحكم‪ ،‬أو هيئة التحكيم في تحديد مكان التحكيم‬

‫نص ت الم ادة (‪ )28‬من ق انون التحكيم المص ري على أن ه‪ " :‬لط رفي التحكيم االتف اق‬
‫على مك ان التحكيم في مص ر أو خارجه ا ‪ ،‬ف إذا لم يوج د اتف اق عينت هيئ ة التحكيم مك ان‬
‫التحكيم مع مراعاة ظروف الدعوى و مالئمة المكان ألطرافه"‪.‬‬

‫هذا النص مأخوذ من المادة (‪ )20/1‬من القانون النموذجي للتحكيم التجاري الدولي‬
‫للجنة األمم المتحدة والقصد من مبدأ المالئمة في تحديد مكان التحكيم‪ ،‬هو أن يكون قريبا‬
‫من الخص وم أو ممثليهم أو من الش هود‪ ،‬وك ذلك من مح ل ال نزاع لتيس ير المعاين ة إن ل زم‬
‫األم ر‪ ،‬كم ا يستحس ن أن يك ون التحكيم في بل د يس هل دخول ه من المحكمين األج انب‪،‬‬
‫والش هود‪ ،‬والخ براء‪ ،‬وبمك ان محاي د‪ ،‬ويمكن تنفي ذ الحكم الص ادر في ه دون مش اكل أو‬
‫(‪)1‬‬
‫صعوبات‪.‬‬

‫و ق د امت د االع تراف بح ق األط راف في تحدي د مك ان التحكيم إلى مؤسس ات التحكيم‬
‫رغم أن لها مقر دائم‪ ،‬وبعضها ينص على تحديد مكان التحكيم مسبقا‪ ،‬فإذا أراد األطراف‬
‫تحدي د مك ان آخ ر فـإن ذل ك يك ون مرهون ا بموافق ة هيئ ة التحكيم‪ ،‬كقواع د مرك ز التحكيم‬
‫التج اري ال دولي ل دول مجلـس التع اون الخليجي في مادته ا السادس ة‪ ،‬وال تي تنص على أن‬
‫مكان التحكيم كمبدأ عام هو دولة البحرين‪ ،‬وفي حالة اتفاق األطراف على غير ذلك فيجب‬
‫أن توافق هيئة التحكيم على ذلك بعد التشاور مع األمين العام للمركز‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية تحديد مكان التحكيم‬

‫أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.447‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪62‬‬
‫التركيز الجغرافي للتحكيم في دولة معينة يرتب عدة آثار قانونية تنعكس على نظام‬
‫التحكيم ذاته‪ ،‬من بدايته ومرورا بسير خصومته وصوال إلى الفصل في النزاع ‪ ،‬و يمكن‬
‫(‪)2‬‬
‫تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫اختي ار مك ان التحكيم يعطي اختصاص ا لمح اكم تل ك الدول ة للمس اعدة في تش كيل هيئ ة‬ ‫‪-‬‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫اختي ار مك ان التحكيم من قب ل األط راف دالل ة على تط بيق قواع د إج راءات التحكيم‬ ‫‪-‬‬
‫المعمول بها في تلك الدولة إذا لم يحدد القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات في اتفاق‬
‫التحكيم ‪ ،‬وهذا ما ذهب إليه جانب كبير من الفقه واتفاقيات التحكيم الدولية‪.‬‬

‫كم ا يعت بر ك ذلك إش ارة الختص اص مح اكم دول ة مك ان التحكيم كي تس اعد في تيس ير‬ ‫‪-‬‬
‫وتسيير اجراءات الخصومة التحكيمية ‪ ،‬مثل حالة امتناع أحد األطراف عن تقديم مستندات‬
‫أو اتخاذ تدابير وقتية أو تحفظية‪.‬‬

‫أن إجراء التحكيم في دولة معينة يؤثر في كيفية نهاية التحكيم ‪ ،‬فقد يتدخل القضاء في‬ ‫‪-‬‬
‫تلك الدولة لتمديد األجل المحدد لنهاية خصومة التحكيم‪ ،‬أو األمر بإنهاء إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في اإلجتماع بالمكان الذي تراه مناسبا‬

‫المادة (‪ )28‬من قانون التحكيم المصري ‪ ،‬تسمح لهيئة التحكيم في أن تجتمع في أي‬
‫مك ان ت راه مناس با إم ا لس ماع الش هود‪ ،‬أو الخ براء أو االطالع على المس تندات أو معاين ة‬
‫بضاعة ما لم يتفق األطراف في اتفاق التحكيم على اإللتزام بمكان تحكيم محدد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬لغة التحكيم‬

‫تج در اإلش ارة إلى أن المش رع الجزائ ري لم يتع رض لمس ألة مك ان التحكيم و لغت ه‪،‬‬
‫س واء في تنظيم ه للتحكيم ال داخلي أو ال دولي‪ ،‬إذ تف ترض النص وص المنظم ة للتحكيم‬
‫ال داخلي أن مك ان إج راء التحكيم في الجزائ ر‪ ،‬بينم ا في التحكيم ال دولي فاألص ل خض وعه‬
‫لمبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬فيتمتع األطراف بحرية تكاد تكون مطلقة في تحديد كافة شروطه و‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.263-262‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪63‬‬
‫التي يدخل ضمنها تحديد مكان و لغة التحكيم‪ ،‬و بهذا يكون المشرع الجزائري قد انتهج‬
‫(‪)1‬‬
‫مسلك المشرع الفرنسي في هذا الشأن‪.‬‬

‫أم ا ق انون التحكيم المص ري فق د تعرض لمس ألة تحدي د لغ ة التحكيم في الم ادة (‪،)29‬‬
‫واشترط أن يجري باللغة العربية ما لم يتفق الطرفان أو تحدد هيئة التحكيم لغة أو لغات‬
‫(‪)2‬‬
‫أخرى‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدء إجراءات التحكيم‬

‫اله دف من تحدي د الق انون أو القواع د ال تي تنظم اج راءات التحكيم ه و تزوي د‬


‫األطراف‪ ،‬أو هيئة التحكيم بمجموعة من القواعد التي تسمح بحسم المسائل التي لها طبيعة‬
‫إجرائية والتي من المحتمل أن تثور بمناسبة نظر خصومة التحكيم‪.‬‬

‫وأولى ه ذه المس ائل هي اإلج راءات ال تي يتعين اتباعه ا لتحري ك خص ومة التحكيم‪،‬‬
‫وطرح النزاع على هيئة التحكيم بعد تشكيلها‪ ،‬وتتابع اإلجراءات من عقد جلسات التحكيم‪،‬‬
‫وتمكين الخصوم من عرض دفاعهم في سبيل الفصل في النزاع ‪ ،‬و إصدار حكم التحكيم‬
‫في وقت محدد‪ ،‬كما أن الفصل في النزاع يقتضي إثبات الحق المتنازع عليه‪ ،‬وقد يتطلب‬
‫هذا الحق توفير حماية عاجلة و مؤقتة لحين إصدار حكم التحكيم‪.‬‬

‫كم ا ق د يع ترض ه ذه اإلج راءات م ا يح ول دون س يرها أو توقفه ا‪ ،‬وه و م ا يع رف‬


‫بعوارض خصومة التحكيم‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬وقت بداية إجراءات التحكيم‬

‫تحديد زمان بدء إجراءات التحكيم له أهمية‪ ،‬ألنه أساس حساب مواعيد رفع الدعوى‬
‫وإ خط ار المطل وب ض ده التحكيم ورد ه ذا األخ ير على طلب التحكيم‪ ،‬و قط ع التق ادم و‬
‫س ريان الفوائ د المت أخرة‪ ،‬وك ذا آج ال تس ليم المس تندات و تب ادل الم ذكرات‪ ،‬أو قف ل ب اب‬
‫المرافع ة‪ ،‬أو إب داء دف ع من ال دفوع‪ ،‬وأخ يرا تحدي د الم دة ال تي يتعين في غض ونها إص دار‬
‫حكم التحكيم‪.‬‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.266‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫هدى محمد مجدي عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.209‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪64‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تحديد وقت بداية اجراءات التحكيم‬

‫لم يورد المشرع الجزائري نصا صريحا فيما يخص بدء اجراءات التحكيم‪ ،‬غير أنه‬
‫باس تقراء نص الم ادتين (‪ 1015‬و‪ )1018‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة يمكن‬
‫الق ول ب أن إج راءات التحكيم تب دأ من ذ ت اريخ إعالن المحكم‪ ،‬أو المحكمين بقب ولهم المهم ة‬
‫المس ندة إليهم‪ ،‬على اعتب ار أن تع يين المحكم فق ط دون قبول ه لمهمت ه ال يعت بر تش كيال‬
‫صحيحا لهيئة التحكيم‪ ،‬وبالتالي ال يمكن اتخاذه كنقطة لبداية اإلجراءات ألن اعتباره كذلك‬
‫(‪)1‬‬
‫قد يؤدي إلى بطالن حكم التحكيم ألن التشكيلة غير صحيحة‪.‬‬

‫وبالتالي إذا كانت هيئة التحكيم مكونة من فرد واحد يعتد بتاريخ قبوله للمهمة لبدء‬
‫اإلج راءات و في حال ة تع دد المحكمين يعت د بت اريخ موافق ة آخ ر محكم ‪ ،‬و ه ذا م ا نص ت‬
‫(‪)2‬‬
‫عليه صراحة المادة ( ‪ )1456‬من قانون المرافعات الفرنسي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طلب التحكيم‬

‫طلب التحكيم ه و ك ل طلب يوجه ه أح د الط رفين أو ممثل ه الق انوني إلى الط رف‬
‫اآلخر‪ ،‬أو إلى مركز التحكيم المتفق عليه‪ ،‬يخطره فيه برغبته في رفع ال نزاع إلى التحكيم‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ويطلب منه اتخاذ الالزم لتحريك إجراءات التحكيم و استكمالها‪.‬‬

‫وإ ن كان المشرع الجزائري لم يتطرق إلى شكل و بيانات الطلب و مضمونه إال أنه‬
‫ونظرا لوظيفة التحكيم القضائية‪ ،‬يتضمن الطلب هوية الطالب كاملة وعنوانه و كذا هوية‬
‫المدعى عليه و عنوانه‪ ،‬شرحا لوقائع الدعوى‪ ،‬وتحديد المسائل محل النزاع و طلباته و‬
‫اتفاق التحكيم الذي يستند إليه عند لجوئه للتحكيم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سير إجراءات التحكيم‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪271‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪272‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫إبراهيم أحمد أبراهيم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.117‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪65‬‬
‫ال تخض ع هيئ ة التحكيم في تنظيم س ير عملي ة التحكيم إال للقواع د ال تي اتف ق عليه ا‬
‫األطراف‪ ،‬فإذا لم يوجد مثل هذا االتفاق تختار الهيئة القواعد و اإلجراءات المالئمة تبعا‬
‫لطبيعة النزاع‪.‬‬

‫وأهم النقاط المتعلقة بسير إجراءات التحكيم تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ /‬الجلسة التمهيدية‪:‬‬

‫رغم أن ق وانين التحكيم لم تش ر إلى الجلس ة التمهيدي ة ‪ ،‬إال أن ه من الناحي ة العملي ة‬


‫ج رت الع ادة على عق دها ألن ه من المناس ب أن ت دعو هيئ ة التحكيم الط رفين إلى جلس ة‬
‫تمهيدية يستمع فيها إلى الطرفين أو إلى وكيل كل منهما للتوصل إلى اتفاق ينظم المراحل‬
‫اإلجرائي ة لنظ ر ال نزاع والمواعي د المتعلق ة به ا‪ ،‬وعلى المحكم أن يرس ل إلى الط رفين قب ل‬
‫(‪)1‬‬
‫يوم االجتماع جدول أعمال الجلسة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وعادة ما يتناول جدول أعمال الجلسة التمهيدية النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬لغة التحكيم‬

‫‪ -2‬مواعيد و أماكن الجلسات‬

‫‪ -3‬مواعي د تق ديم بي ان ال دعوى و دف اع ك ل من الط رفين ‪ ،‬و مواعي د تق ديم المس تندات و‬
‫تقارير الخبرة‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد أدلة اإلثبات التي ستقدم في التحكيم و القواعد القانونية الموض وعية و اإلجرائية‬
‫بالنسبة لكل دليل‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد ممثل كل طرف و عنوانه‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.275‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫فتحي والي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 323‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪66‬‬
‫‪ -6‬تحديد المسائل التي تحتاج إلى خبرة فنية‬

‫‪ -7‬سلطة المحكم في إصدار أمر وقتي أو تحفظي‬

‫‪ -8‬تحديد القانون الواجب التطبيق على اإلجراءات إذا لم يحدده األطراف‬

‫‪ -9‬تحديد القانون الواجب التطبيق على الموضوع إذا لم يحدده األطراف‬

‫‪ -10‬تحديد ميعاد التحكيم وسلطة المحكم في تمديده‬

‫ويفرغ ما تم أو انتهت إليه الجلسة التمهيدية في محضر جلسة أو في وثيقة توقع من‬
‫األطراف أو ممثليهم‪ ،‬ومن المحكمين‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬بيان الدعوى‪:‬‬

‫يقصد ببيان الدعوى المذكرة المكتوبة التي يجب على الطرف الذي بادر لتقديم طلب‬
‫التحكيم أن يرس لها إلى الم دعى علي ه و إلى جمي ع أعض اء هيئ ة التحكيم خالل الميع اد‬
‫المتفق عليه أو الميعاد الذي تحدده الهيئة‪ ،‬يتضمن بياناته الشخصية وتحديد هوية المدعى‬
‫عليه وعنوانه‪ ،‬وتفصيل وقائع الدعوى وبيان المسائل موضوع النزاع‪ ،‬وكافة البيانات التي‬
‫(‪)1‬‬
‫نص اتفاق األطراف على ذكرها وتحديد طلباته‪.‬‬

‫ويق وم الم دعى علي ه خالل الميع اد المتف ق علي ه أو بق رار من هيئ ة التحكيم بإع داد‬
‫م ذكرة مكتوب ة يض منها رده على م ا تض منه بي ان الم دعي‪ ،‬وع رض كاف ة أوج ه دفاع ه‬
‫وطلباته المتصلة بموضوع النزاع‪ ،‬وله إبداء طلباته في وقت الحق إذا قدرت هيئة التحكيم‬
‫وج ود ظ روف ت برر الت أخير في إعالن طلبات ه‪ ،‬و في ه ذا اإلط ار نص ت الم ادة (‪)1022‬‬
‫من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على وجوب تقديم كل طرف دفوعه و مستنداته‬
‫قب ل انقض اء أج ل التحكيم بخمس ة عش رة (‪ )15‬يوم ا على األق ل‪ ،‬وإ ال فص ل المحكم بن اء‬
‫على ما قدم إليه خالل هذا األجل‪.‬‬

‫‪ )(1‬تنص المادة (‪ )30‬الفقرة األولى من القانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ ،1994‬المتعلق بقانون التحكيم في المواد المدنية والتجاري‬
‫المصري‪ ،‬على أنه‪ » :‬يرسل المدعي خالل الميعاد المتفق عليه بين الطرفين والذي تعينه هسئة التحكيم إلى الم دعى علي ه‬
‫وإ لى كل واحد من المحكمين بيانا مكتوبا بدعواه يشتمل على إسمه وعنوانه وإ سم المدعى عليه وعنوانه وشرح لوقائع‬
‫الدعوى وتحديد للمسائل محل النزاع وطلباته وكل أمر آخر يوجب إتفاق الطرفين ذكره في هذا البيان‪« ...‬‬
‫‪67‬‬
‫ويح ق للط رفين أن يرفق ا م ا يش اءان من ص ور الوث ائق و المس تندات‪ ،‬أو يش يرا إلى‬
‫المستندات وأدلة اإلثبات التي يعتزمان تقديمها للهيئة في وقت الحق ‪ ،‬ويظل للهيئة دائما‬
‫الحق في طلب تقديم أصول ما يقدم من وثائق أو مستندات‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬وجوب نظر النزاع من جميع أعضاء هيئة التحكيم‬

‫ليس لهيئ ة التحكيم إذا تش كلت من أك ثر من محكم ‪ ،‬أن تعق د أي جلس ة من جلس اتها‬
‫دون التش كيلة الكامل ة أو أن تنت دب عض وا منه ا التخ اذ إج راء من اإلج راءات إال إذا ك ان‬
‫يج وز له ا ذل ك بم وجب اتف اق األط راف‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )1020‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪ " :‬تنجز أعمال التحقيق و المحاضر من قبل جميع‬
‫المحكمين إال إذا أجاز اتفاق التحكيم سلطة ندب أحدهم للقيام بها"‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬إجراءات اإلثبات في التحكيم‪:‬‬

‫أعطى المشرع الجزائري لهيئة التحكيم سلطة واسعة في تحقيق أدلة اإلثبات ‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة (‪ )1047‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على أن ‪ " :‬تتولى محكمة‬
‫التحكيم البحث في األدلة ‪ ".‬و عليه سنتعرض ألهم سلطات المحكم في مجال اإلثبات على‬
‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬إلزام األطراف بتقديم المستندات‪:‬‬

‫أعطى المش رع الجزائ ري لهيئ ة التحكيم الس لطة في البحث في األدل ة مثل ه مث ل‬
‫التش ريعات األخ رى‪ ،‬و بالت الي له ا الس لطة إلل زام المحتكمين لتق ديم المس تندات واالطالع‬
‫(‪)1‬‬
‫عليها‪ ،‬أو بناء على طلب أحد األطراف‪.‬‬

‫مص طفى محم د الجم ال‪ ،‬عكاش ة عب د الع ال‪ ،‬التحكيم في العالق ات الخاص ة الدولي ة‪ ،‬منش ورات الحل بي الحقوقي ة‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1998 ،‬ص‪.292‬‬


‫‪68‬‬
‫كم ا نص ت الم ادة (‪ )1048‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة على إمكاني ة‬
‫طلب مس اعدة القض اء في تق ديم األدل ة‪ ،‬من قب ل محكم ة التحكيم أو الط رف ال ذي يهم ه‬
‫التعجيل بموجب عريضة تقدم إلى القاضي المختص‪ ،‬ويطبق هذا األخير قانون بلده‪.‬‬

‫‪ -2‬تحقيق الخطوط و التزوير‪:‬‬

‫لم يعط المشرع السلطة للمحكم للبت في الطعن بالتزوير‪ ،‬وإ نما له أن يعاينه‪ ،‬ويطلع‬
‫عليه فقط‪ ،‬أما الفصل فيه فهي مسألة تخرج عن والية المحكم و يختص به القضاء‪ ،‬وهذا‬
‫طبقا لنص المادة (‪ )1021‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية التي تحيل مسألة الطعن‬
‫ب التزوير م دنيا في ورق ة أو إذا حص ل ع ارض جن ائي إلى الجه ة القض ائية المختص ة‬
‫ويستأنف سريان أجل التحكيم من تاريخ الحكم في المسألة العارضة‪.‬‬

