Professional Documents
Culture Documents
أثار ادراج شرط الاعفاء بحري
أثار ادراج شرط الاعفاء بحري
أثار ادراج شرط الاعفاء بحري
ملخص البحث
من الثابت القول بان الجزاء المترتب على قيام المسؤولية المدنية بوجه عام هو االلتزام بتعويض
الضرر المترتب على اإلخالل بالتزام أصلي سابق ،قد يكون ذلك االلتزام مصدر العقد ،عندها
نكون بصدد مسؤولية عقدية ،و قد يكون مصدر االلتزام القانون ،فنكون عندئذ بصدد المسؤولية
التقصيرية .لذلك جرى الفقه و القضاء على التمييز بين هذين النوعين من المسؤولية في إطار
إشكالية هذه الدراسة؛ أي اإلعفاء منهما .لذلك سوف نقصر دراستنا على اآلثار المدنية الناشئة
عن الطبيعة القانونية لمسؤولية الناقل البحري ،بعد الوقوف على طبيعة االلتزام الملقى على عاتق
الناقل البحري من حيث كونه التزامًا بتحقيق نتيجة ،أو التزامًا ببذل عناية .ثم تعرضنا إلى اإلطار
الزمني لعقد النقل البحري ،و الذي يبدأ منذ تسليم البضاعة إلى الناقل من أجل شحنها وصوالً إلى
تفريغها و تسليمها إلى المرسل إليه ،وما يترتب على ذلك من بطالن أي شرط من شانه إعفاء
الناقل البحري من المسؤولية في المبحث األول .
كما تناولنا في المبحث الثاني مدى صحة شرط اإلعفاء من المسؤولية المدرجة من قبل الناقل
البحري في العقد البحري في القوانين الوطنية كالقانون الفرنسي ،واألردني ،والمصري،
واإلماراتي ،واالتفاقيات الدولية ذات العالقة ،كاتفاقية بروكسل ،و اتفاقية هامبورج .و انتهى بنا
األمر إلى بطالن أي شرط يرد في عقد النقل البحري أو أي وثيقة أخرى دون ان يؤثر ذلك على
شروط العقد األُخرى .
205 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
المقـدمة:
من الثابت القول ان الجزاء المترتب على قيام المسؤولية المدنية بوجه عام هو االلتزام بتعويض
الضرر المترتب على اإلخالل بالتزام أصلي سابق ،قد يكون ذلك االلتزام مصدره العقد عندها
نكون بصدد مسؤولية ع ْقدية ،وقد يكون مصدر ذلك االلتزام القانون ونكون عنئذ بصدد المسؤولية
التقصيرية؛ لذلك جرى الفقه والقضاء والتشريع على التمييز بين هذين النوعين من المسؤولية
خصوصا ً في إطار محور إشكالية هذه الدراسة؛ أي اإلعفاء منهما.
فقد احتوى القانون المدني األردني على نصوص تجلي لنا من خالل استقرائها وتطبيقها في
الفرق بين المسؤولية الع ْقدية والمسؤولية التقصيرية لناحية اإلعفاء منهما .ذات
َ الواقع العملي
األمر يمكن بيانه في إطار بحثنا عن إشكالية اإلعفاء القانوني في عقد النقل البحري ،زد على ذلك
المصادر الدولية التي سوف تستحوذ جل اهتمامنا ،أعني ما يتعلق هنا بكل من اتفاقية “بروكسل
وهامبورج” ذات الصلة بعقد النقل البحري موضوع الدراسة .الواقع ان ما آ َل إليه األمر من تحليل
عميق لنظرية اإلعفاء القانوني من المسؤولية المدنية هو محصلة ذلك الجدل الفقهي العميق ،إذ
سبقته مراحل تاريخية مرت بها فكرة اإلعفاء القانوني ،والتي امتدت منذ نشوء القانون الروماني
إلى يومنا هذا ،تلك الفكرة لم تنضج بعد على الرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي مرت بها تلك
النظرية.
حري بنا إذاً ان نستطلع ذلك الجدل العميق على اعتبار كونه البذرة األولى إلشكالية اإلعفاء
القانوني في إطار القانون المدني والذي سوف يسهم في بحث مجمل اإلشكاليات في إطار عقد
النقل البحري .لقد اجتهد الفقه القانوني بوجه عام والفرنسي بوجه خاص( )1لتوضيح تلك الفكرة
في إطار الجدل القائم بين الفقه انذاك في الدعوة إلى ازدواج المسؤولية المدنية .تالها فكرة وحدة
المسؤولية المدنية حتى خلص إلى تبني نظرية حديثة تجمع بينهما .فقد انبرى الفقه القانوني في
القرن التاسع عشر إلى الدعوة إلى تعميم فكرة ازدواجية المسؤولية المدنية .حيث تأسست على
وجود نوعين من الخطأ يختلفان في الطبيعة .الخطأ التقصيري و جزاؤه المسؤولية التقصيرية،
والخطأ العقدي ،وجزاؤه المسؤولية العقدية .فازدواج فكرة الخطأ يقتضي ازدواج الجزاء عليه،
ويفرض نظامين متميزين للمسؤولية “ يعكسان الفروق القائمة بين القانون و العقد “ ”)2(.يذكر انه
قد سيق العديد من األدلة لتسويق تلك النظرية ،منها على سبيل المثال اختالف أساس المسؤوليتين:
التقصيرية تقوم على الخطأ ،والعقدية تقوم على الفعل .وقد تجرد من الخطأ اختالف في تقدير
جسامة الخطأ :الخطأ العقدي أكثر جسامة من الخطأ التقصيري ،واختالف في إثبات الخطأ :
الخطأ التقصيري يجب إثباته ،اما الخطأ العقدي فهو مفترض ،واختالف في األهلية :يجب توافر
األهلية لقيام المسؤولية العقدية ،و يكفي التمييز لقيام المسؤولية التقصيرية ....إلخ
بيد ان انصار النظرية الحديثة الداعية إلى وحدة المسؤولية المدنية ،والتي تزعمها الفقه الفرنسي
()3
أواخر القرن الثامن عشر ،اعتبروا ان الفوارق بين كل من المسؤولية العقدية والتقصيرية هي
فوارق ظاهرية؛ ذلك انه ال فرق بين االلتزام الذي يفرضه القانون وذلك الذي يفرضه العقد.
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 206
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
انطالقا ً مما تقدم حري بنا ان نحدد إشكاليات هذه الدراسة:
•من جهة :فان مفهوم المسؤولية القانونية الشمولي؛ بمعنى عناصرها ،وأركانها وشروطها،
ومن َث َّم اإلعفاء منها ،هما عنصران مبدئيان إلشكالية هذه الدراسة بمعنى ان الوقوف على
طبيعة مسؤولية الناقل البحري أمر جوهري في تحديد طبيعة المسؤولية من جهة ،كانت
ع ْقدية أم تقصيرية ومن ثم االلتزام الملقى على عاتق الناقل البحري من حيث كونه التزام
بتحقيق نتيجة ،أم ببذل عناية ،لنخلص أخيراً إلى تحديد مفهوم الخطـأ ،أي هل هو خطأ
()4
مفترض ،أم خطأ يستوجب إثباته.
•من جهة أخرى :هل يجوز إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته؟ ،وما مدى صحة شرط
اإلعفاء المدرج من قبل الناقل البحري في عقد النقل البحري؟ فبالعودة إلى أصول صحة
شرط اإلعفاء من عدمه نقر ما يأتي :
1استناداً إلى ما خلص إليه انصار نظرية ازدواجية المسؤولية المدنية ،فان فكرة .1
اإلعفاء من المسؤولية المدنية جائز في إطار المسؤولية الع ْقدية اال ما استثني بنص،
وداللة تلك الجوازية ان المسؤولية العقدية مردها إرادة المتعاقدين ،ومن َث َّم يجوز
اإلعفاء منها ،أما فيما يتعلق بالمسؤولية التقصيرية فان االتفاق على اإلعفاء منها غير
()5
جائز العتبار ان مصدر المسؤولية التقصيرية هو القانون ،و لتعلقها بالنظام العام.
2أما فيما يتعلق بالمبادئ التي خلص إليها انصار النظرية الحديثة ،فيمكن القول ان .2
المسؤولية الناشئة عن اإلخالل بالتزام تعاقدي ال تتعلق دائما بالنظام العام ،ذلك انه
يجوز االتفاق على اإلعفاء من المسؤولية العقدية في االلتزامات المالية األمر الذي ال
يمكن تصوره متى تعلق األمر بااللتزامات المفروضة لسالمة الغير باعتبارها تتعلق
()6
بالنظام العام.
وعليه ،فان المبدأ الذي تقوم عليه نظرية وحدة المسؤولية هو النظر إلى أصل االلتزام أي محله،
فكل ما يتعلق باألموال ال يعتبر من النظام العام ويجوز اإلعفاء منها ،أما إذا تعلق بسالمة
األشخاص فيعتبر من النظام العام وال يجوز االتفاق على اإلعفاء منها ،بصرف النظر عن
مصدر ذلك االلتزام سواء أكان مصدره العقد أو القانون ،وبالتالي ال فرق بين المسؤولية العقدية
والتقصيرية من حيث الطبيعة انما الفرق يعود إلى محل االلتزام )7(.وعليه يتوجب تحديد أساس
مسؤولية الناقل البحري أوالً ،ومن ثم البحث في إشكالية مدى جواز إعفاء الناقل البحري وبالنظر
إلى طبيعة مسؤوليته المدنية.
استناداً إلى ما تقدم عرضه فان البحث في اإلشكاليات القانونية المطروحة وما تمثله من انعكاسات
ملموسة على أرض الواقع ،يتطلب الخوض في المادة القانونية التي تستدعي منا البحث فيما أفرده
المشرع من حلول ،وربما من نصوص تتطلب منا التحليل العميق لتلك النصوص ذات الصلة
بموضوع اإلشكاليات الوارد ذكرها في قانون التجارة البحرية األردني رقم 12لسنة ،1972
والقانون البحري لدولة اإلمارات العربية المتحدة رقم 26لسنة 1981المعدل بالقانون االتحادي
رقم 11لسنة 1988م ،والقانون المصري ،والقانون الفرنسي ،وفقا ً لالجتهاد الفقهي والقضائي
207 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
الوطني والدولي.
بيد ان حدود تلك اإلشكاليات تماثل بال مبالغة النطاق الجغرافي لعقد النقل البحري ،األمر الذي
استدعى انتباه المشرع الدولي لضرورة مواكبة تطور التجارة البحرية خصوصاً ،وانها عقود
تجارية ذات طابع دولي يتحتم حكم عالقاتها بضوابط دولية ،وهو ما تجلت آثاره بإبرام اتفاقية
“بروكسل” المبرمة في 25أغسطس لسنة 1924م .يُذ َكر ان االتفاقية على الرغم من خروجها
إلى حيز التنفيذ إال ان االستعانة بها وبما أورثته من مبادئ قانونية يفيد موضوع البحث ويثريه
من ناحيتين ،هما:
•األولى:بحث موضوع اإلشكالية في إطار النصوص والقواعد الواردة في االتفاقية فضالً عن
مجموع األحكام القضائية ذات العالقة بإشكالية البحث موضوع الدراسة.
•الثانية:ان خروج اتفاقية “بروكسل” من حيز التنفيذ ال يعني ألبتة التنصل من قواعدها
وأحكامها وما أفرزته من أحكام قضائية؛ ذلك ان معاهدة أخرى وُ لدت لتحل محلها أال
وهي اتفاقية “هامبورج” المبرمة في 31مارس لسنة 1978م ،والتي دخلت حيز
التنفيذ بتاريخ 1/11/1992م ،وجاءت لتحكم قواعد نقل البضائع بحرً ا.
يُذكر ان األردن قد انضمت إلى هذه االتفاقية وأصبحت نافذة بتاريخ 1/6/2002م بموجب
اإلرادة الملكية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء بتاريخ 2002 /20/2م.
هذه االتفاقية (اتفاقية هامبورج) استندت -وما زالت -ألحكام اتفاقية “بروكسل” وما صاحبها من
بروتوكول معدل لها.
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 208
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
خطة البحث
المقدمة:
المبحث األول :أساس مسؤولية الناقل البحري.
المطلب األول :تحديد مسؤولية الناقل البحري.
الفرع األول :المسؤولية الع ْقدية كأساس لمسؤولية الناقل البحري.
الفرع الثاني :استبعاد المسؤولية التقصيرية كأساس لمسؤولية الناقل البحري.
المطلب الثاني :مناط االلتزام الناشئ عن عقد النقل البحري ونطاقه.
الفرع األول :الخطأ البحري.
الفرع الثاني :النطاق القانوني والزمني لعقد النقل البحري.
المبحث الثاني :مشروعية الشرط النافي لمسؤولية الناقل البحري واالستثناءات الواردة عليه.
المطلب األول :الوضع القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته في النظام القانوني
الفرنسي ،والقانون المصري واألردني واإلماراتي.
الفرع األول :الوضع القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية في القانون الفرنسي.
الفرع الثاني :الوضع القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية في القانون المصري
واألردني واإلماراتي.
المطلب الثاني :الموقف من صحة شرط اإلعفاء في إطار اتفاقيتي “بروكسل وهامبورغ”.
الفرع األول :الموقف من صحة الشرط في إطار اتفاقية “بروكسل”.
الفرع الثاني :الموقف من صحة الشرط في إطار اتفاقية “هامبورغ”.
