LM 610

You might also like

Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 21

‫حقيبـة مقـّرر‬

‫قانون اإلثبات‬

‫رمز ورقم المقرر‪)LM 610 ( :‬‬

‫إعداد‬
‫الدكتور عبد اهلل محمد‬ ‫الدكتور هشام موفق عوض‬
‫العطاس‬
‫أستاذ قانون المرافعات المساعد‬ ‫أستاذ قانون المرافعات المساعد‬

‫‪1‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫العام الدراسي ‪ 1431/1432‬هـ‬

‫جامعة الملك عبد العزيز‬


‫كلية االقتصاد واإلدارة‬
‫قسم األنظمة‬
‫ماجستير القانون والممارسة المهنية‬
‫المقرر‪ :‬قانون اإلثبات ‪ -‬رمز ورقم المقرر‪L.M (610) :‬‬

‫الهدف من تدريس المقرر‪:‬‬


‫يهدف قانون اإلثبات إىل دراسة القواعد املتعلقة باملبادئ العامة اليت حتكم اإلثبات‬
‫ووسائل اإلثبات أمام القضاء وإجراءاته‪.‬‬

‫الوصف العام للمقرر‪:‬‬


‫ويتضمن دراسة املوضوعات التالية‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬القواعد العامة لإلثبات‬


‫‪ -‬القواعد الموضوعية العامة لإلثبات‬
‫أوًال‪ :‬حمل اإلثبات‬
‫‪ -1‬ماهية حمل اإلثبات (الواقعة القانونية)‬
‫‪ -2‬شروط حمل اإلثبات‬
‫ثانيًا‪ :‬أشخاص اإلثبات‬
‫‪ -1‬اخلصوم وحقهم يف اإلثبات‬
‫‪ -2‬القاضي ودوره يف اإلثبات‬
‫ثالثًا‪ :‬عبء اإلثبات‬
‫‪ -1‬اإلثبات عبء‬
‫‪ -2‬على من يقع عبء اإلثبات‬
‫‪2‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫‪ -‬القواعد اإلجرائية العامة‬
‫أوًال‪ :‬القاضي املختص بإجراءات اإلثبات‬
‫‪ -1‬القاضي املختص يف األنظمة الوضعية‬
‫‪ -2‬القاضي املختص يف الشريعة اإلسالمية والنظام السعودي‬
‫ثانيًا‪ :‬األحكام الصادرة باإلثبات‬
‫‪ -1‬ماهية احلكم الصادر باإلثبات‬
‫‪ -2‬خصائص األحكام الصادرة بإجراءات اإلثبات‬

‫القسم الثاني‪ :‬طرق اإلثبات وإجراءاتها‬


‫‪ -‬طرق اإلثبات العادية‬
‫أوًال‪ :‬اإلثبات بالكتابة‬
‫‪ -1‬الكتابة وأمهيتها يف اإلثبات‬
‫‪ -2‬نطاق اإلثبات بالكتابة‬
‫‪ -3‬أوراق اإلثبات‬
‫• األوراق الرمسية‬
‫• األوراق العرفية‬
‫‪ -4‬إثبات صحة أوراق اإلثبات‬
‫• حتقيق اخلطوط‬
‫• االدعاء بالتزوير‬
‫ثانيًا‪ :‬شهادة الشهود‬
‫‪ -1‬مفهوم الشهادة وأنواعها ونصاهبا‬
‫‪ -2‬قوة الشهادة يف اإلثبات‬
‫‪ -3‬إجراءات الشهادة وأداؤها وسلطة احملكمة بشأهنا‬
‫ثالثًا‪ :‬القرائن‬
‫‪ -1‬معىن القرينة وحكم مشروعيتها وأنواعها‬

‫‪3‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫‪ -2‬القرائن القضائية‬
‫• عناصر القرينة القضائية‬
‫• سلطة القاضي يف اإلثبات بالقرائن وحاالته‬
‫رابعًا‪ :‬املعاينة واخلربة‬
‫‪ -1‬املعاينة‬
‫‪ -2‬اخلربة‬

‫‪ -‬طرق اإلثبات غير العادية‬


‫أوًال‪ :‬اإلقرار‬
‫‪ -1‬ماهية اإلقرار وطبيعته‬
‫‪ -2‬أنواع اإلقرار‬
‫• القواعد العامة يف اإلقرار‬
‫• اإلقرار القضائي‬
‫• اإلقرار غري القضائي‬
‫‪ -3‬االستجواب‬
‫ثانيًا‪ :‬اليمني‬
‫‪ -1‬أنواع اليمني‬
‫‪ -2‬سلطة احملكمة يف توجيه اليمني‬
‫‪ -3‬اآلثار املرتتبة على توجيه اليمني‬

‫‪4‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫مدخل لدراسة اإلثبات القضائي‬

