المقدمة

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 20

‫المقدمة‪:‬‬

‫تعتبر الوكظيفة العامة أهم نشاط إداري ف‪-‬ي اإلدارة العامة‪ ،‬كما حظيت بإتمام المشر‬
‫ع والفقهاء في مختلف الدول العربية‪ ،‬وبذلك فقد اصبح للوظيفة العامة نظاما خاصا بها‬
‫ينظم العالقة بين الموظف والمؤسسة اإلدارية التي ينتكميإليها ‪ ،‬وتم تحديد حقوق وواجبات‬
‫الموظفين العاملين وشرط إلتحاقهم بالوظيفة العمومية وكذلك مساءلتهم تأديبيا‪.‬‬
‫من ذلك نجد أن قطاع الوظيفة في الجزائر مرة بعدة مراجحل وهذا دليل على أهمية‬
‫هذا القطاع في أي دولة‪ ،‬ونجد أن اإلدارة العمومية لها صالحيات واسعة في تأديب‬
‫الموظف العام ‪ ،‬وهو أخطر إجراء منح لإلدارة العمومية لردع الموظفيها‪ ،‬وذلك لما تحمله‬
‫من سلطات عقابية‪ ،‬قد تصل الى حد عزل الموظف من الوظيفة‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد تعرض المشرع الجزائري الى تحديدي العقوبات التأديبية‪ ،‬وقيام‬
‫المسؤولية التأديبية للموظف أمام الجهة اإلدارية المختصة‪ ،‬فالتاديب وظيفة إدارية ردعية‬
‫تهدف الى المحافظة على حسن السير وإستمرارية المرفق العمومي بانتظام‪ ،‬واألصل هو‬
‫أن المرفق العمومي في األساس مستمر وإال فال معنى من وجوده‪ ،‬ومن هنا وضع على‬
‫كاهل اإلدارة العمومية والموظفين الذين يساهمون في تسيير هذه المرافق ‪ ،‬وضمانا‬
‫إلستمرارية هذا األخير يلتزم الموظفون بآداء العمل المنوط بهم بقة و أمانة ‪ ،‬وعليهم أن‬
‫يكرس كل لها كل أوقات وساعات العمل الرسمية‪ ،‬وغياب الموظيفية‪ ،‬فغياب الموظفين‬
‫المستمر أو بصفة فجائية ونهائية يؤثر سلبا على سير المرفق العمومي ‪ ،‬وبالتالي تهديد‬
‫المصلحة العامة(‪.)1‬‬
‫ومنه نجد أن المشرع الجزائري قد تعامل بحزم مع وضعية إهمال المنصب التي تعود‬
‫الى غياب الموظف المستمر عن وظيفته دون تبرير‪ ،‬من خالل اقراره إلجراء العزل وجعله‬
‫من أسباب العزل وبالتالي إنهاء العلباقة الوظيفية بين اإلدارة والموظف العمومي‪ ،‬دون أن‬
‫يكون لهذا األخير الحق في التمتمع بالضمانات المقررة الموظيفين في المجال التأديبي‪ ،‬بداية‬
‫من األمر رقم ‪( 433 -66‬ق أ ع و ع)والمرسوم رقم ‪ ،)2( 59 -85‬المتضمن القانون‬
‫األساسي النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارارت الع‪è‬مومية‪ ،‬الغاية صدور األمر رقم‬
‫‪ ) 3( 03-06‬المتضمن ( ق أ ع و ع) ‪ /،‬والذي وضع القواعد األساسية للعزل بسبب إهمال‬
‫المنصب‪.‬‬

‫‪ 1‬أمر رقم ‪ ، 133-66‬المؤرخ في ‪ ،02/06/1996‬يتضمن (ق أ ع وع) ‪ ،‬ج ر العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪08/06/1996‬‬
‫‪ 2‬المرسوم رقم ‪ ،59-85‬المؤرخ في ‪ ، 23/03/1985‬يتضمن القانون النموذجي لعمال المؤسسات واإلدارات العمومية ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬العدد ‪13‬‬
‫الصادرة بتاريخ ‪24/03/1985‬‬
‫‪ 3‬أمر رقم ‪ 03-06‬المؤرخ في ‪ ،15/07/2006‬يتضمن (ق أ ع وع ) ‪ ،‬ج ر‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادرة بتاريخ ‪16/07/2006‬‬
‫وقد تتعسف اإلدارة في إصدار قرار العزل‪ ،‬فال تحترم الضوابط والقرارات لهذه‬
‫اإلجراء‪ ،‬مما يؤدي إلى تدخل القضاء اإلداري من أجل إعمال رقابته على مدى مشروعية‬
‫قرار العزل‪.‬‬
‫وتظهر أهمية دراسة الموضوع والمتمثل في العزل بسبب إهمال المنصب من جانبين ‪،‬‬
‫جانب نظري يتمثل في أن موضوع عزل الموظف من الموضوعات الهامة وإجراء خطير‬
‫قد يتسبب في إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف العمومي و اإلدارة العامة‪ ،‬وتميزها عن‬
‫باقي صور إ‪-‬نهار الخدمة‪ ،‬حيث إتصرت دراستنا عن صورة واحدة إلنهاء العالقة الوظيفية‬
‫وهي العزل‪ ،‬والذي ال نجد فيهراسات كثيرة‪ ،‬واهتماما به منة قبل الباحثين والمدرسين‪ ،‬فهو‬
‫موضوع حديث نسبيا فال نجد لكثير من الدراسات فيه‪.‬‬
‫وكذلك تظهر أهميته من خالل تبيان اإلختالف بينه وبين الحاالت األخرى إلنهاء‬
‫العالقة الوظيفية‪.‬‬
‫أما الجانب العملي فله أهمية بالغة ألنه يؤثر على المسيرة المهنية لموظف‪ ،‬وقرار‬
‫العزل يعد من أخطر اإلجراءات التي تتخذها اإلدارة ألنها تمس بالمركز القانوني للموظف‪،‬‬
‫وقد يؤدي الى فقدان صفة الموظف نهائيا ‪ ،‬وبالتالي فقدانه لكل الحقوق التي يتمتع بها‪.‬‬
‫أما عن أسباب موضوعية تتمثل في القيمة العلمية للموضوع إلرتباطه بعنصر‬
‫وشريحة مهمة في المجتمع وهي شريحة الموظفين‪ ،‬وما لهذه الشريحة من أهمية في تسيير‬
‫وتفعيل نشاط المرافق العمومية‪ ،‬ولما لهذا اإلجراء من آثار ونتائج قد تصل الى إنهاء‬
‫العالقة الوظيفية‬
‫أما عن الصعوبات التي واجناها في هذه الدراسة هي عدم وجود مراجع متخصصة‬
‫وتشعب مصادر قواعد الوظيفة العمومية ‪ ،‬اضافة الى البروتوكول المتبع بسبب كوفيد‪19‬‬
‫وبالتالي عدم القدرة على التعمق كثيرا في هذه الدراسة‪.‬‬
‫ومنه نطرح االشكالية األساسية التالية ‪:‬‬
‫كيف نظم التشريع والتنظيم قواعد وأحكام العزل؟‬
‫من خالل هذه اإلشكالية يمكن طرح إشكاليات فرعية‬
‫ما المقصود بالعزل بسبب إهمال المنصب؟‬ ‫‪‬‬
‫ماهي الضمانات واألسس المقررة للعزل بسبب إهمال المنصب؟‬ ‫‪‬‬
‫لإلجابة على هذه اإلشكالية وهذين ال\كالتين الفرعيتين تم اإلعتماد على المنهج‬
‫التحليلي الوصفي‪ ،‬ألنه يساعد على تقديم التعاريف والمفاهيم المتعلقة بموضوع البحث‪،‬‬
‫كذلك يساعد على تحليل النصوص القانونية‪.‬‬
‫ولإلجابة على إشكالية هذه الدراسة تم اإلعتماد على الخطة التالية‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية عزل الموظف‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الضوابط الخاصة بالعزل‬
‫المبحث االول‪ :‬الضوابط القانونية الخاصة بالعزل‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عن الصدور قرار عزل الموظف بسبب اإلهمال‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عن صدور قرار عزل الموظف بسبب‬
‫إهمال المنصب‬
‫إن إجراء العزل يعد من اإلجراءات القانونية الممنوحة لإلدارة والذي يمنحها الحق‬
‫في إنهاء العالقة الوظيفية بين الموظف واإلدارة المستخدمة‪ ،‬هذا األخير الذي يجب أن‬
‫ةيراعي في ممارسته مجموعة من الضمانات والضوابط حددها المشرع‪ ،‬وذلك بغية‬
‫المحافظة على المصلحة الشخصية للموظف من جهة و المصلحة العامة من جهةاخرى‪،‬‬
‫وال يحقق قرار العزل آثاره القانونية في حق الموظف إال البعد صدوره وتبليغه الى‬
‫الموظف من طرف السلطة التي لها صالحية التعيين‪ ،‬وتنعكس آثار العزل بصفة أساسية‬
‫على طرفي العالقة الوظيفية الممثلين في كل من الموظف واإلدارة المستخدمة ‪ ،‬حيث أن‬
‫الموظف قد يفقد منصبه وقد يحرم الترشح لوظيفة أخرى‪ ،‬كما قد تضيع بعض حقوقه بعد‬
‫نهاية الخدمة‪ ،‬ومن جهتها اإلدارة ملزمة بتسوية وضعية الموظف ودفع مستحقاته بعد‬
‫عزله‪.‬‬
‫ولدراسة النتائج المترتبة عن صدور قرار العزل سيتم تقسيم هذا المبحث الى مطلبين‬
‫حيث سنتناول في المطلب األول اآلثار عن قرار العزل بسبب اإلهمال وفي المطلب الثاني‬
‫المنازعات الناتجة عن صدور قرار العزل‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬اآلثار المترتبة عن صدور قرار عزل الموظف بسبب اإلهمال‬
‫إن المشرع الجزائري قضى صراحة بعزل الموظف المنقطع عن ممارسة النشاط الوظيفي‬
‫لمدة تزيد عن ‪ 15‬يومما متتالية‪ ،‬دون إذن أو عذر مقبول‪ ،‬مما قد يعرضه للمساءلة التأديبية‬
‫‪ ،‬وفقدان منصبه‪ ،‬وعدم تعيينه من جديد‪ ،‬كما أن ضمان إعادته مرة أخرى تكون ضئيلة جدا‬
‫كا أن اإلدارة تتخذ إجراءات في حقه ولتوضيح ذلك تطرقنا في هذا المطلب الى ‪ :‬الفرع‬
‫األول يتمثل في اآلثار المترتبة عن قرار العزل بالنسبة للموظف و الفرع الثاني يتمثل في‬
‫اآلثار عن قرار العزل بالنسبة لإلدارة‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬اآلثار المترتبة عن صدور قرار العزل بالنسبة للموظف‪.‬‬


