Professional Documents
Culture Documents
LM 610
LM 610
LM 610
قانون اإلثبات
إعداد
الدكتور عبد اهلل محمد الدكتور هشام موفق عوض
العطاس
أستاذ قانون المرافعات المساعد أستاذ قانون المرافعات المساعد
1 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
العام الدراسي 1431/1432هـ
3 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
-2القرائن القضائية
• عناصر القرينة القضائية
• سلطة القاضي يف اإلثبات بالقرائن وحاالته
رابعًا :املعاينة واخلربة
-1املعاينة
-2اخلربة
4 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
مدخل لدراسة اإلثبات القضائي
5 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
وكما هو واضح من تعريف اإلثبات السابق فإن املقصود هو (اإلثبات القضائي)؛ أي
اإلثبات الذي يتم عن طريق تقدمي الدليل أمام القضاء أو احملكمني أو املوفقني -وهو يف هذا
خيتلف عن اإلثبات باملعين العام ،أي ذلك اإلثبات اجملرد من كل قيد ،وال يكون أمام القضاء
كاإلثبات العلمي ،واإلثبات التارخيي فكل من هذين النوعني األخريين من اإلثبات يتم بأي
وسيله كانت حبثا عن احلقيقة اجملردة.
واإلثبات القضائي مبعناه القانوين ،يتعني أن ينصب علي وجود واقعة قانونية أو نفيها،
ذلك أن حمل اإلثبات ليس هو احلق املتنازع عليه؛ بل حمله الواقعة القانونية املنشئة هلذا احلق
سواء أكانت هذه الواقعة عمال قانونيا ،أي تصرفا قانونيا كالبيع أو الوكالة ،أم كانت واقعة
مادية كالعمل غري املشروع .
أخريا يتعني أن يتم اإلثبات بالطرق اليت حددها القانون؛ ذلك أن املشرع حيدد طرق
اإلثبات املختلفة وطريقة تقدميها ،وهو حتديد ملزم للخصوم كما هو ملزم للقاضي ،حبيث ال
حيق للخصوم االستناد يف دعاواهم على غري طرق اإلثبات املقبولة قانونا ،أو أن خيالفوا ضوابط
القانون يف عملية اإلثبات أمام القضاء ،فإن فعلوا مل جيز للقاضي أن يقبل ما قدموه من أدلة.
ويف هذا جانب يبدو واضحا اخلالف اجلوهري بني (اإلثبات العلمي واإلثبات التارخيي) والذي
يتميز بالتحرر من كل قيد يف إثبات احلقائق العلمية والتارخيية موضوع البحث و (اإلثبات
القضائي).
ثانيًا :أهمية اإلثبات القضائي:
يعترب موضوع اإلثبات من أهم وأدق املسائل اليت تواجه القاضي وهو يؤدي وظيفة
الفصل يف اخلصومات وحتقيق العدالة ؛ إذ أن قواعد اإلثبات هتدف عمومًا إىل كشف احلقيقة
اليت تتجسد يف مظهرها النهائي يف احلكم الذي يصدره القاضي يف الدعوى املعروضة عليه ،أو
ما يعرب عنه (باحلقيقة القضائية) .لذلك قيل بأن احلكم هو عنوان احلقيقة و مظهرها ،إال أن
احلكم أو احلقيقة القضائية ال يأيت دائما مطابقًا حلقيقة الواقع (احلقيقة الواقعية) ،فقد حيصل
التعارض بينهما األمر الذي يشكل خطرًا على استقرار املعامالت وإهدارا للعدالة يف اجملتمع .
ومن هنا لزمت العناية مبسألة اإلثبات واليت تعترب هي السبيل األوحد لتحقيق التطابق – أو على
األقل التقارب -بني احلقيقتني الواقعية والقضائية ،األمر الذي يصب يف النهاية يف صاحل محاية
احلق ذاته من الضياع.
