Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 35

‫الجمل التي ال محل لها من اإلعراب‬

‫‪1‬‬
‫اجلمل اليت ال حمل هلا من اإلعراب‬

‫يقول ابن هشام‪ " :‬وهي سبع‪ ،‬وبدأنا بها ألنها مل حتل حمل املفرد‪ ،‬وذلك هو األصل يف‬
‫اجلمل"(‪) 1‬‬

‫مجعها الزواوي يف قوله‪:‬‬


‫لو تاب من عصى لعز وانتصر(‪) 1‬‬ ‫آليت أي أقسمت والقسم بر‬
‫وهي‪ :‬االبتدائية أو االستئنافية‪ ،‬التفسريية‪ ،‬االعرتاضية‪ ،‬مجلة جواب‬
‫القسم‪ ،‬مجلة الصلة‪ ،‬مجلة جواب الشرط‪ ،‬التابعة ملا ال حمل له‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -1‬اجلملة االبتدائية أو االستئنافية أو املستأنفة‬

‫وهي نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اجلملة املفتتح بها النطق‪ ،‬كقولك ابتداء‪" :‬زيد قائم" ومنها اجلمل املفتتح بها‬
‫السور‪ ،‬حنو قوله تعاىل‪ ":‬إنا أنزلناه يف ليلة القدر"‪ " ،‬قل هو اهلل أحد"‬
‫ملاذا االبتدائية ال حمل هلا من اإلعراب؟‬
‫ألن االبتداء عامل معنوي ضعيف‪ ،‬فاملبتدأ أعرب بالتجرد من العوامل اللفظية‪،‬‬
‫وكذلك احلال يف قولنا‪ " :‬يقوم زيد " ألن عامل الرفع يف يقوم هو التجرد من عوامل‬
‫النصب واجلزم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -1‬اجلملة االبتدائية أو االستئنافية أو املستأنفة‬

‫ب‪ -‬اجلملة املنقطعة مما قبلها‪ ،‬حنو‪" :‬مات فالن‪ ،‬رمحه اهلل" و "حممد مسافر‪ ،‬أظن"‬
‫وقوله تعاىل‪ " :‬قل سأتلوا عليكم منه ذكرا‪ ،‬إنا مكنا له يف األرض" ولو كانت غري‬
‫(‪) 1‬‬

‫استئنافية لقال "أنا" فتكون بدال من ذكرى لكن اجلميع قرأ‪ :‬إنا‪ ،‬واهلمزة إذا وقعت‬
‫يف بداية الكالم كسرت‬
‫(‪) 2‬‬

‫ومن ذلك مجلة العامل امللغى لتقدم معموليه حنو‪ :‬زيد قائم أظن" وقول الشاعر‪:‬‬
‫هما سيدانا يزعمان وإمنا يسودانِنا إن أيسرت غنماهما‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬اجلملة االبتدائية أو االستئنافية أو املستأنفة‬

‫‪ ‬ومنه قوله تعاىل‪ ":‬هل أتاك حديث ضيف إبراهيم املكرمني‪ ،‬إذ دخلوا عليه فقالوا‬
‫سالما قال سالم قوم منكرون" قوله تعاىل‪ :‬قال سالم قوم منكرون منقطعة عما‬
‫(‪) 1‬‬

‫قبلها ال حمل هلا من اإلعراب‪ ،‬واجلملة االمسية مقول القول يف حمل نصب‬
‫مفعول به‪ ،‬والتقدير سالم عليكم أنتم قوم منكرون‪ .‬ومنه قوله تعاىل‪ " :‬ولقد‬
‫جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم"‬
‫(‪) 2‬‬

‫‪ ‬ومن ذلك قوله تعاىل‪ " :‬كلما دخل عليها زكرياء احملراب وجد عندها رزقا" ألن‬
‫كل ظرف لوجد‪ ،‬والتقدير‪ :‬وجد زكرياء عندها رزقا كلما دخل عليها احملراب‪.‬‬
‫فجملة وجد ابتدائية وإن كان قبلها يف الظاهر مجلة أخرى‬
‫(‪) 3‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 2-1‬أحرف االستئناف‬

