Professional Documents
Culture Documents
المقدمة
المقدمة
المقدمة
تعتبر الوكظيفة العامة أهم نشاط إداري ف-ي اإلدارة العامة ،كما حظيت بإتمام المشر
ع والفقهاء في مختلف الدول العربية ،وبذلك فقد اصبح للوظيفة العامة نظاما خاصا بها
ينظم العالقة بين الموظف والمؤسسة اإلدارية التي ينتكميإليها ،وتم تحديد حقوق وواجبات
الموظفين العاملين وشرط إلتحاقهم بالوظيفة العمومية وكذلك مساءلتهم تأديبيا.
من ذلك نجد أن قطاع الوظيفة في الجزائر مرة بعدة مراجحل وهذا دليل على أهمية
هذا القطاع في أي دولة ،ونجد أن اإلدارة العمومية لها صالحيات واسعة في تأديب
الموظف العام ،وهو أخطر إجراء منح لإلدارة العمومية لردع الموظفيها ،وذلك لما تحمله
من سلطات عقابية ،قد تصل الى حد عزل الموظف من الوظيفة.
وفي هذا الصدد تعرض المشرع الجزائري الى تحديدي العقوبات التأديبية ،وقيام
المسؤولية التأديبية للموظف أمام الجهة اإلدارية المختصة ،فالتاديب وظيفة إدارية ردعية
تهدف الى المحافظة على حسن السير وإستمرارية المرفق العمومي بانتظام ،واألصل هو
أن المرفق العمومي في األساس مستمر وإال فال معنى من وجوده ،ومن هنا وضع على
كاهل اإلدارة العمومية والموظفين الذين يساهمون في تسيير هذه المرافق ،وضمانا
إلستمرارية هذا األخير يلتزم الموظفون بآداء العمل المنوط بهم بقة و أمانة ،وعليهم أن
يكرس كل لها كل أوقات وساعات العمل الرسمية ،وغياب الموظيفية ،فغياب الموظفين
المستمر أو بصفة فجائية ونهائية يؤثر سلبا على سير المرفق العمومي ،وبالتالي تهديد
المصلحة العامة(.)1
ومنه نجد أن المشرع الجزائري قد تعامل بحزم مع وضعية إهمال المنصب التي تعود
الى غياب الموظف المستمر عن وظيفته دون تبرير ،من خالل اقراره إلجراء العزل وجعله
من أسباب العزل وبالتالي إنهاء العلباقة الوظيفية بين اإلدارة والموظف العمومي ،دون أن
يكون لهذا األخير الحق في التمتمع بالضمانات المقررة الموظيفين في المجال التأديبي ،بداية
من األمر رقم ( 433 -66ق أ ع و ع)والمرسوم رقم ،)2( 59 -85المتضمن القانون
األساسي النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارارت العèمومية ،الغاية صدور األمر رقم
) 3( 03-06المتضمن ( ق أ ع و ع) /،والذي وضع القواعد األساسية للعزل بسبب إهمال
المنصب.
1أمر رقم ، 133-66المؤرخ في ،02/06/1996يتضمن (ق أ ع وع) ،ج ر العدد ،46الصادر بتاريخ 08/06/1996
2المرسوم رقم ،59-85المؤرخ في ، 23/03/1985يتضمن القانون النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارات العمومية ،ج ر ،العدد 13
الصادرة بتاريخ 24/03/1985
3أمر رقم 03-06المؤرخ في ،15/07/2006يتضمن (ق أ ع وع ) ،ج ر ،العدد ،46الصادرة بتاريخ 16/07/2006
وقد تتعسف اإلدارة في إصدار قرار العزل ،فال تحترم الضوابط والقرارات لهذه
اإلجراء ،مما يؤدي إلى تدخل القضاء اإلداري من أجل إعمال رقابته على مدى مشروعية
قرار العزل.
وتظهر أهمية دراسة الموضوع والمتمثل في العزل بسبب إهمال المنصب من جانبين ،
جانب نظري يتمثل في أن موضوع عزل الموظف من الموضوعات الهامة وإجراء خطير
قد يتسبب في إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف العمومي و اإلدارة العامة ،وتميزها عن
باقي صور إ-نهار الخدمة ،حيث إتصرت دراستنا عن صورة واحدة إلنهاء العالقة الوظيفية
وهي العزل ،والذي ال نجد فيهراسات كثيرة ،واهتماما به منة قبل الباحثين والمدرسين ،فهو
موضوع حديث نسبيا فال نجد لكثير من الدراسات فيه.