‫أوًال‪ :‬مفهوم اإلثبات القضائي‪:‬‬


‫إن حتديد معىن اإلثبات ومفهومه يف جمال القانون ال يتأتى إال برد الكلمة (إثبات) إىل‬
‫أصلها يف اللغة العربية‪ .‬واإلثبات يف اللغة هو‪ " :‬تأكيد احلق بالدليل‪ ،‬يقال اثبت حجته أي‬
‫أقامها وأوضحها " ‪ .‬أما يف اصطالح فقهاء القانون فإن اإلثبات أو (البينة) هو‪ " :‬إقامة الدليل‬
‫أمام القضاء بالطرق اليت حددها القانون على وجود واقعة قانونية متنازع عليها مبا ينبين عليه‬
‫من آثار"‪.‬‬
‫فاإلثبات وفقا هلذا التعريف هو الوسيلة الوحيدة التي يعتد هبا القانون لتأكيد وجود‬
‫الواقعة حمل النزاع أو عدم وجودها‪ ،‬ومن مث إمضاء اآلثار القانونية املوضوعية املرتتبة على تلك‬
‫الواقعة‪ .‬وبالتايل فأن تأكيد وجود الواقعة حمل النزاع أو نفيها ال يقبل من غري إثبات‪ ،‬كأن‬
‫يعتمد القاضي يف حكمه على فصاحة اخلصم قوة عبارته‪ ،‬وحنو ذلك‪.‬‬
‫وقد اهتم بعض الفقهاء يف حتديدهم ملعىن اإلثبات مبسألة القيود اليت يفرضها املشرع‬
‫على مسألة اإلثبات‪ ،‬فعرفوا اإلثبات بأنه‪ " :‬إقامة الدليل أمام القضاء بالطرق اليت حددها‬
‫القانون وبالقيود اليت رمسها على وجود واقعة قانونية متنازع عليها " ‪ .‬ويبدو من هذا التعريف‬
‫تركيز هؤالء على اإلطار القانوين الذي ميثل قيدًا على عملية اإلثبات من حيث حتديد طرق‬
‫اإلثبات يف عمومها أوًال‪ ،‬ومن حيث التقيد بالشروط والضوابط اليت سنها املشرع بالنسبة لكل‬
‫طريق من طرق اإلثبات من الناحية الثانية‪.‬‬
‫و كما هو واضح فإن كال التعريفني ال خيرج عن املعىن العام الذي شاع بني فقهاء‬
‫القانون هلذا املصطلح‪.‬‬
‫بيد أن التعريف الذي خنتاره ملصطلح اإلثبات ‪ -‬وهو التعريف الذي قال به بعض‬
‫فقهاء القانون ‪ -‬هو‪ " :‬تقدمي الدليل املقبول أمام القضاء بالطرق املقررة على واقعة قانونية حمل‬
‫نزاع بني اخلصوم "‪ .‬فهذا التعريف يتسم بالدقة و الوضوح والبساطة من جانب ‪ ،‬كما يتسم‬
‫باإلحاطة مبعىن اإلثبات وعناصره من ناحية ثانية‪ ،‬حبيث يغنينا عن غريه من التعريفات‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫وكما هو واضح من تعريف اإلثبات السابق فإن املقصود هو (اإلثبات القضائي)؛ أي‬
‫اإلثبات الذي يتم عن طريق تقدمي الدليل أمام القضاء أو احملكمني أو املوفقني ‪ -‬وهو يف هذا‬
‫خيتلف عن اإلثبات باملعين العام‪ ،‬أي ذلك اإلثبات اجملرد من كل قيد‪ ،‬وال يكون أمام القضاء‬
‫كاإلثبات العلمي‪ ،‬واإلثبات التارخيي فكل من هذين النوعني األخريين من اإلثبات يتم بأي‬
‫وسيله كانت حبثا عن احلقيقة اجملردة‪.‬‬
‫واإلثبات القضائي مبعناه القانوين‪ ،‬يتعني أن ينصب علي وجود واقعة قانونية أو نفيها‪،‬‬
‫ذلك أن حمل اإلثبات ليس هو احلق املتنازع عليه؛ بل حمله الواقعة القانونية املنشئة هلذا احلق‬
‫سواء أكانت هذه الواقعة عمال قانونيا‪ ،‬أي تصرفا قانونيا كالبيع أو الوكالة‪ ،‬أم كانت واقعة‬
‫مادية كالعمل غري املشروع ‪.‬‬
‫أخريا يتعني أن يتم اإلثبات بالطرق اليت حددها القانون؛ ذلك أن املشرع حيدد طرق‬
‫اإلثبات املختلفة وطريقة تقدميها‪ ،‬وهو حتديد ملزم للخصوم كما هو ملزم للقاضي‪ ،‬حبيث ال‬
‫حيق للخصوم االستناد يف دعاواهم على غري طرق اإلثبات املقبولة قانونا‪ ،‬أو أن خيالفوا ضوابط‬
‫القانون يف عملية اإلثبات أمام القضاء‪ ،‬فإن فعلوا مل جيز للقاضي أن يقبل ما قدموه من أدلة‪.‬‬
‫ويف هذا جانب يبدو واضحا اخلالف اجلوهري بني (اإلثبات العلمي واإلثبات التارخيي) والذي‬
‫يتميز بالتحرر من كل قيد يف إثبات احلقائق العلمية والتارخيية موضوع البحث و (اإلثبات‬
‫القضائي)‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أهمية اإلثبات القضائي‪:‬‬
‫يعترب موضوع اإلثبات من أهم وأدق املسائل اليت تواجه القاضي وهو يؤدي وظيفة‬
‫الفصل يف اخلصومات وحتقيق العدالة ؛ إذ أن قواعد اإلثبات هتدف عمومًا إىل كشف احلقيقة‬
‫اليت تتجسد يف مظهرها النهائي يف احلكم الذي يصدره القاضي يف الدعوى املعروضة عليه‪ ،‬أو‬
‫ما يعرب عنه (باحلقيقة القضائية)‪ .‬لذلك قيل بأن احلكم هو عنوان احلقيقة و مظهرها‪ ،‬إال أن‬
‫احلكم أو احلقيقة القضائية ال يأيت دائما مطابقًا حلقيقة الواقع (احلقيقة الواقعية)‪ ،‬فقد حيصل‬
‫التعارض بينهما األمر الذي يشكل خطرًا على استقرار املعامالت وإهدارا للعدالة يف اجملتمع ‪.‬‬
‫ومن هنا لزمت العناية مبسألة اإلثبات واليت تعترب هي السبيل األوحد لتحقيق التطابق – أو على‬
‫األقل التقارب ‪ -‬بني احلقيقتني الواقعية والقضائية‪ ،‬األمر الذي يصب يف النهاية يف صاحل محاية‬
‫احلق ذاته من الضياع‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫فاحلق أيا كان‪ ،‬يرتبط من الناحية الواقعية بالقدرة على إثباته؛ إذ ال ميكن التمتع حبق ما‬
‫دون إقامة الدليل عليه عند النزاع‪ .‬فإن ثبت عجز مدعي احلق عن تقدمي الدليل املرسوم تعذر‬
‫التمسك باحلق أو املركز القانوين الذي يدعيه الشخص‪ .‬ولكن بالرغم من هذا التالزم‬
‫واالرتباط الوثيق بني احلق والدليل عليه‪ ،‬فإن الدليل يف احلقيقة هو شيء خمتلف عن احلق ذاته؛‬
‫فهو ال يعدو أن يكون جمرد وسيلة إلثبات وجود احلق بشروطه وأوصافه فلو كان الدليل باطال‬
‫مثال فأن ذلك ال حيول دون إثبات احلق بدليل آخر ‪ .‬ولتوضيح ذلك‪ ،‬فإن اإلثبات إمنا يرد‬
‫علي مصدر احلق‪ ،‬ال على احلق ذاته‪ ،‬ومصدر احلق كما هو معلوم قد يكون تصرفا قانونيا أو‬
‫واقعة قانونية‪ ،‬أما احلق ذاته فال يكون حمال لإلثبات بل هو اهلدف الذي يرمي إليه صاحب احلق‬
‫من اإلثبات‪.‬‬
‫والقاعدة أن اإلثبات إمنا يقصد به إقامة الدليل على الواقعة القانونية املنتجة يف الدعوى‬
‫باملعىن الشامل للواقعة والذي يتضمن التصرف القانوين أيضا ؛ ألن هذا التصرف القانوين يف‬
‫حقيقته ال يعدو أن يكون واقعه إراديًا ترتب آثارًا قانونية‪ ،‬و ينبين على هذه القاعدة أن اإلثبات‬
‫ال يرد على القاعدة القانونية ؛ ألن على القاضي واجبًا أساسيًا مبعرفة القانون و اإلحاطة‬
‫بأحكامه حىت يتسىن له تطبيقها ‪ .‬ويرتتب علي ذلك أن العجز عن إثبات مصدر احلق من شأنه‬
‫أن يؤدي إىل عدم وجود احلق أمام القضاء كحقيقة قضائية ولو كان له وجود يف احلقيقة‬
‫والواقع‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬التنظيم القانوني لإلثبات القضائي‪:‬‬


