Professional Documents
Culture Documents
Pengurusan Kesehatan Dalam Islam
Pengurusan Kesehatan Dalam Islam
الصحية يف دولة
اخاللفة
من إصدارات
حزب التحرير
2
سياسة الرعاية
الصحية يف دولة
اخاللفة
من إصدارات
حزب التحرير
3
هذا الكتاب من إصدارات حزب
متوز/يوليو 2022م
4
﴿
﴾
[سورة الشعراء]
5
6
احملتوايت
احملتوايت
7...........................................................
متهيد
14.............................................................
...........................................................مقدمة15
.
واقع الرعاية الصحية احاليل و أسس الرعاية الصحية
يف
دولة
اخاللفة
وأهدافه
ا
20.....
.........
.........
.........
.........
.........
.......
واقع الرعاية الصحية يف العامل
20..................................
سوء الرعاية الصحية من سوء احلضارة الرأمسالية
اليت تسود العامل 21 .مظاهر احنطاط النواحي
الصحية يف العامل 24 .....................فساد
الرعاية يف املؤثرة املقومات أهم
الصحية 30 ..................تداعيات كوروان
وتداعي األنظمة الصحية يف العامل37 .............
نظرة اإلسالم إللنسان واجملتمع املتعلقة
ابلرعاية الصحية .........40
الصحة والرعاية الصحية يف نظر
.......................اإلسالم 45
الصحة يف نظر
........................................اإلسالم45
الرعاية الصحية يف اإلسالم
46....................................
أسس الرعاية الصحية يف دولة اخاللفة
50..........................
فلسفة اإلسالم هي مزج امالدة
ا
ب
ل
ر
و
ح
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
5
1
ن
ظ
ر
ة
ا
إ
ل
س
ا
ل
م
ي
ف
م
ع
ا
ج
ل
ة
ا
م
ل
ش
ا
ك
ل
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
5
1
7
حني الرعية أفراد إىل النظرة وحدة
الرعاية 52 ......................احلكم مركزي
واإلدارة ال مركزية 52 ..............................
تقوم إدارة املصاحل على البساطة والسرعة والكفاية
53 .............
الدولة تضمن احالجات األساسية لرعاايها كافة ،ومتكنهم
من حتقيق حاجاهتم
الكمالية 53 ..........................................النظرة
إىل املشكلة االقتصادية 54 ...............................
رعاية الشؤون يف حالة الطوارئ
55 ..............................متويل الرعاية الصحية
يف دولة اخاللفة 57 .........................األهداف
العامة للرعاية الصحية يف دولة اخاللفة
60................
حفظ الصحة اجلسدية 60 .....................................
حفظ الصحة )النفسية( ....................................
60حفظ الصحة العامة........................................
63مشولية الرعاية الصحية كل
الرعية 64 .............................جمانية الرعاية
الصحية 64 .......................................التميز
والتقدم يف علوم الصحة65 ...............................
اجالهزية والتأهب للتعامل مع الكوارث واحالالت
االستثنائية 66 .....وضع نظام إداري لتنفيذ سياسة الرعاية
الصحية 67 ...............الرعاية الصحية العامة يف
..............................دولة اخاللفة 69
اإلطار العام للصحة
.....................................العامة69
8
أمهية النظام اإلداري غري املركزي يف جمال الرعاية
الصحية العامة 70 ..إنشاء سياسات متكاملة تقوم عليها
الصحة العامة 71 ............الغذاء والتغذية واألمن
.................................الغذائي72
توفري الغذاء وأتمني نظام غذائي
متوازن 72 .......................توفري األمن الغذائي
يف دولة اخاللفة 74 ..........................صحة
وجودة الغذاء يف املطاعم واألسواق
واملصانع 76 .............الصحة
.................................................البيئية77
نقاء اهلواء.................................................
79جودة املياه
81 ................................................سالمة
الغذاء83 ..............................................
ضبط انتشار األمراض حيوانية املنشأ ومنعها
84 ..................احلفاظ على الغاابت
واألحراش 85 ..............................الصرف
الصحي 86 ...........................................
اهلندسة الصحية للبيئة السكنية
86 ..............................املعايري والرقابة
ُ
الرقابة 87 .............................................
...................88الصحية وجهاز احلسبة يف دولة
اخاللفة
إدارة تفشي األمراض املعدية
91...................................
األمراض املعدية بوصفها حالة طوارئ يف
ا
ل
د
و
ل
ة
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
9
1
م
ر
ا
ق
ب
ة
ص
ح
ة
ا
ل
و
ا
ف
د
ي
ن
إ
ى
ل
ا
ل
د
و
ل
ة
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
9
2
9
مكافحة تفشي األمراض املعدية واجلوائح -احلجر
الصحي 93 .....إجراءات إضافية
95 ...........................................التأهب
حالالت طوارئ96 .....................................
الرعاية الصحية العاملية
97........................................
الرعاية الصحية أللفراد -
................................الوقائية101
الرعاية الصحية الوقائية أللفراد
101..............................
ل الدولة
َبمجع البياانت ومراقبة صحة الفرد من ق
ِ 103 .............
التمريض املدرسي
107 ........................................تثقيف
العامة حول صحة الفرد و التغذية ....................
107الوقاية من األمراض
املعدية 110 ................................تطعيم
السكان111 ...........................................
الفحوصات املسحية أللمراض غري املعدية -الوقاية
الثانوية 115 ...صحة الفم
واألسنان116 ......................................
صحة املرأة وصحة األطفال
117 ...............................الصحة والسالمة
املهنية 120 ...................................الرعاية
الصحية أللفراد – التدبري العالجي أللفراد
122............
عبء التدبري العالجي أللفراد أقل يف لل دولة
ا
خ
ل
ا
ل
ف
ة
م
ن
ي
ف
ا
ل
ع
ا
م
ل
ا
ل
ر
أ
م
س
ا
ي
ل
ب
س
ب
ب
إ
ق
ا
م
ة
أ
ن
ظ
م
ة
ا
إ
ل
س
ا
ل
م
ي
ف
ا
ج
م
ل
ت
م
ع
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
1
2
2
10
تكفل الدولة توفري الدواء لكل من حيتاج ،وتسعى
إلجياد عالجات جديدة أللمراض اليت تفتقد أدوية
فعالة 125 .....................الشفاء أييت من هلال
عز وجل 128 ..............................يندب
للمسلم السعي للتداوي ،كما جيوز ل الصرب على
املرض 129
طلب التداوي يعم كل شيء ينطبق علي مصطلح الطب أو
العالج 131
................................................................
يكون العالج أللمراض العقلية مثلما يكون أللمراض اجلسدية.
132منهجية التدبري العالجي جتاه الصحة العقلية
134 ................مشاكل الصحة العقلية املتعلقة ابلقيم
واملشاكل اجملتمعية 135 ......توفري العالج أللفراد واجب
على الدولة 135 .....................منوذج تنظيم الرعاية
الصحية العالجية يف دولة اخاللفة 136 ........القطاع العام
والقطاع اخالص 141 ..............................املساعدة
11
مصلحة الرعاية الصحية
154.....................................
هيكل النظام اإلداري للرعاية الصحية يف الدولة
االسالمية .....155بنك املعلومات والدواوين
وامللفات الشخصية اإللكرتونية......158
ضمان جودة الرعاية الصحية
159................................
جالن اخلرباء لوضع املعايري واألحكام الشرعية
املتعلقة جبوانب الرعاية
الصحية كافة يف الدولة
اإلسالمية
160.........................
...
التوعية والتثقيف واإلرشاد الصحي ابالرتباط مع مصلحة
اإلعالم
...............................................................163
.مسائل وضوابط يف الرعاية
...............................الصحية164
تعليم الطب واملهن الطبية املساعدة والبحث العلمي
164..........
التعليم
الطيب.............................................
ً 164توف
ري األطباء واملمرضني والقوى العاملة األخرى
املد
َّربني تدريبا
صحيحا ................................................
164
ً
التمريض واملهن الصحية
األخرى 165 ...........................إنشاء مناهج
تعليم الطب وأتهيل املهنيني يف الرعاية الصحية..
167الكفاية يف التدريب
168 ......................................البحث
العلمي والتعليم الطيب املستمر
169 ......................احمالفظة على
املعايري من خالل التطور املهين والتعليم
املستمر 170 ..ترخيص األطباء املتخرجني من
الدول األخرى 171 ...............
12
مراقبة املعايري واملسؤولية الطبية والصحية
171 ....................األدوية والصناعات الدوائية
يف الدولة اإلسالمية ..............175الصيدلة
والدواء175 ..........................................
الصناعات الدوائية يف الدولة
اإلسالمية 178 .....................الكوارث واحالالت
................................االستثنائية180
والطوارئ الكوارث إدارة
مفهوم 180 ..................................
........................................... الكارثة
181الكوارث الكربى اليت جيب التعامل معها
هي كالتايل 182 ........ :مراكز اإلسعاف
واحلوادث 189 ................................
أخالقيات مهنة الطب واملسؤولية الطبية وسوء
املمارسة ........191أخالقيات مهنة الطب يف اإلسالم
191 .........................أخالقيات ممارس الرعاية
الصحية املسلم 194 ....................واجبات
ممارس الرعاية الصحية جتاه املرضى
195 .................املسؤولية الطبية وسوء
املمارسة الطبية واإلمهال 197 ...............مسؤولية
مهنة الطب 197 .....................................