6 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
فاحلق أيا كان ،يرتبط من الناحية الواقعية بالقدرة على إثباته؛ إذ ال ميكن التمتع حبق ما
دون إقامة الدليل عليه عند النزاع .فإن ثبت عجز مدعي احلق عن تقدمي الدليل املرسوم تعذر
التمسك باحلق أو املركز القانوين الذي يدعيه الشخص .ولكن بالرغم من هذا التالزم
واالرتباط الوثيق بني احلق والدليل عليه ،فإن الدليل يف احلقيقة هو شيء خمتلف عن احلق ذاته؛
فهو ال يعدو أن يكون جمرد وسيلة إلثبات وجود احلق بشروطه وأوصافه فلو كان الدليل باطال
مثال فأن ذلك ال حيول دون إثبات احلق بدليل آخر .ولتوضيح ذلك ،فإن اإلثبات إمنا يرد
علي مصدر احلق ،ال على احلق ذاته ،ومصدر احلق كما هو معلوم قد يكون تصرفا قانونيا أو
واقعة قانونية ،أما احلق ذاته فال يكون حمال لإلثبات بل هو اهلدف الذي يرمي إليه صاحب احلق
من اإلثبات.
والقاعدة أن اإلثبات إمنا يقصد به إقامة الدليل على الواقعة القانونية املنتجة يف الدعوى
باملعىن الشامل للواقعة والذي يتضمن التصرف القانوين أيضا ؛ ألن هذا التصرف القانوين يف
حقيقته ال يعدو أن يكون واقعه إراديًا ترتب آثارًا قانونية ،و ينبين على هذه القاعدة أن اإلثبات
ال يرد على القاعدة القانونية ؛ ألن على القاضي واجبًا أساسيًا مبعرفة القانون و اإلحاطة
بأحكامه حىت يتسىن له تطبيقها .ويرتتب علي ذلك أن العجز عن إثبات مصدر احلق من شأنه
أن يؤدي إىل عدم وجود احلق أمام القضاء كحقيقة قضائية ولو كان له وجود يف احلقيقة
والواقع.
7 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
الطائفة الثانية من قواعد اإلثبات -وعلى خالف الطائفة األوىل -ال شأن هلا بالشق
املوضوعي لإلثبات القضائي؛ وإمنا يقتصر دورها على اجلانب الشكلي ،وهذه هي القواعد
الشكلية.
ويف الواقع فإن دور القواعد الشكلية يف جمال اإلثبات ال يقل أمهية وحيوية عن القواعد
املوضوعية ،حيث تلعب هذه القواعد دورًا هاما يف اجلانب التنظيمي لعملية اإلثبات أمام
احملاكم وكما هو معلوم فإن الجانب التنظيمي هو العمود الفقري لعملية حتقيق العدالة يف شىت
جماالهتا ،وبغريه تغدو اإلجراءات أمام احملاكم مسرحا للفوضى ومعرتكًا لألهواء ،الأمر الذي
يفتح الباب على مصراعيه للتغول على العدالة وهدمها من أساسها .وهتتم القواعد الشكلية يف
قانون اإلثبات مبعاجلة اإلجراءات الواجب إتباعها يف تقدمي البنية اليت حددهتا القواعد املوضوعية
أمام القضاء .مثل اإلجراءات اخلاصة بتقدمي املستندات أمام احملكمة واالعرتاض عليها والطعن
فيها ،واإلجراءات املنظمة لكيفية أداء الشهادة ومراحلها املختلفة من استجواب رئيسي،
ومناقشة ،وإعادة استجواب .ومن قبيل القواعد الشكلية وصف إجراءات املعاينة القضائية
وكيفية إعداد حمضرها ،وإجراءات بينة اخلبري وكيفية حتريرها وما ذلك.
ونظرا للطبيعة املزدوجة لقواعد اإلثبات وارتباطها بالشكل واملوضوع يف أن واحد،
فقد انقسمت التشريعات بالنسبة للمكان اليت ترد فيه قواعد اإلثبات إىل اجتاهات ثالثة:
الاتجاه األول يرى وضع القواعد املوضوعية لإلثبات يف القانون املوضوعي ،كالقانون
املدين والقانون اجلنائي ،بينما توضع القواعد الشكلية يف القانون اإلجرائي ،كقانون اإلجراءات
املدنية (قانون املرافعات) وقانون اإلجراءات اجلنائية .واهلدف الذي يرمي إليه هذا االجتاه هو
احملافظة على الطبيعة املميزة لكل من نوعي قواعد اإلثبات .وهذا هو االجتاه السائد يف القوانني
الالتينية كالقانون الفرنسي والقانون املصري.
