د-عبد المجيد رمضان

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫المسارات التنموية واالجتماعية للمؤسسة العسكرية في الجزائر‬

‫قراءة في محتويات مجلة "الجيش" الجزائرية (‪)3103 – 3100‬‬


‫د‪ /‬عبد المجيد رمضان‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة قاصدي مرباح ‪ -‬ورقلة‬
‫ملخص‪:‬‬
‫يلتزم الجيش الجزائري في إطار مهامه الدستورية‪ ،‬بواجب الدفاع عن حرمة التراب الوطني وتوفير‬
‫الظروف الكفيلة بتحقيق األمن واالستقرار‪ ،‬للتم ّكن من تفعيل أسباب التنمية‪ .‬فاألمن والتنمية متالزمان؛‬
‫فال تنمية بدون أمن‪ ،‬وال أمن بدون استقرار ودون تنمية‪.‬‬
‫وقد تجاوزت المؤسسة العسكرية في الجزائر وظيفتها التقليدية‪ ،‬وباتت تساهم في دعم مشاريع تنموية في مجاالت‬
‫اقتصادية واجتماعية‪ .‬وتسعى بشكل مستمر إلى االنفتاح على المجتمع‪ ،‬للتعريف بأدوارها التي تقوم على خدمة الوطن‬
‫والمواطنين وضمان األمن واالستقرار‪ ،‬والتعريف بمؤسساتها العسكرية والصناعية التي تساهم في حماية االقتصاد الوطني‬
‫وتطوي هر‪ ،‬وبمجاالت نشاطاتها االجتماعية لفائدة المستخدمين العسكريين وعائالتهم وعامة أفراد الشعب‪.‬‬
‫ويتمحور السؤال الرئيسي لهذه الورقة حول‪ :‬طبيعة مساهمة المؤسسة العسكرية بالجزائر في التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية للبالد؟‪.‬‬
‫وتحاول الورقة اإلحاطة بالموضوع‪ ،‬من خالل قراءة وصفية لمضامين ما نشرته مجلة "الجيش" في‬
‫أعدادها الصادرة سنتي ‪ 2115‬و ‪ 2116‬التي اتخذناها كأداة تحليل في هذه الدراسة‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬المؤسسة العسكرية‪ ،‬المسارات التنموية واالجتماعية‪ ،‬مجلة الجيش‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪Résumé:‬‬

‫‪L'armée algérienne s’engage, dans le cadre de ses fonctions‬‬


‫‪constitutionnelles, à devoir défendre le territoire national et de fournir les‬‬
‫‪conditions pour assurer la sécurité et la stabilité, pour être en mesure d'activer‬‬
‫‪les conditions du développement. La sécurité et le développement sont‬‬
‫‪inextricablement liés ; il n'y a pas de développement sans sécurité, et pas de‬‬
‫‪sécurité sans stabilité et développement.‬‬
‫‪L'armée Algérienne a dépassé sa fonction traditionnelle, et contribue à‬‬
‫‪soutenir les projets de développement dans les domaines économiques et‬‬
‫‪sociales. Elle brigue en permanence à s’ouvrir envers la société, pour faire‬‬
‫‪connaitre ses rôles qui sont basés sur le service du pays et des citoyens et‬‬
‫‪assurer leur sécurité et stabilité, et les fonctions des institutions militaires et‬‬
‫‪industrielles qui contribuent à la protection de l'économie nationale et son‬‬
‫‪développement, et les faire savoir aussi des services sociaux destinés aux‬‬
‫‪employés armés et leurs familles, et à l’ensemble du peuple.‬‬

‫‪461‬‬
‫‪La question principale de cet article s’articule autour de: la nature de de la‬‬
‫‪contribution de l'Armée Nationale Populaire (ANP) au développement‬‬
‫‪social et économique du pays?7‬‬
‫‪Le document tente de maîtriser le sujet, par une lecture descriptive du‬‬
‫‪contenu du magazine "EL DJEICH" des numéros des années 2015 et 2016,‬‬
‫‪que nous avons pris comme un outil d’analyse dans cette étude.‬‬

‫‪Mots-clés: Institution militaire, Parcours sociaux et de développement,‬‬


‫‪Magazine "EL DJEICH", Algérie.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫إن وجود المؤسسة العسكرية حاجة أساسية للدولة‪ ،‬كما هي ضرورة من ضرورات بناء المجتمع‬
‫وحمايته‪ ،‬ومرتكز أساسي من مرتكزات بقاء الدولة‪ .‬وتقوم المؤسسة العسكرية‪ ،‬في هذا اإلطار‪ ،‬ببذل‬
‫الجهود للقيام بمسؤولياتها تجاه المجتمع لتحقيق األمن واالستقرار‪ ،‬والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫التنمية‬ ‫في هذا االتجاه‪ ،‬انخرطت المؤسسة العسكرية في الجزائر منذ االستقالل في مسار‬
‫االقتصادية للبالد‪ ،‬وقامت بدور فاعل في عملية التنمية من خالل سواعد جنود وضباط الخدمة‬
‫الوطنية‪ .‬وساهمت في تأهيل القوى البشرية وتقديم الخدمات في مختلف القطاعات وامتصاص اليد‬
‫العاملة‪ ،‬واإلسهام في تطوير الصناعة‪ ،‬وانجاز مشاريع في األشغال العمومية‪ ،‬وترقية البيئة‪.‬‬
‫وتمتلك مؤسسات الجيش الوطني الشعبي إمكانات كبيرة تعتمد على مقومات العلوم والتكنولوجيا في‬
‫أداء دورها نتيجة التحديث المستمر في هياكلها وفي إدارتها‪ .‬ويتضح ذلك خصوصا في مجال‬
‫الكفاءات العلمية والقدرات الواسعة في التصنيع‪ ،‬والصيانة‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والخدمات الصحية واالتصاالت‪.‬‬
‫وتولي المؤسسة العسكرية في الجزائر أهمية كبيرة لإلعالم‪ ،‬وتصدر مختلف وحداتها دوريات‬
‫إعالمية للتعريف بنشاطاتها‪ ،‬بهدف التواصل مع أفراد الجيش‪ ،‬وتطوير المسار االتصالي‪ ،‬مع إبراز‬
‫اآلليات العصرية لالتصال الداخلي والجهود من أجل توطيد العالقات مع وسائل اإلعالم‪.‬‬
‫وتختص مصالح االتصال بو ازرة الدفاع الوطني بإنتاج أفالم وثائقية وروبورتاجات سمعية بصرية‬
‫حول نشاطات مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي‪ .‬وتشكل مجلة "الجيش" الوسيلة اإلعالمية الجامعة‬
‫والشاملة لكافة األنشطة الرسمية للقيادات العسكرية‪ ،‬وهي لسان حال و ازرة الدفاع الوطني‪ ،‬ما دفع‬
‫الباحث إلى االعتماد على هذه الدورية اإلعالمية كأداة بحث إلعداد هذه الورقة‪.‬‬

