Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 151

‫مقباس ‪ :‬المالية الدولية‬

‫األستاذ‪ :‬محمد بن بوزيان‬


‫الفهرس‪:‬‬
‫النظام النقدي الدولي‪....................................‬ص‪2.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل قاعدة الذهب‬ ‫‪1-1‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل اتفاقية بريتون وودز (‪Bretton‬‬ ‫‪1-2‬‬
‫‪)Woods‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التطورات النقدية العالمية بعد انهيار بريتون وودز‬ ‫‪1-3‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التنظيمات التي أبرزها النظام النقدي الدولي خالل تطوره‬ ‫‪1-4‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬إصالح النظام النقدي الدولي‬ ‫‪1-5‬‬
‫نظريات و نمادج سعر الصرف‪................................‬ص‪27‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ 2-1‬النظريات المفسرة لسعر الصرف‪.‬‬
‫‪ - 2-2‬النماذج القياسية المحددة لسعر الصرف‬
‫‪ - 2-3‬سياسات سعر الصرف‬
‫المنظمة العالمية للتجارة‪.........................................‬ص‬ ‫‪-3‬‬
‫‪103‬‬
‫‪ 3-1‬الفصل األول‪ :‬فكرة قيام و إنشاء منظمة التجارة العاملية‬
‫‪ 3-2‬الفصل الثاين‪ :‬حطوات انظمام اجلزاءر اىل املنظمة العاملية للتجارة‬
‫الجزائر و عالقتها مع صندوق النقد الدولي‪...................‬ص‪140‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪ 4-1‬الفصل األول‪ :‬نشءة و أهداف و وظائف صندوق النقد الدويل‬
‫‪ 4-2‬الفصل الثاين‪ :‬عالقة اجلزائر بصندوق النقد الدويل‬
‫النظام النقدي الدولي‬

‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل قاعدة الذهب‬
‫المبحث األول‪ :‬انتشار قاعدة الذهب‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقييم نظام الذهب‬
‫المبحث الثالث‪ :‬انهيار نظام الذهب‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أسباب فشل نظام الذهب‬
‫الفصل الثاني‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل اتفاقية بريتون وودز (‪)Bretton Woods‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤتمر بريتون وودز وأهم نتائجه‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور صندوق النقد الدولي في النظام النقدي الدولي‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الدوالر والنظام النقدي الدولي‬
‫المبحث الرابع‪ :‬بداية سقوط نظام بريتون وودز‬
‫المبحث الخامس‪ :‬اتفاق سميونيان‬
‫المبحث السادس‪ :‬انهيار نظام بريتون وودز‬
‫المبحث السابع‪ :‬أسباب فشل نظام بريتون وودز‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التطورات النقدية العالمية بعد انهيار بريتون وودز‬
‫المبحث األول‪ :‬نظام التعويم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اتفاقية جامايكا‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التنظيمات التي أبرزها النظام النقدي الدولي خالل تطوره‬
‫المبحث األول‪ :‬حقوق السحب الخاصة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬النظام النقدي األوروبي‬
‫الفصل الخامس‪ :‬إصالح النظام النقدي الدولي‬
‫الخاتمة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ال تستطيع أي دولة حتقيق النمو واالس‪H‬تقرار االقتص‪H‬ادي م‪H‬ا مل تت‪H‬وفر على نظ‪H‬ام نق‪H‬دي ق‪H‬ادر‬
‫على توف ‪HH H‬ري الس ‪HH H‬يولة الالزم ‪HH H‬ة لالقتص ‪HH H‬اد ومراقب ‪HH H‬ة وحتكم يف خمتل ‪HH H‬ف املؤش ‪HH H‬رات ال ‪HH H‬يت تعكس األداء‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫وكذلك على الصعيد الدويل فال تكون هناك جتارة مزدهرة وال عالقات جتارية متطورة بني‬
‫األقط‪HH‬ار م‪HH‬ا مل يكن هن‪HH‬اك نظ‪HH‬ام نق‪HH‬دي يت‪HH‬وفر على قواع‪HH‬د وآلي‪HH‬ات ال‪HH‬يت تض‪HH‬من اس‪HH‬تقرار نق‪HH‬دي دويل‬
‫وتوفري السيولة للمدفوعات الدولية واإلشراف على تنظيم املعامالت الدولية‪.‬‬
‫كان هدف من وضع النظام النقدي الدويل هو أن يكون مص‪H‬در لالس‪H‬تقرار النق‪H‬دي ال‪H‬دويل‬
‫إال أن التج‪HH‬ارب بينت أن‪HH‬ه ك‪HH‬ان يف بعض املراح‪HH‬ل ال‪HH‬يت م‪HH‬ر هبا مص‪HH‬در االض‪HH‬طرابات وع‪HH‬دم االس‪HH‬تقرار‬
‫االقتص‪HH‬ادي ال‪HH‬دويل وه‪HH‬ذا لع‪HH‬دم قدرت‪HH‬ه على اس‪HH‬تيعاب املتغ‪HH‬ريات الدولي‪HH‬ة‪ .‬فلكي نس‪HH‬تطيع أن نق‪HH‬ول أن‬
‫ل‪HH‬دينا نظ‪H‬ام نق‪HH‬دي دويل جيب أن يت‪HH‬وفر على جمموع‪HH‬ة من العناص‪H‬ر‪ ،‬أوهلا أن يك‪HH‬ون يت‪HH‬وفر على وس‪HH‬يلة‬
‫دف‪HH‬ع حتض‪HH‬ا بقب‪HH‬ول دويل ( س‪HH‬واء ال‪HH‬ذهب‪ ،‬عمالت قابل‪HH‬ة التحوي‪HH‬ل‪ ،‬أص‪HH‬ول أخ‪HH‬رى‪ ،‬حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب‬
‫اخلاص‪H‬ة ‪ )...‬وك‪H‬ذلك جيب أن يت‪H‬وفر على تنظيم مؤسس‪H‬ايت يعم‪H‬ل على إش‪H‬راف وتس‪H‬هيل املب‪H‬ادالت‪.‬‬
‫ويف األخ‪HH‬ري أن يت‪HH‬وفر على قي‪HH‬ادة مركزي‪HH‬ة للنظ‪HH‬ام من أج‪HH‬ل التوص‪HH‬ية لتحقي‪HH‬ق األه‪HH‬داف ال‪HH‬يت وض‪HH‬ع من‬
‫أجلها‪.‬‬
‫ومن خالل تتبعن‪HH‬ا للمراح‪HH‬ل ال‪HH‬يت م‪HH‬ر هبا النظ‪HH‬ام النق‪HH‬دي ال‪HH‬دويل جنده أن ‪H‬ه م‪HH‬ر بع‪HH‬دة مراح‪HH‬ل‬
‫وتغ ‪HH‬ريات كث ‪HH‬رية وال ‪HH‬يت مل تكن مبحظى املص ‪HH‬ادفة وإمنا ك ‪HH‬انت إمالء على أو من س ‪HH‬بيل التغ ‪HH‬ري وإمنا‬
‫كانت ضرورية فرضت عليه األحداث السياسية واالقتصادية العاملية‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل قاعدة الذهب‪:‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬انتشار قاعدة الذهب‪:‬‬
‫بدأت قاعدة الذهب يف االنتش‪H‬ار يف الثلث األول من الق‪H‬رن التاس‪H‬ع عش‪H‬ر باختاذ بريطاني‪H‬ا هلا‬
‫كقاع ‪HH‬دة نقدي ‪HH‬ة بق ‪HH‬انون ص ‪HH‬در يف ‪ 1819‬وأص ‪HH‬بح س ‪HH‬اري املفع ‪HH‬ول يف س ‪HH‬نة ‪ .1821‬وحبل ‪HH‬ول ع ‪HH‬ام‬
‫‪ 1870‬حلقت هبا بعض ال ‪HH‬دول األخ ‪HH‬رى مث ‪HH‬ل أملاني ‪HH‬ا‪ ،‬فرنس ‪HH‬ا‪ ،‬الوالي ‪HH‬ات املتح ‪HH‬دة ح ‪HH‬ىت ج ‪HH‬اءت س ‪HH‬نة‬
‫‪ 1900‬اليت ضحت فيه مجيع الدول تقريب‪H‬ا تأخ‪H‬ذ بقاع‪H‬دة ال‪H‬ذهب باس‪H‬تثناء الص‪H‬ني واملكس‪H‬يك اللت‪H‬ان‬
‫فضلتا قاعدة الفضة (‪. )silver stan‬‬

‫‪3‬‬
‫ويف ظل قاعدة الذهب قامت كل دولة بتحديد عملتها مبق‪H‬دار من ال‪H‬ذهب أي معادل‪H‬ة قيم‪H‬ة‬
‫العمل‪HH‬ة م‪HH‬ع قيم‪HH‬ة وزن معني من ال‪HH‬ذهب اخلالص حبيث ميكن مبادل‪HH‬ة ه‪HH‬ذه العمل‪HH‬ة بال‪HH‬ذهب أو العكس‬
‫بسعر رمسي ثابت مثال كانت أوقية الذهب تساوي ‪ $ 20.67‬فيرتتب على ذلك قيام عالقة ثابت‪HH‬ة‬
‫بني قيم العمالت اليت ترتكز على الذهب‪.‬‬
‫وقد شهدت الفرتة اليت سادت فيها قاعدة الذهب استقرارا نقديا دوليا وتعاون وازدهار يف‬
‫جمال التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة‪ .‬حيث ك‪HH‬انت احلس‪HH‬ابات التجاري‪HH‬ة بني األقط‪HH‬ار يتم تس‪HH‬ويتها من خالل مبادل‪HH‬ة‬
‫ال‪HH‬ذهب وفق‪HH‬ا لآللي‪HH‬ة التالي‪HH‬ة‪ :‬فحينم‪HH‬ا تس‪HH‬تورد بريطاني‪HH‬ا س‪HH‬لعا من فرنس‪HH‬ا فه‪HH‬ذا يع‪HH‬ين ت‪HH‬دفق ال‪HH‬ذهب من‬
‫بريطانيا إىل فرنس‪H‬ا فينتج عن‪H‬ه عج‪H‬زا يف بريطاني‪H‬ا وف‪H‬ائض يف فرنس‪H‬ا‪ .‬وان اخنف‪H‬اض احتي‪H‬اط ال‪H‬ذهب يف‬
‫بريطاني ‪HH‬ا س ‪HH‬وف ينتج عن ‪HH‬ه اخنف ‪HH‬اض يف ع ‪HH‬رض النق ‪HH‬د فس ‪HH‬يؤدي ذل ‪HH‬ك إىل اخنف ‪HH‬اض أس ‪HH‬عار الس ‪HH‬لع فيه ‪HH‬ا‬
‫وبالتايل تكون أقل من أس‪H‬عار الس‪H‬لع يف فرنس‪H‬ا أو يف اخلارج مما ي‪H‬ؤدي إىل زي‪H‬ادة الطلب على الس‪H‬لع‬
‫الربيطاني‪HH‬ة ف‪HH‬رتتفع ص‪HH‬ادراهتا ح‪HH‬ىت يع‪HH‬ود الت‪HH‬وازن إىل امليزان التج‪HH‬اري وباملقاب‪HH‬ل ف‪HH‬ان ت‪HH‬دفق ال‪HH‬ذهب إىل‬
‫فرنس‪HH‬ا س‪HH‬وف ي‪HH‬ؤدي إىل ارتف‪HH‬اع احتياطاهتا من ال‪HH‬ذهب وبالت‪HH‬ايل زي‪HH‬ادة الع‪HH‬رض النق‪HH‬دي ومن‪HH‬ه ارتف‪HH‬اع‬
‫األس ‪HH‬عار وبالت ‪HH‬ايل اخنف ‪HH‬اض الق ‪HH‬درة التنافس ‪HH‬ية لس ‪HH‬لعها فيتج ‪HH‬ه امليزان التج ‪HH‬اري إىل وض ‪HH‬ع الت ‪HH‬وازن‪ ،‬إن‬
‫أساس الذهب يعد من الناحية النظرية آلية لتصحيح االختالالت يف موازين مدفوعات الدول‪.‬‬
‫ولق‪HH‬د ع‪HH‬رف الع‪HH‬امل قاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب على ثالث أش‪HH‬كال ت‪HH‬والت حس‪HH‬ب الظ‪HH‬روف الس‪HH‬ائدة يف‬
‫العامل سوف نعرضها بإجياز‪:‬‬

‫أوال‪ :‬قاعدة المسكوكات الذهبية‪)Gold Specia Standard( :‬‬


‫بع‪HH‬د أن اختذ ال‪HH‬ذهب كقاع‪HH‬دة للنق‪HH‬د‪ ،‬ق‪HH‬ام الن‪HH‬اس بت‪HH‬داول مس‪HH‬كوكاته من ي‪HH‬د إىل ي‪HH‬د وأص‪HH‬بح‬
‫لل ‪HH‬ذهب وظيف ‪HH‬ة مزدوج ‪HH‬ة‪ .‬فعلى الص ‪HH‬عيد ال ‪HH‬دويل أعت ‪HH‬رب ال ‪HH‬ذهب وس ‪HH‬يلة لتس ‪HH‬وية االلتزام ‪HH‬ات الدولي ‪HH‬ة‪،‬‬
‫وعلى املستوى احمللي كانت العمالت الذهبية هي وسيط الدفع املقبول تداوله يف األسواق احمللية‪.‬‬
‫وك‪HH‬انت قاع‪HH‬دة املس‪HH‬كوكات الذهبي‪HH‬ة تق‪HH‬وم ب‪HH‬دورها ال‪HH‬داخلي واخلارجي بفض‪HH‬ل ت‪HH‬وفر بعض‬
‫الشروط الضرورية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يضمن البنك املركزي شراء وبيع الذهب بكميات غري حمدودة بسعر ثابت‪.‬‬
‫‪ -‬حري ‪HH‬ة الس ‪HH‬ك والص ‪HH‬هر حبيث يس ‪HH‬تطيع أي ف ‪HH‬رد لدي ‪HH‬ه س ‪HH‬بيكة من ال ‪HH‬ذهب أن يق ‪HH‬دمها ل ‪HH‬دار‬
‫السك من أجل حتويلها إىل سبائك ذهبية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬حرية تصدير الذهب واسرتاده من اخلارج بدون أي قيد أو شرط‪.‬‬
‫‪ -‬قابلية أنواع النقود األخرى للصرف عند حد التعادل مبسكوكات ذهبية‪.‬‬
‫وبت‪HH‬وافر ه‪HH‬ذه الش‪HH‬روط يك‪HH‬ون هن‪HH‬اك تط‪HH‬ابق بني القيم‪HH‬ة االمسية للعمل‪HH‬ة وقيم‪HH‬ة م‪HH‬ا حتتوي‪HH‬ه من‬
‫ال‪HH‬ذهب اخلالص‪ .‬ومن الواض‪HH‬ح أن‪HH‬ه يف ظ‪HH‬ل ه‪HH‬ذه القاع‪HH‬دة ف‪HH‬ان الس‪HH‬يولة النقدي‪HH‬ة تتح‪HH‬دد مبع‪HH‬دل إنت‪HH‬اج‬
‫الذهب وبالكمية اليت تستخدم منه لألغراض الصناعية‪ .‬سادت حىت بداية احلرب العاملية األوىل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قاعدة الصرف بالذهب‪:‬‬
‫عقب ان‪HH‬دالع احلرب العاملي‪HH‬ة األوىل توق‪HH‬ف العم‪HH‬ل بقاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب ريثم‪HH‬ا تنتهي احلرب حيث‬
‫كان الذهب يستخدم من طرف احلكومات لتمويل استرياداهتا احلربية ومت إصدار نقود وقية وفرض‬
‫هلا سعر إلزامي وسحب الذهب من التداول‪.‬‬
‫ل‪HH‬ذلك تط‪HH‬ورت قاع‪HH‬دة املس‪HH‬كوكات الذهبي‪HH‬ة إىل قاع‪HH‬دة الس‪HH‬بائك الذهبي‪HH‬ة وال‪HH‬يت ختتل‪HH‬ف عن‬
‫األوىل يف ع ‪HH‬دم ت ‪HH‬داول املس ‪HH‬كوكات من ي ‪HH‬د إىل ي ‪HH‬د بني الن ‪HH‬اس وإمنا ميكن مبادل ‪HH‬ة البنكن ‪HH‬وت مقاب ‪HH‬ل‬
‫الذهب من بنك اإلصدار حيث يوجد سعر حمدد وثابت للذهب مقابل العملة الوطنية‪.‬‬
‫ولكن يالح‪HH‬ظ قل‪HH‬ة إقب‪HH‬ال الن‪HH‬اس على حتوي‪HH‬ل البنكن‪HH‬وت ال‪HH‬يت يف ح‪HH‬وزهتم إىل س‪HH‬بائك ذهبي‪HH‬ة‬
‫وذلك لتحديد وزن مرتفع لسبائك ذهبية اليت تلتزم السلطات النقدية بتحويلها‪ .‬األمر الذي يتطلب‬
‫تدبري مبالغ مالية كبرية من البنكنوت قد ال تكون متوفرة لدى أغلب الناس‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قاعدة الصرف بالذهب‪:‬‬


‫ال يش‪H‬رتط يف ظ‪H‬ل ه‪H‬ذه القاع‪H‬دة أن حيتف‪H‬ظ البن‪H‬ك املرك‪H‬زي باحتي‪H‬اطي يع‪H‬ادل نس‪H‬بة معين‪H‬ة من‬
‫البنكن‪HH‬وت املص‪HH‬درة س‪HH‬واء على ش‪HH‬كل عمل‪HH‬ة ذهبي‪HH‬ة أو س‪HH‬بائك وإمنا يش‪HH‬رتط احتفاظ‪HH‬ه باحتي‪HH‬اطي من‬
‫العمالت األجنبي ‪HH‬ة القاب ‪HH‬ل للص ‪HH‬رف بال ‪HH‬ذهب‪ .‬كم ‪HH‬ا أن ‪HH‬ه ال يل ‪HH‬تزم بص ‪HH‬رف ال ‪HH‬ذهب وإمنا ه ‪HH‬و مط ‪HH‬الب‬
‫بصرف العملة القابلة للتحويل إىل ذهب يستلزم توفر جمموعة من الشروط للقيام بوظائفه‪:‬‬
‫‪ -‬حتديد سعر صرف ثابت للعملة الوطنية بعملة أجنبية قابل للصرف بالذهب‪.‬‬
‫‪ -‬التزام السلطات النقدية ببيع وشراء حواالت العملة األجنبية بذلك السعر الثابت‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تقييم نظام الذهب‪:‬‬
‫لقد اختلفت اآلراء حول مدى فعالية نظام الذهب وهذا راجع إىل بعض االقتصاديني ينظر‬
‫إليه بوجهة نظر معاصرة والبعض اآلخر يقيمه من خالل الظروف اليت طبق فيها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫فأص‪HH‬حاب التوج‪HH‬ه العص‪HH‬ري ي‪HH‬رون أن تط‪HH‬بيق نظ‪HH‬ام ال‪HH‬ذهب ك‪HH‬انت ل‪HH‬ه نت‪HH‬ائج وخيم‪HH‬ة على‬
‫االقتص ‪HH‬اديات الدولي ‪HH‬ة باإلض ‪HH‬افة إىل أن ‪HH‬ه مجد ج ‪HH‬زء من املوارد اإلنتاجي ‪HH‬ة للمجتم ‪HH‬ع باعتب ‪HH‬اره ال ‪HH‬ذهب‬
‫كنق‪HH‬د أم‪HH‬ا (أص‪H‬حاب) الط‪H‬رف اآلخ‪H‬ر ق‪HH‬در يف تط‪H‬بيق نظ‪H‬ام ال‪HH‬ذهب العدي‪HH‬د من املزاي‪HH‬ا ميكن أن نربزه‪HH‬ا‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن اس‪HH‬تخدام ال‪HH‬ذهب كقاع‪HH‬دة نقدي‪HH‬ة مبا ل‪HH‬ه من قيم‪HH‬ة اس‪HH‬تعمالية ومكان‪HH‬ة يف النف‪HH‬وس ي‪HH‬ذمم‬
‫ثقة األفراد يف النظام النقدي‪.‬‬
‫‪ -‬إن التش ‪HH‬غيل اآليل لنظ ‪HH‬ام ال ‪HH‬ذهب وحتدي ‪HH‬ده لكمي ‪HH‬ة النق ‪HH‬ود املص ‪HH‬درة يف اجملتم ‪HH‬ع‪ .‬أفض ‪HH‬ل من‬
‫ترك حتديد هذه الكمية للسلطات النقدية‪.‬‬
‫‪ -‬باإلض‪HH‬افة إىل أن‪HH‬ه بفض‪HH‬ل تط‪HH‬بيق قاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب أص‪HH‬بحت التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة تع‪HH‬رف انتع‪HH‬اش‬
‫واستقرار أسعار الصرف ملختلف العمالت وتسهيل حتري‪HH‬ك رؤوس األم‪HH‬وال حيث ع‪HH‬رف‬
‫العامل استقرار يفوق أو يزيد عن ثالثني عام‪.‬‬
‫ويرد عليهم منتقدي هذا النظام بذكر العديد من العيوب اليت جاء هبا هذا النظام‪:‬‬
‫‪ -‬ي ‪HH‬رى كي ‪HH‬نز أن ه ‪HH‬ذا النظ‪HH‬ام مل يس ‪HH‬تطيع أن ينظم اإلص ‪HH‬دار النق ‪HH‬دي ب ‪HH‬ديل أن ‪HH‬ه مت وقف ‪HH‬ه على‬
‫العمل جلهوده حتت ضغط األزمات النقدية الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬التضحية باعتبارات االستقرار الداخلي يف سبيل حتقيق التوازن اخلارجي‪.‬‬
‫‪ -‬أم ‪HH‬ا املزاي ‪HH‬ا املذكورة فيم ‪HH‬ا خيص حتقي ‪HH‬ق اس ‪HH‬تقرار أس ‪HH‬عار الص ‪HH‬رف ي ‪HH‬ذكر األس ‪HH‬تاذ روب ‪HH‬رت‬
‫تريفن (‪ )R. Triffin‬أن جناح هذا النظام اقتصر على‬
‫المبحث الرابع‪ :‬انهيار النظام الذهبي‪:‬‬
‫فرضت احلرب العاملية األوىل على الدول املشاركة فيها ضرورة التوسع يف اإلصدار النقدي‬
‫وهذا من أجل متويل نفقاهتا الباهظة على عكس ما تقتضيه قاعدة الذهب وه‪HH‬و اإلص‪HH‬دار الص‪HH‬ارم يف‬
‫النق‪HH‬د ال‪HH‬ذي يتواف‪HH‬ق م‪HH‬ع كمي‪HH‬ة ال‪HH‬ذهب مما أقتض‪HH‬ي على أغلب ال‪HH‬دول اخلروج عنه‪HH‬ا وإتب‪HH‬اع سياس‪HH‬ات‬
‫نقدية مستقلة لتحقيق االستقرار االقتصادي الداخلي كأول هدف هلا‪.‬‬
‫عقب انته‪HH‬اء احلرب العاملي‪HH‬ة األوىل ج‪HH‬رت حماوالت حقيقي‪HH‬ة من أج‪HH‬ل إحي‪HH‬اء قاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب‬
‫ولكن كله‪HH H‬ا ب‪HH H‬اءت بالفش‪HH H‬ل حيث ك‪HH H‬انت أغلب العمالت مقوم‪HH H‬ة تق‪HH H‬ومي خ‪HH H‬اطئ كم‪HH H‬ا أن م‪HH H‬يزان‬
‫م‪HH‬دفوعات أغلب ال‪HH‬دول يف وض‪HH‬عية خمتل‪HH‬ة‪ .‬حيث نس‪HH‬جل ع‪HH‬ودت اجنل‪HH‬رتا إىل قاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب يف ع‪HH‬ام‬

‫‪6‬‬
‫‪ 1925‬ومتس ‪HH‬كت بنفس س ‪HH‬عر التع ‪HH‬ادل الق ‪HH‬دمي بالنس ‪HH‬بة لل ‪HH‬دوالر (‪1‬ج = ‪ )$ 4.87‬ومل يكن ه ‪HH‬ذا‬
‫الس ‪HH‬عر منص ‪HH‬فا بالنس ‪HH‬بة لل ‪HH‬دوالر ال ‪HH‬ذي ك ‪HH‬ان أق ‪HH‬وى بكث ‪HH‬ري من اجلني ‪HH‬ه ‪ %44‬مما اض ‪HH‬طرت اجنل ‪HH‬رتا إىل‬
‫اخلروج عن قاع ‪HH‬دة ال ‪HH‬ذهب يف ‪ 21‬س ‪HH‬بتمرب ‪ 1931‬بع ‪HH‬د فق ‪HH‬داهنا ح ‪HH‬وايل ‪ 27‬ملي ‪HH‬ون إس ‪HH‬رتليين كم ‪HH‬ا‬
‫فقدت الكث‪H‬ري من اس‪H‬تثماراهتا يف اخلارج ويف ‪ 14‬أبري‪H‬ل ‪ 1933‬خ‪H‬رجت أك‪H‬رب ق‪H‬وة مس‪H‬اندة لقاع‪H‬دة‬
‫ال ‪HH‬ذهب وهي الوالي ‪HH‬ات املتح ‪HH‬دة وختفيض قيمت ‪HH‬ه ‪ 1934‬من أج ‪HH‬ل تش ‪HH‬جيع ص ‪HH‬ادراهتا وخاص ‪HH‬ة بع ‪HH‬د‬
‫اهني ‪HH‬ار ( وول س‪PP‬تريت) يف أكت ‪HH‬وبر ‪ 1929‬وق ‪HH‬د جتم ‪HH‬ع معظم الرص ‪HH‬يد أو االحتي ‪HH‬اطي ال ‪HH‬ذهيب يف ي ‪HH‬د‬
‫احلكومة األمريكية بعد فرضها على مواطنها تسليم ما ميلكون من نصب مقابل شهادات‪.‬‬
‫مل يتبقى سوى مخس دول فقط ظلت ملتزمة بقاعدة الذهب هي وفرنسا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬هولندا‪،‬‬
‫ايطالي ‪HH‬ا‪ ،‬س ‪HH‬ويرا‪ .‬وك ‪HH‬ان يطل ‪HH‬ق عليه ‪HH‬ا (جبه ‪PP‬ة دول ال ‪PP‬ذهب ‪ ) gold Bloc‬إال أن ‪HH‬ه حبل ‪HH‬ول ع ‪HH‬ام‬
‫‪ 1936‬خرجت فرنس‪H‬ا وس‪H‬ويرا من ه‪H‬ذه اجلبه‪H‬ة وق‪H‬امت بتخفيض عملته‪H‬ا كم‪H‬ا ق‪H‬امت بعض ال‪H‬دول‬
‫بإتب ‪HH‬اع نظ ‪HH‬ام الرقاب ‪HH‬ة على الص ‪HH‬رف لتخفي ‪HH‬ف ح ‪HH‬دة األزم ‪HH‬ات ال ‪HH‬يت تواجهه ‪HH‬ا مس ‪HH‬تهدفة ب ‪HH‬ذلك توف ‪HH‬ري‬
‫احتياطات من النقد األجنيب لسداد مدفوعاهتا اخلارجية حيث قامت احلكوم‪HH‬ات ه‪HH‬ذه ال‪HH‬دول بف‪HH‬رض‬
‫رقاب‪HH‬ة على خ‪HH‬روج ودخ‪HH‬ول النق‪HH‬د األجن‪HH‬يب لكي حتد من تص‪HH‬دير رؤوس األم‪HH‬وال إىل اخلارج ح‪HH‬ىت ال‬
‫تتعرض حلدوث عجز يف ميزان مدفوعاهتا اخلارجية مما يشكل ضغطا على سعر صرف العمل‪HH‬ة يه‪HH‬دد‬
‫بتخفيضها‪ .‬هذا من جانب باإلضافة لكي تعمل على احلد من استرياد السلع غري الضرورية وادخ‪HH‬ار‬
‫رؤوس األموال األجنبية السترياد السلع اإلنتاجية‪.‬‬
‫وكم‪HH‬ا ك‪HH‬انت تل‪HH‬زم املواط‪HH‬نني بي‪HH‬ع م‪HH‬ا ل‪HH‬ديهم من أرص‪HH‬دة النق‪HH‬د األجن‪HH‬يب املتول‪HH‬دة عن نش‪HH‬اطهم‬
‫التصديري مقابل حصوهلم على عملة وطنية‪.‬‬
‫وك ‪HH‬انت تل ‪HH‬زم املواط ‪HH‬نني بي ‪HH‬ع م ‪HH‬ا ل ‪HH‬ديهم من أرص ‪HH‬دة النق ‪HH‬د األجن ‪HH‬يب املتول ‪HH‬دة عن نش ‪HH‬اطهم‬
‫التصديري مقابل حصوهلم على عملة وطنية‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬أسباب فشل نظام الذهب‪:‬‬
‫من أهم األسباب اليت أدت إىل اهنيار قاعدة الذهب‪:‬‬
‫‪ -‬التف ‪HH‬اوت بني إنت ‪HH‬اج ال ‪HH‬ذهب ومنو التج ‪HH‬ارة الدولي ‪HH‬ة‪ ،‬ففي ال ‪HH‬وقت ال ‪HH‬ذي ينم ‪HH‬و في ‪HH‬ه إنت ‪HH‬اج‬
‫الذهب سنويا مبعدل ‪ %2‬تنمو التجارة الدولية مبعدل ‪.%11‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬كم‪H‬ا أن نش‪HH‬وب احلرب العاملي‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة أدى إىل ترك‪HH‬يز ال‪HH‬ذهب بي‪HH‬د ال‪HH‬دول املتقارب‪HH‬ة لغ‪HH‬رض‬
‫استخدامه للمشرتيات العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬وخالل مرحلة اعمار أوروبا تطلب التوسع النقدي واحلاجة من االحتياطات من ال‪HH‬ذهب‬
‫والدوالر واجلنيه وقد انعكس ذلك على االحتياطات الدولية‪.‬‬
‫(‪)Bretton Wods‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬النظام النقدي الدولي في ظل اتفاقية بريتون وودز‬
‫المبحث األول‪ :‬مؤتمر بريتون وودز وألهم نتائجه‪:‬‬
‫بع‪HH‬د احلرب العاملي‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة‪ ،‬فق‪HH‬د ش‪HH‬هد االقتص‪HH‬اد الع‪HH‬املي ه‪HH‬زات واض‪HH‬طرابات عنيف‪HH‬ة يف نظام‪HH‬ه‬
‫النق‪HH H‬دي ومع‪HH H‬دالت منخفض‪HH H‬ة حلرك‪HH H‬ة التج‪HH H‬ارة العاملي‪HH H‬ة‪ .‬مما أدى بأمريك‪HH H‬ا وبريطاني‪HH H‬ا يف أوائ‪HH H‬ل ع‪HH H‬ام‬
‫‪ 1943‬للتفكري يف خلق نظام نق‪H‬دي جدي‪H‬د يك‪H‬ون أساس‪H‬ا لعالق‪H‬ات نقدي‪H‬ة دولي‪H‬ة لع‪H‬امل لف‪H‬رتة م‪H‬ا بع‪H‬د‬
‫احلرب وهلذا الغ‪HH H‬رض نظمت م‪HH H‬ؤمتر يف بريت‪PP P‬ون وودز نيوه‪HH H‬ا مبش‪HH H‬ري بالوالي‪HH H‬ات املتح‪HH H‬دة يف يولي‪HH H‬و‬
‫‪ 1944‬وحض‪HH H‬ر ه‪HH H‬ذا املؤمتر ‪ 44‬دول‪HH H‬ة وك‪HH H‬ان مهندس‪HH H‬ا املؤمتر مها ج‪PP P‬ون ماين‪PP P‬ار دك‪PP P‬يز وه‪PP P‬اري‬
‫ديكستو واتيت وحاول املؤمتر تكريس جمموعة من األفكار وحتقيق أهداف هامة‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان حرية التحويل بني العمالت الدول املختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظام ألسعار الصرف مينع التقلبات العنيفة فيما بنها‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق التوازن يف موازين املدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬النظر يف موضوع االحتياطات الدولية لتوفري السيولة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارة الدولية للنظام النقدي العاملي اجلديد‪.‬‬
‫كما أسفرت جهود هذا املؤمتر إىل حتقيق نتيجتني مهمتني مها‪:‬‬
‫‪ -‬إنشاء صندوق النقد الدويل ‪. FMI‬‬
‫‪ -‬إنش‪H‬اء البن‪H‬ك ال‪H‬دويل للتعم‪H‬ري واإلنش‪H‬اء أو م‪H‬ا يع‪H‬رف باس‪H‬م البن‪H‬ك الع‪H‬املي والغ‪H‬رض من‪H‬ه ه‪H‬و‬
‫مس ‪HH‬اعدة ال ‪HH‬دول األوروبي‪H H‬ة ال ‪HH‬يت دمرهنا احلرب مث مس ‪HH‬اعدة ال ‪HH‬دول األخ ‪HH‬رى على التنمي ‪HH‬ة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫س‪HH‬وف نتط‪HH‬رق إىل دور ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل ملا ل‪HH‬ه من دور يف اس‪HH‬تقرار أس‪HH‬عار الص‪HH‬رف‬
‫واإلشراف على تنفيذ قواعد النظام النقدي العاملي اجلديد‪ .‬حيث ق‪HH‬ام ص‪H‬ندوق النق‪HH‬د الع‪HH‬املي مبباش‪HH‬رة‬
‫مهامه بعد ‪.1947‬‬

‫‪8‬‬
‫وباإلضافة إىل املؤسستان السابقتان فقد انبثقت من مؤمتر فكرة إنشاء منظمة التجارة العاملية‬
‫ولكن مل تنفذ مباشرة وإمنا ابتدأت ب ‪ GATT‬عام ‪. 1948‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور صندوق النقد الدولي في النظام النقدي‪:‬‬
‫لقد عرفت ف‪H‬رتة الثالثين‪H‬ات تقلب‪H‬ات عنيف‪H‬ة يف أس‪H‬عار الص‪H‬رف لعمالت ال‪H‬دول وال‪H‬يت ك‪H‬ان هلا‬
‫أثر ضار على اقتصاديات ه‪H‬ذه ال‪H‬دول كم‪H‬ا أن ه‪H‬ذا التقلب ش‪H‬جع اش‪H‬تداد حرك‪H‬ة املض‪H‬اربة هلذا ك‪H‬ان‬
‫هدف الصندوق هو جتنب هذه التقلبات يف أسعار الصرف‪.‬‬
‫وألج‪HH‬ل حتقي‪HH‬ق ذل‪HH‬ك اقتبس الص‪HH‬ندوق بعض م‪HH‬يزات نظ‪HH‬ام ال‪HH‬ذهب فيم‪HH‬ا خيص حتدي‪HH‬د أس‪HH‬عار‬
‫ثابت ‪HH‬ة جلمي ‪HH‬ع عمالت ال ‪HH‬دول األعض ‪HH‬اء بالنس ‪HH‬بة لل ‪HH‬دوالر ال ‪HH‬ذي ك ‪HH‬ان ب ‪HH‬دوره مرتبط ‪HH‬ا بال ‪HH‬ذهب بس ‪HH‬عر‬
‫ص‪H‬رف ث‪H‬ابت ق‪H‬دره ‪ $ 35‬لألوقي‪H‬ة وك‪H‬انت البل‪H‬دان األعض‪H‬اء ملزم‪H‬ة ب‪H‬إبالغ الص‪H‬ندوق بس‪H‬عر ص‪H‬رف‬
‫عملته‪HH‬ا بالنس‪HH‬بة لل‪HH‬دوالر ال‪HH‬ذي أعت‪HH‬رب مبثاب‪HH‬ة س‪HH‬عر التع‪HH‬ادل وحج‪H‬ر األس‪HH‬اس الس‪HH‬تقرار أس‪HH‬عار الص‪HH‬رف‪.‬‬
‫كما نصت اتفاقي‪H‬ة الص‪H‬ندوق أن‪H‬ه ال يس‪H‬مح ألس‪H‬عار عمل‪H‬ة أي دول‪H‬ة بتقلب ص‪H‬عود أو هب‪H‬وط مبا يزي‪H‬د‬
‫عن ‪ %1‬من س‪HH‬عر التع‪HH‬ادل وال‪HH‬ذي مسي ه‪HH‬ذا النظ‪HH‬ام بس‪HH‬عر الص‪HH‬رف لكي ال يتج‪HH‬اوز ه‪HH‬ذه النس‪HH‬بة من‬
‫ط‪H‬رف البن‪H‬ك املرك‪H‬زي لك‪H‬ل دول‪H‬ة وب‪H‬ذلك بت‪H‬دخل لش‪H‬راء أو بي‪H‬ع كمي‪H‬ات من ه‪H‬ذه العمل‪H‬ة يف الس‪H‬وق‬
‫من أجل تثبيت سعر الصرف‪.‬‬

