Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫خصائص الدولة‬

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول ‪ :‬الشخصية المعنوية للدولة‬

‫المطلب األول ‪ :‬المقصود بالشخصية المعنوية للدولة‬

‫الفرع األول ‪ :‬إنكار الشخصية المعنوية للدولة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تأيد الشخصية المعنوية للدولة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نتائج الشخصية المعنوية للدولة‬

‫الفرع األول ‪ :‬وحدة الدولة و استمرارها‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الذمة المالية للدولة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المساواة بين الدول‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬السيادة‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم السيادة للدولة‬

‫الفرع األول ‪ :‬المقصود بسيادة الدولة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص سيادة الدولة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مظاهر السيادة‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نظريات سيادة في الدولة‬

‫الفرع األول ‪ :‬نظرية سيادة الحاكم‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية سيادة األمة‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬نظرية سيادة الشعب‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬خضوع الدولة للقانون‬

‫المطلب األول ‪ :‬التطور التاريخي لخضوع الدولة للقانون‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظريات الفلسفية لدولة القانون‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المبادئ الوضعية التي تقوم عليها دولة القانون‬

‫خاتمة‬
‫مقدمة‬

‫تشكل الدولة ابرز ظاهرة في الحياة االجتماعية ‪ ،‬فهي عبارة عن مؤسسة سياسية ذات سلطة ملزمة في إقليم معية على الشعب المكون لها ‪،‬‬
‫فما قمنا بصدد ذكره يمثل أركان الدولة فال تقوم أي دولة إال بها ‪ ،‬إضافة إلى ذلك فلكل دولة خصائص تميزها عن باقي الدول األخرى ‪ ،‬و‬
‫لقد كتب في ذلك أو في هذا الموضوع الكثير نظرا ألهميته ‪،‬‬

‫االشكالية‪ :‬ماهي خصائص التي تقوم عليها الدولة؟ وهل يمكن االستغناء على احدها؟‬

‫و من خالل قراءتنا للمراجع المتحصل عليها قمنا بتسطير خطة سنقوم من خاللها‬

‫‪ la personne morale‬المبحث األول ‪ :‬الشخصية المعنوية‬

‫تتمتع الدولة بالشخصية المعنوية أو القانونية‬

‫المطلب األول ‪ :‬المقصود بالشخصية المعنوية للدولة‬

‫‪ .‬الشخص المعنوي هو شخص قانوني متميز على اآلدميين بأنه قادر على اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات‬

‫ويقصد بالشخصية المعنوية للدولة‪ ،‬أهلية الدولة الكتساب الحقوق و التحمل بااللتزامات التي يفرضها القانون‪ ،‬بمعنى أهلية الوجوب و أهلية‬
‫‪.‬األداء‬

‫وهذا يعني أن شخصيتها منفصلة عن شخصيات األفراد المكونين للدولة سواء الذين يمارسون السلطة و الحكم فيها أو المحكومين و هذا ما‬
‫‪ .‬دفع بعض الفقهاء إلى تعريف الدولة بأنها تشخيص القانوني لألمة‬

‫و لقد ذهب بعض الفقهاء إلى إنكار الشخصية للدولة و البض اآلخر إلى إثباتها‬

‫الفرع األول ‪ :‬إنكار الشخصية المعنوية للدولة‬

‫يذهب أصحاب هذا ا لفريق إلى إنكار الشخصية المعنوية للدولة ألنهم يعتبرون الدولة على أنها ظاهرة اجتماعية موجودة بانقسام فئتين حاكمة‬
‫‪ .‬و محكومة و فالفئة األولى هي التي تضع القوانين و الثانية تخضع لتلك القوانين و لسلطتها‬

‫‪ jen’ai jamais déjeuné avec une personne‬أنه لم يتناول طعامه مع شخص معنوي )‪ G Jeze‬ومنهم من ذهب إلى القول (جيز‬
‫فإنه يرى أن الدولة مجرد جهاز المرافق يعمل في خدمة الجماعة ‪ ،‬و كذلك النمساوي كلسن الذي يرى أن ‪ G.Scello‬و أما ‪morale‬‬
‫الدولة مجموعة من القواعد القانونية اآلمرة‪ ،‬و بالتالي يرفض كل من هؤالء الفقهاء فكرة الشخصية المعنوية للدولة‬