‫يشتمل التنظيم القانوين لإلثبات ‪ -‬بالنظر إىل فحوى القاعدة القانونية وطبيعة املوضوع‬
‫الذي تنظمه ‪ -‬علي طائفتني من القواعد مها القواعد املوضوعية والقواعد الشكلية‪.‬‬
‫الطائفة األولى من قواعد اإلثبات أطلق عليها فقهاء القانون وصف القواعد‬
‫الموضوعية حبكم ما هتدف إليه من تنظيم اإلثبات القضائي من الناحية املوضوعية ‪ ،‬فنجد هذه‬
‫الطائفة من قواعد اإلثبات هتتم مبعاجلة وتبيان طرق اإلثبات املختلفة من إقرار وشهادة‬
‫ومستندان وميني…اخل‪ .‬كما أهنا حتدد القيمة قانونية الكل طريق من تلك الطرق يف اإلثبات‪،‬‬
‫كما هتتم هذه الطائفة أيضا مبعاجلة املسائل املتعلقة بعبء اإلثبات‪ ،‬وتوزيعه بني اخلصوم وحمل‬
‫اإلثبات يف الدعاوى أيا كأن نوعها‪ ،‬كما هتتم مبعاجلة مشروعية األدلة أو وسائل اإلثبات‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫الطائفة الثانية من قواعد اإلثبات ‪ -‬وعلى خالف الطائفة األوىل ‪ -‬ال شأن هلا بالشق‬
‫املوضوعي لإلثبات القضائي؛ وإمنا يقتصر دورها على اجلانب الشكلي‪ ،‬وهذه هي القواعد‬
‫الشكلية‪.‬‬
‫ويف الواقع فإن دور القواعد الشكلية يف جمال اإلثبات ال يقل أمهية وحيوية عن القواعد‬
‫املوضوعية ‪ ،‬حيث تلعب هذه القواعد دورًا هاما يف اجلانب التنظيمي لعملية اإلثبات أمام‬
‫احملاكم وكما هو معلوم فإن الجانب التنظيمي هو العمود الفقري لعملية حتقيق العدالة يف شىت‬
‫جماالهتا‪ ،‬وبغريه تغدو اإلجراءات أمام احملاكم مسرحا للفوضى ومعرتكًا لألهواء‪ ،‬الأمر الذي‬
‫يفتح الباب على مصراعيه للتغول على العدالة وهدمها من أساسها‪ .‬وهتتم القواعد الشكلية يف‬
‫قانون اإلثبات مبعاجلة اإلجراءات الواجب إتباعها يف تقدمي البنية اليت حددهتا القواعد املوضوعية‬
‫أمام القضاء‪ .‬مثل اإلجراءات اخلاصة بتقدمي املستندات أمام احملكمة واالعرتاض عليها والطعن‬
‫فيها‪ ،‬واإلجراءات املنظمة لكيفية أداء الشهادة ومراحلها املختلفة من استجواب رئيسي‪،‬‬
‫ومناقشة‪ ،‬وإعادة استجواب‪ .‬ومن قبيل القواعد الشكلية وصف إجراءات املعاينة القضائية‬
‫وكيفية إعداد حمضرها ‪ ،‬وإجراءات بينة اخلبري وكيفية حتريرها وما ذلك‪.‬‬
‫ونظرا للطبيعة املزدوجة لقواعد اإلثبات وارتباطها بالشكل واملوضوع يف أن واحد‪،‬‬
‫فقد انقسمت التشريعات بالنسبة للمكان اليت ترد فيه قواعد اإلثبات إىل اجتاهات ثالثة‪:‬‬
‫الاتجاه األول يرى وضع القواعد املوضوعية لإلثبات يف القانون املوضوعي‪ ،‬كالقانون‬
‫املدين والقانون اجلنائي‪ ،‬بينما توضع القواعد الشكلية يف القانون اإلجرائي‪ ،‬كقانون اإلجراءات‬
‫املدنية (قانون املرافعات) وقانون اإلجراءات اجلنائية‪ .‬واهلدف الذي يرمي إليه هذا االجتاه هو‬
‫احملافظة على الطبيعة املميزة لكل من نوعي قواعد اإلثبات‪ .‬وهذا هو االجتاه السائد يف القوانني‬
‫الالتينية كالقانون الفرنسي والقانون املصري‪.‬‬
‫االتجاه الثاني يرى مجع قواعد اإلثبات املوضوعية والشكلية معًا وتضمينها يف القوانني‬
‫اإلجرائية‪ ،‬أي أن هذا االجتاه يتعامل مع قواعد اإلثبات يف عمومها على أهنا قواعد إجرائية‪،‬‬
‫دون أن يلقي باًال للطابع املوضوعي الذي تتسم به كثري من قواعد قانون اإلثبات‪ .‬وهذا االجتاه‬
‫أخذ به القانون األملاين والقانون السويسري وبعض القوانني العربية كالقانون اللبناين‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫أما الاتجاه الثالث فيتسم بالوسطية يف موقفه من تصنيف قواعد اإلثبات‪ ،‬فريى إفراد‬
‫قانون خاص لقواعد اإلثبات املوضوعية والشكلية معًا‪ ،‬وبالتايل معاملة قانون اإلثبات كفرع‬
‫مستقل ومميز من فروع القانون‪ ،‬ال شأن له بالقوانني املوضوعية وال القوانني اإلجرائية‪.‬‬

