المدرسة الحديثة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫• المقــدمة‪.

‬‬

‫• المبحث الول ‪ :‬النظرية النقدية الكمية الحديثة‪.‬‬


‫المطلب الول ‪ :‬ظروف نشأة المدرسة النقدية الحديثة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الطار العام لنظرية كمية النقود الحديثة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع ‪ : 01‬الثروة الكلية‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع ‪ : 02‬العوائد المتوقعة من الصول الخرى‪.‬‬

‫• المبحث الثاني ‪ :‬دالة الطلب الكلي على النقود عند "‬


‫ميلتون فريدمان "‬
‫المطلب الول ‪ :‬فرضيات و أساسيات دالة الطلب على النقود‬
‫عند‬
‫" ميلتون فريدمان "‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التفرقة بين نظريتي " فريدمان " و " كينز "‬
‫للطلب و النقود‪.‬‬

‫• المبحث الثالث ‪ :‬تقييم النظرية النقدية الحديثة‪.‬‬


‫المطلب الول ‪ :‬إيجابيات و سلبيات النظرية النقدية الحديثة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهم أراء المذهب النقدي‪.‬‬

‫• الخـاتمة‪.‬‬

‫• الـمـقـدمـة‬

‫‪1‬‬
‫انطلقا من الزمات التي عرفها النظام الرأسمالي في الستينات‬
‫من القرن العشرين دفع مجموعة من القتصاديين و على رأسهم "‬
‫ميلتون فريدمان " إلى إعادة الحياة مجددا إلى التحليل التقليدي‪.‬‬
‫بحيث أن هذا الخير استطاع و أتباعه النقديين من تأكيد أفكاره‬
‫على الواقع الفعلي و الترويج للخذ بآراء هذا المذهب الجديد النقدي من‬
‫قبل الدول الرأسمالية للتخفيف من حدة أزمة و وطأة التضخم و الركود‬
‫الذي ساد هذه الدول‪.‬‬

‫• المبحث الول ‪ :‬النظرية النقدية الكمية الحديثة‬

‫المطلب الول ‪ :‬ظروف نشأة المدرسة النقدية الحديثة‬


‫إن تركيز " كينز " في تشريح ظاهرة النكماش جعلت فكره‬
‫عاجزا عن إيجاد الحلول و المقترحات أو حتى تفسير لظاهرة التضخم‬

‫‪13‬‬
‫التي أعقبت الحرب العالمية الثانية و سارت جنبا إلى جنب مع ظاهرة‬
‫الركود القتصادي‪.‬‬
‫و من ثم عبر الكثير من القتصاديين ) المريكيين خاصة ( عن‬
‫محدودية النظرية الكينزية و المتمثل في الفكر القتصادي المعاصر‪.‬‬
‫تعتبر نظرية " ميلتون فريدمان " إمتداد للفكر القتصادي‬
‫التقليدي و لكن بثوب جديد و بأدوات تحليلية أكثر نجاعة و واقعية ‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الطار العام لنظرية كمية النقود‬


