اقتصاد نقدي

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 104

‫جامعة اجلزائر ‪03‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيي‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مطبوعة الدعم البيداغوجي ضمن مقياس‪:‬‬


‫االقتصاد النقدي وأسواق رأس املال‬
‫موجهة لطلبة السنة الثانية ليسانس‬

‫ختصص‪ :‬مجيع التخصصات‬

‫من إعداد‪ :‬د‪ /‬بوعزارة أحالم‬

‫السنة اجلامعية‪2023/2022 :‬‬


‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العـــــــــــــــــــنــــوان‬


‫المقدمة‬
‫القسم األول‪ :‬االقتصاد النقدي‬
‫‪1‬‬ ‫المحور األول‪ :‬النقود خصائصها ووظائفها‬
‫‪1‬‬ ‫أوال‪ :‬نشأة النقود وتطورها التاريخي‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -1‬اقتصاد الالمبادلة‬
‫‪1‬‬ ‫‪ -2‬نظام المقايضة‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -3‬عيوب المقايضة‬
‫‪3‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ماهية النقود‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -1‬تعريف النقود‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬خصائص النقود‬
‫‪5‬‬
‫‪ -3‬وظائف النقودوأشكالها‬
‫‪12‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬األنظمة النقدية‬
‫‪12‬‬ ‫إن ّأوال‪ :‬مفهوم النظام النقدي‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -1‬تعريف النظام النقدي‬

‫‪12‬‬ ‫‪ -2‬عناصر النظام النقدي‬

‫‪12‬‬
‫‪ -3‬خصائص النظام النقدي‬
‫‪13‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أنواع األنظمة النقدية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1‬نظام المعدن الواحد‬
‫‪15‬‬ ‫‪ -2‬نظام المعدنين‬

‫‪15‬‬ ‫‪ -3‬نظام النقد الورقي‬


‫‪16‬‬
‫ثالثا‪ :‬النظام النقدي في ظل اتفاقية بريتونوودز ‪1944‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -1‬األهداف العامة لنظام بريتونوودز‬

‫‪17‬‬ ‫‪ -2‬انهيار نظام بريتونوودز‬


‫‪17‬‬ ‫‪ -3‬أسباب فشل نظام بريتونوودز‬
‫‪18‬‬ ‫رابعا‪ :‬نظام التعويم المدار‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -1‬مزايا نظام التعويم المدار‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -2‬عيوب نظام التعويم المدار‬
‫‪19‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬النظريات النقدية‬
‫‪19‬‬ ‫أوال‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية (التقليدية)‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -1‬أسس ومبادئ التحليل الكالسيكي‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -2‬النظريات النقدية الكالسيكية‬

‫‪24‬‬ ‫‪ -3‬النظريات النقدية الكالسيكية‬

‫‪24‬‬ ‫ثانيا‪ :‬النظرية النقدية الكينزية‬


‫‪25‬‬ ‫‪ -1‬فرضيات النظرية الكينزية‬

‫‪25‬‬ ‫‪ -2‬نتائج النظرية النقدية الكينزية‬


‫‪27‬‬ ‫‪ -3‬تقييم النظرية النقدية الكينزية‬

‫‪28‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النظرية النقدية الحديثة (النقدية المعاصرة)‬


‫‪28‬‬ ‫‪ -1‬فرضيات النظرية النقدية الحديثة‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -2‬دالة الطلب على النقود عند فريدمان‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -3‬تقييم النظرية النقدية الحديثة‬
‫‪33‬‬ ‫المحور الرابع‪ :‬الكتلة النقدية ومقابالتها‬

‫‪33‬‬ ‫أوال‪ :‬الكتلة النقدية‬


‫‪33‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم الكتلة النقدية‬

‫‪33‬‬ ‫‪-2‬عناصر الكتلة النقدية‬


‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مقابالت الكتلة النقدية‬
‫‪35‬‬ ‫‪ -1‬الذهب والعمالت األجنبية‬

‫‪35‬‬ ‫‪ -2‬القرض المقدم للخزينة‬

‫‪35‬‬ ‫‪ -3‬القروض المقدمة لالقتصاد‬

‫‪35‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المجمعات النقدية‬


‫‪35‬‬ ‫‪ -1‬الكتلة النقدية بالمعنى الضيق ‪M1‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -2‬الكتلة النقدية بالمعنى الواسع ‪M2‬‬

‫‪36‬‬ ‫‪ -3‬سيولة االقتصاد ‪M4 M3‬‬

‫‪37‬‬ ‫المحور الخامس‪ :‬المؤسسات النقدية والوساطة المالية‬


‫‪37‬‬ ‫أوال‪ :‬البنك المركزي ودوره في إصدار النقود القانونية‬
‫‪37‬‬ ‫‪ -1‬تعريف البنك المركزي‬

‫‪38‬‬ ‫‪-2‬ميزانية البنك المركزي‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -3‬وظائف البنك المركزي‬

‫‪42‬‬
‫‪ -4‬استقاللية البنوك المركزية‬

‫‪44‬‬ ‫ثانيا‪ :‬البنوك التجارية ودورها في توليد النقود المصرفية‬


‫‪44‬‬ ‫‪ -1‬مفهوم البنوك التجارية‬

‫‪44‬‬ ‫‪ -2‬خصائص البنوك التجارية‬

‫‪45‬‬ ‫‪ -3‬وظائف البنوك التجارية‬

‫‪45‬‬
‫‪ -4‬أهمية البنوك التجارية‬

‫‪46‬‬ ‫ثالثا‪ :‬الوساطة المالية‬


‫‪46‬‬
‫‪ -1‬ماهية الوساطة المالية‬
‫‪46‬‬
‫‪ -2‬التطور التاريخي للوساطة المالية‬
‫‪47‬‬
‫‪ -3‬أهمية الوساطة المالية‬
‫‪48‬‬
‫‪-4‬مؤسسات الوساطة المالية‬
‫‪50‬‬ ‫المحور السادس‪ :‬السياسة النقدية‬
‫‪50‬‬ ‫أوال‪:‬مفهوم السياسة النقدية‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -1‬تعريف السياسة النقدية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -2‬مراحل تطور السياسة النقدية‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -3‬أنواع السياسة النقدية‬

‫‪53‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف السياسة النقدية‬


‫‪53‬‬ ‫‪ -1‬األهداف األولية للسياسة النقدية‬

‫‪53‬‬ ‫‪ -2‬األهداف الوسيطية للسياسة النقدية‬

‫‪56‬‬ ‫‪ -3‬األهداف النهائية للسياسة النقدية‬

‫‪57‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬


‫‪57‬‬ ‫‪ -1‬األدوات المباشرة‬

‫‪58‬‬ ‫‪ -2‬األدوات غير المباشرة للسياسة النقدية‬

‫‪59‬‬
‫‪ -3‬عوامل نجاح السياسة النقدية‬

‫القسم الثاني‪ :‬أسواق رأس المال‬

‫‪62‬‬ ‫المحور األول‪ :‬السوق النقدي وأدواته (سوق قصيرة األجل)‬


‫‪62‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم السوق النقدي‬
‫‪62‬‬ ‫‪ -1‬تعريف السوق النقدي‬

‫‪63‬‬ ‫‪-2‬أهمية السوق النقدي‬

‫‪63‬‬
‫‪-3‬خصائص ومميزات السوق النقدي‬

‫‪64‬‬ ‫ثانيا‪ :‬أدوات السوق النقدي‬


‫‪64‬‬ ‫‪ -1‬شهادات اإليداع المصرفية‬

‫‪64‬‬ ‫‪ -2‬القبوالت المصرفية‬

‫‪64‬‬ ‫‪ -3‬أذونات الخزينة‬

‫‪64‬‬ ‫‪ -4‬األوراق التجارية‬

‫‪65‬‬ ‫ثالثا‪ :‬هيكل السوق النقدي والمتدخلون فيه‬


‫‪65‬‬ ‫‪ -1‬السوق األولي‬

‫‪65‬‬ ‫‪-2‬السوق الثانوي‬


‫‪65‬‬ ‫‪ -3‬المتدخلون في السوق النقدي‬

‫‪67‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬السوق المالي‬


‫‪67‬‬ ‫أوال‪ :‬تعريف األسواق المالية وتطورها‬
‫‪67‬‬ ‫‪ -1‬تعريف السوق المالي‬

‫‪68‬‬ ‫‪-2‬نشأة األسواق المالية ومراحل تطورها‬

‫‪69‬‬ ‫‪-3‬أهمية السوق المالي‬


‫‪69‬‬ ‫ثانيا‪ :‬وظائف السوق المالي‬
‫‪69‬‬ ‫‪ -1‬تحويل المدخرات وتوفير السيولة النقدية‬

‫‪69‬‬ ‫‪ -2‬تسعير األوراق المالية والمساعدة على تخفيض مخاطر االستثمار‬

‫‪70‬‬ ‫‪ -3‬المساعدة على تنفيذ السياسات النقدية‬

‫‪70‬‬ ‫ثالثا‪ :‬مكونات السوق المالي‬


‫‪70‬‬ ‫‪ -1‬السوق األولي‬

‫‪71‬‬ ‫‪ -2‬السوق الثانوي‬

‫‪71‬‬ ‫المحور الثالث‪ :‬سوق رأس المال وأدواته (السوق طويل األجل)‬
‫‪71‬‬ ‫أوال‪ :‬مفهوم سوق رأس المال‬
‫‪71‬‬ ‫‪ -1‬تعريف سوق رأس المال‬

‫‪73‬‬ ‫‪ -2‬هيكلة سوق رأس المال‬

‫‪77‬‬ ‫‪ -3‬وظائف سوق رأس المال‬

‫‪78‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المتعاملون في سوق رأس المال‬


‫‪78‬‬ ‫‪ -1‬تصنيف المتعاملون حسب الهدف من التعامل‬

‫‪79‬‬ ‫تصنيف المتعاملون إلى عارضين وطالبين‬ ‫‪-2‬‬

‫‪79‬‬ ‫ثالثا‪ :‬أدوات سوق رأس المال‬


‫‪79‬‬ ‫‪ -1‬أدوات تثبت حق الملكية (األسهم)‬

‫‪83‬‬ ‫‪ -2‬أدوات تثبت حق الدين (السندات)‬


‫‪84‬‬ ‫‪ -3‬أدوات تثبت حق الملكية والدين‬

‫‪85‬‬ ‫‪ -4‬المشتقات المالية‬

‫‪94-89‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫قائمةالجداول‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫الجــــــــــــــدول‬ ‫الرقم‬
‫‪08‬‬ ‫أمثلة عن بعض السلع التي استخدمت كنقود‬ ‫‪01‬‬
‫‪24-23‬‬ ‫االختالف بين معادلتي كل من فيشر وكمبريدج‬ ‫‪02‬‬
‫‪38‬‬ ‫ميزانية البنك المركزي‬ ‫‪03‬‬
‫‪82‬‬ ‫أوجه المقارنة بين األسهم العادية واألسهم الممتازة‬ ‫‪04‬‬
‫‪88‬‬ ‫أوجه المقارنة بين عقود المشتقات المالية‬ ‫‪05‬‬
‫قائمة األشكال‪:‬‬
‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬
‫‪07‬‬ ‫وظائف النقود‬ ‫‪01‬‬
‫‪12‬‬ ‫نموذج للنقود الذهبية‬ ‫‪02‬‬
‫‪13‬‬ ‫سبائك الذهب‬ ‫‪03‬‬
‫‪16‬‬ ‫نموذج للعمالت الورقية القانونية‬ ‫‪04‬‬
‫‪22‬‬ ‫العالقة بين كمية النقود المعروضة والمستوى العام لألسعار‬ ‫‪05‬‬
‫‪26‬‬ ‫تحديد سعر الفائدة في التحليل الكينزي‬ ‫‪06‬‬
‫‪27‬‬ ‫مصيدة السيولة في النظرية الكينزية‬ ‫‪07‬‬
‫‪30‬‬ ‫تحديد الطلب على النقود وفقا للنظرية النقدية الحديثة‬ ‫‪08‬‬
‫‪34‬‬ ‫عناصر الكتلة النقدية‬ ‫‪09‬‬
‫‪42‬‬ ‫حزم التحفيز المالي في الدول العربية لمواجهة جائحة كوفيد ‪ 19‬حتى‬ ‫‪10‬‬
‫نهاية الربع الثاني من عام ‪( 2021‬مليار دوالر)‬
‫‪46‬‬ ‫أطراف الوساطة المالية‬ ‫‪11‬‬
‫‪48‬‬ ‫أهمية الوساطة المالية‬ ‫‪12‬‬
‫‪65‬‬ ‫مسار األهداف النهائية للسياسة النقدية حسب " نيكوال كلدور"‬ ‫‪13‬‬
‫‪75‬‬ ‫آلية التعامل في السوق األولية‬ ‫‪14‬‬
‫المقدمة‬

‫يعيش عالم المال واألعمال العديد من التحوالت الهامة والتي تعود لعولمة االقتصاد والعولمة المالية وتحرير‬
‫تجارة الخدمات بما فيها الخدمات المالية والمصرفية‪ ،‬فضال عن تطور تكنولوجيا االتصاالت واالنفجار الرقمي‪،‬‬
‫ومن أجل أن يتم التأقلم مع هذه التحوالت واستيعاب آثارها على المتغيرات النقدية والمالية‪ ،‬كان البد من التحكم‬
‫بشكل علمي ودقيق في المتغيرات المتعلقة باالقتصاد النقدي واألسواق المالية‪.‬‬

‫إن تزايد االهتمام بالدور الذي تلعبه كل من النقود‪ ،‬المؤسسات النقدية‪ ،‬األسواق المالية على مستوى االقتصاد‬
‫الوطني والمنافع المترتبة من وراءها بالنسبة لألفراد والمؤسسات والقطاع الحكومي‪ ،‬يجعل التطرق لموضوع‬
‫االقتصاد النقدي واألسواق المالية على قدر كبير من األهمية‪ ،‬لذلك ارتأيت أن أتطرق في هذه الدراسة إلى‬
‫مجموعة من المحاور التي تمكن الطالب من اإللمام بأهم أسس االقتصاد النقدي باإلضافة ألهم المظاهر العامة‬
‫المتعلقة باألسواق المالية‪ ،‬وكلي أمل في أن يحسن هذا من أداء طلبتنا األعزاء في تعاملهم مع أحد متغيرات هذا‬
‫الموضوع واتخاذ الق اررات السليمة في حالة شغلهم لوظائف في أحد المؤسسات المالية أو المصرفية‪ ،‬وأن‬
‫يستفيدوا من المعارف التي تحصلوا عليها من خالل دراستهم لمقياس "االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال" في‬
‫حياتهم العملية وذلك بالتطبيق الفعلي لما تلقوه من معارف نظرية‪.‬‬

‫وقسمت هذه المطبوعةٌ قسمين أساسيين يضمان في طياتهما المحاور التالية‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬النقود خصائصها ووظائفها‬

‫المحور الثاني‪ :‬األنظمة النقدية‬

‫المحور الثالث‪ :‬النظريات النقدية‬

‫المحور الرابع‪ :‬الكتلة النقدية ومقابالتها‬

‫المحور الخامس‪ :‬المؤسسات المالية والوساطة النقدية‬

‫المحور السادس‪ :‬السياسة النقدية‬

‫المحور السابع‪ :‬السوق النقدي وأدواته‬

‫المحور الثامن‪ :‬السوق المالي‬

‫المحور التاسع‪ :‬سوق رأس المال وأدواته‬


‫أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تنبع أهمية هذه الدراسة التي أضعها بين يدي طلبتنا األعزاء‪ -‬والموسومة بـ ‪ :‬محاضرات في مقياس اقتصاد‬
‫نقدي وأسواق رأس المال‪ -‬من التطورات والتغيرات التي عرفتها البيئة النقدية والمصرفية‪ ،‬وال تزال تعرفها لحد‬
‫اآلن‪ ،‬حيث نصبو من خالل تقديم هذه المطبوعة لجعل الطالب أكثر ادراكا للعالقة الوثيقة بين المفاهيم الثالث‬
‫التالية‪ :‬النقود‪ ،‬المؤسسات النقدية‪ ،‬األسواق المالية‪ ،‬باإلضافة لترسيخ المامه بالمعارف المتعلقة باقتصاديات‬
‫النقود والمصارف واألسواق المالية‪ ،‬إضافة لتحقيق جملة من األهداف أجملها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد المظاهر العامة لالقتصاد النقدي‪.‬‬


‫‪ -2‬توضيح التسلسل التاريخي لتطور النقود والقواعد النقدية‪.‬‬
‫‪ -3‬إيضاح الدور الفعال الذي يلعبه الثالثي‪ :‬النقود‪ -‬البنوك‪ -‬أسواق رأس المال‪ ،‬على مستوى‪ :‬األفراد‬
‫والمؤسسات والحكومة‪.‬‬
‫‪ -4‬التأكيد على حسن تطبيق المعارف النظرية المتعلقة بمقياس االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال على‬
‫أرض الواقع‪.‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫االقتصاد النقدي‬
‫المحور األول‪ :‬النقود خصائصها ووظائفها‬

‫تعتبــر النقــود عصــب الحيــاة والمحــرك األساســي للوظــائف والمهــام داخــل المنظمــات وداخــل االقتصــاد ككــل‪ ،‬فقــد‬
‫ظهرت نتيجة حاجة االنسان لها لتلبية احتياجاته وعرفت تطورات باختالف العصور‪ ،‬كما ساهم وجودها في بنـاء‬
‫ـعوبات‬ ‫أسواق وبروز العديد من الهيئات التي تتعامـل بهـا‪ ،‬فـالنقود ليسـت وليـدة هـذا العصـر بـل تمخضـت عـن‬
‫المقايضة التي عايشتها المجتمعات البدائية لتصل إلى النقود االفتراضية التي فرضتها المستجدات الحالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬نشأة النقود وتطورها التاريخي‪:‬‬
‫ال يمكن لنا في أي حال من األحوال أن نتصور بـأن النقـود ظهـرت بسـهولة وسـرعة‪ ،‬و نمـا تطلـب ذلـك حسـب‬
‫علم ــاء النامي ــات رعل ــم د ارس ــة النق ــود القديم ــة الت ــي بط ــل ت ــداولها فت ـرة زمني ــة طويل ــة ج ــدا‪ ،‬حي ــث إن أول اختــراع‬
‫للعمالت المعدنية كان حوالي خمس مئة سنة قبل الميالد‪ ،‬وفيما يلي مراحل تطور النقود‪.‬‬

‫‪ -1‬اقتصاد الالمبادلة‪ :‬ترجع هذه المرحلة إلى المراحل التاريخية األولى لإلنسان أيـن كـان ينـتا مـا يحتاجـه دون‬
‫ـفة االكتفـاء‬ ‫الحاجة إلى تبادل ما لديه مع بـاقي الجماعـات نتيجـة لتطـابق اإلنتـاا مـع االسـتهالك فيحقـق بـذلك‬
‫‪ "Self‬ولهـذا سـمي باقتصـاد الالمبادلـة أو االقتصـاد الـذاتي المغلـق‪ .‬ونظـ ار‬ ‫الـذاتي "‪Sufficiency Economy‬‬
‫ألن اإلنتاا يتحدد وفق ظروف جغرافية وطبيعية تحددها المنطقة التي يعيش فيها االنسان‪ ،‬ظهر التخصص في‬
‫العمل الذي أدى إلى ظهور فائض في اإلنتاا‪ ،‬مما استدعى الحاجة إلى مبادلته مع منـتا آخـر ريـر موجـود فـي‬
‫‪1‬‬
‫منطقته ويكون هو بحاجة له‪.‬‬
‫‪ -2‬نظاااا المقاي ااة ‪ : Barter System‬هــي عمليــة مبادلــة ســلعة بســلعة أخــرى‪ ،‬أو خدمــة بخدمــة أخــرى‬
‫وبشــكل مباشــر بــدون نقــود كوســي للمبادلــة‪ ،2‬فــالفرد الــذي يعمــل فــي الصــيد مــثال‪ ،‬يبــادل مــا يزيــد عــن اســتهالكه‬
‫الشخصــي مــن اللحــوم والجلــود بمــا لــدى الفــرد الــذي يعمــل فــي الز ارعــة مــن محا ــيل ز ار يــة‪ ،‬حيــث يررــب هــذا‬
‫األخير في مبادلة ما يزيد لديه من هذه المحا يل بعد استهالكه الشخصي‪.‬‬
‫هــذا الشــكل البســي مــن المبادلــة‪ ،‬كــان يلبــي فــي وقتــه الحاجــات البش ـرية‪ ،‬بســبب بســاطتها وعــدم تنوعهــا‪،‬‬
‫واقتص ــار مه ــارات األف ـراد عل ــى أساس ــيات معين ــة‪ ،‬كم ــا كان ــت الرلب ــات اإلنس ــانية ال تتج ــاوز الحاج ــات األساس ــية‬
‫لإلنســان‪ ،‬وهــذه الحاجــات لــم تتطلــب آنــذاك تعقــد فــي حجــم أو شــكل المعــامالت االقتصــادية بــين األف ـراد‪ ،‬بــل إن‬
‫بدائي ــة وس ــائل االتص ــال راللغ ــة‪ ،‬اإلش ــارة‪ ،‬الكتاب ــة س ــهل م ــن قب ــول األف ـراد لمبادل ــة الس ــلع والخ ــدمات دون اعتب ــار‬
‫‪3‬‬
‫لخسارة طرف وربح اآلخر‪.‬‬

‫عديلة العلواني‪ ،‬الميسر في االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي محمد شهلوب‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬ط ‪ ،1‬شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪ ،2007 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫أكرم حداد‪ ،‬مشهور هذلول‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2008 ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪1‬‬
‫وبالتالي يمكن القول ان المقايضـة هـي اسـتبدال سـلعة أو خدمـة بسـلعة أو خدمـة أخـرى‪ ،‬أي كـل مجموعـة مـن‬
‫أف ـراد المجتم ــع أ ــبحت ب ــذلك تش ــبع حاجاته ــا م ــن مجموع ــات أخ ــرى‪ ،‬ري ــر أن ه ــذا النظ ــام واجهت ــه العدي ــد م ــن‬
‫الصعوبات‪.‬‬

‫‪ -3‬عيوب نظاا المقاي ة‪:‬‬


‫لهذا النظام عدة عيوب وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫✓ صاابو ة تحقياات التوافاات الماابدو لرربااات األف اراد‪ :‬فالقيــام بعمليــة المبادلــة يتوجــب علــى المبــادل بــذل الجهــد‬
‫والوقت للعثور على الطـرف المكمـل لهـذه العمليـة‪1 ،‬حيـث تفتـرض المقايضـة توافـق رلبـات األفـراد أو المتعـاملين‪،‬‬
‫وأن يكون هذا التوافق في نفس الوقت وبنفس الكمية‪ ،‬وكان هذا ممكنا ضمن حدود‪ ،‬حـين كـان السـوق مكونـا مـن‬
‫عــدد قليــل مــن العارضــين والطــالبين وعــدد قليــل مــن الســلع‪ .‬ومــع تعــدد الســلع وتنوعهــا‪ ،‬بــات مــن الصــعوبة بمكــان‬
‫تحقيــق التوافــق المــزدوا لرلبــات األفـراد‪ ،‬وظهــرت تناقضــات نظــام المقايضــة أكثــر فــأكثر‪ ،‬ولبرهــان ذلــك‪ ،‬نفتــرض‬
‫احب السلعة ‪ ،A‬يحتاا إلى السلعة‬ ‫وجود ثالثة عارضين وثالث مجموعات من السلع ‪ .C, B, A‬ولنفرض أن‬
‫‪ ،C‬ولكن هذا األخير قد ال يررب في شراء السلعة ‪ ،A‬و نما يطلب السلعة ‪ ،B‬الذي بدوره يحتاا إلـى السـلعة ‪،A‬‬
‫وهكذا يظل عارض السلعة ‪ ،A‬مستم ار في البحث عن شخص يعـرض السـلعة ‪ C‬ويررـب بمقايضـتها بالسـلعة ‪A‬‬
‫‪2‬‬
‫تحديدا‪ .‬ولهذا نقول أن المقايضة ال يمكن أن تتم إال إذا توافر شرط التوافق المزدوا لرلبات المتعاملين‪.‬‬
‫✓ صبو ة تحديد نسب التبادل‪ :‬وهذا يعني االفتقـار إلـى وحـدة عامـة يمكـن بمقتضـاها تيـاس وتحديـد تـيم السـلع‬
‫والخدمات‪ ،‬ففي ظل نظام المقايضة ال يمكـن لكـل سـلعة أن تتحـدد تيمتهـا فـي السـوق بشـكل بسـي وسـهل ككميـة‬
‫واحدة بل يجب أن تتحدد تيمتهـا فـي أشـكال عديـدة مـن السـلع والخـدمات األخـرى‪ ،‬وإلتمـام عمليـة المقايضـة يجـب‬
‫ــعب ج ــدا وق ــد يص ــل إل ــى‬ ‫معرف ــة المع ــدل أو النس ــبة لك ــل الس ــلع والخ ــدمات المعروض ــة ف ــي الس ــوق وه ــذا أم ــر‬
‫االستحالة إذا تعددت السلع والخدمات‪.‬‬
‫• فمثال لـو كنـا أمـام خمـس سـلع هـي ‪ A. B. C. D. E‬يصـبح مـن الضـروري تحديـد معـدل أو نسـبة كـل سـلعة‬
‫على حدى مع السلع األربع األخرى‪.‬‬
‫ــعوبة بازديــاد عــدد الســلع والخــدمات‪ ،‬وبالتــالي‬ ‫وهنــا نحتــاا إلــى ‪ 10‬معــدالت رنســب للتبــادل ‪ ،‬ويــزداد األمــر‬
‫فإنه يصبح من الضروري معرفة معدل التبادل بين كل السلع والخدمات المتوفرة‪.‬‬
‫إن عدد ومعدالت أو نسب التبادل الواجب معرفتها يساوي عدد التوفيقات الممكـن الحصـول عليهـا مـن كـل السـلع‬
‫المطروحة للتبادل‪ ،‬فإذا كانت كل مجموعة رتوفيقة فيها تتكون من سلعتين فق ‪ ،‬فإم النسبة تكون كما يلي‪:‬‬
‫= ‪c2n‬‬ ‫‪ :N‬عدد السلع‬
‫!𝑛‬
‫)‪2!(𝑛−2‬‬
‫وبعد االختصار الرياضي نحصل على العبارة البسيطة‪:‬‬
‫حيث أنه في اقتصاد ما فيه ‪ 100‬سلعة نجد أن عدد نسب المقايضة التي يكون من الضروري حسابها‪:‬‬

‫طاهر فاضل البياتي‪ ،‬ميرال روحي سمارة‪ ،‬النقود والبنوك والمتغيرات االقتصادية المعا رة‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪ ،2013 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬بسام الحجار‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2006 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪2‬‬
‫= ‪C2100‬‬ ‫‪= 4950‬‬
‫)‪100 (99‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫عب ومستحيل‪.‬‬ ‫إذن سيكون على الشخص معرفة ‪ 4950‬نسبة تبادل‪ ،‬وهذا أمر‬
‫الساالع‪ :‬يحــدث هــذا المشــكل لــبعض الســلع نتيجــة لكبــر حجمهــا وارتفــاع‬ ‫✓ صاابو ة نقااخ وتخاابين وتعبئااة بب ا‬
‫تيمتها‪ ،‬فإذا كان مثال شخص يملك حديقة ويررب في مبادلتها بحصان وخروف وسمك فإنه في هذه الحالة يقـف‬
‫أمام مشكلة توفير السلع الثالث في آن واحد ومن طرف واحد‪ ،‬و ذا توفرت فإنه ال يمكن تجزئتها‪ ،‬إضافة إلـى أن‬
‫بعــض المنتجــات ال يمكــن تخزينهــا لفتـرة طويلــة ركــالبيض‪ ،‬اللحــم‪ ،‬الســمك‪ ، ...‬و ذا أمكــن ذلــك فــإن يحتــاا لتكلفــة‬
‫كبيـرة‪ ،‬كمــا أن نقــل الســلع إلــى الســوق مــن أجــل مقايضــتها يســتدعي جهــدا كبيـرا‪ ،‬وكــذلك تكلفــة قــد تزيــد عــن ثمــن‬
‫‪2‬‬
‫السلع المراد مقايضتها في حد ذاتها‪.‬‬
‫عوبة تقدير ثمن الخدمة مقارنة بالسلع‪.‬‬ ‫✓ صبو ة تقييم الخدمات‪:‬‬
‫✓ صاابو ة جيعاااد وساايلة لالدخااار والقياااا ببمليااات الاادفع المؤ ااخ‪ :‬فنظــام المقايضــة يعجــز عــن تقــديم وســيلة‬
‫الحة الختزان القيم‪ ،‬ألنه إذا زاد انتاا الفرد سيضطر إلى تخزينه في شكل سلعة‪ ،‬و ذا كانـت هـذه السـلعة قابلـة‬
‫‪3‬‬
‫للتلف فإنه لن يستطيع ذلك‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الصعوبات التي واجهت نظام المقايضة ودفعـت بالعقـل البشـري إلـى اكتشـاف النقـود التـي تعتبـر‬
‫أعظم انجاز للبشرية من حيث كونه نظام يتفوق على نظام المقايضة الذي تضاءلت أهميته وفقد دوره مع م ارحـل‬
‫التطور االقتصادية واالجتما ية للمجتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ماهية النقود‬


‫يمكن التطرق لمفهوم النقود من خالل معرفة معناها خصائصها التي تميزها وكذا ووظائفها التي تقوم بها‪.‬‬
‫‪ -1‬تبريف النقود‪:‬‬
‫تعدد تعاريف النقود حسب العديد من المفكرين والباحثين االقتصاديين وأبرزها‪:‬‬
‫التعريــف اللغــوي‪ :‬تفيــد معــاجم اللغــة العربيــة أن كلمــة نقــود‪ ،‬مشــتقة مــن الجــذر نقــد والنقــد مــا يعطــى مــن الــثمن‬
‫معج ـال وهــو خــالف النســيئة‪ ،‬والنقــد والنقــاد أيضــا تمييــز للــدراهم و خ ـراا الزيــف منهــا‪ ،‬كمــا تطل ـق كلمــة نقــد علــى‬
‫‪4‬‬
‫المسكوك من الذهب والفضة‪.‬‬
‫التعريـف االقتصـادي‪ :‬أمــا مفهـوم النقـود فــي الفكـر االقتصـادي فقــد عرفهـا العديـد مــن االقتصـادين ويمكـن ذكــر‬
‫أبرزها وفق اآلتي‪:‬‬
‫فقـد عرفهــا ر‪ walke‬فـي بارتــه الشـهيرة النقــود هـي أي شــيء تفعلـه النقــود " ‪money iswhat money‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ "dose‬رير أن هذا التعريف واسع وال يحدد المعنى الدقيق للنقود‪.‬‬

‫‪ 1‬عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.14‬‬


‫أسامة محمد الفولي‪ ،‬اقتصاديات النقود والتمويل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪2‬‬

‫فار للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2011 ،‬ص ‪.18‬‬ ‫حسين محمد سمحان‪ ،‬إسماعيل يونس يامن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف‪ ،‬دار‬ ‫‪3‬‬

‫حسين بني هاني‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك – المبادئ واألساسيات‪ ،‬دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2014 ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫كما عرفها فيشر سنة ‪ 1911‬بأنها‪ " :‬كـل حـق ملكيـة مـن شـأنه أن يحظـى بـالقبول العـام فـي المبـادالت يمكـن‬
‫‪2‬‬
‫أن نسميه نقدا"‪.‬‬
‫عرفها االقتصادي " هنري ريتـون‪ "Henri Guitton‬فـي كتابـه " ‪ "La Monnaie‬بأنهـا‪ :‬أداة أو وسـيلة تعطـي‬
‫في النهاية لحائزها‪ ،‬بالمعنى االقتصادي قوة شرائية‪ ،‬وبالمعنى القـانوني وسـيلة تحريـر أو وسـيلة تصـوية أو تسـديد‬
‫‪3‬‬
‫الديون‪".‬‬
‫كمــا يوجــد التعريــف الــوظيفي للنقــود‪ :‬حيــث تعــرف علــى أنهــا أي شــيء يــؤدي وظيفــة النقــود ويحظــى بــالقبول‬
‫العام‪ ،‬أي تستمد النقود معناها من الوظـائف التـي تؤديهـا‪ ،‬وحتـى تـؤدي النقـود وظيفتهـا كـأداة مبادلـة مقبولـة يجـب‬
‫‪4‬‬
‫أن تتمتع بصفة القبول العام‪ ،‬سهولة حملها‪ ،‬استحالة تآكلها‪ ،‬قابليتها للتجزئة‪ ،‬وتجانس ندرتها النسبية‪.‬‬
‫وبالت ــالي يمك ــن الق ــول أن النق ــود ه ــي أي ش ــيء يحظ ــى ب ــالقبول الع ــام بحك ــم الق ــانون ف ــي الوف ــاء بااللت ازم ــات‪،‬‬
‫ويستخدم كوسي في التبادل‪ ،‬وكوحدة للحساب‪ ،‬ومخزن للقيم‪ ،‬وأداة لتسوية المدفوعات اآلجلة‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص النقود‪:‬‬
‫تتميز النقود بمجموعة من الخصائص أبرزها‪:‬‬
‫✓ القبول الباا‪ :‬تعتبر النقود وسـيلة تبـادل ذات قبـول عـام مـن طـرف كـل األعـوان االقتصـادية ردائنـين ومـدينين‬
‫في كل الظروف داخل إقليم الدولة‪ ،‬وهذا نظ ار للمنفعة التي يجنونها‪ ،‬جراء استعمالهم لها‪ ،‬كونها تمثل قـوة شـرائية‬
‫عامــة وكــذا لمــا تتميــز بــه مــن ســلطة علــى جمــع الســلع والخــدمات المعروضــة‪ ،‬او المطلوبــة فــي الســوق‪ ،‬فجميــع‬
‫األعوان االقتصاديين على استعداد لتقبلها‪ ،‬وذلك لشعورهم بالقدرة على تحويلهـا إلـى سـلع وخـدمات هـم فـي حاجـة‬
‫لها في أي وقت أو مكان داخل إقليم الدولة‪.‬‬
‫✓ الثبات النسبي‪ :‬حتى تؤدي النقود وظيفتها كمقيـاس للقيمـة‪ ،‬يجـب أن تتـوفر علـى خا ـية الثبـات فـي القيمـة‪،‬‬
‫بحيث يمكن استخدامها كمقياس لتقييم مختلف السلع والخدمات داخل االقتصاد‪ ،‬ذلك أنمن أهم خـواص المقـاييس‬
‫أي ــا كان ــت أنواعه ــا ه ــي الثب ــات‪ ،‬ف ــالنقود عل ــى ال ــررم مم ــا يعتريه ــا م ــن تغي ـرات ف ــي تيمته ــا إث ــر ارتف ــاع ت ــيم الس ــلع‬
‫والخــدمات فــي الســوق تحــت ضــغوط قــانون العــرض والطلــب‪ ،‬وتحــت تــأثيرات مختلــف األزمــات االقتصــادية‪ ،‬مــن‬
‫تضخم وانكماش‪ ،‬فهي تعتبر ثابتة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها من السلع‪.‬‬
‫✓ القدرة على جبراء الذماة‪ :‬تعـد النقـود مـن أهـم الوسـائل المسـتخدمة فـي تبرئـة الذمـة‪ ،‬فعنـدما يسـدد المـدين لدائنـه‬
‫القيمة المستحقة عليه فإن الدين ينطفئ حاال‪ ،‬ولذلك اكتسبت النقود هذه الصفة أمام أي نوع من أنواع االلت ازمـات‬
‫المالي التي قد تنشأ بين مختلف األعوان االقتصادية‪ ،‬وهي تستمد قـدرتها فـي تحقيـق ذلـك مـن قـوة القـانون‪ ،‬بـإلزام‬
‫مختلف األطراف المتعاملة قبولها‪ ،‬كوسيلة للدفع والوفاء بالديون من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى من ثقة هذه األطراف‬
‫بالجهة التي تقوم بإ دارها‪ ،‬كالبنك المركزي‪ ،‬المعزز بأجهزة السلطة التي تراتبه‪.‬‬

‫أكرم حداد‪ ،‬مشهور هذلول‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫محمد الشريف إلمان‪ ،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.3‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Henri Guitton, La monnaie, Dalloz, 3eme ed, 1974, p 12.‬‬
‫ضياء مجيد الموسمي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الفكر الجزائري‪ ،‬الجزائر‪ ،1993 ،‬ص ‪.23‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪4‬‬
‫✓ السيولة‪ :‬حيث يستخدم حائز النقود في الوفاء بالتزاماتـه أو فـي شـراء مـا يحتـاا إليـه مـن سـلع وخـدمات‪ ،‬فهـي‬
‫تعتبــر قــوة ش ـرائية عامــة تســتخدم فــي الحصــول علــى الســلع والخــدمات المختلفــة أو علــى ريرهــا مــن الحقــوق‪ ،‬أي‬
‫يمك ــن أن تتح ــول إل ــى أي ــة س ــلعة أو خدم ــة ف ــي أي وق ــت بس ــهولة ودون خس ــارة ف ــي تيمته ــا‪ ،‬فالس ـيولة ه ــي قابلي ــة‬
‫األ ل للتحويل إلى النقود بسهولة وسرعة بدون خسارة‪ ،‬فالنقود هي أ ل كامل السيولة أو هي السيولة ذاتها‪.‬‬
‫✓ النقود ذات وحدات متعانسة وقابلة للتعبئة‪ :‬من خصائص النقـود أن وحـداتها متجانسـة فـي كـل دولـة‪ ،‬حيـث‬
‫وحدة النقـد مـن فئـة معينـة تكـون نفسـها خـالل كامـل التـ ارب الـوطني‪ ،‬كمـا أن هـذه الوحـدات قابلـة للتجزئـة دون أن‬
‫‪1‬‬
‫تفقد تيمتها‪ ،‬وهذه الخا ية لم تكن تتميز بها مختلف أنواع السلع التي كانت تستخدم كأداة مبادلة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫وبالتالي يمكن إيجاز خصائص النقود فيما يلي‪:‬‬
‫• أن تتمتع بالقبول العام من طرف أفراد المجتمع كافة؛‬
‫• سهولة التعرف على وحداتها؛‬
‫• أن تكون قابلة للدوام واالستمرار دون أن تتلف أو تهلك عند تداولها من يد إلى أخرى؛‬
‫• الثبــات النســبي فــي تيمتهــا عبــر الــزمن‪ ،‬حيــث أن عــدم ثبــات تيمتهــا يعنــي فقــدان الثقــة فيهــا ممــا يترتــب عليــه‬
‫اضطراب في حقوق وواجبات األطراف المتعاملة بها؛‬
‫• أن تكون نادرة نسبيا؛‬
‫• أن تكون قابلة لالنقسام أو التجزئة إلى عدد من الوحدات الصغيرة؛‬
‫• أن تكون وحداتها متجانسة ومتماثلة‪ ،‬يسهل تصنيفها والتعرف عليها؛‬
‫غيرة الحجم‪ ،‬سهلة الحمل؛ ويمكن تخزينها بدون تحمل أية نفقات‪.‬‬ ‫• أن تكون‬
‫‪ -3‬وظائف النقود وأشكالها‪:‬‬
‫تؤدي النقـود وظـائف عديـدة فـي اقتصـاد المبادلـة‪ .‬فوفقـا لمـا أشـار إليـه الفيلسـوف اليونـاني أرسـطو فـي مؤلفـه "‬
‫األخالق" فإن النقود تقوم بوظيفتي وحدة الحساب ومخزن للقيمة‪ ،‬كما أوضح في كتابه " السياسة" إلى دور النقود‬
‫فــي تســهيل المبادلــة‪ .‬ومــع مــرور الوقــت واســتمرار التطــور بــات واضــحا أن النقــود تشــكل إحــدى األدوات األساســية‬
‫للسياسة االقتصادية الممكن استخدامها للتأثير على مختلف المتغيرات االقتصادية الكليـة مثـل‪ :‬مسـتوى األسـعار‪،‬‬
‫االستهالك‪ ،‬االدخار‪ ،‬االستثمار‪ ،‬االنتاا‪ ...‬الخ‬
‫‪ -1-3‬وظائف النقود‪:‬‬
‫وبذلك تعددت وظائف النقود‪ 3،‬ويمكن ذكر أهمها كما يلي‪:‬‬
‫➢ النقااود وساايت للتبااادل ‪ : Medium of Exchange‬إن التطــورات االقتصــادية المتالحقــة عبــر الــزمن‬
‫ساعدت على اختراع النقـود كوسـي للمبادلـة تقلـل الصـعوبات التـي نجمـت عـن اقتصـاد المقايضـة‪ ،‬وتسـهل عمليـة‬

‫محمد عبد العزيز عجيمية‪ ،‬مصطفى رشيد شيحة‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1980 ،‬ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.19-17‬‬
‫الح الخطيب‪ ،‬النقود والسياسات النقدية‪ ،‬ط ‪ ،1‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪ ،2014 ،‬ص ‪.26‬‬ ‫فاروق بن‬ ‫‪2‬‬

‫طاهر فاضل البياتي‪ ،‬ميرال روحي سمارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.26-25 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪5‬‬
‫التبادل التجاري‪ ،‬وتعتبر هذه الوظيفة من أهم الوظائف األساسية للنقود ومن أقـدمها‪ ،‬حيـث سـاعدت علـى إحـداث‬
‫حركية تجارية أدت إلى مزيد من التخصص‪ ،‬واالنتقال من اإلنتاا لالستهالك الذاتي إلى اإلنتاا مـن أجـل البيـع‪،‬‬
‫لزيادة تراكم الثروة النقدية عبر الزمن وعادة تدويرها في األنشطة االستثمارية العديدة في المجتمع‪.‬‬
‫➢ النقاود مقيااس للقيماة ‪ : Measure of Value‬النقـود وسـيلة للتعبيـر عـن تـيم السـلع والخـدمات التـي يـتم‬
‫تداولها في االقتصاد الوطني‪ ،‬فهي مقياس للقيمة يسهل عمليـة تـداول السـلع والخـدمات‪ ،‬وتمكـن مـن الموازنـة بـين‬
‫تيمها وحسابها وتجميع تلك القيم وتقديرها‪ ،‬ولكي تقوم النقود بهذه الوظيفة البد أن تكـون تيمتهـا ثابتـة نسـبيا‪ ،‬ألن‬
‫التغيير في تيمتها بشكل مستمر ومتوا ل يجعلها مقياسا رير عادل للقيمة‪ ،‬فضـال عـن االضـطراب الـذي يمكـن‬
‫أن يحدث في االقتصاد الوطني نتيجة التغيير الكبير في القدرة الشرائية للنقود‪ ،‬األمر الذي يجعل السياسة النقدية‬
‫الرشيدة تعمل دوما على التثبيت النسبي لقيمة النقود لتحقيق االستقرار النقدي وتعميق الثقة في العملة التي تعتبر‬
‫رم ـ از للس ــيادة وللح ــد مــن االزدواجي ــة ف ــي المقي ــاس لقــيم الس ــلع والخ ــدمات فــي االقتص ــاد ال ــوطني‪ ،‬إذ كلم ــا ازدادت‬
‫االضطرابات في العملة المحليـة‪ ،‬اتسـعت دائـرة العمـالت األجنبيـة فـي تيـاس تـيم األشـياء المهمـة‪ ،‬وتصـبح العملـة‬
‫الوطنيــة منحص ـرة فــي تيــاس تيمــة المعــامالت البســيطة‪ ،‬بينمــا كلمــا تعلــق األمــر بســلع وخــدمات ذات تــيم معتب ـرة‬
‫تكون وسيلة القياس العملة األجنبية ثم تحدد على ضوئها عدد الوحدات بالعملة الوطنية المقابلة للعملة األجنبيـة‪،‬‬
‫وهذه من أهم الظواهر المترتبة عن تطور التبعية النقدية التي يجب أن تخفف منها السياسة النقدية الرشيدة‪.‬‬
‫➢ النقود مستودع للقيمة ‪ : Store of Value‬إن النقود تمكن اإلنسان والوحدة االقتصادية بصورة عامة من‬
‫ـورة تأجيـل إنفـاق المـداخيل النقديـة الحاليـة إلـى المسـتقبل‪ ،‬فهـذه الوظيفـة‬ ‫االحتفاظ بجـزء مـن قوتهـا الشـرائية فـي‬
‫اال دخاريــة التــي تطــورت عبــر الــزمن بتطــور أن ـواع وأشــكال النقــود مــن ريــر الممكــن القيــام بهــا فــي ظــل اقتصــاد‬
‫المقايضة‪ .‬ونميز بين الوظيفة االدخارية للنقود والسلوك االكتنازي لها‪ ،‬والذي يعتبـر ظـاهرة سـلبية تـدل علـى عـدم‬
‫قدرة النظام النقدي على تعبئة الموارد وتحفيز أ حابها على ادخارها وتوظيفهـا‪ ،‬و دارة الوظيفـة االدخاريـة تختلـف‬
‫حســب طبيعــة المــذهب االقتصــادي المتبــع والنظــام االقتصــادي المطبــق‪ ،‬إذ تصــبح النقــود محــال لإلتجــار فــي ظــل‬
‫الـنظم الوضـعية‪ ،‬بينمــا يختلـف األمــر فـي المــنها البـديل الــذي يبقيهـا فــي حـدود وظائفهــا األساسـية‪ ،‬كمــا لـه آلياتــه‬
‫إلدارة الوظيفــة االدخاريــة والوظيفــة االســتثمارية‪ ،‬بحيــث تــنخفض درجــة االكتنــاز وتقــل نهائيــا مجــاالت االســتغالل‬
‫الربــوي المرتبطــة بعمليــة االتجــار فــي النقــود‪ ،‬والتــي أدت إلــى المزيــد مــن التطــور الرمــزي لالقتصــاد‪ ،‬واالتجــاه إلــى‬
‫االستثمارات الصورية النقدية رير الحقيقيـة علـى حسـاب االسـتثمارات اإلنتاجيـة والخدميـة الحقيقيـة فـي المجتمـع‪.‬‬
‫ومن هنا تبرز أهمية النقود والدور الذي يمكن أن تؤديه في االقتصاد الـوطني‪ ،‬وضـرورة تعظـيم وظائفهـا فـي ظـل‬
‫سياسة نقدية تستمد مبادئها وأ ولها من المنها البديل‪.‬‬
‫➢ النقاود ميياار ووسايلة لتساوية المادفوعات ا" لاة ‪ : Standard for Deferred Payments‬تـؤدي‬
‫النقود دو ار مهما في تسوية المدفوعات اآلجلة‪ ،‬وكلما كانت النقود تتميـز بدرجـة معتبـرة مـن االسـتقرار فـي تيمتهـا‪،‬‬
‫تطورت حركية المدفوعات رير النقدية التي تزيد من سرعة دوران السلع والخدمات‪ ،‬ومن ثم حركيـة ونمـو النشـاط‬
‫االقتصــادي وتوســعه‪ ،‬بينمــا االضــطراب فــي تيمتهــا يــؤثر فــي الصــفقات اآلجلــة ريــر النقديــة‪ ،‬األمــر الــذي يــنعكس‬

‫‪6‬‬
‫سلبا على ضعف معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬إضافة إلـى الوظـائف الحركيـة للنقـود‪ ،‬والتـي مـن خاللهـا يـتم التـأثير‬
‫‪1‬‬
‫في النشاط االقتصادي حسبا لطبيعة األوضاع االقتصادية السائدة‪ ،‬والتأثير في قنوات توزيع الثروة والدخل‪.‬‬
‫يمكن كذلك تقسيم هذه الوظائف إلى كالسيكية وحديثة‪ ،‬حيث أن الوظائف التقليديـة أو الكالسـيكية للنقـود تسـتمد‬
‫ارتباطها الشديد بالتحليل االقتصادي الكالسيكي الـذي يركـز اهتماماتـه علـى د ارسـات التجـارة الدوليـة ويـؤمن بفكـرة‬
‫حيادية النقود وبالتالي تقتصر وظائف النقود على وظيفيتين هما وسي للتبادل‪ ،‬مقياس للقيمة‪ ،‬فيما تعد وظيفتـي‬
‫مستودع للقيمة‪ ،‬ومقياس للمدفوعات اآلجلة من الوظائف الحديثة للنقود‪ ،‬ويمكن توضيحها وفق الشكل اآلتي‪:‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :01‬وظائف النقود‬