‫‪ ‬ومن احلروف اليت تدخل على اجلملة املستأنفة‪ :‬الواو‪ ،‬الفاء‪ ،‬ثم‪ ،‬حتى االبتدائية‪،‬‬
‫أم املنقطعة‪ ،‬بل اليت لإلضراب االنتقالي‪ ،‬و "أو" اليت هي مبعنى بل‪" ،‬لكن" جمردة‬
‫من الواو العاطفة‪ .‬وقد تكون جوابا للنداء‪ ،‬أو االستفهام(‪.) 1‬‬

‫‪ ‬قال امرؤ القيس‪:‬‬


‫يقولون ال تهلك أسى وجتمل‬ ‫وقوفا بها صحيب‪ ،‬علي مطيهم‬
‫فهل عند رسم دارس من مُعوَّل؟‬ ‫وإن شفائـي عبـرة مهـــراقــــــــــــــة‬
‫يف البيت الثاني مجلتان استئنافيتان أوالهما بعد الواو والثانية بعد الفاء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ 2-1‬مجل يتبادر إىل الذهن أنها غري مستأنفة‬
‫والواقع أنها كذلك‬
‫‪ ‬من ذلك قوله تعاىل‪ " :‬فال يَحْزُنك قوهلم‪ ،‬إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون"‪.‬‬
‫‪ ‬وقوله عز وجل‪ ":‬وال حيزنك قوهلم‪ ،‬إن العزة هلل مجيعا"‪.‬‬
‫فجملتا‪ " :‬إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون" ومجلة " إن العزة هلل" ليستا من‬
‫قول الكافرين‪ ،‬وال يعقل أن تصدر عنهم‪ ،‬وإمنا هي استئنافية يثبت اهلل بها قلب‬
‫النيب عليه السالم ومن معه‪.‬‬
‫‪ ‬ومن ذلك قوله تعاىل‪ :‬إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب‪ ،‬وحفظا من كل‬
‫شيطان مارد‪ ،‬ال يسمعون إىل املأل األعلى‪)1(".‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ 3-1‬صعوبة الفصل بني االستئناف وغريه‬

‫‪ ‬وعن صعوبة الفصل بني االستئناف وغريه يقول د‪ .‬فخر الدين قباوة‪ ":‬واجلدير‬
‫بالذكر أن الفصل بني االستئناف وغريه أمر دقيق عسري أحيانا‪ ،‬ال يغين فيه‬
‫االعتماد على ظاهر العبارة‪ ،‬وما فيها من روابط لغوية‪ ،‬وال بد من االحتكام إىل‬
‫املعنى الذي تتضمنه العبارة"‬
‫‪ ‬ومن اجلمل اليت جرى فيها اخلالف أمستأنفة أم ال؟‬
‫"إن قام زيد أقوم"‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫"ما رأيته مذ يومان"‬ ‫‪-‬‬
‫مجلة أفعال االستثناء‪ :‬ليس وال يكون وخال وعدا وحاشا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اجلملة بعد حتى االبتدائية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -2‬اجلملة االعرتاضية‬

‫وهي‪ ":‬املعرتضة بني شيئني إلفادة الكالم تقوية وتسديدا أو‬


‫حتسينا"( ‪) 1‬‬

‫فهي تأتي بني شيئني متالزمني أو متطالبني‪ .‬كقوله تعاىل‪" :‬فال‬


‫أقسم مبواقع النجوم‪ - ،‬وإنه لقسم ‪ -‬لو تعلمون – عظيم ‪ ،-‬إنه‬
‫لقرآن كريم"‬
‫وقع االعرتاض هنا بقوله‪ :‬وإنه لقسم لو تعلمون عظيم‪ ،‬ووقع‬
‫اعرتاض اثناء اعرتاض بقوله‪ :‬لو تعلمون‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -1 -2‬الفرق بني اجلملة االعرتاضية واحلالية‬

‫اجلملة االعرتاضية قد تلتبس باجلملة احلالية‪ ،‬لكنها قد‬


‫متيز عنها ببعض املميزات من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬أن اجلملة االعرتاضية قد تقرتن بالفاء واجلملة احلالية ال تقرتن‬
‫بالفاء‪ ،‬مثال ذلك قوله تعاىل‪" :‬فإذا انشقت السماء فكانت وردة‬
‫كالدهان ـ فبأي آالء ربكما تكذبان‪ ،‬فيومئذ" فقوله تعاىل فبأي‬
‫آالء‪...‬اعرتاضية ألنها وقعت بني الشرط وجوابه‪.‬‬
‫‪ -‬وقوله تعاىل‪ ":‬ومن دونهما جنتان ـ فبأي آالء ربكما تكذبان ـ‬
‫مدهامتان" أي بني املوصوف‪ :‬جنتان وصفته‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ -1 -2‬الفرق بني اجلملة االعرتاضية واحلالية‬

