Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫جامعة التكوين المتواصل‬

‫ماستر عن بعد قانون األعمال‬

‫االستاذة ‪ :‬حيتالة معمر‬


‫عنوان المقطع‪ :‬المحاضرة الخامسة ‪:‬شروط تطبيق نظام االفالس و‬
‫التسوية القضائية –تابع‪-‬‬
‫*الشروط الشكلية لتطبيق نظام االفالس و التسوية القضائية‬

‫ينص المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 1/225‬من القانون التجاري الجزائري على أنه " ال يترتب‬
‫افالس و ال تسوية قضائية على مجرد التوقف عن الدفع بغير صدور حكم مقرر لذلك" ‪ ،‬حيث يتستشف‬
‫من النص القانوني انه حتى ولو توفرت صفة التاجر في الشخص المدين و ثبوت توقفه عن الدفع ال يمكننا‬
‫تطبيق نظام التسوية القضائية اال اذا حكم بالتسوية القضائية من المحكمة المختصة ‪.‬‬
‫اوال‪:‬ا لمحكمة المختصة بافتتاح اجراءات التسوية القضائية‪:‬‬

‫حدد المشرع الجزائري االختصاص النوعي و المحلي للمحكمة التي يفترض ان يتم افتتاح اجراءات‬
‫التسوية القضائية بها ‪.‬‬
‫‪- 1‬االختصاص النوعي‪:‬‬

‫يقضي المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 32‬من قانون االجراءات المدنية و االدارية انه يعود‬
‫االختصاص النوعي في مسائل االفالس و التسوية القضائية الى االقطاب المتخصصة ‪،‬ال يمكن االتفاق‬
‫على مخالفة هذه القاعدة ذلك انها تعد من النظام العام ‪ ،‬على اعتبار ان نظام التسوية القضائية هو نظام ذو‬
‫طبيعة خاصة يستلزم لتطبيقه اجراءات قانونية مختلفة عن القواعد االجرائية العامة للتقاضي ‪ ،‬لذلك‬
‫انشا ت االقطاب المتخصصة بتشكيلة جماعية تتميز بكفاءة عالية مقارنة بمستوى صعوبة قضايا االفالس‬
‫او التسوية القضائية المطروحة امامها‪ ،‬حيث يعتبر هذا االختصاص المخول لالقطاب المتخصصة‬
‫‪1‬‬
‫اختصاص حصريا‬
‫‪- 2‬االختصاص االقليمي‪:‬‬
‫يقصد باالختصاص االقليمي لمحكمة ما على انه سلطة النظر و البث على مستوى رقعة جغرافية‬
‫محددة في الدعاوى القضائية المرفوعة امامه‪ ،‬وتقوم قاعدة االختصاص االقليمي على مقر المدعى عليه‬
‫كمبدأ عام‪ ،‬ووفقا لما هو منصوص عليه في المادة ‪ 37‬من قانون االجراءات المدنية و االدارية ‪ ،2‬ومن تم‬