‫اإلشكاليات العملية في اإلثبات القضائي‬

‫المطلب األول‬
‫عبء اإلثبات‬

‫‪9‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫أوًال‪:‬من يقع عليه عبء اإلثبات‪:‬‬
‫لق ــد ح ـّد د رس ــول اهلل ص ــلى اهلل علي ــه وس ــلم من يق ــع علي ــه عبء اإلثب ــات من اخلص ــوم‬
‫بقولـه‪((:‬لـو أعطي النـاس بـدعاويهم الدعى قـوم دمـاء وأمـواهلم لكن البينـة على من اّدعى واليمني‬
‫على من أنكر )) ويف رواية أخرى ((اليمني على املدعى عليه))‪.‬‬

‫ه ــذا احلديث يض ــع قاع ــدة فقهي ــة عظيم ــة من قواع ــد الفق ــه اإلج ــرائي‪ .‬ولق ــد اهتم الفق ــه‬
‫اإلســالمي والفقــه القــانوين بتحديــد من هــو املدعى‪ .‬واســتقر األمــر على أن ليس املقصــود باملدعى‬
‫رافع الدعوى‪ ،‬ولكنه كل من ادعى على خالف الثــابت أصـًال أو عرضـًا أو ظــاهرًا‪ .‬حيث يقــول‬
‫اإلمـ ــام القـ ــرايف أن املدعى كـ ــل من خـ ــالف قولـ ــة أص ـ ـًال أو عرف ـ ـًا‪.‬وذهب معظم الشـ ــافعية إىل أن‬
‫املدعى هو من يلتمس خالف الظاهر‪.‬‬

‫والظــاهر عنــدهم نوعــان‪ :‬ظــاهر بنفســه وظــاهر بغــريه‪ ،‬أمــا الظــاهر بنفســه هــو مــا يكــون‬
‫مســتفادًا من األصــول كالظــاهر املســتفاد من الــرباءة األصــلية‪ ،‬والظــاهر بغــريه هــو مــا يســتفاد من‬
‫العرف أو القرائن أو دالئل احلال‪.‬‬

‫وفي الفقه القانوني المدعى هو كل من ادعى على خالف‪:‬‬


‫‪ )1‬الثــابت أص ـًال‪ :‬كمن يــدعى أنــه دائن آلخــر بــدين شخصــي فهــو يــدعى على خالف الثــابت‬
‫أصًال وهو براءة الذمة من الديون‪.‬‬

‫‪ )2‬الثابت عرضـًا‪ :‬إذا جنح الــدائن يف إثبــات دينــه يف ذمــة املدين واّدعى املدين عكس ذلــك فإنــه‬
‫ي ــدعى على خالف م ــا ثبت عرض ـًا فعًال‪ ،‬فال ــذي ثبت عرض ـًا أو فعًال ه ــو انش ــغال ذمت ــه بال ــدين‬
‫ولذلك يقع عليه عبء إثبات انقضاء الدين‪.‬‬

‫‪ )3‬الثابت ظاهرًا‪ :‬يف جمال احلقــوق العينيــة خصوصـًا تثــور فكــرة الثــابت ظــاهرًا؛ فالظــاهر للعيــان‬
‫أن حــائز الشــيء مالكــه فاحليــازة قرينــة على امللكيــة ولــذلك فمن ادعى خالف هــذا الظــاهر عليــه‬
‫عبء اإلثبات فيثبت أن العني ملكه رغم أهنا ليست يف حيازته‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬نقل عبء اإلثبات واإلعفاء منه‪:‬‬