‫‪ -3‬المعاينة و سماع الشهود‪:‬‬

‫لهيئ ة التحكيم االنتق ال لمعاين ة مح ل ال نزاع ‪ ،‬ك أن تق وم بنفس ها بمعاين ة البض ائع أو‬
‫األموال أو غيرها من األشياء المتعلقة بالنزاع‪ ،‬بناء على قرار من هيئة التحكيم من تلقاء‬
‫نفسها أو بطلب الخصوم‪.‬‬

‫كم ا للمحكم س لطة اس تجواب الش هود‪ ،‬و ل ه س لطة تقديري ة في ع دم األخ ذ بش هادتهم‬
‫كله ا أو بعض ها في حال ة ع دم اتف اق المحتكمين أو في حال ة طلب أح دهم‪ ،‬إذا ت بين لهيئ ة‬
‫التحكيم أن م ا ت وفر ل ديها من أدل ة اإلثب ات كافي ة إلص دار الحكم‪ ،‬على أن تب دي م بررات‬
‫مقبولة لهذا الرفض(‪.)1‬‬

‫وقد أجاز قانون التحكيم المصري لهيئة التحكيم أن تأمر بسماع الشهود في المادة (‬
‫‪ )33‬وبدون يمين‪ ،‬وإ ذا لم يمتثل الشهود ويحضروا لإلدالء بشهادتهم جاز لهيئة التحكيم أن‬
‫تطلب من القض اء إل زام الش هود ب المثول أم ام هيئ ة التحكيم و اإلدالء بش هادتهم ح ول‬
‫موضوع النزاع‪ ،‬وهذا ما نصت عليه كذلك المادة (‪ )1048‬من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫و اإلدارية الجزائري‪.‬‬

‫هدى محمد مجدي عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 230- 229‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ -4‬اإلستعانة بالخبراء‪:‬‬

‫لم ينص علي ه المش رع الجزائ ري ص راحة ‪ ،‬لكن م ادام لهيئ ة التحكيم البحث عن‬
‫األدلة‪ ،‬فإن لها السلطة في االستعانة بخبير في النزاع‪.‬‬

‫وطبقا للمادة (‪ )36‬من قانون التحكيم المصري فإن لهيئة التحكيم تعيين خبير أو أكثر‬
‫ليعد تقريرا بشأن مسائل معينة تحددها‪ ،‬ما لم يتفق األطراف على خالف ذلك‪ ،‬وال يحلف‬
‫الخب ير اليمين‪ ،‬م ع إج راء الخ برة بحض ور األط راف‪ ،‬وعلي ه أن يح ترم مب دأ المس اواة و‬
‫حقوق الدفاع‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬إتخاذ التدابير الوقتية أو التحفظية‪:‬‬

‫ق د تقض ي طبيع ة موض وع ال نزاع أو ظ روف و مالبس ات ال دعوى المعروض ة على‬


‫هيئة التحكيم سرعة اتخاذ بعض التدابير المؤقتة أو التحفظية‪ ،‬تجنبا ألي ضرر قد يلحق‬
‫بأحد الخصوم نتيجة االنتظار حتى صدور حكم التحكيم المنهي للخصومة‪.‬‬

‫وطبقا للفقرة األولى من نص المادة (‪ )1046‬من قانون اإلجراءات المدني ة واإلداري ة‬


‫فإن لهيئة التحكيم سلطة األمر بالتدابير المؤقتة أو التحفظية بناء على طلب أح د األط راف‪،‬‬
‫م ا لم ينص اتف اق التحكيم على خالف ذل ك‪ ،‬وبالت الي يمكن لألط راف باتفاقهم ا الح د من‬
‫سلطة المحكم في هذه المسألة‪ )1(،‬أي أن المشرع أجاز لهيئة التحكيم إصدار أحكاما وقتية‬
‫بناء على طلب أحد الخصوم و التي يندرج ضمنها تلك المتعلقة باألمر بالتدابير الوقتية و‬
‫التحفظي ة م ا لم يتف ق األط راف على خالف ذل ك ‪ ،‬طبق ا لنص الم ادة (‪ )1046‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫وطبقا للفقرة الثانية لنص المادة (‪ )1046‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪،‬‬
‫فإنه يجوز تدخل القضاء بناء على طلب من محكمة التحكيم إذا لم يقم أحد أطراف النزاع‬
‫بتنفيذ التدبير الذي أمرت به هيئة التحكيم‪.‬‬

‫علي رمضان بركات‪ ،‬تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.416‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪70‬‬
‫وعليه يتضح و أن اللجوء منذ البداية للقضاء التخاذ مثل هذه التدابير هو أكثر فعالية‬
‫ألن القاضي يملك السلطة األمرية التي يفتقدها المحكم‪ ،‬لذلك من الناحية العملية غالبا ما‬
‫(‪)1‬‬
‫يلجأ األطراف في اتفاق التحكيم إلى إسناد مثل هذه المهمة للقضاء ال للمحكم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عوارض خصومة التحكيم‪.‬‬

‫يمكن أن يرد على خصومة التحكيم قبل الفصل فيها اإلنقطاع أو الوقف‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وقف إجراءات التحكيم‬

‫الق انون ال واجب التط بيق على إج راءات التحكيم ه و ال ذي يختص بتنظيم قواع د و‬
‫ح االت وإ ج راءات وق ف خص ومة التحكيم ‪ ،‬واس تئناف س يرها بع د ذل ك‪ ،‬ورغم وق ف‬
‫الخصومة‪ ،‬إال أن طلب التحكيم يظل مرتبا ألثره و يحتفظ كل طرف بمركزه الق انوني‪ ،‬إال‬
‫أن ه ذه الخص ومة القائم ة يص يبها الرك ود ‪ ،‬فال يج وز ألي من أطرافه ا أو لهيئ ة التحكيم‬
‫القيام بأي نشاط فيها‪ ،‬ويترتب على وقف الخصومة وقف ميعاد التحكيم‪ ،‬و لو كان ميعادا‬
‫اتفاقيا أو ميعادا إضافيا قررته هيئة التحكيم أو المحكمة المختصة‪ ،‬والوقف أنواع‪:‬‬

‫أوال‪ /‬الوقف اإلتفاقي‪.‬‬

‫لم ينص عليه المشرع الجزائري‪ ،‬إال أنه تماشيا مع مبدأ سلطان اإلرادة الذي يعتبر‬
‫أس اس نظ ام التحكيم فإن ه يمكن أن يتف ق جمي ع األط راف في خص ومة التحكيم على وق ف‬
‫س يرها لم دة معين ة‪ ،‬وه ذا م ا نص ت علي ه الم ادة (‪ )128‬من ق انون المرافع ات المص ري‪،‬‬
‫على أن ه إذا ك ان األط راف ق د اخت اروا قانون ا معين ا‪ ،‬أو نظ ام مرك ز تحكيم تخض ع ل ه‬
‫إجراءات التحكيم‪ ،‬و كان هذا القانون أو هذا النظام يحدد حدا أقصى للوقف اإلتفاقي فإنه‬
‫يجب عليهم التقيد بما ينص عليه(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬الوقف بقرار من هيئة التحكيم‪.‬‬

‫محمود مختار احمد بريري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،148‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬مدى إختصاص القضاء الوطني بإتخاذ‬ ‫‪)(1‬‬

‫اإلج راءات الوقتي ة والتحفظي ة في المنازع ات الخاص ة الدولي ة المتف ق بش أنها على التحكيم‪ ،‬دار الفك ر الج امعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون ذكر تاريخ النشر‪ ،‬ص‪....‬‬
‫فتحي والي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.380-379‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪71‬‬
‫غالبا ما تلجأ هيئة التحكيم إلى وقف اإلجراءات لوجود مسألة تخرج عن واليتها و‬
‫تدخل في اختصاص جهة قضائية إما بحسب طبيعتها ‪ ،‬و إما أن األطراف لم يتفقوا على‬
‫التحكيم بش أنها‪ ،‬ف إذا ق درت هيئ ة التحكيم الفص ل في تل ك المس ائل للبت في القض ية‬
‫المعروض ة أمامه ا ك ان له ا أن تحكم بوق ف س ير اإلج راءات ح تى الفص ل في المس ألة‬
‫العارض ة من المحكم ة المختص ة‪ ،‬ومثاله ا الطعن ب التزوير ال ذي نص ت علي ه الم ادة (‬
‫‪ )1021‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬الوقف بقوة القانون‪:‬‬

‫يتحقق الوقف بقوة القانون بمجرد توافر أسبابه ودون حاجة إلى اتفاق الطرفين على‬
‫الوقف‪ ،‬أو قرار من هيئة التحكيم‪ ،‬و لم ينص عليه المشرع الجزائري وال المصري ‪.‬‬

‫لكن هناك أنظمة أخرى نصت على هذا النوع من الوقف و مثالها المادة ( ‪ )13‬من‬
‫الئح ة إج راءات التوفي ق و التحكيم التج اري لمرك ز أب و ظ بي للتوفي ق و التحكيم التج اري‬
‫لسنة ‪ 1993‬والتي نصت على أنه ‪ ":‬يترتب على تقديم طلب الرد وقف إجراءات التوفيق‪،‬‬
‫أو التحكيم حتى صدور قرار لجنة العرف و التحكيم"‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنقطاع خصومة التحكيم‬

‫لم يتعرض المشرع الجزائري لمسألة انقطاع خصومة التحكيم ولم يحل إلى األحكام‬
‫المنظم ة النقط اع الخص ومة أم ام الجه ات القض ائية‪ ،‬على عكس المش رع المص ري ال ذي‬
‫أح ال بم وجب نص الم ادة (‪ )38‬من ق انون التحكيم المص ري مس ألة انقط اع الخص ومة في‬
‫التحكيم على الح االت والش روط المق ررة في ق انون المرافع ات المص ري وبالت الي تطب ق‬
‫(‪)1‬‬
‫أحكام نص المادة (‪ )130‬من هذا األخير‪.‬‬

‫أوال‪ /‬أسباب انقطاع الخصومة‪:‬‬

‫تنص الم ادة (‪ )38‬من ق انون التحكيم المص ري الس الف ال ذكر أن ه‪» :‬ينقط ع س ير الخص ومة أم ام هيئ ة التحكيم في‬ ‫‪)(1‬‬

‫االح وال ووفق ا للش روط المق ررة ل ذلك في المرافع ات المدني ة المدني ة والتجاري ة‪ ،‬وي ترتب على إنقط اع س ير الخص ومة‬
‫اآلثار المقررة في القانون المذكور « ‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫طبق ا لنص الم ادة (‪ )210‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة تنقط ع الخص ومة‬
‫لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪-‬تغير في أهلية التقاضي ألحد الخصوم‬

‫‪-‬وفاة أحد الخصوم‪ ،‬إذا كانت الخصومة قابلة لإلنتقال‪.‬‬

‫‪-‬وف اة أو اس تقالة أو توقي ف أو ش طب أو تنحي المح امي‪ ،‬إال إذا ك ان التمثي ل جوازي ا وهي‬
‫تقريبا نفس الحاالت المنصوص عليها في المادة (‪ )130‬من قانون المرافعات المصري‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬آثار االنقطاع‪:‬‬

‫بمج رد قي ام س بب االنقط اع تق ف خص ومة التحكيم عن د آخ ر إج راء ص حيح حص ل‬


‫فيها قبل االنقطاع و يمتنع على هيئة التحكيم القيام بأي إجراء و تتوقف المواعيد‪.‬‬

‫ويتم استئناف اإلجراءات بناء على قيام الخلف العام للطرف المتوفى من الخص وم أو‬
‫ولي أو مقدم الطرف الناقص أو عديم األهلية‪ ،‬باستئناف الخصومة وطبقا ألحكام القانون‬
‫تخطر الجهة القضائية الناظرة في النزاع المعنيين باألمر من أجل استئناف اإلجراءات و‬
‫إال يحكم في حقهم غيابيا ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم‪.‬‬

‫تناول المشرع الجزائري مسألة إنهاء إجراءات التحكيم في المادة (‪ )1024‬من قانون‬
‫اإلج راءات المدني ة واإلداري ة ال تي نص ت على الح االت ال تي ينتهي فيه ا التحكيم و هي‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫بوفاة أحد المحكمين أو رفضه القيام بمهمته بمبرر أو تنحيته أو حصول مانع له ما لم‬ ‫‪-1‬‬

‫يوج د ش رط مخ الف أو إذا اتف ق األط راف على اس تبداله‪ ،‬أو اس تبداله من قب ل المحكم أو‬
‫المحكمين الباقين ‪ ،‬وفي حالة غياب اإلتفاق تطبق المادة (‪ )1009‬أي بتدخل القضاء‪.‬‬

‫بانتهاء المدة المقررة للتحكيم ‪ ،‬فإذا لم تشترط المدة فبانتهاء مدة أربعة (‪ )04‬أشهر‬ ‫‪-2‬‬

‫بفقد الشيء موضوع النزاع أو انقضاء الدين المتنازع فيه‪.‬‬ ‫‪-3‬‬


‫‪73‬‬
‫بوفاة أحد أطراف العقد‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫ويترتب على إنهاء إجراءات التحكيم على هذا النحو إنتهاء مهمة هيئة التحكيم تماما كما‬
‫ل و انتهت مهمتهم بص دور الحكم ‪ ،‬فال تك ون للهيئ ة أي ص فة في إتخ اذ أي إج راء‪ ،‬أو‬
‫اإلستجابة ألي طلب يقدمه األطراف بعد صدور قرارها بإنهاء اإلجراءات‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬

‫أعطت تش ريعات التحكيم و االتفاقي ات الدولي ة و ل وائح مراك ز و مؤسس ات التحكيم‬


‫الدائمة لألطراف كامل الحرية في اختيار القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‪،‬‬
‫وفي حال ة إغف الهم عن ه ذا اإلتف اق تت ولى هيئ ة التحكيم بنفس ها تحدي د القواع د القانوني ة‬
‫الواجبة التطبيق على الموضوع‪ ،‬كما يمكن لألطراف أن يحرروا القواعد دون التقيد بأي‬
‫(‪)1‬‬
‫قانون أو نص وفقا لما تراه محققا للعدالة واإلنصاف‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطبيق قانون اإلرادة‪.‬‬

‫طبق ا لنص الم ادة (‪ )1050‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة تفص ل محكم ة‬
‫التحكيم في النزاع عمال بقواعد القانون الذي اختاره األطراف‪ ،‬وهنا نكون أمام احتمالين‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق قانون دولة معينة‪.‬‬

‫قد تتجه إرادة األطراف الختيار قانون دولة معينة ليكون الفصل في النزاع وفقا لما‬
‫تض منه ه ذا الق انون من نص وص و أحك ام‪ ،‬و ق د يك ون ق انون وطني ا أو أجنبي ا عن مك ان‬
‫التحكيم أو عن جنسية أطرافه‪ ،‬أو جنسية المحكمين ‪.‬‬

‫ويجوز لألطراف بدال من اإلتفاق على تطبيق قانون دولة معينة‪ ،‬اإلتفاق على تط بيق‬
‫نظ ام ق انوني معين‪ ،‬وإ ن ك ان ال ينتمي إلى دول ة معين ة‪ ،‬كاالتف اق على تط بيق قواع د‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق القواعد المتفق عليها بين األطراف‬

‫)(‪1‬‬
‫‪Fouchard (ph), Arbitrage et droit international de développement, col. Alger, les 11,12,13 et‬‬
‫‪14 October 1976, col. OPU, 1978, P73.‬‬
‫‪74‬‬
‫أغلب نزاعات التحكيم تتعلق بالتجارة الدولية‪ ،‬لذلك تحتاج إلى تنظيم خ اص و قواع د‬
‫مستمدة من األعراف التجارية‪ ،‬واألطراف هم األقدر على وضع ما يالئم النزاع من حلول‬
‫(‪)1‬‬
‫مبتكرة ال تجد مصدرها في قانون دولة معينة‪ ،‬وإ نما في إرادة األطراف مباشرة‪.‬‬

‫وق د تك ون ه ذه القواع د المتعلق ة بموض وع العق د‪ ،‬أو اإلحال ة إلى القواع د و الش روط‬
‫التي تتضمنها وثيقة أو عقد نموذجي ‪ ،‬ففي هذه الصور ال توجد أي إشارة لتطبيق قانون‬
‫دولة معينة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تحديد هيئة التحكيم للقانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‬

‫حسب المادة (‪ )1050‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية إذا لم يخ تر األط راف‬
‫الق انون ال واجب التط بيق على موض وع ال نزاع تفص ل هيئ ة التحكيم حس ب قواع د الق انون‬
‫واألعراف التي تراها مالئمة‪ ،‬ويستفاد من النص أن هيئة التحكيم قد تلجأ إلى قانون دولة‬
‫معين ة‪ ،‬أو تطب ق الع ادات واألع راف الجاري ة الخاص ة بالمعامل ة ال تي ك انت مح ل اتف اق‬
‫(‪)2‬‬
‫تحكيم‪ ،‬و قد تفصل في النزاع وفقا لقواعد العدالة و اإلنصاف‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إختيار قانون دولة معينة‬

‫يختار المحكم القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‪ ،‬وقد يكون قانون الدولة‬
‫ال تي يج ري فيه ا التحكيم أو ق انون الدول ة ال تي ج رت فيه ا وق ائع ال نزاع‪ ،‬أو أي ة قواع د‬
‫قانونية نافذة في دولة أخرى‪.‬‬

‫لكن هيئ ة التحكيم ليس ت له ا س لطة مطلق ة في ه ذا االختي ار‪ ،‬فق د ألزمه ا المش رع‬
‫باختي ار القواع د الموض وعية للق انون ال ذي ت رى أن ه األك ثر اتص اال ب النزاع‪ ،‬وه و بطبيع ة‬
‫الح ال ق انون الدول ة ال تي تم في ه إب رام العق د‪ ،‬وإ ذا ك ان ال نزاع ح ول تنفي ذ إل تزام معين في‬
‫العقد‪ ،‬فالقانون األكثر اتصاال بالنزاع هو قانون الدولة التي تم فيها تنفيذ هذا اإللتزام‪ ،‬أو‬
‫التي اتفق األطراف على تنفيذه فيها‪.‬‬

‫)(‪1‬‬
‫‪Mostefa trari tani, OP.cit, P131.‬‬
‫محمد نور عبد الهادي شحاته‪ ،‬النشأة اإلتفاقية للسلطات القضائية للمحكمين‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪ ،1999‬ص‪.422‬‬
‫‪75‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق هيئة التحكيم لألعراف الجارية‬

‫أعطى المش رع الجزائ ري محكم ة التحكيم إمكاني ة الفص ل في ال نزاع وف ق م ا ت راه‬


‫مالئما من أعراف من خالل نص المادة (‪ )1050‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪،‬‬
‫وتط بيق األع راف يك ون تطبيق ا تكميلي ا‪ ،‬ومن األع راف الجاري ة مب دأ إع ادة الت وازن‬
‫االقتصادي للعقد‪ ،‬والقوة القاهرة ‪.....‬إلخ‬

‫وإ ذا تع ارض الع رف المطب ق من هيئ ة التحكيم م ع نص تش ريعي واجب التط بيق أو‬
‫مع قاعدة قانونية اتفق األطراف على تطبيقها على موضوع النزاع‪ ،‬فإن هيئة التحكيم ال‬
‫تطبق العرف و إنما القانون المتفق عليه‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفصل في النزاع وفقا لقواعد العدالة و اإلنصاف‬

