محاضرة المقطع 04 مفهوم العقد الإداري (التعريف - الأنواع - معيار تحديد العقد الإداري)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫المقطع الرابع‪:‬‬
‫تعريف العقود االدارية وانواعها‪.‬‬
‫مقدمة المقطع‪:‬‬

‫إن اإلدارة العامة عند ممارسة وظائفها اإلدارية تتخذ جملة من التصرفات اإلدارية أهمها األعمال القانونية‬
‫التي تنقسم إلى أعمال قانونية انفرادية المتمثلة في الق اررات اإلدارية و أعمال قانونية اتفاقية المتمثلة في‬
‫العقود اإلدارية‪.‬‬

‫تعتبر العقود االدارية تعتبر الوسيلة القانونية الثانية في يد االدارية من اجل تحقيق اهدافها االدارية وهو‬
‫يعتمد على استعمال االدارة اسلوب االتفاق بينها و بين االطراف االخرى سواء كانوا افراد او اشخاص‬
‫معنوية وهي اسرع وسيلة في يد االدارة العمومية للحصول على االموال العقارية و المنقولة وتامين انجاز‬
‫بعض االشغال و الحصول على الخدمات الالزمة لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫واالدارة العمومية تمارس نشاطها قد تستعمل اسلوب العقد بصفتين مختلفتين‪:1‬‬

‫‪-‬تبرم االدارة عقود تشبه العقود التي تبرمها الخواص فيما بينهم وفقا للقانون الخاص مثل‪ :‬شراء او بيع او‬
‫كراء عقارات او شراء او بيع سلع او الحصول على الخدمات و غيرها‪ ،‬فهذه العقود تسمى عقود االدارة‬
‫التي تخضع للقانون الخاص‪.‬‬

‫‪-‬لكن االدارة في ممارسة نشاطها االداري يمكن ان تلجا الى استعمال انواع اخرى من العقود هي العقود‬
‫االدارية التي تخضع لقواعد القانون االداري والى اختصاص القاضي االداري ‪.‬‬

‫لذلك سوف نتطرق في هذا المقطع الى تعريف العقود االدارية وانواعها‪.‬‬

‫في نهاية هذا المقطع سيكون الطالب قاد ار على‪:‬‬


‫أ‪ /‬المعرفة والفهم ‪: savoirs‬‬
‫_أن يستوعب مفهوم العقود االدارية ويميزها عن العقود الخاصة وحتى عن الق اررات اإلدارية‬
‫_أن يتعرف الطالب معرفة دقيقة وقانونية كل ما يتعلق العقود االدارية وانواعها‬
‫ب‪ /‬المهارات ‪:savoir faire‬‬

‫ناصر لباد‪ ،‬الوجيز في القانون االداري ن الطبعة الرابعة ‪ ،‬دار المجدد للنشر والتوزيع ‪،2010،‬ص ‪.270‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫_ أن يتمكن الطالب من تحديد وتمييز العقود االدارية و عقود االدارة ‪.‬‬


‫ب‪ /‬التطبيق‪:‬‬
‫_ قيام الطالب بربط المحاضرات النظرية بالواقع العملي بإعطاء امثلة حقيقة‪ ،‬خاصة في مجال‬
‫تحديد االختصاص القاضي االداري في الفصل في النزاعات المترتبة عن العقود االدارية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫العقود اإلدارية‬

‫إن العقود اإلدارية تختلف عن العقود الخاصة‪ ،‬فبينما تكون مصالح الطرفين في العقود الخاصة متساوية‬
‫فإنها ليست كذلك في العقود اإلدارية فالمصلحة المرجوة من قبل اإلدارة في العقد اإلداري و هي المصلحة‬
‫العامة تعلو على المصلحة الخاصة التي تهم المتعاقد مع اإلدارة‪ .‬تلجأ اإلدارة إلى إتباع هذا األسلوب‬
‫لتحقيق هدفها في إشباع الحاجات العامة ‪،‬والعقود التي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظام قانوني واحد ‪,‬‬
‫فهي على نوعين ‪ :‬األول عقود اإلدارة التي تخضع للقانون الخاص والتي تماثل العقود التي يبرمها األفراد‬
‫في نطاق القانون الخاص ‪ ,‬والنوع الثاني هو العقود اإلدارية التي تخضع لقانون العام والتي تبرمها اإلدارة‬
‫باعتبارها سلطة عامة تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله ‪.‬‬

‫و لتحديد مفهوم العقد اإلداري سنتناول أوال تعريف العقد اإلداري ثم أنواع العقد اإلداري‪.‬‬

‫المبحث االول‪ :‬مفهوم العقد اإلداري‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقد اإلداري‬

‫نظرية العقد اإلداري‪ ،‬باعتبارها من نظريات القانون اإلداري فإنها تستمد كما هو الحال بالنسبة للقانون‬
‫اإلداري أصولها و قواعدها من القضاء‪ ،‬فالعقود اإلدارية تحكمها قواعد خاصة و أصلية‪ ،‬ابتدعها القضاء‬
‫اإلداري الفرنسي من بين الكثير من القواعد التي تحكم موضوعات القانون اإلداري المختلفة‪ ،‬و من ثم فان‬
‫أحكام العقود في غالبيتها قواعد قضائية‪ ،‬من خلق القضاء اإلداري‪.2‬‬

