Professional Documents
Culture Documents
محاضرة المقطع 04 مفهوم العقد الإداري (التعريف - الأنواع - معيار تحديد العقد الإداري)
محاضرة المقطع 04 مفهوم العقد الإداري (التعريف - الأنواع - معيار تحديد العقد الإداري)
محاضرة المقطع 04 مفهوم العقد الإداري (التعريف - الأنواع - معيار تحديد العقد الإداري)
المقطع الرابع:
تعريف العقود االدارية وانواعها.
مقدمة المقطع:
إن اإلدارة العامة عند ممارسة وظائفها اإلدارية تتخذ جملة من التصرفات اإلدارية أهمها األعمال القانونية
التي تنقسم إلى أعمال قانونية انفرادية المتمثلة في الق اررات اإلدارية و أعمال قانونية اتفاقية المتمثلة في
العقود اإلدارية.
تعتبر العقود االدارية تعتبر الوسيلة القانونية الثانية في يد االدارية من اجل تحقيق اهدافها االدارية وهو
يعتمد على استعمال االدارة اسلوب االتفاق بينها و بين االطراف االخرى سواء كانوا افراد او اشخاص
معنوية وهي اسرع وسيلة في يد االدارة العمومية للحصول على االموال العقارية و المنقولة وتامين انجاز
بعض االشغال و الحصول على الخدمات الالزمة لتحقيق المصلحة العامة.
-تبرم االدارة عقود تشبه العقود التي تبرمها الخواص فيما بينهم وفقا للقانون الخاص مثل :شراء او بيع او
كراء عقارات او شراء او بيع سلع او الحصول على الخدمات و غيرها ،فهذه العقود تسمى عقود االدارة
التي تخضع للقانون الخاص.
-لكن االدارة في ممارسة نشاطها االداري يمكن ان تلجا الى استعمال انواع اخرى من العقود هي العقود
االدارية التي تخضع لقواعد القانون االداري والى اختصاص القاضي االداري .
لذلك سوف نتطرق في هذا المقطع الى تعريف العقود االدارية وانواعها.
ناصر لباد ،الوجيز في القانون االداري ن الطبعة الرابعة ،دار المجدد للنشر والتوزيع ،2010،ص .270 1
1
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
2
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
العقود اإلدارية
إن العقود اإلدارية تختلف عن العقود الخاصة ،فبينما تكون مصالح الطرفين في العقود الخاصة متساوية
فإنها ليست كذلك في العقود اإلدارية فالمصلحة المرجوة من قبل اإلدارة في العقد اإلداري و هي المصلحة
العامة تعلو على المصلحة الخاصة التي تهم المتعاقد مع اإلدارة .تلجأ اإلدارة إلى إتباع هذا األسلوب
لتحقيق هدفها في إشباع الحاجات العامة ،والعقود التي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظام قانوني واحد ,
فهي على نوعين :األول عقود اإلدارة التي تخضع للقانون الخاص والتي تماثل العقود التي يبرمها األفراد
في نطاق القانون الخاص ,والنوع الثاني هو العقود اإلدارية التي تخضع لقانون العام والتي تبرمها اإلدارة
باعتبارها سلطة عامة تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله .
و لتحديد مفهوم العقد اإلداري سنتناول أوال تعريف العقد اإلداري ثم أنواع العقد اإلداري.
نظرية العقد اإلداري ،باعتبارها من نظريات القانون اإلداري فإنها تستمد كما هو الحال بالنسبة للقانون
اإلداري أصولها و قواعدها من القضاء ،فالعقود اإلدارية تحكمها قواعد خاصة و أصلية ،ابتدعها القضاء
اإلداري الفرنسي من بين الكثير من القواعد التي تحكم موضوعات القانون اإلداري المختلفة ،و من ثم فان
أحكام العقود في غالبيتها قواعد قضائية ،من خلق القضاء اإلداري.2
لتحديد مفهوم العقد اإلداري وفقا للنظرية التقليدية قد يكون إما قانونيا(الفرع األول) ،أو بناء على المعايير
التي وضعها القضاء (الفرع الثاني.