‫الحديثة‬
‫تعتبر نظرية كمية النقود من أهم إسهامات الفكر القتصادي‬
‫الحديث‪ ،‬فهي نظرية قامت أساسا على تجديد و إحياء نظرية " فيشر "‬
‫و " مارشال " بفكر و إضافات جديدة و بتحليل المتغيرات القتصادية‬
‫وفقا لمنهج تجريبي مبني أساسا على الحقائق الحصائية و الستنتاجات‬
‫العلمية من جهة‪ ،‬و البتعاد عن النتقادات التي تعرضت لها النظرية‬
‫التقليدية و الستفادة من التطور الفكري و العلمي من جهة أخرى‪ .‬و‬
‫بالتالي فنظرية كمية النقود المعاصرة ل تعد أن تكون فكرا تقليديا و لكنه‬
‫متطور من خلل فكر النظرية‪ .‬فإن طبيعة النقود تختلف بإختلف‬
‫استخدامها و سبب حيازتها و شروط التنازل عنها‪.‬‬
‫و في هذا الشأن‪ ،‬يرى " فريدمان " أن دوافع الطلب على النقود‬
‫تتطلب دراسة و تحليل لمفهوم الثروة و السعار و العوائد من الشكال‬
‫الخرى البديلة للحتفاظ بالثروة في صورة سيولة دون أن ننسى‬
‫الذواق‪.‬‬
‫و من ثم فقد اعتبر " فريدمان " الطلب على النقود جزءا من‬
‫أو نظرية رأس المال‪ .‬فميز بين حائزي الصول‬ ‫نظرية الثروة‬
‫النهائيين الذين تمثل النقود بالنسبة لهم شكل من أشكال الثروة يتم‬
‫حيازتها‪ ،‬و بين المشروعات ) رجال العمال ( الذين تمثل النقود بالنسبة‬
‫لهم سلعة رأسمالية )آلت و مخزون (‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 01‬الثروة الكلية‬


‫يعتمد طلب حائزي الثروة النهائيين للرصدة النقدية على مقدار‬
‫الثروة الكلية المتاحة لهم فمقدار الثروة الكلية هو مقدار معين ثابت في‬
‫لحظة زمنية معينة و من ثم يمثل هذا المقدار القيد المفروض على‬
‫حائزي الثروة عند توزيع هذه الثروة بين عناصرها المختلفة‪.‬‬
‫و يرى " فريدمان " أن الثروة الكلية هي قيد يناظر قيد الميزانية‬
‫أي أن الثروة الكلية هي عبارة عن كل مصادر الدخل‪ .‬فالثروة إذا هي‬
‫المخزون‪ ،‬و الدخل هو التدفقات الناتجة هن هذه الثروة أو المخزون‪.‬‬
‫‪ - ((1‬بلعزوز بن علي – محاضرات في النظريات و السياسات النقدية – ديوان المطبوعات‬
‫ص ) ‪.( 63 – 62‬‬ ‫الجامعية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫إذا مفهوم الثروة من منظور هذه النظرية هي القيمة الرأسمالية‬
‫لجميع مصادر الدخل‪ .‬و النقود هي جزء من الثروة أما الجزاء أو‬
‫المكونات الخرى للثروة فإنما تتمثل في الصول المالية و النقدية‬
‫) السهم و السندات ( و الصول العينية ) الطبيعية ( فضل عن الستثمار‬
‫البشري‪.‬‬

‫فالثروة تتكون من مجموع الصول التي يمكنها أن تحقق دخل أو‬


‫عائدا معينا‪ ،‬فهي أوسع فكرة حيث تشمل كل مصادر الدخل و لكننا‬
‫نعرف أن تقديرات الثروة الكلية نادرا ما تكون متاحة و على هذا لبد من‬
‫استخدام مؤشر بديل للثروة الكلية وهذا المؤشر هو الدخل و لكن أي‬
‫دخل نستخدمه كمؤشر للثروة‪.‬‬
‫إن الدخل الجاري كما يقيسه الحصائيون ينطوي على عيب‬
‫كمقياس للثروة فهو يعرض لتقلبات شاذة و غريبة من سنة لخرى‪ .‬ثم إن‬
‫الدخل الجاري هو مقياس و معيار للجل القصير‪ .‬و من ثم يتطلب‬
‫استخدام الدخل كمؤشر ) بديل ( للثروة و لكنه في الجل الطويل‪ .‬و هذا‬
‫ما قام به فعل " فريدمان " في بناء نموذجه " الدخل الدائم " و يتحدد‬
‫الدخل الدائم بثلث عناصر أساسية هي ‪:‬‬
‫‪ -‬الثروة‪.‬‬
‫‪ -‬أذواق المستهلكين‪.‬‬
‫‪ -‬سعر الفائدة‪.‬‬
‫فضل عن هيكل توزيع السكان حسب السن‪.‬‬