تعريف سوء املمارسة الطبية
198 ...............................اتريخ الرعاية
....................الصحية يف الدولة اإلسالمية 199
13
متهيد
احلمد هلل ،والصالة والسالم على رسول هلال وعلى آل
وصح
ب ومن
وااله
،وبعد
هذا الكتاب هو من مثار جهود بعض اإلخوة يف مجع
معلومات وضبطها وحتقيقها وإحكام موضوعاهتا ...إخل
ومل يرتكوا لنا سوى املراجعة والتدقيق مث
ِ التعديل واحلذف من بعض
يف
ّ ب ني الفقرات حىت أصبح ثنااي هذا
مشرقا ابخلري كما هو .الكتاب
ً
اء
َد
كل
ِ ُ
ل
،﴾ وجعل « ِ
﴿ أن هلال حنمد إننا
مث و «، ِ ِ ِ
صيُأ ال َّداء ا َّّلل َّز
أمت أخرج ِ َر
هلال مسلم، إ َذاِ َأ َبـ ذنِبِْ
عل اء اء
ج
َّ َ َ َ ود
ََ ُ ََو
ب د ََ ،
ف
وكرامتنا » َر
نع ﴿
َْ
بذلوا ً
.﴾
مبا وخامتة اخلتام نسألك اللهم أن تنفعنا
،
علمتنا وأن تعلمنا ما ينفعنا ً واحلمد هلل رب العاملني.وأن تز
يدان علما
السابع والعشرو ن من ذي احلجة 1443ه املوافق
2022/07/26م
14
مقدمة
ابلتميز والتف
حسن تطبيق اإلسالم واإلخالص يف رعاية شئون الناس،
فيكون ذلك مبثابة دعوة العتناق اإلسالم واإلقبال علي و إخراج
العامل من عبودية العباد إىل عبودية رب العباد ،ومن جور
األداين إىل عدل اإلسالم ورمحت ومن ضيق الدنيا إىل سعة
.الدنيا واآلخرة
15
وسنشرع يف هذا الكتاب بذكر الواقع الذي تعيش دول
العامل من حيث سوء الرعاية الصحية وحرمان الشعوب من
أبسط عناصرها الرئيسية ،و ببيان أسباب الفساد الذي ار تبط
ابألنظمة الرأمسالية حني جعلت القيمة امالدية ا لعالج
املشاكل ،وعلى رأسها الرعاية الصحية؛ ففسدت الرعاية
أساس ً
الصحية على العموم رغم التقدم العلمي والتكنولوجي يف
الرعاية
ّ أهم أقسام من ً إنتاج
ا ،و هي تشمل محاية
ّ الصحية ها
الرعية من املخاطر على
الصحة العامة،
16 كاحمالفظة
من العالج ،ألن الوقاية
على املعايري الصحية حيث تبذل اخاللفة اجلهد لتكون هذه
املعايري من أفضل املعايري العاملية لتنعم رعيتها ابلعيش
.الصحي الكرمي االلئق بكرامة اإلنسان وعافيت
مث يعرض الكتاب الطب الوقائي يف اخاللفة من منظور
الصحة الفردية ،ويركز على التدابري الصحية اجملتمعية
اليت تؤثر على احالالت الصحية الفردية من وقاية أولية أو
اثنوية ،و على كل ما يتعلق هبا من تدابري للوقاية من
املرض أو التقليل من احتمال وقوع ،وذلك من خالل إنشاء
املعرضني
َّ للمرضى و ملن يلزم من السكان، قاعدة بياانت،
و ابلفحوصات املسحية ،و مبتابعة منهم أللمراض وتدبريهم.
كما يتناول الطب الوقائي اخلدمات الصحية الضرورية لفئات
الرعية اخالصة يف اجملتمع كالتمريض املدرسي وصحة
الفم واألسنان ومراكز صحة املرأة والطفل ،والصحة املهنية،
والتطعيمات ومتابعة تفشي الوابئيات ،والوقاية منها يف الوقت
.املناسب
و تقع على دولة اخاللفة مسئولية رعاية االحتياجات الصحية
أللفراد املتأثرين ابألمراض وإنشاء أنظمة فعالة لعالج األفراد،
و يشمل ذلك توفري العيادات واملستشفيات واملرافق العامة
املستخدمة للعالج ،فاملعاجلة الطبية جزء أساسي من املصلحة
العامة واملرافق العامة اليت جيب أن تتوالها الدولة ،وذلك
تقدمي العالج ابلرعاية
كز
ً ا املر من ابتداء ،الصحية
عرب مراحل متدرجة يف
ا املستشفيات
ً
الصحية األولية ،مث الرعاية الثانوية يف
املستشفيات احمللية ،وأخري املركزية وفق
،ما تقتضي احالجة الصحية للمرضى
ف وبعدد
كا من األطباء
واملهن الطبية املساعدة ،وأبحدث التجهيزات واملعدات اليت
تكفل تقدمي
17
اخلدمة العالجية بسهولة وسرعة وكفاءة ،عالوة على االهتمام
بفرتة التعايف للمر يض ،وخدمة
.العجزة واملسنني واملعاقني
و يتك
َّون نظام الرعاية الصحية يف دولة اخاللفة من
جمموعة األحكام الشرعية والقوانني اإلدارية املتعلقة هبذه
الرعاية ،أما القوانني اإلدارية للرعاية و األمر انجعة يف تنفيذ
يل الصحية فهي الوسائل واألساليب املباحة اليت يراها
النظام وحتقيق الغاية من ،ويقوم النظام اإلداري للرعاية
الصحية يف دولة اخاللفة على البساطة واإلسراع يف تقدمي
اخلدمة الصحية والعالج ،كما يقوم على الكفاية فيمن يتولو ن
اإلدارة .و تقوم مصلحة الصحة العامة اليت يرأسها مدير
دولة
ّ عام مصلحة الصحة إبدارة سياسة الرعاية الصحية يف
اخاللفة وتطبيقها واحلفاظ على الصحة العامة بتقدمي اخلدمات
الصحية الوقائية والعالجية والرقابية للمجتمع واألفراد ،ويشرف
.على مجيع الدوائر واإلدارات التابعة هال
مسؤوال مباشرة ،ا مدير
يتبعها
ّ وعم عنها ً
يكون
،ولكل إدارة ني
وي لكل دائرة، َّ
ع
ِ
نم فروع وأقسام ،كما تقوم مصلحة الصحة العامة بضمان
ضبط اجلودة ورسم االسرتاتيجيات لتنفيذ خطط الرعاية
الصحية ،وتشرف من خالل جالن خربائها على وضع
املعايري االلزمة للتعليم الطيب ،والتثقيف الصحي،
واملسؤوليات الطبية ،كما تقوم ابلتنسيق مع أجهزة الدولة
األخرى اليت تشرت ك معها يف تنفيذ عناصر هذه الرعاية
.كلما لزم مثل إدارة الكوارث
ِ مسائل وضوابط
الصحية
ّ الرعاية لتمام مكملة
مث أييت الكتاب على
على أفضل وج ،ومنها :التعليم الطيب ومناهج ،ومعايري
منح تراخيص مزاولة املهن واالختصاصات الطبية،
والضوابط املتعلقة أبخالقيات املهنة الطبية ،ومسؤولية سوء
.املمارسة الطبية
18
كما يتناول الكتاب موضوع الدواء والصناعات الدوائية يف
دولة
ا كلمة موجزة تتعلق
ً
اخاللفة ،ومسألة إدارة الكوارث واإلسعافات األولية .وأخري
بشكل الرعاية الصحية ومالحمها عرب التاريخ منذ قيام
وتقدمها السريع ومتيزها الدولة اإلسالمية على يد الرسول
عن ابقي األمم واحلضارات عرب اخاللفة
أسست البيمارستاانت
ّ
الراشدة مث احلقب الزمنية املختلفة لدولة اخاللفة ،حيث
ووجدت األحباث والدراسات العلمية والعلماء األفذاذ الذين
حتدثت عنهم كتب التاريخ
.اإلسالمية وغري اإلسالمية
إننا على يقني من قدرة دو لة اخاللفة ،اليت ابتت بشائرها
تلوح ابألفق ،على القيام برعاية صحية متقدمة ومتميزة تليق
ابلبشر ،حبيث تسخر اإلجنازات العلمية و الطبية يف تقدمي
أفضل خدمات صحية ،إىل جانب برامج رعاية الشئون
األخرى املتميزة اليت تقوم دولة اخاللفة بتنفيذها بناء على
.العقيدة اإلسالمية و وفق أنظمتها املنبثقة عنها
19
واقع الرعاية الصحية احاليل
و أسس الرعاية الصحية يف دولة اخاللفة
وأهدافها
20
مما ال يتعلق ابلضرورة ابحلفاظ على احلياة ،بل ابلرفاهية
الفردية أللغنياء والدول
األمراض واألوبئة
الغنية ،فيما يرتك الناس يف دول العامل
الفقرية اليت تنتشر فيها
دون أي اهتمام خاصة من انحية األحباث العلمية املتعلقة
بصناعة األدوية ملعاجلة هذه األمراض؛ ألن ال يتحقق من ذلك
.ربح مادي يشبع هنم الرأمساليني
21
حبياة اإلنسان من غذاء ودواء وماء؛ فانتشر اجلوع وسوء
مرافقها،
ً وعموما فإن الرعاية الصحية يف العامل بكل
والتطبيب بفروع وأبعاده هبطت عن مستوى الرعاية
الصحية االلئقة ابلبشر ،و حىت يف الغرب
جماالهتا املدنية
حيث مل ختل النواحي الصحية من
بعض االرتقاء والتقدم يف
يف الكسب امالدي ،سواء أكانوالتكنولوجية ،إال أن ذلك يكاد ً
يكون حمصور ا
ذلك يف الدراسات واألحباث العلمية اليت تصرف عليها
األموال الطائلة ،أم يف جماالت أنظمة التأمني الصحي
وشركات وشركات تصنيع األدوية والتجهيزات الطبية .و
أضحت قضية الرعاية الصحية يف لل فحش الرأمسالية من
أكرب مصادر حتقيق األرابح لتضاهي شركات النفط والسالح
ِ
وتكنولوجيا َ وي ربز
فساد الرعاية الصحية يف وزيرة
العامل الرأمسايل ما ذكرت .املعلومات
22
ا يف األكادميية الوطنية للطب يف
ً الوزيرة السابقة اليت
انتخبت عضو
الوااليت املتحدة األمريكية عام 2016م ،أتت على الكثري
من أوج الفساد يف منظومة الر
:عاية الصحية نذكر منها ما يلي
دفع األموال للكوادر الصحية حلضور دورات تدريبية من -
و
غري يتارون
فقط للحصول
على احلوافز.