‫‪ -‬اجلملة االعرتاضية قد تقع بعد حروف التنفيس‪ ،‬واجلملة‬


‫احلالية ال ميكن أن تُصَدَّر حبرف استقبال‪ ،‬ألنها تكون للحال املنايف‬
‫لالستقبال‪ .‬مسيت حبروف التنفيس ألن اإلنسان ينفس عن نفسه‬
‫بها حركة الزمان‪ ،‬ومثال جميئها مصدرة حبرف التنفيس قول‬
‫[الوافر]‬ ‫زهري‪:‬‬
‫ٌ آل حصن أم نساء؟( ‪) 1‬‬
‫أقوم‬ ‫وما أدري ـ وسوف ـ إخال ـ أدري ـ‬
‫اعرتاض يف اعرتاض‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -1 -2‬الفرق بني اجلملة االعرتاضية واحلالية‬

‫‪ -‬اجلملة االعرتاضية قد تُصدَّر ب "لن" على عكس‬


‫احلالية؛ ألن "لن" حرف يدل على االستقبال‪ ،‬فهي حرف نفي ينصب‬
‫املستقبل‪ ،‬كقوله تعاىل‪:‬‬
‫"فإن مل تفعلوا ـ ولن تفعلوا ـ فاتقوا النار" اعرتاض بني الشرط‬
‫وجوابه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -1 -2‬الفرق بني اجلملة االعرتاضية واحلالية‬

‫‪ -‬اجلملة االعرتاضية متيز عن احلالية يف أنها قد تقع‬


‫إنشاء‪ ،‬كقول الشاعر‪:‬‬
‫ُرمجان( ‪) 1‬‬ ‫قد أحوجت مسعي إىل ت‬ ‫إن الثمانني ـ وب ُِّلغْتَها ـ‬
‫والشاهد يف البيت "بلغتها" فعل ماض مبين للمجهول والتاء نائب‬
‫الفاعل واهلاء مفعول به ثاني‪ ،‬وهي اعرتاضية خربية لفظا إنشائية‬
‫معنى إذ هي دعاء‪ .‬ومنه قول ابن هرمة‪[:‬املنسرح]‬
‫ضنت بشيء ما كان يرزؤها(‪) 2‬‬ ‫إن سليمى ـ واهلل يكلؤها ـ‬ ‫‪13‬‬
‫‪ -1 -2‬الفرق بني اجلملة االعرتاضية واحلالية‬

‫‪ -‬اقرتانها بالواو إذا صدرت بفعل مضارع مثبت‪ ،‬بينما احلالية‬


‫إذا صدرت مبضارع مثبت امتنع اقرتانها بالواو‪ ،‬مثلوا لذلك بقول املتين‪:‬‬
‫[املنسرح]‬
‫ياحاديَيْ عريهاـ وأحسبين أوجد ميْتا قُبَيل أفقدُها ـ‬
‫َّدُهـــــــــا( ‪) 1‬‬
‫قفا قليـال بهـا عليَّ‪ ،‬فـال أقــلَّ من نظرةٍ أزَو‬
‫واجلملة احلالية اليت يتصدرها الفعل املضارع ال تربط بالواو وإمنا تربط‬
‫بالضمري‪ .‬وإن حصل ذلك يقدر املبتدأ فيسند إليه الفعل املضارع(‪) 2‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -2 -2‬مواضع اجلملة االعرتاضية‬

‫[الوافر]‬ ‫‪ -1-‬بني الفعل ومرفوعه‪ :‬حنو قول الشاعر‪:‬‬


‫ومل تعبأ بعدل العاذلينا(‪) 1‬‬ ‫شجاك‪ -‬أظن ‪ -‬ربْعُ الظاعنينا‬
‫[الوافر]‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫مبا القت لبون بين زياد( ‪) 2‬‬ ‫أمل يأتيك‪ -‬واألنباء تنمي ‪-‬‬
‫على أن "ما" فاعل يأتيك والباء زائدة‪.‬‬
‫[الطويل]‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫عزْلِ(‪) 3‬‬ ‫وقد أدركتين‪ -‬واحلوادث مجة‪ -‬أسنة قومٍ ال ضِعَافٍ‪ ،‬وال ُ‬
‫‪15‬‬
‫‪ -2 -2‬مواضع اجلملة االعرتاضية‬