‫وظائف النقود‬

‫الوظائف الحديثة (املشتقة)‬ ‫الوظائف الكالسيكية‬

‫النقود أداة‬ ‫النقود مخزن‬ ‫النقود مقياس‬ ‫النقود وسيط‬


‫للمدفوعات اآلجلة‬ ‫للقيمة‬ ‫للقيمة‬ ‫للتبادل‬

‫المصدر‪ :‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ :‬األساسيات والمستحدثات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،2007 ،‬ص‪.52‬‬

‫‪ -2-3‬أشكال النقود‪:‬‬
‫مرت النقود خالل تاريخها الطويل بتطور تدريجي حتى بلغت الصورة التي نعرفها اليوم متأثرة في ذلك بتطور‬
‫الظروف االقتصادية واالجتما ية التي سادت البشرية منذ العصور األولى‪ ،‬ومؤثرة في الوقت نفسـه فـي اتجاهـات‬
‫ذلــك التطــور‪ ،‬فقــد كــان للنقــود دور مهــم أيضــا فــي توجيــه وتنظــيم الحيــاة االقتصــادية واالجتما يــة سـواء كــان ذلــك‬
‫علــى مســتوى الفــرد فــي تســيير متطلباتــه المعاشــية أو علــى مســتوى المجتمــع عمومــا‪ ،‬وخــالل هــذه الم ارحــل ظهــرت‬
‫أنواع عديدة للنقود‪.‬‬
‫‪ -1‬النقود السليية‪:‬‬
‫تمثــل هــذه النقــود أول مرحلــة مــن م ارحــل انتقــال المجتمعــات اإلنســانية مــن اقتصــاديات المقايضــة المباشـرة إلــى‬
‫اقتصاديات التبادل على أساس اعتماد سلعة معينة تتميز بموا فات محـددة وتحظـى بقبـول عـام مـن قبـل أطـراف‬
‫المبادالت‪ ،‬إذا النقود السـلعية هـي وسـيلة لهـا تيمـة ذاتيـة‪ ،‬هـي القيمـة االسـتعمالية للسـلعة التـي تتكـون منهـا والتـي‬
‫‪2‬‬
‫تحتفظ بها سواء استعملت كنقود أو لم تستعمل‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد الحليم عمار غربي‪ ،‬الوجيز في االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،2018 ،‬ص‪ .16-14 :‬متاح على الموقع‪www.kie.university :‬‬
‫بتاريخ اطالع‪.2020/01/13 :‬‬
‫‪ 2‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الميسرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،2010 ،‬‬
‫ص‪.17‬‬
‫‪7‬‬
‫العدول رقم ‪ :01‬أمثلة عن بعض السلع التي استخدمت كنقود‬
‫األواني‬ ‫الخزف‬ ‫الماعز‬ ‫الصلصال‬
‫الصوف‬ ‫األرز‬ ‫العبيد‬ ‫أسنان الحوت‬
‫الجلود‬ ‫األحجار‬ ‫السفن‬ ‫القطيع‬
‫الذهب‬ ‫الحديد‬ ‫الشاي‬ ‫الخنازير‬
‫الفضة‬ ‫النحاس‬ ‫الدخان‬ ‫الحصان‬
‫البرنز‬ ‫الر اص‬ ‫الملح‬ ‫األرنام‬

‫المصدر‪ :‬ضياء مجيد الموسمي‪ ،‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬ط ‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،2014 ،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫لقد استخدمت بعض السلع كنقود مثل‪ :‬استخدام اإلرريق للماشية كنقود‪ ،‬والتبـ لـدى الهنـود والسـكاكين واألرز‬
‫لــدى الصــينيين‪ ،‬وكــذلك اســتخدام األقمشــة الناتجــة مــن لحــاء األشــجار والحصــير واأل ــداف فــي مجتمعــات جــزر‬
‫المحــي الهــادي الهنديــة واإلبــل لــدى ســكان الجزي ـرة العربيــة‪ .‬وقــد أشــار المقريــزي عــن الســلع التــي كانــت تســتخدم‬
‫كنقود رالخبز والبقول في مناطق مصر المختلفة في القرن الثالث عشر‪ .‬وخلفت هـذه المرحلـة آثـا ار حيـث سـميت‬
‫بع ــض النق ــود بأس ــماء الس ــلع الس ــابقة‪ ،‬فكلم ــة نق ــود ف ــي أرل ــب اللغ ــات الالتيني ــة ‪ Pecus‬مس ــتمدة م ــن كلم ــة ث ــور‬
‫‪1‬‬
‫باليونانية‪ ،‬وكلمة ‪ Drachma‬وهي وحدة النقد في اليونان وتفيد في األ ل رتبضة من مسامير الحديد ‪.‬‬
‫‪ -2‬النقود المبدنية‪ :‬استخدمت بعض المعادن كنقود وأهم مراحلها المعادن النويسة رالذهب والفضـة ‪ ،‬وقـد مـرت‬
‫النقود المعدنية بثالث مراحل‪:‬‬
‫❖ النقــود الموزونــة‪ :‬كانــت النقــود المعدنيــة تــوزن حســب القــانون الرومــاني عنــد أي عقــد أو معاملــة ربيــع‪ ،‬ش ـراء ‪،‬‬
‫وذلك بحضور شخصية بارزة تدعى حامل الميزان الذي كان يقوم بوزن المعدن النويس رالذهب ‪ ،‬وذلك مـن أجـل‬
‫إثبات شر ية المعامالت ومنع الغش ويعطي الكمية الالزمة منه للدائن لتسديد الدين‪.‬‬
‫❖ النقــود المعــدودة رالحســابية ‪ :‬وهــي بــارة عــن ســبائك مقســمة إلــى قطــع وأج ـزاء وكانــت فــي البدايــة بــارة عــن‬
‫كريات معدنية وشكلها كان يتطلب معالجتها ألن تكون على شكل قريصات أو تكون بيضوية‪ ،‬ويكون من السهل‬
‫‪2‬‬
‫حسابها وعدها واستعمالها‪.‬‬
‫❖ النقود المسكوكة رالمضروبة ‪ :‬خوفا من الغش والتزوير قامت السلطات فـي هـذه المرحلـة بسـك النقـود‪ ،‬إضـافة‬
‫ــفة‬ ‫ــغيرة وه ــي نق ــود مس ــاعدة م ــن مع ــادن ري ــر نويس ــة كالنيك ــل والبرون ــز‪ ،‬ومنح ــت الدول ــة‬ ‫ــنع عمل ــة‬ ‫إل ــى‬
‫ــاحب الســلطة‬ ‫ــورة أو اســم أو رمــز‬ ‫اإللزاميــة فــي التعامــل بهــذه النقــود المعدنيــة‪ ،‬وأ ــبح يــنقش علــى وجهيهــا‬
‫‪3‬‬
‫الذي يمثل الدولة‪ ،‬وتكون تيمتها االسمية المسجلة عليها أعلى من تيمتها الحقيقية التبادلية‪.‬‬

‫محمد دويدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ :‬الجزء الثاني االقتصاد النقدي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوتية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2001 ،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Suther Land. C.M, Monnaies Romaines, traduction française par : S de Roque feuil. Cabinet des médailles, Paris‬‬
‫‪1979, p17.‬‬
‫‪8‬‬
‫إال أنـه مـع توســع النشـاط التجــاري بـين المجتمعـات‪ ،‬بــدأت تظهـر بعــض الصـعوبات فـي اســتعمال النقـود المعدنيــة‬
‫منها‪:‬‬
‫✓ تمي ــز المع ــادن النويس ــة بالن ــدرة النس ــبية‪ ،‬فم ــثال ر ــيد أي بل ــد مح ــدود م ــن ال ــذهب والفض ــة مقاب ــل احتياج ــات‬
‫المستهلك من السلع وبالتالي كمية قليلة من النقود تطالب بكميات أكبر من السلع‪،‬‬
‫✓ ارتفاع مخاطر الضياع والسرقة‪،‬‬
‫✓ وجود القيمة االستعمالية والتبادلية للمعادن‪ ،‬فمثال القيمة االستعمالية للذهب أكبـر مـن تيمتـه التبادليـة وبالتـالي‬
‫أدى هذا إلى اتساع الهوة بين تيمة المعدنين‪ ،‬وأول من الحظ هذه الظاهرة هو جريشام*‪.‬‬
‫‪ -3‬النقود الورقية‪ :‬ظهرت النقود الورتية إلى الوجود في النصف الثاني من القرن السابع عشر في إنكلترا‪ ،‬وفي‬
‫عــدد آخــر مــن الــدول مثــل هولنــدا والســويد‪ ،‬وذلــك بســبب النشــاط المت ازيــد للتجــارة الخارجيــة فــي عصــر ال أرســمالية‬
‫التجارية في هذه المرحلة‪.‬‬
‫ولقد عرفت النقود الورتية عدة أنواع أهمها‪:‬‬
‫❖ النقود الورقية النائبة‪ :‬ويرجع ظهورها إلى انتشار عادة االحتفـاظ بـالنقود المعدنيـة كودائـع لـدى بعـض التجـار‬
‫أو الص ــيارفة أو رج ــال ال ــدين أو الص ــارة‪ ،‬وذل ــك بس ــبب تع ــرض االنتق ــال ب ــالنقود المعدني ــة لكثي ــر م ــن المخ ــاطر‬
‫كا يبين كميـة النقـود التـي أودعـت لديـه‬ ‫احب الوديعة سندا أو‬ ‫والسرقة والضياع‪ ،‬وكانت هذه الجهات تعطي‬
‫فقة معينة أو يفي بأي التزام نقـدي‪ ،‬وذلـك بـأن‬ ‫وكان هذا الصك اسميا في أول األمر‪ ،‬فيكفي أن يعقد تاجر ما‬
‫يوقع على الصك أو الوثيقة بتنازله عن تيمته لشخص آخر‪ ،‬ويستطيع أن يذهب هذا األخير إلى البنـك للحصـول‬
‫على تيمة الصك*‪ ،‬وعليه لم يكن هذا الصك سوى بديل عن النقود المعدنيـة ووعـد بالـدفع بهـا‪ ،‬فقـد اسـتقر العمـل‬
‫ـفة النقـود ودخلـت فـي التـداول و ـارت‬ ‫على أن تقبل هـذه الشـهادات لـذاتها كوسـي للمبادلـة‪ ،‬أي انهـا اكتسـبت‬
‫كنقود بعـد ان كانـت مجـرد سـند‪ ،‬وسـميت بـالنقود الورتيـة النائبـة أو الممثلـة ألنهـا تنـوب عـن او تمثـل نقـودا أخـرى‬
‫حقيقي ــة موج ــودة ف ــي البن ــوك‪ ،‬وه ــي مغط ــاة أي مض ــمونة تيمته ــا بمع ــادن تبل ـ ‪ %100‬م ــن تيم ــة النق ــود الورتي ــة‬
‫وســميت كــذلك بــأوراق البنكنــوت "‪ "Banknote‬ثــم أ ــبحت مغطــاة جزئيــا وذلــك الزديــاد كميــة البنكنــوت المصــدرة‬
‫‪1‬‬
‫التي كانت أكبر من تيمة الذهب الموجود كغطاء‪.‬‬
‫❖ النقود الورقية اإللبامية (القانونية)‪ :‬نتيجة لتوسع حجم المعامالت ونقص الر يد من الـذهب والفضـة‪ ،‬وتيـام‬
‫الحرب العالمية وتمادي الحكومات في إ دار النقود الورتية بدون ر يد ذهبي‪ ،‬واضطراب األحوال االقتصـادية‪،‬‬
‫األمر الذي أدى إلى تيام الحكومات في دول العالم بالعمل على جعل النقود الورتية إلزامية بحكم القانون كوسـيلة‬
‫‪2‬‬
‫إلبراء الدين‪.‬‬

‫*توماس جريشام وزير مالية إنجلت ار في القرن السادس عشر في عهد الملكة إليزابيت‪.‬‬
‫*يعتبر السويدي "بالمستراخ" الذي أسس بنك استكهولم في القرن ‪ 16‬هو أول من أ در هذه الشهادات ومن ثم فهو يعتبر المؤسس الحقيقي‬
‫للنقود الورتية‪.‬‬
‫كمال شرف‪ ،‬هاشم أبو عراا‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬منشورات جامعة دمشق‪ ،1994 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪1‬‬

‫عزت قناوي‪ ،‬أساسيات في النقود والبنوك‪ ،‬دار العلم للنشر والتوزيع بالفيوم‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫الفرق بين النقود الورتية اإللزامية والنقود المعدنية‪ :‬تتميز النقود الورتية بعدة خصائص تميزها عن النقود المعدنية‬
‫أهمها‪:‬‬
‫✓ النقــود الورتيــة أخــف وزنــا مــن النقــود المعدنيــة‪ ،‬باإلضــافة إلــى إمكانيــة إ ــدارها فــي فئــات متفاوتــة تــتالءم مــع‬
‫حاجات كل نوع من أنواع التعامل‪.‬‬
‫✓ النقود الورتية أقل كلفة في اإل دار من النقود المعدنية بالنسبة للدولة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها أقل نفقـة مـن حيـث‬
‫االحتفاظ بها كما أن تكاليف طبع األوراق النقدية أقل بكثير من تكاليف سك النقود المعدنية‪.‬‬
‫✓ النقـود الورتيـة أكثـر مرونـة فـي اإل ـدار مـن المعدنيــة‪ ،‬إذ يمكـن الـتحكم فـي عرضـها علـى نحـو يكفـل مواجهــة‬
‫كافة التغيرات المتوقعة في الطلب على النقود‪ ،‬سواء كانت تغيرات موسمية أو دورية‪.‬‬
‫✓ النق ــود الورتي ــة وس ــيلة ميسـ ـرة لمواجه ــة احتياج ــات التموي ــل الحك ــومي عن ــد العج ــز ال ــذي يطـ ـ أر عل ــى الميزاني ــة‬
‫‪1‬‬
‫العمومية عن طريق زيادة اإل دار‪.‬‬
‫‪ -4‬النقااود المصاار(ية (نقااود الودائااع)‪:‬تعتبــر أهــم أن ـواع النقــود ألنهــا تمثــل وســيلة دفــع هامــة ومتعــددة الجوانــب‬
‫واالتجاهات وبين عدة مجموعات من المتعاملين مع المصارف‪ ،‬وتشكل نسبة مرتفعة من إجمالي النقود المتداولـة‬
‫فــي الــدول المتقدمــة ذات األنظمــة المصــرفية الحديثــة‪ ،‬ويمكــن تعريفهــا بأنهــا مبــال يودعهــا األف ـراد فــي المصــارف‬
‫وتتحــرك بواســطة الشــيكات بــين جمهــور المــودعين أو بــين المــودعين واآلخـرين اســتنادا لعالقــات تجاريــة او تســوية‬
‫المـ ــدفوعات حيـ ــث أن هـ ــذه المبـ ــال أو أكثرهـ ــا تبقـ ــى فـ ــي المصـ ــارف التـ ــي تقـ ــوم بإق ارضـ ــها أل ـ ــحاب الفعاليـ ــات‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادية أو المستهلكين‪2.‬وتسمى كذلك بالنقود الخطية أو الكتابية ألنها تخلق بالكتابة في دفاتر البنك‪.‬‬
‫الفرق بين نقود الودائع والنقود القانونية‪ :‬يتجسد هذا الفرق من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫✓ رقابة البنك المركزي على النقود القانونية مباشرة كونـه هـو الـذي يصـدرها‪ ،‬بينمـا رقابتـه هـي ريـر مباشـرة علـى‬
‫نقود الودائع ألنها تنشأ من قبل البنوك التجارية‪.‬‬
‫✓ الهدف من إ دار نقود الودائع هو الربح وال يحدث هذا مع النقود القانونية‪.‬‬
‫✓ النقود القانونية ملزمة بحكم القانون أما المصرفية فهي اختيارية‪.‬‬
‫✓ قد تفقد النقود المصرفية جزء من تيمتها عند رفضها من قبل األفراد‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫✓ تمثل النقود القانونية أدوات نقدية ملموسة في حين تمثل النقود المصرفية قيود في دفاتر البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -5‬النقود اإللكترونياة‪ :‬إن النقـود األن بـارة عـن أرقـام يمكـن عرضـها علـى ماليـين الشاشـات الحاسـوبية علـى‬
‫ماليين المكاتب عبر العالم‪ ،‬فليس لها مكان فعلي بل هي نقـود يـتم تبادلهـا عبـر شاشـات تشـمل العـالم كلـه‪ .‬فهـي‬

‫حسين بني هاني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫علي كنعان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪2‬‬

‫محمد دويدار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.99‬‬ ‫‪3‬‬

‫محمد إبراهيم عبد الرحيم‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2014 ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫نقــود مبنيــة علــى التقنيــة والرياضــيات والعلــوم ال علــى الــورق والمعــدن‪1.‬فهــي بــارة عــن أر ــدة نقديــة مخزنــة فــي‬
‫وسائ إلكترونية ظهرت على اثر التطور التكنولوجي والعولمة المالية‪.‬‬
‫فبعد ظهور تكنولوجيـا االنترنـت فـي نهايـة الثمانينـات بـدأت البنـوك فـي عـرض عملياتهـا باسـتخدامه‪ ،‬ففـي سـنة‬
‫‪ 1995‬أنجزت شركة ‪ NETSCOPE‬األمريكية أول برناما يسمح بدخول مواقع الويب‪ ،‬أما أول بنك استفاد مـن‬
‫هذه التقنية فهو "‪ "SFNB‬وهو بنك أمريكي وتم تداول النقود اإللكترونية باستخدام الحاسـب اآللـي لتحويـل المبـال‬
‫من جهة إلى أخرى للوفاء بااللتزامات وفق نظام إلكتروني‪ ،‬وتستخدم بشكل واسع لتحويـل المبـال الكبيـرة مـن قبـل‬
‫‪2‬‬
‫البنوك والشركات و ناديق االستثمار والوسطاء الماليين‪.‬‬
‫‪ -6‬النقود الرقمية‪ :‬هي بارة عن مجموعة من الرموز الرقمية رير الملموسة التي ليس لها شكل مادي‪ ،‬وتعمل‬
‫كوسي لقيمة التبـادل وتسـتخدم عمليـة التشـفير لتـأمين معامالتهـا والـتحكم فيهـا‪ ،‬وتعتمـد علـى تقنيـة سلسـلة الكتـل‪.‬‬
‫وتتمتع النقود الرقمية أو المشفرة بالعديد من المزايا التي تسمح بالمعامالت الفورية التـي تـتم مباشـرة بـين األطـراف‬
‫المتعامل ــة دون الحاج ــة لوس ــطاء‪ ،‬وتس ــتخدم بسالس ــة لتس ــديد الم ــدفوعات عب ــر الح ــدود وعن ــد االتص ــال ب ــاألجهزة‬
‫والشبكات العالمية للمعلومات‪.‬‬
‫كما ظهرت وانتشرت بشكل سريع جدا نظ ار للطفرة الهائلة التي تحظى بها تقنيات العصر الرقمـي‪ ،‬ممـا جعلهـا‬
‫تتخطى الحدود المكانية في التعامل والمدفوعات والتحويالت الفورية‪ .‬من أبرز أشكالها‪:‬‬
‫✓ البتكوين ‪ :* Bitcoin‬ظهرت سنة ‪ 2009‬واعتمدت على تقنية سلسلة الكتل البلوكشين؛‬
‫✓ اإليثريوا ‪ : Ethereum-ETH‬ظهرت سنة ‪ 2015‬وتعرف باسم عملة الخدمات؛‬
‫✓ ليتكوين ‪ : Litecoin-LTC‬تختلف عن باقي العمالت الرقمية من حيث السرعة والقيمة واألكثر تعقيدا؛‬
‫✓ الريبخ ‪ : Ripple‬من أشهر العمالت يرمـز لهـا "‪ "XRP‬وهـو نظـام مـدفوعات مفتـوح المصـدر‪ ،‬ومـايزال فـي‬
‫مرحلة التجربة‪ ،‬ويمكن و فه أنه يمثل الجيل القادم من شبكات الدفع؛‬
‫✓ بتكوين كاش ‪ : BCH‬هي توأم البيتكوين وامتداد حقيقي لها رير أنها أقل حجما وأقل تكلفة ولها عدة رموز‬
‫واختصارات منها "‪." BCH, Bcash،BCC‬‬
‫تشـبه العمـالت الرقميـة** مثيالتهـا اإللكترونيــة مـن حيـث تخزينهـا علــى الحواسـيب والوسـائ اإللكترونيـة‪ ،‬كمــا‬
‫يــتم تــداولها عــن طريــق الشــبكات اإللكترونيــة‪ ،‬ريــر أن االخــتالف بينهمــا يكمــن فــي أن النقــود اإللكترونيــة تعكــس‬
‫ادرة عـن البنـوك المركزيـة‪ ،‬تطبـق عليهـا أحكـام وقـوانين العمـالت السـيادية‪،‬‬ ‫عمالت حقيقية ذات طابع قانوني‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫وهو ما يتنافى مع الواقع الحالي للعمالت الرقمية الخا ة‪.‬‬

‫جويل كرتزمن‪ ،‬موت النقود‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد بن سعود بن محمد العصيمي‪ ،‬الميمان للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬


‫ندوق النقد‬ ‫الح‪ ،‬واقع العمالت الرقمية‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريوية موجه إلى الفئة العمرية الشابة في الوطن العربي‪ ،‬العدد ‪،10‬‬ ‫أيمن‬ ‫‪3‬‬

‫الدولي‪ ،2021 ،‬ص ‪.6‬‬


‫*أعلنت رئيسة البنك المركزي األوروبي "كريستين الرارد" في ندوة نظمتها مجلة " ايكونوميست" أن بيتكوين وريرها من العمالت المشفرة ليست‬
‫عملة‪ ،‬وال تلبي المعايير األساسية للعملة فهي رير مستقرة‪ ،‬وتستبعد إضافة البنوك المركزية في العالم لها ضمن سلة العمالت التي يتكون منها‬
‫احتياطها النقدي‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬األنظمة النقدية‬

‫إن التطور التاريخي للنقود وكذا تطور أشكالها كما رأينا سابقا‪ ،‬وكان متزامنا مع تطور النظم النقدية التي من‬
‫ّ‬
‫خاللها كان يتم إ دار النقود وينظم تداولها‪.‬‬

‫إن ّأوال‪ :‬مفهوا النظاا النقدي‬

‫ويعرف هذا األخير على مستويين‪ ،‬محلي ودولي‬


‫ّ‬

‫‪ -1‬تبريف النظاا النقدي‪:‬‬


‫‪ -1-1‬على المستوى المحّلي‪ :‬هو مجوعة اإلجراءات والقواعد التي تتضمن تعيين وحدة التحاسب النقدية‪ ،‬أي‬
‫تلك اإلجراءات التي تضب إ دار وسحب النقد األساسي من التداول‪ ،‬كما يعتبر أيضا قواعد ضابطة لخلق‬
‫و لغاء أنواع أخرى من النقد رالنقد االختياري كالودائع‪.‬‬
‫‪ -2-1‬على المستوى الدولي‪ :‬هو مجموعة العالقات النقدية الدولية المنبثقة من االتفاتيات الدولية التي تتواجد‬
‫في ظلها وسائل دفع كفيلة بتسوية الحسابات الدولية ريوفر السيولة الدولية ‪.‬‬
‫‪ -2‬عناصر النظاا النقدي‪:‬‬

‫يتميز النظام النقدي ألي دولة بالعنا ر التالية‪:‬‬

‫بها من متغيرات يترأسها البنك‬ ‫‪ -‬المؤسسات النقدية الوطنية التي تختص قانونا بإ دار النقود وما يرتب‬
‫المركزي والذي يشرف أيضا على نشاط البنوك التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬النقود بأنواعها المختلفة التي تستخدم في التداول داخل حدود الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة القوانين واللوائح واإلجراءات التي تحكم كمية النقود المتداولة والتغيرات المرتبطة بها‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص النظاا النقدي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تتمثل خصائص النظام النقدي فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1-3‬المرونة‪:‬‬

‫يقصد بها مدى قدرة النظام النقدي على توفير السيولة النقدية في الظروف االقتصادية المختلفة وكذلك قدرته‬
‫على تحويل العمالت واتمام المبادالت وتحريك رأس المال واالستثمارات وجذبها‪.‬‬

‫** ررم أن للنقود والعملة نفس الخا ية والغاية إال أن مصطلح النقود أشمل من مصطلح العمالت‪ ،‬ألنه يستند إلى قاعدة نقدية مثل النقود‬
‫الورتية والمعدنية والنقود السلعية على عكس العمالت التي ال تكون بقيمة إال بدعم قوة القانون‪ ،‬فالعملة تصبح نقودا إذا أضافت عليها الدولة‬
‫فة إبراء الذمة مما يجعلها تحظى بالقبول العام‪.‬‬
‫عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬الوجيز في االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬مطبوعات ‪ Kie publications‬االلكترونية‪ ،2018 ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪12‬‬
‫‪-2-3‬األ ولويات المتبددة وتحقيت البدالة اال تماعية‪:‬‬

‫النظام النقدي المرروب فيه هو الذي تكون أولوياته متعددة كتحقيق النمو االقتصادي الدائم‪ ،‬تحقيق االستقرار‬
‫االقتصادي وثبات تيمة العملة‪ ،‬وهذه األهداف تؤدي إلى تحقيق العدالة االجتما ية ألنها تحافظ على أموال‬
‫االفراد وتحمي حقوقهم‪.‬‬

‫‪ -3-3‬الكفاءة والفبالية‪:‬‬

‫يقصد بها قدرة النظام النقدي على إدارة الجهاز المصرفي والنقدي في البالد‪ ،‬ومن أهم مؤشرات الكفاءة‬
‫والفعالية هو تحقيق االستقرار في العملة الوطنية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع األنظمة النقدية‬

‫أبرز النظم النقدية التي مرت عليها النقود يمكن حصرها في ثالث نظم أال وهي‪ :‬نظام المعدن الواحد‪ ،‬نظام‬
‫المعدنين ونظام النقد الورقي‬

‫‪-1‬نظاا المبدن الواحد‪ :‬وقد شمل هذا النظام كل من ‪:‬‬


‫‪ -1-1‬نظاا المسكوكات الذهبية‪ :‬ويعتبر الشكل االول لقاعدة الذهب‪ ،‬حيث تم تداول النقود في هذا‬
‫النظام في شكل قطع ذهبية متماثلة الوزن والعيار‪ ،‬وتحمل ختم السلطة النقدية‪ ،‬وتسمى هذه القطع "المسكوكات‬
‫الذهبية"‪ ،‬ويتم التداول بها لوحدها‪ ،‬ولو انه فيما بعد تم التداول بها إلى جانب النقود الورتية القابلة لإلبدال‬
‫بالذهب رالنقود النائبة ‪ ،‬وتوافرت في هذا النظام مجموعة من الشروط هي‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد الوحدة النقدية بوزن و يار معينين من الذهب وذلك بموجب القانون‪.‬‬
‫‪ -‬حرية سك العملة‪ ،‬أي حرية تحويل الذهب إلى شكله المعدني إألى مسكوكات عند مؤسسات سك النقود‪.‬‬
‫هر المسكوكات الذهبية وتحويلها إلى معدن لدى مؤسسات الصهر المعدني‪.‬‬ ‫‪ -‬حرية‬
‫‪ -‬حرية استيراد وتصدير الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬قابلية تحويل العملة المتداولة إلى نقود ذهبية بالسعر القانوني الثابت للذهب‪.‬‬

‫كل هذه الشروط ضرورية لتحقيق التعادل بين القيمة التجارية والقيمة القانونية للوحدة النقدية وكذلك تحقيق‬
‫التعادل بين سعر الذهب محليا وسعره في الخارا‪.‬‬

‫انتشر نظام المسكوكات الذهبية في الفترة ما بين القرن ‪ 19‬وبداية الحرب العالمية األولى في سنة ‪،1914‬‬
‫ومع بداية الحرب تخلت معظم الدول عن نظام السبائك الذهبية‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن الواليات األمريكية كانت‬
‫آخر الدول التي تخلت عن هذا النظام عام ‪.1933‬‬

‫‪13‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :2‬نموذ للنقود الذهبية‬

‫‪ -2-1‬نظاا السبائك الذهبية‪ :‬باإضافة إلى الشروط التي يقوم عليها نظام المسكوكات الذهبية‪ ،‬يجب‬
‫تحقيق الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يتم تداول الذهب في شكل سبائك ذهبية محددة الوزن والعيار بموجب القانون‪.‬‬
‫‪ -‬حرية تحويل النقود النائبة إلى ذهب حسب تيمة كل سبيكة لدى السلطات النقدية‪.‬‬

‫لم يترك هذا النظام لألفراد حرية السك للجميع‪ ،‬وبالتالي فإن عملية إبدال النقود الورتية بالذهب تقتصر على‬
‫األفراد الذين يمتلكون مبال كبيرة‪.‬‬

‫ويهدف هذا النظام إلى عدم تداول المسكوكات والحفاظ على االحتياطي الذهبي‪ ،‬أي يجمع الذهب وتحقيق‬
‫رف العمالت‪ ،‬كما يهدف إلى مكافحة اكتناز الذهب‪ ،‬وبشكل عام فإن هذا النظام قد‬ ‫استقرار نسبي في أسعار‬
‫نجح في تثبيت تيمة النقد بالنسبة للذهب‪.‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :03‬سبائك الذهب‬

‫‪ -3-1‬نظاا الصرف بالذهب‪ :‬يتميز هذا النظام بأن الوحدة النقدية األساسية فيه تكون مرتبطة بالذهب‬
‫بطريقة رير مباشرة‪ ،‬وعن طريق وحدة النقد األساسية لدولة أجنبية تسير على قاعدة الذهب‪ ،‬وتعتمد هذا النظام‬
‫الدول التي ليست لها احتياطيا كافيا من الذهب‪ ،‬حيث تلجأ هذه الدول لتغطية نقدها إلى استعمال نقد أجنبي‬
‫يكن مغطى بالذهب‪ ،‬ومن شروط هذا النظام‪:‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬تعريف الوحدة النقدية الوطنية بالنسبة إألى نقد أجنبي مغطى بالذهب‪.‬‬
‫‪ -‬تتعهد السلطة النقدية لحامل النقود الورتية بإبدالها عند الطلب روذلك في أي وبأي كمية بما يقابلها من نقد‬
‫أجنبي بالسعر المحدد قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬تحتفظ السلطة النقدية باحتياطي كاف لمواجهة طلبات اإلبدال‪.‬‬
‫نظاا المبدنين‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يتميز بها‪ ،‬اهتدى الفكر البشري إلى استعمالها كنقود‪،‬‬


‫بعد اكتشاف سلعة المعدن ومعرفة الخصائص التي ّ‬
‫لكن عملية انتقاء المعدن المناسب اقتصرت في البداية على معدن الفضة والذهب‪ ،‬ولقد نظم التداول النقدي في‬
‫النظام القائم على أساس المعدنين كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يتم تعريف الوحدة النقدية بوزن معين من المعدنين وذلك بموجب قانون‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى تحديد العالقة‬
‫فة القبول العام للمعدنين‪.‬‬ ‫بين تيمتي معدن الفضة ومعدن الذهب وعلى أساس هذه العالقة نعطي‬
‫‪ -‬يمتلك االفراد الحرية التامة في سك النقود لما يمتلكونه من ذهب أو فضة‪.‬‬
‫‪ -‬تتساوى القيمة النقدية والتجارية للمعدنين‪ ،‬فإذا خالفت القيمة التجارية النسبة القانونية المعطاة للمعدنين‬
‫ربسبب تفاعل قوى العرض والطلب وجب تعديل القيمة رالنسبة القانونية للمعدنين وفقا لمعطيات القيمة‬
‫التجارية‪.‬‬
‫لقد ظلت النسبة القانونية للمعدنين ثابتة نسبيا خالل فترة زمنية طويلة لكن هذا االستقرار تغير مع مرور‬
‫الزمن‪ ،‬وذلك نتيجة التغيرات الحا لة في انتاا واستعمال كل من المعدنين أو ألحدهما رالعرض والطلب‬
‫عليهما ‪ ،‬وعليه ظهرت اختالفات كبيرة في النسبة القانونية للمعدنين من جهة والقيمة التجارية لهما من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬فأ بح المعدن ذو القيمة التجارية المنخفضة أكثر تداوال كنقود‪ ،‬والمعدن ذو القيمة التجارية العالية أقل‬
‫تداوال كنقود‪ ،‬فظهرت فكرة النقود الجيدة والنقود الرديئة‪ ،‬والمعروفة بقانون "رريشام"‪ :‬رالنقود الرديئة تطرد النقود‬
‫الجيدة من التداول ‪ ،‬حيث أن األفراد يقومون بتداول النقود الرديئة واالحتفاظ بالنقود الجيدة واستعمالها ألرراض‬
‫فة‬ ‫تجارية‪ ،‬وبذلك فالنقود الجيدة تختفي من التداول والنقود الرديئة تسود في التداول‪ ،‬وكلما حدث تغير في‬
‫الجودة لصالح أحد المعادن‪ ،‬كلما تحدث عملية إ الح نقدي حيث تغير النسبة القانونية بينهما وهكذا إلى أن‬
‫تو لت هذه اإل الحات التباع النظام النقدي الذهبي‪.‬‬
‫‪ -3‬نظاا النقد الورقي‪:‬‬

‫وهو ذلك النظام الذي يقوم على إ دار عمالت نقدية ورتية من خالل السلطة النقدية والمتمثلة في البنك‬
‫لة باالحتياطي من الذهب لدى الدولة‪ ،‬و نما يتم اإل دار النقدي بناء على‬ ‫المركزي دون أن يكون لها‬
‫مقتضيات نمو النشاط االقتصادي‪ ،‬والظروف االقتصادية التي يمر بها المجتمع‪ ،‬وتيمة حجم االحتياطي من‬
‫النقد األجنبي والعمالت القابلة للتحويل ومقبولة لتسوية المعامالت الدولية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫أي أنه في هذا النظام ليس لألوراق النقدية اإللزامية تيمة في حد ذاتها رال يوجد لها تيمة ذاتية كما كان‬
‫الوضع في نظام قاعدة الذهب ‪ ،‬وبالتالي أ بحت تلك األوراق رير قابلة للتحويل إلى ذهب أو حتى إلى فضة‪،‬‬
‫وليس لها قوة شرائية ثابتة بالنسبة إلى الذهب‪ ،‬ويتطلب أن تجعل الحكومة للنقود قوة إلزامية في التداول مع وجود‬
‫قدر مناسب من االحتياطات الدولية من النقد األجنبيفي شكل عمالت قابلة لتسوية المعامالت ومقبولة ضمن‬
‫النظام النقدي الدولي‪.‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :04‬نموذ للبمالت الورقية القانونية‬

‫ثالثا‪ :‬النظاا النقدي في ظخ اتفاقية بريتون وودز ‪1944‬‬

‫ش ــهد االقتص ــاد الع ــالمي قبي ــل انته ــاء الح ــرب العالمي ــة الثاني ــة هـ ـزات واض ــطرابات عنيف ــة ف ــي نظام ــه النق ــدي‬
‫ومعدالت منخفضة لحركة التجارة العالمية‪ ،‬مما دفع بالواليات المتحدة وبريطانيا إلى التفكير في خلق نظـام نقـدي‬
‫جديد يكون أساسا لعالقات نقدية دولية لعالم ما بعد الحرب ولهـذا الغـرض نظمـت مـؤتم ار فـي مدينـة بريتـون وودز‬
‫"‪ "Bretton Woods‬بواليــة نيوهامبشــير "‪ "New Hampshir‬بالواليــات المتحــدة فــي ‪ 1944‬شــاركت فيــه ‪44‬‬
‫دولة وكان كل مـن جـون مينـارد كينـز وهـاري ديكسـتووايت بمثابـة مهندسـا المـؤتمر‪ ،‬وقـد أقـر المـؤتمر نظامـا نقـديا‬
‫رف الدوالر بالـذهب‪ ،‬حيـث التزمـت الواليـات المتحـدة األمريكيـة بتحويـل الـدوالر الـورقي‬ ‫جديدا قائما على قاعدة‬
‫إلــى ذهــب بســعر ثابــت يبلـ ‪ 35‬دوالر لكــل أونصــة مــن الــذهب‪ ،‬ر األونصــة الواحــدة تســاوي ‪ 31.103‬رـرام مــن‬
‫الذهب ونتيجة لـذلك تحـول الـدوالر ليكـون العملـة االحتياطيـة الدوليـة وبالتـالي ثبـات أسـعار الصـرف بـين مختلـف‬
‫العمالت المرتبطة به‪ ،‬وقد استمر العمل بهذا النظام قرابة خمس وعشرون سنة حتى انهياره في عام ‪.1971‬‬

‫‪ -1‬األهداف البامة لنظاا بريتون وودز‪:‬‬

‫لقد حاول مؤتمر بريتون وودز تكريس مجموعة من األفكار وتحقيق أهداف هامة منها‪:‬‬

‫➢ ضمان حرية التحويل بين عمالت الدول المختلفة‪.‬‬


‫➢ وضع نظام ألسعار الصرف يمنع التقلبات العنيفة فيما بينها‪.‬‬
‫➢ تحقيق التوازن في موازين المدفوعات‪.‬‬
‫➢ اإلدارة الدولية للنظام النقدي العالمي الجديد‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -2‬انهيار نظاا بريتون وودز‪:‬‬
‫ّأدى تــوفر الــدوالر لــدى دول الفــائض مــع الواليــات المتحــدة إلــى فقــدان الثقــة فــي احتياطاتهــا الدوالريــة ومــن ثــم‬
‫عمدت إلى تحويل هذا الفائض إلى ذهب مما أدى إلى هبوط مخزون الر يد الذهبي الموجود في حـوزة الواليـات‬
‫المتحــدة حيــث انخفــض مــن ‪ 18‬مليــار دوالر إلــى ‪ 11‬مليــار دوالر ر‪ 1970-1960‬وأ ــبحت مســتحقات الــدول‬
‫اتجــاه أمريكــا تفــوق مــا لــديها مــن ر ــيد ذهبــي الشــيء الــذي طــرح الكثيــر مــن التســا الت فيمــا يخــص قــدرتها علــى‬
‫تحويل الدوالر إلى ذهب‪ .‬وفي ‪ 9‬مايو ‪ 1971‬رفعت كل من سويس ار رالفرنك والنمسا رالشلن من تيمة عملتهما‬
‫بنسبة ‪ %7.1‬و ‪ %5.1‬على التوالي بينما قررت ألمانيا وهولندا تعويم عملتهما في ذلك الوقت‪ ،‬ثم حـدثت العديـد‬
‫مــن األحــداث واألزمــات كــان أبرزهــا االنتكاســة التــي شــهدها الجنيــه اإلســترليني عــامي ‪ 1965‬و‪ 1966‬ممــا دفــع‬
‫الواليات المتحدة لعملية إنقاذه خوفا من انعكاس ذلـك علـى تنـامي حركـة المضـاربة بالـدوالر‪ ،‬وأمـام هـذه األوضـاع‬
‫المتأزمة في أسواق الصرف والحالة التي و ل إليها الدوالر األمريكـي واحتياطهـا الـذهبي قامـت الواليـات المتحـدة‬
‫األمريكية بالتدخل إل ـالح األوضـاع وذلـك بـإقرار مجموعـة مـن قـ اررات علـى لسـان رئيسـها ريتشـارد نيكسـون فـي‬
‫‪ 1971/8/15‬روالتي تعرف بصدمة نيكسون في خطابه لألمة تحت عنوان السياسات االقتصادية الجديدة والتي‬
‫تضمنت اآلتي‪:‬‬

‫➢ وقف تحويل الدوالر إلى ذهب أي وقف التزاماتها الدولية‪.‬‬


‫➢ خفض اإلنفاق العمومي والمساعدات االقتصادية الخارجية بنسبة ‪.%10‬‬
‫➢ فرض ضريبة على السلع التي تدخل إلى أمريكا سعيا إلى رفع تنافسية السلع األمريكية‪.‬‬

‫ومعنــى ذلــك هــو انهيــار قاعــدة الــدوالر التــي قــام عليهــا النظــام النقــدي الــدولي بعــد الحــرب العالميــة الثانيــة ممــا‬
‫اضطرت بعض الدول إلى تعويم عمالتها‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب فشخ نظاا بريتون وودر‪:‬‬


‫لقــد فشــل نظــام بريتــون وودز بســبب مــا احت ـواه مــن تناقضــات ولمــا ورد علــى ســيره وتنفيــذه مــن قيــود وح ـواجز‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬لم يسمح في ظل هذا النظام للدول بالقيام بإجراءات تصحيحية للعجز في ميزانيتهـا كمـا كـان الحـال فـي نظـام‬
‫الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬أن هــذا النظــام عــانى مــن مشــكل رئيســي هــو ارتكــازه علــى عملــة واحــدة وهــي الــدوالر وهــذا يعنــي أن اســتقرار‬
‫النظام ككل متوقف على استقرار الدوالر فحدوث أي هزة فيه سوف تنعكس على النظام ككل‪.‬‬
‫‪ -‬لم يأخذ النظام النقدي الجديد في الحسبان تزايد أهمية العمالت األخرى كالين الياباني والعمالت األوروبية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -‬تتوقف الثقة بالدوالر على الحالة التي يتحقق فيها التوازن في ميزان المدفوعات األمريكي‪ ،‬ألنه يؤدي إلى‬
‫تثبيت حجم السيولة الدولية‪ ،‬ولكن عند حصول عجز في هذا الميزان فسوف يؤدي إلى توفير سيولة دولية كافية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫ولكنه يؤدي إلى إهدار الثقة في العملة الوسيطة وتحويلها إلى ذهب‪.‬‬

‫راببا‪ :‬نظاا التبويم المدار‬


‫اتس ــم النظ ــام النق ــدي ال ــدولي بع ــد انهي ــار نظ ــام بريت ــون وودز بع ــدم الوض ــوح والفوض ــى ف ــي تحدي ــد س ــعر‬
‫ندوق النقد‬ ‫الصرف المناسب لكل دولة‪ ،‬مما زرع عدم الثقة بين الدول في التعامالت التجارية‪ ،‬فبدأت تحركات‬
‫الـدولي فـي إدخـال تعـديالت علـى اتفاتيـة إنشـائه واعتــرف رسـميا بنظـام التعـويم المـدار ألسـعار الصـرف بدايـة مــن‬
‫سنة ‪ ،1973‬حيث أ ـبح لكـل دولـة حريـة اختيـار نظـام الصـرف األجنبـي الـذي يناسـبها شـرط عـدم اإلضـرار‪ ،‬إذ‬
‫تتدخل السلطات النقدية في كل دولة في أسواق الصرف األجنبي للحـد مـن آثـار التقلبـات القصـيرة األجـل بأسـعار‬
‫الصرف دون محاولة التأثير على اتجاهات أسعار الصرف في المدى الطويل‪ ،‬وهكذا تبنت معظـم الـدول أعضـاء‬
‫ندوق النقد الدولي نظام تعويم مدار‪ ،‬وأ بح ما يعادل ‪ 4/5‬من حجم التجارة الدولية يتم بـين الـدول التـي تـدير‬
‫رفها المعومة‪.‬‬ ‫أسعار‬

‫‪ -1‬مبايا نظاا التبويم المدار‪ :‬يتمتع هذا النظام بعدة مزايا أهمها‪:‬‬
‫❖ يضمن التـوازن الـدائم لميـزان المـدفوعات مـن خـالل التقلبـات المتوا ـلة ألسـعار الصـرف بمـا يضـمن حريـة‬
‫البلد في إتباع سياسة نقدية مناسبة دون قيد خارجي‪.‬‬
‫❖ يقف في وجه المضاربة دون أن يشجعها على ررار نظام الصرف الثابت‪ ،‬بحيـث كلمـا ارتفـع الطلـب علـى‬
‫العملة ارتفع سعرها‪ ،‬وبالتالي انخفضت قدرة شرائها بهدف المضاربة‪.‬‬
‫ــرف ض ــخمة قص ــد الت ــدخل ف ــي أس ـواق الص ــرف‬ ‫❖ ال يتطل ــب م ــن البن ــوك المركزي ــة االحتف ــاظ باحتياط ــات‬
‫للـدفاع عــن ســعر العملــة ألن ســعر الصـرف يتحــدد وفــق قــوى العــرض والطلـب‪ ،‬ويســمح بســرعة كبيـرة فــي التعــديل‬
‫لمواجهة األزمات الخارجية ألن التعديل في هذا النظام هو مستمر‪.‬‬
‫‪ -2‬عيوب نظاا التبويم المدار‪ :‬يستدل المعارضون في ابراز عيوب هذا النظام إلى أن‪:‬‬
‫❖ تذبـذب أسـعار الصـرف يوميـا يولــد الشـك والمخـاطرة فـي نفـوس المتعــاملين فيمـا يخـص تـيم المبـادالت التــي‬
‫تــتم مســتقبال‪ ،‬بــالررم مــن أنــه يمكــن مــن تغطيــة مخــاطر الصــرف لكــن مــع زيــادة التكــاليف يــؤدي إلــى االض ـرار‬
‫بالتجارة وعمليات االستثمار‪.‬‬
‫❖ ضعف الثقة في العملة في نظام التعويم المدار مقارنة بالعملة في ظل أسعار الصرف الثابتة‪.‬‬
‫❖ عدم استقرار أسعار الصرف يولد التضخم وتدهور تيم العمالت‪.‬‬
‫❖ تــأثر آليــة تعــديل مي ـزان المــدفوعات بالتضــخم الناشــئ عــن تطبيــق سياســة ماليــة توســعية حيــث أن ارتفــاع‬
‫الدخول االسمية وزيادة الطلب الداخلي يؤدي إلى انخفاض تيمة العملة في سوق الصرف‪.‬‬

‫رانية تكواشت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.42-41 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫❖ تعـرض الصــرف إلــى عامـل الحساســية واإلشــاعات والتنبـؤات مـا يــزرع عــدم الثقــة فـي بعــض العمــالت علــى‬
‫‪1‬‬
‫مستوى سوق الصرف‪.‬‬
‫ررم عيوب هذا النظام إال أنه ماتزال العديد مـن دول العـالم تتخـذه كنظـام نقـدي القتصـادها نتيجـة الم ازيـا التـي‬
‫يتصف بها‬

‫المحور الثالث‪ :‬النظريات النقدية‬

‫لقد اهتم االقتصاديون منذ زمن طويل بدراسة وتحليل أثر التغير في كمية النقود على المستوى العام لألسعار‪،‬‬
‫ولكــن االهتمــام ببحــث أثــر هــذا التغيــر علــى مســتوى النشــاط االقتصــادي وحجــم التشــغيل‪ ،‬واإلنتــاا لــم يتبلــور فــي‬
‫الحقيقة إال بعد حدوث األزمة االقتصادية الكبرى ر‪ ، 1933-1929‬حيث إن هذه األزمة وما تمخـض عنهـا مـن‬
‫نتــائا قلبــت أرســا علــى عقــب عــددا مــن المفــاهيم والفــروض االقتصــادية التــي كانــت مــن األمــور المســلم بهــا‪ .‬ولقــد‬
‫شهدت النظريات النقديـة المهتمـة بتحليـل وتفسـير مختلـف الظـواهر المتعلقـة بـالنقود تطـو ار تـزامن مـع تطـور أفكـار‬
‫مختل ــف الم ــدارس االقتص ــادية‪ ،‬وعلي ــه س ــيتم التط ــرق إل ــى ث ــالث نظري ــات نقدي ــة رئيس ــية والمتمثل ــة ف ــي‪ :‬النظري ــة‬
‫الكالسيكية‪ ،‬النظرية الكينزية‪ ،‬والنظرية النيوكالسيكية أو النقدوية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬النظرية النقدية الكالسيكية (التقليدية)‬