وكذلك تظهر أهميته من خالل تبيان اإلختالف بينه وبين الحاالت األخرى إلنهاء
العالقة الوظيفية.
أما الجانب العملي فله أهمية بالغة ألنه يؤثر على المسيرة المهنية لموظف ،وقرار
العزل يعد من أخطر اإلجراءات التي تتخذها اإلدارة ألنها تمس بالمركز القانوني للموظف،
وقد يؤدي الى فقدان صفة الموظف نهائيا ،وبالتالي فقدانه لكل الحقوق التي يتمتع بها.
أما عن أسباب موضوعية تتمثل في القيمة العلمية للموضوع إلرتباطه بعنصر
وشريحة مهمة في المجتمع وهي شريحة الموظفين ،وما لهذه الشريحة من أهمية في تسيير
وتفعيل نشاط المرافق العمومية ،ولما لهذا اإلجراء من آثار ونتائج قد تصل الى إنهاء
العالقة الوظيفية
أما عن الصعوبات التي واجناها في هذه الدراسة هي عدم وجود مراجع متخصصة
وتشعب مصادر قواعد الوظيفة العمومية ،اضافة الى البروتوكول المتبع بسبب كوفيد19
وبالتالي عدم القدرة على التعمق كثيرا في هذه الدراسة.
ومنه نطرح االشكالية األساسية التالية :
كيف نظم التشريع والتنظيم قواعد وأحكام العزل؟
من خالل هذه اإلشكالية يمكن طرح إشكاليات فرعية
ما المقصود بالعزل بسبب إهمال المنصب؟
ماهي الضمانات واألسس المقررة للعزل بسبب إهمال المنصب؟
لإلجابة على هذه اإلشكالية وهذين ال\كالتين الفرعيتين تم اإلعتماد على المنهج
التحليلي الوصفي ،ألنه يساعد على تقديم التعاريف والمفاهيم المتعلقة بموضوع البحث،
كذلك يساعد على تحليل النصوص القانونية.
ولإلجابة على إشكالية هذه الدراسة تم اإلعتماد على الخطة التالية:
الفصل األول :اإلطار المفاهيمي لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب
المبحث األول :ماهية عزل الموظف
المبحث الثاني :الضوابط الخاصة بالعزل
المبحث االول :الضوابط القانونية الخاصة بالعزل
المبحث الثاني :النتائج المترتبة عن الصدور قرار عزل الموظف بسبب اإلهمال
المبحث الثاني :النتائج المترتبة عن صدور قرار عزل الموظف بسبب
إهمال المنصب
إن إجراء العزل يعد من اإلجراءات القانونية الممنوحة لإلدارة والذي يمنحها الحق
في إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف واإلدارة المستخدمة ،هذا األخير الذي يجب أن
ةيراعي في ممارسته مجموعة من الضمانات والضوابط حددها المشرع ،وذلك بغية
المحافظة على المصلحة الشخصية للموظف من جهة و المصلحة العامة من جهةاخرى،
وال يحقق قرار العزل آثاره القانونية في حق الموظف إال البعد صدوره وتبليغه الى
الموظف من طرف السلطة التي لها صالحية التعيين ،وتنعكس آثار العزل بصفة أساسية
على طرفي العالقة الوظيفية الممثلين في كل من الموظف واإلدارة المستخدمة ،حيث أن
الموظف قد يفقد منصبه وقد يحرم الترشح لوظيفة أخرى ،كما قد تضيع بعض حقوقه بعد
نهاية الخدمة ،ومن جهتها اإلدارة ملزمة بتسوية وضعية الموظف ودفع مستحقاته بعد
عزله.
ولدراسة النتائج المترتبة عن صدور قرار العزل سيتم تقسيم هذا المبحث الى مطلبين
حيث سنتناول في المطلب األول اآلثار عن قرار العزل بسبب اإلهمال وفي المطلب الثاني
المنازعات الناتجة عن صدور قرار العزل.
المطلب األول :اآلثار المترتبة عن صدور قرار عزل الموظف بسبب اإلهمال
إن المشرع الجزائري قضى صراحة بعزل الموظف المنقطع عن ممارسة النشاط الوظيفي
لمدة تزيد عن 15يومما متتالية ،دون إذن أو عذر مقبول ،مما قد يعرضه للمساءلة التأديبية
،وفقدان منصبه ،وعدم تعيينه من جديد ،كما أن ضمان إعادته مرة أخرى تكون ضئيلة جدا
كا أن اإلدارة تتخذ إجراءات في حقه ولتوضيح ذلك تطرقنا في هذا المطلب الى :الفرع
األول يتمثل في اآلثار المترتبة عن قرار العزل بالنسبة للموظف و الفرع الثاني يتمثل في
اآلثار عن قرار العزل بالنسبة لإلدارة.