‫‪ )1‬تحقيق االستقرار ألسعار الصرف‪:‬‬


‫ويتم ذلك بإقامة نظام للمدفوعات متعددة األطراف أي جعل عمالت الدول قابلة للتحويل‬
‫لبعض ‪HH‬ها البعض وإلغ ‪HH‬اء الرقاب ‪HH‬ة والقي ‪HH‬ود على الص ‪HH‬رف ال ‪HH‬ذي يق ‪HH‬ف يف وج ‪HH‬ه منو التج ‪HH‬ارة العاملي ‪HH‬ة وإن‬
‫إلغ ‪HH‬اء ه ‪HH‬ذه الرقاب ‪HH‬ة ك ‪HH‬ان خيص فق ‪HH‬ط م ‪HH‬دفوعات العملي ‪HH‬ات التجاري ‪HH‬ة وليس حرك ‪HH‬ة رؤوس األم ‪HH‬وال ‪.‬‬
‫اآلن جعل الدول احتفظت حبقها يف ذلك‪ .‬ولقد من‪H‬ع الص‪H‬ندوق ال‪H‬دول ال‪H‬يت تطب‪H‬ق نظ‪H‬ام الرقاب‪H‬ة على‬
‫الص‪HH‬رف ف‪HH‬رتة انتقالي‪HH‬ة خلروج من ه‪HH‬ذا النظ‪HH‬ام م‪HH‬دهتا مخس س‪HH‬نوات تنتهي يف ع‪HH‬ام ‪ 1932‬وم‪HH‬ا جيدر‬
‫ذكره يف هذا السياق أن الصندوق كان متساحما حىت انقضاء هذه الفرتة‪.‬‬
‫‪ )2‬تحرير التجارة العالمية‪:‬‬
‫كان هدف الصندوق اخلروج بالتجارة من مسالكها الثنائية وجعلها جتارة متعددة األطراف‬
‫وذلك لتحقيق منو متوازن للتجارة العاملية‪.‬‬
‫‪ )3‬تحقيق المرونة في نظام أسعار الصرف‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫استهدف صندوق النقد ال‪H‬دويل وض‪H‬ع نظ‪H‬ام نق‪H‬دي دويل يتص‪H‬ف باملرون‪H‬ة حبيث يتلخص من‬
‫جمه ‪HH‬ود نظ ‪HH‬ام ال ‪HH‬ذهب وحيتف ‪HH‬ظ يف ال ‪HH‬وقت نفس ‪HH‬ه ب ‪HH‬أهم مزاي ‪HH‬اه وهي تث ‪HH‬بيت أس ‪HH‬عار الص ‪HH‬رف وحتقي ‪HH‬ق‬
‫االس ‪HH‬تقرار يف املع ‪HH‬امالت الدولي ‪HH‬ة‪ .‬ومن أج ‪HH‬ل ذل ‪HH‬ك نص ‪HH‬ت االتفاقي ‪HH‬ة على ح ‪HH‬ق ال ‪HH‬دول يف تغي ‪HH‬ري س ‪HH‬عر‬
‫التع‪HH‬ادل ذات‪HH‬ه إلص‪HH‬الح أي اختالل يظه‪HH‬ر يف م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعاهتا على املدى البعي‪HH‬د وذل‪HH‬ك بتش‪HH‬اور م‪HH‬ع‬
‫الصندوق‪ .‬كما أن إذا قررت أي دولة جناوز ح‪H‬اجز ‪ %1‬ص‪H‬عودا أو ن‪H‬زوال يف س‪H‬عر ص‪H‬رف عملته‪H‬ا‬
‫فعليه‪HH‬ا الرج‪HH‬وع إىل الص‪HH‬ندوق للقي‪HH‬ام بدراس‪HH‬ة اقتص‪HH‬ادية لتحدي‪HH‬د إذا ك‪HH‬ان ه‪HH‬ذا التغ‪HH‬ري ض‪HH‬روري أم ال‪.‬‬
‫ويف حال‪H‬ة ع‪H‬دم االمتث‪H‬ال لق‪H‬رارات الص‪H‬ندوق ف‪H‬ان الدول‪H‬ة تك‪H‬ون معرض‪H‬ة لفق‪H‬دان حقه‪H‬ا يف االمتي‪H‬ازات‬
‫اليت مينحها هلا الصندوق أو الفصل هنائيا من عضويته‪.‬‬
‫‪ )4‬معاونة الدول األعضاء الصندوق على إصالح الخلل‪:‬‬
‫قام الصندوق بتخصيص جزءا كبريا من موارده املالية من أجل مساعدة الدول على إصالح‬
‫االختالل يف م ‪HH‬وازين م ‪HH‬دفوعاهتا دون اللج ‪HH‬وء إىل األس ‪HH‬اليب القدمية مث ‪HH‬ل ختفيض س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف أو‬
‫ف‪H‬رض قي‪H‬ود على املدفوعات الدولي‪H‬ة‪ .‬هلذا الغ‪H‬رض وف‪H‬ر الص‪H‬ندوق ألعض‪H‬ائه ائتمان‪H‬ا خاص‪H‬ا يطل‪H‬ق علي‪H‬ه‬
‫حق‪PP‬وق الس‪PP‬حب المفادي‪PP‬ة تق ‪HH‬دم إىل ال ‪HH‬دول األعض ‪HH‬اء لعالج م ‪HH‬ا ق ‪HH‬د يوج ‪HH‬د ل ‪HH‬ديها من ص ‪HH‬عوبات يف‬
‫موازين مدفوعاهتا‪ .‬ويف هذه احلالة يكون من حق الدولة أن تطلب من الصندوق ش‪H‬راء كمي‪H‬ة معين‪H‬ة‬
‫من عمالت ال‪HH‬دول األخ‪HH‬رى األعض‪HH‬اء مقاب‪HH‬ل دف‪HH‬ع عملته‪HH‬ا الوطني‪HH‬ة على أن تل‪HH‬تزم بش‪HH‬راء كمي‪HH‬ة معين‪HH‬ة‬
‫من عملتها الوطنية تساوي الكمية من عمالت الدول اليت حصلت عليها وذلك خالل فرتة ت‪HH‬رتاوح‬
‫بني ثالث ‪HH‬ة ومخس س ‪HH‬نوات من ت ‪HH‬اريخ قيامه ‪HH‬ا بالس ‪HH‬حب ويتم الس ‪HH‬داد بال ‪HH‬ذهب أو العمالت القابل ‪HH‬ة‬
‫للتحوي‪HH‬ل‪ .‬وطبع‪HH‬ا هن‪HH‬اك ش‪HH‬روط ملنح ه‪HH‬ذا الس‪HH‬حب منه‪HH‬ا تق‪HH‬دمي الدول‪HH‬ة ال‪HH‬يت حتتاج‪HH‬ه للم‪HH‬ربرات الكافي‪HH‬ة‬
‫للصندوق وكذلك أن يكون اهلدف منه حتقيق أهداف تتماش‪HH‬ى م‪HH‬ع بن‪HH‬ود اتف‪HH‬اق الص‪HH‬ندوق‪ .‬كم‪H‬ا أن‬
‫ال تك‪H‬ون الدول‪H‬ة ق‪H‬د ارتكبت خمالف‪H‬ة س‪H‬ابقا كم‪H‬ا أن‪H‬ه ال ي‪H‬رتتب على ذل‪H‬ك امتالك الص‪H‬ندوق أك‪H‬ثر من‬
‫‪ %200‬من عملة هذه الدولة‪.‬‬
‫أم‪HH‬ا بالنس‪HH‬بة ملرك‪HH‬ز ال‪HH‬ذهب يف النظ‪HH‬ام النق‪HH‬دي ال‪HH‬دويل فق‪HH‬د اع‪HH‬رتف الص‪HH‬ندوق بوج‪HH‬ود س‪HH‬وقني‬
‫للذهب (السعر المزدوج للذهب)‪.‬‬
‫السوق الرسمية‪ :‬ويس‪H‬تعمل فيه‪H‬ا ال‪H‬ذهب لألغ‪H‬راض النقدي‪H‬ة‪ ،‬ويقتص‪H‬ر ذل‪H‬ك على الس‪H‬لطات‬
‫النقدية لألقطار األعضاء بالصندوق‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السوق الحرة‪ :‬ويستعمل فيها الذهب لألغراض غري النقدية وبالتايل فهو ال خيضع ألحكام‬
‫اتفاقي‪HH‬ة الص‪HH‬ندوق ويع‪HH‬د س‪HH‬وق لن‪HH‬دن الس‪HH‬وق ال‪HH‬ذي يب‪HH‬اع في‪HH‬ه ال‪HH‬ذهب لألغ‪HH‬راض املذكورة مبا يتماش‪HH‬ى‬
‫مع التقلبات يف سعره ألغراض نقدية‪.‬‬
‫والعالقة بني سعر الذهب يف السوقني هي اليت تنظم سعر الذهب وبالتايل العمالت ويف عام‬
‫‪ 1961‬اش‪HH‬تد اإلقب‪HH‬ال على ش‪HH‬راء ال‪HH‬ذهب يف س‪HH‬وق لن‪HH‬دن مما أدى إىل رف‪HH‬ع س‪HH‬عره عن س‪HH‬عره الرمسي‬
‫ف‪HH‬أدى ذل‪HH‬ك إىل ت‪HH‬دخل بن‪HH‬ك اجنل‪HH‬رتا وقيم‪HH‬ه بي‪HH‬ع كمي‪HH‬ات ض‪HH‬خمة يف الس‪HH‬وق احلرة لكي ينخفض مثن‪HH‬ه‬
‫ومل تنجح يف ذلك ويف عام ‪ 1961‬مت إنشاء جممع الذهب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬الدوالر ونظام النقد الدولي‪:‬‬
‫ش‪HH‬كل ال‪HH‬دوالر احملور األساس‪HH‬ي للنظ‪HH‬ام النق‪HH‬دي ال‪HH‬دويل ال‪HH‬ذي ج‪HH‬اء ب‪HH‬ه م‪HH‬ؤمتر بريت‪HH‬ون وودز‬
‫ونقط‪HH‬ة االرتك‪HH‬از يف نظ‪HH‬ام اس‪HH‬تقرار أس‪HH‬عار الص‪HH‬رف ويع‪HH‬ود الس‪HH‬بب يف ذل‪HH‬ك لك‪HH‬ون الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة‬
‫األمريكي ‪HH H‬ة خ ‪HH H‬رجت منتص ‪HH H‬رة من احلرب وبكام ‪HH H‬ل قوهتا االقتص ‪HH H‬ادية ألن احلرب مل ت ‪HH H‬در رحاهلا يف‬
‫أراضي أمريكية على عكس أوروبا اليت دمرهتا اخلرب فأصبح الدوالر سيد العمالت بال منازع‪.‬‬
‫ففي املرحلة اليت عقبت احلرب قامت الدول األوروبية جبمع أرصدة دوالرية من أجل جلب‬
‫السلع األمريكي اليت حتتاجها وكانت الواليات املتحدة ملتزمة بتحويل الدوالر مقابل أجر لألوقي‪HH‬ة‪.‬‬
‫حيث كانت حتتفظ بثالثة أرباع خمزون الذهب العاملي‪.‬‬
‫كم‪HH‬ا ش‪HH‬هدت الف‪HH‬رتة املمت‪HH‬دة من هناي‪HH‬ة احلرب إىل هناي‪HH‬ة حقب‪HH‬ة اخلمس‪HH‬ينات ن‪HH‬درة يف ال‪HH‬دوالر‬
‫بالنس ‪HH‬بة لل ‪HH‬دول املتحارب ‪HH‬ة‪ .‬كم ‪HH‬ا منت ص ‪HH‬ادرات أمريك ‪HH‬ا بش ‪HH‬كل كب ‪HH‬ري فق ‪HH‬د حققت ف ‪HH‬ائض يف ميزاهنا‬
‫التج‪HH‬اري ق‪HH‬در ب ‪ 10‬بلي‪PP‬ون ‪ $‬ع‪PP‬ام ‪ 1947‬ومل يكن بوس‪HH‬ع ال‪HH‬دول األوروبي‪HH‬ة تص‪HH‬دير أي س‪HH‬لعة‬
‫ألمريكا ألن قوهتا اإلنتاجية كانت معطلة بشكل كلي تقريبا نتيجة احلرب‪.‬‬
‫أم‪HH‬ام ه‪HH‬ذا الوض‪HH‬ع مل ميكن ألمريك‪HH‬ا س‪HH‬وى اق‪HH‬رتاح خط‪HH‬ة مارش‪HH‬ال وال‪HH‬يت ع‪HH‬رفت باس‪HH‬م برن‪HH‬امج‬
‫اإلنع‪HH‬اش األورويب وق‪HH‬د ق‪HH‬دمت أمريك‪HH‬ا لل‪HH‬دول األوروبي‪HH‬ة مبوجب ه‪HH‬ذا الربن‪HH‬امج ح‪HH‬وايل ‪ 11.6‬بلي‪HH‬ون‬
‫‪ $‬مابني (‪ )1952-1948‬شريطة النهوض بالصناعات التص‪HH‬ديرية وتش‪HH‬جيع الص‪HH‬ادرات األوروبي‪H‬ة‬
‫اجتاه أمريك ‪HH‬ا وذل ‪HH‬ك خبفض قيم ‪HH‬ة عمل ‪HH‬ة ال ‪HH‬دول األوروبي ‪HH‬ة‪ .‬ه ‪HH‬ذه اخلط ‪HH‬وة مما حتمل ‪HH‬ه من ض ‪HH‬رر على‬
‫االقتص‪HH‬اد األم‪HH‬ريكي ألهنا تق‪HH‬وي الص‪HH‬ادرات األوروبي‪HH‬ة يف وج‪HH‬ه الص‪HH‬ادرات األمريكي‪HH‬ة إال أهنا تعت‪HH‬رب‬
‫ضرورية لصد املد الشيوعي يف املنطقة يف إطار احلرب الباردة بني املعسكرين‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويف هذا اخلضم قامت الدول األوروبية بتخفيض قيمة عملتها حيث قامت بريطانيا والسويد‬
‫وهولن ‪HH‬دا بتخفيض أس ‪HH‬عار ص ‪HH‬رف عملته ‪HH‬ا بنس ‪HH‬بة ‪ ،%30‬أملاني ‪HH‬ا ‪ ،%20‬بلجيك ‪HH‬ا ‪ %12‬وفرنس ‪HH‬ا‬
‫خفض ‪HH‬ت عملته ‪HH‬ا م ‪HH‬رتني أويل ‪ %5‬والثاني ‪HH‬ة ‪ .1958 %15‬وذل ‪HH‬ك بغي ‪HH‬ة تش ‪HH‬جيع ص ‪HH‬ادراهتا وق ‪HH‬د‬
‫لوح‪H‬ظ زي‪H‬ادة ص‪H‬ادراهتا حبوايل ‪ .)1960-1952( %60‬أدى ه‪H‬ذا إىل حتس‪H‬ني م‪H‬وازين م‪H‬دفوعات‬
‫ال ‪HH‬دول األوروبي ‪HH‬ة وزي ‪HH‬ادة احتياطاهتا النقدي ‪HH‬ة كم ‪HH‬ا جلب رؤوس أم ‪HH‬وال أمريك ‪HH‬ا وم ‪HH‬وازاة م ‪HH‬ع ذل ‪HH‬ك‬
‫نالح‪HH‬ظ منو العج‪HH‬ز يف م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعات أمريك‪HH‬ا ت‪HH‬درجييا ووض‪HH‬ع ه‪HH‬ذا األم‪HH‬ر ح‪HH‬دا أم‪HH‬ام ن‪HH‬درة ال‪HH‬دوالر‬
‫وأص‪HH‬بح الع‪HH‬امل يع‪HH‬رف وف‪HH‬رة ال‪HH‬دوالر حيث ت‪HH‬راكم ل‪HH‬دى ال‪HH‬دول الف‪HH‬ائض م‪HH‬ع الوالي‪HH‬ات املتح‪H‬دة خاص‪HH‬ة‬
‫الدول األوروبية‪ .‬وأدى ذلك إىل زيادة معدالت التض‪HH‬خم الع‪HH‬املي إذ ق‪HH‬امت البن‪HH‬وك املركزي‪HH‬ة والبن‪HH‬وك‬
‫التجارية لدول الفائض يف توسيع يف خلق النقود الوطنية (الورقي‪H‬ة‪ ،‬الكتابي‪H‬ة) اس‪H‬تنادا ملا هلا من عمل‪H‬ة‬
‫االحتياطي وتقوم بتوظيف ه‪HH‬ذا االحتي‪HH‬اطي ل‪HH‬دى البن‪HH‬وك األمريكي‪HH‬ة ال‪HH‬يت هي ب‪HH‬دورها تق‪HH‬وم بتوس‪HH‬ع يف‬
‫خل‪HH‬ق ال‪HH‬دوالر مما يع‪HH‬ين أن هن‪HH‬اك حلق‪HH‬ة مزدوج‪HH‬ة خلل‪HH‬ق النق‪HH‬ود يف الع‪HH‬امل تص‪HH‬ب يف بعض‪HH‬ها البعض مما‬
‫يرفع من معدالت التضخم بشكل كبري‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬بداية سقوط نظام بريتون وودز‪:‬‬
‫أدى ت‪HH‬وفر ال‪HH‬دوالر ل‪HH‬دى دول الف‪HH‬ائض م‪HH‬ع الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة إىل فق‪HH‬دان الثق‪HH‬ة يف احتياطاهتا‬
‫الدوالري‪HH H‬ة ومن مث عم‪HH H‬دت إىل حتوي‪HH H‬ل ه‪HH H‬ذا الف‪HH H‬ائض إىل ذهب مما أدى إىل هب‪HH H‬وط خمزون الرص‪HH H‬يد‬
‫ال‪HH‬ذهيب املوج‪HH‬ود يف ح‪HH‬وزة الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة حيث اخنفض من ‪ 18‬بلي‪PP‬ون ‪ $‬إىل ‪ 11‬بلي‪PP‬ون ‪( $‬‬
‫‪ )1970-1960‬وأص ‪HH‬بحت مس ‪HH‬تحقات ال ‪HH‬دول اجتاه أمريك ‪HH‬ا تف ‪HH‬وق م ‪HH‬ا ل ‪HH‬ديها من رص ‪HH‬يد ذه ‪HH‬يب‬
‫الشيء الذي طرح الكثري من التساؤالت فيما خيص ق‪HH‬درهتا على حتوي‪HH‬ل ال‪HH‬دوالر إىل ذهب‪ ،‬ومن م‪HH‬ا‬
‫زاد الطني بله كما يقال هو اخنفاض أسعار الفائدة يف الواليات املتحدة مع بقائها مرتفعة يف أوروبا‬
‫وهذا أدى إىل هروب رؤوس األموال من أمريكا إىل أوروب‪H‬ا حيث عم‪H‬ق األزم‪H‬ة وس‪H‬عيا من‪H‬ه لتحقي‪H‬ق‬
‫من حدهتا قام البنك املركزي األملاين ( البونذز بنك) بشراء م‪HH‬ا يزي‪HH‬د على ‪ 2‬بليون ‪( $‬من ‪ 3‬م‪HH‬اي‬
‫إىل ‪ 5‬م ‪HH‬اي ‪ )1971‬ارتفعت احتياط ‪HH‬ات البن ‪HH‬وك السويس ‪HH‬رية خالل أي ‪HH‬ام (ثالث ‪HH‬ة) الالحق ‪HH‬ة ح ‪HH‬وايل‬
‫‪ 800‬مليون ‪ $‬كما أمه يف ‪ 1971-5-5‬ت‪H‬وقفت ك‪H‬ل من أملاني‪H‬ا وهولن‪H‬دا وسويس‪H‬را عن ال‪H‬دخل‬
‫يف أسواق الصرف‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويف ‪ 9‬ماي ‪ 1971‬رفعت كل من سويسرا والنمسا من قيمة عملتهما بنس‪H‬بة ‪ % 7.1‬و‬
‫‪ % 5.1‬بينما قررت أملانيا وهولندا عملتها يف ذلك الوقت وأمام هذه األوضاع املتأزم‪HH‬ة يف أس‪HH‬واق‬
‫الص ‪HH‬رف واحلال ‪HH‬ة ال ‪HH‬يت وص ‪HH‬ل إليه ‪HH‬ا ال ‪HH‬دوالر األم ‪HH‬ريكي واحتياطه ‪HH‬ا ال ‪HH‬ذهيب ق ‪HH‬امت أمريك ‪HH‬ا بالت ‪HH‬دخل‬
‫إلص ‪HH‬الح األوض‪HH‬اع وذل ‪HH‬ك ب ‪HH‬إقرار جمموع ‪HH‬ة من ق ‪HH‬رارات على لس ‪HH‬ان رئيس‪HH‬ها ريتش‪PP‬ارد نيكس‪PP‬ون في‬
‫‪ 1971-08-15‬يف خطابة األمة حتت عنوان السياسات االقتصادية الجديدة‪.‬‬
‫‪ -‬أوال وفق حتويل الدور إىل ذهب أي من التزاماهتا الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬ثانيا خفض اإلنفاق العمومي واملساعدات االقتصادية اخلارجية بقيمة ‪. %10‬‬
‫‪ -‬ثالث ‪HH‬ا ف ‪HH‬رض ض ‪HH‬ريبة على الس ‪HH‬لع ال ‪HH‬يت ت ‪HH‬دخل إىل أمريك ‪HH‬ا س ‪HH‬عيا إىل رف ‪HH‬ع تنافس ‪HH‬ية الس ‪HH‬لع‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫كما قامت بإلغاء جمموعة من الرسوم املفروضة على الصناعات األمريكية ولعل أخطر قرار‬
‫أو إج‪HH‬راء أق‪HH‬دمت علي‪HH‬ه الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة ه‪HH‬و اتف‪HH‬اق حتوي‪HH‬ل ال‪HH‬دوالر إىل ذهب املتواج‪HH‬د عن‪HH‬د البن‪HH‬وك‬
‫وذلك بدون التشاور مع صندوق النقد الدويل أو مع الدول األعضاء‪ .‬ومعىن ذلك هو اهنيار قاع‪HH‬دة‬
‫الدوالر اليت قام عليها النظام النقدي الدويل بع‪HH‬د احلرب العاملي‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة مما اض‪H‬طرت بعض ال‪HH‬دول إىل‬
‫تعومي عملتها‪.‬‬
‫وبعد هذه القرارات الصارمة واجلريئة من طرف أمريكا شهدت أسواق الصرف اضطرابات‬
‫كب ‪HH‬رية يف العالق ‪HH‬ات السياس ‪HH‬ية واالقتص ‪HH‬ادية بني خمتل ‪HH‬ف ال ‪HH‬دول كم ‪HH‬ا ع ‪HH‬رفت ه ‪HH‬ذه الف ‪HH‬رتة العدي ‪HH‬د من‬
‫االجتماعات للمجموع‪H‬ة العش‪H‬رة (‪( )G10‬ب‪H‬اريس‪ ،‬لن‪H‬دن‪ ،‬واش‪H‬نطن) إىل أن عق‪H‬د اجتم‪H‬اع يف ج‪H‬زر‬
‫األزور ( ‪ )1971-12-13/14‬بني رئيس فرنس ‪HH H H‬ا ج ‪HH H H‬ورج بومبي ‪HH H H‬دو ورئيس أمريك ‪HH H H‬ا ريتش ‪HH H H‬ار‬
‫نيكسون ومت فيه االتفاق على ختفيض قيمة الدوالر وذلك برفع قيمة الذهب مع زي‪H‬ادة قس‪H‬مة بعض‬
‫العمالت األوروبي ‪HH‬ة م ‪HH‬ع ال ‪HH‬تزام ال ‪HH‬دول األوروبي ‪HH‬ة على ع ‪HH‬دم ممارس ‪HH‬ة أي ض ‪HH‬غط لتحوي ‪HH‬ل ال ‪HH‬دوالر إىل‬
‫الذهب‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬اتفاق سميتونيان‪:‬‬
‫لق‪HH‬د ك‪HH‬ان اجتم‪HH‬اع ج‪HH‬زر األزور مبثاب‪HH‬ة متهي‪HH‬د ومقدم‪HH‬ة إلج‪HH‬راء اجتم‪HH‬اع خ‪HH‬اص ب‪HH‬وزراء املالي‪HH‬ة‬
‫جمموع ‪HH‬ة ال ‪HH‬دول العش ‪HH‬ر حمافظي البن ‪HH‬وك املركزي ‪HH‬ة يف مب ‪HH‬ىن مسيثونيان يف واش ‪HH‬نطن ‪ 18-17‬ديس ‪HH‬مرب‬
‫‪ 1971‬وق ‪HH‬د توص ‪HH‬ل إىل اتف ‪HH‬اق مسي فبم ‪HH‬ا بع ‪HH‬د باس ‪HH‬م اتف ‪HH‬اق مسيثونيان حيث تض ‪HH‬من جمموع ‪HH‬ة من‬

‫‪13‬‬
‫القرارات أمهه‪H‬ا‪ :‬إىل موافق‪H‬ة أمريك‪H‬ا على خفض قيم‪H‬ة ال‪H‬دوالر بنس‪H‬بة ‪ %7.9‬وأول ختفيض لل‪H‬دوالر‬
‫من‪HH‬ذ ع‪HH‬ام ‪ 35( 1934‬أوقي‪HH‬ة دوالر – ‪ 38‬أوقي‪HH‬ة دوالر) ويف اجله‪HH‬ة املقابل‪HH‬ة ق‪HH‬امت ك‪HH‬ل من الياب‪HH‬ان‬
‫ودول أوروب ‪HH‬ا برف ‪HH‬ع قيم ‪HH‬ة عملته ‪HH‬ا مقارن ‪HH‬ة مبع ‪HH‬دالهتا يف ‪ 1971‬الني رف ‪HH‬ع بنس ‪HH‬بة ‪ ،%16.9‬اجلني ‪HH‬ه‬
‫والفرن ‪HH‬ك ب ‪ ،%8.57‬الل ‪HH‬رية االيطالي ‪HH‬ة ب ‪ ،%7.48‬الفرن ‪HH‬ك السويس ‪HH‬ري ‪ ،%13.9‬الفرن ‪HH‬ك‬
‫البلجيكي واجليلدر اهلولندي ‪ %11.6‬عند قررت استمرار يف تقومي عملتها الدوالر الكندي‪.‬‬
‫كم‪HH‬ا وافقت الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة على إلغ‪HH‬اء الض‪HH‬ريبة املفروض‪HH‬ة على الس‪HH‬لع املس‪HH‬توردة مما مت‬
‫التوصل إىل اتفاق مؤقت للسماح بتقلبات أسعار الصرف بنسبة ‪ %2.25‬ص‪HH‬عودا وهبوط‪HH‬ا بالنس‪HH‬بة‬
‫لألسعار التعادل اجلديدة اليت مت التوصل إليها مبوجب االتفاقية اجلديدة وذلك من أجل إبطال تع‪HH‬ومي‬
‫العمالت اخلاصة ب (‪. )G10‬‬
‫المبحث السادس‪ :‬إنهيار نظام بريتون وودز‪:‬‬
‫إن اتفاق مسيثونيان مل يعاجل األزمة النقدية الدولية وهذا كونه ك‪H‬ان يتس‪H‬م بض‪H‬عف املض‪H‬مون‬
‫فق‪HH‬د اس‪HH‬تمر ال‪HH‬دوالر غ‪HH‬ري قاب‪HH‬ل للتح‪HH‬ول إىل ذهب بع‪HH‬د ختفيض‪HH‬ه وظلت البن‪HH‬وك املركزي‪HH‬ة لل‪HH‬دول غ‪HH‬ري‬
‫قادرة على مبادلة الدوالر بالذهب على أساس الس‪HH‬عر اجلدي‪HH‬د‪ .‬كم‪H‬ا لوح‪H‬ظ ارتف‪HH‬اع س‪HH‬عر ال‪HH‬ذهب يف‬
‫األس‪HH‬واق احلرة‪ .‬كم‪HH‬ا أن اهلدوء ال‪HH‬ذي س‪HH‬اد يف أس‪HH‬واق الص‪HH‬رف مل ي‪HH‬دم ط‪HH‬ويال ح‪HH‬ىت ب‪HH‬دأت حرك‪HH‬ات‬
‫املض‪HH‬اربة يف االش‪HH‬تعال م‪HH‬رة أخ‪HH‬رى‪ .‬ففي ع‪HH‬ام ‪ 1972‬وقعت ض‪HH‬غوط ش‪HH‬ديدة على اجلني‪HH‬ه اإلس‪HH‬رتليين‬
‫األم ‪HH‬ر ال ‪HH‬ذي أدى باحلكوم ‪HH‬ة للع ‪HH‬ودة إىل تع ‪HH‬ومي اجلني ‪HH‬ه م ‪HH‬رة أخ ‪HH‬رى يف حني ق ‪HH‬امت ك ‪HH‬ل من هولن ‪HH‬دا‬
‫وسويسرا واليابان إىل اختاذ إجراءات هتدف إىل وقف تدفق الدوالرات إىل أسواقها‪ .‬كم‪HH‬ا أن نت‪HH‬ائج‬
‫امليزان التجاري لسنة ‪ 1972‬جاءت خميبة لألمل فقد اس‪HH‬تمر العج‪HH‬ز يف امليزان التج‪HH‬اري ح‪HH‬ىت وص‪HH‬ل‬
‫إىل ‪ 6.8‬مليار دوالر مقابل ‪ 2.7‬مليار دوالر للعام املاضي‪ .‬ويف يناير ‪ 1973‬ح‪H‬دث ت‪HH‬دفق ش‪HH‬ديد‬
‫من ال‪HH H‬دوالرات على سويس‪HH H‬را مما دفعه‪HH H‬ا إىل التوق‪HH H‬ف عن ت‪HH H‬دعيم ال‪HH H‬دوالر وأعلنت يف ‪-01-23‬‬
‫‪ 1973‬تع‪HH‬ومي الفرن‪HH‬ك السويس‪HH‬ري‪ .‬ويف ‪ 12‬ف‪HH‬رباير ‪ 1973‬أعلنت عن إقف‪HH‬ال األس‪HH‬واق النقدي‪HH‬ة يف‬
‫خمتلف الدول األوروبية كما أعلنت اليابان تعومي الني كما أعلنت الواليات املتحدة ختفيض ثاين يف‬
‫قيم‪HH H‬ة ال‪HH H‬دوالر بنس‪HH H‬بة ‪ %10‬وك‪HH H‬ان ه‪HH H‬ذا إلج‪HH H‬راء ط‪HH H‬بيعي تنص علي‪HH H‬ه االتفاقي‪HH H‬ات األخ‪HH H‬رية‪ .‬وهبذا‬
‫التخفيض فقد الدوالر متاما مكانته كنقطة ارتكاز يف النظام النقدي‪ .‬كما أن ختلي الدول األوروبية‬

‫‪14‬‬
‫والياب ‪HH‬ان عن التزاماهتا بالت ‪HH‬دخل ل ‪HH‬دعم ال ‪HH‬دوالر وت ‪HH‬رك عملته ‪HH‬ا لتع ‪HH‬ومي مبثاب ‪HH‬ة إعالن عن وف ‪HH‬اة نظ ‪HH‬ام‬
‫بريتون وودز وأسعار الصرف الثابتة‪.‬‬
‫المبحث السابع‪ :‬أسباب فشل نظام بريتون وودز‪:‬‬
‫لقد فشل نظام بريتون وودز بسبب ما احتواه من تناقضات وملا ورد على سريه وتنفي‪H‬ذ من‬
‫قيود وحواجز‪:‬‬
‫‪ -‬مل يسمح يف ظل هذا النظام لل‪H‬دول بالقي‪HH‬ام ب‪HH‬إجراءات تص‪HH‬حيحية لعج‪H‬ز يف ميزانيته‪HH‬ا كم‪H‬ا‬
‫كان احلال يف نظام الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬كم‪HH‬ا جند أن ه‪HH‬ذا النظ‪HH‬ام ع‪HH‬اىن من مش‪HH‬كل رئيس‪HH‬ي ه‪HH‬و ارتك‪HH‬ازه على عمل‪HH‬ة واح‪HH‬دة وهي‬
‫ال‪HH‬دوالر ه‪HH‬ذا يع‪HH‬ين أن اس‪HH‬تقرار النظ‪HH‬ام كك‪HH‬ل متوق‪HH‬ف على اس‪HH‬تقرار ال‪HH‬دوالر فح‪HH‬دوث أي‬
‫هزة فيه تنعكس على النظام ككل‪.‬‬
‫‪ -‬كم ‪HH‬ا أن النظ ‪HH‬ام النق ‪HH‬دي اجلدي ‪HH‬د مل يأخ ‪HH‬ذ يف احلس ‪HH‬بان تزاي ‪HH‬د أمهي ‪HH‬ة العمالت األخ ‪HH‬رى الني‬
‫الياباين والعمالت األوروبية‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن حتقيق الت‪HH‬وازن يف م‪HH‬يزان املدفوعات األم‪HH‬ريكي يع‪HH‬ين تث‪HH‬بيت حجم الس‪HH‬يولة الدولي‪HH‬ة‬
‫أم‪HH‬ا إذا حتق‪HH‬ق العج‪H‬ز يف م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعاهتا فه‪HH‬ذا ي‪HH‬ؤدي إىل توف‪HH‬ري س‪HH‬يولة دولي‪HH‬ة كافي‪HH‬ة ولكن‬
‫يؤدي إىل إهدار الثقة يف العملة الوسيطة وحتويلها إىل ذهب‪.‬‬
‫إن نظ‪HH‬ام بريت‪HH‬ون وودز ك‪HH‬ان ص‪HH‬احلا يف ظ‪HH‬ل ظ‪HH‬روف معين‪HH‬ة (الف‪HH‬رتة ال‪HH‬يت عقبت احلرب فق‪HH‬ط)‬
‫والس‪HH‬بب الرئيس‪HH‬ي يف تق‪HH‬ويض دع‪HH‬ائم ه‪HH‬ذا النظ‪HH‬ام ف‪HH‬ريجع إىل التض‪HH‬خم الس‪HH‬ريع ال‪HH‬ذي أث‪HH‬ر يف حرك‪HH‬ات‬
‫التبادل التجاري الدويل‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬التطورات النقدية العالمية بعد انهيار بريتون وودز‪:‬‬
‫لقد أجربت التغريات احلاصلة على املستوى العاملي من سقوط نظام بريتون وودز إىل تعومي‬
‫العمالت‪ ،‬ص ‪HH‬ندوق النق ‪HH‬د ال ‪HH‬دويل على التكي ‪HH‬ف م ‪HH‬ع جمرياهتا بوص ‪HH‬فه اهليئ ‪HH‬ة املس ‪HH‬ؤولة على العالق ‪HH‬ات‬
‫االقتص ‪HH‬ادية الدولي ‪HH‬ة وحلدوث ه ‪HH‬ذا الت ‪HH‬أقلم أو التكي ‪HH‬ف ك ‪HH‬ان من الض ‪HH‬روري تع ‪HH‬ديل ث ‪HH‬اين يف اتفاقي ‪HH‬ة‬
‫الصندوق والداخل حيز التنفيذ يف أول أبري‪HH‬ل ‪ 1978‬باس‪HH‬م اتفاق جاميك‪P‬ا وهلذا س‪HH‬وف نتط‪HH‬رق يف‬
‫ه ‪HH‬ذا الفص ‪HH‬ل إىل نظ ‪HH‬ام تع ‪HH‬ومي العمالت (حري ‪HH‬ة أس ‪HH‬عار ص ‪HH‬رف العمالت) وك ‪HH‬ذلك يف املبحث الث ‪HH‬اين‬
‫سوف نعرض ما جاء يف هذا التعديل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المبحث األول‪ :‬نظام التعويم‪:‬‬
‫سياس‪HH‬ة التع‪HH‬ومي احلر العمل‪H‬ة وه‪HH‬و على النقيض متام‪HH‬ا م‪HH‬ع سياس‪HH‬ية تث‪HH‬بيت س‪HH‬عر الص‪HH‬رف ويعت‪HH‬رب‬
‫التع ‪HH‬ومي احلر يف حال ‪HH‬ة ع ‪HH‬دم ت ‪HH‬دخل الس ‪HH‬لطات النقدي ‪HH‬ة يف س ‪HH‬وق الص ‪HH‬رف من أج ‪HH‬ل مس ‪HH‬اندة عملته ‪HH‬ا‬
‫الوطني‪HH‬ة أو تتخ‪HH‬ذ ق‪HH‬رارات اقتص‪HH‬ادية متعلق‪HH‬ة بس‪HH‬عر ص‪HH‬رف عملته‪HH‬ا وك‪HH‬ذلك ف‪HH‬ان ال‪HH‬دول غ‪HH‬ري مطالب‪HH‬ة‬
‫باحتفاظ باحتياطي كبري يف العمالت لتدخل يف سوق الصرف‪.‬‬
‫كما أن نظام التعومي احلر ميكن من التوازن التلقائي مليزان املدفوعات اخلاص بالدول وذلك‬
‫عن تفاعل قوي العرض والطلب يف السوق مما يؤدي إىل ارتفاع سعر الصرف أو اخنفاضه‪ .‬فالدول‪HH‬ة‬
‫اليت تعاين من عجز يف ميزان املدفوعات عند سعر معني للصرف عملتها‪ .‬هذا معناه أن هن‪HH‬اك كمي‪HH‬ة‬
‫كب‪HH‬رية من املع‪HH‬روض النق‪HH‬دي هلذه الدول‪HH‬ة األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي أدى إىل اخنف‪HH‬اض س‪HH‬عر ص‪HH‬رف عملته‪HH‬ا وبالت‪HH‬ايل‬
‫سوف تقلل من استرياداهتها وتشجيع صادراهتا وهذا يساعد إىل العودة إىل وضع التوازن‪.‬‬
‫غ‪HH‬ري أن املعارض‪HH‬ني هلذا النظ‪HH‬ام ي‪HH‬ذهبون ب‪HH‬القول أن ه‪HH‬ذا امليك‪HH‬انيزم اخلاص بالس‪HH‬وق ال يض‪HH‬من‬
‫بش ‪HH‬كل دائم حتدي ‪HH‬د س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف املناس ‪HH‬ب للعمل ‪HH‬ة وه ‪HH‬ذا ي ‪HH‬ؤدي إىل تض ‪HH‬لل املتع ‪HH‬املني م ‪HH‬ع اخلارج‪.‬‬
‫وجتارب ال‪HH‬دول يف تط‪HH‬بيق سياس‪HH‬ة التع‪HH‬ومي مل ختل‪HH‬ق من ت‪HH‬دخل الس‪HH‬لطات النقدي‪HH‬ة يف أس‪HH‬واق الص‪HH‬رف‬
‫وذلك بغيا ملنع التقلبات العنيفة ألسعار الصرف وهو ما أطلق عليه التعويم غير النظي‪PP‬ف أو التع‪HH‬ومي‬
‫املدار وقد قامت الدول األوروبية بقي‪H‬ادة أملاني‪H‬ا بتك‪H‬وين نظ‪H‬ام نق‪H‬دي إقليمي يق‪H‬وم على أس‪H‬اس تث‪H‬بيت‬
‫أس ‪HH‬عار ص ‪HH‬رف عمالت ال ‪HH‬دول األعض ‪HH‬اء يف ه ‪HH‬ذا النظ ‪HH‬ام م ‪HH‬ع تع ‪HH‬ومي عملته ‪HH‬ا مقاب ‪HH‬ل عمالت ال ‪HH‬دول‬
‫األخرى تعوميا مجاعيا واليت كانت خطوة لبداية إنشاء النظام النقدي األورويب وق‪HH‬د مارس‪HH‬ت ال‪HH‬دول‬
‫الصناعية لسياسة التعومي بشكل مجاعي أو فردي وهي متثل ثالثة أرباع التجارة الدولية لذلك نفسر‬
‫ملاذا اعت‪HH‬ربت سياس‪HH‬ة التع‪HH‬ومي ظ‪HH‬اهرة دولي‪HH‬ة أم‪HH‬ا ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة فق‪HH‬د حتولت ت‪HH‬درجييا عن رب‪HH‬ط عملته‪HH‬ا‬
‫بعملة رئيس‪H‬ية أو بس‪H‬لة من العمالت املتنوع‪H‬ة وألخ‪H‬ذ نظ‪H‬رة بس‪H‬يطة على ه‪H‬ذا النظ‪H‬ام يف ال‪H‬دول النامي‪H‬ة‬
‫سوف نعرض نظم أسعار الصرف اخلاصة بدول املغرب العريب‪.‬‬
‫نظم أسعار الصرف لدول املغرب العربي‬