‫الفرع ‪ : 02‬العوائد المتوقعة من الصول المختلفة‬


‫للثروة‬
‫الثروة تمثل مجموع الصول التي يمكنها أن تحقق دخل أو عائدا‬
‫معينا و هذه الصول هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬النقود ‪:‬‬
‫هي أصل من أصول الثروة يعطي عائدا يتمثل في الراحة و‬
‫السهولة و المان‪ ،‬و هذه النقود من وجهة نظر الوحدة القتصادية‬
‫النتاجية تمثل سلعة رأسمالية أو عنصرا من عناصر النتاج‪ ،‬و يتظافر هذا‬
‫العنصر مع بقية عناصر النتاج في إنتاج السلع و توزيعها كما يمكن للنقود‬
‫أن تحقق عوائد عند إيداعها في المصارف ‪.‬‬

‫‪ .2‬السندات ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫و هي أصل من أصول الثروة تحقق عائدا لصاحبها يتمثل في سعر‬
‫الفائدة الممنوح على السندات و يتوقف مقدار هذا العائد على المستوى‬
‫العام للسعار و معدل التغير في سعر الفائدة‪.‬‬

‫ج‪ .‬السهم ‪:‬‬


‫تعتبر السهم من الصول المالية و هي أحد أشكال الثروة و أن‬
‫العائد أو التدفق )الدخل( الناتج عن حيازتها قد يأخذ ثلث أشكال ‪:‬‬
‫* عائد اسمي ثابت يسلم سنويا ) في حالة ثبات و استقرار السعار‬
‫(‪.‬‬
‫* تغير قيمة العائد السمي الثابت نتيجة تغير مستوى السعار‪.‬‬
‫* تغير في القيمة السمية خلل الفترة الزمنية و الذي يمكن أن‬
‫يحدث نتيجة تغير سعر الفائدة أو مستويات الثمن ‪.‬‬

‫و عليه يطلق " فريدمان " الدخل المتحصل عليه من حيازة‬


‫السهم بسعر فائدة السهم في السوق ) ‪ ( Re‬و من ثم يمكن التعبير عن‬
‫الدخل السمي الناتج عن حيازة الثروة في السهم بالمعادلة التالية ‪:‬‬

‫الدخل الحقيق للسهم خلل فترة زمنية = سعر الفائدة‬


‫للسهم ‪ (-) +‬التغير في قيمة‬
‫السهم خلل الفترة الزمنية ‪(-) +‬‬
‫التغير في‬
‫قيمة مستوى السعار خلل نفـس‬
‫الفتـرة‬
‫الزمـنـية ‪.‬‬

‫د‪ .‬الصول الطبيعية ‪:‬‬


‫نقصد بالصول الطبيعية )العينية( حيازة الثروة على شكل بضائع‬
‫مادية و هي تمثل رأس المال المادي مثل اللت و العقارات و يتوقف‬
‫التدفق الناتج عن حيازة هذه الصول على المستوى العام للسعار و‬
‫معدل تغيرها و الهتلك الذي تتعرض له هذه الصول أي أن العائد على‬
‫حيازة الصول العينية يرتبط بالتغير المتوقع في قيمة الثمن في فترة‬
‫زمنية معينة و يمكن أن نرمز لهذا العائد بما يلي ‪. ( p dp/ dt/1 ) :‬‬
‫حيث ‪ : p / 1 :‬مقلوب المستوى العام للسعار ‪.‬‬
‫‪ dt / dt:‬معدل تغير السعار بالنسبة للزمن ‪.0‬‬