4
الشيخلي عبد القادر
5
يحيى قاسم
6
بوطبة مراد
: 2إمكانية عودة الموظف لمنصبه من جديد بعد ترشحه
تنتهي العالقة الوظيفية بين الموظف واإلدارة المستخدمة ويفقد الموظف صفته كما
سبق وذكرنا لمجرد صدور قرار العزل وتبليغه للمعنى باألمر وبذلك يتعين على الموظف
المعزول إخالء منصبه ،ويمنع من تولي وظائف عمةمية مرة أخرى( .)7والقاعدة أن إعادة
التعيين تعتبر بمثابة تعيين ى جديد يتطلب أن يكون الموظف المعزول مستوفيا جميع شرط
الوظيفة الجديدة(.)8
ولقد حددت المادة 185من األمر رقم 03-06بنصها على أنه ":ال يمكن للموظف محل
عقوبة التسريح أو العوزل أن يوظف من جديد في الوظيفة العمومية".
وبناءا على المادة 185يتضح أنه الموظف الذي صدر في حقه قرارالعزل بسبب إهمال
المنصب ال يمكنه الترشح الى وظيفة عمومية من جديد.
بحيث نجد أن المشرع منع الموظف المعني بالعزل من التوظيف في وظيفة العمومية من
جديد ،وهذا يعد مخالفا ألحكام الدستور بما أن الدستور يكفل الترشح لوظيفة عمومية ألاي
مواطن ،ربما كان األجدر منح الموظف فلرصة أخرى للترشح بعد مدة معينة ،ولعل سبب
ذلك يعود الى اعتبار أن الموظف المعزول كان مستهترا وال يؤدي مهامه بشكل جدي وال
يقدر الوظيفة الموكلة اليه ،فكان المشرع قاسيا حيث جعل العقوبة هي العزل وليس مجرد
مساءلة تأديبية ،بل جعله سببا لفقدان وظيفته وعدم تمكنه من العودة اليها مجددا(.)9
10
11أنظر المادة 38و 40من المرسوم 322-10المؤرخ 23/12/2010يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين ألسالك الخاصة
باألمن الوطني ،ج ر عدد 78الصادرة بتاريخ 26/12/2010ص7
باالضافة الى اآلثار القانونية هناك ايضا آثار مالية تمس الموظف في راتبه ومعاشه وحقوقه
المالية التي إكتسبها بمجرد صدور قرار تعيينه في منصبه وتتمثل هذه اآلثار فيما يلي:
حق الموظف المعزول في المعاش
يترتب على أنها الخدمة حرمان الموظف من الراتب ،ولكنه يستحق تعويضا عن
المدة التي قضاها في الوظيفة ،وذلك بغض النظر عن سبب إنهاء الخدمة()12
أما فيما يخص العزل بسبب إهمال المنصب فإن القانون األساسي العام للوظيفة الصادر
بموجب األمر 03-06السالف الذكر لم يقر ضمن أحكامه المتعلقة بعزل الموظف بسبب
إهمال الموظف بحق الموظف في اإلستفادة من المعاش تقاعده أو حرمانه منه ،بينما األمر
رقم 133-66الذي نص صراحة في نص المادة 67على أن العزل بسبب ترك الوظيفة
يتم مع أو بدون ايقاف الحقوق في المعاش ،كذلك فإن المرسوم التنفيذي رقم 321-17لم
يقر شيئا في يتعلق بعزل الموظف بسبب إهمال المنصب.
إال أنه بالرجوع الى القانون رقم )13(15-16المؤرخ في 31/12/2016المتعلق
بالتقاعد فنجد أنه حدد تاشروط العامة التي يجب أن تتوفر في الموظف المعزول حتى يتفيد
من معاش تقاعده ،حيث نصت المادة 2منه ":تعدل وتمم أحكام المادة 06من القانون رقم
12-83المؤرخ في 02رمضان 1403ه الموافق ل 02يوليو سنة 1983المذكور
أعاله وتحدد كما يلي :المادة 06تتوقف وجوبا الستفادة العامل من معاش التقاعد على
استيفاء العامال الشرطين اآلتيين.