‫‪ - 1‬محمد بكراروشوش ‪ ،‬االختصاص االقليمي الموسع الموسع في المادة الجزائية في التشريع الجزائري‪ ،‬دفاتر السياسة‬
‫والقانون ‪ ،‬العدد الرابع عشر ‪ ،‬جانفي ‪ ، 2016‬ص ص‪،207.208‬‬
‫‪ - 2‬تنص المادة ‪ 37‬من ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا على مايلي‪" :‬يؤول االختصاص االقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫موطن المدعي عليه‪ ،‬وان لم يكن له موطن معروف فيعود االختصاص للجهة القضائية التي يقع فيها اخر موطن له ‪ ،‬وفي‬
‫حالة اختيار موطن يؤول االختصاص االقليمي للجهة القضائية التي يقع فيها الموطن المختار ‪ ،‬ما لم ينص القانون على‬
‫خالف ذلك ‪ ".‬ويهدف المشرع من خالل تكريس هذا المبدأ الى تحقيق المساواة بين طرفي النزاع ‪،‬فان كان المدعي هو‬
‫من توجه اوال لرفع الدعوى للمطالبة بحق ما ووفقا للتاريخ الذي يناسبه ‪ ،‬فان المدعى عليه هو الذي سيتحمل الخصومة‬
‫وبالتالي ال يحق للمدعي اختيار ايضا الموطن المناسب له ‪ ،‬انظر بهذا الخصوص ‪ :‬بربارة عبد الرحمن ‪ ،‬شرح قانون‬
‫يمكننا القول ان االختصاص المحلي اذا كان التاجر شخص طبيعي مدين هو موطن التاجر المدين ‪ ،‬بمعنى‬
‫المكان الرئيسي لممارسة التاجر المدين نشاطه التجاري ‪ ، 3‬غير ان المشرع الجزائري اورد استثناء على‬
‫هذا المبدا مفاده كل من المادة ‪ 39‬من قانون االجراءات المدنية واالدارية التي جاءت على سبيل التوجيه‬
‫فقط ‪ ،‬ومن تم ال يجوز للقاضي اثارته من تلقاء نفسه في حالة لم يتقدم احد من الخصوم باثارة هذا الدفع‬
‫‪ ،4‬وكذا المادة ‪ 40‬من نفس القانون‪ ،‬غير ان طبيعة االختصاص المنصوص عليه في هذه االخيرة ذو‬
‫طبيعة ملزمة‪ ،‬بمعنى على خالف ماورد في القاعدة العامة يعتبر االختصاص االقليمي في الحاالت‬
‫المنصوص عليها فالمادة ‪ 40‬من ق اج م ا من النظام العام بدليل استعمال المشرع الجزائري لكلمة دون‬
‫سواها‪ ،‬حيث يسمح للقاضي اثارة عدم االختصاص من تلقاء نفسه ولو لم يثره احد اطراف الخصومة ‪ ،5‬و‬
‫قد ادرج المشرع الجزائري مسالة االختصاص المحلي في قضايا االفالس والتسوية القضائية ضمن‬
‫الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 40‬من ق ا م ا‪ ،‬وما البد االشارة اليه انه يفرض غلى اطراف‬
‫الخصومة اثارة الدفع بعدم االختصاص االقليمي ‪ ،‬قبل اي دفاع في الموضوع أو دفع بعدم القبول ‪.6‬‬
‫ثانيا‪:‬من يحق له طلب افتتاح اجراءات االفالس و التسوية القضائية‬