االتجاه الثاني يرى مجع قواعد اإلثبات املوضوعية والشكلية معًا وتضمينها يف القوانني
اإلجرائية ،أي أن هذا االجتاه يتعامل مع قواعد اإلثبات يف عمومها على أهنا قواعد إجرائية،
دون أن يلقي باًال للطابع املوضوعي الذي تتسم به كثري من قواعد قانون اإلثبات .وهذا االجتاه
أخذ به القانون األملاين والقانون السويسري وبعض القوانني العربية كالقانون اللبناين.
8 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
أما الاتجاه الثالث فيتسم بالوسطية يف موقفه من تصنيف قواعد اإلثبات ،فريى إفراد
قانون خاص لقواعد اإلثبات املوضوعية والشكلية معًا ،وبالتايل معاملة قانون اإلثبات كفرع
مستقل ومميز من فروع القانون ،ال شأن له بالقوانني املوضوعية وال القوانني اإلجرائية.
المطلب األول
عبء اإلثبات
9 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
أوًال:من يقع عليه عبء اإلثبات:
لق ــد ح ـّد د رس ــول اهلل ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم من يق ــع علي ــه عبء اإلثب ــات من اخلص ــوم
بقولـه((:لـو أعطي النـاس بـدعاويهم الدعى قـوم دمـاء وأمـواهلم لكن البينـة على من اّدعى واليمني
على من أنكر )) ويف رواية أخرى ((اليمني على املدعى عليه)).
ه ــذا احلديث يض ــع قاع ــدة فقهي ــة عظيم ــة من قواع ــد الفق ــه اإلج ــرائي .ولق ــد اهتم الفق ــه
اإلســالمي والفقــه القــانوين بتحديــد من هــو املدعى .واســتقر األمــر على أن ليس املقصــود باملدعى
رافع الدعوى ،ولكنه كل من ادعى على خالف الثــابت أصـًال أو عرضـًا أو ظــاهرًا .حيث يقــول
اإلمـ ــام القـ ــرايف أن املدعى كـ ــل من خـ ــالف قولـ ــة أص ـ ـًال أو عرف ـ ـًا.وذهب معظم الشـ ــافعية إىل أن
املدعى هو من يلتمس خالف الظاهر.
والظــاهر عنــدهم نوعــان :ظــاهر بنفســه وظــاهر بغــريه ،أمــا الظــاهر بنفســه هــو مــا يكــون
مســتفادًا من األصــول كالظــاهر املســتفاد من الــرباءة األصــلية ،والظــاهر بغــريه هــو مــا يســتفاد من
العرف أو القرائن أو دالئل احلال.
)2الثابت عرضـًا :إذا جنح الــدائن يف إثبــات دينــه يف ذمــة املدين واّدعى املدين عكس ذلــك فإنــه
ي ــدعى على خالف م ــا ثبت عرض ـًا فعًال ،فال ــذي ثبت عرض ـًا أو فعًال ه ــو انش ــغال ذمت ــه بال ــدين
ولذلك يقع عليه عبء إثبات انقضاء الدين.
)3الثابت ظاهرًا :يف جمال احلقــوق العينيــة خصوصـًا تثــور فكــرة الثــابت ظــاهرًا؛ فالظــاهر للعيــان
أن حــائز الشــيء مالكــه فاحليــازة قرينــة على امللكيــة ولــذلك فمن ادعى خالف هــذا الظــاهر عليــه
عبء اإلثبات فيثبت أن العني ملكه رغم أهنا ليست يف حيازته.
10 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
النظام ليفرتض من خالهلا ثبوت واقعــة جمهولــة من وجـود واقعــة معلومــة ،نظــرًا الرتبــاط الواقعــتني
يف األغلب األعم من احلاالت ،وبذلك يكفي املدعى أن يتمسك بالواقعــة املعلومــة فتثبت الواقعــة
اجملهولة بقوة القانون.