‫أوال – تعريف بمجلة الجيش‪:‬‬


‫"الجيش" مجلة شهرية للجيش الوطني الشعبي تصدر عن مديرية االيصال واإلعالم والتوجيه بالمركز الوطني‬
‫للمنشورات العسكرية بو از ةر الدفاع الوطني للدولة الجزائرية‪ .‬تأسست في مارس ‪ ،1164‬تسحب ما ال يقل عن ‪ 65‬ألف‬
‫نسخة شهريا‪ ،‬تصدر باأللوان‪ ،‬وبلغت إلى نهاية شهر ديسمبر ‪ 2116‬العدد‪.641 :‬‬

‫‪462‬‬
‫تتوزع مواضيع المجلة على ‪ 76‬صفحة‪ ،‬تتضمن عدة أركان أغلبها ثابتة‪ ،‬تمتثل في‪ :‬االفتتاحية‪ ،‬الحدث‪ ،‬أحداث‬
‫الشهر‪ ،‬وحدات في الميدان‪ ،‬التحضير القتالي‪ ،‬روبوروتاج‪ ،‬إضاءات‪ ،‬ملف الجيش‪ ،‬ملحق‪ ،‬إطاللة على العالم‪،‬‬
‫اجتماعي‪ ،‬اتصال‪ ،‬تاريخ‪ ،‬والرياضة العسكرية‪.‬‬
‫تتناول مجلة "الجيش" مواضيع ذات عالقة بالشأن العسكري والتطورات التي يشهدها هذا القطاع‪ .‬وتقوم بنشر رسائل‬
‫رئيس الجمهورية بصفته القائد األعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني وتغطية نشاطاته في إطار مجلس الوزراء‪،‬‬
‫ومتابعة نشاطات نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي‪ ،‬وتغطية زيارات الوفود العسكرية األجنبية‬
‫إلى الجزائر‪ ،‬وعمليات مكافحة اإلرهاب والجريمة المنظمة‪ .‬كما تعرض "المجلة" حصيلة عمليات مفارز الجيش التابعة‬
‫لمختلف القطاعات العملياتية‪ ،‬مع تسليط الضوء على تخرج الدفعات العسكرية وعلى النشاطات العلمية من ندوات وأيام‬
‫إعالمية ودراسية التي تنظمها مختلف الوحدات المركزية والجهوية‪ ،‬إلى جانب النشاطات االجتماعية والرياضية المقامة‬
‫في مختلف النواحي العسكرية بالوطن‪.‬‬

‫ثانيا – دعم المسارات التنموية للمؤسسة العسكرية في محتويات مجلة "الجيش" (أعداد ‪:)3100‬‬
‫‪ .1‬أبرز العدد ‪( 309‬جانفي ‪ )3100‬جهود الجيش الوطني الشعبي في اإلنعاش االقتصادي ليصبح طرفا فاعال‬
‫في مسار تطوير النسيج الوطني الصناعي والمساهمة في االرتقاء بالجزائر إلى مصاف الدول المصنعة‪ .‬وتم في هذا‬
‫اإلطار إنشاء مشاريع صناعية بين مؤسسات ذات طابع صناعي وتجاري تابعة للقطاع االقتصادي لو از ةر الدفاع الوطني‬
‫ومؤسسات صناعية وطنية وشركاء أجانب ذوي سمعة عالية‪ ،‬على غرار الشريك التكنولوجي األلماني "ديملر"‪ ،‬حيث يتم‬
‫تصنيع سيارات نفعية (من سيارات اإلسعاف‪ ،‬وعربات نقل المسافرين والبضائع)‪ ،‬وسيارات رباعية الدفع‪ ،‬وعربات مدرعة‬
‫خفيفة من نوع "مرسيدس – بنز"‪.‬‬
‫وتم أيضا في أكتوبر ‪ ،2114‬تدشين الشركة المشتركة الجزائرية لصناعة األنظمة اإللكترونية بسيدي بلعباس التي‬
‫تضطلع بإنتاج وصناعة أجه ةز الرادار واالتصال ووسائل وأدوات المراقبة والكشف‪.‬‬
‫ويعرف تنفيذ المشاريع األخرى وتي ةر سريعة كالشركة الجزائرية لصناعة المحركات بوادي حميميم بقسنطينة‪ ،‬ومجمع‬
‫ترقية الصناعة الميكانيكية بعين سما ةر بقسنطينة لتصنيع العربات المدرعة المدولبة سداسية الدفع "فوكس ‪ "2‬بمعدل ‪121‬‬
‫عربة سنويا‪ ،‬والعربات المدرعة الخفيفة رباعية الدفع "نمر الجزائر" بمعدل ‪ 211‬عربة سنويا‪.‬‬
‫وتترجم هذه اإلنجازات حرص الجيش الجزائري على تطوير قدرات الصناعة العسكرية الوطنية‪ ،‬وتساهم في تخفيض‬
‫حجم الواردات ونقل التكنولوجيا‪ ،‬وتسمح بتوفير أزيد من ‪ 21‬ألف منصب شغل مباشر في مختلف تخصصات‬
‫الصناعة الميكانيكية‪ .‬وتوفر هذه المشاريع فرصا استثمارية في الجزائر‪ ،‬ما يسمح بتعزيز القد ةر التنافسية للشركات الوطنية‬
‫العمومية والخاصة وتطوير االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫‪ .2‬أظهر الروبورتاج الذي نشرته "الجيش" العدد ‪( 309‬فيفري ‪ )3100‬مدى اهتمام القيادة العليا للجيش الجزائري‪،‬‬
‫بتحفيز مبادرات البحث العلمي ذات المستوى العالي‪ .‬وأبرز الروبروتاج التجارب العلمية التي انفردت بها مصلحة الطب‬
‫البيطري لقيادة الحرس الجمهوري‪ ،‬األولى من نوعها على المستوى الوطني في اختصاص التكاثر عند الخيول‪ .‬وتهدف‬