‫االجراءات المدنية واالدرية ‪ ،‬قانون رقم ‪ 09-08‬مؤرخ في ‪ 23‬فيفري ‪ ، 2008‬الطبعة االولى ‪ ،‬دار بغدادي للطباعة و‬
‫النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص‪ ،84.‬عبد السالم ديب‪ ،‬قانون االجراءات المدنية و االدارية الجديد ‪ ،‬طبعة ثانية‬
‫‪،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2011 ،‬ص‪.36.‬‬
‫‪ - 3‬تنص المادة ‪ 37‬من ق‪.‬م‪.‬ج على انه "يعتبر المكان الذي يمارس فيه الشخص تجارة او حرفة موطنا خاصا بالنسبة الى‬
‫المعامالت المتعلقة بهذه التجارة او المهنة‪".‬‬
‫‪ - 4‬تنص المادة ‪ 39‬من ق ‪.‬ا‪.‬ج‪.‬م‪.‬ا‪:‬ترفع الدعاوى المتعلقة بالمواد المبينة أدناه أمام الجهات القضائية االتية ‪ -1 :‬في مواد‬
‫الدعاوى المختلطة ‪ ،‬امام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مقر االموال‪ -2،‬في مواد تعويض الضرر عن‬
‫جناية ‪ ،‬او جنحة ‪ ،‬او مخالفة ‪ ،‬او فعل تقصيري ‪ ،‬ودعاوى االضرار الحاصلة بفعل االدارة ا‪،‬مام الجهة القضائية التي‬
‫وقع في دائرة اختصاصها الفعل الضار ‪ -3،‬في مواد المنازعات المتعلقة بالتوريدات و االشغال وتاجير الخدمات الفنية او‬
‫الصناعية ‪ ،‬يؤول االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان ابرام االتفاق أو تنفيذه حتى ولو كان‬
‫احد االطراف غير مقيم في ذلك المكان ‪ -4،‬في المواد التجارية ‪ ،‬غير االفالس والتسوية القضائية ‪ ،‬امام الجهة القضائية‬
‫التي وقع في دائرة اختصاصها الوعد ‪ ،‬او تسليم البضاعة ‪ ،‬او امام الجهة القضائية التي يجب ان يتم الوفاء في دائرة‬
‫اختصاصها ‪ ،‬وفي الدعاوى المرفوعة ضد شركة امام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها احد فروعها ‪ -5 ،‬في‬
‫المواد المتعلقة بالمنازعات الخاصة بالمراسالت واالشياء الموصى عليها ‪ ،‬و االرسال دي القيمة المصرح بها ‪ ،‬وطرود‬
‫البريد امام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المرسل ‪ ،‬او موطن المرسل اليه "‬
‫‪ - 5‬تنص المادة ‪ 40‬من ق‪.‬ا‪.‬ج ‪.‬م‪.‬ا " فضال عما ورد في المواد ‪37‬و‪38‬و‪ 46‬من هذا القانون‪ ،‬ترفع الدعاوى امام الجهات‬
‫القضائية المبينة ادناه دون سواها‪ -1 :‬في المواد العقارية او االشغال المتعلقة بالعقار او دعاوى االيجارات بما فيها التجارية‬
‫المتعلقة بالعقارات و الدعاوى المتعلقة باالشغال العمومية امام المحكمة التي في دائرة اختصاصها العقار أ و المحكمة التي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ االشغال‪ -2 ،.‬في مواد الميراث دعاوى الطالق او الرجوع الحضانة ‪ ،‬النفقة الغدائية ‪،‬‬
‫السكن ‪ ،‬على التوالي ‪ ،‬امام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المتوفي‪ ،‬مسكن الزوجية‪ ،‬مكان ممارسة‬
‫الحضانة ‪ ،‬موطن الدائن بالنفقة ‪ ،‬مكان وجود السكن ‪ -3 .‬في مواد االفالس والتسوية القضائية للشركات وكدا الدعاوى‬
‫المتعلقة بمنازعات الشركاء ‪ ،‬امام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان افتتاح االفالس والتسوية القضائية ‪ ،‬او‬
