Professional Documents
Culture Documents
ترجمة د.عمر
ترجمة د.عمر
الهدف األساسي من هذا المقال هو مناقشة بعض الصعوبات التي تتحدى النهج األدبي للقرآن ،وهو نهج
يركز على القرآن كنص أدبي في األساس .وقد استند أمين الخولي ( )1966-1895إلى هذا النهج
باعتباره النهج الوحيد القادر على تفسير إعجاز القرآن .وجهة نظره أن قبول القرآن ،وبالتالي قبول العرب
لإلسالم ،كان قائما ً على االعتراف بسمو القرآن المطلق مقارنة بالنصوص البشرية .بمعنى آخر ،اعتنق
العرب اإلسالم على أساس تقييم القرآن كنص أدبي يفوق كل اإلنتاج البشري .لذلك يجب أن تحل الطريقة
األدبية محل أي نهج ديني -الهوتي أو فلسفي أو أخالقي أو صوفي أو قضائي آخر .يعتمد تحليلنا على
المناقشة التي جرت في األربعينيات في مصر حول دكتوراه محمد أحمد خلف هللا ( .)98-96أطروحة ،
قدمت لقسم اللغة العربية وآدابها ،كلية اآلداب ،جامعة فؤاد األول (اآلن جامعة القاهرة) عام .1947كانت
بعنوان الفن القصصي في القرآن الكريم وكانت .كتب بإشراف أمين الخولي .ستكون طبيعة المناقشة التي
أثارتها األطروحة داخل وخارج الجامعة هي المحور الرئيسي للتحليل .عندما قُدمت الرسالة إلى لجنة
الممتحنين عام 1947لتحديد موعد الدفاع ،كان أعضاء اللجنة ،بحسب الخولي ،راضين عن المستوى
األكاديمي ،لكنهم طالبوا ببعض التعديل .تم تسريب بعض المعلومات عن األطروحة إلى وسائل اإلعالم ،
وحدث نقاش ساخن حول التنظيم األكاديمي للجامعة في مجتمع مسلم سمح بمثل هذه األطروحة .يمكن
تلخيص خط الجدل ضد المف ّكر واألطروحة على النحو التالي:
( )1النص األدبي هو تركيبة من الخيال البشري بينما القرآن يمثل كلمة هللا التي ال ينبغي مقارنتها بأي
خطاب بشري )2( .التعامل مع القرآن على أنه عمل فني أدبي ،فن ،يعني القول بأنه كتبه محمد)3( .
عالوة على ذلك ،فإن االدعاء بأن قصص القرآن ال تحتوي على حقائق تاريخية فعلية ،كما يوحي النهج
األدبي ،يعد بمثابة تجديف أكبر يصل إلى حد الردة .مكانة أدنى من كتاب التاريخ )4( .أكثر إهانة للقرآن
من وجهة نظر العقيدة التقليدية هو االدعاء بأن لغته وبنيته محددة تاريخيًا وتشكل ثقافيًا .يمكن تفسيره
بسهولة على أنه يعني أن القرآن نص بشري .ال يزال االعتراض على النهج األدبي للقرآن قويا ً للغاية في
الجدل الدائر في الفكر اإلسالمي الحديث بين التقليديين والحداثيين من جهة ،وبين العلماء المسلمين
استمرارا للجدل حول أطروحة خلف هللا ،ً والغربيين غير المسلمين من جهة أخرى .إنه يمثل إلى حد كبير
دورا ال يمكن إنكاره في تبرير موقف جميع المشاركين .يرتبط حيث يلعب الفكر اإلسالمي الكالسيكي دائ ًما ً
مباشرا بحركة اإلصالح اإلسالمي التي بدأها محمد عبده (-1855 ً خلف هللا وأستاذه الخولي ارتبا ً
طا
، )1905الذي تذرع بنفسه بالتقاليد اإلسالمية المستنيرة في الالهوت والفلسفة .من الضروري تتبع النهج
األدبي للقرآن إلى المناقشة الكالسيكية لعقيدة اإلعجاز لتحليل تأثير العناصر التقليدية على الخالف الحديث
حول النهج األدبي .سيتم التعامل مع هذا في القسم األول .من ناحية أخرى ،ستكون حركة إعادة التأميم
اإلسالمية الحديثة -التي بدأت ،كما هو معروف ،في وسط الهيمنة األوروبية العسكرية والسياسية على
العالم اإلسالمي -هي محور المحور الثاني ،حيث تم فرض الحداثة من أعلى إما من قبل القوة
االستعمارية أو األنظمة السياسية ما بعد االستعمار .تطرقت بعض العناصر الثقافية والفلسفية األوروبية إلى
القضايا الدينية التي أثارت الجدل وردود فعل اعتذارية من العلماء المسلمين .القضية الرئيسية التي أثيرت
في الفن القصصي ،على سبيل المثال ،هي لكل األصالة التاريخية لألحداث المذكورة في القرآن .مثل هذا
العدد موجود في عدة مقاالت من الطبعة األولى من موسوعة اإلسالم ،التي ظهرت ترجمتها العربية في
أوائل الثالثينيات في القاهرة .سيتم مناقشة هذه المسألة في القسم الثاني من المقالة .سيقدم القسم األخير
االفتراضات األساسية ،وكذلك االستنتاجات األساسية ،ألطروحة خلف هللا في ضوء النقاش الذي تم تحليله
في القسمين األول والثاني.
يعود تاريخ المقاربة األدبية للقرآن إلى القرن الثالث الهجري /القرن التاسع في تاريخ الثقافة اإلسالمية.
لقد ظهر من خالل النقاش حول مسألة اإلعجاز ،اإلعجاز .من القرآن ،وهو عقيدة أساسية في علم
الالهوت .من الواضح تما ًما أن القرآن ظل في بداية نزوله قد استحوذ على الخيال العربي بسماته اللغوية
الفريدة .وقد بذل المستمعون قصارى جهدهم لشرح أثرها عليهم من حيث أنواع النصوص المعروفة لديهم
كالشعر والتكليل ،وكل هذه التفسيرات ذكرها القرآن ودحضها .الذي كان حتى غير المتحاربين مفتونين
بالتأثير الغامض للغة القرآنية .تم تطوير مفهوم سمو القرآن ،الذي يشكل إعجازه ،من حيث خصائصه
النظرية .تم تقديم العديد من النظريات في علم الكالم اإلسالمي لشرح السمات التي تشكل إعجاز النص.