‫ه‪ .‬رأس المال البشري ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫يقر " فريدمان " بصعوبة تحديد العائد من رأس المال البشري‬
‫بأسعار السوق إل انه يرى أن هناك علقة ) نسبية ( بين راس المال‬
‫البشري و رأس المال المادي حيث يوجد دائما تقييم بين الثروة البشرية‬
‫و الغير البشرية في قائمة الصول و من هنا يمكن أن يكون هناك معامل‬
‫بين الثروة البشرية و الثروة المادية أي أن يكون هناك تدفق من الثروة‬
‫البشرية و يمكن قياس ذلك‪ ،‬فإذا كان معامل النسبة بين الثروة المادية‬
‫إلى الثروة البشرية هو ) ‪ ،( w‬و لما كانت الثروة هي ‪.w= y / p :‬‬

‫العائد من رأس المال البشري = الثروة الكلية ‪ x‬معامل النسبة‬


‫بين الثروة المادية‬
‫و الثروة الغير مادية‬
‫* ينتهي " فريدمان " إلى أن الشخص ل يوزع ثروته بين مختلف‬
‫الصول المكونة لها تبعا لعوائدها فقط‪ ،‬بل تحكمه كذلك اعتبارات‬
‫‪.(1‬‬ ‫أخرى تتعلق بالذواق‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬دالة الطلب الكلي على النقود عند‬ ‫•‬


‫" ميلتون فريدمان "‬

‫المطلب الول ‪ :‬فرضيات و أساسيات دالة الطلب على النقود‬


‫عند " ميلتون فريدمان "‬
‫قبل دراسة دالة الطلب على النقود لبد من الشارة إلى بعض‬
‫المفاهيم الساسية لتحليل دالة الطلب على النقود عند " فريدمان "‪.‬‬
‫تعتمد النظرية النقدية المعاصرة في دراسة دالة الطلب على‬
‫النقود على الشروط التالية ‪:‬‬
‫* الثروة الكلية التي بحوزة الفراد و المشاريع تكون موزعة حسب‬
‫الشكال السابقة الذكر‪.‬‬
‫* أسعار و عوائد مكونات الثروة و البدائل الخرى للحتفاظ بالثروة‪.‬‬
‫* الذواق و ترتيب الفضليات أو ما يسمى بالتفضيل و الختيار‬
‫لوحدات الثروة الكلية و يعتبر محددا لشكل دالة الطلب‪.‬‬
‫* تمثل دالة الطلب الكلي تفسيرا لسلوك الفراد في تنظيم المنفعة‬
‫التي تتوقف أصل على اعتبارات عينية بغض النظر عن وحدات‬
‫القياس المستخدمة ) أي النقود المتداولة حاليا (‪.‬‬
‫* يعتبر الدخل تيارا متدفقا من الرصيد المتمثل في الثروة‪ ،‬فالدخل‬
‫الدائم أو الدخل المتوقع يتحدد بعدة عوامل منها ‪:‬‬
‫‪ -‬المهارة المهنية‪ ،‬القابلية الشخصية‪ ،‬توقعات المستقبل‪.‬‬

‫‪ – ()1‬ناظم محمد نوري الشمري – النقود و المصاريف – دار زهران للنشر و التوزيع – ‪ -1999‬ص ) ‪.( 327 – 326‬‬