‫تعتبــر النظريــة النقديــة الكالســيكية والتــي يطلــق عليهــا بالنظريــة الكميــة للنقــود بمثابــة خال ــة الفكــر والتحليــل‬
‫الكالسيكي للظواهر النقدية في االقتصاد‪ ،‬حيـث تو ـل ريكـاردو إلـى أن تيمـة النقـود تتناسـب عكسـيا مـع كميتهـا‪،‬‬
‫ــا هــذا التحليــل رياضــيا‬ ‫باعتبــار أن أي زيــادة فــي كميــة النقــود ســيترتب عنهــا زيــادة مماثلــة فــي األســعار‪ ،‬وقــد‬
‫ـيارة أخـرى تبنتهـا مدرسـة كمبريـدا مـن قبـل‬ ‫فيشر سنة ‪ 1917‬م بمعادلته المعروفة بمعادلـة التبـادل‪ ،‬ثـم تلتهـا‬
‫االقتصادي ألفريد مارشال والمعروفة بمعادلة األر دة النقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬أسس ومبادئ التحليخ الكالسيكي‪:‬‬


‫لقد ظهـرت المدرسـة الكالسـيكية فـي أواخـر القـرن ‪ 18‬وأوائـل القـرن ‪ ،19‬ولقـد كـان مـن أهـم رواد هـذه المدرسـة‬
‫االقتصاديون الكالسيك ومنهم‪ :‬آدم سميث‪ ،‬دافيد ريكاردو‪ ،‬مالتوس‪ ،‬جون سـتيوارت ميـل‪ ،‬وسـاي‪ .‬ثـم شـهدت هـذه‬
‫المدرسة تطو ار على يد مجموعة من االقتصاديين النيوكالسيك وأهمهم‪ :‬مانجر‪ ،‬بافريك‪ ،‬مارشـال‪ ،‬روبنسـن‪ ،‬بيجـو‬
‫‪2‬‬
‫الذين أضافوا للمدرسة الكالسيكية مبادئ أكثر مرونة والتي يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫✓ الحرية االقتصاادية‪ :‬وهـي تـرك الفـرد حـ ار فـي اختيـار نشـاطه وحريـة التملـك والعمـل لتحقيـق مصـلحته الخا ـة‬
‫وبالتالي المصلحة العامة‪.‬‬

‫جميلة الجوزي‪ ،‬محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال راألنظمة النقدية ‪ ،‬متاحة على الموقع‪https://elearning.univ- :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ alger3.dz/moodle‬بتاريخ إطالع‪.2021/03/03 :‬‬


‫بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ص‪.9-8 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫✓ عاادا تااادخخ الدولاااة‪ :‬ال يــرى التقلي ــديون أي حاجــة لتــدخل الدول ــة فــي النش ــاط االقتصــادي وبالت ــالي فــي حري ــة‬
‫األفراد‪ ،‬وال يكون تدخلها إال في مجـاالت ضـيقة جـدا مثـل الـدفاع والقضـاء والقيـام بالمشـروعات العامـة ذات النفـع‬
‫العام‪.‬‬
‫✓ الملكية الخا ة‪ :‬فكل عوامل اإلنتاا هي ملك للخواص راألفراد وليست ملك للدولة‪.‬‬
‫✓ مبدأ المنافسة الحارة‪ :‬وهـي تلـك المنافسـة ريـر المقيـدة الكفيلـة بتحقيـق التقـدم االقتصـادي ورفـع درجـة اإلشـباع‬
‫لمختلف أفراد المجتمع‪.‬‬
‫✓ قااانون السااوق‪ :‬ويقــوم علــى مبــدأ أن الســوق ينمــو حجمــه بمقــدار معــادل لحجــم اإلنتــاا الجديــد الــذي يعــرض‬
‫للمبادلة‪ ،‬أي أن كل عرض يخلق الطلب الخاص به "قانون ساي للمنافذ"‪.‬‬
‫✓ مباادأ الاار ‪ :‬يعتبــر التقليــديون أن ال ـربح هــو أفضــل حــافز علــى اإلنتــاا والتقــدم االقتصــادي‪ ،‬وأن تعظيمــه مــن‬
‫شأنه أي يرفع من إنتاجية عوامل اإلنتاا‪.‬‬
‫✓ مبدأ حيادية النقود‪ :‬إن النقود في الحياة االقتصادية ليست سوى أداة تبادل‪ ،‬فهي حيادية ألنه يمكـن اسـتبدالها‬
‫بأدوات أخرى‪ ،‬فهي ليست إال "عربة لنقل القيم" أو هي مجرد "حجاب لغطاء الحقيقة" والحقيقة هنا هي أن السـلع‬
‫تبادل بالسلع والنقود ليست إال وسي لذلك‪.‬‬
‫✓ مبدأ مرونة سبر الفائدة‪ :‬يعمل سعر الفائدة على تحقيق التوازن بين االدخار واالستثمار‪ ،‬وهو المحدد الوحيد‬
‫لهما‪ ،‬فهما دالتـين تـابعتين لسـعر الفائـدة )‪ ،I= f(i), S =(i‬فالفائـدة فـي نظـر التقليـدين هـي جـزاء االدخـار أو ثمـن‬
‫استخدام رأس المال‪.‬‬
‫‪ -2‬النظريات النقدية الكالسيكية‪:‬‬
‫ــيارة ن ـواة هــذه النظري ــة علــى ي ــد االقتص ــادي الفرنســي ج ــان ب ــودان‬ ‫‪ -1-2‬النظرياااة الكمياااة للنقاااود‪ :‬تــم‬
‫ر‪1596/1530‬م ‪ ،‬الــذي أرجــع الزيــادة فــي األســعار التــي شــهدتها تلــك الفتـرة إلــى الزيــادة فــي عــرض كميــة النقــود‬
‫المعدنيــة ال ـواردة مــن المســتعمرات الفرنســية‪1 ،‬ثــم أخــذ بهــذا التفســير مــن بعــده عــدد مــن االقتصــاديين الغ ـربيين فــي‬
‫مقــدمتهم االقتصــادي اإلنجليــزي "دافيــد هيــوم" الــذي الحــظ أن حجــم المبــادالت وســرعة التــداول ال تتــأثران بتغيـرات‬
‫كمية النقود‪ ،‬والنتيجة أن كمية النقد ومستوى األسـعار يتغيـران فـي نفـس االتجـاه‪ ،‬وكـذلك رجـل األعمـال االيرلنـدي‬
‫"كــانتيون"‪ ،‬الــذي ج ــاء بفك ـرة ســرعة دوران النق ــد تكــافئ تمام ــا كميــة النقــد‪ ،‬أم ــا األســعار فتتناســب م ــع كميــة النق ــد‬
‫‪2‬‬
‫والمعامالت‪.‬‬

‫*إيرفين فيشر "‪ :Irving Fisher‬اقتصادي أمريكي ر‪ 1947/1867‬قام بصيارة معادلة التبادل سنة ‪ ،1911‬وتعد من أبرز أعماله إضافة‬
‫إلى األرقام القياسية‪.‬‬
‫عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬مؤسسة زهران للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،1993 ،‬ص ‪.104‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫يغت هذه النظرية رياضيا على يد االقتصادي األمريكي رإيرفين فيشر "‪ "Irving Fisher‬الذي درس‬ ‫ولقد‬
‫العالقـة بـين كميــة النقـود والمسـتوى العــام األسـعار‪ .‬ضــمن معادلـة التبـادل‪ ،‬ثــم تلتهـا معادلـة األر ــدة النقديـة التــي‬
‫‪1‬‬
‫تبنتها مدرسة كمبريدا‪ ،‬ومن أبرز فرضيات هذه النظرية‪:‬‬
‫‪ -‬ارتباط المستوى العام لألسعار بتغير كمية النقود المعروضة‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات حجم اإلنتاا السلعي عند مستوى التشغيل الكامل رالعمالة الكاملة ‪.‬‬
‫‪ -‬ثبــات ســرعة تــداول النقــود** خــالل الــزمن‪ ،‬ألن هــذا التغيــر يـرتب بعــادات المجتمــع المصــرفية وتطــور النظــام‬
‫المصرفي وهي عوامل ال تتغير عادة في األجل القصير‪.‬‬
‫‪ -‬تسود األسواق المنافسة الكاملة فاألسعار تعكس نفقات اإلنتاا‪.‬‬
‫‪ -‬ال تقوم النقود بأي دور في االقتصاد سوى دور الوسي في التبادل‪.‬‬
‫‪-2-2‬مبادلة التبادل لفيشر‪:‬‬
‫ــيغة المبـ ـ ـ ـ ـ ـادالت فــي كتابــه‬ ‫لقــد أوضـ ـ ـ ـ ـ ـح االقتصـ ـ ـ ـادي األمريكــي "‪ *"Irving Fisher‬فـ ـ ـ ـي ســنة ‪1911‬‬
‫يارة رياضية تعرض نظرية التبادل الشهيرة‪ ،‬والتي تهـدف‬ ‫"‪ "The purchasing power of money‬ضمن‬
‫إلى دراسة العالقة بين كمية النقود واإلنفاق على السلع والخـدمات أو مـا يسـمى بالـدخل اإلسـمي‪ ،‬مـع افتـراض أن‬
‫النقـود ال تطلــب لـذاتها و نمــا إلجـراء المبــادالت االقتصـادية مــع افتـراض أن االقتصــاد يعمـل عنــد مسـتوى التشـغيل‬
‫الكامــل‪ ،‬أي أن تيم ــة اإلنت ــاا ف ــي االقتص ــاد تس ــاوي مجم ــوع مــا ينف ــق عل ــى الس ــلع والخ ــدمات المنتج ــة‪2 ،‬وق ــد ق ــام‬
‫بصيارة هذه النظرية وفق المعادلة اآلتية‪:‬‬

‫حيث تمثل‪:‬‬
‫‪MV=PQ‬‬
‫‪ :M‬كمية النقود المتداولة‬
‫‪ :V‬سرعة دوران النقود‬
‫‪ :P‬المستوى العام لألسعار‬
‫‪:Q‬كمية السلع المتبادلة خالل السنة‬

‫عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫**سرعة تداول النقود رسرعة دوران النقود ‪ :‬هي معدل متوس عدد المرات التي انتقلت فيها كل وحدة من وحدات النقود من يد إلى أخرى في‬
‫تسوية المعامالت التجارية واالقتصادية في فترة زمنية معينة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Brian Snowdon, Howard R Vane, Modern Macro economics : ItsOrigins, Development and Current State, Edward‬‬
‫‪Publishing Limited, Cheltenham, UK, 2005, p 45.‬‬
‫‪21‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :05‬العالقة بين كمية النقود المعروضة والمستوى العام لألسعار‬
‫متوسط‬
‫عرض النقود‬
‫األسعار‬
‫الطلب على‬
‫النقود‬
‫‪P2‬‬
‫‪P1‬‬

‫‪M1‬‬ ‫‪M2‬‬ ‫‪M‬‬ ‫كمية النقود‬


‫‪2‬‬

‫املصدر‪ :‬ضياء جميد املوسوي‪ ،‬اقتصادايت النقود والبنوك‪ ،‬مؤسسة شباب اجلامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2002 ،‬ص ‪.82‬‬

‫من الشكل يتضح وجود عالقة طردية بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار وهو ما يفسح ظاهرة التضخم‪،‬‬
‫فكل زيادة في كمية عرض النقود من ‪M1‬إلى ‪ M2‬يترتب عليها زيادة في المستوى العام لألسعار من ‪P1‬إلى ‪.P2‬‬

‫من أبرز نتائج هذه النظرية‪:‬‬


‫‪ -‬وجود عالقة طردية بين كمية النقود كمتغير مستقل ر‪ M‬والمستوى العام لألسعار كمتغير تابع ر‪. P‬‬
‫‪ -‬معادلة التبادل هي أساس نظرية المستوى العام لألسـعار ر‪ P‬الـذي يتغيـر باتجـاه عكسـي مـع حجـم المبـادالت‬
‫التي تمت بواسطة النقود‪.‬‬
‫‪ -‬تيمة النقود تتغير عكسيا ونسبيا مع التغير في كميتها‪.‬‬
‫‪ -‬تتحدد سرعة دوران النقود عـن طريـق المؤسسـات العاملـة فـي االقتصـاد التـي تـؤثر فـي الطريقـة التـي يـنظم بهـا‬
‫األفراد معامالتهم‪.‬‬
‫‪ -‬فلو كان األفراد يستخدمون تكنولوجيا المعلومات ربطاقات االئتمان إلتمام مبادالتهم وبالتالي اسـتخدام مقـادير‬
‫أقل من النقود عند الشراء‪ ،‬فإن مقدار النقود المطلوبة إلتمام المعلومات أقل‪.‬‬
‫‪ -‬لـو كـان الـدفع نقـدا رأو شـيكات مـن الحسـابات الجاريـة مربحـا لألفـراد عنـد تيـامهم بمشـترياتهم فـإن كميـة أكبـر‬
‫‪1‬‬
‫من النقود تستخدم في القيام بالمعامالت ومن ثم تنخفض سرعة الدوران‪.‬‬
‫‪ -2-2‬مبادلة كمبريد (صيغة األرصدة النقدية)‬

‫وجهت عدة انتقادات لمعادلة فيشر‪ ،‬وذلك نتيجة للتطور الحا ـل فـي حجـم المبـادالت ممـا أدى إلـى االعتمـاد‬
‫على الدخل وذلك من طرف االقتصاديين ‪ Marshall &Pigou‬وأ ـبحت تعـرف بمعادلـة كمبريـدا والتـي تسـمى‬
‫كذلك بمعادلة األر دة النقدية‪ ،‬وتعني أن األفراد يرربون في االحتفاظ بنسبة معينة من دخولهم النقديـة فـي شـكل‬
‫أر ـدة نقديــة‪ ،‬ولهــذا ارتكــز تحليــل كمبريــدا علــى العوامــل التـي تحــدد طلــب األفـراد علــى النقــود لالحتفــاظ بهــا فــي‬

‫عبد الحليم رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫شكل أر دة نقدية عاطلة وذلك لمقابلة مـا يقومـون بشـرائه مـن السـلع والخـدمات والمعـامالت وهـو مـا يطلـق عليـه‬
‫يارته وفق المعادلة التالية‪:‬‬ ‫بالتفضيل النقدي‪ 1،‬وتم‬

‫‪Md = K p y‬‬ ‫حيث تمثل‪:‬‬


‫‪ :Md‬الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ :K‬نســبة التفضــيل النقــدي ر اختيــار األف ـراد لتخصــيص جــزء مــن دخــولهم لتكــون فــي جــزء نقــدي لش ـراء األ ــول‬
‫المالية يمثل مقلوب سرعة التداول ‪. 1/V‬‬
‫‪ :P‬متوس أسعار السلع النهائية‪.‬‬
‫‪ :y‬الدخل‪.‬‬
‫ومن أهم نتائج نظرية األرصدة النقدية‪:‬‬

‫‪ -‬تستطيع النقود بأداء وظيفة مخزن للقيمة للوفاء بالمدفوعات اآلجلة إلى جانب كونها وسي للتبادل‪.‬‬
‫ريحة للطلب على األر دة النقدية رالحقيقية بغرض المعامالت‪.‬‬ ‫‪ -‬معادلة كمبردا هي دالة‬
‫‪ -‬أدخلت الناتا النهائي بدال من كمية المبادالت‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬نسبة التفضيل النقدي "‪ "K‬تمثل نسبة من الدخل المحتفظ بها من طرف األفراد في شكل نقود سائلة‪.‬‬
‫‪-3-2‬االختالف بين مبادلة (يشر وكمبريد ‪:‬‬
‫إن االختالف بين معادلة كمبريدا ومعادلة فيشر تكمن أساسا فـي اسـتبدال سـرعة دوران النقـود "‪ "V‬بالتفضـيل‬
‫النقدي "‪ "K‬ومنه فاألول كان يبحث عن أسباب اإلنفاق والثاني كان يبحث عن أسباب الطلب على النقود‪ ،‬وبذلك‬
‫فإن سرعة دوران النقود والتفضيل النقدي هما بدالن عن بعضهما البعض وأن التفضيل النقدي هو مقلـوب سـرعة‬
‫دوران النقود أي أن هناك عالقة عكسية بينهم‪ ،‬ونفصل االختالف في المعادلتين في الجدول التالي‪:‬‬
‫العدول رقم ‪ :02‬االختالف بين معادلتي كل من فيشر وكمبريدا‬
‫مبادلة كمبريد‬ ‫مبادلة (يشر‬
‫‪ -‬تهتم بتحليل مكونات الطلب على النقـد‪ ،‬مـع‬ ‫‪ -‬تهــتم بتحليــل التغيـرات فــي مكونــات عــرض النقــود‪،‬‬
‫اهتمام أقل بعرض النقود‪.‬‬ ‫وهمال ذلك في مكونات الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ -‬ترتكز على وظيفة رالتخزين‪ ،‬باإلضـافة إلـى‬ ‫‪ -‬تستند على وظيفة التبادل للنقد‪.‬‬
‫وظيفة التبادل ‪.‬‬ ‫‪ -‬تهـ ـ ــتم باإلنفـ ـ ــاق وسـ ـ ــرعة التبـ ـ ــادل لهـ ـ ــذا اإلنفـ ـ ــاق‪،‬‬
‫‪ -‬تهـ ـ ــتم باالحتفـ ـ ــاظ بالسـ ـ ــيولة النقديـ ـ ــة وع ـ ـ ــدم‬ ‫باستعمال النقود كوسي ‪.‬‬
‫اإلنفاق‪.‬‬ ‫‪ -‬ته ــتم بالعوام ــل الم ــؤثرة ف ــي ع ــرض النق ـود وتأثيره ــا‬
‫‪ -‬تبحــث فــي العوامــل المــؤثرة فــي الطلــب علــى‬ ‫على الكتلة النقدية‪.‬‬

‫محمد الشريف إلمان‪ ،‬محاضرات في التحليل االقتصادي الكلي‪ :‬نظريات ونماذا التوازن والالتوازن‪ ،‬منشورات برني‪ ،‬الجزائر‪،1994 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.132‬‬
‫كمال سي محمد‪ ،‬أوقفوا هذا اللص‪ :‬التضخم ما بين النظرية والواقع‪ ،‬النشر الجامعي الجديد‪ ،‬تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،2021 ،‬ص ‪.181‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪23‬‬
‫النقود‪ ،‬من طرف األشخاص وأ حاب األعمال‬
‫والمؤسسات‪.‬‬ ‫‪ -‬تبح ـ ــث ف ـ ــي ظ ـ ــروف التب ـ ــادل وسياس ـ ــة اإل ـ ــدار‪،‬‬
‫‪ -‬تبحث في أسباب االحتفاظ بالنقـد سـائال مـن‬ ‫وتدخل الدولة في السياسة النقدية‪.‬‬
‫قبــل األفـراد وريــرهم‪ ،‬وعالقتــه بــبعض المتغي ـرات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬عبد القادر خليل‪ ،‬مبادئ االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص ‪.245‬‬

‫‪ -3‬تقييم النظرية الكمية للنقود‪:‬‬


‫مــن خــالل التطــرق لمضــمون هــذه النظريــة اتضــح أن بعــض افت ارضــاتها ريــر واقعيــة ررــم موضــو ية الــبعض‬
‫منها في الفترة القصيرة‪ ،‬وقد تعرضت النظرية الكمية للنقود للعديد من االنتقادات ويمكن ذكر ذلك وفق ما يلي‪:‬‬

‫مبايا النظرية‪ :‬ترتكز أبرز مزايا هذه النظرية في النقاط اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬إن هذه النظريـة يمكنهـا أن تفسـر االرتفـاع التضـخمي فـي األسـعار فـي ظـل ظـروف معينـة رخا ـة فـي الـدول‬
‫النامية أين يوجد جمود في الجهاز اإلنتاجي وبالتالي افتراض ثبات الناتا الوطني ‪.‬‬
‫‪ -‬لهذه النظرية فضل في التنبيه إلى خطورة الدور الذي يلعبه اإلفراط النقدي في توليد ظاهرة التضخم‪.‬‬

‫عيوب النظرية‪ :‬يمكن إيضاح أهم االنتقادات التي وجهت للنظرية الكمية للنقود من خالل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬النقود حيادية في تأثيرها في النشاط االقتصادي فهي ال تطلب لذاتها و نما كوسي للتبادل‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم واقعيــة العالقــة اآلليــة بــين كميــة النقــود ومســتوى األســعار فقــد تتغيــر األســعار نتيجــة عوامــل ريــر نقديــة‬
‫رويمكن أن تكون األسعار متغير مستقل يترتب عليه حدوث تغير في كمية النقود كمتغير تابع ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم واقعية افتراض ثبات الحجم الحقيقي لإلنتـاا والتشـغيل بصـفة دائمـة وبالتـالي ال يتحقـق التناسـب الطـردي‬
‫بين كمية النقود ومستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ -‬عــدم واقعيــة افتـراض ثبــات سـرعة دوران النقــود‪ ،‬فهــي تتغيــر بتغيــر حجــم المعــامالت أو ظــروف الســوق‪ ،‬وهــي‬
‫‪1‬‬
‫تختلف في فترات الكساد والرواا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النظرية النقدية الكينبية‬

‫جاءت هذه النظرية على إثر فشل النظرية التقليدية في تفسير ظاهرة الكساد العالمي سنة ‪ ،1929‬وتعـود هـذه‬
‫النظريــة لالقتصــادي اإلنجليــزي "جــون ماينــارد كينــز‪ *"John Maynard Keynes‬تهــتم بد ارســة الطلــب علــى‬
‫النقود وسميت بنظرية تفضيل السيولة‪ ،‬هدفها البحث فـي البالقة بين مساتوى اإلنفااق الاوطني والادخخ الاوطني‪،‬‬
‫وأوضحت تفضيل األفراد االحتفاظ بالنقود السائلة‪.‬‬

‫عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.34-33 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -1‬فرضيات النظرية الكينبية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يمكن تلخيص أهم فرضيات وركائز التحليل الكينزي من خالل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬اعتبــر كينــز بــأن النقــود ليســت وســيلة للتبــادل فقـ و نمــا تعتبــر كــذلك كمخــزن للقيمــة‪ ،‬وهــذا مــا أدى بكينــز إلــى‬
‫دراسة دوافع الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبر النقود عامال مؤث ار في النشاط االقتصادي الحقيقي‪ ،‬ليست حيادية‪.‬‬
‫‪ -‬انتقد اآللية الميكانيكية بين حجـم الكتلـة النقديـة والمسـتوى العـام لألسـعار‪ ،‬فهـو يـرى بأنـه حتـى ولـو كـان هنـاك‬
‫أثــر لزيــادة الكتلــة النقديــة علــى المســتوى العــام لألســعار فــال يكــون بــنفس النســبة‪ ،‬و نمــا بنســبة أقــل والتــأثير اآلخــر‬
‫يكون على حجم اإلنتاا إذا كان االقتصاد في حالة التشغيل الناقص‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبــر كينــز ســعر الفائــدة ظــاهرة نقديــة وليســت ظــاهرة حقيقيــة‪ ،‬حيــث يتحــدد ســعر الفائــدة فــي الســوق النقــدي‬
‫بتساوي الطلب على النقود مع عرض النقود‪.‬‬
‫‪ -‬عالا كينز الطلب على النقود من خالل نظرية تفضيل السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمــام بتحليــل الطلــب الكلــي الفعال**لتفســير أس ـباب عــدم الت ـوازن التــي وقــع فيهــا النظــام ال أرســمالي رأزمــة‬
‫الكساد ‪. 1929‬‬
‫‪ -‬حجم الدخل المتوقع رمتغير تابع يتوقف بالدرجة األولى على حجم الطلب الكلي الفعال رمتغير مستقل ‪.‬‬
‫‪ -‬لتحقيق التوازن العام يجب توفر شرطين‪:‬‬
‫➢ التوازن في األجل القصير‪ :‬طلب النقود = عرض النقود‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫➢ التوازن في األجل الطويل‪ :‬االدخار = االستثمار‪.‬‬
‫‪ -2‬نتائج النظرية النقدية الكينبية‪:‬‬
‫ركز كينز في هذه النظرية على تحديد مفهوم عرض النقود وتصنيفه إلى مجمعات نقدية‪ .‬وذكـر دوافـع الطلـب‬
‫على النقود وكذا شرح مفهوم مصيدة السيولة وآلية حلها‪.‬‬

‫‪-1-2‬عرض النقود‪:‬‬
‫يقصد به كمية النقد المتداولة في االقتصـاد‪ ،‬وهـي تمثـل وسـائل الـدفع المتاحـة فـي المجتمـع االقتصـادي وتلقـى‬
‫قبوال عامـا مـن كافـة أفـراده‪ ،‬وتتكـون مـن النقـد القـانوني أو االئتمـاني الـذي يصـدره البنـك المركـزي راألوراق النقديـة‬
‫اإللزاميــة والنقــود المعدنيــة المســاعدة والنقــد الكتــابي أو نقــد الودائــع الــذي تصــدره البنــوك التجاريــة‪ .‬وبمــا أن كينــز‬

‫*جون مايناردكينز*"‪ "John Maynard Keynes‬ر ‪ : 1946/1883‬أستاذ رياضيات بجامعة كمبريدا‪ ،‬قدم رسالة في نظرية االحتماالت‪،‬‬
‫من أبرز مؤلفاته‪ :‬محاولة اإل الح النقدي ر‪ ، 1923‬النتائا االقتصادية للسيد ونستون تشرشل ر‪ ، 1925‬رسالة في النقد ر‪ ، 1930‬النظرية‬
‫العامة في التشغيل والفائدة والنقود ر‪. 1936‬‬
‫‪1‬بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.38-33‬‬
‫** الطلب الكلي الفعال هو الطلب على السلع االستهالكية واالستثمارية المدعم بالقوة الشرائية وال يقتصر على الرلبة في الشراء فق ‪.‬‬
‫عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سيق ذكره‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪25‬‬
‫يؤمن بتدخل الدولة في االقتصاد فإنه يرى أن كمية النقود المعروضة بمثابة متغير مستقل يتحدد خارا النمـوذا‪،‬‬
‫وبيانيا يمكن التعبير عنه بخ رأسي موازي للمحور العمودي الذي يمثل سعر الفائدة‪.‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :06‬تحديد سبر الفائدة في التحليخ الكينبي‬


‫معدل سعر‬ ‫عرض النقود ‪MS‬‬
‫الفائدة‪i‬‬

‫معدل الفائدة‬
‫التوازني‬ ‫تفضيل السيولة ‪Md‬‬
‫‪i‬‬
‫‪E‬‬

‫كمية النقود‬
‫‪M0‬‬ ‫‪Md, Ms‬‬
‫المصدر‪ :‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.40‬‬

‫من الشـكل يتضـح أن عـرض النقـود عـديم المرونـة بالنسـبة لتغيـرات سـعر الفائـدة‪ ،‬فمهمـا تغيـرت أسـعار الفائـدة‬
‫يبقى ثابتا في األجل القصير‪ ،‬ومن ثم فإن عرض النقود هو متغير خارجي‪.‬‬

‫‪-2-2‬الطلب على النقود‪:‬‬


‫حدد كينز ثالث دوافع للطلب على النقود وهي بغرض المعـامالت‪ ،‬االحتيـاط‪ ،‬والمضـاربة حيـث يتعلـق الطلـب‬
‫بغرض المعامالت واالحتياط بالدخل‪ ،‬بينما تعتمد المضاربة على معدل الفائدة‪ 1.‬ويمكن إبراز هذا وفق ما يلي‪:‬‬
‫❖ دافااع المبااامالت‪ :‬أوضــح كينــز أن األفـراد يحــوزون النقــود بــدافع المعــامالت والناشــئ أساســا مــن وظيفــة النقــود‬
‫األساســية " وســي للتبــادل" لــذا فــاألفراد يحــوزون النقــود لتنفيــذ معــامالتهم اليوميــة وكافــة احتياجــاتهم‪ ،‬وهــذا الطلــب‬
‫يتحدد بمستوى الدخل النقدي لألفراد‪ ،‬وهو في هذه النقطة يتشابه مع الفكر الكالسيكي مـن حيـث أن الطلـب علـى‬
‫النقود لغرض المعامالت دو دالة طردية في متغير الدخل‪dt = f (y) :‬‬
‫❖ دافع االحتياط‪ :‬يـرى كينـز أن األفـراد يحتفظـون بأر ـدة نقديـة إضـافية لمواجهـة الحـوادث الطارئـة واالسـتثنائية‬
‫مثل‪ :‬المرض‪ ،‬البطالة‪ ،‬باإلضافة إلى االستفادة من انخفاض المستوى العام لألسعار لبعض السـلع‪ ،‬الطلـب علـى‬
‫النقود لغرض االحتيـاط دالـة طرديـة فـي متغيـر الـدخل بـافتراض ثبـات طبيعـة األفـراد‪ ،‬والظـروف النفسـية المحيطـة‬
‫به‪ ،‬ودرجة عدم التأكد السائدة في المجتمع في األزمات‪Dp= f(y) .‬‬
‫❖ دافع الم ار ة (المعازفاة)‪:‬أي االحتفـاظ بأر ـدة نقديـة سـائلة لتحقيـق مكاسـب عنـد تغيـر أسـعار الفائـدة علـى‬
‫السندات في البور ات رعالقة عكسية بين الطلب على النقود بدافع المضاربة وسعر الفائدة ‪ds=f(i)2.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michelle de Mourgues, La monnaie, Système financier et théorie monétaire, Economica, Paris, 9 Ed, 1993, P363‬‬
‫نجالء محمد بكر‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬أكاديمية طيبة‪ ،‬القاهرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪26‬‬
‫‪-3-2‬مصيدة السيولة عند كينب‪:‬‬
‫يســمى كــذلك بفــخ الســيولة ويحــدث إذا اقتــرب معــدل الفائــدة مــن أقــل مســتوى يمكــن أن يصــل إليــه ر‪ ، %2‬فــإن‬
‫المتعــاملين االقتصــاديين يمتنعــون عــن توظيــف مــدخراتهم فــي الســندات ويفضــلون االحتفــاظ بهــا علــى شــكل نقــود‪،‬‬
‫بمعنــى أي زيــادة فــي عــرض النقــود ســوف تتحــول إلــى نقــود ســائلة يحــتفظ بهــا بصــيغة االكتنــاز‪ ،‬ولــس هنــاك مــن‬
‫يررب باالحتفاظ بالسندات‪.‬‬
‫• حالـة فـخ السـيولة‪ :‬تعكـس عـدم فعاليـة السياسـة النقديـة فـي تغييـر معـدالت الفائـدة فـي فتـرات الكسـاد‪ ،‬حيــث إن‬
‫انتقال منحنى عرض النقـود إلـى اليمـين رزيـادة كميـة النقـود فـي االقتصـاد لـن تـؤدي إلـى دفـع األفـراد للتخلـي عـن‬
‫النقود‪ ،‬ومن ثم عدم معالجة حالة الكساد‪.‬‬
‫• ح ــل مش ــكلة ف ــخ الس ــيولة‪ :‬اقت ــرح كين ــز اتبـ ـاع سياس ــة مالي ــة ول ــيس نقدي ــة رتخو ــيض الضـ ـرائب وزي ــادة اإلنف ــاق‬
‫الحكومي ‪.‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :07‬مصيدة السيولة في النظرية الكينزية‬
‫‪i‬‬
‫‪MS‬‬

‫مصيدة السيولة‬
‫‪2%‬‬

‫‪MS , Md‬‬

‫المصدر‪ :‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪43‬‬

‫يتضح من الشكل أن منحنى الطلب على النقود يكون خطا مستقيما موازيا للمحور األفقي رالنهائي المرونة ‪،‬‬
‫وعند هذا الخ ال يجد األفراد ورجال األعمال أي فائدة من استثمار أر دتهم السائلة في شراء السندات‪.‬‬

‫‪ -3‬تقييم النظرية النقدية الكينبية‪:‬‬

‫يمكن تقييم هذه النظرية من خالل ذكر مزاياها وأبرز االنتقادات التي وجهت لها من خالل ما يلي‪:‬‬

‫‪-1-3‬مبايا النظرية النقدية الكينبية‪:‬‬


‫تتضح مزايا هذه النظرية من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬اقتصــرت النظريــة التقليديــة علــى عامــل المعــامالت لتفســير الطلــب علــى النقــود بينمــا النظريــة الكينزيــة أضــافت‬
‫عاملي االحتياط والمضاربة لتفسير ظاهرة تفضيل السيولة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬كــان ينظــر لســعر الفائــدة كمكافــأة للفــرد نظيــر تخليــه عــن االســتهالك بينمــا النظريــة الكينزيــة فس ـرته بالمكافــأة‬
‫المستحقة نظير تخلي الفرد عن تفضيله للسيولة رمستوى سعر الفائدة يحدد بتوزيع االدخـار بـين امـتالك السـندات‬
‫من جهة‪ ،‬واالكتناز من جهة أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬أخذت النظرية الكينزية بنظرية الخيارات في تفسير الطلب على النقود رالفرد مخير بين نوعين مـن التوظيفـات‬
‫وهي األ ول النقدية واأل ول المالية ‪.‬‬
‫‪-2-3‬عيوب النظرية النقدية الكينبية‪:‬‬
‫من أهم االنتقادات التي وجهت لهذه النظرية ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬رك ــزت النظري ــة الكينزي ــة عل ــى حال ــة الكس ــاد االقتص ــادي ول ــم تس ــتطع تفس ــير حال ــة الكس ــاد التض ــخمي رارتف ــاع‬
‫األسعار والبطالة معا ‪.‬‬
‫‪ -‬ركــزت النظريــة الكينزيــة علــى المــدى القصــير‪ ،‬ولــم تأخــذ بعــين االعتبــار تغيــر األنمــاط االســتهالكية لألف ـراد‪،‬‬
‫وتأثير العوامل المحددة لسعر الفائدة على المدى الطويل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬افتراض و ول االقتصاد إلى حالة "مصيدة السيولة" وهي حالة خا ة قد ال يصل إليها االقتصاد‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬النظرية النقدية الحديثة (النقدية المباصرة)‬


‫نظ ار لمحدودية الفكر الكينزي وعدم قدرته على تفسير ظاهرة التضخم الركودي‪ ،‬ظهر فكـر اقتصـادي معا ـر‬
‫قــائم فــي أساســه ومنهجــه علــى أطروحــات ونظريــات المدرســة الكالســيكية علــى الخصــوص وبدرجــة أقــل المدرســة‬
‫الكينزية‪ ،‬فتعتبر مدرسة شيكارو "نظرية ميلتون فريدمان*" امتداد للفكر االقتصادي التقليدي ولكن في ثوب جديد‬
‫وبــأدوات تحليليــة أكثــر نجاعــة وواقعيــة تزامنــت هــذه المدرســة مــع ظهــور أزمــة اقتصــادية تعــايش خاللهــا التضــخم‬
‫والكساد في الواليات المتحدة األمريكية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية الخمسينات‪.‬‬

‫‪ -1‬فرضيات النظرية النقدية الحديثة‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫ترتكز هذه النظرية على مجموعة من الفرضيات أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الحرية االقتصادية وحصر دور تدخل الدولة في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬التشكيك في كفاءة السياسة المالية والتأكيد على فعالية السياسة النقدية في تحقيق االستقرار وذلك بالتـأثير فـي‬
‫السياسة االقتصادية عن طريق التحكم في نمو الكتلة النقدية بطريقة منتظمة دون حدوث تضخم‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بين متغير كمية النقود ومستوى األسعار هي سببية فق وليست تناسبية‪.‬‬

‫عبد الحليم رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.45 -43‬‬ ‫‪1‬‬

‫ــيارة النظريــة‬ ‫*ميلتــون فريــدمان "‪"Milton Friedman‬ر‪ : 2006/1912‬اقتصــادي أمريكــي هــو مؤســس مدرســة شــيكارو التــي تحــاول إعــادة‬
‫الكمية بصورة جديدة‪ ،‬ولد في الواليات المتحدة األمريكية وحاز على جائزة نوبل لالقتصاد سنة ‪ 1976‬م نتيجة تقديم ثــالث بحــوث هــي‪ :‬العالقــة‬
‫عوبة الو ول إلى تحقيق سياسة مستقرة‪.‬‬ ‫بين االستهالك والدخل –النظرية النقدية والدخل – البرهان على‬
‫ناظم محمد نوري الشمري‪ ،‬النقود والمصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص ‪.316‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ -‬إمكانية تغير سرعة دوران النقود التي يمكن التنبؤ بها‪.‬‬
‫‪ -‬معارضة الفرضية المتعلقة بثبات حجم اإلنتاا‪.‬‬
‫‪ -‬الطلب على النقود عديم المرونة لسعر الفائدة ومن ثم فإن دالة الطلب على النقود مستقرة‪.‬‬
‫‪ -‬رفض فكرة مصيدة السيولة لكينز‪.‬‬
‫‪ -‬استقرار دالة الطلب على النقود وأهميتها‪.‬‬
‫‪ -‬دال ــة الطل ــب عل ــى النق ــود دال ــة خطي ــة رمتجانس ــة ف ــي الدرج ــة األول ــى بالنس ــبة لع ــدد الس ــكان‪ ،‬المس ــتوى الع ــام‬
‫لألسعار ومستوى الدخل‪.‬‬
‫‪ -‬استقالل عرض النقود عن الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ -‬يتوقف الطلب على النقود على نفس االعتبارات التي تحكم ظاهرة الطلب على السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -2‬دالة الطلب على النقود عند فريدمان‪:‬‬
‫بالنسبة لفريدمان فإن تحليله هو امتداد أو تطوير لتحليل فيشر‪ ،‬فقد اعتبر الطلب على النقـود جـزء مـن نظريـة‬
‫الث ــروة أو نظري ــة رأس الم ــال‪ ،‬والت ــي ته ــتم بتك ــوين محفظ ــة األ ــول‪ ،‬ولق ــد مي ــز فري ــدمان ب ــين ح ــائزي األ ــول‬
‫النهـائيين والـذين تمثـل النقـود بالنسـبة لهـم شـكال مـن أشــكال الثـروة يـتم حيـازة الثـروة فيـه‪ ،‬وبـين مؤسسـات األعمــال‬
‫الذين تمثل النقود بالنسبة لهم سلعة رأسمالية مثل اآلالت والمخزون‪ ،‬والطلـب علـى النقـود عنـد حـائزي الثـروة عنـد‬
‫‪1‬‬
‫فريدمان يعتمد على المحددات اآلتية‪:‬‬
‫• الثروة الكلياة‪ :‬لقـد اسـتخدم فريـدمان الـدخل كمؤشـر علـى الثـروة حيـث اختـار الـدخل الـدائم بـدل الـدخل الجـاري‬
‫وهذا في األجل الطويل‪ ،‬حيث إن الدخل الدائم هو تعبير عن القيمة المتوقعـة للـدخل المتوقـع الحصـول عليـه مـن‬
‫وراء الثــروة فــي األج ــل الطويــل‪ ،‬ويتحــدد بثالث ــة عنا ــر أساس ــية‪ :‬هــي الثــروة وأذواق المس ــتهلكين ومعــدل الفائ ــدة‬
‫فضال عن هيكل توزيع السكان حسب السن‪.‬‬
‫قسم فريدمان الثروة الكلية التي تملكها الوحدات االقتصادية موزعة حسب األشكال التالية‪:‬‬
‫األ ــول النقديــة رالنقــود *األ ــول الماليــة رالســندات واألســهم * األ ــول الحقيقيــة * األ ــول البش ـرية ررأس‬
‫المال البشري ‪.‬‬
‫• تقسيم الثروة بين الثروة البشرية والثروة غير البشرية‪ :‬أي استخدام ثروة بشرية مثـل المقـدرة الشخصـية علـى‬
‫اكتساب الدخل كمؤشر للثروة البشرية وهذا الدخل يمكننا من اكتساب مقدار معـين مـن النقـود كأ ـل سـائل كامـل‬
‫السيولة‪.‬‬
‫• تكلفة الفرصة البديلة‪ :‬يعتبر االحتفاظ بالنقود في شكلها السائل بمثابة التخلي عن استخدامها في شراء أ ـل‬
‫حقيقي أو مالي يدر عائدا أو دخال‪ ،‬وهذا يقصد به تكلفة اإلضـاعة التـي سـتؤثر فـي مسـتوى النقديـة السـائلة التـي‬
‫يحتفظ بها األفراد بالسلب‪ ،‬أي أنه كلما زادت تكلفة الفر ة البديلة تراجع تفضيل السيولة لدى المتعاملين‪ ،‬وهنـاك‬
‫محددان رئيسيان لهذه التكلفة هما‪ :‬المستوى العام لألسعار ومعدل العائد على األ ول األخرى‪.‬‬

‫عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.104-103 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪29‬‬
‫• البوائااد المتوقبااة علااى النقااود واألصااول األخاارى‪ :‬أي الــدخل والعائــد الــذي تــدره النقــود مقارنــا بأثمــان وعائــدات‬
‫مكونات الثروة والبدائل األخرى لالحتفاظ بالثروة‪.‬‬
‫• األذواق وترتيااب األف االيات لاادى الحااائبين علااى الثااروة‪ :‬يــرى فريــدمان أن الفــرد اليــوزع ثروتــه بــين مختلــف‬
‫األ ول المكونة لها تبعا لعوائدها فق بل يحكمه أيضا في هـذا الصـدد اعتبـارات معينـة تتعلـق بـاألذواق وبترتيـب‬
‫األفضليات‪ ،‬مثل الفروق الشخصية التي تجعل البعض يحـتفظ بـالنقود بالشـكل السـائل والـبعض يسـتثمرها مـتحمال‬
‫المخاطرة‪.‬‬
‫ويمكن تلخيص محددات الطلب على النقود عند فريدمان وفق الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :08‬تحديد الطلب على النقود وفقا للنظرية النقدية الحديثة‬

‫أذواق املتعاملين‪:‬‬
‫العائد املتوقع‪:‬‬ ‫الثروة‪:‬‬
‫على أساس هذا العائد‬
‫الطلب على النقود‬ ‫كل أصل يمكن‬ ‫مجموع األصول‬
‫تتوزع الثروة وتتحدد‬
‫)‪Md = f (w‬‬ ‫أن يحقق دخال‬ ‫التي يمكن أن‬
‫أولويات وتفضيالت‬
‫أو عائدا‬ ‫تحقق دخال‬
‫الحائزين لها‬

‫المصدر‪ :‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫يعتبر الطلب الحقيقي على السيولة دالة في الثـروة الحقيقيـة أي فـي عوائـد األ ـول النقديـة والماليـة والطبيعيـة‬
‫وك ــذلك الم ـوارد البش ـرية وتفض ــيالت األعـ ـوان االقتص ــاديين وأذواقه ــم‪ ،‬وعلي ــه تأخ ــذ دال ــة الطل ــب عل ــى النق ــود عن ــد‬
‫‪1‬‬
‫فريدمان شكل دالة متجانسة من الدرجة األولى كالتالي‪:‬‬
‫) ‪M = f (Y/r, p, rm, rb, ra, πa, h, u‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ :M‬الطلب على النقود؛‬
‫‪ :Y/r‬الثروة الكلية؛‬
‫‪ :Y‬يعبر عن الدخل الدائم أو الثروة الحقيقية رأو العائد الكلي على جميع أنواع الثروة ؛‬
‫‪ :r‬سعر الفائدة على جميع أنواع الموجودات وهو الذي يسمح باستحداث الدخل؛‬
‫‪ :P‬المستوى العام لألسعار‪ ،‬ويعبر عن العائد الحقيقي للنقود؛‬
‫‪ :rm‬العائد االسمي للنقود ريساوي الصفر ؛‬
‫‪ :rb‬عائد األ ول النقدية رالسندات ‪ ،‬ويتمثل في سعر الفائدة السنوي؛‬
‫‪ : ra‬عائد األ ول المالية راألسهم ‪ ،‬ويتمثل في األرباح السنوية؛‬
‫‪ :πa‬عائد السلع المادية‪ ،‬أو رأس المال العيني؛‬

‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.143‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ :h‬مؤشر معين يمثل نسبة رأس المال رير البشري إلى رأس المال البشري‪ ،‬أو العالقة بـين الـدخل الـذي مصـدره‬
‫العمل‪ ،‬والدخل الذي مصدره طبيعي؛‬
‫‪ :u‬يشير إلى المتغيرات التي تؤثر على تفضيالت األفراد‪.‬‬

‫يتضح من هذه المعادلة أن الطلـب الحقيقـي علـى النقـود يتغيـر طرديـا معـا الـدخل الـدائم رالثـروة ‪ ،‬بينمـا يتغيـر‬
‫عكسيا مع تغير كل من العائد المتوقع على السندات‪ ،‬والعائد المتوقع على األسهم‪ ،‬كما يتغير عكسيا مع المعدل‬
‫المتوقع للتضخم‪.‬‬

‫‪ -3‬تقييم النظرية النقدية الحديثة‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫يمكن الوقوف على مزايا وعيوب هذه النظرية من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬
‫• مبايا النظرية النقدية الحديثة‪ :‬ترتكز أبرز هذه المزايا فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬تطبيق أوسع لنظرية الخيارات من خالل تعدد األ ـول رنقديـة‪ ،‬ماليـة‪ ،‬حقيقيـة‪ ،‬بشـرية ‪ ،‬ومـن ثـم تعـدد أسـعار‬
‫الفوائد المؤثرة على االقتصاد بينما اعتمدت النظرية الكينزية على أ ل مالي واحد رالسندات ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبــرت النقــود والســلع كبــدائل‪ ،‬بينمــا أهملــت النظريــة الكينزيــة األ ــول الحقيقيــة فــي بنــاء دالــة الطلــب علــى‬
‫النقود‪ ،‬أي أن التغير في كمية النقود يؤثر في حجم اإلنفاق الكلي في االقتصاد‪.‬‬
‫‪ -‬نظرت للتضـخم علـى أنـه ظـاهرة نقديـة بحتـة مصـدره هـو نمـو عـرض كميـة النقـود بسـرعة أكبـر مـن نمـو حجـم‬
‫اإلنتاا‪ ،‬ومن ثم مصدر االرتفاع التضخمي هو زيادة الر يد النقدي في المجتمع عن الحجم األمثل الـذي يحقـق‬
‫االستقرار في المستوى العام لألسعار‪.‬‬
‫• عيوب النظرية النقدية الحديثة‪ :‬يمكن تلخيص أهم االنتقادات الموجهة لهذه النظرية وفق اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬ه ــي بمثاب ــة تجدي ــد و حي ــاء لنظري ــة "فيش ــر" ألنه ــا ب ــدأت تحليله ــا م ــن أن كمي ــة النق ــود ه ــي الم ــؤثر ف ــي مس ــتوى‬
‫األسعار وتجاهلت العملية العكسية‪.‬‬
‫‪ -‬أعطت أهمية بالغة للتغيرات النقدية في شرح وتفسير التقلبات االقتصـادية الكليـة‪ ،‬حيـث بالغـت فـي دور النقـود‬
‫والسياســة النقديــة كمــؤثر فــي النشــاط االقتصــادي‪ ،‬لــذلك أطلــق علــى أنصــار النظريــة المعا ـرة لكميــة النقــود اســم‬
‫"النقديون ‪."The Monetarists‬‬
‫يارة المعادلة النهائية للنظريـة علـى متغيـرات يصـعب حسـابها وتقـديرها كميـا مثـل رعائـد رأس المـال‬ ‫‪ -‬اعتماد‬
‫البشري‪ ،‬متغيرات األذواق ومن ثم المعادلة هي مجرد نموذا تحليلي‪.‬‬
‫• االختالف بين النظرية الكينبية والنظرية النقدية الحديثة‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫توجد عدة فروق بين النظريتين من خالل ما تضمنته كل نظرية وفقا لروادها وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.53-52 :‬‬
‫‪2‬عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.110-109:‬‬
‫‪31‬‬
‫أ‪ -‬أدخل فريدمان كثي ار من األ ول في دالة الطلب على النقود كبدائل للنقـود وتتمثـل تلـك األ ـول فـي السـندات‬
‫واألسهم والسلع الحقيقية وتتمثل في الثروة رير البشرية مما يعني تعدد أسعار الفائدة‪ ،‬أما كينز فقـد اقتصـر علـى‬
‫نوع واحد من أسعار الفائدة يدخل دالة الطلب على النقود وهو سعر الفائدة على السندات‪.‬‬
‫ب‪ -‬ينظر فريدمان إلى السـلع الحقيقيـة رأ ـول حقيقيـة كبـدائل للنقـود ولهـذا أدخـل فريـدمان العائـد المتوقـع علـى‬
‫السلع مقارنة بالعائد على النقود وهذا ترتبت عليه نتيجة اقتصادية مهمة تتمثل في أن األفـراد إذا وجـدوا أن العائـد‬
‫علــى النقــود أقــل بالمقارنــة بالعائــد علــى الســلع الحقيقيــة يقومــون بإنفــاق النقــود فــي ش ـراء هــذه الســلع‪ ،‬ومنــه تمكــن‬
‫يارة الفرض األساسي التالي‪ :‬رإن التغيرات في اإلنفاق الكلي يمكن تفسيرها مباشرة بالتغيرات في‬ ‫فريدمان من‬
‫كميــة النقــود بينمــا كينــز لــو يــول اهتمامــا للســلع واأل ــول الحقيقيــة عنــد تحليلــه لمحــددات الطلــب علــى األر ــدة‬
‫النقدية الحقيقية‪.‬‬
‫ت‪ -‬في تحليل كينز لدالة تفضيل السيولة أخذ العائـد علـى النقـود علـى أنـه ثابـت ويسـاوي الصـفر بينمـا فريـدمان‪،‬‬
‫عند مناقشته لدالة الطلب النقدي فقد شدد على قضيتين‪:‬‬
‫➢ الق ية األولى‪ :‬لم يأخذ فريدمان العائد المتوقع على النقود على أنـه ثابـت‪ ،‬ويشـرح ذلـك مـن خـالل أن ارتقـاع‬
‫أســعار الفائــدة علــى الســندات والقــروض يــؤدي إلــى ارتفــاع العائــد المتوقــع علــى النقــود التــي يــتم حيازتهــا كودائــع‬
‫مصــرفية وذلــك نتيجــة المنافســة فــي الصــناعة البنكيــة‪ ،‬ممــا يبقــي المقــدار ر‪ rb – rm‬ثابتــا نســبيا وبهــذا تو ــل‬
‫فريدمان إلى الفرض األساسي التالي‪ :‬الطلب على النقود رير حساس للتغيرات على سعر الفائدة‪.‬‬