‫و منهم أيضا منيرى و على رئسهم (روزنبرج) أن الشعب محور النظام السياسي و ‪ ،‬ذلك أنه هو الذي ينشئ الدولة ويفرض القانون و يمنح‬
‫رمز الحدة العرقية الذي يقود المجتمع إلى مثله األعلى المتمثل في السواد الجنس اآلري ‪ ،‬و أما الماركسية يرون ‪ Fûhrer‬السلطة الفوهرر‬
‫أن الدولة هي جهاز يخدم الطبقة المستغلة و إجبار الطبقة الكادحة على قبول المر الواقع و هذا كله ما هو إلى حيلة وبالتالي هذا الفريق أيضا‬

‫‪12‬‬
‫يرفض الفقهاء فكرة الشخصية المعنوية للدولة بحجة أن الطبقية و االستبداد الطبقة الحاكم على المحكومة و لكن العيب في األشخاص و ليس‬
‫‪ .‬في الفكرة‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تأيد الشخصية المعنوية للدولة‬

‫يعترف الكثير من الفقهاء بالشخصية المعنوية للدولة مثلها مثل المنضمات والجمعيات و المؤسسات ‪ ...‬و منه فتمتع الدولة للشخصية المعنوية‬
‫يمنحها القدرة على التمتع بالحقوق و التحمل بااللتزامات بموجب القانون الوضعي‬

‫‪ :‬و بالتالي فكرة الشخصية المعنوية يترتب عنها نتائج و هي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نتائج الشخصية المعنوية للدولة‬

‫‪:‬الفرع االول ‪:‬دوام الدولة ووحدتها‬

‫ان تتمتع الدولة بالشخصية المعنوية يترتب عليه ظهور شخص قانوني متميز ومنفصل على األشخاص الحاكمين وينتج عن ذلك تمتعهابصفة‬
‫الدوام واالستمرار وان زوال األشخاص اليؤثر في بقائها كما اليؤدي الى اسقاط حقوقها السماح لها بالتحلل من إلتزاماتهافتبقى بذلك‬
‫المعاهدات المبرمة بينها وبين الدول قائمة وحقوق األفراد وحرياتهم محميةوفقا القوانين الموضوع كما تبقى القوانين سارية ال تعدل اال اذا‬
‫‪.‬اقتضت المصلحة العامة ذلك وفقالالجراءات المقررة‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تمتع الدولة بذمة مالية خاصة بها‪2/‬‬

‫يقتضي االعراف بالشخصية المعنوية للدولة‪ ٫‬االعتراف لها باالستقالل على األشخاص الحاكمين وهذا االستقالل ينتج عن ان الدولة لها حقوق‬
‫و عليها االزما ت وللحصول على حقوقها والوفاء بالتزاماتها يجب ان تكون لها ءمة مالية مستقلة عن ذمام األشخاص المسيرين لها ومن هنا‬
‫فإن التصرفات التي يقوم بها األشخاص الحاكمين باسم الدولةولحسابها تعود إلى ذمة الدولة سواءا كانت حقوق اوالتزامات‬

‫‪:‬الفرع الثالث ‪:‬المساواة بين الدول ‪3/‬‬

‫إن االعتراف بالشخصية المعنوية بعد اكتمال امانها ينتج عنه ظهور شخص قانوني دولي جديد متساوية مع الدول ااالخرى ن حيث انها‬
‫اشخاص معنوية و إن كان للجوانب العسكرية و اإلقتصادية دور في مجال التأثير على مجريات األحداث الدولية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬السيادة‬

‫ان السلطة في الدولة تتميز عن غيرها من السلطات العامة والخاصة بأنها سيادة والسيادة تعرف على انها مجموعة من االختصاصات تنفرد‬
‫بها السلطة السياسية في الدولة وتجعل منها سلطة عليا آمرة وتمكنها من فرض إرادتها على غيرها من األفراد والهيئات كما تجعلها غير‬
‫خاضعة لغيرها في الداخل والخارج‪.‬‬