‫مكا ن المقر االجتماعي للشركة ‪ ،.‬في مواد الملكية الفكرية ‪ ،‬امام المحكمة المنعقدة في مقر المجلس القضائي الموجود في‬
‫دائرة اختصاصه موطن المدعى عليه ‪ -5 ،‬في المواد المتعلقة بالخدمات الطبية امام المحكمة التي تم في دائرة اختصاصها‬
‫تقديم العالج ‪ -6 ،‬في مواد مصاريف الدعاوى واجور المساعدين القضائيين امام المحكمة التي فصلت في الدعوى االصلية‬
‫وفي دعاوى الضمان امام المحكمة التي قدم اليها الطلب االصلي ‪ -7 ،.‬في مواد الحجز سواء كان بالنسبة لالذن بالحجر او‬
‫لالجراءات التالية له امام المحكمة التي وقع في دائرة اختصاصها الحجز‪ -8 ،‬في المنازعات التي تقوم بين صاحب العمل‬
‫واالجير يؤول االختصاص االقليمي للمحكمة التي تم في دائرة اختصاصها ابرام عقد العمل او تنفيذه او التي يوجد بها‬
‫موطن المدعى عليه ‪ ،‬غير انه في حالة انهاء او تعليق عقد العمل بسبب حادث عمل او مرض مهني يؤول االختصاص‬
‫للمحكمة التي يوجد بها موطن المدعي ‪ -8 ،.‬في المواد المستعجلة ‪ ،‬امام المحكمة الواقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع‬
‫االشكال في التنفيذ او التدابير المطلوبة ‪.‬‬
‫‪ - 6‬تنص المادة ‪ 47‬من ق ا م ا ‪":‬يجب اثارة الدفع بعدم االختصاص االقليمي‪،‬قبل اي دفاع في الموضوع أو الدفع بعدم‬
‫القبول‪".‬‬
‫اشار المشرع الجزائري من خالل المادة ‪ 215‬من القانون التجاري الجزائري الى انه يمكن للتاجر المدين‬
‫طلب شهر افالسه او افتتاح اجراءات التسوية القضائية الى المحكمة المختصة بعد توقفه عن الدفع نتيجة‬
‫لعدم الوفاء بديونه المستحقة في اجالها المحدد المقرر ب ‪ 15‬يوما أمام المحكمة التجارية التابع لها التاجر‬
‫المدين او المقر االجتماعي للشركة او فروعها‪.‬‬
‫اضافة الى ذلك يمكن للتاجر المدين افتتاح اجراءات االفالس او التسوية القضائية بصفة شخصية ‪،‬أو‬
‫بواسطة وكيله الخاص أو محام ‪ ،‬اال في حالة وفاته فيتحول هذا الحق الى الورثة في حدود سنة واحدة‪. 7‬‬
‫اما بالنسبة للشركات التجارية فيقدم طلبه بواسطة ممثله القانوني التي تختلف صفته باختالف شكل‬
‫الشركة ‪ ،‬فاذا كنا امام شركة التضامن او شركة التوصية البسيطة فان المدير او المدراء هم الذين‬
‫يتكفلون بطلب اجراءات االفالس او التسوية القضائية ‪ ،8‬وكذلك في شركة التوصية باالسهم ‪ ،9‬وشركة‬
‫المسؤولية المحدودة او ذات الشخص الواحد ‪ ، 10‬اما اذا كنا امام شركة المساهمة فهنا كذلك تختلف صفة‬
‫المدير باختالف كيفية تسيير االدارة في شركة المساهمة ‪ ،‬فاذا كنا امام التسيير بمجلس االدارة فرئيس‬
‫مجلس االدارة‪ 11‬فهو المخول له تقديم طلب اجراءات االفالس او التسوية القضائية‪،‬امااذا كنا امام التسيير‬
‫بمجلس المديريين ومجلس المراقبة فرئيس مجلس المدريين هو الذي سيقدم طلب افتتاح اجراءات التسوية‬
‫القضائية او طلب شهر افالسه ‪ 12.‬مكن المشرع الجزائري الدائنيين من طلب افتتاح اجراءات االفالس او‬