احملتاجني
للتدريب؛
.متجاهلة
َ
تشري التقديرات إىل أن العامل ينفق أكثر من 7تريليوانت -
دوالر أمريكي على اخلدمات الصحية ،وأن ما ال يقل عن
10-25٪من اإلنفاق العاملي يضيع مباشرة من خالل الفساد،
.وهو ما ميثل مئات املليارات من الدوالرات املفقودة كل عام
يظهر الفساد يف الرعاية الصحية يف نقاط خمتلفة من -
ا
ل
ن
ظ
ا
م
:
ي
ف
ت
ق
د
م
ي
ا
خ
ل
د
م
ا
ت
م
ن
ق
ب
ل
ا
ل
ط
ا
ق
م
ا
ل
ط
ي
ب
و
ا
م
ل
ه
ن
ا
ل
ص
ح
ي
ة
ا
أ
ل
خ
ر
ى
،
و
ي
ف
ش
ر
ا
ء
23
األدوية واملستلزمات اخالصة ابملعدات وتوزيعها
واستخدامها ،ويف تنظيم جودة املنتجات واخلدمات،
.ويف توليف املوارد البشرية ،ويف بناء املنشآت
وتقول الوزيرة الباحثة اليت تلقت تعليمها العايل يف الوااليت
املتحدة األمريكية يف سياق حديثها عن الفساد يف النظم
الصحية :إن يسود يف اجملتمعات ذات التقيد األقل ابلقانون،
24
املنافسة جمموعة العالمات املميزة هلذا النظام من الناحية
اجملتمعية ،وتؤدي هذه النظرة للفرد إىل عواقب وخيمة مثل
الوحدة اليت تقود إىل شرب الكحوليات واملخدرات ،كما أهنا
تضعف الروابط االجتماعية ،وتفاقم النزعة االستهالكية اليت
تعمل الرأمسالية على التالعب ابلعقول لتعزيز احالجة النفسية
.الدائمة إليها
25
رصد تقرير "مركز السيطرة على األمراض والوقاية منها" -
يف عام 2016م وجود 1.2مليون إصابة بفريوس نقص
املناعة البشرية ،وأكثر من 700ألف وفاة يف حالة اإليدز
مصااب
ً ابإليدز يف يف الوااليت املتحدة ،وأعلن املركز عن
الوااليت املتحدة عام 2019م ،كان تشخيص 34800
.من بينهم 66%نتيجة العالقات اجلنسية بني الرجال
ِ الوطين األمريكي يتناول
مدمرة
ّ 85%ممن همعلى الصحة
أما عواقب تعاطي -
واإلنفاق ،ووفقا
املشروابت الكحولية يف
عدة من
االلتهاابت
والسرطاا
نت،
ووصف
تقرير
)أصدره
مركز
ً
القلب
العدالة االجتماعية يف لندن عام 2013م( أبهنا أصبحت
إىل أن اإلدمان
عاصمة اإلدمان
يكلف بريطانيا أكثر
ًعلى اخلمر
واملخدرات يف أورواب ،مشري
ا
26
ده مشكلة صحية عامة مل تعاجل
َع يف عام 2016م ،غري أن
املنظمة العاملية ت
بشكل كاف بسبب ضعف الوعي ابالنتحار ،وال تدرك أن
أساس املشكلة يكمن يف عقيدة فصل الدين عن احلياة
َّ
واحلرايت اليت تظهر آاثرها يف منط حت كمت يف الناس
العيش الغريب؛ حبيث
غرائزهم وأهواؤ هم وإشباعها إما خطًأ
ا فالرتكيز على الفردية و الذات هو أساس املشكالت النفسية
كلها
.أو شذوذ ً
ألن جيعل هم الفرد نيل أكرب قسط من املتع الدنيوية؛ فيصدم
املرء عند سعي وهالث وراء سراب ال يستطيع حتقيق ؛
فيقع يف صراع نفسي أو عاطفي يؤدي ب إىل االضطراب
وبؤس احلياة ،و طلب وضع
هال
.حد ّ
وتقول ورقة حبثية جلورانل الطب النفسي الربيطاين إن
حوايل 7٪من
ًا
ا أن واحد ا ،وتكشف أيض
ً األطفال حاولوا االنتحار ً
27
فيما يتعلق ابلطعام والتغذية ،تشري التقديرات احاللية إىل
أن ما يقرب من 690مليون شخص يف العامل يعانون من
اجلوع ،أي ما يعادل 8.9يف املئة من سكان العامل .و يف
عام 2019م ،تعرض ما يقرب من 750مليون شخص
ملستوايت حادة من انعدام األمن الغذائي ،ومل يكن لدى ما
29
إن النظام السياسي العاملي احاليل مبين على منوذج الدولة
القومية ،ويسود االقتصاد الرأمسايل الليربايل العاملي ،وهذا
اهليكل غري مناسب حلل املشاكل العاملية ،مبا يف ذلك
مشاكل الصحة العاملية؛ ألن فكرة النظام االقتصادي الرأمسايل
هي أن كل فرد أو جمموعة أو أمة تشارك يف منافسة شرسة
.الذعة لتحقيق مصلحتها اخالصة
فاليوم ،يف اململكة املتحدة ،أغىن 1٪ميتلكون 12٪من
الثروة ،وأغىن 10٪ميتلكون 44٪من الثروة .و يف
الوااليت املتحدة أغىن 1٪ميتلكون 34٪من الثروة ،وأغىن
30
الفكرية وبراءات االخرتاع ،ويف استغالل هذه املنظومة
الصحية لتحقيق الربح واملنفعة امالدية ،ومع أن الرأمسالية
ابتكرت ترقيعات للتغطية على قصورها إال أن الرعاية
الصحية وصلت إىل ما هي علي اليوم من سوء وغش؛ حبيث
ألهرت جائحة مثل كوروان مدى هشاشة هذه الرعاية وزلزلت
أركاهنا إىل حد االهنيار ،بل إن الرعاية الصحية اهنارت يف
دول عدة يف العامل .ويف الفقرات التالية سنأيت على أهم ما
:اعرتى النظام الصحي يف لل الرأمسالية من أمور فاسدة
فالتأمني الصحي هو وسيلة لتغطية تكاليف الرعاية الصحية،
و يكون إما عن طريق احلكومات اليت توفره لسكاهنا لضمان
استفادهتم من اخلدمات الصحية وذلك عن طريق نظام أتمني
32
صايف العائد ،و هبوامش مذهلة ابملقارنة مع سائر
الصناعات .ويف عام 2002م ،بلغت األرابح اجملمعة
لشركات األدوية العشر 35.9مليار دوالر ،وكانت نفقات
صناعة األدوية على البحث والتنمية 14%فقط من عائدات
.املبيعات
33
التسويق احلصرية ،و عندها تدخل النسخ األخرى للدواء نفس
إىل السوق ،وعادة ما ينخفض السعر إىل أقل من
20 .ابمالئة مما كان علي
األمريكي،أساسيا
ًومع ذلك ،حتتل
هذه الصناعة دور ا
على حد قول الدكتورة مارشا أجنيل اليت أضافت أن من
الواضح أن صناعة األدوية حتتاج إىل إصالح جذري .هذا و
جيب أن ميتد اإلصالح إىل ما وراء الصناعة ليشمل الوكاالت
واملؤسسات اليت اختارهتا ،مبا يف ذلك إدارة الغذاء والدواء
.ومهنة الطب ومراكزها التعليمية
وأما قوانني محاية امللكية الفكرية ،فهي أداة اللحتكار
والسيطرة على األسواق ،وقد فرضتها الدول الرأمسالية
الكربى على دول العامل وشعوب لتمنع األمم األخرى من
س
االستفادة احلقيقية من االخرتاعات واألدوية اجلديدة ،حىت
ن الكوجنرس بعد عام 1980م ا استهالكية ملنتجاهتم ،فقد
ً َّ
تظل أسواق
ّ
سلسلة من القوانني املص
َّممة لتسريع ترمجة البحوث
األساسية املدعومة من الضرائب إىل منتجات جديدة مفيدة -
)Dole-Bayhويعرف أهم هذه القوانني بقانون ابي-دول
وهو الذي ميكن اجالمعات والشركات الصغرية من احلصول)
على براءات اخرتاع اللكتشافات املنبثقة عن األحباث اليت
ترعاها املعاهد الوطنية للصحة ،ومن مث منح تراخيص
حصرية لشركات األدوية .وهذه القوانني تعين أن شركات
األدوية مل تعد مضطرة إىل االعتماد على أحباثها اخالصة
أللدوية اجلديدة ،مث أصدر الكوجنرس سلسلة أخرى من
القوانني من
34
عام 1984م كانت مبثابة ثروة كبرية لصناعة األدوية،
ووسعت هذه القوانني حقوق احتكار األدوية ذات العالمات
التجارية .والنتيجة هي أن العمر الفعلي لرباءات االخرتاع
سنواي
ً )مثل لبيتور أو سيليربيك أو زولوفت( ،و هذه السنوات