‫وتعتبر الدولة كاملة السيادة اذا كانت تتمتع بكل مظاهر سيادتها الداخلية و الخارجية وبأن تكون حرة في وضع دستورها واختيار نظام الحكم‬
‫الذي ترتضيه‪ ،‬وتبنى النظام االجتماعي و االقتصادي الذي تراه مناسبا‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫وتعتبر الدولة ناقصة السيادة اذا شاركتها دولة اجنبية او هيئة دولية في ممارسة بعض اختصاصاتها االساسية مثل الدولة المحمية والتابعة و‬
‫)الموضوعة تحت االنتداب والوصاية( ‪1‬‬

‫الفرع االول‪:‬المقصود بسيادة الدولة‬

‫لقد اتخذت السيادة في البداية مفهوما سياسيا ثم مفهوما قانونيا‪ .‬والسيادة تعني االستقالل المطلق وعدم التبعية إلي سلطة سواء في الداخل‬
‫أو الخارج‪.‬‬

‫وكان الهدف آنذاك وخاصة في فرنسا هو تحقيق االستقالل عن كل من الكنيسة و االمبراطورية من جهة وكذالك تكريس التفوق على‬
‫االقطاع في الداخل من جهة أخرى‪.‬‬

‫أما المفهوم القانوني للسيادة فيعني ملك السلطات الحكوم ية وممارستها من قبل الدولة إلن السيادة تسمح للدولة بأن تمارس اختصاصاتها‬
‫لوحدها اقليميا وعلى شعبها سواء بالنسبة لممارسة السلطة القضائية او تنظيم المرافق العمومية‪ .‬وكذالك تسمح لها بممارسة اختصاصاتها‬
‫بشكل مستقل عن اي سلطة اخرى ويكون شامال وليس محدودا‪.‬‬

‫وي رى هوريو أن السيادة بالمفهوم القانوني هي أكثر دقة وتفسيرا للسيادة بالمفهوم السياسي إلنها تتيح فهم قابلية السيادة لالنقسام أي أن‬
‫مجموعة حقوق السلطة العامة يمكن أن تقسم وأن توزع بين مختلف أصحابها وبهذا الصدد فهي تفسر السبب في اعتراف القانون الدولي‬
‫‪.‬بالدولة الناقصة السيادة الى جانب الدول كاملة السيادة‬

‫الفرع الثاني‪:‬خصائص سيادة الدولة‬

‫‪:‬تتمتع السيادة بعدة خصائص تتمثل في‬

‫‪.‬أ‪ /‬انها سلطة قائمة على أساس القانون‪ :‬اإلنها تسمح للقائمين على حكم قواعد قانونية ملزمة‬

‫‪.‬ب‪ /‬أنها سلطة اصلية‪ :‬أي أن سلطتها ذاتية وغير مستمدة من سلطة اخرى لكونها كذالك التخضع إلي سلطة اخرى مهما كانت‬

‫ج‪ /‬انها سلطة عليا‪ :‬فال توجد سلطة اخرى مساوية لها في المرتبة أو أعلى منها‪ ،‬وهذه الصفة تسمح للدولة بفرض إرادتها على السلطات‬
‫‪.‬الموجودة في الداخل‬

‫ورغم ماوجه للسيادة من نقد قد يكون وجيها احيانا‪ .‬فال يزال يعتبرها القانون الدولي ركنا أساسيا في النظام الدولي الحالي إذ ينص ميثاق‬
‫األمم المتحدة على أنها تقوم على مبدأ المساواة في السيادة بين جميع أعضاءها ونتيجة لذالك فليس لها الحق في التدخل في الشؤون الدخلية‬
‫للدول‪،‬ولكن يالحظ بأن السيادة لم تعد م طلقة لما تفرضه ضرورات التعامل الدولي وكذالك األمن والسلم العالميين من قيود على هذه السيادة‬
‫فقد تخلت الدول عن حقها في اللجوء إلى الحرب إال في حاالت ضيقة كالدفاع الشرعي مثال‪ .‬رغم ان هذا الحق كان يعتبر مطلقا كنتيجة‬
‫لسيادة الدول المطلقة‪ ،‬كما ان فكرة العولمة أص بحت تشكل تهديدا جديدا لها‪ ،‬وهذا على المستوى الدولي أما على المستوى الداخلي فإنها سيادة‬
‫‪.‬غير مطلقة اإلنها مقيدة باحترام الحقوق والحريات العامة وسيادة القانون‬