2ثروت بدوي ،ثروت بدوي ،القانون اإلداري ،دار النهضة العربية القاهرة ،سنة ،2008ص.459
3
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
إن بعض عقود التي تبرمها االدارة هي دائما عقود إدارية بتحديد من القانون ،إن هذا التحديد ال يكون
دائما بصفة مباشرة ،و إنما ألسباب خاصة يمكن أن يكون هناك نص قانوني يمنح االختصاص للفصل
في المنازعات المتعلقة ببعض العقود التي تبرمها اإلدارة إلى المحاكم اإلدارية ،و ينتج عن ذلك أن
المشرع قد اعترف لمثل هذه العقود بأنها عقود إدارية ،مثل اعتراف المشرع الفرنسي لصفقات األشغال
العمومية بأنها عقود إدارية عن طريق منح االختصاص للقضاء اإلداري.
يقوم المشرع في هذه الحالة بتحديد طبيعة العقد و اسمه صراحة و يضع قائمة باسم العقود التي يعتبرها
إدارية مثل عقود األشغال و عقود التوريد و عقود االمتياز المرافق العامة وعقود القرض العام و عقود
النقل وعقود تخصيص جزء من الملك العام للنفع العام وعقود استغالل المحاجر و المقالع وسمي هذا
األسلوب باألسلوب التشريعي أو القانوني لتحديد العقود اإلدارية .
الفرع الثاني :المعايير القضائية لتحديد العقود اإلدارية
عندما المشرع ال يقم بتحديد طبيعة العقود يصبح من الضروري البحث عن معيار لتحديد طبيعة العقد
الن التمييز بين العقد اإلداري و عقد اإلدارة الذي يخضع للقانون الخاص ،ال يعتبر من األمور السهلة،
فوجود اإلدارة كطرف في العقد و أن كان يعتبر شرطا أساسيا إال انه ليس كافيا إلضفاء الطبيعة اإلدارية
على العقد الذي تبرمه اإلدارة.
و لهذا أضاف االجتهاد القضائي الفرنسي معيارين إضافيين يمكنان من تحديد العقد اإلداري ،و هما:
-أن يتبع العقد أساليب القانون العام.
-أن يكون للعقد صلة بالمرفق العام.
و الجدير بالتذكير انه استعمال معايير تحديد العقد اإلداري بعدما كان استعمالها متكامل فانه و مع مرور
الزمن أصبح يتم بصفة متناوبة ،أي يعتبر عقدا إداري سواء توفر المعيار األول أو الثاني.3
وقد سايره الفقه و القضاء في مصر و الجزائر بوضع مجموعة من المعايير لتمييز العقد اإلداري عن
العقد المدني ،فالعقد اإلداري في نظر الفقه و القضاء هو كل عقد يتوفر على الشروط اآلتية أو على
إحداها:
أوال :معيار أن تكون اإلدارة طرفا في العقد
يعتبر العقد إداريا ،إذا كان احد طرفيه على األقل شخص عمومي ذو طبيعة إدارية و إذا ما توفرت
فيه الشروط األخرى ،إما إذا لم يكن من بين أطراف العقد شخص إداري فال يمكن اعتبار العقد إداري ،إال
انه هناك حالة معينة ،ال يوجد شخص معنوي عمومي بين أطراف العقد أي أنا طرفا العقد من أشخاص
القانون الخاص ،و رغم ذلك فان القاضي اإلداري يعتبر العقد إداريا.
3ناصر لباد ،ناصر لباد ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،الناشر لباد ،الطبعة األولى ،ص.390
4
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
تحدث هذه الحالة عندما يبرم العقد و كان الشخص العمومي طرف فيه ،و بالتالي ،فان الشخص
الخاص يقوم بتمثيل الشخص العمومي عندما يقوم بإبرام العقد باسم الشخص العمومي و لحسابه ،و هذا
ما يسمى بمعيار تمثيل الشخص العمومي أو معيار الوكالة .4و قد قرر مجلس الدولة الفرنسي هذا
االستثناء في عدد من ق ارراته ،منها :مجلس الدولة30 ،جانفي 1931في قضية بروسيت ،لكن هذا
المعيار ،انتقد على أساس أن األشخاص العموميين قد تبرم عقود في ضل القانون الخاص ،إذا ما قدرت
أن ذلك يؤدي إلى تحقيق المصلحة العامة على الوجه األفضل
5
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
العمومية بعقد من العقود اإلدارية هو عقد األشغال العمومية وان الشركة أبرمت عقدا ثانويا مع شخص