‫لتحديد مفهوم العقد اإلداري وفقا للنظرية التقليدية قد يكون إما قانونيا(الفرع األول)‪ ،‬أو بناء على المعايير‬
‫التي وضعها القضاء (الفرع الثاني‪.‬‬

‫الفرع األول التحديد القانوني او الصريح للعقود اإلدارية‬

‫‪ 2‬ثروت بدوي‪ ،‬ثروت بدوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬سنة ‪ ،2008‬ص‪.459‬‬

‫‪3‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫إن بعض عقود التي تبرمها االدارة هي دائما عقود إدارية بتحديد من القانون‪ ،‬إن هذا التحديد ال يكون‬
‫دائما بصفة مباشرة‪ ،‬و إنما ألسباب خاصة يمكن أن يكون هناك نص قانوني يمنح االختصاص للفصل‬
‫في المنازعات المتعلقة ببعض العقود التي تبرمها اإلدارة إلى المحاكم اإلدارية‪ ،‬و ينتج عن ذلك أن‬
‫المشرع قد اعترف لمثل هذه العقود بأنها عقود إدارية‪ ،‬مثل اعتراف المشرع الفرنسي لصفقات األشغال‬
‫العمومية بأنها عقود إدارية عن طريق منح االختصاص للقضاء اإلداري‪.‬‬

‫يقوم المشرع في هذه الحالة بتحديد طبيعة العقد و اسمه صراحة و يضع قائمة باسم العقود التي يعتبرها‬
‫إدارية مثل عقود األشغال و عقود التوريد و عقود االمتياز المرافق العامة وعقود القرض العام و عقود‬
‫النقل وعقود تخصيص جزء من الملك العام للنفع العام وعقود استغالل المحاجر و المقالع وسمي هذا‬
‫األسلوب باألسلوب التشريعي أو القانوني لتحديد العقود اإلدارية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المعايير القضائية لتحديد العقود اإلدارية‬
‫عندما المشرع ال يقم بتحديد طبيعة العقود يصبح من الضروري البحث عن معيار لتحديد طبيعة العقد‬
‫الن التمييز بين العقد اإلداري و عقد اإلدارة الذي يخضع للقانون الخاص‪ ،‬ال يعتبر من األمور السهلة‪،‬‬
‫فوجود اإلدارة كطرف في العقد و أن كان يعتبر شرطا أساسيا إال انه ليس كافيا إلضفاء الطبيعة اإلدارية‬
‫على العقد الذي تبرمه اإلدارة‪.‬‬
‫و لهذا أضاف االجتهاد القضائي الفرنسي معيارين إضافيين يمكنان من تحديد العقد اإلداري ‪ ،‬و هما‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتبع العقد أساليب القانون العام‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون للعقد صلة بالمرفق العام‪.‬‬
‫و الجدير بالتذكير انه استعمال معايير تحديد العقد اإلداري بعدما كان استعمالها متكامل فانه و مع مرور‬
‫الزمن أصبح يتم بصفة متناوبة‪ ،‬أي يعتبر عقدا إداري سواء توفر المعيار األول أو الثاني‪.3‬‬
‫وقد سايره الفقه و القضاء في مصر و الجزائر بوضع مجموعة من المعايير لتمييز العقد اإلداري عن‬
‫العقد المدني ‪ ،‬فالعقد اإلداري في نظر الفقه و القضاء هو كل عقد يتوفر على الشروط اآلتية أو على‬
‫إحداها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬معيار أن تكون اإلدارة طرفا في العقد‬
‫يعتبر العقد إداريا‪ ،‬إذا كان احد طرفيه على األقل شخص عمومي ذو طبيعة إدارية و إذا ما توفرت‬
‫فيه الشروط األخرى‪ ،‬إما إذا لم يكن من بين أطراف العقد شخص إداري فال يمكن اعتبار العقد إداري‪ ،‬إال‬
‫انه هناك حالة معينة‪ ،‬ال يوجد شخص معنوي عمومي بين أطراف العقد أي أنا طرفا العقد من أشخاص‬
‫القانون الخاص‪ ،‬و رغم ذلك فان القاضي اإلداري يعتبر العقد إداريا‪.‬‬

‫‪ 3‬ناصر لباد‪ ،‬ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري ‪،‬الجزء الثاني ‪،‬النشاط اإلداري‪ ،‬الناشر لباد‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬ص‪.390‬‬

‫‪4‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫تحدث هذه الحالة عندما يبرم العقد و كان الشخص العمومي طرف فيه‪ ،‬و بالتالي‪ ،‬فان الشخص‬
‫الخاص يقوم بتمثيل الشخص العمومي عندما يقوم بإبرام العقد باسم الشخص العمومي و لحسابه‪ ،‬و هذا‬
‫ما يسمى بمعيار تمثيل الشخص العمومي أو معيار الوكالة‪ .4‬و قد قرر مجلس الدولة الفرنسي هذا‬
‫االستثناء في عدد من ق ارراته‪ ،‬منها‪ :‬مجلس الدولة‪30 ،‬جانفي‪ 1931‬في قضية بروسيت‪ ،‬لكن هذا‬
‫المعيار‪ ،‬انتقد على أساس أن األشخاص العموميين قد تبرم عقود في ضل القانون الخاص‪ ،‬إذا ما قدرت‬
‫أن ذلك يؤدي إلى تحقيق المصلحة العامة على الوجه األفضل‬

