Professional Documents
Culture Documents
رأسمالية السوق الحر
رأسمالية السوق الحر
يرادف عدم التدخل ما ُيطلق عليه اليوم اقتصاد السوق الحر الرأسمالي الصارم الذي برز خالل أوائل ومنتصف القرن
التاسع عشر ،باعتباره أحد ُمثل الليبرالية الكالسيكية واجبة التحقيق .من المتفق عليه أن العناصر الضرورية لعمل السوق
الحر المثالي تشمل الغياب التام للتنظيم الحكومي واإلعانات المالية وضغوطات السعر االعتباري (أو سعر الظل)
واحتكارات المنح الحكومية (غالًبا ما يصنفها أنصار السوق الحر تحت مسمى االحتكار اإللزامي) ،باإلضافة إلى غياب
الضرائب والتعريفات الجمركية باستثناء ما يلزم الحكومة منها لتوفير الحماية من اإلكراه والسرقة والحفاظ على السلم
وحقوق الملكية ،وتوفير السلع العمومية األساسية .يرى الليبرتاريون اليمينيون أنصار الالسلطوية الرأسمالية أن الدولة
غير شرعية أخالقًيا وغير ضرورية اقتصادًيا ،بل مدّمرة أيًض ا .على الرغم من االرتباط الشائع بين مبدأ عدم التدخل
والرأسمالية ،يوجد نظام يميني مشابه يعتمد مبدأ عدم التدخل ،وُيطلق عليه اسم السلطوية السوق الحر أو السلطوية السوق
اليسارية أو اشتراكية السوق الحر لتمييزه عن رأسمالية عدم التدخل ]11[]10[]9[.وهكذا ،يدعي ُنّقاد مبدأ عدم التدخل أن النظام
[]13[]12
القائم على هذا المبدأ حقيقًة هو نظام اشتراكي تحرري مناهض للرأسمالية بالضرورة.
رأسمالية الرفاهية[عدل]
المقالة الرئيسية :رأسمالية الرفاهية
رأسمالية الرفاهية هي نظام اقتصادي رأسمالي يشمل السياسات العامة المؤيدة لألحكام التي توفر خدمات الرفاه
االجتماعي .تشمل اآللية االقتصادية لهذا النظام سوًقا حًر ا وسيادة المشاريع والمنشآت االقتصادية ذات الملكية الخاصة،
بالتزامن مع توفير خدمات الرفاه العالمية الساعية إلى تعزيز استقالل األفراد وتحقيق أكبر قدٍر من التكافؤُ .يعد النموذج
[
النوردي (نموذج الشمال األوروبي) للرأسمالية السائدة في أوروبا الشمالية أحد األبرزة المعاصرة عن رأسمالية الرفاهية.
]14
نماذج إقليمية[عدل]
النموذج األنجلو-سكسوني[عدل]
المقالة الرئيسية :نموذج أنجلو-سكسوني
ُت عد الرأسمالية األنجلو-سكسونية أحد أشكال الرأسمالية السائدة في الدول الناطقة باإلنجليزية ،وتتجسد بوضوح في اقتصاد
الواليات المتحدة األمريكية .يختلف هذا النموذج عن نماذج الرأسمالية األوروبية ،كاقتصاد السوق االجتماعي في القارة
األوروبية ونموذج الشمال األوروبي .تشير الرأسمالية األنجلو-سكسونية إلى نظام قائم على سياسات االقتصاد الكلي،
وبنية سوق رؤوس األموال السائدة في اقتصادات الدول الناطقة باإلنجليزية .من سمات النموذج األنجلو-سكسوني معدالت
الضرائب المنخفضة واألسواق المالية األكثر انفتاًح ا ،وانخفاض مستوى حماية األجور في سوق العمل ،ونموذج أقل
سخاًء من دولة الرفاهية ،باإلضافة إلى تجّن ب خطط المفاوضة المشتركة بين الموظفين وأرباب العمل ،والموجودة في
[]15
نموذجي الرأسمالية الشمالي واألوروبي.
نموذج شرق آسيا[عدل]
يشمل نموذج رأسمالية شرق آسيا دوًر ا فعااًل لالستثمار الحكومي ،ومؤسسات القطاع العام في بعض األحيان .تنخرط
الدولة في دوٍر نشط لتحفيز التنمية االقتصادية عبر تقديم إعانات مالية وتسهيل الشركات الوطنية العمالقة ،واعتماد نموذج
نمو قائم على الصادرات .تختلف التطبيقات الفعلية لهذا النموذج حسب البلد ،وينطبق هذا النموذج على
اقتصادات الصين واليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية وتايوان وفيتنام.