آخر من أشخاص القانون الخاص لتزويد الشركة بمواد تستعملها إلنجاز عقد األشغال العمومية فان العقد
الثاني الذي ابرمه الشخصان العاديان يعتبر عقدا إداريا ألنه مرتبط بخدمة مرفق عام .إن هذا االجتهاد
القضائي لتعريف العقد اإلداري ،قد بدأه مجلس الدولة بق ارره المؤرخ في 06فيفري1903في قضية
TERRIERو قد تم تثبيته و توسيعه بموجب ق اررين هامين آخرين هما :مجلس الدولة 04مارس2010
في قضية THERONDو مجلس الدولة في 20افريل 1956في قضية .EPOUX BERTIN
6
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
و قد أكدت المحكمة العليا ( الغرفة اإلدارية) استعمال المعيار العضوي في العديد من ق ارراتها كمعيار
لتعريف العقد اإلداري ،و قد سار مجلس الدولة في نفس االتجاه باستعمال المعيار العضوي و هذا ما
أكدته محكمة التنازع في قرار لها بتاريخ 08ماي.82000
لكن بالرجوع الى بعض النصوص القانونية نجدا ان المشرع ال يعتمد دائما على المعيار العضوي ألنه :
-هناك حاالت نص عليها المشرع تبين وجود اإلدارة كطرف في العقد و لكن العقود كيفت من قبل
المشرع بأنها عقود القانون الخاص ،مثاله المادة 1/5و 2من قانون رقم 04-98المؤرخ في
15جوان 1998المتعلقة بحماية التراث الثقافي التي تنص «:يمكن دمج الممتلكات الثقافية العقارية طريق
االقتناء بالتراضي أو عن طريق نزع الملكية من اجل المنفعة العامة ..مكن للدولة أن تكتسب عن طريق
االقتناء بالتراضي ممتلكا ثقافيا منقوال....و يقصد باالقتناء بالتراضي عقد قانون الخاص.9
-كما انه في حاالت ال يكون الشخص العمومي طرفا ولكن يعتبر العقد اإلداري ،مثاله المادة 56من
القانون 01-88المؤرخ في 12جانفي 1988الذي يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية
االقتصادية و التي تنص «عندما تكون المؤسسة االقتصادية مؤهلة قانونا لممارسة صالحيات السلطة
العامة و تسلم بموجب ذلك باسم الدولة و لحسابها ترخيصات و إجازات و عقود إدارية ،فان كيفيات و
شروط ممارسة هذه الصالحيات و كذا تلك المتعلقة بالمراقبة الخاصة بها تكون مسبقا موضوع نظام
مصلحة .تخضع المنازعات المتعلقة بهذا المجال للقواعد المطبقة على اإلدارة».
تتنوع العقود اإلدارية بتنوع النشاط اإلداري و لذلك ال يمكن حصر أنواعها وذلك الرتباطها بالنشاطات
المتنوعة لإلدارة ومنها:
7
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
هو العقد الذي تسمح اإلدارة العمومية بموجبه لألشخاص بشغل ارض من األمالك العمومية ،مثال عقد
يسمح باستعمال قطعة ارض من االمالك العمومية لوضع فيه بعض المواد.
المطلب الثالث :عقد امتياز المرافق العمومية كصورة من صور تفويضات المرفق
يقصد به العقد الذي تمنح بموجبه اإلدارة العمومية تسمى مانحة االمتياز لشخص طبيعي كان أو
معنوي يسمى صاحب االمتياز حق تسيير مرفق عمومي لمدة محددة و يستغل صاحب االمتياز هذا
المرفق تحت رقابة اإلدارة و بالمقابل يستلم مبلغا يتمثل في الثمن الذي يدفعه المنتفعين من خدمات هذا
المرفق و يحدد العقد هذا الثمن أو اإلتاوة .
ولقد عرف انتشار عقود االمتياز في اآلونة األخيرة خاصة بعد امتداده ليشمل عدة مجاالت منها قطاع
المياه و البريد واالتصاالت قطاع الطريق السيار قطاع النقل وغيرها كما تم التأكيد عليه في قانون البلدية
والوالية باعتباره احد أساليب تسيير المرافق العمومية المحلية.
المطلب الرابع :تفويضات المرفق العام
يعتبر تفويض المرفق العام أحد أهم أوجه الشراكة االقتصادية بين القطاع العام و القطاع الخاص في
ميدان المرافق العامة ولقد عرفه بأنه العقد الذي يهدف إلى تحقيق األهداف التالية :
-أن يعهد إلى شخص آخر يطلق عليه تسمية صاحب التفويض ،تنفيذ مهمة المرفق العام والقيام
باستغالل ضروري للمرفق .اقامة عالقة مباشرة مع المستفيدين .