‫السلة‬ ‫نظام الصرف‬ ‫البلد‬

‫‪16‬‬
‫الدوالر األمريكي‬ ‫تعومي املدار‬ ‫الجزائر‬
‫سلة من العمالت‬ ‫تسيري مثبت‬ ‫المغرب‬
‫سلة من العمالت‬ ‫تعومي مدار‬ ‫تونس‬

‫‪Source : World economic oulook Octobre 1998 FMI‬‬


‫المغ‪PP‬رب‪ :‬بالنس‪HH‬بة للمغ‪HH‬رب ف‪HH‬إن املع‪HH‬امالت لس‪HH‬لة من العمالت كم‪HH‬ا ق‪HH‬امت بتخفيض قيم‪HH‬ة‬
‫الدرهم تدرجييا لكي تتأقلم مع التغريات اخلارجية‪.‬‬
‫تونس‪ :‬كان سعر الصرف ينتمي إىل س‪H‬لة من ثالث عمالت هي الفرن‪H‬ك الفرنس‪H‬ي واملارك‬
‫وال ‪HH H‬دوالر‪ .‬مث توس ‪HH H‬عت ه ‪HH H‬ذه الس ‪HH H‬لة ع ‪HH H‬ام ‪ 1981‬لتش ‪HH H‬مل الل ‪HH H‬رية االيطالي ‪HH H‬ة‪ ،‬الفرن ‪HH H‬ك البلجيكي‪،‬‬
‫والفلورين اهلولندي ‪ ،‬والبس‪H‬يط االس‪H‬باين‪ .‬كم‪H‬ا ق‪H‬امت ت‪H‬ونس بتخفيض قيم‪H‬ة عملته‪H‬ا ابت‪H‬داءا من س‪H‬نة‬
‫‪ 1986‬إىل غاية ‪.1989‬‬
‫الجزائ‪P‬ر‪ :‬ك‪HH‬ان س‪HH‬عر الص‪HH‬رف فيه‪HH‬ا حيدد ويثبت ليالئم اس‪HH‬رتاتيجيات التنمي‪HH‬ة س‪HH‬وف نع‪HH‬رض‬
‫باختصار أهم احملاور اليت مر هبا سعر الصرف يف اجلزائر‪.‬‬
‫حيث مت إنشاء العملة الوطنية املتمثلة يف الدينار وحدد وزن الذهب ل‪ 1‬دج ب ‪ 180‬م‪H‬ع‬
‫‪ 1964‬بعدما ك‪H‬انت تنتمي إىل منطق‪H‬ة الفرن‪H‬ك كم‪H‬ا ح‪H‬دد س‪H‬عر التع‪H‬ادل م‪H‬ع الفرن‪H‬ك ‪1DA=1F‬‬
‫ونظ ‪HH‬را العتب ‪HH‬ارات سياس ‪HH‬ية خ ‪HH‬رجت من منطق ‪HH‬ة الفرن ‪HH‬ك وتثبت س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف إىل س ‪HH‬لة واس ‪HH‬عة من‬
‫العمالت وقد تزامن هذا وفق إجراءات الرباعي األول (‪ )79-70‬كما قامت بف‪HH‬رض ق‪HH‬وانني جتع‪HH‬ل‬
‫االس ‪HH‬ترياد مقتص ‪HH‬رة على الدول ‪HH‬ة فق ‪HH‬ط (ظه ‪HH‬ور الس ‪HH‬وق املوازي ‪HH‬ة ‪ ،) 1974‬ف ‪HH‬رغم االختالالت ال ‪HH‬يت‬
‫عرفه ‪HH‬ا م ‪HH‬يزان املدفوعات اجلزائ ‪HH‬ري مل حترك الس ‪HH‬لطات النقدي ‪HH‬ة س ‪HH‬اكنا من أج ‪HH‬ل قي ‪HH‬ام بتع ‪HH‬ديل س ‪HH‬عر‬
‫الدينار إلصالح هذا اخللل وبل قد حصل العكس أص‪HH‬بح ال‪HH‬دوالر ‪ 3.84‬دج يف مقاب‪HH‬ل ‪ 4.95‬دج‬
‫يف ‪ .1970‬ويف س‪HH‬نة ‪ 1994‬مت ختفيض ال‪HH‬دينار بنس‪HH‬بة ‪ %40‬ويف نفس الس‪HH‬نة ب‪HH‬دأ البن‪HH‬ك املرك‪HH‬زي‬
‫اجلزائ ‪HH‬ري بتحدي ‪HH‬د س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف عن طري ‪HH‬ق جلس ‪HH‬ات التس ‪HH‬عري بواس ‪HH‬طة جلن ‪HH‬ة مش ‪HH‬رتكة من البن ‪HH‬ك‬
‫املركزي والبنوك التجارية متهيدا لسوق الصرف ما بني البنوك (‪. )1996‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اتفاقية جمايكا‪:‬‬
‫جاءت اتفاقية جاميكا للتأكد على ضرورة اإلصالح النقدي ولعل أهم إصالح قامت به هو‬
‫إلغ‪HH‬اء أو تع‪HH‬ديل املادة الرابع‪HH‬ة من اتف‪HH‬اق الص‪HH‬ندوق ال‪HH‬يت ك‪HH‬انت تل‪HH‬زم بتحدي‪HH‬د أس‪HH‬عار الص‪HH‬رف اخلاص‪HH‬ة‬

‫‪17‬‬
‫بعمالت وفقا لنظ‪H‬ام اس‪H‬تقرار أس‪H‬عار الص‪H‬رف أو أس‪H‬عار التع‪H‬ادل مبادة أخ‪H‬رى تنص على حرب‪H‬ة أس‪H‬عار‬
‫الصرف نظ‪H‬ام تع‪H‬ومي العمالت وق‪H‬د اعت‪H‬رب ه‪H‬ذا التع‪H‬ديل جمرد حتص‪H‬يل حاص‪H‬ل ألن أغلب ال‪H‬دول ق‪H‬امت‬
‫بذلك بدون اللجوء إىل الصندوق‪.‬‬
‫وأما القرارات األخرى اليت جاءت هبا اإلصالحات اخلاصة بالنظام النقدي الدويل فهي‪:‬‬
‫‪ -‬إلغاء سعر الصرف تسمي للذهب (السعر الثابت) وترك احلري‪HH‬ة الكامل‪HH‬ة للبن‪HH‬وك يف تعام‪HH‬ل‬
‫يف الذهب وحتديد أسعاره‪.‬‬
‫‪ -‬إهناء دور ال ‪HH‬ذهب كوح ‪HH‬دة مرجعي ‪HH‬ة لتق ‪HH‬ييم حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص ‪HH‬ة وك ‪HH‬ذلك كأس ‪HH‬اس‬
‫لتقومي العمالت الوطنية للدول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬إلغ‪HH‬اء أي بن‪HH‬د من االتفاقي‪HH‬ة تنص على التعام‪HH‬ل بال‪HH‬ذهب إال أن‪HH‬ه مل يفق‪HH‬د أمهيت‪HH‬ه حيث جنده‬
‫ق‪HH‬د اس‪HH‬تعمل من ط‪HH‬رف ال‪HH‬دول كض‪HH‬مان للق‪HH‬روض (فرنس‪HH‬ا‪ ،‬ايطالي‪HH‬ا‪ ،‬جن‪HH‬وب إفريقي‪HH‬ا) ففي‬
‫أبري‪H‬ل ‪ 1977‬اقرتض‪H‬ت دول‪H‬ة جن‪H‬وب إفريقي‪H‬ا من بعض البن‪H‬وك الدولي‪H‬ة بض‪H‬مان احتياطاهتا‬
‫الذهبية‪.‬‬
‫كم‪HH‬ا قص‪HH‬د التع‪HH‬ديل الث‪HH‬اين تط‪HH‬وير حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة لكي يك‪HH‬ون هلا وزن يف األص‪HH‬ول‬
‫االحتياطية الدولية‪.‬‬
‫ومازال الذهب حيتفظ مبكانته كأصل احتياطي لدى السلطات النقدية يف الع‪HH‬امل على ال‪HH‬رغم‬
‫من إهناء دوره النقدي يف إطار النظام النقدي الدويل‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬التنظيمات التي أفرزها النظام النقدي الدولي خالل تطوره‪:‬‬
‫لقد عرف العامل بعد احلرب العاملية الثانية اتساع يف حجم التجارة العاملية وكثرة املعامالت‬
‫التجاري‪HH‬ة بني ال‪HH‬دول األم‪HH‬ر ال‪HH‬ذي اس‪HH‬تدعى توف‪HH‬ري وس‪HH‬ائل دف‪HH‬ع كافي‪HH‬ة لتغطي‪HH‬ة ه‪HH‬ذه املع‪HH‬امالت‪ .‬يف ه‪HH‬ذا‬
‫ال‪HH‬وقت وس‪HH‬ائل ال‪HH‬دفع املقبول‪HH‬ة دولي‪HH‬ة واملتمثل‪HH‬ة يف ال‪HH‬ذهب واحتي‪HH‬اطي العمالت وحق‪HH‬وق الس‪HH‬حب ال‪HH‬يت‬
‫مينح الصندوق النقد الدويل مل تعد كافية‪ .‬فلم يكن هناك مناص من توفري وسيلة دف‪H‬ع إض‪H‬افية ل‪H‬دعم‬
‫الوس ‪HH‬ائل الس ‪HH‬ابقة‪ ،‬حيث أوج ‪HH‬د ص ‪HH‬ندوق النق ‪HH‬د ال ‪HH‬دويل خبل ‪HH‬ق وس ‪HH‬يلة دف ‪HH‬ع جدي ‪HH‬دة تس ‪HH‬مى حبق ‪HH‬وق‬
‫السحب اخلاصة واليت سوف نتطرق إليها بشرح فيما يلي‪.‬‬
‫إن إتباع نظ‪H‬ام تع‪H‬ومي العمالت من ط‪H‬رف كث‪H‬ري من ال‪H‬دول جنم علي‪H‬ه ت‪H‬دخل ه‪H‬ذه األخ‪H‬رية يف‬
‫سوق الصرف ألبع‪H‬اد س‪H‬عر ص‪H‬رف عملته‪H‬ا ض‪H‬من احلدود ال‪H‬يت ختدم اقتص‪H‬ادها األم‪H‬ر ال‪H‬ذي تس‪H‬بب يف‬
‫ح ‪HH‬دوث املض ‪HH‬اربة واض ‪HH‬طرابات كث ‪HH‬رية يف س ‪HH‬وق الص ‪HH‬رف نتيج ‪HH‬ة االنتق ‪HH‬ال الس ‪HH‬ريع والكب ‪HH‬ري لألم ‪HH‬وال‬

‫‪18‬‬
‫الس‪HH‬ائلة بال‪HH‬دوالر إىل دول أخ‪HH‬رى بقص‪HH‬د حتويله‪HH‬ا إىل الني والعمالت األوروبي‪HH‬ة وهن‪HH‬ا ش‪HH‬عرت ال‪HH‬دول‬
‫األوروبي‪HH H H‬ة ب‪HH H H‬اخلطر احملدث على اقتص‪HH H H‬ادها ومنوه‪HH H H‬ا تعم‪HH H H‬دت إىل إجياد ح‪HH H H‬ل يق‪HH H H‬ف يف وج ‪HH H‬ه ه‪HH H H‬ذه‬
‫االض‪HH‬طرابات احلاص‪HH‬لة يف س‪HH‬وق الص‪HH‬رف فح‪HH‬اولت تث‪HH‬بيت أس‪HH‬عار ص‪HH‬رف عملته‪HH‬ا يف مواجه‪HH‬ة بعض‪HH‬ها‬
‫البعض فلبهذا قامت الدول األوربية بوضع أول حجر يف أساس بناء النظام النقدي األورويب‪.‬‬
‫كما أن فرتة وفرة الدوالر على حساب حص‪H‬ول العج‪H‬ز يف امليزان التج‪H‬اري األم‪H‬ريكي أدت‬
‫إىل ت‪HH H‬راكم كمي‪HH H‬ة هائل‪HH H‬ة من ال‪HH H‬دوالرات يف البن‪HH H‬وك األوروبي‪HH H‬ة األم‪HH H‬ر ال‪HH H‬ذي س‪HH H‬اعد يف منو ال‪HH H‬دوالر‬
‫األورويب الذي فرض نفسه وأصبح يعترب أكرب سوق دويل للعمالت والذي يع‪HH‬رف بس‪HH‬وق العمالت‬
‫األوروبية‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬حقوق السحب الخاصة‪:‬‬
‫متث‪HH‬ل حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة كم‪HH‬ا أش‪HH‬رنا س‪HH‬ابقا مص‪HH‬درا إض‪HH‬افيا للس‪HH‬يولة الدولي‪HH‬ة أوج‪HH‬دها‬
‫ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل ‪ 1969‬من أج‪HH‬ل ح‪HH‬ل مش‪HH‬كلة قل‪HH‬ة الس‪HH‬يولة الدولي‪HH‬ة يف مواجه‪HH‬ة النم‪HH‬و الس‪HH‬ريع‬
‫للمع‪H‬امالت التجاري‪H‬ة الدولي‪H‬ة‪ .‬إال أهنا ال تس‪H‬تخدم مباش‪H‬رة يف املع‪H‬امالت التجاري‪H‬ة الدولي‪H‬ة‪ .‬إال أهنا ال‬
‫تستخدم مباشرة يف املعامالت التجارية وإمنا تستخدم من قب‪H‬ل احلكوم‪H‬ات والبن‪H‬وك املركزي‪H‬ة لألقط‪H‬ار‬
‫األعضاء يف الصندوق للحصول على قيادية مقابل هذه الوحدات‪.‬‬
‫وحق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة ليس‪H‬ت نق‪H‬ودا ورقي‪H‬ة ب‪H‬ل هي قي‪H‬ود دفرتي‪H‬ة تفتح هبا حس‪H‬ابات دائن‪H‬ة‬
‫حبص‪HH‬ص ال‪HH‬دول األعض‪HH‬اء ل‪HH‬دى ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل وه‪HH‬ذه احلس‪HH‬ابات الدائن‪HH‬ة تعطي ال‪HH‬دول احلائزة‬
‫عليها احلق يف احلصول على تسهيالت ائتمانية بعمالت قابلة للتحويل من ال‪HH‬دول األخ‪HH‬رى األعض‪HH‬اء‬
‫يف الصندوق وتستمد حقوق السحب اخلاصة قوة إبرائها يف جمال املدفوعات الدولي‪HH‬ة من قب‪HH‬ول ك‪HH‬ل‬
‫عض‪HH‬و مش‪HH‬رتك يق‪HH‬ع علي‪HH‬ه اختي‪HH‬ار الص‪HH‬ندوق لألص‪H‬ول اجلدي‪HH‬دة إذا م‪HH‬ا ق‪HH‬دمها ل‪HH‬ه عض‪HH‬و آخ‪H‬ر‪ .‬وإن ي‪HH‬دفع‬
‫مقابلها عملة قابلة للتحويل ‪ ،‬ب‪H‬ذلك يع‪H‬د القب‪H‬ول ه‪H‬و العام‪H‬ل الرئيس‪H‬ي ال‪H‬ذي يعطيه‪H‬ا قيمته‪H‬ا كأص‪H‬ول‬
‫نقدي‪HH H‬ة‪ .‬إن احلديث على حق‪HH H‬وق الس‪HH H‬حب اخلاص‪HH H‬ة ي‪HH H‬دفعنا إىل التس‪HH H‬اؤل ح‪HH H‬ول كيفي‪HH H‬ة حس‪HH H‬اهبا أو‬
‫تقييمه ‪HH‬ا‪ .‬فحق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة ك ‪HH‬انت يف بداي ‪HH‬ة األم ‪HH‬ر تقيم الوح‪HH‬دة الواح‪HH‬دة منه ‪HH‬ا على أس ‪HH‬اس‬
‫وزن معني وحمدد من الذهب النقي ‪ 0.888671‬غرام‪.‬‬
‫مث يف جويلية ‪ 1974‬أعيد تقييمه‪H‬ا ومت حس‪H‬اهبا على أس‪H‬اس س‪H‬لة من العمالت متكون‪H‬ة من‬
‫‪ 16‬عملة رئيسية حتت شروط معينة هلذه العمالت أمهها أن ال يقل نصيب كل منها يف الص‪HH‬ادرات‬

‫‪19‬‬
‫العاملي‪HH‬ة ‪ %1‬من خالل (‪ )72-68‬مت إج‪HH‬راء تع‪HH‬ديل ث‪HH‬اين من قب‪HH‬ل الص‪HH‬ندوق على التس‪HH‬عرية يف ع‪HH‬ام‬
‫‪ 1972‬حيث أص‪HH H‬بحت الس‪HH H‬لة مركب‪HH H‬ة من مخس‪HH H‬ة عمالت فق‪HH H‬ط (ال‪HH H‬دوالر‪ ،‬املارك‪ ،‬الني‪ ،‬الب‪HH H‬اون‪،‬‬
‫فرنك الفرنسي)‪.‬‬
‫وقد أستخدم مقياسني أساسني الختيار هذه العمالت أوهلما يتعلق بدرجة استخدام العمل‪H‬ة‬
‫يف املدفوعات الدولي ‪HH‬ة وثانيهم ‪HH‬ا ه ‪HH‬و حجم االحتي ‪HH‬اطي املوج ‪HH‬ود من العمل ‪HH‬ة املعين ‪HH‬ة ل ‪HH‬دى الص ‪HH‬ندوق‪.‬‬
‫ويق‪HH‬دم اجلدول الت‪HH‬ايل التس‪HH‬عرية اخلاص‪HH‬ة حبق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة (‪ )SDRS‬وال‪HH‬ذي ي‪HH‬بني االس‪HH‬تقرار‬
‫الكبري يف سعرها وال‪HH‬ذي يف‪HH‬وق اس‪HH‬تقرار أي عمل‪H‬ة من عمالت الس‪HH‬لة وذل‪HH‬ك ألن تغ‪HH‬ري س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‬
‫ألي من ه ‪HH‬ذه العمالت توازن ‪HH‬ه جزئي ‪HH‬ا أو كلي ‪HH‬ا تغ ‪HH‬ريات يف أس ‪HH‬عار ص ‪HH‬رف العمالت األخ ‪HH‬رى ويع ‪HH‬د‬
‫النظ‪HH‬ر يف الس‪HH‬لة املس‪HH‬تخدمة لتق‪HH‬ييم وح‪HH‬دة الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة م‪HH‬رة ك‪HH‬ل مخس س‪HH‬نوات وق‪HH‬دم ذل‪HH‬ك آخ‪HH‬ر‬
‫مرة يف ‪.1996‬‬

‫قيمة وحدة حقوق السحب اخلاصة يف ‪ 21‬آب ‪1997‬‬

‫القيمة المعادلة ب ‪$‬‬ ‫سعر الصرف‬ ‫مقدار العملة‬ ‫العملة‬


‫‪0.300438‬‬ ‫‪1.48450‬‬ ‫‪0.4460‬‬ ‫المارك األلماني‬
‫‪0.160197‬‬ ‫‪5.07500‬‬ ‫‪0.8130‬‬ ‫الفرنك الفرنسي‬
‫‪0.251038‬‬ ‫‪108.35000‬‬ ‫‪27.2000‬‬ ‫الين الياباني‬
‫‪0.070000‬‬ ‫‪1.54820‬‬ ‫‪0.1050‬‬ ‫الجنيه االسترليني‬
‫‪0.582000‬‬ ‫‪1.00000‬‬ ‫‪0.5820‬‬ ‫الدوالر األمريكي‬

‫مصدر‪ :‬عرفات تقني الحسين (التمويل الدولي) مجدوالي عمان ‪ 1997‬ص ‪.241‬‬
‫(‪ )1‬وح‪HH H‬دة الس‪HH H‬حب اخلاص تس‪HH H‬اوي ‪ $ 1.40623‬وال‪HH H‬دوالر األم‪HH H‬ريكي= ‪0.67603‬‬
‫وحدة ‪.SDRS‬‬
‫(‪ )2‬العمالت املكونة لسلة حقوق السحب اخلاصة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أسعار الصرف لوحدات العمالت مقابل الدوالر األم‪H‬ريكي ع‪H‬دا اجلني‪H‬ه اإلس‪H‬رتليين ال‪H‬ذي‬
‫يعرب بعدد الدوالرات‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫(‪ )4‬املقابل بالدوالر األمريكي ملقادير العمالت مقسومة بأسعار الصرف‪.‬‬
‫وميكن ألي دولة يف الصندوق أن تشرتك يف نظام حقوق السحب اخلاصة وق‪H‬د مت ختص‪HH‬يص‬
‫وتوزي‪HH H‬ع وح‪HH H‬دات حق‪HH H‬وق الس‪HH H‬حب اخلاص‪HH H‬ة على ك‪HH H‬ل ال‪HH H‬دول األعض‪HH H‬اء يف الص‪HH H‬ندوق ال‪HH H‬يت قبلت‬
‫ص ‪HH‬رف الن ‪H‬ظ ‪HH‬ر عن‬ ‫ص ‪HH‬ندوق ب ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬تها يف ‪H‬ه ‪HH‬ذا ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬ب ح ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬حب اخلاص ‪H‬ك ‪HH‬ل حب ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬اب ال ‪H‬‬
‫اال ‪H‬ش ‪HH‬رتاك يف ح ‪H‬‬
‫مرك‪HH‬ز م‪HH‬دفوعات ك‪HH‬ل منه‪HH‬ا‪ .‬يف ه‪HH‬ذا الص‪HH‬دد ق‪HH‬ام الص‪HH‬ندوق م‪HH‬رتني بتخص‪HH‬يص كمي‪HH‬ات من وح‪HH‬دات‬
‫حق‪H‬وق الص‪H‬رف اخلاص‪H‬ة لل‪H‬دول األعض‪H‬اء بلغت األوىل ‪ 9.5‬ملي‪H‬ار ‪ $‬وزعت على ثالث‪H‬ة ش‪H‬رائح ويف‬
‫ص ‪HH‬يص ‪ 12‬مل ‪H‬ي ‪HH‬ار ‪ $‬أ ‪H‬خ ‪HH‬رى وزعت مب ‪H‬ع ‪HH‬دل ‪ 4‬مل ‪H‬ي ‪HH‬ارات على ‪H‬م ‪HH‬دى‬ ‫ص ‪HH‬ندوق خت ‪H‬‬ ‫‪H‬ع ‪HH‬ام ‪H 1978‬ق ‪HH‬رر ال ‪H‬‬
‫ثالثة أعوام كما ميكن للعضو رفض ما خيصص له الصندوق على شرطني‪:‬‬
‫أن يك ‪HH‬ون ممث ‪HH‬ل الدول ‪HH‬ة يف الص ‪HH‬ندوق (حماف ‪HH‬ظ) ق ‪HH‬د ص ‪HH‬وت لص ‪HH‬احل ق ‪HH‬رار خل ‪HH‬ق (‬ ‫‪-1‬‬
‫‪.)SDRS‬‬
‫أن يك ‪HH‬ون ق ‪HH‬د أخط ‪HH‬ر الص ‪HH‬ندوق بأن ‪HH‬ه ال ي ‪HH‬رغب بقب ‪HH‬ول املخصص ‪HH‬ات وذل ‪HH‬ك قب ‪HH‬ل‬ ‫‪-2‬‬
‫البدء بتخصص املبلغ مبوجب القرار الذي مل يصوت لصاحل‪.‬‬
‫وميكن للعض‪HH‬و االس‪HH‬تفادة من حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة التق‪HH‬دم إىل الص‪HH‬ندوق بطلب‬
‫ج ‪HH‬ز يف‬
‫ص ‪HH‬ة وذ ‪H‬ل ‪HH‬ك من أ ‪H‬ج ‪HH‬ل مواج ‪H‬ه ‪HH‬ة الع ‪H‬‬
‫س ‪HH‬حب اخلا ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬ول على عمالت أجنب ‪H‬ي ‪HH‬ة مقا ‪H‬ب ‪HH‬ل ح ‪H‬ق ‪HH‬وق ال ‪H‬‬ ‫ح ‪H‬‬
‫ميزان مدفوعاته وبعدها يقوم الصندوق بتع‪H‬يني الدول‪H‬ة ال‪H‬يت س‪H‬وف تق‪H‬وم بتوف‪H‬ري ه‪H‬ذه العمالت مقاب‪H‬ل‬
‫حص ‪HH‬وهلا على وح ‪HH‬دات حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص ‪HH‬ة من الدول ‪HH‬ة املقرتض ‪HH‬ة‪ .‬ويك ‪HH‬ون اختي ‪HH‬ار الدول ‪HH‬ة على‬
‫ص ‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬تخدم ‪H‬م ‪HH‬وارده اخلا ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬ندوق ال ي ‪H‬‬ ‫أ ‪H‬س ‪HH‬اس ‪H‬م ‪HH‬يزان ‪H‬م ‪HH‬دفوعاهتا وكفا ‪H‬ي ‪HH‬ة احتياطاهتا‪ .‬م ‪H‬ع ‪HH‬ىن ‪H‬ه ‪HH‬ذا أن ال ‪H‬‬
‫لتمويل العجز يف ميزان مدفوعات العضو وإمنا على عاتق ال‪HH‬دول املش‪H‬رتكة وال‪HH‬يت تتمت‪HH‬ع بص‪HH‬حة مالي‪HH‬ة‬
‫ويش‪HH‬رتط على الدول‪HH‬ة ال‪HH‬يت تق‪HH‬دم العمالت أن تك‪HH‬ون ه‪HH‬ذه األخ‪H‬رية قابل‪H‬ة للتحوي‪HH‬ل غ‪HH‬ري أن‪HH‬ه يوج‪H‬د ح‪H‬د‬
‫أقصى ملا يقبله العضو من حقوق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة مقاب‪H‬ل العمل‪H‬ة وهي ثالث‪H‬ة أض‪H‬عاف حص‪H‬ته املق‪H‬ررة‬
‫من ه‪HH‬ذه احلق‪HH‬وق فمثال إذا خص‪HH‬ص للعض‪HH‬و ‪ 100‬وح‪HH‬دة حق‪HH‬وق للس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة فإن‪HH‬ه مل‪HH‬زم بقب‪HH‬ول‬
‫‪ 300‬وح ‪HH‬دة (‪ )SDRS‬كح ‪HH‬د أقص ‪HH‬ى‪ .‬وق ‪HH‬د وض ‪HH‬عت بعض القي ‪HH‬ود على اس ‪HH‬تخدام حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب‬
‫اخلاصة حىت ال تق‪H‬وم ال‪H‬دول األعض‪H‬اء ب‪H‬اإلفراط يف اس‪H‬تخدامها وبالت‪H‬ايل تفق‪H‬د مص‪H‬داقيتها وقبوهلا عن‪H‬د‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫وهذه القيود هي أن ال يستخدم هذه احلقوق إال ملواجهة العجز يف ميزان املدفوعات‬
‫أو التعويض ناقص كبري يف احتياطاهتا وليس لتغيري هذه األخرية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وك‪HH‬ذلك إذا ك‪HH‬انت الدول‪HH‬ة ق‪HH‬د اس‪HH‬تنفدت ك‪HH‬ل حص‪HH‬تها من حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة‬
‫فإهنا ال حتص‪HH‬ل على املزي‪HH‬د منه‪HH‬ا خالل ف‪HH‬رتة م‪HH‬ا مل تق‪HH‬دم عمالت قابل‪HH‬ة للتحوي‪HH‬ل غ‪HH‬ري أن ه‪HH‬ذا االل‪HH‬تزام‬
‫خيص اجلزء ال‪HH‬ذي يف‪HH‬وق ‪ %85‬من حق‪HH‬وق ال‪HH‬يت تري‪HH‬د احلص‪HH‬ول عليه‪HH‬ا أي أهنا ملزم‪HH‬ة ب‪HH‬دفع عمالت‬
‫قابلة للتحويل مقابل ‪ %15‬من احلقوق احملصل عليها فقط‪.‬‬
‫كما يلتزم العضو الذي يستخدم حقوق السحب اخلاصة بدفع فائدة على املبالغ اليت‬
‫استخدمها منها وك‪HH‬ذلك ميكن للعض‪HH‬و ال‪HH‬دائن احلص‪HH‬ول على فوائ‪HH‬د من العمالت ال‪HH‬يت منحه‪HH‬ا‪ .‬وحتدد‬
‫س‪HH‬عر الفائ‪HH‬دة عن طري‪HH‬ق الص‪HH‬ندوق بن‪HH‬اءا على متوس‪HH‬ط س‪HH‬عر الفائ‪HH‬دة على الق‪HH‬روض العالي‪HH‬ة اجلودة يف‬
‫الدول اليت تكون عمالهتا سلة تقييم وحدة حقوق السحب اخلاصة‪.‬‬
‫ص ‪HH‬اديات ا ‪H‬ل ‪HH‬دول‬
‫ص ‪HH‬وص خلد ‪H‬م ‪HH‬ة اقت ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ة هي موج ‪H‬ه ‪HH‬ة باخل ‪H‬‬
‫س ‪HH‬حب اخلا ‪H‬‬ ‫إن ح ‪H‬ق ‪HH‬وق ال ‪H‬‬
‫الص ‪HH‬ناعية ولبس ال ‪HH‬دول النامي ‪HH‬ة وه ‪HH‬ذا م ‪HH‬ا يبين ‪HH‬ه التوزي ‪HH‬ع غ ‪HH‬ري الع ‪HH‬ادل هلا حيث تلقت ال ‪HH‬دول الص ‪HH‬ناعية‬
‫ال ‪H‬ك ‪HH‬ربى ‪H‬ح ‪HH‬وايل ‪ %72‬من ‪H‬ه ‪HH‬ا بين ‪H‬م ‪HH‬ا تلقت ‪H‬ب ‪HH‬اقي ا ‪H‬ل ‪HH‬دول األ ‪H‬خ ‪HH‬رى ‪ %28‬ف ‪H‬ق ‪HH‬ط‪ ،‬ك ‪H‬م ‪HH‬ا أن العد ‪H‬ي ‪HH‬د من‬
‫الدول مل يوجه هلا أي ختصيص من سنوات‪ .‬وجند بتتبع مسار حقوق السحب اخلاصة من ظهوره‪HH‬ا‬
‫أهنا قد خرجت عن السياق الذي وضع هلا يف السباق حيث كانت مقتصرة على الدول مث‪HH‬ل س‪HH‬وق‬
‫الس‪HH‬ندات األوروبي‪HH‬ة ع‪HH‬ام ‪ 1975‬حيث ق‪HH‬ومت بعض األوراق املالي‪HH‬ة حبق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة كم‪HH‬ا‬
‫ع‪HH‬رفت بعض البن‪HH‬وك بقب‪HH‬ول ودائ‪HH‬ع مقيم‪HH‬ة على أس‪HH‬اس حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة وه‪HH‬ذا كل‪HH‬ه من أج‪HH‬ل‬
‫مواجهة أخطار تقلبات أسعار الصرف‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬إصالح النظام النقدي الدولي‪:‬‬
‫يف ظ‪HH‬ل الص‪HH‬عوبات واألزم‪HH‬ات ال‪HH‬يت واجهت العدي‪HH‬د من دول الع‪HH‬امل وخاص‪HH‬ة النامي‪HH‬ة‬
‫منه‪HH H‬ا من وراء االختالالت ال‪HH H‬يت اكتنفت النظ‪HH H‬ام النق‪HH H‬دي ال‪HH H‬دويل ع‪HH H‬رب مراحل‪HH H‬ه املختلف‪HH H‬ة‪ .‬وبس‪HH H‬بب‬
‫اس‪HH‬تمرار جتاه‪HH‬ل مص‪HH‬احل ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة من ط‪HH‬رف ال‪HH‬دول الك‪HH‬ربى يف إط‪HH‬ار العالق‪HH‬ات النقدي‪HH‬ة الدولي‪HH‬ة‬
‫وسعي دائم إىل إنشاء نظام نقدي دويل يتماشى مع مصاحل هذه األخرية‪ .‬فأمام هذا الوضع تفطنت‬
‫ال ‪HH H‬دول النامي ‪HH H‬ة إىل ض ‪HH H‬رورة إص ‪HH H‬الح ه ‪HH H‬ذا النظ ‪HH H‬ام وجعل ‪HH H‬ه أك ‪HH H‬ثر مالئم ‪HH H‬ة وس ‪HH H‬المة‪ .‬فق ‪HH H‬دمت بعض‬
‫االقرتاحات والتوصيات اليت سوف نعرضها تبعا منذ هناية اخلمسينات وإىل الوقت احلاضر‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫(‪ 1‬مقترح مجموعة األربع وعشرون‪ :‬عربت هذه اجملموعة عن وجهة نظر األقطار‬
‫النامي‪HH H‬ة بإص‪HH H‬الح النظ‪HH H‬ام النق‪HH H‬دي ال‪HH H‬دويل (هي أقط‪HH H‬ار أعض‪HH H‬اء من آس‪HH H‬يا‪ ،‬إفريقي‪HH H‬ا‪ ،‬أمريك‪HH H‬ا الالتيني‪HH H‬ة)‬
‫وتركزت مطالبها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ض ‪HH‬رورة تض ‪HH‬مني النظ ‪HH‬ام املذكور ك ‪HH‬ل م ‪HH‬ا ي ‪HH‬ؤمن من زي ‪HH‬ادة املس ‪HH‬اعدات اإلمنائي ‪HH‬ة‬
‫واحلصص يف الوكاالت الدولية وخاصة صندوق النقد الدويل وحتسني إجراءات التصويت فيها‪.‬‬
‫‪ -‬إزالة عوائق احلماية إزاء جتارة هذه األقطار باألسواق الغربية‪.‬‬
‫‪ -‬األخ‪HH‬ذ بعني االعتب‪HH‬ار مش‪HH‬اكل ه‪HH‬ذه األقط‪HH‬ار املتعلق‪HH‬ة بالتج‪HH‬ارة وأس‪HH‬عار الص‪HH‬رف‬
‫وحركة رؤوس األموال‪.‬‬
‫(‪ 2‬مش‪PP‬روع ت‪PP‬ريفن (‪ : )Triffin‬ويق ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ي خب ‪H‬ل ‪HH‬ق ب ‪H‬ن ‪HH‬ك مر ‪H‬ك ‪HH‬زي ‪H‬ع ‪HH‬املي و ‪H‬ت ‪HH‬دويل‬
‫االحتياطات النقدية بطريقة تعىن بأغراض تعزيز التجارة الدولي‪HH‬ة من جه‪HH‬ة وأغ‪HH‬راض التنمي‪HH‬ة من جه‪HH‬ة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫(‪ 3‬مشروع بون شتاين‪ :‬ويرتكز حول تغيري وتطوير آلية صندوق النقد الدويل‪.‬‬
‫(‪ 4‬مش‪PP‬روع اتف‪PP‬اق جامايك‪PP‬ا ‪ :1976‬ومف‪HH‬اده مطالب‪HH‬ة األقط‪HH‬ار الرأمسالية الص‪HH‬ناعية‬
‫بزيادة منح األقطار النامية من حقوق السحب اخلاصة يف صندوق النقد الدويل بواقع ‪.%50‬‬
‫(‪ 5‬مبادرة أروشا (‪ :)The Arusha initiative‬وهذه املبادرة يف شكل إعالن صدر‬
‫عن االجتم ‪HH‬اع ال ‪HH‬دويل ال ‪HH‬ذي عق ‪HH‬د يف مدين ‪HH‬ة أروش ‪HH‬ا بتنزاني ‪HH‬ا هبدف التوص ‪HH‬ل إىل جمموع ‪HH‬ة من املب ‪HH‬ادئ‬
‫ص ‪HH H‬اد ال ‪H‬ع ‪HH H‬املي عمو ‪H‬م ‪HH H‬ا‪ .‬واألق ‪H‬ط ‪HH H‬ار النام ‪H‬ي ‪HH H‬ة‬
‫ص ‪HH H‬لحة االقت ‪H‬‬
‫واأل ‪H‬س ‪HH H‬س لن ‪H‬ظ ‪HH H‬ام ن ‪H‬ق ‪HH H‬دي دويل جد ‪H‬ي ‪HH H‬د خيدم م ‪H‬‬
‫خصوص ‪HH‬ا‪ .‬ونط ‪HH‬ة االنطالق األساس ‪HH‬ية يف ه ‪HH‬ذه املب ‪HH‬ادرة هي ال ‪HH‬دعوة املوجه ‪HH‬ة لألمم املتح‪HH‬دة بض ‪HH‬رورة‬
‫عقد مؤمتر دويل للبحث يف الشؤون النقدية واملالية الدولية مبعزل عن ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل للتح‪HH‬رر‬
‫من جمموع ‪HH‬ة (‪ )G10‬وت ‪HH‬رى ه ‪HH‬ذه املب ‪HH‬ادرة أن هن ‪HH‬اك ه ‪HH‬دفني ج ‪HH‬وهريني بتع ‪HH‬يني على النظ ‪HH‬ام اجلدي ‪HH‬د أن‬
‫حيقها ومها‪:‬‬
‫‪ -‬حتقيق االستقرار النقدي العاملي واحملافظة على مستويات مقبولة للتوظيف والنم‪H‬و‬
‫وكبح االجتاهات التضخمية واالنكماشية يف االقتصاد العامي‪.‬‬
‫‪ -‬دعم عملية التنمية العاملية يف األقطار النامية‪.‬‬
‫ولتحقيق هذه اهلداف اقرتح جمموعة من اآلليات‪:‬‬

