Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

‫‪..‬أما بعد‬
‫من دواعي سرورنا الطالب محمود محسن والطالبة شهد أحمد أن نقِّدم لكم تكليف اللغة العربية‬
‫‪.‬الذي يتناول شرح أقسام الكالم من االسم والفعل والحرف‬

‫االسم‬
‫‪...‬كلمة تدل بذاتها على شيء محسوس مثل‪ :‬نحاس‪ ،‬بيت‪َ ،‬ج مل‪ ،‬نخلة‪ ،‬عصفورة‪ ،‬محمد‬
‫‪...‬أو شيء غير محسوس ُيعرف بالعقل مثل‪ :‬شجاعة‪ ،‬مروءة‪ ،‬شرف‪ُ ،‬نبل‪ ،‬نبوغ‬
‫‪.‬وهو في الحالتين ال يقترن بزمن‬

‫‪".‬عالماته‪ :‬أهمها خمسة‪ ،‬إذا وجدت واحدة منها كانت دلياًل على أن الكلمة "اسم‬

‫العالمة األولى‪ :‬الجر؛ فإذا رأينا كلمة مجرورة لداع من الدواعي النحوية‪ ،‬عرفنا أنها اسم؛ مثل‪:‬‬
‫كنت فى زيارِة صديٍق كريٍم ‪ .‬فكلمة‪" :‬زيارِة " اسم؛ ألنها مجرورة بحر الجر "في"‪ ،‬وكلمة‪:‬‬
‫"صديق" اسم؛ ألنها مجرورة؛ إذ هى "مضاف إليه"‪ ،‬وكلمة‪" :‬كريم" اسم؛ ألنها مجرورة‬
‫‪.‬بالتبعية لما قبلها؛ فهي نعت لها‬

‫العالمة الثانية‪ :‬التنوين؛ فمن الكلمات ما يقتضى أن يكون فى آخره ضمتان‪ ،‬أو فتحتان‪ ،‬أو‬
‫كسرتان؛ مثل‪ :‬جاء حامٌد ‪ ،‬رأيت حامًدا‪ ،‬ذهبت إلى حامٍد ‪ ،‬طار عصفوٌر جميٌل‪ ،‬شاهدت‬
‫‪.‬عصفوًرا جميًال‪ ،‬استمعت إلى عصفوٍر جميٍل ‪ ...‬وهذه الكلمات ال تكون إال أسماء‬

‫العالمة الثالثة‪ :‬أن تكون الكلمة مناداة‪ ،‬مثل‪ :‬يا محمُد ‪ ،‬ساعد الضعيف‪ .‬يا فاطمة‪ ،‬أكرمي أهلك‪.‬‬
‫‪.‬فنحن ننادي محمًدا‪ ،‬وفاطمة‪ .‬وكل كلمة نناديها اسم‪ ،‬ونداؤها عالمة اسميتها‬
‫‪.‬العالمة الرابعة‪ :‬أن تكون الكلمة مبدوءة "بأل"‪ ،‬مثل‪ :‬العدل أساس الملك‬

‫العالمة الخامسة‪ :‬أن تكون الكلمة منسوًبا إليها ‪-‬أي‪ :‬إلى مدلولها‪ -‬حصوُل شيء أو عدم‬
‫حصوله‪ ،‬أو مطلوًبا منها إحداثه‪ ،‬مثل‪ :‬علٌّي سافَر ‪ .‬محمود لم يسافر‪ .‬سافْر يا سعيد‪ .‬فقد تحدثنا‬
‫عن "علّي " بشيء نسبناه إليه؛ هو‪ :‬السفر‪ ،‬وتحدثنا عن "محمود" بشيء نسبناه إليه؛ هو عدم‬
‫السفر‪ ،‬وطلبنا من "سعيد" السفر؛ فالحكم بالسفر‪ ،‬أو بعدمه‪ ،‬أو بغيرهما‪ ،‬من كل ما تتم به الفائدة‬
‫األساسية يسمى‪ :‬إسناًدا‪ ،‬وكذلك الحكم بطلب شيء من إنسان أو غيره ‪ ...‬فاإلسناد هو‪" :‬إثبات‬
‫‪".‬شيء لشيء‪ ،‬أو نفيه عنه‪ ،‬أو طلبه منه‬