‫‪13‬‬
‫فإذا كانت ‪ :‬كمية النقود = عائد عناصر الثروة المختلفة‪.‬‬
‫فإن ‪ :‬كمية النقود ‪ /‬السعر = الناتج = دالة التغير الحقيق في عائد‬
‫عناصر الثروة‪.‬‬
‫و عبر " فريدمان " عن معادلة دالة الطلب على الرصيد الحقيق‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫‪( Md = F ( yp, rb- rm, re- rm, Me- rm, h- rm‬‬
‫‪- - - + P‬‬
‫‪ = Md‬الطلب على النقود كأرصدة حقيقية‪.‬‬
‫‪ = yp‬الثروة ) الدخل الدائم (‪.‬‬
‫‪ = Rm‬العوائد المتوقعة من النقود‪.‬‬
‫‪ = Rb‬العوائق المتوقعة من السندات‪.‬‬
‫‪ = Re‬العوائد المتوقعة من السهم‪.‬‬
‫‪ = Me‬معدل التضخم المتوقع‪.‬‬
‫‪ = H‬الثروة البشرية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التفرقة بين نظريتي " كينز " و " فريدمان‬
‫" للطلب على الـنـقـود‬
‫هناك عدة اختلفات بين النظرية الكينزية و نظرية فريدمان و‬
‫يمكن تلخيصها كالتالي ‪:‬‬
‫‪ .1‬يرى " فريدمان " أن هناك أكثر من سعر فائدة مؤثر في القتصاد‬
‫" كينز " سعر فائدة واحد و هو سعر الفائدة‬ ‫بينما يفترض‬
‫على السندات و الذي يعتقد أنه المعبر الحقيق عن أسعار الفائدة‬
‫على الصول الخرى و بالتالي ل داعي لدراجها‪.‬‬
‫‪ .2‬افترض " فريدمان " على عكس " كينز " أن السلع و النقود بدائل‬
‫و أن الفراد سيختاروا بينهما عندما يقرروا كمية النقد التي‬
‫يحتفظون بها و هذا يعني أن التغير في النقود يلعب دورا في التأثير‬
‫على حجم النفاق الكلي في القتصاد‪.‬‬
‫‪ .3‬لم يفترض " فريدمان " ثبات سعر الفائدة كما افترضه " كينز "‬
‫" فريدمان " أنه في حال تحقيق المصارف لرباح‬ ‫بل يعتقد‬
‫من القروض التي تمنحها و في حال غياب القيود على رفع أسعار‬
‫الفائدة فستدفع تلك المصارف فائدة أعلى على الودائع لجلب‬
‫المزيد منها لستثمارها في القروض و بالتالي سيزيد الطلب على‬
‫النقود في هذه الحالة حتى مع ارتفاع الفائدة على القروض و‬
‫السندات و هذا ما عبر عنه " فريدمان " في دالته ‪.rb – rm :‬‬
‫‪ -‬أما في حال وجود قيود على أسعار الفائدة على الودائع ) وهو‬
‫فرض غير مقبول عند ‪ ( F‬فإن المصارف ستتجه إلى‬
‫المنافسة من خلل الخدمات المقدمة ‪ :‬كخدمات التسديد و‬

‫‪13‬‬
‫الدفع و التحصيل و غيرها‪ .‬و نتيجة لذلك فإن العائد المتوقع‬
‫من الحتفاظ بالنقود سيزيد أيضا‪.‬‬