‫ثانيا‪ :‬معيار البند غير المألوف او استعمال اساليب القانون العام‬


‫إن العقد ال يكون إداري إال إذا تضمن في متنه بندا أو شرطا غير مألوف أو معتاد في العقود الخاصة و‬
‫يقصد به تلك الشروط التي تعتمدها االدارة و تستعمل من خاللها امتيازات السلطة العامة ومن أمثلة ذلك‬
‫حق اإلدارة في فرض عقوبات مالية على المتعاقد معها و حقها في تحديد األسعار أو فسخ العقد من‬
‫جانب واحد أو فرض أعباء جديدة على المتعاقد وحقها في مراقبة المتعاقد معها في كل وقت و غيرها من‬
‫الحقوق و البنود التي قد يتضمنها العقد اإلداري وهي تشكل شروطا و بنودا استثنائية و غير مألوفة في‬
‫عقود القانون الخاص‪.‬‬
‫لقد قام مجلس الدولة الفرنسي بتعريف عام للبند غير المألوف في قرار مؤرخ في ‪20‬اكتوبر‪ 1950‬في‬
‫قضية ‪ STEIN‬على النحو التالي‪«:‬هو البند الذي يخول محله لألطراف المعنية‪ ،‬حقوق و يضع على‬
‫عاتقهم التزامات‪ ،‬أجنبية بطبيعتها عن تلك التي يمكن أن تقبل بحرية من أي كان في إطار القوانين‬
‫المدنية والتجارية »‪ ،‬و من جهتها فان محكمة التنازع‪ ،‬في قرارها المؤرخ في ‪14‬نوفمبر‪ 1960‬في قضية‬
‫الشركة التعاونية للتخزين تعتبر أن البند غير المألوف«هو بند ال يستعمل في العالقات بين األفراد»‪ ،‬و‬
‫من أمثلته‪ :‬سلطة إلغاء العقد من قبل السلطة اإلدارية بدون إشعار وال تعويض‪ ،‬البند الذي يعطي للدولة‬
‫حق الرقابة و حق التعديل بإرادة منفردة‪.5‬‬

‫ثالثا‪ :‬معيار أن يكون للعقد صلة او عالقة بالمرفق العام‬


‫استعمل القضاء معيار آخر لتحديد العقد اإلداري‪ ،‬و هو معيار المرفق العام‪ ،‬في هذه الحالة‪ ،‬فان محل‬
‫العقد هو الذي يحدد طبيعته اإلدارية‪ ،‬بحيث اعتبر القضاء أن إضفاء الصفة اإلدارية على العقد يقتضي‬
‫اتصاله مباشرة و فوريا بنشاط مرفق عمومي‪ ،‬فانه ال يكفي أن يكون للعقد عالقة بعيدة مع المرفق العام‪.‬‬
‫أفضل مثال يمكن سرده على العقد الذي يعتبر إداريا بسبب ارتباطه بمرفق عام هو ذلك العقد الذي‬
‫يبرمه شخصان عاديان موضوعه خدمة المرفق العام مثال شركة خاصة تعاقدت مع إدارة من اإلدارات‬

‫‪ 4‬ناصر لباد‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.391‬‬


‫‪ 5‬ناصر لباد‪ ، ،‬القانون االداري ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.393‬‬

‫‪5‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫العمومية بعقد من العقود اإلدارية هو عقد األشغال العمومية وان الشركة أبرمت عقدا ثانويا مع شخص‬
‫آخر من أشخاص القانون الخاص لتزويد الشركة بمواد تستعملها إلنجاز عقد األشغال العمومية فان العقد‬
‫الثاني الذي ابرمه الشخصان العاديان يعتبر عقدا إداريا ألنه مرتبط بخدمة مرفق عام ‪ .‬إن هذا االجتهاد‬
‫القضائي لتعريف العقد اإلداري‪ ،‬قد بدأه مجلس الدولة بق ارره المؤرخ في ‪06‬فيفري‪1903‬في قضية‬
‫‪ TERRIER‬و قد تم تثبيته و توسيعه بموجب ق اررين هامين آخرين هما‪ :‬مجلس الدولة ‪04‬مارس‪2010‬‬
‫في قضية ‪ THEROND‬و مجلس الدولة في ‪20‬افريل‪ 1956‬في قضية ‪.EPOUX BERTIN‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم العقد اإلداري في التشريع الجزائري‬