‫لم ينص عليه المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات المدنية واإلداري ة‪ ،‬على عكس‬
‫المش رع المص ري ال ذي نص في الم ادة (‪ )39‬الفق رة الرابع ة من ق انون التحكيم المص ري‬
‫على أن ه ‪ " :‬يج وز لهيئ ة التحكيم إذا اتف ق طرف ا التحكيم ص راحة على أن تفص ل في‬
‫موضوع النزاع على مقتضى قواعد العدالة و اإلنصاف دون تقيد بأحكام القانون"‪.‬‬

‫وهذه القواعد تحرر المحكم من التقيد بأي نصوص تشريعية أو أية قواعد قانونية أيا‬
‫ك ان مص درها‪ ،‬لكي يس تطيع المحكم إيج اد نوع ا من التس وية لل نزاع المع روض علي ه‪،‬‬
‫مس تلهما م ا ي راه محقق ا للعدال ة و م ا يرض ي ض ميره‪ ،‬وبالت الي تخض ع لمع ايير شخص ية‬
‫ترجع إلى تكوين المحكم وشخصيته و ثقافته‪.‬‬

‫لكن ه ذه الس لطة مقي دة بع دم مخالف ة المب ادئ األساس ية للتقاض ي واإلل تزام بالقواع د‬
‫اآلم رة المتعلق ة بالنظ ام الع ام ال دولي م ا دمن ا أم ا تحكيم تج اري دولي و ح تى ل و ك انت‬
‫مخالفة لنظام عام داخلي‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬إنتهاء خصومة التحكيم‬

‫قد تنتهي خصومة التحكيم نهاية طبيعية بإصدار حكم فاصل في النزاع‪ ،‬و قد تصدر‬
‫هيئة التحكيم العديد من األحكام الجزئية‪ ،‬أو األولية قبل الفصل في الموضوع‪ ،‬و تلتزم في‬
‫هذا الصدد باتباع إجراءات معينة إلصدار هذه األحكام‪ ،‬ووفقا لبيانات معينة حتى ال يكون‬
‫عرضة للطعن بالبطالن‪.‬‬

‫وحكم التحكيم باعتب اره حكم ص ادر عن قض اء خ اص ارتض اه الخص وم ‪ ،‬ف إن ش أنه‬
‫شأن أي حكم قضائي يجب إتباع إجراءات معينة لتنفيذه ‪ ،‬كما يمكن الطعن فيه‪.‬‬

‫وإ ذا ك انت ه ذه النهاي ة الطبيعي ة للتحكيم ‪ ،‬فإن ه ق د ينتهي التحكيم دون بلوغ ه هدف ه و‬
‫المتمثل في الفصل في النزاع المعروض على هيئة التحكيم ‪ ،‬فقد تنتهي إجراءات التحكيم‬
‫في حالة توصل األطراف لتسوية ودية أو تركهم لخصومة التحكيم ‪ ،‬أو بسبب خ ارج عن‬
‫إرادتهم‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حكم التحكيم‬

‫يعت بر حكم التحكيم النتيج ة ال تي تتوص ل إليه ا هيئ ة التحكيم بع د النظ ر في دف وع‬
‫وطلب ات الخص وم‪ ،‬وإلص داره يجب أن تتب ع الهيئ ة مجموع ة من اإلج راءات‪ ،‬وتل تزم‬
‫بالميعاد المحدد لها‪ ،‬كما يمكن لهيئة التحكيم أن تصدر أحكاما جزئية و أحكاما أولية قبل‬
‫إصدار الحكم المنهي للخصومة‪.‬‬

‫وحكم التحكيم كغيره من أحكام القضاء حيث يمكن الطعن فيه وفقا لمواعيد و طرق‬
‫محددة‪ ،‬كما يستلزم األمر تنفيذه وفقا إلجراءات معينة نظرا لصدورها عن نظام ذي طابع‬
‫خاص‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫المبحث األول‪ :‬صدور حكم التحكيم‬

‫ال ش ك أن ص دور حكم التحكيم ه و الغاي ة من اللج وء لنظ ام التحكيم ‪ ،‬و ه و النهاي ة‬
‫الطبيعي ة للعملي ة التحكيمي ة ‪ ،‬كم ا يمل ك المحكم إص دار مختل ف أن واع األحك ام جزئي ة أو‬
‫وقتية إال أنه ملزم بإصدار حكمه في الميعاد المحدد قانونا أو إتفاقا و بإتباع اإلجراءات‬
‫الالزمة ووفقا للشروط التي تحصنه من الطعن‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام الجزئية والوقتية‪.‬‬

‫قد تصدر هيئة التحكيم أحكاما ال تفصل في النزاع ‪ ،‬فقد تصدر أحكاما جزئية‪ ،‬كما‬
‫قد تصدر أحكاما وقتية ‪ ،‬وذلك خالل إدارتها للعملية التحكيمية ‪ ،‬أو إصدار حكم تمهيدي‬
‫قبل إصدار الحكم المنهي للخصومة و النزاع المعروض عليها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام الجزئية‬

‫قد تصدر عن هيئة التحكيم أحكام فاصلة في جزء من الموضوع ( بعض الطلبات)‬
‫وتس مى ه ذه األحك ام باألحك ام الجزئي ة‪ ،‬وق د نص ت عليه ا الم ادة ( ‪ )1049‬من ق انون‬
‫اإلج راءات المدني ة واإلداري ة و تص در عن هيئ ة التحكيم م الم يتف ق األط راف على خالف‬
‫ذلك‪.‬‬

‫والحكم الجزئي هو حكم موضوعي و ليس حكما وقتيا‪ ،‬و يتميز بأنه يفصل فقط في‬
‫جزء من المسائل محل النزاع المطروحة على التحكيم وليس فيها كلها‪ ،‬مع استمرار هيئة‬
‫التحكيم في نظر باقي هذه المسائل و لهذا فإن الحكم الجزئي الذي تصدره هيئة التحكيم ال‬
‫ينهي واليتها في نظر النزاع في باقي المسائل التي لم يشملها الحكم الجزئي(‪.)1‬‬

‫إال أنه يجوز لألطراف االتفاق على حرمان هيئة التحكيم من إصدار أحكام جزئية‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يمتنع عليها إصدار حكم جزئي و إال عرضت حكمها للبطالن طبقا لنص‬
‫المواد (‪ 1049‬و ‪ )1056‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الوجيز في النظرية العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.311‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪78‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام الوقتية‬

‫طبق ا لنص الم ادة (‪ )1046‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة خ ول المش رع‬
‫لهيئة التحكيم سلطة إصدار أحكاما وقتية ( مستعجلة) كالحكم بالحراسة القضائية‪ ،‬و يكون‬
‫لهيئ ة التحكيم ه ذه الس لطة م ا لم يتف ق األط راف على خالف ذل ك‪ ،‬أي ع دم تخويله ا س لطة‬
‫إصدار مثل هذه األحكام‪.‬‬

‫ويشترط لكي يصدر المحكمون حكما وقتيا متعلقا بالنزاع شروط هي(‪:)1‬‬

‫‪ -1‬أن يقدم الطلب من أحد األطراف لهيئة التحكيم ‪ ،‬لألمر بالتدبير المطلوب ‪ ،‬و بالتالي‬
‫ليس لها القضاء به من تلقاء نفسها‪.‬‬

‫‪ -2‬أن تت وافر ش روط ال دعوى اإلس تعجالية‪ ،‬أي عنص ر االس تعجال و ع دم مس اس األم ر‬
‫بأصل الحق‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكون إجراءات التحكيم قد بدأت‪ ،‬فال يمكن لهيئة التحكيم أن تصدر أحكام وقتي ة إال‬
‫إذا تم فعال بدء إجراءات التحكيم أمامها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام التمهيدية أو التحضيرية‬

‫حس ب نص الم ادة (‪ )1035‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة فق د أش ار‬
‫المش رع الجزائ ري إلى األحك ام التحض يرية‪ ،‬ويتم يز الحكم التمهي دي أو التحض يري بأن ه‬
‫حكما ليس فاصال في موضوع النزاع كليا أو جزئيا و ليس منهيا للخصومة ‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يصدر في طلب وقتي‪ ،‬فهو يرمي إلى التمهيد إلصدار حكم موضوعي أو وقتي‪.‬‬

‫ولم ينص القانون على شكل خاص للحكم التمهيدي أو التحضيري‪ ،‬و له ذا فإن ه يمكن‬
‫أن يص در في ش كل ق رار من الهيئ ة ‪ ،‬يثبت في محض ر جلس ة‪ ،‬كم ا يمكن أن يص در في‬
‫(‪)2‬‬
‫شكل ورقة حكم مستقلة يوقع عليها أعضاء هيئة التحكيم أو أغلبيتهم‪.‬‬

‫فتحي والي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.400‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.399 ،398‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪79‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬حجز الدعوى للمداولة و ميعاد إصدار حكم التحكيم‬

‫إلصدار حكم التحكيم يجب أن تتبع هيئة التحكيم مجموعة من اإلجراءات‪ ،‬حيث يقدم‬
‫األطراف دفوعهم و مستنداتهم و تعقد الهيئة جلسات للمرافعة و سماع الشهود و الخبراء‬
‫ثم تص در أم را بقف ل ب اب المرافع ة و حج ز ال دعوى للم داوالت‪ ،‬و يجب أن تتم ك ل ه ذه‬
‫اإلج راءات وف ق الق انون ال واجب التط بيق على اإلج راءات‪ ،‬كم ا أن هن اك إل تزام ج وهري‬
‫يق ع على ع اتق هيئ ة التحكيم أال وه و ض رورة إص دار الحكم في الميع اد المح دد اتفاق ا أو‬
‫قانونا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قفل باب المرافعات و حجز الدعوى للمداولة‬

‫إذا استنفذت هيئة التحكيم جميع اإلجراءات الواجبة التطبيق على النزاع تنفرد الهيئة‬
‫بمراجعة و تدقيق المستندات و األدلة(‪ ،)1‬و مناقشة طلبات و دفوع األطراف و يجب على‬
‫الهيئ ة أن تخط ر األط راف بموع د قف ل ب اب المرافع ة ب وقت ك اف و تحدي د أج ل إلص دار‬
‫الحكم‪.‬‬

‫وقد حدد المشرع الجزائري أجال لقفل باب المرافعة حيث تنص المادة (‪ )1022‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على أنه يجب على كل طرف تقديم دفاعه و مستنداته‬
‫قب ل انقض اء أج ل التحكيم بخمس ة عش رة (‪ )15‬يوم ا على األق ل ‪ ،‬و إال فص ل المحكم بن اء‬
‫على ما قدم إليه خالل هذا األجل ‪.‬‬

‫ويالحظ أن المشرع الجزائري قد نص صراحة على موعد قفل باب المرافعة وحج ز‬
‫ال دعوى للمداول ة‪ ،‬حيث ح ددها ب ‪ 15‬يوم ا قب ل أج ل انقض اء التحكيم‪ ،‬ح تى تت داول هيئ ة‬
‫التحكيم إلصدار حكمها‪.‬‬

‫وق د اس تلزم المش رع الجزائ ري أن تك ون م داوالت المحكمين س رية‪ ،‬حيث نص ت‬


‫الم ادة (‪ )1025‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة على أن‪ " :‬تك ون م داوالت‬
‫المحكمين س رية " ويمكن ت برير ذل ك بض رورة كفال ة ق درا من الحري ة للمحكمين في إب داء‬

‫أنظر المادة (‪ )1047‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪80‬‬
‫ال رأي و التش اور دون الوق وع في الح رج ال ذي ق د يتعرض ون ل ه في حال ة الس ماح‬
‫لألطراف‪ ،‬أو ممثليهم بالحضور أثناء المداوالت‪.‬‬

‫وتج در اإلش ارة إلى أن ه إذا تمت الم داوالت بش كل عل ني ف إن ذل ك يفتح الب اب أم ام‬
‫إمكانية الطعن بالبطالن في الحكم الذي تصدره هيئة التحكيم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ميعاد إصدار الحكم‬

‫إذا كان لهيئة التحكيم سلطة الفصل في النزاع محل التحكيم ‪ ،‬فإن هذه السلطة يجب‬
‫أن تم ارس خالل الميع اد المح دد‪ ،‬وب الرجوع إلى نص الم ادة (‪ )1018‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬يتضح و أن هناك ميعاد اتفاقي و ميعاد قانوني تلتزم خالله‬
‫الهيئ ة بالفص ل في ال نزاع‪ ،‬كم ا يمكن م د ه ذا الميع اد باتف اق األط راف ب اقتراح من هيئ ة‬
‫التحكيم ‪ ،‬أو بأمر من رئيس المحكمة المختصة‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الميعاد االتفاقي‪:‬‬

‫األص ل أن يتف ق األط راف على ميع اد التحكيم‪ ،‬فهم األق در على معرف ة ظ روف و‬
‫مالبسات النزاع و الوقت الكافي للفصل فيه‪ ،‬وليس هناك حد أقصى للميع اد ال ذي يمكن أن‬
‫(‪)1‬‬
‫يتفق عليه األطراف ‪.‬‬

‫كما يمكن تحديد ميعاد التحكيم وفقا لقواعد و لوائح أحد مراكز و مؤسسات التحكيم‬
‫الدائم ة إذا اتف ق أط راف التحكيم على أن يتم التحكيم وفق ا لإلج راءات المتبع ة أم ام ه ذه‬
‫المراكز(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ /‬الميعاد القانوني‪:‬‬

‫إذا أغف ل الطرف ان االتف اق على تحدي د ميع اد التحكيم ف إن الهيئ ة تل تزم بالفص ل في‬
‫ال نزاع وفق ا للميع اد المح دد في الق انون ال واجب التط بيق على اإلج راءات ‪ ،‬و بالنس بة‬

‫أحمد السيد الصاوي‪ ،‬التحكيم طبقا للقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬وأنظمة التحكيم الدولية ‪ ،‬المؤسسة الفنية للطباعة‬ ‫‪)(1‬‬

‫والنشر ‪ ،‬مصر‪ ،‬دون ذكر تاريخ النشر‪ ،‬ص‪.189‬‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن مركز القاهرة اإلقليمي و قانون اليونسترال لم يحددا موعدا إلصدار الحكم على عكس غرفة‬ ‫‪)(2‬‬

‫التجارة الدولية بباريس التي حددت الميعاد بستة أشهر‪.‬‬


‫‪81‬‬
‫للمشرع الجزائري فقد حددها في المادة (‪ )1018‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫بأربع ة أش هر تب دأ من ت اريخ تع يين المحكمين أو من ت اريخ إخط ار محكم ة التحكيم ‪ ،‬أي‬
‫طبق ا لنص الم ادة (‪ )1015‬من نفس الق انون من ت اريخ قب ول المحكم أو هيئ ة التحكيم‬
‫للمهمة‪.‬‬

‫ويالحظ أن المدة التي حددها المشرع الجزائري (‪ 04‬أشهر) تتماشى و مزايا نظام‬
‫التحكيم أال وهي الس رعة على عكس الميع اد ال ذي ح دده المش رع المص ري (‪ 12‬ش هرا)‬
‫الذي يبدو طويال نوعا ما‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬سلطة هيئة التحكيم في مد ميعاد التحكيم‪:‬‬

‫أعطى المشرع الجزائري لهيئة التحكيم سلطة مد ميعاد التحكيم بموافقة األطراف ‪،‬‬
‫و في حال ة ع دم اتف اق األط راف على ف ترة التمدي د(‪ ،)1‬ف إن م د ميع اد التحكيم يك ون وفق ا‬
‫للق انون ال ذي يحكم إج راءات التحكيم و ه ذا طبق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة (‪ ، )1018‬و‬
‫يؤخذ على هذا النص ما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬أن المش رع الجزائ ري لم يح ترم مب دأ س لطان اإلرادة و ه و أس اس نظ ام التحكيم عن دما‬


‫أعطى لهيئ ة التحكيم س لطة م د ميع اد التحكيم وفق ا للق انون ال ذي يحكم إج راءات التحكيم‪،‬‬
‫رغم وج ود إمكاني ة رفض األط راف له ذا الم د‪ ،‬ألن لهم الح ق في إنه اء اإلج راءات و‬
‫اللجوء للقاضي وهو حق دستوري‪ ،‬وبالتالي هذا النص يتناقض مع أحد أسس التحكيم وهو‬
‫الطابع اإلتفاقي‪ ،‬وفيه خرق لحق دستوري‪ ،‬وبالتالي يستدعي تعديله‪.‬‬

‫‪-2‬هذا النص لم يحد من سلطة محكمة التحكيم في مد الميعاد‪ ،‬حيث لم يحدد المدة اإلضافية‬
‫التي يمكن أن تأمر بها هيئة التحكيم‪ ،‬مما يفتح المجال أمام المحكمين في تحديد فترة المد‪.‬‬

‫رابعا‪/‬سلطة القضاء في مد ميعاد التحكيم‪:‬‬

‫أعطى المش رع الجزائ ري للقض اء س لطة م د ميع اد التحكيم ‪ ،‬حيث نص المش رع‬
‫الجزائري في المادة (‪ )1018‬على تمديد أجل التحكيم من طرف رئيس المحكمة المختص ة‬

‫سليم بشير‪ ،‬الحكم التحكيمي والرقابة القضائية‪ ،‬اطروحة لنيل شهادة دكتوراه علوم‪ ،‬تخصص قانون خاص‪ ،‬جامعة‬ ‫‪)(1‬‬

‫الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪ ،2012 ،‬ص‪.105‬‬


‫‪82‬‬
‫إذا لم يتفق األطراف ‪ ،‬أو في حالة غياب نظام تحكيم يعالج التمديد‪.‬و المحكمة المختصة‬
‫طبقا لنص المادة (‪ )1041‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية هي إما المحكمة التي‬
‫يج ري في دائ رة اختصاص ها التحكيم إذا ك ان التحكيم يج ري في الجزائ ر أو محكم ة‬
‫(‪)1‬‬
‫الجزائر العاصمة إذا كان يجري في الخارج و اختار أطرافه تطبيق القانون الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط الواجب توافرها في حكم التحكيم‬

‫يش ترط أن يت وفر في حكم التحكيم بعض الش روط الموض وعية و أخ رى ش كلية ح تى‬
‫يكون صحيحا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية‬

‫يجب أن يكون حكم المحكمين فاصال في موضوع النزاع على نحو حاسم ‪ ،‬فال يعد‬
‫حكما مجرد حث األطراف أو توجيههم إلى انتهاج أسلوب معين في تنفيذ إلتزاماتهم‪.‬‬

‫فحكم التحكيم الذي يكتسب هذا الوصف هو الحكم الصادر في موضوع النزاع على‬
‫نح و يحس م ب ه داب ر ال نزاع‪ ،‬ولكن إذا ك ان حكم التحكيم به ذا المع نى يط ابق مع نى الحكم‬
‫القضائي‪.‬‬