في علم االقتصاد السياسيُ ،يستخدم مصطلح متعلٌق باقتصاد شرق آسيا الرأسمالي ،هو الدولة التنموية.
االشتراكية[عدل]
المقالة الرئيسية :اشتراكية السوق
اشتراكية السوق هي نموذج من اقتصاد السوق ذي الملكية االجتماعية لوسائل اإلنتاج .في اقتصاد السوق االشتراكي،
تعمل الشركات وفق أحكام العرض والطلب بهدف تعظيم الربح ،لكن االختالف الرئيس بين اشتراكية السوق والرأسمالية
[]16
هو أن األرباح في األولى تتراكم لصالح المجتمع ككل ،وليس ألصحاب الملكيات الخاصة.
تختلف االشتراكية عن اشتراكية السوق بعالمة فارقة هي وجود سوق لعوامل اإلنتاج ومعيار ربحّية المشاريع والمنشآت
التجارية .باإلمكان استخدام األرباح المأخوذة من المنشآت ذات الملكية العامة في شتى الطرق لالستثمار مجدًد ا في مزيٍد
من اإلنتاج ،وبالتالي تمويل الحكومة والخدمات االجتماعية مباشرة ،أو توزيع األرباح على عامة الجماهير عبر العائد
[]17
االجتماعي أو نظام الراتب األساسي.
يدعي أنصار اشتراكية السوق ،كياروسالف فانِيك ،أن األسواق الحرة حًق ا غير قابلة للوجود في ظّل الملكية الخاصة
لألمالك اإلنتاجية .يؤكد فانيك على أن االختالفات الطبقية وتفاوت الدخل والسلطة الناجم عن الملكية الخاصة هي ما تدفع
بالطبقة المسيطرة إلى تحقيق مصالحها عبر حرف السوق لصالحها ،إما عن طريق االحتكار والتحّك م في السوق ،أو عبر
[]18
استخدام ثروتها ومواردها لسّن تشريعات حكومية تفيد مشاريعها التجارية الخاصة.
هو نموذج اقترحه األلمانيان ألفريد أرماك ولودفيغ إيرهارت يجمع بين اقتصاد السوق الحر ،مثل قدرة اقتصاده متطورة
عالية الكفاءة وتوفير المنتجات ،وفي نفس الوقت تالفي مساوئ طرق المنافسة الشرسة وعدم السماح باالنفراد بتصنيع
المنتجات (منع االحتكار) ومن استغالل العاملين وذلك عن طريق السماح بتكوين نقابات عمال قوية وعدم السماح لعمليات
تجارية تسيئ إلى النظام االجتماعي .فالغرض من اقتصاد السوق االجتماعي هو تحقيق أكبر مستوى للرخاء مع تأمين
المجتمع والعاملين .وفي ظل هذا النظام القتصاد السوق االجتماعي ال تتصرف الحكومة سلبيا كما هو في اقتصاد السوق
الحر ،وإنما تتدخل الحكومة على هامش مجرى االقتصاد الذي يكون إلى أبعد الحدود في القطاع األهلي المدني ،مثل
[
تحفيز النشاط االقتصادي ،وضع سياسات تضمن منافسة أمينة سليمة ،وسياسات اجتماعية تخص العاملين والمواطنين" .
]19
ويقر وزير االقتصاد السابق في ألمانيا -وكان قد زار مصر في الستينيات من القرن الماضي بغرض تقديم اقتراحات إلى
الحكومة المصرية آنذاك -يقر لودفيغ إيرهارد أن السوق من نفسه اجتماعي .ويوضح تلك الفكرة بتأكيده على أن االقتصاد
[]20
يكون أكثر اجتماعيا كلما زادت حريته.