-أن يتحمل صاحب التفويض مسؤولية تشغيل المرفق العام و الذين تؤدى إليهم الخدمات مقابل تأديتهم
لتعريفات محددة.
-أن يتقيد صاحب التفويض بالمدة المحددة و التي تعكس االستثمارات التي يهدف إلى تغطيتها.
لقد ظهر ألول مرة مصطلح التفويض في الجزائر في قانون المياه لسنة 2005حيث كرس قسم
بعنوان تفويض الخدمة العمومية ،ثم نص عليه صراحة في قانون البلدية 10-11في المادة ، 2/150
ثم وضع المشرع الجزائري ألول مرة نظام قانوني خاص بتقنية التفويض ،بموجب المرسوم الرئاسي -15
المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ،10في 2018صدر المرسوم 247
التنفيذي 199-18المتعلق بتفويض المرفق العام 11يقصد بتفويض المرفق العام في مفهوم هذا المرسوم
تحويل بعض المهام غير السيادية التابعة للسلطات العمومية لمدة محددة الى المفوض له بهدف الصالح
العام ،إال أن الفقه و االجتهاد قد حددا مجموعة من الضوابط للمرافق العامة القابلة للتفويض .يأخذ عدة
صور عقد االمتياز و عقد االيجار وعقد التسيير والوكالة المحفزة.
المطلب الخامس :العقود المتعلقة بالعقارات التابعة لألمالك الوطنية
10المرسوم الرئاسي 247-15المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ،ج ر .50ملغى
11المرسوم التنفيذي 199-18المتعلق بتفويض المرفق العام ،ج ر .48
8
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
إن هذا النوع من العقود يتعلق بالعقار سواء من حيث بيعه سواء العقار المبني أما فيما يخص العقار
غير المبني األراضي المعدة للبناء أو األراضي الفالحية ،وتعتبر هذه العقود المتعلقة بالعقار سواء البيع
أو اإليجار عقود إدارية لألسباب اآلتية:
-إنها عقود إدارية بتحديد القانون بصفة مباشرة أي إنها عقود إدارية بإرادة المشرع و يظهر هذا واضح
أوال من خالل العبارات المستعملة في هذه النصوص ومن ذلك عبارة "يتولى تحرير العقد اإلداري"..أو
عبارة "يوضع عقد البيع المشار إليه حسب الكيفية اإلدارية"..
-إنها عقود إدارية بصفة غير مباشرة أي استنادا إلى المعيار العضوي أي استنادا إلى وجود شخص
عمومي إداري كطرف في العقد.
تعتبر من أهم العقود اإلدارية الصفقات العمومية ،وقد مر تعريفها و تنظيمها بعدة مراحل اختلف تعريفها
من خالله ،لقد عرفت الصفقة العمومية مراحل تشريعية مختلفة اولها كان :
ا -من االستقالل إلى 1967وتعتبر مرحلة انتقالية اتسمت بتطبيق القانون الفرنسي استنادا إلى األمر
الصادر في 1962/12/31الذي يمدد العمل بالقوانين الفرنسية إال ما كان منافيا للسيادة الوطنية.
ب -من 1967إلى 1982مرحلة صدر أول إصالح للصفقات العمومية في الجزائر بموجب
االمر 9-67بتاريخ 1967/6/17يتضمن قانون الصفقات العمومية ،الذي عرف الصفقات العمومية في
المادة األولى" :الصفقات العمومية هي عقود مكتوبة تبرمها الدولة أو العماالت أو البلديات أو
المؤسسات و المكاتب العمومية قصد انجاز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط المنصوص
عليها في هذا القانون"..
المعيار الشكلي :الصفقة العمومية هي عقود مكتوبة تبرم وفق الشروط الواردة في المرسوم.
المعيار المادي :قصد انجاز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط المحددة في القانون.
9
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
وقد استثنى هذا القانون عددا من العقود اإلدارية في مجال تطبيقه ومنها عقود التامين و عقود التزويد
بالغاز و الكهرباء و الماء وهي عقود إدارية وفق المعايير التي حددها المشرع ولكنها تخضع ألحكام
خاصة.
ج -صدور مرسوم 145/82بتاريخ 1982/4/10ينظم صفقات المتعامل العمومي حاول تعريفها :
صفقات المتعامل العمومي عقود مكتوبة حسب مفهوم التشريع الساري على العقود ومبرمة وفق
الشروط الواردة في هذا المرسوم قصد انجاز أشغال و اقتناء المواد و الخدمات.