‫‪463‬‬
‫هذه التجارب إلى الحصول على مهور ذات خصائص وراثية عالية وارتفاع عددها لفائدة مراكز تربية الخيول التابعة‬
‫للحرس الجمهوري‪ ،‬ولفائدة حدائق التسلية ومراكز الفروسية على المستوى الوطني تشجيعا لتربية الخيول‪.‬‬
‫‪ .3‬تناول العدد ‪( 330‬أفريل ‪ )3100‬مجريات الملتقى الوطني حول "الطاقات المتجددة‪ :‬مزايا االستغالل والتطبيق‬
‫التدريجي" الذي نظمته و از ةر الدفاع الوطني‪ ،‬بهدف استجالء طرق االنتقال الطاقوي ودور الطاقات المتجددة والرهانات‬
‫الجيوسياسية في استغاللها لفائدة الجيش الوطني الشعبي‪ ،‬واالستفادة من الخبرات الوطنية وانشاء تعاون مشترك ذي قيمة‬
‫إضافية‪.‬‬
‫‪ .4‬استعرض العدد ‪( 333‬ماي ‪ )3100‬أهمية المناولة التي تؤدي دو ار استراتيجيا في مجال االرتقاء بالنسيج‬
‫الصناعي الوطني‪ ،‬حيث تساهم في تقليص التبعية للخارج في مجال التزود بالمواد األساسية‪ .‬وكان الصالون الوطني‬
‫الثالث فرصة لزيادة التكامل االقتصادي بين المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة والمؤسسات العسكرية الصناعية‪.‬‬
‫وأتاح هذا الصالون للمؤسسات العسكرية إيجاد حلول لمشكل البحث عن قطع الغيار والمواد األولية‪ ،‬ما يخفف من تبعية‬
‫استيراد المواد األولية وقطع الغيار من الخارج إلى جانب كسب الوقت وانخفاض سع هر مقارنة بالمنتج األجنبي‪.‬‬
‫‪ .5‬توفر مصالح الصحة العسكرية للجيش الوطني الشعبي فرص التكوين وتحسين المستوى للعاملين في القطاعات‬
‫االستشفائية المدنية‪ ،‬حيث يبرز العدد ‪( 333‬ماي ‪ )3100‬فعاليات األيام الطبية الجراحية العاش ةر حول التصوير الطبي‬
‫في االستعجاالت‪ ،‬بمشاركة أطباء أخصائيين من مختلف المستشفيات العسكرية والعمومية‪.‬‬
‫خص العدد ‪( 331‬أكتوبر ‪ )3100‬ملفا‪ ،‬في خمس صفحات‪ ،‬حول "رهانات الجزائر للنهوض بالقطاع‬ ‫‪ّ .6‬‬
‫االقتصادي‪ :‬تنمية و استقرار"‪ .‬ونقلت "الجيش" عن الخبراء االقتصاديين‪ ،‬أن بناء اقتصاد سيادي وطني ال يتأتى إال من‬
‫خالل تشجيع االستثمار في القطاعات ذات األولوية على غرار القطاع الصناعي الذي تدخل ضمنه عديد الصناعات‬
‫منها الميكانيكية والحديدية والصناعات الغذائية إضافة إلى قطاعات أخرى أبرزها الفالحة والسياحة والطاقات المتجددة‬
‫ومجاالت البحث العلمي‪.‬‬
‫ويرى ذات الخبراء أن المشكل األساسي الذي تعاني منه الصناعة في الجزائر تأخرها عن مستوى التنافس الخارجي‬
‫وبقائها في مؤخ ةر القطاعات المساهمة في الناتج الخام التي ال تتجاوز (‪ )15‬بالمائة‪ ،‬بينما تعول الحكومة على نمو‬
‫اقتصادي بارتفاع برقمين بداية من ‪ ،2117‬حتى تصبح مصد ار من أهم مصادر الدخل بالعملة الصعبة‪.‬‬
‫‪ .7‬حمل العدد ‪( 331‬أكتوبر ‪ )3100‬ملفا آخر حول الطاقات الجديدة والمتجددة في الجزائر‪ ،‬واعتبرها محرر‬
‫"الجيش" بديال ال مناص منه‪ ،‬بالقول أن استغالل الطاقات المتجددة في الجزائر يمر حتما بتطوير ميدان البحث في‬
‫الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الح ار ةر األرضية‪ ،‬من خالل توسيع استعمال ألواح الطاقة الشمسية وتثمين جهود‬
‫االستثمار في هذه األجه ةز من طرف المؤسسات الوطنية العمومية والخاصة‪.‬‬
‫وتوقع المحرر أن تصل نسبة اندماج مجال الطاقة الشمسية الكهروضوئية في النسيج الصناعي إلى ‪ 51‬بالمائة حتى‬
‫سنة ‪ ،2121‬بإنشاء مصانع إلنتاج األلواح الكهروضوئية‪ ،‬والسيلسيوم‪ ،‬والبطاريات‪ ،‬والمحوالت والكوابل واألجه ةز األخرى‬
‫التي تدخل في إنجاز المحطات الكهروضوئية‪.‬‬