‫‪ -2‬بني الفعل ومفعوله الثاني‪ ،‬حنو قول أبي النجم العجلي‪:‬‬


‫وبُــدِّلَت ‪-‬والدهر ذو تَبَدُّل‪-‬‬
‫َّمأل(‪) 1‬‬‫هيفاً دَبُورا بالصَّبا والش‬
‫‪ -3‬بني املبتدأ واخلرب‪ ،‬كما يف قول هند بنت عتبة أم معاوية‪:‬‬
‫[الرجز]‬
‫َّمارقْ( ‪) 2‬‬
‫نَمْشِي على الن‬ ‫حنن‪-‬بناتِ طارقْ‪-‬‬
‫وقعت مجلة االختصاص معرتضة بني املبتدأ وخربه‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -2 -2‬مواضع اجلملة االعرتاضية‬

‫‪ -4‬وبني اخلرب واملبتدأ‪ ،‬ومنه قول معن بن أوس‪ [ :‬الطويل]‬


‫ُ( ‪) 1‬‬
‫وفيهن‪-‬واأليام يعثُرن بالفتى‪ -‬نوادبُ الميْللنَه ونوائح‬
‫‪ - 5‬االعرتاض بني كأن وامسها‪ ،‬من ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫ٌ مثول( ‪) 2‬‬ ‫كأنَّ ـ ــــ وقد أتى حول كميلٌ ـ ــــ أثافيها محامات‬
‫‪ -6‬االعرتاض جبملة الفعل امللغى يف حنو‪" :‬زيد‪-‬أظن‪ -‬قائم‪،‬‬
‫وجبملة االختصاص‪ ،‬يف حنو قوله عليه الصالة والسالم‪ ":‬حنن‪،‬‬
‫معاشر األنبياء‪ ،‬ال نورث" ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -2 -2‬مواضع اجلملة االعرتاضية‬

‫‪ -7‬االعرتاض بكان الزائدة‪ ،‬تدخل بني شيئني متالزمني‪ ،‬حنو‪ " :‬أوَ نَيب ‪-‬‬
‫كان ‪ -‬موسى" ‪ .‬ومنه قول امرئ القيس‪:‬‬
‫بكاء على عمرو وما كان أصربا( ‪) 1‬‬ ‫أرى أم عمرو دمعها قد حتدرا‬

‫‪ -8‬االعرتاض بني ما أصله املبتدأ واخلرب‪ ،‬ومنه قول الفرزدق‪[ :‬الطويل]‬


‫وإني لرام نظرة قبل اليت لعلي ‪ -‬وإن شطت نُوَاهَا ‪ -‬أزورها(‪) 2‬‬

‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬


‫قد أحوجت مسعي إىل ترمجان( ‪) 3‬‬ ‫إن الثمانني ‪-‬وبُلغتَها‪-‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -2 -2‬مواضع اجلملة االعرتاضية‬

‫‪ - 9‬االعرتاض بني املضاف واملضاف إليه‪ ،‬حنو‪" :‬هذا غالم واهلل زيد"‬
‫‪ - 10‬االعرتاض بني جزأي الصلة‪ ،‬إذا كانت الصلة متجزئة‪ ،‬حنو قوله تعاىل‪:‬‬
‫"والذين كسبوا السيئات ‪ -‬جزاء سيئة مبثلها ‪ -‬وترهقهم ذلة ما هلم من اهلل من عاصم"( ‪) 1‬‬

‫[الكامل]‬ ‫‪ - 11‬االعرتاض بني موصول وصلته‪ ،‬كقول جرير‪:‬‬


‫واحلقُّ يدمغ ترُّهات الباطل( ‪)2‬‬ ‫ذاك الذي‪ -‬وأبيك ‪ -‬يعرف مالكا‬
‫اجلملة القسمية وقعت اعرتاضا بني املوصول وصلته‪.‬‬
‫[الرجز]‬ ‫االعرتاض بني املؤكد واملؤكِّد‪ ،‬ومنه قول رؤبة‪:‬‬ ‫‪- 12‬‬
‫ليت‪ -‬وهل ينفع شيئا ليتُ‪ -‬ليت شبابا بوع فاشرتيت(‪) 3‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -3 -2‬تعدد اجلملة االعرتاضية‪:‬‬