المالحظ في هذا المرسوم انه وسع في مدلول المتعامل العمومي الذي ال يقتصر قط على االدارة في
معناها التقليدي ليشمل المرافق العامة االقتصادية وقد اثر ذلك سلبا عليها مما دفع المشرع إلى التراجع
عن هذا التوسع بموجب المرسوم 126/86و المرسوم .72/88
ه -المرسوم الرئاسي 250/02المعدل و المتمم قدمت المادة الثالثة منه تعريفا للصفقات العمومية
بقولها " :الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به .تبرم وفق الشروط
المنصوص عليها في هذا المرسوم قصد إنجاز األشغال واقتناء المواد والخدمات والدراسات لحساب
تطبق أحكام هذا المرسوم إالّ على
المصلحة المتعاقد" .نصت المادة الثّانية منه على ما يلي ":ال ّ
الصفقات محل مصاريف اإلدارات العمومية والهيئات الوطنية المستقلة والواليات والبلديات والمؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري باإلضافة إلى مراكز البحث والتنمية والمؤسسات العمومية الخصومة ذات
الطابع العلمي والتكنولوجي ،والمؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني والمؤسسات
10
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري عندما تكّلف هذه األخيرة بإنجاز مشاريع استثمارية عمومية
أن
بمساهمة نهائية لميزانية الدولة وتدعى في صلب النص المصلحة المتعاقدة ،".واضح من المادة أعاله ّ
المشرع وخالفا لنصوص سابقة فصل بشأن الهيئات الخاضعة لتنظيم الصفقات العمومية فذكر هيئات
ّ
إن هذه الشمولية لمجال
ومؤسسات قديمة ذكرت في نصوص سابقة وذكر هيئات جديدة وردت ألول مرةّ ،
المكرسة بموجب المادة 2من المرسوم الرئاسي 250-02ستحدث إشكاالت
ّ تطبيق قانون الصفقات
عملية على المستوى القضائي في غاية من التعقيد إذا كانت المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي
و-المرسوم الرئاسي 247-15إن هذا المرسوم تداركا لإلشكال الذي طرحه المرسوم السابق جاء
بتقليص من الهيئات واكتفى باإلدارات التقليدية و المرافق العامة الصناعية عندما يكون تمويل كلي أو
جزئي من خزينة الدولة التي تبقي على اإلشكال في مجال المنازعات ،إن هذا المرسوم جاء في مرحلة
صعبة مرت بها الجزائر تطمح فيها إلى حماية المال العام وتحديد دقيق لكل ما يخص طبيعة الصفقة
وإجراءاتها،و عرف الصفقة " :عقود مكتوبة في التشريع المعمول به ،تبرم بمقابل مع المتعاملين
اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم لتلبية حاجات المصلحة المتعاقدة في
مجال االشغال و اللوازم و الخدمات و الدراسات "
حددت 12
ي-قانون رقم 12-23ل3اوت 2023يحدد القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية
المادة 2منه تعريف الصفقة ابقى على نفس التعاريف السابقة واضاف وفق المادة 9منه المؤسسات
العمومية الخاضعة للقواعد التجارية عندما يكون تمويل كلي او جزئي من ميزانية الدولة وحدد اطراف
الصفقة و في المادة 4وقد عرف هذه المؤسسات لتفادي الخلط الذي كان في تحديد االختصاص
القضائي .ألنه لم يعد يعتمد على المعيار العضوي فقط بل ادرج المعايير التقليدية االخرى.
12قانون 12-23المؤرخ في 6اوت 2023يحدد القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية ح ر عدد 51يجدر بالذكر هنا ان موضوع الصفقات
العمومية كان محل خالف في اختصاص التشريع فيه فبعدما صدر اول قانون اي 1967للصفقات سرعانما اصبح يصدر عن طريق التنظيم الى
غاية 2023اين استرجع المشرع اختصاصاته وفق التعديل الدستوري 2020الذي نصت المادة : 10/139يشرع البرلمان في الميادين التي
يخصصها له الدستور ،وكذلك في المجاالت االتية-10:..القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية"..
11
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
والمعيار الشكلي الشتراط الكتابة والمعيار المالي المتعلق بتمويل كلي او جزئي من خزينة الدول و
المعيار المادي الذي حدد طبيعة الصفقة لتشمل ،عقد انجاز األشغال العمومية وعقد اقتناء اللوازم و عقد
تقديم الخدمات و عقد انجاز الدراسات.