الخاتمة.
المراجع:
اوالً :باللغة العربية.
ثانيا :باللغة الفرنسية.
209 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
المبحث األول
“ أساس مسؤولية الناقل البحري “
الب َّد لنا بغية استيضاح فكرة صحة إدراج شرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية ،من الوقوف
على طبيعة المسؤولية الناشئة بين أطراف تلك العالقة ،بين الناقل البحري من جهة ،والشاحن
من جهة أخرى ،كما والب ّد من الوقوف من خالل استقراء التاريخ لتلك العالقة على فكرة الخطأ
البحري ألهميته في تحديد مسؤولية الناقل البحري ،ومن َثم أثره على صحة شرط إعفائه من
مسؤوليته ،وهو ما سنبحثه في مطلبين.
المطلب األول
تحديد مسؤولية الناقل البحري
سوف نتناول طبيعة مسؤولية الناقل البحري في إطار العالقة التعاقدية للنقل البحري في فرع أول،
ومن َثم اإلجماع على استبعاده في إطار تلك العالقة القانونية في فرع ثان.
الفرع األول
المسؤولية العقدية كأساس ناظم للعالقة بين كل من الناقل البحري والشاحن
لمعرفة أساس مسؤولية الناقل البحري يجب التطرق إلى أساسها في القانون األردني ،والمصري،
واإلماراتي ،وفي االتفاقيات الدولية ،وخاصة اتفاقية “بروكسل” واتفاقية “هامبورغ”.
أوالً :أساس المسؤولية في القانون األردني:
انه ألمر جلي ،في ان مسؤولية الناقل البحري في مواجهة الشاحن هي مسؤولية عقدية؛
ملزم بتوصيل البضاعة سليمة ك ًّما ونوعًا في الن مصدرها عقد النقل المبرم بينهما ،فالناقل َ
وب َنا ًء عليه يكون الناقل مخط ًئا بمجرد
ِ المرسل. الحالة التي كانت عليها عند استالمها من
حصول الهالك أو التلف أو التأخير في التسليم خالل مرحلة النقل البحري ،فالخطأ مفترض
بحكم القانون؛ إذ يتوجب على الناقل إثبات إحدى حاالت اإلعفاء من المسؤولية المنصوص
عليها في القانون حتى يتخلص من المسؤولية(.)8
وهذا ما أخذ به قانون التجارة األردني( )9في المادة ( )72من ان الناق َل مسؤو ٌل عن هالك
الشيء وتعييبه أو نقصانه ،ماعدا األحوا َل الناشئة عن القوة القاهرة ،أو عيب قديم في
المنقول ،فهو ملتزم بتحقيق نتيجة معينة هي توصيل البضاعة سالمة إلى المكان المت َفق
عليه في الميعاد المح َّدد لذلك .فإذا تخلفت هذه النتيجة اعتبر الناقل مخط ًئا ،النه أخل بالتزام
رتبة عقد النقل؛ ولذلك فان مسؤوليته عن هذا الخطأ هي مسؤولية عقدية( .)10ومن َث َّم فهو
ملزم بالتعويض عما أحدثه هذا الخطأ من ضرر سواء بالنسبة للمرسل أو المرسل إليه(.)11
هو نفس المعنى الذي جاءت به المادة ( )213من قانون التجارة البحرية األردني()12؛ إذ
افترض المشرع مسؤولية الناقل عن كل ما يلحق البضاعة من هالك أو تعييب ،وهو التزام
بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية(.)13علمًا بان المشرع األردني في المادة ( )211/1بحري
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 210
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
لم يأخذ بااللتزام بتحقيق نتيجة ،وانما جعل التزام الناقل هو التزام ببذل عناية ،وذلك عندما
نص على انه ”:ال تطبق أحكام هذا الجزء إال على النقل البحري القاضي بتسليم وثائق
شحن ،ومن حين شحن البضائع على متن السفينة حتى تفريغها في المحل المقصود”.
وتفريغ البضائع ال يعني تسليمها إلى المرسل إليه في ميناء الوصول ،فمسؤولية الناقل
البحري تنتهي بمجرد تفريغ البضائع وقبل التسليم ،على عكس ما أخذ به القضاء األردني؛
إذ جعل مسؤولية الناقل البحري هي التزام بتحقيق نتيجة وليس ببذل عناية(.)14
وقد نصت المادة ( )213من قانون التجارة البحرية األردني على ما يأتي-:
“ يضمن الناقل كل ما يلحق البضاعة من هالك وعيب وأضرار ما لم يثبت ان هذا الهالك،
وهذا التعيب وهذه األضرار ناتجة عما يأتي-:
1عن خطأ في المالحة يعزى للربان أو المالحين أو للسائقين أو لغيرهم من العمال. .1
2عن العيوب الخفية التي في السفينة. .2
ً
حادثا عرض ًّيا أو قوة قاهرة. 3عن األفعال التي تشكل .3
4عن اإلضراب أو ما يقابل به .من إيصاد أبواب العمل ،أو ما يعترض العمل .4
كلياً ،أو جزئياً ،أو أي سبب كان من وقف ،أو عائق (قوة قاهرة ،فعل عدو ،حجز
قضائي ،حجز حكومي ،أو صحي ..إلخ).
5عن عيب في البضاعة خاص ،أو عيب في حزمها ،أو تعليمها ( تمريكها) ،أو .5
عن النقصان أثناء السفر بقدر الحجم والوزن اللذين تجيزهما العادة في المرافق
المقصودة.
6عن القيام بمساعدة ،أو إسعاف بحري ،أو بمحاولة ترمي إلى ذلك ،أو إذا حدث ان .6
تاهت سفينة وهي تقوم بهذا العمل.
ولكن للشاحن في كل الحاالت المستثناه أعاله ان يثبت ان الخسائر أو األضرار ناجمة عن
خطأ الناقل أو أعماله .إذا لم يستفد هؤالء من الفقرة األولى من هذه المادة “.
ثانياً :أساس المسؤولية في القانون اإلماراتي:
تحتل مسؤولية الناقل البحري مكان الصدارة بين المسائل التي يثيرها عقد النقل البحري
وقد تناول قانون التجارة البحرية اإلماراتي( .)15مسؤولية الناقل البحري بالتنظيم في المواد
( )275-287وتنعقد مسؤولية الناقل إذا أخطأ أو أهمل في تنفيذ االلتزامات التي يرتبها عقد
النقل في ذمته ،مما يؤدي إلى الهالك أو التلف أو التأخير في تسليم البضاعة.
ويترتب على عقد النقل البحري التزام بنقل البضاعة من ميناء الشحن إلى ميناء الوصول
بحالتها التي سلمت بها وقت الشحن .فإذا لم يقم الناقل بتنفيذ التزامه هذا انعقدت مسؤوليته.
لذلك فان مسؤولية الناقل البحري هي مسؤولية عقدية نابعة من عدم قيام الناقل بتنفيذ أحد
التزاماته عن عقد النقل البحري.وهو ما نصت عليه المادة ( )275/1من قانون التجارة
211 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
البحرية اإلماراتي” يكون الناقل مسؤوالً عن الهالك أو التلف الالحق بالبضائع في الفترة
مابين تسلمه البضائع في ميناء الشحن وتسليمها لصاحب الحق فيها في ميناء التفريغ ،ما
لم يثبت ان هذا الهالك أو التلف ناشئ عن أحد األسباب اآلتية ،”....وقد أسهبت المادة في
تعداد األسباب التي تؤدي إلى نفي المسؤولية؛ إذ نصت على تسعة عشر سبباً.
ثالثاً :أساس المسؤولية في القانون المصري:
بدراسة نصوص القانون البحري المصري( ،)16ذات العالقة خاصة المادة ()272/1
والمواد (“ :)“ 242/1 ،240 ،229وتحليلها لمعرفة األساس القانوني الذي تقوم عليه
مسؤولية الناقل البحري ،نجد ان آراء الفقه قد انقسمت بين ثالثة اتجاهات:
االتجاه األول( :)17يرى ان مسؤولية الناقل في ظل القانون المصري تقوم مثلما كانت عليه
في ظل القانون الملغى على أساس قرينة الخطأ .وحجتهم في ذلك ان الناقل يعتبر مسؤوالً
إذا ما لحق البضاعة تلفٌ أو هالك أو ضرر نتيجة التأخير دون حاجة من الشاحن أو
المرسل إليه إلثبات ذلك .إال ان الناقل يستطيع ان يدرأ المسؤولية عن نفسه إذا ما أثبت ان
هذا الضرر يعود لسبب أجنبي ال َيدَ له فيه أو لنائبه أو أحد تابعيه.وهو ما نصت عليه المادة
( ) 229من القانون البحري المصري من ان الخطأ مفترض “ يعفى الناقل من المسؤولية
المنصوص عليها في الفقرة ( )1من المادة ( )227من هذا القانون إذا أثبت ان هالك
البضاعة أو تلفها يرجع إلى سبب أجنبي ال يد له أو لنائبه أو ألحد تابعيه “ .
االتجاه الثاني( :)18يرى ان مسؤولية الناقل تقوم على أساس قرينة المسؤولية وليس على
أساس قرينة الخطأ ،وحجتهم في ذلك ان طبيعة التزامات الناقل في ظل القانون هي التزام
بتحقيق نتيجة( ،)19وليس ببذل عناية؛ لذلك ال يمكن القول بانها تقوم على أساس قرينة الخطأ
فال وجود لهذه القرينة ،إال حيث تكون التزامات الناقل ببذل عناية .وهو ما أخذت به محكمة
النقض المصرية(.)20
االتجاه الثالث( :)21يرى أصحاب هذا االتجاه ان مسؤولية الناقل البحري في ظل القانون
المصري تقوم على أساس الخطأ الواجب اإلثبات .وحجتهم في ذلك ان خطأ الناقل يتمثل
في عدم تسليم البضاعة إلى المرسل إليه أو الشاحن في الميعاد الذي يتعين تسليمها منه،
فعلى الشاحن أو المرسل إليه ان يثبت انه تعرض لضرر اقتصادي بسبب تأخر الناقل في
تسليمه البضاعة.
خالصة القول :ان مسؤولية الناقل البحري في ظل القانون المصري تقوم على أساس قرينة
الخطأ او الخطأ المفترض ،ومن َثم تتطابق في هذا الصدد ومسؤولية الناقل في القانون
األردني والقانون اإلماراتي واتفاقية “هامبورغ” كما سنرى.
(:)22
رابعاً :أساس مسؤولية الناقل في ظل اتفاقية “بروكسل”
أما بالنسبة لمسؤولية الناقل البحري وفقا ً لقواعد اتفاقية “بروكسل” لعام 1924م فانها تقوم
على أساس الخطأ المفترض( ،)23وان لم ينص على ذلك صراحة ،وانما يستنبط من مفهوم
االلتزامات التي تقع على عاتق الناقل وفقا ً لنص المادة الثالثة فيها ،وهي بذل العناية الواجبة
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 212
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
لجعل السفينة صالحة للمالحة أثناء السفر ،وهذا االلتزام ببذل عناية( .)24يستطيع الناقل
التنصل من المسؤولية إذا أثبت انه بذل العناية الواجبة لتنفيذ هذا االلتزام .وهذا يعني وجود
قرينة على إهماله في بذل العناية الواجبة .وهذا ما نصت عليه المادة ( )2/3من قواعد
اتفاقية “بروكسل” المتعلقة بشحن البضاعة المنقولة ورصها وحفظها والعناية بها بحرص
وبطريقة سليمة ،فإذا أخل بهذا االلتزام كان مسؤوالً ،وتقوم المسؤولية على قرينة افتراض
()25
الخطأ.
()26
خامساً :أساس المسؤولية وفقا ً التفاقية هامبورغ
أما بالنسبة ألساس المسؤولية وفقا ً التفاقية “هامبورغ” لعام 1978م ،فقد نصت المادة
( )5/1على ما يأتي ”:يسأل الناقل عن الخسارة الناجمة عن هالك البضاعة أو تلفها ،وكذلك
الناتجة عن التأخير في التسليم ،إذا وقع في الحادث الذي تسبب في الهالك أو التلف أو
التاخير أثناء وجود البضاعة في عهدته على الوجه المبين في المادة الرابعة ما لم يثبت انه
قد اتخذ هو ومستخدموه ووكالؤه ما كان يلزم اتخاذه بشكل معقول من تدابير لتجنب الحادث
وتبعاته” .ولقد جاءت هذه االتفاقية أكثر وضوحا ً من اتفاقية “بروكسل” والقوانين األخرى
في تحديد مسؤولية الناقل عن الضرر الذي ينشأ عن هالك البضاعة وما يلحقها من تلف،
وكذلك عن التأخير في التسليم ،واستناداً إلى ما تقدم بشان االمتداد الزمني لهذه المسؤولية،
فان مسؤولية الناقل عن هذه األضرار الناجمة عن الهالك أو التلف أو التأخير ال تثار إال
بصدد األحداث التي تسبب هذه األضرار التي تقع في المدة التي تكون فيها البضائع تحت
حراسة الناقل( ،)27وخالفا ً التفاقية بروكسل الذي ثار الخالف بشان أساس المسؤولية فيها،
وفقا ً للخطأ المفترض ،أو على أساس افتراض المسؤولية ،فان اتفاقية “هامبورغ” أعلنت
عن مبدأ المسؤولية بوضوح على أساس الخطأ المفترض ،وهو ما أُعْ ل َِن عنه بوضوح في
(المادة )5/1من االتفاقية بعد الصراع بين مصالح الشاحنين ومصالح الناقلين.