‫إن مفهوم العقد اإلداري في الجزائر ال يختلف عن األنظمة المقارنة إال انه تطو تدريجيا إلى أن بلغ ما‬
‫هو عليه ‪ ،‬كما انه اختلط بمفهوم آخر للعقد و هو الصفقة العمومية ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تطور مفهوم العقد اإلداري في الجزائر‬
‫إن العقد اإلداري في الجزائر يعتبر عقد إداري بتحديد القانون وإما يكون بصفة مباشرة أو بصفة غير‬
‫مباشرة‪:‬‬
‫‪ -1‬التحديد المباشر للعقد االداري‪ :‬ان المشرع الجزائري هو الذي ينص صراحة على الطبيعة اإلدارية‬
‫للعقد و قد نص عليها في بعض النصوص كما فعل في المرسوم التنفيذي ‪ 01/89‬المتضمن كيفيات‬
‫تحديد دفاتر الشروط المتعلقة باالمتياز في احتكار الدولة للتجارة الخارجية كمايلي‪":‬امتياز احتكار الدولة‬
‫للتجارة الخارجية عقد من عقود القانون اإلداري"‪ ، ،‬كما جاء المادة ‪ 17‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪-09‬‬
‫‪ 152‬المؤرخ في ‪02‬ماي‪ 2009‬يحدد شروط و كيفيات منح االمتياز على األراضي التابعة لألمالك‬
‫الخاصة للدولة والموجهة إلنجاز مشاريع استثمارية‪ «:6‬يكرس االمتياز الممنوح ‪...‬بعقد إداري تعده إدارة‬
‫أمالك الدولة‪.»...‬‬
‫‪ -2‬التحديد غير المباشر للعقد اإلداري حيث يمنح النص القانوني إلى المحاكم اإلدارية االختصاص‬
‫للفصل في المنازعات المتعلقة بالعقود التي تبرمها اإلدارة‪ ،‬و ينتج عن هذا االعتراف من طرف المشرع‬
‫أن هذا النوع من العقود هي عقود إدارية‪ ،‬و هي القاعدة التي أخذ بها المشرع الجزائري‪ 7‬مثل ما نص‬
‫عليه قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪ 09/08‬في المادة ‪ ، 800‬بالتالي فان العقد اإلداري في الجزائر‬
‫يقوم على أساس المعيار العضوي وبالتالي يمكن تعريفه بان العقد اإلداري هو العقد الذي تكون الدولة‬
‫أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة العمومية اإلدارية طرفا فيها‪ ،‬وقد أكد القضاء اإلداري الجزائري ذلك‬
‫من خالل التأكيد على المعيار العضوي لتعريف العقد اإلداري‪.‬‬

‫‪ 6‬الجريدة الرسمية العدد‪ ،27‬المؤرخة في ‪06‬ماي ‪.2009‬‬


‫‪ 7‬ناصر لباد‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.395‬‬

‫‪6‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫و قد أكدت المحكمة العليا ( الغرفة اإلدارية) استعمال المعيار العضوي في العديد من ق ارراتها كمعيار‬
‫لتعريف العقد اإلداري‪ ،‬و قد سار مجلس الدولة في نفس االتجاه باستعمال المعيار العضوي و هذا ما‬
‫أكدته محكمة التنازع في قرار لها بتاريخ ‪08‬ماي‪.82000‬‬

‫لكن بالرجوع الى بعض النصوص القانونية نجدا ان المشرع ال يعتمد دائما على المعيار العضوي ألنه ‪:‬‬
‫‪ -‬هناك حاالت نص عليها المشرع تبين وجود اإلدارة كطرف في العقد و لكن العقود كيفت من قبل‬
‫المشرع بأنها عقود القانون الخاص‪ ،‬مثاله المادة ‪ 1/5‬و ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 04-98‬المؤرخ في‬
‫‪15‬جوان‪ 1998‬المتعلقة بحماية التراث الثقافي التي تنص‪ «:‬يمكن دمج الممتلكات الثقافية العقارية طريق‬
‫االقتناء بالتراضي أو عن طريق نزع الملكية من اجل المنفعة العامة ‪..‬مكن للدولة أن تكتسب عن طريق‬
‫االقتناء بالتراضي ممتلكا ثقافيا منقوال‪....‬و يقصد باالقتناء بالتراضي عقد قانون الخاص‪.9‬‬
‫‪ -‬كما انه في حاالت ال يكون الشخص العمومي طرفا ولكن يعتبر العقد اإلداري‪ ،‬مثاله المادة ‪ 56‬من‬
‫القانون ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪12‬جانفي‪ 1988‬الذي يتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية و التي تنص «عندما تكون المؤسسة االقتصادية مؤهلة قانونا لممارسة صالحيات السلطة‬
‫العامة و تسلم بموجب ذلك باسم الدولة و لحسابها ترخيصات و إجازات و عقود إدارية‪ ،‬فان كيفيات و‬
‫شروط ممارسة هذه الصالحيات و كذا تلك المتعلقة بالمراقبة الخاصة بها تكون مسبقا موضوع نظام‬
‫مصلحة‪ .‬تخضع المنازعات المتعلقة بهذا المجال للقواعد المطبقة على اإلدارة»‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع العقود اإلدارية‬

‫تتنوع العقود اإلدارية بتنوع النشاط اإلداري و لذلك ال يمكن حصر أنواعها وذلك الرتباطها بالنشاطات‬
‫المتنوعة لإلدارة ومنها‪:‬‬

‫المطلب االول ‪:‬عقد القرض العمومي‪:‬‬


‫هو اتفاق بين اإلدارة العمومية من جهة وإحدى الشركات أي البنوك من جهة أخرى تتعهد بموجبه هذه‬
‫األخيرة بدفع مبلغا لإلدارة مقابل فائدة سنوية محددة في االتفاق أي العقد ‪.‬مثال قيام بلدية باقتراض مبلغ‬
‫من المال من بنك لبناء مركز تجاري ‪.‬‬
‫المطلب الثاني عقد شغل األمالك العمومية ‪:‬‬