‫وهــذا الفــرض يتناســق مــع مــا ذهــب إليــه كــل مــن فيشــر وبيجــو ومارشــال الــذين قــدموا نظريــة كميــة النقــود‪ ،‬ولكــن‬
‫فريــدمان تو ــل إلــى هــذا الفــرض األساســي اســتنادا إلــى افت ارضــين همــا أن الســلع الحقيقيــة هــي بــدائل للنقــود وأن‬
‫العائد على النقود متغير‪.‬‬

‫➢ الق اية الثانيااة‪ :‬يــذهب فريـدمان إلــى اسـتقرار دالــة الطلـب علــى النقـود‪ ،‬فــي حينيـرى كينــز أن هـذه الدالــة ريــر‬
‫مسـتقرة نظـ ار لتقلبــات سـعر الفائــدة الــذي يصـاحبه تغيــر ســرعة دوران النقـود فــي نفــس االتجـاه‪ ،‬ففريــدمان يقتــرح أن‬
‫غيرة وأن الطلب على النقود يمكن التنبؤ به بدقة بواسطة دالة الطلـب‬ ‫التقلبات العشوائية في الطلب على النقود‬
‫على النقود‪ ،‬وعنـدما تجمـع بـين هـذا االقتـراح واالفتـراض األساسـي بـأن الطلـب علـى النقـود ريـر حسـاس للتغيـرات‬
‫في سعر الفائدة‪ ،‬هذا يعني أن سرعة دوران النقود يمكن التنبؤ بها بدرجة كبيرة من الدقة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬الكتلة النقدية ومقابالتها‬
‫تعتبر النقـود وحـدة للحسـاب ووسـيلة للتبـادل ومسـتودع للقيمـة وكـذا مقيـاس للـدفع اآلجـل‪ ،‬كمـا تـؤدي دو ار هامـا‬
‫ف ــي تحدي ــد مس ــتوى األس ــعار ومس ــتوى اإلنت ــاا وت ــؤثر ف ــي ميـ ـزان الم ــدفوعات‪ ،‬ل ــذا فعن ــد التط ــرق إل ــى العملي ــات‬
‫االقتصــادية الضــخمة كتمويــل التجــارة الداخليــة والخارجيــة أو االقتـراض البنكــي فإننــا نتحــدث عــن كتلــة نقديــة تنشــأ‬
‫داخــل البنــوك‪ ،‬فمــن الضــروري بمكــان التعــرف علــى ماهيــة هــذه الكتلــة النقديــة مقابالتهــا وتأثيراتهــا علــى االقتصــاد‬
‫ككل‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الكتلة النقدية‬

‫‪ -1‬مفهوا الكتلة النقدية‪:‬‬

‫نميز معنى الكتلة النقدية من خالل عدة تعريفات فمثال نجد‪:‬‬ ‫ّ‬
‫تع ــرف الكتل ــة النقدي ــة بأنه ــا‪ :‬كمي ــة النق ــود المتداول ــة ف ــي مجتم ــع م ــا خ ــالل فت ـرة زمني ــة معين ــة‪ ،‬ويقص ــد ب ــالنقود‬
‫المتداول ــة هن ــا‪ ،‬ه ــي كاف ــة أش ــكال النق ــود الت ــي يحوزه ــا األف ـراد والمؤسس ــات والت ــي تختل ــف أش ــكالها بم ــدى التط ــور‬
‫‪1‬‬
‫االقتصادي واالجتماعي وتطور العائدات المصرفية في المجتمعات‪.‬‬
‫كما تعرف بأنها الر يد النقدي الذي يمثل جميع وسائل التداول واالقتراض المتوفرة فـي وقـت مـا عنـد مختلـف‬
‫‪2‬‬
‫األشخاص والمؤسسات البنكية والمنشآت‪.‬‬

‫وبالتالي فالكتلة النقدية هي مجمـل وسـائل الـدفع المتداولـة فـي اقتصـاد مـا والمتـوفرة لـدى األعـوان االقتصـاديين‬
‫في فترة محددة وهي تشكل أدوات الدفع المتاحة لالقتصاد لتأمين حاجاته ونشاطاته‪.‬‬

‫‪ -2‬عناصر الكتلة النقدية‪:‬‬

‫يتكون هذا الر يد النقدي رالكتلة النقدية مما يلي‪:‬‬

‫✓ المتاحات النقدية‪ :‬تتكون من عدة وسائل دفع فورية حيث يتم تحويلهـا مباشـرة إلـى سـلع وخـدمات وهـي مقسـمة‬
‫إلى نقود قانونية وأخرى مصرفية‪.‬‬
‫✓ المتاحات شبه النقدية‪ :‬تمثل مجمـوع األ ـول التـي يختفـي فيهـا الجـوهر النقـدي وتعـرف بأشـباه النقـود‪ ،‬وتعتبـر‬
‫‪3‬‬
‫وسائل دفع رير سائلة وال يمكن استعمالها مباشرة‪ ،‬وتظم الودائع اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬الودائع ألجل‪ :‬حيث ال يمكن أل حاب هذه الودائع استعمالها إال بعد انقضاء اآلجـال المحـددة والمتفـق عليهـا‬
‫بين المودع والمؤسسة المالية‪ ،‬ويقابل ذلك بمقدار فائدة يحصل عليها المودع‪.‬‬

‫أكرم حداد‪ ،‬مشهور هذلول‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.89‬‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد هني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.91‬‬ ‫‪2‬‬

‫نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬الودائع االدخارية‪ :‬هي تلك الودائع التي ال يمكـن السـحب منهـا إال بإشـعار البنـك بمـدة زمنيـة متفـق عليهـا مـن‬
‫قبل‪.‬‬
‫‪ -‬الودائــع علــى الــدفتر‪ :‬هــذه الودائــع تعطــي الحــق أل ــحابها فــي الحصــول علــى فائــدة ريــر أنهــم ال يســتطيعون‬
‫تحريــك هــذه األم ـوال باســتخدام الشــيكات‪ ،‬بــل يــتم تســجيل عمليــات الســحب واإليــداع علــى دفتــر خــاص بصــاحب‬
‫الحساب‪.‬‬
‫‪ -‬األ ــول المالي ــة ذات االس ــتحقاق القري ــب‪ :‬وتش ــمل الس ــندات الخا ــة رس ــند ألم ــر‪ ،‬الس ــفتجة‪ ،‬س ــند ال ــرهن‪...‬‬
‫وكذلك سندات الصندوق وسندات الخزينة العمومية‪.‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :09‬عنا ر الكتلة النقدية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مقابالت الكتلة النقدية‬

‫تمثل مجموع الذمم التي تحدث كلما وقع إ دار لكمية من النقود‪ ،‬أي أنها األ ول والديون التي تقابل عملية‬
‫إ دار النقود من طرف النظام البنكي‪ ،‬وقد كان قديما يعتمد إ دار النقود على كمية األ ول الذهبيـة الموجـودة‬
‫في البنك أما اآلن فالمقابل لعملية إ دار النقود هو النشاط الذي أ درت ألجله أي ما يضمنه من إنتاا ووجـود‬
‫سلع وخدمات‪ ،‬فكلما مول البنك نشاطا يظهر دين من البنك على االقتصاد أو على الدولة أو على الخارا‪.‬‬

‫‪ -1‬الذهب والبمالت األ نبية‪ :‬تحصل الدولة مـن خـالل نشـاطها المـالي والتجـاري الـدولي علـى الـذهب وعمـالت‬
‫أجنبية مختلفة‪ ،‬لكنها رير قابلة للتداول في الداخل‪ ،‬فيحجزها البنك المركزي ويصدر مقابلها عملة وطنية‪ ،‬ويمثل‬
‫‪1‬‬
‫الذهب والعمالت األجنبية الر يد الصافي لميزان المدفوعات‪.‬‬
‫فــي االقتصــاديات المعا ـرة ال يـرتب ر ــيد الدولــة مــن الــذهب بحجــم الكتلــة النقديــة و نمــا يحــتفظ بــه للحــاالت‬
‫الطارئــة‪ ،‬ويقــوي المركــز المــالي للدولــة‪ ،‬أمــا ر ــيد الدولــة مــن العمــالت األجنبيــة يــؤثر علــى حجــم الكتلــة النقديــة‬
‫بالزيادة والنقصان بسبب العوامل التالية‪:‬‬

‫وسام مالك‪ ،‬النقود والسياسات النقدية الداخلية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪ ،2000 ،‬ص‪.40‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪34‬‬
‫حركة الصادرات والواردات‪ :‬فتصدير السلع مثال يؤدي إلى استالم تيمتها مما يزيد من حجم الكتلة النقدية‪.‬‬

‫دخ ــول وخ ــروا ر وس األمـ ـوال‪ :‬ي ــؤدي المن ــاخ االقتص ــادي للبل ــد إل ــى دخ ــول ر وس األمـ ـوال وزي ــادة حج ــم الكتل ــة‬
‫النقدية‪.‬‬

‫عمليـة اإلقـراض واالقتـراض‪ :‬يـؤدي اقتـراض الدولـة مـن العـالم الخـارجي إلـى دخـول عملـة أجنبيـة يـتم تحويلهـا إلــى‬
‫عملة وطنية مما يزيد من حجم الكتلة النقدية‪.‬‬
‫‪ -2‬القرض المقدا للخبينة‪ :‬في هذه الحالة تقوم الخزينة بإ دار أوراق دين حكومية وطرحها في السوق النقديـة‬
‫لالكتتــاب‪ ،‬وهنــا يمكــن أن يتحصــل عليهــا البنــك المركــزي أو البنــوك التجاريــة أو الجمهــور‪ ،‬فــإذا اكتتــب مــن طــرف‬
‫البنك المركزي يصدر مقابلها نقدا قانونيا‪ ،‬أمـا إذا تحصـلت عليهـا البنـوك التجاريـة أو الجمهـور سـيعيدان خصـمها‬
‫‪1‬‬
‫لدى البنك المركزي ويحصالن مقابل ذلك على نقد قانوني‪.‬‬
‫‪ -3‬القااروض المقدمااة لالقتصاااد‪ :‬لضــمان ســير النشــاط االقتصــادي ونمــوه تقــوم البنــوك التجاريــة بمــنح قــروض‬
‫لتمويل مختلـف المشـاريع والنشـاطات االقتصـادية انطالقـا مـن المبـال المودعـة لـديها وتوظيفاتهـا‪ ،‬أو قـد تلجـأ إلـى‬
‫البنك المركـزي الـذي يمكنهـا مـن إعـادة خصـم األوراق التجاريـة أو منحهـا قـروض بصـفته المقـرض األخيـر للنظـام‬
‫المصـرفي‪ ،‬وتعتبــر هــذه القــروض مــن أهــم العنا ــر المفسـرة ألســباب اإل ــدار النقــدي واألكثــر تــأثي ار علــى الكتلــة‬
‫‪2‬‬
‫النقدية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعمبات النقدية‬

‫‪ -1‬الكتلة النقدية بالمبنى ال يت ‪:M1‬‬

‫تســمى المجموعــة األولــى ‪ M1‬المتاحــات النقديــة او الكتلــة النقديــة بــالمعنى الضــيق‪ ،‬أو وســائل الــدفع الجــاهزة‬
‫وهـي ناتجــة عــن النظـر للنقــود كوســي للتبـادل‪ ،‬ولهــذا فــالنقود وسـيلة دفــع تامــة السـيولة‪ ،‬وتتكــون المتاحــات النقديــة‬
‫من‪:‬‬

‫‪ -‬الورق النقـدي الموجـود خـارا الجهـاز المصـرفي وتسـمى كـذلك بـالبنكنوت أو النقـود المشـتقة‪ ،‬والتـي تصـدر فـي‬
‫أرلــب البلــدان مــن طــرف الخزينــة‪ ،‬وتوضــع مــن طــرف البنــك المركــزي فــي التــداول‪ ،‬ويطلــق علــى كــل مــن الــورق‬
‫النقدي والنقود المساعدة اسم النقود الورتية‪.‬‬
‫‪ -‬نقود الودائع وتتمثل في الشيكات والتحويالت والبطاقات البنكية‪.‬‬

‫حمزة الحاا سودار‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل نظام الرقابة النقدية التقليدية‪ ،‬ط‪ ،1‬عماد الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2009‬ص ص‪.47-46 :‬‬


‫عبد هللا خبابة‪ ،‬االقتصاد المصرفي‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.34‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -2‬الكتلة النقدية بالمبنى الواسع ‪: M2‬‬
‫تتضـمن الكتلــة النقديــة ‪ M2‬باإلضـافة إلــى ومــا يسـمى بشــبه النقــود‪ ،‬وهـي تحتــوي علــى االدخـار الموجــود لــدى‬
‫المؤسسة البنكية والخزينة فق ‪.‬‬
‫وقد سميت بشبه النقود ألنه يمكن أن تتحول وبدون أن خطر فقـدان القيمـة ال أرسـمالية إلـى وسـيلة دفـع جـاهزة‪،‬‬
‫وهذا االدخار يتكون من‪:‬‬

‫‪ -1-2‬الودائع االدخارية العارية‪ :‬الموظفـة علـى مسـتوى البنـوك‪ ،‬وهـي تجمـع بـين خا ـية التوظيـف مـن خـالل‬
‫معدل الفائدة المدفوع عليها وخا ية السيولة‪ ،‬حيث يمكن للمودع السحب عليها متى شاء وهي نوعان‪:‬‬

‫• الودائع االدخارية بدفتر مصرفي‪ :‬حيث في كل عملية سحب أو إيداع يتم تقديم الدفتر أو إثبات طلب فيه‪.‬‬
‫• الودائع االدخارية بكشف حساب مصرفي‪ :‬حيث يتلقى المودعين كشف شهري يتضمن‪ :‬عمليات السحب‪،‬‬
‫اإليداع والفائدة المكتسبة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الودائع القصيرة األ خ في البنوك والخبينة‪ :‬ال يمكن السحب عليها إال بعد انقضاء المدة المتفق عليها‪،‬‬
‫وعندما يأخذ الفائدة كاملة‪ ،‬رير أنه يسحب منها قبل ذلك وهنا يحرم من الفائدة كليا أو جزئيا حسب المبل‬
‫المحسوب‪ ،‬وقبل السحب يجب أن يعلم البنك بذلك بمدة متفق عليها‪.‬‬
‫‪ -3-2‬سندات الصندوق‪ :‬هي سندات تصدرها البنوك ويكتتب فيها الجمهور لمدة زمنية معينة‪ ،‬وترجعها عند‬
‫انتهاء المدة المتفق عليها ويدفع البنك فوائد‪.‬‬
‫‪ -3‬سيولة االقتصاد ‪:M4 M3‬‬

‫ما يميز هذين المجمعين هو سيولتهما المنخفضة بالمقارنة مع شبه النقود ألن تحويل بعض األ ول فيها إلى‬
‫نقود يتطلب بيعها قبل حلول أجل استحقاقها‪ ،‬وعملية البيع كما نعلم قد تعرض إلى أرباح أو خسارة رأسمالية‬
‫حسب ظروف السوق‪ ،‬ونجد هنا‪:‬‬

‫‪ -1-3‬سيولة االقتصاد ‪ :M3‬وتتضمن باإلضافة إلى ‪ M2‬ما يلي‪:‬‬


‫• االدخار السائل وقصير األجل لدى المتعاملين الماليين رير البنكيين‪.‬‬
‫• أذونات الخزينة رير المتداولة‪ ،‬وهي سندات تصدرها الخزينة ويكتتب فيها الجمهور وال يمكن تحويلها إلى نقود‬
‫إال بحلول أجل استحقاقها‪ ،‬وتقوم الخزينة عندئذ بتسديد مبلغها والفائدة المستحقة عليها‪.‬‬
‫• الودائع واألوراق المالية األجنبية‪.‬‬
‫‪ -2-3‬المعمع ‪ :M4‬وهو ي م باإلضافة جلى ‪ M3‬ما يلي‪:‬‬
‫• أذونات الخزينة المتداولة‪.‬‬
‫• أوراق الخزينة‪ :‬وهي سندات تصدرها المؤسسات بمبال متساوية ويشتريها المتعاملون رير الماليين المقيمين‪،‬‬
‫ويتم تداولها قبل تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫• تحتوي كل من ‪ M3‬و‪ M4‬على أ ول قصيرة األجل‪ ،‬إال أن ما يجب ذكره هو أنهما يختلفان من بلد إلى‬
‫آخر‪ ،‬وذلك حسب درحة تطور السوق المالي والنقدي ومدى الوعي المصرفي الذي يتمتع به الجمهور‪ ،‬وكذا‬
‫حجم وطبيعة الدخول الموزعة‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬المؤسسات النقدية والوساطة المالية‬

‫من أجل إ دار النقود والتحكم في إدارتها البد من وجود مؤسسات مصرفية تقوم بهذا الدور‪ ،‬حيث نجد أن‬
‫البنوك المركزية هي المسؤولة عن اإل دار النقدي و دارته‪ ،‬وذلك من خالل جملة من االدوات التي تسيطر من‬
‫خاللها على نشاط وتوجهات البنوك التجارية‪ ،‬مشكلين في ذلك ما يسمى بالجهاز المصرفي‪ ،‬رير أن هذا الدور‬
‫الذي يلعبه البنك المركزي‪ ،‬وحتى يحقق أهدافه المرجوة البد من توفر االستقاللية والحرية في ذلك‪ ،‬كل هذا‬
‫نوضحه بشيء من التفصيل فيما يلي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬البنك المركبي ودوره في جصدار النقود القانونية‬


‫لكـل دولـة بنـك مركـزي يقـدم فـي المقـام األول الخـدمات المصـرفية للحكومـة وال تقـرض البنـوك المركزيـة أموالهـا‬
‫لعمـوم النـاس ويتمثـل دور البنــك المركـزي فـي التأكـد مــن مقـدرة الحكومـة علـى الوفــاء بكـل التزاماتهـا‪ ،‬وتـدير كــذلك‬
‫مديونيــة الدولــة التــي نشــأت أساســا لتمكينهــا مــن تنفيــذ السياســة النقديــة‪ ،‬ويــتم ذلــك مــن خــالل الــتحكم فــي الم ـوارد‬
‫الماليــة‪ ،‬وتشــمل المـوارد الماليــة جميــع كميــات النقــد المتــداول فــي الــبالد بمــا فيهــا المـواد الماليــة وودائــع المصــارف‬
‫وريرهــا مــن المؤسســات الماليــة كمــا يعنــى البنــك المركــزي عــادة بتنظــيم أعمــال البنــوك األخــرى وأحيانــا المؤسســات‬
‫المالية األخرى كشركات التأمين‪.‬‬
‫‪ -1‬تبريف البنك المركبي‪:‬‬

‫لقد تعددت تعاريف البنك المركزي حسب وجهة نظر كل باحث اقتصادي‪.‬‬

‫عرفــه "‪ "DENISE FLOUZAT‬علــى أنــه‪ :‬المؤسســة التــي تتربــع فــي مركــز أو قمــة النظــام المــالي لتضــمن‬
‫‪1‬‬
‫القواعد وتراقب العرض النقدي‪ ،‬وهو المؤسسة التي تكون أهال لضمان الثقة للنقود في البلد‪.‬‬

‫كمــا عرفــه "‪ "MICHEL ALBERT‬بأنــه‪ :‬الس ــلطة الحكوميــة التــي تقــوم بمراتبــة تمويــل االقتصــاد‪ ،‬إ ــدار‬
‫األوراق النقدي ــة‪ ،‬م ــنح الق ــروض للبن ــوك التجاري ــة ف ــي إط ــار السياس ــة النقدي ــة‪ ،‬ومراتب ــة وتس ــيير نظ ــام الم ــدفوعات‬
‫‪2‬‬
‫البة النظام المصرفي‪.‬‬ ‫المرتب خا ة بتعويضات الشيكات والتحويالت بين البنوك‪ ،‬والحرص على‬

‫‪1‬‬
‫‪DENISE FLOZAT, Le concept de banque central, Bulletin de la banque de France, N°70, Sue la site de la banque‬‬
‫‪de France www.BANQUE-France.fr /FR/Bulletin/MAIN.HTM. 29/01/2019.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪MICHEL ALBERT, Le concept de la banque central, Bulletin de la banque de France N° 70,Sue la site de la banque‬‬
‫‪de France www.BANQUE-France.fr /FR/Bulletin/MAIN.HTM, pp :2-4.‬‬
‫‪37‬‬
‫وعرفـه "حســين رحــيم" البنــك المركــزي بأنــه‪ :‬مؤسســة ريــر ربحيــة‪ ،‬تقــع فــي قمــة هــرم النظــام المصـرفي‪ ،‬وظيفتــه‬
‫‪1‬‬
‫األساسية هي اإل دار النقدي وتيادة النظام المصرفي‪ ،‬وكذا وضع وتنفيذ السياسة النقدية‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن القول إن البنك المركزي هو مؤسسة نقدية عامة‪ ،‬يحتل مركز الصدارة مـن الجهـاز المصـرفي‪،‬‬
‫وهــو بــارة عــن الهيئــة التــي تتــولى إ ــدار البنكنــوت وتضــمن بوســائل شــتى ســالمة أســس النظــام المصـرفي‪ ،‬كمــا‬
‫يوكل إليها اإلشراف على السياسة االئتمانية في الدولة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ومن أهم خصائص البنوك المركزية ما يلي‪:‬‬

‫• البنك المركزي مؤسسة نقدية تخلق النقود القانونية وتسيطر على شؤون النقد واالئتمان في االقتصاد القومي‪.‬‬
‫• البنك المركزي يقع على تيمة الجهاز المصرفي ويقوم بمراتبة البنوك التجارية‪.‬‬
‫• يوجد بنك مركزي واحد في كل دولة يصدر النقود ويشرف على االئتمان‪.‬‬
‫• النقود التي يصدرها البنك المركزي مقبولة من جميع األفراد كوسي للتبادل وتمثل قمة السيولة‪.‬‬
‫• أهـداف البنـك المركــزي يغلـب عليهــا الطـابع القــومي والمصـلحة العامــة مثـل مــد األسـواق بــالنقود والسـيطرة علــى‬
‫كميتها‪.‬‬
‫• البنوك المركزية قد تكون مملوكة بالكامل للحكومة‪ ،‬و ذا أخذت شكل شركة مساهمة فإن الحكومة تمتلك الجزء‬
‫األكبر من أسهمها وذلك ألهمية هذه البنوك‪.‬‬
‫‪-2‬ميبانية البنك المركبي‪:‬‬
‫للبنــك المركــزي ميزانيتــه الخا ــة بــه تتــألف مــن جانــب الموجــودات وجانــب المطلوبــات وتضــم الت ازمــات البنــك‬
‫اتجاه الغير والتزاماته تجاه الحكومة أي رأس المال واالحتياط ويمكـن إعطـاء الشـكل العـام لميزانيـة البنـك المركـزي‬
‫من خالل الجدول اآلتي‪:‬‬

‫العدول رقم‪ :03‬ميزانية البنك المركزي‬


‫خصوا‬ ‫أصول‬
‫أوراق نقدية في التداول‬ ‫‪-1‬‬ ‫الذهب والديون على الخار‬ ‫‪-1‬‬
‫حسابات دائنة خار ية‬ ‫‪-2‬‬ ‫الذهب‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات البنوك‪ ،‬المؤسسات واألشخاص‬ ‫‪-‬‬ ‫التسيير تحت الطلب في الخارا‬ ‫‪-‬‬
‫األجنبية‬ ‫ندوق واستقرار الصرف‬ ‫تسبيقات إلى‬ ‫‪-‬‬
‫حساب خاص لصندوق استقرار الصرف‬ ‫‪-‬‬ ‫الحصول على حقوق السحب الخا ة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ديون على الخبينة البامة‬ ‫‪-2‬‬
‫حساب اري للخبينة البامة‬ ‫‪-3‬‬ ‫نقود معدنية‬ ‫‪-‬‬

‫حسين رحيم‪ ،‬االقتصاد المصرفي‪ ،‬دار بهاء الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.70‬‬ ‫‪1‬‬

‫إبراهيم المصري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪38‬‬
‫حسابات جارية للبريد‬ ‫‪-‬‬
‫الحسابات الدائنة للوحدات المالية‬ ‫‪-4‬‬ ‫مساعدات للخزينة‬ ‫‪-‬‬
‫حسابات جارية للمؤسسات المرروبة في تكوين‬ ‫‪-‬‬ ‫الديون المترتبة على عمليات جعادة التمويخ‬ ‫‪-3‬‬
‫احتياطات إجبارية‬ ‫سندات مخصومة‬ ‫‪-‬‬
‫التزامات ناتجة عن التدخل في السوق النقدي‬ ‫‪-‬‬ ‫سندات مشتراة في السوق النقدي‬ ‫‪-‬‬
‫احتياطات إلعادة تقييم األصول البامة من‬ ‫‪-5‬‬ ‫قروض مقابل سندات‬ ‫‪-‬‬
‫الذهب‬ ‫سندات في طريق االستحقاق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رأسمال وأصول االحتياط‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫المصدر‪ :‬فريدة بخراز يعدل‪ ،‬تقنيات وسياسـة التسـيير المصـرفي‪ ،‬ديـوان المطبوعـات الجامعيـة‪ ،‬الج ازئـر‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪.106‬‬

‫إن ميزانية البنـك المركـزي تقـدم لنـا معلومـات كثيـرة عـن طبيعـة ووظـائف البنـك المركـزي‪ ،‬ويمكـن إيضـاح هـذا مـن‬
‫خالل بنودها‪:‬‬

‫اناااب األصاااول‪ :‬تمث ــل عنا ــر أ ــول البن ــك المرك ــزي أي مص ــادر القاع ــدة النقدي ــة رمق ــابالت الكتل ــة‬ ‫أ‪-‬‬
‫النقديــة ‪ ،‬األمــر الــذي يضــفي أهميــة كبي ـرة لجانــب األ ــول ألنــه يتكــون مــن األ ــول الخارجيــة أو االحتياطــات‬
‫الدولي ــة المتكون ــة م ــن ال ــذهب والعم ــالت األجنبي ــة‪ ،‬األوراق المالي ــة الحكومي ــة مث ــل الس ــندات الحكومي ــة‪ ،‬الق ــروض‬
‫الممنوحــة للحكومــة أو البنــوك التجاريــة‪ ،‬إضــافة إلــى أ ــول أخــرى خا ــة بالــديون المترتبــة علــى عمليــات إعــادة‬
‫التمويل‪.‬‬
‫انب الخصوا‪ :‬يتسم هذا الجانب بأهمية ملحوظة كونه يتضمن مكونات القاعدة النقدية التي تـؤدي دور‬ ‫ب‪-‬‬
‫محوري في مكونات عرض النقود أو مـا يسـمى بالكتلـة النقديـة ألنـه يحتـوي علـى العملـة فـي التـداول‪ ،‬إضـافة إلـى‬
‫االحتياطات الكلية التي تتكون من العملة في خزانة البنوك وودائع البنوك لدى البنك المركزي‪ ،‬والودائـع الحكوميـة‬
‫وخصــوم أخــرى تشــمل ودائــع أو حســابات البنــوك المركزيــة األخــرى مــن أجــل إتمــام عمليــة المــدفوعات الدوليــة بــين‬
‫البلــد والعــالم الخــارجي رااللت ازمــات الخارجي ـة ‪ ،‬وكــذلك قــد تشــمل إعــادة تقيــيم األ ــول الخارجيــة وحقــوق الســحب‬
‫‪1‬‬
‫الخا ة*‪.‬‬

‫ندوق النقد الدولي في سنة ‪ 1969‬كعنصر مكمل لأل ول‬ ‫*حقوق السحب الخا ة ‪ :SDR‬هو احتياطي دولي مدر للفائدة أنشأه‬
‫االحتياطية األخرى للبلدان األعضاء‪ ،‬وترتكز تيمته على سلة عمالت دولية تتألف من الدوالر األمريكي‪ ،‬الين الياباني‪ ،‬اليورو والجنيه‬
‫االسترليني واليوان الصيني‪.‬‬
‫محمد أحمد األفندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.384‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫‪-3‬وظائف البنك المركبي‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫يؤدي البنك المركزي مجموعة من الوظائف والمهام والتي يمكن تلخيصها كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬وظيفة اإلصدار‪ :‬يعتبـر البنـك المركـزي الهيئـة الوحيـدة المخـول لهـا قانونـا إ ـدار النقـد القـانوني أو تـدميره فـي‬
‫كل الدول‪ ،‬ويجب أن تكون الكميـة المصـدرة مـن النقـد تتوافـق مـع احتياجـات االقتصـاد‪ ،‬حيـث أن كـل نقـد مصـدر‬
‫يكون بمثابة خصوم للبنك المركزي يجب أن يكون مغطى بأ ول حقيقية أو مالية في جانب األ ول‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المركبي بنك الدولة ومستشارها المالي‪ :‬وتعني أن البنك المركزي هو الوكيل الوحيـد للدولـة فيمـا يخـص‬
‫شؤون النقد والسياسة النقدية‪ ،‬وهو ممثلها أمام الهيئات الدولية والدول األخرى في هذا المجال‪ ،‬كما تحـتفظ الدولـة‬
‫لدى البنك المركزي بحساباتها وينظم لها مدفوعاتها واحتياطاتهـا مـن الصـرف‪ ،‬ويعمـل علـى اسـتقرار تيمـة العملـة‪،‬‬
‫كم ــا يق ــدم للدول ــة س ــلفات قص ــيرة األج ــل ف ــي حال ــة العج ــز الموس ــمي أو المؤق ــت للميزاني ــة وقروض ــا اس ــتثنائية ف ــي‬
‫الحاالت الضرورية كالحروب واألزمات في حدود ما يسمح به القـانون‪ ،‬وبالتـالي يـؤدي البنـك ضـمن هـذه الوظيفـة‬
‫المهام اآلتية‪:‬‬
‫✓ المستشار المالي والنقدي للحكومة‪،‬‬
‫تسيير احتياطات الدولة من الذهب والعمالت األجنبية‪،‬‬ ‫✓‬
‫✓ اجراء المفاوضات النقدية والمالية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬البنك المركبي بنك البنوك‪ :‬وتعني تيام البنك المركزي بعملية اإلشراف والرقابة على عمل البنوك التجاريـة فـي‬
‫إطار ما يخوله له القانون‪ ،‬وتكون هذه الوظيفة في عدة أشكال منها منح االعتمادات إلنشاء بنوك جديدة أو فـتح‬
‫فروع ومكاتب تمثيل لبنـوك أجنبيـة‪ ،‬تقـديم التوجيهـات والتعليمـات للبنـوك فـي إطـار تحقيـق أهـداف السياسـة النقديـة‬
‫والقي ــام بعملي ــات إع ــادة الخص ــم وشــراء وبي ــع األ ــول المالي ــة‪ ،‬والرقاب ــة عل ــى أعم ــال البن ــوك ومحاس ــبتها‪ ،‬وم ــدى‬
‫احترامها للقانون‪ ،‬وفرض عقوبة على البنوك المخالفة لـه‪ ،‬تـوفير السـيولة للبنـوك فـي حالـة العجـز‪ ،‬اإلشـراف علـى‬
‫عمليات المقا ة بين البنوك‪ ،‬ومراتبة االئتمان كما ونوعا وتوجيهه وضبطه‪.‬‬
‫‪ -‬البنااك المركاابي واضااع ومنفااذ السياسااة النقديااة‪ :‬مــن خــالل هــذه الوظيفــة يقــوم البنــك المركــزي بــإدارة السياســة‬
‫النقدية لتحقيق أهدافها المسطرة‪ ،‬والتي تمثل أساسا في استقرار األسعار‪ .‬فالبنك المركزي هو المسؤول عن تحديد‬
‫كمية النقود المعروضة‪ ،‬من خالل التأثير على مختلف العوامل التي تكون هذا العرض‪.‬‬

‫لكن في ضوء المستعدات االقتصادية شهدت وظائف البنوك المركبية تغي ار عبر البمن على النحو التالي‪:‬‬
‫ــعوبات تمثلــت فــي‬ ‫‪ -‬اسااتهداف الت ااخم‪ :‬خــالل حقبــة الثمانينــات مــن القــرن الماضــي واجــه ثلثــي دول العــالم‬
‫ارتفــاع معــدالت التضــخم وانخفــاض مســتوى النمــو‪ ،‬وهــو مــا اســتدعى تركيــز البنــوك المركزيــة علــى تبنــي سياســات‬
‫نقدية تستهدف احتواء الزيادة في معدالت التضخم‪.‬‬

‫فتيحة بنابي‪ ،‬عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية‪ ،‬معارف مجلة علمية دولية محكمة‪ ،‬العدد ‪ ،22‬جوان ‪ ،2017‬ص ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.65-64‬‬
‫‪40‬‬
‫وبالت ــالي ش ــهدت حقب ــة التس ــعينات م ــن الق ــرن الماض ــي أول تطبي ــق إلط ــار االس ــتهداف الكام ــل للتض ــخم ف ــي‬
‫نيوزيلندا عام ‪ ،1990‬أعقبها كل من كندا وبريطانيا فـي عـامي ‪ 1991‬و‪ ،1992‬وأ ـبحت دولـة واحـدة فقـ مـن‬
‫أ ل ست دول تعاني من نسبة تضخم تفوق ‪ ،%10‬بعد أن كان ثلثي دول العـالم يعـاني مـن ارتفـاع تلـك النسـبة‬
‫فوق هذا المسـتوى‪ .‬منـذ ذلـك الوقـت تحـرص العديـد مـن البنـوك المركزيـة علـى تطبيـق هـذا اإلطـار كمرتكـز اسـمي‬
‫للسياسة النقدية‪ ،‬إلى أن بل عدد الدول التي تتبع ذلك اإلطار منذ ذلـك الوقـت وحتـى عـام ‪ 2019‬نحـو ‪ 40‬دولـة‬
‫‪1‬‬
‫نا ية متقدمة ودول أخرى ناشئة أو نامية‪.‬‬ ‫تتنوع ما بين دول‬

‫‪ -‬االستقرار الماالي‪ :‬بعـد األزمـة الماليـة العالميـة لسـنة ‪ 2008‬أدركـت البنـوك المركزيـة حـول العـالم أهميـة العمـل‬
‫علــى تض ـمين االســتقرار المــالي كأحــد أهــم األهــداف التــي تســعى البنــوك المركزيــة إلــى تحقيقهــا‪ ،‬ومــن هنــا ركــزت‬
‫المؤسســات الدوليــة وعلــى أرســها لجنــة بــازل للرقابــة المصــرفية علــى تطــوير عــدد مــن المعــايير فيمــا يعــرف بإطــار‬
‫"متطلبات بازل ‪ ،"3‬حيث تم تطوير حزمة من اإلجراءات للحد من المخاطر المالية ودعم قـدرة القطـاع المصـرفي‬
‫على مواجهة األزمات في إطار السياسة االحت ارزية الكلية‪.‬‬
‫‪ -‬تشعيع التحول المالي الرقمي‪ :‬تحول اهتمام البنوك المركزية إلى دعم التحول المالي الرقمـي مـن خـالل تبنـي‬
‫سياس ــات و ج ـراءات لتش ــجيع تح ــول المؤسس ــات المالي ــة نح ــو تق ــديم الخ ــدمات المالي ــة الرقمي ــة‪ ،‬وأ ــبح ذل ــك أح ــد‬
‫األهداف التي تسعى البنوك المركزية إلى تحقيقها خا ة بعد انتشار جائحة كوفيد ‪ 19‬في عام ‪.2020‬‬

‫كمـ ــا زاد فـ ــي هـ ــذا اإلطـ ــار أيضـ ــا اهتمـ ــام البنـ ــوك المركزيـ ــة بإ ـ ــدار عملـ ــة رقميـ ــة *كأحـ ــد مجـ ــاالت االهتمـ ــام‬
‫المستحدثة للبنوك المركزية‪ ،‬حيـث تعتبرهـا البنـوك المركزيـة فـي االقتصـاديات المتقدمـة أحـد األولويـات فـي تطـوير‬
‫أنظمـة المـدفوعات‪ ،‬بينمــا فـي االقتصـاديات الناميــة فتعتبـر البنـوك المركزيــة ا ـدار العمـالت الرقميــة بمثابـة زيــادة‬
‫لمستويات الشمول المالي وتحسين كفاءة السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ -‬دعااام التباااافي االقتصاااادي فاااي موا هاااة األزماااات‪ :‬رك ــزت البن ــوك المركزي ــة عل ــى زي ــادة مس ــتويات المرون ــة‬
‫االقتصادية وزيادة قدرة الدول على مواجهة الصدمات من خالل استخدام أدوات السياسة النقدية واالحت ارزية الكلية‬
‫للتقليــل مــن عــبء األزمــة االقتصــادية علــى األفـراد والمشــروعات‪ ،‬ولعــل دور البنــوك المركزيــة األخيــر خــالل أزمــة‬
‫جائحة كوفيد ‪ 19‬أحد أبرز األمثلـة علـى ذلـك‪ ،‬فخـالل هـذه األزمـة تـدخلت البنـوك المركزيـة وو ازرات الماليـة بحـزم‬
‫احب هذه‬ ‫للتنشي والدعم المالي فاقت تيمتها ‪ 14‬تريليون دوالر أمريكي للتخويف من الركود االقتصادي الذي‬
‫األزمــة‪ ،‬كمــا لعبــت البنــوك المركزيــة العربيــة دو ار مهمــا فــي التخويــف مــن حــدة أزمــة كورونــا علــى االقتص ــاديات‬
‫العربيــة مــن خــالل اســتخدام أدوات السياســة لخفــض الفائــدة المصــرفية‪ ،‬وتــوفير الســيولة‪ ،‬وضــمان مــنح االئتمــان‪،‬‬

‫لمزيد من التفصيل أنظر‪ :‬كمال سي محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.56 -23‬‬ ‫‪1‬‬

‫*وفق نتائا استبيان أجراه بنك التسويات الدولية مؤخ ار لعينة من ‪ 65‬بنكا مركزيا حول العالم تمثل اقتصاداتها ‪ %91‬من الناتا العالمي‪ ،‬منها‬
‫‪ 21‬بنكا في الدول المتقدمة و‪ 44‬في الدول النامية واقتصاديات األسواق الناشئة‪ ،‬ارتفعت نسبة البنوك المركزية الدولية المهتمة باستكشاف‬
‫فرص إ دار عمالت رقمية خالل السنوات األربع الماضية بنحو الثلث‪ ،‬لتصل إلى نحو ‪ %86‬من إجمالي البنوك المركزية المشمولة في هذا‬
‫المسح‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫وتأجيل مدفوعات القـروض‪ ،‬وتقـديم القـروض المصـرفية للقطاعـات المتضـررة مـن األزمـة‪ ،‬فمـن بـين حـزم التحفيـز‬
‫التي تم تبنيها في الدول العربية بقيمة ‪ 344‬مليار دوالر حتى نهاية الربع الثاني من عام ‪ ،2021‬مثلت تدخالت‬
‫البنوك المركزية لدعم التعافي االقتصادي نحو ‪ %57‬من إجمالي هذه الحزم‪.‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :10‬حزم التحفيز المالي في الدول العربية لمواجهة جائحة كوفيد ‪ 19‬حتى نهاية الربع الثاني‬
‫من عام ‪ 2021‬رمليار دوالر‬

‫ــندوق النقــد العربــي لــدعم الــدول األعضــاء للتصــدي للتــدا يات الناتجــة عــن جائحــة‬ ‫ــندوق النقــد العربــي‪ ،‬جهــود‬ ‫المصاادر‪:‬‬
‫في ـ ــروس كورون ـ ــا المس ـ ــتجد‪ ،‬مت ـ ــاح عل ـ ــى الموق ـ ــع‪ https ://www.AME.ORG.AE/AR/COVID-19 :‬بت ـ ــاريخ إط ـ ــالع‪:‬‬
‫‪.2021/11/09‬‬
‫‪ -‬احت اواء مخاااطر تغياار المنااا ‪ :‬ذلــك مــن خــالل تيــام البنــوك المركزيــة بتشــجيع التمويــل المســتدام أي التمويــل‬
‫‪1‬‬
‫ديقة للبيئة ومنخفضة النبعاثات الكربون‪.‬‬ ‫الموجه لمجاالت‬
‫‪-4‬استقاللية البنوك المركبية‪:‬‬

‫تم تعريف االستقاللية االقتصادية وفقا "‪ "Grilli, Misciandro et Tabellini‬على أنها القـدرة علـى اسـتعمال‬
‫أدوات السياس ــة النقدي ــة ب ــدون ف ــرض القي ــود األكث ــر ش ــيوعا عل ــى إدارة السياس ــة النقدي ــة‪ ،‬وه ــي م ــدى تموي ــل البن ــك‬
‫المركزي للعجز الحكومي‪ ،‬وهذا المؤشر لالستقاللية االقتصادية للبنك المركزي يقيس أساسا مدى سـهولة حصـول‬
‫‪2‬‬
‫الحكومة على قروض مباشرة لتمويل عجزها من البنك المركزي‪.‬‬
‫شهدت العالقة بين البنوك المركزية والحكومات منذ النشـأة األولـى وحتـى الوقـت الحـالي العديـد مـن التطـورات‪،‬‬
‫وذلك بسبب تطور وظائف البنوك المركزية وتطور النشاط االقتصادي بصـفة عامـة‪ ،‬وأدت التطـورات االقتصـادية‬
‫ــوب‬ ‫والماليـة وخصو ـا فــي نهايـة عقــد الثمانينـات وخـالل التســعينات مـن القــرن الماضـي‪ ،‬إلـى توجيــه األنظـار‬
‫موضــوع اســتقاللية البنــوك المركزيــة فــي بعــض البلــدان‪ ،‬وكــان مــن أهــم األســباب الرئيســية التــي أدت إلــى المنــاداة‬

‫ندوق النقد العربي‪،‬‬ ‫محمد إدريس‪ ،‬السياسة النقدية‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريوية موجه إلى الفئة العمرية الشابة في الوطن العربي‪ ،‬العدد ‪،17‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2021‬ص‪.28 -24 :‬‬


‫‪2‬‬
‫‪Alberto Alesina, Lawrence H. Sammers, Central bankindependence and Macro econimic performance : Some‬‬
‫‪Comparative évidence journal of money, crédit and banking, vol 25 N°2 May 1993, p 153.‬‬
‫‪42‬‬
‫باستقاللية البنوك المركزية هي عدم فعالية وكفاءة السياسـة النقديـة خصو ـا فـي مجـال الحـد مـن التضـخم‪ ،‬لـذلك‬
‫عزى العديد من االقتصاديين ذلك إلى تدخل الحكومات بدرجة كبيرة في مجال رسم السياسة النقدية‪.‬‬
‫بهذا يمكن القول أن استقاللية البنك المركزي تعني حرية البنك المركزي في رسم وتنفيذ السياسـة النقديـة دونمـا‬
‫خضوع لالعتبارات أو التدخالت السياسية‪ ،‬وال تعني االستقاللية بأي حال من األحوال االنفصال التـام بـين البنـك‬
‫المركزي والحكومة أو انفراد البنك المركزي في تحديد األهداف النهائية للسياسة النقدية‪ ،‬حيث يمكن االتفـاق علـى‬
‫هذه األهداف بين البنك المركزي والحكومة‪ ،‬بمعنى االستقاللية في تحديد األهداف الوسـيطة وفـي انتهـاا األدوات‬
‫المناس ــبة لبل ــو تل ــك األه ــداف‪ ،‬م ــع ض ــرورة الحف ــاظ عل ــى أكب ــر ق ــدر ممك ــن م ــن االنس ــجام ب ــين السياس ــة النقدي ــة‬
‫‪1‬‬
‫والمالية‪.‬‬

‫مؤشاارات اساااتقاللية البناااك المركااابي‪ :‬جنطالق ــا م ــن د ارس ــة "‪ "Bade et Parkin‬لس ــنة ‪ 1982‬وك ــذا د ارس ــة‬
‫‪2‬‬
‫"‪ "Cukierman‬لسنة ‪ 1992‬فإنه يمكن تلخيص مؤشرات استقاللية البنك المركزي في العنا ر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬مدة تعيين محافظ البنك المركزي ومدى قابليتها للتجديد وحدود ممارسة أعماله؛‬
‫‪ -‬مدى انفراد البنك المركزي بصيارة السياسة النقدية؛‬
‫‪ -‬مدى إمكانية منح القروض للخزينة العامة؛‬
‫‪ -‬طبيعة القروض الممكن منحها وشروطها؛‬
‫‪ -‬مدى إمكانية البنك المركزي في إعداد الموازنة العامة‪.‬‬

‫تعارب عالمية عن استقاللية البنك المركبي‪ :‬لقد أثبتت الدراسات أن زيادة اسـتقاللية البنـوك المركزيـة تسـاهم فـي‬
‫خفــض معــدالت التضــخم‪ ،‬كمــا أشــارت إلــى وجــود عالقــة عكســية بــين اســتقاللية البنــك المركــزي ومســتوى عجــز‬
‫الموازن ــة العام ــة للدول ــة‪ ،‬حي ــث إن ال ــدول الت ــي تتمت ــع فيه ــا البن ــوك المركزي ــة بدرج ــة أكب ــر م ــن االس ــتقاللية س ــجلت‬
‫مستويات أقل من عجز الموازنة العامـة‪ ،‬وهنـاك عـدد مـن التجـارب البـارزة فيمـا يتعلـق باسـتقاللية البنـوك المركزيـة‬
‫‪3‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫❖ البنك المركبي األلماني (‪ :)Bundesbank‬يعتبر مـن أكثـر البنـوك المركزيـة اسـتقاللية علـى مسـتوى العـالم‪،‬‬
‫حيث يتمتع بصالحيات كبيرة في تشكيل السياسة النقدية‪ ،‬مما كان له أثر كبيـر فـي تحقيـق ألمانيـا أدنـى معـدالت‬
‫التضخم عالميا وأقل معدالت البطالة‪.‬‬