‫‪23‬‬
‫دميقراطية اإلدارة والرقابة على النظام النقدي الدويل اجلديد‪.‬‬
‫ت‪HH‬وافر ص‪HH‬فة العاملي‪HH‬ة للنظ‪HH‬ام املذكور من خالل مش‪HH‬اركة كاف‪HH‬ة أقط‪HH‬ار الع‪HH‬امل يف ت‪HH‬دويل التج‪HH‬ارة‬
‫واملدفوعات‪.‬‬
‫إصدار عملة دولية جديدة تكون مقبولة للوفاء باملعامالت الدولية‪.‬‬
‫إضافة إىل ذلك البد من سلطة أو مؤسسة نقدية دولية إلدارة هذا النظام‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن املتتبع للنظام النقدي العاملي من‪H‬ذ أول م‪H‬ا ط‪H‬رحت فك‪H‬رة إنش‪H‬اء نظ‪H‬ام نق‪H‬دي دويل‬
‫يعمل على توفري السيولة الدولية ويشرف على عمليات املبادلة التجارية بني أقطار العامل يالحظ أن‬
‫هن‪HH‬اك تغ‪HH‬ريات وحتوالت وب‪HH‬روز العدي‪HH‬د من العناص‪HH‬ر اجلدي‪HH‬دة في‪HH‬ه وذل‪HH‬ك ملواكب‪HH‬ة خمتل‪HH‬ف املس‪HH‬تجدات‬
‫الدولي‪HH H‬ة السياس‪HH H‬ية واالقتص‪HH H‬ادية فبع‪HH H‬دنا ك‪HH H‬ان يعم‪HH H‬ل وف‪HH H‬ق قاع‪HH H‬دة ال‪HH H‬ذهب وال‪HH H‬يت مكنت من حتقي‪HH H‬ق‬
‫االستقرار الدويل االقتصادي وك‪H‬ذلك مثل‪H‬ه عنص‪H‬ر انتق‪H‬ايل‪ ،‬فبع‪H‬دما ك‪H‬ان التعام‪H‬ل بني ال‪H‬دول يف اجملال‬
‫التج‪HH‬اري يتم وف‪HH‬ق نظ‪HH‬ام املقايض‪HH‬ة أص‪HH‬بح التعام‪HH‬ل يتم وف‪HH‬ق قاع‪HH‬دة ال‪HH‬ذهب (مبادل‪HH‬ة ال‪HH‬ذهب) مما أعطى‬
‫نظ‪HH‬ام ثق‪HH‬ة يف النظ‪HH‬ام النق‪HH‬دي ال‪HH‬دويل‪ .‬وبع‪HH‬د س‪HH‬قوط نظ‪HH‬ام ال‪HH‬ذهب مل يع‪HH‬د يس‪HH‬تطع مواجه‪HH‬ة املتغ‪HH‬ريات‬
‫العاملي‪HH‬ة اجلدي‪HH‬دة (توس‪HH‬ع يف اإلص‪HH‬دار النق‪HH‬دي) وحتول الع‪HH‬امل إىل نظ‪HH‬ام آخ‪HH‬ر يرتك‪HH‬ز على عمل‪HH‬ة واح‪HH‬دة‬
‫وهي الدوالر وحىت هذا النظام مل يكن ذلك النظام املثايل الذي كانت تطمح ل‪H‬ه دول الع‪H‬امل فس‪H‬قط‬
‫حتت أزمات مالية‪ .‬فجاء نظام تعومي العمالت وترك العمالت لقوى السوق (الع‪HH‬رض والطلب)‪ .‬إن‬
‫ه‪HH‬ذه األش‪HH‬كال املتالحق‪HH‬ة من قاع‪HH‬دة إىل أخ‪HH‬رى ال يع‪HH‬ين أن ك‪HH‬ل نظ‪HH‬ام ك‪HH‬ان ميث‪HH‬ل قطع‪HH‬ة تام‪HH‬ة م‪HH‬ع من‬
‫سبقه من أنظمة وإمنا كان لديه حلقة وصل ب‪H‬ه ب‪H‬أي ش‪H‬كل من أش‪H‬كال فنظ‪H‬ام ال‪H‬دوالر أخ‪H‬ذ اس‪H‬تقرار‬
‫أس‪HH‬عار لص‪HH‬رف من نظ‪HH‬ام ال‪HH‬ذهب وك‪HH‬ذلك تع‪HH‬ومي العمالت ج‪HH‬اء حبل‪HH‬ول من أج‪HH‬ل ح‪HH‬ل مش‪HH‬كلة النظ‪HH‬ام‬
‫النقدي الدويل‪.‬‬
‫وحىت الصورة اليت وصل إليها النظام النقدي ال‪H‬دويل ال تعت‪H‬رب تل‪H‬ك الص‪H‬ورة املكتمل‪H‬ة‬
‫وإمنا مازالت تتشكل وقد يعرف تغريا جذريا‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫م ‪HH‬دحت ص ‪HH‬ادق ( النق ‪HH‬ود وعملي ‪HH‬ات الص ‪HH‬رف األجن ‪HH‬يب) الطبع ‪HH‬ة األوىل الق ‪HH‬اهرة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1997‬‬
‫عرفات تقي احلسين (التمويل الدويل) الطبعة األوىل‪ ،‬جمداوي‪ ،‬األردن ‪.1999‬‬ ‫‪-‬‬
‫حمم ‪HH‬د دوي ‪HH‬دار‪ ،‬أس ‪HH‬امة الغ ‪HH‬ويل ( مب ‪HH‬ادئ االقتص ‪HH‬اد النق ‪HH‬دي) دار اجلامع ‪HH‬ة اجلدي ‪HH‬دة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.2003‬‬
‫حمم ‪HH‬د بن وزي ‪HH‬ان‪ ،‬الط ‪HH‬اهر زي ‪HH‬اين ( األورو وسياس ‪HH‬ة س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف يف اجلزائ ‪HH‬ر)‬ ‫‪-‬‬
‫ملتقى وطين (البليدة ‪ 22-21‬ماي ‪.)2002‬‬
‫ص‪HH‬بعي ت‪HH‬ادرس حربل‪HH‬ة‪ ،‬أمحد رمض‪HH‬ان (اقتص‪HH‬اديات النق‪HH‬ود والبن‪HH‬وك) دار اجلامع‪HH‬ة‬ ‫‪-‬‬
‫‪.1990‬‬
‫‪En français :‬‬
‫‪-Michelle de Mourgues « La monnaie système financier et théorie‬‬
‫‪monétaire » 3 édition paris 1992.‬‬
‫‪- www.google .com (PDF).‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ -0‬مقدمـة‬
‫النظريات المفسرة لسعر الصرف‪.‬‬ ‫‪-I‬‬
‫‪ -II‬النماذج القياسية المحددة لسعر‬
‫الصرف‪.‬‬
‫‪ -III‬سياسات سعر الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬خالصـة‬

‫‪26‬‬
‫‪ -0‬مقدمة‪:‬‬
‫ص ‪HH‬اديا ‪H‬ش ‪HH‬ديد احلسا ‪H‬س ‪HH‬ية لل ‪H‬م ‪HH‬ؤثرات الداخل ‪H‬ي ‪HH‬ة واخلارج ‪H‬ي ‪HH‬ة ال ‪H‬س ‪HH‬يما أ ‪H‬م ‪HH‬ام‬ ‫يع ‪H‬ت ‪HH‬رب ‪H‬س ‪HH‬عر مت ‪H‬غ ‪HH‬ريا اقت ‪H‬‬
‫اتساع دور التجارة اخلارجية يف التنمية االقتصادية‪ ،‬وتطور أس‪HH‬واق املال الدولي‪HH‬ة‪ ،‬ل‪HH‬ذلك فيظه‪HH‬ر ه‪HH‬ذا‬
‫ص ‪HH‬ادية األخ ‪HH‬رى‪ ،‬باعت ‪H‬ب ‪HH‬اره‬ ‫ض ‪HH‬مونه ومدلو ‪H‬ل ‪HH‬ه عن املت ‪H‬غ ‪HH‬ريات االقت ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬عر خمتل ‪HH‬ف‪ ،‬اختال ‪H‬ف ‪HH‬ا ج ‪HH‬ذريا يف م ‪H‬‬ ‫ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬عر‬ ‫ض ‪HH‬افة إىل ذ ‪H‬ل ‪HH‬ك‪ ،‬ف ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬اديات الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬ومقيا ‪H‬س ‪HH‬ا ها ‪H‬م ‪HH‬ا حلجم معامالهتا‪ ،‬باإل ‪H‬‬ ‫حل ‪H‬ق ‪HH‬ة ر ‪H‬ب ‪HH‬ط بني االقت ‪H‬‬
‫ص ‪HH H‬اد الكلي من خالل عالق ‪H‬ت ‪HH H‬ه املبا ‪H‬ش ‪HH H‬رة و ‪H‬غ ‪HH H‬ري املبا ‪H‬ش ‪HH H‬رة‬ ‫ص ‪HH H‬رف ‪H‬ل ‪HH H‬ه ا ‪H‬ث ‪HH H‬ر وا ‪H‬س ‪HH H‬ع على ‪H‬ت ‪HH H‬وازن االقت ‪H‬‬
‫ال ‪H‬‬
‫باملؤش ‪HH‬رات االقتص ‪HH‬ادية الكلي ‪HH‬ة‪ ،‬واملتمثل‪HH‬ة يف مع ‪HH‬دل التض ‪HH‬خم‪ ،‬مع ‪HH‬دل منو ورص‪HH‬يد م ‪HH‬يزان املدفوعات‪،‬‬
‫بذلك أصبح سعر الص‪H‬رف يكتس‪H‬ب أمهي‪H‬ة بالغ‪H‬ة‪ ،‬ك‪H‬أداة من أدوات االقتص‪H‬اد الكلي‪ ،‬رغم أن درج‪H‬ة‬
‫تأثريها يف االقتصاد ختتلف باختالف نظم الصرف املتبعة الذي يعود إىل تباين حمددات كل نظام‪.‬‬
‫خالل الفرتة ‪ 1960-1950‬كانت النظرية تدور حول املقارنة بني أنظمة أسعار الص‪HH‬رف‬
‫ص ‪HH‬فة‬ ‫ص ‪HH‬رف ب ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬ادية‪ ،‬و ‪H‬ق ‪HH‬د ت ‪H‬ط ‪HH‬ورت نظر ‪H‬ي ‪HH‬ات ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬ ‫الثاب ‪H‬ت ‪HH‬ة واملر ‪H‬ن ‪HH‬ة‪ ،‬من وج ‪H‬ه ‪HH‬ة ن ‪H‬ظ ‪HH‬ر السيا ‪H‬س ‪HH‬ة االقت ‪H‬‬
‫س ‪HH‬بعينات ب ‪H‬ع ‪HH‬د اهن ‪H‬ي ‪HH‬ار ن ‪H‬ظ ‪HH‬ام "برو ‪H‬ت ‪HH‬ون وودز"‪ ،‬وا ‪H‬ل ‪HH‬ذي ‪H‬س ‪HH‬بب ‪H‬ه ‪HH‬زات قو ‪H‬ي ‪HH‬ة يف أ ‪H‬س ‪HH‬عار‬ ‫س ‪HH‬تمرة م ‪H‬ن ‪HH‬ذ ال ‪H‬‬ ‫م ‪H‬‬
‫الصرف‪.‬‬
‫فبعد عشرية كاملة من اإلسراف النظري‪ ،‬امتازت فرتة الثمانين‪HH‬ات خبيب‪HH‬ة كب‪HH‬رية لس‪HH‬وء تط‪H‬ابق‬
‫النم‪HH‬اذج املخربي‪HH‬ة م‪HH‬ع الواق‪HH‬ع‪ ،‬ويف ه‪HH‬ذا املق‪HH‬ام س‪HH‬وف نتط‪HH‬رق يف فص‪HH‬لنا ه‪HH‬ذا إىل دراس‪HH‬ة تط‪HH‬ور نظري‪HH‬ة‬
‫سعر الصرف‪.‬‬
‫ص ‪HH‬نا‬
‫ص ‪HH‬رف‪ ،‬وخص ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬رة ل ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬نا املبحث األول إىل ت ‪H‬ق ‪HH‬دمي أهم النظر ‪H‬ي ‪HH‬ات املف ‪H‬‬ ‫ف ‪H‬ق ‪HH‬د خص ‪H‬‬
‫املبحث الث ‪HH‬اين إىل دراس ‪HH‬ة خمتل ‪HH‬ف النم ‪HH‬اذج القياس ‪HH‬ية احملددة لس ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف‪ ،‬ومنه ‪HH‬ا النم ‪HH‬اذج النقدي ‪HH‬ة‬
‫والنم‪HH‬اذج املتعلق‪HH‬ة باألس‪HH‬واق املالي‪HH‬ة وأخ‪HH‬ريا منوذج ‪ Mondel-fleming‬ال‪HH‬ذي يعت‪HH‬رب منوذج‪HH‬ا قريب‪HH‬ا من‬
‫الواقع والذي يدرس حالة التوازن الكلي يف االقتصاد‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أم‪HH‬ا املبحث الث‪HH‬الث فق‪HH‬د خصص‪HH‬ناه لدراس‪HH‬ة سياس‪HH‬ات س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‪ ،‬وركزن‪HH‬ا نوع‪HH‬ا م‪HH‬ا على‬
‫سياسة ختفيض العملة واليت تعد من أهم ميكانيزمات سعر الصرف مث سياسة الرقابة على الصرف‪.‬‬

‫‪ -I‬النظريات المفسرة لسعر الصرف‪:‬‬


‫إن تع‪HH H‬دد األنظم‪HH H‬ة النقدي‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت اختذت مق‪HH H‬اييس خمتلف‪HH H‬ة‪ ،‬يتم على أساس‪HH H‬ها اختي‪HH H‬ار القاع‪HH H‬دة‬
‫النقدية‪ ،‬هذا باإلضافة إىل اختالف املؤشرات االقتصادية واملالية املقدمة يف حتديد قيم‪HH‬ة العمل‪HH‬ة‪ ،‬أدى‬
‫إىل تعدد النظريات املفسرة لتكوين سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ -I-1‬نظرية تعادل القوة الشرائية‪La partie des pouvoirs d’achat (P.P.A) :‬‬
‫يعود أصل نظرية تعادل الق‪HH‬وة الش‪HH‬رائية إىل االقتص‪HH‬ادي الس‪HH‬ويدي "‪،"GUSTAV CASSEL‬‬
‫الذي قام بصياغتها عام ‪ ،1922‬عندما أص‪H‬در كت‪H‬اب بعن‪H‬وان "النق‪H‬ود وأس‪H‬عار الص‪H‬رف األجن‪H‬يب بع‪H‬د‬
‫عام ‪.1"1914‬‬
‫يرى "‪ "GUSTAV CASSEL‬أن سعر أية عملة يتحدد وفق قوهتا الشرائية يف السوق احمللية‬
‫ح ‪HH‬دد تب ‪H‬ع ‪HH‬ا للعال ‪H‬ق ‪HH‬ة بني‬
‫س ‪HH‬بة مب ‪H‬ق ‪HH‬درهتا يف األ ‪H‬س ‪HH‬واق اخلارج ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬ومن مث ‪H‬ف ‪HH‬إن العال ‪H‬ق ‪HH‬ة بني عم ‪H‬ل ‪HH‬تني تت ‪H‬‬
‫بالن ‪H‬‬
‫مستويات األسعار السائدة يف كل من الدولتني‪ ،‬ومنه فإن التغريات اليت حتدث على مس‪HH‬توى أس‪HH‬عار‬
‫الصرف تعكس التباين يف األسعار النسبية لكال الدولتني‪ ،2‬أما سعر التوازن الذي يستقر عنده س‪HH‬عر‬
‫الصرف يف زمن معني يعين تساوي القوة الشرائية للعملتني‪.‬‬
‫وتعتمد هذه النظرية على الصيغ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬الصيغة املطلقة‪.‬‬
‫‪ ‬الصيغة النسبية‪.‬‬
‫‪ ‬الصيغة النقدية‪.‬‬
‫‪ -I-1-1‬الصيغة المطلقة‪:‬‬
‫‪La (P.P.A) Absolue‬‬
‫تعت‪HH‬رب ه‪HH‬ذه الص‪HH‬يغة امت‪HH‬دادا لق‪HH‬انون الس‪HH‬عر الوحي‪HH‬د*‪ ،‬وال‪HH‬يت تف‪HH‬رتض أن الس‪HH‬وق تام‪HH‬ة‪ ،‬وغي‪HH‬اب‬
‫احلواجز اجلمركية أمام حركات السلع‪ ،‬إضافة إىل أن املعلوم‪H‬ات تام‪H‬ة االنتق‪H‬ال‪ ،‬وت‪H‬وافر س‪H‬وق دولي‪H‬ة‬
‫‪ 1‬حمدي عبد العظيم "اإلصالح االقتصادي في الدول العربية بين سعر الصرف والموازنة العامة"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪2‬‬
‫‪PEYRARD JOSETTE, « Risque de change », librairie vuibert paris 1986.‬‬
‫* تميز قانون السعر الوحيد بالبساطة لكون التحكم الدولي يقوم على أساس التعادل بين السلع المتشابهة إذا عبر عنها بعملة واحدة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫يف ظل املنافسة‪ ،‬فضال عن جتانس السلع يف كل البلدان‪.‬‬
‫وتبني هذه الصيغة أن سعر الصرف التوازين لعملتني خمتلف‪HH‬تني يس‪HH‬اوي العالق‪HH‬ة بني مس‪HH‬تويات‬
‫‪1‬‬
‫األسعار‪ ،‬أي أن القوة الشرائية لعملة ما‪ ،‬هي مماثلة لقوهتا الشرائية يف بلد آخر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ : et‬سعر الصرف الذي حيدد عملة أجنبية بالنسبة للعملة احمللية‪.‬‬
‫‪ :‬مستوى األسعار احمللية‪.‬‬
‫‪ :‬مستوى األسعار األجنبية‪.‬‬
‫علما أن‪:‬‬

‫‪ :‬الوزن الرتجيحي اخلاص بالسلع املتبادلة بني البلدين (‪.)i‬‬


‫إن وج‪HH H H‬ود بعض تك‪HH H H‬اليف النق‪HH H H‬ل‪ ،‬وبعض القي‪HH H H‬ود املتعلق‪HH H H‬ة بالتج‪HH H H‬ارة اخلارجي‪HH H H‬ة مث‪HH H H‬ل التعريف‪HH H H‬ات‬
‫اجلمركي‪HH‬ة‪...‬اخل‪ ،‬وباعتب‪HH‬ار ه‪HH‬ذه العوام‪HH‬ل ثابت‪HH‬ة ع‪HH‬رب ال‪HH‬زمن‪ ،‬فإن‪HH‬ه ميكن ص‪HH‬ياغة املعادل‪HH‬ة ‪ 1‬على النح‪HH‬و‬
‫التايل‪:‬‬
‫’‪1‬‬

‫‪ .I..12‬الصيغة النسبية‪.La PPA Relative )PPAr( :‬‬


‫‪2‬‬
‫على عكس الصيغة املطلقة‪ ،‬فإن الصيغة النسبية تبىن على أساس الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬األخذ بعني االعتبار تكاليف النقل‪.‬‬
‫‪ ‬حرية انتقال املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬إزالة احلواجز التجارية اليت حتد من تكافؤ األسعار معربا عنها بالعملتني‪.‬‬
‫واهتمت الص‪HH‬يغة النس‪HH‬بية بتحدي‪HH‬د س‪HH‬عر الص‪HH‬رف الت‪HH‬وازين من خالل إدراج مؤش‪HH‬ر التض‪HH‬خم‪،‬‬
‫حيث يعمل سعر الصرف االمسي على إلغاء ف‪H‬وراق التض‪H‬خم يف البل‪H‬دين أو مبع‪H‬ىن آخ‪H‬ر‪ ،‬حيق‪H‬ق ت‪H‬وازن‬
‫سعر الصرف عندما يساوي معدل التغري يف سعر الصرف مع التغري يف النسبة بني األسعار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪REDRIGER DORNBUSH « Exchange rate and inflation the ill press » Cambridge. USA 1994. P266.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Hevé Moly ; céline. Pringint ; nécolat sobazile. Economie de Mérision N° 123-124 ; 1996. P02 .‬‬

‫‪29‬‬
‫إذن وبإدخال اللوغاريتم على املعادلة ‪ ’1‬حنصل على‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫وإذا عربنا عن املعادلة ‪ 1‬بالتغري حنصل على‪:‬‬


‫‪3‬‬
‫املعادل ‪HH‬ة ‪ :3‬ت ‪HH‬بني أن اخنف ‪HH‬اض نس ‪HH‬بة س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف االمسي يس ‪HH‬اوي إىل ف ‪HH‬رق مس ‪HH‬توى التض ‪HH‬خم بني‬
‫البلد حمل الدراسة والبلد األجنيب‪.‬‬
‫إذن تنطلق هذه الصيغة من مبدأ أن البلدان صاحبة مع‪H‬دالت تض‪H‬خم عالي‪H‬ة‪ ،‬مقارن‪H‬ة بال‪H‬دول املتعامل‪H‬ة‬
‫معها تقبل بتدهور قيمة عملتها مقابل عمالت هذه الدول‪ ،‬مما يؤثر على مبادالهتا التجارية‪.‬‬

‫‪ .I..13‬الصيغة النقدية‪)PPAM( :‬‬


‫إن نظري‪HH‬ة تع‪HH‬ادل الق‪HH‬وة الش‪HH‬رائية ق‪HH‬د ظه‪HH‬رت عن‪HH‬د النق‪HH‬ديني يف ق‪HH‬الب آخ‪HH‬ر‪ ،‬إال أن املب‪HH‬دأ وه‪HH‬و‬
‫قانون السعر الوحيد بقي على حاله‪.‬‬
‫واالختالف الذي متيز به النقديني هو وجوب التفرقة بني نوعني يف السلع‪.‬‬
‫فهن‪HH H‬اك س‪HH H‬لعا مت‪HH H‬اجر هبا دولي‪HH H‬ا‪ ،‬وس‪HH H‬لعا غ‪HH H‬ري مت‪HH H‬اجر هبا دولي‪HH H‬ا‪ ،‬حيث أث‪HH H‬ر ك‪HH H‬ل من (من‪HH H‬دل‬
‫‪ )MUNDELL‬و(أنكرجيد) و(كلوين جوذ سن)ى أن لكل بلد سلعا منتجة ومس‪HH‬تهلكة وهي س‪HH‬لع‬
‫قابل‪H‬ة للتب‪HH‬ادل‪ ،‬وس‪HH‬لعا غ‪HH‬ري قابل‪H‬ة للتب‪HH‬ادل دولي‪HH‬ا*‪ ،‬وك‪HH‬ل ن‪HH‬وع من الس‪HH‬لع تأخ‪H‬ذ لتك‪HH‬ون مكون‪HH‬ا لألس‪HH‬عار‬
‫‪1‬‬
‫النسبية للسلع‪.‬‬
‫ويقتص‪HH‬ر النق‪HH‬ديون ق‪HH‬انون الس‪HH‬عر الوحي‪HH‬د على الس‪HH‬لع املت‪HH‬اجر هبا دولي‪HH‬ا فق‪HH‬ط‪ ،‬ويف ه‪HH‬ذا الص‪HH‬دد‬
‫يتح‪HH‬دد س‪HH‬عر الص‪HH‬رف من خالل أس‪HH‬عار الس‪HH‬لع احمللي‪HH‬ة (‪ )PT‬وأس‪HH‬عار الس‪HH‬لع األجنبي‪HH‬ة (‪ )*PT‬املت‪HH‬اجر‬
‫ص ‪HH‬رف‬ ‫هبا دول ‪H‬ي ‪HH‬ا‪ ،‬و ‪H‬ه ‪HH‬ذا ‪H‬ب ‪HH‬افرتاض كم ‪HH‬ال ت ‪H‬ك ‪HH‬اليف الن ‪H‬ق ‪HH‬ل للر ‪H‬س ‪HH‬وم اجلمرك ‪H‬ي ‪HH‬ة و ‪H‬ب ‪HH‬ذلك يتح ‪HH‬دد ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫‪2‬‬
‫بالصيغة الرياضية كما يلي‪:‬‬
‫[‪]4‬‬
‫وللقي‪HH‬ام بتحدي‪HH‬د األس‪HH‬عار احمللي‪HH‬ة (‪ )P‬ال‪HH‬يت تتض‪HH‬من الس‪HH‬لع املت‪HH‬اجر هبا دولي‪HH‬ا‪ ،‬وحتدي‪HH‬د األس‪HH‬عار‬
‫األجنبية املتعلقة بالسلع املتاجر هبا دوليا (‪ ،)P*T‬للتعبري عن األسعار احمللية‪.‬‬
‫تشتمل السلع غير متبادل بها دوليا‪ ،‬سلعا تتميز بخصائص تتعلق بذوق المستهلكين‪ ،‬وبطبيعة السلع في حد ذاتها‪ ،‬مثل السكنات‪ ،‬تكاليف النقل‪،‬‬ ‫*‬

‫‪...‬الخ‪ ،‬وهي سلع تختلف أهميتها النسبية في مستويات أسعار البلدان المتاجرة في السوق العالمية‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪RUDIRER DURUNBUSH ; « Exchange rate and inflation, the mill » press, Cambridge. U.S.A 1994, P12.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪BERTRAND NEZEYS ; « les politiques de compétitivité » Edition économica.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪1‬‬
‫نضع املعادالت الرياضية التالية‪:‬‬
‫[‪]5‬‬
‫‪ :‬حصة السلع املتاجر هبا دوليا‪ ،‬من جمموع السلع املنتجة حمليا‪.‬‬
‫األسعار األجنبية يعرب عنها كالتايل‪:‬‬

‫[‪]6‬‬
‫*‪ :‬حصة السلع املتاجر هبا دوليا‪ ،‬يف جمموع السلع املنتجة يف البلد األجنيب‪.‬‬
‫نف ‪HH‬رتض أن (‪ )β‬ه ‪HH‬و الس ‪HH‬عر النس ‪HH‬يب الت ‪HH‬وازين بني الس ‪HH‬لع احمللي ‪HH‬ة غ ‪HH‬ري املت ‪HH‬اجر هبا دولي ‪HH‬ا والس ‪HH‬لع‬
‫احمللية املتاجر هبا دوليا أي أن‪:‬‬

‫والسلع احمللية الغري متاجر هبا دوليا ميكن التعبري عنها كاآليت‪:‬‬
‫[‪]7‬‬
‫واالفرتاض أن (*‪ )β‬هو السعر النسيب التوازين بني السلع األجنبية يتم االجتار هبا دوليا‪.‬‬
‫والسلع األجنبية املتاجر هبا دوليا أي أن‪:‬‬

‫والسلع األجنبية غري متاجر هبا دوليا ميكن التعبري عنها كاآليت‪:‬‬
‫[‪]8‬‬
‫ويك‪H‬ون ك‪H‬اآليت يف مس‪H‬توى األس‪H‬عار ال‪H‬ذي ميكن تعريف‪H‬ه من خالل األس‪H‬عار املت‪H‬اجر هبا دولي‪H‬ا‬
‫للسلع احمللية فقط كالتايل‪:‬‬

‫[‪]9‬‬
‫واألسعار األجنبية للسلع املتاجر هبا دوليا هي كالتايل‪:‬‬

‫[‪]10‬‬

‫عدنان عباس علي‪" ،‬المنهج النقدي في القوى المتحكم?ة في س?عر الص?رف" مجل?ة العل?وم االجتماعي?ة تص?در عن مجلس النش?ر العلمي‪ ،‬جامع?ة‬ ‫‪1‬‬

‫الكويت مجلد ‪ ،7‬العدد ‪ ،1999 ،4‬ص‪.70‬‬

‫‪31‬‬
‫بالتعويض‪:‬‬
‫وبالتايل حنصل على‪:‬‬
‫‪ -‬مستوى األسعار احمللية‪:‬‬
‫[‪]11‬‬
‫[‪]12‬‬ ‫‪ -‬مستوى األسعار احمللية‪:‬‬

‫وبتعويض املعادلة [‪ ]11‬يف املعادلة [‪ ]12‬يف املعادلة [‪ ،]4‬يصبح لدينا‪:‬‬


‫سعر الصرف كما يلي‪:‬‬

‫[‪]13‬‬
‫وتوض‪HH‬ع املعادل‪HH‬ة [‪ ،]13‬أن س‪HH‬عر الص‪HH‬رف األجن‪HH‬يب يتح‪HH‬دد من خالل نس‪HH‬بة ملس‪HH‬توى األس‪HH‬عار‬
‫احمللية إىل مستوى األس‪H‬عار األجنبي‪H‬ة‪ ،‬من خالل األمهي‪H‬ة النس‪H‬بية للس‪H‬لع غ‪H‬ري مت‪H‬اجر هبا دولي‪H‬ا *‪ ‬و*‪β‬‬
‫و‪.β‬‬
‫ص ‪HH‬رف‬‫ض ‪HH‬خم ي ‪H‬ك ‪HH‬ون من خالل ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬رف والت ‪H‬‬
‫ويع ‪H‬ت ‪HH‬رب الن ‪H‬ق ‪HH‬ديون أن العال ‪H‬ق ‪HH‬ة بني ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫احلقيقي الذي يعرب عن املؤش‪H‬ر األك‪H‬ثر ت‪H‬أثريا يف الق‪H‬درة التنافس‪H‬ية لالقتص‪H‬اد يرتب‪H‬ط تغ‪H‬ري س‪H‬عر الص‪H‬رف‬
‫مبعدل التضخم احمللي الذي يؤثر مثيله األجنيب‪ ،‬ويتحقق سعر الصرف التوازين من ه‪HH‬ذا املنطل‪H‬ق‪ ،‬من‬
‫خالل اشتقاق املعادلة [‪ ]13‬حيث‪:‬‬
‫و ‪ :‬هو ثابت‪.‬‬
‫س ‪HH‬توى األ ‪H‬س ‪HH‬عار ‪H‬ي ‪HH‬ؤثر يف‬
‫ض ‪HH‬خم أو م ‪H‬‬ ‫إن ‪H‬م ‪HH‬ا ميكن مالحظ ‪H‬ت ‪HH‬ه من املعاد ‪H‬ل ‪HH‬ة أعاله‪ ،‬أن م ‪H‬ع ‪HH‬دل الت ‪H‬‬
‫سعر الص‪H‬رف الت‪H‬وازين ذل‪H‬ك أن س‪H‬عر الص‪H‬رف األجن‪H‬يب‪ ،‬س‪H‬ريتفع مبق‪H‬دار ويف‪H‬وق نس‪H‬بة التض‪H‬خم احمللي‬
‫إىل مثيل‪HH‬ه األجن‪HH‬يب أو أن‪HH‬ه س‪HH‬ينخفض يف حال‪HH‬ة بق‪HH‬اء مع‪HH‬دل التض‪HH‬خم احمللي دون مع‪HH‬دل التض‪HH‬خم احمللي‬
‫دون معدل التضخم األجنيب‪.‬‬
‫رغم أن الص‪H‬يغة النقدي‪H‬ة‪ ،‬ك‪H‬انت أك‪H‬ثر الص‪H‬يغ النظري‪H‬ة ال‪H‬يت أعطت تفس‪H‬ريا مقنع‪H‬ا بش‪H‬أن حتدي‪H‬د‬
‫س ‪HH H‬تويات األ ‪H‬س ‪HH H‬عار‪ ،‬إال أن الوا ‪H‬ق ‪HH H‬ع احمللي يثبت ‪H‬ع ‪HH H‬دم ص‪HH H‬حتها‬
‫ص ‪HH H‬رف ال ‪H‬ت ‪HH H‬وازين من خالل م ‪H‬‬
‫‪H‬س ‪HH H‬عر ال ‪H‬‬
‫املطلقة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ .I..14‬االختيار (اإلثبات) التجريبي لنظرية تعادل القوة الشرائية‪)PPA( :‬‬
‫‪.La validité empirique de la PPA‬‬
‫ص ‪HH H‬ر‬
‫س ‪HH H‬يطية‪ ،‬باعت ‪H‬ب ‪HH H‬ار أهنا هت ‪H‬م ‪HH H‬ل بعض العنا ‪H‬‬ ‫ش ‪HH H‬رائية‪ ،‬نظر ‪H‬ي ‪HH H‬ة تب ‪H‬‬ ‫تبقى نظر ‪H‬ي ‪HH H‬ة ت ‪H‬ع ‪HH H‬ادل ال ‪H‬ق ‪HH H‬وة ال ‪H‬‬
‫الضرورية‪ ،‬واآلليات األساسية املتعلقة مبجموع املتغريات ماعدا التباين (التفاضل) التضخمي اخلاص‬
‫بسعر الصرف‪.‬‬
‫لقد قام كل من "‪ "H.JOLY‬و "‪ "AL‬س‪HH‬نة ‪ .1960‬بإحص‪HH‬اء بعض احلدود املوض‪HH‬وعية هلذه‬
‫النظرية‪:‬‬
‫(‪ )1‬ض‪HH H‬عف الفرض‪HH H‬يات املطروح‪HH H‬ة على املس‪HH H‬توى التجري‪HH H‬يب‪ ،‬حيث أن‪HH H‬ه مل يتم التحق‪HH H‬ق من‬
‫ص ‪HH‬ة‪ ،‬وا ‪H‬ل ‪HH‬يت يتم حتد ‪H‬ي ‪HH‬دها‬
‫ج ‪HH‬ات اخلا ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬توى بعض املنت ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬عر الوح ‪H‬ي ‪HH‬د‪ ،‬إال على م ‪H‬‬ ‫‪H‬ق ‪HH‬انون ال ‪H‬‬
‫عامليا (الذهب‪ ،‬البرتول‪ ،‬املعادن‪ ،‬بعض املنتجات الزراعية‪ ...‬اخل)‪.‬‬
‫(‪ )2‬وجود املنتجات املتبادلة وغ‪H‬ري املتبادل‪H‬ة يف س‪H‬لة الس‪H‬لع‪ ،‬وظه‪H‬ور م‪H‬ا يع‪H‬رف عموم‪H‬ا ب‪H‬أثر "‬
‫‪ "BALASSA‬ال‪HH H‬ذي أوض‪HH H‬ح أن س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف احلقيقي ه‪HH H‬و الس‪HH H‬عر املتعل‪HH H‬ق باملنتج‪HH H‬ات‬
‫االقتصادية املتبادلة مقارنة باملنتجات غري املتبادلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أثبتت الدراسات القياسية التجريبية‪ ،‬أن هذه النظرية لن تتحقق إال يف املدى الطويل‪.‬‬
‫لق ‪HH H‬د أش ‪HH H‬ار "‪ "CASSEL‬أن "‪ "PPA‬ال متث ‪HH H‬ل القيم‪HH H‬ة ال ‪HH H‬يت جيب من خالهلا أن ي ‪HH H‬درك س ‪HH H‬عر‬
‫الص‪HH‬رف ك‪HH‬ل س‪HH‬نة‪ ،‬ولكنه‪HH‬ا متث‪HH‬ل القيم‪HH‬ة ال‪HH‬يت من خالهلا جيب أن ميي‪HH‬ل س‪HH‬عر الص‪HH‬رف بع‪HH‬د ف‪HH‬رتة زمني‪HH‬ة‬
‫‪1‬‬
‫معينة‪.‬‬
‫إذن الس‪HH H‬ؤال املط‪HH H‬روح ه‪HH H‬و‪ :‬كم يس‪HH H‬تغرق س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف من ال‪HH H‬وقت ح‪HH H‬ىت يص‪HH H‬ل إىل نقط‪HH H‬ة‬
‫التوازن؟‪.‬‬
‫وه‪HH H H H‬و م‪HH H H H‬ا ناقش‪HH H H H‬ته بالتفص‪HH H H H‬يل نظري‪HH H H H‬ة التكام‪HH H H H‬ل املتزامن "‪ ،"Cointégration‬وإن معظم‬
‫االختبارات املخربية‪ ،‬اعتمدت على العالقة رقم [‪ ،]14‬مادام أن متغ‪HH‬ريات ه‪HH‬ذه املعادل‪HH‬ة غ‪HH‬ري س‪HH‬اكنة‬
‫(ديناميكي‪HH H H H H‬ة)‪ ،‬وق‪HH H H H H‬امت االختب‪HH H H H H‬ارات باس‪HH H H H H‬تغالل ه‪HH H H H H‬ذه الطريق‪HH H H H H‬ة اخلاص‪HH H H H H‬ة بالتكام‪HH H H H H‬ل املتزامن "‬
‫‪2‬‬
‫‪ "Cointégration‬املقرتحة من طرف أجنل "‪ "ENGLE‬وغراجنر "‪ "GRANGER‬سنة ‪.1987‬‬
‫‪1‬‬
‫‪R.MAC DONALD LONG – run Exchanges rate modeling ; a survy of a recent evidence ; imf staff‬‬
‫‪paprs ; VOL42 N°03. (septembre 1995).‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Voir les ouvrages qui traitent de l’économétrie des séries temporelles ; tests que :‬‬
‫‪2-1 W.Enders ; Applied économétrie time séries. John Wiley and sons New-York 1995.‬‬
‫‪2-2 A.Banejée. J. Dolado J.W. Galbraith et D.F. Hendry cointégration error-correction and the‬‬
‫‪econométrie analyse of non stationary data oxford university press, New-York 1993.‬‬

‫‪33‬‬
‫[‪]14‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم سعر الصرف االمسي‪.‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم مستوى األسعار احمللية‪.‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم مستوى األسعار احمللية‪.‬‬
‫التقدير القياسي يأخذ الشكل التايل‪:‬‬
‫[‪]15‬‬
‫س ‪HH‬ب الن ‪H‬ظ ‪HH‬ام (‪H ،)1‬ف ‪HH‬إن ت ‪H‬ق ‪HH‬دير املعاد ‪H‬ل ‪HH‬ة‬
‫إذا ‪H‬ك ‪HH‬انت ‪H‬ك ‪HH‬ل املت ‪H‬غ ‪HH‬ريات يف املعاد ‪H‬ل ‪HH‬ة [‪ ]15‬مدجمة ح ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬رف االمسي واأل ‪H‬س ‪HH‬عار‬ ‫يعت ‪H‬م ‪HH‬د على حتق ‪H‬ي ‪HH‬ق عال ‪H‬ق ‪HH‬ة التكا ‪H‬م ‪HH‬ل املتزامن "‪ "cointégration‬بني ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫النسبية‪.‬‬
‫وق‪HH H H‬د مت ه‪HH H H‬ذا االختب‪HH H H‬ار بطريق‪HH H H‬ة أجنل "‪ "ENGEL‬وغراجنر "‪ "GRANGER‬على مس‪HH H H‬توى‬
‫جانبني أو بطريقة جوهانسن " ‪."JOHANSON‬‬
‫ه‪HH‬ذه النظري‪HH‬ات هي األك‪HH‬ثر دراس‪HH‬ة يف املراج‪HH‬ع األكادميي‪HH‬ة‪ ،‬أم‪HH‬ا إذا ك‪HH‬انت املتغ‪HH‬ريات تكاملي‪HH‬ة‪،‬‬
‫فإننا نستطيع تقدير العالقة رقم [‪ ]15‬عن طريق تصحيح األخطاء‪.‬‬
‫س‪HH H H‬نقوم ب‪HH H H‬اقرتاح تط‪HH H H‬بيق الختي‪HH H H‬ار "‪ "PPA‬مث حتقيق‪HH H H‬ه من "‪ "W.ENDERS‬على املعط ‪H‬ي ‪HH H‬ات‬
‫اخلاصة‪ ،‬باليابان‪ ،‬كندا‪ ،‬أملانيا‪ ،1‬تتطلب الـ‪ "PPA" :‬إستقرارية املتغريات مما يؤدي يف هذه احلالة إىل‬
‫عدم إثباتية الـ‪."PPA" :‬‬
‫لق‪HH‬د أب‪HH‬رزت نظري‪HH‬ة التكام‪HH‬ل املتزامن "‪ ،"cointégration‬طريق‪HH‬ة بديل‪HH‬ة الختب‪HH‬ار إثب‪HH‬ات ه‪HH‬ذه‬
‫وإن "‪"PPA‬‬ ‫النظرية‪ ،‬س‪H‬تحقق م‪H‬ا إذا ك‪H‬انت املش‪H‬اهدة املكون‪H‬ة من ط‪H‬رف تكاملي‪H‬ة م‪H‬ع السلس‪H‬لة‬
‫تدعم وتساند وجود توافق خطي للشكل التايل على املدى الطويل‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫ومهما كانت "‪ "M‬املتغري العشوائي (حد التصادفية)‪ ،‬البد أن تكون مستقرة و‬