‫قد يصعب أو يسـتحيل على املدعى إقامـة الـدليل فيتــدخل النظـام ويفـرتض ثبــوت الواقعـة‬
‫الــيت يصــعب أو يســتحيل ثبوهتا عن طريــق مــا يعــرف بــالقرائن القانونيــة‪ ،‬وهي وســائل يلجــأ إليهــا‬

‫‪10‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫النظام ليفرتض من خالهلا ثبوت واقعــة جمهولــة من وجـود واقعــة معلومــة‪ ،‬نظــرًا الرتبــاط الواقعــتني‬
‫يف األغلب األعم من احلاالت‪ ،‬وبذلك يكفي املدعى أن يتمسك بالواقعــة املعلومــة فتثبت الواقعــة‬
‫اجملهولة بقوة القانون‪.‬‬

‫والقرائن القانونية نوعان‪:‬‬


‫النــوع األول‪ :‬قــرائن بســيطة ميكن إثبــات عكســها‪ ،‬ولــذا هي ال تعفي من تقــررت لصــاحله هنائي ـًا‬
‫من عبء اإلثب ــات وإمنا تنق ــل عبء اإلثب ــات من الط ــرف ال ــذي يتمس ــك هبا إىل خص ــمه‪ ،‬ومن‬
‫ذلك مثًال ما نصت عليـه املادة (‪ )157‬من نظـام املرافعـات الشـرعية بقوهلا (حيـازة املنقـول قرينـة‬
‫بس ــيطة على ملكي ــة احلائز هلا عن ــد املنازع ــة يف امللكي ــة؛ وجيوز للخص ــم إثب ــات العكس) وج ــاء يف‬
‫الالئحــة التنفيذيــة لنظــام املرافعــات (حيــازة املنقــول دليــل امللــك مــا مل يعارضــها مــا هــو أقــوى منهــا‬
‫ألن األص ــل أن م ــا حتت ي ــدي اإلنس ــان مل ــك ل ــه (م ‪ )175/1‬وك ــذلك (حي ــازة املنق ــول قرين ــة‬
‫بسيطة على ملكية احلائز يستند عليها يف احلكم مع ميني احلائز عند عدم البينة) (م ‪.)157/1‬‬

‫النــوع الثــاني‪ :‬ق ــرائن قاطع ــة هي ال ــيت ال جيوز إثب ــات عكس ــها؛ ول ــذلك فهي تعفي من تق ــررت‬
‫لصـ ــاحله من عبء اإلثبـ ــات هنائي ـ ـًا‪ ،‬مثـ ــال ذلـ ــك مسـ ــؤولية حـ ــارس اآلالت امليكانيكيـ ــة؛ فمجـ ــرد‬
‫حدوث ضرر من اآللة للغري يفرتض معه النظام أن حارسها قد قصر يف أداء واجب احلراســة وال‬
‫يكلف مـدعى الضـرر بإثبـات التقصـري بـل إن القـانون ال يسـمح للحـارس بإثبـات أنـه قـام بـواجب‬
‫احلراسة؛ ألن قرينة التقصري تكون قاطعة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫الواقعة محل اإلثبات‬