‫إال أن المحكمين على عكس القضاة‪ ،‬ال يستمدون سلطتهم من الدولة وإ نما من اتفاق‬
‫األط راف‪ ،‬ول ذا فهم ال ذين يح ددون مهم ة المحكم ونط اق س لطاته‪ ،‬فه و قاض ي ال نزاع كم ا‬
‫حدده األطراف‪ ،‬وال تنطبق عليه قاعدة أن قاضي األصل هو قاضي الفرع‪ ،‬فهو ال يفصل‬
‫إال فيما طرح عليه‪ ،‬وال يملك التصدي لما لم يعرض عليه و لم يطلب منه الفصل فيه‪.‬‬

‫ل ذلك يع د س ببا من أس باب بطالن حكم التحكيم ‪ ،‬تج اوز المحكم ح دود المهم ة ‪ ،‬أو‬
‫التصدي لما لم يتفق األطراف على عرضه على التحكيم‪.‬‬

‫ويجب أن يصدر المحكمون حكم التحكيم وفقا لقواعد القانون الذي اختاره األطراف‪،‬‬
‫سواء بالنسبة لإلجراءات أو للموضوع(‪ ،)2‬ويعد سببا لبطالن حكم التحكيم تجاهل المحكمين‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.340‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫محمود مختار أحمد بريري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪83‬‬
‫إلرادة األط راف و الحكم وفق ا لق انون آخ ر‪ ،‬ح تى ل و ك ان ه و الق انون ال ذي ك ان س يطبقه‬
‫القاض ي ل و ع رض علي ه ال نزاع‪ ،‬وه ذا طبق ا للفق رة الثالث ة للم ادة (‪ )1056‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫كما يشترط صدور حكم التحكيم بأغلبية أصوات تشكيلة هيئة التحكيم ‪ ،‬هذا في حالة‬
‫تعدد المحكمين‪ ،‬وذلك طبقا لنص المادة (‪ )1026‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‬

‫لم ي ورد المش رع الجزائ ري نص ا خاص ا بالش روط الش كلية وإ نم ا بنص وص متفرق ة‬
‫على عكس المش رع المص ري ال ذي نص في الم ادة (‪ )43‬الفق رة األولى من الق انون رقم‬
‫‪ 27‬لس نة ‪ 1994‬على أن ه ‪ ":‬يص در حكم التحكيم كتاب ة و يوقع ه المحكم ون‪ ،‬و في حال ة‬
‫تش كيل هيئ ة التحكيم من أك ثر من محكم واح د يكتفي بتوقيع ات أغلبي ة المحكمين بش رط أن‬
‫تثبت في الحكم أسباب عدم توقيع األقلية"‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الكتـابة‪:‬‬

‫الكتابة شرط لوجود الحكم ال إلثباته‪ ،‬فالقانون ال يعترف بالحكم الشفوي‪ ،‬فمثل هذا‬
‫الحكم يك ون منع دما‪ ،‬فحكم التحكيم يجب إيداع ه‪ ،‬وتنفي ذه ل ذلك يجب أن يك ون مكتوب ا وال‬
‫(‪)1‬‬
‫يمكن لألطراف اإلتفاق على خالف ذلك‪.‬‬

‫والمش رع الجزائ ري لم ينص ص راحة على كتاب ة الحكم ‪ ،‬غ ير أن ه ب الرجوع إلى‬
‫نص وص الم واد (‪ 1027‬و ‪ 1028‬و ‪ )1029‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة‬
‫يتضح وأنه أشار ضمنيا للكتابة‪.‬‬

‫ويتم كتابة الحكم باللغة التي جرى بها التحكيم‪ ،‬سواء كانت اللغة العربية‪ ،‬أو أي لغة‬
‫أخرى حددها إتفاق الطرفين أو قرار هيئة التحكيم‪.‬‬

‫ثانيـا‪ /‬التوقيع‪:‬‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.342‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪84‬‬
‫نص المشرع الجزائري في المادة (‪ )1029‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫على أن يوقع حكم التحكيم من قبل جميع المحكمين‪ ،‬وإ ذا تشكلت محكمة التحكيم من أكثر‬
‫من محكم‪ ،‬يجب توقيع األغلبية على الحكم ‪.‬‬

‫ولم يستلزم المشرع الجزائري ضرورة بيان أسباب عدم توقيع األقلية ‪ ،‬على عكس‬
‫الق انون المص ري ال ذي اش ترط ذل ك‪ ،‬وإ نم ا اقتص ر فق ط على ض رورة اإلش ارة إلى واقع ة‬
‫رفض األقلية التوقيع على الحكم‪ ،‬واعتبر الحكم الموقع من األغلبية كأنه موقعا من جميع‬
‫المحكمين‪.‬‬

‫ثالثا‪/‬التسبيب‪:‬‬

‫من خالل نص الم ادة (‪ )1027‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلدارية ف إن تس بيب‬
‫حكم التحكيم من اإللتزام ات الجوهري ة ال تي تق ع على المحكم‪ ،‬وع دم التس بيب ي ؤدي إلى‬
‫بطالن حكم التحكيم طبق ا للم ادة (‪ 1056‬الفق رة الخامس ة) من ق انون اإلج راءات المدني ة و‬
‫اإلداري ة‪ ،‬ولم يمنح لألط راف إمكاني ة إعف اء المحكم من تس بيب حكم ه كم ا ه و الوض ع في‬
‫قانون التحكيم المصري‪.‬‬

‫ذل ك ألن التس بيب يعت بر من أهم ض مانات التقاض ي‪ ،‬ويض من حس ن أداء المحكمين‬
‫لمهمتهم‪ ،‬ويبين مدى استيعابهم لوقائع النزاع و دفوع الخصوم‪ ،‬من خالل ما يشتمل عليه‬
‫الحكم من أسباب واقعية و قانونية التي اعتمدت عليها الهيئة في إصداره ‪.‬‬

‫رابعا‪ /‬بيانات الحكم ‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري على البيانات التي يجب أن يتضمنها حكم التحكيم و هي ‪:‬‬

‫‪-‬أن يتض من حكم التحكيم عرض ا م وجزا الدع اءات األط راف و أوج ه دف اعهم و ه ذا طبق ا‬
‫للفقرة األولى للمادة (‪ )1027‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬

‫‪-‬إس م و لقب المحكم أو المحكمين ‪ ،‬وذل ك طبق ا لنص الم ادة (‪ )1028‬الفق رة األولى من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية و ذلك لمراقبة تطابق األسماء الواردة في الحكم مع‬

‫‪85‬‬
‫األسماء التي تضمنها اتفاق التحكيم ‪ ،‬حيث يلزم المشرع ذكر أسماء المحكمين أو طريقة‬
‫تعيينهم في شرط أو مشاركة التحكيم(‪.)1‬‬

‫‪-‬ت اريخ ص دور الحكم‪ ،‬وذل ك طبق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة (‪ ، )1028‬و الغاي ة من ه إثب ات‬
‫صدور الحكم خالل مدة سريان إتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪-‬مك ان إص دار الحكم‪ ،‬طبق ا للفق رة الثالث ة من نفس الم ادة‪ ،‬وتحدي د مك ان ص دور الحكم يتم‬
‫على أساسه تحديد المحكمة المختصة لطلب التنفيذ والطعن فيه بالبطالن(‪.)2‬‬

‫‪-‬يجب أن يتض من الحكم أس ماء وألق اب األط راف‪ ،‬وم وطن ك ل منهم‪ ،‬وتس مية األش خاص‬
‫المعنوية و مقرها االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬ذكر أسماء وألقاب المحامين أو من مثل أو ساعد األطراف‪ ،‬عند اإلقتضاء ‪.‬‬

‫‪ -‬توقيع الحكم‪ ،‬و تطبق في ذلك أحكام المادة (‪ )1029‬السابق ذكرها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسليم صورة الحكم و إيداع أصله‬

‫إذا صدر حكم التحكيم المنهي للخصومة وجب على هيئة التحكيم أن تسلم صورة من‬
‫هذا الحكم تحمل توقيعات جميع المحكمين أو أغلبيتهم‪.‬‬

‫وق د ح دد المش رع المص ري في الم ادة (‪ )44‬من ق انون التحكيم م دة ‪ 30‬يوم ا من‬
‫تاريخ صدور الحكم ميعادا إلتمام هذا التسليم ‪ ،‬كما ألزم الطرف الذي صدر حكم التحكيم‬
‫لصالحه بإيداع أصل الحكم أو صورة موقعة منه باللغة التي صدر بها‪ ،‬أو ترجمة باللغة‬
‫العربية مصادق عليها من جهة معتمدة إذا كان صادرا بلغة أجنبية‪ ،‬وذلك لدى كتابة ضبط‬
‫محكمة استئناف القاهرة ما لم يتفق األطراف على محكمة استئناف أخرى‪.‬‬

‫أم ا المش رع الجزائ ري فلم ينص ص راحة على تس ليم الحكم‪ ،‬لكن ب الرجوع إلى نص‬
‫الم ادة (‪ )1052‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة ‪ ،‬فق د نص على أن ه يثبت حكم‬

‫أنظر المواد (‪ )1040،1012،1008‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫أنظر المادة (‪ )1051‬الفقرة الثانية من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪86‬‬
‫التحكيم بتقديم األصل مرفقا باتفاقية التحكيم‪ ،‬أو بنسخ عنهما‪ ،‬تستوفي شروطها‪ ،‬وبالتالي‬
‫ال يتم ذلك إال عن طريق تسليم هيئة التحكيم الحكم لألطراف‪.‬‬

‫وق د ح دد المش رع الجزائ ري جه ة اإلي داع و الط رف ال ذي يق وم ب ه بالم ادة (‪)1053‬‬


‫من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة و ذل ك أم ام المح اكم المنص وص عليه ا بالم ادة (‬
‫‪ )1041‬ومن الطرف المعني بالتعجيل‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أثر صدور حكم التحكيم على انتهاء مهمة المحكمين‬

‫رغم ارتب اط بق اء ص فة الهيئ ة بص دور الحكم المنهي للخص ومة ‪ ،‬ف إن بعض‬
‫التشريعات أبقت لهيئة التحكيم صفة محدودة لمواجهة حاالت محددة وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬سلطة المحكم في تفسير حكمه‪:‬‬

‫يقص د بتفس ير الحكم‪ ،‬توض يح م ا ق د يكتن ف الحكم من غم وض‪ ،‬حيث يق وم المحكم‬


‫بتوضيح حقيقة المقصود منه إذا شاب منطوق الحكم غموض‪ ،‬أو إبهام من شأنه أن يثير‬
‫(‪)1‬‬
‫الّلبس واالختالف حول مقصوده‪.‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري في الفقرة الثانية للمادة (‪ )1030‬من قانون اإلجراءات‬


‫المدني ة واإلداري ة على س لطة تفس ير حكم التحكيم الص ادر إال أن ه لم يفّص ل في إجراءات ه‬
‫على عكس المش رع المص ري ال ذي نص على اإلج راءات واآلج ال في الم ادة (‪ )49‬من‬
‫القانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬يج وز لك ل من ط رفي التحكيم أن يطلب من هيئ ة التحكيم‪ ،‬خالل الثالثين يوم ا التالي ة‬
‫لتسلمه حكم التحكيم ‪ ،‬تفسير ما وقع في منطوقه من غموض‪ ،‬و يجب على طالب التفسير‬
‫إعالن الطرف اآلخر بهذا الطلب قبل تقديمه لهيئة التحكيم‪.‬‬

‫‪ -2‬يص در التفس ير كتاب ة خالل الثالثين يوم ا التالي ة لت اريخ تق ديم طلب التفس ير لهيئ ة‬
‫التحكيم ويجوز لهذه الهيئة مد هذا الميعاد ثالثين يوما أخرى إذا رأت ضرورة لذلك‪.‬‬

‫‪ - 3‬و يعتبر الحكم الصادر بالتفسير متمما لحكم التحكيم الذي يفسره وتسري عليه أحكامه‪.‬‬
‫أحمد أبو الوفا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.267‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪87‬‬
‫ثانيا‪ /‬سلطة المحكم في تصحيح حكم التحكيم‪:‬‬

‫تمتد سلطة المحكم طبقا للفقرة الثانية للمادة (‪ )1030‬إلى تصحيح األخطاء المادية الواردة‬
‫في حكم التحكيم كالخط أ في أس ماء الخص وم‪ ،‬أو الخط أ الحس ابي و تنص الم ادة (‪ )50‬من‬
‫قانون التحكيم المصري على أنه‪:‬‬

‫‪-1‬تتولى هيئة التحكيم تصحيح ما يقع في حكمها من أخطاء مادية بحتة ‪ ،‬كتابية أو حسابية‬
‫وذل ك بق رار تص دره من تلق اء نفس ها أو بن اء على طلب أح د الخص وم‪ ،‬و تج ري هيئ ة‬
‫التحكيم التصحيح من غير مرافعة خالل الثالثين يوما التالية لتاريخ صدور الحكم أو إي داع‬
‫طلب التصحيح بحسب األحوال‪ ،‬ولها مد هذا الميعاد ثالثين يوما أخرى إذا رأت ضرورة‬
‫لذلك‪.‬‬

‫‪-2‬و يصدر قرار التصحيح كتابة من هيئة التحكيم و يبلغ إلى الطرفين خالل ثالثين يوما من‬
‫تاريخ صدوره و إذا تجاوزت هيئة التحكيم سلطتها في التصحيح جاز التمسك ببطالن هذا‬
‫القرار بدعوى بطالنه‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬سلطة المحكم في الفصل فيما أغفله حكم التحكيم‪ ،‬وإ صداره أحكاما إضافية‪:‬‬

‫ويع ني ذل ك اس تكمال هيئ ة التحكيم الفص ل في المس ائل ال تي ك انت معروض ة عليه ا‬
‫أثناء النزاع‪ ،‬إال أنها عند الفصل في النزاع لم تتعرض لها في حكمها بالفصل فيها‪ ،‬مما‬
‫يعطي للمحكم س لطة إص دار حكم تكميلي فاص ل فيم ا أغفلت ه من مس ائل في حكم التحكيم‬
‫األص لي‪ ،‬وذل ك طبق ا لنص الم ادة (‪ )1030‬الفق رة الثاني ة من ق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫وهذا ما نصت عليه كذلك المادة (‪ )51‬من قانون التحكيم المصري(‪ ،)1‬والتي أجازت‬
‫لألط راف ول و بع د انته اء ميع اد التحكيم‪ ،‬أن يطلب من هيئ ة التحكيم خالل الثالثين يوم ا‬
‫التالي ة لتس لمه الحكم إص دار حكم تحكيمي إض افي في طلب ات ق دمت خالل اإلج راءات‬
‫وأغفلها حكم التحكيم و يجب إعالن هذا الطلب إلى الطرف اآلخر قبل تقديمه‪.‬‬
‫تنص الم ادة (‪ )51‬من ق انون التحكيم المص ري على أن ه‪» :‬يج وز لك ل من ط رفي التحكيم‪ ،‬ول و بع د إنته اء ميع اد‬ ‫‪)(1‬‬

‫التحكيم‪ ،‬أن يطلب من هيئة التحكيم خالل الثالثين يوما التالية لتسلمه حكم التحكيم إصدار حكم تحكيم إضافي في طلبات‬
‫قدمت خالل اإلجراءات وأغفلها حكم التحكيم‪ ،‬ويجب إعالن هذا الطلب إلى الطرف اآلخر قبل تقديمه‪. « ..‬‬
‫‪88‬‬
‫وتصدر هيئة التحكيم حكمها خالل ستين (‪ )60‬يوما من تاريخ تقديم الطلب ويجوز‬
‫لها مد هذا الميعاد ثالثين يوما أخرى ‪ ،‬إذا رأت ضرورة لذلك‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ حكم التحكيم‬

‫ق د ال يرض ى في الغ الب المحك وم ض ده بتنفي ذ حكم التحكيم طواعي ة‪ ،‬و إن ك ان‬
‫المش رع ق د أج از اللج وء للتحكيم لح ل النزاع ات إال أن ه لم يع ط ألحك ام التحكيم الق وة‬
‫التنفيذية‪ ،‬رغم حيازته لحجية األمر المقضي فيه بمجرد صدوره‪ ،‬فالقوة التنفيذية ال تلحق‬
‫حكم المحكمين إال بصدور أمر خاص بها من قضاء الدولة‪ ،‬يسمى بأمر التنفيذ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية و نطاق حكم التحكيم‬

‫الفرع األول‪ :‬حجية حكم التحكيم‬

‫تنص الم ادة (‪ )1031‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة على أن ه‪ " :‬تح وز‬
‫أحك ام التحكيم حجي ة الش يء المقض ي في ه بمج رد ص دورها فيم ا يخص ال نزاع المفص ول‬
‫فيه"‪.‬‬

‫ويقص د بالحجي ة أن الحكم الص ادر يحم ل عن وان الحقيق ة بخص وص م ا فص ل في ه‬


‫بالنسبة ألطراف ال دعوى‪ ،‬وفي حدود الموض وع ال ذي قدمت عليه هذه ال دعوى‪ ،‬ومؤدى‬
‫ذلك أن ه ال يجوز إث ارة ال نزاع نفس ه تأسيس ا على الس بب ذات ه بين األط راف أنفس هم ال ذين‬
‫صدر الحكم في مواجهتهم(‪.)1‬‬

‫وترتيبا على ما سبق فإن من صدر حكم التحكيم لصالحه يحق له التمسك بحجية هذا‬
‫الحكم إذا قام الطرف اآلخر برفع دعوى أمام القضاء للنظر في الموضوع الذي فصل فيه‬
‫حكم التحكيم‪ ،‬و كانت الدعوى مؤسسة على السبب الذي استندت إليه دعوى التحكيم‪.‬‬

‫غير أنه لما كان التحكيم نظام تعاقدي يخضع منذ البداية لمبدأ سلطان اإلرادة ‪ ،‬فإن‬
‫حجية الحكم التحكيم تزول إذا اتفق األطراف على رفض ما قضت به هيئة التحكيم‪ ،‬حيث‬
‫يمكن لهم بدء إجراءات تحكيم جديدة‪ ،‬أمام هيئة جديدة‪ ،‬وبالتالي يتضح وأن هيئة التحكيم‬

‫أحمد محمد حشيش‪ ،‬القوة التنفيذية لحكم التحكيم‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ،2008 ،‬ص‪.34 ،33‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪89‬‬
‫الجديدة والقضاء ال يملكان من تلقاء نفسهما إثارة الدفع بسبق الفصل ومن ثم حجية حكم‬
‫التحكيم‪ ،‬وإ نما يثيرها أحد الطرفين‪.‬‬

‫وهذا يعني أن حجية حكم التحكيم يتوقف على مدى رضى الطرفين بما توصل إليه‬
‫من حلول للفصل في النزاع‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق حجية حكم التحكيم‬

‫إن حكم التحكيم ش أنه ش أن الحكم القض ائي‪ ،‬ال يتمت ع بحجي ة مطلق ة‪ ،‬وإ نم ا تتح دد‬
‫حجيت ه بالموض وع ال ذي فص ل في ه‪ ،‬أي مح ل ال نزاع و أساس ه ال ذي ق ام علي ه‪ ،‬كم ا تتح دد‬
‫هذه الحجية من ناحية األشخاص‪ ،‬وذلك كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ /‬نطاق حكم التحكيم من الناحية الموضوعية‬