‫‪464‬‬
‫وخصص العدد ذاته ‪( 331‬أكتوبر ‪ )3100‬ملفا ثالثا تناول برامج وأفاق مساهمة البحث العلمي في التنمية‬
‫ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬جاء فيه أن الجزائر سعت جاهدة إلى تطوير قدراتها في ميدان البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بهيكلة‬
‫منظومة البحث العلمي وادماجها ضمن منظومة التنمية الشاملة الستدراك التأخر المسجل‪ ،‬ومواجهة تحديات التقليص من‬
‫التبعية الغذائية للخارج‪ ،‬وتعزيز تنافسية اإلنتاج الوطني‪ ..‬وعرج محرر الملف على برامج البحث العلمي في الجزائر‪،‬‬
‫والهياكل المخصصة لهذا الغرض‪ ،‬مبر از مضامين وأهداف القانون التوجيهي للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي‪.‬‬
‫‪ .1‬تفرغ الملف الرابع في نفس العدد ‪( 331‬أكتوبر ‪ )3100‬لـلصناعات العسكرية التي تعمل على إنشاء قاعدة‬
‫صناعية تكنولوجية وادماجها في القطاع الصناعي وتطويرها‪ .‬وسخرت و از ةر الدفاع الوطني‪ ،‬في هذا الشأن‪ ،‬مؤسسات‬
‫عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬لديها ملحقات عبر مختلف جهات الوطن‪ ،‬حيث تم إنعاش المناطق الصناعية‬
‫التي كانت مهددة بالغلق في كل من الرويبة وعين السما ةر بوالية قسنطينة‪ ،‬إضافة إلى إعادة إحياء مصانع النسيج التي‬
‫كانت مهددة باإلفالس بكل من خنشلة وتيارت‪ .‬وتعمل هذه الوحدات على تلبية احتياجات القوات المسلحة والمؤسسات‬
‫شبه العسكرية‪ ،‬والسوق الوطنية‪.‬‬
‫‪ .11‬وارتكز الملف األخير المنشور في العدد ‪( 331‬أكتوبر ‪ )3100‬على الرأسمال البشري باعتبا هر ركي ةز أساسية‬
‫لدفع وتي ةر التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أصبح االستثمار في الرأسمال البشري حاليا من أكبر محاور السياسات العمومية في‬
‫العالم‪ .‬وتقول "الجيش" أن هذا النوع من االستثمار يهدف إلى إيجاد حلول للعديد من المشاكل التي تعيق التنمية‬
‫االقتصادية مثل بطء النمو االقتصادي وارتفاع معدالت البطالة‪ .‬ويوصي التقرير بواجب إعادة النظر في مناهج التكوين‬
‫في الجزائر‪ ،‬ووضع آليات تقييم صارمة لعمل المؤسسات‪ ،‬واالعتماد على التكوين التكميلي والتكوين عن بعد باستخدام‬
‫تكنولوجيات اإلعالم واالتصال التي تشكل أحد القواعد األساسية لإلقالع االقتصادي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .11‬انفرد العدد ‪( 339‬ديسمبر ‪ )3100‬بملف هام حول التغيرات المناخية والتنمية المستدامة بعنوان "مستقبلنا‬
‫المشترك في ظل التغيرات المناخية ‪ ..‬أي رهان مع حلول ‪2151‬؟"‪ .‬تطرق الملف إلى أهم مضامين اتفاق قمة باريس‬
‫حول المناخ المنعقد شهر ديسمبر ‪ 2115‬بمشاركة ما يقارب ‪ 51‬ألف خبير ومختص يمثلون ‪ 115‬دولة من بينها‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫وأبرز الملف دور الجزائر في مجهودها العالمي ووفائها بالتزاماتها في مجال التغيرات المناخية‪ ،‬حيث التزمت بوضع‬
‫استراتيجية فعالة لحماية البيئة بتوقيعها لبروتوكول "كيوتو" حول المعاهدة اإلطار لألمم المتحدة حول التغيرات المناخية‪.‬‬
‫واتخذت الجزائر جملة من اإلجراءات لمواجهة التغيرات المناخية‪ ،‬منها رفع استغالل الطاقات المتجددة إلى حدود ‪27‬‬
‫بالمائة في غضون ‪ ،2131‬وتقليص انبعاثات الغازات الناتجة عن االحتباس الحراري ورسكلة النفايات‪.‬‬

‫ثالثا ‪ -‬دعم المسارات التنموية للجيش الشعبي الوطني في محتويات مجلة "الجيش" (أعداد ‪:)3103‬‬
‫‪ .1‬اهتم العدد ‪( 331‬جانفي ‪ )3103‬بمتابعة المنتدى الوطني األول لالبتكار واآلفاق االقتصادية‪ ،‬بإشراف و ازرتي‬
‫الصناعة والمناجم‪ ،‬والتعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬بمشاركة ممثلين عن العديد من القطاعات الو ازرية منها و از ةر الدفاع‬
‫الوطني‪ .‬ويبتغي هذا المنتدى ترقية وتشجيع االبتكار وتلبية احتياجات االقتصاد الوطني‪ ،‬ووضع الوسائل الضرورية تحت‬