كان البد من توضيح قضيتين رئيسيتين على األقل :أوالً ،ما المقصود بتحدي القرآن إلنتاج شيء "مثل
القرآن"؟ ما هي الميزات التي يجب مراعاتها؟ ثانيًا ،لماذا فشل العرب في إنتاج شيء مثل النص القرآني
بمجرد تقليد أسلوبه؟ [ابراهيم بن سيار النظام (ت .)846/232الذي كان عالم دين معتزلي عقالني ،قدم
نظرية الصرفة .كان يعني أن هللا قد تدخل عمدا ومنع العرب من إنتاج نص مثل القرآن .بدون هذا التدخل
كان بإمكان العرب مواجهة التحدي بسهولة .هذا التدخل من هللا كان معجزة ،في حد ذاته ألنها جعلت
العرب الذين كان من المفترض أن يكونوا قادرين جدا في التركيب الشعري غير قادرين .أما بالنسبة للنص
،فال يوجد فيه ما يميزه عن النص ،ومع ذلك ،فإن تفوقه يرجع إلى المعلومات الواردة في ما إذا كان عن
الماضي المجهول أو عن األحداث المستقبلية .تحتوي على علم diviال يقلد .وبالتالي ،فإن تفوقه يكمن في
خيمته وليس أسلوبه ، mu 'jiza ، .التي تتجاوز قدرة همهمة .إنها مرتبطة بنفس فئة المعجزات التي
أداها األنبياء السابقون مثل موسى ،وتحويل الوتد إلى سرب وعيسى ،وعالج األمراض وإعادة الموتى إلى
الحياة ،القرآن هو المعجزة ،المعجزة ،التي يعتمد عليها صدق محمد وصدق القرآن .لكن الفكرة القائلة
بأن "محتوى" القرآن ،أي إخبار abcالمجهول والمستقبل ،هو المكون الوحيد للتحدّي ،يثير صعوبات
الهوتية من المف ّكر المعتزلة على األقل .ألن معرفة هللا مطلقة في حين أن معرفة الطنين محدودة ،فمن
المستحيل أن يتحدى هللا ،الذي يملك حقه المطلق ،اإلنسان بشيء يتجاوز القدرة البشريةDivi .
- Justice، Al-'adlالمبدأ الثاني بعد التوحيد ،مطلق هللا أو ال ،في الالهوت العقالني المعتزلة -يسمح
فقط بالتحدي الذي يقع ضمن القدرة البشرية .تتضمن األدلة التي تدعم هذا الخط من الجدل طبيعة
المعجزات التي قام بها موسى وجيس لدعم ادعاءاتهما .كانت معجزة موسى مرتبطة بمجال النشاط نفسه
الذي تفوق فيه المصريون ،كما كان الحال بالنسبة لقتل يسوع .وألن العرب كانوا سادة البالغة الشعرية ،
فإن معجزة اإلسالم -القرآن -يجب أن تكون أدبية .وتجدر اإلشارة إلى أن ثنائية المضمون والشكل le ،و
، ma'naالتي سادت في النقد األدبي العربي ،لها جذورها في النقاش الكارلي حول ما إذا كانت اللغة
مبنية على اصطالحية ، soc húmanأو المودعة ،أو على اإللهام اإللهي بواسطة ركز هذا النقاش على
اآلية القرآنية" :وقَس آدم جميع األسماء ثم أظهرها للمالئكة سايي أخبرني بأسماء هؤالء إذا كان عندك علم"
(ط .)31
-كان المعتزلة متحمسين للغاية إلقامة عالقة الهوتية قوية بين كالم هللا والقرآن واللغة البشرية .لذلك ،فقد
أيدوا بشكل قاطع فكرة االتفاقية البشرية ضد فكرة الوحي اإللهي .من أجل تفسير هذه اآلية من القرآن بشكل
صحيح دون التناقض مع وجهة نظرهم ،كان عليهم أن يشرحوا مصطلح "" ، "narmesأسماء" ،إلدراج
"المفهوم" أو "الفكرة" ضمن مرجعها .كان تلميذ النظام أبو عثمان بن عمرو بن .بحر الجاحظ (ت ٢٥٥
هـ ٨٦٩ /م) موضحا :ال يجوز له أن يعلّم آدم االسم ويضع المعنى جانبا ،ليأخذ له الداللة وال يثبت .له
المدلول عليه .إن االسم الذي ال معنى له هو كلمة ال طائل من ورائها مثل إناء فارغ ..وال يمكن أن تكون
كلمة (الفز) اسما ً إال إذا اشتملت على معنى (مآنا) .الجاحظ ،الذي لم يبقَ كتابه عن نظام القرآن ،سخر
هو اآلخر من الحكم على القصائد وتفضيله لمضمونه .وشدد على أن الشعر يجب أن يُقيَّم وفقًا لنوعية
صوره ،وبالتالي حل االنقسام بين الشكل والمضمون ،والطبقة والمعنى ،التي سادت النقد األدبي العربي
لفترة طويلة .ويذكر بوضوح أن "المعاني (األفكار) تتواجد على الطرقات السريعة والطرق الفرعية [في
كل مكان] ويمكن الوصول إليها بسهولة للعرب وغير العرب والبدو وكذلك سكان المدن ".البناء ،بالنسبة
له ،الشعر هو فن التعبير والصب ،وعملية التقديم الفني .ما أكده الجاحظ ،مثل أهمية البناء ،والنظم ،
على األفكار المجردة ،ماها ،مهد الطريق إلعادة النظر .نظرية النظام :حاول أبو هاشم الجباعى (ت
، )973/321وهو الهوت معتزلى آخر ،تعديل نظرية نظام من خالل النظر في أهمية القوة المطلقة
للصياغة ،جزلة الالفط ،جنبًا إلى جنب مع جمال المعنى ،حسن المعنى ،للمطالبة ببالغة خطاب معين ،
وإذا كان المعنى سطحيًا ،فال تؤخذ القوة التعبيرية للمصطلحات في االعتبار .ويضيف أن الخطاب ال يعتمد
على الشكل أو النوع األدبي.