‫أوًال‪ :‬مفهوم الواقعة محل اإلثبات‪:‬‬


‫نصــت املادة (‪ )97‬من نظــام املرافعــات الشــرعية على أنــه (جيب أن تكــون الوقــائع املراد‬
‫إثباهتا أثن ــاء املرافع ــة متعلق ــة بال ــدعوى منتج ــة فيه ــا ج ــائزًا قبوهلا) فمح ــل اإلثب ــات ليس ه ــو احلق‬
‫املدعى به وليس القاعدة النظامية أو الشرعية املراد تطبيقها‪ ،‬وإمنا هي الواقعة املنشئة للحق‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫التفرقة بين القاعدة القانونية والواقعة القانونية‪:‬‬
‫لكي يقام الدليل على االدعاء أمام القضاء ينبغي من الناحية املنطقية أن نبدأ من القاعـدة‬
‫القانوني ــة ال ــيت يس ــتند إليه ــا‪ .‬مث ينبغي أن يثبت بع ــد ذل ــك أن املدعى يوج ــد يف الوض ــع املطل ــوب‬
‫لتطبيق القاعدة القانونية‪ .‬اإلثبات باملعىن الصحيح ال يقـع بصـفة عامـة إال على الوقـائع والظـروف‬
‫ال ــيت ال يوج ــد فيه ــا الش ــخص وال ــيت ت ــبيح تط ــبيق القاع ــدة القانوني ــة؛ فاملدعى ال يط ــالب بإثب ــات‬
‫العنصــر القــانوين ولكنــه يطــالب فقــط بإثبــات الوقـائع‪ .‬أمــا إثبــات القــانون فهـو من عمـل القاضــي؛‬
‫فمحل اإلثبات إذن هو الواقعة القانونية اليت تعترب مصـدرًا للحـق املدعى بــه والواقعـة حمل اإلثبــات‬
‫هي الواقعة القانونية باملعىن العام‪ .‬سواء كانت واقعة مادية أم تصرفًا قانونيًا‪.‬‬
‫فمن يدعي أن له دينًا يف ذمة آخر عليه أن يثبت مصدر الدين أي عليــه أن يثبت الواقعـة‬
‫القانونية اليت أنشأت الدين سواء كـان ذلـك تصـرفًا قانونيـًا كالعقـد‪ ،‬أم واقعـة ماديــة تــرتب عليهـا‬
‫قي ــام ه ــذا ال ــدين يف ذمت ــه كالعم ــل غ ــري املش ــروع؛ ه ــذا ه ــو م ــا ينبغي إثبات ــه‪ .‬إذا اجلوهر يف ه ــذا‬
‫الصدر هو أن اإلثبات يــرد على الواقعـة القانونيــة ذاهتا بوصـفها مصـدرًا حلق أو االلـتزام دون هـذا‬
‫االلــتزام أو ذلــك احلق ومــىت قــام املدعي بــذلك كــان على القاضــي أن يطبــق القــانون على مــا ثبت‬
‫لديــه من وقــائع‪ ،‬فالقاعــدة القانونيــة الواجبــة التطــبيق ليســت حمل اإلثبــات أي ال يكلــف اخلصــوم‬
‫بإثباهتا‪ .‬فهذا من عمـل القاضـي وحـده واملفـروض يف القاضـي أنـه يعلم بالقـانون وعليـه وحـده أن‬
‫يبحث عن القاعدة القانونية الواجبة التطبيق على ما ثبت لديه من الوقائع؛ وعلى ذلــك ينبغي أن‬
‫نفـ ــرق بني القاعـ ــدة القانونيـ ــة الـ ــيت ال يكلـ ــف اخلصـ ــوم بإثباهتا بـ ــل يفـ ــرتض يف القاضـ ــي العلم بـ ــه‬
‫والواقعة القانونية وهي اليت تعترب حمل اإلثبات وينبغي على اخلصوم إثباهتا‪.‬‬
‫إن الواقعــة القانونيــة حمل اإلثبــات ليســت هي احلق املدعى بــه أو القاعــدة املراد تطبيقهــا و‬
‫إمنا هي الواقعــة مصــدر احلق أو الواقعــة املنهيــة للحــق‪ ،‬فقــد تنصــرف الواقعــة ليس فقــط إىل وجــود‬
‫احلق أو زواله بل أيضًا إىل نقله وتعديله‪.‬‬
‫التفرقة بين الواقعة المادية والتصرف القانوني‪:‬‬
‫إن الواقعة حمل اإلثبات إما أن تكـون واقعـة ماديـة أو تصـرف قـانوين‪ .‬والواقعـة املاديـة قـد‬
‫تك ــون واقع ــة طبيعي ــة‪ ،‬كالوف ــاة أو ال ــوالدة وق ــد تك ــون من عم ــل اإلنس ــان بارتك ــاب فع ــل غ ــري‬
‫مشــروع‪ .‬أمــا التصــرف القــانوين فهــو اجتاه اإلرادة حنو إحــداث أثــر قــانوين معني‪ ،‬قــد يكــون من‬
‫جــانبني كــالعقود‪ ،‬أو من جــانب واحــد كالوصــية أو اإلبــراء ويأخــذ النظــام الســعودي مببــدأ حريــة‬

‫‪12‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫اإلثبــات ســواء يف الوقــائع املاديــة أو التصــرفات القانونيــة على خالف األنظمــة املقارنــة الــيت تقيــد‬
‫إثبات التصرف القانوين بالكتابة إذا بلغ نصابًا ماليًا معينًا‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الشروط الواجب توافرها في الواقعة محل اإلثبات‪:‬‬
‫حددت املادة (‪ )97‬من نظام املرافعات الشرعية هذه الشروط وحصرهتا يف ثالثة‪:‬‬
‫الشرط األول‪ :‬أن تكون الواقعة متعلقة بالدعوى‪:‬‬
‫وهـ ــذا يعـ ــين أن تتصـ ــل بـ ــاحلق اتصـ ــاًال وثيق ـ ـًا‪ .‬وقـ ــد عرفتهـ ــا املادة (‪ )97/1‬من الالئحـ ــة‬
‫التنفيذية بقوهلا‪( :‬الوقائع املتعلقة بالدعوى هي ما يــؤدي إثباهتا مباشــرة أو غـري مباشــرة إىل إثبــات‬
‫الــدعوى أو جــزء منهــا) فاملدين الــذي ترفــع عليــه دعــوى املطالبــة بالــدين ميكنــه أن يثبت أنــه ويف‬
‫هذا الدين ألن الوفاء نتصـل بالـدين اتصـاًال مباشـرًا‪ ،‬أمـا اإلثبـات غـري املباشـر فهـو الـذي يـرد على‬
‫واقعة أخرى قريبة أو متصلة بالواقعة مصدر احلق وال ينصب مباشرًا على الواقعة مصدر احلق‪.‬‬
‫الشرط الثاني‪ :‬أن تكون الواقعة منتجة في اإلثبات‪:‬‬
‫ويقصـ ــد هبا الواقعـ ــة املؤثرة يف الـ ــدعوى نفي ـ ـًا أو إثبات ـ ـًا (مـ ــادة ‪ 97‬فقـ ــرة ‪ 2‬من الالئحـ ــة‬
‫التنفيذية) فإذا طـالب املؤجر املسـتأجر بـأجرة مـدة معينـة وقـدم هـذا األخـري خمالصـات األجـرة عن‬
‫مجيع املدد السابقة على املدة اليت يطالبه املؤجر بأجرهتا ليحاول بذلك إثبات أنه يدفع األجــرة‬
‫بانتظــام ال جــدوى من إثباتــه ألن إثبــات الوفــاء بانتظــام عن املدد الســابقة وإن كــان يتصــل بواقعــة‬
‫الوف ــاء ب ــاألجرة املط ــالب هبا ف ــإن ه ــذا اإلثب ــات يك ــون رغم ذل ــك غ ــري منتج يف ال ــدعوى؛ ف ــدفع‬
‫األجرة عن مدد سابقة ال يفيد دفعها عن مدة الحقة‪ ،‬أما إذا قـدم املسـتأجر خمالصـة بــاألجرة عن‬
‫م ــدة الحق ــة للمــدة املط ــالب بأجرهتا فــإن هــذه واقع ــة منتج ــة يف ال ــدعوى حيث تعت ــرب قرين ــة على‬
‫الوفاء باألجرة املطالب هبا ما مل يثبت العكس‪.‬‬
‫الشرط الثالث‪ :‬أن تكون الواقعة جائزة القبول‪.‬‬
‫ومعــىن ذلــك أن تكــون حســب تعبــري الالئحــة التنفيذيــة لنظــام املرافعــات الشــرعية‪(:‬ممكنــة‬
‫الوقوع فال ختالف الشرع أو العقـل أو احلس)؛ فالواقعـة قـد تكـون خمالفـة للشـرع فال جيوز قبوهلا‬
‫كمن ي ــدعي فائ ــدة ربوي ــة أو دين نش ــأ عن قم ــار‪ ،‬وق ــد تك ــون الواقع ــة خمالف ــة للعق ــل أو احلس‬
‫فيســتحيل قبوهلا وهنــا تكــون االســتحالة ماديــة كمن يــدعي أنــه ابن لشــخص أصــغر منــه ســنًا‪ ،‬أو‬
‫كمن يدعي أنه مالك دون أن يبني سبب ملكيته‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫المطلب الثالث‬
‫سلطة القاضي في إدارة عملية اإلثبات‬
‫إن للقاضي سلطة تقدير واسعة يف إدارة عملية اإلثبات ولها مظاهر عديدة أمهها ما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬السلطة في قبول طلب اإلثبات من عدمه‪:‬‬
‫إذا طلب اخلصم إجراء أي إثبات ومل يقتنع القاضي بطلبه بعد إطالعه عليه فيـدّو ن طلبـه‬
‫يف الضبط ولو مل حيققه (املادة ‪ 99/1‬من الالئحة التنفيذية) والنصوص على ذلك كثرية منها ما‬
‫نصت عليه املواد ‪ 124 - 117 - 112 - 101‬من نظام املرافعات الشرعية السعودي‪.‬‬
‫كمــا أن للمحكمــة من ناحيــة أخــرى ســلطة تقديريــة يف إجــراء اإلثبــات من تلقــاء نفســها‬
‫حىت ومل مل يطلب أحد اخلصوم ذلك‪ .‬وليس يف هذا إخالل مببدأ حياد القاضي‪.‬‬
‫‪ )2‬سلطة القاضي في العدول عن إجراء اإلثبات‪:‬‬
‫إن احلكم بإجراء إثبات كندب خبري أو مساع شاهد أو استجواب خصم هو حكم غــري‬
‫قطعي ال يســتنفد واليــة القاضــي؛ ومن مث جيوز لــه العــدول عنــه بشــرط أن يســبب هــذا العــدول‪،‬‬
‫وهذا ما نصت عليه املادة ‪ 99‬مرافعات بقوهلا‪(:‬للمحكمة أن تعدل عما أمرت بــه من إجــراءات‬