النــوع الثــاني :ق ــرائن قاطع ــة هي ال ــيت ال جيوز إثب ــات عكس ــها؛ ول ــذلك فهي تعفي من تق ــررت
لصـ ــاحله من عبء اإلثبـ ــات هنائي ـ ـًا ،مثـ ــال ذلـ ــك مسـ ــؤولية حـ ــارس اآلالت امليكانيكيـ ــة؛ فمجـ ــرد
حدوث ضرر من اآللة للغري يفرتض معه النظام أن حارسها قد قصر يف أداء واجب احلراســة وال
يكلف مـدعى الضـرر بإثبـات التقصـري بـل إن القـانون ال يسـمح للحـارس بإثبـات أنـه قـام بـواجب
احلراسة؛ ألن قرينة التقصري تكون قاطعة.
المطلب الثاني
الواقعة محل اإلثبات
11 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
التفرقة بين القاعدة القانونية والواقعة القانونية:
لكي يقام الدليل على االدعاء أمام القضاء ينبغي من الناحية املنطقية أن نبدأ من القاعـدة
القانوني ــة ال ــيت يس ــتند إليه ــا .مث ينبغي أن يثبت بع ــد ذل ــك أن املدعى يوج ــد يف الوض ــع املطل ــوب
لتطبيق القاعدة القانونية .اإلثبات باملعىن الصحيح ال يقـع بصـفة عامـة إال على الوقـائع والظـروف
ال ــيت ال يوج ــد فيه ــا الش ــخص وال ــيت ت ــبيح تط ــبيق القاع ــدة القانوني ــة؛ فاملدعى ال يط ــالب بإثب ــات
العنصــر القــانوين ولكنــه يطــالب فقــط بإثبــات الوقـائع .أمــا إثبــات القــانون فهـو من عمـل القاضــي؛
فمحل اإلثبات إذن هو الواقعة القانونية اليت تعترب مصـدرًا للحـق املدعى بــه والواقعـة حمل اإلثبــات
هي الواقعة القانونية باملعىن العام .سواء كانت واقعة مادية أم تصرفًا قانونيًا.
فمن يدعي أن له دينًا يف ذمة آخر عليه أن يثبت مصدر الدين أي عليــه أن يثبت الواقعـة
القانونية اليت أنشأت الدين سواء كـان ذلـك تصـرفًا قانونيـًا كالعقـد ،أم واقعـة ماديــة تــرتب عليهـا
قي ــام ه ــذا ال ــدين يف ذمت ــه كالعم ــل غ ــري املش ــروع؛ ه ــذا ه ــو م ــا ينبغي إثبات ــه .إذا اجلوهر يف ه ــذا
الصدر هو أن اإلثبات يــرد على الواقعـة القانونيــة ذاهتا بوصـفها مصـدرًا حلق أو االلـتزام دون هـذا
االلــتزام أو ذلــك احلق ومــىت قــام املدعي بــذلك كــان على القاضــي أن يطبــق القــانون على مــا ثبت
لديــه من وقــائع ،فالقاعــدة القانونيــة الواجبــة التطــبيق ليســت حمل اإلثبــات أي ال يكلــف اخلصــوم
بإثباهتا .فهذا من عمـل القاضـي وحـده واملفـروض يف القاضـي أنـه يعلم بالقـانون وعليـه وحـده أن
يبحث عن القاعدة القانونية الواجبة التطبيق على ما ثبت لديه من الوقائع؛ وعلى ذلــك ينبغي أن
نفـ ــرق بني القاعـ ــدة القانونيـ ــة الـ ــيت ال يكلـ ــف اخلصـ ــوم بإثباهتا بـ ــل يفـ ــرتض يف القاضـ ــي العلم بـ ــه
والواقعة القانونية وهي اليت تعترب حمل اإلثبات وينبغي على اخلصوم إثباهتا.