الست دوالر
.من احلصرية اإلضافية تعد ابلنسبة لشركات األدوية ذهبية
35
يبتغون األجر من هلال تعاىل ورضوان مبنفعة الناس ومل
يكونوا يركزون على القيمة امالدية ،وال
على الربح وحده ،بل كانوا يضعون صب
ن أعينهم إعانة الضعيف
ت الطبية :إذا
36
إحدى الدراسات خلصت إىل أن أكثر من ثلث الباحثني لديهم -
ارتباطات بصورة أو أبخرى بشركات األدوية ،كما ذهبت
اجمللة الطبية األمريكية قبل سنوات إىل أن حوايل 60%من
رؤساء األقسام يف املستشفيات التعليمية لديهم عالقة -قد
يرتتب عليها تضارب مصاحل -مع َّدت دراسة أخرى للمجلة
نفسها خلصت إىل أنشركات األدوية ،وهذا ما أي
.حوايل 40%من الباحثني قد تلقوا هدااي من شركات األدوية
انتقدت كلري شورت -و زيرة التنمية الدولية الربيطانية - -
شركات األدوية ألهنا فشلت يف االستثمار يف األدوية اليت
تعاجل أمراض الفقراء ،وأضافت الوزيرة أن 10%فقط من
األموال املخصصة أللحباث تنفق على األحباث املتعلقة
ابألمراض اليت تؤثر على تسعني يف املئة من الفقراء يف
.العامل
عن ِ َْس
املوضوع ،وخصوص ً
37
الصحي والعزل اجلزئي ،حبيث ابت ماليني الناس مالزمني
ن
ويتابعو َ
ابلرعاية والعالج جماان،
ً ويستمر األصحاء يف عملهم ،وتستمر
احلياة كما كانت علي قبل املرض املعدي ،ال أن تتوقف حياة
استفحاال
ً وتظهر ت احلياة الناس العامة ويعزلو ا يف
االقتصادية أو تكاد فتزداد األزمة
البيوت ،ومن مث شل
!...مشكالت أخرى
لقد كشف انتشار وابء كوروان يف العامل عمق الزيف الذي
تقوم علي الرعاية الصحية وألهر قلة خمصصات الدول
للسياسات الصحية ،وأابن عن مقدار ضعف إمكانيات
املستشفيات وجاهزية القطاع الصحي يف استيعاب األعداد
املتزايدة من املرضى احملتاجني للعناية املركزة وأجهزة
التنف ،و يف توفري
38
الوسائل الوقائية البسيطة من ألبسة واقية طبية ومواد التنظيف
والتعقيم .فال عجب أن تنهار منظومات هذه الدول الصحية
وتعجز عن مواجهة انتشار هذا الوابء .وحىت الوااليت
املتحدة اليت تتصدر دول العامل يف جماالت
فشال العلمية الطبية فشلت
ً مواجهة يف ذريعاً
التكنولوجيا الطبية و البحوث
ا عن التعامل مع حبيث بدت وكّأهنا دولة
ا واضح
ً عجز عجزت و كوروان مرض ً
.مما يسموهنا دول العامل الثالث
وقد فتح الباب جراء هذه الكارثة الوابئية على مصراعي أمام
شركات التجارة الصحية ،املتمثلة بشركات األدوية والبحث
العلمي على إنتاج األدوية وجتريبها على املصابني ،والتناف
على صناعة اللقاح ،وفتح أسواق جديدة للمضاربة واالحتكار
واستغالل النفوذ لتحقيق مكاسب ابملليارات مع احتكار
التوزيع .وتعد محلة التطعيم العاملية احاللية ضد وابء
،كوروان األكرب يف التاريخ
دولة
ً وقد مت استخدام أكثر من 2.5مليار جرعة يف 180
حول العامل -وفقا للبياانت اليت نشرهتا بلومبريغ ،وهو ما
ا؛ حيث مت تطعيم
يكفي لتطعيم 16.4%من سكان العامل
البلدان ذات متفاوات
ً جد بشكل كامل ،غري أن التوزيع كان ً
الدخل املرتفع أسرع من البلدان ذات الدخل األدىن أبكثر من
30مرة .وتتوقع شركة فايزر أن تصل مكاسبها السنوية إىل
26مليار دوالر؛ إذ ارتفعت أرابح الربع األول من عام
2021م عما كانت علي عام 2020م بنسبة 44%،وابملثل،
تتوقع موديران حتقيق 18.4مليار دوالر لتحصل بذلك للمرة
األوىل على أرابح مبليارات الدوالرات .وارتفع سعر سهم
شركة موديران إىل أكثر من 700%منذ شباط/فرباير
"2020م ،يف حني ارتفعت "بيونتك
39
بنسبة 600%؛ ونتيجة لذلك أوجدت جائحة كوفيد -19ما ال
يقل عن 9مليارديرات جدد بعد ارتفاع أسهم
.الشركات املنتجة للقاحات
الصحية الرأمسالية
وأصبح
ًحدا كبريا ً وفسادها
لقد وصل سوء الرعاية
املعافاة ماثال
ً
فعال يبحثون عن سياسة رعاية
ً
صحية حتقق
للعيان ،وصار الناس
والطمأنينة والرمحة والعدل .والبديل الصحيح هلذه الرأمسالية
املتوحشة هو اإلسالم ،فهو مينع خصخصة الرعاية الصحية
وحيصر رعاية الشؤون بيد هنبا للرأمساليني ،بل ترعاه دولة
اخاللفة
ح َله َ
دهنج
َُ سَ
بغري
ً فتحقيقا حلفظ النفس ،حرم اإلسالم قتلها و االعتداء عليها
لل وس
َّن القصاص ،قال تعاىل : ﴿حقَّ ِ ،نا َّّ َ
وقال﴾
إ «:
ال َّناس ا ِيف ِع َّ
يـ
ذِ ب ذَ ُ ُ
ين َ
ِع
يـ
ب ذَ ُ ُ
بعض ماال
رواه
َْ يدنـ «
َون ال
َ مسلم ،و
رخص
إللنسان
: ﴿حرم علي حلفظ نفس من اهاللك ،قال تعاىل
﴾،
41
العقل ،كشرب اخلمر وتناول املخدر وامتهان السحر ،وشرع
.عقوابت على من ا للعقول
ق
دو َ
(.اإلسناد
42
43
وتعاىل يف كل األعمال ،وال إطالق في للغرائز واحالجات
ي
ل هبذه بل إشباع منظم مقيد ابألحكام العضوية واحلرايت،
الشر عية ،وعقوابت زاجرة جابرة ملن األحكام ،وتنظيم دقيق
من اخاللق املدبر حلياة الناس ،ومعامالهتم كأفراد ومجاعات
ودولة؛ فيغيب عن مظاهر احلياة ضنك العيش من عوز وفقر،
واكتئاب وانتحار ،وزان و أسر مفككة ...وتسمو في القيم اليت
جاء هبا اإلسالم وهي القيم الرو حية واألخالقية واإلنسانية إىل
برضوان هلال وهو يعلم أن
جانب القيم امالدية؛ وتغيب عن ً
مراقب
ّ اجملتمع الفردية اأالننية ويعيش اإلنسان
مطمئنا
وحماسب يوم القيامة ،فتكون التقوى واخلوف من هلال تعاىل
الرادع عن الرذيلة والفحشاء واملنكر ،و يعلم املسلم أن ما
يصيب من داء بعد ذلك فقد جعل هلال ل دواء ،فيحرص على
معاجلة املرض والبحث عن الدواء املناسب ،وتعمل الدولة
على رعاية صحة الناس فرتتقي أبفضل ما توصل إلي العلم
وتسمو على سائر األمم .ويكفي أن نعلم أن املستشفيات يف
لل الدولة اإلسالمية مل تكن
لقاء اخلدمات الطبية ،ومل
يل مشفى من أدوية أو
تطلب من املريض أي مال
مستلزمات طبية ،بل فوق ذلك كان للمشفى جامعة اتبعة ل
لتدريب األطباء و توفري حاجتهم من املسكن وامللب
وامألكل والرتحال ،وكانت بالد الغرب
ترسل أبناءها
لتعلم الطب على أيدي اخلرباء
،األطباء يف الدولة اإلسالمية
وكانت الدولة تكرم األطباء واملعلمني مال يقومون ب من دور
مهم يف رعاية شؤون الناس الصحية ،وكل ذلك كان ألن
اإلسالم جعل الصحة والتطبيب من احالجات األساسية اليت
جيب على الدولة اإلسالمية أن توفرمها لرعاايها
ِ ِ ِ «:
اماْإل ا ع ِم هَّيتعَر « ،أخرج
َ
بقول الرسول
.عمر جماان عمال
َْ نع ًُ ً
لئسم 44البخاري عن
َ ر و َْ َو ُ
عبد هلال بن
الصحة يف نظر اإلسالم
ا الرباءة
الصحة والرعاية
ِ
،م الصحة يف اللغة خالف