أما ألفريد أرماك فهو يرى في اقتصاد السوق االجتماعي أنه «يحاول الجمع بين مثالية العدالة ،والحرية ،والنمو
[]21
االقتصادي في أنظومة متوازنة معقولة»
التطبيق:
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية التي خرجت منها ألمانيا مدمرة تماما ،اتبعت اقتصاد السوق االجتماعي الذي وضعه
لودفيج إيرهار ،فأسس المجتمع المدني شركات تساهمية لإلنتاج وإعادة البناء تعززها في ذلك المصارف والبنوك ،نعرف
منها اليوم شركات مثل مرسيدس بنز وفولكسفاجن وباير لألدوية والصناعات الكيميائية ،وشركات مساهمة للحديد
والصلب مثل كروب وسيمنز وغيرها ...حتى إنتاج الكهرباء تقوم به شركات مساهمة أهلية تمتلك نحو 19مفاعال نوويا
إلنتاج الكهرباء .ولكن كل هذا ليس إال الجزء الصغير مما يظهر من جبل الثلج فمعظمه تحت الماء .إذ تعززها شركات
أهلية تبدأ صغيرة ربما ب 5أشخاص وتكبر وتنمو مع األيام والسنين لتحوي بعد ذلك 200عامل مثال .تقوم تلك
الشركات المتوسطة بإنتاج قطع تحتاجها المصانع الكبيرة فتشتريها منهم مرسيدس مثال وتركبها في سياراتها من ضمنها
الزجاج مثال أو جلود الكراسي أو زيوت التشحيم أو اإلطارات .وتقوم تلك الشركات المساهمة المتوسطة أيضا بإنتاج
العديد من المنتجات التي يحتاجها األفراد كالصابون ،ومعلبات الغذاء ،والزجاج ،واألثاث ،والبالط ،والخزف ،السيراميك
والكتب واألدوات اليدوية ،وبالطبع أيضا شركات الخدمات والتسويق وغيرها .وفي الشركات المتوسطة األهلية يعمل أكثر
العاملين فهو الضمان للعمالة ووجود فرص العمل في ألمانيا.
في األزمات االقتصادية حيث تسرح الشركات والمصانع بعضا من عامليها بغرض التوفير ،فيكثر عدد العاطلين ،وهنا
تشجع الحكومة األشخاص على إنشاء مشروعات صغيرة يرتزقون منها وتكون بمثابة شركة صغيرة يمكن أن تنجح في
السوق فتكبر ويزداد عدد العاملين فيها .وتشجيع الحكومة يأتي في صورة قروض صغيرة أو متوسطة بفائدة قليلة بحيث
تتيح لألفراد التشجع ودخول سوق المنافسة .سواء في تأسيس شركات لصيد األسماك أو النقل ،أو الزراعة ،أو فتح محل
تجاري ،وكلها تحتاج المجهود الشخصي الدائب ،فيتمكن الناجح منهم من إعالة أسرته وقد تنشأ ويكبر المشروع ويستطيع
تعيين آخرين من العاطلين.
دينًيا[عدل]
ربط عدد كبير من الفالسفة وعلماء الالهوت بين اقتصاديات السوق والقيم التوحيدية .وصف ميخائيل نوفاك الرأسمالية
بأنها مرتبطة بشكل وثيق بالكاثوليكية ،لكن ربط ماكس فيبر بين الرأسمالية والبروتستانتية .قال االقتصادي جيفري
ساكس أن الخصائص الشفائية لليهودية كانت مصدر اإللهام الخاص به ليمارس عمله .يربط الحاخام األكبر اللورد
[]22
جوناثان ساكس من الكنيس المتحد بين الرأسمالية الحديثة والفكرة اليهودية عن العجل الذهبي.
المسيحية[عدل]
في اإليمان المسيحي ،أيدت حركة الهوت التحرير مشاركة الكنيسة في رأسمالية سوق العمل .شارك العديد من الكهنة
والراهبات في منظمات العمل بينما انتقل آخرون إلى األحياء الفقيرة للعيش بين الفقراءُ .فسر الثالوث على أنه نداء لتحقيق
العدالة االجتماعية والقضاء على الفقر .على أي حال ،كان البابا نشيًط ا للغاية في انتقاده لحركة الهوت التحرير .كان قلًقا
بشكل خاص بشأن التداخل المتزايد بين المسيحية والماركسية .أغلق المؤسسات الكاثوليكية التي كانت تدّر س الهوت
[]23
التحرير وفصل بعض ناشطيها من الكنيسة.
البوذية[عدل]
تطرق إيرنست فريتز شوماخر المنهج البوذي الخاص باقتصاد السوق في مقالته لعام 1966بعنوان «االقتصاد البوذي».
أكد شوماخر أن اقتصاد السوق الذي يتبع المبادئ البوذية سيلبي حاجات الناس بنجاح أكبر .أكد على أهمية أو متابعة
المهن التي تلتزم بالتعاليم البوذية .أصبحت المقالة مطلوبة للقراءة الحًقا ضمن صف دّر سته كلير براون في جامعة
كاليفورنيا بيركلي.