-بلوغ سن 60على األقل ،غير أنه يمكن إعادة المرأة العاملة منها ابتداءا من سن 55سنة
-قضاء مدة 15سنةعلى األقل
-يتعين على العامل اإلستفادة من معاش التقاعد أن يكون قد قام بعمل فعهلي تساوي مدته
على األقل 7سنوات ونصف مع دفع االشتراكات الضمان االجتماعي مع مراعاة المادة
10
والمادة هنا كانت واضحة بالنسبة للشروط الالزمة لالستفادة من معاش التقاعد.
ويتكفل الصندوق الوطني للتقاعد بدفع المعاش للموظف ،واليمكن إقرار اإلحالة على
التقاعد قبل تبليغ قرار منح المعاش(.)14
15
عبد العزيز سعد مانع العنزي،
16
بوطبة مراد،
حيث نجد أن قرار العزل غير قابل لإللغاء ونافذا متى صدر مستوفيا للشروط القانونية
الالزمة ،فقرار إحالة الموظف على التقاعد أو تسريحه أو عزله أو قبول إستقالته غير قابل
للرجوع فيه ،إال أن عدم المشروعية سبب كافي لمراجعة قرار إنهاء العالقة الوظيفية سواء
كان ذلك بناءا على حكم القاضي اإلداري باإللغاء في المنازعة الوظيفية بين الموظف
واإلدارة.
أما المرسوم التنفيذي رقم 17/321نص على أنه اذا قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال
لغيابه في أجل شهرين تقوم اإلدارة بإلغاء قرار العزل ،غير انه ما يالحظ على المرسوم
التنفيذي المذكور هو عدم نصه على إمكانية الطعن القضائي ،والتي يسعى من خاللها
الموظف المعزول الى إلغاء القرار.
-2تحرير منصب عمل الموظف الذي إنتهت عالقته الوظيفية:
وفقا لنص المادة 06من المرسوم التنفيذي 17/321فإنه يشطب الموظف من تعدادا
المستخدمين دون أي ضمانة تأألديبية ،إذا تغيب عن منصب عمله كما سبق ذكره ،فنجد أنه
بعد صدوؤر قرار العزل من طرف اإلدارة العمومية التي ينتمي اليها تقوم السلطة المؤهلة
بتحرير منصب العمل الذي كان يشغله ،فيدرج ضمن المناصب الشاغرة في المخطط
السنوي لتسيير المواد البشرية قصد إستغالله في التوظيف ،وتعدد هذه الطريقة المتمثلة في
تحرير منصب العمل وإستغالله من أساسيات التسيير التقديري للموارد البشرية التي تشدد
السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية علة ضرورة إحترامها من طرف المؤسسات
العمومية(.)17
حيث نجد في نص المادة 13/2من نفس المرسوم التنفيذي أنه ال يمكن شغل المنصب
المالي الشاغر بعد عزل الموظف من أجل الدفاع عن نفسه ،سواء بتبرير غيابه أو التظلم
ضد قرار عزله ،إال أنه يعتبر في الوقت ذاته مدة طويلة تزيد من تعطيل وعرقلة حسن سير
المرفق العام.
-3المساءلة التأديبية للموظف المعزول:
بعد صدور قرار العزل فإنه اليمكن مساءلة الموظف تأديبيا من طرف السلطة التأديبية
وذلك ألنه فقد صفة الموظف ،فال نجد في األمر رقم ( 03-06ق أ ع و ع) أي نص
صريح يجيز متابعة ومساءلة الموظف تأديبيا بعد إنتهاء العالقة الوظيفية ،حتى ولم تم
إكتشاف مخالفات كان قرارٍ تكابها أثناء خدمته وتم إكتشافها بعد إنهاء الخدمة ،حيث أن
مناط السلطة التأديبية قو قيام العالقة الوظيفية ،وبأنقضاء هذه العالقة لم يعد هناك مجال
17
بوطبة مراد ،المرجع السابق ،ص411
للحديث عن مساءلة التأديبية ( ،)18غير أنه يمكن مساءلته في حالة إفشاء أسرار المهنة
فيسأل مدنيا إذا ترتبت على إفشائه للسر المهني ضرر للغير ،كما يمكن أن يسأل جبائيا عن
األفعال عن تنطوي على جريمة يعاقب عليها القانون(.)19
ثانيا :اآلثار المالية لقرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بالنسبة لإلدارة
إضافى الى اآلثار القانونية لقرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بالنسبة لإلدارة هناك
آثار مالية ترتبط أساسا ب:
-1توقيف اإلدارة عن دفع راتب الموظف المعزول:
بنهاية العالقة الوظيفية تصبح اإلدارة أو المؤسسة العمومية التاي كان الموظف ينتمي اليها
غير ملزمة بدفع راتبه ،وتجدر اإلشارة الى أن الجزاء التأديبي في حالة توقيف الموظف
عن العمل ،فإن خدمته تنتهي بأثر رجعي من تاريخ تةقيفه ،والحرمان من المرتب يبدأ من
هذا التاريخ(.)20
فال تتحمل مصلحة الميزانية لإلدارة أو المؤسسة التي كان ينتمي اليها عبء دفع راتبه ،ويتم
تجسيد هذا األثر من الناحية العملية بإصدار شهادة توقيف الراتب من مصالح المالية ،ويبدأ
سريان هذا األثر من تاريخ إنهاء العالقة الوظيفية(.)21
وبالرجوع الى المرسوم التنفيذي 17/321نستنتج أنه نص صراحة في المادة 10على
أنه ":في حالة ما إذا لم يلتحق الموظف المعني بمنصب عمله بالرغم من إلعذارين ،توقف
اإلدارة عن صرف راتبه وتتخذ كل تدبير من شأنه أن يصون مصلحة المرفق ويضمن
حسن سيره.