‫‪ 8‬ناصر لباد ‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص‪.397‬‬


‫‪ 9‬ناصر لباد‪ ، ،‬القانون االداري مرجع سابق‪ ،‬ص‪.403‬‬

‫‪7‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫هو العقد الذي تسمح اإلدارة العمومية بموجبه لألشخاص بشغل ارض من األمالك العمومية‪ ،‬مثال عقد‬
‫يسمح باستعمال قطعة ارض من االمالك العمومية لوضع فيه بعض المواد‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عقد امتياز المرافق العمومية كصورة من صور تفويضات المرفق‬
‫يقصد به العقد الذي تمنح بموجبه اإلدارة العمومية تسمى مانحة االمتياز لشخص طبيعي كان أو‬
‫معنوي يسمى صاحب االمتياز حق تسيير مرفق عمومي لمدة محددة و يستغل صاحب االمتياز هذا‬
‫المرفق تحت رقابة اإلدارة و بالمقابل يستلم مبلغا يتمثل في الثمن الذي يدفعه المنتفعين من خدمات هذا‬
‫المرفق و يحدد العقد هذا الثمن أو اإلتاوة ‪.‬‬
‫ولقد عرف انتشار عقود االمتياز في اآلونة األخيرة خاصة بعد امتداده ليشمل عدة مجاالت منها قطاع‬
‫المياه و البريد واالتصاالت قطاع الطريق السيار قطاع النقل وغيرها كما تم التأكيد عليه في قانون البلدية‬
‫والوالية باعتباره احد أساليب تسيير المرافق العمومية المحلية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تفويضات المرفق العام‬
‫يعتبر تفويض المرفق العام أحد أهم أوجه الشراكة االقتصادية بين القطاع العام و القطاع الخاص في‬
‫ميدان المرافق العامة ولقد عرفه بأنه العقد الذي يهدف إلى تحقيق األهداف التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعهد إلى شخص آخر يطلق عليه تسمية صاحب التفويض‪ ،‬تنفيذ مهمة المرفق العام والقيام‬
‫باستغالل ضروري للمرفق ‪.‬اقامة عالقة مباشرة مع المستفيدين ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتحمل صاحب التفويض مسؤولية تشغيل المرفق العام و الذين تؤدى إليهم الخدمات مقابل تأديتهم‬
‫لتعريفات محددة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتقيد صاحب التفويض بالمدة المحددة و التي تعكس االستثمارات التي يهدف إلى تغطيتها‪.‬‬
‫لقد ظهر ألول مرة مصطلح التفويض في الجزائر في قانون المياه لسنة ‪ 2005‬حيث كرس قسم‬
‫بعنوان تفويض الخدمة العمومية ‪ ،‬ثم نص عليه صراحة في قانون البلدية ‪ 10-11‬في المادة ‪، 2/150‬‬
‫ثم وضع المشرع الجزائري ألول مرة نظام قانوني خاص بتقنية التفويض‪ ،‬بموجب المرسوم الرئاسي ‪-15‬‬
‫المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام ‪ ،10‬في ‪ 2018‬صدر المرسوم‬ ‫‪247‬‬
‫التنفيذي ‪ 199-18‬المتعلق بتفويض المرفق العام ‪11‬يقصد بتفويض المرفق العام في مفهوم هذا المرسوم‬
‫تحويل بعض المهام غير السيادية التابعة للسلطات العمومية لمدة محددة الى المفوض له بهدف الصالح‬
‫العام‪ ،‬إال أن الفقه و االجتهاد قد حددا مجموعة من الضوابط للمرافق العامة القابلة للتفويض‪ .‬يأخذ عدة‬
‫صور عقد االمتياز و عقد االيجار وعقد التسيير والوكالة المحفزة‪.‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬العقود المتعلقة بالعقارات التابعة لألمالك الوطنية‬

‫‪ 10‬المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج ر ‪.50‬ملغى‬
‫‪ 11‬المرسوم التنفيذي ‪ 199-18‬المتعلق بتفويض المرفق العام‪ ،‬ج ر ‪.48‬‬

‫‪8‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫إن هذا النوع من العقود يتعلق بالعقار سواء من حيث بيعه سواء العقار المبني أما فيما يخص العقار‬
‫غير المبني األراضي المعدة للبناء أو األراضي الفالحية ‪ ،‬وتعتبر هذه العقود المتعلقة بالعقار سواء البيع‬
‫أو اإليجار عقود إدارية لألسباب اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬إنها عقود إدارية بتحديد القانون بصفة مباشرة أي إنها عقود إدارية بإرادة المشرع و يظهر هذا واضح‬
‫أوال من خالل العبارات المستعملة في هذه النصوص ومن ذلك عبارة "يتولى تحرير العقد اإلداري‪"..‬أو‬
‫عبارة "يوضع عقد البيع المشار إليه حسب الكيفية اإلدارية‪"..‬‬
‫‪-‬إنها عقود إدارية بصفة غير مباشرة أي استنادا إلى المعيار العضوي أي استنادا إلى وجود شخص‬
‫عمومي إداري كطرف في العقد‪.‬‬