الصحية يف نظر اإلسالم
ال و هي ذهاب املرض ،وهي أيض
سق ً
من كل عيب وريب ،والصحة يف البدن حالة طبيعية جتر ي
أفعال معها على اجملرى الطبيعي .ويف االصطالح احلديث
ا َّتسع مفهوم الصحة ،فبعد أن كان ينظر إىل الصحة على أهنا
ًالصحة عظيمة
نعمة الصحة أبمهية ابلغة
َْل ك ه َك َق َ
ـب َ
ِ تو ش كغ ِ
ْ َم « ،رواه ل املستدرك وقالَ :ك
ََ ْ ُ
اب
ََشب
و َ َـر
َْل َْ ،ل كاغ ف َ
َ
ك َق َ
ـب اتي و
َ ََح
هذا حديث صحيح على شرط الشيخني( .كما حث)
ال
بد
ن
م
نْ
دع
َ َ
بـ
ِ
مَِ
ا َّتـ س األسقام علي الصالة
ََْ
ِ والسالمَ» :ال واحملن ،وقال
ن اب ْلغِ
،ق ل َ
ى
َب
ن َ
ِ س ِ ِ
نم ِيمال َّنع َ
«، نِ يطو ال َّن ْـف ِ
رواه احالكم
ِ ق ل ىَ
يف
ُ ِال
ب ا ْل ُغ حة ص َوَّ
خيـ َ
َ
ن
ن َم ْر ِ َم
ا َّتـ
مستدرك وقال) :هذا حديث مدين صحيح اإلسناد( .وكان رسول
كثريا ما يتعوذ من سيئ األسقام ،فقد روى أبو داود هلال
ف
قد
قا
ل
ر
س
و
ل
ال
نع
م
ِما ِم الْوـد يبع ِب بسايما هـ َ مل ِ
َ َُُ َ ََّو َلِ ْ َه الُِْ كص َّح أَل ََْ :أ َُقا َل َل ُة َأ ْن ي َ َقي َ ْ َُ
إ «َّ :ن َأهلال
ِ اء ْ ِ وقال) :حديث
ِاردَا ْلب «. َالم ِ َوكِ
صحيح
رواه احالكم ِ
م
نَ
كم
جس
ْ ََ
(.اإلسناد الرعاية الصحية
يف اإلسالم
ر
َأ َ ْو
46
اإلسالم من إشباع حاجة الفرد من التمتع ابلصحة اجلسدية
والنفسية ومتكين من القيام بواجبات الشرعية ،وإىل ما جيب
أن يكون علي اجملتمع اإلسالمي والدولة اإلسالمية من رقي يف
ابتكار أحدث األساليب والوسائل وأفضل ما توصل إلي العلم
والبحث العلمي يف حتقيق هذه الرعاية ،وحتقيق اجالهزية
حلمل رسالة اإلسالم للبشرية ابلدعوة واجلهاد .وقد جعل الشرع
الرعاية الصحية من
ِ ِ ِ
«،هَّيتعَر َْ نع
ِ ام لئسم مباشرة ،فقال مسؤولية الدولة
َاْإل ا ع ُم ر و َْ َ ُ
و
واخلليفة «:
َ
رواه البخاري .فالصحة من احالجات األساسية للرعية كالقوت
واألمن؛ حيث
دهنج ِ ِ ِ
ْعِ هدََ ِسافَ ن ْْ
كمنم ُ قال»َْ :نم
ِ إن الرسول
يف آم ِا
حديث الرتمذي ا
سُ
َ حصب ََأ ُ
ْ َ ِموِ
دنـ « ع وقال: هْ َ
ُم ِيف حسن ْيال
َّ
ِه ِ رواه )هذا َك
ف َّنَ يـ َ
ب ْر
يزِ ا
َأ
تقُ ُو ح َله َ ْت َ
عمال
ً
ِ ِ ِ البخاري بقول ئسم
هَّيتعَر « َْ نع َْ َو و ل
عن عبد الرسول
أخرج ِ ام
«َ :اْإل ا ع ُم
رُ
َ
هلال بن عمر .كما أن عدم توفري الرعاية الصحية للرعية
،يؤدي إىل الضرر
ارِ واجبة على الدولة،
ض ضر
َ َ
ُ م اَّ َر الَ « :قال
وإزالة الضرر
ال
َضرَ ضا َّ َ
ره
ر
نْ
َ ََ 47
َ ،و
ِ هي )حديث لل
َْل َع « ،رواه ا َّّ ُ،
لل و َّق َّ نم
احالكم يف ا َّّ ُ َشا َشا ق َْ َ
املستدرك وقال:
صحيح اإلسناد على شرط مسلم( ،فمن هذه الناحية أيضا كانت
الرعاية الصحية
.واجبا على الدولة
:أما األدلة اخالصة على الوجوب
َ
و داوي
َ رضي ِربيف إ ِ
خ َو
ه
على
ُ َُودَأع وحتتسب بنفسها
خدمة الضائع )أي ذي الضياع امرأة من أسلم كانت تداوي
من فقر أو عيال أو
حال قصر عن القيام هبا( والذي ال أحد ل من املسلمني ،كما ذ
كر ابن إسحاق يف السرية والواقدي يف املغازي .وقد روى
اإلمام مسلم هذه احالدثة
ِ
،د ق َيـ ْ عائشة
َ ب خمتصرة عن
ِ » :رضي هلال عنها قالت
صي
اهم خل مو
ر
ََ ُ ْ َ نا ْ َ د ُأ ْ
سَ
ع ل ،اهم
ا َّّللِ َ َ َ َر ِيف ِ ُ
َة ِ
لِ ه رق َا ْلعِ ِ نم شْ
َ ْ َليع ُو
ل
َُ سر ضرف
َ َل ُه ْكح َ ُ ُيـ
ُ ي ل
ب األ َ َ َقا
ْ ـر قَ جر
َ ُ
ُْ ،
ناب
ِدهوـعد ي ِ ِ
ن ق ب« ،وهذا يدل على أن اخليمة بنيت مُُ ُ َ ْس ْ
ج َري
ي ِم
َ ْ مة ْ
ل ا ِيف َ خ
َ
وكانت يف املسجد ،أي يف مكان عام ،فهي مبثابة ،أبمره
املدينة .وقد ً
ملب
َّ
يف شرب لب إبل الصدقة وهي من أذن هلم رسول هلال
أموال بيت امالل ،ويف هذا داللة على أن التطبيب من
.مصاحل املسلمني اليت ينفق عليها من بيت امالل
50
فلسفة اإلسالم هي مزج امالدة ابلروح
خملوقا هلل
ً ينظم اإلسالم أعمال اإلنسان ابألحكام الشرعية
بوصف سبحان ،أي ميزج أعمال اإلنسان وهي مادة إبدراك
صلت ابهلل سبحان وهي الروح ،وبعبارة أخرى أي أن
اإلنسان عند قيام ابلعمل يدرك صلت خبالق ،وهذا ما يعرب
عن ب )مزج امالدة ابلروح( ،والرعاية الصحية تندرج حتت
،ذلك
متمثال
ً صلت ابهلل فرعاية الشؤون الصحية من قبل اإلمام
حكم شرعي يقوم ب تعاىل ،وغايت من رضوان هلال تعاىل،
فيبذل فيها اخلليفة والعاملون يف هذا اجمالل ّرون ألجلها ما
يلزم منويسخ ون هال أقصى اجلهود ،ويوف
أقصى القدرات ،ر
ّ
.إمكانيات
ينظر اإلسالم إىل املشكلة اليت يعاجلها على أهنا مشكلة إنسان
لدي حاجات عضوية وغرائز حتتاج إىل إشباع ،سواء أكانت
املشكلة اقتصادية أم صحية أم سياسية أم تعليمية أم غري
فمثال
ً حاجة ذلك ،فهو ال أيخذ يف ابالعتبار إال كوهنا
املريض للرعاية الصحية ينظر إليها مشكلة إنسان حتتاج
،ملعاجلة
اإلسالم على أهنا مشكلة إنسانية يف جمتمع يسري على طر از
معني من العيش ،فهو ال يقصر نظره على اجالنب الصحي
وال على اجالنب االقتصادي ،ولذلك يدعو إىل توفري
اإلمكاانت واجلهود االلزمة للعالج والتأهيل ،و يوجب اإلنفاق
على رعاية شؤون املرضى وشؤون اجملتمع حىت ال ينتشر
املرض ،ويطلب
تسخري اإلمكاانت الطبية الكافية لتجاوز احملن كالكوارث
م
ه
م
ا
ك
ّل
ف
ا
أ
ل
م
ر
،
ف
ا
ل
ي
ق
ص
ر
ن
ظ
ر
ه
ع
ل
ى
ا
ل
ن
ا
ح
ي
ة
ا
ل
ص
ح
ي
ة
أ
و
ا
ا
ل
ق
ت
ص
ا
د
ي
ة
.
51
وحدة النظرة إىل أفراد الرعية حني الرعاية
دولة
ّ تفر
أوجب اإلسالم أن تكون النظرة ألفراد الرعية واحدة ،فال ق
اخاللفة يف رعاية الشؤون بني شخص وشخص ممن حيملون
التابعية ،فال اعتبار يف الرعاية للدين وال للجن وال للعرق
وال للعمر وال ملكان السكن ،بدليل
ِ ِ ِ ِ ام
َاْإل ا ع م حديث رسول هلال ُ هَّيتعَر « فورد في
لفظ » :السابق لئسم
َْ َو ُ رو
َْ نع َ
ِ ِ ِ
هَّيتعَر « الدال على العموم ،ومل يصص خمصص ،فيبقى
ع
ل
ى
ع
م
و
م
،
و
ه
ك
ذ
ا
«
إىل يوم ه
دمها يف بداايت القرن امالضي ،ترعى شئون
من
يعين من مديري الدوائر و ّ
املولفني ،وبناء على تقسيم الدولة إىل إدارات تقوم كل إدارة
ا
بتصريف شؤون
ومباشرة دون
احالجة إىل
إجراءات روتينية
ابلرجوع
ً الرعاية
الصحية تلقائي
للمركز ،بل تقوم كل إدارة حبصر حاجات الناس وتلبيتها
أ
ب
س
ر
ع
و
ق
ت
ك
أ
ن
ح
ت
ص
ل
ح
ا
ل
ة
ا
ن
ت
ش
ا
ر
و
ا
ب
ء
ي
ف
ت
ل
ك
ا
م
ل
ن
ط
ق
ة
.