‫‪465‬‬
‫تصرف المبتكرين لتحقيق مشاريعهم‪ ،‬وتشجيع التعاون بين الجامعة والمؤسسات في مختلف القطاعات‪ ،‬وانشاء أرضيات‬
‫تبادل من أجل تحقيق مشاريع مشتركة مع مختلف الفاعلين االقتصادينن والمساهمة في اإلدماج االجتماعي للمؤسسات‬
‫مع تعزيز تفاعل الحوار العلمي واالقتصادي والعمل على وضع آليات جديدة لتمويل االبتكار وحماية الملكية الفكرية‪،‬‬
‫والمساهمة في تثمين أقطاب االمتياز للتنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬أشار العدد ‪( 330‬فيفري ‪ )3103‬من مجلة "الجيش" إلى المحاض ةر التي نشطها وزير الطاقة (السابق)‬
‫الدكتور صالح خبري حول "األمن الطاقوي وتطوير الطاقات المتجددة" بالمدرسة العليا الحربية‪ ،‬في إطار البرنامج‬
‫البيداغوجي الموجه للضباط الدارسين بالمدرسة‪ .‬وأبرز المقال عن المحاضر أن الطاقة أخذت اليوم بعدا مهما في الحياة‬
‫السياسية واالقتصادية‪ ،‬فالدور الذي تؤديه في تطور االقتصاد العالمي جعل منها عنص ار مركزيا‪ .‬وأصبح األمن الطاقوي‬
‫نقطة أساسية في العالقات الدولية‪ ،‬ومكونا أساسيا في الجغرافيا السياسية‪.‬‬
‫وأضافت المجلة أن الجزائر باتت تتبنى استراتيجية االنتقال الطاقوي باالعتماد على الطاقات المتجددة قصد ضمان‬
‫األمن الطاقوي‪ ،‬في سياق دولي يتميز بانخفاض أسعار النفط‪ ،‬والعمل على تنويع مصادر الطاقة‪.‬‬
‫‪ .3‬أبرز نفس العدد ‪( 330‬فيفري ‪ )3103‬من مجلة "الجيش" محاض ةر الخبير الفرنسي "جون لوي ليفي" التي‬
‫ألقاها بالمعهد الوطني للدراسات االستراتيجية الشاملة حول "التحوالت التكنولوجية العالمية الكبرى والفرص المتاحة للجزائر‪.‬‬
‫أكد خاللها على األهمية التي تكتسيها الجزائر‪ ،‬بتوفرها على إمكانيات كبي ةر ومقومات طبيعية وبشرية تتيح لها استغالل‬
‫الفرص حتى تواكب التحوالت التكنولوجية الكبرى‪ .‬كما بإمكانها استغالل منظومتها المعلوماتية وترقيتها على نحو أمثل من‬
‫خالل برامج العصرنة والمعالجة اإللكترونية‪ .‬وأكد المحاضر على أهمية تعزيز الشراكة الجزائرية الفرنسية التي يكرسها‬
‫إعالن التعاون والصداقة‪ ،‬الذي أبرمه رئيسا البلدين في ديسمبر ‪ ،2112‬مشي ار إلى أن الجزائر وفرنسا تجمعهما مصالح‬
‫مشتركة وتحديات من نفس النوع‪.‬‬
‫‪ .4‬تناول ملف العدد ‪( 333‬أفريل ‪ )3103‬مسألة التنمية بالقا ةر اإلفريقية‪ ،‬مبينا أن التقارير االقتصادية بإفريقيا‬
‫والتقرير الصادر عن برنامج األمم المتحدة للتنمية لسنة ‪ ،2115‬تشير إلى أن محيط العالقات واالستثمار في العديد من‬
‫البلدان اإلفريقية شهد تطو ار ملحوظا‪ ،‬ما من شأنه تعزيز آفاق النمو بالقا ةر‪ .‬كما يمنح برنامج االستثمار وتطوير البنية‬
‫التحتية بإفريقيا آفاقا واعدة بالنسبة للدول اإلفريقية‪ ،‬حيث يعد البرنامج انعكاسا للمخطط االستراتيجي لمفوضية االتحاد‬
‫اإلفريقي وللمشاريع المتوسطة والبعيد المدى لمباد ةر الشراكة الجديدة للتنمية في أفريقيا (النيباد) التي تم تحيينها ضمن هيئات‬
‫االتحاد اإلفريقي على شكل وكالة للتنمية‪.‬‬
‫وأوضح الملف أن المشاريع التي وضعها برنامج االستثمار وبناء البنية التحتية في إفريقيا‪ ،‬يسمح في أفق ‪2121‬‬
‫ألكثر من ‪ 111‬مليون شخص في القا ةر السمراء باالستفادة من خدمات الكهرباء بطاقة تعادل ‪ 61.111‬كيلواط‪ ،‬وانجاز‬
‫‪ 37.111‬كلم من الطرق السريعة‪ ،‬تساهم الجزائر في جزء من هذه اإلنجازات بالتمويل وبوسائل اإلنجاز‪ ،‬على غرار‬
‫إنجاز الطريق العابر للصحراء‪ ،‬وأنبوب الغاز الذي يربط نيجيريا بالجزائر‪ ،‬وهي اإلنجازات التي تفتح آفاقا واعدة على‬
‫صعيد االندماج القاري وتطوير النشاطات والعالقات االقتصادية بين بلدان شمال القا ةر وغربها وبلدان الساحل اإلفريقي‪.‬‬