‫هذا‪ ،‬واللفظ الذى نسب إلى صاحبه فعل شيء أو عدمه أو ُطلب منه ذلك‪ ،‬يسمى‪" :‬مسَنًدا إليه"‪،‬‬
‫أي منسوًبا إليه الفعل‪ ،‬أو الترك‪ ،‬أو ُطلب منه األداء‪ .‬أما الشيء الذى حصل ووقع‪ ،‬أو لم يحصل‬
‫ولم يقع‪ ،‬أو ُطلب حصوله فيسمى "مسنًدا"‪ ،‬وال يكون المسند إليه اسما‪ .‬واإلسناد هو العالمة‬
‫‪.‬التى دلت على أن المسند إليه اسم‬

‫الفعل‬

‫‪.‬األول‪ :‬فهم الطالب‪ ،‬سافر الرحالة‪ ،‬رجع الغائب‬

‫كل كلمة من الكلمات‪َ( :‬فِهَم )‪َ( ،‬س اَفر)‪َ( ،‬ر َج ع)؛ تدل بنفسها مباشرة ‪-‬من غير حاجة إلى كلمة‬
‫‪.‬أخرى‪ -‬على أمرين‬

‫"أولهما‪َ :‬م ْعنى ندركه بالعقل؛ وهو الفْهم‪ ،‬أو السفر‪ ،‬أوالرجوع‪ ،‬ويسمى "الَح َدث‬
‫وثانيهما‪ :‬زمن حصل فيه ذلك المعنى (الحَدث) وانتهى قبل النطق بتلك الكلمة؛ فهو زمن قد‬
‫‪.‬فات‪ ،‬وانقضى قبل الكالم‬

‫الثاني‪ :‬وإذا غيرنا صيغة تلك الكلمات فقلنا‪َ( :‬يفهم)‪ُ( ،‬يسافر)‪( ،‬يرجع)؛ دلت الكلمة فى صيغتها‬
‫الجديدة على األمرين أيًض ا؛ المعنى (الحَدث) والزمن‪ ،‬ولكن الزمن ُهنا لم يكن قد فات وانقضى؛‬
‫‪.‬وإنما هو زمن صالح للحال واالستقبال‬

‫الثالث‪ :‬وإذا غيرنا الصيغة مرة أخرى فقلنا‪( :‬افهْم )‪( ،‬ساِفْر )‪( ،‬ارجْع)؛ دلت كل واحدة على‬
‫األمرين؛ المعنى "الحَدث" وهو طلب الفهم‪ ،‬أو طلب السفر‪ ،‬أو طلب الرجوع‪ ،‬والزمن الذى‬
‫يتحقق فيه الطلب‪ .‬والزمن هنا مقصور على المستقبل وحده؛ ألن الشىء الذى يطلبه إنسان من‬
‫آخر ال يحصل وال يقع إال بعد الطلب وانتهاء الكالم؛ أي ال يقع إال فى المستقبل‪ ،‬فكل واحدة من‬
‫‪.‬تلك الكلمات وأشباهها تسمى (ِفْعل)‬

‫‪:‬فالفعل‬
‫‪.‬كلمة تدل على أمرين مًعا؛ هما معنى (حدث) وزمن يقترن به‬

‫‪:‬وأقسامه ثالثة‬
‫‪.‬أولهم ماض‪ ،‬وهو‪ :‬كلمة تدل على مجموع أمرين؛ معنى‪ ،‬وزمن فات قبل النطق بها‬
‫‪ .‬ومن أمثلته قوله تعالى‪َ{ :‬تَباَر َك اَّلِذ ي َجَعَل ِفي الَّس َم اِء ُبُروًجا َو َجَعَل ِفيَها ِسَر اًجا َو َقَم ًرا ُمِنيًرا}‬

‫ثانيهم مضارع‪ ،‬وهو‪ :‬كلمة تدل على أمرين مًعا‪ :‬معنى‪ ،‬وزمن صالح للحال واالستقبال‪ ،‬وال بد‬
‫أن يكون مبدوًء ا بالهمزة‪ ،‬أو النون‪ ،‬أو التاء‪ ،‬أو الياء‪ ،‬وتسَّم ى هذه األْح رف‪" :‬أحرف‬
‫المضارعة"‪ ،‬وفتحها واجب‪ ،‬إال فى المضارع الرباعّي فتضّم ‪ ،‬وكذا في المضارع المبني‬
‫‪.‬للمجهول‬
‫‪.‬كقوله تعالى‪{ :‬قْو ٌل مْعروٌف ‪ ،‬ومْغ ِفرٌة خْيٌر من َص َد َقة يْتَبُعها أًذ ى}‬
‫ثالثهم أمر‪ ،‬وهو‪ :‬كلمة تدل بنفسها على أمرين مجتمعين‪ :‬معنى‪ ،‬وهذا المعنى مطلوب تحقيقه فى‬
‫‪.‬زمن مستقبل‬
‫‪.‬كقوله تعالى‪َ{ :‬ر ِّب اْج عْل هذا الَبلد آِم ًنا}‬
‫وال بد فى فعل األمر أن يدل بنفسه مباشرة على الطلب من غير زيادة على صيغته؛ فمثل‬
‫"ِلتْخ رْج "‪ ،‬ليس فعل أمر؛ بل هو فعل مضارع‪ ،‬مع أنه يدل على طلب شيء ليحصل فى‬
‫‪.‬المستقبل؛ ألن الداللة على الطلب جاءت من الم األمر التى فى أوله‪ ،‬ال من صيغة الفعل نفسها‬