‫‪ 1‬جميلة بغداوي‪ ،‬عائشة عميش‪ ،‬حضري دليلة‪ ،‬أثر استقاللية البنك المركزي في رسم وتنفيذ أهداف السياسة النقدية في الجزائر للفترة ر‪-1990‬‬
‫‪ ، 2018‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،2021 ،25‬ص ‪.25‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Cukierman, A central bankstrategycredibility, and indépendance, Theory and evidence, the Mit press, Cambridge,‬‬
‫‪1992, p372.‬‬
‫محمد ادريس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪43‬‬
‫❖ البنك المركبي األورو ي‪ :‬يتميز منذ إنشائه عـام ‪ 1998‬باالسـتقاللية الكبيـرة‪ ،‬السـيما خـالل الفتـرة التـي سـبقت‬
‫األزمــة الماليــة العالميــة حيــث تمكــن مــن الحفــاظ علــى معــدالت التضــخم فــي منطقــة اليــورو عنــد مســتوى ‪% 1.7‬‬
‫خالل العشرين عاما األولى منذ إنشائه‪.‬‬
‫❖ معلس االحتياطي الفيادرالي األمريكاي (‪ :)BoardFederal Reserve‬يعتبـر البنـك المركـزي األكبـر تـأثي ار‬
‫فــي العــالم‪ ،‬حيــث يـرتب عــدد كبيــر مــن العمــالت بالــدوالر األمريكــي الــذي يشــكل العملــة الدوليــة األكثــر اســتخداما‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬ويتمتع المجلس بدرجة عالية من االستقاللية‪.‬‬
‫❖ بنك جنعلت ار (‪ :)Bank of England‬يتمتع باستقاللية تامة منذ عـام ‪ ،1694‬ويهـدف إلـى ضـب السياسـات‬
‫النقدية‪ ،‬وتحقيق االستقرار المالي والنقدي بعيدا عن أي تأثيرات سياسية‪.‬‬
‫❖ بنك اليابان المركبي‪ :‬أ بح أكثـر اسـتقاللية منـذ العـام ‪ ،1998‬حيـث تمـت مراجعـة قـانون البنـك المركـزي فـي‬
‫ذلك العام بما يمنع تدخل الحكومة في سياسات البنك‪.‬‬

‫كما تسعى العديد مـن الـدول العربيـة إلـى تحقيـق اسـتقاللية بنوكهـا المركزيـة لضـمان تحقيـق األهـداف المنشـودة‬
‫من الساسة النقدية‪ ،‬حيث ركزت هذه الدول على تطوير القوانين المنظمة لعمل البنوك المركزية و الح السياسة‬
‫النقدية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البنوك التعارية ودورها في توليد النقود المصر(ية‬


‫البنك التجاري هو مؤسسة مالية تقوم بدور الوساطة بين المودعين والمقترضين فأهم ما يميز البنوك التجارية‬
‫عن ريرها من المؤسسات المالية األخرى هو تقديم نوعين من الخدمات وهما‪ :‬قبول الودائع وتقديم قروض‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوا البنوك التعارية‪:‬‬

‫توجد عدة تعاريف للبنوك التجارية نذكر منها‪:‬‬

‫• هو المؤسسة التي تمارس االئتمان راإلقراض واالقتراض إذ يحصل البنك التجاري على أموال العمالء‬
‫‪1‬‬
‫فيفتح لهم ودائع ويتعهد بتسديد مبالغها عند الطلب أو ألجل‪ ،‬كما يقدم القروض لهم‪.‬‬
‫• بارة عن مؤسسات ائتمانية رير متخصصة تضطلع أساسا بتلقي ودائع األفراد القابلة للسحب لدى الطلب‬
‫أو بعد أجل قصير‪ ،‬والتعامل بصفة أساسية في االئتمان القصير األجل‪ ،‬وبناء على ذلك‪ ،‬ال تعتبر مصارف‬
‫‪2‬‬
‫تجارية ما تضطلع بقبول الودائع القابلة للسحب لدى الطلب في المؤسسات االئتمانية‪.‬‬
‫‪-2‬خصائص البنوك التعارية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫تتميز البنوك التجارية بعدة خصائص تميزها عن ريرها من البنوك األخرى أهمها‪:‬‬

‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجتمعة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2002 ،‬ص‪.273:‬‬ ‫‪1‬‬

‫عقيل جاسم عبد هللا‪ ،‬النقود والبنوك منها نقدي ومصرفي‪ ،‬دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،1999 ،‬ص‪.242:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬
‫• تهدف البنوك التجارية إلى تحقيق الربح‪.‬‬
‫• تعتبر المقدمة األولى للنظام المصرفي‪.‬‬
‫• تتعامل مع األفراد مباشرة‪.‬‬
‫• تدخل الودائع في رأسمالها‪ ،‬أي تتعامل بالودائع وتكون جزء من رأسمالها‪.‬‬
‫• تقدم قروض قصيرة األجل‪.‬‬
‫• يقوم بدور الوساطة بين المودعين‪.‬‬
‫‪-3‬وظائف البنوك التعارية‪:‬‬

‫من أهم وظائف البنوك التجارية ما يلي‪:‬‬

‫• تلقي أو قبول الودائع‪ :‬من مختلف الجهات والودائع أنواع منها‪:‬‬


‫‪ -‬ودائع ارية‪ :‬وهي تلك الودائع التي يستطيع أ حابها سحبها دون سابق إنذار؛‬
‫‪ -‬ودائع أل خ‪ :‬وهي تلك الودائع التي ال يستطيع أ حابها السحب منها إال بعد انقضاء المدة المحددة والمتفق‬
‫عليها مسبق بين البنك والمودع؛‬
‫‪ -‬ودائع بإخطار (بإشبار)‪ :‬وفيها يخطر على المودع بنكه بالتاريخ الذي يررب فيه سحب وديعته‪ ،‬ويخطر‬
‫بنكه برربته في السحب بعد مدة زمنية متفق عليها‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل الشيكات الواردة إليها من عمالئها ولحسابهم‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬تأجير خزائن حديدية لألفراد مقابل عمولة محددة‪.‬‬
‫أما الوظائف الحديثة فتقوم على تقديم خدمات متنوعة منها ما ينطوي على االئتمان‪ ،‬ومنها ما ال ينطوي‬
‫على االئتمان‪ ،‬وأبرز هذه الخدمات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة األعمال والممتلكات للعمالء‪ ،‬وتقديم االستشارات االقتصادية والمالية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل اإلسكان الشخصي‪.‬‬
‫‪ -‬خدمات البطاقة االئتمانية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل البطاقة االئتمانية‪.‬‬
‫‪ -‬تحميل األوراق التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في خط التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تحصيل فواتير الكهرباء والتلفون والماء‪.‬‬
‫‪-4‬أهمية البنوك التعارية‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫يمكن حصر أهمية البنوك التجارية فيما يلي‪:‬‬

‫ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.273 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬الوجيز في البنوك التجارية عمليات‪ ،‬تقنيات وتطبيقات‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،2000 ،‬ص ص‪.17 ،16:‬‬ ‫‪2‬‬

‫أحمد محمد المصري‪ ،‬إدارة البنوك التجارية واإلسالمية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،1998 ،‬ص‪.35 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬لها دور كبير في تنشي الحركة االقتصادية في البالد‪.‬‬
‫‪ -‬توفير األموال الالزمة لالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األموال بأسلوب منظم‪.‬‬
‫‪ -‬يتيح إقامة العديد من المشروعات‪.‬‬
‫‪ -‬يساهم في توفير العملة المحلية واألجنبية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الوساطة المالية‬

‫تتبـوأ الوســاطة الماليــة مكانــة هامــة ضــمن مكونــات النظــام المــالي‪ ،‬وذلــك بفضــل مــا تقدمــه مــن خــدمات تســاعد‬
‫على تنشيطه‪ ،‬ومـا تقـوم بـه أيضـا مـن أدوار فـي تفعيـل هـذا النظـام‪ ،‬فوجـود هـذه الوسـاطة يعمـل علـى التوافـق بـين‬
‫رلبات أطراف التعامل من طالبي وعارضي ر وس األموال‪.‬‬

‫‪ -1‬ماهية الوساطة المالية‪:‬‬


‫هــي العمليــة التــي تقــوم بهــا هيئــات ماليــة متخصصــة تســمح بتحويــل عالقــة التمويــل المباشــر بــين المقرضــين‬
‫والمقترضين إلى عالقة رير مباشرة فهي تخلق قنـاة جديـدة تمـر عبرهـا األمـوال مـن أ ـحاب الفـائض المـالي إلـى‬
‫‪1‬‬
‫أ حاب العجز المالي وبهذه الطريقة تصل بين طرفين متناقضين في أوضاعهما وأهدافهما المستقبلية‪.‬‬
‫فالوس ــاطة المالي ــة ه ــي هم ـزة و ــل ب ــين أ ــحاب الف ـوائض المالي ــة وأ ـحاب العج ــز الم ــالي لس ــد احتياج ــات‬
‫الط ـرفين وفــق قن ـوات تســهل ذلــك‪ ،‬حيــث يمكــن أن يكــون الوســي المــالي شــخص معنــوي أو طبيعــي‪ ،‬حيــث يقــوم‬
‫هؤالء الوسطاء بوظيفتهم إما بطريقة مباشرة أو بطريقة رير مباشـرة‪ ،‬وفـي هـذه األخيـرة يعـرض الوسـي حقـا علـى‬
‫نفسه اتجاه دائنيه مقابل مبل نقدي‪ ،‬ثم يقوم بخلق حقوق مالية على المقترضين النهائيين بإ داره أل ـول ماليـة‬
‫رير مباشرة‪.‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :11‬أطراف الوساطة المالية‬

‫طالبي رؤوس األموال‬ ‫مؤسسات الوساطة‬ ‫عارضي رؤوس األموال‬


‫مقترضون‬ ‫مقرضون‬
‫المالية‬
‫وحدات العجز المالي‬ ‫وحدات الفائض المالي‬

‫المصدر‪ :‬محمود محمد الدارر‪ ،‬األسواق المالية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪ -2‬التطور التاريخي للوساطة المالية‪:‬‬


‫وجــدت الوســاطة الماليــة منــذ القــدم عنــد اإلرريــق والرومــان الــذين كــانوا مــن رواد الفــن المص ـرفي ولكنهــا لــم تكــن‬
‫بالمفهوم الواسع الذي تعرفه اآلن حيث لم تمارس هذه الهيئات اإلقراض للغير بالفائدة إال في نطاق محدود جدا‪.‬‬

‫وفاء أحمد محمد‪ ،‬الوساطة المالية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬بحث تطبيقي في المصرف العراقي اإلسالمي‪ :‬االستثمار والتنمية‪ ،‬مجلة‬ ‫‪1‬‬

‫األستاذ‪ ،‬معهد اإلدارة الر افة‪ ،‬العدد ‪ ،2012 ،201‬ص ‪.836‬‬


‫‪46‬‬
‫وقد ظهرت في القرون الوسطى حيث كان التجار وريرهم يقومون باالحتفاظ بالفـائض مـن النقـود المعدنيـة‬
‫ذهبيــة أو فضــية لــدى الصــيارفة مقابــل إيصــال أو تعهــد‪ ،‬حيــث يعتبــرون هــم أ ــحاب الفــائض أي الطــرف األول‬
‫للوساطة‪ ،‬ومن الناحية األخرى استخدم الصيارفة النقود المعدنية المودعة لديهم في إعطاء قروض بعد التأكد مـن‬
‫عــدم مطالبــة أ ــحابها لهــا‪ ،‬وكانــت القــروض تزيــد فــي تيمتهــا علــى تيمــة النقــود المعدنيــة المكدســة لــديهم مقابــل‬
‫حصــولهم علــى فوائــد مــن المقترضــين‪ ،‬وهــم يمثلــون الطــرف الثــاني مــن الوســاطة‪ ،‬اعتمــادا علــى أن أ ــحاب هــذه‬
‫النقـود رالمـودعين لـن يطـالبوا بهـا دفعـة واحـدة ومـن هنـاك بـدأت هـذه القنـوات أو الهيئـات تتنـامى مـن حيـث جمــع‬
‫المدخرات ومنح القروض‪ ،‬ومن أبرز األسباب التي أدت إلى ظهور الوساطة المالية ما يلي‪:‬‬
‫عوبة تالقي طرفي التمويل المباشر خا ة في الدول المتخلفة‪.‬‬ ‫✓‬
‫عوبة التوافق الزماني والمكاني للطرفين‪.‬‬ ‫✓‬
‫✓ عدم تطابق رلبات طرفي التمويل المباشر من حيث مبل التمويل‪.‬‬
‫✓ عدم مقدرة المقرض على تقدير كل المخاطر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫✓ عدم استعمال األموال المقرضة إلى راية تاريخ التسديد‪.‬‬
‫‪ -3‬أهمية الوساطة المالية‪:‬‬
‫لقد سمحت الوساطة المالية بإيجاد الحلول الالزمة للعديد من الصعوبات واإلشكاالت المتعلقة بالتمويـل‪ ،‬ولهـذا‬
‫‪2‬‬
‫تؤدي الوساطة المالية دو ار هاما في تمويل االقتصاد‪ ،‬ومن هذا المنظور فإن هذه األهمية تنعكس على‪:‬‬
‫➢ أ حاب الفائض المالي‪ :‬تسـمح الوسـاطة الماليـة لهـذا الطـرف بـأن يقـوم باسـتثمار أموالـه بشـكل يـوفر نـوع مـن‬
‫األمان ذلـك أن مصـداتية الوسـي مضـمونة بموجـب القـوانين والتنظيمـات المـؤطرة لهـذه العمليـة‪ ،‬ومـن جهـة أخـرى‬
‫يمكن لصاحب الفائض المالي وفي إطار هذه الوساطة أن يحصل على السيولة في أي وقـت يشـاء‪ ،‬كمـا أن هـذه‬
‫الوســاطة هــي عالقــة ريــر مباشـرة تعفــي أ ــحاب الفــائض مـن البحــث عــن أ ــحاب العجــز المــالي بمعنــى تــوفير‬
‫الجهد والوقت‪.‬‬
‫➢ أ ــحاب العج ــز الم ــالي‪ :‬إن ط ــالبي الق ــروض م ــن أ ــحاب العج ــز الم ــالي يس ــتفيدون م ــن ه ــذه الوس ــاطة م ــن‬
‫خالل‪:‬‬
‫• توفر لهـم األمـوال الالزمـة بشـكل كـافي وفـي الوقـت المناسـب نظـ ار لمـا تتـوفر عليـه هيئـات الوسـاطة مـن أمـوال‬
‫ضخمة تجمع بطريقة مستمرة‪.‬‬
‫• كما أن وجود الوساطة المالية‪ ،‬يسمح بتوفير قروض بتكاليف منخفضة مقارنـة بطريقـة التمويـل المباشـر حيـث‬
‫ارتفاع نسبة الخطر ومن ثمة ارتفاع معدل الفائدة‪.‬‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد القادر روشو‪ ،‬الوساطة المالية ودورها في إنشاء سوق تمويلية لالقتصاد الوطني دراسة حالة الجزائر خالل الفترة ‪ ،2018-2001‬مجلة‬ ‫‪2‬‬

‫شعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪ ،2019‬ص ‪.153‬‬


‫‪47‬‬
‫➢ االقتصاد الوطني‪ :‬إن الوساطة المالية تسمح بتنشي االقتصاد وذلك بتد يمه بقروض كبيرة وهي فـي األ ـل‬
‫ــغيرة ثــم جمعهــا عــن طريــق هيئــات الوســاطة الماليــة وتقــديمها بشــكل قــروض ذات أحجــام كبيـرة قصــد‬ ‫مــدخرات‬
‫تمويل االستثمارات الكبيرة‪.‬‬
‫• كما أن للوساطة دو ار هاما في الحد من ظاهرة التضخم‪ ،‬ذلك أن هـذه الوسـاطة تحـد مـن اللجـوء إلـى اإل ـدار‬
‫النقدي قصد تغطية العجز في تمويل المشاريع االقتصادية‪.‬‬
‫• كما من شأنها تفادي احتماالت عرقلة النشاط االقتصادي ككل الناتجة عن عدم توافق الرلبات بين المدخرين‬
‫والمستثمرين وذلك سواء من حيث الوقت أو المبال المالية‪.‬‬

‫ويمكن تلخيص هذه األهمية ضمن الشكل اآلتي‪:‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :12‬أهمية الوساطة المالية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬

‫‪ -4‬مؤسسات الوساطة المالية‪:‬‬


‫كــان كــل مــن " ريرلــي وشــاو‪ Gurely&Chaw‬مــن بــين األوائــل الــذين بحثـوا موضــوع المؤسســات الماليــة‬
‫نفوها إلى مجموعتين رئيسيتين‪ :‬وسطاء النظام النقـدي ووسـطاء ريـر النقـديين‪ .‬لكـن مـع التطـور‬ ‫الوسيطة‪ ،‬وقد‬
‫ال ــذي حص ــل خ ــالل العق ــدين األخيـ ـرين م ــن الق ــرن العشـ ـرين بالنس ــبة الختصا ــات الوس ــطاء الم ــاليين أ ــبحت‬
‫مؤسسات الوساطة المالية تصنف إلى ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المؤسسااات الودائييااة‪ :‬هــي مؤسســات ماليــة تصــدر حقــوق ذات تيمــة ثابتــة علــى نفســها‪ ،‬وهــي تشــمل الودائــع‬
‫تحت الطلب والودائع ألجل وتقوم هذه المؤسسات بدور هام في عملية خلق النقود والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬البناوك التعارياة‪ :‬تمــارس البنـوك الوسـاطة المصـرفية التــي تعـد جـزء ال يتجـزء مــن الوسـاطة الماليـة مـن خــالل‬
‫تلقي الودائع من العمالء ثم اقراضها مقابل الحصول على فوائد‪ ،‬رير أن نشـاط البنـوك تطـور واتسـع ليشـمل دور‬
‫الوساطة المالية في عمليات البور ة‪ ،‬فإضافة إلى تـدخلها بعملهـا لحسـابها الخـاص مـن خـالل شـراء أوراق ماليـة‬

‫‪48‬‬
‫وبيعها‪ ،‬يمكنها تسـيير المحـافظ الماليـة للغيـر مقابـل عمـوالت عـن طريـق تيامهـا بفـتح فـروع متخصصـة بالوسـاطة‬
‫‪1‬‬
‫في عمليات البور ة‪.‬‬
‫‪ ‬مييات االدخار واالقراض‪ :‬تختلف عن البنوك في أن معظم قروضها رهنية‪ ،‬وتقريبـا كـل ودائعهـم هـي ودائـع‬
‫مؤقتة‪ ،‬كما يختلفان مع البنوك من ناحية التراخيص القانونيـة وهـي تقـوم أساسـا بتعبئـة المـوارد الماليـة مـن الودائـع‬
‫االدخارية وتسمى عادة مساهمات‪ ،‬وتستخدم الموارد التي لديها في تقديم القروض العقارية بضمان العقار‪ ،‬ونظـ ار‬
‫ألن القروض التي تمنحها طويلة األجل قد تصـل إلـى ‪ 25‬سـنة فـإن معظـم هـذه المؤسسـات قـد نمـت بشـكل كبيـر‬
‫عندما كان سعر الفائدة منخفضـا مـن عقـد الخمسـينات حتـى نهايـة السـتينات‪ ،‬ولكـن عنـدما ارتفعـت أسـعار الفائـدة‬
‫تعرض العديد منها إلى اإلفالس بسبب ارتفاع تكلفة تعبئة الموارد الماليـة لـديها بالمقارنـة مـع العائـد المحقـق‪ ،‬ممـا‬
‫أدى للسماح لهذه المؤسسات بإ دار ودائع جارية وتقديم قروض للمستهلكين‪ ،‬كما سمح لها بالدخول فـي أنشـطة‬
‫كان ــت مقص ــورة عل ــى البن ــوك التجاري ــة‪ ،‬ل ــذا أ ــبحت ه ــذه المؤسس ــات تخض ــع حالي ــا إل ــى متطلب ــات االحتي ــاطي‬
‫القانوني مقابل الودائـع التـي لـديها مثلهـا فـي ذلـك مثـل المصـارف التجاريـة‪ ،‬األمـر الـذي ترتـب عليـه تقـارب نشـاط‬
‫مؤسسات االدخار واإلقراض من نشاط المصارف التجاريةحاليا‪ ،‬وأ بح هناك تنافس كبير بينهما‪.‬‬
‫‪ ‬بنااوك االدخااار‪ :‬هــي مؤسســات ماليــة تعتمــد علــى الودائــع االدخاريــة للحصــول علــى الم ـوارد الماليــة مــن أجــل‬
‫اس ــتخدام ه ــذه الم ـوارد ف ــي تق ــديم ق ــروض عقاري ــة‪ ،‬وه ــي مؤسس ــات مالي ــة تش ــبه إل ــى ح ــد كبي ــر مص ــارف االدخ ــار‬
‫واإلق ـراض‪ ،‬لك ــن هيك ــل ه ــذه المؤسس ـات يختل ــف ع ــن هيك ــل مص ــارف االدخ ــار واالقت ـراض ف ــي أنه ــا تأخ ــذ ش ــكل‬
‫تعاونيات يمتلكها المودعون‪ ،‬ولقد تعرضـت هـذه المؤسسـات إلـى مشـاكل مثـل مصـارف االدخـار واالقـراض نتيجـة‬
‫القتصــار نشــاطها علــى تقــديم القــروض العقاريــة فقـ ‪ ،‬ولــذا ســمح لهــا القــانون حاليــا بإ ــدار ودائــع تحــت الطلــب‬
‫وتقديم قروض على المستهلكين بجانب قروض الرهون العقارية‪.‬‬
‫ــغيرة لالقتـراض‪ ،‬تــم تنظيمهــا لتشــمل مجموعــات معينــة مثــل‬ ‫‪ ‬اتحاااد االئتمااان‪ :‬بــارة عــن مؤسســات تعاونيــة‬
‫اتحاد االئتمان التحاد العمال‪ ،‬وتقوم هذه المؤسسات بتعبئة الموارد المالية مـن الودائـع التـي تقـدمها األعضـاء فـي‬
‫االتحــاد ف ــي ش ـ كل مســاهمات‪ ،‬ث ــم تق ــوم باســتخدام ه ــذه الم ـوارد الماليــة ف ــي تق ــديم قــروض اس ــتهالكية‪ ،‬ولق ــد س ــمح‬
‫القانون في الواليات المتحدة األمريكية لهذه المؤسسات بفتح حسابات إيداع جاريـة تتـداول باسـتخدام الشـيكات كمـا‬
‫يمكنه ــا تق ــديم ق ــروض عقاري ــة بجان ــب الق ــروض االس ــتهالكية‪ ،‬وتع ــد اتح ــادات االئتم ــان أ ــغر أن ـواع المؤسس ــات‬
‫‪2‬‬
‫الودائعية ولكنها األكثر نموا في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ب‪-‬المؤسسات غير الودائيية‪ :‬هذه المؤسسات تقوم بتقديم الخدمات المالية فيما عدا تلقي الودائع وتشمل‪:‬‬

‫‪ ‬مؤسسااات الحمايااة ضااد المخاااطر (شااركات التااأمين)‪ :‬هــي مشــروعات وظيفتهــا تــأمين األف ـراد ضــد الخطــر‪،‬‬
‫ولكنهــا تلعــب دو ار ريــر مباشــر كواحــدة مــن أهــم مؤسســات الوســاطة الماليــة‪ ،‬حيــث تقــوم بتجميــع فـوائض الوحــدات‬

‫شهاب محمد مجدي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪ ،1993 ،‬ص ‪.218‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬عديلة العلواني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.167‬‬


‫شاكر القزويني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪49‬‬
‫ــورة أس ــهم وأقس ــاط ت ــأمين وتق ــوم بنقله ــا إل ــى الوح ــدات ذات العج ــز م ــن المش ــروعات تح ــت‬ ‫ذات الف ــائض ف ــي‬
‫التأسيس أو مشروعات قائمة بالفعل‪ ،‬ونظ ار لضخامة وأهمية الدور الذي تمارسه هـذه الشـركات فـإن الـدول تتـدخل‬
‫في تنظيم طرق ممارسة هذه الشركات لوظيفتها‪ ،‬بل أحيانا تجبرهـا علـى االحتفـاظ بنسـبة مـن االحتياطـات النقديـة‬
‫ورالبا ما تقوم شركات التأمين بتوظيف أموالها في األسهم والسندات‪ ،‬وتتعدد اختصا ات شركات التـأمين منهـا‪:‬‬
‫التأمين على الحياة‪ ،‬التأمين ضد الكوارث‪ ،‬التامين البحري‪.‬‬
‫‪ ‬صااناديت االسااتثمار‪ :‬تعــرف علــى أنهــا مؤسســات ماليــة تقــوم بتجميــع األمـوال مــن مختلــف المســتثمرين خا ــة‬
‫ــغار المســتثمرين الــذين ال تتـوافر لــديهم مـوارد كافيــة لتكــوين تشــكيالت مختلفــة مــن محــافظ األوراق الماليــة‪ ،‬ثــم‬
‫استثمارية من قبل إدارة محترفة‪ ،‬حيث يمكـن لكبـار و ـغار المسـتثمرين المشـاركة فـي هـذه الصـناديق‪ ،‬فصـناديق‬
‫ــغار المســتثمرين الــذين ليســت لهــم المعرفــة الالزمــة ال دارة محــافظهم االســتثمارية‪،‬‬ ‫االســتثمار وجــدت لمســاعدة‬
‫وأيضا من أجل مساعدة كبار المستثمرين الذين ال يتوفر لديهم الوقت الكافي إلدارة محافظهم االستثمارية‪.‬‬
‫المحور السادس‪ :‬السياسة النقدية‬
‫أوال‪ :‬مفهوا السياسة النقدية‬
‫تعتبـ ــر السياسـ ــة النقديـ ــة مـ ــن أهـ ــم السياسـ ــات االقتصـ ــادية التـ ــي تتبعهـ ــا الدولـ ــة لمعالجـ ــة اختالالتهـ ــا الداخليـ ــة‬
‫والخارجية‪ ،‬وفقا ألهداف مسطرة يتم الو ول إليها بعد تحديدها‪.‬‬
‫‪ -1‬تبريف السياسة النقدية‪:‬‬
‫تعددت تعاريف السياسة النقدية ويمكن التطرق ألهمها كما يلي‪:‬‬
‫تعــرف السياس ــة النقديــة عل ــى أنهــا مجموع ــة اإلج ـراءات الت ــي يســتخدمها البن ــك المركــزي بغ ــرض التــأثير عل ــى‬
‫‪1‬‬
‫العرض النقدي بطريقة ما للو ول إلى تحقيق مجموعة األهداف االقتصادية‪.‬‬

‫كمــا تعــرف بأنهــا هــي اســتخدام عــرض النقــود لتحقيــق أهــداف اقتصــادية معينــة‪ ،‬فــإذا كانــت الســلطات النقدي ـة‬
‫تررــب فــي زيــادة الطلــب الكلــي لتحقيــق مســتويات مرتفعــة مــن الــدخل والعمالــة فإنهــا تفعــل ذلــك عــن طريــق زيــادة‬
‫العرض االسمي للنقود‪ ،‬و ذا رربت في تخويض الطلب الكلي فإنها تلجأ إلى تخويض هذا العرض‪.‬‬

‫السياسة النقدية حسـب االقتصـادي "‪ "Prather‬بأنهـا تنظـيم للعـرض النقـدي عـن طريـق تـدابير مالئمـة تتخـذها‬
‫الســلطات النقديــة ممثلــة بالبنــك المركــزي أي عمــل واع تقــوم بــه الســلطات النقديــة لتغييــر حجــم النقــد أو للتــأثير فــي‬
‫‪2‬‬
‫كلفة الحصول عليه‪.‬‬

‫وبالت ــالي نس ــتنتا م ــن التع ــاريف الس ــابقة أن السياس ــة النقدي ــة ه ــي مجموع ــة اإلج ـراءات الت ــي يس ــتخدمها البن ــك‬
‫المركزي بغرض التأثير على المعروض النقدي بالتوسع أو االنكماش بغية تحقيق أهداف اقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد محمد مندور‪ ،‬مقدمة في النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪.224‬‬
‫‪ 2‬حنان زالفي‪ ،‬أثر األهداف الوسيطية للسياسة النقدية على المتغيرات النقدية في الجزائر (العرض النقدي نموذجا)‪ ،‬مجلة الدراسات‬
‫االقتصادية المعاصرة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص ‪.494‬‬
‫‪50‬‬
‫‪ -2‬مراحخ تطور السياسة النقدية‬
‫تطـ ــور مضـ ــمون السياسـ ــة النقديـ ــة بتطـ ــور م ارحـ ــل الفكـ ــر االقتصـ ــادي حيـ ــث تباينـ ــت وجهـ ــات نظـ ــر المـ ــدارس‬
‫االقتصادية حول جدوى هـذه السياسـة ومـدى فعاليتهـا فـي تحقيـق األهـداف االقتصـادية‪ .‬وفيمـا يلـي رأي ألهـم هـذه‬
‫المدارس‪:‬‬

‫‪ -1-2‬السياسة النقدية في التحليخ الكالسيكي‪ :‬يتضح موقف االقتصـاديين الكالسـيك قبـل حـدوث أزمـة الكسـاد‬
‫العظيم سنة ‪ 1929‬بالنسبة للسياسة النقدية من خالل نظرتهم إلى النقـود ووظائفهـا‪ .‬إذ جـاءت النظـرة الكالسـيكية‬
‫للنقــود علــى أنهــا مجــرد وســي للتبــادل وقــاموا بنفــي وظيفتهــا بو ــفها أداة لالدخــار أو االكتنــاز‪ .‬فالتحليــل النقــدي‬
‫الكالســيكي قــائم علــى أســاس الفصــل بــين العوامــل الحقيقيــة والعوامــل النقديــة‪ .‬حيــث تتحــدد العوامــل الحقيقيــة فــي‬
‫القطاع الحقيق كالدخل واالستخدام واالنتاا بمعزل عن العوامل النقديـة‪ .‬أمـا فـي القطـاع النقـدي فتتحـدد فيـه كميـة‬
‫النقـود وتــرى نظريــة كميــة النقــود أن أي تغييــر فــي عــرض النقـود يــؤدي إلــى تغييـرات متناســبة طرديــا فــي المســتوى‬
‫الع ــام لالس ــعار وم ــن ث ــم تغييــرات متناس ــبة عكس ــيا ف ــي تيم ــة النق ــود‪ .‬وم ــن هن ــا يتض ــح أن السياس ــة النقدي ــة عن ــد‬
‫الكالسيك هي سياسة محايدة يتمثل دورها في خلق نقود بقصد تنفيذ المعامالت أي أن حجم المعامالت هو الذي‬
‫‪1‬‬
‫يحدد كمية النقود الواجب توفيرها‪.‬‬

‫‪ -2-2‬السياسة النقدية فاي التحلياخ الكينابي‪ :‬تميـزت هـذه المرحلـة بظهـور الفطـر الكينـزي علـى يـد االقتصـادي‬
‫البريطــاني "جــون ميرنــارد كينــز" الــذي كــان ينظــر إل ــى النقــود نظ ـرة حركيــة ولــيس ســتاتيكية‪ ،‬ولكــن بســبب عج ــز‬
‫السياسة النقدية على إعطاء حلول للخروا من أزمة الكساد سنة ‪ 1929‬بدأ كينز يدعو لالهتمام بالسياسة الماليـة‬
‫فــي معالجــة المشــاكل االقتصــادية‪ .‬حيــث أن االخــتالل وعــدم التـوازن االقتصــادي حســب الكينزيــون يعــود إلــى عــدم‬
‫التعادل بين معدالت التغير في اإلنفاق الحكومي بواسطة السياسة المالية‪ .‬ففي حالـة االنكمـاش البـد للحكومـة أن‬
‫تزيـد مـن الطلــب الفعـال علــى السـلع والخــدمات فـي السـوق مــن خـالل زيــادة حجـم اإلنفــاق الجـاري أو االســتثماري‪.‬‬
‫بواسطة تخويض الضرائب على االستهالك وعلى األرباح بالنسبة للمستثمرين‪ .‬أما عجز الميزانية فيتم تمويله عن‬
‫طريــق القــروض العامــة واإل ــدار النقــدي الجديــد مــن قبــل البنــك المركــزي‪ .‬بينمــا تــتم معالجــة التضــخم مــن خــالل‬
‫تخقيض حجم اإلنفاق الحكومي بما يؤدي إلى تخويض المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫كمــا أكــد الكينزيــون علــى دور السياســة النقديــة فــي معالجــة اآلثــار ريــر المرروبــة الناتجــة عــن تطبيــق السياســة‬
‫المالية بو فها سياسة تابعة لهذه األخيرة وتساهم في تحقيق االستقرار االقتصادي وتخويض حدة التقلبات‪ .‬حيث‬
‫يق ــرر التحلي ــل الكين ــزي أن له ــذه األخيـ ـرة ت ــأثير مباش ــر علـ ـى مس ــتوى س ــعر الفائ ــدة ث ــم عل ــى قـ ـ اررات ومس ــتويات‬
‫االستثمار وعلى حجم التشغيل واالنتاا والدخل الوطني ويعتمـد هـذا التـأثير علـى سـعر الفائـدة‪ .‬حيـث تـؤدي زيـادة‬
‫العرض النقدي إلى انخفاض سعر الفائدة بنسبة تعتمد على مرونـة التفضـيل النقـدي رالسـيولة وكلمـا كـان الطلـب‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية رتحليل كلي ‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪،2003 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ص‪.29-25 :‬‬
‫‪51‬‬
‫على السيولة تام المرونة تكون فعالية السياسة النقدية معدومـة فـي التـأثير علـى سـعر الفائـدة ألن تفضـيل السـيولة‬
‫لدى األفراد يكون رير محدود‪.1‬‬

‫‪-3-2‬السياسااة النقديااة فااي التحليااخ النقاادوي‪ :‬يــرى فريــدمان أن النقــود هــي أحــد وســائل االحتفــاظ بــالثروة التــي‬
‫ـور أخـرى مثـل السـندات واألسـهم العاديـة السـلع العينيـة ورأس المـال البشـري‪ ،‬وبنـاء علـى هـذا‬ ‫يمكن أن تتجسـد‬
‫التحليل فإن الطلب على النقود يعتمد على المقدار االجمالي للثروة المحتفظ بها بأشكالها المختلفة وتكلفة كل نوع‬
‫من هذه األشكال وعائداتها واألذواق باإلضافة إلى تفصيالت مالكي الثروة‪.2‬‬

‫ويتوقــف المقــدار الحقيقــي للنقــود علــى ســعر الفائــدة والمعــدل المتوقــع للتضــخم والثــروة‪ .‬أمــا فيمــا يخــص عــرض‬
‫النقود يرى فريدمان بأن له أهمية كبيرة في تحقيق االستقرار االقتصادي فأية تقلبات في عرض النقود ستؤدي إلى‬
‫تقلبات في النشاط االقتصادي‪.‬‬

‫لذا يقرر فريدمان أنه من أجل المحافظة على التشغيل الكامل دون التضـخم يسـتوجب أن ينمـو النـاتا الـوطني‬
‫الصافي بنفس المقدار من الزيادة في العرض النقدي‪ .‬ففي المدى القصير تؤدي زيادة العرض النقدي إلـى الزيـادة‬
‫في الناتا واألسعار أما في المدى الطويل فتـؤدي إلـى زيـادة المسـتوى العـام لألسـعار‪ .‬وبالتـالي اعتبـر فريـدمان أن‬
‫معــدل النمــو طويــل األجــل بالنســبة إلــى النــاتا يتحــدد بعوامــل حقيقيــة مــن معــدل االدخــار‪ .‬وهيكــل الصــناعة وأن‬
‫الزيادة في المعروض النقدي في المدى الطويل األجل تسبب ارتفاعا في معدل التضـخم ولـيس ارتفاعـا فـي معـدل‬
‫النمــو‪ .‬لــذلك مــن الضــروري ضــب التغيــر فــي عــرض النقــود بنســبة ثابتــة ومســتقرة تبعــا لمعــدل النمــو االقتصــادي‬
‫‪3‬‬
‫والذي بدوره يحقق استق ار ار نقديا وهذا هو دور السياسة النقدية‬

‫‪-3‬أنواع السياسة النقدية‪:‬‬

‫تتمثل أنواع السياسة النقدية التي تنتهجها البنوك المركزية في نوعين أساسيين هما‪:‬‬

‫‪ -1-3‬السياسة النقدياة االنكماشاية‪ :‬يتبعهـا البنـك المركـزي مـن أجـل تقييـد االئتمـان وكميـة النقـود المتداولـة فـي‬
‫المجتم ــع ورف ــع مع ــدل الفائ ــدة وم ــن ث ــم محارب ــة ارتف ــاع األس ــعار ومحارب ــة التض ــخم‪ ،‬وتك ــون ف ــي ح ــاالت ال ــرواا‬
‫االقتصادي‪.‬‬

‫سعيد سامي الحالق‪ ،‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك والمصارف المركزية‪ ،‬دار البازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪،2010 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ص‪.244-242 :‬‬
‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.39 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.41-40 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -2-3‬السياسااة النقديااة التوساايية‪ :‬ينتهجهــا البنــك المركــزي فــي حالــة الركــود االقتصــادي بغــرض لتس ـريع نمــو‬
‫‪1‬‬
‫الكتلة النقدية عن طريق تشجيع االئتمان وزيادة اإلنتاا والتقليص من حدة البطالة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهداف السياسة النقدية‬

‫تسعى السياسة النقدية كأي سياسة إلى تحقيق جملة من األهداف المحددة ويمكن تقسيمها إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬األهداف األولية للسياسة النقدية‪:‬‬

‫هــي متغي ـرات يحــاول البنــك المركــزي التــأثير عليهــا بهــدف تحفيــز األهــداف الوســيطية‪ ،‬فهــي وســيلة رب ـ بــين‬
‫األدوات واألهداف‪ ،2‬وتتكون من مجموعتين من المتغيرات هي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬معااااميع االحتيااااطي‪ :‬وتتض ــمن القاعــدة النقدي ــة رمجم ــوع النقــود القانوني ــة واالحتياط ــات المص ــرفية ‪.3‬‬
‫واالحتياطات الكلية للبنوك رالمطلوبة والزائدة واالحتياطي رير المفترض‪.‬‬
‫‪ -2-1‬أحوال سوق النقد‪ :‬تشير أحوال سوق النقد إلى قـدرة المقترضـين ومـوقفهم مـن السـرعة أو اإلبطـاء فـي‬
‫مع ــدل نم ــو االئتم ــان‪ ،‬وم ــدى تش ــدد المقترض ــين‪ .‬وتحت ــوي ظ ــروف س ــوق النق ــد عل ــى االحتياط ــات الح ـرة‪ ،‬ومع ــدل‬
‫األر دة البنكية‪ ،‬وأسعار الفائدة في سوق النقد المراتبة من البنك المركزي‪.4‬‬
‫هناك جدل قائم بين االقتصاديين حول من هـو األكثـر قـوة‪ :‬مجـاميع االحتيـاطي أو أحـوال سـوق النقـد ‪ ،‬حيـث‬
‫ك ــان االهتم ــام ف ــي عشـ ـرينيات وخمس ــينيات الق ــرن الماض ــي ب ــأحول س ــوق النق ــد ري ــر أن ــه ف ــي الس ــبعينيات ظه ــر‬
‫اهتمامّ أكثر بمجاميع االحتياطي‪.5‬‬
‫‪ -2‬األهداف الوسيطية للسياسة النقدية‪:‬‬

‫ينظ ــر إل ــى األه ــداف الوس ــيطية عل ــى انه ــا أداة توفيقي ــة‪ ،‬أو متغيـ ـرات إرش ــادية ف ــي حال ــة وج ــود اخ ــتالف ب ــين‬
‫انعي السياسة النقدية حول إمكانيـة تحقيـق األهـداف النهائيـة‪ ،‬وتسـتخدم السـلطات النقديـة الهـدف الوسـي قصـد‬
‫الو ول إلى الهدف النهائي وتتمثل هذه االهداف في‪:‬‬

‫‪ -1-2‬المعتمبااات النقديااة‪ :‬هــي مؤش ـرات إحصــائية لكميــة النقــود المتداولــة‪ ،‬وللتعمــق أكثــر فــي هــذه المؤش ـرات‬
‫يجب التطرق إلى طلب وعرض النقود‪.1‬‬

‫ع بد الكامل لهشمي‪ ،‬موراد حطاب‪ ،‬أثر السياسة النقدية على مؤشرات االستقرار االقتصادي بالجزائر دراسة تحليلية للفترة ر‪، 2019-2000‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2021 ،02‬ص ‪.567‬‬
‫مصطفى عبد الر وف عبد الحميد هاشم‪ ،‬السياسة النقدية في النظرية والواقع العلمي في الدول النامية‪ ،‬مع إشارة خا ة للتجربة المصرية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص‪.31:‬‬


‫قدي عبد المجيد‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2003 ،‬ص‪.31:‬‬ ‫‪3‬‬

‫بوشيب موسى‪ ،‬إشكالية التوفيق بين السياسة النقدية والسياسة المالية في ضب التوازن االقتصادي في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية‬ ‫‪4‬‬

‫العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،‬الجزائر‪،2010،‬ص‪.16:‬‬


‫الح مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.125:‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪53‬‬
‫أ‪ -‬الطلب علاى النقاود‪ :‬يعتمـد علـى رلبـة أفـراد المجتمـع فـي االحتفـاظ بثـروتهم بشـكل أر ـدة نقديـة وهنـاك ثالثـة‬
‫دوافع لالحتفاظ بالنقود هي‪:‬‬
‫• دافع المبامالت‪ :‬يرتب هذا الدافع مـع وظيفـة النقـود كوسـي للمبـادالت ويتناسـب هـذا الـدافع تناسـبا طرديـا مـع‬
‫حجم مشتريات الفرد وكذا دخله وهو دالة في الدخل‪.‬‬
‫• دافع االحتياط‪ :‬ويقصد به االحتفاظ بالنقود لتغطية مصاريف مستقبلية‪ ،‬كرحلة سياحية أو ررض متوقع‪ ،‬وهذا‬
‫الدافع كذلك مرتب مع وظيفة النقود كوسي للمبادالت‪ ،‬ويتحدد أساسا على التوقعات المستقبلية والدخل‪.‬‬
‫• دافااع الم ااار ة‪ :‬يـرتب هــذا الــدافع مــع وظيفــة النقــود كمخــزن للقيمــة‪ ،‬وفــي هـذه الحالــة تـرتب رلبــة الفــرد فــي‬
‫االحتف ــاظ ب ــالنقود بالح ــافز ال ــذي يدفع ــه إل ــى تغيي ــر ثروت ــه م ــن الش ــكل النق ــدي إل ــى أش ــكال أخ ــرى أهمه ــا األس ــهم‬
‫والسندات‪.2‬‬
‫يتناســب هــذا الغــرض تناســبا عكســيا مــع ســعر الفائــدة فــي األس ـواق الماليــة‪ ،‬فعنــد انخفــاض ســعر الفائــدة تزيــد‬
‫الكميـات المطلوبـة مــن النقـود فتزيـد رلبــة األفـراد فـي االحتفــاظ بثـرةتهم فـي شــكل نقـود‪ ،‬والعكـس عنــد ارتفـاع ســعر‬
‫الفائدة تنخفض رلبة األفراد في االحتفاظ بنقودهم ويفضلون استثمارها في شراء أسهم وسندات‪.‬‬
‫ب‪ -‬عرض النقاود‪ :‬مـع ارتبـاط النقـود بوظيفتهـا كوسـي للمبـادالت وكمخـزن للقيمـة‪ ،‬نجـد أن المجتمعـات تحـتفظ‬
‫بكميات معينة من النقود بمختلف أنواعها‪ ،‬وعرض النقود يمكن تقسيمه إلى نوعين رئيسيين‪:‬‬
‫• عرض النقد بمبناه ال يت‪ :‬يـدخل فـي هـذا التعريـف العمـالت الورتيـة والمعدنيـة التـي يتـداولها األشـخاص فـي‬
‫‪3‬‬
‫‪ Money in circulation‬ويرمـز لهـا ب ـ ‪ ،CR‬ويضـاف إليهـا حجـم النقـود المحتفظـة فـي‬ ‫تعـامالتهم اليوميـة‬
‫البنوك في شكل حسابات جارية أو ودائع تحت الطلب ‪.Demand deposits‬‬

‫‪M1= DD+CR‬؛‬

‫‪ :M1‬النقود؛‬

‫‪ :DD‬الودائع تحت الطلب والحسابات الجارية؛‬

‫‪ :CR‬النقود الورتية والمعدنية‪.‬‬

‫• عرض النقد بمبناه الواسع‪ :‬يشمل هذا حجم النقود مضافا إليها الودائع ألجل وودائع االدخار وسندات الدولة‬
‫ذات األجل القصير وعقود التامين‪ .4‬ويمكن كتابتها في شكل معادلة كما يلي‪:‬‬
‫‪M2=M1=TD+S=BT‬؛‬

‫قدي عبد المجيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.65 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ ،2007 ،1‬ص‪.329‬‬ ‫‪2‬‬

‫خالد وا ف الوزني وأحمد حسين الرفاعي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،2006 ،‬ص ص‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪.284،285‬‬
‫‪4‬‬
‫قدي عبد المجيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.68:‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ :BT‬سندات الدولة؛‬
‫‪ :S‬حسابات التوفير؛‬
‫‪ :TD‬ودائع ألجل‪.‬‬
‫لكن السؤال المطروح هو‪ :‬ما هي العوامل المؤثرة على عرض النقود ألن الطلب على النقود كما الحظنا‬
‫سابقا هو دالة في الدخل وسعر الفائدة‪.‬‬
‫نشير هنا إلى أن عرض النقود حسب كينز ال يتأثر بالتغيرات التي تحدث في سعر الفائدة‪ ،‬وأن كمية النقود‬
‫المعروضة تحدد بالكامل بق اررات من السلطة النقدية وفقا للسياسة النقدية المسطرة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬سبر الفائدة‪:‬‬
‫يقوم البنك المركزي باستهداف سعر الفائدة االسمي المناسب‪ ،‬ويعمل على الو ول إليه والحفاظ عليه لحين‬
‫تحقيقه للهدف النهائي‪ .‬وفي حالة تحقيق الهدف النهائي يبقى البنك المركزي متمسكا به لحين إعادة النظر فيه‬
‫‪1‬‬
‫وفقا لظروف جديدة ومن ثم أهداف نهائية جديدة‪.‬‬
‫يتمسك البنك المركزي بسعر فائدة إسمي مستقر ألطول فترة ممكنة‪ ،‬تفاديا لصدمات قد تحدث في سوق‬
‫النقد‪ .‬لكن هذا المتغير يعاب عليه افتراض ثبات جانب العرض الكلي وكذا ثبات المستوى العام لألسعار‪ ،‬ومن‬
‫ثم يصبح تحقيق الهدف النهائي رير مضمون ومشكوك فيه‪ .‬وعلى هذا األساس هناك من يرفض استخدام سعر‬
‫الفائدة كهدف وسي ‪ ،‬إال في حالة محدودية التغيرات في الطلب والعرض الكليين‪.‬‬
‫‪-3-2‬سبر الصرف‪:‬‬

‫يستخدم سعر الصرف كهدف وسي للسياسة النقدية‪ ،‬التي بدورها يمكن أن تساهم في تخويض العجز في‬
‫ميزان المدفوعات عن طريق تخويض تيمة العملة‪ ،‬وتؤدي هذه السياسة إلى تشجيع الصادرات و ذا فشلت في‬
‫تشجيع الصادرات فإنها تحد من الواردات‪ .‬وهكذا تتحسن وضعية ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫تتم هذه العملية في إطار اتباع سياسة تحرير وتعويم سعر الصرف وفي ظل السيطرة على التضخم وتحقيق‬
‫‪2‬‬
‫استقرار األسعار الذي يحافظ بدوره على تيمة العملة من التدهور‪.‬‬