‫‪- 7‬تنص المادة ‪ 219‬من ق‪. .‬ت‪. .‬ج‪ ": .‬اذا توفي تاجر وهو في حالة توقف عن الدفع ترفع الدعوى لمحكمة التجارة في‬
‫اجل عام من الوفاة بمقتضى اقرار احد الورثة او باعالن من جانب احد الدائنين ‪.‬وللمحكمة ان تفتح االجراءات تلقائيا‬
‫خالل نفس ذلك االجل "‪.‬‬
‫‪ - 8‬تنص المادة ‪ 553‬من ق‪. .‬ت ‪.‬ج‪ .‬على انه " تعود ادارة الشركة لكافة الشركاء ما لم يشترط القانون االساسي ذلك ‪،‬‬
‫ويجوز ان يعين في القانون المشار اليه مدير او اكثر من الشركاء او غير الشركاء ‪،‬او ينص على هذا التعيين بموجب عقد‬
‫الحق‪ ".‬اما بالنسبة لشركة للتوصية البسيطة فيتشابه المركز القانوني للمدير في شركة التضامن مع المركز القانوني‬
‫للمسير في شركة التوصية البسيطة ‪ ،‬فقط الشركاء المتضامنين يمكنهم ان يكونوا مدراء بخالف الشركاء الموصين ‪ ،‬تنص‬
‫المادة‪ 563‬مكرر ‪ 5‬فقرة االولى من ق‪.‬ت‪.‬ج "‪:‬ال يمكن للشريك الموصي ان يقوم باي عمل تسيير خارجي ولو بمقتضى‬
‫وكالة ‪"...‬‬
‫‪ - 9‬تنص المادة ‪ 715‬ثالثا ‪ 4‬من ق‪ .‬ت‪.‬ج‪ :.‬يتمتع المسير باوسع السلطات للتصرف باسم الشركة في كل الظروف ‪ .‬يخضع‬
‫المسير لنفس االلتزامات التي يخضع لها مجلس ادارة شركات المساهمة ‪ ،‬مع مراعاة احكام هذا الفصل ‪ .‬وفي اطار‬
‫العالقات مع الغير ‪ ،‬تلتزم الشركة حتى باعمال المسير التي ال تخضع لموضوع الشركة اال اذا توصلت الى اثبات ان‬
‫الغير كان على اطالع بان نشاط المسير بعيد عن موضوعها او ال يمكنه تجاهله نظرا للظروف مع استثناء ان مجرد نشر‬
‫القانون االساسي يكفي وحده لتاسيس هذه البينة‪ .‬تكون بنود القانون االساسي التي تحد سلطات المسير والمترتبة عن هذه‬
‫المادة غير قابلة لالحتجاج بها على الغير‪".‬‬
‫‪ - 10‬تنص المادة ‪ 576‬من ق ‪.‬ت ‪.‬ج‪ .‬على انه ‪ ":‬يدير الشركة ذات المسؤولية المحدودة شخص او عدة اشخاص طبيعيين‬
‫‪.‬ويجوز اختيارهم خارجا عن الشركاء ‪ .‬ويعينهم الشركاء في القانون االساسي او بعقد الحق حسب الشروط المنصوص‬
‫عليها في الفقرة االولى من المادة ‪".582‬‬
‫‪ 11 - 11‬تنص المادة ‪ 638‬من ق‪. .‬ت ‪.‬ج‪": .‬يتولى رئيس مجلس االدارة تحت مسؤوليته ‪،‬االدارة العامة للشركة ‪ ،‬ويمثل‬
‫الشركة في عالقاتها مع الغير ‪ ،‬يتمتع رئيس بالسلطات الواسعة للتصرف باسم الشركة في كل الظروف مع مراعاة‬
‫السلطات التي يخولها القانون صراحة لجمعيات المساهمين وكذا السلطات المخصصة بكيفية خاصة لمجلس االدارة وفي‬
‫حدود موضوع الشركة ‪ .‬وفي عالقتها مع الغير ‪ ،‬تكون الشركة ملتزمة حتى باعمال رئيس مجلس االدارة غير التابعة‬
‫لموضوع الشركة ما لم يثبت ان الغير كان يعلم ان العمل يتجاوز هذا الموضوع او اليمكنه تجاهله نظرا للظروف‪ ،‬مع‬
‫استبعاد كون نشر القانون االساسي يكفي وحده لتاسيس هذه البينة ‪ .‬اليحتج على الغير باحكام القانون االساسي او قرارات‬
‫مجلس االدارة المحددة لهذه السلطات‪".‬‬
‫‪ 12‬تنص المادة‪652‬من ق‪.‬ت ‪.‬ج‪" :.‬يمثل رئيس مجلس المديرين الشركة في عالقتها مع الغير ‪.‬غير انه يجوز ان يؤهل‬
‫القانون االساسي مجلس المراقبة لمنح نفس سلطة التمثيل لعضو او عدة اعضاء اخرين في مجلس المديرين‪ .‬ال يحتج على‬
‫الغير باحكام القانون االساسي التي تحدد سلطة تمثيل اعضاء مجلس المديريين‪ ،".‬بالنسبة للقانون الفرنسي انظر في هذا‬
‫االطار ‪:‬‬
‫‪A. MARTIN-SERF , redressement et liquidation judiciaire , régles générales de procédure ,à jour au 13 aout‬‬
‫‪2003 , procédures collectives , commercial, fasc 2203 , J.C.P. ,éd.G , Paris,France,2003, p.3‬‬
‫التسوية القضائية بمقتضى المادة ‪ 216‬من القانون التجاري الجزائري‪،13‬كذلك منح المشرع الجزائري‬
‫للمحكمة التجارية صالحية افتتاح اجراءات االفالس او التسوية القضائية بصفة تلقائية بموجب المادة‬
‫‪ 216‬فقرة ‪ 2‬من القانون التجاري الجزائري‪ ، 14‬غير ان هذا الشرط مرهون بضرورة استدعاء التاجر‬
‫المدين قانونا و االستماع اليه‪ ،‬حتى تمكن من االعتراف بسوء مركزه المالي و بالتالي االستفادة من نظام‬
‫التسوية القضائية‪ ،‬حيث ان هذه المهمة المكلفة للمحكمة التجارية جاءت استثناءا على القاعدة العامة التي‬
‫تقضي بعدم بث المحكمة في طلبات لم تطلب منها‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬محتوى الحكم بالتسوية القضائية ‪:‬‬