‫‪466‬‬
‫‪ .5‬أشار نفس العدد ‪( 333‬أفريل ‪ )3103‬إلى دور المؤسسة العسكرية في توفير خدماتها الصحية لمواطني‬
‫مناطق الجنوب الجزائري خصوصا المناطق البعيدة والنائية‪ .‬وتم التطرق إلى ذلك في الملتقى الوطني الوطني الثاني‬
‫للطب في الوسط الصحراوي الذي نظمته الناحية العسكرية السادسة‪ ،‬وسلط الضوء على خطو ةر األمراض واألوبئة‬
‫المنتش ةر والمحتمل انتشارها بالوسط الصحراوي كالمالريا والليشمانيوز‪ ،‬وغيرهما‪ .‬وأوصى الملتقى بضرو ةر تشخيص‬
‫مختلف األمراض واألوبئة المنتش ةر في الوسط الصحراوي والتحكم في انتشارها‪ ،‬مع تعزيز آليات التنسيق بين مختلف‬
‫الفاعلين بقطاع الصحة في الجزائر‪.‬‬
‫‪ .6‬في روبورتاج العدد ‪( 333‬أفريل ‪ )3103‬تم التطرق إلى مدرسة أشبال األمة للطور المتوسط باألغواط‬
‫بالناحية العسكرية الرابعة‪ ،‬التي فتحت أبوابها في الثاني سبتمبر ‪ ،2115‬كقطب من أقطاب امتياز لمنظومة التكوين‬
‫للجيش الوطني الشعبي‪ ،‬ولبنة من لبنات صرح المنظومة التعليمية الوطنية عموما‪ .‬وتشكل مدارس أشبال األمة امتدادا‬
‫لمدارس أشبال الثورة‪ ،‬وباتت تؤكد سنويا على تألقها الدراسي والعلمي ببلوغ نسبة النجاح مائة بالمائة في امتحانات شهادة‬
‫التعليم المتوسط والبكالوريا‪ .‬ويتابع الطلبة تكوينهم العسكري لمدة سنة باألكاديمية العسكرية لشرشال‪ ،‬ليتم توجيههم بعدها‬
‫إلى مختلف المدارس العسكرية العليا‪.‬‬
‫ويجدر الذكر أن إعادة فتح مدارس أشبال األمة جاء بقرار من القيادة العليا للبالد سنة ‪ ،2116‬تجسد بفتح سبع (‪)17‬‬
‫مدارس من ضمن عش ةر مدارس مبرمجة‪ ،‬يتعلق األمر بثانويات البليدة‪ ،‬وهران‪ ،‬وسطيف‪ ،‬ومتوسطات بشار‪ ،‬واألغواط‪،‬‬
‫وباتنة‪ ،‬وبجاية‪ .‬وتم فتح متوسطتين في المسيلة وتيارت مع الدخول المدرسي ‪ ،2116‬على أن تفتح متوسطة تمنراست‬
‫ابتداء من سبتمبر ‪ .2117‬وهي مجه ةز بكافة الوسائل التربوية والمرافق الرياضية والترفيهية الحديثة‪ ،‬ما يسمح بالرفع من‬
‫القدرات الفكرية والبدنية لهؤالء األشبال‪.‬‬
‫‪ .7‬أورد العدد ‪( 331‬ماي ‪ )3103‬أن الشركة الجزائرية لصناعة العربات (مرسيدس – بنز) بوالية تيارت‪ ،‬سلمت‬
‫بداية شهر ماي ‪ 411 ،2116‬عربة من مختلف األصناف (سيارات إسعاف‪ ،‬نقل البضائع‪ ،‬نقل األشخاص‪ ،‬وسيارات‬
‫رباعية الدفع) إلى المديرية المركزية للعتاد لو از ةر الدفاع الوطني‪ ،‬وعدة هيئات ومؤسسات عمومية‪ .‬اقتنت منها المؤسسة‬
‫العسكرية ‪ 235‬سيا ةر‪ .‬وتنتج هذه الشركة ‪ 25‬صنفا من المركبات النفعية والرباعية الدفع‪ ،‬أنتجت أكثر من أربعة آالف‬
‫سيا ةر خالل سنة ‪ ،2115‬وتمت برمجة نحو أزيد من سبعة آالف لسنة ‪ 2116‬وفق الطلب المسجل‪.‬‬
‫وتعد هذه الشركة – التي دشنها نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد يوم‬
‫‪ 26‬أكتوبر ‪ - 2114‬ثم ةر شراكة بين مؤسسة تطوير المركبات لو از ةر الدفاع الوطني‪ ،‬والشريك التكنولوجي األلماني‬
‫"ديملر" والشركة اإلماراتية "آبار" لالستثمار‪ .‬وتندرج في إطار برنامج اإلنعاش االقتصادي وتطوير النسيج الوطني‬
‫االجتماعي الذي يعد الجيش الوطني طرفا فاعال فيه‪.‬‬
‫ير حول تطور وآفاق الخدمة الوطنية التي‬
‫‪ .1‬نشر ت مجلة "الجيش" في نفس العدد ‪( 331‬ماي ‪ )3103‬تقر ا‬
‫التحقت أول دفعة منها سنة ‪ ،1161‬بغية تعبئة الشباب للنهوض بالدولة الجزائرية الفتية والقضاء على مخلفات‬
‫االستعمار‪ ،‬تبعا لمبادئ أساسية تقوم عليها الخدمة الوطنية‪ ،‬وتتمثل في المساواة‪ ،‬والعدالة‪ ،‬والمجانية‪ ،‬والوحدة‪ ،‬والفعالية‪.‬‬