52
تقوم إدارة املصاحل على البساطة والسرعة والكفاية
والبساطة
ّ ني حاجاهتم ،ويقضيها ابليسر والسهولة
والسرعة،
القادرين على
.األعمال
األساسية
ّ .فتؤم ل حاجات
فعال،
ً ن معاملة العاجز
بينهم
ّ ،فتؤم الدولة للرعية دون تفريق
أما احالجات األساسية العامة نها
ِمو ِ ِ ِ قال
ه ْ َيـ يف آم ِا ِ س ا ف َ ت ع قُ ُو
ِ ِ «:
هدَ ن ْْ
كمنم ُ
ي دنـ « ع حديث
سُ
َ ُم ِيف (ْ .يال َْ نم
ِه ِ حسن وقال :رواه
ب ْر ا يزِ
دهنج
َْ ُ غريب )هذا الرتمذ َّ
حصب ََأ َن َّا
ْ َ
ح َله َ
ف َك َْأ َ
ت َ
وأخرج ابن حبان يف صحيح .فاألمن والعافية )الصحة(
حاجتان جلميع الناس جيب على الدولة توفريمها ،إضافة إىل
التعليم .وأما ابلنسبة للجوائح اليت جتتاح الناس فيجب على
الدولة أن ترعى شؤون الناس الصحية مبا يتناسب مع حجم
.هذه اجلوائح
55
ج َفـ َ
ؤف
وقال
ََ عتـ « أخرج أمحد عن ابن عمر وصحح أمحد شاكر،
فيما ا
َّ
ِ ّلل اَىل
جَ
و
عبـش هار
ْ َ ُ ُ ََج
ن
َ اب َا
ت َم َ
َْ ن
.البزار عن أن إبسناد حسن اهليثمي واملنذري
وتعمل الدولة على احليلولة دون وقوع الطارئ قبل وقوع ،
وختصص من األجهزة واملختصني ما يلزم هلذا الغرض؛
ابستخدام أفضل ما توصل إلي العلم من وسائل و أساليب
االكتشاف واإلنذار املبكر للكوارث والفيضاانت والزالزل
واجلوائح الوابئية وغري الوابئية ،سواء للحوادث املنعزلة أم
ك اة
َالنَّ و
صن
تح
ىت
َّ
اخلليفة الراشد الثاين دعا بطبيب إىل أسلم أيب وعمر
ّ
ليداوي ،
ومها يدالن على أن الصحة والتطبيب من احالجات
األساسية للرعية اليت جيب
إىل ،طبيبا ً
ا عل
ِ لل َأالََّّ َّ َ َج َ
ملَ
لس
ر
َ َ ،اي َو
بق
إ ا َل
ا
َفإِ َ راأ َلع ِال ِ اد
َبعِ ،ا َّّلل ا
اء َد
و ن ل » :ق ى؟او
وُ داو
َت َّ َ ْ
َ ََدتن اَ ََ َ
لل
ا َّّ ََْمل
َله ِ عنـ ،
ضعي َا َْ
ِ َ اي َ ْ ََم
ضع ََ
َ احَ شِ ْ
ل: ِ ال
اَ َه ق َود إ
م
َو َ؟
و ل قو ا اء
َ اي َو َ َ
وا: اء
لل ََّّا س َد د ال َ «، ،
َ ،ر فاءَ
َأو َقا َل
.حديث حسن صحيح واهل
هو
َ والراء اهالء بفتح رم
َ
م
وهذا «
ُ ََرا ِْل « ،قال الرتمذي
ِ
َ ال املوت أن أي واهاللك، املوت يعقب الذي رب ضعف الك
دواء ل .وابلتداوي جلب منفعة ودفع مضرة فهو مصلحة،
عالوة على أن العيادات واملستشفيات مرافق يرتفق هبا
املسلمون يف االستشفاء والتداوي .فصار الطب من حيث هو
من املصاحل واملرافق .واملصاحل واملرافق جيب على
الدولة أن تقوم هبا ألهنا مما
58
ِ ِ ِ ِ ام «:
«،هَّيتعَر َاْإل ا ع م
بقول الرسول
جيب عليها عن عبد هلال بن
نعْ
َ ُ .عمر
لئسم رعايت عمال
َ ر و َْ َ ُ
و ً
أخرج البخاري
ومع أن على الدولة أن توفر التداوي واالستشفاء )الطب(
للرعية جماان
ً؛ ألن من النفقات الواجبة على بيت امالل على
وج املصلحة واإلرفاق دون
بدل؛ إال أن جيوز أن
يستأجر الطبيب وتدفع ل
أجرة ألن املداواة جائزة ،قال
ِ وت « .وألهنا أي
ا َّّلل ا َْ َداو َ
اد والسالم يف
َبعِ َ اي َ :احلديث السابق
علي الصالة »
الوقت من األدوية اليت يتطبب هبا ،فدل أخذ األجرة عليها على
جواز أتجري الطبيب .ومثل أجرة الطبيب بيع األدوية ألهنا
: ﴿ شيء مباح يشمل عموم قول
بتحرمي﴾ .ومل يرد نص
59
األهداف العامة للرعاية الصحية يف دولة
اخاللفة
ِ ِ
يزِ ن ْْ س ا ف َ ت ع قُ ُوكمنم ُ
ِموِ ِ ِ
هْ َ هدَ يف آم ِا
ع ِه ِ
ح َل ُه ُم ِيف ب ْر حصب ََأ
ْ َ
َّ
نَ يـ َّا
ف َك َْأ َ
ت َ
دهنج
َُ سَ
نْ ضا َّ َ
ره َ
(املستدرك وقال) :حديث صحيح اإلسناد على شرط مسلم
60
األحكام الشرعية املنبثقة عن العقيدة اإلسالمية اليت ثبتت
صحتها بشكل قاطع؛ وذلك ألن العقيدة اإلسالمية وحدها جتيب
عن تساؤالت اإلنسان عن كن احلياة ومصدرها ومصريه
بعدها جبواب مقنع للعقل وموافق للفطرة ،وألن اإلسالم وحده
يكفل إشباع مجيع حاجات اإلنسان وغرائزه إشباعا منظما
: ﴿منسقا يوازي بني الغرائز ،يقول هلال تعاىل
عاْ
ِ ؤم
ُْلمل ْنْ ِ
ا، هتصابـ َُأ ِ
ُ َله ََ إ َّ ُ ،هكلُ
سَ ْ
راء خري ِ ر
َكا
َ ف
َ ََُّ ْ د ال ِن،أ َلح َإ خيـ
َ ْ
ي
َن
ش َكر َ سَل َو َذا َْ
َك
ا خري
ُ َله« .وتتحقق ف َكا
َ احلياة َ ْ هتصابـَأ
ََ
ْ
ِإ
ن َْ
الصحة النفسية يف
نَ ر ض
صبـ
ََ َ راء
و ُ َّ َُ
اإلسالمية تلقائيا برتكز املفاهيم واملشاعر اإلسالمية يف
اجملتمع ،عن طريق جهاز التعليم ومناهج يف الدولة ،وعن
طريق األحزاب اإلسالمية العاملة يف اجملتمع اإلسالمي،
والسياسة اإلعالمية اليت تقوم على نشر مفاهيم اإلسالم
61
نقية منزلة على الواقع .وكذلك فإن إجياد األجواء اإلميانية يف
اجملتمع وإاثرة التقوى يف نفوس الرعية يساهم يف حفظ
الصحة النفسية وحتقيق الطمأنينة ،ويكون ذلك بتطبيق األحكام
الشرعية ،وإلهار الصالح ،واألمر ابملعروف ،وطم الفساد،
والنهي عن املنكر ،وبث املفاهيم الشرعية واحمالفظة على
.القيم اإلسالمية
كما أن الصحة النفسية مرتبطة بتوفر احالجات األساسية
أللفراد ،وهي امألكل وامللب واملسكن ،فبقاء هذه احالجات
دون إشباع يؤدي إىل اهاللك ،وإشباعها إشباعا جزئيا يؤدي
إىل القلق النفسي أو االكتئاب أحياان؛ لذلك كان تطبيق النظام
62
﴿ : وتعاىل سبحان وقال،﴾
» ال َّ َن َأ: وقال
،﴾
ِ إ دت
َو ُ د َف
س ْ ََ
ِ
دََس
ُكل
ُ ه
ِإو ِيف
ُ ضغم َذاِْ ُ ه ُكل َذا
حص د
ََ سا
ْجل ت ْإ َ َل َ ُ ََسا ْجل
َ د َف
س ََ ص
َ َلح
ْجل
ةا َ
َ
الْ «، َ ْقل كان
متفق َِه حفظ
علي ؛ ي ََأل الصحة
ا َ
ولذلك النفسية
من أهم
ب ُو
.أهداف الرعاية الصحية يف الدولة اإلسالمية
63
تلوث والتعامل مع اآالثر السلبية هلذا التلوث ،ومراقبة الغذاء
واألطعمة املصنعة وأتثريها املباشر وغري املباشر على
صحة األفراد .ومن جماالهتا أيضا التعامل مع الكوارث
الطبيعية واألوبئة العاملية واحلد منها وضمان اجالهزية
والتأهب للتعامل معها والتعامل مع أضرارها أببعادها الوقائية
والعالجية واحلجر الصحي ،ويدخل يف جماالهتا ما يسمى
ابلصحة العاملية فيما يتعلق ابألوبئة أو الكوارث العاملية
.االنتشار
64
حاجة أساسية لكل الناس ،غنيهم وفقريهم .وال ينظر إىل عبء
ذلك على خزينة الدولة .فال جيوز أن تقيد الرعاية بقيود مل
يرد هبا الشرع ،كتغطية حد معني من النفقات الصحية وأن
يقوم املريض إبكمال ما زاد عنها ،أو مشول الرعاية بعض
األدوية واخلدمات الضرورية اجمالنية دون بعض .غري أن
ذلك ال يعين منع الرعااي من توفري الرعاية ألنفسهم مقابل
أجر يدفعون ملن يعاجلهم؛ مال
جام روى البخاري عن أن رضي
النَِّب غالم ا َّ
ُ
َ
هلال عن قال » :ا
َع
حا د
ِ ِ َّم ِاع ن،دي
م
نْ وَ خ َ ُ
فف كل َ َ د م ني َْ ِ َّْ ُم ِ
َ َأ ْو ص َأو ب
ِ ْ ُ
يهِ َ
رَأم هم َ ،
ف
ف َ َ ََ ح
ََ َجف ُ
ع
َ ،أ ْو ص َله ا ُ َو
واحلجامة يف ذلك الوقت ، ِت
ه ََض « ِريب
كانت من األساليب اليت يتطبب
هبا ،ما
.يدل على جواز أن يوفر الفرد لنفس الرعاية الصحية والتطبيب
65
الذي يفيد التأبيد ،وهو﴾ ﴿فيها النفي ابستعمال حرف
قرينة على أن النهي عن أن يكون للكافر سبيل على املؤمنني
هو هني جازم ،فهو يفيد التحرمي ،وهذا النص عام ألن
جاءت نكرة يف سياق النفي ،فالنص يشمل﴾ ﴿
.بعموم السلطان العسكري والثقايف والصحي وغريها