‫للحكم اما بالتسوية القضائية أو الحكم باالفالس‪،‬‬ ‫يمنح المشرع الجزائري للقضاء سلطة معينة‬
‫حيث ينبغي على القاضي اذا ما حكم بالتسوية القضائية التحقق من توفر الشروط القانونية سواء‬
‫الموضوعية أو الشكلية لتطبيق نظام التسوية القضائية ‪ ،‬اضافة الى ذلك البد مراعاة مصلحة كل من‬
‫الدائنين و التاجر المدين على حد السواء ‪ ،‬فال يجوز عدم تكريس هدف المشرع الجزائري من تطبيق نظام‬
‫التسوية القضائية وهو مواصلة التاجر ممارسته لنشاطه التجاري ‪ ،‬او المخاطرة بالحقوق المالية للدائنين ‪،‬‬
‫ذلك ان المفروض في قضايا االفالس و التسوية القضائية ان للقاضي دور ايجابي يتمثل في الدراسة‬
‫الدقيقة للوضعية المالية للتاجر او الشركة التجارية ‪ ،‬ومحاولة ايجاد التقارب والتوازن بين مصلحة الدائنين‬
‫من جهة او التاجر المدين من جهة اخرى‪ ،‬وعدم التقيد بقاعدة حياد القاضي و ان القاضي ال يحكم اال بما‬
‫يطلب منه ‪ ، 15‬ومن هنا يمكننا القول ان التسوية القضائية ال تترتب اال بموجب حكم مقرر لذلك ‪ ،‬وهذا ما‬
‫قضت به المادة ‪ 225‬من القانون التجاري " ال يترتب افالس و ال تسوية قضائية على مجرد التوقف عن‬
‫الدفع بغير صدور حكم مقرر لذلك " ‪ .‬غير ان بعض الفقه يرى ان عبارة "مقرر لذلك" تعود على واقعة‬
‫التوقف عن الدفع فقط ‪ ،‬اما الحكم الذي يقضي بالتسوية القضائية فهو حكم ينشيء مركز قانوني جديد لم‬
‫‪16‬‬
‫يعرف من قبل ‪.‬‬
‫اوال ‪:‬مضمون الحكم بالتسوية القضائية‬
‫يفرض المشرع الجزائري على القاضي التجاري ان يكون الحكم الذي يقضي بالتسوية القضائية منطوي‬
‫على مايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعين في بداية كل سنة قضائية قاض منتدب يقترحه رئيس المحكمة بموجب امر من رئيس المجلس‬
‫القضائي‬
‫‪ -‬أن يشمل حكم التسوية القضائية على تعيين الوكيل المتصرف القضائي ‪.‬غير انه بغية اعالم كل ذي‬
‫‪17‬‬