الفرع الثاني
استبعاد فكرة المسؤولية التقصيرية
ان العالقة القانونية التي تربط الناقل البحري والشاحن ،فضالً عن اإلطار القانوني والزمني
المحدد في كل من قانون التجارة البحرية األردني واإلماراتي واتفاقية بروكسل وهامبورغ،
حددت نوع العالقة الواجب توافرها الستكمال عناصر النقل البحري ،فال بد من ان يجمع كل من
الناقل البحري والشاحن عق ًدا بحريًا حدد إطاره من لحظة الشحن وصوالً إلى التسليم في ميناء
الوصول .وهو التزام عقدي يتمثل ببذل عناية في اتفاقية بروكسل والقانون األردني ،وبتحقيق
نتيجة في اتفاقية هامبورج ،والقضاء األردني :هي تسليم البضاعة للمرسل إليه على النحو الذي
استلمها من الشاحن ،وان مسؤوليته مفترضة عما يلحق البضاعة أثناء الرحلة البحرية ،وعلى
ذلك يكون مسؤوالً إذا لم تتحقق هذه النتيجة بسبب هالك البضاعة أو تلفها ،أو إذا لم تصل خالل
الزمن المعين إلى المكان المعين في عقد النقل(.)28
وهذا ما نصت عليه المادة () 213من قانون التجارة البحرية األردني ،والمادة( ) 275من
213 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
القانون التجاري البحري اإلماراتي .بناء على ما تقدم ال يمكن من جهة تصور العالقة القانونية
بين الغير ،ومِن َث َّم حصرها في إطار ال يمكن بأي حال من األحوال قبوله حال حدوث خالف بين
أطراف عقد النقل البحري؛ أي استبعاد المسؤولية التقصيرية .من جانب آخر ،فان االلتزام الملقى
على عاتق الناقل البحري أو أحد تابعيه هو التزام يحدده العقد المبرم بينه وبين الشاحن ،أي انه
التزام عقدي ينشأ عن إخالل أي من أطرافه؛ لذا فهي مسؤولية عقدية التقصيرية .بعبارة أخرى
فان االلتزام هنا هو مجرد تطبيق للقواعد العامة في المسؤولية التعاقدية التي تفترض ان المدين
مسؤول عن عدم تنفيذ التزامه التعاقدي أو عن عدم تنفيذه بشكل أصولي( .)29يعد إذاً عدم التنفيذ
الموجب الرئيس لنشوء مسؤولية الناقل البحري ،ومن َث َّم فان عدم تحقيق الغاية أو النتيجة التي من
أجلها أُب ِْرم عقد النقل البحري بين الناقل والشاحن البحري يفضي إلى نشوء عنصر الخطأ العقدي
باستثناء حالة واحدة حددها قانون التجارة البحرية األردني في المادة () 213منه ،وكذلك المادة
( )275في القانون التجاري البحري اإلماراتي ،وكذلك كل من اتفاقيتي “بروكسل وهامبوغ”،
وهي حالة السبب األجنبي الذي ال يد للناقل البحري أو أحد تابعيه فيه.
المطلب الثاني
مناط االلتزام الناشئ عن عقد النقل البحري ونطاقه
بعد ان حددنا طبيعة العالقة القانونية لعقد النقل البحري ،فان الضرورة تقتضي ان نتناول فيما
اصطلح على تسميته بالخطأ البحري من خالل قراءة تاريخية لذلك المصطلح في فرع أول ،ثم
نختم هذا المطلب بتحليل النطاق القانوني والزمني لعقد النقل البحري في فرع ثان.
الفرع األول
الخطأ البحري
ان سعي الناقل البحري للتنصل أو التخفيف وحتى اإلعفاء كليا ً من مسؤوليته ،واعتبار ذلك تعسفا ً
في مواجهة الشاحن البحري أو ربان السفينة ال يمكن استيعابه عمليا ً إذا ما تتبعنا المقدمات التي
تقود الناقل البحري إلدراج شرط اإلعفاء من مسؤوليته .الفقه المصري المعاصر أوضح المقصود
بالخطأ العقدي الواجب إثباته ،وهو يفضي إلى المسؤولية التي تقضي بان يكون التزام الناقل
البحري التزاما ً بتحقيق نتيجة( .)30وال يكون أمام الناقل البحري لدفع مسؤوليته عن الضرر إال
بإثبات السبب األجنبي الذي ال يد له أو نائبه أو أحد تابعيه فيه(.)31
اتفاقية هامبورغ بدورها جاءت لسد الثغرات واالنتقادات الموجهة التفاقية بروكسل ،بغية تحقيق
توازن مابين الناقل البحري من جهة والشاحن من جهة أخرى ،وحاولت وضع أساس لفكرة
الخطأ ،ومن خالل استقراء مواد االتفاقية وتحليلها نالحظ انها أقامت مسؤولية الناقل البحري
على أساس الخطأ المفترض استنا ًدا للفقرة األولى من المادة الخامسة منها(.)32فالخطأ البحري”
” La faute nautiqueكما عرفه الفقه الفرنسي( :)33هو مجموعة األخطاء البحرية التي
يحدثها ربان السفينة خالل قيادته لها أو من خالل إدارته العملية للمالحة .ان الخطأ البحري الذي
يستوجب مسؤولية الناقل البحري يأتي في إطار زمني يبدأ من لحظة شحن البضاعة وصوالً إلى
تسليمها في ميناء الوصول ،فمسؤوليته وان كانت مطلقة من حيث انه المتحكم في زمام الرحلة
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 214
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
البحرية ،إال ان الواقع العملي يبدو في بعض األحيان على خالف ذلك خصوصا ً تلك التي تتصل
باألمور التقنية ،والتي يكون فيها لقائد السفينة الكلمة األخيرة خالل النطاق الزمني ،والتي قد
تفضي إلى خطأ بحري يستوجب منطقيا ً مسؤولية الناقل البحري ،والذي لم يكن له دور في إحداث
ذلك الخطأ .وال شك ما يبرر سعي الناقل البحري إلى إدراج شرط يعفيه من مسؤوليته بشكل عام
سواء ما اصطلح على تسمية لدى الفقه الفرنسي (” La négligence- Clauses”)34أي ان
اإلعفاء من جميع انواع األخطاء التي قد تحدث خالل النطاق الزمني للنقل البحري ،وقد يلجأ
إلى إدراج شرط يخفف من مسؤوليته عن كل من األخطاء التقنية التي تتصل بالسفينة وهو ما
اصطلح على إدراجه في العقود البحرية في النظام االنجلوسكوني .المشرع الدولي بدوره وإيمانا ً
منه بإيجاد نوع من التوازن بين الناقل البحري والشاحن تدخل من خالل اتفاقية بروكسل سنة
،1924وذلك على أثر قانون “هارتر” األمريكي لسنة” Harter act Americaine”1893
فجاءت المادة ( )4/2/1منه لتحد من إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته(. )35
بيد أنَّ المشرع الفرنسي -لخصوصيات تتعلق برؤيته االستراتيجية للمالحة البحرية الدولية -لم
يذعن .فالمصلحة التجارية واألمن البحري يعتبران وسيلة اتصال تجارية ال مناص فيها من
خالل تغليب مصلحة الناقل البحري ،وهو ما دفع المشرع الفرنسي -على النقيض مما ورد ذكره
في اتفاقية “بروكسل” -إلى إعفاء الناقل البحري بموجب الفقرة األولى من المادة الرابعة من
قانون 1936م ،بل جاء اإلعفاء شبه كامل ليشمل الفقدان ” “ Pertesوأي ضرر ناتج عن خطأ
بحري لقائد أو ربان السفينة“ Dommage provenant des fautes nautiques du
” capitaineاو أخطاء المالحين ” “ les marinsأو مسيري الرحلة البحرية أو التابعين“
les pilotes et autres proposes” .إال أن اإلعفاء الوارد ذكره في الفقرة األولى من
المادة الرابعة من القانون الفرنسي لسنة 1936لم يشمل ما اصطلح على تسميته شرط التقصير
وهو ما اعتبر نصرً ا للشاحن البحري في مواجهة الناقل البحري.
وعليه فإن المشرع الفرنسي كان على علم تام وقت إصداره قانون عام .1966إن االتجاه السائد
في ظل قانون 1936يذهب إلى أن األخطاء المالحية المنصوص عليها في المادة( )4/1في
هذا القانون تشمل األخطاء في إدارة السفينة المنصوص عليها في المادة ( 4/2بند )Aفي اتفاقية
بروكسل ،وال تقتصر على األخطاء المالحية المنصوص عليها في هذه المادة .وهذا ينبئ بسيادة
هذا االتجاه في ظل قانون عام .1966أما لو استخدم في هذا القانون تعبير األخطاء المالحية،
لهدف من وراء استخدامه هذا التعبير إلى قصر اإلعفاء على األخطاء المالحية المنصوص عليها
في المادة ( 4/2بند )Aمن اتفاقية بروكسل دون األخطاء في إدارة السفينة المنصوص عليها في
هذه المادة ،ولعدل حينئذ عن استخدام هذا التعبير ،ونص على إعفاء الناقل من المسؤولية عن
الضرر الناجم “ عن أخطاء الربان أو المرشد أو تابعي الناقل اآلخرين في المالحة”(.)36
خالصة القول إن األخطاء المالحية المنصوص عليها في المادة ( 27بند )Bمن القانون الفرنسي
تشمل األخطاء في إدارة السفينة وال تقتصر على األخطاء في المالحة فقط.
في المقابل ال تقوم مسؤولية الناقل البحري في القانون اإلنجليزي و األمريكي على أساس الخطأ
بل يقع على عاتق الشاحن البحري مسؤولية إثبات التقصير من جانب الناقل البحري أو أحد
215 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
تابعيه .بيد أن إدراج شرط اإلعفاء من جانب الناقل البحري كان كافيا ً لدى القضاء اإلنجليزي
()37
لعدم البحث في مسؤولية الناقل البحري أو أحد تابعيه ،ومن ثم يُعفى كليا ً مع تابعيه من المسؤولية
وهو ما يعتبر اليوم أمراً غير مقبول خصوصا ً بعد ميالد اتفاقية هامبورج .وعلى النقيض من
القانون اإلنجليزي جاء القانون األمريكي لسنة 1893أي قبل نشوء اتفاقية بروكسل ليكون أحد
الركائز لدى مشرعي هذه األخيرة ،فقد نصت المادتان األولى والثانية من القانون األمريكي على
اعتبار شرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته سواء على صعيد النقل البحري الوطني أو الدولي
باطالً وغير قانوني ،متى قضى الشرط بإعفاء الناقل البحري من مسؤوليته عن ضياع البضاعة
أو عن الضرر الناتج عن إهماله أو تقصيره أو أي خطأ من جانبه أو عن عدم تنفيذه اللتزاماته في
شحن البضاعة أو االحتفاظ بها أو الرعاية الالزمة للبضاعة ،أو من خالل تسليمها بطريقة سليمة.
الفرع الثاني
النطاق القانوني والزمني لعقد النقل البحري
لقد حددت المادة ( )211من القانون البحري األردني النطاق الزمني للنقل البحري فأخذت
بمرحلة شحن البضاعة على متن السفينة إلى حين تفريغها ،بينما النطاق الزمني يشمل مرحلتين،
إحداهما سابقة على هذه المرحلة األولى من وقت تسليم البضاعة إلى الناقل إلى حين بدء شحنها.
المرسل إليه .أوضح القضاءَ ومرحلة الحقة أال وهي من وقت تفريغ البضاعة حتى تسليمها إلى
األردني بشكل ال لبس فيه النطاق الزمني لعقد النقل البحري ،واألثر الذي يترتب على ذلك من
حيث المسؤولية الملقاة على عاتق الناقل البحري ،فقد اعتبرت محكمة التمييز األردنية( “ :)38أنه
يستفاد من نصوص المواد ( )216 ،213 ،211من قانون التجارة البحرية .إن مسؤولية الناقل
في عقد النقل البحري تبدأ من شحن البضاعة إلى حين تفريغها وتسليمها إلى المرسل إليه ،وتسليم
البضاعة للمرسل إليه هو العمل القانوني الذي يتحقق به تنفيذ التزام الناقل البحري وانقضاء عقد
النقل ،فإذا تضررت البضاعة قبل التسليم فالناقل ملزم بضمانتها وف ًقا لعقد النقل وقانون التجارة
البحري ،وعليه يلزم الناقل البحري بضمان الضرر الذي أصاب البضاعة ،إذا كان قبل التسليم”.
أي أن محكمة التمييز األردنية وسعت من نطاق تطبيق القانون البحري لتشمل المرحلة الثالثة إلى
جانب المرحلة الثانية .وفي حكم آخر لمحكمة التمييز األردنية( ”:)39استقر الفقه والقضاء على أن
عقد النقل البحري يرتب على عاتق الناقل التزاما ً بتحقيق نتيجة وليس مجرد التزام ببذل عناية،
مع أن هذا الحكم يتعارض مع نص المادة ( )212التي نصت على أن الناقل ملزم ببذل عناية
وهو نفس الحكم الذي أخذت به اتفاقية بروكسل.