‫‪-4-2‬متغيرات أخرى‪:‬‬

‫يمكن للبنك المركزي أن يستهدف الدخل اإلسمي كهدف وسي ويعمل على التأثير في الطلب الكلي الحقيق‬
‫للو ول أو الحفاظ على الدخل االسمي المستهدف‪ .‬كما يمكنه أيضا استهداف حجم معين من القروض المقدمة‬
‫لالقتصاد‪ ،‬باعتبارها أكثر األدوات استجابة للسياسة النقدية‪ ،‬ومن خالل قنوات عديدة راالستهالك‪ ،‬االستثمار‪،‬‬
‫الصادرات‪ ،‬الواردات ‪.‬‬

‫مصطفى عبد الر وف عبد الحميد هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.31:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -3‬األهااداف النهائيااة للسياسااة النقديااة‪ :‬إن الهــدف الرئيســي مــن السياســة النقديــة ألرلــب البنــوك المركزيــة هــو‬
‫تحقيق استقرار في مستوى األسـعار مـن خـالل المحافظـة علـى تيمـة العملـة المحليـة داخليـا وخارجيـا‪ ،‬ويعنـي ذلـك‬
‫ــعيد االقتصــاد المحلــي إبقــاء التضــخم منخفضــا ومســتقرا‪ ،‬أمــا علــى الصــعيد الخــارجي فــذلك يعنــي عــادة‬ ‫علــى‬
‫استهداف سعر الصرف‪.‬‬
‫وتهــدف السياســة النقديــة إلــى التــأثير فــي عــرض النقــود إليجــاد التوســع أو االنكمــاش فــي حجــم القــوة الش ـرائية‬
‫للمجتمع‪ ،‬والهدف من زيادة القوة الشرائية هو تنشي الطلب واالستثمار وزيادة اإلنتـاا وتخوـيض البطالـة والعكـس‬
‫حيح‪ ،‬إذ أن تخويض القوة الشرائية يؤدي إلى الحد من التوسع في اإلنتاا‪ ،‬وتسعى لضمان التوازن االقتصادي‬
‫العام‪ ،‬بنو يه الداخلي والخارجي من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬ضــمان اســتقرار المســتويات العامــة لألســعار رمحاربــة التضــخم ‪ ،‬تحقيــق العمالــة أو التشــغيل الكامــل رمحاربــة‬
‫البطالة وتحقيق النمو االقتصادي لتحقيق التوازن الداخلي‪.‬‬
‫‪ -‬أمــا التــوازن االقتصــادي الخــارجي فيتمثــل فــي تـوازن ميـزان المــدفوعات مــن خــالل ضــمان اســتقرار تيمــة العملــة‬
‫الوطنية بالمقارنة مع نظيراتها األجنبية ومحاولة تحقيق التوازن في الميزان التجاري‪ ،‬المالي والرأسمالي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫هذه األهداف النهائية األربعة تعرف بأهداف المربع السحري والتي عرفها االقتصادي اإلنجليزي "نيكوال كالدور"‪.‬‬

‫الشكخ رقم ‪ :13‬مسار األهداف النهائية للسياسة النقدية حسب " نيكوال كلدور‬

‫‪Source : Marie Delaplace, Monnaie et Financement de l’économie, édition 2, DUNOD Paris,‬‬


‫‪2006, p120.‬‬

‫حنان زالفي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.495‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫ثالثا‪ :‬أدوات السياسة النقدية‬

‫يتطلــب تحقيــق البنــك المركــزي لألهــداف المرجــوة اســتخدامه لعديــد مــن األدوات المختلفــة للتــأثير علــى أوضــاع‬
‫النقــد واالئتمــان‪ .‬ويمكــن تقســيم هــذه األدوات إلــى ريــر مباشـرة رويطلــق عليهــا أيضــا الكميــة ‪ ،‬مثــل رســعر الخصــم‬
‫ومعــدل االحتيــاطي القــانوني وعمليــات الســوق المفتوحــة ‪ .‬وأخــرى مباشـرة ويطلــق عليهــا أيضــا النو يــة‪ ،‬وتســتهدف‬
‫الرقابة على سوق ر وس األموال وعلى تدفق االئتمان وتخصيصه بين القطاعات‪.‬‬

‫‪-1‬األدوات المباشرة‪:‬‬

‫تعكس هذه األدوات التدخل المباشر من قبل السلطات النقديـة فـي أحـوال سـوق النقـد ومـن أهـم األدوات األكثـر‬
‫استخداما نجد‪:‬‬

‫‪ -1-1‬التحكم في أسبار الفائدة‪ :‬تقـوم السـلطات النقديـة أحيانـا بتحديـد أسـعار الفائـدة إداريـا‪ ،‬وذلـك عنـدما تكـون‬
‫قادرة على تحقيق سعر فائدة مستهدف من خالل آليات السوق‪ ،‬ويتم هذا التحديد من خالل إلـزام البنـوك التجاريـة‬
‫بتطبيــق ســعر فائــدة محــدد ثابــت‪ .‬وقــد اســتخدمت هــذه األداة فــي الــدول الص ـنا ية الكبــرى حتــى عــام ‪ ،1980‬ثــم‬
‫توقفت عن استخدامها‪ ،‬ومازالت بعض الدول النامية تسـتخدمها حتـى اآلن‪ .‬ريـر أن االتجـاه العـالمي األكثـر يسـير نحـو‬
‫إلغاءه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا نظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار لالتج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه نح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو تبن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي آلي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي ظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل التحري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالي‪.‬‬
‫‪ -2-1‬تحديد حعم االئتمان وتو يهه‪ :‬يحدد البنك المركزي بواسطة هذه األداة الحجم الكلـي للقـروض الممنوحـة‬
‫لالقتصـاد‪ ،‬والحجـم الكلـي لكـل قطـاع‪ ،‬أو توجيـه القـروض إلـى قطـاع علـى حسـاب قطـاع آخـر‪ .1‬وهـذه اإلجـراءات‬
‫تهدف إلى تشـجيع االئتمـان نحـو االسـتثمارات المنتجـة وتمنـع توجيهـه إلـى قطاعـات أخـرى‪ .2‬كالحـد مـن القـروض‬
‫االستهالكية مثال‪ ،‬وتشجيع القروض المقدمة في المجال الصناعي والزراعي وأهم اإلجراءات المتخذة‪.‬‬
‫يتم حجم االئتمان بطريقتين‪:‬‬
‫• تنظااايم االئتماااان االساااتهال ي‪ :‬يش ــمل ه ــذا الج ــزء الرقاب ــة عل ــى الق ــروض االس ــتهالكية‪ ،‬وم ــدة س ــدادها وكيوي ــة‬
‫الســداد‪ .‬وبــالتحكم فــي هــذه اإلج ـراءات مــن رفــع أو خفــض تتجــه القــروض االســتهالكية إلــى الزيــادة أو النقصــان‪،‬‬
‫حسب درجة واستجابة المستهلكين لهذه اإلجراءات‪.3‬‬
‫ال ااامان‪ :‬يس ــمح لألف ـراد ب ــاالقتراض م ــن البن ــوك بض ــمان‬ ‫• االقتااراض ب ااامان الساااندات ماااع التقيياااد بهاااام‬
‫السندات‪ ،‬بشرط االلتزام بهامش الضـمان الـذي يشـير إلـى النسـبة مـن تيمـة السـندات السـوتية التـي تمـنح القـروض‬
‫على أساسها‪ .‬فلو اشترى مضارب سـندات بقيمـة سـندات بقيمـة ‪1000‬دوالر‪ ،‬وكـان هـامش الضـمان ‪ ،%60‬فـإن‬
‫المفت ـ ــرض يس ـ ــتطيع اقتـ ـ ـراض ‪ 4000‬دوالر فقـ ـ ـ ‪ .‬أي أن الزب ـ ــون يس ـ ــتخدم الس ـ ــندات كض ـ ــمان للحص ـ ــول عل ـ ــى‬
‫‪4000‬دوالر فق ‪.‬‬

‫مصطفى عبد الر وف عبد الحميد هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.34:‬‬ ‫‪1‬‬

‫هيل عجمي جميل الجناني‪ ،‬النقود والمصارف والنظرية النقدية‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،2009 ،‬ص‪.270 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫عوض فاضل‪ ،‬النقود والبنوك‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬العراق‪ ،1992 ،‬ص‪.613:‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪57‬‬
‫ف ــإذا أراد بن ــك المرك ــزي أن يتب ــع سياس ــة انكماش ــية للح ــد م ــن ه ــذه الق ــروض‪ ،‬فإن ــه يرف ــع م ــن ه ــامش الض ــمان‬
‫والعكس‪.‬‬

‫‪ -3-1‬الودائع المشروطة من أ خ االستيراد‪ :‬هـو أسـلوب يقـوم بموجبـه المسـتوردون بإيـداع المبلـ الـالزم لتسـديد‬
‫ــورة ودائ ــع ل ــدى البن ــك المرك ــزي لم ــدة مح ــددة‪ ،‬وطالم ــا أن المس ــتوردون ال‬ ‫ــورة ودائ ــع ف ــي‬ ‫ثم ــن وارداته ــم ف ــي‬
‫يرربون في هذا التجميد ألموالهم‪ ،‬فإنهم يلجؤون إلى البنوك التجارية لالقتراض لتغطية ثمن وارداتهم‪. 1‬‬

‫فإذا أراد البنـك المركـزي الحـد مـن هـذه الـواردات‪ ،‬فإنـه يقـوم بتطبيـق هـذه التقنيـة أو يطلـب مـن البنـوك التجاريـة‬
‫عدم التوسع في منح القروض للمستوردين‪ .‬طالما أن التوسع في منح قروض من هذا الشكل يشكل الواردات‪.‬‬

‫‪ -4-1‬النسبة الدنيا للسيولة‪ :‬يتمثل هذا اإلجراء في إلزام البنك المركـزي للبنـوك التجاريـة باالحتفـاظ بنسـبة دنيـا‬
‫من السيولة‪ ،‬وهذا تفاديا لإلفراط في منح القروض للقطاع االقتصادي‪.2‬‬

‫‪ -5-1‬اإلقناااع األدبااي‪ :‬هــو إجـراء يحــاول البنــك المركــزي مــن خاللــه وبطــرق وديــة إقنــاع البنــوك التجاريــة باتبــاع‬
‫سياسة معينة‪ ،‬لتشجيع االئتمان أو تخويضه وتفضيل قطاع معين على حساب قطاع آخر‪ ،‬رير أن هذه السياسة‬
‫تتطلب استجابة مـن قبـل البنـوك التجاريـة‪ ،‬لـذا نجـد أن هـذه األداة ريـر فعالـة فـي الـدول الناميـة وقـد حققـت نجاحـا‬
‫في الدول المتقدمة ذات النظم المصرفية المتقدمة ذات النظم المصرفية المتطورة‪.‬‬

‫‪ -6-1‬الحصول على موافقة البنك المركبي‪ :‬تفرض البنوك المركزيـة علـى البنـوك التجاريـة سـقفا معينـا ال يجـب‬
‫تجـاوزه عنــد مـنح القــروض‪ .‬و ذا تجـاوزت تيمــة القـرض هــذا الســقف‪ ،‬فإنـه يجــب إبـال البنــك المركـزي‪ ،‬وهــو الــذي‬
‫يقبل أو يرفض هذا النوع من القروض‪.3‬‬

‫‪-2‬األدوات غير المباشرة للسياسة النقدية‬


‫تسعى أدوات السياسة النقدية رير المباشرة إلى التأثير على القروض الممنوحة من قبل البنـوك التجاريـة‪ ،‬دون‬
‫التركيز على نو ية هذه القروض وتتمثل هذه األدوات في‪:‬‬

‫‪ -1-2‬سبر جعادة الخصم‪ :‬إن وجود احتياطات البنـوك التجاريـة لـدى البنـك المركـزي يزيـد مـن قـدرة هـذا األخيـر‬
‫ف ــي م ــنح الق ــروض للبن ــوك التجاري ــة‪ .4‬وق ــد ارتبط ــت وظيف ــة البن ــك المرك ــزي كملج ــأ أخي ــر لإلقـ ـراض م ــن الناحي ــة‬
‫التاريخية بإعادة الخصم لدى البنـك المركـزي عنـدما اسـتخدم بنـك انجلتـ ار هـذه األداة الول مـرة عـام ‪ .1839‬حيـث‬
‫يقوم البنك المركزي بتزويد البنوك التجارية بالسيولة مقابل تلقيه ألوراق مالية وتجارية قبل أجال استحقاقها‪ ،‬كقابل‬

‫قدي عبد المجيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.82 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫بوشنب موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.93:‬‬ ‫‪2‬‬

‫بوشنب موسى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.93 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.284 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪58‬‬
‫سعر فائدة يدعى بسعر إعادة الخصم الذي تدفعه البنـوك التجاريـة إلـى البنـك المركـزي لقـاء إعـادة خصـمه ألو ارقـه‬
‫المالية‪ ،‬يؤثر سعر إعادة الخصم على قدرة البنوك في إعادة التمويل لدى البنك المركزي‪ ،‬فإذا أراد البنـك المركـزي‬
‫اتباع سياسة نقدية توسعية فإنه يقوم بتخويض سعر الخصم‪ ،‬مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون على خصم‬
‫أوراقهم المالية‪ .‬وتتجه البنوك التجارية كذلك إلى إعادة خصم أوراقها المالية‪ ،‬نظ ار النخفاض التكلفة مما يزيد مـن‬
‫احتياطاتهــا النقدي ــة‪ .‬وه ــذا ب ــدوره ي ــؤدي إلــى تموي ــل أكث ــر لالقتص ــاد وبتكلف ــة أقــل‪ ،‬فت ــزداد كمي ــة النق ــود المعروض ــة‬
‫والعكس إذا ررب البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية انكماشية‪ ،‬فإنه يلجأ إلى رفع سعر إعادة الخصـم‪ ،‬الشـيء‬
‫الذي يؤدي في النهاية إلى التقليل من اقتراض البنوك التجاريـة مـن البنـك المركـزي‪ ،‬فتمـنح قـروض أقـل لالقتصـاد‬
‫ومن ثمة يقل عرض النقد‪.‬‬

‫إن هذه األداة تصبح رير فعالة في التأثير على حجم االستثمارات في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬وفرة االحتياطات النقدية لدى البنوك التجارية؛‬


‫‪ -‬توفر مصادر أخرى للبنوك التجارية للتزود بالسيولة كالبور ة أو من فروعها األخرى بالخارا إن وجدت؛‬
‫‪ -‬عـدم اسـتجابة األعـوان االقتصـاديين إذا كانـت توقعـاتهم االسـتثمارية متفائلـة وبالتـالي يتوسـعون فـي طلـب مزيــد‬
‫من القروض بأي سعر‪.‬‬
‫‪ -2-2‬عمليات السوق المفتوحة‪ :‬تتمثل هـذه األداة فـي دخـول البنـك المركـزي إلـى السـوق المـالي بائعـا ومشـتريا‬
‫لألوراق المالية‪ ،‬بهدف زيـادة أو إنقـاص حجـم المعـروض النقـدي‪ .‬فـإذا رأى البنـك المركـزي أن سياسـة سـعر إعـادة‬
‫الخصم رير فعالة‪ ،‬ورأى أنه من الضروري التدخل المتصاص فـائض السـيولة‪ .‬فإنـه يـدخل فـي هـذه الحالـة بائعـا‬
‫لألوراق المالية‪ ،‬مما يجعل األعوان االقتصاديين يقبلون على شرائها خا ة إذا كانت أسعارها محفزة‪ .‬وهذا بـدوره‬
‫يؤدي في النهاية إلى انتقال السيولة من الجمهور والبنوك إلى البنك المركزي‪ ،‬أي انخفاض في عرض النقد‪.‬‬
‫أمــا إذا كــان االقتصــاد فــي حالــة ركــود فالبنــك المركــزي يقــوم بشـراء األو ارق الماليــة مــن الســوق المــالي‪ ،‬الشــيء‬
‫الذي يؤدي إلى زيادة السيولة لدى البنوك والمؤسسات وبالتالي تزداد القروض‪ ،‬ومن ثمة يرتفع االنتاا والدخل‪.‬‬
‫‪ -4-2‬نساابة االحتياااطي القااانوني‪ :‬يقــوم البنــك المركــزي بفــرض نســبة معينــة مــن ودائــع البنــوك التجاريــة‪ ،‬تلتــزم‬
‫باالحتفاظ بها لديـه عنـد منحهـا القـروض‪ ،‬وتسـمى هـذه النسـبة باالحتيـاطي اإلجبـاري ويلتـزم كـل بنـك باالحتيـاطي‬
‫المحــتفظ بــه لــدى البنــك المركــزي‪ .‬وتــأتي آليــة هــذه األداة فــي رلبــة البنــك المركــزي فــي الحــد مــن التوسـع فــي مــنح‬
‫القروض أو زيادتها‪.‬‬
‫ففــي حالــة تعــرض االقتصــاد لضــغوط تضــخمية يجــب علــى البنــك المركــزي اتبــاع سياســة نقديــة انكماشــية‪ ،‬أي‬
‫التقلي ــل م ــن المع ــروض النق ــدي وذل ــك ع ــن طري ــق تقيي ــد االئتم ــان‪ .‬وف ــي ه ــذه الحال ــة يق ــوم برف ــع نس ــبة االحتي ــاط‬
‫اإلجباري‪ ،‬مما يجبر المصارف التجارية على التقليل من حجم القروض التي تقدمها لزبائنها‪.‬‬
‫‪ -3‬عوامخ نعاح السياسة النقدية‪:‬‬
‫يتطلب نجاح السياسة النقدية في أي دولة توفر مجموعة من العوامل أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬نظام معلومات فعال حول وضعية الميزانية ونو ية وطبيعة االختالل؛‬
‫‪59‬‬
‫‪ -‬تحديد األهداف بدقة نظ ار لتعارض األهداف أحيانا؛‬
‫‪ -‬هيكل النشاط االقتصادي‪ :‬بتكامل القطاعين العام والخاص‪ ،‬وكذا سياسة الحكومة تجاه المؤسسـات اإلنتاجيـة‪،‬‬
‫وحجم التجارة الخارجية في السوق العالمية؛‬
‫‪ -‬مرونة الجهاز االنتاجي للتغيرات التي تحدث على التغيرات االقتصادية؛‬
‫‪ -‬درجــة الــوعي االدخــاري لألع ـوان االقتصــاديين‪ ،‬إذ أن االكتنــاز يقــف حــاج از أمــام عمــل السياســة النقديــة‪ ،‬ألن‬
‫النقود المكتنزة تعتبر نقودا خاملة وال تؤدي دورها المنوط بها؛‬
‫‪ -‬توافر أسواق مالية ونقدية متطورة؛‬
‫‪ -‬سياســة االســتثمار وطبيعــة التســهيالت الممنوحــة للمســتثمرين المحليــين واألجانــب‪ ،‬ومــدى حساســية االســتثمار‬
‫لس ــعر الفائ ــدة‪ .‬وهن ــاك عام ــل مه ــم يلع ــب دو ار مهم ــا ف ــي تحقي ــق الت ـوازن ف ــي مي ـزان الم ــدفوعات وه ــو نظ ــام س ــعر‬
‫الصرف‪ ،‬فخالل الفترة مـا بـين نهايـة الحـرب العالميـة الثانيـة وأوائـل السـبعينات‪ ،‬جعـل نظـام بريتـون وودز ألسـعار‬
‫الصرف السيطرة على التضخم‪ ،‬من خالل التزام الواليات المتحدة بتثبيت عملتها مقابـل مقـدار معـين مـن الـذهب‪.‬‬
‫والتزمت باقي الـدول بتثبيـت عمالتهـا مقابـل الـدوالر األمريكـي‪ ،‬وتـم إرسـاء قواعـد السـيطرة علـى التضـخم‪ ،‬باعتبـار‬
‫أسعار الصرف الثابتة أداة ارتكاز للسياسة النقدية‪ ،‬من أجل تحفيز استقرار األسعار في العديد من بلدان العالم‪.‬‬
‫إن رب ـ تثبيــت أســعار الصــرف يعنــي الت ـزام تتحملــه الســلطات النقديــة‪ ،‬ويــتم بموجبــه الحــد مــن التذبــذبات فــي‬
‫أسعار الصرف‪ ،‬حيث تكون نقطة ارتكـاز اسـمية هامـة للتوقعـات الخا ـة باتجـاه أسـعار الصـرف‪ ،‬وبالتـالي اتجـاه‬
‫‪1‬‬
‫مناسب للسياسة النقدية‬

‫مصطفى عبد الر وف عبد الحميد هاشم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.48 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪60‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫أسواق رأس‬
‫المال‬

‫‪61‬‬
‫المحور األول‪ :‬السوق النقدي وأدواته (سوق قصيرة األ خ)‬

‫له ــذه األسـ ـواق أهمي ــة خا ــة ف ــي االقتص ــاد فه ــي ت ــوفر خ ــدمات متع ــددة لمختل ــف الوح ــدات االقتص ــادية ف ــي‬
‫المجتمــع‪ ،‬وتعــد قديمــة النشــأة ظهــرت بظهــور البنــوك التجاريــة ريــر أن عملهــا كــان ضــيقا محصــو ار فــي الخــدمات‬
‫المصرفية القصيرة األجل التي تقدمها البنوك‪ ،‬رير أنها عرفت تطو ار كبي ار فيما بعد فهي تتميز بمتعاملين وأدوات‬
‫تتداول فيها وعمليات خا ة بها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوا السوق النقدي‬

‫يمكن التعرف على ماهية السوق النقدي من خالل التطرق لمعناه وأهميته وخصائصه التي يتميز بها عن‬
‫ريره من األسواق األخرى‪.‬‬

‫‪-1‬تبريف السوق النقدي‪:‬‬

‫تعددت تعاريف هذا السوق إال أنه سيتم ذكر أهمها‪:‬‬


‫تعــرف الســوق النقــدي بأنهــا بــارة عــن ســوق يرتكــز فيــه عــرض وطلــب معينــان همــا‪ :‬عــرض وطلــب األم ـوال‬
‫قصيرة األجل‪ ،‬ويتولد عرض هذه األموال من جانب كل من يررـب فـي توظيـف مدخ ارتـه عـن طريـق التخلـي عـن‬
‫منافع نقوده لفترة قصيرة في مقابل حصوله على عائدها بينما يتشكل الطلب عليها من جانـب جميـع الـراربين فـي‬
‫‪1‬‬
‫الحصول على منافع نقود الغير لفترة قصيرة في نظر دفع فائدة ما‪.‬‬

‫السوق النقدي هو مجموع المعامالت في سوق االئتمان قصير األجل‪ ،‬يضم سوق أولية وأخرى ثانوية بأسعار‬
‫‪2‬‬
‫فائدة حسب مصدر هذه األموال‪ ،‬ومتانة المركز المالي للمقترض وسمعته المالية‪.‬‬

‫تعــرف الســوق النقــدي بأنهــا اإلطــار الــذي يــتم فيــه تــداول األوراق الماليــة قصــيرة األجــل‪ ،‬وتمتــاز هــذه الســوق‬
‫بقدرتها على جلب المدخرات السائلة وخلق االستثمارات قصيرة األجل‪ ،‬كما تمتاز بمالءة وحجم األموال الضـخمة‬
‫وتكاد تكون نسبة المخاطرة فيها شبه معدومة‪ ،‬وبالتالي درجة األمان والسـيولة والمرونـة بهـا عاليـة جـدا‪ ،‬أمـا نسـبة‬
‫‪3‬‬
‫الهامش فهي منخفضة جدا لكن ضخامة هذه األسواق تعطي عائدا مقبوال‪.‬‬

‫مــن خــالل التعــاريف الســابقة يمكــن القــول أن الســوق النقــدي هــو ذلــك الســوق الــذي يــتم مــن خاللــه اإلق ـراض‬
‫واالقتـراض بــين البنــوك كمــا يتــداول فيــه أدوات االســتثمار القصــيرة األجــل يــدعى بالســوق اليوميــة‪ ،‬ويحقــق التـوازن‬
‫اليومي بين آجال العمليات الدائنة والمدينة للمؤسسات االئتمانية‪ ،‬فهو سوق القروض قصيرة األجل‪.‬‬

‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪.36‬‬ ‫‪1‬‬

‫بسام الحجار‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.21‬‬ ‫‪2‬‬

‫إبراهيم ابو بكر المدنيني‪ ،‬األسواق المالية ودورها في التنمية االقتصادية‪ ،‬مجلة علوم االقتصاد والتسيير والتجارة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪،17‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،2008‬ص ‪.44‬‬
‫‪62‬‬
‫‪-2‬أهمية السوق النقدي‪:‬‬

‫تتجلى أهمية السوق النقدي من خالل تأثيره على االقتصاد والبنوك التجارية والبنك المركزي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لالقتصاد‪ :‬تأمين السيولة للنظام المصرفي وتمكين البنك المركزي من الرقابة على األموال‪،‬‬
‫‪ -‬بالنساابة للبنااوك التعاريااة‪ :‬تمكــين البنــوك مــن توظيــف أموالهــا فــي الســوق النقــدي‪ ،‬وتمويــل البنــوك المحتاجــة‬
‫للسيولة في السوق ما بين البنوك رالسوق النقدي ‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للبنك المركبي‪ :‬يمكن السوق النقدي البنك المركزي بالتأثير على كمية وتيمة األموال السائلة‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص ومميبات السوق النقدي‬
‫نظ ار لكثرة المعامالت التي تتم في هذه السوق بين مختلف الهيئات العمومية والخا ـة نجـد الكثيـر مـن اآلثـار‬
‫‪2‬‬
‫والمزايا والخصائص التي تعكس طبيعة هذه المعامالت في اقتصاديات البلدان ويمكن تلخصيها وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يتم التعامل في هذه السوق بأدوات مالية آجال استحقاقها ال يزيد عن سنة وهي تتمتع بسيولة عالية‪،‬‬
‫‪ -‬تلعــب المؤسســات الماليــة والبنــوك التجاريــة دو ار هامــا فــي الســوق النقــدي وتالشــى فيــه دور المســتثمرين األفـراد‬
‫وهذا راجع لسببين أساسيين‪:‬‬
‫➢ انخفاض العائد على األدوات الماليـة المتداولـة فـي سـوق النقـد وهـذا يتعـارض مـع رلبـات األفـراد السـاعين إلـى‬
‫تحصيل أكبر ربح ممكن‪،‬‬
‫➢ يتم التعامل في هذه األسواق بأحجام وتيم كبيرة‪ ،‬أي أنها أسواق جملة لمعامالت ضخمة تتجاوز تيمتها مليون‬
‫دوالر في و م أ‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض درجة المخاطرة في هذه السوق نظ ار النخفاض درجة العائـد باإلضـافة إلـى انخفـاض درجـة المخـاطرة‬
‫النقدية التي تنشأ مـن التذبـذبات الحا ـلة فـي سـعر الفائـدة السـوتية فـي األجـل القصـير باإلضـافة إلـى االنخفـاض‬
‫في درجة المخاطرة االئتمانية وهي عدم قدرة المدين على تسديد االلتزامات المالية‪،‬‬
‫‪ -‬ســوق النقــد ال يتحــدد بهيكــل معــين ولــيس لــه مكــان معــين‪ ،‬إذ تشــكل المصــارف بأنواعهــا والمؤسســات الماليــة‬
‫مجال نشاط هذا السوق‪،‬‬
‫‪ -‬تعــد ســوق النقــد وســيلة أساســية بيــد البنــك المركــزي إلحــداث الت ـوازن النقــدي س ـواء عــن طريــق سياســة الســوق‬
‫المفتوحة أو سعر الفائدة‪.‬‬

‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫جمال جويدان الجمل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.30‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪63‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدوات السوق النقدي‬
‫ناعته المصرفية وتتمثل فيمـا‬ ‫يتداول في هذا السوق األدوات المالية قصيرة األجل التي تختلف من بلد آلخر حسب مستوى تطور‬
‫‪1‬‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬شهادات اإليداع المصر(ية‬

‫تمثــل أداة تص ــدرها المص ــارف التجاريــة للم ــودعين وتعط ــي حامله ــا فائــدة س ــنوية بنس ــبة معينــة وتس ــترد ف ــي ت ــاريخ‬
‫اسـتحقاقها مــن البنـك الــذي أ ـدرها ويتناســب معـدل الفائــدة طـردا مــع تـاريخ االســتحقاق ألنهـا تعــد ودائـع ألجــل ال‬
‫تسترد تيمتها قبل تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪ -2‬القبوالت المصر(ية‪:‬‬

‫من أهم األدوات القصيرة األجل التي تستخدم لتمويل التجارة الخارجية والداخلية‪ ،‬وهي حوالة مصرفية تمثل‬
‫وعد بالدفع تصدره شركة معينة تطلب فيها من البنك أن يدفع ألمره أو ألمر شخص ثالث مبلغا محددا من المال‬
‫في المستقبل‪ ،‬ويقوم البنك بقبول "ختم" الحوالة بعبارة "مقبول" ويشترط عادة أن يكون لصاحب القبول حساب لدى‬
‫البنك به أموال مساوية لقيمة القبول كضمان للبنك‪.‬‬

‫‪ -3‬أذونات الخبينة‪:‬‬

‫هي أدوات دين قصيرة األجل تصدرها الحكومة عن طريق البنك المركزي لتمويل العجز في ميزانية الدولة‬
‫ويتم تداولها في السوق النقدي باستخدام مبدأ الخصم أي تباع بأقل من تيمتها االسمية وفي تاريخ االستحقاق‬
‫تلتزم الحكومة بدفع القيمة االسمية المدونة على اإلذن ويمثل هذا الفرق مقدار العائد الذي يجنيه المستثمر‪.‬‬

‫‪ -4‬األوراق التعارية‬

‫تصدرها عادة الشركات ذات السمعة التجارية وشركات التأمين وهي ضعيفة التداول قابلة للخصم وتنقسم إلى‬
‫نفين‪:‬‬

‫‪-1-4‬السفتعة (الكمبيالة)‪ :‬هي ورقة يكتبها الساحب رالدائن يأمر فيها المسحوب لـه رالمـدين بسـحب لصـالح‬
‫طرف آخر رالمستفيد وتكون في المعامالت التجاريـة و ذا كـان اسـم المسـتفيد مكتوبـا فيهـا وجـب التظهيـر أمـا فـي‬
‫حالة عدم كتابته فإنها تحمل وتتداول‪.‬‬

‫ك محرر وفقـا لشـكل معـين يحـدده النظـام‪ ،‬يتضـمن تعهـد المحـرر رالمـدين‬ ‫‪-2-4‬السند ألمر‪ :‬هو بارة عن‬
‫بدفع مبل معين‪ ،‬في تاريخ محدد إلى شخص آخر يسمى المستفيد‪.‬‬

‫رشيد بوكساني‪ ،‬نسيمة أوكيل‪ ،‬قراءة في تطورات أدوات السياسة النقدية للدول المغاربية خالل سنة ‪ ،2017‬المجلة الدولية لألداء االقتصادي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،04‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص ‪.55‬‬


‫‪64‬‬
‫ثالثا‪ :‬هيكخ السوق النقدي والمتدخلون (يه‬

‫يتميز هذا السوق بهيكل مختلف عن باقي األسواق فهو يتكـون مـن سـوق أولـي وآخـر ثـانوي ويـتم التعامـل فيـه‬
‫بأدوات مالية قصيرة األجل‪.‬‬

‫‪ -1‬السوق األولي‪:‬‬

‫ويتم فيه الحصول على األموال المراد توظيفها آلجال قصيرة بأسـعار فائـدة تتحـدد حسـب مصـدر هـذه األمـوال‬
‫ومتانة المركز المالي للمقترض وسمعته المالية‪.‬‬

‫‪ -2‬السوق الثانوي‪:‬‬

‫ويجرى فيه تبـادل اإل ـدارات النقديـة قصـيرة األجـل بأسـعار تتحـدد حسـب قـانون العـرض والطلـب وينقسـم هـذا‬
‫السوق حسب نوع العمليات إلى‪:‬‬

‫‪ -1-2‬سااوق الخصاام‪ :‬هــي الســوق التــي يــتم فيهــا خصــم أدوات االئتمــان قصــيرة األجــل مثــل رأذونــات الخزينــة‪،‬‬
‫القبوالت المصرفية‪ ،‬األوراق التجارية‪. .....‬‬
‫‪ -2-2‬سااوق القااروض قصاايرة األ ااخ‪ :‬تضــم جميــع أن ـواع القــروض الممتــدة مــن أســبوع واحــد إلــى ســنة كاملــة‪،‬‬
‫متعاملوهــا هــم البنــوك التجاريــة وبعــض مؤسســات اإلقـراض المتخصصــة فــي مــنح االئتمــان قصــير األجــل‪ ،‬وهنــاك‬
‫عالقة عكسية بـين درجـة تقـدم هـذه السـوق وبـين الحـد األدنـى ألجـل القـروض‪ ،‬فقـد و ـل الحـد األدنـى لالقتـراض‬
‫‪1‬‬
‫قصير األجل في بعض أسواق النقد المتقدمة في أوروبا رألمانيا وانجلت ار إلى ليلة واحدة‪.‬‬
‫ــرف العمــالت هــو ســوق مــا بــين المؤسســات الماليــة والمصــرفية تعــالا ضــمن‬ ‫‪ -3-2‬سااوق الصاارف‪ :‬ســوق‬
‫عمليات الصرف رالبيع والشراء ‪.‬‬
‫‪ -3‬المتدخلون في السوق النقدي ‪:‬‬

‫يمكن تقسيم المتعاملون في السوق النقدي إلى بنوك وخزينة عمومية وفق ما سيتم توضيحه‪.‬‬
‫‪-1-3‬الخبينااة البموميااة‪ :‬تعتبــر الخزينــة العموميــة ذلــك المرفــق الــذي يــؤمن إدارة أمـوال الدولــة‪ ،‬وهــي تــؤدي دو ار‬
‫مهما ومتشعبا في مسار أسواق األموال قصيرة األجل‪ ،‬حيث تمارس الخزينة العموميـة تـأثي ار ذا وزن بسـبب أهميـة‬
‫العمليــات وكــذا بســبب الشــروط اإلمتيازيــة التــي تعمــل مــن خاللهــا‪ ،‬وهــذا الوضــع االمتيــازي ال يعنــي امتيــاز الــدائن‬
‫علــى المــدين رالضـرائب علــى ممتلكــات المكلفــين بــل تســتفيد منــه الخزينــة كمقتــرض بالنســبة إلــى وضــع المــدينين‬
‫الخواص سواء كانوا أفراد أو مؤسسات ألن الدولـة ال تخضـع لنظـام اإلفـالس وذلـك لسـببين وأولهمـا حقـوقي يتمثـل‬
‫في كون ممتلكات الدولة ال تحتجز وال تباع ومنه فهي ال تخضع إلجراءات التصوية ليس كما هو الحـال بالنسـبة‬
‫لثروة المنشأة الخا ة الفردية‪ ،‬أمـا السـبب الثـاني فـيخص الوضـعية التـي تكـون عليهـا الدولـة والتـي بحكـم سـلطتها‬

‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪65‬‬
‫وقدرتها فإنها لن تكون أبدا في وضع متوقف عن الدفع ألنها تلجأ إلى سلطة إ دار العملة عندما تعوزها وسـائل‬
‫الدفع في االستحقاقات‪ ،‬لهذا تعتبر الدولة متحـررة مـن الحلـول اإلفالسـية والتـي رالبـا مـا لجـأ إليهـا المؤسسـات فـي‬
‫السوق النقدية ذات األجل القصير‪.‬‬

‫‪-2-3‬بيااوت القبااول‪ :‬هــي مؤسســات نقديــة ليســت وظيفتهــا االحتفــاظ بودائــع العمــالء وال مــنحهم القــروض و نمــا‬
‫وظيفته ــا أن تقب ــل الكم بي ــاالت‪ ،‬وه ــذه البي ــوت كان ــت ف ــي األ ــل بيوت ــا تجاري ــة لالس ــتيراد نش ــأت ف ــي أمس ــتردام ث ــم‬
‫تحولت إلى لندن‪ ،‬وكانـت عندئـذ تقبـل األوامـر الصـادرة إليهـا بـدفع ثمـن السـلع وهـي فـي طريقهـا إليهـا وكانـت هـذه‬
‫االوامر تتخذ شكل الكمبياالت‪ ،‬بعدها تخلت هذه البيوت عن االستيراد وتخصصت في قبول الكمبياالت‪ ،‬فـالقبول‬
‫هو توتيع البنك على الكمبيالة المسحوبة على عميلـه مبـديا اسـتعداده لـدف تيمتهـا عنـد االسـتحقاق وهـو يحـل بعـد‬
‫أجل قصير‪ ،‬ولكنه في العادة ال يدفع هذه القيمة إذ يسارع المسحوب عليه بتسـوية تيمـة الكمبيالـة عنـد اسـتحقاقها‬
‫ومن هنا يقتصر دور البنك على منح توتيعه دون منح أمواله‪ ،‬رير أن البنك بقبوله الكمبيالة قد زاد مـن ضـمانها‬
‫وقوتها ولذلك يتلقى عمولة مناسبة‪ ،‬وتجدر اإلشارة هنا إلـى ان بيـوت القبـول توجـد أساسـا فـي انجلتـ ار حيـث كانـت‬
‫تتركز أرلب تجارة العالم‪.‬‬

‫‪-3-3‬البنااوك التعاريااة‪ :‬هــي أهــم مؤسســات الســوق النقــدي حيــث تجمــع أم ـوال العمــالء فــي شــكل ودائــع قصــيرة‬
‫األجــل وتوظفهــا فــي عمليــات مجزيــة قصــيرة األجــل أيضــا‪ ،‬وهــذه البنــوك هــي أقــدم البنــوك مــن حيــث النشــأة وهــي‬
‫تباش ــر الي ــوم جمي ــع أعم ــال مؤسس ــات الس ــوق النق ــدي م ــن ت ــوفير وقب ــول الكمبي ــاالت وتش ــجيع التج ــارة الخارجي ــة‬
‫باإلضافة إلى االحتفاظ بنقود العمالء ومنح القروض لألفراد والشركات‪ ،‬فهي بنوك تتمتـع فـي السـوق النقـدي بكـل‬
‫خصائصها ولذلك هي أكثر المتعاملين أهمية في هذا السوق‪.‬‬

‫‪-4-3‬البنك المركبي‪ :‬له دور مزدوا في السوق النقدي بحيث يقوم بإ دار األوراق المالية ووضعها في‬
‫التداول‪ ،‬وكذا إدارة وخلق السيولة وهذا من شأنه أن يؤمن له سيطرة على تسيير السوق النقدية ذات اآلجال‬
‫القصير‪ ،‬وترتكز أهم أعماله في عملية المقا ة التي تتم ما بين البنوك والذي يعد رقيبا عليها إضافة إلى‬
‫عمليات السوق المفتوحة في إطار تطبيق السياسة النقدية‬

‫‪-5-3‬مصاارف التعااارة الخار يااة‪ :‬تهــدف هـذه المؤسســات النقديـة إلــى تيسـير عمليــات االسـتيراد والتصــدير وهــي‬
‫عمليات قصيرة األجل بطبيعتها‪ ،‬ولقد نشأت هذه المصارف أساسا في الدول الصنا ية الكبـرى التـي يحتـل قطـاع‬
‫التصــدير بهــا أهميــة كبي ـرة‪ ،‬ولقــد عرفتهــا فــي البدايــة فرنســا ثــم تعممــت فــي انجلت ـ ار وأمريكــا واليابــان وبــاقي الــدول‬
‫الصنا ية‪.‬‬

‫ير ولكنها توظفها في استثمارات‬ ‫‪-6-3‬بيوت التوفير‪ :‬توجد على هامش السوق النقدي وتتلقى األموال ألجل‬
‫‪1‬‬
‫طويلة األجل‪ ،‬فهي مؤسسات مهمتها تجميع ما يوفره األفراد من نقود وتوظيفها في مشروعات معينة‪.‬‬

‫نفس المرجع أعاله‪ ،‬ص ‪.51-43‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪66‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬السوق المالي‬

‫لألسـ ـواق المالي ــة هيك ــل ووظ ــائف تميزه ــا ع ــن ريره ــا م ــن األسـ ـواق وأهمي ــة اكتس ــتها م ــن دوره ــا ف ــي التنمي ــة‬
‫االقتصـادية فأ ــبح وجودهــا فـي اقتصــاديات الــدول ضـرورية حتميــة يتجســد مـن خاللهــا مســتوى النمـو والتقــدم فــي‬
‫تلك الدول‪ ،‬وارتب نموها وتطورها بتغير الظروف االقتصادية التي تشهدها الساحة االقتصادية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تبريف األسواق المالية وتطورها‬

‫‪-1‬تبريف السوق المالي‪:‬‬


‫حتى يتم تعريف األسواق المالية يجب معرفة أن السوق المالية لفظ مركب من كلمتين هما السوق والمال‪ ،‬أما‬
‫مفهــوم الســوق فيمثــل "الوســيلة التــي تجمــع بــين البــائعين والمشــترين‪ ،‬بغــرض انتقــال الســلع والخــدمات مــن طــرف‬
‫آلخر‪ ،‬بغض النظر عن المكان المادي للسوق"‪ ،‬وأمـا لفـظ المـال فيقصـد بـه " مـا يميـل إليـه الطبـع ويمكـن ادخـاره‬
‫لوقت الحاجة وهو موضوع التعامل في السوق المالية إذ يمثل الصورة النقدية السائلة أو مـا ينـوب عنـه مـن أوراق‬
‫‪1‬‬
‫مالية أو تجارية‪".‬‬

‫ويمكن تعريف األسواق المالية بأنها "اإلطار الفني والتنظيمي والقانوني الذي يتم بموجبه تعبئة الفائض المالي‬
‫وعــادة توزيعــه فــي المجــاالت التــي تعطــي لــه عائــدا أكبــر‪ ،‬عــالوة علــى تــأمين احتياجــات المشــروعات مــن األمـوال‬
‫وتــوفير الســيولة لهــا‪ ،‬وبالتــالي فالســوق الماليــة أ ــبحت بمثابــة ســاحة يلتقــي فيهــا المقترضــون والمقرضــون ويتفق ـوا‬
‫‪2‬‬
‫فيها على العقود المنظمة لتحويل األموال واستخدامها وتداولها "‪.‬‬

‫‪Pierre‬بأنه ــا " الس ــوق الت ــي م ــن خالله ــا يحص ــل األعـ ـوان‬ ‫‪Conso,‬‬ ‫‪Hemici‬‬ ‫كم ــا عرفه ــا ‪Farouk‬‬
‫االقتص ــاديون‪ ،‬المؤسس ــات‪ ،‬والدول ــة عل ــى م ـوارد مالي ــة طويل ــة ومتوس ــطة األج ــل م ــن خ ــالل البي ــع الع ــام لمختل ــف‬
‫‪3‬‬
‫األ ول المالية من أسهم وسندات ورير ذلك"‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن القول إن األسواق المالية هي الوعاء لتداول األوراق المالية ضمن ما يكفل تحقيق رلبات‬
‫المتعاملين من عارضي وطالبي ر وس األموال‪.‬‬

‫*انطالقا من عمل هذه البيوت يمكن التمييز بين ثالث مصطلحات‪ :‬االكتناز وهو وضع القنود جانبا بال ررض‪ ،‬التوفير وهو وضع النقود‬
‫جانبا بغرض استخدامها فيما بعد في االستهالك‪ ،‬واإلدخار وهو وضع النقود بغرض استثمارها أي استخدامها مستقبال في اإلنتاا‪.‬‬
‫مبارك بن سليمان بن أحمد آل سليمان‪ ،‬أحكام التعامل في األسواق المالية المعا رة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪ ،1‬كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الرياض‪.30-28 ،2005 ،‬‬


‫حسن كريم حمزة‪ ،‬رسان رشاد عبد الحميد‪ ،‬سوق العراق لألوراق المالية‪ :‬نشأته‪ -‬تحليل وتقييم مؤشراته‪ ،‬مركز الدراسات الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة‬ ‫‪2‬‬

‫واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،24‬العراق‪ ،2012 ،‬ص ‪.259‬‬


‫‪3‬‬
‫‪Pierre Conso ,Hemici Farouk, Gestion financière de l’entreprise, 11éme édition, Paris : DUNOD,2005, p519.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪-2‬نشأة األسواق المالية ومراحخ تطورها‬

‫إن المتتبع لتاريخ السوق المالية يكشف لنا أن نشوء هذه السوق وتطورها جاء انعكاسا للظروف واالحتياجات‬
‫االقتصادية المتزايدة في البلدان التي وجدت فيها‪ ،‬وبدأت فكرة خلق السوق المالية منذ أن فكر اإلنسان باستغالل‬
‫مدخراته‪ ،‬وساعد في ذلك التطور العلمي ونشوء الشركات ذات الفوائض المالية التي سعت إلى استثمار فوائضها‬
‫من خالل األسواق المالية‪ ،‬فمنذ حوالي ‪ 4000‬عام قبل الميالد عرفت حضارة وادي الرافدين أقدم أشكال التمويل‬
‫والصيرفة‪ ،‬ومع نمو التجارة وتطورها عرف الرومان األسواق المالية في القرن الخامس قبل الميالد بالتحديد‬
‫عام‪ 527‬وأطلقوا عليها ر‪ ، Cllegia-Mercatorum‬وتشبه إلى حد كبير بعض بور ات التجارة في عصرنا‬
‫‪1‬‬
‫الحاضر‪.‬‬
‫وتستند فكرة سوق األوراق المالية على نظرية آدم سميث‪ ،‬التي تقوم على فكرة تقسيم العمل‪ ،‬وتعتمد هذه‬
‫الفكرة على حجم السوق وعلى حجم اإلنتاا‪ ،‬مما يترتب على ذلك إيجاد نوع من التخصص في اإلنتاا تبعا‬
‫للمزايا النسبية‪ ،‬وقد انعكست هذه العالقة على التطورات المالية وما يترتب على ذلك من إيجاد سوق متخصص‬
‫لألوراق المالية‪ ،‬وقد جاءت تسمية األسواق المالية من مفهوم السوق بشكل عام واألدوات التي يتم التعامل بها‬
‫‪2‬‬
‫في تلك السوق‪.‬‬
‫وقد مرت فكرة األسواق المالية قبل و ولها إلى الشكل الموجود عليه حاليا بخمس مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى‪ :‬تميزت بوجود عدد كبير من البنوك الخا ة وارتفاع نسبي في مستوى المعيشة واتساع‬
‫المعامالت التجارية‪ ،‬وزيادة احتياجات المشاريع للتمويل‪.‬‬
‫لمرحلة الثانية‪ :‬بروز البنوك المركزية كهيئة تقيد عمل ونشاط البنوك التجارية بعدما كانت تتسم بالحرية ودون‬
‫مراتبة أي هيئة‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة‪ :‬بداية تخصص البنوك في اإلقراض الطويل والقصير األجل‪ ،‬و دارها لسندات لسد‬
‫احتياجاتها من األموال‪.‬‬
‫حلة الرابعة‪ :‬ظهور السوق النقدية وازدياد التعامل باألوراق التجارية وشهادات اإليداع القابلة للتداول‪ ،‬أي بداية‬
‫اندماا السوق النقدي مع السوق المالي‪.‬‬
‫المرحلة الخامسة‪ :‬اندماا األسواق المالية مع األسواق النقدية واألسواق العالمية مع األسواق المحلية بسبب‬
‫‪3‬‬
‫تطور وسائل االتصال وظهور البور ات المالية المتخصصة في شراء وبيع األوراق المالية‪.‬‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص ص‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.115-114‬‬
‫عبد القادر السيد متولي‪ ،‬األسواق المالية والنقدية في عالم متغير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص‪.162‬‬ ‫‪2‬‬

‫جمال جويدان الجمل‪ ،‬األسواق المالية والنقدية‪ ،‬دار الصفاء للطباعة ونشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2002,‬ص‪.19-18‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪68‬‬
‫‪-3‬أهمية السوق المالي‬