‫حكم التحكيم ال يتمت ع بالحجي ة إال في ح دود م ا فص ل في ه من خالف تض منه إتف اق‬
‫التحكيم شرطا ك ان أو مش اركة‪ ،‬كم ا أنه ال يعت بر حجة فيم ا ال يجوز في ه التحكيم كمس ألة‬
‫حال ة األش خاص وأهليتهم والمس ائل المتعلق ة بالنظ ام الع ام‪ ،‬والبت في الطعن ب التزوير أو‬
‫البت في مس ألة ال يش ملها إتف اق التحكيم أو تج اوز الهيئ ة ح دود اإلتف اق والفص ل فيم ا لم‬
‫يعرض عليها‪ ،‬وكذا المسائل التي أغفل عنها إال إذا صدر فيها حكم إضافي فاصل في تل ك‬
‫المسألة‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬نطاق حكم التحكيم من حيث األشخاص‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة (‪ )1038‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬


‫على أنه ال يحتج بأحكام التحكيم تجاه الغير‪ ،‬و يستفاد من ه ذا النص أن حكم التحكيم شأنه‬
‫ش أن حكم القض اء ال يك ون حج ة إال على أطراف ه‪ ،‬أي أط راف ال دعوى أو الخص ومة‬
‫التحكيمية‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪‬مالحظ‪GG G‬ة‪ :‬ال يجب الخل ط بين نط اق اتف اق التحكيم و قوت ه الملزم ة‪ ،‬وبين حجي ة حكم‬
‫التحكيم‪ ،‬فإنه ال يحتج بالحكم إال على أطراف اإلتفاق الذين ثار بينهم النزاع و ش اركوا في‬
‫(‪)1‬‬
‫خصومة التحكيم‪.‬‬

‫كم ا أن حجي ة الحكم التحكيمي ال تس ري في مواجه ة ممثلي الخص وم‪ ،‬وإ نم ا في‬
‫مواجه ة الخص وم أنفس هم و إذا تعل ق األم ر بمش روعات مش تركة أو ش ركات المحاص ة‪،‬‬
‫حيث ال يوج د كي ان ق انوني مس تقل ‪ ،‬حيث أن التحكيم ال ذي يتم بين أح د األط راف في‬
‫المش روع المش ترك‪ ،‬أو بين أح د ش ركاء ش ركة المحاص ة و الغ ير‪ ،‬ويك ون مؤسس ا على‬
‫س بب يتعل ق بالمش روع المش ترك‪ ،‬أو بش ركة المحاص ة ف إن الحكم تك ون ل ه حجي ة بالنس بة‬
‫للجمي ع‪ ،‬وذل ك إذا ك ان الش ريك ق د أب رز ص فته كن ائب عن ش ركائه لتم ثيلهم في خص ومة‬
‫التحكيم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تنفيذ حكم التحكيم‬

‫إذا انتهت إج راءات التحكيم بإص دار الحكم‪ ،‬يمكن لألط راف اللج وء للقض اء‬
‫الستصدار أمر التنفيذ وقد عالجت مختلف تشريعات التحكيم مسألة تنفيذ أحكام التحكيم‪،‬‬
‫حيث حددت الجهات القضائية المختصة بإصدار أوامر التنفيذ واإلجراءات الواجب إتباعه ا‬
‫لتنفيذ هذه األحكام و كيفية الطعن فيها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلعتراف بأحكام التحكيم األجنبية‬

‫في أغلب األحك ام التحكيمي ة الدولي ة يك ون اإلع تراف بحكم التحكيم مالزم ا للتنفي ذ‪،‬‬
‫فط الب التنفي ذ يم ر حتم ا بعملي ة االع تراف أوال‪ ،‬ثم األم ر بإعط اء الص يغة التنفيذي ة إال أن‬
‫هذه القاعدة ال تعد مطلقة‪ ،‬بل يمكن أن تكون أحكاما تحكيمية دولية تحتاج إلى اإلعتراف‬
‫دون األم ر بالتنفي ذ‪ :‬ك الحكم ال ذي ال يحت وي على إل زام و مثال ه رفض ال دعوى‪ ،‬وفي ه ذه‬
‫الحالة يلجأ إلى اإلعتراف به ليكسبه حجية الشيء المقضي فيه(‪.)2‬‬

‫سامية راشد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.237‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫أحمد الورفلي‪ ،‬التحكيم الدولي في القانون التونسي‪ ،‬مجمع األطرش للنشر وتوزيع الكتاب المختص‪ ،‬تونس‪،2006‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫ص‪.724‬‬
‫‪91‬‬
‫ومفهوم اإلعتراف هو أن الحكم التحكيمي صدر بشكل صحيح وملزم لألطراف‪ ،‬أما‬
‫التنفيذ فمعناه أن يطلب الخصم المحكوم له من القضاء إلزام المحكوم عليه بتنفيذ ما جاء‬
‫بالحكم التحكيمي جبرا عنه‪ ،‬وذلك بموجب اإلجراءات التنفيذية(‪.)1‬‬

‫وطلب اإلع تراف ب الحكم التحكيمي إج راء دف اعي يلج أ إلي ه ص احب المص لحة قب ل‬
‫التنفي ذ‪ ،‬أو لتف ادي مطالبت ه ح ول نفس ال نزاع أم ام قض اء الدول ة‪ ،‬من خالل دفع ه بحجي ة‬
‫الشيء المقضي فيه‪ ،‬والتي ال يكتسبها الحكم التحكيمي إال بعد اإلعتراف به‪.‬‬

‫أوال‪ /‬اإلعتراف بأحكام التحكيم األجنبية وفقا التفاقية نيويورك لسنة ‪:1958‬‬

‫تع د إتفاقي ة نيوي ورك لس نة ‪ 1958‬نم وذج فري د من نوع ه ‪ ،‬بش أن اإلع تراف وتنفي ذ‬
‫األحك ام التحكيمي ة الدولي ة وهي نتيج ة للتط ور اإلتف اقي ال دولي الخ اص ب اإلعتراف وتنفي ذ‬
‫األحكام التحكيمية الدولية‪.‬‬

‫وعالجت المادة (‪ )03‬من اإلتفاقية موضوع اإلعتراف بأحكام التحكيم بنصها على أن‬
‫تعترف كل دولة متعاقدة بحجية حكم التحكيم وتأمر بتنفيذه طبقا لقواعد المرافعات المتبعة‬
‫في اإلقليم المطل وب إلي ه التنفي ذ و طبق ا للش روط المنص وص عليه ا في الم واد التالي ة‪ ،‬وق د‬
‫أرست إتفاقية نيويورك مبدأ "المعاملة الوطنية" أي إلتزام الدولة الموقعة باإلعتراف وتنفي ذ‬
‫أحك ام التحكيم وفق ا لقواع د المرافع ات الس ارية دون تمي يز أو إخض اع األحك ام األجنبي ة‬
‫لشروط أكثر تشددا أو لرسم أكثر تكلفة بدرجة ملحوظة عن الشروط الخاصة لتنفيذ أحكام‬
‫التحكيم الوطنية(‪.)2‬‬

‫وق د فص لت اتفاقي ة نيوي ورك في موض وع األحك ام التحكيمي ة الوطني ة واألحك ام‬
‫التحكيمية األجنبية معتمدة في ذلك على معيار مكان صدور الحكم التحكيمي‪ ،‬حيث نصت‬
‫في الفقرة األولى من المادة األولى على أن‪ " :‬هذه اإلتفاقية تطبق على اإلعتراف و تنفيذ‬
‫أحكام التحكيم الصادرة في إقليم دولة غير تلك التي يطلب فيها اإلعتراف وتنفيذ األحكام‬
‫الناتجة عن الخالفات بين األشخاص الطبيعية و المعنوية‪.‬‬

‫أحمد هندي ‪ ،‬تنفيذ أحكام المحكمين ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2003 ،‬ص ‪24-23‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫محمود مختار أحمد بريري ‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،2004 ،‬ص‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪.280‬‬
‫‪92‬‬
‫وتطب ق أيض ا على األحك ام التحكيمي ة ال تي ال تعت بر من األحك ام الوطني ة في الدول ة‬
‫المطلوب فيها اإلعتراف و تنفيذ األحكام"‪.‬‬

‫ويتض ح من النص أن اإلتفاقية لم تكتف بالمعيار اإلقليمي بل أضافت أمرا آخر هو‬
‫نظ رة الدول ة ال تي س ينفذ به ا الحكم التحكيمي‪ ،‬ف إذا ك انت تعت بر الحكم التحكيمي الص ادر‬
‫بإقليمه ا غ ير وط ني فإنه ا تطب ق أحك ام اتفاقي ة نيوي ورك على أس اس أن ه حكم تحكيمي‬
‫دولي(‪.)1‬‬

‫وه و م ا ينطب ق على م ا ج اء ب ه المش رع الجزائ ري في الم ادة(‪ )1039‬من ق انون‬


‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬حيث اعتبر الحكم التحكيمي الدولي في مفهوم هذا القانون‬
‫هو الحكم الناتج عن التحكيم الخاص بالنزاعات المتعلقة بالمصالح اإلقتصادية لدولتين على‬
‫األقل أي أنه أخذ بالمعيار اإلقتصادي وليس اإلقليمي كما هو الوضع في اتفاقية نيويورك‪،‬‬
‫وبالتالي فالتحكيم الذي عالج نزاع ذو عالقة اقتصادية دولية ومقره في الجزائر فإنه يعد‬
‫تحكيما دوليا وتطبق عليه اتفاقية نيويورك لسنة ‪ 1958‬رغم صدوره في بلد التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬اإلعتراف بالحكم التحكيمي الدولي في التشريع الجزائري‪:‬‬

‫غ ير المش رع الجزائ ري مفهوم ه لدولي ة حكم التحكيم ‪ ،‬فبع د أن أخ ذ بالمعي ارين‬


‫الموض وعي ( التج ارة الدولي ة) و الجغ رافي ( م وطن أح د الط رفين في الخ ارج) ‪ ،‬ج اء‬
‫القانون (‪ )08/09‬المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية متأثرا بالتش ريعات الحديث ة‬
‫والسيما الفرنسي‪ ،‬واكتفى بالمعيار الموضوعي ( المصالح اإلقتصادية لدولتين)‪.‬‬

‫وبالرجوع لذات القانون في باب التحكيم ‪ ،‬فالمشرع الجزائري قد أورد فرعا خاصا‬
‫باإلعتراف بالحكم التحكيمي الدولي و فرعا آخر خاص بتنفيذ أحكام التحكيم الدولية‪.‬‬

‫وعلى ه ذا األس اس يمكن الق ول أن موض وع اإلع تراف مس تقال عن موض وع التنفي ذ‬
‫وأن ه من الممكن إتخ اذ إج راءات خاص ة ب اإلعتراف دون مباش رة إج راءات التنفي ذ‪ ،‬وله ذا‬
‫تقتضي طبيعة الموضوع معالجته في موضوع مستقل‪.‬‬

‫فوزي محمد سامي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ ،1997‬ص‪.38‬‬
‫‪93‬‬
‫ولإلحاط ة بالموض وع الب د من إس تقراء الم واد ‪ 1053 ، 1052 ، 1051/1‬من‬
‫قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬والتي تنص على شروط اإلعتراف بالحكم التحكيمي‬
‫الدولي وهي‪:‬‬

‫الشرط األول‪/‬ثبوت وجود الحكم التحكيمي الدولي‪:‬‬

‫الف رق بين الحكم التحكيمي ال داخلي و الحكم التحكيمي ال دولي ه و الش روط ال واجب‬
‫توافرها في كل من هذين الحكمين عند تنفيذهما‪ ،‬فإذا كان األول ال يشترط في تنفيذه عدا‬
‫إيداع أصله لدى كتابة ضبط المحكمة المختصة‪ ،‬خالفا لذلك فإن الحكم التحكيمي الدولي‬
‫ألزم المشرع الجزائري توافر شروط أخرى‪ ،‬حيث نصت المادة (‪ )1051‬على أن ‪ ":‬يتم‬
‫اإلعتراف بأحك ام التحكيم الدولية في الجزائر إذا أثبت من تمسك بها وجودها و كان هذا‬
‫اإلعتراف غير مخالف للنظام العام الدولي"‪.‬‬

‫ويفهم من المادة أن طلب األمر باإلعتراف يقتضي تقديم الحكم التحكيمي الدولي أم ام‬
‫الجهة المختصة و ال يعقل أن يصدر األمر باإلعتراف دون وجود الحكم التحكيمي‪.‬‬

‫ولذا نصت المادة (‪ )1052‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على الكيفية التي‬
‫من خاللها يتم إثبات وجود الحكم التحكيمي الدولي‪ ،‬و أكدت على أن يثبت ذلك عن طريق‬
‫تقديم أص ل الحكم التحكيمي ال دولي مرفق ا باتفاقي ة التحكيم أو بنسخ عنهما تستوفي شروط‬
‫ص حتهما وعليه‪ ،‬من أراد االستفادة من اإلعتراف ب الحكم التحكيمي الدولي الصادر سواء‬
‫لص الحه أو ض ده أن يق دم للجه ة المختص ة أص ل الحكم التحكيمي مرفق ا باتفاقي ة التحكيم‬
‫أونسخ منهما يصادق عليهما من المصالح الرسمية ‪.‬‬

‫وقد غض النظر المش رع الجزائ ري عن ترجمة تلك الوث ائق‪ ،‬وبالت الي ف إن للقاضي‬
‫الس لطة التقديرية الكامل ة في طلب الترجمة وله أن يعتمد إم ا على الم ادة (‪ )08‬من ق انون‬
‫اإلج راءات المدني ة واإلداري ة و المتعلق ة بترجم ة الوث ائق أو الم ادة الرابع ة من اتفاقي ة‬
‫نيوي ورك لس نة ‪ 1958‬ال تي أوجبت ترجم ة الحكم التحكيمي األجن بي واتفاقي ة التحكيم إلى‬
‫لغة البلد الرسمية المطلوب إليها التنفيذ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الشرط الثاني‪/‬عدم مخالفة النظام العام الدولي‪:‬‬

‫ال يوج د نظ ام ق انوني خ الي من الح د األدنى من القواع د ال تي تحمي كي ان المجتم ع‬


‫ونظامه‪ ،‬هذه القواعد التي ال يجوز ألي كان المساس به ا أو تجاهلها‪ ،‬وهي تلك القواعد‬
‫التي يطلق عليها مصطلح النظام العام‪ ،‬والتي يجب فيها الفصل بين النظام العام الوطني و‬
‫الذي هو فكرة مرنة تتغير باختالف المكان والزمان‪ ،‬فما يعتبر متعارضا مع النظام العام‬
‫في دولة ال يعد كذلك في دولة أخرى(‪.)1‬‬

‫وهن اك قواع د تتعل ق بالنظ ام الع ام ذات ط ابع دولي‪ ،‬واألمثل ة على ذل ك عدي دة‪،‬‬
‫كالقاع دة الدولي ة ال تي تمن ع الرش وة‪ ،‬وتح ارب الفس اد أو ال رق أو التفرق ة العنص رية أو‬
‫اإلتجار في األسلحة والتهريب والمخدرات‪ ،‬هذه األمثلة و أخرى تعد تجسيدا للنظام العام‬
‫الدولي(‪.)2‬‬

‫والمش رع الجزائ ري نص في الم ادة (‪ )1051‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و‬


‫اإلدارية على عدم مخالفة االعتراف للنظام العام الدولي و ليس النظام العام الوطني‪.‬‬

‫ويفهم من النص أن المش رع الجزائ ري ض يق من مفه وم النظ ام الع ام واكتفى بع دم‬


‫مخالف ة االع تراف بالقواع د العام ة المتف ق عليه ا دولي ا و لم يتوس ع إلى قواع د النظ ام الع ام‬
‫الوطني أي بعبارة أخرى قد يمس االعتراف ببعض القواعد اآلمرة الداخلية‪ ،‬ومع هذا ال‬
‫يمن ع القاض ي من االع تراف ب الحكم التحكيمي ال دولي م ادام لم يمس بالنظ ام الع ام ال دولي‬
‫واله دف من ه ذا اإلتج اه والتبس يط ه و تش جيع العالق ات التجاري ة الدولي ة و االس تثمار‬
‫األجنبي‪.‬‬

‫والخالص ة أن اإلع تراف باألحك ام التحكيمي ة الدولي ة ال يتطلب من القاض ي البحث‬


‫ال دقيق في موض وع الحكم التحكيمي‪ ،‬وإ نم ا فق ط مراع اة الش روط الش كلية كأص ل الحكم‬
‫التحكيمي واتفاقية التحكيم أو نسخة مصادق عليها من المصالح الرسمية وفرض الترجمة‬

‫بلي غ حم دي محم ود ‪ ،‬ال دعوى ببطالن أحك ام التحكيم الدولي ة ‪ ،‬دار الجامع ة الجدي دة ‪ ،‬االس كندرية‪ ، 2007،‬ص‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪.465‬‬
‫نفس المرجع ‪ ،‬ص‪.470‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪95‬‬
‫إذا كانت محررة بغير اللغة العربية‪ ،‬مع مراعاة القواعد العامة للنظام العام الدولي دون‬
‫تعقيد األمور ودون الدخول في مدى توافر عدالة الحكم التحكيمي من عدمه‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنفيذ الحكم التحكيمي الدولي‪.‬‬

‫الحكم التحكيمي الدولي غير قابل للتنفيذ إال بعد إعطائه القوة التنفيذي ة‪ ،‬ويبقى الس ؤال‬
‫مطروحا ماهي الجهة المختصة المانحة لهذه القوة التنفيذية‪ ،‬وهل يسبق ذلك إيداع الحكم‬
‫التحكيمي ال دولي وم اهي اإلج راءات ال واجب إتخاذه ا الستص دار األم ر بتنفي ذ الحكم‬
‫التحكيمي الدولي‪.‬‬

‫وقد نصت المادة (‪ )600‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪ " :‬ال يجوز‬
‫التنفيذ الجبري إال بسند تنفيذي" وقد حصرت المادة السندات التنفيذية القابلة للتنفي ذ الجبري‬
‫بثالث ة عش ر س ندا ومن بين ه ذه الس ندات أحك ام التحكيم الم أمور بتنفي ذها من قب ل رؤس اء‬
‫الجهات القضائية و المودعة بأمانة الضبط‪.‬‬

‫وعليه فإن القوة التنفيذية للحكم التحكيمي ال تتحقق ما لم يصدر بشأنها أمر قضائي‬
‫بتنفيذها وهو ما يسمى " باألمر بالتنفيذ" بحيث بموجب القانون لإلعتراف بالقوة التنفيذية‬
‫للحكم التحكيمي صدور أمر بتنفيذه من جانب القضاء العام في الدولة‪.‬‬