ماُ
هرتـ
ََ َ
ِ ِ ِ ِينـ ِؤم ِ
ني َو َ هعَصابَأ «، يَ
ش ُ
انَ ْ ُ ِنْ ُْلمل
ْ
أخرج ِؤم
نْ ُا ْل ُم «
بـ
ك َا
َّ ع د َكا ْلبـ ضهعبـ
شبَ
َ ُ ُْ بـ ْ َ
ض
َ
البخاري يف صحيح ،فكل هذه األدلة عامة توجب إغاثة
امللهوف على أفراد املسلمني كما توجبها على الدولة؛ ولذلك
فإن الدولة جتند وتستعني بكل من يلزم من الرعية املسلمني
يف جمهود اإلغاثة حال وقوعها ،وهتتم بتنظيمهم اللستفادة
القصوى من جمهودهم ومحايتهم حال عملهم اإلغاثي والتنسيق
بينهم وبني الكوادر الرمسية املختصة ،كما أن للدولة أن
تفرض الضريبة على األغنياء إللنفاق على اجملهود اإلغاثي إذا
.مل تكف األموال يف بيت امالل لذلك
67
ِ ِ ِ َّ ِ
سا َلى إلح َع َْ
ُكل ح ال َّد ذب
يقول فيما رواه
سن ََأ ِ
اإلمام مسلم يف ْ ،ف ح
لل
ب ا َّّ ََ َ صحيح َّ » :نإ
َنكت َا
ِإ ِ َأ ء
َف ح َلةَ،تـا ْلق َذا َو ْ َْشي ،
كم مت سنِ ِ
ُد ََأ ُْ
ح َْ ح ُْ ْ ذب َ
َ ُْ ذا َفإَ
وا ُ
ْلي لت
و
َ ُ ْم َ َق ُ
ـتـْ
وا
قضاء هت ِ
يح ُذ
َ َ َ صول
األعمال
ري ْح ْل مأمور ب «
ِ ُ
ب فاإلح هت
ش شرعا .سان ََ ْ َُ
يف فر َفـ
وللو
إىل هذا اإلحسان يف قضاء املصاحل ال بد أن تتوفر يف
اإلدارة ثالث صفات؛ إحداها البساطة يف النظام ألهنا تؤدي إىل
السهولة واليسر ،والتعقيد يوجد الصعوبة .واثنيتها اإلسراع
يف إجناز املعامالت ألن يؤدي إىل التسهيل على صاحب
املصلحة .واثلثتها القدرة والكفاية فيمن يسند إلي العمل ،وهذا
.يوجب إحسان العمل كما يقتضي القيام ابلعمل نفس
68
الرعاية الصحية العامة يف دولة اخاللفة
69
حتسني صحة الرعية عن طريق مراقبة أمناط األمراض -2
وحتديد عوامل ل األخطار الصحية
على الرعية ،و إجياد
حلو هلذه املشاكل .وقد يكون هذا
مثال
ً عن طريق حتديد االجتاهات املتأثرة ابلتدخني أو البدانة،
أو عن طريق حتديد التقصري يف محاية الرعية من هذه
العوامل على الصحة العامة .وحيثما وجدت عوامل أخطار
صحية سلبية مهمة ،توضع هال برامج أو سياسات للتعامل
معها ،كاالمتنا ع عن التدخني يف األماكن العامة والنمط
.الغذائي الصحي
التحضري واالستجابة حالالت الطوارئ املتعلقة ابلصحة -3
العامة ،ويشمل ذلك تفشي
.األمراض املعدية
برامج الوقاية الصحية كالتطعيم وبرامج الفحوصات -4
املسحية .ويكون التخطيط والتنظيم هال على مستوى الصحة
العامة ،و لكن من األفضل أن يكون التنفيذ هال على املستوى
احمللي أو يف مستوى الرعاية الصحية األولية أللفراد؛ وهلذا
سنبحث هذه املسألة يف القسم املتعلق ابلرعاية الصحية
.الوقائية أللفراد
70
قدرة أكثر فعالية يف مراقبة الصحة ابإلضافة إىل القدرة على
ا
االستجابة لتنفيذ
للسياسات املوضوعة،
71
.ضبط الصحة العامة -3
.ضبط انتشار األمراض حيوانية املنشأ ومنعها -4
الوقاية من تفشي األمراض املعدية وإجراءات احلجر -5
الصح
ي
أثناء
الوابئيا
.ت
أما العوامل األخرى لربامج الوقاية الصحية يف سياق التعامل
مع األفراد )مثل التطعيم والفحوصات املسحية( ،فسنتناوهال
.يف قسم الحق متعلق ابلرعاية الصحية الوقائية أللفراد
250مليوان
ً آخرون يف أفريقيا .وابلنسبة النعدام األمن الغذائي
رضني ملستوايت حادة من انعدام األمن
ً ففي عام 2019م كان َّ
معهناك 750مليون شخص تقريبا
الغذائي و حنو ملياري شخص مل تكن لديهم القدرة للحصول
ع
ل
ى
غ
ذ
ا
ء
س
ا
م
ل
و
م
غ
ذ
و
ك
ا
ف
.
72
ومما جيب أن يؤخذ يف االعتبار جودة النظام الغذائي ،ألن
النظام الغذائي املتوازن ضروري لصحة جيدة ،فانعدام األمن
الغذائي الذي تسبب التكلفة العالية وعدم القدرة على احلصول
على األغذية الصحية يؤدي إىل نظام غذائي يرتكز حول
حبوب قليلة أو معدومة الربوتني والزيوت و األلبان والفواك
واخلضروات .واألغذية الصحية ليست يف متناول أكثر من 3
مليار شخص يف العامل ،وهناك أكثر من 1.5مليار شخص
ال يستطيعون احلصول على غذاء حيتوي احلد األدىن من
العناصر الغذائية ،وأغلب الذين ال يستطيعون حتمل تكلفة
نظام غذائي صحي يعيشون يف آسيا ) 1.9مليار( ويف
مليوان
ً( .وآخرون كثر يعيشون يف أمريكا االلتينية ومنطقة
أفريقيا )965
مليوان( .مليوان
ً( .وأقلهم يف مشال أمريكا وأورواب )18 ً
الكارييب ) 104.2إن هذه األرقام تشري إىل أتثري مباشر
للصحة .فحسب التقديرات كان
سليب على الصحة وال سيما
هناك يف عام
ًعندما يكون النمو معيار ا
2019 م ،ما نسبت 144) 21,3%مليوان
ً( من األطفال
مليوان
ً( يعانون من حتت سن اخالمسة
اهلزال و % 5,6يعانون من إعاقة يف
النمو ،و47) 6,9%
مليوان
ً( يعانون من البدانة .و سبب هذا اجلوع لي اإلنتاج غري
الكايف )38
للغذاء؛ ولكن سوء توزيع للغذاء وللموارد الضرورية إلنتاج
الغذاء وللحصول على الغذاء ،وكذلك نقص يف املعرفة
.واإلرادة املطلوبة الستخدام الغذاء بشكل مالئم
73
توفري األمن الغذائي يف دولة اخاللفة
األمن الغذائي هو قدرة الدولة على توفري احالجات األساسية
من الغذاء وامالء لرعاايها يف الظروف العادية واالستثنائية
كاحلروب ،واحلصار ،واجلفاف ،والكوارث .و مصادر الغذاء
موجودة ،وهو حباجة إىل إنتاج وإىل توزيع عادل .فالقول أبن
ازدايد الناس ،وقلة امالء و األرض الزراعية سبب يف موت
74
والوسائل العلمية احلديثة ،وقد عاجل اإلسالم مسألة تعمري
األرض بقول الرسول ق« رواه الرتمذي وقال:
َت ِمي رضا َا ِس لي َ هِ ِ
ْا َ ْولَ ُي َل َهة َ
ف ظ ْعَِ
َح ملر ق
َحي َأم
ْ « :أَ ْن َ
ِ غريب( ،وقول
َأول ْا ض َلهَأر ا ْ
حديث حسن) «:
حهن
مي َ
َْ ْ كانَ ُ نَ
ت م َْ ْ
َ عهرز
ليـ ََـْ
ْ َ ْف
الغذاء
َُ خاهَأ « ،رواه البخاري يف صحيح .كما يكون توفري
بتقدمي زراعة احمالصيل املهمة لغذاء اإلنسان على
احمالصيل األقل أمهية ومبقاومة التصحر ،وإنشاء مراكز
،
األحباث لتحسني البذور وأدوية مكافحة اآلفات الزراعيةً ،
واالهتمام ابلتصنيع الزراعي
ً وخارجياوأتمني التسويق
الزراعي داخليا
واحليواين ،وخاصة ما في حفظ أللغذية مدة طويلة،
واالهتمام برتبية احليواانت وفق أحدث األساليب العلمية،
ودعم الدولة للمزارعني ومريب املواشي ،وأتمني ما يلزم
لزايدة اإلنتاج من أعالف وأمسدة .وكذلك توفري الغذاء عن
طريق
سبيال ،ا بشرط أن ال جيعل للكافرين على املؤمنني
ً ً
االسترياد فإن جائز شرع كما جيب الرتكيز على املواد
األساسية يف اإلنتاج الزراعي كالقمح والزيوت النباتية ،و
.اإلنتاج احليواين كاللحوم واحلليب ومشتقات والسمك والبيض
وينبغي توفري إمكانية ختزين هذه األغذية فرتات طويلة متتد
،
سنني ً ،وجمفف التمر والتني
والعنب والزيوت،كتخزين
القمح يف سنبل أو حبا
واللحوم اجملففة واملعلبة ،واحلليب اجملفف ...جاء يف صحيح
مسلم عن عائشة
ُِ ر م الَ « :وع
وقال َدهنع ْال َّتم «،
ُ ْ هلال
ُ رضي ُ
ُ
َأ عنها قالت :قال
ت ه
ي يَ
بـ
َ ْ ُْل
ه َجاو َ َأاع ِ ِ ِر ف
«،
ُ َال ت يفهلُ َع َأ ْْ ،أُهلُه َجيهي َ
رواه مسلم ْ
يـ ُ ِعائاي
َ صحيح .وتتوىل دولة اخاللفة ختزين َ« :مْت ْ ََشة بَ
املواد الغذائية ببناء صوامع القمح ،ومراكز التخزين،
والثالجات الكبرية؛ و تكون متعددة متباعدة حممية من األعداء،
قريبة
75
من التجمعات السكانية ،يسهل نقل املواد الغذائية إليها ومنها.