‫واجلملة االعرتاضية تتعدد‪ ،‬قال تعاىل‪:‬‬


‫"ووصينا اإلنسان بوالديه‪ ،‬ــــ محلته أمه وهنا على وهن ـــــ وفصاله فى عامني ــــــ أن‬
‫أشكر لي ولوالديك إلي املصري‪)2(".‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ -3‬اجلملة التفسريية‬

‫" وهي الفضلة الكاشفة حلقيقة ما تليه‪".‬‬


‫( ‪.) 1‬‬

‫قوله فضلة معناه أنها صاحلة للسقوط‪ ،‬ليست عمدة‪ ،‬واحرتز بذلك‬
‫اجلملة اليت تفسر وهي ليست بفضلة‪ ،‬ومن ذلك اجلملة اليت تفسر‬
‫ضمري األمر والشأن(‪ ) 2‬يف مثل قوله تعاىل‪ "،‬قل هو اهلل أحد" هو ‪ :‬مبتدأ ‪ ،‬اهلل‬
‫أحد مفسرة لضمري األمر والشأن لكن هلا حمل‪.‬‬
‫ومثل ذلك‪" :‬لكنا هو اهلل ربي"‪ .‬واجلملة املفسرة يف باب االشتغال يف حنو‪:‬‬
‫زيدا اضربه‪ ،‬يقول ابن هشام‪ ":‬فقد قيل إنها تكون ذات حمل كما سيأتي‪،‬‬
‫وهذا القيد أهملوه‪ ،‬والبد منه‪) 3 ( ".‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -3‬اجلملة التفسريية‬

‫ومن أمثلة اجلملة التفسري‪:‬‬


‫قوله تعاىل‪ " :‬فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا"(‪) 1‬‬

‫فجملة أن اصنع الفلك مفسرة ملا قبلها فال حمل هلا‪.‬‬


‫واجلملة التفسريية على ثالثة أقسام‪ :‬إما أن تقرتن بأن أو بأي أو‬
‫جمردة منهما‪.‬‬
‫واملقرتنة بأي‪ ،‬حنو قول الشاعر‪ [:‬الطويل]‬
‫‪22‬‬
‫‪ -3‬اجلملة التفسريية‬

‫واجلملة التفسريية على ثالثة أقسام‪ :‬إما أن تقرتن بأن أو بأي (‪ )1‬أو‬
‫جمردة منهما‪.‬‬
‫واملقرتنة بأي‪ ،‬حنو قول الشاعر‪ [:‬الطويل]‬
‫وتقلينين لكنَّ إياكِ ال أقلي( ‪)2‬‬ ‫وترمينين بالطرف أي أنت مذنبٌ‬
‫فاجلملة املفسَّرة وترمينين‪ ،....‬واملفسرة‪ :‬أنت مذنب‪ .‬وأي هنا حرف تفسري‬
‫"يتبع بعدها األجلى لألخفى‪ ،‬عطف بيان يوافق يف التعريف والتنكري ما‬
‫ال حرف عطف‪) 4( .‬‬
‫قبله"(‪)3‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ -3‬اجلملة التفسريية‬

‫وقد تُجرد التفسريية من احلرفني معا‪ ،‬ومثال ذلك قوله تعاىل‪ " :‬إن‬
‫مثل عيسى عند اهلل كمثل آدخلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" ( ‪) 1‬‬

‫فجملة خلقة من تراب مفسرة لقوله‪ :‬كمثل م آدم ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -4‬مجلة صلة املوصول‬
‫(االمسي واحلريف)‬

‫حنو‪" :‬جاء الذي قام أبوه"‪" ،‬ليقم أيُّهم عندك"‪" ،‬أعجبين أن قمت"‬
‫وسواء أكان املوصول امسيا أم حرفيا‪ ،‬حنو قوله تعاىل‪:‬‬
‫"إن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات كانت هلم جنات الفردوس نزال"‬
‫إن الذين آمنوا‪ :‬ابتدائية ال حمل هلا من اإلعراب‪،‬‬
‫آمنوا‪ :‬مجلة الصلة ال حمل هلا من اإلعراب‪،‬‬
‫وعملوا الصاحلات‪ :‬معطوفة على ما ال حمل له‪،‬‬
‫كانت هلم جنات الفردوس‪ :‬يف حمل رفع خرب إن‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -1-4‬املوصوالت االمسية النصية واملشرتكة‬