‫تكتسي السوق المالية أهمية كبيرة تستمدها من دورها الحيوي في تطوير وتمويل خط التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وتنبع أهميتها من خالل النقاط اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬تعد الوسيلة األساسية التي تمكن المدخرين من توجيه مدخراتهم إلى االستثمار في القطاعات االقتصادية‬
‫المختلفة؛‬
‫‪ -‬يساعد وجود هاته السوق على تالفي اآلثار التضخمية من خالل تمويل المشروعات دون اإلفراط في‬
‫خلق النقد‪ ،‬ومنح القروض بتكلفة مناسبة مقارنة باإلقراض الخارجي؛‬
‫‪ -‬تلعب دو ار حيويا في تطوير منشآت األعمال ونموها كونها تمثل قناة تدفق األموال‪ ،‬التي تمثل األسهم‬
‫بأنواعها وأدوات المديونية طويلة األجل في هذه السوق؛‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬توفر السوق المرونة في تسييل الورقة المالية وتعمل على استم اررية حفاظها على تيمتها العادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬وظائف السوق المالي‬

‫للسوق المالي عدة وظائف وتتقاطع كثي ار مع اهميته المذكورة سابقا‪ ،‬إال انه توجد ثالثة وظائف رئيسية للسوق‬
‫المالي والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تحويخ المدخرات وتوفير السيولة النقدية‪:‬‬


‫وهو الهدف الرئيسي الذي وجد ألجله السوق المالي‪ ،‬حيث من خالل السوق المالي يمكن تحويل مختلف‬
‫المدخرات التي في حوزة االفراد والبنوك إلى استثمارات‪ ،‬سواء مباشرة عن طريق الملكية رشراء األسهم ‪ ،‬أو عن‬
‫طريق توظيف االموال في شراء سندات تدر فوائد دورية‪ ،‬ووظيفة تحويل المدخرات كانت تقوم بها سابقا البنوك‬
‫التجارية إال أنها لم تكن بالفعالية الالزمة خا ة إذا ما تعلق األمر بالقروض المتوسطة وطويلة األجل‪ ،‬التي‬
‫تتميز بالمخاطرة وعدم التأكد‪.‬‬
‫يقوم السوق المالي بتوفير السيولة النقدية الالزمة لالقتصاد وخا ة إذا تعلق االمر بالسوق النقدي رالسوق‬
‫ق صير االجل ‪ ،‬حيث يتم توفير السيولة الالزمة بالحجم المطلوب وفي الوقت المطلوب ‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫التعامالت الدورية في بيع وشراء االسهم والسندات في كل وقت عن طريق البور ة‪.‬‬
‫مخاطر االستثمار‪:‬‬ ‫‪ -2‬تسبير األوراق المالية والمساعدة على تخفي‬
‫تسمح السوق المالية بإعطاء تسعيرات لمختلف االوراق المتداولة‪ ،‬وهذه التسعيرة تكون متغيرة باستمرار من‬
‫خالل العرض والطلب على هذه االوالاق المالية‪ ،‬فكل من يررب في معرفة السعر الحقيقي ألوراقه المالية ما‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.146‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪69‬‬
‫عليه سوى طرحها في السوق المالي "البور ة" التي تحدد السعر من خالل طلبات الشراء التي تصل إلى‬
‫البور ة على هذه األوراق المالية‪.‬‬
‫كما يقوم السوق المالي بتخويض مخاطر االستثمار بأحد االساليب التالية‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التأمين‪ :‬ضد نتائا بعض المخاطر إذا وقعت مثل الحريق والسرقات وتأمين السيارات‪...‬الخ‪ ،‬وخا ة‬
‫في مجال االستثمارات الحقيقية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬التنويع‪ :‬أي تنويع مجاالت وأوجه االستثمار عمال بالمبدأ القائل رال تضع جميع ما تملكه من بيض في‬
‫سلة واحدة ‪ ،‬وهو أمر واضح ومؤداه أن ال يستثمر المستثمر جميع امواله في مجال واحد أو شركة واحدة‪،‬‬
‫وتساعد األسواق المالية كثي ار على التنويع‪.‬‬

‫‪-3-2‬التحوط‪ :‬أي الدخول في عقود مستقبلية ذات عالقة بأسعار العمالت األجنبية أو أسعار األسهم التي قد‬
‫تسوء في المستقبل‪ ،‬فيدخل المستثمر في اتفاق على بيع أو شراء مقدار معين من العملة بتاريخ معين من العملة‬
‫وبسعر يتفق عليه من اآلن بغض النظر عما سيكون عليه السوق في المستقبل‪ ،‬وتساعد األسواق المالية على‬
‫ذلك كثيرا‪ ،‬إذ انه أ بح من المألوف فيها في هذه األيام وجود مثل هذه النقود‪.‬‬

‫‪ -3‬المساعدة على تنفيذ السياسات النقدية‪:‬‬

‫وذلك عن طريق البنك المركزي حيث يستعمل البنك المركزي أسلوب عمليات السوق المفتوحة‪ ،‬فمثال إذا اراد‬
‫البنك المركزي مكافحة التضخم فإنه يلجأ إلى أساليب منها أن يسحب جزءا من الكتلة النقدية من بين أيدي‬
‫الجمهور والبنوك فيطرح في األسواق المالية أدوات مالية رسندات و أذونات الخزينة ويبيعها بأسعار تعود على‬
‫المستثمرين بعوائد مغرية‪ ،‬ويقوم بالعكس في حالة التضخم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مكونات السوق المالي‬

‫يتكون السوق المالي من سوقين أساسيين هما‪ :‬السوق األولي والسوق الثانوي‪.‬‬

‫‪ -1‬السوق األولي‪:‬‬
‫هو لسوق الذي يكون فيه البائع للورقة المالية رالسهم أو السند هو مصدرها األ لي‪ ،‬ويتم إ دار األوراق‬
‫المالية ألول مرة بعدة طرق وأساليب منها‪:‬‬
‫• عن طريق جهة متخصصة يطلق عليها بنك االستثمار والذي عادة ما يكون بنكا تجاريا أو مؤسسة مالية‬
‫متخصصة تلعب دور الوسي بين الجهة المصدرة لألوراق المالية وجمهور المستثمرين‪.‬‬
‫• عن طريق األسلوب المباشر‪ ،‬حيث تقوم الجهة المصدة للورقة المالية باالتصال بعدد من المستثمرين الكبار‬
‫لتبيعهم إ دارها‪.‬‬
‫• عن طريق المزاد‪ ،‬وهو األسلوب الذي تتبعه و ازرة الخزانة األمريكية‪ ،‬حيث يتم تقديم عطاءات تتضمن‬
‫الكميات المراد ش ار ها‪ ،‬وسعر الشراء ثم يتم المفاضلة بين هذه العطاءات‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫‪ -2‬السوق الثانوي‪:‬‬

‫هو السوق الذي يتم فيه التعامل باألسهم والسندات التي سبق إ دارها والتي يتم التداول بها بين‬
‫المستثمرين‪ ،‬ويقسم السوق الثانوي إلى أربعة أسواق‪:‬‬

‫• سوق يتكون من السماسرة العاملين بالسوق المنتظمة‪.‬‬


‫• سوق يشمل السماسرة رير األعضاء في السوق ولكن لهم الحق في التعامل في األوراق المالية‪.‬‬
‫• سوق يتكون من بيوت السمسرة من رير أعضاء األسواق المنتظمة ولهم الحق في التعامل في األوراق‬
‫المسجلة بتلك األسواق‪.‬‬
‫• سوق يتم التعامل فيها مباشرة بين الشركات الكبرى والتي يكون الهدف منها استبعاد السماسرة لتخويض‬
‫نفقات الصفقات الكبرى‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬سوق رأس المال وأدواته (السوق طويخ األ خ)‬
‫تطرقنا سابقا إلى السوق النقدي والذي تكون التعامالت المالية به قصيرة األجل‪ ،‬واآلن سندرس التعامالت‬
‫المالية طويلة األجل والتي تتداول في سوق رأس المال‪ ،‬لهذا سنقوم أوال بتقديم مفهوم لسوق رأس المال‬
‫هيكلته‪ ،‬ثم نتطرق إلى مختلف األدوات المالية المتداولة فيه‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوا سوق رأس المال‬

‫تعد هذه السوق جزء مـن السـوق المـالي وتحظـى بأهميـة كبيـرة نتيجـة دورهـا البـارز فـي تـوفير التمويـل‪ ،‬ويمكـن‬
‫ّ‬
‫معرفة ذلك من خالل التطرق لمفهومها وهيكلتها واألدوات المتداولة فيها‪.‬‬

‫‪-1‬تبريف سوق رأس المال‪:‬‬


‫وردت عدة تعاريف لسوق رأس المال حسب العديد من الباحثين االقتصاديين‪:‬‬
‫حي ــث ع ــرف محم ــد محم ــود ال ــدارر س ــوق رأس الم ــال بأنه ــا "إح ــدى المؤسس ــات المالي ــة الوس ــيطة ف ــي الس ــوق‬
‫‪1‬‬
‫المالية‪ ،‬وهي موقع لعرض وطلب األوراق المالية"‪.‬‬
‫بينما رأى فيصل محمود الشواورة أنه القنـاة التـي يـتم مـن خاللهـا تـدفق األمـوال مـن المـدخرين إلـى المسـتثمرين‬
‫ــحيح‪ ،‬فهــي أمــاكن منظمــة يلتقــي فيهــا الممــولين والمســتثمرين‪ ،‬أو المقترضــين والمقرضــين لبيــع وشـراء‬ ‫والعكــس‬
‫‪2‬‬
‫األوراق المالية من خالل الوسطاء أو ما يطلق عليهم السماسرة"‪.‬‬
‫في حين يعتبرها باس كاظم الدعمي "اإلطار التنظيمـي والفنـي والقـانوني الـذي يـتم مـن خاللـه تعبئـة الفـائض‬
‫‪3‬‬
‫االقتصادي وعادة تحريكه وتوزيعه في مجاالت النشاط التي تعطي له عائد أكبر"‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الح الحناوي فيرى بأنها "الميكانيكية التي تنشأ لتسهيل عملية تداول األ ول المالية"‪.‬‬ ‫أما محمد‬

‫محمد محمود الدارر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.239‬‬ ‫‪1‬‬

‫فيصل محمود الشواورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪2‬‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪71‬‬
‫فيما يعرفها عاطف وليم أند اروس بأنها "اآللية التي يتم من خاللها تداول األ ول الماليـة بيعـا وشـراء‪ ،‬وتمكـن‬
‫‪2‬‬
‫من تحويل الموارد المالية بكفاءة من القطاعات ذات الفوائض المالية إلى القطاعات ذات العجز المالي"‪.‬‬
‫كما يرى عبد الغفار الحنفي أن سوق رأس المال هي‪" :‬نظـام يـتم بموجبـه الجمـع بـين البـائعين والمشـترين لنـوع‬
‫‪3‬‬
‫معين من األوراق أو أل ل مالي معين"‪.‬‬

‫من خالل ما سبق نرى أن كل التعاريف تشـترك فـي كـون سـوق رأس المـال لـيس لهـا موقـع محـدد وذلـك لكـون‬
‫أن جــل التعــاريف تتحاشــى اســتخدام موقــع علــى وجــه التحديــد واســتبداله بكلمــة رنظــام‪ ،‬آليــة‪ ،‬الميكانيكيــة‪ ،‬إطــار‬
‫تنظيمي‪ ،‬القناة‪ ،‬مؤسسة مالية وسيطة ‪ ،‬كمـا وتشـترك فـي كـون األوراق الماليـة محـور التـداول فـي هاتـه األسـواق‪،‬‬
‫وأن موضــوع الت ــداول ه ــو تــدفق األم ـوال ب ــين فئتــين األول ــى تش ــهد فائضــا وتطم ــح الس ــتثماره وأخــرى تش ــهد عج ـ از‬
‫ـ ــيارة تعريـ ــف لسـ ــوق رأس المـ ــال بكونهـ ــا "وعـ ــاء لتـ ــداول األوراق الماليـ ــة ذات‬ ‫وتحتـ ــاا للتمويـ ــل‪ ،‬ومنـ ــه يمكـ ــن‬
‫االستحقاق الطويل األجل كالسندات والتي ال تستحق كاألسهم ضمن ما يكفل تحقيق رلبات المتعاملين فـي هاتـه‬
‫السوق من عارضي وطالبي ر وس األموال"‪.‬‬

‫كم ــا يطل ــق لف ــظ س ــوق رأس الم ــال عل ــى س ــوق األوراق المالي ــة وه ــذا ألن أ ــحاب المش ــروعات يلج ــؤون إليه ــا‬
‫‪4‬‬
‫لتكوين رأس المال الالزم لتمويل مشروعاتهم‪.‬‬

‫ويمثــل مصــطلح "ســوق رأس المــال" المصــطلح المعــرب لكلمــة "بور ــة " التــي هــي مــن أ ــل التينــي‪،‬‬
‫وتعنــي الصـرة أو الكــيس المخصــص لحمــل النقــود‪ ،‬ثــم أ ــبحت تشــير إلــى النقــود نفســها والكلمــة تشــير أيضــا إلــى‬
‫المكان الدوري الذي كان يعقده تجار مدينة بروا البلجيكية في القصر المصـرفي ‪ Vandebursen‬فـي منتصـف‬
‫‪5‬‬
‫القرن السادس عشر‪ ،‬وترجع كلمة بور ة إلى معنيين‪:‬‬
‫المعنـى األول‪ :‬هـو اسـم أحـد كبـار التجـار األرنيـاء وكـان اسـمه ر‪ ، Ven Den Bourse‬ولـذلك أطلـق لفــظ‬
‫"بور ة" على المكان الذي يجتمع فيه التجار وتتم فيه عمليات البيع والشراء‪.‬‬
‫المعنــى الثــاني‪ :‬فنــدق فــي مدينــة بــروا"‪ ،"BRUGES‬كانــت ت ـزين واجهتــه بشــعار عملــة عليهــا ثــالث أكيــاس‪،‬‬
‫وكان يجتمع في هذا الفندق عمالء مصرفيين ووسطاء ماليين لتصريف األعمال‪.‬‬

‫الح الحناوي‪ ،‬تحليل وتقييم األسهم والسندات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.8‬‬ ‫محمد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 151‬عاطف وليم أندراوس‪ ،‬السياسة المالية وأسواق األوراق المالية خالل فترة التحول القتصاد السوق‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.6‬‬
‫عبد الغفار حنفي‪ ،‬االستثمار في بور ة األوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪3‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.62‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد القادر السيد متولي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.161‬‬ ‫‪5‬‬

‫*سميت البور ة بهذا االسم نسبة إلى الحائ الذي بناه المستوردون الهولنديون لحمايــة قطعــانهم‪ ،‬وفــي ســنة ‪ 1902‬أخــذ األمريكــي ‪Bernard‬‬
‫‪ Baruch‬فكـرة شــارع لومبــارد‪ Lombard Stree‬فــي لنــدن الــذي كانـت تبــرم فيــه الصــفقات إلقـراض األمـوال ليطبقهــا علــى شــارع ‪wall Street‬‬
‫ويصبح بذلك هذين الشارعين أكبر مركزين ماليين في العالم‪ ,‬ليتم تحويلهما بعد ذلك إلى أبنية سميت بالبور ة‪.‬‬
‫‪72‬‬
‫و ذا رجعن ــا إل ــى ت ــاريخ إنش ــاء البور ــات ف ــي الع ــالم‪ ،‬نج ــد أن أول بور ــة أنش ــأت كان ــت ف ــي مدين ــة أنف ــرس‬
‫البلجيكية عام ‪1576‬م ثم فـي أمسـتردام بهولنـدا عـام ‪ 1608‬ثـم لنـدن عـام ‪ 1666‬ثـم بـاريس عـام ‪1808‬م‪ ،‬وفـي‬
‫الوقت الراهن فإن من أهم البور ات تأتي بور ة نيويورك ر‪ * Wall Street‬عام ‪.1892‬أما في الـدول العربيـة‬
‫فقد أنشـأت مصـر أول بور ـة لـألوراق الماليـة فـي اإلسـكندرية عـام ‪1883‬م‪،‬كمـا أنشـأت بور ـة األوراق الماليـة‬
‫‪1‬‬
‫في القاهرة عام ‪1903‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬هيكلة سوق رأس المال‪:‬‬

‫تعد سوق رأس المال جزء من السوق المالية‪ ،‬و يمكـن تصـنيفها طبقـا لعـدة أسـس‪ ،‬حيـث ينظـر إليهـا مـن أكثـر‬
‫من زاوية فهناك من يقسم السوق المالية حسب المعامالت إلى سوق نقد وسوق أرسـمال تضـم هاتـه األخيـرة سـوق‬
‫‪2‬‬
‫التمويل الخاص بالقروض المتوسطة والطويلة األجل وسوق األوراق المالية‪:‬‬

‫سااوق القااروض متوسااطة وطويلااة األ ااخ‪ :‬وتتضــمن كافــة األطـراف التــي تتعامــل فــي القــروض متوســطة وطويلــة‬
‫األجل كالبنوك المتخصصة‪ ،‬و ناديق االدخار‪ ،‬ومؤسسات التأمين والهيئات العامة للتأمينات االجتما ية‪.‬‬

‫سااوق األوراق الماليااة‪ :‬ويــتم مــن خاللهــا توظيــف أم ـوال المســتثمرين والمــدخرين‪ ،‬وتمويــل المشــاريع االقتصــادية‬
‫تمويال طويل األجل من خالل إ دار وتداول األوراق المالية‪.‬‬

‫لسوق األوراق المالية عدة أقسام‪ ،‬إذ أن لكل قسم منها آليـات وفـروع داخليـة تتميـز بسـمات وخصـائص وأدوات‬
‫استثمارية‪ ،‬ولكنها في الوقت نفسه مترابطة فيما بينهـا‪ ،‬إذ توجـد أقسـام مكملـة لبعضـها الـبعض وسـيتم إظهـار ذلـك‬
‫من خالل ما يلي‪:‬‬

‫تنقسم سوق األوراق المالية إلى سوق آجلة وسوق عاجلة حسب معيار الزمن‪:‬‬
‫الساااوق ا" لاااة‪:‬رأسـ ـواق العق ــود المس ــتقبلية ‪،‬تتعامل ه ــذه الس ــوق ف ــي األس ــهم والس ــندات ولك ــن م ــن خ ــالل عق ــود‬
‫واتفاتيــات يــتم تنفيــذها فــي تــاريخ الحــق‪ ،‬بمعنــى أن يــدفع المشــتري تيمــة الورقــة آنيــا علــى أن يتســلمها فــي تــاريخ‬
‫الحق‪ ،‬والغرض من وجودها هو تخويض أو تجنب مخاطر تغير السعر‪.3‬‬
‫السوق البا لة‪ :‬وتسمى السوق الحاضرة أو اآلنية وهي أسواق األوراق المالية طويلة األجل‪ ،‬إذ في هذه األسواق‬
‫يتم عقد الصفقات و برامها‪ ،‬كما يتم تنفيذها‪ ،‬حيث يتم تسليم واستالم ما تم التعاقد عليه مباشرة بعد إتمام الصفقة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتنقسم السوق العاجلة إلى السوق األولية والسوق الثانوية‪.‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪1‬‬

‫رفعت السيد العوضي‪ ،‬األسواق المالية في االقتصاد المعا ر واالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الدورة العشرون للمجمــع الفقهــي اإلســالمي‪ ،‬رابطــة العــالم‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسالمي‪ ،‬مكة المكرمة‪ 29-25 ،‬ديسمبر‪ ،2010‬ص‪.14‬‬


‫رشيد بوكساني‪ ،‬معوقات أسواق األوراق المالية العربية وسبل تفعيلها‪ ،‬أطروحة دكتورة رير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ :‬قسم العلوم االقتصادية‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.42‬‬
‫‪73‬‬
‫• طبيبة وخصائص السوق األولية‪:‬‬

‫تعرف السوق األولية بأنها"السوق التي يتم فيها الترويا واالكتتاب فـي اإل ـدارات الجديـدة مـن األوراق الماليـة‬
‫م ــن أس ــهم وس ــندات الش ــركات وس ــندات الخزين ــة‪ ،‬وت ــتم العملي ــة ع ــادة م ــن خ ــالل بن ــك اس ــتثمار"‪2.‬كم ــا أنه ــا تع ــرف‬
‫‪3‬‬
‫بالسوق التي تنشأ فيها العالقة بين المدين والدائن أو الشركة المصدرة للسهم والشخص المكتتب به ألول مرة"‪.‬‬

‫وتخصــص هــذه الســوق لإل ــدارات الجديــدة والتــي تخلقهــا مؤسســات ماليــة معينــة تعــرض فيهــا الورقــة الماليــة‬
‫‪4‬‬
‫ألول مرة على الجمهور‪ ،‬وتتصف عملية اإل دار بأنها عملية أولية ورير دورية أو متكررة‪.‬‬

‫وللسوق األولية ثالثة حاالت لإل دار‪ :‬إما إ دارات جديدة ألول مرة تتعلق بشركات تطرح أسهمها لالكتتـاب‬
‫الخاص أو العام‪ ،‬أو إ دارات جديدة لشركات قائمة تمثـل زيـادة فـي رأس المـال أو إ ـدار سـندات لزيـادة المـوارد‬
‫ـورة اإل ـدار األخيــر فهـي تتمثـل فـي إ ــدار جديـد لـرأس المـال لشــركات مغلقـة بمعنـى أنـه ال يــتم‬ ‫الماليـة‪ ،‬أمـا‬
‫الطرح لالكتتاب العام و نما يقتصر على المساهمين األ ليين للشركة‪.‬‬
‫ويتم تصريف اإل دارات الجديدة من خالل استخدام ثالث أساليب هي‪:‬‬
‫✓ أس ــلوب البي ــع المباش ــر‪ :‬وفق ــا له ــذا األس ــلوب تق ــوم جه ــة اإل ــدار باالتص ــال مباش ـرة بالمس ــتثمرين المحتمل ــين‬
‫لتسـويق إ ـداراتها دون تـدخل وسـطاء‪ ،‬وذلـك لتـوفير الوقـت والجهـد‪ ،‬ريـر أنـه يترتـب علـى هـذا األسـلوب تكــاليف‬
‫عالية وشروط قاسية باإلضافة لعدم توفر الخدمة التسويقية المناسبة‪،‬‬
‫✓ أســلوب البيــع ريــر المباش ـر‪ :‬يــتم بــاللجوء إلــى طــرف ثالــث رالبــا مــا تكــون بنــوك االســتثمار لتص ـريف األوراق‬
‫المالية المصدرة وفق الطرق التالية‪:‬‬
‫• أن يقـوم بنــك االســتثمار بتــأمين تغطيــة االكتتـاب وجنــي ربــح متمثــل فــي الفـرق بــين ســعر الشـراء والبيــع‪ ،‬أو أن‬
‫يتفق مع الشركة المصدرة لألوراق المالية على تصريف اإل دار كله أو نسبة منـه مقابـل عمولـة تتـراوح بـين ‪10‬‬
‫إلى‪% 15‬من حصيلة بيع اإل ـدار‪ ،‬ريـر أنـه فـي هـذه الحالـة يتعـرض لمخـاطر جمـة فـي حالـة عـدم قدرتـه علـى‬
‫تص ـريف اإل ــدار فيســتعين ببنــوك أخــرى لتوزيــع الخســائر والتكلفــة وتســويق عــدد مــن األوراق الماليــة فــي حالــة‬
‫انخفاض سعرها‪،‬‬
‫• أن يقتصــر المصــرف دوره علــى بــذل قصــار جهــده فــي بيــع األوراق الماليــة مقابــل أجــر متفــق عليــه وال يضــمن‬
‫تغطية االكتتاب‪،‬‬

‫سميرة لطرش‪ ،‬كفــاءة ســوق رأس المــال وأثرهــا علــى القيمــة الســوتية للســهم د ارســة حالــة مجموعــة مــن أسـواق رأس المــال العربيــة‪ ،‬رســالة دكتــورة‬ ‫‪2‬‬

‫رير منشورة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ :‬قسم العلوم االقتصادية‪ ،2010،‬ص‪.42‬‬


‫أحمــد بــوراس‪ ،‬الســعيد بريكــة‪ ،‬كفــاءة األس ـواق العربيــة وتمويــل االقتصــاد‪ ،‬الملتقــى الــدولي حــول‪ :‬سياســات التمويــل وأثرهــا علــى االقتصــاديات‬ ‫‪2‬‬

‫والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2006 ،‬ص ‪.02‬‬
‫فيصل محمود الشواورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.45‬‬ ‫‪3‬‬

‫إبراهيم أبو بكر المدنيني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪74‬‬
‫• أن يلعب المصرف دور وكيل لترتيب بيـع األوراق الماليـة إلـى مسـتثمرين معينـين مقابـل أتعـاب يتقاضـاها‪ ،‬مـع‬
‫‪1‬‬
‫إيداع حصيلة االكتتاب في حساب الشركة لدى المصرف‪.‬‬
‫أ‪ -‬طريقة البيع بالمزاد‪ :‬ويتم مـن خـالل دعـوة المسـتثمرين المحتملـين لتقـديم عطـاءاتهم سـواء مـن ناحيـة الكميـة أو‬
‫‪2‬‬
‫السعر‪ ،‬ويتم قبول العطاءات ذات السعر األعلى ثم األقل فاألقل إلى أن يتم تصريف كامل اإل دار‪.‬‬
‫الشكخ رقم ‪ :14‬آلية التعامل في السوق األولية‬

‫قيمة األسهم والسندات‬ ‫(قرض)‬


‫الوسطاء الماليين‬
‫ادخار‬ ‫استدانة‬

‫المستثمرين‬ ‫المقترضين‬

‫‪Source : Ramage Pierre, LeMarche Financier, Paris :édition d’organisation, 2002, p26 .‬‬

‫• طبيبة وأهمية السوق الثانوية‪:‬‬


‫سوق التداول وهي سوق تداول اإل دارات أي بيع األوراق الماليـة وشـرائها وذلـك عبـر أجهـزة الوسـاطة الماليـة‬
‫‪3‬‬
‫كبنوك االستثمار والوكالء المتخصصين في الوساطة بين المستثمرين والمدخرين‪.‬‬

‫من خالل ما سبق نستنتا أنه في السوق األوليـة تبـرم العقـود بـين مصـدري األوراق الماليـة ومشـتريها علـى عكـس‬
‫مــا هــو فــي الســوق الثانويــة حيــث تبــرم العقــود بــين مشــتري الورقــة الماليــة فــي الســوق األوليــة ومشــتريها الجــدد فــي‬
‫السوق الثانوية‪ ،‬كما وتحصل الشركة في السوق األولية على احتياجاتها من األموال نتيجة إ دارها ألوراق مالية‬
‫بخالف السوق الثانوية التي ال تحصل فيها على أي شـيء مـن المـال بـل تسـتفيد مـن شـهرة تكتسـبها نظيـر تـداول‬
‫أسهمها‪ ،‬وبالتالي فالسوق األولية هي سـوق اسـتثمار حقيقـي علـى عكـس السـوق الثانويـة التـي تعـد سـوق اسـتثمار‬
‫مالي‪.‬‬

‫أقسام السوق الثانوية ومستوياتها‪ :‬تنقسم السوق الثانوية إلى سوق منظمة ورير منظمة وفق ما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬السوق المنظمة‪:‬ر البور ة‪ ،‬السوق الرسمية تتميز بوجود مكان محدد يلتقـي فيـه المتعـاملون للبيـع أو الشـراء‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫ويدار بواسطة مجلس منتخب من أعضاء السوق‪ ،‬ويشترط التعامل في األوراق المالية المسجلة‪.‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.72‬‬ ‫‪1‬‬

‫نسرين بن زواي‪ ،‬إعادة الهندسة المالية لسوق األوراق المالية في ظل تدا يات األزمات‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتما ية واإلنسانية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫العدد‪ ،2014 ،12‬ص ‪.65‬‬


‫زهير حامد الزيدي‪ ،‬كفاءة أسواق األوراق المالية العربية الواقع والطموح نظرة تحليلية‪ ،‬مجلة ديالى‪ ،‬العدد ‪ ،2013 ،57‬ص ‪.08‬‬ ‫‪3‬‬

‫عطا هللا ماجد أحمد‪ ،‬إدارة االستثمار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2011 ،‬ص‪.152‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪75‬‬
‫وتقس ــم األسـ ـواق المنظم ــة ب ــدورها إل ــى مس ــتويين‪ ،‬وذل ــك حس ــب حج ــم وأهمي ــة المؤسس ــات الت ــي يس ــمح بت ــداول‬
‫أسهمها‪:‬‬
‫❖ السوق األولى‪ :‬والذي يخصص للشركات الكبيرة التي تسـتوفي الشـروط التـي تضـعها البور ـة‪ ،‬كمـا هـو حـال‬
‫األسواق اليوم‪،‬‬
‫❖ السوق الثانياة‪ :‬تخصـص للمؤسسـات الصـغيرة والمتوسـطة والتـي تتميـز بدرجـة نمـو كبيـرة‪ ،‬ولكنهـا ال تسـتطيع‬
‫تحقيق شروط اإلدراا في السوق األولى‪ ،‬وتعتبر هذه السـوق بمثابـة مرحلـة تمهيديـة لقبـول المؤسسـات فـي السـوق‬
‫‪1‬‬
‫األولى‪.‬‬
‫ب‪ -‬السـوق ريـر المنظمـة‪ :‬رريـر الرسـمية‪،‬موازية‪ marché de gré à gré, over-the-counter،‬وهـي‬
‫الســوق التــي يــتم التعامــل فيهــا بــاألوراق الماليــة بيعــا وشـراء مــن خــالل ســعر التفــاوض بــين المتعــاملين عــن طريــق‬
‫‪2‬‬
‫شبكات اتصال إلكترونية ر‪ * ECNs‬ويتم تحديد السعر بصفة مستمرة‪.‬‬
‫ومن أبرز أسـواق األوراق الماليـة ريـر المنظمـة سـوق ناسـداك **)‪ ،(NASDAQ‬ويتعامـل هـذا السـوق بأسـهم‬
‫ــناع‬ ‫مــا يقــارب ‪ 5400‬شــركة ومنهــا شــركات التقنيــة العالميــة‪ ،‬كمــا يتعامــل فيــه أكث ـر مــن ‪ 500‬تــاجر يعــدون‬
‫‪3‬‬
‫السوق‪.‬‬
‫ويــرى ‪ Fischer& Jordan‬أن األسـواق ريــر المنظمــة هــي طــرق إلجـراء المعــامالت أكثــر مــن كونهــا مكــان‬
‫إلجراء تلك المعامالت‪4،‬وفي الواليات المتحدة يتضمن السوق رير المنظم أسواق أخرى فر ية هي السوق الثالـث‬
‫ناع السوق‪:‬‬ ‫والسوق الرابع‪ ،‬إضافة إلى أسواق أخرى تخلقها مجموعة أخرى من‬
‫• السوق الثالث‪ :‬يتكون من بيوت السمسرة من رير أعضاء األسواق المنظمة‪ ،‬ومن كان لهم الحق في التعامل‬
‫فــي األوراق الماليــة المســجلة فــي تلــك األسـواق كــان ســبب خلــق هــذه األسـواق فــي الواليــات المتحــدة األمريكيــة هــو‬

‫محفوظ جبار‪ ،‬سامية عمر عبده‪ ،‬دور السوق الثانية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬دراسة حالة فرنسا‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫*هي اختصار ‪ Electronic Communications Networks‬ويطلق على األسواق التي تتعامل بهذه اآللية باألسواق االلكترونية‬
‫‪.ElectronicMarkets‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Frederic‬‬ ‫‪Mishkin,Monnaie,‬‬ ‫‪banque‬‬ ‫‪et‬‬ ‫‪marché‬‬ ‫‪financiers,‬‬ ‫‪Paris:‬‬ ‫‪Pearson‬‬ ‫‪Education‬‬
‫‪France9emeédition,2010,p35.‬‬

‫** بدأ التعامل في هذا السوق في ‪ ,1971/02/7‬ويتولى إدارته االتحاد الوطني لتجار األوراق المالية‪NASD‬ر ‪National Association Of‬‬
‫‪ ، Securities Dealers‬ثم أضيف إليه بارة العرض اآللي لألسعار ‪ Automated Quotation‬لإلشارة إلى أن اإلعالن عن األسعار يتم‬
‫وفقا لنظام إلكتروني‪ ،‬ومن هنا جاءت تسمية السوق ‪.NASDAQ‬‬
‫محمد محمود الدارر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.245‬‬ ‫‪3‬‬

‫منير إبراهيم الهندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪ ،2006 ،‬ص‪.106‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪76‬‬
‫عدم تمتع مؤسسات االستثمار الكبيرة بخصم في العمولة عند تعاملها في األسواق المنظمة إضافة إلى أن بيوت‬
‫‪1‬‬
‫السمسرة ال تدفع رسوم على العضوية في السوق ومنه انخفاض تكلفة العمليات‪،‬‬
‫• السوق الرابع‪ :‬يقصد بها المؤسسات االستثمارية الكبيرة واألفراد األرنياء الـذين يتعـاملون فيمـا بيـنهم فـي شـراء‬
‫‪2‬‬
‫وبيع األوراق المالية في طلبيات كبيرة‪ ،‬وذلك كاستراتيجية إضافية للحد من العموالت التي يدفعونها للسماسرة‪.‬‬

‫تتعــدد أس ـواق األوراق المالي ــة وتختل ــف م ــن مجتم ــع آلخ ــر تبع ــا للتط ــور االقتص ــادي واالجتم ــاعي الفك ــري‪،‬‬
‫والقــانوني‪ ،‬إذ تتنــوع هــذه األس ـواق فــي االقتصــاديات القويــة بالــدول المتقدمــة علــى عكــس مــاهي عليــه فــي الــدول‬
‫النامية‪.‬‬

‫‪ -3‬وظائف سوق رأس المال‬

‫تؤدي سوق رأس المال مجموعة من الوظائف على قدر كبير من األهمية في االقتصاد الكلي‪ ،‬إذ تتركز‬
‫وظيفتها األساسية في تحقيق التدفقات الفعالة وذات الكفاءة العالية ألموال االستثمارات طويلة األجل من‬
‫‪3‬‬
‫المدخرين إلى المستثمرين إما بطريقة مباشرة أو رير مباشرة‪.‬‬
‫نظام التمويل المباشر‪ :‬يتم تحويل الموارد لدى األعوان ذوي الفائض إلى األعوان الذين هم بحاجة إلى التمويل‪،‬‬
‫ويتم ذلك بشكل مباشر من خالل إ دار أوراق مالية‪،‬‬
‫نظام التمويل رير المباشر‪ :‬في هذه الحالة يلعب النظام المصرفي دور الوسي في توفير األموال الضرورية‬
‫‪4‬‬
‫للمؤسسات التي تحتاا للتمويل‪.‬‬

‫ويمكن إجمال أبرز وظائف سوق رأس المال في النقاط اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬ايجاد حلقة فعالة بين البائعين والمشترين األمر الذي ييسر سبل االستثمار والتمويل لإلقراض‪،‬‬
‫‪ -‬توجيه االدخار نحو االستثمارات األكثر كفاءة و نتاجية‪ ،‬األمر الذي يولد عائد مالئم للمستثمر ويعود بالنفع‬
‫العام على مستوى االقتصاد القومي‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬وجودها يساعد السياسات النقدية والمالية على تحقيق أهدافها والحفاظ على االستقرار االقتصادي‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬تساعد على التنبؤ باتجاهات األسعار وحجم اإلنتاا في المستقبل‪،‬‬
‫‪ -‬تمثل أداة رير رسمية للرقابة الخارجية على كفاءة السياسات االستثمارية‪ ،‬التمويلية‪ ،‬التشغيلية والتسويقية‬
‫للشركات المدرجة أوراقها المالية فيها حيث ينعكس أداءها على أسعار أسهمها‪،‬‬

‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫‪1‬‬

‫منير إبراهيم الهندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.111‬‬ ‫‪2‬‬

‫فريد النجار‪ ،‬البور ات والهندسة المالية‪ ،‬مكتبة شباب الجامع‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1999‬ص‪.91‬‬ ‫‪3‬‬

‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.261‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد القادر السيد متولي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.163‬‬ ‫‪5‬‬

‫فيصل محمود الشواورة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬تع د أداة لجذب االستثمارات األجنبية‪ ،‬وتوطيد التكنولوجيا عن طريق االستفادة من التطورات المالية‬
‫واالقتصادية العالمية‪ ،‬حيث تعمل سوق األوراق المالية على زيادة التراب مع العالم الخارجي عن طريق ارتباطها‬
‫باألسواق المالية الدولية‪،‬‬
‫‪ -‬أداة للحد من معدالت التضخم في هيكل االقتصاد الوطني حيث تساعد سوق األوراق المالية على جذب‬
‫المدخرات وامتصاص السيولة النقدية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬تعمل على تخويض مخاطر االستثمار إما بالتنويع أو التحوط باستخدام العقود المستقبلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المتباملون في سوق رأس المال‬


‫‪2‬‬
‫هناك تصنيفين لألطراف المتعاملة في سوق األوراق المالية هما‪:‬‬

‫‪-1‬تصنيف المتباملون حسب الهدف من التبامخ‪:‬‬

‫يمكن تصنيف األطراف التي تتعامل في بيع وشراء االوراق المالية حسب الهدف من وراء التعامل‪ ،‬والذي‬
‫يعتبر الموجه الرئيسي لهؤالء في تخطي عمليات البيع والشراء إلى أربعة مجموعات رئيسية هي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬الم ار ون المحترفون‪ :‬تهدف هذه المجموعة إلى االستفادة من فروق األسعار لذلك يهتم‬
‫المضاربون المحترفون بمتابعة تحركات األسعار بالسوق بصفة دائمة‪ ،‬هذا باإلضافة إلى التنبؤ باتجاه السوق‬
‫وتخطي عملياته‪ ،‬ويستخدم المضارب المحترف أدوات التحليل اإلحصائي واالقتصادي التي تمكنه من تفسير‬
‫العوامل الخارجية المؤثرة على السوق‪ ،‬هذه باإلضافة إلى معرفته بالعمليات الفنية التي تدور داخل السوق‪.‬‬
‫‪ -2-1‬الم ار ون الهواة‪ :‬وهم مجموعة تهدف إلى االستفادة من فروق األسعار من دون أن تهتم‬
‫بدراسة العوامل المؤثرة على السوق‪ ،‬وال تقوم بدراسة اتجاهات السوق‪ ،‬وال تتطلب سياسة مرنة تتفق مع دورات‬
‫الهبوطية والصعودية ألسعار األسهم‪ ،‬وعادة ما يختفي هؤالء من السوق نتيجة تحقيق خسائر‪.‬‬
‫عودا وهبوطا بوسائل‬ ‫‪ -3-1‬المتآمرون‪ :‬تهدف هذه المجموعة إلى التحكم في األسعار وتوجيه السوق‬
‫مصطنعة‪ ،‬بهدف أن يصبح السعر السائد في الورقة المالية بالسوق أعلى أو السعر العادل الناتا عن قوى‬
‫العرض والطلب العاديين‪ ،‬ويتميز هؤالء بتوافر الموارد المالية الضخمة لديهم التي تمكنهم من تحقيق أهدافهم‪،‬‬
‫ويستفيد هؤالء من المحترفين من االتجاهات الطبيعية ألسعار أسهم السوق‪.‬‬
‫‪ -4-1‬المستثمرون‪ :‬هناك نوعان من المستثمرين‪:‬‬
‫‪ -‬المستثمر الداخلي‪ :‬ويهدف إلى السيطرة على الشركة و دارتها من خالل تملك عدد كاف من األسهم‪،‬‬
‫ويكون هدفه الربح في المرتبة الثانية‪.‬‬

‫عرفة سيد سالم‪ ،‬إدارة المخاطر االستثمارية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.189‬‬ ‫‪1‬‬

‫بوكساني رشيد‪ ،‬معوقات أسواق األوراق المالية العربية وسبل تفعيلها‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬ ‫‪2‬‬

‫وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2006/2005 ،‬ص ص‪.52-50:‬‬


‫‪78‬‬
‫‪ -‬المستثمر البادي‪ :‬ويهدف إلى تحقيق الربح في المرتبة األولى في األجل الطويل‪ ،‬باإلضافة إلى العائد‬
‫الجاري‪.‬‬
‫‪ -2‬تصنيف المتباملون جلى عارضين وطالبين‪:‬‬

‫يمكن تقسيم المتعاملين في سوق االوراق المالية إلى كل من العارضين والطالبين لرأس المال‪.‬‬

‫‪ -1-2‬الطالبون لرأس المال‪ :‬وهم أ حاب األموال أي المدخرات‪ ،‬أو من لهم فائض في مواردهم المالية‪،‬‬
‫ويريدون استثمارها على شكل تيم منقولة‪ ،‬وعلى العموم ينقسم طالبو ر وس األموال إلى فئتين‪:‬‬
‫‪ -‬الفئة األولى‪ :‬تضم أ حاب االدخار الفردي‪ ،‬وهو الجزء المتبقي من الدخل بعد عملية اإلنفاق‪ ،‬وتتميز‬
‫هذه الفئة بقلة ر وس األموال المراد استثمارها وبالتناظر وعدم التجانس‪.‬‬
‫‪ -‬الفئة الثانية‪ :‬تضم البنوك وشركات التأمين و ناديق اإليداع واالدخار و ناديق االستثمار‪ ،‬ومن أهم‬
‫وظائف هذه الشركات عملية التوظيف في سوق األوراق المالية بهدف تحقيق إجراءات إضافية‪.‬‬
‫‪ -2-2‬البارضون لرؤوس األموال‪ :‬يقصد بالعارضين لر وس األموال في شكل أوراق مالية‪ ،‬ويأخذون في‬
‫أرلب األحيان شكل الشركات الصنا ية والتجارية‪ ،‬والشركات التي تصدر االسهم والسندات لتمويل‬
‫احتياجاتها‪ ،‬باإلضافة إلى الحكومات التي تصدر السندات‪ ،‬بهدف تغطية العجز في الميزانية أو بهدف‬
‫امتصاص السيولة في األسواق أو مواجهة نفقات رير عادية‪...‬الخ‬
‫ناع ومحركو السوق‪ ،‬ويمكن تقسيمهم إلى‪:‬‬ ‫باإلضافة للعارضين والطالبين يوجد الوسطاء الماليون‪ ،‬وهم‬
‫‪ -‬السماسرة ووكالء التبادل‪.‬‬
‫ناديق االستثمار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المحكمون والمراقبون‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أدوات سوق رأس المال‬


‫يمكن تقسيم األدوات المالية المستعملة في سوق رأس المال إلى ثالث أ ناف‪ ،‬أدوات مالية تثبت حق‬
‫الملكية‪ ،‬وأدوات مالية تثبت حق الدين‪ ،‬باإلضافة إلى أدوات مالية متطورة تعرف بالمشتقات المالية‪.‬‬
‫‪ -1‬أدوات تثبت حت الملكية (األسهم)‪:‬‬
‫وهي األسهم التي من تصدر من طرف شركات المساهمة‪ ،‬وسنتطرق إلى تعريفها وأهم خصائصها‬
‫وأنواعها‪.‬‬

‫‪-1-1‬تبريف األسهم وخصائصها‪ :‬هـو حصـة الشـريك فـي موجـودات الشـركة ممثلـة بصـك قابـل للتـداول‪ .‬وبعبـر‬
‫عن نصيب المساهم في شـركة مـن شـركات األمـوال‪ ،‬أو الجـزء الـذي ينقسـم علـى تيمتـه مجمـوع رأس مـال الشـركة‬
‫‪1‬‬
‫ك له تيمة اسمية‪ ،‬حيث تمثل األسهم في مجموعها رأس مال الشركة‪ ،‬وتكون متساوية القيمة‪.‬‬ ‫المثبت في‬

‫عبد الرحمان النجدي‪ ،‬المعايير الشر ية للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬هيئة المحاسبة والمراجعة‪ ،‬المنامة‪ ،2010 ،‬ص ‪.308‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪79‬‬
‫تتسم عملية إ دار األسهم بمجموعة من العيوب وفق ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أن االستثمار في األسهم العادية محفوف بالمخـاطر مقارنـة باالسـتثمار فـي األوراق الماليـة األخـرى ممـا ينجـر‬
‫عنه عائد أعلى وتكاليف أكثر للمنشأة المصدرة له‪،‬‬
‫‪ -‬تعـد أربــاح األســهم خاضــعة للضـريبة‪ ،‬علــى عكــس فوائــد السـندات التــي تعــد تكاليفــا واجبــة الخصــم قبــل حســاب‬
‫الضريبة‪ ،‬وبالتالي فاألسهم ال تتولد عنها وفورات ضريبية‪ ،‬مما يرفع من تكلفة التمويل‪،‬‬
‫‪ -‬يؤدي التوسع في إ دار األسهم إلى زيادة عدد المساهمين مما يخفـض مـن قـدرتهم التمويليـة مقارنـة بأعضـاء‬
‫‪1‬‬
‫مجلس اإلدارة المتحكمون في اتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫‪ 2-1‬قيم األسهم‪ :‬للسهم عدة تيم كما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬القيمـة االســمية‪ :‬تحـدد عنــد تأسـيس الشــركة وتـدون فــي شـهادة الســهم الصـادرة لمالكــه ومجموعـة القــيم االســمية‬
‫لألسهم تشكل رأس مال الشركة‪،‬‬
‫‪ -‬القيمة الدفتريـة‪ :‬القيمـة التـي تظهـر فـي دفـاتر الشـركة ويـتم حسـابها بقسـمة حقـوق الملكيـة رحقـوق المسـاهمين‬
‫على عدد األسهم المصدرة‪،‬‬
‫‪ -‬القيمة الحقيقية‪ :‬هي نصيب السهم في ممتلكـات الشـركة‪ ،‬بعـد إعـادة تقويمهـا وفقـا لألسـعار الجاريـة وذلـك بعـد‬
‫خصم ديونها‪،‬‬
‫‪ -‬القيم ــة الس ــوتية‪ :‬القيم ــة الت ــي تتح ــدد بن ــاء عل ــى الع ــرض والطل ــب وتت ــأثر بعوام ــل متع ــددة مث ــل وض ــع الش ــركة‬
‫والوضع االقتصادي العام‪،‬‬
‫‪ -‬تيمة التصوية‪ :‬هي نصيب السهم من تيمة موجودات الشركة عند تصفيتها‪ ،‬بعـد سـداد حقـوق الـدائنين وحقـوق‬
‫حملة األسهم الممتازة‪،‬‬

‫‪-3-1‬أنواع األسهم‪ :‬تصنف إلى عدة أسهم حسب عدة معايير وفق ما يلي‪:‬‬
‫• حسب طبيبة الحصة التي يقدمها الشريك‪ :‬وهي نوعين‪:‬‬
‫✓ األسهم النقدية‪ :‬وهي األسهم التي تعطي للشريك إذا قدم حصته في رأس مال الشركة نقودا‪،‬‬
‫✓ األسهم العينية‪ :‬وهي األسـهم التـي تعطـى للشـريك إذا قـدم حصـته فـي رأس مـال الشـركة عينـا رأرض‪ ،‬مصـنع‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫بضاعة‪...‬‬
‫✓ أسهم مجانية‪ :‬وهي التي توزع على المساهمين بنسبة امـتالكهم لألسـهم العاديـة‪ ،‬وتعـد األسـهم المجانيـة بمثابـة‬
‫زيادة في رأس مال الشركة نتيجة احتجاز أجزاء من أرباح الشركة وبالتالي يكون للمساهمين الحق في هذه الزيادة‬
‫‪3‬‬
‫في رأس المال‪.‬‬

‫محمد محمود الدارر‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.104‬‬ ‫‪1‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.116-115‬‬ ‫‪2‬‬

‫برناما التو ية االستثمارية‪ ،‬سوق فلسطين لألوراق المالية‪ ،‬كانون الثاني‪ ،2008 ،‬ص‪ .34‬متاح على الموقع‪ www.p-s-e.com :‬بتاريخ‬ ‫‪3‬‬