‫‪1‬‬
‫‪: W. ENDERS, Applied économetric. Time series Temporelles; john Wiley and sons; New-York 1995.‬‬
‫‪P381.‬‬

‫‪34‬‬
‫إن االختب‪HH H‬ارات ال‪HH H‬يت أجنزت على معطي‪HH H‬ات الياب‪HH H‬ان‪ ،‬كن‪HH H‬دا وأملاني‪HH H‬ا واملتناس‪HH H‬بة م‪HH H‬ع معطي‪HH H‬ات‬
‫الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة األمريكي‪HH‬ة يف الف‪HH‬رتة (‪ )1971-1960‬و(‪ )1988-1973‬أثبتت أن املتغ‪HH‬ريات‬
‫مدجمة النظام (‪.)1‬‬ ‫و‬
‫على ‪ ،‬وإن "‪"PPAA‬‬ ‫هتتم املرحل‪HH H H‬ة املوالي‪HH H H‬ة بتق‪HH H H‬دير عالق‪HH H H‬ة الت‪HH H H‬وازن باحندار‬
‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫مع‬ ‫املطلقة تثبت أن‬
‫وإن التناسب يف األسلوب النسيب ضروري للتأكد من العالقة النسبية بني املتغريين‪.‬‬
‫االحندارات موضحة وملخصة يف اجلدول (‪.)01‬‬
‫باس‪HH‬تعمال طريق‪HH‬ة املربع‪HH‬ات الص‪HH‬غرى "‬ ‫الج‪PP‬دول (‪ :)01‬تق‪HH‬دير العالق‪HH‬ة‪:‬‬
‫‪:"MCO‬‬
‫كندا‬ ‫اليابان‬ ‫ألمانيا‬
‫‪1973-1986‬‬
‫‪0.7749‬‬ ‫‪0.8938‬‬ ‫‪0.5374‬‬
‫(‪)0.0077‬‬ ‫(‪)0.0316‬‬ ‫(‪)0.0415‬‬
‫‪1971-1988‬‬
‫‪1.0809‬‬ ‫‪0.7361‬‬ ‫‪0.6660‬‬
‫(‪)0.0200‬‬ ‫(‪)0.0154‬‬ ‫(‪)0.0262‬‬
‫‪Source : W.Enders ;1995.‬‬
‫جيب اختب ‪HH‬ار إس ‪HH‬تقرارية ح ‪HH‬د التص ‪HH‬ادفية (‪ )Stochastique‬أو املتغ ‪HH‬ري العش ‪HH‬وائي ( ) يف ك ‪HH‬ل‬
‫معادلة احندار‪:‬‬
‫[‪]16‬‬
‫[‪]17‬‬
‫ض ‪HH‬ية‬
‫س ‪HH‬تطيع إمهال ‪H‬ه ‪HH‬ذه الفر ‪H‬‬
‫فإن ‪H‬ن ‪HH‬ا ال ن ‪H‬‬ ‫ض ‪HH‬ية‬
‫إذا ‪H‬ق ‪HH‬امت االخت ‪H‬ب ‪HH‬ارات بالربه ‪H‬ن ‪HH‬ة على الفر ‪H‬‬
‫املعدومة لِـ التكامل املتزامن "‪."cointégration‬‬
‫إذا كان‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫فإنه باملستطاع الوصول إىل أن املتغري العشوائي ليس له ج‪H‬ذر أح‪H‬ادي "‪،"la racine unité‬‬
‫وبالتايل فإن السلسلتني و متكاملتني‪.‬‬
‫لق‪HH‬د ق‪HH‬امت ه‪HH‬ذه االختب‪HH‬ارات ب‪HH‬أن الياب‪HH‬ان خالل مرحل‪HH‬ة س‪HH‬عر الص‪HH‬رف الث‪HH‬ابت‪ ،‬ف‪HH‬إن الفرض‪HH‬ية‬
‫و‬ ‫املعدومة "‪ "non-cointégration‬مت إمهاهلا‪ ،‬إذن يك‪H‬ون ل‪H‬دينا تكام‪H‬ل م‪H‬تزامن بني السلس‪H‬لتني‬
‫‪ ،‬خالل الف‪HH‬رتة [‪ ]1971-1960‬للسالس‪HH‬ل الياباني‪HH‬ة‪ ،‬بالنس‪HH‬بة لب‪HH‬اقي ال‪HH‬دول‪ ،‬فخالل املرحل‪HH‬تني‬
‫فإن التكامل مت إمهاله‪.‬‬
‫بالنسبة للمرحلة األخرية فتهتم بتقدير العالق‪HH‬ة بني الت‪HH‬وازن على املدى الطوي‪HH‬ل من (‪،)ECM‬‬
‫وتبقى اليابان الدولة الوحيدة الصاحلة للدراسة‪.‬‬
‫أخ‪HH‬ريا ميكن كتاب‪HH‬ة منوذج تص‪HH‬حيح األخط‪HH‬اء بالنس‪HH‬بة لألس‪HH‬عار النس‪HH‬بية بني الياب‪HH‬ان والوالي‪HH‬ات‬
‫املتحدة األمريكية خالل الفرتة [‪ ]1971-1960‬على الشكل التايل‪:‬‬

‫مع‪:‬‬
‫القيمة املتوقعة لِـ‪:‬‬

‫‪ .I..15‬االنتقادات الموجهة لنظرية تعادل القوة الشرائية‪)PPA( :‬‬


‫تعرضت هذه النظرية أكثر من غريها من النظريات املتعلقة بس‪H‬عر الص‪H‬رف للعدي‪H‬د من أوج‪H‬ه‬
‫النق‪HH‬د والتحلي‪HH‬ل واملناقش‪HH‬ة‪ ،‬باعتباره‪HH‬ا أول نظري‪HH‬ة تض‪HH‬ع االقتص‪HH‬اديني ال‪HH‬ذين ج‪HH‬اءوا بع‪HH‬د "‪"CASSEL‬‬
‫ص ‪HH‬رف‪ ،‬وعل ‪H‬ي ‪HH‬ه ‪H‬ف ‪HH‬إن ‪H‬ه ‪HH‬ذه النظر ‪H‬ي ‪HH‬ة ت ‪H‬ط ‪HH‬رح بعض‬ ‫على طر ‪H‬ي ‪HH‬ق حتل ‪H‬ي ‪HH‬ل العوا ‪H‬م ‪HH‬ل املؤثرة يف حتد ‪H‬ي ‪HH‬د ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫القضايا العالقة منها‪:‬‬
‫س ‪HH‬ب ‪H‬ن ‪HH‬وع األ ‪H‬س ‪HH‬عار املع ‪H‬ت ‪HH‬ربة‪ ،‬أ ‪H‬س ‪HH‬عار اال ‪H‬س ‪HH‬تهالك‪،‬‬
‫ض ‪HH‬خم ح ‪H‬‬‫‪ ‬اختال ‪H‬ف ‪HH‬ات أ ‪H‬س ‪HH‬اليب ق ‪H‬ي ‪HH‬اس الت ‪H‬‬
‫أسعار اإلنتاج‪ ،‬أسعار الصادرات والواردات ‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪ ‬ط ‪HH‬ول م ‪HH‬دة التص ‪HH‬حيح أس ‪HH‬عار بالنس ‪HH‬بة لألس ‪HH‬عار غ ‪HH‬ري احملددة بالدق ‪HH‬ة‪ ،‬ونفس األم ‪HH‬ر بالنس ‪HH‬بة‬
‫لسنة األساس‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ج ‪HH‬اري‪ ،‬و ‪H‬م ‪HH‬يزان املدفوعات‬ ‫ص ‪HH‬ر أ ‪H‬خ ‪HH‬رى من ‪H‬غ ‪HH‬ري األ ‪H‬س ‪HH‬عار ‪H‬ت ‪HH‬ؤثر على امليزان الت ‪H‬‬ ‫ه ‪H‬ن ‪HH‬اك عنا ‪H‬‬ ‫‪‬‬
‫ص ‪HH‬ادرات‬ ‫س ‪HH‬بة لأل ‪H‬س ‪HH‬عار و ‪H‬ك ‪HH‬ذلك مرو ‪H‬ن ‪HH‬ة ال ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬بة ل ‪H‬ل ‪HH‬دخل‪ ،‬وبالن ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬ة مرو ‪H‬ن ‪HH‬ة الطلب بالن ‪H‬‬ ‫خا ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫والواردات بالنسبة لنفس املتغريين‪.‬‬
‫تعتم‪HH‬د ه‪HH‬ذه النظري‪HH‬ة على تع‪HH‬ادل ت‪HH‬ويت الش‪HH‬راء للعمل‪HH‬ة‪ ،‬قوهتا الداخلي‪HH‬ة‪ ،‬وقوهتا اخلارجي‪HH‬ة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫والواقع أنه يوجد دائما احتم‪H‬ال لتف‪H‬اوت ه‪H‬اتني القيم‪H‬تني‪ 2،‬فهن‪H‬اك تك‪H‬اليف النق‪H‬ل‪ ،‬وه‪H‬ذه‬
‫التكاليف وحدها تنسد التعادل احملتمل‪.‬‬
‫تفرتض هذه النظرية أن سعر الصرف يتأثر فقط بتغري الق‪HH‬وة الش‪HH‬رائية‪ ،‬وال ي‪HH‬ؤثر يف الق‪HH‬وة‬ ‫‪‬‬
‫ش ‪HH‬رائية احملل ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬إال أ ‪H‬ن ‪HH‬ه يف ‪H‬س ‪HH‬نة ‪ 1937‬أثبت "‪ "P. EIMZIG‬من خالل التجر ‪H‬ب ‪HH‬ة أ ‪H‬ن ‪HH‬ه‬ ‫ال ‪H‬‬
‫ش ‪HH‬رائية يف ا ‪H‬ل ‪HH‬داخل (إ ‪H‬ش ‪HH‬كالية‬ ‫ص ‪HH‬رف مث أعق ‪H‬ب ‪HH‬ه ت ‪H‬غ ‪HH‬ري يف ال ‪H‬ق ‪HH‬وة ال ‪H‬‬ ‫‪H‬ح ‪HH‬دث وأن ت ‪H‬غ ‪HH‬ري ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫حتديد السبب والنتيجة)‪.‬‬
‫إن نظري‪HH H‬ة تع‪HH H‬ادل الق‪HH H‬وة الش‪HH H‬رائية ال تتعل‪HH H‬ق إال مبيزان العملي‪HH H‬ات اجلاري‪HH H‬ة‪ ،‬وليس بكام‪HH H‬ل‬ ‫‪‬‬
‫ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫ض ‪HH‬خم يف ‪H‬ك ‪HH‬ل الب ‪H‬ل ‪HH‬دان بغض الن ‪H‬ظ ‪HH‬ر عن‬ ‫تعت ‪H‬م ‪HH‬د ‪H‬ه ‪HH‬ذه النظر ‪H‬ي ‪HH‬ة أ ‪H‬ن ‪HH‬ه ميكن ‪H‬ن ‪HH‬ا ت ‪H‬ق ‪HH‬دير م ‪H‬ع ‪HH‬دل الت ‪H‬‬ ‫‪‬‬
‫تطور األنظمة اإلحصائية واإلعالمية‪.‬‬
‫تتوفر السلطات االقتص‪H‬ادية على وس‪H‬ائل أخ‪H‬رى ميكن بواس‪H‬طتها الت‪H‬أثري على عج‪H‬ز م‪H‬يزان‬ ‫‪‬‬
‫املدفوعات‪.‬‬
‫ج ‪HH H‬ارة الدول ‪H‬ي ‪HH H‬ة ل ‪H‬ع ‪HH H‬دة‬
‫ض ‪HH H‬من ن ‪H‬ط ‪HH H‬اق الت ‪H‬‬
‫س ‪HH H‬لع واخلدمات ا ‪H‬ل ‪HH H‬يت ال ‪H‬ت ‪HH H‬دخل ‪H‬‬ ‫و ‪H‬ج ‪HH H‬ود بعض ال ‪H‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫اعتبارات‪ ،‬ومن مث ال توجد وسيلة إلقامة تعادل القوة الشرائية فيما بني أسعارها‪.‬‬
‫س ‪HH‬تهلكني‬ ‫ص ‪HH‬رف م ‪H‬ث ‪HH‬ل ت ‪H‬غ ‪HH‬ري أذواق امل ‪H‬‬ ‫ه ‪H‬ن ‪HH‬اك عوا ‪H‬م ‪HH‬ل أ ‪H‬خ ‪HH‬رى ‪H‬م ‪HH‬ؤثرة على حتد ‪H‬ي ‪HH‬د أ ‪H‬س ‪HH‬عار ال ‪H‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫وظهور املنتجات البديلة ‪...‬اخل‪.‬‬
‫هن‪HH‬اك مش‪HH‬كل التمي‪HH‬يز بني املتغ‪HH‬ري الت‪HH‬ابع من املتغ‪HH‬ري املس‪HH‬تقل‪ ،‬ذل‪HH‬ك أن نظري‪HH‬ة تع‪HH‬ادل الق‪HH‬وة‬ ‫‪‬‬
‫ص ‪HH‬رف ‪H‬ه ‪HH‬و املت ‪H‬غ ‪HH‬ري‬ ‫س ‪HH‬تقل‪ ،‬وأن ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬توى األ ‪H‬س ‪HH‬عار ‪H‬ه ‪HH‬و املت ‪H‬غ ‪HH‬ري امل ‪H‬‬ ‫ش ‪HH‬رائية ت ‪H‬ف ‪HH‬رتض م ‪H‬‬ ‫ال ‪H‬‬

‫قدي عبد المجيد‪" ،‬مرجع سابق"‪ ،‬ص ‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬هاشم فؤاد "التجارة الخارجية والدخل القومي"‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1971 ،‬ص‪.174‬‬
‫‪3‬‬
‫‪PEYRARD. JOSETTE «Risques‬‬
‫‪«Risques du change » OPCIT, P87.‬‬
‫‪ 4‬حمدي عبد العظيم "مرجع سابق"‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪37‬‬
‫ص ‪HH‬رف‪H ،‬ت ‪HH‬ؤدي إىل إ ‪H‬ح ‪HH‬داث‬ ‫ال ‪H‬ت ‪HH‬ابع‪ ،‬إال أ ‪H‬ن ‪HH‬ه ميكن أن نال ‪H‬ح ‪HH‬ظ ‪H‬ب ‪HH‬أن الت ‪H‬غ ‪HH‬ريات يف أ ‪H‬س ‪HH‬عار ال ‪H‬‬
‫تغريات يف مستوى األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬إال أنه بالرغم من ذلك فإن حساب أس‪H‬عار الص‪H‬رف االمسية الفعلي‪H‬ة لعمل‪H‬ة م‪H‬ا‪ ،‬يف خمتل‪H‬ف‬
‫ال ‪H‬ف ‪HH‬رتات‪ ،‬اعت ‪H‬ب ‪HH‬ارا ل ‪H‬ك ‪HH‬ون ا ‪H‬ل ‪HH‬دول ت ‪H‬ق ‪HH‬وم بامل ‪H‬ع ‪HH‬امالت الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪H‬م ‪HH‬ع ‪H‬ش ‪HH‬ركاء رعد ‪H‬ي ‪HH‬دين‪ ،‬ميكن‬
‫ش ‪HH‬كل أعلى أو أ ‪H‬ق ‪HH‬ل ‪H‬ب ‪HH‬النظر إىل ت ‪H‬ع ‪HH‬ادل‬ ‫الدو ‪H‬ل ‪HH‬ة من ت ‪H‬ق ‪HH‬دير ‪H‬م ‪HH‬ا إذا ‪H‬ك ‪HH‬انت عملت ‪H‬ه ‪HH‬ا مقو ‪H‬م ‪HH‬ة ب ‪H‬‬
‫القوة الشرائية‪.‬‬
‫ص ‪HH‬اديني‬‫س ‪HH‬ابقة ‪H‬ف ‪HH‬إن ‪H‬ه ‪HH‬ذه النظر ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬ال ‪H‬ت ‪HH‬زال مر ‪H‬ج ‪HH‬ع الك ‪H‬ث ‪HH‬ري من االقت ‪H‬‬
‫ورغم ‪H‬ك ‪HH‬ل االنت ‪H‬ق ‪HH‬ادات ال ‪H‬‬
‫ال ‪HH‬ذين يتن ‪HH‬اولون س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف بالدراس ‪HH‬ة والتحلي ‪HH‬ل س ‪HH‬واء باألس ‪HH‬لوب التحليلي أو القياس ‪HH‬ي‪ ،‬ومن مث‬
‫ميكن االعتماد عليها ملعرفة تقدير تقرييب لسعر الصرف‪ ،‬يستند على تفاوت القوة الشرائية من دول‪H‬ة‬
‫إىل أخرى‪.‬‬
‫ومنه يتوقف جناح نظرية تعادل القوة الشرائية على‪:‬‬
‫‪ ‬سيادة حرية التجارة الدولية‪ ،‬ذلك أن وجود القيود من شأنه تشويه األسعار‪.‬‬
‫‪ ‬سيادة حرية حتويل النقود من دولة إىل أخرى‪ ،‬وعدم إخضاع ذلك لنظم الرقابة‪.‬‬

‫‪.La Théorie des élasticités‬‬ ‫‪ I..2‬نظرية المرونات‪:‬‬


‫تفسر هذه النظرية التغري الكبري لسعر الص‪HH‬رف احلقيقي‪ ،‬على أن‪HH‬ه راج‪H‬ع إىل ض‪H‬عف املرون‪HH‬ات‬
‫‪1‬‬
‫السعر للتجارة اخلارجية‪.‬‬
‫ولق ‪HH‬د ح ‪HH‬اول االقتص ‪HH‬اديون فيم ‪HH‬ا بع ‪HH‬د احلرب العاملي ‪HH‬ة الثاني ‪HH‬ة‪ 2.‬رف ‪HH‬ع مرون ‪HH‬ة التج ‪HH‬ارة اخلارجي ‪HH‬ة‬
‫برب‪HH‬ط املع‪HH‬امالت التجاري‪HH‬ة بني ال‪HH‬دول بعمل‪HH‬ة ال‪HH‬ذهب ال‪HH‬يت جتع‪HH‬ل من س‪HH‬وق الص‪HH‬رف أك‪HH‬ثر اس‪HH‬تقرارا‪،‬‬
‫النظام السائد يف تلك الفرتة كان موافقا هلذه النظرية‪.‬‬
‫وق‪HH‬د ط‪HH‬ور "ألكس‪HH‬ندر" ه‪HH‬ذه النظري‪HH‬ة‪ ،‬بإدخ‪HH‬ال الن‪HH‬اتج عن املرون‪HH‬ات على ال‪HH‬دخل‪ ،‬فمثال دول‪HH‬ة‬
‫اخنفضت صادراهتا‪ ،‬فإن التعديل ال‪HH‬واجب حدوث‪HH‬ه يف م‪HH‬يزان املدفوعات ال حيدث إض‪HH‬افة إىل اخنف‪HH‬اض‬
‫ص ‪HH‬رف ‪H‬ن ‪HH‬اتج عن ‪H‬ع ‪HH‬دم ا ‪H‬س ‪HH‬تجابة أ ‪H‬س ‪HH‬عار‬ ‫ا ‪H‬ل ‪HH‬دخل‪ ،‬واع ‪H‬ت ‪HH‬رب "كروغم ‪HH‬ان"‪ 3‬أن الت ‪H‬غ ‪HH‬ري الك ‪H‬ب ‪HH‬ري يف أ ‪H‬س ‪HH‬عار ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH H‬ادرات للت ‪H‬غ ‪HH H‬ريات احلاد ‪H‬ث ‪HH H‬ة يف األ ‪H‬س ‪HH H‬عار احملل ‪H‬ي ‪HH H‬ة‪ ،‬وإىل ت ‪H‬غ ‪HH H‬ري اال ‪H‬س ‪HH H‬تثمارات يف الق ‪H‬ط ‪HH H‬اع اإلن ‪H‬ت ‪HH H‬اجي‬
‫ال ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫‪J. ROBINSON « Essays in the theory of employment » Blakvell 1947. P31.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪A. BENASSY « Comment se fixent les taux de change ? un bilan économie et prévision. 107 (1993) », PP.‬‬
‫‪37.62.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪S.S. ALEXANDER. « Effects of devaluation on a trade blance » IMF STAFE PAPERS 1952. vol 2,‬‬
‫‪P263-278.‬‬

‫‪38‬‬
‫املخص ‪HH‬ص للص ‪HH‬ادرات لك ‪HH‬ون ه ‪HH‬اذين الس ‪HH‬ببني يض ‪HH‬عفان من مرون ‪HH‬ة الص ‪HH‬ادرات وال ‪HH‬واردات حبيث وال‬
‫يتحقق شرط "مارشال لرينر" يف املدى القصري‪( ،‬سنتعرض لشرط مارشال‪-‬لرينر الحقا)‪.‬‬
‫ص ‪HH‬رف ال ‪H‬ت ‪HH‬وازين‪ ،‬ا ‪H‬ل ‪HH‬ذي يعطي ميزا ‪H‬ن ‪HH‬ا جتار ‪H‬ي ‪HH‬ا متواز ‪H‬ن ‪HH‬ا‪ ،‬وحيدد‬
‫يقيس مف ‪H‬ه ‪HH‬وم املرو ‪H‬ن ‪HH‬ات ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫سعر الصرف الت‪H‬وازين على أس‪H‬اس املع‪H‬دل ال‪H‬ذي يك‪H‬ون في‪H‬ه س‪H‬وق الص‪H‬رف متوازن‪H‬ا‪ ،‬أو عن‪H‬د مس‪H‬توى‬
‫مستدام مقبول من االختالل (*‪ )D‬يف امليزان التجاري‪.‬‬
‫‪XiM‬‬
‫‪X‬‬

‫*‪D‬‬
‫‪D‬‬
‫*‪‬‬
‫‪M‬‬
‫الشكل‪ )2-1( :‬يوضح تحديد سعر الصرف التوازني وفق نظرية المرونات‪.‬‬
‫كمية‬
‫المصدر‪ :‬العباس بلقاسم‪ ،‬سياسات أسعار الصرف‪" ،‬سلس‪H‬لة دوري‪H‬ة تع‪H‬ىن بقض‪H‬ايا التنمي‪H‬ة يف‬
‫الصرف‬
‫*‪X‬‬ ‫‪M* M‬‬
‫األجنبيالعربية‪ ،‬العدد ‪ 23‬نوفمرب ‪ .2003‬املعهد العريب للتخطيط‪ ،‬الكويت"‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪Fc‬‬
‫األقطار‬

‫إذا ك‪HH H‬ان امليزان التج‪HH H‬اري (‪ )D‬ف‪HH H‬إن س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف احلقيقي يك‪HH H‬ون أق‪HH H‬ل من س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف‬
‫التوازين‪.‬‬
‫وميكن حساب املستويات التوازنية للصادرات (*‪ ) X‬والواردات (*‪ ) M‬كما يلي‪:‬‬
‫[‪]20‬‬

‫[‪]21‬‬
‫التغري الضروري يف امليزان التجاري والتغري يف سعر الصرف‪:‬‬

‫[‪]22‬‬

‫ومنه ميكن إجياد حل للمعادلة‪ ،‬وحساب سعر الصرف التوازين كالتايل‪:‬‬


‫[‪]23‬‬

‫مبا أن‪:‬‬
‫فإن املقام دائما موجب‪ ،‬ومنه ختفيض العجز يف امليزان التجاري‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫يتطلب ختفيض (رفع) سعر الصرف احلقيقي‪.‬‬
‫هذه املعادلة ميكن أن تستعمل حلساب سعر الصرف التوازين االمسي‪:‬‬
‫[‪]24‬‬

‫تتطلب هذه املعادلة معرفة (*‪ ،) D‬مستوى العجز القابل االستدامة‪.‬‬


‫وكذلك مرونات الص‪HH‬ادرات وال‪HH‬واردات‪ ،‬أو باس‪HH‬تعمال قيم معروف‪HH‬ة يف األدبي‪HH‬ات االقتص‪HH‬ادية‬
‫(كما سنرى الحقا)‪.‬‬
‫‪.T. la partie des taux d’intérêt‬‬ ‫‪ I..3‬نظرية تعادل معدالت الفائدة‪:‬‬
‫نظرية تعادل أسعار الفائدة تس‪H‬عى للكش‪H‬ف عن الص‪H‬لة املوج‪H‬ودة بني الس‪H‬وق النق‪H‬دي الوط‪H‬ين‬
‫ص ‪HH‬رف يف الوا ‪H‬ق ‪HH‬ع إن أي اختالف بني م ‪H‬ع ‪HH‬دالت الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة يف ب ‪H‬ل ‪HH‬دين ا ‪H‬ث ‪HH‬نني‪ ،‬ينتج ع ‪H‬ن ‪HH‬ه ‪H‬س ‪HH‬واء‬
‫و ‪H‬س ‪HH‬وق ال ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫حتسن أو تدهور للعملة احمللية نسبة إىل العملة األجنبية‪.‬‬
‫يف الرب‪HH‬ع األخ‪HH‬ري من س‪HH‬نة ‪ 1960‬وبداي‪HH‬ة ‪ ،1961‬عن‪HH‬دما اخنفض‪HH‬ت قيم‪HH‬ة اجلني‪HH‬ه اإلس‪HH‬رتليين‬
‫قامت إجنلرتا يف جويلية ‪ ،1961‬باختاذ إجراءات عدة من بينها الرف‪H‬ع يف س‪H‬عر اخلص‪H‬م من ‪ %5‬إىل‬
‫‪2‬‬
‫‪ %7‬فنتج عن ذلك حتسن يف قيمة اجلنيه‪.‬‬
‫وقب‪HH H‬ل التط‪HH H‬رق إىل ع‪HH H‬رض نظري‪HH H‬ة تع‪HH H‬ادل أس‪HH H‬عار الفائ‪HH H‬دة‪ ،‬نق‪HH H‬وم بتعري‪HH H‬ف ك‪HH H‬ل من الس‪HH H‬عرين‬
‫احملددين هلذه النظرية‪.‬‬
‫‪ .1‬سعر الصرف اآلجل‪:‬‬
‫"وهو عبارة عن س‪H‬عر متف‪H‬ق علي‪H‬ه الي‪H‬وم‪ ،‬لش‪H‬راء أو بي‪H‬ع كمي‪H‬ة معين‪H‬ة من الص‪H‬رف األجن‪H‬يب‪ ،‬يف‬
‫تاريخ الحق معني"‪ 3،‬وتتحكم فيه عدة عوامل منها‪:‬‬
‫‪ -‬عرض وطلب العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة الطلب األجنيب‪.‬‬
‫‪ -‬املضاربة‪.‬‬
‫‪ .2‬سعر الصرف اآلني (العاجل)‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: BERNARD QILLOCHON, « Economie international » dition DUNOD ; 2ème édition. P182.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪: FRIEDRICH ; k ; « International economies » : concepts and issues New-York. Me gram – Hill Book.‬‬
‫‪Company; 1974. p286.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪: MAURICE DEBEAUVAIS et YVON SINNAH ; Op Cit ; P219.‬‬

‫‪40‬‬
‫ش ‪HH‬راء وا ‪H‬ل ‪HH‬بيع للعمالت األجنب ‪H‬ي ‪HH‬ة مقا ‪H‬ب ‪HH‬ل‬
‫ص ‪HH‬رف األج ‪H‬ن ‪HH‬يب املط ‪H‬ب ‪HH‬ق يف عمل ‪H‬ي ‪HH‬ات ال ‪H‬‬
‫"و ‪H‬ه ‪HH‬و ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫التسليم يف احلال"‪ 1،‬وهناك عدة عوامل تتحكم فيه منها‪:‬‬
‫‪ -‬أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬معدالت التضخم‪.‬‬
‫‪ -‬موازين املدفوعات‪.‬‬
‫‪ -‬املعلومات االقتصادية والسياسية‪.‬‬

‫‪.P.T.I‬‬ ‫‪ I..1.3‬عرض نظرية تعادل أسعار الفائدة‪:‬‬


‫حس ‪HH H‬ب ه ‪HH H‬ذه النظري ‪HH H‬ة ال ميكن للمس ‪HH H‬تثمرين احلص ‪HH H‬ول على مع ‪HH H‬دالت مردودي ‪HH H‬ة مرتفع ‪HH H‬ة يف‬
‫اخلارج عن تلك املمكن حتقيقها يف السوق احمللي‪ ،‬عند توظيفهم لألم‪H‬وال يف دول أين يك‪H‬ون مع‪H‬دل‬
‫الفائدة أكرب ن ذلك السائد يف السوق احمللي‪ ،‬ألن الفارق بني معدالت الفائدة يتم تعويضه بالفارق‬
‫بني سعر الصرف اآلين‪ ،‬وسعر الصرف اآلجل‪ ،‬وميكن أن تتم العمليات على النحو التايل‪:‬‬
‫ص ‪HH H‬لون يف‬‫س ‪HH H‬وق احمللي ملدة ‪H‬س ‪HH H‬نة مثال‪ ،‬وحي ‪H‬‬
‫س ‪HH H‬تثمرين توظ ‪H‬ي ‪HH H‬ف أ ‪H‬م ‪HH H‬واهلم (‪ )M‬يف ال ‪H‬‬
‫ميكن للم ‪H‬‬
‫ه‪HH‬و مع‪HH‬دل الفائ‪HH‬دة‪ ،‬جيب أن يك‪HH‬ون ه‪HH‬ذا املبل‪HH‬غ مس‪HH‬اويا‪ ،‬حس‪HH‬ب‬ ‫‪ ،‬حيث‬ ‫النهاي‪HH‬ة على‬
‫هذه النظرية للمبل‪H‬غ احملص‪H‬ل علي‪H‬ه عن‪H‬د حتوي‪H‬ل األم‪H‬وال إىل عمالت ص‪H‬عبة أجنبي‪H‬ة بس‪H‬عر الص‪H‬رف اآلين‬
‫(نق ‪HH‬دا)‪ ،‬وتوظيفه ‪HH‬ا يف األس ‪HH‬واق األجنبي ‪HH‬ة‪ .‬مبع ‪HH‬دل فائ ‪HH‬دة ‪ ،‬وإع ‪HH‬ادة بيعه ‪HH‬ا ألج ‪HH‬ل بش ‪HH‬كل ميكن من‬
‫احلصول جمددا على مبلغ بالعملة احمللية‪.‬‬
‫وميكننا أن نعرب عن ذلك رياضيا كما يلي‪:‬‬
‫[‪]25‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :‬سعر الصرف العاجل‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الصرف اآلجل‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة احمللي االمسي‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة األجنيب االمسي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪: PAUL GRANDJEAN ; Op. Cit. P07.‬‬

‫‪41‬‬
‫املعادلة [‪ ]25‬تؤدي إىل أن‪:‬‬
‫[‪]26‬‬

‫وبطرح [‪ ]25‬من طريف املعادلة [‪ ]26‬حنصل على‪:‬‬


‫[‪]27‬‬

‫أو‪:‬‬
‫[‪]28‬‬

‫معدل الفائدة األجنيب قيمته صغرية جدا ميكن كتابة املعادلة [‪]28‬‬ ‫وإذا كان‬
‫[‪]29‬‬

‫وكم‪HH‬ا ه‪HH‬و مالح‪HH‬ظ ف‪HH‬إن ه‪HH‬ذه النظري‪HH‬ة تس‪HH‬مح برب‪HH‬ط الس‪HH‬وق النق‪HH‬دي الوط‪HH‬ين بس‪HH‬وق الص‪HH‬رف‬
‫األجنيب‪.‬‬
‫‪ I..2.3‬تقييم نظرية تعادل أسعار الفائدة‪:‬‬
‫رغم االجيابيات اليت متتاز هبا هذه النظرية إال أهنا تعرضت لبعض اخلصائص منها‪:‬‬
‫‪ -1‬إن معدالت الفائدة ال متثل عامال مهما يف توجيه طريقة وسلوك احملكمني‪.‬‬
‫‪ -2‬ميكن أن حتدث عملية املضاربة آثار تذبذبية‪.‬‬
‫‪ -3‬ميكن أن توجد حواجز تعيق حتركات رؤوس األموال (الرقابة على الصرف)‪.‬‬
‫‪ -4‬احملكمني ال ميكنهم القيام بعملية التحكيم مثلما تفرتضه هذه النظرية‪.‬‬

‫‪ I..4‬نظرية كفاءة سوق الصرف‪:‬‬


‫ص ‪HH‬طلح الك ‪H‬ف ‪HH‬اءة على األ ‪H‬س ‪HH‬واق ا ‪H‬ل ‪HH‬يت ت ‪H‬ت ‪HH‬وافر على املعلو ‪H‬م ‪HH‬ات الكام ‪H‬ل ‪HH‬ة ‪H‬ح ‪HH‬ول الت ‪H‬ق ‪HH‬دير‬
‫يط ‪H‬ل ‪HH‬ق م ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ول إىل املعلو ‪H‬م ‪HH‬ات‪،‬‬ ‫س ‪HH‬وق ميكنهم الو ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬تقبلي لأل ‪H‬س ‪HH‬عار‪ ،‬و ‪H‬ه ‪HH‬ذا ي ‪H‬ف ‪HH‬رتض أن ‪H‬ك ‪HH‬ل املت ‪H‬ع ‪HH‬املني يف ال ‪H‬‬
‫بامل ‪H‬‬
‫س‪HH H‬واء تعل‪HH H‬ق األم‪HH H‬ر باملعلوم‪HH H‬ات االقتص‪HH H‬ادية احلالي‪HH H‬ة أو املاض‪HH H‬ية مث‪HH H‬ل إعالن عج‪HH H‬ز أو ف‪HH H‬ائض م‪HH H‬يزان‬
‫املدفوعات‪ ،‬العجز املوازين‪ ،‬معدل التضخم ‪...‬اخل‪.‬‬
‫وبن‪H‬اء عليه‪H‬ا يتم حتدي‪H‬د س‪H‬عر الص‪H‬رف املتوق‪H‬ع‪ ،‬م‪H‬ع ت‪H‬وافر مب‪H‬دأ أو العقالني‪H‬ة لألع‪H‬وان املتع‪H‬املني‬
‫‪1‬‬
‫يف السوق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪YVES SIMON ; SAMIR MENAI ; « Technique financières international » édition économica ; PARIS‬‬
‫‪1998. PP187.‬‬

‫‪42‬‬
‫يف السوق الكفء‪:‬‬
‫‪ -‬كل املعلومات اجلديدة جتد تأثريها اآلين على أسعار الصرف اآلنية واآلجلة‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف املعامالت ضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬تغريات أسعار الصرف عشوائية‪.‬‬
‫وهذا يؤدي إىل النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ال ميكن ألي مضارب أن حيقق باستمرار مكاسب‪.‬‬
‫‪ -‬التسعرية اآلجلة ميكن اعتبارها كمؤشر من دون موارية على السعر اآلين‪.‬‬
‫ويكون سعر الصرف املتوق‪H‬ع يف ظ‪HH‬ل س‪H‬وق الص‪H‬رف ذو كف‪H‬اءة مس‪H‬ار لس‪H‬عر الص‪H‬رف اآلج‪H‬ل‬
‫بالنسبة لنفس فرتة االس‪H‬تحقاق‪ ،‬وتظه‪H‬ر مبوجب ذل‪H‬ك عملي‪H‬ة التحكيم بفائ‪H‬دة ال‪H‬يت تع‪H‬رب عنه‪H‬ا رياض‪H‬يا‬
‫‪1‬‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫[‪]30‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :‬سعر الصرف املتوقع‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الصرف اآلجل‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة احمللي‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة األجنيب‪.‬‬
‫ويف حالة كفاءة السوق يكون‪:‬‬
‫[‪]31‬‬

‫حيث أن‪:‬‬
‫إال أن هناك جداال قائما اليوم‪ ،‬خبصوص ما إذا كانت أسواق الص‪H‬رف احلالي‪H‬ة كف‪H‬ؤة نس‪H‬بيا‪،‬‬
‫وهذا ما أدى إىل القيام بعدة اختبارات إلثبات ذلك‪ ،‬أظهر بعض‪HH‬ها (اختب‪HH‬ارات ‪ GIDDY‬و‪DUFE‬‬
‫على الت ‪HH‬وايل يف س ‪HH‬نة ‪ 1975‬وس ‪HH‬نة ‪ )1976‬كف ‪HH‬اءة الس ‪HH‬وق‪ ،‬يف حني أن البعض اآلخ ‪HH‬ر (دراس ‪HH‬ات‬
‫‪ )HUNT 1986‬ودراس ‪HH‬ات (ك ‪HH‬ريين وم ‪HH‬اك دون ‪HH‬الت ‪ .)1989‬يؤك ‪HH‬د ع ‪HH‬دم كف ‪HH‬اءة س ‪HH‬وق الص ‪HH‬رف‬
‫نسبيا يف الوقت الذي يعتقد فيه املمارسون أن هناك عدم كفاءة نسبية يف أسواق الصرف‪.‬‬
‫‪ I..5‬نظرية األرصدة (حالة ميزان المدفوعات)‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪YVES SIMON ; SAMIR MENAI ; OP CIT . P187.‬‬