أكثر فصاحة من الشاعر والعكس صحيح " .وبذلك يتم تعديل نظرية الصرفة ،وثانيا ً ،واألهم من ذلك ،
استبعاد اإليقاع الشعري ،أوزان الشعر ،من تعريف البالغة ،وبهذا االستبعاد يحاول الجباع أن يقوض
المكانة الرفيعة التي توضع فيها الشعر .في أذهان العرب " ،القرآن ليس شعرا ً ،والنبي ليس شاعراً" ،
قول أكده القرآن مرارا ً وتكرارا ً ضد مزاعم العرب ،رغم أن نظرية النظام دحضها الخصوم من المعتزلة
والمعتزلة ،بقيت ضمنيًا في المناقشة .خصص القاضي أبو بكر البقيالني (المتوفى )1013/404كتابًا
لشرح ما يميز القرآن عن سائر النصوص بما في ذلك النصوص المقدسة السابقة ،ويبدأ بدحض كتاب
ضا
النظام أوري الذي يربط اإلعجاز بميزة واحدة فقط .ويشير إلى أن الكتب المقدسة السابقة تحتوي أي ً
على بعض النبوءات .ومع ذلك ،فهي ال تندرج تحت العنوان .ot miraculous ، mu jizلذلك ،
ضا اعتبار التركيب المركب للقرآن عامالً آخر 10 .إن تفرد القرآن عنده أنه ليس شعرا وال نثرا. يجب أي ً
إنه نوع أدبي منفصل .ال يمكن استخدام أو تطبيق أي معايير أدبية بشرية لتقييمها .ويذهب البقالني إلى
أبعد من ذلك في التقليل من قيمة اآليات السبع العظيمة ،المشهورة جيدًا ،والتي كانت أقل شأنا من القرآن.
دليال على االستنتاج القائل بأن طبيعة المتحدث نفسه هي التيدليال إضافيًا ً 11
حقيقة أن محمدا كان أمي ً
تجعل من المستحيل التحدث عن أي نوع من التشابه أو التوافق بين القرآن وأي نص آخر .وكأشعري ،شدد
البقيالني على التمييز بين الكالم الخالد ،كالم هللا األزلي القاضين ،وظهوره في القرآن الحاضر ،بين
المتلو ،والمتلو ،والخطاب الخالد .التالوة ،تالوة ،ومع ذلك ،فإن اإلعجاز بالنسبة له يرتبط بالنص
الموجود كما هو مقدم في هونمان ريالوة ليس فقط بالكالم اإللهي الخالد ،ماتلو .يبدو أن يردد موقف فعال
تجاه الشعر أقامه القرآن .إذا كان اإلبداع الشعري للعرب ضعيفا للغاية في نظر البقيالني ،فإن التحدي
ضئيل ،ويثبت اإلعجاز عند بقيالني بذكر ثالثة جوانب :أحدها أنه يحتوي على معلومات عن الغيب ،وهذا
شيء يفوق قدرات البشر ،فال سبيل لهم لبلوغه ،أما الجانب الثاني ،كما يتابع البقالني ،فيقول :إنه من
المعروف أن الرسول كان أميًا أمميًا ال يعرف الكتابة وال يجيد القراءة .وبالمثل ،كان من المسلم به عمو ًما
أنه لم يكن لديه أي معرفة بكتب األشخاص السابقين ،وال بسجالتهم ،وتاريخهم ،وسيرهم الذاتية - .ومع
ذلك فقد قدم ملخصات لما حدث في التاريخ النهائي ،وأخبرنا عن أمور عظيمة [في األيام الماضية) ،وقدم
تواريخ مهمة للحياة منذ خلق آدم .كما يذكر قصة نوح وإبراهيم وجميع األنبياء اآلخرين المذكورين في
القرآن.
النبي -صلى هللا عليه وسلم ،-بحسب البقيالني :لم يكن لديه أي وسيلة للحصول على معرفة كل هذا ،إال
علمه ... .والخالصة أنه لم يحصل على هذه المعرفة إال بمساعدة الوحي .الجانب الثالث هو أن القرآن
منظم بشكل رائع ومؤلَّف بشكل رائع ،ومرتفع في أناقته األدبية إلى درجة تفوق ما يمكن ألي مخلوق أن
يبلغه .هكذا يختتم البقالني .هناك فكرتان مهمتان في خطاب البقيالني لفائدة مقالنا الحالي ،أوالً ،فكرته أن
عا أدبيًا فريدًا في حد ذاته ،وهو مفهوم تبناه طه حسين ( )1973-1889عندما يعلن أن القرآن يقدم نو ً
القرآن ليس شعرا وال نثرا .إنه القرآن .ثانيًا ،يعد تعريف البقالني لـ "الغيب" ،والذي يتضمن قصص
عنصرا مه ًما في منة على حجة خلف هللا .أكد المعتزلة القاضي عبد الجبار (ت ، )1025/415 ً القرآن ،
في مناقشة مستفيضة لإلعجاز ،أن الفساحة التعبيرية البليغة ،ال تتعلق بالمحتوى وال باألسلوب وحده.
وبتفصيل نظرية الجباعى لتركيب المحتوى واألسلوب ،فقد ربط الفسحة بالبنية (أو التركيب النحوى) التى
تتضمن كال من "الموقع" و "الوظيفة" النحوية لمعجمها .يكمن االمتياز الجوهري للقرآن بشكل خاص في
جودته الفائقة للفسح ،حيث قام بتفصيل فكرة الجباع عن ضرورة مراعاة المحتوى واألسلوب ،وربط
الفصححة بالنظم أو التركيب التركيبي أو النحو .وهو يستلزم ضم الكلمات معًا بأسلوب تكتيكي محدد ،
صصة" ،الذي يأخذ في االعتبار العناصر الثالثة ،أي المعنى المعجمي لكلمة وهو "الضمينة للطريقة المخ ّ
المودعة ،و "موقعها" في الهيكل ،و "الوظيفة" النحوية .يقول :مع التركيب ،يجب أن يكون لكل كلمة
بالضرورة خاصية (معينة) ،السيفة .قد توجد هذه الخاصية بسبب اللغة التقليدية المتضمنة في التركيب
(االختيار المعجمي] .الوظيفة النحوية ،أنا ،التي تعمل فيها ،أو الموقف ،وال رابع لهذه الفئات الثالث.