إن الواقعــة القانونيــة حمل اإلثبــات ليســت هي احلق املدعى بــه أو القاعــدة املراد تطبيقهــا و
إمنا هي الواقعــة مصــدر احلق أو الواقعــة املنهيــة للحــق ،فقــد تنصــرف الواقعــة ليس فقــط إىل وجــود
احلق أو زواله بل أيضًا إىل نقله وتعديله.
التفرقة بين الواقعة المادية والتصرف القانوني:
إن الواقعة حمل اإلثبات إما أن تكـون واقعـة ماديـة أو تصـرف قـانوين .والواقعـة املاديـة قـد
تك ــون واقع ــة طبيعي ــة ،كالوف ــاة أو ال ــوالدة وق ــد تك ــون من عم ــل اإلنس ــان بارتك ــاب فع ــل غ ــري
مشــروع .أمــا التصــرف القــانوين فهــو اجتاه اإلرادة حنو إحــداث أثــر قــانوين معني ،قــد يكــون من
جــانبني كــالعقود ،أو من جــانب واحــد كالوصــية أو اإلبــراء ويأخــذ النظــام الســعودي مببــدأ حريــة
12 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
اإلثبــات ســواء يف الوقــائع املاديــة أو التصــرفات القانونيــة على خالف األنظمــة املقارنــة الــيت تقيــد
إثبات التصرف القانوين بالكتابة إذا بلغ نصابًا ماليًا معينًا.
ثانيًا :الشروط الواجب توافرها في الواقعة محل اإلثبات:
حددت املادة ( )97من نظام املرافعات الشرعية هذه الشروط وحصرهتا يف ثالثة:
الشرط األول :أن تكون الواقعة متعلقة بالدعوى:
وهـ ــذا يعـ ــين أن تتصـ ــل بـ ــاحلق اتصـ ــاًال وثيق ـ ـًا .وقـ ــد عرفتهـ ــا املادة ( )97/1من الالئحـ ــة
التنفيذية بقوهلا( :الوقائع املتعلقة بالدعوى هي ما يــؤدي إثباهتا مباشــرة أو غـري مباشــرة إىل إثبــات
الــدعوى أو جــزء منهــا) فاملدين الــذي ترفــع عليــه دعــوى املطالبــة بالــدين ميكنــه أن يثبت أنــه ويف
هذا الدين ألن الوفاء نتصـل بالـدين اتصـاًال مباشـرًا ،أمـا اإلثبـات غـري املباشـر فهـو الـذي يـرد على
واقعة أخرى قريبة أو متصلة بالواقعة مصدر احلق وال ينصب مباشرًا على الواقعة مصدر احلق.
الشرط الثاني :أن تكون الواقعة منتجة في اإلثبات:
ويقصـ ــد هبا الواقعـ ــة املؤثرة يف الـ ــدعوى نفي ـ ـًا أو إثبات ـ ـًا (مـ ــادة 97فقـ ــرة 2من الالئحـ ــة
التنفيذية) فإذا طـالب املؤجر املسـتأجر بـأجرة مـدة معينـة وقـدم هـذا األخـري خمالصـات األجـرة عن
مجيع املدد السابقة على املدة اليت يطالبه املؤجر بأجرهتا ليحاول بذلك إثبات أنه يدفع األجــرة
بانتظــام ال جــدوى من إثباتــه ألن إثبــات الوفــاء بانتظــام عن املدد الســابقة وإن كــان يتصــل بواقعــة
الوف ــاء ب ــاألجرة املط ــالب هبا ف ــإن ه ــذا اإلثب ــات يك ــون رغم ذل ــك غ ــري منتج يف ال ــدعوى؛ ف ــدفع
األجرة عن مدد سابقة ال يفيد دفعها عن مدة الحقة ،أما إذا قـدم املسـتأجر خمالصـة بــاألجرة عن
م ــدة الحق ــة للمــدة املط ــالب بأجرهتا فــإن هــذه واقع ــة منتج ــة يف ال ــدعوى حيث تعت ــرب قرين ــة على
الوفاء باألجرة املطالب هبا ما مل يثبت العكس.
الشرط الثالث :أن تكون الواقعة جائزة القبول.