‫‪14‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫اإلثب ــات بش ــرط أن ت ــبني أس ــباب الع ــدول يف دف ــرت الض ــبط وجيوز هلا أال تأخ ــذ بنتيج ــة اإلج ــراء‬
‫بشرط أن تبني أسباب ذلك يف حكمها)‪.‬‬
‫‪ )3‬سلطة القاضي في تقدير الدليل‪:‬‬
‫إن القاضي قد يقبل اإلثبات بأي طريق إلا أنه يتمتع بسلطة تقدير واسعة يف قبول نتيجة‬
‫ه ــذا ال ــدليل؛ فاملس ــألة مس ــألة قناع ــة شخص ــية قائم ــة على أس ــباب منطقي ــة فق ــد يق ــدر القاض ــي أن‬
‫الش ــاهد ق ــد ش ــهد زورًا أو أن اخلب ــري ق ــد أخط ــأ أو أن احملرر املكت ــوب ال ي ــوحي بالثق ــة؛ ول ــذلك‬
‫نصــت املادة ‪ 134‬مرافعــات شــرعية على أن (رأي اخلبــري ال يقيــد احملكمــة ولكنهــا تســتأنس بــه)‪،‬‬
‫ونصت املادة ‪ 139‬على أن (للمحكمـة أن تقـدر مـا يــرتتب على الكشـط واحملو والتحشـية وغـري‬
‫ذلــك من العيــوب املاديــة يف الورقــة من إســقاط قيمتهــا يف اإلثبــات وإذا كــانت صــحة الورقــة حمل‬
‫شــك يف نظــر احملكمــة جــاز هلا أن تســأل املوظــف الــيت صــدرت عنــه أو الشــخص الــذي حررهــا‬
‫ليبــدي مــا يوضــح حقيقــة األمــر فيهــا)‪ ،‬كمــا نصــت املادة ‪ 139/1‬من الالئحــة التنفيذيــة على أن‬
‫(للقاضي عدم إعمال ما يشك فيه من معلومات الورقة)‪.‬‬
‫موضوعات حلقات البحث‬
‫خيتار الطالب أحد املوضوعات التالية‪:‬‬
‫• دور القاضي يف اإلثبات‪.‬‬
‫• استجواب اخلصوم كأحد وسائل اإلثبات‪.‬‬
‫• حجية اإلقرار يف اإلثبات‪.‬‬
‫• جتزئة اإلقرار‪.‬‬
‫• الرجوع عن اإلقرار‪.‬‬
‫• سلطة احملكمة يف االستعانة باخلربة وإجراءاهتا‪.‬‬
‫• القيمة القانونية لرأي اخلبري‪.‬‬
‫• مسؤولية اخلبري‪.‬‬
‫• اخلربة القضائية واخلربة االستشارية‪.‬‬
‫• أنواع اليمني يف اإلثبات‪.‬‬
‫• سلطة القاضي يف توجيه اليمني‪.‬‬