متسلسال لمنع الصفحة :العربً كان الحدوث الذي ال جدال فيه لتحدي ،والتهدي ،وتدخل هللا مثل الصرفة.
من محاولة مطابقة الوحي 5.العالم اللغوي والناقد األدبي الشهير عبد القاهر الجرجاني (ت ، )47078من
الرماد كان عري مثل البقيالني ،مقرو ًءا جيدًا في أعمال عبد الجبار .لقد نسج أفكار عبد الجبار في موقعه
تحليال تفصيليًا مع إيضاحات وفيرة من النثر .و ، poctryمن نظرية ً وأطروحته .وكان هو الذي قدم
النظم -النحو-في بئرته -كتاب معروف دليل االعجاز .أوالً ،أسس دحضه لـ ( tفكرة أن اإلعجاز يقتصر
على "المحتوى" بدالً من األسلوب. H 1333525 LLA .
والرد على أرضية صلبة أكثر من أسالفه .إذا كان المحتوى ،على سبيل المثال ،الحديث عن األحداث
مقصورا على السور أو اآليات التي تنقل
ً "غير المرئية" أو المستقبلية ،كما يقول ،لكان اإلعجاز
المعلومات المتعلقة بـ "غير المرئي" .ويؤكد أن اإلعجاز موجود في كل آية من آيات القرآن ،ألن العرب
كانوا يطالبون بإخراج نص يشبه القرآن حتى لو لم يكن هناك أكثر من واحدة من أقصر السور ،وهي
السور الجرجاني .يبدو أنه ُملزم بالدكال بالتناقض الضمني في وجهة نظر أحد علماء الدين األشاعرة
البارزين ،البقيالني .كان عليه أن يوسع ويوسع مفهومه الغامض للتكوين ،التأليف ،من خالل االنفتاح
على التعلم من المعتزلة ،وخاصة من القاضي عبد الجبار .النقطة األساسية في نظرية النظام للجرجاني ،
التي ينسبها إلى الجاحظ ،عن طريق إعادة التفسير والتفصيل ،أول تعبير لها في تاريخ البالغة ،البالغة
( ، )16قريب من تلك الخاصة بكل من الجبة .أنا وعبد الجبار توليف "المحتوى" واألسلوب .لكن تحليله
الشامل وتفسيره المفصل لتفاصيله قاده إلى الكشف عن "قوانين التزامن" ،قوانن النهو .دفاعه عن دراسة
اللغة والبيان ،يعني منطقيا أن دراسة القصيدة ضرورية ،ألنها مخزن اللغة في شكلها الفصيح .بالنسبة
للجرجاني ،تصل دراسة الشعر إلى درجة الواجب اإللهي .لم تعد معرفة ثانوية علم وسيلة كما في علم
الالهوت .بل هي معرفة أساسية وحيوية بدونها ينطفئ نور هللا .يعتبر خطاب الجرجاني ضمنيًا مبدأ
أساسيًا من مبادئ الفقه :كل ما يحتاجه المسلم ألداء واجب (ديني) هو واجب (ديني) في حد ذاته ،كل ما ال
يتيم .واجيبو إال به فهو وجيبان .لذلك ،من الواجب الديني دراسة الشعر من أجل فهم ماهية البالغة وتقديم
تفسير مفهوم إلعجاز القرآن .بدون أداء هذا الواجب ،ال يمكن تفسير نور هللا (أي إعجاز القرآن) .منظمة
العفو الدولية -يصرح الجرجاني أنه :ال يمكن ألي شخص مفكر عازم على التقدير الكامل لهذه العقيدة
اإلسالمية األساسية (اإلعجاز) االستغناء عن االمتحان في هذه األمور .إن دراسة كالم العرب وشعرهم
شرط مسبق ضروري لفهم الظواهر اللغوية التي ال مثيل لها في القرآن 17 ،إذا علمنا االتجاه الذي منه
حجة القرآن .ينبثق ويظهر ويضيء ،هو أنه يصل إلى درجة من الوضوح بحيث تقصر القوة البشرية
عنها ويصل إلى أقصى (امتياز) لم يتم [حتى] تخيله ،وأنه مستحيل على أي شخص سوى من يعرف
الشعر ...لتقدير ذلك ،فمن يرفض ذلك يمنع دليل هللا من أن يعرف .يقول الجرجاني :مجرد علم عجز
العرب عن معارضة :إثبات معجزة محمد باقية على وجه الضهر ،ويمكن ألي شخص في أي عصر أن
يثبتها .الذي يريد أن يكتسب العلم به ..أي نوع من الرجل تريده تكون ،إذا انسحبت من معرفة حجة هللا
تعالى ،واخترت الجهل وعدم الوضوح في وجودها لعلمها ،وإذا كان التقليد أكثر جاذبية لك ،واالعتماد
على علم اآلخرين أفضل من énok61وهكذا مهاجمة التقليل من أهمية دراسة الشعر على أساس أنه
حرام ،أو على األقل ماكروت (غير مرغوب فيه دينيا ً وإن لم يكن ممنوعاً) ،يساوي "الرغبة في إطفاء
نور هللا" 20 .عالوة على ذلك :الجهل بالعلم البالغة ،التي ال يمكن الوصول إلى قوانينها إال من خالل
دراسة الشعر ،تجعل من المستحيل الحصول على أي معرفة بالقرآن وعلومه .وقد يؤدي هذا بالتالي إلى
عدم كفاية أو حتى عدم كفاءة في تفسير نص سفر الرؤيا والتعليق عليه .مبلغ ضئيل ،سيقتصرون أنفسهم
على هذا المقدار الضئيل وال يأخذون على عاتقهم أنفسهم إلعالن ذلك واالنخراط في ما ال يعرفون شيئًا عنه
وال يتعمقون في الشرح والتفسير والتأويل ، .إذن ستكون هناك محنة واحدة .ثم ،إذا لم يبنوا [ ،على
األقل] فلن يكونوا مدمرين ،وإذا لم يعالجوا ،فلن يكونوا على األقل سببًا للفساد .لكنهم ال يفعلون ذلك .بدال
من ذلك ،فإنها تسبب مرضا مثل إفساد الطبيب وإرباك رجل العقل )22( .على الرغم من أن هذا الدفاع
المؤ ّكد عن ضرورة علم اللغة والبالغة يردد تصريحات سابقة عبّر عنها الجاحظ وآخرين ،يبدو أنه يحمل
أهمية أكبر مما كان عليه في األمثلة التقليدية السابقة .من خالل ربط اإلعجاز بقوانين النحو ،شدد اللرجاني
بشكل صريح على الطبيعة األدبية للنص القرآني .يرتكز تركيزه على الحقيقة التجريبية التي مفادها أن
تكوين كل من القرآن والنصوص البشرية تحكمهما نفس القواعد اللغوية (قوانن النهو) .ومع ذلك ،فإن
الفرق بين نص وآخر في المصطلحات يكمن في المستوى الذي يتم بموجبه تطبيق هذه القوانين بشكل مثالي.