ومعــىن ذلــك أن تكــون حســب تعبــري الالئحــة التنفيذيــة لنظــام املرافعــات الشــرعية(:ممكنــة
الوقوع فال ختالف الشرع أو العقـل أو احلس)؛ فالواقعـة قـد تكـون خمالفـة للشـرع فال جيوز قبوهلا
كمن ي ــدعي فائ ــدة ربوي ــة أو دين نش ــأ عن قم ــار ،وق ــد تك ــون الواقع ــة خمالف ــة للعق ــل أو احلس
فيســتحيل قبوهلا وهنــا تكــون االســتحالة ماديــة كمن يــدعي أنــه ابن لشــخص أصــغر منــه ســنًا ،أو
كمن يدعي أنه مالك دون أن يبني سبب ملكيته.
13 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
المطلب الثالث
سلطة القاضي في إدارة عملية اإلثبات
إن للقاضي سلطة تقدير واسعة يف إدارة عملية اإلثبات ولها مظاهر عديدة أمهها ما يلي:
)1السلطة في قبول طلب اإلثبات من عدمه:
إذا طلب اخلصم إجراء أي إثبات ومل يقتنع القاضي بطلبه بعد إطالعه عليه فيـدّو ن طلبـه
يف الضبط ولو مل حيققه (املادة 99/1من الالئحة التنفيذية) والنصوص على ذلك كثرية منها ما
نصت عليه املواد 124 - 117 - 112 - 101من نظام املرافعات الشرعية السعودي.
كمــا أن للمحكمــة من ناحيــة أخــرى ســلطة تقديريــة يف إجــراء اإلثبــات من تلقــاء نفســها
حىت ومل مل يطلب أحد اخلصوم ذلك .وليس يف هذا إخالل مببدأ حياد القاضي.
)2سلطة القاضي في العدول عن إجراء اإلثبات:
إن احلكم بإجراء إثبات كندب خبري أو مساع شاهد أو استجواب خصم هو حكم غــري
قطعي ال يســتنفد واليــة القاضــي؛ ومن مث جيوز لــه العــدول عنــه بشــرط أن يســبب هــذا العــدول،
وهذا ما نصت عليه املادة 99مرافعات بقوهلا(:للمحكمة أن تعدل عما أمرت بــه من إجــراءات
14 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
اإلثب ــات بش ــرط أن ت ــبني أس ــباب الع ــدول يف دف ــرت الض ــبط وجيوز هلا أال تأخ ــذ بنتيج ــة اإلج ــراء
بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها).
)3سلطة القاضي في تقدير الدليل:
إن القاضي قد يقبل اإلثبات بأي طريق إلا أنه يتمتع بسلطة تقدير واسعة يف قبول نتيجة
ه ــذا ال ــدليل؛ فاملس ــألة مس ــألة قناع ــة شخص ــية قائم ــة على أس ــباب منطقي ــة فق ــد يق ــدر القاض ــي أن
الش ــاهد ق ــد ش ــهد زورًا أو أن اخلب ــري ق ــد أخط ــأ أو أن احملرر املكت ــوب ال ي ــوحي بالثق ــة؛ ول ــذلك
نصــت املادة 134مرافعــات شــرعية على أن (رأي اخلبــري ال يقيــد احملكمــة ولكنهــا تســتأنس بــه)،
ونصت املادة 139على أن (للمحكمـة أن تقـدر مـا يــرتتب على الكشـط واحملو والتحشـية وغـري
ذلــك من العيــوب املاديــة يف الورقــة من إســقاط قيمتهــا يف اإلثبــات وإذا كــانت صــحة الورقــة حمل
شــك يف نظــر احملكمــة جــاز هلا أن تســأل املوظــف الــيت صــدرت عنــه أو الشــخص الــذي حررهــا
ليبــدي مــا يوضــح حقيقــة األمــر فيهــا) ،كمــا نصــت املادة 139/1من الالئحــة التنفيذيــة على أن
(للقاضي عدم إعمال ما يشك فيه من معلومات الورقة).
موضوعات حلقات البحث
خيتار الطالب أحد املوضوعات التالية:
• دور القاضي يف اإلثبات.