‫وبعبارة أخرى أن القوة التنفيذية يستمدها الحكم التحكيمي من القضاء الرسمي الذي‬
‫يستمد هو اآلخر قوته من السلطة العامة‪ ،‬مع العلم أن الحكم سواء كان قضائيا أو تحكيميا‬
‫ليس له القوة التنفيذية مالم يكن يقضي بإلزام المحكوم عليه بشيء يمكن تنفيذه جبرا وهو‬
‫م ا يع رف بحكم اإلل زام أم ا األحك ام المق ررة والمنش ئة فهي ال ت دخل ض من الس ندات‬
‫التنفيذية(‪.)1‬‬

‫أوال‪ /‬الجهة المختصة المانحة للقوة التنفيذية للحكم التحكيمي الدولي‪:‬‬

‫فتحي والي ‪ ،‬التنفيذ الجبري ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة ‪ ،‬مصر ‪ ، 1975 ،‬ص‪.31‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪96‬‬
‫المشرع الجزائري على غرار دول مختلفة منظمة إلى اتفاقية نيويورك لسنة ‪1958‬‬
‫سن نصوصا خاصة بالتحكيم الدولي‪ ،‬وأسند االختصاص إلى القضاء الوطني وفرق بين‬
‫حالة ما إذا جرى التحكيم الدولي في الجزائر‪ ،‬وما إذا جرى هذا التحكيم في الخارج‪.‬‬

‫‪ -1‬الجهة المختصة باألمر بالتنفيذ بالنسبة لحكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر‪:‬‬

‫طبق ا للفق رة الثاني ة للم ادة (‪ )1051‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة ف إن‬
‫المحكم ة المختص ة بإص دار األم ر بالتنفي ذ لحكم التحكيم ال دولي الص ادر في الجزائ ر‪ ،‬هي‬
‫المحكمة الواقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع التحكيم الدولي‪.‬‬

‫والمشرع الجزائري إختار محكمة مقر التحكيم ألسباب موضوعية‪ ،‬منها أن المحكمة‬
‫قد تكون على علم بالعملية التحكيمية مسبقا‪ ،‬وذاك عن طريق بعض الطلبات التي قد سبق‬
‫و أن قدمت أمامها أثناء المحاكمة‪ ،‬كتعيين المحكمين مثال أو الرد أو سماع الشهود‪.‬‬

‫وح تى و إن لم يح دث ذل ك فال ب د على األق ل أن تس بق التنفي ذ عملي ة إي داع الحكم‬


‫(‪)1‬‬
‫التحكيمي واتفاق التحكيم‪.‬‬

‫‪ -2‬الجهة المختصة باألمر بالتنفيذ بالنسبة للحكم التحكيمي الدولي الصادر خارج الجزائر‪:‬‬

‫على خالف حكم التحكيم ال دولي الص ادر في الجزائ ر ف إن حكم التحكيم ال دولي‬
‫الص ادر خ ارج الجزائ ر يك ون رئيس محكم ة مح ل التنفي ذ ه و المختص محلي ا و نوعي ا‬
‫بإصدار أمر بالتنفيذ‪.‬‬

‫والمش رع الجزائ ري عن د اختي اره مك ان التنفي ذ بالنس بة لألحك ام التحكيمي ة الدولي ة‬


‫الصادرة في الخارج كان قد اختار معيارا سليما وموضوعيا‪ ،‬ألنه بهذا اإلتجاه يوفر على‬
‫صاحب التنفيذ الجهد والتكاليف‪ ،‬ويسهل األمر على الجهة القضائية المانحة لألمر التخاذ‬
‫أي إجراء واجب اتخاذه أثناء عملية التنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬إيداع الحكم التحكيمي الدولي لدى أمانة الضبط‪:‬‬

‫لزهر بن سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.373‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪97‬‬
‫حتى يكون لألحكام التحكيمية مكانة تنظيمية معتبرة يجب إيداعها لدى أمانة ضبط‬
‫المحكمة بمجرد صدورها‪ ،‬ألنها وسيلة لحمل األطراف على تنفيذه‪ ،‬واإليداع ال يحتاج إلى‬
‫رقاب ة موض وعية وال ش كلية معين ة‪ ،‬حيث يكفي تس ليم أص ل الحكم التحكيمي ال دولي أو‬
‫ص ورة معتم دة من ه‪ ،‬وال يحت اج إلى رأي رئيس المحكم ة وال إلى أي قاض ي فه و من‬
‫اختصاص كاتب الضبط ال غير و قد نص المشرع الجزائري على التنفيذ المتعلق بأحكام‬
‫التحكيم الدولي في المادة (‪ )1054‬هذه األخيرة التي أحالت بدورها األمر إلى المواد من (‬
‫‪ )1035‬إلى (‪ )1038‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ،‬وهي المواد المتعلقة بتنفيذ‬
‫حكم التحكيم الداخلي‪ ،‬وبالتالي تطبق نفس األحكام‪.‬‬

‫أما بخصوص اإليداع فإنه وفقا لما جاءت به المادة (‪ )1035‬من قانون اإلجراءات‬
‫المدنية واإلدارية فهو أمر وجوبي سواء كان الحكم داخليا أو دوليا‪.‬‬

‫واألهم في عملي ة اإلي داع ه و إدخ ال الحكم التحكيمي ال دولي في النظ ام اإلداري‬
‫للقض اء إلعطائ ه رقم ا في المحفوظ ات مثل ه مث ل الحكم القض ائي ح تى يمكن لك ل من ل ه‬
‫مص لحة اس تخراج نس خة من ه ذل ك ألن المش رع ق د نص ص راحة على أن األحك ام‬
‫التحكيمية سواء كانت نهائية أو جزئية أو تحضيرية كلها قابلة لإليداع و التنفيذ‪.‬‬

‫ويتم إيداع أصل الحكم من الطرف الذي يهمه التعجيل ‪ ،‬و تكون نفقات اإليداع على‬
‫عاتق األطراف ‪.‬‬

‫ثالثا‪ /‬اإلجراءات الواجب اتخاذها الستصدار األمر بتنفيذ الحكم التحكيمي الدولي‪:‬‬

‫تنص الم ادة (‪ )1035‬على أن حكم التحكيم يك ون ق ابال للتنفي ذ ب أمر من قب ل رئيس‬
‫المحكم ة‪ ،‬وطبق ا لنص الم ادة (‪ )1036‬يس لم رئيس أمان ة الض بط نس خة رس مية ممه ورة‬
‫بالصيغة التنفيذية من حكم التحكيم لمن يطلبها من األطراف‪.‬‬

‫انطالقا من هاتين المادتين يمكن القول أن إجراءات استصدار األمر بالتنفيذ إجراءات‬
‫بس يطة تتمث ل في مج رد تق ديم الطلب ممن ل ه مص لحة في ذل ك ‪ ،‬كم ا أن المش رع لم يقي د‬
‫الطلب بميع اد معين‪ ،‬ويمكن الق ول أن الميع اد يخض ع للقواع د العام ة المتعلق ة بس قوط‬
‫األحكام القضائية بالتقادم‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫ويش ترط على ط الب األم ر بالتنفي ذ إرف اق الطلب بأص ل حكم التحكيم‪ ،‬م ع المالحظ ة‬
‫أن المش رع الجزائ ري أح ال في مس ألة التنفي ذ على الم واد من (‪ )1035‬إلى (‪ ،)1038‬و‬
‫طبق ا لنص الم ادة (‪ )1035‬فإنه ا لم تش ترط من الوث ائق س وى أص ل حكم التحكيم و لم‬
‫يتطرق إلى اتفاقية التحكيم وهذا يعتبر سهوا من المشرع يجب تداركه بتعديل نص المادة (‬
‫‪ )1035‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫أما عن كيفية تقديم طلب األمر بالتنفيذ فإنها حسب نفس المادة (‪ ،)1035‬فإن الطلب‬
‫يقدم بكيفية عادية ال تحتاج إلى تبليغ الطرف اآلخر وال حضوره بل تخضع إلى إجراءات‬
‫األوامر على عرائض و هي من األعمال الوالئية و ليس من األعمال القضائية‪.‬‬

‫وأن األم ر بالتنفي ذ يوض ع على أص ل حكم التحكيم بع د مباش رة القاض ي المختص‬
‫للرقاب ة الش كلية الخارجي ة دون التط رق لموض وع التحكيم‪ ،‬وه ذا م ا يس مى بالعم ل‬
‫الوالئي(‪.)1‬‬

‫رابعا‪ /‬سلطات القاضي اآلمر بتنفيذ حكم التحكيم الدولي‪:‬‬

‫الجه ة القض ائية المختص ة ب األمر بالتنفي ذ‪ ،‬ال يتع دى نط اق رقابته ا على الحكم‬
‫التحكيمي الدولي الجانب الشكلي دون التطرق للموضوع وال يجوز لها النظر فيما إذا كان‬
‫المحكم طبق الق انون أم ال‪ ،‬أو أن الحكم التحكيمي عادل أم غير ذلك‪ ،‬ألن في ذلك مساس‬
‫بالتحكيم و تجاوز في السلطة‪.‬‬

‫ول ذا يمكن الق ول أن النظ ر في طلب األم ر بالتنفي ذ ال يع د اس تئنافا أم ام القض اء‪ ،‬ب ل‬
‫هو مجرد رقابة قضائية شكلية بالمفهوم الضيق ال بالمفهوم الواسع ‪ ،‬خاصة بالنسبة للحكم‬
‫التحكيمي الدولي‪.‬‬

‫خامس ‪GG‬ا‪ /‬اس تئناف األم ر القض ائي الص ادر بش أن طلب اإلع تراف أو تنفي ذ حكم التحكيم‬
‫الدولي‪:‬‬

‫عاشور مبروك ‪ ،‬النظام القانوني لتنفيذ أحكام التحكيم‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪، 2002 ،‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫ص ‪.375،376‬‬
‫‪99‬‬
‫إن الجه ة القض ائية المختص ة للفص ل في طلب التنفي ذ ‪ ،‬ق د ت أمر ب االعتراف أو تنفي ذ‬
‫حكم التحكيم ال دولي‪ ،‬وق د ت أمر برفض ه‪ ،‬والمش رع الجزائ ري ق د ف رق بينهم ا في مس ألة‬
‫الطعن باالستئناف‪.‬‬

‫‪-1‬االس تئناف في األم ر ال رافض لإلع تراف أو تنفي ذ حكم التحكيم ال دولي في الق انون‬
‫الجزائري‪:‬‬

‫نص ت الم ادة (‪ )1055‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة على‪ ":‬يك ون األم ر‬
‫القاضي برفض اإلعتراف أو برفض التنفيذ قابال لالستئناف‪".‬‬

‫أم ا الجه ة ال تي يتم االس تئناف أمامه ا هي طبق ا للم ادة (‪ )1057‬من نفس الق انون‬
‫المجلس القض ائي الواقع ة في دائرت ه المحكم ة ال تي أص درت األم ر ب رفض االع تراف أو‬
‫تنفيذ حكم التحكيم‪ ،‬وذلك في أجل شهر واحد ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي ألمر رئيس‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫ودور المجلس القض ائي ه و دور ش كلي و يعتم د المراقب ة الوالئي ة و ذل ك من خالل‬
‫التأكد فقط من الوجود المادي لحكم التحكيم الدولي و اتفاقية التحكيم و المستندات الالزمة‬
‫من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى مراقبة ما إذا كان األمر محل االستئناف غير مخالف للنظام‬
‫العام الدولي‪ ،‬ألن األصل هو الموافقة على اإلعتراف أو التنفيذ و اإلستثناء هو الرفض‪.‬‬

‫‪ -2‬االستئناف في األمر الصادر بالموافقة على االعتراف أو تنفيذ حكم التحكيم الدولي‪:‬‬

‫أك د المش رع الجزائ ري في الم ادة (‪ )1056‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة‬
‫على ع دم ج واز االس تئناف في مث ل ه ذه األوام ر كمب دأ إال إذا ت وافرت ش روط مح ددة‬
‫ومذكورة على سبيل الحصر وهي‪:‬‬

‫‪ -‬إذا فصلت محكمة التحكيم بدون اتفاقية التحكيم أو بناء على اتفاقية غير صحيحة‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كان تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد مخالفا للقانون‪.‬‬

‫‪-‬إذا فصلت محكمة التحكيم بما يخالف المهمة المسندة إليها‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫‪-‬إذا لم يراع مبدأ الوجاهية‪.‬‬

‫‪-‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكمها أو وجد تناقض في األسباب‪.‬‬

‫‪-‬إذا كان حكم التحكيم مخالفا للنظام العام الدولي‪.‬‬

‫هذه األسباب جاءت على سبيل الحصر والتحديد وال يجوز للمستأنف أن يعتمد على‬
‫غيرها من األسباب وإ ال رفض استئنافه‪.‬‬

‫ومعظم األسباب المذكورة أعاله نقلت حرفيا عن المشرع الفرنسي و بالضبط المادة‬
‫(‪ )1502‬من ق انون اإلج راءات المدني ة الفرنس ية‪ ،‬ماع دا س بب واح د لم يدرج ه المش رع‬
‫الفرنسي وهو" تسبيب حكم التحكيم"‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم‬

‫أدى ت أثير الطبيع ة التعاقدي ة التف اق التحكيم على الص فة القض ائية لحكم التحكيم إلى‬
‫فتح س بيل دع وى البطالن ض د حكم التحكيم ‪ ،‬وله ذا اإلعتب ار تج يز التش ريعات المختلف ة‬
‫(‪)1‬‬
‫الدعوى ببطالن أحكام التحكيم‪.‬‬

‫فقد يصدر القرار من المحكمين وهو يحمل معه سببا من األسباب التي تجعله باطال‪،‬‬
‫وبالتالي يصبح كأن لم يكن‪ ،‬وهي أسباب قد تتعلق بعقد التحكيم‪ ،‬أو بإجراءاته أو لمخالفة‬
‫النظام العام أو ألسباب تتعلق بحكم التحكيم ذاته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حاالت الطعن بالبطالن في حكم التحكيم الدولي‬

‫أجاز المشرع الجزائري طلب بطالن أحكام التحكيم الدولية الصادرة في الجزائر ‪ ،‬و‬
‫ذلك في الحاالت الواردة على سبيل الحصر والتي يجوز فيها كذلك استئناف األمر الصادر‬
‫ب اإلعتراف وتنفي ذ حكم التحكيم الص ادر بالخ ارج‪ ،‬و ه ذه الح االت منص وص عليه ا في‬
‫المادة (‪ )1056‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫حفيظ ة الس يد الح داد‪ ،‬الطعن ب البطالن على أحك ام التحكيم الص ادرة في المنازع ات الخاص ة الدولي ة‪ ،‬دار الفك ر‬ ‫‪)(1‬‬

‫الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،1997 ،‬ص‪.92‬‬


‫‪101‬‬
‫‪-1‬إذا فصلت محكمة التحكيم بدون اتفاق تحكيم أو بناء على اتفاقية باطلة‪ ،‬أو انقضاء مدة‬
‫اإلتفاقية (إنتهاء ميعاد التحكيم)‪.‬‬

‫‪-2‬إذا كان تشكيل محكمة التحكيم أو تعيين المحكم الوحيد مخالفا للقانون الذي اتفق عليه‬
‫األطراف‪.‬‬

‫‪-3‬إذا فصلت محكمة التحكيم بما يخالف المهمة المسندة إليها ‪ ،‬أي لم تلتزم بجدود المهمة‬
‫المنوطة بها بحيث تفصل في ما لم يطلبه منها األطراف‪.‬‬

‫‪-4‬إذا لم تحترم مبدأ المواجهة‪.‬‬

‫‪-5‬إذا لم تسبب محكمة التحكيم حكمها أو إذا وجد تناقض في األسباب ‪ ،‬حيث أن المشرع‬
‫الجزائري يشترط تسبيب األحكام‪.‬‬

‫‪-6‬إذا كان حكم التحكيم مخالفا للنظام العام الدولي‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬إجراءات بطالن حكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر‬

‫سواء من حيث الجهة القضائية المختصة واآلجال‪ ،‬أو من حيث آثار الطعن بالبطالن‬
‫على التنفيذ‪.‬‬

‫أوال‪ /‬الجهة المختصة و اآلجال‪:‬‬

‫حسب المادة (‪ )1059‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية فإن الجهة المختصة‬
‫بنظر دعوى بطالن حكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر يكون للمجلس القض ائي ال ذي‬
‫صدر الحكم في دائرة اختصاصه‪.‬‬

‫أي أن المش رع الجزائ ري عام ل حكم التحكيم ال دولي الص ادر في الخ ارج ك الحكم‬
‫القضائي‪ ،‬واعتبر محكمة التحكيم كدرجة أولى و لكن المجلس القضائي عند نظره لدعوى‬
‫البطالن ال ينظر فيها كقاضي استئناف ألنه ال يلغي وال يعدل الحكم و إنما يقضي ببطالنه‬
‫أو رفض الطعن وتثبيت الحكم‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ولم يحدد المشرع الجزائري اإلجراءات الخاصة برفع دعوى البطالن‪ ،‬هل تخضع‬
‫إلج راءات رف ع ال دعوى‪ ،‬كم ا ه و الوض ع في الق انون الفرنس ي(‪ ،)1‬أو أن ه مج رد عم ل‬
‫والئي‪.‬‬

‫ويمكن الق ول و ل و أن المش رع الجزائ ري لم يتط رق إلى ذل ك فإن ه من الض روري‬


‫احترام إجراءات التقاضي العادية‪ ،‬و على الطرف المعني باألمر مراعاة ذلك‪.‬‬

‫أم ا بالنس بة لآلج ال فإن ه حس ب الم ادة (‪ )1059‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و‬
‫اإلدارية‪ ،‬فرق المشرع الجزائري بين حالتين هما‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬إذا لم يبلغ الطرف باألمر القاضي بالتنفيذ ‪ ،‬فإن الطعن غير مربوط بآج ال‪،‬‬
‫ويمكن للطرف المعين رفع دعوى البطالن بمجرد صدور حكم التحكيم‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬إذا ش رع المحك وم ل ه ب إجراءات اإلع تراف أو التنفي ذ ‪ ،‬ف إن المحك وم علي ه‬
‫مج بر في ه ذه الحال ة أن يرف ع دع وى البطالن قب ل انقض اء ش هر واح د من ي وم التبلي غ‬
‫الرسمي لألمر القاضي بالتنفيذ‪.‬‬

‫ثانيا‪ /‬آثار البطالن على تنفيذ حكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري في المادة (‪ )1060‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬


‫على أن ه مج رد رف ع أي طعن في حكم التحكيم ال دولي س ينتج عن ه ف ورا وق ف التنفي ذ وال‬
‫يحتاج إلى رفع دعوى بوقفه‪ ،‬ولم يكتفي بذلك بل جعل من آجال ممارستها موقفة للتنفيذ‪.‬‬

‫وله ذا يجب على ك ل من ي رغب في تق ديم طلب التنفي ذ أن ينتظ ر إم ا انقض اء ميع اد‬
‫(‪)2‬‬
‫الطعن في حالة عدم رفعه و إما االنتظار إلى غاية الفصل فيه في حالة رفعه‪.‬‬