‫المطلب السادس ‪ :‬الصفقات العمومية‬

‫‪-1‬التطور القانوني للصفقات العمومية في الجزائر‪:‬‬

‫تعتبر من أهم العقود اإلدارية الصفقات العمومية‪ ،‬وقد مر تعريفها و تنظيمها بعدة مراحل اختلف تعريفها‬
‫من خالله‪ ،‬لقد عرفت الصفقة العمومية مراحل تشريعية مختلفة اولها كان ‪:‬‬

‫ا‪ -‬من االستقالل إلى ‪ 1967‬وتعتبر مرحلة انتقالية اتسمت بتطبيق القانون الفرنسي استنادا إلى األمر‬
‫الصادر في ‪ 1962/12/31‬الذي يمدد العمل بالقوانين الفرنسية إال ما كان منافيا للسيادة الوطنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬من ‪ 1967‬إلى ‪ 1982‬مرحلة صدر أول إصالح للصفقات العمومية في الجزائر بموجب‬
‫االمر‪ 9-67‬بتاريخ ‪ 1967/6/17‬يتضمن قانون الصفقات العمومية‪ ،‬الذي عرف الصفقات العمومية في‬
‫المادة األولى‪" :‬الصفقات العمومية هي عقود مكتوبة تبرمها الدولة أو العماالت أو البلديات أو‬
‫المؤسسات و المكاتب العمومية قصد انجاز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط المنصوص‬
‫عليها في هذا القانون‪"..‬‬

‫استخدم المشرع مجموعة من المعايير للتعريف بالصفقة العمومية هي‪:‬‬

‫المعيار الشكلي‪ :‬الصفقة العمومية هي عقود مكتوبة تبرم وفق الشروط الواردة في المرسوم‪.‬‬

‫المعيار العضوي‪ :‬تبرمها الدولة أو الواليات أو البلديات أو المؤسسات و المكاتب العمومية‪.‬‬

‫المعيار المادي‪ :‬قصد انجاز أشغال أو توريدات أو خدمات ضمن الشروط المحددة في القانون‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫وقد استثنى هذا القانون عددا من العقود اإلدارية في مجال تطبيقه ومنها عقود التامين و عقود التزويد‬
‫بالغاز و الكهرباء و الماء وهي عقود إدارية وفق المعايير التي حددها المشرع ولكنها تخضع ألحكام‬
‫خاصة‪.‬‬

‫ج‪ -‬صدور مرسوم ‪ 145/82‬بتاريخ ‪ 1982/4/10‬ينظم صفقات المتعامل العمومي حاول تعريفها ‪:‬‬
‫صفقات المتعامل العمومي عقود مكتوبة حسب مفهوم التشريع الساري على العقود ومبرمة وفق‬
‫الشروط الواردة في هذا المرسوم قصد انجاز أشغال و اقتناء المواد و الخدمات‪.‬‬

‫المالحظ في هذا المرسوم انه وسع في مدلول المتعامل العمومي الذي ال يقتصر قط على االدارة في‬
‫معناها التقليدي ليشمل المرافق العامة االقتصادية وقد اثر ذلك سلبا عليها مما دفع المشرع إلى التراجع‬
‫عن هذا التوسع بموجب المرسوم ‪ 126/86‬و المرسوم ‪.72/88‬‬

‫د‪-‬لم يبتعد المرسوم التنفيذي ‪ 343/91‬المؤرخ في ‪ 9‬نوفمبر ‪ 1991‬المتضمن تنظيم الصفقات‬


‫العمومية عن سابقيه كثي ار وقدمت المادة الثالثة منه تعريفا للصفقات العمومية بقولها‪ " :‬الصفقات‬
‫العمومية عقود مكتوبة حسب التشريع الساري على العقود ومبرمة وفق الشروط الواردة في هذا‬
‫المشرع‬
‫ّ‬ ‫ضيق‬
‫المرسوم قصد إنجاز األشغال واقتناء المواد والخدمات لحساب المصلحة المتعاقدة" ‪،‬فقد ّ‬
‫يتضح من خالل مادته الثّانية اّلتي عددت على سبيل الحصر الهيئات المعنية‬
‫من مجال تطبيقه وهذا ما ّ‬
‫فذكرت اإلدارات العمومية والهيئات الوطنية المستقّلة والواليات والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع‬
‫اإلداري‪ .‬وهكذا عاد المشرع واستبعد المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري فلم يشملها بالنص‪ .‬وهذا‬
‫إصالح يالئم طبيعة المرحلة الجديدة بعد إقرار دستور جديد للبالد لسنة ‪.1989‬‬

‫ه ‪-‬المرسوم الرئاسي ‪ 250/02‬المعدل و المتمم قدمت المادة الثالثة منه تعريفا للصفقات العمومية‬
‫بقولها‪ " :‬الصفقات العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به‪ .‬تبرم وفق الشروط‬
‫المنصوص عليها في هذا المرسوم قصد إنجاز األشغال واقتناء المواد والخدمات والدراسات لحساب‬
‫تطبق أحكام هذا المرسوم إالّ على‬
‫المصلحة المتعاقد"‪ .‬نصت المادة الثّانية منه على ما يلي‪ ":‬ال ّ‬
‫الصفقات محل مصاريف اإلدارات العمومية والهيئات الوطنية المستقلة والواليات والبلديات والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري باإلضافة إلى مراكز البحث والتنمية والمؤسسات العمومية الخصومة ذات‬
‫الطابع العلمي والتكنولوجي‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني والمؤسسات‬