‫‪467‬‬
‫جاء ذلك في إطار سلسلة المحاضرات التي تنظمها المدرسة العليا الحربية‪ ،‬ألقاها مدير الخدمة الوطنية بو از ةر الدفاع‬
‫الوطني‪ ،‬مشيدا بدور مساهمة شباب الخدمة الوطنية في إنجاز العديد من المشاريع الوطنية الكبرى على غرار السد‬
‫األخضر‪ ،‬القرى الفالحية‪ ،‬المنشآت االجتماعية والثقافية‪ ،‬السكك الحديدية‪ ،‬والمنشآت المائية‪.‬‬
‫وقد طرأت على الخدمة الوطنية عدة تغييرات بعد التعديل الدستوري ‪ ،1111‬حيث تم تقليص مدة الخدمة من ‪24‬‬
‫شه ار إلى ‪ 11‬شه ار‪ .‬وأعيد تكييف الخدمة الوطنية بإعادة تنظيم هياكل هذه الخدمة‪ ،‬ووضع إطار قانوني جديد لها‪،‬‬
‫شهر إلى ‪ 12‬شهرا‪ ،‬وتمديد فت ةر اإلحصاء من شهرين إلى تسعة أشهر‪ ،‬وتعويض مصاريف النقل‬
‫وتقليصها من ‪ 11‬ا‬
‫ومصاريف اإلصابة خالل التنقل‪ ،‬وصرف منحة شهرية طيلة أداء الخدمة الوطنية‪ ،‬وصرف راتب الخدمة مساوي‬
‫للعاملين في حالة اإلدماج بعد انتهاء الخدمة الوطنية‪ ،‬وادراج مدة الخدمة في أقدمية الخدمة المطلوبة للترقية والتقاعد‪،‬‬
‫وتحتسب كذلك فت ةر للخب ةر المهنية‪.‬‬
‫وأشار المحاضر إلى أن الخدمة الوطنية تعد إجبارية لدى ‪ 63‬دولة في العالم تتراوح مدتها بين ثالثة أشهر وثالث‬
‫سنوات‪ ،‬فيما تعتبر غير إجبارية في ‪ 61‬دولة‪ ،‬بينما ال تملك ‪ 22‬دولة قوات مسلحة‪ ،‬مع سعي بعض الدول الت يتخلت‬
‫عن الخدمة الوطنية إلى إعادة إدراجها من جديد‪.‬‬
‫‪ .1‬نشر العدد ‪( 333‬جويلية ‪ )3103‬مقاال بعنوان "الجيش الوطني الشعبي‪ :‬مسي ةر وفاء لعهد الشهداء"‪ ،‬أعاد فيه‬
‫كاتبه (ب‪ .‬بوعالم)‪ ،‬مشاركة الجيش الوطني الشعبي‪ ،‬في السنوات األولى من استقالل الجزائر‪ ،‬في تجسيد المشاريع‬
‫التنموية الكبرى في مجال السكن والتربية والتعليم والصحة وغيرها من القطاعات‪ .‬كما كان دو هر بار از في نزع األلغام‬
‫وتطهير األراضي الستغاللها لالستصالح الزراعي واقامة مشاريع تنموية وسكنية‪ .‬وقد ظلت العالقة بين الجيش‬
‫والشعب متماسكة في جميع مراحل تطور الدولة الجزائرية‪ ،‬وزادت تماسكا في دحر الجماعات اإلرهابية وتأمين سيادة‬
‫الجزائر وحفظ استقاللها الوطني‪ ،‬وحماية الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة‪ ،‬وترسيخ مرتكزات استق ار وأمن البالد‬
‫والمحافظة على راحة مواطنيها‪.‬‬
‫قدم المؤسسة العسكرية في الجزائر عدة خدمات اجتماعية لمستخدميها وألصولهم وفروعهم‪ ،‬على غرار‬ ‫‪ .11‬تُ ّ‬
‫الخدمات المقدمة في مجال الضمان االجتماعي والمعاشات العسكرية والرعاية الطبية والسكن العائلي والرياضة والترفيه‪،‬‬
‫إلى جانب تأطير الطفولة ورعايتها التي تعد من بين أهم الخدمات واألولويات التي توليها مديرية المصلحة االجتماعية‬
‫أهمية بالغة على مستوى مختلف النواحي العسكرية‪.‬‬
‫هذا الموضوع كان محور الركن "إجتماعي" للعدد ‪( 339‬سبتمبر ‪ )3103‬من مجلة "الجيش"‪ .‬وأبرز التقرير أن‬
‫أبناء مستخدمي و از ةر الدفاع الوطني الذين تتراوح أعمارهم بين ‪ 3‬و‪ 5‬سنوات على اختالف فئاتهم‪ ،‬يستفيدون من الرعاية‬
‫التربوية والتعليمية في رياض األطفال التي تعد مؤسسات بيداغوجية تحضيرية ذات طابع اجتماعي هدفها التسلية والتعليم‪،‬‬
‫تم ّكن األطفال من التأقلم مع المحيط الخارجي وتحضيرهم لمرحلة التمدرس‪.‬‬
‫‪ .11‬اهتم العدد ‪( 339‬أكتوبر ‪ )3103‬لمجلة "الجيش" بموضوع إطالق الجزائر ثالثة أقمار صناعية جديدة في‬
‫تقرير لمحر هر (إسماعيل جنادي) وسمه بعنوان "وسيلة فعالة لتعزيز قدرات التنمية االقتصادية واالجتماعية"‪ .‬ويندرج هذا‬
‫اإلنجاز العلمي والتكنولوجي في إطار عزم الجزائر على تطبيق البرنامج الوطني الفضائي ضمن ما تنص عليه‬