يجب الكشف عن قوانين النحو والنظم من خالل دراسة الشعر ،مما يعني أن الناقد األدبي وحده هو المخول
بالتحقيق في سمات سمو القرآن.
الثالثة :
السياق الحديث
هو محمد عبده ( )1905-1848الذي نشر الطبعة النقدية األولى لكتابي الجرجاني الشهيرين واستخدمهما
كنص كتابي في تدريس "البالغة العربية" في "كلية دار العلوم ،وهي مؤسسة تعليمية :تأسست لتجمع بين
التخصصات التقليدية والحديثة في مناهجها ".تنعكس معرفة عبده الجيدة بأفكار الجرجاني في تفسير المنار.
إن الطريقة األدبية المستخدمة في تفسير عبده للقرآن مرتبطة بشكل وثيق بهدفه في توفير فهم عقالني
لإلسالم ،ولكن األسئلة التي كان على عبده أن يتعامل معها كانت أكثر تعقي ًدا من تلك التي اقتصرت على
مسألة اإلعجاز .يمكن صياغة هذه األسئلة على أنها منخفضة :أوالً وقبل كل شيء ،سؤال الحداثة :هل
يتوافق اإلسالم مع الحداثة أم ال؟ كيف يمكن لمسلم مؤمن أن يعيش في بيئة سياسية اجتماعية حديثة دون أن
يفقد هويته أو هويتها كمسلم هل يستوعب اإلسالم ثانيًا ،هناك سؤال يتعلق باالتفاق (الخالف) بين الشريعة
اإللهية التي تشكل المجتمع التقليدي والقانون الوضعي الذي يشكل الدولة القومية الحديثة :هل المؤسسات
السياسية الحديثة كالديمقراطية واالنتخابات والبرلمان مقبولة في اإلسالم ،فهل يمكن أن تحل محل
المؤسسات التقليدية للشورى ونخبة العلماء (أهل الحل والعقد)؟ إعادة فتح باب التفسير ،االجتهاد ،في
جميع جوانب الحياة االجتماعية والفكرية .بما أن الدين جزء أساسي من الوجود اإلنساني ،فإن السبيل
الوحيد لبدء اإلصالح الحقيقي هو اإلصالح (الفكر السالمي .وما هو اإلصالحي المسلم المعروف جمال
الدين األفغاني ( 1897-1838الذي تم جلبه إلى مصر ،من بين أمور أخرى ،كانت فكرة تفسير معتدل
جديد لإلسالم جذبت انتباه عبده .وقد تبنى عبده مزي ًجا من العقالنية الكالسيكية والوعي االجتماعي
والسياسي الحديث .تفسير القرآن .أهم إسهامات عبده هي إصراره على أن القرآن ليس كتابًا للتاريخ ،لذلك
ال ينبغي اعتبار السرد القرآني وثائق تاريخية .الحوادث التاريخية ورد ذكرها في الرواية القرآنية بأسلوب
أدبي إليصال دروس التحذير والوعظ ..وفيما يتعلق بقصص القرآن ،فإن عبده واضح جدًا في االختالف
بين "التأريخ" والقرآن .تأريخ قصة قصة هو مجال علمي للمعرفة يقوم على االستفسار والتحقيق النقدي
في البيانات المتاحة مثل التقارير والشهادات والذكريات واألدلة الجغرافية أو المادية .من ناحية أخرى ،
فإن القصص القرآنية مهمة لخدمة األغراض األخالقية والروحية والدينية .قد تستند إلى بعض الحوادث
التاريخية ،لكن الغرض ليس توفير المعرفة حول التاريخ .وهذا يفسر سبب عدم ذكر أسماء األشخاص
واألماكن والتواريخ في هذه القصص .حتى لو كانت القصة عن نبي أو عن أحد أعداء النبي ،مثل فرعون
،فقد تم حذف الكثير من التفاصيل .من الواضح أن عبده يعارض الطريقة التفسيرية الكالسيكية التي
توضح هذه الغموض.مبهمات ،وأهمية القصة ال تعتمد على تلك المعرفة ؛ بل يعتمد باألحرى على درس
"التحذير" المستنتج منه .كل هذه المقاطع من "تفسير المنار لعبده عبده قد اقتبسها بشكل كبير من قبل خلف
هللا من أجل تعزيز حجته في أطروحته وكذلك في الخالف الذي أعقب ذلك ".هذا التمييز الواضح بين
التاريخ والقرآن الذي صنعه عبده .وهناك نقطة مهمة أخرى أكدها عبده في تفسيره ،وهو ما أخذه خلف هللا
،كما سنرى ،وهي حقيقة أن القرآن قد تناول بالدرجة األولى العرب الوثنيون في القرن السابع .كل ما
يبدو غير منطقي أو متناقض مع المنطق والعلم في القرآن يجب فهمه على أنه يعكس رؤية العرب للعالم.
األشكال األدبية للكالم مثل "المجاز" و "االستعارة" تستخدم في تفسير المنار لتقديم تفسير عقالني لجميع
األحداث واألفعال المعجزية الواردة في القرآن .كل اآليات القرآنية التي تشير إلى الخرافات مثل الساحرة ،
والعين الشريرة ،أو اللمسة الشيطانية ،كان البد من شرحها .ملقاة كتعبيرات لما كان العرب يؤمنون به.