‫وقد اجتمعت األفعال الثالثة فى قوله تعالى‪َ{ :‬و َال ُتِط ْع الكافريَن والمنافقين‪ ،‬وَد ْع أذاهم‪ ،‬وَتوَّك ْل‬
‫‪.‬على هللا‪ ،‬وَكَفى باِهلل َو كيًال}‬
‫‪:‬وقول الشاعر‬
‫"‪.‬أْح ِس ْن إلى الناس َتْسَتْع ِبْد قلوبُهُم ‪ ...‬فطالما اسَتْع َبَد اإلنساَن ِإْح َس اُن "‬

‫ولكل قسم من هذه الثالثة عالمات خاصة تميزه عن غيره؛ فعالمة الماضى‪ :‬أن يقبل فى آخره‬
‫التاءين؛‬
‫‪.‬تاء التأنيث الساكنة مثل‪ :‬أقبلْت سعاُد ‪ ،‬وصافحْت أباها‬
‫أو التاء المتحركة التى تكون فاعاًل ؛ مثل‪ :‬كلمُتَك كالًم ا فرحَِت به (وتكون مبنية على الضم‬
‫‪.‬للمتكلم‪ ،‬وعلى الفتح للمخاطب المذكر‪ ،‬وعلى الكسر للمخاطبة)‬

‫وليس من الالزم أن تكون إحدى التاءين ظاهرة فى آخر الفعل الماضي؛ بل يكفي أن يكون‬
‫صالًح ا لقبولها‪ ،‬وإن لم تظهر فعاًل ‪ .‬مثل‪ :‬أقبل الطائر؛ فنزل فوق الشجرة؛ فكلمة‪( :‬أقبل)‪( ،‬نزَل )‬
‫‪.‬فعل ماٍض ؛ ألنه ‪-‬مع خلوه من إحدى التاءين‪ -‬صالح لقبول واحدة منهما‪ :‬فتقول‪ :‬أقبلُت ‪ ،‬نزلُت‬
‫فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه الفعل الماضى ولكنها لم تقبل عالمته فليست بفعل ماٍض‪،‬‬
‫وإنما هي اسم فعل ماض‪ ،‬مثل‪ :‬هيهات انتصار الباطل‪ ،‬بمعنى‪َ :‬بُعد جًّد ا‪ ،‬ومثل‪ :‬شَّتان المنصف‬
‫‪.‬والباغي؛ بمعنى‪ :‬افترقا جًّد ا‬

‫‪.‬أو هى اسم مشتق بمعنى الماضي؛ مثل‪ :‬أنت مكرٌم أمِس ضيفك‬

‫ومما تقدم نعلم أن كلمتي‪ِ( :‬نْع م)‪ ،‬و(بئس) فعالن ماضيان؛ لقبولهما تاء التأنيث الساكنة؛ تقول‪:‬‬
‫نعمْت شهادة الحق‪ ،‬وبئست شهادة الزور‪ ،‬كما نعرف أن (ليس) و(عسى) فعالن ماضيان؛‬
‫‪.‬لقبولهما التاءين‬

‫وأما عالمات المضارعة فمنها‪ :‬أن ُينَص ب بناصب‪ ،‬أو يجزم بجازم‪ ،‬مثل‪ :‬لم ُأقِّص ر فى أداء‬
‫‪.‬الواجب‪ ،‬ولن أتأخر عن معاونة البائس‬
‫ومنها‪ :‬قبوله (السين)‪ ،‬أو (سوف) فى أوله‪ ،‬مثل‪ :‬سأزورك‪ ،‬أو سوف أزورك‪ ،‬ومثل قول‬
‫‪:‬الشاعر‬
‫"‪.‬سيكُثر الماُل يوًم ا بعد قَّلته ‪ ...‬ويكتسى الُعوُد بعد الُيْبس بالَو رق"‬