‫المطلب الثاني نظريات السيادة في الدولة‬

‫‪ :‬إن السيادة في الدولة تعني من هو الصاحب الفعلي للسيادة‪ ،‬وهناك عدة نظريات في هذا الشأن‬

‫الفرع االول‪ :‬السيادة للحاكم‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫حيث يعتقدون بأن السيادة تعود للحاكم (الملك) الذي تسلمها من هللا وهي سيادة مطلقة‪ ،‬وكان الدافع إلى هذا القول هو محاولة التخلص من كل‬
‫‪.‬من البابا و االمبراطور من جهة وكذالك إفتكاك السلطة من االقطاع من جهة أخرى‬

‫وساد الخلط آنذاك بين فكرة السلطة السياسية وشخص الملك ولكن بعد قيام الثورة الفرنسية ثم الفصل بين االثنين‪ ،‬وقيل بأن السيادة تعود‬
‫‪.‬لألمة‬

‫الفرع الثاني السيادة لألمة‪:‬‬

‫السيادة تعود لألمة باعتبارها شخصا معنويا متميزا عن االفراد المكملين لها وهي تختلف عن مجموع المواطنين المتواجدين في زمن معين‬
‫‪.‬على اقليم الدولة فال سيادة لفرد أو لجماعة من األفراد بل السيادة لألمة ككل‬

‫واإلن األمةكيان غير قادر على التعبير عن نفسه بنفسه لذالك تم اللجوء إلى فكرة النيابودة ومحاولة وضع تفسير يسمح بإيجاد تطابق بين‬
‫‪.‬إرادة األمةو إرادة النائب والممثل‬

‫‪:‬النتائج المترتبة على نظرية األمة‪:‬‬

‫‪.‬أ‪ /‬أن سيادة األمة وحدة واحدةغير قابلة للتجزئة او إالنقسام أو التصرف أو التنازل‬

‫‪ .‬ب‪ /‬أن السيادة اليمكن أن يعبر عنها إال بواسطة ممثلين أكفاء‪ ،‬والناخبون ال يعتبرون مؤهلين للتكلم بإسمها‬

‫ج‪ /‬أن االنتخاب وظيفة بما أن األمةكيان مجرد وغير قادر على التعبير عن نفسه بنفسه فإن من يساعد األمةعلى ذالك يقوم بوظيفة‪.‬‬
‫‪.‬وبالتالي يمكن إعتماد ايلوب االقتراع اإلجباري‬

‫‪ .‬ه‪ /‬أن االقتراع ال يكون بالضرورة عامل بل مقيدا أي مبني على شرط الكفاءة والعلم والثروة أو االنتماء إلى طبقة إجتماعية معينة‬

‫و‪ /‬تتماشى نظرية سيادة األمة مع النظام النيابي اإلنها ال تمارس إال عن طريق النيابة‬ ‫‪.‬‬

‫‪ .‬ز ‪ /‬تفرض و كالة اختيارية وليست إلزامية‪ ،‬وهي تتصف بأنها عامة وغير قابلة للنسخ‬

‫النقد‪:‬‬

‫في البداية لعبت هذه الفكرة دورا ايجابيا ضد استبداد الدولة‪ .‬أما اليوم أصبحت الهيئات الحاكمة مقيدة بالقوانين وتعمل لصالح ‪1/‬‬
‫‪.‬الجماعةلذالك فقد فقدت أهميتها‬

‫‪15‬‬
‫تشكل خطرا على حقوق وحريات األفراد وتؤدي إلى االستبداد اإلن السيادة تعود لألمةوليست لألفراد المكونين لها وعليه تصبح القوانين ‪2/‬‬
‫‪.‬مجرد تعبير عن االرادة ضد مصالحهم وحرياتهم وهذا مايؤدي إلى إطالق أيدي الهيئات العامة مما قد يحدث معه االستبداد‬