• استجواب اخلصوم كأحد وسائل اإلثبات.
• حجية اإلقرار يف اإلثبات.
• جتزئة اإلقرار.
• الرجوع عن اإلقرار.
• سلطة احملكمة يف االستعانة باخلربة وإجراءاهتا.
• القيمة القانونية لرأي اخلبري.
• مسؤولية اخلبري.
• اخلربة القضائية واخلربة االستشارية.
• أنواع اليمني يف اإلثبات.
• سلطة القاضي يف توجيه اليمني.
15 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
• اآلثار املرتتبة على توجيه اليمني.
• حجية األوراق الرمسية يف اإلثبات.
• حجية األوراق العادية (العرفية) يف اإلثبات.
• حجية الوثيقة اإللكرتونية يف اإلثبات.
• إثبات العقد االلكرتوين.
• دعوى التزوير الفرعية.
• أنواع الشهادة وشروطها.
• سلطة القاضي التقديرية يف اإلثبات بالشهادة.
• سلطة القاضي التقديرية يف اإلثبات بالقرائن.
المرجع األساسي:
عبد اهلل بن حممد بن سعد آل خنني (1427هـ 2006 /م) ،الكاشف يف شرح نظام املرافعات
الشرعية السعودي ،دار التدمرية ،الرياض ،الطبعة األوىل.
المراجع المساعدة:
( )1أسامة املليجي ،القواعد اإلجرائية لإلثبات يف املواد املدنية والتجارية ،دار النهضة العربية،
القاهرة1999 ،م.
( )2أمحد نشأت ،رسالة اإلثبات ،اجلزء األول والثاين ،دار الفكر العريب ،القاهرة 1972م.
( )3صاحل النفيعي ،اخلربة يف نظام املرافعات الشرعية السعودي -دراسة مقارنة ،جامعة امللك عبد
العزيز ،كلية االقتصاد واإلدارة ،قسم القانون 2005م.
( )4عباس العبودي ،شرح أحكام قانون اإلثبات املدين ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عّم ان ،الطبعة
الثانية1999 ،م.
( )5عبد اهلل سليمان العجالن ،القضاء بالقرائن املعاصرة ،جزأين ،الطبعة األوىل ،جامعة اإلمام حممد
بن سعود اإلسالمية ،الرياض2006 ،م.
16 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
( )6عبد العزيز سعد الدغيثر ،املستندات الكتابية وقوهتا يف اإلثبات ،جملة العدل ،العدد (،)47
1431هـ ،ص.93
( )7غالب بن صقر العتييب ،اإلثبات باليمني يف نظام مرافعات الشرعية السعودي ،جامعة نايف
العربية للعلوم األمنية ،الرياض2008 ،م.
( )8حممود حممد هاشم ،القضاء ونظام اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية ،جامعة امللك
سعود ،الرياض ،الطبعة الثانية1999 ،م.
( )9حممد وهبة الزحيلي ،وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية يف املعامالت املدنية واألحوال
الشخصية ،الطبعة الثالثة ،مكتبة دار البيان ،بريوت.
( )10رضا املزغين ،أحكام اإلثبات ،معهد اإلدارة العامة ،الرياض.1985 ،
17 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
• القاضي ودوره في اإلثبات
• استجواب الخصوم األولى
الثاني
الثانية
• اإلقرار
• المعاينة والخبرة
األولى
الثالث
• اليمين الثانية
18 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
االختبار النصفي
األولى
الرابع
19 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
• شهادة الشهود األولى
السادس
• القرائن الثانية
األولى
االختبارات
السابع
النهائية الثانية
توزيع الدرجات:
( )30درجة االمتحان النصفي.
( )40درجة االمتحان النهائي.
20 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)
( )30درجة ألعمال املشاركة:
( )15درجة على حلقة البحث.
( )15درجات على املشاركة يف املناقشة ،وللحاالت العملية
(قضايا) اليت يؤيد هبا مشاركته يف املناقشة.
21 د .هشام موفق عوض /د .عبد اهلل حممد العطاس (1431/1432هـ)