ومضمون هذا االلتزام هو أن يضمن الناقل كل ما يلحق بالبضاعة المنقولة من هالك وتعييب
وإضرار أو نقص خالل الرحلة البحرية وإلى حين تسليمها للمرسل إليه في ميناء الوصول عمالً
بأحكام المادة( ) 213من قانون التجارة البحرية األردني ،ويمتد هذا الضمان في ميناء الوصول
حتى بعد تفريغ البضاعة وإلى أن تسلم للمرسل إليه ،والمقصود بالتسليم هو التسليم الفعلي
للمرسل إليه أو من يمثله ،بحيث يتمكن من فحص البضاعة والتعرف على حالتها ،وال يغني تسليم
البضاعة إلى مؤسسة الموانئ أو الجمارك عن التسليم الفعلي للمرسل إليه أو نائبه”.
وفقا ً لالجتهاد القضائي لمحكمة التمييز األردنية فإن مسؤولية الناقل البحري تبدأ من شحن
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 216
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
البضاعة وصوالً إلى تفريغها وانتها ًء بتسليمها إلى المرسل إليه ،وعليه فإن إعفاء الناقل البحري
من مسؤوليته في إطار ذلك النطاق الزمني يعد كأن لم يكن ،وبال أثر قانوني ،ويعتبر الغيا ً بداللة
نص المادة( ) 215من قانون التجارة البحرية األردني ،والتي أوضحت بأنه ”:يعتبر ملغى
وال مفعول له كل شرط أدرج في وثيقة الشحن أو في أي وثيقة للنقل البحري تنشأ في األردن،
وكانت غايته المباشرة وغير المباشرة إبراء الناقل من التبعة التي يلقيها عليه القانون العام،
أو تحويل عبء اإلثبات عمن تعينه القوانين المرعية اإلجراء أو هذا القانون أو مخالفة قواعد
االختصاص” .وذهبت المادة (/ 215أ )2/إلى أبعد من ذلك حينما اعتبرت أنه “ يعد شرط إبراء
كل شرط يترك للناقل منفعة التأمين عن البضائع أو أي شرط آخر من النوع نفسه” ،وهذا ما
أكدته محكمة التمييز األردنية في أحد أحكامها( “ )40يعتبر باطالً وال مفعول له كل شرط أدرج
في وثيقة الشحن أو في أي وثيقة للنقل البحري تنشأ في األردن وكانت غايته المباشرة وغير
المباشرة إبراء الناقل من التبعة التي يلقيها عليه القانون العام أو قانون التجارة البحرية عمالً
بأحكام المادة ( )215من قانون التجارة البحرية رقم 12لسنة .1972وعليه فال اعتبار للشرط
الذي أورده الناقل في بوليصة الشحن والمتضمن أن الشحن من العقبة إلى المنطقة الحرة في
العقبة على مسؤولية وحساب المرسل إليهم .ومن َث َّم فإن وقع الضرر أثناء عملية المناولة والتفريغ
الذي تولته مؤسسة الموانئ وأثناء نقل اإلرسالية إلى المنطقة الحرة ،فإن األضرار التي لحقت
بالبضاعة تكون -والحالة هذه -قد حدثت قبل تسليم البضاعة تسليمًا فعليًا للمرسل إليه أو من
يمثله مما ال يخلي الناقل من مسؤوليته عن هذه األضرار” .وجدير بالمالحظة أن األمر لم يكن
كذلك قبل ميالد اتفاقية “بروكسل”؛ حيث ذهب الفقه والقضاء الفرنسي إلى اعتبار الشرط المدرج
()41 ً
شرطا صحيحً ا .وقد فسر الفقه في سند الشحن والقاضي بإعفاء الناقل البحري من مسؤوليته
ذلك االجتهاد لغياب قاعدة دوليه تمنع إدراج مثل ذلك الشرط من جهة ،ومن جهة أخرى فإنه يعد
استثناء على األصل ،أدرج تحت مسمى أطلق عليه الفقه شرط التقصير أو شرط اإلهمالLa ”.
”négligence clauseيمنح بموجبه الناقل البحري الصالحية المطلقة لإلعفاء من مسؤوليته
نتيجة خطأ ربان السفينة أو أحد تابعيه البحريين ،حتى في حالة وجود غش أو خطأ فادح .ولم يعد
لهذا االجتهاد أي مبرر بعد ميالد اتفاقية “بروكسل” ومجموعة القوانين الوطنية التي وضعت حداً
لشرط اإلعفاء من المسؤولية الملقاة على عاتق الناقل البحري ،ومن خالل استقراء تلك الحقبة
الزمنية وما أفرزته من تطورات على صعيد النظام القانوني للنقل البحري ،كان وال شك للشاحن
البحري األثر المباشر لوضع حد فاصل لذلك االجتهاد التاريخي ،والذي أنتج أثره أوالً على
الساحة الدولية باتفاقية “بروكسل” لعام 1924ومن بعدها اتفاقية “هامبورغ” عام .1978وقبل
الخوض في االجتهاد الدولي ،يجدر بنا اإلشارة إلى القوانين الوطنية والتي بال شك تأثرت بشكل
مباشر باتفاقية “بروكسل” وهذا ما سنبحثه بالتفصيل في المبحث الثاني.
217 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
المبحث الثاني
مدى شرعية الشرط النافي لمسؤولية الناقل البحري و االستثناءات الواردة عليه
لقد حدد المشرع الوطني والدولي المسؤولية العقدية كأساس قانوني للعالقات القانونية التي تربط
كل من الناقل البحري والشاحن ،ولم يغفل المشرعون على المستوى الوطني والدولي وضع حد
فاصل ونهائي للّغط القانوني الذي صاحب إدارج شرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته ،وهو
ما سنتناوله تفصيالً فيما يأتي:
المطلب األول
الحكم القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته في النظام القانوني الفرنسي والقوانين
األخرى
هذا يتطلب أن نتعرض للحكم القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية في القانون
الفرنسي في فرع أول ،وحكم هذا الشرط في القوانين األخرى في فرع ثان.
الفرع األول
الحكم القانوني لشرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته في القانون الفرنسي
لقد كان التفاقية بروكسل لسنة 1924األثر المباشر لميالد مجموعة متكاملة مما اصطلح على
تسميته في النظام القانوني الفرنسي باألوامر ،والتي جاءت إلى حد كبير لتوضيح نصوص اتفاقية
“بروكسل” فضالً عن القانون الخاص بالنقل التجاري عن طريق البحر:
“”loi de transports de marchendises par mer
فقد أصدر المشرع الفرنسي القانون الخاص بالنقل البحري بتاريخ ، 2/4/1936تاله األمر
الصادر بتاريخ ،25/3/1937ثم األمر رقم 48 – 1768بتاريخ ، 4/11/1954ثم األمر
رقم – 53 -923بتاريخ ،25/9/0959ثم األمر رقم 54 -447بتاريخ ،16/4/1954ثم
األمر رقم 65 -451بتاريخ ،10/6/1965وانتهى بالقانون رقم 420-66بتاريخ .1966
لقد احتدم الخالف الفقهي والقضائي ،حول مدى صحة هذه الشروط التي تنطوي على إعفاء الناقل
البحري من مسؤوليته عن األضرار التي لحقت بالبضاعة أثناء نقلها ،فقد استقر الفقه الفرنسي
()42
والقضاء الفرنسي( ،)43على بطالن مثل هذه الشروط لمخالفتها للنظام العام ،وحجتهم في ذلك أن
الناقل البحري هو الطرف القوي في عقد النقل البحري ،وإجازة مثل هذه الشروط تؤدي إلى
إعفائه من المسؤولية عن عدم تنفيذ التزامه رغم وجود الخطأ في جانبه أو في جانب تابعيه ،كما
أن إدراج مثل هذا الشرط يجعله يتمادى في اإلهمال في تنفيذ التزامه ،كما اعتمد أنصار هذا
الرأي إلى بطالن شروط اإلعفاء من المسؤولية في النقل البري طبقا ً للقانون الصادر في /17
مارس 1905/بشأن النقل البري .لذلك يجب األخذ بنفس الحكم في عقد النقل البحري التحاد العلة
في الحالتين .ولقد كان لقانون 1936األثر المباشر في االستجابة إلى انتقادات الشاحن البحري،
فقد نصت الفقرة األولى في المادة التاسعة منه على إلغاء أي شرط من شأنه إعفاء الناقل البحري
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 218
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
من مسؤوليته الشخصية أو من المسؤولية عن فعل الغير.
فلم يعد هنالك ما اصطلح على تسميته قبل صدور هذا القانون “ شرط اإلهمال أو التقصير”،
أي أثر ،كما ال يحق للناقل البحري بموجب هذه الفقرة أيضا االحتجاج بأي شرط مدرج في سند
الشحن ،والقاضي بإعفائه من مسؤوليته الشخصية أو من المسؤولية عن فعل الغير.
ولم يقتصر األمر على هذا الحد فقد جاء قانون 1966ليحل محل قانون ،1936وليضع ح ًّدا
للجدل القائم حول قانونية شرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية ،فنص في مادتيه (،37
)38على عدم جواز إعفاء الناقل من المسؤولية خالل الفترة مابين استالمه البضائع حتى
تسليمها ألصحابها ،ويعد هذا البطالن من النظام العام ،أي ال يجوز االتفاق على إعفاء الناقل من
مسؤوليته عن األضرار التي تصيب البضاعة إال ما استثني بمقتضى المادة ( )30من القانون
نفسه بخصوص النقل على سطح السفينة ونقل الحيوانات ،كما ال يجوز للناقل اشتراط إعفائه من
المسؤولية عن تأخير وصول البضاعة(.)44
()45
لقد نصت المادة ( ) 29من القانون نفسه صراحة على ما يأتي:
“ يعد باطالً وعديم األثر كل شرط هدفه المباشر أو غير المباشر:
1 .1إعفاء الناقل من المسؤولية المحدودة في المادة .27
2 .2قلب عبء اإلثبات الملقى عليه ،كما هو منصوص عليه في القانون الحالي.
3 .3تحديد المسؤولية بمبلغ يقل عن المبلغ الذي حددته المادة .28
4 .4منع الناقل االستفادة من التأمين على البضائع.
خالصة القول :إن إشكالية مدى صحة شرط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية حسمت في إطار
القانون الفرنسي ،فقد انتهى األمر باعتبار ذلك من الشروط السلبية( )46لتناقضهما ،والمبدأ الذي
أقرته المادة التاسعة في القانون الفرنسي لسنة ،1936أي باعتبار ذلك الشرط باطالً وبدون أي
أثر في مواجهة الشاحن البحري( .)47ولقد ذهب القضاء الفرنسي إلى أبعد من ذلك؛ إذ اعتبر أن
للناقل البحري كامل الحرية في إدراج الشرط الذي تعتبر من خالله مصاريف الشحن أو التسليم
على عهدة الشاحن أو المستلم المرسل إليه “ غير ان ذلك الشرط ال يحدد وال يلغي مسؤولية الناقل
البحري الذي تعتبر كاملة وفقا ً للقضاء الفرنسي(.)48
الفرع الثاني
الحكم القانوني لشرط االعفاء من المسؤولية في القانون البحري المصري واألردني واإلماراتي
أوالً :في القانون المصري:
لقد استقر الفقه( )49والقضاء( )50المصريان على صحة الشروط االتفاقية لإلعفاء من
مسؤولية الناقل البحري ،وحجتهم في ذلك خلو التشريع البحري المصري من النصوص
الخاصة بمسؤولية الناقل البحري إلى حد كبير؛ لذلك لجأ القضاء لسد هذا النقص إلى أحكام
عقد النقل البري في القانون التجاري ،وإلى القواعد العامة في المسؤولية في القانون المدني.
219 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
وبما أن عقد النقل البحري يعتمد في أحكامه على مبدأ سلطان اإلرادة وحرية المتعاقدين،
وبناء على ذلك فجميع ما يرد في عقد النقل البحري من التزامات تقع على طرفيه ،ومن
بين هذه التزامات الشروط التي تنطوي على إعفاء الناقل البحري من المسؤولية عن
األضرار التي تصيب البضاعة أثناء نقلها تعتبر صحيحة .إال أن المادة ( )236من القانون
البحري المصري نصت على ما يأتي “ :يقع باطالً كل اتفاق يتم قبل وقوع الحادث الذي
نشأ عنه الضرر ويكون موضوعه أحد األمور اآلتية:
أ – إعفاء الناقل من المسؤولية عن هالك البضاعة أو تلفها .
ب-تحديد مسؤولية الناقل بأقل مما هو منصوص عليه في الفقرة ( )1من المادة ()233
من هذا القانون.
كما يستند أنصار هذا الرأي إلى التقريب بين شروط اإلعفاء من المسؤولية وحق الترك
المنصوص عليه في المادة ( )30من القانون البحري لمصلحة مالك السفينة التحاد العلة
ذلك وهي طبيعة الرحلة البحرية ،ففي الحالتين يُسْ تعان بأشخاص ذوي خبرة في المالحة
البحرية يمارسون عملهم بعي ًدا عن الرقابة .وأخيراً استند أنصار هذا الرأي الذي ينادي
بصحة هذه الشروط في مصر إلى القواعد العامة في القانون المدني المصري .فالمادة(
) 217/2من القانون المدني المصري تقضي بصحة شروط اإلعفاء من المسؤولية فنصت
على ما يأتي “ :يجوز االتفاق على إعفاء المدين من أية مسؤولية تترتب على عدم تنفيذ
التزامه التعاقدي إال ما ينشأ من غشه أو عن خطئه الجسيم ،ومع ذلك يجوز للمدين أن
يشترط عدم مسؤوليته عن الغش أو الخطأ الجسيم الذي يقع من أشخاص يستخدمهم في
تنفيذ التزامه”.