‫فإن دلت الكلمة على ما يدل عليه الفعل المضارع ولكنها لم تقبل عالمته فليست بمضارع؛ وإنما‬
‫هي اسم فعل مضارع؛ مثل‪ :‬آه‪ ،‬بمعنى‪ :‬أتوجع شدة التوجع‪ ،‬وأف‪ ،‬بمعنى‪ :‬أتضجر كثيًرا‪ ،‬وَو ْيَك‬
‫ماذا تفعل؟ بمعنى أعجُب لك كثيًر ا!! ماذا تفعل؟ أو هي اسم مشتق بمعنى المضارع؛ مثل‬
‫‪.‬الطائرة مسافرة اآلن أو غًدا‬

‫الحرف‬

‫‪ِ.‬م ْن ‪ ،‬فى‪ ،‬عَلى‪ ،‬لْم ‪ ،‬إْن ‪ ،‬إّن ‪ ،‬حتى‪ ،‬ال‪ ،‬هل‪ ..‬إلخ‬
‫ال تدل كلمة من الكلمات السابقة على معنى‪ ،‬أّى معنى‪ ،‬ما دامت منفردة بنفسها؛ لكن إذا وضعت‬
‫فى كالم ظهر لها معنى لم يكن من قبل‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬سافرت من القاهرة‪ ،‬فهذه جملة المراد منها‪:‬‬
‫اإلخبار بوقوع سفري‪ ،‬وأنه يبتدئ من القاهرة؛ فكأني أقول‪ :‬سافرت‪ ،‬وكانت نقطة البدء فى‬
‫السفر هي القاهرة‪ ،‬فكلمة (مْن ) أفادت اآلن معنى جديًدا ظهر على غيرها مما يليها مباشرة‪،‬‬
‫وهذا المعنى هو االبتداء‪ ،‬لم ُيفهم ولم ُيحدْد إال بوضعها فى جملة؛ فلهذه الجملة الفضل فى إظهار‬
‫‪.‬معنى‪ِ( :‬م ْن )‬

‫ولو قلت‪ :‬سافرت من القاهرة إلى العراق‪ ،‬لصار معنى هذه الجملة اإلخبار بسفرى الذى ابتداؤه‬
‫القاهرة‪ ،‬ونهايته العراق‪ ،‬فكلمة (إلى) أفادت معنى ظهر هنا على ما بعدها؛ وهذا المعنى هو‬
‫االنتهاء‪ ،‬ولم يظهر وهى منفردة‪ ،‬وإنما ظهر بعد وضعها فى جملة؛ كانت السبب فى إظهاره‪،‬‬
‫كما كانت الجملة سبًبا في إظهار معنى االبتداء المستفاد من كلمة (من) والذي ظهر على ما‬
‫‪.‬بعدها مباشرة‬

‫ولو قلت‪ :‬الطلبة فى الغرفة‪ ،‬لكان المعنى؛ أن الطلبة تحويهم الغرفة؛ كما يحوي اإلناء بعض‬
‫األشياء‪ ،‬وكما يحوي الظرُف المظروف‪ ،‬فمعنى كلمة (فى) هو الظرف‪ ،‬أو الظرفية‪ ،‬وهذا‬
‫المعنى لم يفهم من لفظة (في) وحدها‪ ،‬وإنما ُع رف منها بعد أن احتواها التركيب‪ ،‬فظهر على ما‬
‫بعدها‪ ،‬وهكذا بقية أحرف الجر‪ ،‬وغيرها من أكثر األنواع األخرى المختلفة؛ كحروف النفي‪،‬‬
‫‪.‬واالستفهام‪ ،‬وسواها‬

‫فالحرف‪ :‬كلمة ال تدل على معنى فى نفسها‪ ،‬وإنما تدل على معنى فى غيرها فقط ‪-‬بعد وضعها‬
‫‪.‬فى جملة‪ -‬وهي داللة خالية من الزمن‬

‫‪:‬من كل ما سبق نعلم‬


‫أن االسم وحده ‪-‬من غير كلمة أخرى معه‪ -‬يدل على معنى جزئي فى نفسه‪ ،‬داللة ال تقترن‬
‫‪.‬بزمن‬
‫‪.‬وأن الفعل وحده يدل على معنى جزئي مقترن بزمن‬
‫وأن الحرف وحده ال يدل على شيء منهما ما دام منفرًدا‪ ،‬فإذا دخل جملة دل على معنى فى‬
‫‪.‬غيره‪ ،‬ولم يدل على زمن‬

‫‪.‬المرجع‪ :‬كتاب النحو الوافي لعباس حسن‬


‫‪.‬والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬

You might also like