‫جاءت التشريعات المنظمة للوظيفة العمومية لتبيين الحاالت التي تؤدي الى إنهاء العالقة‬
‫الوظيفية بين كل من الموظف واإلدارة المستخدمة ‪ ،‬مما يفقد الموظف صفته ويصبح مكانه‬
‫شاغرا‪ ،‬وتتمثل اآلثار القانونية للعزل اساسا في‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اآلثار القانونية للعزل بالنسبة للموظف تتمثل أساسا في‪:‬‬
‫‪:1‬فقدان صفة الموظف‪:‬‬
‫كما سبق ذكره فإن العزل يفقد الموظف صفته بينما يبقى المنصب قائما طالما أن الدولة‬
‫قائمة(‪ .) 4‬وتصبح الوظيفة التي كان يشغلها خالية فيجوز شغلها بالتعيين أو الترقية(‪.)5‬‬
‫حيث تناول المشرع من خالل نص المادة ‪ 216‬من األمر رقم‪ 06/03‬على أنه‪ ":‬ينتج إنهاء‬
‫الخدة التام الذي يئدي الى فقدان صفة الموظف عن‪ :‬عن فقدان الجنسية الجزائرية أو التجرد‬
‫منها ‪ ،‬فقدان الحقوق المدنية‪ ،‬اإلستقالة المقبولة بصفة قانونية‪ ،‬العزل‪ ،‬التسريح‪ ،‬اإلحالة‬
‫على التقاعد‪ ،‬الوفاة" ووفقا لهذا النص فإنه صفة الموظف تفقد بتةفر شرطين‪:‬‬
‫اإلنتهاء التام للعالقة الوظيفية‪ ،‬ومنه فإن االستيداع ال يفقد صفة الموظف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وجود سبب من أسباب إنهاء العالقة الوظيفية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ةبفقدان هذه الصصفة سبب صدور قرار العزل بسبب إهمال المنصب يؤدي بالضرورة‬
‫الى تجريده من كل الوسائل التي تدل على صفته كموظف كتجريده من البطاقة المهنية‪،‬‬
‫وكل الوسائلف عموما التي يستعملها عموما في آداء مهامه(‪.)6‬‬

‫‪4‬‬
‫الشيخلي عبد القادر‬
‫‪5‬‬
‫يحيى قاسم‬
‫‪6‬‬
‫بوطبة مراد‬
‫‪ : 2‬إمكانية عودة الموظف لمنصبه من جديد بعد ترشحه‬
‫تنتهي العالقة الوظيفية بين الموظف واإلدارة المستخدمة ويفقد الموظف صفته كما‬
‫سبق وذكرنا لمجرد صدور قرار العزل وتبليغه للمعنى باألمر وبذلك يتعين على الموظف‬
‫المعزول إخالء منصبه‪ ،‬ويمنع من تولي وظائف عمةمية مرة أخرى(‪ .)7‬والقاعدة أن إعادة‬
‫التعيين تعتبر بمثابة تعيين ى جديد يتطلب أن يكون الموظف المعزول مستوفيا جميع شرط‬
‫الوظيفة الجديدة(‪.)8‬‬
‫ولقد حددت المادة ‪ 185‬من األمر رقم ‪ 03-06‬بنصها على أنه‪ ":‬ال يمكن للموظف محل‬
‫عقوبة التسريح أو العوزل أن يوظف من جديد في الوظيفة العمومية"‪.‬‬
‫وبناءا على المادة ‪ 185‬يتضح أنه الموظف الذي صدر في حقه قرارالعزل بسبب إهمال‬
‫المنصب ال يمكنه الترشح الى وظيفة عمومية من جديد‪.‬‬
‫بحيث نجد أن المشرع منع الموظف المعني بالعزل من التوظيف في وظيفة العمومية من‬
‫جديد‪ ،‬وهذا يعد مخالفا ألحكام الدستور بما أن الدستور يكفل الترشح لوظيفة عمومية ألاي‬
‫مواطن‪ ،‬ربما كان األجدر منح الموظف فلرصة أخرى للترشح بعد مدة معينة‪ ،‬ولعل سبب‬
‫ذلك يعود الى اعتبار أن الموظف المعزول كان مستهترا وال يؤدي مهامه بشكل جدي وال‬
‫يقدر الوظيفة الموكلة اليه‪ ،‬فكان المشرع قاسيا حيث جعل العقوبة هي العزل وليس مجرد‬
‫مساءلة تأديبية‪ ،‬بل جعله سببا لفقدان وظيفته وعدم تمكنه من العودة اليها مجددا(‪.)9‬‬