ثانيا ً :القانون األردني:
لقد أوضح المشرع األردني بجالء وفقا ً لنص المادة ( )213من قانون التجارة البحرية
أن مسؤولية الناقل هي مسؤولية عقدية ،أي التزام بتحقيق نتيجة .وتثور هذه المسؤولية
بمجرد عدم تحقيق النتيجة دون حاجة إلى إثبات وقوع خطأ من الناقل وهو ما أكده القضاء
األردني( ،)51إال أن المشرع األردني قد قرر في المادة نفسها في الفقرات من 1-6حاالت
إعفاء الناقل من المسؤولية إعفا ًء قانونيًا ،كما قرر في المادة ( ) 215من القانون البحري
حاالت بطالن شروط اإلعفاء االتفاقية من المسؤولية .يستفاد من هذا النص أن شروط
اإلعفاء االتفاقية باطلة بطال ًنا مطل ًقا لتعلقها بالنظام العام ،وهذه الشروط هي:
1 .1الشرط الذي يقضي بعدم مسؤولية الناقل البحري عن النقص أو التلف الذي يلحق
بالبضاعة أثناء الرحلة البحرية.
2 .2الشرط الذي يقضي بإعفاء الناقل من المسؤولية التي ترتب عليه بسبب أخطاء الربان
والتابعين التجارية(.)52
3 .3كل شرط يشترطه الناقل بقلب عبء اإلثبات منه إلى الشاحن أو المرسل إليه فهو
شرط باطل؛ ألن فيه تخفي ًفا من عبء المسؤولية عنه.
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 220
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
4 .4اشتراط الناقل حصوله على مبلغ التأمين الذي يعقده صاحب البضاعة عليها،
فهذا الشرط يهدف إلى إعفاء الناقل من المسؤولية بشكل غير مباشر أو على األقل
التخفيف منها.
5 .5شرط التحكيم مع تفويض المحكمين بالصلح ،ألن المحكمين المفوضين بالصلح
يتضمن عدم تقيدهم بما جاء في نص المادة ( )215تجارة بحري في أحكام معتبرة
من النظام العام.
6 .6تواترت أحكام القضاء األردني( ،)53في بطالن شرط انتزاع االختصاص القضائي
من مجال المحاكم األردنية؛ وذلك حفاظا ً على تحقيق مصلحة المواطنين األردنيين.
شرط الجهل بالوزن وما يمثله من شروط إذا لم يتوافر لدى الناقل سبب جدي يحمله
على الشك في بيانات الشاحن وتوافرت لديه الوسائل الكافية للتحقق منها ،وهذا ما
أخذت به محكمة التمييز األردنية(.)54
الخالصة :أن كل شرط يتضمن إعفاء الناقل البحري من المسؤولية أو تخفي ًفا لها على نحو
مخالف للقواعد القانونية يعتبر باطالً وال أثر له.
ثالثاً :في القانون البحري اإلماراتي:
لقد جاء موقف المشرع التجاري البحري اإلماراتي متفقا ً مع الموقف الدولي الذي يقضي
ببطالن االتفاقيات الخاصة باإلعفاء من مسؤولية الناقل البحري ،فنصت المادة()278/1
على ما يأتي “ :يعتبر باطالً كل شرط في سند الشحن أو في أي وثيقة أخرى مماثلة يكون
من شأنه إعفاء الناقل من المسؤولية عن هالك البضائع أو تلفها الناشئ عن اإلخالل
بااللتزامات المنصوص عليهما في هذا الفصل أو يتضمن التخفيف من المسؤولية” .وكذلك
بطالن تنازل الشاحن عن التأمين الذي أبرمه على البضائع للناقل ،بحيث يستطيع الناقل
استرداد مبلغ التعويض الذي يدفعه للشاحن عن طريق استيفائه لمبلغ التأمين ،فال يتحمل
األضرار الناتجة عن الهالك أو تلف البضائع المادة( .)278/2وعلى العكس أباح المشرع
اإلماراتي االتفاق على التشديد من مسؤولية الناقل البحري عن طريق تنازله عن بعض
حقوقه واإلعفاءات المقررة له المادة( .)279/1إن الحكم ببطالن شروط اإلعفاء من
المسؤولية ،ال تشمل المالحة الساحلية وال عقود النقل االستثنائية ،التي تكون البضاعة فيها
أو ظروف شحنها ،أو الظروف االستثنائية التي يتم فيها الشحن تبرر االتفاق على إعفاء
الناقل البحري من المسؤولية عنها.
إال أن المشرع اإلماراتي لم يترك هذه الحاالت االستثنائية دون قيود ،فقد نصت المادة
( )280من القانون التجاري البحري اإلماراتي على شروط صحة االتفاق على اإلعفاء من
المسؤولية في الحاالت االستثنائية ،وهي:
1 .1أال يكون هذا االتفاق مخالفا ً للنظام العام.
2 .2أال يكون متعلقا ً بالعناية التي يجب أن يبذلها عمال الناقل أو وكالؤه أو يقظتهم ،وذلك
بالنسبة للشحن والتشوين والرص والنقل والحفظ والعناية بالبضائع بحراً وتفريغها.
221 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
3 .3أال يصدر سند شحن.
4 .4أن يكون االتفاق في إيصال غير قابل للتداول ،ويؤشر عليها بما يفيد ذلك.
الخالصة :إن الحكم القانوني لشروط إعفاء الناقل البحري من المسؤولية عن الضرر الذي
يلحق البضاعة أثناء نقلها أو هالكها أو تلفها أو الضرر الناتج عن التأخير في القانون
الفرنسي والقضاء الفرنسي اعتبر مثل هذه الشروط باطلة ،وليس لها أي أثر قانوني في
مواجهة الشاحن.
وهو ما أخذ به المشرع األردني والقضاء األردني ،واعتبرها باطلة لتعلقها بالنظام العام.
أما المشرع اإلماراتي فجاء موقفه متفقا ً مع الموقف الدولي الذي يقضي ببطالن االتفاقات
الخاصة باإلعفاء من المسؤولية بالنسبة للناقل البحري ،إال أن هذا البطالن ال يشمل الحاالت
االستثنائية والتي لم يتركها المشرع اإلماراتي دون قيود كما ذكرنا سابقاً.
أما المشرع المصري فجاء على خالف القوانين السابقة؛ حيث يستطيع الناقل البحري أن
ً
شروطا تؤدي إلى إعفائه من المسؤولية وذلك لألسباب السابق يضمن عقد النقل البحري
ذكرها .وهو ما أخذ به الفقه المصري في تفسيره لهذا التشريع .
المطلب الثاني
الموقف من صحة شرط اإلعفاء في إطار اتفاقيتي “بروكسل وهامبورغ”
الضرورة تقتضي معرفة موقف اتفاقية بروكسل من شرط اإلعفاء من المسؤولية في فرع أول،
ثان.
وموقف اتفاقية هامبورغ من صحة هذا الشرط في فرع ٍ
الفرع األول
الموقف من صحة الشرط في إطار اتفاقية بروكسل
اتفاقية بروكسل بدورها جاءت لتقطع الشك باليقين ،إذ إنها توسعت بشكل الفت في إيضاح
الشرط والحاالت التي يعد فيها باطالً ،فاستنا ًدا لنص المادة( ) 3/8جاءت االتفاقية لتفصل في
صحة شرط إعفاء الناقل البحري فنصت على ما يأتي:
1 .1بطالن الشرط أ ًّيا كانت طبيعته ودرجة جسامته بشكل قاطع:
جاء الجزء األول من نص المادة( ) 3/8من اتفاقية بروكسل ليحكم باعتبار أن:
“ كل شرط أو تعاقد أو اتفاق في عقد النقل البحري يتضمن إعفاء الناقل البحري أو ربان
السفينة من المسؤولية عن الهالك أو التلف الالحق بالبضاعة الناشئ من اإلهمال أو الخطأ
أو التقصير في الواجبات أو االلتزامات المنصوص عليها في هذه المادة يعتبر باطالً بطال ًنا
مطل ًقا وال يترتب عليه أي أثر”.
فال يرتب شرط إعفاء الناقل أي أثر قانوني ومصيره البطالن سواء أدرج كشرط في عقد
النقل ،أو اتخذ شكل عقد أو اتفاق مستقل عن عقد النقل البحري ،فحكمه البطالن المطلق،
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 222
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
بصرف النظر عن جسامة فعل الناقل البحري( ،)55سواء كان نتيجة خطأ أو إهمال أو تقصير.
بمعنى أن شرط إعفاء الناقل البحري يعد باطالً سواء كان الفعل الصادر عن الناقل البحري
يسيرً ا أو جسيمًا ،كما يشمل ذلك البطالن شرط التخفيف من المسؤولية أو أي شرط يخالف
أحكام المعاهدة.
2 .2بطالن شرط التنازل عن الحقوق:
لم يكتف الجزء األول من الفقرة الثامنة من المادة الثالثة من اتفاقية بروكسل بالقطع ببطالن
شرط إعفاء الناقل من األخطاء اليسيرة أو تلك الموصوفة بالجسيمة ،بل ذهبت إلى أبعد من
ذلك في جزئها الثاني بان أقرت صراحة:
“ ......ويعتبر كل شرط يتضمن التنازل إلى الناقل عن الحقوق الناشئة عن التأمين أو أي
شرط آخر مماثل بمثابة إعفاء الناقل من المسؤولية” .ومغزى ذلك أن أي شرط يكون من
شأنه التنازل إلى الناقل عن الحقوق الناشئة من التأمين مماثل لذلك الشرط الذي يقضي
بإعفاء الناقل البحري من مسؤوليته ....“ ،ولكنه في حقيقته بمثابة ذلك” ،وهو بذلك يأخذ حكم
شرط اإلعفاء من المسؤولية ،أي يعد باطالً بطالنا ً مطلقا ً وال يترتب عليه أي أثر( . )56الفقه
القانوني بدوره اعتبر من خالل تفسيره لنص المادة آنفة الذكر أن الحكم ببطالن شرط إعفاء
الناقل البحري يشكل قاعدة آمرة ال يجوز مخالفتها ،وهي كما هو سائر أحكام اتفاقية بروكسل
تتعلق بالنظام العام ال يجوز مخالفتها( ،)57أضف إلى سائر الشروط التي يعد بموجبها شرط
إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته باطالً بطالنا ً مطلقاً ،أشار أستاذنا الدكتور مصطفى كمال
طه إلى أن أي شرط مفاده التخفيف من التزامات الناقل البحري عن تلك التي أوضحتها
االتفاقية( .)58أو أي شرط يؤدي إلى قلب عبء اإلثبات فيما يتعلق بمسؤولية الناقل البحري أو
ذلك الشرط الذي يتضمن إعفاء الناقل البحري من المسؤولية سواء عن أخطائه الشخصية أو
أخطاء تابعيه ،يعد باطالً بطالنا ً مطلقا ً(.)59وعلى الرغم من أن اتفاقية بروكسل وضعت -كما
سبق اإلشارة إلى ذلك -حداً فاصالً لصحة شرط إعفاء الناقل البحري بأن قضت ببطالنه
بطالنا ً مطلقا ً إال أنها أقرت بعض االستثناءات ،والتي يعد بموجبها شرط اإلعفاء صحيحً ا
ومنتجً ا آلثاره( ،)60وذلك في حاالت وردت على سبيل الحصر ،وهي كما جاءت بها االتفاقية:
.أنقل الحيوانات الحية:
فقد سبق أن أشرنا إلى أن المادة()30من القانون البحري الفرنسي لسنة 1966استثنت
حالة نقل الحيوانات الحية ،وهو ما جاء في عجز نص المادة ( )211/3من قانون التجارة
البحرية األردني ،بعدم تطبيق األحكام القانونية الخاصة بالتزامات الناقل وشروط اإلبراء من
المسئولية عن البضائع المشحونة على السطح ،وكذلك عن البهائم الحية ،وهو ما أقرته المادة
األولى ،الفقرة السابقة من اتفاقية بروكسل بأن نصت على ما يأتي:
“ كلمة بضائع تشمل األموال واألشياء والبضائع والمواد من أي نوع كانت عدا الحيوانات
الحية والمشحونات التي يذكر في عقد النقل أن نقلها يكون على ظهر السفينة ،وتكون قد نقلت
فعالً بهذه الطريقة” .ولعل مبرر ذلك أن نقل الحيوانات الحية فيه الكثير من المخاطر ويحتاج
223 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
إلى عناية خاصة ،فإذا أ ُ ْخضِ َع للقواعد القانونية أو لقواعد المعاهدة فان ذلك يلحق إجحافا بالناقل
لما يتحمله من التزامات في مثل هذا النوع من النقل دون أن يكون له حق اشتراط إعفائه من
المسؤولية طبقا ً للقواعد القانونية( .)61إضافة إلى أن هذه الحيوانات ال تعتبر بضائع؛ ألن نقلها
يتطلب شروطا ً خاصة ال توجد في غيرها من البضائع ،كاالتفاق على أن يصحبها مندوب
من الشاحن للعناية بها أثناء عملية نقلها إلطعامها وتطبيبها ،وعليه فمن المنطقي أن يشترط
الناقل إعفاءه من المسؤولية عن موت هذه الحيوانات( .)62فالمشرع الدولي وف ًقا لنص اتفاقية
بروكسل لم يستبعد في حكمه على شرط إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته فكرة المخاطر،
بل اعتبر تلك الفقرة استثنا ًء على األصل مبررة المخاطر المصاحبة لنقل الحيوانات ،وعليه
فإن كل شرط يقضي بإعفاء الناقل البحري من مسؤوليته عن نقل الحيوانات الحية على متن
السفينة يقع صحيحً ا ،وينتج آثاره في مواجهة الشاحن البحري.