‫افترض " كينز " أن سعر الفائدة هو المحدد الرئيسي في الطلب‬ ‫‪.4‬‬
‫على النقود بينما يفترض " فريدمان " أن التغيرات في أسعار‬
‫الفائدة تؤثر و بشكل جزئيا فقط و أن المؤثر الرئيسي في طلب‬
‫الفراد هي الثروة‪ .‬و بالتالي فإن الطلب على النقود غير حساس‬
‫لسعر الفائدة و أن ذلك مرده إلى أن الطلب غير حساس للتغيرات‬
‫في دوافع الطلب الخرى مقارنة بالطلب على النقود نفسها و‬
‫بتفصيل أكبر فإن التغيرات في الدوافع الخرى تبقى ثابتة لن أي‬
‫زيادة في عوائد هذه الصول سيقارن مباشرة مع الزيادة المتوقعة‬
‫في عوائد النقود‪.‬‬
‫يرتكز " فريدمان " على ثبات دالة الطلب على النقود على عكس‬ ‫‪.5‬‬
‫" كينز " و أن هذا الثبات مرده إلى صغر حجم التقلبات بدالة‬
‫الطلب على النقود بشكل صحيح‪ .‬و يرتبط فرضه هذا مع افتراضه‬
‫السابق بأن الطلب على النقد غير حساس للتغير في أسعار‬
‫الفائدة فإن ذلك يعني أن التنبؤ بسرعة دوران النقد ) ‪ ( v‬ممكنة‬
‫بشكل كبير‪ .‬فإذا كانت الثروة هي المحدد الرئيسي للطلب عند "‬
‫فريدمان " فإنه يمكن كتابة دالة الطلب على النقود كالتالي ‪F :‬‬
‫‪ V = py / md‬و استبدالها مكان‬ ‫‪ .( yp ) = md / p‬و بما أن‬
‫‪ md / p‬لن ‪ V‬أصل هي معكوسة ‪ Md / p‬فإن ‪ .( V = 1 / f ( yp :‬و‬
‫بضرب طرفي المعادلة في ‪ y‬فإن ‪ ( V = y / f ( yp‬و لن العلقة بين‬
‫‪ y‬و ‪ yp‬يسهل قياسها أو التنبؤ بها‪ .‬فإنه يمكن أيضا التنبؤ بسرعة‬
‫دوران النقد ‪ V‬عند " فريدمان " و بالتالي فإن التغيير في كمية‬
‫النقود سيعطينا القدرة على التنبؤ بحجم النفاق الكلي‪.‬‬
‫‪ -‬و بما أن سرعة دوران النقد ليست ثابتة على المدى الطويل فإن‬
‫كمية النقود يستمر كمحدد رئيسي للدخل السمي ) ‪ ( y‬و يتفق‬
‫بذلك " فريدمان " مع المدرسة الكلسيكية‪.‬‬

‫• المبحث الثالث ‪ :‬تقييم النظرية النقدية الحديثة‬

‫المطلب الول ‪ :‬إيجابيات و سلبيات النظرية النقدية‬


‫الحديثة‬
‫‪ .1‬اليجابيات ‪:‬‬
‫رغم أن النظرية النقدية المعاصرة في رأي الكثير من القتصاديين‬
‫إنها وليدة النظرية النقدية التقليدية و لكن في صورة موسعة و ثوب‬

‫‪13‬‬
‫جديد إل أننا نرى إن ثمة فروق أساسية بين النظريتين‪ ،‬حيث تقوم نظرية‬
‫التبادل – لفيشر – و – مارشال – على أساس مبدأ افتراض وجود حالة‬
‫التشغيل الكامل فإن النظرية النقدية الحديثة تقوم على عدم افتراض‬
‫حالة التشغيل الكامل أي أن حجم النتاج هو عنصر متغير ليس كمية ثابتة‬
‫كما يرى التقليديين و يقوم تحليلهم أيضا على أن مبدأ كل زيادة في‬
‫عرض النقود تؤدي إلى زيادة مباشرة في مستوى السعار دون أن يؤثر‬
‫ذلك على حجم النتاج و الدخل نظرا لفتراض التشغيل الكامل للموارد‬
‫القتصادية المتاحة‪.‬‬
‫أما " فريدمان " فيرى أنه طالما أن القتصاد لم يصل بعد إلى‬
‫مستوى العمالة الكاملة فإن أي زيادة في كمية النقود سوف يترتب عليه‬
‫زيادة في الدخل و التشغيل و يبقى التأثير كذلك حتى تقترب من مستوى‬
‫العمالة الكاملة فترتفع حينها السعار – يذهب فريدمان – صراحة إلى‬
‫اللجوء إلى ضبط معدل التغير في عرض كمية النقود بما يتناسب مع‬
‫معدل التغير في حجم النتاج و بالتالي حجم الدخل الحقيق كشرط‬
‫أساسي لستقرار المستوى العام للسعار و هو إجراء معناه العودة إلى‬
‫الهتمام بدور و أهمية السياسة النقدية في معالجة الزمات القتصادية‬
‫) التضخم ( التي يمكن أن تواجه خاصة الدول المتقدمة‪.‬‬
‫أما عن دالة الطلب على النقود عند ‪ F‬فقد اعتبر هذا الخير إن‬
‫المتغير الساسي و الحاسم لهذه الدالة هي الثروة ) الدخل الحقيق (‬
‫بجانبيها المادي و البشري يضاف إليها السعار و العوائد الخرى الناشئة‬
‫عن الحتفاظ بالثروة و بدرجة أقل الذواق و ترتيب الفضليات‪ ،‬في حين‬
‫أهمل المتغيرات الخرى و خاصة سعر الفائدة فاعتبره عامل ثانوي‬
‫باعتبار سعر الفائدة ليس له من أثر مباشر إل بكونه عائد للسندات‪.‬‬