‫‪ :3‬إمكانية إعادة إدماج اغلمظف المعزول‪.‬‬


‫لم يتناول المشرع في األمر رقم ‪ 03-06‬الى مسألة إعادة إدماج الموظف المعزول‪ ،‬لكن‬
‫بالرجوع الى أحكام المرسوم التنفيذي رقم‪ 321-017‬يتضح أنه نص صراحة في نص م‬
‫‪ 14‬على أنه‪ ":‬إذا قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال‪ ،‬خالل األجل المحدد في المادة ‪13‬‬
‫أعاله تقوم اإلدارة بإلغاء قرار العزل بعد دراسة المبرر والتأكد من صحة المعلومات‬
‫وصالحية الوثائق المقدمة وبعد أخذ راي اللجنة متساوية األعضاء المتختصة ازاء السلك أو‬
‫الرتبة الذين ينتمي إليهما‪ ،‬وفي هذه الحالة يعاد إدماج الموظف‪ ،‬بدون أثر مالي رجحي‪".‬‬
‫من خالل نص المادة أعاله نجد أن اإلدارة يمكنها إعادة إدماج الموظف المعزول بتوافر‬
‫عدة شروط ‪،‬وهي كما يلي بإختصار‪:‬‬

‫‪ 7‬زياد عادل‪ ،‬تسريح الموظف العمومي وضمانته‬


‫‪ 8‬عبد العزيز سعد مانع العنزي‪ ،‬النظام القانوني إلنهاء خدمة الموظف العام‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون األردني والكويتي ‪ ،‬استكماال للحصول‬
‫على درجة الماجستير في القانون العام‪ ،‬قسم القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،2012‬ص‪192‬‬
‫‪ 9‬كنعان نواف‪ ،‬النظام التأديبي للوظيفة العامة‪ ،‬إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ 1‬سنة ‪،2008‬ص ‪219‬‬
‫تقديم الموظف المعزول المبرر المقبول ‪ ،‬الذي يتضمن إما حالة المانع أو القوة‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫أن يقوم الموظف المعزول بتقديم المبرر المقبول خالل شهرين‬ ‫‪‬‬
‫تقوم اإلدارة بدراسة المبرر للتاكد من ضصحته وصحة ما ورد فيه‬ ‫‪‬‬
‫إعادة اإلدماج تتم دون آثر مالي رجعي‪ ،‬كون أن اإلدارة تقوم بإلغاء القرار وليس‬ ‫‪‬‬
‫سحبه‪.‬‬
‫‪ :4‬إستمرارية تمتع الموظف بحقوقه وواجباته والضمانات الوظيفية‪:‬‬
‫إن المشرع الجزائري لم يتناول في األمر رقم ‪ 03-06‬هذه المسألة إال أنه قرر صراحة في‬
‫المادة ‪ 215‬منه زوال صفة الموظف بنهاية العالقة الوظيفية ‪.‬‬
‫واألصل أن الموظف الذي عالقته الوظيفية مع اإلدارة أو المؤسسة العمومية المستخدمة‪،‬‬
‫يتحلل من كافة الواجبات القانونية التي كانت على عاتقه بحكم تلك العهالقة الوظيفية‪ ،‬إال‬
‫الما نص عليه القانون‪ ،‬بالرجوع الى األمر رقم ‪ 03-06‬نالحظ غياب أي نص يلزم‬
‫الموظف بعد نهاية العالقة الوظيفية بواجبات‪ ،‬كما يفقد كل الضمانات والحقوق التي يتمتع‬
‫بها كموظف‪ ،‬كما يمكن مساءلته تأديبيا‪.‬‬
‫غير ان هذه القاعدة لها إستثناءات اقرته في المادة من األمر نفسه فيما يخص بعض‬
‫األسالك الخاصة مثل موظفي الحماية المدنية الملزمون بحفظ السر المهني حتى بعد إنهاء‬
‫العالقة الوظيفية(‪ ،)10‬ويمكن أن تتعلق بالحقوق والواجبات والضمانات المقررة للموظفين‬
‫بعد نهاية العالقة الوظيفية مثل حمايتهم من الضغط واإلهانة والشتم واإلعتداء(‪.)11‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار المالية لقرار العزل بالنسبة للموظف‬

‫‪10‬‬

‫‪ 11‬أنظر المادة ‪38‬و‪ 40‬من المرسوم ‪ 322-10‬المؤرخ ‪ 23/12/2010‬يتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين ألسالك الخاصة‬
‫باألمن الوطني‪ ،‬ج ر عدد ‪ 78‬الصادرة بتاريخ ‪ 26/12/2010‬ص‪7‬‬
‫باالضافة الى اآلثار القانونية هناك ايضا آثار مالية تمس الموظف في راتبه ومعاشه وحقوقه‬
‫المالية التي إكتسبها بمجرد صدور قرار تعيينه في منصبه وتتمثل هذه اآلثار فيما يلي‪:‬‬
‫حق الموظف المعزول في المعاش‬ ‫‪‬‬
‫يترتب على أنها الخدمة حرمان الموظف من الراتب ‪ ،‬ولكنه يستحق تعويضا عن‬
‫المدة التي قضاها في الوظيفة ‪ ،‬وذلك بغض النظر عن سبب إنهاء الخدمة(‪)12‬‬
‫أما فيما يخص العزل بسبب إهمال المنصب فإن القانون األساسي العام للوظيفة الصادر‬
‫بموجب األمر ‪ 03-06‬السالف الذكر لم يقر ضمن أحكامه المتعلقة بعزل الموظف بسبب‬
‫إهمال الموظف بحق الموظف في اإلستفادة من المعاش تقاعده أو حرمانه منه‪ ،‬بينما األمر‬
‫رقم ‪ 133-66‬الذي نص صراحة في نص المادة ‪ 67‬على أن العزل بسبب ترك الوظيفة‬
‫يتم مع أو بدون ايقاف الحقوق في المعاش‪ ،‬كذلك فإن المرسوم التنفيذي رقم ‪ 321-17‬لم‬
‫يقر شيئا في يتعلق بعزل الموظف بسبب إهمال المنصب‪.‬‬
‫إال أنه بالرجوع الى القانون رقم ‪ )13(15-16‬المؤرخ في ‪ 31/12/2016‬المتعلق‬
‫بالتقاعد فنجد أنه حدد تاشروط العامة التي يجب أن تتوفر في الموظف المعزول حتى يتفيد‬
‫من معاش تقاعده ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 2‬منه‪ ":‬تعدل وتمم أحكام المادة ‪ 06‬من القانون رقم‬
‫‪ 12-83‬المؤرخ في ‪ 02‬رمضان ‪1403‬ه الموافق ل ‪ 02‬يوليو سنة ‪ 1983‬المذكور‬
‫أعاله وتحدد كما يلي‪ :‬المادة‪ 06‬تتوقف وجوبا الستفادة العامل من معاش التقاعد على‬
‫استيفاء العامال الشرطين اآلتيين‪.‬‬
‫‪ -‬بلوغ سن ‪ 60‬على األقل ‪ ،‬غير أنه يمكن إعادة المرأة العاملة منها ابتداءا من سن ‪55‬سنة‬
‫‪ -‬قضاء مدة ‪ 15‬سنةعلى األقل‬
‫‪ -‬يتعين على العامل اإلستفادة من معاش التقاعد أن يكون قد قام بعمل فعهلي تساوي مدته‬
‫على األقل ‪ 7‬سنوات ونصف مع دفع االشتراكات الضمان االجتماعي مع مراعاة المادة‬
‫‪10‬‬
‫والمادة هنا كانت واضحة بالنسبة للشروط الالزمة لالستفادة من معاش التقاعد‪.‬‬
‫ويتكفل الصندوق الوطني للتقاعد بدفع المعاش للموظف‪ ،‬واليمكن إقرار اإلحالة على‬
‫التقاعد قبل تبليغ قرار منح المعاش(‪.)14‬‬