‫الفرع الثالث‪:‬السيادة الشعبية‪:‬‬

‫‪.‬إن السيادة تعود للشعب باعتباره مكون من أفراد ولدوا احرارا ومتساوين بحيث تنقسم بينهم السيادة وبشكل متساوي‬

‫النتائج المترتبةعلى السيادة الشعبية‪:‬‬

‫انها تتالءم مع النظم الديمقراطية المباشرة والشبه مباشرة _‬

‫‪.‬أنها ال تتماشى إال مع النظام الجمهوري _‬

‫أن االنتخاب يعت _‬

‫أن االنتخاب يعتبر حقا وليس وظيفة (االن كل فرد الشعب السياسي يمتلك جزءا من السيادة)‪.‬‬

‫ان النائب يعتبر وكيال عن ناخبيه اإلنه يمثل جزءا من السيادة يمتلكها ناخبوه وهي وكالة إلزامية تتصف بأنها شخصية محددة المضمون _‬
‫)مسبقا‪ ،‬قابلة للفسخ‬

‫أن القانون يعبر عن إرادة أالغلبية ويجب على األقلية االذعان له‪_ .‬‬

‫النقد‪:‬‬

‫أن الناخبين ليسوا دائما على صواب واإلقرار لهم بحق عزل النائب يجعله خاضعا لهم ومراعيا لمصالحهم دون مصلحة األمة في حالة‬
‫التعارض معها‪ .‬أن التجزئة السيادة ال تمنع من تعسف السلكات الحاكمة‪ .‬لقد اصبح في الوقت الحاضر التعارض بين النظرتين تعارض‬
‫‪.‬نظريا‪ .‬اذا أصبح إقتراعا عاما وليس مقيدا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نظريات سيادة في الدولة‬

‫أي من هو صاحب السيادة في الواقع ؟ ولإلجابة على هذا اإلشكال ظهرت عدة اتجاهات‬

‫الفرع األول ‪ :‬نظرية سيادة الحاكم‬

‫‪16‬‬
‫حتى أواخر القرن ‪ 18‬م كان يعتقد بأن السيادة تعود للحاكم (الملك) و هي سيادة مطلقة و ساد الخلط آنذاك بين السلطة السياسية و شخص‬
‫الملك و بعد ظهور المبادئ الديمقراطية في العصر الحديث انقسم الفقهاء إلى اتجاهين ‪ ،‬اتجاه يحدد صاحب السيادة في األمة و اتجاه يحدد‬
‫صاحب السيادة في الشعب‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نظرية سيادة األمة‬

‫هذه النظرية تعتبر أن السيادة ليست للحاكم و إنما لألمة تنتسب نظرية سيادة األمة إلى جون جاك روسو في كتابه الشهير "العقد االجتماعي"‬
‫على مبدأ سيادة اإلرادة العامة التي نشأت بالعقد االجتماعي و هذه اإلرادة العامة ليست حاصل جمع اإلرادات الجزئية لألفراد و لكن إرادة‬
‫الكائن الجماعي قيل بأن السيادة وحدة واحدة ال تتجزأ أو غير قابلة للتصرف فيها أو التنازل عنها فهي ملك األمة وحدها ‪ ،‬وقد اعتنقت الثورة‬
‫الفرنسية هذه الفكرة و حولتها إلى مبدأ دستوري إذ نص إعالن حقوق اإلنسان و المواطن سنة ‪ 1789‬على أن األمة مصدر كل سيادة‪ ، 3‬و‬
‫يترتب على هذه النظرية نتائج منها‬

‫‪.‬تنج النظام النيابي التقليدي و هذا عند األحد بعدم التجزئة السيادة ‪1-‬‬

‫‪ .‬االنتخاب وظيفة وليس حقا و األخذ باالقتراع المقيد ‪2-‬‬

‫النائب ممثل لألمة و التنكر لمفهوم الوكالة اإللزامية ‪3- .‬‬

‫‪ :‬و لقد تم نقد هذه النظرية و منها‬

‫إن اعتبار األمة وحدة واحدة مستقلة عن أفرادها المكونين لها يؤدي العتراف لها بالشخصية المعنوية وبالتالي إلى قيام شخصين معنويين‬
‫‪ .‬يتشاركان على إقليم واحد وهما الدولة واألمة‬