‫‪468‬‬
‫المعاهدات واالتفاقيات الدولية في مجال استغالل الفضاء بالتنسيق مع لجنة منظمة األمم المتحدة الستخدام الفضاء‬
‫الخارجي في األغراض السلمية‪ .‬وتفتك الجزائر المرتبة الثالثة في تصنيف الدول اإلفريقية التي تعمل على تطوير‬
‫تكنولوجيا الفضاء بعد نيجيريا وجنوب إفريقيا‪.‬‬
‫وتعتزم الوكالة الفضائية الجزائرية إنشاء فرع تجاري مستقل لتسويق منتجات األقمار الصناعية الخمسة ‪ -‬في المجموع‬
‫‪ -‬التي تسيرها‪ ،‬والمخصصة لنقل صور لحماية البيئة ومختلف النظم اإليكولوجية الطبيعية والكوارث الطبيعية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يعود بالفائدة على مختلف الهيئات الو ازرية الوطنية المعنية في مجاالت متعددة بما فيها و از ةر الدفاع الوطني‪.‬‬
‫لخص العدد ‪( 311‬نوفمبر ‪ )3103‬مجريات يوم دراسي حول تخطيط وتنظيم اإلغاثة أثناء الكوارث الطبيعية‪،‬‬
‫‪ّ .12‬‬
‫نظمه مكتب التنظيم والتعبئة واألخطار الكبرى للناحية العسكرية الخامسة‪ ،‬لفائدة إطارات وحدات الناحية‪ .‬وتم خالله‬
‫التطرق إلى إدا ةر الكوارث ومراحل مواجهتها‪ ،‬إلى جانب آليات التخطيط‪ ،‬وكيفية التنسيق بين المؤسسة العسكرية‬
‫والمؤسسات المدنية أثناء الكوارث‪ ،‬وشرح النصوص القانونية والتنظيمية لتسيير التدخل ‪ .‬وتم عرض تجربة الجيش‬
‫الوطني الشعبي في مجابهة الكوارث من بينها لززال األصنام وبومرداس‪ ،‬وفيضانات باب الوادي وغرداية‪.‬‬

‫رابعا – خالصة واستنتاجات‪:‬‬


‫أبرزت مجلة "الجيش" ‪ -‬من خالل قراءتنا لمحتويات األعداد الصاد ةر خالل سنتي ‪ 2115‬و ‪ - 2116‬عقيدة‬ ‫‪-‬‬
‫المبنية على حماية السيادة الوطنية والدفاع عن الحدود ومكافحة‬
‫ّ‬ ‫الجيش الوطني الشعبي الجزائري‬
‫اإلرهاب ليعيش الشعب الجزائري في كنف األمن‪ ،‬وتواصل الجزائر مسيرتها على درب التنمية‪.‬‬
‫وأظهرت مضامين المجلة اهتمام المؤسسة العسكرية الجزائرية بالتنمية االجتماعية واالقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫التي تتطلب األمن واالستقرار‪ ،‬وحرصها على أن يسود االنسجام االجتماعي لتفادي الشروخ االجتماعية‬
‫التي تؤدي عادة الى العنف والتطرف وتصدع الجبهة الداخلية‪.‬‬
‫تقوم سياسة الدولة الجزائرية للدفاع الوطني على نظرة شاملة للعديد من األبعاد االجتماعية‬ ‫‪-‬‬
‫واالقتصادية‪ ،‬وجامعة بين البعد المادي والبعد الفكري‪.‬‬
‫دعم القيادة العليا للجيش الجزائري تنمية ملكة اإلبداع العلمي والفكري في أوساط أفراد الجيش‪،‬‬
‫‪ -‬تُ ّ‬
‫وتحرص على إدماج الصناعات العسكرية ضمن النسيج الصناعي الوطني‪ ،‬وتشجيع المؤسسات‬
‫الصناعية على التخصص في مجاالت تقنية حديثة‪ ،‬ما يساعد في الحد من استيراد منتجات من‬
‫الخارج‪ ،‬يمكن إنتاجها محليا وبجودة عالية‪.‬‬
‫فتحت المؤسسة العسكرية في الجزائر عشرة مدارس "أشبال األمة" توفر تعليما عاما وتكوينا‬ ‫‪-‬‬
‫شبه عسكري مكيف في الطورين المتوسط والثانوي إلعداد ضباط المستقبل للجيش الوطني الشعبي‪.‬‬
‫وتقع هذه المدارس تحت الوصاية المزدوجة لو ازرة الدفاع الوطني وو ازرة التربية الوطنية‪.‬‬

‫‪469‬‬
‫وتعمل و ازرة الدفاع الوطني على نقل التكنولوجيا إلى القطاع المدني العمومي والخاص‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫باالعتماد على الباحثين والمبدعين الجزائريين للدخول إلى عصر التكنولوجيات الحديثة باالستثمار في‬
‫المعرفة والذكاء والطاقات المتجددة والثروات البديلة‪.‬‬
‫سخر المؤسسة العسكرية في الجزائر وسائلها وتجهيزاتها الحديثة في خدمة المواطن الجزائري‬
‫‪ -‬تُ ّ‬
‫بتوفير خدمات صحية للمستخدمين العسكريين وأصولهم وفروعهم إلى جانب الفئات المعوزة خصوصا‬
‫في المناطق النائية والمعزولة‪.‬‬
‫تحرص مؤسسات الجيش الوطني الشعبي على رعاية أبناء مستخدمي الجيش بتوفير متابعة‬ ‫‪-‬‬
‫تربوية وتعليمية فعالة تسمح بإعداد نشئ صالح يخدم الوطن‪.‬‬
‫تساهم المؤسسة العسكرية في تقديم المساعدات العينية واغاثة المتضررين من أفراد الشعب في‬ ‫‪-‬‬
‫مختلف الكوارث الطبيعية التي تشهدها البالد كالزالزل والفيضانات وأثناء تدهور األحوال الجوية‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫عميرة اسماعيل‪ ،‬دور المؤسسة العسكرية في التنمية االقتصادية للمجتمع الجزائري‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2111/2111 ،‬‬
‫ص‪ .‬م‪ ،‬الفريق قايد صالح يؤكد على أهمية كسب رهانات االتصال‪ ،‬يومية المساء‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 31‬نوفمبر ‪.2116‬‬
‫مديرية االيصال واإلعالم والتوجيه بالمركز الوطني للمنشورات العسكرية‪ ،‬مجلة "الجيش"‪ ،‬األعداد الصادرة‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ ،2115‬و ازرة الدفاع الوطني‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫مديرية االيصال واإلعالم والتوجيه بالمركز الوطني للمنشورات العسكرية‪ ،‬مجلة "الجيش"‪ ،‬األعداد الصادرة‬ ‫‪-‬‬
‫سنة ‪ ،2116‬و ازرة الدفاع الوطني‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪470‬‬

You might also like