‫‪ 12‬عبد العزيز سعد مانع العنزي‬


‫‪ 13‬قانون رقم ‪ 15-16‬المؤرخ في ‪ 2016 /12 /31‬ويتمم المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 12-83‬المؤرخ في ‪ ،02/06/1983‬والمتعلق بالتقاعد ‪ ،‬ج‬
‫ر العدد‪ ، 78‬الصادرة بتاريخ ‪31/12/2016‬‬
‫‪ 14‬أنظر المادة ‪ 12‬من القانون رقم ‪ ، 15-16‬المعدل والمتمم ‪ ،‬المرجع السابق‬
‫إن صدور قرار العزل سيري بأثر رجعي من تاريخ أول يوم تغيب فيه الموظف‬
‫المعزول حسب نص م ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،321-17‬وعليه فإن احتساب المدة‬
‫التي قضاها هذا األخير في األخير في الخدمة تنتهي عند أول يوم من ةغيابه وليس من‬
‫تاريخ صدوره قرار العزل‪ ،‬وهذه المدة تحتسب في حساب مدة الخدمة‪ ،‬ومنه حساب مقدار‬
‫التقاعد‪.‬‬
‫‪ 2‬إمكانية الحصول على تعويضات والمكافآت المالية للموظف المعزول‪:‬‬
‫إنهاء الخدمة بين الموظف واإلدارة ال يعد مانعا لمطالبة هذا األخير بديونه وحقوقه‬
‫المستحقة لدى الجهة اإلدارية التي ينتمي اليها ‪ ،‬سواء كانت حقوقا دورية كالمرتب أو‬
‫العالوات(‪.)15‬‬
‫فالموظف له حق المطالبة تستبد راتبه أو رواتبه التي لم تمنح له قبل أن يتم عزله‪ ،‬وذلك من‬
‫المؤسسة التي كان يتقاضى منها راتبه وكان يمارس فيها مهامه فعليا طبقا لنص م ‪ 120‬من‬
‫األمر ‪ ، 03-06‬كما نص المادة ‪ 124‬و ‪ 125‬من األمر نفسه على أن الموظف يستفيد‬
‫من المنح والتعويضات فإن لم يتقاضاها خالل خدمته الفعلية جاز له مطالبة بها البعد‬
‫صدور قرار العزل‪.‬‬
‫والمالحظ أن الوضعية المالية للموظف المعزول بسبب إهمال المنصب تسوى قبل‬
‫عزل الموظف‪ ،‬فيأخذ حقه من الراتب أو الرواتب المستحقة كذلك العالوات والمكافآت‬
‫المقررة في النظام التعويضي للقانون األساسي الخاص أما بالنسبة لمكافآة نهاية الخدمة لم‬
‫ينص عليها األمر ‪ 03-06‬وكذلك القوانين األساسية(‪.)16‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة عن صدور قرار العزل بالنسبة لإلدارة‬
‫فبجانب اآلثار التيتقع على عاتق الموظف نجد أن هناك آثار كذلك تقع على عاتق اإلدارة‬
‫المستخدمة ‪ ،‬وسيتم التطرق في هذا الفرع الى ‪ :‬اآلثار القانونية للعزل بسبب إهمال‬
‫المنصب لإلدارة واآلثار المادية للعزل بسبب اإلهمال بالنسبة لإلدارة‬
‫أوال‪ :‬اآلثارة القانونية للعزل بسبب إهمال المنصب بالنسبة لإلدارة‬
‫تنتجح عدة آثار قانونية عند نهاية العالقة الوظيفية بالنسبة لإلدارة وتتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬مدة قابلية قرار إنهاء العالقة الوظيفية أو العزل باإللغاء‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫عبد العزيز سعد مانع العنزي‪،‬‬
‫‪16‬‬
‫بوطبة مراد‪،‬‬
‫حيث نجد أن قرار العزل غير قابل لإللغاء ونافذا متى صدر مستوفيا للشروط القانونية‬
‫الالزمة‪ ،‬فقرار إحالة الموظف على التقاعد أو تسريحه أو عزله أو قبول إستقالته غير قابل‬
‫للرجوع فيه‪ ،‬إال أن عدم المشروعية سبب كافي لمراجعة قرار إنهاء العالقة الوظيفية سواء‬
‫كان ذلك بناءا على حكم القاضي اإلداري باإللغاء في المنازعة الوظيفية بين الموظف‬
‫واإلدارة‪.‬‬
‫أما المرسوم التنفيذي رقم ‪ 17/321‬نص على أنه اذا قدم الموظف المعزول مبررا مقبوال‬
‫لغيابه في أجل شهرين تقوم اإلدارة بإلغاء قرار العزل‪ ،‬غير انه ما يالحظ على المرسوم‬
‫التنفيذي المذكور هو عدم نصه على إمكانية الطعن القضائي‪ ،‬والتي يسعى من خاللها‬
‫الموظف المعزول الى إلغاء القرار‪.‬‬
‫‪ -2‬تحرير منصب عمل الموظف الذي إنتهت عالقته الوظيفية‪:‬‬
‫وفقا لنص المادة ‪ 06‬من المرسوم التنفيذي ‪ 17/321‬فإنه يشطب الموظف من تعدادا‬
‫المستخدمين دون أي ضمانة تأألديبية‪ ،‬إذا تغيب عن منصب عمله كما سبق ذكره ‪ ،‬فنجد أنه‬
‫بعد صدوؤر قرار العزل من طرف اإلدارة العمومية التي ينتمي اليها تقوم السلطة المؤهلة‬
‫بتحرير منصب العمل الذي كان يشغله‪ ،‬فيدرج ضمن المناصب الشاغرة في المخطط‬
‫السنوي لتسيير المواد البشرية قصد إستغالله في التوظيف‪ ،‬وتعدد هذه الطريقة المتمثلة في‬
‫تحرير منصب العمل وإستغالله من أساسيات التسيير التقديري للموارد البشرية التي تشدد‬
‫السلطة المكلفة بالوظيفة العمومية علة ضرورة إحترامها من طرف المؤسسات‬
‫العمومية(‪.)17‬‬
‫حيث نجد في نص المادة ‪ 13/2‬من نفس المرسوم التنفيذي أنه ال يمكن شغل المنصب‬
‫المالي الشاغر بعد عزل الموظف من أجل الدفاع عن نفسه‪ ،‬سواء بتبرير غيابه أو التظلم‬
‫ضد قرار عزله ‪،‬إال أنه يعتبر في الوقت ذاته مدة طويلة تزيد من تعطيل وعرقلة حسن سير‬
‫المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -3‬المساءلة التأديبية للموظف المعزول‪:‬‬
‫بعد صدور قرار العزل فإنه اليمكن مساءلة الموظف تأديبيا من طرف السلطة التأديبية‬
‫وذلك ألنه فقد صفة الموظف‪ ،‬فال نجد في األمر رقم ‪( 03-06‬ق أ ع و ع) أي نص‬
‫صريح يجيز متابعة ومساءلة الموظف تأديبيا بعد إنتهاء العالقة الوظيفية‪ ،‬حتى ولم تم‬
‫إكتشاف مخالفات كان قرارٍ تكابها أثناء خدمته وتم إكتشافها بعد إنهاء الخدمة‪ ،‬حيث أن‬
‫مناط السلطة التأديبية قو قيام العالقة الوظيفية‪ ،‬وبأنقضاء هذه العالقة لم يعد هناك مجال‬