‫األخذ بنظرية سيادة األمة يؤدي إلى االستبداد ألن السيادة مطلقة‬

‫إن مبدأ سيادة األمة استنفذ أغراضه ال توجد حاجة في الوقت الحاضر لألخذ بهذه النظرية‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬نظرية سيادة الشعب‬

‫تعترف هذه النظرية بالسيادة للشعب باعتباره مكون من أفراد ولدوا أحرار و متساوين بحيث تنقسم بينهم السيادة و يشكل متساوي و يقصد‬
‫هنا الشعب السياسي و ليس االجتماعي ‪.‬‬

‫و من النتائج المترتبة علي سيادة الشعب‬

‫االنتخاب حق و ليس وضيفة ألن المواطن له جزء من السيادة و هو حق عام لكل الشعب السياسي‬

‫تتناسب هذه النظرية مع الديمقراطية المباشرة على عكس نظرية سيادة األمة التي تتناسب مع الديمقراطية النيابية و أنها ال تتماشى إلى مع‬
‫النظام الجمهوري‬

‫القانون وفقا لنظرية سيادة الشعب يعد تعبير عن إرادة األغلبية و على القلية اإلذعان له‪.‬‬

‫‪ :‬و تنقد هذه النظرية على النحو التالي‬

‫أن الناخبون ليسوا دائما على صواب و األفراد لهم بحق عزل النائب في حالة التعارض مع مصالحهم تجزئة السيادة ال تمنع من تعسف‬
‫السلطات الحاكمة لقد أصبحا االقتراع في أغلب الدول حقا و ليس وضيفتا و عاما وليس مقيدا و منه التعارض أصبح نظريا فقط‬
‫‪17‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خضوع الدوله للقانون‬

‫‪..‬المطلب االول‪ :‬التطور التاريخي لخضوع الدولة للقانون‬

‫جعلت العصور القديمه فكره اخضاع الحاكم لقواعد تسموا عليه ففي القديم كان الحاكم عبارة عن اله مصغر منفذ بمشيئة إلهية وكان _‬
‫اإلغريق أصحاب فضل لبروز الديمقراطيه وذلك عبر مطالب‬

‫‪ .‬ظهور المسيحية )‪1‬‬

‫يمكن اعتبار التعاليم المسيحية أنها وضعت النواة األولى لخضوع الدوله للقانون حينما كرست حرية العقيدة فميزت بين الفرد بوصفه إنسان‬
‫‪ .‬والفرد بوصفه مواطن‬

‫‪ .‬ظهور اإلسالم )‪2‬‬

‫بين ظهور المسيحية وعصر النهضة وبينما كانت اوربا تتحسس ظلمات الجهل عرفت البشرية االسالم فالدولة اإلسالمية كانت أول من‬
‫‪ .‬خضعت للقانون فاالسالم قد عرف فكرة الحقوق قبل ان تظهر عند الفالسفه بعشره قرون‬

‫‪ .‬عصر النهضة في أوربا ‪3).‬‬

‫يبدأ هذا العصر في أواخر القرن ‪ 15‬وهناك عوامل ساعدت ترعرع هذه األفكار منها ‪:‬‬

‫أ ) بلورة األفكار التحررية‬

‫ب ) انقسام الكنيسة بعد ظهور المذهب البروتستانتي‬

‫هذه العوامل ساعدت على إبراز حركية واسعة للسطان المطلق على الملوك‬

‫‪..‬فجر العصور الحديثة )‪4‬‬

‫بروز معالم هذه المرحلة تبدأ في القرنين ‪17‬و ‪ 18‬مع البحوث والدراسات العديدة فيرى أن الشعب صاحب السيادة في الدولة مانتج عن‬
‫ظهور احتجاجات أهمها الثورة الفرنسية التي ألهمت المفكرين ‪.‬‬