‫‪10‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري عندما تكّلف هذه األخيرة بإنجاز مشاريع استثمارية عمومية‬
‫أن‬
‫بمساهمة نهائية لميزانية الدولة وتدعى في صلب النص المصلحة المتعاقدة‪ ،".‬واضح من المادة أعاله ّ‬
‫المشرع وخالفا لنصوص سابقة فصل بشأن الهيئات الخاضعة لتنظيم الصفقات العمومية فذكر هيئات‬
‫ّ‬
‫إن هذه الشمولية لمجال‬
‫ومؤسسات قديمة ذكرت في نصوص سابقة وذكر هيئات جديدة وردت ألول مرة‪ّ ،‬‬
‫المكرسة بموجب المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي ‪ 250-02‬ستحدث إشكاالت‬
‫ّ‬ ‫تطبيق قانون الصفقات‬
‫عملية على المستوى القضائي في غاية من التعقيد إذا كانت المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي‬

‫والتجاري طرفا في الصفقة وكان يتعّلق باستثمار ّ‬


‫ممول من قبل ميزانية الدولة‪.‬‬

‫و‪-‬المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬إن هذا المرسوم تداركا لإلشكال الذي طرحه المرسوم السابق جاء‬
‫بتقليص من الهيئات واكتفى باإلدارات التقليدية و المرافق العامة الصناعية عندما يكون تمويل كلي أو‬
‫جزئي من خزينة الدولة التي تبقي على اإلشكال في مجال المنازعات ‪،‬إن هذا المرسوم جاء في مرحلة‬
‫صعبة مرت بها الجزائر تطمح فيها إلى حماية المال العام وتحديد دقيق لكل ما يخص طبيعة الصفقة‬
‫وإجراءاتها‪،‬و عرف الصفقة " ‪:‬عقود مكتوبة في التشريع المعمول به ‪ ،‬تبرم بمقابل مع المتعاملين‬
‫اقتصاديين وفق الشروط المنصوص عليها في هذا المرسوم لتلبية حاجات المصلحة المتعاقدة في‬
‫مجال االشغال و اللوازم و الخدمات و الدراسات "‬

‫حددت‬ ‫‪12‬‬
‫ي‪-‬قانون رقم ‪ 12-23‬ل‪3‬اوت ‪ 2023‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية‬
‫المادة‪ 2‬منه تعريف الصفقة ابقى على نفس التعاريف السابقة واضاف وفق المادة‪ 9‬منه المؤسسات‬
‫العمومية الخاضعة للقواعد التجارية عندما يكون تمويل كلي او جزئي من ميزانية الدولة وحدد اطراف‬
‫الصفقة و في المادة ‪4‬وقد عرف هذه المؤسسات لتفادي الخلط الذي كان في تحديد االختصاص‬
‫القضائي‪ .‬ألنه لم يعد يعتمد على المعيار العضوي فقط بل ادرج المعايير التقليدية االخرى‪.‬‬

‫النصوص السابقة والتي صدرت في حقب زمنية مختلفة بل و في مراحل اقتصادية‬


‫ويبدو من خالل ّ‬
‫المشرع الجزائري على إعطاء تعريف للصفقات العمومية وإن اختلفت‬
‫ّ‬ ‫وسياسية مختلفة‪ ،‬مدى إصرار‬
‫صياغته بين مرحلة وأخرى‪ ،‬غير انه اتفق على معايير أهمها المعيار العضوي الذي يحدد الهيئات‬

‫‪ 12‬قانون ‪ 12-23‬المؤرخ في ‪6‬اوت‪ 2023‬يحدد القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية ح ر عدد ‪ 51‬يجدر بالذكر هنا ان موضوع الصفقات‬
‫العمومية كان محل خالف في اختصاص التشريع فيه فبعدما صدر اول قانون اي ‪ 1967‬للصفقات سرعانما اصبح يصدر عن طريق التنظيم الى‬
‫غاية ‪ 2023‬اين استرجع المشرع اختصاصاته وفق التعديل الدستوري ‪ 2020‬الذي نصت المادة ‪ : 10/139‬يشرع البرلمان في الميادين التي‬
‫يخصصها له الدستور ‪،‬وكذلك في المجاالت االتية‪-10:..‬القواعد العامة المتعلقة بالصفقات العمومية‪"..‬‬

‫‪11‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫والمعيار الشكلي الشتراط الكتابة والمعيار المالي المتعلق بتمويل كلي او جزئي من خزينة الدول و‬
‫المعيار المادي الذي حدد طبيعة الصفقة لتشمل ‪ ،‬عقد انجاز األشغال العمومية وعقد اقتناء اللوازم و عقد‬
‫تقديم الخدمات و عقد انجاز الدراسات‪.‬‬