‫‪17‬‬
‫بوطبة مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪411‬‬
‫للحديث عن مساءلة التأديبية (‪ ،)18‬غير أنه يمكن مساءلته في حالة إفشاء أسرار المهنة‬
‫فيسأل مدنيا إذا ترتبت على إفشائه للسر المهني ضرر للغير‪ ،‬كما يمكن أن يسأل جبائيا عن‬
‫األفعال عن تنطوي على جريمة يعاقب عليها القانون(‪.)19‬‬
‫ثانيا‪ :‬اآلثار المالية لقرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بالنسبة لإلدارة‬
‫إضافى الى اآلثار القانونية لقرار عزل الموظف بسبب إهمال المنصب بالنسبة لإلدارة هناك‬
‫آثار مالية ترتبط أساسا ب‪:‬‬
‫‪ -1‬توقيف اإلدارة عن دفع راتب الموظف المعزول‪:‬‬
‫بنهاية العالقة الوظيفية تصبح اإلدارة أو المؤسسة العمومية التاي كان الموظف ينتمي اليها‬
‫غير ملزمة بدفع راتبه‪ ،‬وتجدر اإلشارة الى أن الجزاء التأديبي في حالة توقيف الموظف‬
‫عن العمل‪ ،‬فإن خدمته تنتهي بأثر رجعي من تاريخ تةقيفه‪ ،‬والحرمان من المرتب يبدأ من‬
‫هذا التاريخ(‪.)20‬‬
‫فال تتحمل مصلحة الميزانية لإلدارة أو المؤسسة التي كان ينتمي اليها عبء دفع راتبه‪ ،‬ويتم‬
‫تجسيد هذا األثر من الناحية العملية بإصدار شهادة توقيف الراتب من مصالح المالية‪ ،‬ويبدأ‬
‫سريان هذا األثر من تاريخ إنهاء العالقة الوظيفية(‪.)21‬‬
‫وبالرجوع الى المرسوم التنفيذي ‪ 17/321‬نستنتج أنه نص صراحة في المادة ‪ 10‬على‬
‫أنه‪ ":‬في حالة ما إذا لم يلتحق الموظف المعني بمنصب عمله بالرغم من إلعذارين‪ ،‬توقف‬
‫اإلدارة عن صرف راتبه وتتخذ كل تدبير من شأنه أن يصون مصلحة المرفق ويضمن‬
‫حسن سيره‪.‬‬
‫وعليه فإن تةقيف صرف الراتب يعد بمثابة إجراء إداري مؤقت سابق على صدور قرار‬
‫العزل ‪ ،‬فال يصبح نهائيا إال بصدور هذا األخير‪ ،‬والذي تسري آثاره حسب نص المادة ‪11‬‬
‫من المرسوم التنفيذي نفسه إبتداءا من أول يوم تغيب فيه الموظف المعزول‪.‬‬
‫والمالحظ أن هذا التنظيم قد أكد ما جاء في األمر ‪ 06/03‬في نص المادة ‪207‬منه التي‬
‫تنص على أنه‪ ":‬بإستثناء الحاالت المنصوص عليها صراحة في األمر‪ ،‬ال يمكن للمظف‬
‫مهما تكن رتبته أن يتقاضى راتبا عن فترة لم يعمل خاللها‪ ،‬يعاقب على كل غياب غير‬
‫مبرر عن العمل‪ ،‬بخصم من الراتب يتناسب مع مدة الغياب‪ ،‬وذلك دون المساس بالعقوبات‬
‫التأديبية المنصوص عليها في هذا القانون األساسي"‪.‬‬

‫‪ 18‬عبد العزيز سعد مانع العنزي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪133‬‬


‫‪ 19‬علي قاسم علي سهل‪،‬‬
‫‪ 20‬علي قاسم علي يسهل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪106‬‬
‫‪ 21‬بتصرف بوطبة مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪411‬‬
‫ومنه نستنتج أن توقف اإلدارة عن دفع راتب الموظف المعزول ال يكون نهائيا إال بصدور‬
‫وتبليغ القرار المتضمن عزل الموظف بسبب إهمال المنصب(‪.)22‬‬
‫‪ -2‬التزام اإلدارة بآداء الحقوق المالية المستحقة للموظف المعزول‪:‬‬
‫تلتزم اإلدارة المؤسسة العمومية بدفع الحقوق المالية المستحقة للموظف أثناء قيام العالقة‬
‫الوظيفية‪ ،‬فتسدد الرواتب المتأخرة‪ ،‬والتعويضات كالتعويض عن الساعات اإلضافية‪،‬‬
‫ومختلف المنح والعالوات‬
‫فاألصل عدم التزام اإلدارة أو المؤسسة او اإلدارة التي تنتمي اليها بدفعها ‪ ،‬حيث أن األمر‬
‫رقم‪ 06/03‬ومختلف قوانين الوظيفة العمومية التي تعترف بما يسمى بمكافأة نهاية الخدمة‬
‫التي أقرتها بعض قوانين الوظيفة العمومية(‪.)23‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنازعات الناتجة عن صدور قرار العزل ومخاصمته‬