.بنقل البضائع على ظهر السفينة:
الفقرة السابعة من المادة األولى اعتبرت أن العقد بين الشاحن والناقل البحري والذي يفيد
صراحة نقل البضائع على ظهر السفينة يقوم على فكرة المخاطر ،وإذا ما ا ُّتف َِق على إعفاء
الناقل البحري من مسؤوليته ،يقع والشك صحيحً ا على غرار االستثناء الوارد في نفس المادة
فيما يخص نقل الحيوانات حية .أما داللة صحة ذلك الشرط يكمن في وجود نص ،أو شرط،
أو اتفاق ،أو عقد مكتوب بين الشاحن والناقل ،يقضي بالنقل على ظهر السفينة ،وأن يكون
ذلك النقل قد تم بالفعل بتلك الطريقة ،أي على ظهر السفينة ،فيقع الشرط صحيحً ا ،وينتج
آثاره في مواجهة الشاحن البحري بإعفاء الناقل البحري من مسؤوليته .وبمفهوم المخالفة فإنه
ال صحة لذلك الشرط إذا كان ضم ًنا غير مصرح به كتابة ،فال يجوز للناقل البحري في هذه
الحالة ،وعلى فرض وجود شرط ضمني االحتجاج به لإلعفاء من مسؤوليته ،فالشرط يقع
باطالً(.)63
.جصحة شرط اإلعفاء خارج النطاق الزمني للنقل البحري:
للنقل البحري إطاره الزمني وف ًقا التفاقية بروكسل يبدأ من زمن شحن البضاعة إلى تفريغها
في ميناء الوصول ،فأي شرط يقضي بإعفاء الناقل البحري خارج حدود ذلك اإلطار الزمني
يقع صحيحً ا ،وينتج آثاره كامالً .ويقع على عاتق الناقل البحري أن يثبت إذا ما أحتج بشرط
اإلعفاء من المسؤولية أن اإلهمال أو الخطأ أو التقصير قد وقع قبل عملية الشحن أو بعد
التفريغ في ميناء الوصول ،وفي أي مرحلة ال تطبق فيها أحكام اتفاقية بروكسل على عملية
النقل البحري(.)64
.دالنقل في ظروف استثنائية:
أضافت المادة السادسة من اتفاقية بروكسل استثنا ًء أخيراً يقع بموجب شرط إعفاء الناقل
البحري من مسؤوليته صحيحً ا ،وذلك في الظروف غير العادية كالحرب أو اآلفات الطبيعية،
وحالة البضائع المنقولة كتلك القابلة للتلف في ظروف معينة ،كما لو كانت تحفا ً أثرية أو
بسبب ظروف النقل ذاته كما لو تطلب النقل خرق حصار بحري أو زيادة سرعة السفينة
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 224
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
زيادة غير عادية أو غير ذلك من األمور غير المألوفة في النقل( .)65وقد أوجب الفقه القانوني
حال توافر تلك الحاالت ،وباالستناد لنص المادة السادسة من اتفاقية بروكسل ضرورة توافر
شرطين يكون بموجبهما شرط إعفاء الناقل البحري صحيحا ً ومنتجا ً آلثارة في مواجهة
الشاحن البحري ،وهما(:)66
الشرط األول :أن ال يكون سند الشحن قابالً للتداول .
الشرط الثاني:أن يؤشر في وثيقة النقل على هذه الظروف غير العادية التي يتم فيها النقل أو
على أوصاف البضائع المشحونة.
3 .3أخيرً ا أقرت اتفاقية بروكسل باالستناد إلى الفقرة الرابعة من المادة الرابعة بصحة شرط
إعفاء الناقل البحري من المسؤولية إذا وقع لدى الناقل البحري أو وكيله الشك في صحة
البيانات التي قدمها الشاحن ألحدهما ،وإضافة إلى غياب أو عدم توافر إمكانية علم الناقل
بالبيانات التي هي بحوزة الشاحن ،فللناقل أو وكيله في تلك الحاالت التمسك بشرط إعفائهما
من المسؤولية ،ويقع هذا الشرط صحيحً ا ،وينتج أثره في مواجهة الشاحن البحري.
الفرع الثاني
الموقف من صحة الشرط في إطار اتفاقية هامبورغ
أشارت المادة( ) 23/2،1من اتفاقية هامبورغ صراحة للشروط المخالفة ألحكام االتفاقية وآثارها
على سائر الشروط الواردة في العقد أو أي وثيقة أخرى فنصت على ما يأتي:
“1 .1كل شرط من شروط عقد النقل البحري يرد في سند الشحن أو في أية وثيقة أخرى تثبت عقد
النقل البحري يعتبر باطالً مطلقا ً في حدود ما ينتقص ،بشكل مباشر أو غير مباشر من أحكام
هذه االتفاقية وال يؤثر بطالن هذا الشرط على صحة الشروط األخرى في العقد أو الوثيقة
التي يشكل جزءًا منها ،ويعتبر أي شرط يتضمن التنازل عن الحقوق الناشئة عن التأمين على
السلع إلى الناقل ،أو أي شرط مماثل يقع باطالً بطال ًنا مطل ًقا.
2 .2بالرغم من أحكام الفقرة األولى من هذه المادة ،للناقل أن يزيد مقدار مسؤوليته والتزاماته التي
يلتزم بها بموجب هذه االتفاقية “.
هذا يتطلب أن تبين خصوصية هذا الشرط المخالف ألحكام اتفاقية هامبورغ واالستثناءات
الواردة عليه في فقرتين.
األولى :خصوصية الشروط المخالفة ألحكام اتفاقية هامبورغ:
يشمل البطالن الوارد ذكره في الفقرة األولى من المادة( ) 23من اتفاقية هامبورغ كل ما يخالف
أحكام هذه األخيرة .فاالتفاق الوارد في عقد النقل أو المصاحب له في وثيقة مستقلة أو عقد يتضمن
إعفاءه أو التخفيف من مسؤولية الناقل البحري يعد مخال ًفا ألحكام االتفاقية ،ومآله وال شك البطالن
المطلق في حدود مخالفته لها(.)67
ذلك مما الشك فيه المبدأ العام فيما يخص شرط اإلعفاء أو التخفيف من المسؤولية ،إال أن
225 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
الخصوصية وعلى خالف ما لم يرد ذكره في إطار أحكام اتفاقية بروكسل ،يكمن في باقي
الشروط أو األحكام الوارد ذكرها في عقد النقل أو في الوثيقة المصاحبة له ،أو أي شروط أخرى
ت في إطار ما نصت عليه أحكام اتفاقية هامبورغ ،ذلك أن تلك الشروط تقع صحيحة ويقع أُب ِْر َم ْ
باطالً كل ما ورد ذكره في عقد النقل أو أية وثيقة أخرى ،فالشرط القاضي بتخفيف مسؤولية الناقل
البحري يقع باطالً ويحل محله ما ورد بخصوصه من أحكام في اتفاقية هامبورغ ،فالشرط الباطل
يحل محله حكم االتفاقية(.)68
تلك الخصوصية جاءت لمنع حدوث أي نزاع في حال تم الدفع ببطالن عقد النقل أو أي وثيقة
أخرى لبطالن أحد الشروط الواردة في أي منهما ،مثال ذلك أن ُي ْه َمل إدراج البيانات التي أوجبتها
الفقرة الثالثة من االتفاقية في سند الشحن ،يبقى السند صحيحً ا ويحل محله ما أهمل حكم االتفاقية
فيه( .)69ينتج البطالن المطلق آثاره بين المتعاقدين ،ويمتد ليشمل أيضًا الغير استناداَ للفقرة الثالثة
من المادة( ،)23فأي ضرر يلحق بمصلحة الشاحن أو المرسل إليه يوجب الناقل بتعويضه كامالً
دون تحديد لمسؤوليته على اعتبار أن النقل يخضع ألحكام االتفاقية ،والتي تبطل كل شرط يكون
مخالفا ً لها(.)70
الثانية :االستثناءات الواردة على بطالن الشروط المخالفة ألحكام اتفاقية هامبورغ:
يعتبر بشكل مباشر أو غير مباشر كل اتفاق من شانه إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته أو
التخفيف منها باطالً بطال ًنا مطل ًقا .إن استخالص هذا الحكم يأتي من خالل قراءتنا وتحليلنا لعموم
الفقرة األولى من المادة ( )23والذي يشمل كل شرط ورد ذكره في عقد النقل البحري أو أي وثيقة
أخرى ،ويكون من شأنه أن يخالف أحكام اتفاقية هامبورغ( ،)71عمومية ذلك البطالن جاءت لتشمل
كافة شروط اإلعفاء الجزئي أو الكلي من المسؤولية الملقاة على عاتق الناقل البحري ،بل تشمل
أيضا ً كل ما من شأنه التخفيف من مسؤولية الناقل البحري أو االنتقاص من الحقوق التي قررتها
اتفاقية هامبورغ للمضرور في مواجهة الناقل البحري(.)72
ومما ال شك فيه أن كل ما من شأنه أن يخالف أحكام االتفاقية يقع الغيًا ال أثر قانوني له ،فحدود
مسؤولية الناقل البحري التي أقرتها المادة السادسة من االتفاقية واجبة التطبيق في حال ورود شرط
يخالفها ويقضي بتحديد مسؤولية الناقل البحري إلى الحد الذي ال يتفق وأحكام المادة السادسة،
وحكمة البطالن المطلق ال شك( . )73أضف إلى هذا الحكم سائر األحكام التي أقرتها االتفاقية،
والتي تستوجب التطبيق في حال ورود شرط يخالف أحكامها ،فقد حددت اتفاقية هامبورغ على
سبيل المثال ال الحصر الحاالت التي يقع بموجبها عبء اإلثبات على الناقل وان كل شرط يهدف
إلى نقله إلى الشاحن البحري يعد مخال ًفا ألحكام االتفاقية ،ويقع باطالً بطال ًنا مطل ًقا(.)74
وذات األمر ينطبق فيما يخص الفترة الزمنية التي حددتها االتفاقية للتقادم( ،)75إلى غير ذلك من
األحكام والتي تعتبر قواعد آمره تتعلق بالنظام العام ،وال يجوز بأي حال من األحوال مخالفتها(.)76
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 226
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
الخـــالصـــة:
لقد جاءت اتفاقية بروكسل لتقطع الشك باليقين ،فأبطلت كل شرط يؤدي إلى إعفاء الناقل البحري
بسيطا وكذلك كل شرط ً من المسؤولية ،سواء كان الفعل الصادر من الناقل البحري جسيمًا أو
يؤدي إلى تخفيف مسؤولية الناقل البحري ،ماعدا تلك االستثناءات التي أوردتها االتفاقية ،كنقل
الحيوانات حية ونقل البضاعة على ظهر السفينة إلى غير ذلك.
أما اتفاقية هامبورغ فقد ذهبت إلى أبعد من ذلك ،حيث أبطلت أي شرط يرد في عقد النقل البحري
أو أي وثيقة أخرى ،دون أن يؤثر ذلك على شروط العقد األخرى ،بل نصت على إحالل ما ورد
بخصوصية من أحكام في االتفاقية .كما أنها لم تستثن الحيوانات الحية ،والنقل على سطح السفينة
من أحكامها ،وإذا تضررت أو هلكت فالناقل مسؤول .
الخــاتـمة:
تجلت لنا -مما تقدم -األهمية القانونية لدراسة مسؤولية الناقل البحري خصوصًا تلك المتصلة
بقانونية شرط اإلعفاء من مسؤوليته في كل من قانون التجارة البحرية األردني ،وكل من اتفاقيتي
بروكسل وهامبورج ،فضالً عن بعض القوانين األخرى ذات الصلة ،أبرزها القانون الفرنسي
الخاص بالنقل البحري للبضائع عن طريق البحر لسنة .1966لقد كان لدراسة مسؤولية الناقل
البحري أهميتها من خالل هذا البحث ،حيث توصلنا إلى النتائج اآلتية :
أوالً:لقد اعتمدنا -بادي ذي َبدء -على تحديد الطبيعة القانونية للنقل البحري في مواجهة
الشاحن ،ففي القانون البحري األردني ،هي مسؤولية عقدية؛ ألن مصدرها العقد؛ لذلك
فالخطأ مفترض بحكم القانون .فالتزام الناقل البحري هو التزام ببذل عناية ،بينما اعتبر
القضاء األردني أن التزام الناقل البحري هو التزام بتحقيق نتيجة ،وهذا ما أخذ به المشرع
اإلماراتي .أما القانون المصري فهو التزام ببذل عناية على الرغم من اختالف الفقه في هذا
الصدد ،فيما يرى البعض أنه خطا مفترض ،أو خطأ واجب إثباته ،يرى البعض اآلخر أنه
التزام بتحقيق نتيجة ،وهو ما أيده القضاء المصري .أما وف ًقا التفاقية بروكسل فإنَّ الخطأ
يعتبر مفترضًا ،فهو التزام ببذل عناية وإن لم ينص على ذلك صراحة ،أما اتفاقية هامبورج
فهو التزام بتحقيق نتيجة.