‫أمال يدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 116‬وما يليها‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ )(2‬وهو ما ذهب إليه كذلك‪ ،‬القانون الفرنسي من خالل المادة ( ‪ )1506‬التي نصت على ‪le délai pour exercer « :‬‬
‫‪les recours prévus aux articles 1501, 1502, et 1504 suspend l’exécution de la sentence‬‬
‫‪.» arbitrale. Le recours exercés dans le délai est également suspensif‬‬
‫‪103‬‬
‫مالحظ‪GG‬ة‪ :‬لق د أعطى المش رع الجزائ ري ألط راف التحكيم ح ق الطعن ب النقض في الحكم‬
‫الص ادر بطلب بطالن حكم التحكيم وفق ا لألحك ام المنظم ة للطعن ب النقض في الق انون‬
‫الجزائري(‪.)1‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم دون الفصل في النزاع‪.‬‬

‫ق د تنتهي خص ومة التحكيم دون الفص ل في ال نزاع ب إرادة األط راف‪ ،‬وذل ك في حال ة‬
‫توص لهم لتس وية ودي ة لل نزاع ‪ ،‬كم ا يمكن أن تنتهي إج راءات التحكيم لس بب خ ارج عن‬
‫إرادة األطراف‪ ،‬كما في حالة امتناع المحكم عن القيام بمهمته‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم بإرادة األطراف‪.‬‬

‫قد يلجأ األطراف بإرادتهم إلى إنهاء إجراءات التحكيم‪ ،‬وذلك في الحاالت التالية‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التسوية الودية للنزاع‬

‫نظ را لطبيع ة التحكيم االتفاقي ة ‪ ،‬فإن ه ال يوج د م ا يمن ع اتف اق األط راف على تس وية‬
‫ودية لنزاعهم‪.‬‬

‫وإ ذا تمت التس وية الودي ة واتف ق األط راف على عناص رها ‪ ،‬و كيفي ة تنفي ذها ‪،‬ف إن‬
‫إج راءات التحكيم تتعط ل نهائي ا و تنقض ي خص ومة التحكيم ‪ ،‬و ق د نص على التس وية‬
‫(‪)2‬‬
‫المشرع المصري في نص المادة (‪ )41‬من قانون التحكيم رقم ‪ 27‬لسنة ‪.1994‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلتفاق على إنهاء اإلجراءات‬

‫م ادام أن التحكيم قض اء اتف اقي خ اص‪ ،‬فق د اع ترفت غالبي ة تش ريعات التحكيم بح ق‬
‫األطراف في اإلتفاق على إنهاء إجراءات التحكيم دون ص دور الحكم الفاصل في النزاع‪،‬‬

‫أنظر المواد ‪ 349‬و ما يليها من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية و المادة (‪ )1061‬من نفس القانون‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫عبد الحميد األحدب‪ ،‬التحكيم وثائق التحكيم‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬مؤسسة نوفل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،1990 ،‬ص‪.478‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪104‬‬
‫فق د نص ت الم ادة (‪ )48‬من الق انون المص ري للتحكيم على انته اء إج راءات التحكيم‬
‫بصدور قرار من هيئة التحكيم‪ ،‬إذا اتفق األطراف على ذلك (‪.)1‬‬

‫‪‬مالحظة‪ :‬لم ينص عليها المشرع الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ترك خصومة التحكيم‬

‫هن ا يك ون ال ترك بن اء على طلب الم دعي في التحكيم‪ ،‬إال أن ه و عمال بأحك ام نص‬
‫الم ادة (‪ )48‬من ق انون التحكيم المص ري ‪ ،‬تنتهي إج راءات التحكيم إذا ت رك الم دعي‬
‫خص ومة التحكيم م ا لم تق رر هيئ ة التحكيم بن اء على طلب الم دعى علي ه أن ل ه مص لحة‬
‫جدية في استمرار اإلجراءات حتى يحسم النزاع‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم لسبب خارج عن إرادة األطراف ‪.‬‬

‫قد تنتهي إجراءات التحكيم ألسباب ال يد لألطراف فيها وهي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم لسبب راجع لهيئة التحكيم‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنقضاء مهمة المحكم لسبب يرتبط به‬

‫تنتهي مهمة المحكم لطارئ لحق بالمحكم‪ ،‬يحول دون إمكانية استمراره في مباشرة‬
‫مهمته‪ ،‬و تتحدد تلك العوارض أو األسباب في اآلتي‪:‬‬

‫أ‪-‬وف اة المحكم ‪:‬تعت بر وف اة المحكم من أس باب إنقض اء خص ومة التحكيم‪ ،‬إال إذا وج د إتف اق‬
‫مخ الف ل ذلك يج يز اإلبق اء على االختص اص التحكيمي‪ ،‬وذل ك باس تبدال المحكم المت وفي‬
‫واالس تمرار في اإلج راءات طبق ا لنص الم ادة (‪ )1024‬من ق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫(‪)2‬‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫تنص المادة (‪ )48‬من قانون التحكيم المصري على أنه‪» :‬تنتهي إجراءات التحكيم بصدور الحكم المنهي للخصومة‬ ‫‪)(1‬‬

‫كله ا أو بص دور أم ر بإنه اء إج راءات التحكيم وفق ا للفق رة الثاني ة من الم ادة ( ‪ )45‬من ه ذا الق انون‪ ،‬كم ا تنتهي أيض ا‬
‫بصدور قرار من هيئة التحكيم بإنهاء اإلجراءات في األحوال التالية‪:‬‬
‫إذا إتفق الطرفان على إنهاء التحكيم‪. « ...‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫تنص المادة (‪ )1024‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪» :‬ينتهي التحكيم‪:‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪105‬‬
‫ب‪-‬قي ام م انع للمحكم‪ :‬و يقص د به ا ك ل عقب ة واقعي ة‪ ،‬أو قانوني ة تجع ل من المس تحيل على‬
‫المحكم الفص ل في ال نزاع‪ ،‬ويمكن أن يقص د ب ذلك األس باب ال تي تتعل ق بص حته‪ ،‬أو وج ود‬
‫عاه ة‪ ،‬أو اإلبع اد كعقب ة قانوني ة كع دم األهلي ة أو حرمان ه من حقوق ه المدني ة‪ ،‬وتنتهي‬
‫خصومة التحكيم مالم يتفق األطراف على استمرارها أو استبدال المحكم‪.‬‬

‫ج‪ -‬امتناع المحكم عن مباشرة مهمته‪ :‬وذلك بدون عذر مقبول بما يؤدي إلى تأخير ال مبرر له‬
‫في إجراءات التحكيم‪ ،‬وبالتالي تنتهي خصومة التحكيم‪ ،‬مالم يتفق األطراف على استبداله‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنقضاء مهمة المحكم لسبب راجع للخصوم‬

‫تتعدد أسباب انقضاء مهمة المحكم لسبب يرجع للخصوم و يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪-‬التنازل عن االختصاص التحكيمي من قبل األطراف و اللجوء للقضاء للفصل في النزاع‬


‫القائم بينهما‪.‬‬

‫ب‪-‬إتفاق األطراف على تسوية النزاع فيما بينهم‬

‫ج‪-‬عزل ورد المحكم و استبداله‪.‬‬

‫د‪-‬إنتهاء مهمة المحكم بانتهاء ميعاد التحكيم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عدم جدوى االستمرار في اإلجراءات أو استحالتها‬

‫نصت المادة (‪ )48‬من قانون التحكيم المصري على أنه تنتهي إجراءات التحكيم‪ ،‬إذا‬
‫رأت هيئة التحكيم ألي سبب آخر عدم جدوى استمرار إجراءات التحكيم أو استحالتها‪.‬‬

‫بوفاة أحد المحكمين أو رفضه القيام بمهمته بمبرر أو تنحيته أو حصول مانع له‪ ،‬ما لم يوجد شرط مخالف‪ ،‬أو‬ ‫‪-1‬‬
‫إذا إتفق األطراف على إستبداله من قبل المحكم أو المحكمين الباقين‪ ،‬وفي حالة غياب اإلتفاق تطبق أحكام المادة‬
‫‪ 1009‬أعاله‪« ..‬‬
‫‪106‬‬
‫غير أن ه ال يمكن لهيئ ة التحكيم أن تص در أمرا بإنه اء اإلجراءات في ه ذه الحالة إال‬
‫إذا توافرت بعض الشروط هي‪:‬‬

‫‪-‬أن تت وفر الظ روف والعوام ل ال تي تجع ل من االس تمرار في الخص ومة التحكيمي ة ع ديم‬
‫الج دوى أو مس تحيال‪ ،‬كم ا ل و ك ان موض وع ال نزاع من المس ائل ال تي تقب ل التحكيم‪ ،‬أو‬
‫علمت الهيئ ة بص دور حكم قض ائي س ابق في موض وع ال نزاع‪ ،‬أو كم ا نص المش رع‬
‫الجزائ ري في الم ادة (‪ )1024‬من ق انون اإلج راءات المدني ة و اإلداري ة‪ ،‬في حال ة فق دان‬
‫الشيء المتنازع عليه أو انقضاء الدين‪.‬‬

‫‪ -‬عدم اعتراض أحد أطراف الخصومة على عزم هيئة التحكيم إنهاء اإلجراءات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سقوط خصومة التحكيم‬

‫تسقط خصومة التحكيم إذا تقاعس المدعي عن متابعة السير في إجراءاتها إهم اال أو‬
‫عق دا لم دة معين ة من ت اريخ آخ ر إج راء ص حيح تم فيه ا‪ ،‬كم ا يمكن أن تس قط الخص ومة‬
‫بتقادم الحق موضوع النزاع‪ ،‬وفي هذه الحالة تسقط الخصومة إذا لم تبدأ هذه األخيرة في‬
‫الميعاد المتفق عليه‪ ،‬أو عند انقضاء ميعاد التحكيم أو نتيجة تقادم أو سقوط الحق المتنازع‬
‫حوله‪.‬‬

‫وبه ذا عن د س قوط خص ومة التحكيم ‪ ،‬يس ترد ك ل من الط رفين حقهم ا في اللج وء إلى‬
‫القضاء‪ ،‬للفصل في نزاعهم‪.‬‬

‫الخــــــاتمة‪:‬‬

‫أض حى التحكيم الطري ق الب ديل لح ل ال نزاع ال ذي يس عى األط راف خاص ة المس تثمر‬
‫األجنبي إلدراجه كبند في العقد األصلي واستبعاد اختصاص القضاء‪ ،‬وما يميز هذا األخ ير‬
‫أنه نظام يقوم على مبدأ سلطان اإلرادة‪ ،‬لذلك تدخل المشرع عبر مراحل لتنظيمه أين ف رق‬

‫‪107‬‬
‫م ا بين التحكيم ال داخلي والتحكيم التج اري ال دولي وأف رد لك ل منهم ا قواع دها الخاص ة‪،‬‬
‫إضافة إلى قواعد مشتركة ما بينهما‪.‬‬

‫ومن خالل دراسة تلك القواعد تبين أن المشرع الوطني مثله مثل أغلب التشريعات‬
‫لم يع رف نظ ام التحكيم ولم يح دد طبيعت ه القانوني ة‪ ،‬األم ر ال ذي أدى إلى احت دام الخالف‬
‫الفقهي ح ول ذل ك‪ ،‬أين اعت بره البعض تعاق دي والبعض اآلخ ر ذو طبيع ة قض ائية وج انب‬
‫آخر جمع ما بين الطبيعتين عبر مراحل العملية التحكيمية‪ ،‬في حين جانب حديث من الفقه‬
‫يدعو إلى استقالليته‪.‬‬

‫ويتض ح أن نظ ام التحكيم مص دره إتف اق األط راف على اللج وء إلي ه واس تبعاد قض اء‬
‫الدولة‪ ،‬وتختلف صور هذا االتفاق بحسب زمانه‪ ،‬ذلك أن االتفاق المسبق على شكل بند‬
‫في العق د األص لي يع د ش رطا تحكيمي ا‪ ،‬أم ا إذا تم اإلتف اق علي ه بع د قي ام ال نزاع فيعت بر‬
‫مشارطة تحكيم‪ ،‬أما عن شرط التحكيم باإلحالة فلم ينص عليه المشرع الوط ني على عكس‬
‫المشرع المصري والذي أقره كذلك القضاء الفرنسي‪.‬‬

‫كم ا نظم آث ار ه ذا االتف اق اإلجرائي ة والموض وعية من خالل الق وة الملزم ة التف اق‬
‫التحكيم ومبدأ االس تقاللية من حيث الموض وع‪ ،‬أم ا الجانب اإلجرائي فيتعلق ب األثر الم انع‬
‫إلتفاق التحكيم ومبدا اإلختصاص باإلختصاص‪.‬‬

‫وق د ك رس المش رع مب دأ س لطان اإلرادة من خالل منح ه لألط راف حري ة إختي ار‬
‫المحكم أو هيئ ة التحكيم‪ ،‬وأعطى دورا احتياطي ا لمرك ز أو مؤسس ة التحكيم أو القض اء‬
‫بحسب ما إذا كنا أمام تحكيم حر أو مؤسسي‪ ،‬كما منح للمحكم سلطات مصدرها القانون‬
‫إال أنه ا س لطات مح دودة مقارن ة بتل ك ال تي يمنحه ا إي اه األط راف‪ ،‬ومن جه ة أخ رى نظم‬
‫المشرع الوطني األسباب واإلجراءات الواجب إتباعها لرد المحكم أو عزله‪ ،‬وأعطى دورا‬
‫إحتياطيا للقضاء من أجل المساعدة على ذلك‪.‬‬

‫ويتم إختي ار الق انون اإلج رائي ال ذي يطب ق على خص ومة التحكيم من قب ل األط راف‬
‫بحيث لهم س ن أو وض ع قواع د من إبتك ارهم أو إختي ار قواع د وض عية‪ ،‬وه ذا ه و ال راجح‬

‫‪108‬‬
‫لتف ادي أي ص عوبات أو عراقي ل ق د تط رأ في الخص ومة‪ ،‬وفي حال ة ع دم االتف اق أعطى‬
‫المشرع للمحكم دورا احتياطيا الختيار القانون الواجب التطبيق‪.‬‬

‫وهو األمر الذي طبقه كذلك على قواعد إختيار القانون الموضوعي الواجب التطبيق‬
‫فق د يخت ار األط راف ق انون دول ة م ا أو م زيج من القواع د‪ ،‬ويت دخل المحكم في حال ة ع دم‬
‫إتفاقهم‪ ،‬وقد يطبق على سبيل المثال قانون مكان التحكيم‪.‬‬

‫ويبرز الطابع القضائي لنظام التحكيم من خالل اإلجراءات الواجب إتباعها عند طلب‬
‫التحكيم وإ ج راء التحقي ق وع وارض الخص ومة‪ ،‬أين يظه ر جلي ا ال دور المس اعد للقض اء‬
‫خاص ة في مج ال البحث عن األدل ة وتنفي ذ الت دابير التحفظي ة وعن د النظ ر في الطعن‬
‫بالتزوير‪.‬‬

‫كما نظم المشرع إجراءات صدور الحكم التحكيمي دون أن يتطرق إلى تعريفه مثله‬
‫مث ل أغلب التش ريعات لع دم اس تقرارهم أص ال ح ول طبيعت ه القانوني ة‪ ،‬وإ هتم وا بالج انب‬
‫الش كلي المس تقر علي ه وال ذي ال يختل ف عن البيان ات ال واجب توافره ا في الحكم القض ائي‪،‬‬
‫وركز على ميعاد إصداره وطرق تمديده سواء اإلتفاقي أو القضائي‪.‬‬

‫وال يكتس ب الحكم التحكيمي التج اري ال دولي الحجي ة إال بع د االع تراف ب ه بم وجب‬
‫إجراءات بسيطة تتعلق أساسا بثبوت ووجود الحكم التحكيمي وعدم مخالفته للنظام العام‪،‬‬
‫وقد يكون هذا اإلجراء موازيا لطلب التنفيذ الذي يقوم على نفس الشروط‪ ،‬أين تبرز فيه‬
‫رقابة القضاء وإ ن كانت رقابة شكلية ال تمس الموضوع ‪.‬‬

‫يتضح كذلك الدور الرقابي للقضاء من خالل دعوى بطالن الحكم التحكيمي التج اري‬
‫ال دولي‪ ،‬ال تي حص رها المش رع الوط ني في األحك ام التحكيمي ة الص ادرة في الجزائ ر فق ط‬
‫وإ ستثنى تلك الصادرة في الخارج‪ ،‬كما حدد حاالت البطالن على سبيل الحصر في المادة‬
‫(‪ )1056‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية والتي جعل منها سببا لوقف تنفيذ الحكم‬
‫التحكيمي أو وقف دعوى الفصل فيه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫قائمة المصادروالمراجع‪:‬‬

‫أوال‪ /‬النصوص القانونية والتنظيمية‪:‬‬


‫‪.1‬الق انون رقم (‪ )08/09‬الم ؤرخ في ‪ ،25/02/2008‬المتعل ق بق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫واإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬بتاريخ ‪23/04/2008‬‬
‫‪.2‬األم ر رقم (‪ )66/154‬الم ؤرخ في ‪ ،08/07/1966‬المتعل ق بق انون اإلج راءات المدني ة‬
‫الملغى‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،47‬لسنة ‪1966‬‬

‫‪110‬‬
‫‪.3‬المرسوم الرئاسي رقم (‪ )88/233‬المؤرخ في ‪ 13/11/1988‬المتضمن انضمام الجزائر‬
‫بتحف ظ إلى اإلتفاقي ة ال تي ص ادق عليه ا م ؤتمر األمم المتح دة في نيوي ورك بت اريخ‬
‫‪ ،10/06/1958‬الجريدة الرسمية العدد ‪ 48‬بتاريخ ‪.23/11/1988‬‬

‫‪.4‬المرسوم التشريعي رقم (‪ )93/09‬المؤرخ في ‪ ،25/04/1993‬المعدل والمتمم لألمر رقم‬


‫(‪ ،)66/154‬الم ؤرخ في ‪ ،08/07/1966‬والمتض من ق انون اإلج راءات المدني ة الملغى‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،27‬بتاريخ ‪.27/04/1993‬‬

‫ثانيا‪ /‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتب‬

‫‪ .1‬إبراهيم أحمد إبراهيم‪ ،‬التحكيم الدولي الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪. 2005 ،‬‬
‫‪ .2‬أب و العال النم ر‪ ،‬المرك ز الق انوني للمحكم في خص ومة التحكيم‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار أب و‬
‫مجد للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .3‬أحم د أب و الوف ا‪ ،‬التحكيم اإلختي اري واإلجب اري‪ ،‬الطبع ة الخامس ة‪ ،‬منش أة المع ارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 2001 ،‬‬
‫‪ .4‬أحمد أبو الوفاء‪ ،‬عقد التحكيم وإ جراءاته‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2007 ،‬‬
‫‪.5‬أحمد السيد الص اوي‪ ،‬التحكيم طبقا للقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1994‬وأنظم ة التحكيم الدولية‪،‬‬
‫المؤسسة الفنية للطباعة والنشر ‪ ،‬مصر‪ ،‬دون ذكر تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪ .6‬أحمد الورفلي‪ ،‬التحكيم الدولي في القانون التونسي مجمع األطرش للنشر وتوزيع الكتاب‬
‫المختص تونس‪.2006‬‬
‫‪ .7‬أحم د عب د الك ريم س المة‪ ،‬التحكيم في المع امالت المالي ة الداخلي ة والدولي ة‪ ،‬دار النهض ة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة ‪. 2006‬‬
‫‪ .8‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬التحكيم في المعامالت المالية الداخلية والدولية المدنية والتجاري ة‬
‫واإلداري ة والجمركي ة والض ريبية‪ ،‬دراس ة مقارن ة–الطبع ة األولى‪ ،‬دار النهض ة العربي ة‪،‬‬
‫القاهرة ‪.2006‬‬
‫‪ .9‬أحمد هندي ‪ ،‬تنفيذ أحكام المحكمين‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2003 ،‬‬