‫بعد صدور قرار العسل يحق للموظف الصادر في حقه القرار مخاصمته وذلك عن‬
‫طريق الطعن االداري الذي يعد كمرحله ضمانه اوليه للموظف في اطار رقابه المالئمة‬
‫‪22‬‬
‫بوطبة مراد‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫بوطبة مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪673-671‬‬
‫وفي حاله الرد السلبي او عدم الرد اإلدارة وسكوتها يمكن للمتظلم اللجوء الى القضاء‬
‫كمرحله ضمان ثانيه في اطار رقابة المشروعية وذلك عن طريق رفع دعوى قضائية امام‬
‫المحاكم اإلدارية او مجلس الدولة ضمن اآلجال القانونية المحددة قانونا‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬المخاصمة اإلدارية لقرار العزل‬
‫للموظف الذي يصدر في حقه قرار العزل تسوية النزاع او مخاصمته عن طريق الطعن‬
‫االداري والذي يعتبر إحدى الضمانات التي كفلها المشرع للموظف للتخلص من الجزاء‬
‫الذي وقع عليه من قبل السلطات التأديبية(‪ ،)24‬وهو ما سنتطرق اليه من خالل ما يلي‪:‬‬
‫اوال‪ :‬تعريف التظلم‬
‫وقد عرفه الدكتور عمار عابدي بانه‪ ":‬هو االلتماس او الشكوى التي يقدمها اصحاب الصفا‬
‫والمصلحة الى السلطات اإلدارية الوالئية‪ ،‬أو الرئاسية والوصائية والى اللجان اإلدارية‬
‫الطاعنين في القرارات واالعمال اإلدارية بعدم الشرعية مطالبين بإلغائه او سحبه او تعديل‬
‫هذه االعمال اإلدارية الغير مشروعة يجعلها اكثر اتفاق مع مبدا الشرعية(‪.)25‬‬
‫كما يعتبر التظلم االداري هو تقديم شكوى من طرف الموظف يعبر فيه عن عدم رضاه عن‬
‫عمل او قرار اداري يلتمس من خالل السلطة مصدرة القرار مواقفها‪.‬‬
‫ونصت المادة ‪ 830‬من القانون رقم ‪ 09 08‬المتعلقة باإلجراءات المدنية واإلدارية على‬
‫انه‪" :‬يجوز للخصم المعني بالقرار االداري تقديم تظلم الى الجهة اإلدارية مصدره القرار‬
‫في االجل المنصوص عليه في المادة ‪ 829‬اعاله‪".‬‬
‫حيث يالحظ من خالل هذه المادة انها لم تميز بين القرار الصادر عن هيئه مركزيه او هيئه‬
‫ال مركزيه كما لم يميز بين التظلم الرئاسي و التظلم الوالئي‪ ،‬بل النص جاء صريحا في ان‬
‫التظلم يرفع الى الجهة اإلدارية مصدرة القرار (‪ .)26‬في اجل شهرين من تاريخ تبليغه‪.‬‬
‫كما عرفه األسنان خلوفي رشيد على أنه‪ ":‬عباره عن شكوى او طلب المقدم من طرف‬
‫المتظلم للحصول على حقوقه او لتصحيح وضعيته لذلك يعتبر عمال اداريا يوجه الى‬
‫السلطة اإلدارية المختصة ضد عمل قانوني او مادي‪ ،‬تقوم به اإلدارة فهو اجراء ذو طابع‬
‫مادي تقوم به اإلدارة وهو عمل ذو طابع غير قضائي يسبق الدعوى االدارية(‪.)27‬‬
‫ثانيا‪ :‬أنواع التظلم اإلداري‬
‫يقسم التظلم حسب السلطات التي يوجه لها هذا االخير نذكر منها‪:‬‬
‫‪ _1‬التظلم الوالئي‪:‬‬
‫‪ 24‬كمال حماوي‪ ،‬تأديب الموظف‬
‫‪ 25‬عمار رعو ابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية‪ ،‬التظلم القضائي الجزائري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،1995 ،‬ص‪364‬‬
‫‪ 26‬بو حميدو عطاء هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‬
‫‪ 27‬خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية‪ ،‬ط‪ ، 2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪ ،2006‬ص‪102‬‬
‫يقدم التظلم الوالئي من صاحب المصلحة الى السلطة اإلدارية التي اصدرت القرار االداري‬
‫المتظلم فيه‪ ،‬والتماس اعاده النظر في القرار الصادر عنها اما بسحب القرار او بإلغائه او‬
‫تعديله‪ ،‬غير ان السلطة التقديرية غير ملزمه بتعديل القرار حيث يعود لإلدارة السلطة‬
‫‪28‬‬
‫التقديرية التي تقضي بتعديله اما كليا او جزئيا او تسكت اإلدارة ويعد رفضا ضمنيا ( )‪.‬‬
‫‪ _2‬التظلم الرئاسي‪:‬‬
‫التظلم الرئاسي هو الذي يتقدم فيه صاحب الشأن بشكوى الى السلطة اإلدارية ومصدرة‬
‫القرار (‪.)29‬‬
‫انطالقا من مبدأ احترام السلم االداري الذي يعد من صميم الواجبات المفروضة على‬
‫الموظف والذي يتعين عليه االلتزام به حتى في حالة الطعن‪ ،‬بحيث يلتمس سحب القرار او‬
‫الغائه او تعديله باقتراح العقوبة احق درجه من العقوبة االولى‪ ،‬بما يجعله مطابقا للقانون‪.‬‬
‫‪ _3‬التظلم االختياري‪:‬‬
‫وهو ذلك التظلم الذي يقدم من طرف المعني باألمر من اجل الغاء القرار االداري بسبب‬
‫مخالفته لمبدأ المشروعية دون اشتراط مده قانونية بعد التظلم والتظلم بصفه عامة ال يتطلب‬
‫شكال معينا او اجراءات خاصة او مده معينة اال في الحاالت التي ينص فيها القانون على‬
‫خالف ذلك‪ ،‬وهذا ما يتوافق مع استقالليتها وتمكينها من تصحيح اخطائها بنفسها‬
‫‪ _4‬التظلم الوحيد‪:‬‬
‫بحيث يشترط القانون حاالت محددة تسبق رفع دعوى االلغاء‪ ،‬بحيث يكون التظلم المسبق‬
‫شرطا اساسيا في المنازعة اإلدارية‪ ،‬الغرض منه تقليل عدد المنازعات اإلدارية قدر‬
‫المستطاع فاذا استجابت اإلدارة الى طلبات المتظلم تنتهي بذلك المنازعة‪)30(.‬‬
‫‪ _5‬التظلم أمام لجان الطعن‪:‬‬
‫يمكن للموظف الذي يصدر في حقه قرار اداري رفع تظلم امام لجنه خاصة وذلك بعد عدم‬
‫جدول التظلمات السابقة سواء التظلم الوالئي او التظلم الوالئي ‪ ،‬وتقتصر مهمتها في اعاده‬
‫النظر في قرارات اإلدارة وقد اقر المشرع انشاء لجان طعن على مستوى الوزارات‬
‫والمنشآت العامة للنظر في قرارات التأديب(‪.)31‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 175‬من االمر رقم ‪ 03 06‬على انه الطعن امام هذه اللجان يكون في‬
‫حاله ارتكاب الموظف لخطا من الدرجة الثالثة او الرابعة ولكن المشرع الجزائري لم يدرج‬
‫عقوبة العزل ضمن العقوبات من الدرجة الثالثة والرابعة عن االخطاء السابقة في حين ان‬
‫‪ 28‬سعيد بوتنغير‪ ،‬النظام التأديبي للموظف العمومي‪ ،‬دون سنة‪ ،‬دونطبعة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص‪132‬‬
‫‪ 29‬بوادي مصطفى‪ ،‬ضمانات الموظف العام في مجال التأديبي‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانونين الفرنسيوالجزائري‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬
‫القانون العام‪ ،‬جامعة أبو بكر بالقايد‪ ،‬كلية الحقوقوالعلوم السياسية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014-2013‬ص‪316‬‬
‫‪ 30‬محمد األحسن ‪ ،‬النظام القانوني للتأديب في الوظيفة العامة‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬أطروحة دكتوراه ‪ ،‬جامعة أبي بكر بالقايد ‪ ،‬تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2016‬ص‪228‬‬
‫‪ 31‬كمال رحماوي‪،‬‬
‫عقوبة العزل تعتبر اشد من العقوبتين السابقتين ولكن ليس هناك نص صريح يمنع الموظف‬
‫الذي كان محل عقوبة العزل من التظلم امام هذه اللجنة مما يطرح تساؤال حول مدى امكانية‬
‫الموظف الصادر في حقه قرار العزل الطعن امام هذه اللجان؟‬
‫ثانيا‪ :‬شروط التظلم‬
‫للتظلم شروط يجب ان تتوفر بحيث تعد هذه الشروط نوعا من االستقرار واالنضباط‬
‫والتظلم له شروط كغيره من الطلبات واالعتراضات نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫تقديم التظلم من المعني باألمر المتمتع باألهلية الكاملة الذي له حق اقامه دعوى‬ ‫‪‬‬
‫االلغاء بعد تضرره من القرار‬
‫‪32‬‬
‫ان يرتبط التظلم بقرار اداري معين وينصب عليه( )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يجب ان يكون التظلم قطعيا ومجديا في القرار الصادر عن السلطات المختصة‬ ‫‪‬‬
‫يجب ان يقدم ضمن االجل القانونية المحددة قانونيا‬ ‫‪‬‬
‫‪33‬‬
‫يرفع التظلم من طرف المعني شخصيا او نائبه او محاميه او الهيئة المعنية( )‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعا‪ :‬اثار التظلم االداري ضد قرارات العزل‬