‫واملوصوالت االمسية النصية أو املختصة‪ ،‬هي‪ :‬الذي واليت وفروعهُما‬


‫[الكامل]‬ ‫وهي مثانية‪ .‬كقول جرير‪:‬‬
‫ذاك الذي –وأبيك‪ -‬يعرف مالكا واحلقُّ يدمغ ترُّهات الباطلواملشرتكة‬
‫هي‪ :‬أي وأل وذا وذو ومن وما‪ .‬وهي ستة‪ ،‬مشرتكة بني املفرد واملثنى‬
‫واجلمع وفروعهم‪.‬‬
‫[املتقارب]‬ ‫ومنه قول غسان بن وعلة‪:‬‬
‫فسَلِّمْ علَى أَيُّهُم أفضَلُ‬ ‫إذا ما لَقِيتَ بَنِي مَالك‬
‫‪26‬‬
‫‪ -1-4‬املوصوالت االمسية النصية واملشرتكة‬

‫[الوافر]‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬


‫َد(‪) 1‬‬
‫هلم دَانتْ رِقابُ بين مَع ِّ‬ ‫من القوم الرسولُ اهللِ منهم‬
‫والشاهد يف البيت قوله‪ :‬الذين‪.‬‬
‫[الطويل]‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫َدعُ(‪) 2‬‬
‫إىل ربنا صوتُ احلمار اليُج َّ‬ ‫يقول اخلنى‪ ،‬وأبغض العُجم ناطقا‬
‫والشاهد يف البيت قوله‪ :‬اليجدع‪ ،‬أل‪ :‬اسم موصول مبعنى "الذي" مبين على السكون يف حمل‬
‫جر صفة احلمار‪ .‬يُجَدَّع‪ :‬فعل مضارع مبين للمجهول‪ ،‬ونائب الفاعل ضمري مسترت تقديره‬
‫هو يعود إىل "أل" وهو العائد واجلملة الفعلية صلة املوصول ال حمل هلا‪ .‬واجلملة االمسية‬
‫"أبغض‪ "...‬يف حمل نصب حال من فاعل "يقول" املسترت؛ والرابط الواو فقط على حد قوله‬
‫تعاىل‪ " :‬قالوا لئن أكله الذئب وحنن عصبة"‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫‪ -2-4‬املوصوالت احلرفية‬

‫هي ما يؤول مع صلتها باملصدر فتكون يف موضع كذا ذكرها السيوطي يف ألفيته‪،‬‬
‫وهي مخسة أحرف‪:‬‬
‫أن‪ ،‬أنَّ‪ ،‬كي‪ ،‬ما‪ ،‬لو‪.‬‬
‫أنْ‪ ،‬قوله تعاىل‪ " :‬والذي أطمع أن يغفر لي"‬
‫أنَّ ‪ :‬عرفت أن اجملد ناجح‪.‬‬
‫كي‪ :‬وتوصل بالفعل املضارع فقط‪ ،‬حنو‪ :‬حضرت لكي أتعلم ‪ .‬حضرت للتعلم‬
‫ما‪ :‬الظرفية املصدرية ظرفية ألنها تقدر باملدة‪ ،‬مصدرية ألنها تؤول مع فعلها باملصدر‪.‬‬
‫وأوصاني بالصالة والزكاة ما دمت حيا‪.‬‬
‫لو‪ :‬تأتي بعد ود ويود‪" :‬يود أحدهم لو يعمر ألف سنة "‪ .‬أي‪ :‬يود أحدهم تعمري ألف سنة‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -3-4‬شروط مجلة الصلة‬

‫ومن شروط اجلملة الواقعة صلة للموصول‪:‬‬


‫‪ -‬أن تكون خربية ال طلبية‪،‬‬
‫‪ -‬أن تشتمل على رابط يربطها باملوصول االمسي( احلريف ال يلزمه‬
‫رابط)‪ ،‬وينبغي أن يكون مطابقا لتلك اليت تثنى وجتمع‪ ،‬وما سواها ال‬
‫يلزم فيه ذلك‪ ،‬وقد خيلفه االسم الظاهر‪ ،‬حنو‪:‬‬
‫وإبعادها منك استمر وزاد‬ ‫سعاد اليت أضناك حب سعاد‬ ‫‪29‬‬
‫‪ -5‬مجلة جواب الشرط غري اجلازم‪،‬‬