‫‪111‬‬
‫‪.10‬بلي غ حم دي محم ود‪ ،‬ال دعوى ببطالن أحك ام التحكيم الدولي ة‪ ،‬دار الجامع ة الجدي دة‪،‬‬
‫االسكندرية‪. 2007،‬‬
‫‪ .11‬بربارة عبد الرحمان‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬منش ورات‬
‫بغدادي‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬
‫‪ .12‬جعفر مشيمش‪ ،‬التحكيم في العقود اإلدارية والمدنية والتجارية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬منشورات‬
‫زين الحقوقية‪.2009 ،‬‬
‫‪ .13‬حسن محمد سليم‪ ،‬النظام القانوني للتحكيم في إطار المجموعة العقدية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪.14‬حفيظ ة الس يد الح داد‪ ،‬الم وجز في النظري ة العام ة في التحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬منش ورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2010 ،‬‬
‫‪.15‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الطعن بالبطالن على أحكام التحكيم الص ادرة في المنازعات الخاصة‬
‫الدولية‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.1997 ،‬‬
‫‪.16‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬مدى إختصاص القضاء الوطني بإتخاذ اإلجراءات الوقتية والتحفظية‬
‫في المنازع ات الخاص ة الدولي ة المتف ق بش أنها على التحكيم‪ ،‬دار الفك ر الج امعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬بدون ذكر تاريخ النشر‪.‬‬
‫‪ .17‬خالد محمد القاضي‪ ،‬موسوعة التحكيم الدولي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الشروق‪. 2002،‬‬
‫‪ .18‬رضوان أبو زيد‪ ،‬األسس العامة في التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫‪ .19‬سامية راشد‪ ،‬التحكيم في العالقات الدولية الخاصة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1984 ،‬‬
‫‪.20‬س حر عبد الستار يوسف‪ ،‬المركز الق انوني للمحكم‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار النهض ة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2006 ،‬‬
‫‪ .21‬سيد أحمد محمود‪ ،‬نظام التحكيم‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي‪،‬‬
‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2000 ،‬‬
‫‪.22‬طلعت محم د دوي دار‪ ،‬ض مانات التقاض ي في خص ومه التحكيم‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬منش ورات‬
‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2009 ،‬‬
‫‪ .23‬عاشور مبروك‪ ،‬النظام القانوني لتنفيذ أحكام التحكيم‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪. 2002‬‬
‫‪112‬‬
‫‪.24‬عبد الحميد األحدب‪ ،‬التحكيم وثائق التحكيم‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬مؤسسة نوفل‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪.25‬ع زمي عب د الفت اح‪ ،‬ق انون التحكيم الكوي تي‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬مطبوع ات جامع ة الك ويت‪،‬‬
‫الكويت‪.‬‬
‫‪.26‬علي رمضان بركات‪ ،‬تنفيذ أحكام التحكيم األجنبية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪ .27‬علي طاهر البياتي‪ ،‬التحكيم التجاري البحري– دراسة مقارنة‪ ،‬دار الثقافة للنش ر والتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى عمان‪. 2006،‬‬
‫‪.28‬علي ع وض حس ن‪ ،‬التحكيم اإلختي اري واإلجب اري في المنازع ات المدني ة والتجاري ة‪ ،‬دار‬
‫الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكنرية‪ ،‬مصر‪،2004 ،‬‬
‫‪ .29‬فتحي والي‪ ،‬التنفيذ الجبري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪. 1975 ،‬‬
‫‪.30‬فتحي والي‪ ،‬الوسيط في قانون القضاء المدني‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1980 ،‬‬
‫‪.31‬ف وزي محم د س امي‪ ،‬ش رح الق انون التج اري‪ ،‬التحكيم التج اري ال دولي‪ ،‬المجل د الخ امس‪،‬‬
‫مكتبة الثقافة للنشر والتوزيع‪.1997 ،‬‬
‫‪ .32‬ماهر محمد حامد‪ ،‬أثر النظام العام في الحد من اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬دار النهضة العربي ة ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.2012 ،‬‬
‫‪.33‬محمد سليم العوا‪ ،‬النظام الق انوني للتحكيم‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪.34‬محم د ك وال‪ ،‬تط ور التحكيم التج اري ال دولي في الق انون الجزائ ري‪ ،‬منش ورات بغ دادي‪،‬‬
‫‪.2008‬‬
‫‪.35‬محمد نور عبد الهادي شحاته‪ ،‬النشأة اإلتفاقية للسلطات القضائية للمحكمين‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.1999 ،‬‬
‫‪ .36‬محمود مختار أحمد بريري‪ ،‬التحكيم التجاري الدولي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪.2007 ،‬‬
‫‪.37‬مص طفى محم د الجم ال‪ ،‬عكاش ة عب د الع ال‪ ،‬التحكيم في العالق ات الخاص ة الدولي ة‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.1998 ،‬‬
‫‪ .38‬مناني فراح‪ ،‬التحكيم طريق بديل لحل النزاعات‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬‬
‫‪113‬‬
‫‪.39‬نبي ل إس ماعيل عم ر‪ ،‬التحكيم في الم واد المدني ة والتجاري ة الوطني ة والدولي ة‪ ،‬دار الجامع ة‬
‫الجديدة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2005‬‬
‫‪.40‬نبيل صقر‪ ،‬الوسيط في شرح قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪،‬‬
‫الجزائر‪،2008 ،‬‬
‫‪.41‬ه دى محم د مج دي عب د ال رحمن‪ ،‬دور المحكم في خص ومة التحكيم وح دود س لطاته‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪. 1997 ،‬‬
‫‪.42‬هشام خالد تكوين المحكمة التحكيمية في منازعات التجارة الدولية‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية ‪. 2008،‬‬
‫ب‪ -‬األطروحات‪:‬‬
‫‪-‬س ليم بش ير‪ ،‬الحكم التحكيمي والرقاب ة القض ائية‪ ،‬اطروح ة لني ل ش هادة دكت وراه عل وم‪،‬‬
‫تخصص قانون خاص‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،‬باتنة‪.2012 ،‬‬
‫ج‪ -‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬أنور رسالن‪ ،‬اإلختصاص القضائي لهيئات التحكيم وفقا لقانون المحكمة الدستورية‪،‬‬
‫المجلة الدستورية‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬السنة األولى‪ ،‬جويلية ‪.2003‬‬
‫‪.2‬حفيظ ة الس يد الح داد‪ ،‬ش رط التحكيم باإلش ارة بين منهج تن ازع الق وانين ومنهج القواع د‬
‫المادية‪ ،‬دراسة تحليلية وإ نتقادية ألحكام القضاء الفرنسي‪ ،‬مجلة الحقوق للبحوث القانونية‬
‫واإلقتصادية‪ ،‬العدد األول والثاني‪.1990 ،‬‬
‫‪.3‬خلي ل بوص نوبرة‪ ،‬الت دخل القض ائي في مج ال التحكيم التج اري ال دولي في التش ريع‬
‫الجزائري‪ ،‬المجلة القضائية الصادرة عن المحكمة العليا ‪ ،‬العدد ‪.02‬‬
‫ثالثا‪ /‬المراجع باللغة الفنرسية‪:‬‬
‫‪a)Ouvrages :‬‬
‫‪1.Alliouch-Kerboua, Meziani Naima, L’arbitrage Commercial‬‬
‫‪International En Algerie, OPU, Alger, 2010‬‬
‫‪2.Jean francois poudret et sebastien besson, droit compare de‬‬
‫‪l'arbitrage internatioal L-G-D-J 2002.‬‬
‫‪3.Mostefa trari-tani, droit algérien de l’arbitrage commercial‬‬
‫‪international, Berti éditions, Alger, 2007.‬‬
‫‪4.René rodiére et roger Houin, Droit commercial, Dalloz, Paris, 1970,‬‬
‫‪N° 298.‬‬

‫‪114‬‬
5.Rousseau (CH), Droit international public-précis, Dalloz, 6em ed,
Paris, 1976, 1976.
b) Articles:
1.BELLET (p) ,lejuge- arbitre, revue de l'arbitrage,1980.
2.GOLD MAN(B) ,la volantè des parties et le role de l'arbitrage dans
l'arbitrage international , revue de l'arbitrage , 1981

‫الفهـرس‬
01...............................................................................‫مقدمة‬

03......................................................‫ ماهيةالتحكيم‬: ‫المحــــور األول‬

03..........................................................‫مفهوم التحكيم‬:‫الفصل األول‬

03......................................‫ تعريف التحكيم وطبيعته القانونية‬:‫المبحث األول‬

04........................................................‫تعريف التحكيم‬:‫المطلب األول‬


115
‫الفرع األول‪ :‬التحكيم لغة ‪04............................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التحكيم اصطالحا‪04......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية للتحكيم‪05..............................................‬‬

‫الف رع األول‪ :‬الطبيع ة اإلتفاقي ة للتحكيم (النظري ة العقدي ة)‪...............................‬‬


‫‪05‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الطبيعة القضائية للتحكيم (النظرية القضائية)‪07...........................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الطبيعة المركبة للتحكيم ( النظريةالثنائية– المختلطة)‪07...................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية استقالل التحكيم ‪08................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬أنواع التحكيم ‪09.........................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التحكيم اإلختياري والتحكيم اإلجباري‪09...............................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التحكيم الوطني والتحكيم الدولي‪10.....................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التحكيم بالقانون و التحكيم بالصلح ‪11...................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التحكيم الحر والتحكيم المؤسسي ‪11.....................................‬‬

‫الفص ل الث اني ‪ :‬مزاي ا و مس اوئ التحكيم و تمي يزه عن غ يره من ط رق تس وية‬
‫المنازعات‪12...........................................................................‬‬

‫المبحث األول ‪:‬مزاياومساوئ التحكيم‪12.................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مزاياالتحكيم ‪12.........................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مساوئ التحكيم‪14......................................................‬‬

‫‪116‬‬
‫ل‬ ‫ة لح‬ ‫رق البديل‬ ‫يره من الط‬ ‫يز التحكيم عن غ‬ ‫اني‪ :‬تمي‬ ‫المبحث الث‬
‫النزاع‪15...............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحكيم و القضاء‪15.....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التحكيم و الصلح‪15.....................................................‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التحكيم و الوساطة‪16..................................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬التحكيم و الخبرة‪17.....................................................‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬إتفاق التحكيم و المحكم‪18..............................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬إتفاق التحكيم‪18..........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفه وم إتف اق التحكيم‪...................................................‬‬


‫‪18‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعري ف إتف اق التحكيم و ص وره‪........................................‬‬


‫‪19‬‬

‫الفرع األول‪:‬تعريفه ‪19.................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صورإ تفاق التحكيم‪20.....................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط الواجب توافرها في إتفاق التحكيم‪22............................‬‬

‫الفرع األول‪:‬الشروط الموضوعية‪22....................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‪26........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬آثار إتفاق التحكيم‪27....................................................‬‬

‫المطلب األول‪:‬اآلثار الموضوعية‪28.....................................................‬‬

‫‪117‬‬
‫الف رع األول‪ :‬الق وة الملزم ة التف اق التحكيم ‪............................................‬‬
‫‪28‬‬

‫الف رع الث اني‪ :‬اس تقالل اتف اق التحكيم‪...................................................‬‬


‫‪29‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اآلثار اإلجرائية التفاق التحكيم‪30........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األثر المانع التفاق التحكيم‪30..............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ اإلختصاص باإلختصاص‪31..........................................‬‬

‫الفصـل الثانـي‪ :‬تشكيل هيئة التحكيم‪32................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬طرق تشكيل هيئة التحكيم‪32............................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التشكيل اإلتفاقي لهيئة التحكيم‪33.......................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إختيار المحكم في التحكيم الحر‪33.........................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تشكيل هيئة التحكيم في التحكيم المؤسسي‪35...............................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعيين المحكم بواسطة القضاء‪38........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الدور اإلحتياطي للقضاء الوطني في تعيين المحكم‪38......................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المحكمة المختصة و كيفية اللجوء لها‪39...................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الشروط الواجب توافرها في المحكم‪40.................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط القانونية ( الوجوبية)‪40.........................................‬‬

‫الفرع األول‪:‬ضرورة تمتع المحكم باألهلية‪40............................................‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الحيدة‪ ،‬واإلستقالل‪41......................................................‬‬

‫‪118‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الشروط اإلتفاقية الواجب توافرها في المحكم‪43..........................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬جنس المحكم و جنسيته‪43................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خبرة وكفاءة المحكم‪44....................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬شروط تولي القاضي مهمة التحكيم‪44...................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬إلتزامات المحكم ‪45...................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التزامات المحكم القانونية ‪45............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزامات المحكم في مرحلة الترشيح لمهمة التحكيم‪45......................‬‬

‫الف رع الث اني‪ :‬التزام ات المحكم أثن اء س ير خص ومةالتحكيم ‪.............................‬‬


‫‪47‬‬

‫الف رع الث الث‪ :‬التزام ات المحكم في مرحلةإص دار الحكم‪................................‬‬


‫‪47‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات المحكم اإلتفاقية " التعاقدية"‪49..................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التزام المحكم بمباشرة المهمةالتحكيمية بنفسه‪49............................‬‬

‫الف رع الث اني‪:‬ال تزام المحكم بتط بيق الق انون المتف ق علي ه بين األط راف وباألج ل المتف ق‬
‫عليه‪50................................................................................‬‬

‫الف رع الث الث‪ :‬ال تزام المحكم بالمحافظ ة على س رية المس تندات و ع دم إفش اء أس رار‬
‫الخصوم‪52............................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رد المحكم و عزله‪52...................................................‬‬

‫رع األول‪ :‬رد المحكم‪..............................................................‬‬ ‫الف‬


‫‪52‬‬

‫‪119‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬عزل المحكم‪55...........................................................‬‬

‫المح‪GG G‬ور الث‪GG G‬الث‪ :‬إج‪GG G‬راءات التحكيم‪.....................................................‬‬


‫‪57‬‬

‫الفصل األول‪ :‬القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم‪57.........................‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تحديد القانون واجب التطبيق على إجراءات التحكيم‪57..................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق قانون إرادة األطراف‪58..........................................‬‬

‫المطلب الث اني‪ :‬ت دخل هيئ ة التحكيم لتحدي د الق انون ال واجب التط بيق على‬
‫اإلجراءات‪60...........................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مكان و لغة التحكيم‪62..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مكان التحكيم‪62.........................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطة المحكم‪ ،‬أو هيئة التحكيم في تحديد مكان‪63..........................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية تحديد مكان التحكيم‪63..............................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في اإلجتماع بالمكان الذي تراه مناسبا‪64...............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬لغة التحكيم‪64..........................................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬بدء إجراءات التحكيم‪65.................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬وقت بداية إجراءات التحكيم ‪65........................................‬‬

‫الفرع األول‪:‬تحديد وقت بداية اجراءات التحكيم‪65.......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬طلب التحكيم‪66...........................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سير إجراءات التحكيم‪66................................................‬‬

‫‪120‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عوارض خصومة التحكيم‪72............................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬وقف إجراءات التحكيم‪72.................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنقطاع خصومة التحكيم ‪73...............................................‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم‪74...............................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع‪75..........................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطبيق قانون اإلرادة‪75..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطبيق قانون دولة معينة‪75..............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق القواعد المتفق عليها بين األطراف‪75.............................‬‬

‫المبحث الث اني‪ :‬تحدي د هيئ ة التحكيم للق انون ال واجب التط بيق على موض وع‬
‫النزاع‪76...............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إختيار قانون دولة معينة ‪76.............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تطبيق هيئة التحكيم لألعراف الجارية‪77.................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفصل في النزاع وفقا لقواعد العدالة و اإلنصاف‪77.....................‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬إنتهاء خصومة التحكيم‪78..............................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬حكم التحكيم‪78...........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صدور حكم التحكيم‪78..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬س لطة هيئ ة التحكيم في إص دار األحك ام الجزئي ة والوقتي ة‪................‬‬
‫‪79‬‬

‫الفرع األول‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام الجزئية‪79..........................‬‬

‫‪121‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام الوقتية‪79...........................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سلطة هيئة التحكيم في إصدار األحكام التمهيدية أو التحضيرية‪80..........‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حجز الدعوى للمداولة و ميعاد إصدار حكم التحكيم‪80...................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬قفل باب المرافعات و حجز الدعوى للمداولة‪81............................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬ميعاد إصدار الحكم‪82.....................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط الواجب توافرها في حكم التحكيم‪84.............................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الشروط الموضوعية‪84...................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الشروط الشكلية‪85........................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تسليم صورة الحكم و إيداع أصله‪87......................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أثر صدور حكم التحكيم على انتهاء مهمة المحكمين‪88....................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تنفيذ حكم التحكيم‪90.....................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حجية و نطاق حكم التحكيم‪90...........................................‬‬

‫الف رع األول‪ :‬حجي ة حكم التحكيم‪......................................................‬‬


‫‪90‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نطاق حجية حكم التحكيم‪91...............................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تنفيذ حكم التحكيم‪92...........................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلعتراف بأحكام التحكيم األجنبية‪92.......................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تنفيذ الحكم التحكيمي الدولي‪97............................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الطعن في أحكام التحكيم‪102............................................‬‬

‫‪122‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حاالت الطعن بالبطالن في حكم التحكيم الدولي‪102......................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬إجراءات بطالن حكم التحكيم الدولي الصادر في الجزائر‪103............‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم دون الفصل في النزاع‪105........................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬إنه اء إج راءات التحكيم ب إرادة األط راف‪..............................‬‬


‫‪105‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التس وية الودي ة لل نزاع‪................................................‬‬


‫‪105‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلتفاق على إنهاء اإلجراءات‪105.......................................‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ترك خصومة التحكيم‪106...............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم لسبب خارج عن إرادة األطراف‪106.............‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إنهاء إجراءات التحكيم لسبب راجع لهيئة التحكيم‪106....................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إنقضاء مهمة المحكم لسبب يرتبط به‪106..................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إنقضاء مهمة المحكم لسبب راجع للخصوم‪107............................‬‬

‫المطلب الث اني‪ :‬ع دم ج دوى االس تمرار في اإلج راءات أو اس تحالتها‪...................‬‬
‫‪107‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سقوط خصومة التحكيم‪108.............................................‬‬

‫الخاتمة‪109...........................................................................:‬‬

‫المصادر والمراجع‪112................................................................:‬‬

‫الفهرس‪117..........................................................................:‬‬

‫‪123‬‬

You might also like