‫‪ .2‬السلبيات ‪:‬‬
‫إن صياغة المعادلة النهائية لـ ‪ M.F‬تعترضها في تقديرنا العديد من‬
‫الصعوبات نوجزها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬اعتمادها على العديد من المتغيرات‪.‬‬
‫‪ -‬يصعب حساب و تقدير هذه المتغيرات ) كعائد راس المال‬
‫البشري و متغيرات الذواق ‪.( ...‬‬
‫‪ -‬تعتبر هذه المعادلة حجم في البداع و البتكار و لكن يصعب‬
‫تطبيقها في المجال العلمي‪ ،‬أي أن هذه المعادلة هي مجرد‬
‫نموذج تحليلي‪.‬‬
‫‪ -‬هي صورة معدلة و موسعة لمبادلة التبادل " لفيشر " و "‬
‫مارشال "‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أهم أراء المذهب النقدي‬

‫‪13‬‬
‫يمكن أن نلخص أهم أراء المذهب النقدي عن نظرية كمية النقود و‬
‫السياسات النقدية في النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬كمية النقود هي المتغير الساسي لدراسة التقلبات‬
‫القتصادية الكمية‪.‬‬
‫‪ -‬السياسة النقدية تؤثر في النتاج و السعار بفجوة زمنية‬
‫طويلة و متغيرة‪ ،‬و منه فإذا كانت السياسة النقدية غير‬
‫موجهة بشكل جيد فإنها ستلحق أضرار بالقتصاد متمثل في‬
‫عدم الستقرار‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر ظاهرة التضخم ظاهرة نقدية بحتة و ذلك بشكل دائم و‬
‫في أي وقت و من ثم بالنضباط في إصدار كمية النقود بما‬
‫يتماشى و معدل النمو في النتاج‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫• الـخاتـمـة‬

‫تقوم النظرية النقدية الحديثة في جوهرها على تحليل و تفسير‬


‫المتغيرات القتصادية و النقدية وفقا للمنهج الستقرائي المعتمد على‬
‫الستنتاجات المرتبطة بالبيانات و المعلومات و الحصاءات و من ثم‬
‫فهذه النظرية تقوم على الجانب التجريبي الحصائي أكثر من الجانب‬
‫النظري و بذلك أمكن وصفها بالنظرية المعالجة و المفكرة للوضاع‬
‫السائدة بطريقة علمية بحتة‪.‬‬

‫• الـمراجـع‬

‫‪13‬‬
‫الدكتور أكرم حداد‪ ،‬مشهور هذلول ) النقود و المصارف (‪ .‬دار‬ ‫‪.1‬‬
‫وائل للنشر‪.2005 .‬‬
‫بلعزوز بن علي ) محاضرات في النظريات و السياسات‬ ‫‪.2‬‬
‫النقدية (‪ .‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ .‬ص ) ‪.( 63 .62‬‬
‫ناظر محمد نوري الشمري ) النقود و المصارف (‪ .‬دار زهران‬ ‫‪.3‬‬
‫و التوزيع‪ .‬سنة ‪.1999‬‬ ‫للنشر‬
‫ضياء مجيد ) اقتصاديات البنوك و النقود (‪ .‬مؤسسة شباب‬ ‫‪.4‬‬
‫الجامعة‪ .‬سنة ‪.2002‬‬

‫‪13‬‬

You might also like