‫د‪/‬اوصديق فوزي ‪ ،‬الوافي في شرح القانون الدستوري ‪/‬الجزء ‪/1‬الطبعة األولى ‪،‬الجزائر ‪،‬ص ‪( 142/141/140‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النظريات الفلسفة لدولة القانون‬

‫اوال ‪ :‬نظريات الحقوق‬

‫تقوم هذه النظريات علي اساس ان حقوق األفراد وحركاتهم السابقة علي وجود الدولة وانها باعتبارها كذالك فقوانين الدولة يجب أن ال تسمو‬
‫عليها وال يحق بالتالي للحاكم ان يمسها القانون الطبيعي غير انها وان لعبت دورا في تقيد سلطة الحاكم كما بينا اال انها تعرضت النتقادات‬
‫‪18‬‬
‫شديدة هزت اركانها فالقول بوجود حقوق طبيعية قول يتصف بالخيال فالفرد اليمكن ان يحصل علي حق اال في إطار العيش مع المجموعة‬
‫ذالك انه قبل تلك الفترة كان يعيش منعزال وكانت سلطة علي األشياء المطلقة كما ان فكرة العقد هي فكرة خيالية أيضا نعم يثبت تاريخيا ان‬
‫‪ .‬األفراد اجتمعوا فيما بينهم من أجل إقامة نضام سياسي معين‬

‫وفضال عما سبق فإن هذه األفكار كانت سببا في إطالق الحرية اال قتصادية وتقيد دور الدولةمما نتج عنه االستغالل فاحش للطبقات الفقيرة‬
‫‪.‬من قبل االغنياء والذي كان سببا في بروز األفكار االشتراكية التي طالبت بتدخل الدولة للحد من ذالك االستغالل‬

‫ان القانون من صنع الدولة ‪،‬ونضرا > ‪ Ihring et Gelenick‬يري أنصار هذه النضرية وعلي رأسهم الفقه االلماني <اهرنج وجيلينيك‬
‫لكون هذه األخيرة صاحبة السلطة العليا والسيادة‪ ،‬فإنه ال يصح القول بأنها تلتزم بالخضوع له مطلقا وال يحق لها التحلل الن ذالك يعني إنكار‬
‫السيادة وعلو سلطتها في الدولة‬

‫فهؤالء الفقهاء رغم اعترافاتهم بفكرة خضوع الدولة للقانون نتيجة معارضاتهم للسلطة المطلقة اال انهم يرون في إجبار خضوع الدولة‬
‫للقانون خروجا عن فكرة السيادة الكاملة ‪،‬وبالتالي العتراف بسلطة تفرض عليها مثل ذالك الخضوع فنكون أمام سلطة وسيادة الدولة‬

‫وتبرير لرأيهم هذا وتجنبا للخروج عن فكرة السلطة المطلقة يقولون بأن الدو لة التلتزم بالقوانين التي تضعها اال بمحض ارادتها غبر ان هذه‬
‫االرادة كما يقولون يجب أن تتبنى وتلتزم بما تسنه من قوانين ‪،‬فال يتصور وضع قواعد قانونية تكوم ملزمة لالفراد وغير ملزمة للدولة‬

‫وقد انتقدت هذه النضرية لكونها تمنح الدولة حتي الخروج عن القانون الذي تسنه وبالتالي فإن ذالك اعتراف لها بتعديل وإلغاء القوانين وفق‬
‫مشيتها‬

‫ثالثا ‪ :‬نظرية التضامن االجتماعي‬

‫أقام هذه النضرية العالمة دوجي ويري بأنه طالما ان القانون من صنع الدولة فإنه اليمكن القول بضرورة خضوعها له ‪،‬ألن ذالك الخضوع‬
‫)ال يتحقق اال اذا كان القانون يجد مصدره في سلطة اعلي من سلطة الدولة (‪187‬‬