وعليه فإن تةقيف صرف الراتب يعد بمثابة إجراء إداري مؤقت سابق على صدور قرار
العزل ،فال يصبح نهائيا إال بصدور هذا األخير ،والذي تسري آثاره حسب نص المادة 11
من المرسوم التنفيذي نفسه إبتداءا من أول يوم تغيب فيه الموظف المعزول.
والمالحظ أن هذا التنظيم قد أكد ما جاء في األمر 06/03في نص المادة 207منه التي
تنص على أنه ":بإستثناء الحاالت المنصوص عليها صراحة في األمر ،ال يمكن للمظف
مهما تكن رتبته أن يتقاضى راتبا عن فترة لم يعمل خاللها ،يعاقب على كل غياب غير
مبرر عن العمل ،بخصم من الراتب يتناسب مع مدة الغياب ،وذلك دون المساس بالعقوبات
التأديبية المنصوص عليها في هذا القانون األساسي".
35
بوحميد عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري ،المرجع السابق ،ص 227_225
36
القانون رقم ، 02-298مؤرخ في 30ماي ،1996يتعلق بالمحاكم اإلدارية ،الجريدة الرسمية ،العدد ،37الصادرة بتاريخ01/06/1998
ويشترط ان ترفع الدعاوي وجوبا بعريضة موقعة من طرف محامي ،طبقا لنص المادة
815من القانون رقم 09 08سالف الذكر مع مراعاه احكام المادة 827التي تعفي الدولة
واالشخاص المعنوية المذكورة في المادة 800من نفس القانون من التمثيل بمحامي.
كما تختص المحاكم اإلدارية حسب المادة 801بالفصل في دعاوي الغاء وتفسير وتقدير
مشروعيه القرارات االدارية الصادرة عن الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على
مستوى الوالية
_ المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة االدارية
_دعاوي القضاء الكامل
_ القضايا المخول لها بموجب نصوص خاصة
وبالتالي فان االختصاص بالطعن إللغاء قرار العقوبة التأديبية وبالضبط عقوبة العزل يرجع
الى المحكمة اإلدارية حيث ربط المشرع الجهة المختصة بالطعن بإلغاء لمكان تواجد
المؤسسات العمومية اإلدارية ويجب على الموظف مراعاه هذه االجراءات لرفع دعواه وفي
حال مخالفته يترتب عليها بطالن الدعوى التأديبية (.)37
كذلك تختص المحاكم اإلدارية في دعاوي التعويض عن قرار العازل حيث نصت المادة
801من القانون 09 08على ان المحاكم اإلدارية هي التي تختص في دعاوي القضاء
الكامل حيث تندرج دعاوي التعويض ضمن دعاوي القضاء الكامل (.)38
ثانيا االختصاص القضائي لمجلس الدولة
يعتبر مجلس الدولة هو الجهة القضائية االزمه في الهرم القضائي االداري الجزائري
بموجب القانون العضوي 01 98المعدل والمتمم بموجب قانون 13 11المتعلق بمجلس
الدولة ،إضافة الى قانون االجراءات المدنية واالدارية ،بحيث تخص كجهة استئناف
باإلضافة الى اختصاصها كجهة نقص وهو ما سنتطرق اليه في ما يلي(:)39
-1اختصاص مجلس الدولة كقاضي اول وآخر درجة :بمقتضى المادة 09من القانون
العضوي 01 98المؤرخ في 30ماي 1998المعدل والمتمم المتضمن
اختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله ،يختص مجلس الدولة بالفصل ابتدائيا
ونهائيا في المنازعات الوظيفية العمومية اذا كانت الجهة مصدره القرار سلطه
مركزيه او هيئه عمومية وطنية.