وقد شرح عبده اآليات القرآنية عن نزول المالئكة من السماء لتشديد الكفار على أنها تعبير عن التشجيع.
لقد كانت تهدف إلى توفير الراحة للمؤمنين لتمكينهم من تحقيق النصر )27( .إن الفكرة القائلة بأن القرآن
سا عقلية العرب الوثنيين في القرن السابع اتخذ كنقطة انطالق في أطروحة خلف هللا .من خالل تناول أسا ً
طه حسين والخولي تم تطوير بعض إنجازات عبده.
شدد طه حسين بشدة على البعد الجمالي الغريب والفريد جدًا لألسلوب القرآني ،أي إعجازه ،من خالل
التأكيد على طبيعته األدبية كنوع أدبي في حد ذاته 28 .كمؤرخ أدبي وناقد أدبي بامتياز ،يدعي أن القرآن
نثرا .إنه القرآن .عالوة على ذلك ،يعتبر حسين السرد القرآني الخاص بمجيء إبراهيم شعرا وال ً
ً ليس
وزوجته هاجر وطفله الجديد إسماعيل إلى مكة ،رواية شفوية كانت موجودة قبل نزول القرآن .يذكر
حسين أن القصة قد تم اختراعها قبل نزول القرآن بفترة طويلة .كان الهدف منه تخفيف حدة التوتر بين
العرب الوثنيين ،سكان يثرب األصليين ،والقبيلة اليهودية :الذين جاءوا ليستقروا في المدينة .استخدم
القرآن القصة ليس فقط ليضع اإلسالم في سياق التقليد اليهودي المسيحي ،ولكن .أيضا وضع أولويتها
كدين توحيدي .كانت وجهة نظر طه حسين هي التأكيد على أن هذه القصة ال ينبغي أن تُفهم على أنها تنقل
الحقيقة التاريخية التي بموجبها كانت بعض االفتراضات التي تتعلق بالوضع الخطي في شبه الجزيرة
العربية مقبولة بال شك )29( .على الرغم من أن هذه كانت مجرد نقطة واحدة في خطه من الجدل
والتشكيك في أصالة جسد الشعر الجاهلي بالكامل ،كنت القشة التي قصمت ظهر العقيق ،كما يقول المثل.
أثار كتاب طه حسين جدالً محتدما ً ،على الرغم من أنه اعتبر القرآن المصدر األكثر موثوقية وأصالة لفهم
الحياة االجتماعية والدينية قبل اإلسالم .كما وصل الخالف إلى مجلس النواب المصري ،وظهرت مزاعم
بأن الكتاب كان إهانة لإلسالم .تم استجواب طه حسين من قبل أتومي العام المصري قبل تقديمه للمحاكمة.
أعلن الجمهور أتومي أن الحسين بريء من أي شيء آخر ( 30ضربة قاضية) .ومع ذلك ،كان على حسين
أن يعاني من نية نهائية على الرغم من أنه أزال هذا المقطع المحدد من الطبعة الثانية المكبرة من الكتاب ،
والتي ظهرت تحت عنوان آخر في األدب الجاهلي .وتجدر اإلشارة إلى أن كتابات طه حسين كانت جز ًءا
من حركة فكرية محلية إبداعية مرتبطة بالمؤسسة األكاديمية الجديدة المؤسسة ،الجامعة الوطنية أو الجامعة
األهلية ،وكتابات أحمد أمين ( )1954-1886عن يعد التاريخ والحضارة المسلمة المقدم في كتابه الضخم
"تثاءب اإلسالم" مثاالً آخر على االتجاه الجديد للمنح الدراسية في المؤسسة األكاديمية الجديدة ،وإعادة
النظر في تاريخ عيالم بشكل عام ،وكانت السيرة النبوية ،والسيرة ،على وجه الخصوص ،من منظور
نقدي ،واحدة من النقاط األساسية للحركة الجديدة .تأثرت هذه الحركة بالتأكيد باهتمام القرن التاسع عشر
بالتاريخ ،وخاصة تاريخ اإلسالم وحياة نبيه .ومع ذلك ،فقد أثرت في نهج السيرة الذاتية المسيحية للنبي.
يعتبر بعض علماء المسلمين السيرة الذاتية للنبي التي كتبها محمد حسين هيكل ( )1956 - 1888وطه
حسين "أحد األسباب الكامنة وراء التغيرات الهائلة في مستوى النقاش حول حياة الرسول" .ووفقًا لوجهة
النظر هذه " ،تحول النقاش بشكل ملحوظ من المواجهة إلى الحوار" )33[ .كتب طه حسين العديد من الكتب
حول التاريخ المبكر لإلسالم ،مثل عالء حميش الصيرة ( ، )1943الفتنة الكبرى )1974( .وفيما بعد
الشيخان.
الرابعة :
بطل تجديد :الخول
عندما بدأ أمين الخولي حياته المهنية ،كانت رياح التجديد تتغلغل في مصر .لقد طبق طريقة التاج في
دراسة اللغة ،والنظرية (البالغة) ،والتفسير القرآني (التفسير) واألدب .تقدم المنحة النموذج المثالي
لمنهجية التجديد التي وضعها الخولي ،لكنه يعتبر أن عصر النهضة يبدأ دائ ًما ،كما أثبت التاريخ ،من
قادرا على تحقيقخالل االبتكار في الفنون واألدب .والوعي الجمالي للشعب المصري من أجل أن يكون ً
نهضة مصرية صخرية حقيقية .ضرورة التجديد في هذه الطريقة األدبية التي توضح بنيتهما ،وطالما أن
عصر النهضة أو اإليجديد يقتضي التحرك واالستيقاظ ،فيجب أن يبدأ بدراسة شاملة ومكثفة للتقليد القديم في
كل مجال من مجاالت المعرفة .شعار الخولي هو "الخطوة األولى ألي ابتكار حقيقي هو التحليل الكامل
للتقاليد" (أوال التجديد قاتل القديم بهثان) ؛ وإال فإن النتيجة ستكون الخسارة وليس إعادة اإلعمار
( 38 .)Tabdid la tajdidإذا تم تنفيذ دراسة األدب في الماضي ،وكذلك دراسة اللغة والبالغة ،من
أجل المؤمنين.