‫‪15‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫• اآلثار املرتتبة على توجيه اليمني‪.‬‬
‫• حجية األوراق الرمسية يف اإلثبات‪.‬‬
‫• حجية األوراق العادية (العرفية) يف اإلثبات‪.‬‬
‫• حجية الوثيقة اإللكرتونية يف اإلثبات‪.‬‬
‫• إثبات العقد االلكرتوين‪.‬‬
‫• دعوى التزوير الفرعية‪.‬‬
‫• أنواع الشهادة وشروطها‪.‬‬
‫• سلطة القاضي التقديرية يف اإلثبات بالشهادة‪.‬‬
‫• سلطة القاضي التقديرية يف اإلثبات بالقرائن‪.‬‬

‫المرجع األساسي‪:‬‬

‫عبد اهلل بن حممد بن سعد آل خنني (‪1427‬هـ ‪2006 /‬م)‪ ،‬الكاشف يف شرح نظام املرافعات‬
‫الشرعية السعودي‪ ،‬دار التدمرية‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة األوىل‪.‬‬

‫المراجع المساعدة‪:‬‬

‫(‪ )1‬أسامة املليجي‪ ،‬القواعد اإلجرائية لإلثبات يف املواد املدنية والتجارية‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫القاهرة‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫(‪ )2‬أمحد نشأت‪ ،‬رسالة اإلثبات‪ ،‬اجلزء األول والثاين‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة ‪1972‬م‪.‬‬

‫(‪ )3‬صاحل النفيعي‪ ،‬اخلربة يف نظام املرافعات الشرعية السعودي‪ -‬دراسة مقارنة‪ ،‬جامعة امللك عبد‬
‫العزيز‪ ،‬كلية االقتصاد واإلدارة‪ ،‬قسم القانون ‪2005‬م‪.‬‬

‫(‪ )4‬عباس العبودي‪ ،‬شرح أحكام قانون اإلثبات املدين‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عّم ان‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫(‪ )5‬عبد اهلل سليمان العجالن‪ ،‬القضاء بالقرائن املعاصرة‪ ،‬جزأين‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬جامعة اإلمام حممد‬
‫بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪2006 ،‬م‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫(‪ )6‬عبد العزيز سعد الدغيثر‪ ،‬املستندات الكتابية وقوهتا يف اإلثبات‪ ،‬جملة العدل‪ ،‬العدد (‪،)47‬‬
‫‪1431‬هـ‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫(‪ )7‬غالب بن صقر العتييب‪ ،‬اإلثبات باليمني يف نظام مرافعات الشرعية السعودي‪ ،‬جامعة نايف‬
‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪2008 ،‬م‪.‬‬

‫(‪ )8‬حممود حممد هاشم‪ ،‬القضاء ونظام اإلثبات يف الفقه اإلسالمي واألنظمة الوضعية‪ ،‬جامعة امللك‬
‫سعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬الطبعة الثانية‪1999 ،‬م‪.‬‬

‫(‪ )9‬حممد وهبة الزحيلي‪ ،‬وسائل اإلثبات يف الشريعة اإلسالمية يف املعامالت املدنية واألحوال‬
‫الشخصية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬مكتبة دار البيان‪ ،‬بريوت‪.‬‬

‫(‪ )10‬رضا املزغين‪ ،‬أحكام اإلثبات‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬الرياض‪.1985 ،‬‬

‫الموضوع‬ ‫المحاضرة‬ ‫اللقاء‬

‫مدخل لدراسة اإلثبات القضائي‬

‫‪ -‬مفهوم اإلثبات القضائي‬


‫األولى‬
‫‪ -‬أهمية اإلثبات القضائي‬
‫‪ -‬التنظيم القانوني لإلثبات القضائي‬ ‫األول‬

‫اإلشكاليات العملية في اإلثبات القضائي‬

‫‪ -‬عبء اإلثبات‬ ‫الثانية‬


‫‪ -‬الواقعة محل اإلثبات‬
‫‪ -‬سلطة القاضي في إدارة عملية اإلثبات‬

‫‪17‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫• القاضي ودوره في اإلثبات‬
‫• استجواب الخصوم‬ ‫األولى‬

‫الثاني‬

‫الثانية‬
‫• اإلقرار‬

‫• المعاينة والخبرة‬
‫األولى‬

‫الثالث‬

‫• اليمين‬ ‫الثانية‬

‫‪18‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫االختبار النصفي‬
‫األولى‬

‫الرابع‬

‫• اإلثبات بالكتابة‬ ‫الثانية‬


‫‪ -‬األوراق الرسمية‬

‫‪ -‬األوراق العادية‬ ‫األولى‬


‫‪ -‬االدعاء بالتزوير‬
‫الخامس‬

‫‪ -‬حجية التعامالت االلكترونية في اإلثبات‬ ‫الثانية‬

‫‪19‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫• شهادة الشهود‬ ‫األولى‬

‫السادس‬

‫• القرائن‬ ‫الثانية‬

‫األولى‬
‫االختبارات‬
‫السابع‬

‫النهائية‬ ‫الثانية‬

‫توزيع الدرجات‪:‬‬
‫(‪ )30‬درجة االمتحان النصفي‪.‬‬
‫(‪ )40‬درجة االمتحان النهائي‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬
‫(‪ )30‬درجة ألعمال املشاركة‪:‬‬
‫(‪ )15‬درجة على حلقة البحث‪.‬‬
‫(‪ )15‬درجات على املشاركة يف املناقشة‪ ،‬وللحاالت العملية‬
‫(قضايا) اليت يؤيد هبا مشاركته يف املناقشة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫د‪ .‬هشام موفق عوض ‪ /‬د‪ .‬عبد اهلل حممد العطاس (‪1431/1432‬هـ)‬

You might also like