‫مصلحة يقر المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 228‬من القانون التجاري ضرورة أن يتم شهر الحكم‬
‫المتضمن تطبيق نظام التسوية القضائية في السجل التجاري ويجب اعالنه لمدة ثالثة اشهر بقاعات‬
‫جلسات المحكمة وأن ينشر ملخصها في النشرة الرسمية ‪ ،‬وأن يتم نشر ملخصها في النشرة الرسمية‬
‫لالعالنات ا لقانونية للمكان التي يكون فيها للمدين مؤسسات تجارية ‪ .‬ويجري نشر البيانات التي تدرج‬
‫بسجل التجارة وتاريخ الحكم الذي حكم بموجبه بالتسوية القضائية ‪ ،‬ورقم عدد صحيفة االعالنات‬
‫القانونية التي نشر فيها الملخص المشار اليه في الفقرة االولى ‪ ،‬ويتم نشر هذه المعلومات تلقائيا من‬
‫طرف كاتب الضبط‪.‬‬

‫‪- 13‬تنص المادة ‪ 216‬من ق‪. .‬ت‪. .‬ج‪ " .‬يمكن أن تفتح كذلك التسوية القضائية أو االفالس بناء على تكليف المدين‬
‫بالحضور كيفما كانت طبيعة دينه"‪.‬‬
‫‪ - 14‬تنص المادة ‪ 216‬فقرة ‪ 2‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪ .‬على انه ‪ ":‬و يمكن للمحكمة ان تتسلم القضية تلقائيا بعد االستماع للمدين او‬
‫استدعائه قانونا‪".‬‬
‫‪ - 15‬عبد الرحيم السلماني ‪ ،‬القضاء التجاري بالمغرب و مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪ ،‬دراسة نقدية ومقارنة ‪،‬‬
‫الطبعة االولى ‪ ،‬مطبعة طوب بريس ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬المغرب ‪ ،2008 ،‬ص‪34.‬‬
‫‪ - 16‬وهاب حمزة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ - 17‬انظر في ذلك المادة ‪ 4‬من القانون ‪ 23-96‬المؤرخ في ‪ 23‬صفر ‪ 1417‬الموافق ل ‪9‬يوليو سنة ‪ 1996‬المتعلق بالوكيل‬
‫المتصرف القضائي ‪،‬ج‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 43‬التي تنص على مايلي‪":‬يعين الحكم الصادر بالتسوية القضائية أو االفالس الوكيل‬
‫المتصرف القضائي ‪ ،‬من بين االشخاص المسجلين في القائمة التي تعد ها اللجنة الوطنية المذكورة في المادة ‪ 9‬أدناه "‬
‫ثانيا‪ -‬طرق الطعن‪:‬‬
‫ينص المشرع الجزائري بموجب المادة ‪ 227‬من القانون التجاري الجزائري ان جميع االحكام و‬
‫االوامر الصادرة من المحكمة المتعلقة بالتسوية القضائية معجلة التنفيذ رغم المعارضة و االستئناف اال‬
‫االحكام المتعلقة بالمصادقة على الصلح ‪ ،‬وهذا تاكيدا على القاعدة المنصوص عليها بموجب المادة‪323‬‬
‫من قانون االجراءات المدنية و االدارية التي تقضي بانه يوقف تنفيذ االحكام في مدة الطعن العادي كما‬
‫يوقف بسبب ممارستها‪ ،‬باستثناء االحكام الواجبة التنفيذ بقوة القانون ‪ ،‬يؤمر بالنفاذ المعجل ‪ ،‬رغم‬
‫المعارضة و االستئناف ‪..‬‬
‫ان االحكام و االوامر المتعلقة بنظام االفالس و التسوية القضائية مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون‬
‫حماية الصول المشروع التجاري المجسد في تاجر فرد او شركة من جهة من اي تالعب قد يصدر من‬
‫التاجر المدين ‪ ،‬وحماية لمصالح الدائنين ‪.‬‬
‫ان الطعن في االحكام القضائية يهدف من خاللها اعادة النظر في حكم ما صدر عن المحكمة ‪ ،‬ذلك ان‬
‫‪18‬‬
‫العمل القضائي قد يتعرض للخطا نتيجة لخطا في تفسير النص او تقدير الوقائع ‪.‬‬
‫ان الحكم بالتسوية القضائية كغيره من االحكام تطبق عليه اجراءات الطعن ‪،‬اال انه ما يالحظ ان المشرع‬
‫الجزائري تطرق لطرق الطعن العادية دون طرق الطعن الغير العادية فيما يخص االحكام المتعلقة‬
‫بالتسوية القضائية‪ .‬المادة ‪ 313‬من ق ‪.‬ا ‪ .‬م‪.‬ا‬
‫أوال‪-‬المعارضة‪ :‬يقصد بالمعارضة انه اجراء قضائي يهدف من ورائه الى مراجعة الحكم او القرار‬
‫الغيابي أمام الجهة القضائية التي فصلت اول مرة ‪ ،‬وهذا ما يرخص به المشرع الجزائري لكل من له‬
‫‪19‬‬
‫مصلحة في الطعن بالحكم القضائي عن طريق المعارضة ‪.‬‬
‫ترفع المعارضة في حكم التسوية القضائية بعد تبليغه تبليغا صحيحا ومراقبة القاضي له وجوبا في اجل‬
‫‪ 10‬ايام من تاريخ الحكم او من تمام اخر اجراء بالنسبة لالحكام الخاضعة الجراءات االعالن و النشر في‬
‫الصحف المعتمدة لنشر االعالنات القانونية او في النشرة الرسمية لالعالنات القانونية لعلم الجميع به‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬االستئناف‪ :‬يعتبر االستئناف طريق من طرق الطعن العادية يهدف الى تدارك ما قد يشوب االحكام‬
‫من اخطاء قانونية التي قد يرتكبها القاضي االبتدائي من حيث تطبيق القاعدة القانونية المالئمة تطبيقا‬
‫سليما‪.‬‬
‫ان االستئناف طريق طعن عادية يمكن الغاء الحكم لمخالفته للقانون‪ ،‬و تطبيق قاعدة قانونية ال تالئم وقائع‬
‫‪20‬‬
‫الدعوى‪ ،‬او لوجود سبب من اسباب عدم القبول‪ ،‬أو لعدم وجود االثبات على الوقائع المستند اليها‪.‬‬
‫يقرر المشرع الجزائري بمقتضى المادة ‪ 234‬من القانون التجاري الجزائري اجال االستئناف في حكم‬
‫التسوية القضائية ب ‪ 10‬ايام اعتبارا من يوم تبليغ الحكم‪.‬‬
‫ان االجال القانونية المقررة في طرق الطعن الخاصة باحكام التسوية القضائية هي استثناء عن القاعدة‬
‫العامة المقررة في اجال الطعن سواء اكانت معارضة او استئناف المحددة بشهر كامل‪ .‬كذلك جاء المشرع‬
‫الجزائري باستثناء اخر يتمثل في الزامية المجلس القضائي بالفصل في استئناف الحكم الصادر عن‬
‫‪21‬‬
‫التسوية القضائية في اجل ثالثة اشهر‪،‬كما ان القرار يكون واجب التنفيذ بموجب مسودته‪.‬‬