ال ينبغي أن يكون هذا هو الحال اآلن )39( .الدراسة األدبية للقرآن ليست مسألة اختيار للخولي ،ألن قبول
العرب لها مبني على األدب القرآني .40لذلك ،يجب أن تكون القوة العظمى والسيادة .التخلي عن أي
نهج ديني -الهوتي ،فلسفي ،أخالقي ،صوفي أو قضائي آخر .في هذه المرحلة ،من المهم أن نذكر أن
"الرومانسية" ،أو لكي نكون دقيقين ،كانت النسخة العربية منها هي النظرية األدبية السائدة في ذلك الوقت
42.من خالل تلك النظرية ،طور الخولي العالقة بين دراسة اللغة ،الخطابة واألدب من جهة والتفسير
القرآني تفسير القرآن من جهة أخرى .نظرية باالغو الحديثة التي تؤسس عالقة بالنقد األدبي .هذه العالقة
تتطلب .ارتباط آخر بعلم النفس ،عالقة موازية للعالقة بين النقد األدبي وعلم الجمال .يجب أن تركز
دراسة هال اآلغا بعد ذلك على دراسة األسلوب األدبي وتأثيره العاطفي على المتلقي /القارئ 4.يجب أن
يكون هدفها بعد ذلك تطوير الوعي الجمالي لكل من الكاتب والقارئ :يجب إعادة تسميتي باسم فن القول
45فقط المضاء .يمكن للمقاربة الفظة للقرآن ،من خالل النظرية الحديثة لألدب ،أن تكشف عن إعجازه
سا تعبيريًا واستفزازيًا عاطفيًا (إعجاز نافسي) - 46 .اشتهر تلميذان من طالب الخولي ،الذي هو أسا ً
المباشرين -إلى جانب زوجته بنت الشاطئ "(ت - )1999الذين طبقوا أسلوب األدب في الدراسات
ضا إلى أن سيد قطب ،اإليديولوجي الشهير القرآنية ،وهما خلف هللا وشكري عياد ،لكن وتجدر اإلشارة أي ً
لألصولية اإلسالمية الحديثة ،بدأ كتاباته عن القرآن بتطبيق منهج أدبي مشابه ،وإن كان انطباعيًا .ومشاهد
القيامة في القرآن ورافصره في ظالل القرآن.
الخامسة :
خلف هللا :المقدمات والمشاكل
في أطروحة الماجستير "جدل القرآن" أ) الذي أشرف عليه الخولي ،قام خلف هللا بتطبيق مبادئ المنهج
األدبي كما اقترحها الخولي في تعليق الخولي على مقال "التفسير" في الترجمة العربية للطبعة األولى من
موسوعة اإلسالم التي تم تضمينها في كتابه "منهج التجديد" .دكتوراه خلف هللا .طورت الرسالة المنهج
الذي طرحه الخولي إلى حد ما .وتتكون الرسالة في نسختها المنشورة من جزأين ينقسم كل منهما إلى عدة
فصول باإلضافة إلى "المقدمة" و "المنهج" و "الخاتمة"" .مقدمة" الكتاب الذي نُشر الحقًا من تأليف
الخولي .الجزء األول بعنوان "المعاني والقيم التاريخية واالجتماعية واألخالقية والدينية" (المعاني والقيم
التركيه واإلجليمه والخلقية والدينية) ،وينقسم إلى فصول :األول عن "المعنى التاريخي" ،والثاني عن
"المعنى النفسي واالجتماعي" ،والثالث عن "المعنى األخالقي والديني" .من المنطقي أن يتعامل الفصل
األول مع المسألة اإلشكالية المتعلقة بالعالقة بين التأريخ واألدب ،والتي تبرز المشكلة األكثر إشكالية فيما
يتعلق بالصالحية التاريخية ،ووفقًا للوظيفة التاريخية في الرواية القرآنية .الجزء الثاني بعنوان "فن السرد
في الروايات القرآنية" (الفن في القصص القرآنية) ،وينقسم إلى سبعة أبواب .يتناول الفصل األول
الموضوع العام "القصاص القرآني" ،وهو الرواية القرآنية ،وهو مقسم إلى أربع مجموعات، gories .
أي التاريخية واالستعارية واألسطورية وقصة "الخطيئة" .أما الفصل الثاني فقد خصص لـ "الوحدة
السردية" ،أما الفصل الثالث فقد تناول "المقاصد واألغراد" ،أما الفصل الرابع فقد تناول "المصادر".
("المصادر") .في الفصل الخامس يحلل المؤلف "عناصر الحكاية" (أ /أنصير القصسية) أي الخصائص
واألفعال والحوار .يتناول الفصل السادس السؤال المتعلق بمدى مساهمة الرواية القرآنية في "تطور فن
السرد" في تاريخ األدب العربي .أما بالنسبة للمنهج ،فيبدو أن خلف هللا يتبع الخطوات المنهجية التي
اقترحها أستاذه .الخطوة األولى هي جمع قصص القرآن .والخطوة الثانية هي إعادة ترتيب هذه القصص
وفقًا للترتيب الزمني لوحيها (الطرطب عند النُزول) ،من أجل تحليلها وشرحها وفقًا لسياقها األصلي ،مثل
البيئة االجتماعية ،والحالة العاطفية للنبي ،ومطور الرسالة اإلسالمية 47 .يؤكد خلف هللا أن مثل هذا
السياق سيساعد في الكشف عن المستوى الداللي األصلي للرواية القرآنية ،المستوى األصلي الذي فهمه
العرب في وقت الوحي )43 .وتجدر اإلشارة هنا إلى أن خلف هللا ال يطبق المربط الموضوعي بجمع
شظايا القصص المذكورة في السور المختلفة .إنه يعتبر كل قطعة من القصص قصة مستقلة أنا نفسها .لذا
،فإن قصة موسى ،على سبيل المثال ،ليست قصة واحدة .بدالً من ذلك ،فإن إي سي من القصص التي
ذكر فيها موسى -يمثل وحدة سرد يجب دراستها بمفردها .إن التحليل الموضوعي ينتهك البعد السياقي
الذي أكده خلف هللا .يبدو أن خلف هللا كان لديه توقعات قوية لما سيحدث له بسبب توجهه .في أطروحته ،
يعبر عن مدى صعوبة إنجاز أطروحته ،وكيف يعرض نفسه للخطر .ومع ذلك ،يؤكد أن المعرفة
األكاديمية والعلمية تتخلى عن مثل هذه المخاطر .في كلتا الحالتين يتم تجاهل المعنى النصي للقرآن.