‫طبقا للمادتين ‪ 830‬و ‪ 833‬من القانون رقم ‪ 09-08‬المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية‬
‫نجد ان للتظلم االداري اثار منها‪:‬‬
‫حيث انه اذا كان القانون يشترط التظلم كشرت اساسي لرفع دعوى االلغاء وبذلك‬ ‫‪‬‬
‫يجب على الموظف المتضرر من القرار االداري ان يلتزم بإجراء التظلم قبل رفع‬
‫دعوى االلغاء واال سقط حقه في ذلك‪.‬‬
‫ان التظلم االداري ال يوقف تنفيذ القرار االداري محل التظلم حيث ان القرارات‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارية تتمتع بالتنفيذ التلقائي وذلك لما لها من صالحيات (‪.)34‬‬
‫كما ان للتظلم االداري اثر غير مباشر في تحديد الهه القضائية المختصة فالجهة‬ ‫‪‬‬
‫اإلدارية هي التي تجدد القضاء المختص‬

‫خامسا‪ :‬اجل التظلم االداري ضد قرار العزل‬


‫يترتب على صدور قرار العزل اجال تمنح للموظف الصادر في حقه قرار العزل اجل‬
‫ينبغي عليهم مراعاتها حماية للمراكز القانونية وهو من النظام العام‪ ،‬وهذا ما يستخلص من‬

‫‪ 32‬محمد حسين إحسان ارشيد‬


‫‪ 33‬وليد سعود القاضي‪،‬‬
‫‪ 34‬نسيغة فيصل‪ ،‬وقف تنفيذ القرار اإلداري في القانون اإلجراءات المدنية واالإدارية ‪ ،‬مجلة المنتدى‪ ،‬العدد ‪ ،6‬قسم الكفاءة المهنية للمحاماة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق ‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬افريل ‪،2009،‬ص‪154‬‬
‫المادة ‪ 892‬من القانون ‪ 08 08‬المتعلق باإلجراءات المدنية واإلدارية كما تعنى تحديد‬
‫االجل تماشيا مع نص المادتين ‪ 69‬و ‪ 322‬منه (‪.)35‬‬
‫واالجل المنصوص عليه في المادة ‪ 229‬هو اربعه اشهر من تاريخ التبليغ الشخصي او‬
‫النشر وال يحتسب يوم التبليغ ويوم انقضاء اآلجال‪ ،‬ويعتد بأيام العطل ضمن االجل وهذا ما‬
‫يعرف باآلجال الكاملة‪ ،‬واذا كان اخر يوم ليس يوم عمل كليا او جزئيا يمدد الى اول يوم‬
‫عمل موالي وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 405‬من القانون سالف الذكر‪.‬‬
‫اما بالنسبة للطعن امام الجهة المصدرة للقرار فيكون خالل شهرين من التبليغ او النشر وهو‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 13‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 17/321‬سالف الذكر‪ ،‬ولكن المرسوم‬
‫التنفيذي هو االولى بالتنفيذ انطالقا من قاعده الخاص يقيد العام‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المخاصمة القضائية لقرار العزل‬
‫تختص المحاكم اإلدارية في كل الدعاوي المتعلقة بالهيئات والمؤسسات العمومية ذات‬
‫الطبيعة اإلدارية فهي صاحبه الوالية العامة وذلك طبقا لنص المادة االولى من القانون رقم‬
‫‪ 02 98‬التي تنص على انه‪ " :‬تنشا محاكم اداريه كجهاز قضائية للقانون العام في المادة‬
‫اإلدارية يحدد عددها واختصاصها االقليمي عن طريق التنظيم"(‪.)36‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص االقليمي والنوعي للمحاكم االدارية‬
‫وجاء القانون رقم ‪ 09 08‬المتعلق بقانون االجراءات المدنية واإلدارية لينص في المادة‬
‫‪ 800‬منه على انه‪ " :‬المحاكم اإلدارية هي جهات الوالية العامة في المنازعات االدارية"‬
‫كذلك تختص المحاكم اإلدارية بالفصل في اول درجه في حكم قابل لالستئناف في جميع‬
‫القضايا التي تكون الدولة او الوالية او البلدية او احدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة‬
‫اإلدارية طرفا فيها‪ ،‬وهذا ما اكدته المادة ‪ 801‬من نفس القانون‪ ،‬بحيث تفصل في‪:‬‬
‫_ دعاوي الغاء القرارات اإلدارية والدعاوي التفسيرية ودعاوي فحص المشروعية‬
‫اما بالنسبة االختصاص المحلي فقط احالت المادة ‪ 803‬من القانون نفسه الى المادتين ‪37‬‬
‫و ‪38‬‬
‫فيعود االختصاص االقليمي الى المحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن‬
‫المدعى عليه‪ ،‬اال انه ترد بعض االستثناءات فيما يخص المحكمة اإلدارية المختصة اقليميا‪،‬‬
‫وخاصة ما تعلق بالمنازعات المتعلقة بالموظفين واعوان الدولة او غيرهم من االشخاص‬
‫العاملين في المؤسسات العمومية اإلدارية فيعود االختصاص االقليمي فيها الى المحكمة التي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها مكان التعيين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫بوحميد عطاء هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪227_225‬‬
‫‪36‬‬
‫القانون رقم ‪ ، 02-298‬مؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ ،1996‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،37‬الصادرة بتاريخ‪01/06/1998‬‬
‫ويشترط ان ترفع الدعاوي وجوبا بعريضة موقعة من طرف محامي‪ ،‬طبقا لنص المادة‬
‫‪ 815‬من القانون رقم ‪ 09 08‬سالف الذكر مع مراعاه احكام المادة ‪ 827‬التي تعفي الدولة‬
‫واالشخاص المعنوية المذكورة في المادة ‪ 800‬من نفس القانون من التمثيل بمحامي‪.‬‬
‫كما تختص المحاكم اإلدارية حسب المادة ‪ 801‬بالفصل في دعاوي الغاء وتفسير وتقدير‬
‫مشروعيه القرارات االدارية الصادرة عن الوالية والمصالح غير الممركزة للدولة على‬
‫مستوى الوالية‬
‫_ المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة االدارية‬
‫_دعاوي القضاء الكامل‬
‫_ القضايا المخول لها بموجب نصوص خاصة‬
‫وبالتالي فان االختصاص بالطعن إللغاء قرار العقوبة التأديبية وبالضبط عقوبة العزل يرجع‬
‫الى المحكمة اإلدارية حيث ربط المشرع الجهة المختصة بالطعن بإلغاء لمكان تواجد‬
‫المؤسسات العمومية اإلدارية ويجب على الموظف مراعاه هذه االجراءات لرفع دعواه وفي‬
‫حال مخالفته يترتب عليها بطالن الدعوى التأديبية (‪.)37‬‬
‫كذلك تختص المحاكم اإلدارية في دعاوي التعويض عن قرار العازل حيث نصت المادة‬
‫‪ 801‬من القانون ‪ 09 08‬على ان المحاكم اإلدارية هي التي تختص في دعاوي القضاء‬
‫الكامل حيث تندرج دعاوي التعويض ضمن دعاوي القضاء الكامل (‪.)38‬‬
‫ثانيا االختصاص القضائي لمجلس الدولة‬
‫يعتبر مجلس الدولة هو الجهة القضائية االزمه في الهرم القضائي االداري الجزائري‬
‫بموجب القانون العضوي ‪ 01 98‬المعدل والمتمم بموجب قانون ‪ 13 11‬المتعلق بمجلس‬
‫الدولة‪ ،‬إضافة الى قانون االجراءات المدنية واالدارية‪ ،‬بحيث تخص كجهة استئناف‬
‫باإلضافة الى اختصاصها كجهة نقص وهو ما سنتطرق اليه في ما يلي(‪:)39‬‬
‫‪ -1‬اختصاص مجلس الدولة كقاضي اول وآخر درجة‪ :‬بمقتضى المادة ‪ 09‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 01 98‬المؤرخ في ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬المعدل والمتمم المتضمن‬
‫اختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪ ،‬يختص مجلس الدولة بالفصل ابتدائيا‬
‫ونهائيا في المنازعات الوظيفية العمومية اذا كانت الجهة مصدره القرار سلطه‬
‫مركزيه او هيئه عمومية وطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬اختصاص مجلس الدولة كقاضي استئناف‪.‬‬
‫بمقتضى المادة ‪ 10‬من القانون العضوي ‪ 01 98‬المتعلق بمجلس الدولة وتسييره وتنظيم‬
‫عمله يفصل مجلس الدولة في جميع االستئنافات ما لم ينص القانون على خالف ذلك (‪.)40‬‬
‫‪37‬‬
‫محمد الصغير بعاي‪ ،‬المحاكم اإلدارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬دون طبعة‪ ،‬عنابة‪ ،2005 ،‬ص ‪41‬‬
‫‪38‬‬
‫بوحميدة عطاء هللا‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪150‬‬
‫‪39‬‬
‫عمار عوابدي‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪85‬‬
‫‪40‬‬
‫المادة ‪ 10‬من القانون العضوي رقم ‪ ، 01-98‬المصدر السابق‬
‫حيث ان كل االحكام التي تصدر ابتدائيا من المحاكم اإلدارية هي قابله لالستئناف امام‬
‫مجلس الدولة ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪.‬‬
‫‪ -3‬اختصاص مجلس الدوله كقاضي نقض‬
‫حيث نجد انه بمقتضى الماده ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ 01 98‬السابق ذكره والتي تنص‬
‫على انه‪" :‬يفصل مجلس الدوله كقاضي نقض في قرارات الجهات القضائيه الصادره نهائيا‪،‬‬
‫الطعون بالنقض في قرارات مجلس المحاسبة"(‪. )41‬‬
‫حيث يمارس مجلس الدوله اختصاصاته كاول واخر درجه التي يفصل فيها ابتدائيا ونهائيا‬
‫بالطاعون المنصوص عليها في الماده ‪09‬‬
‫حيث اكدت الماده ‪ 903‬من قانون االجراءات المدنيه واالداريه ما جاء في الماده ‪ 11‬من‬
‫القانون العضوي ‪ 01 98‬والتي نصت على انه‪ " :‬يختص مجلس الدوله بالنظر في‬
‫القرارات والطعون بالنقض في القرارات الصادره في اخر درجه عن الجهات القضائيه‬
‫االدارية"(‪)42‬‬
‫وهو ما اكده مجلس الدوله في القرار رقم ‪ 007304‬بتاريخ ‪ 23/09/2002‬حيث ذهب‬
‫في هذا السبب اال انه من المقرر قانونا ان الطعن بالنقض يكون امام الجهة القضائية التي‬
‫تعلو الجهة التي اصدرت القرار محل الطعن بينما يمكن الطعن فيها امامه سواء بالتماس‬
‫اعاده النظر او اعتراض الغير الخارج عن الخصومة او لتصحيح خطأ مادي (‪.)43‬‬