‫يجدر الذكر انه في قانون ‪ 12-23‬تم االستغناء على المعيار المالي المتعلق بالعتبة المالية التي كانت‬
‫تستثني بعض الصفقات العمومية من اجراءات ابرام الصفقات العمومية التي كانت محددة بكل صفقة‬
‫يساوي او يقل عن اثنى عشر مليون دينار لألشغال او اللوازم و ستة ماليين دينار للدراسات او الخدمات‬
‫وفق المادة ‪ 13‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬و تحدد تطبيق هذه االحكام بقرار من الوزير المكلف‬
‫بالمالية ‪.‬‬

‫بالرجوع الى قانون ‪ 12-23‬نجد انه نص على االجراء الخاص باالستشارة واخضع لها الطلبات التي‬
‫يكون فيها المبلغ التقديري بكل الرسوم مساويا او اقل من حدود ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬بتصفح القانون‬
‫لم نجد مادة تنص على العتبة المالية والجديد ان المصلحة المتعاقدة اصبح لها الحرية في اختيار كيفية‬
‫ابرام الصفقات ومن اختصاصاتها و مسؤوليتها البحث على الشروط المالئمة لألهداف المنوط بها‪.‬‬
‫بالتالي لم يعد هناك حد مالي إلبرام الصفقات في القانون غير انه يمكن ان تصدر نصوص تنظيمية‬
‫لتحديدها‪.‬‬

‫من هنا تظهر فكرة أساسية أن كل الصفقات هي عقود إدارية لكن ليس كل العقود اإلدارية هي صفقات‬
‫عمومية و الدليل أن العقود التي تبرم بين إدارتين مثال هي عقود إدارية وفقا للمعيار العضوي لكن ال تبرم‬
‫في شكل صفقات عمومية وفق المادة ‪ 11‬من قانون ‪.12-23‬‬

‫‪-2‬انواع الصفقات العمومية‪:‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الصفقات العمومية‪.‬‬

‫حدد المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬في مادتيه الثانية و التاسعة و العشرين أنواع الصفقات العمومية‬
‫بأربعة أنواع و هي انجاز األشغال‪ ،‬اقتناء اللوازم‪ ،‬انجاز الدراسات‪ ،‬تقديم الخدمات‪ .‬وابقى عليها المشرع‬
‫في قانون ‪ 12-23‬في المادة ‪ 24‬ومايليها وقد ادرج تعريفات لها وتتمثل في‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫اعداد‪ :‬اد عباس راضية‬ ‫وسائل النشاط االداري‪ :‬العقود االدارية‬

‫صفقة انجاز األشغال‪ :‬تهدف الصفقة العمومية لألشغال إلى انجاز منشاة أو أشغال بناء أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫هندسة مدنية ‪ ،‬وكذا اشغال الشبكات المختلفة من طرف متعامل اقتصادي في ظل احترام الحاجات‬
‫التي تحددها المصلحة المتعاقدة صاحب المشروع‪ ،‬تعتبر المنشاة مجموعة من اشغال البناء او‬
‫الهندسة المدنية التي تستوفي نتيجتها وظيفة اقتصادية او تقنية‪.‬‬

‫تشمل الصفقة العمومية لألشغال بناء أو تجديد أو صيانة أو اعادة تأهيل أو تهيئة أو ترميم أو إصالح‬
‫أو تدعيم أو هدم منشاة أو جزء منها‪ ،‬بما في ذلك التجهيزات المرتبطة بها الضرورية الستغاللها‪ ،‬إذا‬
‫تم النص في الصفقة على تقديم خدمات و كان الموضوع األساسي للصفقة يتعلق بانجاز أشغال‪ ،‬فان‬
‫الصفقة تكزن صفقة أشغال‪.13‬‬

‫ب‪ -‬صفقة اقتناء اللوازم‪ :‬تهدف الصفقة العمومية للوازم إلى اقتناء أو ايجار او بيع باإليجار‪ ،‬بخيار‬
‫أو بدون خيار الشراء من طرف المصلحة المتعاقدة‪ ،‬لعتاد أو مواد‪ ،‬مهما كان شكلها‪ ،‬موجهة‬
‫لتلبية الحاجات المتصلة بنشاطها لدى متعامل اقتصادي‪ ،‬و إذا اقترن اإليجار بتقديم خدمة‪ ،‬فان‬
‫الصفقة العمومية تكون صفقة خدمات‪ ،‬إذا كانت أشغال وضع و تنصيب اللوازم مدرجة ضمن‬
‫الصفقة العمومية وكانت مبالغها اقل من قيمة هذه اللوازم‪ ،‬فان الصفقة العمومية تكون صفقة‬
‫لوازم‪.14‬‬

‫ت‪ -‬صفقة انجاز الدراسات‪ :‬تهدف الصفقة العمومية للدراسات إلى انجاز خدمات فكرية‪.15‬‬

‫ث‪ -‬صفقة تقديم الخدمات‪ :‬تعتبر صفقة عمومية للخدمات عندما ال ينصب موضوعها على االشغال‬
‫او اللوازم او الدراسات‪.16‬‬

‫‪ 13‬راجع نص المادة ‪ 25‬من القانون ‪.12-23-‬‬


‫‪ 14‬راجع نص المادة ‪ 26‬من قانون ‪12-23‬‬
‫‪ 15‬راجع نص المادة ‪ 27‬من قانون ‪12-23‬‬
‫‪ 16‬راجع نص المادة ‪ 28‬من قانون ‪12-23‬‬

‫‪13‬‬

You might also like