ثانياً:أما اإلطار الزمني الذي خطه قانون التجارة البحرية األردني ،واستقر عليه اجتهاد محكمة
التمييز األردنية فيبدأ من شحن البضاعة وصوالً إلى تفريغها و تسليمها إلى المرسل إليه،
إذ ال شك أن لذلك االطار أهميته في تحديد مسؤولية الناقل البحري ومن ثم التعويض عن
األضرار التي تلحق بالنقل البحري خالل ذلك اإلطار الزمني ،ولذلك خلصنا إلى أنه يبدأ من
شحن البضاعة وصوالً إلى تفريغها وانتهاء إلى اإلطار الزمني؛ ولذلك خلصنا إلى أنه يبدأ
من شحن البضاعة وصوالً إلى تفريغها وانتها ًء بتسليمها .وعرفنا أن لذلك اإلطار الزمني
مفاعيله في إطار عقد النقل البحري أبرزها محور هذه الدراسة ،بطالن أي شرط من شأنه
إعفاء الناقل البحري من مسؤوليته.
227 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
ثالثاُ:أما فيما يتعلق بمدى صحة شرط اإلعفاء من المسؤولية ،فالقانون الفرنسي و القضاء
الفرنسي أعتبرها باطلة وليس لها أي أثر قانوني في مواجهة الشاحن ،وهو ما أخذ به
القانون والقضاء األردني ،واعتبرها باطلة لتعلقها بالنظام العام ،أما المشرع اإلماراتي فجاء
موقفه متف ًقا مع الموقف الدولي ببطالن االتفاقات الخاصة باإلعفاء من المسؤولية بالنسبة
للنقل البحري ،أما القانون المصري فجاء مخال ًفا للقوانين السابقة؛ حيث يستطيع الناقل
البحري أن يضمن عقد النقل البحري شروطا ً تؤدي إلى إعفائه من المسؤولية ،أما اتفاقية
بروكسل فأبطلت كل شرط يؤدي إلى إعفاء الناقل البحري من المسؤولية أو التخفيف منها
مع بعض االستثناءات .
إال أن اتفاقية هامبورج ذهبت إلى أبعد من ذلك؛ فقد أبطلت أي شرط يرد في عقد النقل البحري
أو أي وثيقة أُخرى دون أن يؤثر على شروط العقد األخرى ،كما لم تستثن الحيوانات الحية والنقل
على سطح السفينة من أحكامها.
التوصيات:
أوالً:نقترح أن يتضمن قانون التجارة البحرية األردني نصا ً بأن أساس مسؤولية الناقل البحري
هو التزام بتحقيق نتيجة و ليس التزامًا ببذل عناية ،وهو ما أخذت به اتفاقية هامبورج ،وأخذ
به القضاء األردني في الكثير من أحكامه ،وكذلك القضاء المصري ،وأيده أغلبية الفقه.
ثانياً:نقترح إجراء تعديل على نص المادة( ) 211من قانون التجارة البحرية األردني ليكون
الناقل مسؤوالً من لحظة تسليم البضاعة للشاحن إلى حين تسليمها فعليا ً إلى المرسل إليه
أو من يمثله .وهو ما أيده القضاء األردني ،وأخذت به أغلبية الدول واالتفاقيات الدولية،
إذ الشك أن لذلك اإلطار أهميته في تحديد مسؤولية الناقل البحري ،ومن ثم التعويض عن
األضرار التي تلحق بالنقل البحري أبرزها محور هذه الدراسة ،بطالن أي شرط من شأنه
إعفاء الناقل البحري من مسؤولية .
ثالثا ً :نقترح أن يتضمن قانون التجارة البحرية األردني نصا ً صريحا ً يقضي ببطالن أي شرط
يرد في عقد النقل البحري أو أية و ثيقة أخرى مع عدم استثناء نقل الحيوانات الحية و النقل
على سطح السفينة وهو ما أخذت به اتفاقية هامبورج.
تلك هي خالصة هذه الدراسة ،والتي اعتبرها الغالبية الكبرى من الفقه القانوني نقلة نوعية
للمشرعين الوطني و الدولي بعد أن كان لذلك الشرط صالحيته المطلقة في إعفاء الناقل البحري،
صالحية ال شرعية قانونية لها في قانون التجارة البحرية األردني مع اإلقرار ببعض االستثناءات،
والذي يعد فيها ذلك الشرط صحيحً ا ،وهي استثناءات ال تشمل بأي حال من األحوال الناقل
البحري.
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 228
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
قائمة المراجع:
أوالً :المراجع باللغة العربية:
البارودي ،علي ،العقود وعمليات البنوك .منشأة المعارف اإلسكندرية - ، 1982 ،القانون
البحري .الدار الدجامعية االسكندرية .1982
السنهوري،عبد الرزاق – الوسيط في شرح القانون المدني – نظرية االلتزام بوجه عام و مصادر
االلتزام .دار النشر للجامعات المصرية القاهرة .1952جـ.1
الشرقاوي ،محمود ،القانون البحري – دار النهضة العربية – القاهرة .1993
الشرقاوي ،سمير .العقود البحرية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1993 ،
القيلوبي ،سميحة ،موجز القانون البحري ،مكتبة القاهرة.1964 ،
العطير ،عبدالقادر ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية ،مكتبة دار اليمامة ،عمان – األردن
.1999 ،
أنطاكي ،رزق هللا ،والسباعي ،نهاد ،موسوعة الحقوق التجارية ،الحقوق البحرية ،تحت الطبع.
بالقاسم ،إعراب ،شروط اإلعفاء من المسؤولية المدنية .رسالة ماجستير .جامعة الجزائر .الجزائر
.1984
حسني ،أحمد .عقد النقل البحري في القانون البحري المصري الجديد رقم 8لسنة ،1990منشأة
المعارف ،اإلسكندرية .1991 ،
حسين ،محمد .القانون التجاري األردني ،ط ، 2عمان ،األردن .1992 ،
زكي ،جمال الدين محمود :مشكالت المسؤولية المدنية .مطبعة جامعة القاهرة ،القاهرة .1978
زكي ،جمال الدين :الوجيز في نظرية االلتزام ،دار النهضة العربية ،القاهرة .1968
صرخوه ،يعقوب .الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية الكويتي والحوادث البحرية ،الكويت
.1984
طه ،مصطفى كمال .دروس في القانون البحري .المكتب المصري الجديد للطباعة والنشر،
اإلسكندرية .1962
طه ،مصطفى كمال .القانون البحري .المكتب المصري الجديد للطباعة والنشر ،اإلسكندرية
.1982
عباس ،زهير؛ حلو أبو حلو .الوجيز في شرح القانون التجاري األردني .الجزء األول .الطبعة
األولى .مكتب إياد – األردن .2000
229 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
عوض ،علي جمال الدين .القانون البحري ،دار النهضة العربية ،القاهرة .1987
عمر ،عمر فؤاد .إعفاء الناقل البحري من المسؤولية .دراسة مقارنة في عقد النقل البحري
للبضائع .الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر 2000م.
قايد ،بهجت .مسؤولية الناقل البحري للبضائع في ظل اتفاقية هامبورغ ،دار النهضة العربية،
القاهرة ،بدون سنة طبع.
الفي درادكة :النطاق الزمني لمسؤولية الناقل البحري :دراسة مقارنة بين أحكام قانون التجارة
البحرية األردني وقواعد هامبورغ .مجلة المنارة ،جامعة آل البيت ،المجلد ( ،)13العدد(،)9
السنة .2007
محسن ،شفيق ،الجديد في القواعد الدولية الخاصة بنقل البضائع بالبحر وفقا التفاقية هامبورغ .
محاضرات لطلبة الدكتوراه ،جامعة القاهرة .1979
محمدين ،جالل وفاء .دروس في القانون البحري الجديد .مكتبة اإلشعاع الفنية – اإلسكندرية
.1992
محمدين ،جالل وفاء .صدى فعالية قواعد مسؤولية الناقل البحري للبضائع في القانون البحري
الحديد في حماية الشاحن المصري .مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية ،عدد
.14/2/1993
ملش ،محمد .مستقبل اتفاقية األمم المتحدة لنقل البضائع بالبحر 1978في الدول النامية،
ورقة بحثية مقدمة إلى المؤتمر الدولي األول عن مشاكل النقل البحري في الدول النامية .
اإلسكندرية .أكتوبر – نوفمبر .1984
يونس ،علي حسن .العقود البحرية ،دار الفكر العربي .القاهرة .1978
يحيى ،سعيد .مسؤولية الناقل البحري وفقا ً التفاقية األمم المتحدة لنقل البضاعة لعام 1978
منشأة المعارف ،اإلسكندرية.1986 ،
ثانياً :المراجع باللغة الفرنسية:
Ripert: Traité de droit maritime 4ème édition.T.I.N846.
Muzuaghi (A)le déclin des clauses d’exonération de responsabilité
sous l’influence de l’ordre public nouveau. These.paris.1979.
Carver. Carriage of goods by sea, 11 edit . 1936.
bonnecase ‘ traits de duoit de duoit maritime’ no s17 – sauvage
manuel pratique de transport des marchandses par men .
Rodiere :- traité général de droit maritime.tom 11, Dalloz paris 1968.
ثالثا ً :القوانين:
شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية املجلد 11العدد 1 230
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
-قانون التجارة البحرية األردني رقم 12لسنة ،1966نشر في الجريدة الرسمية العدد
،1410بتاريخ .30/3/1966
-القانون البحري الفرنسي سنة .1966
-القانون البحري المصري رقم 8لسنة .1990
-قانون التجارة البحرية اإلماراتي رقم 26لسنة ،1981المعدل بالقانون االتحادي رقم 11
لسنة .1986
رابعا ً :االتفاقيات الدولية:
-اتفاقية“ ،بروكسل” .1924
-اتفاقية “هامبورج” .1978
الهوامش:
1 .1انظر روتسار . Rutsaertأساس المسؤولية العقدية _باريس _ بروكسل . 1930أشار
إليه د .جمال زكي في مؤلفه “ مشكالت المسؤولية المدنية “ مطبعة جامعة القاهرة 1978
جـ 1ص د .وانظر أيضا ً د .جمال زكي “ الوجيز في نظرية االلتزام “ دار النهضة العربية
القاهرة 1968جـ 1فقرة . 238
2. BRUN, Rapports et domaine des Responsabilités contractuelles
et délictuelle Lyon 1931. 17.4
3 .3بران _ Brunالمرجع السابق رسالة ليون . Lyon -1931فقرة 4وما بعدها .
4 .4محمود جمال الدين زكي .مشكالت المسؤولية المدنية .مطبعة جامعة القاهرة . 1978 .
جـ . 1ص . 7
5 .5د .عبد الرزاق السنهوري .الوسيط في شرح القانون المدني .نظرية االلتزام بوجه عام .
مصدر االلتزام .دار النشر للجامعات المصرية :القاهرة .1952 ،جـ 1ص .749،750
6 .6محمود جمال الدين زكي – المرجع السابق الجزء . 2ص 9وما بعدها .
7 .7د .عبد الرزاق السنهوري .المرجع السابق .ص 751وما بعدها .
8 .8د .علي البارودي “ العقود و عمليات البنوك “ منشأة المعارف _ اإلسكندرية سنة .1982
ص . 181
9 .9قانون التجارة االردني رقم ( )12لسنة ،1966نشر هذا القانون في الجريدة الرسمية العدد
( )1910بتاريخ 30/3/1966م.
1010د .زهير عباس ،د .حلو أبو حلو “ .الوجيز في شرح القانون التجاري االردني “ الجزء
231 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
االول ط 1مكتبة اياد عام 2000ص . 311
1111د .محمد حسين اسماعيل “ القانون التجاري االردني “ ط 2عمان .دار الثقافة للنشر و
التوزيع 1991 .ص . 284
1212قانون التجارة البحرية االردني رقم 12لسنة 1972المنشور في الجريدة الرسمية العدد
2357بتاريخ . 6/5/1972
1313د .عبد القادر العطير “ الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية “ مكتبة دار الثقافة .االردن
. 1999ص . 384
1414انظر تمييز حقوق اردني :رقم 675/82مجلة نقابة المحامين االردنيين عام 1983
ص . 243حيث يبين القرار ان مسؤولية الناقل البحري مفترضة .و أيضا ً القرار رقم
منشور عام . 2003ص . 719و القرار رقم 1943/97سنة النشر 576/2002
. 1998العدد .7صفحة . 2585
1515قانون التجارة البحرية اإلماراتي رقم 26لسنة 1981المعدل بالقانون االتحادي رقم 11
لسنة 1988م.
1616القانون البحري المصري رقم 8لسنة . 1990
1717د .أحمد حسن “ عقد النقل البحري في القانون البحري المصري رقم 8لسنة ، 1990منشأة
المعارف اإلسكندرية 1991ص . 184بهجت قايد “ مسؤولية الناقل البحري للبضائع في
ظل اتفاقية “هامبورج” ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،ص . 47
1818د .سمير الشرقاوي “ العقود البحرية “ -دار النهضة العربية ط ( )4القاهرة 1994ص
. 141انظر أيضا ً د .علي جمال الدين عوض القانون البحري .دار النهضة العربية
.1987ص .287
1919مصطفى كمال طه ،دروس في القانون البحري المصري الجديد ،الدار الجديدة للطباعة و
النشر .اإلسكندرية 1968م ،ص .230
2020حكم طعن مصري رقم ،253جلسة 15/12/1966م ،ص 17ص . 1962انظر أيضاً:
علي جمال الدين عوض ،المرجع السابق ص .255
2121د .جالل وفاء محمد ين ”،مدى فعالية قواعد مسؤولية الناقل البحري للبضائع في القانون
البحري الجديد في حماية الشاحن المصري “ ،مجلة الحقوق للبحوث القانونية واالقتصادية
. 14،2،1193ص 50وما بعدها .