‫عمومية وطنية (‪)44‬‬


‫اي ان الطعن بالغاء في القرارات الصادره عن االداره المركزيه مثل رئاسه الحكومه‬
‫ومختلف قرارات الوزارات والمديريات المركزيه باالضافه الى المنازعات الوظيفيه فان‬
‫مجلس الدوله يختص بها كدرجة اولى واخيرة‪)45(.‬‬

‫‪ 41‬المادة ‪ 11‬من القانون العضوي ‪ ،01-98‬المصدر السابق‬


‫‪ 42‬زياد عادل‪ ،‬الطعن في العقوبة التأديبية للموظف العام ‪ ،‬دراسة مقارنة بين القانون الجزائري والمصري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪،2011 ،‬ص ‪125‬‬
‫‪ 43‬أنظر قرار مجلس الدولة رقم ‪ ، 007304‬بتاريخ ‪ ،23/09/2002‬المشار اليه لدى محمد الصغير بعاي‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪166‬‬
‫‪ 44‬المادة ‪ ،09‬القانون العضوي رقم ‪ ،01-98‬المصدر السابق‬
‫‪ 45‬محمد الصغير بعاي‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬دط‪ ،‬عنابة‪150 ،2004 ،‬‬
‫ويختص مجلس الدولة بالتقصير ومدى شرعيه القرارات التي تكون نزاعتها من اختصاص‬
‫مجلس الدولة وكذلك دعوى االلغاء القرارات التأديبية الصادر عن اإلدارة المركزية(‪.)46‬‬
‫تبقى لنا لنص المادة ‪ 901‬من قانون االجراءات المدنية واإلدارية اسالف الذكر‪.‬‬
‫وهو ما اقره مجلس الدوله عن المجلس االعلى للقضاء رقم ‪ 172994‬بتاريخ‬
‫‪ ،27/07/1998‬في تشكيلته التاديبيه وهو قرار صادر عن سلطه مركزيه ومخالفته‬
‫للقانون او صدوره معيبا بعيب تجاوز السلطه يستوجب الطعن فيه بالبطالن امام مجلس‬
‫الدوله باعتبار ان القاضي مثله مثل كل موظف في الدوله يستفيد وجوبا من حقوق مضمونة‬
‫دستوريا‪)47(.‬‬

‫خالصة القول‪:‬‬

‫من خالل ما تناولناه في هذا الفصل فرغم انه تم تكيف العزل بإنه اجراء اداري يتخذ دون‬
‫االخذ بعين االعتبار الضمانات التاديبية‪ ،‬المكفوله للموظف وهذا طبقا للمرسوم التنفيذي رقم‬

‫‪46‬‬
‫المادة ‪ 901‬من القانون رقم ‪ ، 09-08‬المصدر السابق‬
‫‪47‬‬
‫قرار مجلس الدولة رقم ‪ 172994‬بتاريخ ‪ ، 27/07/1998‬المشار اليه لدى مجلة مجلس الدولة العدد‪ ،2002 ،1‬ص‪83‬‬
‫‪ 321 17‬الذي يحدد كيفيه عزل الموظف العمومي بسبب اهمال المنصب‪ ،‬إال انه احاط‬
‫بمجموعه من الضمانات الخاصه التي تهدف الى الموازنه بين مبدا الفعاليه ومبدا شرعيه‬
‫القرارات االدارية‪ ،‬لتحقيق التوفيق بين المصلحه العامه والمصلحه الخاصة للموظف‬
‫لضمان حسن سير المرفقه العام من جهه وتمكين الموظف من الدفاع عن نفسه والمحافظة‬
‫على وظيفته‪.‬‬
‫كما انه تم تحديد السلطه المختصه باتخاذ اجراء العزل والزمها القانون بضرورة بتسبيب‬
‫وتبليغ القرار المتضمن عزل الموظف بسبب اهمال المنصب‪ ،‬وخول للموظف مخاصمه‬
‫قرار العزل امام السلطه االداريه التي اصدرت القرار‪.‬‬
‫كما تم تناول طريقه تسويه النزاعات التي تثور بين الموظف واالداره العموميه التي ينتمي‬
‫اليها‪ ،‬فنجد ان المشرع قد منح للموظف ضمانات عديده وخوله امكانيه التسويه الوديه‬
‫للنزاع بالتظلم الوالئي او الرئاسي وفي حاله عدم رد اإلدارة او سكوتها يمكن للموظف ان‬
‫يلتجا للقضاء االداري بدعوى إلغاء التعويض‪.‬‬

You might also like