‫اطالع‪.2021/12/25 :‬‬
‫‪80‬‬
‫• حسب شكلها‪ :‬وتقسم إلى ثالث أنواع هي‪:‬‬
‫✓ األسـهم االســمية‪ :‬هــي تلــك األسـهم التــي تحمــل اســم مالكهـا ويقيــد اســمه فــي سـجالت الشــركة المصــدرة لألســهم‬
‫وتتداول هاته األسهم وتنقل ملكيتها من مشتري آلخر بتقييد اسمه في تلك السجالت‪،‬‬
‫✓ األسـهم لحاملهــا‪ :‬فــي هــذه األســهم ال يكتــب اســم مالــك األســهم و نمـا يــتم ذكــر مــا يشــير إليــه ويــتم تــداولها ونقــل‬
‫ملكيتها إلى المشتري بمجرد المناولة أي التسليم من يد البائع إلى يد المشتري‪،‬‬
‫✓ األسهم االذنية أو ألمر‪ :‬يكتب فـي األسـهم اسـم مالكهـا ويـتم تـداولها عـن طريـق التظهيـر وذلـك بـأمر منـه عـن‬
‫طريق كتابة على ظهر شهادة السهم تظهر انتقال ملكيته إلى المشتري‪.‬‬
‫• حسب استهال ها* من عدمه‪ :‬وهي نوعين‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫✓ أسهم رأس المال‪ :‬وهي األسهم التي لم ترد تيمتها إلى أ حابها في أثناء تيام الشركة‪،‬‬
‫✓ أسهم التمتع‪ :‬ورقة ماليـة مجانيـة تمـنح المسـاهم بـدال عـن سـهم رأس المـال الـذي تـم اسـترداد تيمتـه االسـمية أو‬
‫س ــعر التك ــافؤ عن ــد اه ــتالك رأس م ــال الش ــركة‪ ،‬يح ــتفظ المس ــاهمون ال ــذين اس ــتهلكت أس ــهمهم بحقه ــم ف ــي الش ــركة‬
‫باستثناء حق استرداد اإلسهام وحق المشاركة في العائد األول المقبوض على أسهم رير مسـتهلكة المحـدد مبلغهـا‬
‫‪2‬‬
‫في القانون األساسي‪.‬‬
‫• حسب حقوق حملتها‪ :‬وهي نوعين هما‪:‬‬
‫✓ األسهم البادية‪ :‬وهي األسهم التي تتكون من رأس مال الشركة وتمنح حاملها مجموعة حقوق منها‪:‬‬
‫➢ حق حضور الجمعية العامة للشركة والتصويت على ق ارراتها‪،‬‬
‫➢ حق ترشيح نفسه للعضوية في مجلس اإلدارة‪ ،‬إذا امتلك الحد األدنى المطلوب من األسهم‪،‬‬
‫➢ حق الحصول على نصيب من األرباح السنوية للشركة في حال تحققها وتوزيعها‪،‬‬
‫افي أ ول الشركة عند تصفيتها‪،‬‬ ‫➢ حق الحصول على حصة من‬
‫➢ حق األولوية في االكتتاب في األسهم الجديدة التي تصدرها الشركة لزيادة رأس مالها‪،‬‬
‫➢ حق نقل ملكية السهم إلى شخص أخر عن طريق البيع في السوق المالية‪،‬‬
‫➢ حق انتخاب أعضاء مجلس إدارة الشركة‪،‬‬
‫➢ حق االطالع على دفاتر وأوراق الشركة‪.‬‬
‫✓ األسااهم الممتااازة أو المف االة‪ :‬هــي حصــة فــي ملكيــة إحــدى الشــركات والتــي بمقتضــاها يســتطيع مالــك تلــك‬
‫الحص ــة الحص ــول عل ــى عائ ــد مح ــدد ي ــوزع س ــنويا بش ــرط تي ــام الش ــركة بتحقي ــق أرب ــاح كافي ــة لتغطي ــة مث ــل ه ــذه‬

‫*ويقصد باستهالك األسهم رد تيمتها إلى المساهم‪.‬‬


‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.124-116‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪2‬‬
‫‪AntoineJoseph, Marie Claire CapiauHuart,‬‬ ‫‪Dictionnaire des Marchés financiers, (Belgique : éditions de Boeck‬‬
‫‪Université ,2010, p17.‬‬
‫‪81‬‬
‫التوزيعات‪ ،‬ويسمى بالسهم الممتاز ألن مالـك هـذا السـهم يملـك أفضـلية معينـة‪ ،‬وتلـك األفضـلية تشـمل أولويـة دفـع‬
‫‪1‬‬
‫أرباح األسهم وأفضلية استعادة تيمة السهم في حال تصوية الشركة‪.‬‬

‫ولألسهم الممتازة أنواع هي‪:‬‬


‫• األس ــهم الممت ــازة المجمع ــة أو المتراكم ــة األرب ــاح‪ :‬وه ــي األس ــهم الت ــي تم ــنح حامله ــا الح ــق ف ــي الحص ــول عل ــى‬
‫األربــاح للســنوات التــي لــم يــتم توزيــع األربــاح فيهــا إمــا لتحقيــق الشــركة لخســائر أو بق ـرار مــن مجلــس اإلدارة بعــدم‬
‫توزيع األرباح‪،‬‬
‫• األسهم الممتازة المشاركة في األرباح‪ :‬هي األسهم التي تعطي لحاملها الحق في مشاركة حملة األسهم العادية‬
‫في نسبة من األرباح المقررة لهم إذا تجاوزت األرباح الحد المعين لها‪،‬‬
‫• األسهم الممتازة القابلة للتحويل إلى أسهم عادية‪ :‬هي األسهم التي يحـق لحملتهـا تحويلهـا إلـى أسـهم عاديـة إذا‬
‫نــص عقــد اإل ــدار بــذلك مــع تحديــد نســبة األســهم المحولــة وذلــك عنــد ارتفــاع الســعر الســوقي للســهم العــادي ممــا‬
‫‪2‬‬
‫يحقق لحامله مكاسب رأسمالية‪،‬‬
‫• األسهم الممتازة القابلة لالستدعاء‪ :‬حيث يكون للشركة المصدرة لهته األسهم الحـق فـي طلـب إعادتهـا بعـد فتـرة‬
‫‪3‬‬
‫معينة من تاريخ إ دارها بهدف تقليص مساهمات حملة األسهم الممتازة‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة األسهم البادية باألسهم الممتازة‪:‬‬
‫يمكن إظهار أوجه االختالف بين هذين الصنفين من األسهم من خالل الجدول اآلتي‪:‬‬
‫العدول رقم ‪ :04‬أوجه المقارنة بين األسهم العادية واألسهم الممتازة‬
‫أو ه االختالف‬ ‫أو ه التشابه‬
‫‪ -‬لكال من األسهم حصة شائعة في رأس مال‬
‫‪ -‬لألسهم الممتازة درجة مخاطر أقل من األسهم العادية‪.‬‬
‫الشركة وهي تمثل حقوق ملكيته‪.‬‬
‫‪ -‬لحملة األسهم الممتازة الحق الثابت في األرباح‬
‫‪ -‬ليس لكال من األسهم تاريخ استحقاق محدد إال‬
‫واألولوية في الحصول عليها عند التحقيق الشركة لها قبل‬
‫تاريخ انقضاء الشركة‪.‬‬
‫األسهم العادية‪.‬‬
‫‪ -‬ال تحظى كال من األسهم بتوزيع األرباح في‬
‫‪ -‬لحملة األسهم الممتازة األولية في الحصول على‬
‫حالة تحقيق الشركة لخسائر على خالف السندات‪.‬‬
‫افي أ ل الشركة عند تصفيتها قبل حملة‬ ‫نصيبهم من‬
‫األسهم العادية‪.‬‬
‫‪ -‬للشركة الحق في استدعاء األسهم الممتازة لمنح تيمة‬

‫سمير عبد الدايم حسن العويسي‪ ،‬تحليل اتجاهات المستثمرين األفراد في سوق فلسطين لألوراق المالية ردراسة استطال ية على المستثمرين‬ ‫‪1‬‬

‫األفراد في قطاع رزة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية رزة‪ :‬كلية التجارة قسم المحاسبة والتمويل‪ ،2010 ،‬ص‪.27‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل المستثمر إلى بور ة األوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2000 ،‬ص‪.23-22‬‬ ‫‪2‬‬

‫مؤيد عبد الرحمان الدوري‪ ،‬إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،2010 ،‬ص‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪82‬‬
‫تتجاوز تيمتها االسمية لحملتها إذا نصت على ذلك في‬
‫عقد اإل دار‪.‬‬
‫‪ -‬ليس لحملة األسهم الممتازة الحق في الترشح وال‬
‫المشاركة في إدارة الشركة وال التصويت على ق اررات‬
‫الجمعية العامة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باالعتماد على‪ :‬مؤيد عبد الرحمان الدوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪ -2‬أدوات تثبت حت الدين (السندات)‪:‬‬

‫‪ 1-2‬تبريف السند‪ :‬عرفه ‪ Joel Pariolon‬بأنه "ورقة استحقاق تمثل دين على مصدره طول فترة حياة السند‪،‬‬
‫ويدفع المقـرض فائـدة ثابتـة ودوريـة وعنـد موعـد اسـتحقاق السـند يرجـع تيمتـه لحاملـه‪ ،‬ويمكـن بيـع السـند قبـل موعـد‬
‫استحقاقه"‪،1‬في حين يرى عبد العال أن "السندات تعبر عن عالقة مديونيـة ودائنيـه بـين طـرفين األول هـو مصـدر‬
‫الســندات وهــو الطــرف المــدين‪ ،‬والثــاني هــو المكتتــب فــي الســندات وهــو الطــرف الــدائن‪ ،‬ويترتــب علــى ذلــك حقــوق‬
‫والت ازمــات أهمه ــا تعهــد المقت ــرض بــدفع فائ ــدة معلومــة مق ــدما ومحــددة ف ــي نش ـرة االكتت ــاب بدقــة‪ ،‬ويلت ــزم المقت ــرض‬
‫بــدفعها دون النظــر إلــى نتيجــة النشــاط س ـواء ربــح أو خســارة‪ ،‬كمــا يتعهــد المقتــرض بســداد تيمــة الســند فــي ميعــاد‬
‫ـافي وأنـس بكـري السـند‬ ‫استحقاقه أو قبل هذا الميعاد إذا تضمنت نشرة االكتتاب هذا األمـر"‪ 2.‬كمـا يعـرف وليـد‬
‫بأنــه " ــك مديونيــة يعطــي لحاملــه الحــق فــي فوائــد دوريــة‪ ،‬إضــافة إلــى حقــه فــي اســترداد تيمــة الــدين فــي تــاريخ‬
‫‪3‬‬
‫محدد"‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ 2-2‬أنواع السندات‪ :‬تصنف السندات إلى أنواع حسب عدة معايير‪:‬‬
‫‪ -‬من حيث تاريخ الوفاء بقيمتها‪:‬‬
‫✓ السندات ذات التاريخ المحدد للوفاء‪ :‬هي التي يحدد تاريخ استحقاق تيمتها في حق اإل دار‪،‬‬
‫✓ الســندات التسلســلية‪ :‬هــي ســندات التــي تجـ أز تيمتهــا لتســتحق كــل فتـرة معينــة وكأنــه تقســيم للقــرض رالســند إلــى‬
‫أقساط‪،‬‬
‫✓ السندات القابلة لالستدعاء‪ :‬وهي التي تستدعى قبل تاريخ استحقاقها لرد تيمتها إلى حاملها‪،‬‬
‫✓ السندات القابلة للتحويل‪ :‬وهي السندات التي يمكن تحويلها إلى أسهم عادية أو ممتازة قبل تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الدخخ‪ :‬رأي حسب نوع العوائد المالية التي يجنيها حملة األسهم ‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫✓ السندات ذات معدل فائدة ثابت‪ :‬وهي التي تحدد فائدتها بنسبة مئوية يتم دفعها بصفة دورية‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Pariolon Joel. Les marchés financiers : www.agroparistech.fr, date de révision :24/12/2021 .‬‬
‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل التعامل في البور ة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2007 ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪2‬‬

‫افي‪ ،‬أنس بكري‪ ،‬األسواق المالية الدولية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2010 ،‬ص ‪.260‬‬ ‫وليد‬ ‫‪3‬‬

‫مبارك بن سليمان بن محمد آل سليمان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.204-202‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪83‬‬
‫✓ الســندات ذات معــدل فائــدة متغيــر‪ :‬وهــي الســندات التــي تتغيــر معــدالت فائــدة فيهــا حســب تغيــر أســعار الفائــدة‬
‫الجارية في السوق‪ ،‬كأن ترتب معدالت الفائدة حسب تغير القوة الش ارئية للنقود‪،‬‬
‫✓ الس ــندات الت ــي ال تحم ــل مع ــدل فائ ــدة رذات الكوب ــون الص ــفري ‪ :‬ه ــي الس ــندات الت ــي تب ــاع بخص ــم م ــن تيمته ــا‬
‫االس ــمية‪ ،‬ف ــال تحم ــل مع ــدال للفائ ــدة كغيره ــا م ــن الس ــندات‪ ،‬و نم ــا يمث ــل الف ــرق ب ــين تيمته ــا االس ــمية الت ــي يقبض ــها‬
‫المشتري عند تاريخ االستحقاق وبين السعر الـذي اشـتراها بـه الفائـدة الحقيقيـة علـى القـرض‪ ،‬وذلـك أنهـا تبـاع عنـد‬
‫اإل ــدار بس ــعر يق ــل ع ــن القيم ــة االس ــمية المدون ــة عليه ــا‪ ،‬وال يلت ــزم مص ــدرها إال ب ــدفع تل ــك القيم ــة عن ــدما يح ــل‬
‫استحقاقها‪،‬‬
‫✓ سندات الدخل‪ :‬هي السندات التي يتم دفع فوائدها السنوية عند تحقيق الشركة ألرباح وفي حالة تحقيق الشركة‬
‫لخسائر فإنه ال يتم دفع الفوائد بل تؤجل إلى سنوات الحقة عند تحقيق األرباح‪،‬‬
‫✓ سندات المشاركة‪ :‬وهي سندات تعطي لحاملها الحق في جزء من أرباح الشركة عندما تصل إلى معدل معين‪,‬‬
‫‪1‬‬
‫إضافة إلى الفوائد الدورية‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث و ود ال مان وعدمه‪:‬‬
‫✓ الس ــندات المض ــمونة‪ :‬وه ــي الس ــندات المرتبط ــة بض ــمان عين ــي كعق ــار أو ري ـره م ــن ممتلك ــات الش ــركة ويك ــون‬
‫كضمان في حالة عجزها عن الوفاء بالتزاماتها‪،‬‬
‫✓ السندات رير المضمونة‪ :‬في هاته السندات ال توجد ضمانات عينية و نمـا الضـمان الوحيـد هـو سـمعة الشـركة‬
‫‪2‬‬
‫من حيث مركزها المالي وقوتها اإلرادية‪.‬‬
‫‪ -‬حسب العهة المصدرة للسندات‪:‬‬
‫✓ سندات على الدولة‪ :‬هي سندات تصدرها الخزينة العامـة الممثلـة للدولـة لتغطيـة العجـز فـي الميزانيـة العامـة أو‬
‫بغرض التأثير في االقتصاد ويكتتب فيها البنوك‪ ،‬الشركات القطاع العام أو الخاص‪،‬‬
‫✓ ســندات الشــركة‪ :‬هــي ســندات تصــدرها شــركات المســاهمة فــي حالــة احتياجهــا للتمويــل الخــارجي أو احتياجهــا‬
‫لسيولة نقدية للتوسع في مشروعاتها‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫✓ سندات الدولية‪ :‬الصادرة عن المؤسسات والمنظمات الدولية‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوات تثبت حت الملكية والدين‪:‬‬
‫حيث يجمع هذه األدوات بين خصائص كل من األسهم والسندات‪ ،‬ومن أهم هذه األدوات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬سندات المساهمة‪ :‬تصدر هذه الشهادات ألرراض مختلفة منها‪ :‬تمويل الصادرات والواردات‪،‬‬
‫االستثمار في ميدان السكن‪ ،‬تمويل الشركات العمومية الصنا ية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لبعض الشركات‬
‫الجزائرية‪ .‬تختلف خصائص هذه الشهادات بعض الشيء من بلد آلخر‪ ،‬فبينما يخص حاملها في الواليات‬
‫المتحدة األ مريكية على فائدة ثابتة إضافة إلى األ ل الذي يسدد في آخر المدة منقو ا من ذلك بعض‬

‫منير إبراهيم الهندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.34-33 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشيد بوكساني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.63‬‬ ‫‪2‬‬

‫ضياء مجيد‪ ،‬البور ات وأسواق المال وأدواتها‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.33‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪84‬‬
‫المصاريف‪ ،‬فإن حاملها في فرنسا يحصل على فائدة فق وأن تاريخ االستحقاق رير موجود‪ ،‬أي هي ضمن‬
‫الديون األبدية‪ ،‬أما في الجزائر فلقد قلد المشرع الجزائري نظيره الفرنسي في ذلك‪ ،‬إذ وضع خصائص على‬
‫هذا النوع من األوراق المالية‪ ،‬حيث جعلها رير قابلة للتسديد ويستفيد حاملها من عوائد جزء منها ثابت‬
‫واآلخر متغير إذ قال "ال تكون هذه السندات قابلة للتعويض إال في حالة تصوية الشركة أو بناء على مبادرة‬
‫منها ضمن الشروط المنصوص عليها في عقد اإل دار‪"...‬‬
‫‪ -2-3‬السندات بقسيمات اال تتاب في األسهم‪ :‬وهي من بين األوراق المالية التي تجمع بين خصائص‬
‫األسهم وخصائص السندات‪ ،‬حيث يكون الحق لحملتها في االكتتاب في أسهم الشركة المعنية‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل تسليمه لقسيمة من القسيمات التابعة لسنداته‪ ،‬وهذا ما يؤهله لالكتتاب في سهم أ‪ ,‬عدد من األسهم بعد‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪ -3-3‬شهادات االستثمار‪ :‬تشبه هذه األوراق المالية األسهم العادية فيما يخص القيمة االسمية‪ ،‬كما أن‬
‫لحملتها نفس حقوق حملة األسهم فيما يتعلق بتوزيع األرباح‪ ،‬اقتسام الممتلكات في حالة التصوية‪ ،‬االطالع‬
‫على وثائق الشركة‪ ،‬رير أن حملتها ال يمتلكون الحق في التصويت شأنهم في ذلك شأن حملة السندات‬
‫العادية‪ .‬وبذلك يمكن القول أن الشهادات االستثمارية هي بارة عن جزء من السهم إذ يتمثل الجزء اآلخر في‬
‫شهادات حقوق التصويت التي ال يمكن لحملة شهادات االستثمار امتالكها‪ ،‬و نما هي من حق حملة األسهم‬
‫العادية‪.‬‬
‫‪ -4‬المشتقات المالية‪:‬‬

‫نتيجة للتطور التكنولوجي وما أحدثته العولمة المالية من تغيرات إلـى جانـب ازديـاد المخـاطرة باألسـواق الماليـة‬
‫بــرز مفهــوم الهندســة الماليــة ليبتكــر أدوات ماليــة جديــدة لتحــل المشــاكل الماليــة‪ ،‬كمــا عمــل ال أرســمال البشــري علــى‬
‫إيج ــاد منتج ــات مالي ــة حديث ــة تعم ــل عل ــى تزوي ــد س ــوق األوراق المالي ــة به ــا قص ــد تفعي ــل وظيف ــة ه ــذا الس ــوق ل ــذا‬
‫استحدثت المشتقات المالية‪.‬‬
‫‪-1-4‬تبريف المشتقات المالية‪:‬‬
‫تعرف على أنها "عقود فر ية تبنى أو تشتق من عقود أساسية ألدوات استثمارية رأوراق مالية‪ ،‬عمالت‬
‫أجنبية‪ ،‬سلع‪...‬إلخ لينشأ عن تلك العقود الفر ية أدوات استثمارية مشتقة"‪1،‬كما تعرف المشتقات على أنها "أداة‬
‫مالية تعتمد تيمتها على تيم متغيرات أخرى أ لية‪ ،‬أي تشتق تيمها من تيم تلك األ ول‪ ،‬واأل ول التي تكون‬
‫موضوع العقد تتنوع ما بين األسهم والسندات والعمالت والسلع‪ ،‬وتسمح المشتقات للمستثمر بتحقيق مكاسب أو‬
‫خسائر اعت مادا على أداة األ ل موضوع العقد‪ ،‬كما تستخدم هذه األدوات في حماية الشركات من مخاطر‬
‫رف العمالت األجنبية وأسعار الفائدة‪ ،‬وهي أيضا بارة‬ ‫التقلبات التي يمكن أن تتعرض لها في مجال أسعار‬

‫‪ 1‬بومدين نوري‪ ،‬أحمد مداني‪ ،‬دور رأس المال الفكري في إمداد سوق األوراق المالية بالمنتجات المالية المبتكرة‪ ،‬الملتقى الدولي الخامس حوول‪ :‬رأس الموال‬
‫الفكري في منظمات األعمال العربية في ظل االقتصاديات الحديثة‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪ ،2010 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪85‬‬
‫عن عقود مالية تتعلق ببنود خارا الميزانية وتتحدد تيمتها بقيمة واحدة أو أكثر من الموجودات أو المؤشرات‬
‫‪1‬‬
‫األساسية المرتبطة بها"‬
‫من خالل التعاريف السابقة نستخلص أن "المشتقات المالية هي عقود يتم تسويتها في تاريخ مستقبلي تشتق‬
‫تيمتها من تيمة األ ل محل العقد والذي يدعى بالركيزة ويتم تحديد سعر التنفيذ والكمية آنيا" وتتسم هذه العقود‬
‫بدرجة من التعقيد في أنواعها وفي آلية تداولها‪.‬‬

‫‪ -2-4‬أهمية استخداا المشتقات المالية‪:‬‬


‫لم يكن ظهور عقود المشتقات وليد الصدفة أو مجرد ابتكار لورقة مالية جديدة‪ ،‬بل جاء لسد حاجة وضرورة‬
‫ملحة‪ ،‬وسنتطرق إلى أهمية هذه العقود واألهداف من خالل استعمالها فيما يلي‪:‬‬
‫➢ أداة الستكشاف السعر المتوقع في السوق الحاضر‪،‬‬
‫➢ إتاحة فر ة أفضل لتخطي التدفقات النقدية‪،‬‬
‫➢ تيسير وتنشي التعامل على األ ول محل التعاقد‪،‬‬
‫➢ سرعة تنفيذ االستراتيجيات االستثمارية‪،‬‬
‫➢ االحتياط ضد مخاطر التغير المتوقع في أسعار األ ول محل التعاقد‪ ،‬أي لالحتياط ضد مخاطر التغير في‬
‫معدالت العائد‪ ،‬وأسعار الصرف وكذلك أسعار السلع‪ ،‬بما في ذلك الذهب والمعادن الثمينة األخرى‪،‬‬
‫➢ استخدام المشتقات بهدف االستثمار والمضاربة واالستفادة من تقلبات أسعار السوق لهذه المشتقات‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫➢ تشجيع الحكومات المحلية ألسواق المشتقات كعنصر جذب لر وس األموال األجنبية‪.‬‬
‫‪-3-4‬أنواع المشتقات المالية‪:‬‬
‫للمشتقات المالية أنواع عدة رير أنه ستقتصر الدراسة على توضيح أهمها لتسهيل الفهم وتتجسد فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البقود ا" لة‪ :‬هي اتفاق على شراء أو بيع أ ل في وقت مستقبلي محدد مقابل سعر معين‪ ،‬وال يتم تداوله في‬
‫البور ات‪ ،‬ويتم بين طرفين يتخذ أحدهما المركز الطويل ويوافق على شراء األ ل محل العقد في تاريخ‬
‫مستقبلي محدد مقابل سعر معين تم االتفاق عليه‪ ،‬أما الطرف الثاني فيتخذ مرك از قصي ار ويوافق على بيع األ ل‬
‫في نفس التاريخ مقابل نفس السعر‪ ،‬وتتم تسوية العقد اآلجل عند استحقاقه حيث يقوم حائز المركز القصير‬
‫رالبائع بتسليم األ ل إلى حائز المركز الطويل مقابل مبل نقدي مساوي لسعر التسليم‪ ,‬ومن المتغيرات الرئيسية‬
‫‪3‬‬
‫التي تقرر تيمة أي عقد آجل في وقت ما السعر السوقي لأل ل‪.‬‬
‫‪ -‬البقود المستقبلية‪ :‬يعرف العقد المستقبلي بأنه التزام متبادل بين طرفين يفرض على أحدهما أن يسلم لآلخر أو‬
‫كمية محددة من األ ل أو سلعة معينة في مكان وزمان محددين‬ ‫يستلم منه وبواسطة طرف ثالث رالوسي‬

‫‪1‬عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬المشتقات المالية في الممارسة العملية وفي الر ية الشر ية‪ ،‬الــديوان األمــوي الكويــت‪ :‬اللجنــة العليــا لتطبيــق الشـريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ديسمبر‪ ،1999‬ص‪.6‬‬
‫محفوظ جبار‪ ،‬عديلة مريمت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪2‬‬

‫طارق عبد العال حماد‪ ،‬المشتقات المالية "المفاهيم‪-‬إدارة المخاطر‪ ،‬المحاسبة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ص‪.13-12 :‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪86‬‬
‫وبسعر محدد‪ 1،‬ويختلف عن العقد اآلجل بأنه متاح للتداول في البور ة وهو عقد ملزم لكال الطرفين وعادة‬
‫يضمنه بيت التسوية أو المقا ة‪ ،‬ويلتزم كل من طرفي التعاقد بإيداع نسبة من تيمة العقد لدى السمسار الذي‬
‫ورة أوراق مالية وذلك بغية حماية كل طرف من المشاكل التي‬ ‫ورة نقدية أو في‬ ‫يتعامل معه وذلك إما في‬
‫‪2‬‬
‫قد تترتب على عدم مقدرة الطرف اآلخر بالوفاء بالتزاماته تجاهه‪.‬‬
‫عقود الخيارات‪ :‬هي بارة عن "عقود تعطي الحق بالبيع أو الشراء بسعر محدد ألحد طرفي العقد دون إلزامه‬ ‫‪-‬‬
‫بالتنفيذ"‪ 3،‬وهي كذلك نوع جديد من االستثمارات نسبيا أول من تعامل به كانت في السوق األمريكية عام‬
‫‪ ،1971‬فهته العقود هي "عمليات أجلة يمنح فيها المشتري حق الخيار في إلغاء العملية أو إتمامها مقابل مبل‬
‫رمكافأة يدفعها للبائع في وقت محدد وسعر ثابت تم االتفاق عليه مسبقا‪ ،‬وبالتالي يمكن القول أن عقد الخيار‬
‫يعطي لحامله أو مشتريه حق خيار شراء أوبيع أ ل العقد في تاريخ محدد في المستقبل بسعر يتم تحديده وقت‬
‫التعاقد ويسمى بسعر التنفيذ مقابل عالوة يحصل عليها بائع العقد‪ ،‬ويتم سريان تنفيذ العقد خالل الفترة بين تاريخ‬
‫التعاقد وحتى تاريخ انتهاء العقد إذا كان الخيار أمريكيا‪ ،‬أما إذا كان أوروبيا فإن التنفيذ يتم في التاريخ المحدد‬
‫النتهاء العقد‪.‬‬
‫أنواع عقود الخيار‪ :‬هناك نوعان رئيسيان من عقود الخيار هي‪:‬‬
‫أ‪ -‬خيار الشراء‪(Call Option) :‬يعطي لحامله خيارروليس االلتزام شراء كمية معلومة من األ ول كاألوراق‬
‫المالية أو السلع النقدية بسعر محدد في عقد الخيار خالل مدة سيران العقد بالنسبة للخيار األمريكي مقابل‬
‫عمولة تدفع للجهة التي تصدر العقد‪ ،‬ويصطلح على بائع خيار الشراء بأنه يأخذ وضعا قصير األجل ر ‪Short‬‬
‫‪ Position‬ألنه يراهن على انخفاض سعر الورقة المالية أو السلع ركيزة عقد الخيار‪ ،‬بينما مشتري خيار الشراء‬
‫فيأخذ موضعا طويل األجلر‪ Long Position‬ألنه يراهن على ارتفاع سعر الورقة المالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬خيار البيع (‪ )Put Option‬يعطي حامله خيار بيع كمية محددة من األوراق المالية أو األ ول النقدية أو‬
‫أو عند انتهاء فترة العقد‬ ‫السلعية بسعر تنفيذ محدد في عقد الخيار خالل فترة العقد ربالنسبة للخيار األمريكي‬
‫‪4‬‬
‫ربالنسبة للخيار األوروبي ‪.‬‬
‫‪ -‬عقود المبادلة‪ :‬هي اتفاق بين طرفين على تبادل قدر معين من األ ول المالية أو العينية في الحاضر‪ ،‬على‬
‫أن يتم التبادل العكسي لأل ل في تاريخ الحق محدد مسبقا‪ ،‬وأهم هذه العقود عقود معدالت العائد والعمالت‬

‫بومدين نوري‪ ،‬أحمد مداني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.4‬‬ ‫‪1‬‬

‫محفوظ جبار‪ ،‬عديلة مريمت‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪2‬‬

‫مص ــطفى ب ــدر ال ــدين قرش ــي‪ ،‬مداخل ــة بعنـ ـوان "التح ــوط و دارة المخ ــاطر ف ــي المؤسس ــات المالي ــة اإلس ــالمية‪ ،‬ملتق ــى ح ــول‪ :‬المنتج ــات المالي ــة‬ ‫‪3‬‬

‫اإلسالمية‪ ،‬النسخة الرابعة‪ ،‬مركز البيان للهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪ 6-5 ،‬أفريل‪ ،2012‬ص‪.15‬‬
‫إبراهيم أونور‪ ،‬إدارة المخاطر في األسواق المالية‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،105‬المعهد العربي للتخطي ‪ ،‬الكويت‪ ،2011 ،‬ص ص‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.5-4‬‬
‫‪87‬‬
‫وأسعار الفائدة‪ ،‬ويعود منشأ عقود المبادالت إلى‪ 1970‬عندما طور تجار العملة مبادالت العملة كوسيلة لتجنب‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة البريطانية على تحركات العمالت األجنبية‪.‬‬

‫العدول رقم ‪ :05‬أوجه المقارنة بين عقود المشتقات المالية‬


‫عقود اآلجلة‬ ‫عقود المستقبليات‬ ‫عقود الخيارات‬ ‫العنصر‬
‫البائع والمشتري‬ ‫البائع والمشتري‬ ‫البائع‬ ‫الطرف الملتزم بتنفيذ العقد‬
‫ناد ار حيث يتم إرالق المركز رالبا حيث يتم إرالق المركز‬ ‫ناد ار‬ ‫التسليم الفعلي لأل ل‬
‫بتسليم األ ل بتاريخ االستحقاق‬ ‫قبل أجل االستحقاق‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫نعم‬ ‫عقود نمطية ومحددة القيمة‬
‫رير منظم‬ ‫منظم‬ ‫منظم‬ ‫نوع السوق‬
‫البائع والمشتري‬ ‫البائع والمشتري‬ ‫الطرف الملتزم بدفع الهامش البائع‬
‫أخر يوم بالتعاقد‬ ‫كل يوم بيوم‬ ‫كل يوم بيوم‬ ‫التسوية النقدية‬
‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫منخفضة‬ ‫مخاطر عدم السداد‬
‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫منخفضة‬ ‫مخاطر التسويق‬
‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫منخفضة‬ ‫تكلفة التعامالت‬
‫عالية‬ ‫منخفضة‬ ‫منخفضة‬ ‫المرونة في توفرها بالسوق‬
‫عالية‬ ‫محدودة‬ ‫منخفضة‬ ‫درجة تذبذب األسعار‬

‫المصدر‪ :‬السيد عبد القادر متولي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.260،‬‬

‫بن علي بلعزوز‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر في المعامالت المالية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪ ،2010 ،7‬ص‪.339‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة الم ار ع‬
‫الم ار ع باللغة البر ية‪:‬‬
‫‪ -1‬عديلة العلواني‪ ،‬الميسر في االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -2‬علي محمد شهلوب‪ ،‬شؤون النقود وأعمال البنوك‪ ،‬ط ‪ ،1‬شعاع للنشر والعلوم‪ ،‬حلب‪ ،‬سوريا‪.2007 ،‬‬
‫‪ -3‬أكرم حداد‪ ،‬مشهور هذلول‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬
‫‪ -4‬طاهر فاضل البياتي‪ ،‬ميرال روحي سمارة‪ ،‬النقود والبنوك والمتغيرات االقتصادية المعا رة‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر‪ ،‬األردن‪.2013 ،‬‬
‫‪- -5‬بسام الحجار‪ ،‬االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2006 ،‬‬
‫‪ -6‬أسامة محمد الفولي‪ ،‬اقتصاديات النقود والتمويل‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬
‫فار للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪ -7‬حسين محمد سمحان‪ ،‬إسماعيل يونس يامن‪ ،‬اقتصاديات النقود والمصارف‪ ،‬دار‬
‫األردن‪.2011 ،‬‬
‫‪ -8‬حسين بني هاني‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك – المبادئ واألساسيات‪ ،‬دار ومكتبة الكندي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬األردن‪.2014 ،‬‬
‫‪ -9‬محمد الشريف إلمان‪ ،‬محاضرات في النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -10‬ضياء مجيد الموسمي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬دار الفكر الجزائري‪ ،‬الجزائر‪.1993 ،‬‬
‫‪ -11‬محمد عبد العزيز عجيمية‪ ،‬مصطفى رشيد شيحة‪ ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.1980 ،‬‬
‫الح الخطيب‪ ،‬النقود والسياسات النقدية‪ ،‬ط ‪ ،1‬جامعة الملك عبد العزيز‪ ،‬جدة‪.2014 ،‬‬ ‫‪ -12‬فاروق بن‬
‫‪ -13‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬الوجيز في االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،2018 ،‬متاح على الموقع‪:‬‬
‫‪ www.kie.university‬بتاريخ اطالع‪.2020/01/13 :‬‬
‫‪ -14‬محمود حسين الوادي‪ ،‬حسين محمد سمحان‪ ،‬سهيل أحمد سمحان‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الميسرة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -15‬محمد دويدار‪ ،‬مبادئ االقتصاد السياسي‪ :‬الجزء الثاني االقتصاد النقدي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوتية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.2001 ،‬‬
‫‪ -16‬محمد إبراهيم عبد الرحيم‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬دار التعليم الجامعي‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -17‬جويل كرتزمن‪ ،‬موت النقود‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد بن سعود بن محمد العصيمي‪ ،‬الميمان للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫القاهرة‪.2012 ،‬‬
‫الح‪ ،‬واقع العمالت الرقمية‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريوية موجه إلى الفئة العمرية الشابة في الوطن‬ ‫‪ -18‬أيمن‬
‫ندوق النقد الدولي‪.2021 ،‬‬ ‫العربي‪ ،‬العدد ‪،10‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -19‬عبد الحليم عمار رربي‪ ،‬الوجيز في االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬مطبوعات ‪Kie publications‬‬
‫االلكترونية‪.2018 ،‬‬
‫‪ -20‬جميلة الجوزي‪ ،‬محاضرات في االقتصاد النقدي وأسواق رأس المال راألنظمة النقدية ‪ ،‬متاحة على الموقع‪:‬‬
‫‪ https://elearning.univ-alger3.dz/moodle‬بتاريخ إطالع‪.2021/03/03 :‬‬
‫‪ -21‬بلعزوز بن علي‪ ،‬محاضرات في النظريات والسياسات النقدية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫‪ -22‬أحمد زهير شامية‪ ،‬النقود والمصارف‪ ،‬مؤسسة زهران للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.1993 ،‬‬
‫‪ -23‬محمد الشريف إلمان‪ ،‬محاضرات في التحليل االقتصادي الكلي‪ :‬نظريات ونماذا التوازن والالتوازن‪،‬‬
‫منشورات برني‪ ،‬الجزائر‪.1994 ،‬‬
‫‪ -24‬كمال سي محمد‪ ،‬أوقفوا هذا اللص‪ :‬التضخم ما بين النظرية والواقع‪ ،‬النشر الجامعي الجديد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬
‫الجزائر‪.2021 ،‬‬
‫‪ -25‬نجالء محمد بكر‪ ،‬اقتصاديات النقود والبنوك‪ ،‬أكاديمية طيبة‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -26‬وسام مالك‪ ،‬النقود والسياسات النقدية الداخلية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪.2000 ،‬‬
‫‪ -27‬حمزة الحاا سودار‪ ،‬عالقة البنوك اإلسالمية بالبنوك المركزية في ظل نظام الرقابة النقدية التقليدية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عماد الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -28‬حسين رحيم‪ ،‬االقتصاد المصرفي‪ ،‬دار بهاء الدين للنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -29‬فتيحة بنابي‪ ،‬عالقة استقاللية البنك المركزي بفعالية السياسة النقدية‪ ،‬معارف مجلة علمية دولية محكمة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،22‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ -30‬محمد إدريس‪ ،‬السياسة النقدية‪ ،‬سلسلة كتيبات تعريوية موجه إلى الفئة العمرية الشابة في الوطن العربي‪،‬‬
‫ندوق النقد العربي‪.2021 ،‬‬ ‫العدد ‪،17‬‬
‫‪ -31‬جميلة بغداوي‪ ،‬عائشة عميش‪ ،‬حضري دليلة‪ ،‬أثر استقاللية البنك المركزي في رسم وتنفيذ أهداف السياسة‬
‫النقدية في الجزائر للفترة ر‪ ، 2018-1990‬مجلة اقتصاديات شمال افريقيا‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪.2021 ،25‬‬
‫‪ -32‬ضياء مجيد الموسوي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬مؤسسة شباب الجتمعة‪ ،‬االسكندرية‪.2002 ،‬‬
‫‪ -33‬عقيل جاسم عبد هللا‪ ،‬النقود والبنوك منها نقدي ومصرفي‪ ،‬دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.1999 ،‬‬
‫‪ -34‬عبد الحق بوعتروس‪ ،‬الوجيز في البنوك التجارية عمليات‪ ،‬تقنيات وتطبيقات‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -35‬أحمد محمد المصري‪ ،‬إدارة البنوك التجارية واإلسالمية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬
‫‪ -36‬عبد القادر روشو‪ ،‬الوساطة المالية ودورها في إنشاء سوق تمويلية لالقتصاد الوطني دراسة حالة الجزائر‬
‫خالل الفترة ‪ ،2018-2001‬مجلة شعاع للدراسات االقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد ‪ ،01‬مارس ‪.2019‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -37‬وفاء أحمد محمد‪ ،‬الوساطة المالية في المصارف اإلسالمية‪ ،‬بحث تطبيقي في المصرف العراقي‬
‫اإلسالمي‪ :‬االستثمار والتنمية‪ ،‬مجلة األستاذ‪ ،‬معهد اإلدارة الر افة‪ ،‬العدد ‪.2012 ،201‬‬
‫‪ -38‬شهاب محمد مجدي‪ ،‬االقتصاد النقدي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬لبنان‪.1993 ،‬‬
‫‪ -39‬أحمد محمد مندور‪ ،‬مقدمة في النظرية االقتصادية الكلية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -40‬حنان زالفي‪ ،‬أثر األهداف الوسيطية للسياسة النقدية على المتغيرات النقدية في الجزائر رالعرض النقدي‬
‫نموذجا ‪ ،‬مجلة الدراسات االقتصادية المعا رة‪ ،‬المجلد ‪ ،06‬العدد ‪.2021 ،02‬‬
‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية رتحليل كلي ‪ ،‬مجموعة النيل‬ ‫‪-41‬‬
‫العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬
‫‪ -42‬سعيد سامي الحالق‪ ،‬محمد محمود العجلوني‪ ،‬النقود والبنوك والمصارف المركزية‪ ،‬دار البازوري للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ -43‬عبد الكامل لهشمي‪ ،‬موراد حطاب‪ ،‬أثر السياسة النقدية على مؤشرات االستقرار االقتصادي بالجزائر‬
‫دراسة تحليلية للفترة ر‪ ، 2019-2000‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪،02‬‬
‫‪.2021‬‬
‫‪ -44‬مصطفى عبد الر وف عبد الحميد هاشم‪ ،‬السياسة النقدية في النظرية والواقع العلمي في الدول النامية‪،‬‬
‫مع إشارة خا ة للتجربة المصرية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -45‬قدي عبد المجيد‪ ،‬المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -46‬بوشيب موسى‪ ،‬إشكالية التوفيق بين السياسة النقدية والسياسة المالية في ضب التوازن االقتصادي في‬
‫الجزائر‪ ،‬رسالة ماجيستير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة بومرداس‪،‬‬
‫الجزائر‪.2010،‬‬
‫الح مفتاح‪ ،‬النقود والسياسة النقدية‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،2005 ،‬ص‪.125:‬‬ ‫‪-47‬‬
‫‪ -48‬نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ -49‬خالد وا ف الوزني وأحمد حسين الرفاعي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬
‫‪ -50‬نزار سعد الدين العيسى‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي‪ ،‬الدار العلمية الدولية ودار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ -51‬خالد وا ف الوزني وأحمد حسين الرفاعي‪ ،‬مبادئ االقتصاد الكلي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬
‫‪ -52‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد النقدي والمصرفي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪.2003 ،‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -53‬إبراهيم ابو بكر المدنيني‪ ،‬األسواق المالية ودورها في التنمية االقتصادية‪ ،‬مجلة علوم االقتصاد والتسيير‬
‫والتجارة‪ ،‬المجلد ‪ ،01‬العدد ‪.2008 ،17‬‬
‫‪ -54‬مبارك بن سليمان بن أحمد آل سليمان‪ ،‬أحكام التعامل في األسواق المالية المعا رة‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫كنوز اشبيليا للنشر والتوزيع‪ ،‬الرياض‪.2005 ،‬‬
‫‪ -55‬حسن كريم حمزة‪ ،‬رسان رشاد عبد الحميد‪ ،‬سوق العراق لألوراق المالية‪ :‬نشأته‪ -‬تحليل وتقييم مؤشراته‪،‬‬
‫مركز الدراسات الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،24‬العراق‪.2012 ،‬‬
‫باس كاظم الدعمي‪ ،‬السياسات النقدية والمالية وأداء سوق األوراق المالية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الصفاء للنشر‬ ‫‪-56‬‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -57‬عبد القادر السيد متولي‪ ،‬األسواق المالية والنقدية في عالم متغير‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر‪ ،‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫‪ -58‬جمال جويدان الجمل‪ ،‬األسواق المالية والنقدية‪ ،‬دار الصفاء للطباعة ونشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2002,‬‬
‫الح الحناوي‪ ،‬تحليل وتقييم األسهم والسندات‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬ ‫‪ -59‬محمد‬
‫‪ -60‬عاطف وليم أندراوس‪ ،‬السياسة المالية وأسواق األوراق المالية خالل فترة التحول القتصاد السوق‪ ،‬مؤسسة‬
‫شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -61‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬االستثمار في بور ة األوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -62‬سميرة لطرش‪ ،‬كفاءة سوق رأس المال وأثرها على القيمة السوتية للسهم دراسة حالة مجموعة من أسواق‬
‫رأس المال العربية‪ ،‬رسالة دكتورة رير منشورة‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ :‬قسم العلوم االقتصادية‪.2010،‬‬
‫‪ -63‬أحمد بوراس‪ ،‬السعيد بريكة‪ ،‬كفاءة األسواق العربية وتمويل االقتصاد‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬سياسات‬
‫التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات دراسة حالة الجزائر والدول النامية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -64‬نسرين بن زواي‪ ،‬إعادة الهندسة المالية لسوق األوراق المالية في ظل تدا يات األزمات‪ ،‬األكاديمية‬
‫للدراسات االجتما ية واإلنسانية‪ ،‬العدد‪.2014 ،12‬‬
‫‪ -65‬زهير حامد الزيدي‪ ،‬كفاءة أسواق األوراق المالية العربية الواقع والطموح نظرة تحليلية‪ ،‬مجلة ديالى‪ ،‬العدد‬
‫‪.2013 ،57‬‬
‫‪ -66‬عطا هللا ماجد أحمد‪ ،‬إدارة االستثمار‪ ،‬ط‪ ،1‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2011 ،‬‬
‫‪ -67‬محفوظ جبار‪ ،‬سامية عمر عبده‪ ،‬دور السوق الثانية في تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ :‬دراسة‬
‫حالة فرنسا‪ ،‬الملتقى الدولي حول‪ :‬سياسات التمويل وأثرها على االقتصاديات والمؤسسات دراسة حالة الجزائر‬
‫والدول النامية‪ ،‬الجزائر‪ :‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2006 ،‬‬
‫‪ -68‬منير إبراهيم الهندي‪ ،‬األوراق المالية وأسواق رأس المال‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة المعارف‪.2006 ،‬‬
‫‪ -69‬عرفة سيد سالم‪ ،‬إدارة المخاطر االستثمارية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -70‬ب وكساني رشيد‪ ،‬معوقات أسواق األوراق المالية العربية وسبل تفعيلها‪ ،‬رسالة لنيل الدكتوراه في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2006/2005 ،‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -71‬سمير عبد الدايم حسن العويسي‪ ،‬تحليل اتجاهات المستثمرين األفراد في سوق فلسطين لألوراق المالية‬
‫ردراسة استطال ية على المستثمرين األفراد في قطاع رزة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية رزة‪ :‬كلية‬
‫التجارة قسم المحاسبة والتمويل‪.2010 ،‬‬
‫‪ -72‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل المستثمر إلى بور ة األوراق المالية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬
‫‪ -73‬مؤيد عبد الرحمان الدوري‪ ،‬إدارة االستثمار والمحافظ االستثمارية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ -74‬ضياء مجيد‪ ،‬البور ات وأسواق المال وأدواتها‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -75‬بومدين نوري‪ ،‬أحمد مداني‪ ،‬دور رأس المال الفكري في إمداد سوق األوراق المالية بالمنتجات المالية‬
‫المبتكرة‪ ،‬الملتقى الدولي الخامس حول‪ :‬رأس المال الفكري في منظمات األعمال العربية في ظل االقتصاديات‬
‫الحديثة‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي الشلف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -76‬مصطفى بدر الدين قرشي‪ ،‬مداخلة بعنوان "التحوط و دارة المخاطر في المؤسسات المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫ملتقى حول‪ :‬المنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬النسخة الرابعة‪ ،‬مركز البيان للهندسة المالية اإلسالمية‪ ،‬الخرطوم‪-5 ،‬‬
‫‪ 6‬أفريل‪.2012‬‬
‫‪ -77‬إبراهيم أونور‪ ،‬إدارة المخاطر في األسواق المالية‪ ،‬سلسلة جسر التنمية‪ ،‬العدد ‪ ،105‬المعهد العربي‬
‫للتخطي ‪ ،‬الكويت‪.2011 ،‬‬
‫‪ -78‬بن علي بلعزوز‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر في المعامالت المالية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪.2010 ،7‬‬

‫الم ار ع باللغة األ نبية‪:‬‬

‫‪1-Henri Guitton, La monnaie, Dalloz, 3eme ed, 1974.‬‬


‫‪2- Suther Land. C.M, Monnaies Romaines, traduction française par : S de Roque‬‬
‫‪feuil. Cabinet des médailles, Paris 1979.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪3-‬‬ ‫‪Brian Snowdon, Howard R Vane, Modern Macro economics : ItsOrigins,‬‬
‫‪Development and Current State, Edward Publishing Limited, Cheltenham, UK, 2005.‬‬

‫‪4-DENISE FLOZAT, Le concept de banque central, Bulletin de la banque de‬‬


‫‪France, N°70, Sue la site de la banque de France www.BANQUE-France.fr‬‬
‫‪/FR/Bulletin/MAIN.HTM. 29/01/2019.‬‬
‫‪5- MICHEL ALBERT, Le concept de la banque central, Bulletin de la banque de‬‬
‫‪France N° 70,Sue la site de la banque de France www.BANQUE-France.fr‬‬
‫‪/FR/Bulletin/MAIN.HTM.‬‬

‫‪93‬‬
6- Alberto Alesina, Lawrence H. Sammers, Central bankindependence and Macro
econimic performance : Some Comparative évidence journal of money, crédit and
banking, vol 25 N°2 May 1993.
7- Cukierman, A central bankstrategycredibility, and indépendance, Theory and
evidence, the Mit press, Cambridge, 1992, p372.
8- Frederic Mishkin,Monnaie, banque et marché financiers, Paris: Pearson
Education France9emeédition,2010,p35.

94

You might also like