‫والسلطةالتي تعلو الدولة عند دوجي هي التضامن االجتماعي‪ .‬منه يكتسب القانون صفته اإلسالمية وليس من سلطة الحكام وهذا معناه فصل‬
‫القانون عن الدولة من حيث المصدر الذي هو التضامن االجتماعي ‪.‬لذالك فإن الدولة تكون شانها شان األفراد ملزمة به وكذا الحاكمين الذين‬
‫‪ .‬اليحق لهم اصدار اوامر واجبار األفراد علي القيام بعمل معين اال اذا استدعت ذالك مقتضيات التضامن االجتماعي‬

‫ويقول بأن وضيفة الدولة وضيفة قانونية ‪،‬وأن تلك القوانين التي تضعها تبقي شرعية طالما كانت تؤدي الي تدعيم وتطور التضامن‬
‫االجتماعي ‪،‬ومن هنا نجده ال يعترف بالفكرة القائلة بمنح السيادة لدولة ‪،‬ألن في ذالك اعتراف لها بسلطة عليا تسمح لها بتحليل من التزاماتها‬
‫قبل األفراد نضرا الختالفها عنهم نتيجة تمتعها بالسيادة والشخصيةالمعنوية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬المبادئ الوضعية التي تقوم عليها دولة القانون‬

‫المبادئ الوضعية التي تقوم عليها دولة القانون ‪:‬‬


‫نقصد بالمبادئ التي تقوم عليا دولة القانون بالعناصر التي تميز دولة القانون أو ما هي الضمانات لذلك أي التي تضمن خضوع جميع نشطات‬
‫‪:‬الدولة للقانون و هي كاألتي‬
‫ضرورة وجود الدستور ‪:‬الفرع األول‬
‫ففيه تحدد اختصاص كل ‪،‬ضرورة وجود الدستور و هو من أهم الضمانات‬
‫سلطة من السلطات الثالث و يقيدها و هو المنشأ لها و عليه االلتزام بنصوصه و احترام مبادئه‬

‫‪19‬‬
‫األخذ بمبدأ تدرج القواعد القانونية ‪:‬الفرع الثاني‬
‫و يجب اعتماد مبدأ ‪،‬الدستور هو في قمة الهرم ثم يليها القانون الوضعي ثم اللوائح و القرارات التنظيمية و أخيرا القرارات اإلدارية الفردية‬
‫‪.‬القانون األدنى ال يتعارض مع القانون األعلى سواء من حيث الموضوع أو الشكل‬
‫الفصل بين السلطات ‪:‬الفرع الثالث‬
‫يعود هذا المبدأ إلى الفقيه منتسكيو و هذا حيث يرى هذا األخير أنه على كل سلطه أن تقون بمهامها و ال يكون تداخل في ذلك وال يكون‬
‫‪,‬أي على السلطة التشريعية سن القوانين و السلطة التنفيذية بتنفيذ تلك القوانين و الكشف عنها ‪،‬تجاوز في االختصاص والمهام الموكلة لها‬
‫‪.‬وأما السلطة القضائية تقوم بتطبيق القوانين على نزاع يعرض أمامها‬
‫سيادة القانون ‪:‬الفرع الرابع‬
‫‪.‬و بفرض على الشعب المكون للدولة التقيد بالنظام القانوني القائم و وضع ضمانات للمحكومين‬
‫الرقابة القضائية على األعمال اإلدارية ‪:‬الفرع الرابع‬
‫العمل على أن يق القضاء ضد أي تعسف من اإلدارة ألن الرقابة القضائية أكثر فعالية من أي رقابة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫و هي أساس مباشرة الدولة لنشاطها كوحدة قانونية لها ذمة مالية مستقلة ‪،‬فكل دولة تتميز عن غيرها و ذلك بخاصية الشخصية المعنوية لها‬
‫و كذلك تتميز الدولة بخاصية السيادة التي تمكنها من فرض إرادتها في الداخل و ‪،‬عن األفراد المكونين لها سواء كانوا حكام أو محكومين‬
‫فكل من هذه الخصائص ال بديل ‪ ،‬زد على دلك خضوع الدولة للقانون و لسيادته و ال إلرادة الحاكم كما كان عيه الشعوب القديمة ‪،‬الخارج‬
‫عنها لقيام دولة القانون‬

‫‪1 10‬‬

You might also like