وتتوىل الدولة مراقبة توفر شروط التخزين الصحية وسالمة
املواد الغذائية املخزنة .وتقوم الدولة
ّ ونوعاكما ابألحكام اليت ،
ً
اإلسالمية ابلتوزيع
،العادل للطعام منعت أن يكون
ً
« : ا
نآم ََ
ِب َم امالل
دولة بني األغنياء ووجوب
أنتج
خإن الطعام إذا كان فاسدا أو مل تتو النظافة أثناء إعداده ّ
األمراض املختلفة ونقل العدوى ،لذلك وجب على من يصنع
الطعام ويقدم يف احماللت العامة أن يلتزم ابلنظافة الكاملة
وجبودة الطعام املقدم .وعلى احملتسب أن يقوم إبغالق
املطاعم أو حمالت الطعام اليت يتبني أهنا تقدم الطعام الفاسد
أو املغشوش ،ومعاقبة أصحاهبا إن كانوا مقصرين أو متعمدين
بيع الغذاء الفاسد .وال يعاد فتحها إال بعد إعادة فحص جودة
ما تقدم للناس من
رسول
َ يف صحيح أ َّن
م َ ،ص ا
ِ
غذاء .روى مسلم هلال
ل َأد َ
ِ َّ لقف ا ًل
ف
َ َ خ ل ا ،« ؟امَالط َ َ َ ا ، ِ لل" .اَلََّّ َل َ
ب
َطع » :ا ذا َن
َم َ َه ال َف َ
ِر ب :ع َق
ةع َ اء
تف ََّسمال -أ ِي
ر ى
َم َل ََّ ِ امل
صاحَِ امَعالطَّ
هد
ِاب َ َي ا،
اي ع ََأص ب َ
يهَِ
ص تاب َأ
َ َ َ
َ هلتع ق: ا ل
ْ ـوف َق ج ُ َْ َ َ َ -طر اي َو َ
َ »َأ َفال س "
َر
الصحة البيئية
إن صحة اإلنسان متعلقة ابلبيئة ،فاهلواء من حولنا واملياه
،
اليت نشرهبا ً وسالمة هذه كلها
مرتبطة بكيفيةوالغذاء الذي أنكل
مي صحتنا كثريا
ا لقد
ً ا و على امتداد السنني والعقود أيض .
ا وكذلك عاملي ً
فوراي
ً وحملي تعاملنا معها ً
تر
ّك على العالقات ت الصحة البيئية أبهنا فرع الصحة
العامة اليت ز
ابتت ف
ُعر
بني الناس وبيئتهم ،وتعمل على ازدهار صحة اإلنسان وصالح
،وتنمية جمتمعات صحية وآمنة .فالصحة البيئية جزء رئيسي
من أي نظام شامل للصحة العامة .ويف هذا اجمالل ينبغي أن
يعمل على وضع سياسات وبرامج للتقليل من امللواثت
الكيميائية واملؤذايت البيئية األخرى يف اهلواء واملياه والغذاء
من أجل محاية الناس ومنح اجملتمعات بيئات أكثر صحة.
فقد أدخلت الرأمسالية التصنيع دون اهتمام ابلبيئة ،ومع دخلت
77
ر
ّكز ذهن اإلنسان على أمهية البيئة النظيفة ،لذاهتا وكذلك من
أجل الصحة البشرية ،وذلك بتقليل التلوث وابحلث على
االطمئنان النفسي والرضا والقناعة ابملمتلكات املوجودة .فقد
خلق هلال سبحان وتعاىل اإلنسان من األرض ،واستعمره فيها،
: ﴿وسخر ل كل ما يف الكون لينتفع ب .قال عز وجل
،﴾ تعاىل وقال:
﴿
« : ا ِ
َم ْنم
ِ
الظ َو « ،رواه احالكم يف املستدرك وقال) :حديث صحيح َّلو
َّ
،الطِري ِق
َ رع
َةق ِا ََ
اإلسناد( ،وللحفاظ على البيئة فعلى دولة اخاللفة أن تنشئ
دوائر لوضع املعايري ملراقبة نقاء اهلواء وجودة املياه
وسالمة الغذاء .و يكون دورها مراقبة البيئة ومنع التلوث
الكيميائي أو اإلشعاعي ،و تضبط األمراض املعدية اآلتية من
.استخدام اإلنسان للحيواانت األليفة والربية وتفاعل معها
:وفيما يلي العناصر املهمة يف صحة البيئة
نقاء اِلواء
رِ
سنواي يف تقد منظمة الصحة العاملية أن 7ماليني شخص
ً
ميوتون
ّ ً يستنشقون هواء حيتويحاالت تلوث
اهلواء ،وأن تسعة أعشار الناس عامليا
على مستوايت عالية من
قدر أن ربع وفيات اثت
ِ ّامللو .ولقد
الراشدين من
79
ويكون عالج مشكلة االنبعااثت املختلفة يف اهلو اء يف الدولة
اإلسالمية بتخصيص مناطق صناعية بعيدة عن املناطق
السكنية للصناعات امللوثة ،ومراقبة املنشآت الصناعية
والزراعية وأية مصادر أخرى للتلوث ،وإلزام تلك
املنشآت واملصادر -سواء ما كان منها داخال يف امللكية
اخالصة أو العامة -ابتباع أساليب ونظم اإلنتاج النظيف،
كوحدات معاجلة الفضالت الصناعية ،وبعدم السماح بتسرب
امللواثت للبيئة احمليطة مبا يتعدى احلدود املسموح هبا ،وهذه
احلدود يقوم بتعيينها أهل االختصاص من العلماء ،حبيث يسمح
فقط ابحلد األدىن من االنبعااثت والفضالت اليت ال تؤثر على
التوازن البيئي .كما هتتم الدولة إبنشاء مصانع إلعادة تصنيع
الفضالت الصناعية املباحة واستغالهال مرة أخرى ،وهو ما
يسمى إبعادة التدوير ،وما يتبقى بعد ذلك من هذه املخلفات
غري القابلة اللستغالل أو التدوير ،فإن يتم التخلص من ابلدفن
يف املناطق النائية .ويتم إنشاء فريق من العلماء الستحداث
سبل جديدة للتخلص من هذه املخلفات وإزالة خطرها
.وضررها عن الرعية
ومبا أن التلويث البيئي من املخالفات اليت تضر ابجلماعة ،فإن
قاضي احلسبة يف الدولة اإلسالمية هو املسؤول عن مراقبة
املصانع واملنشآت للحد من االنبعااثت الضارة ابلبيئة ،وميكن
أن يستعني أبهل العلم واملختصني ابلبيئة للقيام بذلك ،وحتدد
عقوابت تعزيرية رادعة حبق أصحاب املصانع يف حال
تعديهم احلد املسموح ب من االنبعااثت الصناعية ،ويغلق
.املصنع إن مل تردع العقوابت واستمر يف تلويث البيئة
والبيئة الطبيعية ال حتد حبدود الدولة ،خصوصا إذا انتقلت
ا
م
ل
ل
و
ا
ث
ت
ع
ر
ب
ا
ه
ل
و
ا
ء
أ
و
ج
م
ا
ر
ي
ا
م
ل
ي
ا
ه
؛
و
ل
ذ
ل
ك
ج
ي
ب
ع
ل
ى
ا
ل
د
و
ل
ة
ا
إ
ل
س
ا
ل
م
ي
ة
م
ن
ع
ا
ل
د
و
ل
ا
ج
م
ل
ا
و
ر
ة
80