‫‪43‬‬
‫تق‪HH‬وم ه‪HH‬ذه النظري‪HH‬ة على أس‪HH‬اس أن س‪HH‬عر الص‪HH‬رف عمل‪HH‬ة دول‪HH‬ة م‪HH‬ا‪ ،‬يتح‪HH‬دد وف‪HH‬ق حال‪HH‬ة م‪HH‬يزان‬
‫م‪H‬دفوعاهتا‪ ،‬ف‪H‬إذا حق‪H‬ق م‪H‬يزان عج‪H‬زا مبع‪H‬ىن رص‪H‬يدا س‪H‬البا‪ ،‬ه‪H‬ذا ي‪H‬دل على زي‪H‬ادة الكي‪H‬ات املعروض‪H‬ة من‬
‫ض ‪HH H‬ا يف قيمت ‪H‬ه ‪HH H‬ا اخلارج ‪H‬ي ‪HH H‬ة‪ ،‬وحيدث العكس ع ‪H‬ن ‪HH H‬دما حي ‪H‬ق ‪HH H‬ق ‪H‬م ‪HH H‬يزان‬
‫العم ‪H‬ل ‪HH H‬ة احملل ‪H‬ي ‪HH H‬ة‪ ،‬مما ينتج ع ‪H‬ن ‪HH H‬ه اخنفا ‪H‬‬
‫املدفوعات فائض‪HH‬ا‪ ،‬أي رص‪HH‬يد م‪HH‬وجب‪ ،‬فه‪HH‬ذا يع‪HH‬ين ارتف‪HH‬اع الطلب على العمل‪HH‬ة احمللي‪HH‬ة‪ ،‬الش‪HH‬يء ال‪HH‬ذي‬
‫‪1‬‬
‫يؤدي إىل ارتفاع قيمتها اخلارجية‪.‬‬
‫ويس‪HH H‬تدل البعض على ص‪HH H‬حة ه‪HH H‬ذه النظري‪HH H‬ة من خالل جترب‪HH H‬ة أملاني‪HH H‬ا م‪HH H‬ع املارك خالل احلرب‬
‫العاملي‪HH‬ة األوىل‪ ،‬حبيث أن‪HH‬ه رغم الزي‪HH‬ادة املعت‪HH‬ربة يف كمي‪HH‬ة النق‪HH‬ود املتداول‪HH‬ة وس‪HH‬رعة ت‪HH‬داوهلا وارتفاعه‪HH‬ا‪،‬‬
‫ف‪HH‬إن العمل‪HH‬ة األملاني‪HH‬ة مل تت‪HH‬أثر‪ ،‬ومل تع‪HH‬رف قيمته‪HH‬ا اخلارجي‪HH‬ة االخنف‪HH‬اض‪ ،‬والس‪HH‬بب يف ذل‪HH‬ك ه‪HH‬و تع‪HH‬ادل‬
‫جانيب ميزان املدفوعات‪ ،‬الذي مكن أملانيا من عدم اللجوء إىل الواردات‪.‬‬
‫االنتقادات‪:‬‬
‫تتميز هذه النظرية بالتعقيد‪ ،‬كما أهنا تأخ‪H‬ذ بعني االعتب‪H‬ار األرق‪H‬ام القياس‪H‬ية النس‪H‬بية‪ ،‬كمح‪H‬دد‬
‫‪2‬‬
‫هام لتفسري حركة التجارة يف األجل الطويل‪.‬‬

‫‪ I..6‬نظرية مستوى اإلنتاجية‪:‬‬


‫ص ‪HH‬ادي واال ‪H‬س ‪HH‬تقرار الن ‪H‬ق ‪HH‬دي‬ ‫ص ‪HH‬حاب ‪H‬ه ‪HH‬ذه النظر ‪H‬ي ‪HH‬ة أ ‪H‬ن ‪HH‬ه من أ ‪H‬ج ‪HH‬ل حتق ‪H‬ي ‪HH‬ق ال ‪H‬ت ‪HH‬وازن االقت ‪H‬‬
‫‪H‬ي ‪HH‬رى أ ‪H‬‬
‫للدول ‪HH‬ة جيب أن يس ‪HH‬ري س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف يف نفس اجتاه الق ‪HH‬وى اإلنتاجي ‪HH‬ة هلذه الدول ‪HH‬ة‪ ،‬باعتب ‪HH‬ار أن حلجم‬
‫وكفاءة اجلهاز اإلنتاجي‪ ،‬األثر البالغ يف حتديد سعر صرف العملة احمللية‪.3‬‬
‫فكلم‪HH‬ا ازدادت إنتاجي‪HH‬ة القطاع‪HH‬ات املختلف‪HH‬ة لالقتص‪HH‬اد الوط‪HH‬ين كلم‪HH‬ا ازدادت حرك‪HH‬ة رؤوس‬
‫األموال األجنبية إىل الداخل قصد االس‪H‬تثمار‪ ،‬ومن‪H‬ه الطلب على العمل‪H‬ة احمللي‪H‬ة‪ ،‬وبالت‪H‬ايل حتس‪H‬ني س‪H‬عر‬
‫ص‪HH H‬رف العمل‪HH H‬ة‪ ،‬وحيدث العكس متام‪HH H‬ا يف حال‪HH H‬ة اخنف‪HH H‬اض الطلب على العمل‪HH H‬ة احمللي‪HH H‬ة‪ ،‬مما ي‪HH H‬ؤدي يف‬
‫النهاية إىل اخنفاض قيمة العملة‪.‬‬
‫وتشري هذه النظرية إىل ضرورة تق‪HH‬ومي العمل‪H‬ة احمللي‪HH‬ة‪ ،‬بالش‪HH‬كل ال‪HH‬ذي يناس‪HH‬ب مس‪HH‬توى إنتاجي‪HH‬ة‬
‫االقتص‪HH‬اد الوط‪HH‬ين يف قطاعات‪HH‬ه املختلف‪HH‬ة‪ ،‬وإال انع‪HH‬دم أو اخت‪HH‬ل الت‪HH‬وازن االقتص‪HH‬ادي املنش‪HH‬ود‪ ،‬ففي حال‪HH‬ة‬
‫نعمان سعيدي "سياسة الصرف في إطار برامج التص?حيح الهيكلي لص?ندوق النق?د ال?دولي"‪( ،‬رس?الة مقدم?ة لني?ل ش?هادة الماجدس?تير في العل?وم‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادية) جامعة الجزائر ‪ ،1998‬ص‪.18‬‬


‫تومي ربيعة "نمذجة قياسية لسعر الصرف االسمي في المدى الطويل باستعمال طريقة التكامل المشترك"‪( ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬ ‫‪2‬‬

‫في العلوم االقتصادية)‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2001 ،‬‬


‫الحريري محمد خالد "االقتصادي الدولي"‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،‬سوريا ‪ ،1977‬ص‪.120‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪44‬‬
‫اخنفاض مستوى اإلنتاجي‪H‬ة م‪H‬ع حتدي‪H‬د س‪H‬عر ص‪H‬رف العمل‪H‬ة احمللي‪H‬ة بقيم‪H‬ة مب‪H‬الغ فيه‪H‬ا‪ ،‬أي مق‪H‬درة بقيم‪H‬ة‬
‫أك‪HH H‬رب من قيمته‪HH H‬ا احلقيقي‪HH H‬ة‪ ،‬فينش‪HH H‬أ عن ذل‪HH H‬ك ارتف‪HH H‬اع األس‪HH H‬عار احمللي‪HH H‬ة الخنف‪HH H‬اض اإلنت‪HH H‬اج‪ ،‬واخنف‪HH H‬اض‬
‫الصادرات بسبب ارتفاع قيمة العملة‪ ،‬هذا إىل جانب زيادة طلب املواطنني على السلع األجنبي‪HH‬ة مما‬
‫ي‪HH‬ؤدي يف هناي‪HH‬ة األم‪HH‬ر إىل ح‪HH‬دوث أو تف‪HH‬اقم العج‪HH‬ز يف م‪HH‬يزان املدفوعات‪ ،‬وهي الوض‪HH‬عية ال‪HH‬يت عرفته‪HH‬ا‬
‫أملانيا سنة ‪.1924‬‬
‫أم‪H‬ا يف حال‪H‬ة ق‪H‬وة االقتص‪H‬اد الوط‪H‬ين العمل‪H‬ة‪ ،‬فأق‪H‬ل من قيمته‪H‬ا احلقيقي‪H‬ة‪ ،‬من ش‪H‬أنه أن ي‪H‬ؤدي إىل‬
‫ارتف‪HH‬اع يف أس‪HH‬عار الس‪HH‬لع واخلدمات‪ ،‬وح‪H‬دوث التض‪HH‬خم كنتيج‪H‬ة الرتف‪HH‬اع الطلب األجن‪HH‬يب على ه‪HH‬ذه‬
‫األخ‪HH‬رية‪ ،‬وهي الوض‪HH‬عية ال‪HH‬يت عرفته‪HH‬ا اهلن‪HH‬د بع‪HH‬د احلرب العاملي‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة‪ ،‬أين ارتفعت كفاءهتا اإلنتاجي‪HH‬ة‬
‫مع تثبيت سعر الروبية على أساس اجلنيه اإلسرتليين‪.‬‬

‫‪ .II‬النماذج القياسية المحددة لسوق الصرف‪:‬‬


‫‪.Les Modèles économétriques déterminante du taux de change‬‬
‫إن تق‪HH H H‬دير مناذج س‪HH H H‬عر الص‪HH H H‬رف يف املدى الطوي‪HH H H‬ل‪ ،‬يع‪HH H H‬د من أهم انش‪HH H H‬غاالت الكث‪HH H H‬ري من‬
‫االقتصاديني‪ ،‬ذلك أن معظم متغ‪H‬ريات االقتص‪H‬اد الكلي غ‪H‬ري مس‪H‬تقرة مث‪H‬ل س‪H‬عر الفائ‪H‬دة‪ ،‬بعض أس‪H‬عار‬
‫الص‪HH‬رف‪ ،‬مثن بعض املواد األولي‪HH‬ة‪ ،‬مث‪HH‬ل ال‪HH‬ذهب والفض‪HH‬ة وس‪HH‬نحاول خالل ه‪HH‬ذا املبحث إعط‪HH‬اء نظ‪HH‬رة‬
‫شاملة على خمتلف النماذج القياسية اليت حاولت معاجلة تفسري سلوك سعر الصرف‪.‬‬
‫‪Les Modèles Monétaires‬‬ ‫‪ II..1‬النماذج النقدية‪:‬‬
‫منيز ضمن هذا النوع عدة مناذج نصيغها كما يلي‪:‬‬
‫‪ II..1.1‬النموذج النقدي ذو األسعار المرنة‪:‬‬
‫‪.Le Modèle Monétaire aux prix flexible‬‬

‫‪45‬‬
‫يرتكز النموذج النقدي ذو األسعار املرنة على ثالث فرضيات‪:‬‬
‫الفرضية األولى‪)H1( :‬‬
‫‪ .1‬األسعار تامة املرونة‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلنتاج يف مستوى التشغيل التام‪.‬‬
‫‪ .3‬توفر نظرية تساوي القوة الشرائية‪.‬‬
‫وبالتايل فإن صيغة سعر الصرف تعطى بالعالقة التالية‪:‬‬
‫[‪]32‬‬

‫‪ :‬لوغاريتم مستوى األسعار احمللية‪.‬‬


‫‪ :‬لوغاريتم مستوى األسعار األجنبية‪.‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم سعر الصرف االمسي‪.‬‬
‫رمبا أن نظرية تعادل القدرة الشرائية حمققة‪ ،‬ف‪H‬إن اخنف‪H‬اض مس‪H‬توى األس‪H‬عار يف اخلارج ي‪H‬ؤدي‬
‫إىل ارتفاع سعر الصرف مىت حنافظ على التعادل‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪)H2( :‬‬
‫ص ‪HH‬عبة و ‪H‬ه ‪HH‬ذا‬
‫س ‪HH‬ت ‪H‬ل ‪HH‬ديهم عم ‪H‬ل ‪HH‬ة ‪H‬‬
‫س ‪HH‬لطات يف الكت ‪H‬ل ‪HH‬ة النقد ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬حيث أن املقي ‪H‬م ‪HH‬ون لي ‪H‬‬
‫تتحكم ال ‪H‬‬
‫يعين أن تع‪H‬ادل الق‪H‬وة الش‪H‬رائية مس‪H‬تنتج من ق‪H‬انون الس‪H‬عر الوحي‪H‬د وليس عن طري‪H‬ق التحكيم بني كلت‪H‬ا‬
‫العملتني‪.‬‬
‫وبالتايل فإن دالة الطلب على النقود هي عبارة عن دالة مستقرة عرب الزمن يف كال البلدين‪.‬‬
‫ويتوق‪HH‬ف حجم الطلب على النق‪HH‬ود على مس‪HH‬توى األس‪HH‬عار (‪ ،)P‬وعلى ال‪HH‬دخل (‪ ،)Yt‬الكتل‪H‬ة‬
‫النقدية (‪ )Mt‬وعلى معدل الفائدة االمسي (‪.)it‬‬
‫واليت هلا عالقة طردية مع الدخل احلقيقي‪ ،‬وعكسية مع سعر الفائدة‪.‬‬
‫ودالة الطلب على النقود لكال البلدين تكتب على الشكل‪:‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم الكتلة النقدية األجنبية والداخلية على التوايل‪.‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم الدخل احلقيقي‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ :‬لوغاريتم سعر الفائدة االمسية‪.‬‬
‫الفرضية الثالثة‪)H3( :‬‬
‫‪ -‬أس‪H‬واق النق‪H‬ود تت‪H‬وازن عن طري‪H‬ق أس‪H‬عار الفائ‪H‬دة أي أن‪H‬ه توج‪H‬د حري‪H‬ة تام‪H‬ة يف تنق‪H‬ل رؤوس‬
‫ض ‪HH H‬افة إىل قابل ‪H‬ي ‪HH H‬ة اإلحالل بني رؤوس األ ‪H‬م ‪HH H‬وال يف‬
‫ص ‪HH H‬رف)‪ ،‬باإل ‪H‬‬
‫األ ‪H‬م ‪HH H‬وال (ال يو ‪H‬ج ‪HH H‬د رقا ‪H‬ب ‪HH H‬ة على ال ‪H‬‬
‫البلدين‪ ،‬األمر الذي يسهل التوازن عند وجود االختالالت يف موازين املدفوعات‪.‬‬

‫‪ -‬بالت‪HH H‬ايل إذا اح‪HH H‬رتم ه‪HH H‬ذا الش‪HH H‬رط الالتوازن‪HH H‬ات اخلارجي‪HH H‬ة ممول‪HH H‬ة تلقائي‪HH H‬ا باحلرك‪HH H‬ات الدولي‪HH H‬ة‬
‫لرؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ :‬نسبة االخنفاض املتوقع للصرف‪.‬‬

‫إذن املعادالت‪ :]36[ ،]35[ ،]34[ :‬ميكن احلصول على قيمة سعر الصرف‪.‬‬
‫[‪]37‬‬
‫بإضافة املعادلة '[‪ ]36‬حنصل على العبارة التالية‪:‬‬
‫[‪]38‬‬
‫تنخفض قيم‪HH‬ة س‪HH‬عر الص‪HH‬رف اخلاص ببل‪HH‬د م‪HH‬ا حني ترتف‪HH‬ع كتلت‪HH‬ه النقدي‪HH‬ة‪ ،‬ودخل‪HH‬ه يت‪HH‬دهور أو‬
‫س ‪HH‬بة لقيم ‪H‬ه ‪HH‬ذه املت ‪H‬غ ‪HH‬ريات يف اخلارج‪ ،‬ويف ‪H‬ه ‪HH‬ذه احلا ‪H‬ل ‪HH‬ة ارت ‪H‬ف ‪HH‬اع ‪H‬س ‪HH‬عر الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة‬
‫‪H‬س ‪HH‬عر الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة يرت ‪H‬ف ‪HH‬ع بالن ‪H‬‬
‫يعكس االخنفاض املتوقع لسعر صرف العملة‪.‬‬
‫مع العلم أن‪:‬‬

‫يف املعادلة [‪ ]38‬نتحصل على العبارة التالية‪:‬‬ ‫بالتعويض قيمة‬


‫[‪]39‬‬
‫ف‪HH‬إذا اعتربن‪HH‬ا أن توقع‪HH‬ات س‪HH‬عر الص‪HH‬رف املدرج‪HH‬ة يف املعادل‪HH‬ة الس‪HH‬ابقة عقالني‪HH‬ة‪ ،‬ف‪HH‬إن املعادل‪HH‬ة [‬
‫‪ ]39‬تكتب كما يلي‪:‬‬
‫'[‪]39‬‬

‫‪47‬‬
‫والصيغة العامة تكتب على الشكل التايل‪:‬‬
‫[‪]40‬‬
‫ت ‪HH‬بني املعادل ‪HH‬ة [‪ ]40‬أن س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف مرتب ‪HH‬ط بنم ‪HH‬و مس ‪HH‬تقبلي للكتل ‪HH‬ة النقدي ‪HH‬ة وال ‪HH‬دخل لكال‬
‫البلدين حمل الدراسة‪.‬‬

‫‪ II..2.1‬النموذج النقدي ذو األسعار غير المرنة‪:‬‬


‫‪.Le Modèle Monétaire aux prix non flexible‬‬
‫إن ع‪HH‬دم حتق‪HH‬ق نظري‪HH‬ة تع‪HH‬ادل الق‪HH‬وة الش‪HH‬رائية (‪ )PPA‬يف إط‪HH‬ار النم‪HH‬وذج النق‪HH‬دي ذو األس‪HH‬عار‬
‫املرن‪HH‬ة هي من االنتق‪HH‬ادات ال‪HH‬يت وجهت هلذا النم‪HH‬وذج‪ ،‬خاص‪HH‬ة يف املرحل‪HH‬ة األوىل لنظ‪HH‬ام س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‬
‫املرن‪ ،‬ل‪HH H‬ذلك ج‪HH H‬اء ك‪HH H‬ل دور نب‪HH H‬وش "‪ NORNBUSCH" 1976‬وفرانك‪HH H‬ل ""‪J.A. FRENKEL‬‬
‫‪ ،1979‬بإنشاء منوذجني يعتمدان على األسعار غري املرنة يف املدى القصري‪.‬‬
‫‪Le Modèle DORNBUSCH‬‬ ‫‪ II.2.1.1‬النموذج النقدي لدور نبوش‪:‬‬
‫ميكن اختلف منوذج "‪ "DORNBUSCH‬م‪H‬ع النم‪H‬وذج النق‪H‬دي يف حتدي‪H‬د األس‪H‬عار وتوقع‪H‬ات‬
‫الصرف‪ ،‬وقد احتفظ من النموذج النقدي بتوازن سوق النموذج وتعادل أسعار الفائدة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫إذن النموذج النقدي يكتب على الشكل التايل‪:‬‬
‫[‪]41‬‬
‫[‪]42‬‬
‫[‪]43‬‬ ‫لوغاريتم‪:‬‬
‫[‪]44‬‬

‫‪1‬‬
‫‪MICHEL AGLIETTA « Macro économie internationale ». PARIS 1993 PP 419-422.‬‬

‫‪48‬‬
‫نق‪HH‬وم بتع‪HH‬ديل النم‪HH‬وذج النق‪HH‬دي واملتمث‪HH‬ل يف املع‪HH‬ادلتني [‪ ]41‬و[‪ ]44‬من أج‪HH‬ل مطابقت‪HH‬ه م‪HH‬ع‬
‫صالبة األسعار‪.‬‬
‫يف س ‪HH‬وق الس ‪HH‬لع يتع ‪HH‬دل مس ‪HH‬توى األس ‪HH‬عار تزاي ‪HH‬ديا من أج ‪HH‬ل امتص ‪HH‬اص االحنراف بني الع ‪HH‬رض‬
‫والطلب‪ ،‬والسعر هو املتغري الوحيد القابل للتعديل يف هذا السوق ألن العرض هو خارج‪.‬‬
‫النموذج يكتب على الشكل لوغاريتم خطي‪:‬‬
‫[‪]45‬‬
‫[‪]46‬‬
‫[‪]47‬‬
‫[‪]48‬‬
‫نالح‪HH H H‬ظ أن تس‪HH H H‬بيقات الص‪HH H H‬رف يف املعادل‪HH H H‬ة [‪ ]47‬هي متوافق‪HH H H‬ة فهي تتالقى م‪HH H H‬ع القيم‪HH H H‬ة‬
‫األساسية لسعر الصرف على املدى الطويل‪ ،‬واملعادلة [‪ ]46‬تعرب عن متناقصة لسعر لفائدة‪.‬‬
‫حندد أوال التوازن الطويل املدى‪ ،‬حيث يعرف بالشروط التالية‪:‬‬
‫و‬ ‫حيث نستخرج‪:‬‬ ‫و‬
‫املعادلة [‪ ]45‬تعطي مستوى توازن األسعار‪:‬‬

‫وهو كذلك مستوى توازن سعر الصرف‪:‬‬


‫ألن مستوى األسعار األجنبية يفرتض أهنا ثابتة‪ ،‬وختتار بالطريقة التالية‪:‬‬
‫إذن لتعري‪H‬ف التع‪H‬ديل اإلض‪H‬ايف لس‪H‬عر الص‪H‬رف على املدى القص‪H‬ري‪ ،‬نالح‪H‬ظ أن املعادل‪H‬ة [‪]45‬‬
‫اليت تعرب عن التوازن يف سوق النقود يتم التأكد منها يف البداية‪:‬‬
‫‪ ‬يف املدى الطويل‪:‬‬
‫‪ ‬يف املدى القصري‪:‬‬
‫مع األخذ بعني االعتبار املعادلة [‪ ]46‬و[‪:]47‬‬
‫بعد طرح حنصل على‪:‬‬
‫[‪]49‬‬

‫‪49‬‬
‫هي معادلة (‪ )AA‬باحندار سالب ال‪HH‬يت هي مك‪HH‬ان التع‪HH‬ديل لألص‪HH‬ول النقدي‪HH‬ة يف املخط‪HH‬ط ( ; ‪e‬‬
‫‪.‬‬ ‫و‬ ‫‪ ،)p‬نالحظ أنه إذا كانت األسعار تامة املرونة‪ ،‬يكون لدينا فورا‬
‫ينح‪HH‬رف س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف اجلاري عن س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف الت ‪HH‬وازين األساس ‪HH‬ي يف ه ‪HH‬ذا النم ‪HH‬وذج ألن‬
‫مستوى األسعار هو صلب يف املدى القصري‪.‬‬
‫س ‪HH‬لع‪،‬‬
‫س ‪HH‬وق ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬تخرج معاد ‪H‬ل ‪HH‬ة الت ‪H‬ع ‪HH‬ديل ل ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ايف‪ ،‬ت ‪H‬‬
‫من أ ‪H‬ج ‪HH‬ل الفهم اجل ‪H‬ي ‪HH‬د لر ‪H‬م ‪HH‬وز الت ‪H‬ع ‪HH‬ديل اإل ‪H‬‬
‫وندرس ثابت حركية تفاعل األسعار والصرف بالتعويض يف املعادلة [‪]48‬‬
‫بقيمة (‪ )i‬املستخرجة يف املعادلة [‪ ]45‬جند‪:‬‬

‫يف املدى الطويل سوق السلع يكون يف توازن‪:‬‬

‫بعد الطرح حنصل على معادلة تعديل األسعار‪:‬‬

‫وبغي ‪HH‬اب التغ ‪HH‬ريات وباس ‪HH‬تعمال املعادل ‪HH‬ة [‪ ]49‬نس ‪HH‬تخلص املعادل ‪HH‬ة احلركي ‪HH‬ة املس ‪HH‬تخرجة من (‬
‫‪.)AA‬‬

‫حركية النظام هي مفسرة هنائيا من خالل معادلتني خمتلفتني‪:‬‬


‫[‪]50‬‬
‫[‪]51‬‬
‫ميكنن‪HH‬ا هندس‪HH‬يا حتدي‪HH‬د الت‪HH‬وازن ودراس‪HH‬ة الثب‪HH‬ات يف فض‪HH‬اء املراح‪HH‬ل (‪ )e ;p‬يف الش‪HH‬كل (‪)2-2‬‬
‫املوايل‪ ،‬وحيدد التوازن بتقاطع اخلطوط‪:‬‬

‫‪50‬‬
‫ه‪HH‬اذين اخلطني حيددان أرب‪HH‬ع جه‪HH‬ات‪ ،‬حيث ب‪HH‬داخلهما ن‪HH‬رى أن الق‪HH‬وى ال‪HH‬يت تق‪HH‬ود توج‪H‬ه س‪HH‬عر‬
‫الص‪HH‬رف‪ ،‬والس‪HH‬عر هي ممثل‪HH‬ة بأس‪HH‬هم أفقي‪HH‬ة وعمودي‪HH‬ة حيث نس‪HH‬تخلص النقط‪HH‬ة احلرج‪HH‬ة‪ ،‬كم‪HH‬ا أن ك‪HH‬ل‬
‫املسارات هي متعايرة‪ ،‬باستثناء واحدة‪ ،‬أي تلك هلا مسار (‪.)AA‬‬
‫و ‪.‬‬ ‫لنأخذ نقطة ما يف (‪ )I‬وهذا يعين أسفل اخلطوط‪،‬‬
‫يف أسفل‪:‬‬ ‫‪ e ،‬متزايد مبا أن‬ ‫أسفل‬
‫‪ ،‬معادلة تعديل األسعار توضح أن ‪ p‬متناقص‪ ،‬وبالتايل يف‬
‫اجله‪HH‬ات األخ‪HH‬رى جيب أن نالح‪HH‬ظ مباش‪HH‬رة مس‪HH‬ار واح‪HH‬د متق‪HH‬ارب‪ ،‬عن‪HH‬دما يك‪HH‬ون النظ‪HH‬ام متباع‪HH‬د عن‬
‫وذ ‪H‬ل ‪HH H‬ك ألن األ ‪H‬ع ‪HH H‬وان عقالن ‪H‬ي ‪HH H‬ون‬ ‫تواز ‪H‬ن ‪HH H‬ه‪ ،‬ه ‪H‬ن ‪HH H‬ا ت ‪H‬ك ‪HH H‬ون حر ‪H‬ك ‪HH H‬ة ام ‪H‬ت ‪HH H‬داد ‪H‬خ ‪HH H‬ط (‪ )AA‬متر بـ‪:‬‬
‫ويعرف‪HH H H‬ون عن منوذج املعادل‪HH H H‬ة [‪ ]45‬و[‪ ]48‬حيث يش‪HH H H‬كلون تس‪HH H H‬بيقات الص‪HH H H‬رف بطري ‪H‬ق ‪HH H‬ة جت ‪H‬ع ‪HH H‬ل‬
‫االقتص‪HH‬اد يوض‪HH‬ح على املس‪HH‬ار (‪ ،)AA‬وذل‪HH‬ك عن‪HH‬دما تك‪HH‬ون متباع‪HH‬دة عن ‪ ،Ω‬بع‪HH‬دم الت‪HH‬وازن يف س‪HH‬وق‬
‫السلع‪.‬‬
‫إن املع‪HH‬ىن االقتص‪HH‬ادي للتع‪HH‬ديل اإلض‪HH‬ايف يظه‪HH‬ر اآلن واض‪HH‬حا لنف‪HH‬رض أن‪HH‬ه انطالق‪HH‬ا من الت‪HH‬وازن‬
‫الطوي ‪HH‬ل املدى ‪ Ω‬حتدث ص ‪HH‬دمة (ه ‪HH‬زة) يف س ‪HH‬وق الس ‪HH‬لع تغ ‪HH‬ري مس ‪HH‬توى األس ‪HH‬عار بكيفي ‪HH‬ة جتع ‪HH‬ل‬
‫وذلك بالتطابق مع املعادلة [‪.]49‬‬ ‫حيث يتغري التوازن يف سوق الصرف فورا بطريقة جتعل‬
‫إن رف‪HH H‬ع األس‪HH H‬عار يف املدى القص‪HH H‬ري ينج‪HH H‬ر مع‪HH H‬ه استحس‪HH H‬ان س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف‪ ،‬حيث أن م‪HH H‬دى‬
‫االتساع هو أكرب من تلك التغريات يف األسعار‪.‬‬
‫الرتابط‪HH H‬ات احلركي‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت تق‪HH H‬ود إىل ه‪HH H‬ذه النتيج‪HH H‬ة هي كالت‪HH H‬ايل مبا أن ‪ m‬هي معط‪HH H‬اة‪ ،‬ف‪HH H‬إن‬
‫االرت ‪H‬ف ‪HH‬اع املؤقت لأل ‪H‬س ‪HH‬عار ينخفض (‪ .)m-p‬وال ‪H‬ت ‪HH‬وازن يف ‪H‬س ‪HH‬وق الن ‪H‬ق ‪HH‬ود ال ميكن أن يتحكم ف ‪H‬ي ‪HH‬ه إال‬
‫من خالل الرفع الفوري ِلـ‪ )i( :‬حيث يظهر احنراف موجب ( )‪ ،‬وال‪H‬ذي حس‪H‬ب املعادل‪H‬ة [‪]46‬‬
‫‪p‬‬
‫لسعر ‪e‬الصرف‪.‬‬ ‫يقتضي مسبق‬
‫‪=p‬‬
‫مبا أن الصدمة هي مؤقتة فإن سعر الصرف التوازين ال يتم تعديله‪.‬‬
‫‪A‬‬ ‫‪I‬‬
‫ه‪HH H‬ذا استحس‪HH H‬ان م‪HH H‬ؤقت‬ ‫‪ ،‬ليس‪HH H‬ت ممكن‪HH H‬ة إال إذا ك‪HH H‬ان‬ ‫املعادل‪HH H‬ة [‪ ]47‬تظه‪HH H‬ر أن‬
‫‪=0‬‬
‫لسعر الصرف احملقق ملعادلة (‪ ،)AA‬يقف‪H‬ز س‪H‬عر الص‪H‬رف ف‪H‬ورا إىل مس‪H‬توى تقيمي أك‪H‬رب باملقارن‪H‬ة م‪H‬ع‬
‫س ‪HH‬عر‬ ‫س ‪HΩH‬مح بالت ‪H‬ع ‪HH‬ديل املتزا ‪H‬ي ‪HH‬د لأل ‪H‬س ‪HH‬عار املرتب ‪H‬ط ‪HH‬ة ب ‪H‬‬
‫قي ‪H‬م ‪HH‬ة ال ‪H‬ت ‪HH‬وازن‪ ،‬حيث أن ‪H‬ه ‪HH‬ذه الت ‪H‬غ ‪HIIH‬ريات الفجائ ‪H‬ي ‪HH‬ة ت ‪H‬‬
‫‪p‬‬ ‫‪ê=0‬‬
‫‪IV‬‬ ‫الصرف‪ ،‬وذلك إلرجاع االقتصاد إىل توازنه األويل‪.‬‬

‫‪A‬‬
‫‪51‬‬ ‫‪III‬‬

‫‪e‬‬ ‫‪e‬‬
‫الشكل (‪ :)2-2‬التوازن في نموذج "‪."DORNBUSCH‬‬

‫‪ -‬أثر تغير السياسة النقدية‪:‬‬


‫‪1‬‬

‫لنف‪HH‬رض أن‪HH‬ه هن‪HH‬اك زي‪HH‬ادة دائم‪HH‬ة للكتل‪HH‬ة باملق‪HH‬دار (‪ )Δm‬على املدى الطوي‪HH‬ل‪ ،‬الت‪HH‬وازن يص‪HH‬حح‬
‫بزيادة تناسبية يف مستوى األسعار‪ ،‬وسعر الصرف مبا أن األسعار هي مرنة‪.‬‬

‫ض ‪HH‬ي ال ‪H‬ت ‪HH‬وازن يف ‪H‬س ‪HH‬وق الن ‪H‬ق ‪HH‬ود‬


‫ص ‪HH‬ري‪H ،‬ف ‪HH‬إن األ ‪H‬س ‪HH‬عار ال تت ‪H‬غ ‪HH‬ري ‪ ،‬وبال ‪H‬ت ‪HH‬ايل يقت ‪H‬‬
‫لكن يف املدى الق ‪H‬‬
‫ختفيض معدل الفائدة من أجل تعديل الطلب إىل مستوى أكرب من العرض‪.‬‬

‫نستخرج تغريات سعر الصرف‪:‬‬


‫[‪]52‬‬
‫التع‪HH‬ديل اإلض‪HH‬ايف يف موض‪HH‬ح يف ه‪HH‬ذه املعادل‪HH‬ة‪ ،‬س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‪ ،‬يتغ‪HH‬ري أك‪HH‬ثر يف املدى القص‪HH‬ري‪،‬‬
‫حيث أنه غري ضروري يف املدى الطويل من أجل تعويض صالبة األسعار‪.‬‬
‫هندسيا ميكن القول أن توافق االقتصاد مع الصدمة النقدية يعرب عن‪HH‬ه يف ص‪HH‬ورة الش‪HH‬كل (‪-2‬‬
‫‪ )3a‬مبا أن‪HH H‬ه يع‪HH H‬دل الت‪HH H‬وازن يف املدى الطوي‪HH H‬ل على ط‪HH H‬ول املنص‪HH H‬ف من (‪ )1‬إىل (‪ )2‬حترك الص‪HH H‬دمة‬
‫النقدية خط التعديل من (‪ )A1A1‬إىل (‪.)A2A2‬‬
‫يف املدى القص‪H‬ري (‪ )p‬يبقى ث‪H‬ابت يف مس‪H‬توى حس‪H‬ب الت‪H‬وازن األوىل‪ ،‬يقف‪H‬ز س‪H‬عر الص‪H‬رف‬
‫باخنف‪HH‬اض ف‪HH‬وري إىل نقط‪HH‬ة تق‪HH‬اطع (‪ )A2A2‬و ( ) ش‪HH‬دة القف‪HH‬زة تعطي حس‪HH‬ب املعادل‪HH‬ة [‪]51‬من‬
‫أج‪HH‬ل مس‪HH‬توى س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‪ ،‬يس‪HH‬بق املتع‪HH‬املون العقالني‪HH‬ون يف الس‪HH‬وق استحس‪HH‬ان حنو س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‬
‫‪1‬‬
‫‪MICHEL AGLIE HA –OP CIT 423.‬‬

‫‪52‬‬
‫س ‪HH‬اوي ال ‪H‬ف ‪HH‬رق بني م ‪H‬ع ‪HH‬دل‬
‫س ‪HH‬ان ي ‪H‬‬
‫س ‪HH‬يق يف االستح ‪H‬‬ ‫م ‪H‬ت ‪HH‬وازن جد ‪H‬ي ‪HH‬د وال ‪H‬ت ‪HH‬دهور حمور النق ‪H‬ط ‪HH‬ة (‪H )2‬ه ‪HH‬ذا ال ‪H‬‬
‫الفائدة الناتج عن آثار الصدمة النقدية على مستوى سوق السلع واالخنفاض الفوري بالسعر الثابت‬
‫يقتضي رفع التنافسية حيث أن هذه األخرية تؤدي إىل زي‪HH‬ادة الطلب يف س‪HH‬وق الس‪HH‬لع وال‪HH‬ذي ب‪HH‬دوره‬
‫حيدث ارتف‪HH H‬اع متزاي‪HH H‬د يف األس‪HH H‬عار يس‪HH H‬تمر التع‪HH H‬ديل على ط‪HH H‬ول (‪ ،)A2A2‬وذل‪HH H‬ك ب‪HH H‬الرفع األس‪HH H‬عار‪،‬‬
‫وحتسن عفوي لسعر الصرف حىت يتم الوصول إىل التوازن اجلديد على املدى الطويل‪.‬‬
‫يظه‪HH‬ر الش‪HH‬كل (‪ )3b-2‬مس‪HH‬ار م‪HH‬ؤقت لس‪HH‬عر الص‪HH‬رف ومع‪HH‬دل الفائ‪HH‬دة مبا أن التع‪HH‬ديل يأخ‪HH‬ذ‬
‫ج ‪HH‬أة وا ‪H‬ل ‪HH‬يت ‪H‬ب ‪HH‬دورها ‪H‬ت ‪HH‬ؤدي ق ‪H‬ف ‪HH‬زات أ ‪H‬خ ‪HH‬رى‬
‫ص ‪HH‬دمات ( ‪H‬ه ‪HH‬زات) أ ‪H‬خ ‪HH‬رى حتدث ف ‪H‬‬ ‫وقت‪ ،‬لكن ي ‪H‬ع ‪HH‬رتض ب ‪H‬‬
‫لسعر الصرف‪ ،‬وتؤدي كذلك إىل تعديالت تفرض نفسها على بعضها البعض‪ ،‬وبالتايل فإن املس‪HH‬ار‬
‫االختياري لسعر الصرف ميكن أن يصبح غري تنبؤي‪ ،‬وميثل ارتفاع أكرب من تلك األساسية‪:‬‬
‫الشكل (‪ :)3-2‬التوازن في نموذج "‪."DORNBUSCH‬‬

‫‪p‬‬ ‫‪A2‬‬
‫‪:A‬‬

‫‪A1‬‬

‫‪P +ΔP‬‬
‫‪+ΔP‬‬

‫‪P‬‬
‫‪A2‬‬

‫‪A1‬‬
‫‪e‬‬
‫‪:B‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪e +Δe‬‬
‫‪+Δe‬‬ ‫‪e +Δe‬‬
‫‪+Δe‬‬ ‫‪e‬‬