2222نتيجة الصراع المستمر بين الشاحنين ورجال المصارف ،وشركات التأمين من جهة،
والناقلين من جهة أخرى انعقد مؤتمر دولي في الهاي ( هولندا) عام 1924م ،فوضع
المؤتمر مشروع اتفاقية دولية سميت بقواعد الهاي ،ونظراً للطابع االختياري لهذه القواعد،
فإنها لم تحقق الغرض منها ،مما دعا المجتمع الدولي إلى عقد مؤتمر دبلوماسي في بروكسل
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 232
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
اتخذ قواعد الهاي أساسا ً لعمله ،وأسفر المؤتمر عن توقيع معاهدة بروكسل لتوحيد قواعد
الشحن في 25/8/1924م.
2323انظر أستاذنا الدكتور محسن شفيق :محاضرات في القواعد الدولية الخاصة بنقل البضائع
بالبحر ،اتفاقية هامبورج .محاضرات أ ُ ْل ِق َي ْ
ت على طلبة الدكتوراه بجامعة القاهرة 1979م.
2424سعيد يحيى ،مسؤولية الناقل البحري وفقا ً التفاقية األمم المتحدة لنقل البضائع عام :1978
قواعد هامبورج ،منشأة المعارف ،اإلسكندرية ،1986ص . 35
2525د محسن شفيق ،المرجع السابق ،ص.45 :
2626انعقد في الفترة من /6-31مارس 1978في مدينة هامبورج بألمانيا االتحادية مؤتمر األمم
المتحدة الخاصة بنقل البضائع بالبحر ،وعلى إثر المداوالت التي تمت به ،انتهى األمر إلى
تبني اتفاقية األمم المتحدة الخاصة بنقل البضائع بطريق البحر لعام ،1978والتي تسمى
أيضا ً ( بقواعد هامبورج) ،وهذه االتفاقية أُعدت لتحل محل اتفاقية بروكسل عام ،1924
والبروتوكل المعدل لها عام 1968م .وبناء على اتفاقية هامبورج 1978الخاصة بنقل
البضائع بطريق البحر سينتهي العمل باتفاقية بروكسل عام 1924المعمول بها لمدة طالت
على 50عاما تقريبا .
2727د .سعيد يحيى ،المرجع السابق ،ص .36
2828د .عبد القادر العطير ،المرجع السابق ،ص . 387
2929د .رزق هللا نطاكي و د .نهاد السياعي ،موسوعة الحقوق التجارية ،ج ، 5الحقوق التجارية
البحرية ،دمشق ،ص .306
3030د .محسن شفيق ،المرجع السابق ،ص ،44د .محمد ملش :مستقبل اتفاقية األمم المتحدة
لنقل البضائع بالبحر لسنة 1978في الدول النامية ،ورقة بحثية مقدمة إلى المؤتمر الدولي
األول عن مشاكل النقل البحري في الدول النامية ،اإلسكندرية – أكتوبر – نوفمبر ،1989
ص . 12
3131د .علي البارودي ،القانون البحري ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،1988،ص .248
3232نصت الفقرة األولى من المادة الخامسة من اتفاقية هامبورغ على ما يأتي:
“ يسأل الناقل عن الخسارة التابعة عن هالك البضائع أو تلفها ،وكذلك الناتجة عن التأخير في
التسليم ،إذا وقع الحادث الذي تسبب في الهالك أو التلف أو التأخير أثناء وجود البضائع في
عهدته على الوجه المبين في المادة 4مالم يثبت الناقل أنه قد اتخذ هو ومستخدموه ووكالؤه
ماكان يلزم بشكل معقول من تدابير لتجنب الحادث وتبعاته”.
33. Ripert: Traité de droit maritime 4ème édition.T.I.N846.
34. Muzuaghi (A) LE Déclin DES CLAUSES D’exonération de
responsabilité sous l’influence de l’ordre public nouveau, thèse
233 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
paris 1979.p.189
3535جاء قانون هارتر Harterسنة 1893على إثر الصراع الحاد خالل تلك الحقبة الزمنية
بين الناقل البحري من جهة و الشاحن من جهة أخرى ،فالشاحن كان يسعى إلى إلغاء جميع
أنواع ما اصطلح على تسميته بشرط اإلهمال أو التقصير المدرج من ِق َب ِل الناقل البحري،
هذا األخير بدوره كان يسعى إلى جعله شرطا ً صحيحا ً يعتد به بغية إعفائه أو أحد تابعية من
المسؤولية .راجع تفاصيل ذلك فيCarver. Carriage of goods by sea , 11 :
.edit, 1936, n. 19. p .18
3636د.عمر فؤاد عمر ،إعفاء الناقل البحري من المسؤولية ،دراسة مقارنه في عقد النقل البحري
للبضائع ،الطبعة األولى ،دار النهضة العربية ،مصر ،عام ،2000ص . 239
37. Carver. Carriage of goods by sea, 11 edit . 1936.n.19.p.18
3838تمييز حقوق رقم 1772لسنة 1997سنة النشر 1996نقابة المحاميين األردنيين ص.110
وانظر أيضاً :الفي درادكة ،النطاق الزمني لمسؤولية الناقل البحري :دراسة مقارنة بين
أحكام قانون التجارة البحرية األردني وقواعد هامبورغ .مجلة المنارة ،جامعة آل البيت،
المجلد ( ،)13العدد ( ،)9السنة ،2007صفحة 113وما بعدها.
3939تمييز حقوق رقم /1772سنة ،1997سنة النشر ،1996نقابة المحاميين األردنيين ص
.110وانظر أيضاً :تمييز حقوق رقم ، 1317/92مجلة نقابة المحاميين األردنيين سنة
1993صفحة .2081
4040تمييز حقوق رقم /1443سنة ،1997سنة النشر ،1998نقابة المحاميين األردنيين .2585
وانظر أيضاً :الفي درادكة ،المرجع السابق .صفحة .120
41. Muzuaghi (A) LEDECLIN des clauses d’exonération de
Responsabilité sous l’influence de l’ordre public nouveau. Thèse
.paris.1979.p.192 .
42. Bonnecase ` traité de droit maritime; note 17-ouvrage manuel
pratique de transport des marchandises par mer – no 114.
4343انظر حكم محكمة بوردو /4جازيت باليه ،1921الجزء الثاني .267و حكم محكمة
مرسيليا ،19/6/1916المحكمة الدولية رقم .33ص . 371
44. Rodiere : traité général de droit maritime .tom 11,Dalloz paris
1968.363
4545لقد استثنى األمر الصادر في 18جوان 1966بموجب نص المادة 30منه ،نقل الحيوانات
الحية .
46. Muzuaghi (A) le déclin des clauses d’exonération de
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 234
حلو عبدالرحمن أبو حلو ( ) 237-205
responsabilité sous l’influence de l’ordre public nouveau. These.
Paris . 1979 .p. 190.
47. C.I.V 16 mai D.M.F 1949 -411 .note Ripert .
48. Trib.com.Bordeaux . 16-jan -1959 D.M.F. 1959,612
4949د .علي حسن يونس ،العقود البحرية ،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1978 ،ص .90د.
مصطفى كمال ،القانون البحري ،المكتب المصري ،الجديد للطباعة والنشر ،اإلسكندرية
،1982ص .495ود .علي البارودي ،المرجع السابق ،ص .21د .علي جمال الدين
عوض ،القانون البحري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1987 ،ص .495د .سميحة
القيلوبي ،موجز القانون البحري ،مكتبة القاهرة الحديثة 1969ص . 270
5050نقض مصري الطعن رقم 272جلسة ،17/5/1966مجموعة أحكام النقض السنة . 17
ص . 1199
5151د .عبد القادر العطير ،المرجع السابق ،ص . 384
5252انظر تمييز حقوق أردني رقم ، 610/88مجلة نقابة المحامين األردنيين لعام 84ص
،997وتمييز حقوق رقم ، 1321مجلة نقابة المحامين األردنيين عام 93ص .997
5353تمييز حقوق أردني رقم ، 549/88مجلة نقابة المحاميين األردنيين النقابة لعام 1990ص
.1713
5454انظر حكم التمييز األردنية رقم ،252/83مجلة نقابة المحاميين األردنيين سنة 1984ص
،308وحكمها رقم 567/83مجلة نقابة المحاميين األردنيين عام 1984ص . 195انظر
أيضا ً تمييز حقوق رقم ،626/84مجلة نقابة المحاميين األردنيين عام 1966ص .1682
5555د.علي البارودي ،القانون البحري ،الدار الجامعية ،1988،ص 218ومابعدها.
5656د.علي حسن يونس ،المرجع السابق ،فقرة 269ومابعدها ...د.أحمد حسني ،النقل البحري
الدولي للبضائع والحوادث البحرية ،منشأة المعارف باإلسكندرية ،1980،ص ،209د.علي
البارودي ،المرجع السابق ،ص .219
5757السابق،ص .219
5858د.مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص.217
5959د .مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص.308
6060د .مصطفى كما طه ،المرجع السابق ،ص.308
6161د.محمود الشرقاوي ،القانون البحري ،دار النهضة العربية ،القاهرة،1993 ،ص.412
6262د.علي البارودي ،المرجع السابق ،ص265
235 املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م
اآلثار الناشئة عن الطبيعة القانونية ملسؤولية الناقل البحري عىل إدراج رشط اإلعفاء من املسؤولية
دراسة تحليلية يف إطار قوانني التجارة البحرية واتفاقيتي “بروكسل وهامبورج” ( ) 237-205
6363د .مصطفى كمال ،المرجع السابق ،ص .308
6464د .يعقوب صرخوه ،الوسيط في شرح قانون التجارة البحرية الكويتي ،الحوادث البحرية،
الكويت ، 1989ص.393
6565د.علي البارودي ،المرجع السابق ،ص.265
6666إعراب بالقاسم ،شروط اإلعفاء من المسؤولية المدنية ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر،
،1984ص.131
6767د.عبدالقاددر العطير ،المرجع السابق ،ص.403
6868د.أحمد حسين،المرجع السابق،ص.225
6969د .أحمد حسني ،المرجع السابق ،ص ،65د.محسن شفيق ،الجديد في القواعد الدولية،
ص.190
7070د.محسن شفيق ، ،الجديد في القواعد الدولية ،المرجع السابق ،ص.189
7171د.مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص.320
7272د .أحمد حسني ،المرجع السابق ،ص.303
7373د .جالل وفاء محمدين ،قانون التجارة البحرية،1997،ص.322
7474د .كمال حمدي ،قواعد هامبورغ،ص.104
7575د.محسن شفيق ،الجديد في القواعد الدولية ،المرجع السابق ،ص .188أورد الفقه القانوني
جملة من األمثلة أوضح من خاللها ،استنا ًدا ألحكام اتفاقية هامبورج أن كل شرط يخالف
أحكام االتفاقية يقع باطالً بطال ًنا مطل ًقا يستوجب تطبيق ما أقرته االتفاقية بشأنه ،فالمادة 21
منها منحت المدعي الحق في اختيار المحكمة المختصة ،كذلك األمر بشأن التحكيم الوارد
حكمة في المادة22؛ ألن كل ما يخالف ذلك الحد هو بحسب الفقه القانوني تقيداً لحقوق
المدعي ،وهو بحسب اتفاقية هامبورغ باطالً بطالنا ً مطلقاً ،راجع أستاذنا الدكتور محسن
شفيق ،الجديد في القواعد الدولية ،المرجع السابق،ص.187
7676د.سمير الشرقاوي ،العقود البحرية،المرجع السابق،ص .161د.كمال حمدي ،المرجع
السابق ،ص.104
املجلد 11العدد 1 مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية شعبان 1435هـ ،يونيو 2014م 236
) 237-205 ( حلو عبدالرحمن أبو حلو
The Effects of the Legal Nature of the Sea
Carrier’s Liability on the Exclusion of Liability
Clauses – an Analytical Study in Maritime
Trade Laws and the Brussels and Hamburg
Conventions
Helo A. Abu-Helo
Faculty of Law - Yarmok University
Irbd - Jordan
Abstract
It is known that the penalty for establishing civil liability arises
from the breach of an existing obligation, whether liability is based
on a contractual obligation (liability on contract) or a statutory
obligation (liability on tort). Jurisprudence and court decisions tend
to distinguish between these two kinds of liability when it comes to
examining exclusion of liability clauses. This article focuses on the
civil consequences of the legal nature of the liability of sea carriers.
It is important to determine whether the carrier’s obligation is one
of achieving a certain end-result or one of exerting due diligence.
The period of responsibility of the carrier will also be examined. The
article also examined the validity of exemption clauses inserted
by the sea carrier in a contract of carriage by sea under national
laws, such as the French, Jordanian, Egyptian and UAE laws as
well as under relevant international conventions, namely Brussels
and Hamburg Conventions.
The article concluded that an exclusion of liability clause inserted
in a contract of carriage by sea or any related document is invalid,
while the rest of the contract remains valid.
237 1 العدد11 املجلد مجلة جامعة الشارقة للعلوم الرشعية والقانونية م2014 يونيو،هـ1435 شعبان