‫وهي‪ " :‬الواقعة جوابا لشرط غري جازم مطلقا‪ ،‬أو جازم ومل تقرتن‬
‫بالفاء وال بإذا الفجائية؛‬
‫فاألول‪ :‬جواب‪ :‬لو‪ ،‬ولوال‪ ،‬وملَّا‪ ،‬وكيف‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬حنو‪ :‬إن تقم أقم‪ ،‬وإن قمتَ قمتُ‪ ،‬أما األول فلظهور اجلزم يف الفعل‪،‬‬
‫وأما الثاني‪ :‬فألن احملكوم ملوضعه باجلزم الفعل‪ ،‬ال اجلملة بأسرها"‬
‫ل قَدْ أَنْعَمَ اهلل علي"‬
‫حنو قوله تعاىل‪" :‬فإنْ أصابَتْكُمْ مُصِي َبةٌ قَا َ‬
‫فإذا كانت اجلملة جوابا لشرط غري جازم فال حمل هلا من اإلعراب‪ ،‬من‬
‫ذلك قوله تعاىل‪" :‬إذا تتلى عليهم آيات الرمحان خروا سجدا وبكيا"‬
‫‪30‬‬
‫‪ -5‬مجلة جواب الشرط غري اجلازم‪،‬‬

‫ومنه قوله تعاىل‪" :‬ولو أن ما يف االرض من شجرة أقالم والبحر‬


‫ميده من بعده سبعة أحبر ما نفدت كلمات اهلل"‬
‫ومنه قول امرئ القيس‪:‬‬
‫نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل‬ ‫إذا قامتا تضوع املسك منهما‬

‫‪31‬‬
‫‪ -6‬مجلة جواب القسم‪،‬‬

‫ومنها قوله تعاىل‪ ":‬يس والقرآنِ احلكيمِ إنكَ ملنَ املُرْسَلِنيَ على صراط‬
‫مستقيم"‬
‫اإلعراب‪ :‬الواو حرف جر‪ .‬القرآن‪ :‬اسم جمرور‪ .‬احلكيم‪ :‬نعت‪ .‬إن‪ :‬حرف نصب‬
‫وتوكيد‪ ،‬والكاف امسها‪ .‬ملن املرسلني‪ :‬الالم واقعة يف جواب القسم احملذوف‪.‬‬
‫وهي نفسها الم التوكيد أكدت اجلملة املقسم عليها اليت هي جوابها‪ .‬من‬
‫املرسلني‪ :‬جار وجمرور خرب إن وإن وما يف حيزها ال حمل هلا جواب للقسم‪.‬‬
‫ومنه‪ ":‬وتاهلل ألكيدن أصنامكم بعد أن تُوَلُّوا مدبرين"‬
‫‪32‬‬
‫‪ -1-6‬ما خيفى القسم‪،‬‬

‫قوله تعاىل‪ ":‬أم لكم أميان علينا بالغة إىل يوم القيامة إن لكم ملا‬
‫حتكمون‪".‬‬
‫وذلك ألن أخذ امليثاق مبعنى االستحالف قاله كثريون‪ ،‬منهم الزجاج‪،‬‬
‫ويوضحه‪" :‬وإذ أخذ اهلل ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبينُنَّه للناس"‬

‫‪33‬‬
‫‪ -1-6‬ما خيفى القسم‪،‬‬

‫[الطويل]‬ ‫ومما حيتمل جواب القسم وغريه‪ ،‬قول الفرزدق‪:‬‬


‫تعش فإن عاهدتين ال ختونُنِي نكن مثل من‪-‬يا ذئب‪ -‬يصطحبان‬
‫فجملة النفي إما جواب لعاهدتين‪ ،‬فال حمل هلا‪ ،‬أو حال من الفاعل‬
‫واملفعول أو كليهما فمحلها النصب‪.‬‬
‫[الطويل]‬ ‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫فكان كمن أغريتُهُ بِخِالفِ‬ ‫أَرَى مُحْرِزاً عَاهَدْتُهُ لَيُوافِقَنْ‬
‫‪34‬‬
‫‪ -7‬اجلملة املعطوفة على ما ال حمل له من‬
‫اإلعراب‬

‫حنو قوله تعاىل‪:‬‬


‫"إن الذين آمنوا وعملوا الصاحلات كانت هلم جنات الفردوس نزال‪".‬‬
‫‪ -‬حضر األستاذ ومل حيضر الطلبة‪.‬‬

‫‪35‬‬

You might also like