‫‪e +Δe‬‬
‫‪+Δe‬‬

‫‪A1‬‬

‫‪e +Δe‬‬
‫‪+Δe‬‬

‫‪t‬‬ ‫‪Temps‬‬
‫‪e‬‬
‫‪0‬‬

‫‪53‬‬
‫*‪i - i‬‬
‫‪Le Modèle FRENKAL‬‬ ‫‪ II.2.2.1‬النموذج النقدي لفرانكل‪:‬‬
‫‪H‬ق ‪HH H‬ام فران ‪H‬ك ‪HH H‬ل"‪H "FRANKAL‬س ‪HH H‬نة ‪11979‬ت ‪H‬ع ‪HH H‬ديل منوذج "‪ ،"DORNBUSCH‬ويف ‪H‬ه ‪HH H‬ذا‬
‫النموذج يفرتض ثبات األسعار يف املدى القصري‪ ،‬أما سعر الصرف فيبقى مرنا‪.‬‬
‫احتف‪HH H‬ظ "‪ "FRANKAL‬بنفس فرض‪HH H‬يات النم‪HH H‬وذج النق‪HH H‬دي وإلغ‪HH H‬اء فرض‪HH H‬ية مرون‪HH H‬ة األس‪HH H‬عار‬
‫باإلضافة إىل استعمال معدالت الفائدة احلقيقية (‪.)r‬‬
‫أوال‪ :‬نذكر فرضيات هذا النموذج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نعطي العالقة احملددة لسعر الصرف‪.‬‬
‫‪.les Hypothèses de Modèl‬‬ ‫فرضيات النموذج‪:‬‬
‫‪ :H1‬فرضية "‪ "PPA‬حمققة يف املدى الطويل فقط‪.‬‬
‫ومنه سعر الصرف يكون تابعا لألسعار احمللية‪ ،‬واألسعار األجنبية ويأخذ العالقة التالية‪:‬‬
‫[‪]53‬‬
‫حيث‪ )~( :‬ترمز للمدى الطويل‪.‬‬
‫املعادلة (‪ )b‬متثل معادلة الطلب على النقود‪.‬‬
‫‪ :H2‬توقع اخنفاض سعر الصرف يكتب على الشكل التايل‪:‬‬
‫[‪]54‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ :‬التوقع الرياضي الشرطي للمعلومات املتوفرة يف الزمن ‪.t‬‬
‫‪ :‬متثل التضخم املتوقع يف املدى البعيد‪.‬‬

‫[‪]55‬‬
‫‪ :H3‬حتقق شروط تعادل أسعار الفائدة غري املغطاة‪ ،‬وميكن صياغتها رياضيا كما يلي‪:‬‬
‫[‪]56‬‬
‫وبتعويض املعادلة [‪ ]55‬يف املعادلة [‪ ]54‬حنصل بعد التعديل على املعادلة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪JACOUB FRANKEL « on the market a theory of floating exchange rates ». Baseson Real interest‬‬
‫‪l’infferranals. American economie. Reviw Vol 69. PP11-22. 1979.‬‬

‫‪54‬‬
‫[‪]57‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة احلقيقي املتوقع‪.‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫وبتعويض املعادلة [‪ ]57‬يف ]‪ a[53‬نتحصل على سعر الصرف احلقيقي بالعالقة التالية‪:‬‬
‫[‪]58‬‬
‫حيث‪q :‬ميثل سعر الصرف احلقيقي‪.‬‬ ‫‪t‬‬

‫وبتع‪HH H H‬ويض [‪ ]56‬يف [‪ ]54‬نتحص‪HH H H‬ل على س‪HH H H‬عر الص‪HH H H‬رف االمسي بدالل‪HH H H‬ة س‪HH H H‬عر الص‪HH H H‬رف‬
‫احلقيقي‪ ،‬باإلضافة إىل متغريات النموذج النقدي ذو األسعار املرنة كما يلي‪:‬‬
‫'[‪]58‬‬
‫إن املع‪HH H H‬ادلتني [‪ ]58‬و'[‪ ،]58‬يف‪HH H H‬رتض لتحقيقهم‪HH H H‬ا ك‪HH H H‬ون القيم املتوقع‪HH H H‬ة عق‪HH H H‬د الت‪HH H H‬وازن‬
‫للمتغريات املكونة هلما هي نفسها القيم املشاهدة (فرضية املسار العشوائي) "‪."Stochastique‬‬
‫إن املعادلة [‪ ]58‬تبني الشكل الع‪H‬ام لنظري‪H‬ة الـ‪ )PPA(:‬عن‪H‬دما يت‪H‬وازن س‪H‬عر الص‪H‬رف احلقيقي‬
‫(‪ )q‬مع القيم الطويلة األجل‪ ،‬ولكن هلا ميزة وهي كوهنا مستقرة‪.‬‬
‫أما املعادل‪H‬ة '[‪ ]58‬ت‪H‬بني متثي‪H‬ل أعم من النم‪H‬وذج النق‪H‬دي ذو األس‪H‬عار املرن‪H‬ة ب‪H‬الرغم من كوهنا‬
‫متكافئني يف املدى الطويل‪ ،‬لكون األسعار يف هذا املدى جيب أن تتعامل يف سوق السلع‪.‬‬

‫‪.Les Modèles Marchés Financiers‬‬ ‫‪ II..3‬نماذج األسواق المالية‪:‬‬


‫ظهرت هذه النماذج من خالل مالحظة أسعار الصرف بعد األزمة البرتولية‪ ،‬أين حلظ ع‪HH‬دم‬
‫ارتف‪HH H‬اع س‪HH H‬عر ص‪HH H‬رف ال‪HH H‬دوالر‪ ،‬بالنس‪HH H‬بة لس‪HH H‬عر ص‪HH H‬رف بعض عمالت ال‪HH H‬دول املص‪HH H‬نعة‪ ،‬وال‪HH H‬يت ك‪HH H‬ان‬

‫‪55‬‬
‫اقتصادها تابعا لتقلبات أسعار السوق البرتولية‪ ،‬ه‪HH‬ذا االرتف‪HH‬اع ميكن إرجاع‪HH‬ه إىل ك‪HH‬ون معظم ال‪HH‬دول‬
‫املنتمية ملنظمة "‪ "O.P.E.C‬صفقاهتا تتم بعملة الدوالر األمريكي‪.‬‬
‫ومن أهم الدراس‪HH‬ات ال‪HH‬يت متخض‪HH‬ت من خالل ه‪HH‬ذه املالحظ‪HH‬ات الدراس‪HH‬ة ال‪HH‬يت ق‪HH‬ام هبا ك‪HH‬وري‬
‫ش ‪HH H‬ر‬
‫س ‪HH H‬ن (‪ ،)1987-1984-1983‬دور ن ‪H‬ب ‪HH H‬وتش وفي ‪H‬‬ ‫‪ ،1976‬ألني و ‪H‬ك ‪HH H‬انيني ‪ ،1980‬برون ‪H‬‬
‫‪ 1980‬وأزدار ‪ ،1983‬وك‪HH‬انت ه‪HH‬ذه الدراس‪HH‬ات منص‪HH‬بة على أث‪HH‬ر اختب‪HH‬ار احملفظ‪H‬ة على حتدي‪HH‬د س‪HH‬عر‬
‫الصرف‪.‬‬

‫‪.Le Modèle du choix du porte feuille‬‬ ‫‪ II.1.3‬نموذج اختيار المحفظة‪:‬‬


‫يق‪HH‬وم الع‪HH‬ون االقتص‪HH‬ادي واملتمث‪HH‬ل يف املس‪HH‬تثمرين وفق‪HH‬ا هلذا النم‪HH‬وذج بتوزي‪HH‬ع ثروت‪HH‬ه إىل أقس‪HH‬ام‬
‫‪1‬‬
‫متنوعة‪ ،‬حيتفظ بقسم منه بالعملة احمللية واآلخر حيوله إىل العملة األجنبية وذلك لتعظيم ثروته‪.‬‬
‫يكتب هذا التعظيم وفقا للعالقة التالية‪:‬‬
‫[‪]59‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ :E‬ميثل التوقع الرياضي‪.‬‬
‫‪ :w‬ميثل الثروة‪.‬‬
‫‪ :c‬ميثل معامل النفوذ من اخلطر‪.‬‬
‫‪ :Var‬التباين‪.‬‬
‫يفرتض يف هذا النموذج أن اخلطر والنفور من اخلطر* ثوابت‪ ،‬يعتربون أن البلد حمل الدراسة‬
‫ال يؤثر على البلدان األخرى يف حتديد سعر فائدهتا‪ ،‬باإلضافة إىل كون األجانب ال ميتلكون أص‪HH‬وال‬
‫مالي‪HH‬ة وال نقدي‪HH‬ة من البل‪HH‬د حمل الدراس‪HH‬ة‪ ،‬يف حني املقيم‪HH‬ون يف ه‪HH‬ذا البل‪HH‬د ميتلك‪HH‬ون أص‪HH‬وال مالي‪HH‬ة حملي‪HH‬ة‬
‫وأجنبية‪.‬‬
‫ص ‪HH‬اديون العقالن ‪H‬ي ‪HH‬ون يتوق ‪H‬ع ‪HH‬ون ا ‪H‬س ‪HH‬تقرار ‪H‬س ‪HH‬عر ا ‪H‬ل ‪HH‬رف ‪H‬ه ‪HH‬ذا النم ‪HH‬وذج يكتب على‬
‫األ ‪H‬ع ‪HH‬وان االقت ‪H‬‬
‫الشكل الرياضي التايل‪:‬‬
‫[‪]60‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ARTUS. P. MORIN.P « Macro économie appliquée » PUF 1991. PP195.‬‬
‫الخوف (النفور) من الخطر يتمثل في جعل ثروة المستثمر تتوزع على أقساط‪ ،‬وكل قسط يحوله إلى عملة أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى احتفاظ??ه بقس?ط‬ ‫*‬

‫بالعملة المحلية‪ ،‬وذلك باقتناء أصول محلية وأجنبية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪ :w‬متثل الثروة يف آخر املرحلة‪.‬‬
‫‪ :F‬متثل القسط من ثروة املقتطع القتناء األصول احمللية‪.‬‬
‫‪ :r‬سعر الفائدة احمللي‪.‬‬
‫*‪ :r‬سعر الفائدة اخلارجي‪.‬‬
‫‪ :w0‬الثروة يف أول املرحلة‪.‬‬
‫‪ :e‬ميثل معدل منو سعر الصرف‪.‬‬
‫قيم‪HH‬ة األم‪HH‬وال ال‪HH‬يت يش‪HH‬رتي هبا الع‪HH‬ون االقتص‪HH‬ادي األص‪HH‬ول األجنبي‪HH‬ة يف بداي‪HH‬ة املرحل‪HH‬ة بالعمل‪HH‬ة‬
‫احمللية‪ ،‬وعائد هذه العملية تعطى بالعالقتني التاليتني على الرتتيب‪:‬‬
‫[‪]61‬‬
‫[‪]62‬‬
‫حيث‪ :e :‬ميثل سعر الصرف يف هناية املرحلة‪.‬‬
‫‪Z‬‬

‫بتعويض املعادلة [‪ ]62‬يف املعادلة [‪ ]60‬نتحصل على معادلة الثروة يف هناي‪H‬ة املرحل‪H‬ة‪ ،‬وال‪H‬يت‬
‫من خالهلا نصل إىل تعظيم الثروة يف بداية املرحلة‪:‬‬
‫[‪]63‬‬
‫تعظيم املنقصة للثروة يكون وفقا للربنامج التايل‪:‬‬
‫[‪]64‬‬
‫بعد إجراء عملية التعظيم نتحصل على‪:‬‬
‫[‪]65‬‬
‫إح‪HH‬داث الت‪HH‬وازن يف ه‪HH‬ذه األس‪HH‬واق الثالث‪HH‬ة يتم بتع‪HH‬ديل س‪HH‬عر الص‪HH‬رف وس‪HH‬عر الفائ‪HH‬دة احملل‪HH‬يني‪،‬‬
‫فارتف‪HH‬اع س‪HH‬عر الفائ‪HH‬دة ي‪HH‬ؤدي إىل اخنف‪HH‬اض الطلب على النق‪HH‬ود احمللي‪HH‬ة‪ ،‬ويوج‪HH‬ه الطلب إىل البحث عن‬
‫أصول مالية حملية‪.‬‬
‫ارتف‪HH‬اع قيم‪H‬ة العمل‪H‬ة احمللي‪HH‬ة ينج‪H‬ر عن‪HH‬ه اخنف‪HH‬اض قيم‪H‬ة األص‪HH‬ول األجنبي‪HH‬ة وللحف‪HH‬اظ على ث‪HH‬روهتم‬
‫يق‪H‬وم املتع‪H‬املون برف‪H‬ع الطلب على ه‪H‬ذه األص‪H‬ول‪ ،‬األم‪H‬ر ه‪H‬ذا ي‪H‬ؤدي إىل إح‪H‬داث الت‪H‬وازن املخت‪H‬ل عن‪H‬د‬
‫ارتفاع سعر الفائدة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪.Le Modèle a effet de richesse‬‬ ‫‪ II.2.3‬نموذج ذو آثار الثروة‪:1‬‬
‫س ‪HH‬لع ال ي ‪H‬ك ‪HH‬ون ف ‪H‬ق ‪HH‬ط بدال ‪H‬ل ‪HH‬ة ا ‪H‬ل ‪HH‬دخل‪ ،‬و ‪H‬س ‪HH‬عر الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة و ‪H‬س ‪HH‬عر‬
‫يف ‪H‬ه ‪HH‬ذا الن ‪H‬م ‪HH‬وذج الطلب على ال ‪H‬‬
‫الص‪HH‬رف‪ ،‬ولكن خيض‪HH‬ع ك‪HH‬ذلك لل‪HH‬ثروة احلقيقي‪HH‬ة لألف‪HH‬راد‪ ،‬وال‪HH‬يت ترتف‪HH‬ع نتيج‪HH‬ة لوج‪HH‬ود ف‪HH‬ائض يف امليزان‬
‫التجاري‪ ،‬هذا االختالل يوازن عن طريق استرياد السلع‪.‬‬
‫يستعمل دور نبوش ‪ ،1980‬النموذج النقدي بإضافة عالقة طويلة األم‪H‬د م‪H‬ع إض‪H‬افة فرض‪H‬ية‬
‫اس‪HH‬تقرار التوقع‪HH‬ات‪ ،‬فارتف‪HH‬اع الف‪HH‬ائض التج‪H‬اري ي‪HH‬ؤدي إىل ارتف‪HH‬اع س‪HH‬عر الص‪HH‬رف وارتف‪HH‬اع ث‪HH‬روة البل‪H‬د‬
‫ي‪HH‬ؤدي إىل ارتف‪HH‬اع الطلب ال‪HH‬داخلي‪ ،‬قيم‪HH‬ة العمل‪HH‬ة احلقيقي‪HH‬ة‪ ،‬ترتف‪HH‬ع لكبح الطلب اإلض‪HH‬ايف ال‪HH‬ذي حيول‬
‫إىل الطلب على السلع اخلارجية‪ ،‬فإذا اعتربنا ثبات عرض النقود‪ ،‬واألس‪H‬عار ف‪H‬إن العمل‪H‬ة احمللي‪H‬ة ت‪H‬ؤول‬
‫إىل االرتفاع‪.‬‬

‫‪ II..4‬نموذج ماندل ‪ -‬فلمنج‪:‬‬


‫‪Le Modèle Mun dell- Fleming (MF) ou Modèle IS-LM-BP.‬‬
‫ندرس هنا التوازن الكلي (التوازن الداخلي‪-‬التوازن اخلارجي)‪.‬‬
‫وقبل التطرق إىل عرض منوذج (‪ )IS-LM-BP‬نعرف كل من‪:‬‬
‫‪ .1‬ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪ .2‬منحىن ميزان املدفوعات (منحىن‪.)BP‬‬
‫‪ II.1.4‬ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫‪ .1‬ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫يعرف ميزان املدفوعات على أنه‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪MAXCORDEN.W « Exchange rate. Policies for developing countries » in economic. Journal. N°103.‬‬

‫‪58‬‬
‫"السجل احملاسيب النق‪H‬دي ال‪H‬ذي يوض‪H‬ح مجي‪H‬ع املع‪H‬ادالت االقتص‪H‬ادية ال‪H‬يت تتم بني دول‪H‬ة معين‪H‬ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وبني الدول األخرى‪ ،‬خالل فرتة زمنية معينة‪ ،‬جرى العرف أن تكون سنة ميالدية"‪.‬‬
‫كما ميكن تعريفه على أنه‪:‬‬
‫"سجال جتاري‪H‬ا عن‪H‬دما تك‪H‬ون املب‪H‬ادالت االقتص‪H‬ادية القتص‪H‬اد م‪H‬ا م‪H‬ع بقي‪H‬ة بل‪H‬دان الع‪H‬امل ملخص‪H‬ة‬
‫بانتظ‪HH‬ام‪ ،‬وتتعل‪HH‬ق تل‪HH‬ك املب‪HH‬ادالت بالس‪HH‬لع واخلدمات وال‪HH‬دخول ال‪HH‬يت ختل‪HH‬ق مطلوب‪HH‬ات مالي‪HH‬ة على بقي‪HH‬ة‬
‫العامل‪ ،‬أو التزامات مالية على الدولة حاليه‪ ،‬أو اليت تعترب حتويالت توجد حسابات مقابلة تفض‪HH‬ي ‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫باملفهوم احملاسيب للمصطلح‪ -‬إىل مبادالت ذات اجتاه واحد"‪.‬‬
‫ويك‪HH H‬ون م‪HH H‬يزان املدفوعات الدولي‪HH H‬ة يف حال‪HH H‬ة ف‪HH H‬ائض‪ ،‬عن‪HH H‬دما يف‪HH H‬وق إمجايل املتحص‪HH H‬الت عن‬
‫الصادرات إىل اخلارج‪ ،‬إمجايل املدفوعات عن الواردات إىل باقي أجزاء العامل‪ ،‬وعلى العكس يكون‬
‫ميزان املدفوعات يف حالة عجز‪ ،‬عندما يقل إمجايل املتحصالت عن املدفوعات‪.‬‬
‫ويطلق على هاتني احلالتني عبارة‪( :‬اختالف التوازن اخلارجي)‪ ،‬بينما تك‪H‬ون الدول‪H‬ة يف حال‪H‬ة‬
‫توازن خارجي عندما ال يكون ميزان مدفوعاهتا ال يف فائض وال يف عجز‪.‬‬
‫واألس‪HH H‬اس النظ‪HH H‬ري ال‪HH H‬ذي تق‪HH H‬وم علي‪HH H‬ه حس‪HH H‬ابات م‪HH H‬يزان املدفوعات ه‪HH H‬و نظ‪HH H‬ام (مب‪HH H‬دأ) القي‪HH H‬د‬
‫املزدوج يف إمساك الدفاتر‪.‬‬
‫وق‪HH‬د ج‪HH‬رت ع‪HH‬ادة حماس‪HH‬يب م‪HH‬يزان املدفوعات على معامل‪HH‬ة البن‪HH‬ود املدين‪HH‬ة ريف امليزان كبن‪HH‬ود س‪HH‬البة‪ ،‬والبن‪HH‬ود الدائن‪HH‬ة كبن‪HH‬ود موجب‪HH‬ة‪ ،‬وغالب‪HH‬ا م‪HH‬ا‬
‫تستخدم إشارات ناقص وزائد (‪ )+،-‬يف اجلداول الرسمية‪.‬‬

‫دائن‬ ‫مدين‬ ‫البيان‬


‫‪ .I‬حساب املعليات اجلارية‪.‬‬
‫‪ .1‬السلع واخلدمات‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلع‪.‬‬
‫‪ -‬سلع عامة‪.‬‬
‫‪ -‬سلع مستوردة أو مصدرة للنقل‪.‬‬
‫‪........................... -‬‬
‫ب‪ .‬اخلدمات‪.‬‬

‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬مصطفى رشدي شيحه‪" ،‬النقود والبنوك والعالقات االقتصادية الدولية"‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مصدر بدون تاريخ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص‪.356‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ème‬‬
‫‪FMI. MANUEL de la Balance de paiement, 5‬‬ ‫‪édition. 1993. P06.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬النقل‪.‬‬
‫* النقل البحري‪...... ،‬‬
‫‪ -‬األسفار‪.‬‬
‫* أسفار املوظفني‪...... ،‬‬
‫‪ -‬خدمات االتصال‪...........،‬‬
‫‪ .2‬الدخل‪:‬‬
‫‪ -‬تعويضات األجور‪.‬‬
‫‪ -‬دخل االستثمارات‪.‬‬
‫‪ .3‬التحويالت اجلارية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارات العامة‪ ،‬قطاعات أخرى‪...... ،‬‬
‫‪ -‬دخل االستثمارات‪.‬‬
‫‪ .II‬حساب رأس املال والعمليات املالية‪.‬‬
‫‪ .1‬رأس املال‪:‬‬
‫أ‪ .‬التحويالت الرأمسالية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلدارات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قطاعات أخرى‪............ ،‬‬
‫ب‪.‬االس‪HH H‬تالم بالتن‪HH H‬ازل على املوج‪HH H‬ودات غ‪HH H‬ري املالي‪HH H‬ة‪ ،‬وغ‪HH H‬ري‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .2‬املعليات املالية‪:‬‬
‫أ‪ .‬االستثمار املباشر‪.‬‬
‫ب‪.‬االستثمار يف القيم املنقولة‪.......‬‬
‫‪ .III‬حساب التسويات اخلاصة‪.‬‬
‫‪ .1‬الذهب‪.‬‬
‫‪ .2‬حقوق السحب اخلاصة ‪.DTS‬‬
‫‪ .3‬وضع االحتياطي لدى ‪.FMI‬‬

‫‪60‬‬
‫املوجودات بالنقد األجنيب‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫املستحقات األخرى‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫استخدام ائتمان الصندوق‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫اخلطأ والسهو‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫‪Source : FMI, Manuel de la balance de paiement OP-cité. P46-51.‬‬

‫‪ .2‬منحنى ميزان المدفوعات (منحنى‪:)BP‬‬


‫‪1‬‬
‫توازن ميزان املدفوعات يكتب على الشكل التايل‪:‬‬
‫[‪]66‬‬
‫‪ :BP‬ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪ :X‬الصادرات من السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ :M‬الواردات من السلع واخلدمات‪.‬‬
‫‪ :EC‬تدفق (دخول) رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ :SC‬خروج رؤوس األموال‪.‬‬
‫نضع‪F=SC-EC :‬‬
‫(‪ :F‬رصيد حساب رأس املال)‪.‬‬
‫إذن توازن ميزان املدفوعات يكتب كما يلي‪:‬‬
‫'[‪]66‬‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪ :H1‬األسعار واألجور ثابتة‪.‬‬
‫(ثابتة)‪( ،‬متغري خارجي)‪.‬‬ ‫‪:H2‬‬
‫‪ :H3‬الواردات دالة تابعة للدخل‪.‬‬

‫‪ :H4‬رصيد حساب رأس املال دالة ثابتة لسعر الفائدة‪:‬‬


‫‪ :H5‬سعر الفائدة األجنيب ثابت‪:‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪CH.BAILES. « Modélisation schématiques de l’équilibre macro économique ». vuibert 2004. P53.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة احمللي‪.‬‬
‫‪ :‬سعر الفائدة األجنيب‪.‬‬

‫وعليه يكون منحىن رصيد حساب رأس املال كما يلي‪:‬‬


‫‪i‬‬

‫‪F   i ‬‬
‫الشكل‪ :)2-4( :‬يوضح منحنى رصيد حساب رأس المال‪.‬‬
‫س ‪HH‬اب رأس املال ‪H‬ت ‪HH‬ابع مل ‪H‬ع ‪HH‬دل الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة ا ‪H‬ل ‪HH‬داخلي واألج ‪H‬ن ‪HH‬يب‪H ،‬م ‪HH‬ع اال ‪H‬ف ‪HH‬رتاض أن ‪H‬س ‪HH‬عر‬
‫ص ‪HH‬يد ح ‪H‬‬
‫ر ‪H‬‬
‫‪F‬‬
‫س ‪HH‬عر الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة‬
‫الفا ‪H‬ئ ‪HH‬دة األج ‪H‬ن ‪HH‬يب ( )‪( ،‬مت ‪H‬غ ‪HH‬ري خ ‪HH‬ارجي)‪H ،‬ف ‪HH‬إن رص ‪HH‬يد حس ‪HH‬اب رأس املال (‪H ،)F‬ت ‪HH‬ابع ل ‪H‬‬
‫احمللي‪.‬‬

‫اشتقاق منحنى "‪:"BP‬‬


‫‪X-M‬‬ ‫‪X-M‬‬
‫(الصادرات‪-‬الواردات)‬ ‫‪F=X-M‬‬

‫‪(X-M)0‬‬
‫‪(X-M)0‬‬
‫)‪(X-M‬‬
‫‪(X-M)1‬‬
‫‪(X-M)1‬‬
‫‪45°‬‬
‫‪y0‬‬ ‫‪y1‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪F1‬‬ ‫‪F0‬‬ ‫‪F‬‬
‫الدخل‬

‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬
‫سعر الفائ‪PP P P‬دة‬ ‫سعر الفائ‪PP P P‬دة‬
‫المحلي‬ ‫المحلي‬
‫منحنى (‪)BP‬‬ ‫الشكل‪ :)2-5( :‬يوضح اشتقاق منحنى "‪."BP‬‬
‫‪i1‬‬ ‫فــائض‬ ‫‪i1‬‬
‫منحىن "‪ "BP‬له ميل موجب‪.‬‬
‫‪Δi‬‬
‫‪Δy‬‬ ‫الكلي‪:‬ـجز‬
‫عـ‬ ‫‪ II..2.4‬النمذجة البيانية للتوازن االقتصادي‬
‫‪i0‬‬ ‫)‪F=ø(i‬‬
‫‪i0 Macro-économique.‬‬
‫‪La modélisation schématique de l’équilibre‬‬

‫‪y0‬‬ ‫‪y1‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪F1‬‬ ‫‪F0‬‬ ‫‪(F‬رص‪PP‬يد حس‪PP‬اب‬


‫الدخل‬ ‫‪62‬‬
‫رأس المال)‬
‫أ‪ .‬منوذج التوازن الكلي‪.le modèle IS-LM-BP :‬‬
‫إن منوذج (‪ )IS-LM-BP‬يوضح لنا التوازن الكلي‪.‬‬
‫‪ ‬توازن سوق السلع واخلدمات‪ ،‬منحىن (‪.)IS‬‬
‫‪ ‬توازن سوق النقود‪ ،‬منحىن (‪.)LM‬‬
‫‪ ‬توازن ميزان املدفوعات‪ ،‬منحىن (‪.)BP‬‬
‫إذن‪ :‬التوازن الكلي= التوازن الداخلي ‪ +‬التوازن اخلارجي‪.‬‬
‫والشكل يوضح لنا التوازن االقتصادي الكلي‪.‬‬
‫‪S+M+T‬‬
‫‪+S‬‬
‫‪I=S‬‬

‫‪S=-a+Δ‬‬
‫‪S=-a+Δy‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪i‬‬ ‫‪45°‬‬


‫‪BP LM‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪y‬‬ ‫‪I‬‬

‫‪-S‬‬
‫)‪F=ø(i‬‬ ‫*‪i‬‬
‫‪E‬‬

‫‪IS‬‬ ‫)‪I=ø(i‬‬

‫‪F‬‬ ‫‪Δs‬‬ ‫‪y‬‬ ‫‪I+q+x‬‬

‫‪Dj‬‬ ‫‪Dj‬‬
‫‪Dj= y‬‬

‫‪θ=Δ‬‬

‫‪.)IS-LM-BP‬‬
‫‪45°‬‬
‫الشكل‪ :)2-6( :‬اشتقاق منحىن (‬
‫‪y‬‬
‫واخلارجي)‪.‬‬
‫‪( )IS-LM-BP‬التوازن الداخلي ‪Δs‬‬
‫‪EE‬‬
‫املنحىن (‬
‫‪X-M‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪X-M‬‬
‫‪LM‬‬

‫‪X-M=SC-EC‬‬
‫*‪i‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪X-M‬‬
‫‪45°‬‬ ‫‪y‬‬
‫‪y‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪IS‬‬

‫*‪y‬‬ ‫‪y‬‬
‫الشكل‪ :)2-7( :‬يوضح حالة التوازن العام‪.‬‬

‫‪i‬‬

‫‪LM‬‬

‫‪e‬‬
‫‪i0‬‬ ‫‪EE‬‬

‫'‪e‬‬

‫‪IS‬‬
‫الشكل‪ :)2-8( :‬يوضح حالة فائض في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪y‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪EE‬‬

‫‪LM‬‬

‫'‪e‬‬
‫‪i0‬‬ ‫‪e‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪ y‬الشكل‪ :)2-9(:‬يوضح ‪y‬حالة عجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬


‫‪0‬‬

‫ب‪ .‬أثر تغير السياسات االقتصادية على نموذج التوازن الكلي "‪:"IS-LM-BP‬‬
‫س ‪HH‬وف ن ‪HH‬رى من خالل الش ‪HH‬كل املوايل أث ‪HH‬ر تغ ‪HH‬ريات السياس ‪HH‬ات االقتص ‪HH‬ادية على منوذج "‪IS-‬‬

‫‪i‬‬ ‫السياسات ما يلي‪:‬‬


‫’)‪(BP‬‬
‫‪ "LM-BP‬ومن بني هذه‬
‫‪0‬‬

‫اخلارجية‪.‬‬
‫‪BP‬‬
‫‪ ‬السياسة‬
‫‪P‬‬
‫‪ ‬السياسة النقدية الداخلية‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪P‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪LM‬‬


‫‪ ‬السياسة اليت تؤثر على سوق السلع‪.‬‬
‫‪Ω‬‬ ‫‪P‬‬ ‫’‪LM‬‬
‫)‪:‬‬‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الشكل (‪10‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Ω1‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪i1‬‬
‫‪i2‬‬
‫‪Ω2‬‬ ‫’‪IS‬‬

‫‪IS‬‬
‫‪y1‬‬ ‫‪y2‬‬ ‫‪y364‬‬ ‫‪y‬‬
‫‪y‬‬
‫ب‪ .1.‬السياسة الخارجية‪ :)P1( :‬تستعمل اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ختفيض القيمة اخلارجية للعملة (ارتفاع سعر الصرف)‪.‬‬
‫‪ ‬رفع الدخل الصايف لرأمسال (االستثمار األجنيب املباشر)‪.‬‬

‫ب‪ .2.‬السياسة النقدية الداخلية‪ :)P2( :‬وتستعمل األدوات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ارتفاع عرض النقود‪.‬‬
‫‪ ‬اخنفاض طلب النقود‪.‬‬
‫ب‪ .3.‬السياسة التي تؤثر على سوق السلع‪:‬‬
‫وختص منحىن (‪ )IS‬وتستعمل السياسات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬سياسة االستثمار (‪.)I‬‬
‫‪ ‬سياسة اإلنفاق احلكومي (‪.)G‬‬
‫‪ ‬سياسة التصدير‪.‬‬
‫إذن السياس‪HH H‬ة االقتص‪HH H‬ادية هي ال‪HH H‬يت تس‪HH H‬مح بتحس‪HH H‬ني النم‪HH H‬و االقتص‪HH H‬ادي أو ارتف‪HH H‬اع ال‪HH H‬دخل‬
‫الوطين‪ ،‬وإن اختي‪H‬ار أي سياس‪H‬ة معين‪H‬ة يك‪H‬ون حس‪H‬ب ت‪H‬رتيب األس‪H‬واق مثال يف اقتص‪H‬ادها‪ ،‬إذا وج‪H‬دنا‬
‫سوق النقود‪ ،‬وله تأثري على االقتصاد أكثر منه األس‪HH‬واق األخ‪HH‬رى‪ ،‬فتس‪HH‬تعمل أدوات نقدي‪HH‬ة لتحس‪HH‬ني‬
‫هذا االقتصاد‪.‬‬

‫‪ II..3.4‬عرض نموذج ماندل‪-‬فلمنج‪:‬‬


‫‪Le modèle Mundell et Fleming (MF).‬‬

‫‪65‬‬
‫ل ‪H‬ق ‪HH‬د ‪H‬ق ‪HH‬ام ‪H‬ك ‪HH‬ل من ما ‪H‬ن ‪HH‬دل "‪H "Mundell‬س ‪HH‬نة ‪ 11962‬و ‪H‬س ‪HH‬نة ‪ 21968‬وفلمنج "‪"Fleming‬‬
‫س‪HH‬نة ‪ 31963‬ب‪HH‬إجراء دراس‪HH‬ات ح‪HH‬ول األس‪HH‬واق الداخلي‪HH‬ة واخلارجي‪HH‬ة يف آن واح‪HH‬د‪ :‬س‪HH‬عر الص‪HH‬رف‪،‬‬
‫سعر الفائدة‪ ،‬مستوى اإلنتاج من التوازن لسوق السلع وسوق النقود وسوق األسواق املالية‪.‬‬
‫ويركز هذا النموذج على حتليل فاعلية سياسات االستقرار االقتصادي يف االقتصاد املفتوح‪،‬‬
‫‪4‬‬
‫إال أنه يستعمل كنموذج و أحيانا كنظرية لتمديد سعر الصرف‪.‬‬
‫يتعرض النموذج إىل حتليل أثر توازن ميزان املدفوعات يف حتديد سعر الصرف‪ ،‬ويرك‪H‬ز على‬
‫االقتصاد املنتوج الصغري نسبيا الذي ال يؤثر على أسعار الفائدة‪ ،‬والذي يعترب متغريا خارجيا‪.‬‬
‫‪Problématique‬‬ ‫‪ .1‬اإلشكالية‪:‬‬
‫نقائص النماذج السابقة‪:‬‬
‫أ‪ .‬متثيل التوازن اجلزئي‪:‬‬
‫‪ ‬حتليل سوق الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬ال يوجد تأثري للتوازنات اخلارجية على التوازنات الداخلية‪.‬‬
‫ب‪ .‬ال يوجد عالقة مع النماذج االقتصادية املغلقة‪:‬‬
‫‪ ‬عرض أدوات السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬فرضية صالبة األسعار‪.‬‬
‫ت‪ .‬إن منوذج ماندل‪-‬فلمنج (‪ )MF‬يقرتح‪:‬‬
‫‪ ‬األخذ بعني االعتبار حركات رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ ‬توسع يف االقتصاد املنتوج‪ ،‬فيما خيص منحىن ‪.IS-LM‬‬
‫‪ ‬منوذج بس‪HH‬يط ومالئم ملختل‪HH‬ف أنظم‪HH‬ة الص‪HH‬رف‪ ،‬وملختل‪HH‬ف درج‪HH‬ات حترك رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬
‫ث‪ .‬منوذج ذو تأثري كبري نتيجة لسهولته‪ ،‬وشفافيته فيما خيص النتائج‪.‬‬
‫ج‪ .‬يوجد دائما يف جمموعة أدوات حتليل االقتصاد الكلي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫» ‪Mundell R.A « The appropriate use of monetary and fiscal policy for internal and external stability‬‬
‫‪IMFStaff papers, 1962 vol 9 PP70-79.‬‬
‫‪2‬‬
‫» ‪Mundell R.A « capital mobility and stabilization policy under fixed and flexible exchange rates‬‬
‫‪conadian journal of , 1962 vol 9 PP70-79.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪FLEMING M «Domestic Financial policies under fixed and floating exchange rates» IMFSTAFF,‬‬
‫‪PAPORS. 1962 vol 9 PP369-380.‬‬
‫‪ 4‬قدي عبد المجيد "المدخل إلى السياسات االقتصادية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.124‬‬

‫‪66‬‬
‫‪Les Hypothèses de base‬‬ ‫‪ .2‬الفرضيات القاعدية‪:‬‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)01‬‬
‫)‪IS-LM en économie ouverte(MF‬‬ ‫منوذج (‪ )MF‬يف اقتصاد مفتوح‬
‫‪‬فرضيات ‪:IS-LM‬‬
‫‪ :H1‬األسعار واألجور ثابتة (ميكن رفعها)‪.‬‬
‫‪ :H2‬حتت العمالة الكينزية‪.‬‬
‫‪‬فرضيات االقتصاد المفتوح‪:‬‬
‫‪ :H1‬اقتصاد مقفتوح صغري (ميكن توسعه)‪.‬‬
‫‪ :H2‬نقص استبدال السلع‪.‬‬
‫‪ :H3‬رؤوس األموال ثابتة أو متحركة‪.‬‬
‫‪ :H4‬سعر الصرف ثابت أو مرن‪.‬‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)02‬‬
‫توازن سوق السلع‪:‬‬
‫[‪]67‬‬
‫توازن سوق النقود‪:‬‬
‫[‪]68‬‬
‫[‪]69‬‬
‫[‪]70‬‬
‫توازن ميزان املدفوعات‪:‬‬
‫[‪]71‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :B‬رصيد احلساب اجلاري‪.‬‬
‫‪ :F‬تدفق رؤوس األموال الداخلة‪.‬‬
‫‪ :R‬احتياطات الصرف‪.‬‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)03‬‬

‫‪67‬‬
‫‪‬أنظمة الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬يف حالة نظام صرف مرن‪.R=R0 :‬‬
‫‪ -‬يف حالة نظام صرف ثابت‪.e=e0 :‬‬
‫‪( -‬أو نظام وسطي‪ :‬وظيفة استجابة)‪.‬‬
‫‪‬التوازن يعرب عنه بالتدفق وليس باملخزون‪.‬‬
‫) (توقعات الصرف ستاتيكية)‪.‬‬ ‫‪‬نفرتض بصفة عامة (‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)04‬‬
‫سوق السلع‪ :‬املعادلة [‪:]67‬‬
‫[‪]67‬‬
‫مشتقة من‪:‬‬
‫[‪]a‬‬
‫[‪]b‬‬
‫[‪]c‬‬
‫[‪]d‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫(‪ )I‬النظام‪.‬‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)05‬‬
‫سوق النقود‪.‬‬
‫توازن عرض – طلب النقود‪:‬‬
‫لدينا شرط التوازن (‪ )Md=MS‬ومنه‪:‬‬
‫[‪]69‬‬
‫املعادلة [‪ ]69‬تعطي عالقة طردية (متزايدة) بني ‪ y‬و‪.i‬‬
‫النظام (‪.)II‬‬
‫‪ -‬النظام (‪ )II‬مماثل ملنحىن (‪.)LM‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬ولكن عرض النقود مماثلة جزئيا‪ ،‬نظرا لألخذ بعني االعتب‪HH‬ار احتي‪HH‬اطي الص‪HH‬رف (‬
‫‪.)R‬‬
‫‪ -‬النظام (‪ .)II‬مهم وضروري يف حالة نظام صرف ثابت‪.‬‬