يجدر الذكر انه في قانون 12-23تم االستغناء على المعيار المالي المتعلق بالعتبة المالية التي كانت
تستثني بعض الصفقات العمومية من اجراءات ابرام الصفقات العمومية التي كانت محددة بكل صفقة
يساوي او يقل عن اثنى عشر مليون دينار لألشغال او اللوازم و ستة ماليين دينار للدراسات او الخدمات
وفق المادة 13من المرسوم الرئاسي 247-15و تحدد تطبيق هذه االحكام بقرار من الوزير المكلف
بالمالية .
بالرجوع الى قانون 12-23نجد انه نص على االجراء الخاص باالستشارة واخضع لها الطلبات التي
يكون فيها المبلغ التقديري بكل الرسوم مساويا او اقل من حدود ابرام الصفقات العمومية ،بتصفح القانون
لم نجد مادة تنص على العتبة المالية والجديد ان المصلحة المتعاقدة اصبح لها الحرية في اختيار كيفية
ابرام الصفقات ومن اختصاصاتها و مسؤوليتها البحث على الشروط المالئمة لألهداف المنوط بها.
بالتالي لم يعد هناك حد مالي إلبرام الصفقات في القانون غير انه يمكن ان تصدر نصوص تنظيمية
لتحديدها.
من هنا تظهر فكرة أساسية أن كل الصفقات هي عقود إدارية لكن ليس كل العقود اإلدارية هي صفقات
عمومية و الدليل أن العقود التي تبرم بين إدارتين مثال هي عقود إدارية وفقا للمعيار العضوي لكن ال تبرم
في شكل صفقات عمومية وفق المادة 11من قانون .12-23
حدد المرسوم الرئاسي رقم 247-15في مادتيه الثانية و التاسعة و العشرين أنواع الصفقات العمومية
بأربعة أنواع و هي انجاز األشغال ،اقتناء اللوازم ،انجاز الدراسات ،تقديم الخدمات .وابقى عليها المشرع
في قانون 12-23في المادة 24ومايليها وقد ادرج تعريفات لها وتتمثل في:
12
اعداد :اد عباس راضية وسائل النشاط االداري :العقود االدارية
صفقة انجاز األشغال :تهدف الصفقة العمومية لألشغال إلى انجاز منشاة أو أشغال بناء أو أ-
هندسة مدنية ،وكذا اشغال الشبكات المختلفة من طرف متعامل اقتصادي في ظل احترام الحاجات
التي تحددها المصلحة المتعاقدة صاحب المشروع ،تعتبر المنشاة مجموعة من اشغال البناء او
الهندسة المدنية التي تستوفي نتيجتها وظيفة اقتصادية او تقنية.
تشمل الصفقة العمومية لألشغال بناء أو تجديد أو صيانة أو اعادة تأهيل أو تهيئة أو ترميم أو إصالح
أو تدعيم أو هدم منشاة أو جزء منها ،بما في ذلك التجهيزات المرتبطة بها الضرورية الستغاللها ،إذا
تم النص في الصفقة على تقديم خدمات و كان الموضوع األساسي للصفقة يتعلق بانجاز أشغال ،فان
الصفقة تكزن صفقة أشغال.13
ب -صفقة اقتناء اللوازم :تهدف الصفقة العمومية للوازم إلى اقتناء أو ايجار او بيع باإليجار ،بخيار
أو بدون خيار الشراء من طرف المصلحة المتعاقدة ،لعتاد أو مواد ،مهما كان شكلها ،موجهة
لتلبية الحاجات المتصلة بنشاطها لدى متعامل اقتصادي ،و إذا اقترن اإليجار بتقديم خدمة ،فان
الصفقة العمومية تكون صفقة خدمات ،إذا كانت أشغال وضع و تنصيب اللوازم مدرجة ضمن
الصفقة العمومية وكانت مبالغها اقل من قيمة هذه اللوازم ،فان الصفقة العمومية تكون صفقة
لوازم.14
ت -صفقة انجاز الدراسات :تهدف الصفقة العمومية للدراسات إلى انجاز خدمات فكرية.15
ث -صفقة تقديم الخدمات :تعتبر صفقة عمومية للخدمات عندما ال ينصب موضوعها على االشغال
او اللوازم او الدراسات.16
13