‫‪ - 18‬بوضياف عادل‪ ،‬الوجيز في شرح قانون االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مطبعة كليك‪ ،‬الجزائر‪،2012 ،‬‬
‫ص‪328.‬‬
‫‪ - 19‬عبد السالم ذيب‪ ،‬قانون االجراءات المدنية و االدارية‪ ،‬ترجمة للمحاكمة العادلة‪ ،‬طبعة ثالثة‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪.257.‬‬
‫‪ - 20‬عبد السالم ذيب ‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪261.‬‬
‫‪ - 21‬تنص المادة ‪ 234‬من ق‪. .‬ت ‪.‬ج‪ .‬مهلة االستئناف ألي حكم صادر في تسوية قضائية أو إفالس‪ ،‬هي عشرة أيام‬
‫اعتبارا من يوم التبليغ ‪ ،‬ويفصل المجلس القضائي فيه خالل ثالثة أشهر‪ .‬ويكون الحكم واجب التنفيذ بموجب مسودته‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬االحكام المستثناة من الطعن‪:‬‬
‫يعتبر المشرع الجزائري انه ال ي جوز الطعن في االحكام التي تقضي فيها المحكمة بوجه معجل قبول‬
‫الدائن في المداوالت عن مبلغ تحدده ‪ ،‬ويلتزم كاتب الضبط باخطار االطراف برسالة موصى عليها مع‬
‫‪22‬‬
‫طلب علم بالوصول‪ ،‬بقرار المحكمة المتخذ بالنسبة لهم في اجل ثالثة ايام‪.‬‬
‫كما استثنى المشرع الجزائري خضوع االحكام التي تفصل بها المحكمة في الطعون الواردة على االوامر‬
‫الصادرة من القاضي المنتدب في حدود اختصاصه الي طريق من طرق الطعن ‪ ،‬وكذا االحكام المتعلقة‬
‫باالذن باستغالل المحل التجاري ‪،‬كما يمنع أي طعن يهدف لتغيير تاريخ التوقف عن الدفع المحدد بموجب‬
‫الحكم الصادر بالتسوية القضائية أو حكم تال ‪ ،‬مما يعني ان تاريخ التوقف عن الدفع غير قابل للرجوع فيه‬
‫‪،‬أي يبقى ثابت بالنسبة لجماعة الدائنين‪.‬‬

‫‪ -22‬انظر بهذا الخصوص المادة ‪ 287‬من ق‪.‬ت‪.‬ج‪.‬‬

You might also like