-2اختصاص مجلس الدولة كقاضي استئناف.
بمقتضى المادة 10من القانون العضوي 01 98المتعلق بمجلس الدولة وتسييره وتنظيم
عمله يفصل مجلس الدولة في جميع االستئنافات ما لم ينص القانون على خالف ذلك (.)40
37
محمد الصغير بعاي ،المحاكم اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،دون طبعة ،عنابة ،2005 ،ص 41
38
بوحميدة عطاء هللا ،الوجيز في القضاء اإلداري ،المرجع السابق ،ص 150
39
عمار عوابدي ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،المرجع السابق ،ص85
40
المادة 10من القانون العضوي رقم ، 01-98المصدر السابق
حيث ان كل االحكام التي تصدر ابتدائيا من المحاكم اإلدارية هي قابله لالستئناف امام
مجلس الدولة ما لم ينص القانون على خالف ذلك.
-3اختصاص مجلس الدوله كقاضي نقض
حيث نجد انه بمقتضى الماده 11من القانون العضوي 01 98السابق ذكره والتي تنص
على انه" :يفصل مجلس الدوله كقاضي نقض في قرارات الجهات القضائيه الصادره نهائيا،
الطعون بالنقض في قرارات مجلس المحاسبة"(. )41
حيث يمارس مجلس الدوله اختصاصاته كاول واخر درجه التي يفصل فيها ابتدائيا ونهائيا
بالطاعون المنصوص عليها في الماده 09
حيث اكدت الماده 903من قانون االجراءات المدنيه واالداريه ما جاء في الماده 11من
القانون العضوي 01 98والتي نصت على انه " :يختص مجلس الدوله بالنظر في
القرارات والطعون بالنقض في القرارات الصادره في اخر درجه عن الجهات القضائيه
االدارية"()42
وهو ما اكده مجلس الدوله في القرار رقم 007304بتاريخ 23/09/2002حيث ذهب
في هذا السبب اال انه من المقرر قانونا ان الطعن بالنقض يكون امام الجهة القضائية التي
تعلو الجهة التي اصدرت القرار محل الطعن بينما يمكن الطعن فيها امامه سواء بالتماس
اعاده النظر او اعتراض الغير الخارج عن الخصومة او لتصحيح خطأ مادي (.)43
خالصة القول:
من خالل ما تناولناه في هذا الفصل فرغم انه تم تكيف العزل بإنه اجراء اداري يتخذ دون
االخذ بعين االعتبار الضمانات التاديبية ،المكفوله للموظف وهذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم
46
المادة 901من القانون رقم ، 09-08المصدر السابق
47
قرار مجلس الدولة رقم 172994بتاريخ ، 27/07/1998المشار اليه لدى مجلة مجلس الدولة العدد ،2002 ،1ص83
321 17الذي يحدد كيفيه عزل الموظف العمومي بسبب اهمال المنصب ،إال انه احاط
بمجموعه من الضمانات الخاصه التي تهدف الى الموازنه بين مبدا الفعاليه ومبدا شرعيه
القرارات االدارية ،لتحقيق التوفيق بين المصلحه العامه والمصلحه الخاصة للموظف
لضمان حسن سير المرفقه العام من جهه وتمكين الموظف من الدفاع عن نفسه والمحافظة
على وظيفته.
كما انه تم تحديد السلطه المختصه باتخاذ اجراء العزل والزمها القانون بضرورة بتسبيب
وتبليغ القرار المتضمن عزل الموظف بسبب اهمال المنصب ،وخول للموظف مخاصمه
قرار العزل امام السلطه االداريه التي اصدرت القرار.
كما تم تناول طريقه تسويه النزاعات التي تثور بين الموظف واالداره العموميه التي ينتمي
اليها ،فنجد ان المشرع قد منح للموظف ضمانات عديده وخوله امكانيه التسويه الوديه
للنزاع بالتظلم الوالئي او الرئاسي وفي حاله عدم رد اإلدارة او سكوتها يمكن للموظف ان
يلتجا للقضاء االداري بدعوى إلغاء التعويض.