األصالة التاريخية على أساس أن رواياتها تتعارض أو على األقل ال تتوافق معها .حقائق تاريخية 31إن
دراسة القصص القرآنية على أنها حكايات أدبية وليست وثائق تاريخية ،كما يوحي النهج األدبي ،ستجعل
مسألة المصداقية التاريخية غير ذات صلة ،أو باألحرى سؤال خاطئ .نقالً عن بعض المالحظات من
مصادر كالسيكية ،مثل القاضي عبد الغفار ،والزمخشري والرازي ،وكذلك المصادر الحديثة ،وخاصة
عبده خلف هللا مؤكدًا على االستنتاج بأن قصص القرآن هي قصص رمزية .أمثال ال تنوي نقل الحقائق
التاريخية في حد ذاتها .كما أنها تنتمي إلى تشي فئة متشابهات أو غامضة .وألن المعلقين الكالسيكيين
يحاولون شرح الغموض ،فإنهم حتى كتبهم ببيانات مستعارة من التقاليد الدينية السابقة ،فهي ال تحتاج
وثائق المنهج األدبي إلى مثل هذه البيانات ،ألنها تميز بين بنية القصة ،وجسم القصي ،ومعناها .يعتمد
هذا التمايز على التفسير الكالسيكي وكذلك الحديث .إن التفسير الكالسيكي ،الذي يقوم على التعامل مع
القصص على أنها أمثال ،يميز في بنية المثال ،والرمز ،وبين المعنى ،والمعنى ،ومضمونه ،اللوز ؛
كالهما ليسا متطابقين بالضرورة 32.التفسير المودم مأخوذ من السرد األدبي الذي يتناول بعض العبارات
التاريخية أو بعض األحداث التاريخية ،مثل شخصية Qucen Cleopatraالمصرية ،التي تناولها
شكسبير ،بيمارد شو ،روايات أحمد شوقي والسير وولتر سكوت 53.يبدو أن جسد هذه القصص تاريخي
،لكن المعنى ،أو الرسالة ،ال يعكسان التاريخ بالضرورة .للكاتب الحق في التمتع بالذكاء في استخدام
التاريخ في سياق أدبي :مثل هذه الحرية غير مسموح بها بأي حال من األحوال للمؤرخ .باإلضافة إلى
األدلة النظرية المذكورة أعاله ،هناك أدلة قرآنية تثبت ضرورة تطبيق المنهج األدبي .بادئ ذي بدء ،
ضا بعض يتجاهل القرآن عن عمد ذكر ليس فقط وقت ومكان األحداث التاريخية في قصصه ،ولكن أي ً
الشخصيات .ثانيًا ،عند التعامل مع بعض القصص النسيجية ،يختار القرآن بعض األحداث ويغفل البعض
ً
أفعاال معينة ببعض اآلخر ،ثالثًا ،تم انتهاك الترتيب الزمني لألحداث ،وراب ًعا ،يربط القرآن أحيانًا
الشخصيات وأحيانًا يتصل بها .تصرفات سارني لشخصيات مختلفة .خامسا ً ،عندما تتكرر القصة في
سورة أخرى من القرآن ،فإن الحوار المتعلق بنفس الشخصية يختلف عن الحالة األولى .سادسا ً ،يضيف
القرآن في بعض األحيان إلى القصة بعض األحداث التي من المفترض أن تحدث بعد ذلك بترتيب زمني.
كل هذه األدلة تشير بوضوح إلى أن القرآن يمارس نفس األسلوب الذي يمارس في القصص األدبية التي
محاصرا في سياق تحديث البنية االجتماعية السياسية للمجتمعات اإلسالمية. ً تتناول التاريخ .أصبح العقل
-قوله تعالى" :العقل اإلسالمي" في بعض المشاكل في فهم القرآن .على سبيل المثال ،يشرح كيف أن
العقل اإلسالمي ،باهتمامه الشديد باألصالة التاريخية ،غير قادر على التعرف على األبعاد األخالقية
والرائعة للقصص القرآنية .كما أن العقل اإلسالمي غير قادر على تفسير سبب تكرار القصة أو سبب عدم
كون التفاصيل هي السامي عند تكرارها - 5 .يذكر الخولي ،في مقدمته للطبعة الثانية من كتاب الفن
القصصي (القاهرة ، )1957حالة طه حسين الذي قال :من الواضح جدًا أن المقاربة األدبية للقرآن هي
الطريقة الوحيدة .يمكن أن ينقذ المثقف المسلم من مرض انفصام الشخصية .يمكن للمسلم أن يؤمن حقًا
باإلسالم والقرآن الكريم دون الحاجة إلى االعتقاد بأن القصص المذكورة في القرآن هي مصادر تاريخية.
ضا إلى الهجوم على كتابات قاسم أمين ( ، )1908-1863المدافع ينعكس العقل .هنا ،يمكن أن نشير أي ً
عن حقوق المرأة الذي تأثر بخطاب عبده .كما يمكن اإلشارة إلى قضية علي عبد الرازق عام 1925
عندما أدانته لجنة تحقيق مشكلة في األزهر لفحص كتابه "اإلسالم والسالم" .أصول الحكم .من المفترض
أن يقدم النهج األدبي بشكل عام حالً لتحرير العقل المسلم من مثل هذا الموقف من الركود" .القرآن ليس
كتاب علم وال كتاب تاريخ أو نظرية سياسية" ،لذلك يحاول خطاب التجديد تأسيسه .القرآن هو في الحقيقة
كتاب إرشادي روحي وأخالقي ،تستخدم فيه القصص لتحقيق الغرض منه .بمعنى آخر ،القصص القرآنية
هي روايات أدبية تستخدم لخدمة األغراض األخالقية والروحية والدينية .لذلك ،يعتبر التعامل مع سرد
القرآن كحقائق تاريخية بحتة خطأ منهجيًا فاد ًحا.