‫فرضيات القاعدة (‪:)06‬‬


‫التوازن اخلارجي‪.‬‬
‫توازن ميزان املدفوعات‪:‬‬
‫[‪]71‬‬
‫وميكن كتابة املعادلة [‪ ]71‬على الشكل اخلطي التايل‪:‬‬
‫'[‪]71‬‬
‫أن يكون النظام (‪ )III‬كالتايل‪:‬‬
‫(‪)III‬‬
‫أين تعطي‪:‬‬
‫‪ :‬يف حالة حركة إحالل تامة لرؤوس األموال‪.‬‬
‫عالقة طردية بني ‪ y‬و‪ i‬يف حالة حركة غري كاملة لرؤوس األموال‪.‬‬
‫فرضيات القاعدة (‪:)07‬‬
‫نلخص كل ما سبق حتليله يف ثالثة منحنيات‪:‬‬
‫منحنى (‪ :)IS‬سوق السلع‪.‬‬
‫[‪]72‬‬
‫منحنى (‪ :)LM‬سوق النقود‪.‬‬
‫[‪]73‬‬
‫منحنى (‪ :)EE‬التوازن اخلارجي‪.‬‬
‫[‪]74‬‬
‫) يف حالة إحالل تامة لرؤوس األموال‪.‬‬ ‫تؤدي (‬

‫فرضيات القاعدة (‪:)08‬‬

‫‪69‬‬
‫منوذج ماندل‪-‬فلمنج (‪ )MF‬أكثر تغري‪.‬‬
‫ماندل‪-‬فلمنج (‪ )MF‬ميكن استخدامه‪:‬‬
‫‪ ‬من أجل حتليل تأثريات سياسة اإلنفاق احلكومي والسياسة النقدية‪.‬‬
‫‪ ‬يف نظام صرف مرن ونظام صرف ثابت‪.‬‬
‫‪ ‬يف حركة تامة أو غري تامة لرؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ ‬يف إطار اقتصاد صغري يف عامل كبري "أو يف منوذج متكون من بلدين‪.‬‬
‫يعطي إطار جممل متثيل األشكال املختلفة‪.‬‬
‫هذه التغريات يف منوذج (‪ )MF‬تشرح وتفسر لتكون أكثر استعماال‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة تغيرات نموذج ماندل‪-‬فلمنج (‪ )MF‬في حالة حركة تامة لرؤوس األموال‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫توجد أربعة حاالت‪:‬‬
‫أنظمة الصرف‬
‫سعر صرف ثابت‬ ‫سعر صرف مرن‬
‫أدوات‬

‫أ‪ .‬في ظل نظام سعر صرف مرن‪."changes flottants" :‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪EE‬‬

‫‪IS‬‬
‫‪1‬‬
‫‪MICHEL AGLIETTA « Macro économie internationale » PARIS 1997. p 253.‬‬
‫‪y‬‬
‫‪70‬‬
‫الش‪PP‬كل‪ :)2-11( :‬يوض‪PP‬ح الت‪PP‬وازن الع‪PP‬ام حس‪PP‬ب نم‪PP‬وذج (‪ )MF‬في حال‪PP‬ة حرك‪PP‬ة تام‪PP‬ة‬
‫لرؤوس األموال وفي إطار نظام سعر صرف مرن‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫سوق النقود حيدد التوازن الداخلي حتت‪( :‬‬ ‫‪‬‬
‫التوازن يف سوق السلع حيدد سعر الصرف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سياسة امليزانية (اإلنفاق احلكومي) غري فعالة وال تصلح ألي شيء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫السياسة النقدية أكثر فعالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أ‪ .1.‬توسع الميزانية (زيادة اإلنفاق الحكومي) في إطار نظام سعر صرف مرن‪:‬‬
‫‪Expansion budgétaire en changes flottants.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪B‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪EE‬‬
‫‪A‬‬
‫‪1‬‬
‫’‪IS‬‬
‫‪IS‬‬
‫الشكل‪ :)2-12( :‬يوضح توسع الميزانية في إطار نظام سعر صرف مرن‪.‬‬
‫‪y‬‬
‫منحىن (‪ )IS‬يتحرك إىل اليمني (‪.)’IS‬‬

‫يف النقطة (‪ )B‬تفاضل معدل الفائدة (‪ )i‬يؤدي إىل دخول رؤوس األموال‪.‬‬

‫أ‪ .2.‬التوسع النقدي في إطار نظام سعر صرف مرن‪:‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬
‫’‪LM‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪C‬‬
‫‪EE‬‬
‫‪A‬‬
‫‪B‬‬
‫‪2‬‬ ‫’‪IS‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪IS‬‬
‫الشكل‪ :)2-13( :‬يوضح التوسع النقدي في ظل نظام سعر صرف مرن‪.‬‬
‫‪y‬‬

‫‪71‬‬
‫منحىن (‪ )LM‬يتحرك يف اجتاه (‪.)’LM‬‬
‫اخنفاض يف سعر الفائدة‪ ،‬يؤدي إىل حترك (التغري) التوازن إىل النقطة (‪.)B‬‬
‫خ ‪HH‬روج (ه ‪HH‬روب) رؤوس األم ‪HH‬وال نتيج ‪HH‬ة اخنف ‪HH‬اض مع ‪HH‬دل الفائ ‪HH‬دة‪ ،‬ي ‪HH‬ؤدي إىل اخنف ‪HH‬اض س ‪HH‬عر‬
‫الصرف‪.‬‬
‫منحىن (‪ )IS‬يتحرك (ينزاح) إىل اليمني‪ ،‬وتثبيت التوازن اجلديد يف النقطة (‪.)C‬‬

‫‪La détermination du taux change‬‬ ‫أ‪ .3.‬تحديد سعر الصرف‪:‬‬


‫‪LM#‬‬
‫‪LM#‬‬ ‫‪LM#‬‬
‫’‪LM#‬‬
‫‪i‬‬

‫*‪i‬‬

‫‪IS#‬‬
‫’‪IS#‬‬

‫‪IS#‬تحديد سعر صرف‪.‬‬ ‫الشكل‪ :)2-14( :‬يوضح‬


‫‪IS#‬‬
‫‪y‬‬
‫بالنسبة لـ‪ ) ( :‬نشتق منحىن ‪.IS# IS‬‬
‫)‪.y=(e ; i* ; G‬‬
‫التوازن يف سوق النقود من ( ) ويعطي‪.#LM :‬‬
‫)*‪.y=(M ;R ; i‬‬
‫إنعاش امليزانية (اإلنفاق احلكومي) حيدد ويرفع سعر الصرف‪.‬‬
‫واإلنعاش النقدي يؤدي إىل خفض سعر الصرف‪.‬‬

‫ب‪ .‬في ظل نظام سعر صرف ثابت‪."changes flottants" :‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪EE‬‬

‫‪72‬‬ ‫‪IS‬‬

‫‪y‬‬
‫الشكل‪ :)2-15( :‬يوضح التوازن الكلي حس‪PP‬ب نم‪PP‬وذج (‪ )MF‬في حال‪PP‬ة حرك‪PP‬ة تام‪PP‬ة‬
‫لرؤوس األموال وفي إطار نظام سعر صرف ثابت‪.‬‬
‫)‪.‬‬ ‫‪ ‬سوق السلع حيدد التوازن حتت فرضية‪( :‬‬
‫‪ ‬التغري يف احتياطي الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬السياسة النقدية غري فعالة‪.) ( :‬‬
‫‪ ‬سياسة اإلنفاق احلكومي (امليزانية) فعالة‪.‬‬
‫ب‪ .1.‬التوسع النقدي في إطار نظام سعر صرف ثابت‪:‬‬
‫‪Expansion monétaire en changes fixes.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬
‫’‪LM‬‬

‫‪A‬‬
‫*‪i‬‬ ‫‪EE‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪B‬‬

‫‪1‬‬ ‫‪IS‬‬
‫الشكل‪ :)2-16( :‬يوضح التوسع النقدي في إطار نظام سعر صرف ثابت‪.‬‬
‫‪y‬‬
‫‪ ‬اخنفاض معدل الفائدة‪ ،‬يغري (حيرك) التوازن إىل النقطة (‪.)B‬‬
‫‪ ‬خ‪HH H‬روج رؤوس األم‪HH H‬وال نتيج‪HH H‬ة اخنف‪HH H‬اض مع‪HH H‬دل الفائ‪HH H‬دة ي‪HH H‬ؤدي إىل اخنف‪HH H‬اض يف‬
‫ع‪HH‬رض النق‪HH‬ود مما ي‪HH‬دفع منح‪HH‬ىن (‪ )LM‬إىل إزاحت‪HH‬ه وحترك‪HH‬ه إىل اليمني من (‪)LM‬‬
‫إىل (‪.)’LM‬‬
‫‪ ‬التوازن يعود إىل النقطة (‪.)A‬‬

‫ب‪ .2.‬توسع الميزانية (اإلنفاق الحكومي) في إطار نظام سعر صرف ثابت‪:‬‬
‫‪Expansion budgétaire‬‬
‫‪i‬‬ ‫‪en changes fixes.‬‬ ‫‪LM‬‬
‫’‪LM‬‬
‫‪B‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪EE‬‬


‫‪A‬‬
‫)‪(1‬‬
‫’‪IS‬‬
‫)‪(2‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪IS‬‬

‫‪y‬‬
‫الش‪PP‬كل‪ :)2-17( :‬يوض‪PP‬ح التوس‪PP‬ع في اإلنف‪PP‬اق الحك‪PP‬ومي في ظ‪PP‬ل نظ‪PP‬ام س‪PP‬عر ص‪PP‬رف‬
‫ثابت‪.‬‬

‫الطلب الكلي حيرك (يغري) التوازن من النقطة (‪ )A‬إىل النقطة (‪.)B‬‬ ‫‪‬‬
‫يف النقطة (‪ ،)B‬حيث يرتفع معدل الفائدة مما يؤدي إىل دخول رؤوس األموال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫زي‪HH‬ادة وارتف‪HH‬اع يف احتي‪HH‬اطي الص‪HH‬رف‪ ،‬ت‪HH‬ؤدي إىل ارتف‪HH‬اع ع‪HH‬رض النق‪HH‬ود مما ي‪HH‬ؤدي‬ ‫‪‬‬
‫إىل إزاح‪HH H‬ة منح‪HH H‬ىن (‪ )LM‬إىل اليمني‪ ،‬من الت‪HH H‬وازن يع‪HH H‬ود (‪ )LM‬إىل (‪)’LM‬‬
‫والتوازن يثبت يف النقطة (‪.)C‬‬

‫ب‪ .3.‬عملية استعمال النموذج (‪.Le fonctionnement du modèle (MF) :)MF‬‬


‫إن نظام الصرف هو الذي حيدد عملية استعمال النموذج يف االقتصاد‪.‬‬
‫‪ ‬ففي نظام صرف مرن إنعاش امليزانية يؤثر اجيابيا على الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬ويف نظام صرف ثابت اإلنعاش النقدي خيفض من احتياطي الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬يف إطار صرف مرن السياسة النقدية خيفض سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ ‬ويف إطار صرف ثابت تأثريات االحتكار "‪ "Crowding‬تزول‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة تغيرات نموذج ماندل‪-‬فلمنج في حالة حركة غير تامة لرؤوس األموال‪:‬‬
‫‪Modèle Mundell-Fleming sans mobilités des capitaux.‬‬

‫‪i‬‬ ‫‪LM‬‬

‫*‪i‬‬ ‫‪EE‬‬

‫‪IS‬‬

‫‪y‬‬

‫‪74‬‬
‫الشكل‪ :)2-16( :‬يوضح التوازن االقتص‪PP‬ادي الكلي حس‪PP‬ب نم‪PP‬وذج (‪ )MF‬في حال‪PP‬ة‬
‫حركة غير تامة لرؤوس األموال‪.‬‬
‫يف نظ‪HH‬ام ذو حرك‪HH‬ة غ‪HH‬ري تام‪HH‬ة ل‪HH‬رؤوس األم‪HH‬وال الت‪HH‬وازن اخلارجي حيدد عن طري‪HH‬ق‬ ‫‪‬‬
‫سوق السلع‪.‬‬
‫التوازن يف سوق السلع يعرف على الشكل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫[‪]75‬‬
‫التوازن يف سوق النقود‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫[‪]76‬‬
‫التوازن يف ميزان املدفوعات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫[‪]77‬‬

‫‪.Changes flottants‬‬ ‫أ‪ .‬في حالة نظام سعر صرف مرن‪:‬‬


‫‪EE‬‬ ‫’’‪EE’ EE‬‬
‫‪LM‬‬
‫‪i‬‬ ‫’‪LM‬‬

‫)‪ :‬يوض‪PP‬ح الت‪PP‬وازن الع‪PP‬ام حس‪PP‬ب نم‪PP‬وذج (‪ )MF‬في حال‪PP‬ة نظ‪PP‬ام س‪PP‬عر‬‫الش‪PP‬كل‪2-19( :‬‬
‫’‪IS‬‬

‫‪IS‬‬ ‫صرف مرن‪.‬‬


‫‪H‬عر الص‪HH‬رف الث‪HH‬ابت يتح‪HH‬دد على أس‪HH‬اس رص‪HH‬يد احلس‪HH‬اب اجلاري ال‪HH‬ذي يك‪HH‬ون‬
‫س‪y H‬‬ ‫‪‬‬
‫دوما معدوم‪.‬‬
‫النموذج يشبه ‪ IS-LM‬يف اقتصاد مغلق‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪i‬‬
‫األداتان االثنني يعتربان ذات فعالية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪.La détermination‬‬
‫‪y de taux de change‬‬ ‫أ‪ .1.‬تحديد سعر الصرف‪:‬‬
‫سعر الصرف ثابت‬
‫‪EE‬‬

‫‪75‬‬ ‫‪y‬‬
‫‪y‬‬
‫الشكل‪ :)2-20( :‬يوضح سعر الصرف‪.‬‬

‫سعر الصرف يتحدد على أساس (‪ )yy‬و(‪.)EE‬‬ ‫‪‬‬


‫عملي ‪HH‬ة اإلنع ‪HH‬اش خيفض س ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف حبيث أن القيم ‪HH‬ة (‪( )yy‬هي قيم ‪HH‬ة مطلق ‪HH‬ة)‬ ‫‪‬‬
‫وعالية على (‪.)EE‬‬
‫تأثري إنعاش كبرية على غرار صرف ثابت‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫"‪."changes flottants‬‬ ‫ب‪ .‬في حالة نظام سعر صرف ثابت‪:‬‬

‫‪i‬‬ ‫’‪LM‬‬
‫‪LM‬‬

‫‪1‬‬ ‫’‪IS‬‬
‫‪2‬‬
‫‪IS‬‬
‫‪y‬‬
‫الشكل‪ :)2-21( :‬يوضح التوازن الكلي حس‪PP‬ب نم‪PP‬وذج (‪ )MF‬في حال‪PP‬ة حرك‪PP‬ة تام‪PP‬ة‬
‫لرؤوس األموال وفي إطار نظام سعر صرف ثابت‪.‬‬
‫تغريات احتياطي الصرف (‪ )R‬توازن امليزان اجلاري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلنعاش يؤدي إىل اخنفاض (خسارة) خارجية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األداتان يبقيان جيدان‪ ،‬ولكن تأثريمها ينخفض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -III‬سياسات سعر الصرف‪:‬‬
‫عندما يكون اختالل ميزان املدفوعات راجعا إىل قوى راس‪HH‬خة‪ ،‬وليس إىل س‪HH‬بب ع‪HH‬ارض أو‬
‫مؤقت‪ ،‬فإن‪H‬ه من ال‪H‬واجب على الس‪H‬لطات املب‪H‬ادرة باختاذ ق‪H‬رارات وإتب‪H‬اع السياس‪H‬ات الكفيل‪H‬ة ملواجه‪H‬ة‬
‫االختالفات ذل‪H‬ك أن‪H‬ه ل‪H‬و جتاهلت أو تباط‪HH‬أت يف إتب‪H‬اع السياس‪H‬ات الكفيل‪H‬ة بتص‪H‬حيحها ألنتهي األم‪H‬ر‬
‫اس‪HH‬تفاد االحتياط‪HH‬ات اخلارجي‪HH‬ة للبل‪HH‬د أو ب‪HH‬دخول الدول‪HH‬ة يف قفص املديوني‪HH‬ة اخلارجي‪HH‬ة حبيث تص‪HH‬ل إىل‬
‫ح‪HH H‬د ال جتد بع‪HH H‬ده من يق‪HH H‬دم على إقراض‪HH H‬ها‪ ،‬حينه‪HH H‬ا يص‪HH H‬بح البل‪HH H‬د يف وض‪HH H‬عية حرج‪HH H‬ة ال يق‪HH H‬در على‬
‫مواجه‪HH‬ة التقلب‪HH‬ات قص‪HH‬رية األج‪HH‬ل يف م‪HH‬يزان مدفوعات‪H‬ه‪ ،‬طاملا أن‪HH‬ه ال يت‪HH‬وفر لدي‪HH‬ه غط‪HH‬اء م‪HH‬ايل ك‪HH‬ان ض‪HH‬د‬
‫تلك التقلبات‪.‬‬
‫وتنحص‪HH H‬ر السياس‪HH H‬ات ال‪HH H‬يت ميكن للحكوم‪HH H‬ة اللج‪HH H‬وء إليه‪HH H‬ا لتص‪HH H‬حيح عج‪HH H‬ز (اختالل) م‪HH H‬يزان‬
‫املدفوعات يف ثالث سياسات عامة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬إتباع سياسة نقدية ومالية‪.‬‬
‫‪ -2‬القيود املباشرة على العمالت اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -3‬إجراء تغريات يف سعر الصرف‪.‬‬
‫وم ‪HH‬ادامت دراس ‪HH‬تنا ه ‪HH‬ذه تقتض ‪HH‬ي فق ‪HH‬ط على كيفي ‪HH‬ة مواجه ‪HH‬ة اختالف ‪HH‬ات م ‪HH‬يزان املدفوعات عن طري ‪HH‬ق‬
‫سياسة سعر الص‪H‬رف دون غ‪H‬ري من السياس‪H‬ات األخ‪H‬رى ف‪H‬أن حتليلن‪H‬ا يف ه‪H‬ذا املق‪H‬ام س‪H‬وق يقتص‪H‬ر على‬
‫بيان كيفية إعادة التوازن إىل ميزان املدفوعات عن طريق إج‪H‬راء تع‪HH‬ديل (تغ‪HH‬ري) س‪HH‬عر الص‪HH‬رف أو عن‬
‫طريق سياسة أخرى ما يعرف بالرقابة على الصرف األجنيب‪.‬‬
‫‪ -III-1‬تخفيض القيمة الخارجية للعملة الوطنية‪:‬‬
‫يعترب التخفيض يف قيمة العملة الوطنية ق‪H‬رار تتخ‪H‬ذه الس‪H‬لطات النقدي‪H‬ة‪ ،1‬مض‪H‬مونه تدني‪H‬ة قيم‪H‬ة‬
‫العملة الوطنية‪ ،‬حيث يهدف أساسا إىل إعادة الت‪H‬وازن يف امليزان املدفوعات وأث‪H‬ار التخفيض مرتبط‪H‬ة‬
‫أساس‪HH‬ا بأمهي‪HH‬ة املب‪HH‬ادالت اخلارجي‪HH‬ة‪ ،‬وك‪HH‬ذا اهليك‪HH‬ل االقتص‪HH‬ادي للبل‪HH‬د املع‪HH‬ين‪ ،‬فال‪HH‬دول تق‪HH‬وم بتغ‪HH‬ري قيم‪HH‬ة‬
‫عملته‪HH‬ا الوطني‪HH‬ة فه‪HH‬ذا يع‪HH‬ين أن‪HH‬ه أص‪HH‬بح باإلمك‪HH‬ان احلص‪HH‬ول عليه‪HH‬ا مبق‪HH‬دار من العمل‪HH‬ة األجنبي‪HH‬ة أق‪HH‬ل من‬

‫‪1‬‬
‫‪MILET Obravich, « Les effets de la dévaluation française de 1958 » les aides d’organisations, Paris,‬‬
‫‪1970, p 15.‬‬

‫‪77‬‬
‫الس‪H‬ابق ويف إط‪H‬ار اتفاقي‪H‬ات بريت‪H‬ون رودز ف‪H‬إن تغ‪H‬ري وإع‪H‬ادة النظ‪H‬ر يف قيم‪H‬ة العمل‪H‬ة ك‪H‬ان يعت‪H‬رب ك‪H‬إجراء‬
‫عادي لكنه استثنائي ال ميكن اختاذه يف حالة العجز األساسي يف املدفوعات‪.1‬‬
‫إن عملي‪HH H‬ة ختفيض العمل‪HH H‬ة « ‪ ،» Dévaluation‬تتم بص‪HH H‬ورة متعم‪HH H‬دة بع‪HH H‬د اختاذ الق‪HH H‬رار من‬
‫ص ‪HH‬رف ‪H‬ث ‪HH‬ابت ‪H‬ه ‪HH‬ذا عكس‬ ‫ص ‪HH‬ادية وت ‪H‬ك ‪HH‬ون ‪H‬ه ‪HH‬ذه العم ‪H‬ل ‪HH‬ة يف إ ‪H‬ط ‪HH‬ار ن ‪H‬ظ ‪HH‬ام ‪H‬س ‪HH‬عر ‪H‬‬
‫س ‪HH‬لطات االقت ‪H‬‬
‫‪H‬ط ‪HH‬رف ال ‪H‬‬
‫االخنف‪HH H‬اض « ‪ ،» Dépréciation‬ال‪HH H‬ذي حيدث تلقائي‪HH H‬ا نتيج‪HH H‬ة لتض‪HH H‬ارب ق‪HH H‬وى الع‪HH H‬رض والطلب يف‬
‫الس‪HH‬وق وتتم ه‪HH‬ذه العملي‪HH‬ة يف إط‪HH‬ار نظ‪HH‬ام س‪HH‬عر ص‪HH‬رف ع‪HH‬ائم‪ ،2‬إذا أن احلديث عن التخفيض جيعلن‪HH‬ا‬
‫نش‪HH‬ري إىل عملي‪HH‬ة دف‪HH‬ع قيم‪HH‬ة العمل‪HH‬ة أو إع‪HH‬ادة التق‪HH‬ومي « ‪ ،*» Réévaluation‬ال‪HH‬يت هي عملي‪HH‬ة عكس‪HH‬ية‬
‫بالنسبة لعملية التخفيض‪.‬‬
‫إن ختفيض القيم ‪HH‬ة اخلارجي ‪HH‬ة للعمل ‪HH‬ة ميكن أن ي ‪HH‬ؤثر على كاف ‪HH‬ة بن ‪HH‬ود م ‪HH‬يزان املدفوعات‪ ،‬وم ‪HH‬ع‬
‫ذلك فاالعتبار األساسي هو اثر ختفيض قيمة العملة على احلساب اجلاري مبيزان املدفوعات فالنس‪HH‬بة‬
‫ملعظم ال‪HH H‬دول يس‪HH H‬اهم احلس‪HH H‬اب اجلاري ع‪HH H‬ادة بنس‪HH H‬بة كب‪HH H‬رية من إمجايل رص‪HH H‬يد املدفوعات اخلارجي‪HH H‬ة‬
‫ش ‪HH‬ة آ ‪H‬ث ‪HH‬ار ختفيض القي ‪H‬م ‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬ي يف مناق ‪H‬‬
‫للعم ‪H‬ل ‪HH‬ة على ‪H‬م ‪HH‬يزان املدفوعات اخلارج ‪H‬ي ‪HH‬ة وهلا حي ‪H‬ت ‪HH‬ل امل ‪H‬ك ‪HH‬ان الرئي ‪H‬‬
‫اخلارجي‪HH‬ة للعمل‪HH‬ة على م‪HH‬يزان املدفوعات وعلي‪HH‬ه نتس‪HH‬اءل عن املرتب‪HH‬ة عن ه‪HH‬ذا اإلج‪HH‬راء ال‪HH‬ذي يع‪HH‬د من‬
‫الوسائل املعتمدة لتصحيح العجز يف امليزان املدفوعات‪.‬‬
‫تساؤالت كثرية ما تطرح يف هذا اجلانب‪:‬‬
‫‪ -1‬بأي نسبة جيب التخفيض ؟‬
‫‪ -2‬أين وكيف يتم التخفيض ؟‬
‫‪ -3‬مىت جيب ختفيض ؟‬
‫فلمعرفة نسبة التخفيض جبب على البلد املخفض القيام مبا يلي‪:3‬‬
‫أ‪ .‬حتديد اهلدف بدقة مث‪H‬ل ت‪H‬وازن حس‪H‬اب املع‪H‬امالت اجلاري‪H‬ة‪ ،‬أو ت‪H‬وازن امليزان التج‪H‬اري ه‪H‬ذا األخ‪H‬ري‬
‫جيب أن يستجيب للشروط االقتصادية للبلد املعين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Dominique Plihon, « Les taux de change » édition, la découverte, Paris 1991, p 91.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Dominique Plihon, Op cit, p 92.‬‬
‫* تبقى هذه العملية‪ ،‬حالة استثنائية‪ ،‬إن لم نقل معدوم?ة بالنس?بة للبل?دان النامي?ة‪ ،‬ألن االختالالت ال?تي تع?اني منه?ا م?وازين م?دفوعات ه?ذه ال?دول‪،‬‬
‫غالب?ا م?ا تظه?ر في ص?ورة عج?ز‪ ،‬فإن?ه ينبغي علين?ا معرف??ة فعالي?ة الحال?ة األولى‪ ،‬في تص?حيح العج?ز في م?يزان الم?دفوعات‪ ،‬وسنقتص?ر على ه?ذه‬
‫الحالة‪.‬‬
‫‪ 3‬يوس??في عب??د الب??اقي‪" ،‬دور س??عر الص??رف في تع??ديل م??يزان الم??دفوعات لل??دول النامي??ة"‪ ،‬دراس??ة حال??ة الجزائ??ر (رس??الة ماجس??تير في العل??وم‬
‫االقتصادية)‪ ،‬جامعة الجزائر ‪.2001‬‬

‫‪78‬‬
‫ب‪ .‬حتديد اهلدف بدقة مثل توازين الذي يستجيب للهدف احملدد‪.‬‬
‫وانطالق من س‪HH‬عر ص‪HH‬رف ت‪HH‬وازين تق‪HH‬وم الس‪HH‬لطات املعني‪HH‬ة بتق‪HH‬دير مع‪HH‬دل التخفيض وال‪HH‬ذي ه‪HH‬و عب‪HH‬ارة‬
‫ص ‪HH‬رف اجلاري الع ‪H‬م ‪HH‬ل ‪H‬ب ‪HH‬ه ‪H‬م ‪HH‬ع اإل ‪H‬ش ‪HH‬ارة ه ‪H‬ن ‪HH‬ا إىل أن‬ ‫ص ‪HH‬رف ال ‪H‬ت ‪HH‬وازين و ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬ ‫عن ال ‪H‬ف ‪HH‬رق بني ‪H‬س ‪HH‬عر ال ‪H‬‬
‫مفهوم سعر الصرف التوازين هو نسيب يقوم على أساس اهلدف املراد الوصول إليه‪.‬‬
‫أما فيما خيص التساؤل الثاين‪:‬‬
‫ف‪HH‬إن إج‪HH‬راء التخفيض ميكن أن ال ميس ك‪HH‬ل قطاع‪HH‬ات االقتص‪HH‬اد الوط‪HH‬ين بعض الص‪HH‬ناعات التص‪HH‬ديرية‬
‫الفتي ‪HH H‬ة ذات املر دود ‪H‬ي ‪H H‬ة يف املدى املتوس ‪HH H‬ط أو الطوي ‪HH H‬ل وال ‪HH H‬يت تس ‪HH H‬تخدم ج ‪HH H‬زءا هام ‪HH H‬ا من م ‪HH H‬دخالت‬
‫مس ‪HH H‬توردة ميكن أن تس ‪HH H‬تفيد من إعف ‪HH H‬اء آلث ‪HH H‬ار التخفيض على أس ‪HH H‬عار اس ‪HH H‬ترياد املدخالت وك ‪HH H‬ذلك‬
‫الواردات من املنتجات الضرورية‪.‬‬
‫ه‪HH H‬ذه املع‪HH H‬امالت التمييزي‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت ترتك‪HH H‬ز على سياس‪HH H‬ة س‪HH H‬عر الص‪HH H‬رف متع‪HH H‬دد جيب أن تن‪HH H‬درج ض‪HH H‬من‬
‫إسرتاتيجية تتميز به وطنية‪.‬‬
‫وأخ‪HH‬ريا ف‪HH‬إن املض‪HH‬غوطات االجتماعي‪HH‬ة وآثاره‪HH‬ا على االقتص‪HH‬اد الوط‪HH‬ين هي نتيج‪HH‬ة مباش‪HH‬رة للتخفيض‬
‫ومن األحس‪HH H‬ن ع‪HH H‬دم اختاذ ق‪HH H‬رار التخفيض يف الف‪HH H‬رتة االس‪HH H‬تقرار السياس‪HH H‬ي أو عن‪HH H‬دما تك‪HH H‬ون الق‪HH H‬درة‬
‫الشرائية جد متدهورة‪.‬‬
‫ونستخدم سياسة التخفيض على نطاق واسع لتشجيع الصادرات إال أن جناح هذه السياسة يتوق‪HH‬ف‬
‫على توفر جمموعة من الشروط‪:1‬‬
‫‪ -1‬اتسام الطلب العاملي على منتجات الدولة بق‪HH‬در ك‪HH‬اف من املرون‪HH‬ة حبيث ي‪HH‬ؤدي ختفيض‬
‫العملة إىل زيادة أكرب يف الطلب العاملي على املنتجات املصدرة من نسبة التخفيض‪.‬‬
‫‪ -2‬ض‪HH‬رورة اتس ‪HH‬ام الع ‪HH‬رض احمللي لس ‪HH‬لع التص ‪HH‬دير بق ‪HH‬در ك ‪HH‬اف من املرون ‪HH‬ة حبيث يس ‪HH‬تجيب‬
‫اجلهاز اإلنتاجي لالرتفاع يف الطلب أو الطلب اجلديد الناجم عن ارتفاع الصادرات‪.‬‬
‫‪ -3‬ضرورة توفر استقرار يف األسعار احمللية وعدم ارتفاع األسعار تكلفة املنتجات احمللية‪.‬‬
‫‪ -4‬ع‪H‬دم قي‪H‬ام ال‪H‬دول املنافس‪H‬ة ب‪H‬إجراءات مماثل‪H‬ة لتخفيض عمالهتا مما يزي‪H‬ل األث‪H‬ر املرتتب عن‬
‫التخفيض‪.‬‬
‫ض ‪HH H‬رورية‬
‫ص ‪HH H‬حية واألمن ‪H‬ي ‪HH H‬ة ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH H‬فات اجلودة‪ ،‬امل ‪H‬ع ‪HH H‬ايري ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH H‬درة للموا ‪H‬‬
‫س ‪HH H‬لع امل ‪H‬‬
‫‪ -5‬ا ‪H‬س ‪HH H‬تجابة ال ‪H‬‬
‫للتصدير‪.‬‬
‫‪ 1‬قدي عبد المجيد‪" ،‬مرجع سابق"‪ ،‬ص ‪.134‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -6‬االستجابة لشرط مارشال –لرينز‪.‬‬
‫‪ -III-2‬أثر تغيرات سعر الصرف على بعض المتغيرات االقتصادية الكلية‪:‬‬
‫‪ -III-2-1‬أثر تغير سعر الصرف على الميزان التجاري‪:‬‬
‫أ‪ -‬مدخل المرونات‪:‬‬
‫‪ ‬سعر الصرف االسمي‪:‬‬
‫توازن امليزان التجاري يكتب على الشكل‪:‬‬
‫‪78‬‬

‫’‪78‬‬ ‫)قيمة الواردات باألسعار اخلارجية(‬

‫نأخذ االشتقاق اجلزئي لـ ‪ Bc‬بالنسبة لـ (‪ )e‬فنجد‪:‬‬

‫نضع‪.Bc=0 :‬‬

‫‪.‬‬ ‫نضع كذلك‪:‬‬

‫بالتعويض (‪ )1‬و (‪ )2‬جند‪:‬‬

‫يف األدب االقتصادي بقيد (شرط مارشال ‪ -‬لرينر)‪.‬‬ ‫تعرف العبارة‬


‫إذن‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫حتسن يف امليزان التجاري‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا كان‪:‬‬
‫تدهور يف امليزان التجاري‪.‬‬ ‫‪ -‬وإذا كان‪:‬‬
‫يكون امليزان التجاري ال يف فائض وال عجز (متوازن)‪.‬‬ ‫‪ -‬إذا كان‪:‬‬
‫سعر الصرف الحقيقي‪:‬‬

‫(‪ :q‬سعر الصرف احلقيقي)‬

‫مع أن‪:‬‬

‫نضع‪Bc=0 :‬‬

‫ونضع كذلك‪:‬‬

‫بالنعويض (‪ )1‬يف (‪ )2‬جند‪:‬‬

‫‪81‬‬
‫(شرط مارشال لرينر)‬
‫إال أن التخفيض حىت وان حتقق شروطه‪ ،‬ال يؤدي بالضرورة إىل التحسن الفوري يف وض‪HH‬عية م‪HH‬يزان‬
‫املدفوعات‪ ،‬حيث ي ‪H‬ك ‪HH‬ون ه ‪H‬ن ‪HH‬اك ‪H‬ت ‪HH‬دهور يف وض ‪HH‬عيته أوال‪ ،‬وب ‪H‬ع ‪HH‬د ذ ‪H‬ل ‪HH‬ك ي ‪H‬ب ‪HH‬دأ يف التحس ‪HH‬ن على ص ‪HH‬يغة‬
‫احلرف الالتيين (‪.)J‬‬

‫شكل‪ )22( :‬منحنى (‪.)J‬‬


‫رصيد الميزان التجاري‬
‫‪+‬‬

‫المرحلة (‪)2‬‬
‫)‪(M.T‬‬
‫المرحلة (‪)1‬‬ ‫)‪(M.t.T‬‬
‫)‪(C.T‬‬
‫‪0‬‬

‫وتعود أسباب تكون املنحىن (‪:)J‬‬


‫‪ -1‬عدم حتقق شرط مارشال‪-‬لرينر‪.‬‬
‫العملة‪H‬تغناء عن ‪H‬ه ‪HH‬ا (ال ميكن خفض‬ ‫تخفيضاال ‪H‬س ‪H‬‬
‫س ‪HH‬توردة يف اإلن ‪H‬ت ‪HH‬اج‪،‬لحظةال ميكن‬
‫‪ -2‬االعت ‪H‬م ‪HH‬اد على ‪H‬م ‪HH‬واد أول ‪H‬ي ‪HH‬ة م ‪H‬‬
‫‪-‬‬
‫أحجام املواد األولية املستوردة)‪.‬‬
‫ص ‪HH‬ادرات وبال ‪H‬ت ‪HH‬ايل‬
‫‪ -3‬يف املدى الطو ‪H‬ي ‪HH‬ل ‪H‬ي ‪HH‬ؤدي ارت ‪H‬ف ‪HH‬اع األ ‪H‬س ‪HH‬عار الداخل ‪H‬ي ‪HH‬ة إىل ارت ‪H‬ف ‪HH‬اع أ ‪H‬س ‪HH‬عار ال ‪H‬‬
‫اخنفاض حجم املبيعات اخلارجية‪ ،‬وبالتايل عودة التوازن التقيمي إىل امليزان التجاري‪.‬‬
‫وم‪HH H‬ا ميكن مالحظت‪HH H‬ه من خالل الش‪HH H‬كل (‪ ،)22‬ال‪HH H‬ذي يع‪HH H‬رب على مرحل‪HH H‬تني‪ ،‬األوىل وهي يف املدى‬
‫القصري (أقل من سنة)‪ ،‬ويكون للتخفيض فيها أثر سليب‪ ،‬حيث يزي‪HH‬د من ح‪HH‬دة العج‪HH‬ز التج‪HH‬اري ألن‬
‫ألسعار الواردات مقومة بالعملة الوطنية ت‪H‬زداد بس‪H‬رعة بينم‪H‬ا تبقى أس‪H‬عار الص‪H‬ادرات ثابت‪H‬ة‪ ،‬باإلض‪H‬افة‬

‫‪82‬‬
‫إىل أن املتع ‪HH H‬املني ال يزال ‪HH H‬ون يف ف ‪HH H‬رتة العق ‪HH H‬ود حتد التنفي ‪HH H‬ذ‪ ،‬حيث تت ‪HH H‬أثر قيم الص ‪HH H‬ادرات وال ‪HH H‬واردات‬
‫بالعملة اليت اتفق على التسوية هبا‪.‬‬
‫أم‪HH‬ا املرحل‪H‬ة الثاني‪HH‬ة‪ ،‬وتظه‪HH‬ر يف املدى املتوس‪HH‬ط (م‪HH‬ا بني س‪HH‬نة وأرب‪HH‬ع س‪HH‬نوات)‪ ،‬ويك‪HH‬ون للتخفيض آث‪HH‬ار‬
‫اجيابي‪HH‬ة على امليزان التج‪HH‬اري‪ ،‬حيث يص‪HH‬بح البل‪HH‬د مس‪HH‬تورد الس‪HH‬لع األجنبي‪HH‬ة ال‪HH‬يت أص‪HH‬بح س‪HH‬عرها مرتف‪HH‬ع‬
‫بكمي‪HH‬ات أق‪HH‬ل‪ ،‬ه‪HH‬ذا من جه‪HH‬ة ومن جه‪HH‬ة ثاني‪HH‬ة‪ ،‬ترتف‪HH‬ع ص‪HH‬ادراته ك‪HH‬ون أن أس‪HH‬عارها بالعمل‪HH‬ة األجنبي‪HH‬ة‬
‫أصبحت منخفضة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مدخل اإلستعاب‪:‬‬
‫قدم الربوفيسور ألكسندر‪"Alexander:‬من معهد ماساشوستس للتكنولوجية منوذجا جديدا‬
‫لتحلي‪HH H‬ل آث‪HH H‬ار ختفيض القيم‪HH H‬ة اخلارجي‪HH H‬ة للعمل‪HH H‬ة على امليزان اجلاري مبيزان املدفوعات يب‪HH H‬ين النم‪HH H‬وذج‬
‫الكي ‪HH‬نزي املألوف بع ‪HH‬د توس ‪HH‬يعه ليش ‪HH‬مل الص ‪HH‬ادرات وال ‪HH‬واردات وي ‪HH‬ويل ه ‪HH‬ذا التحلي ‪HH‬ل األمهي ‪HH‬ة الك ‪HH‬ربى‬
‫للم ‪HH‬داخيل باإلض ‪HH‬افة إىل االتف ‪HH‬اق يف حتدي ‪HH‬د النتيج ‪HH‬ة النهائي ‪HH‬ة على امليزان اجلاري ولتحدي ‪HH‬د الش ‪HH‬روط‬
‫ال‪HH H‬يت ي‪HH H‬ؤدي فيه‪HH H‬ا التخفيض آث‪HH H‬ار اجلانبي‪HH H‬ة على احلس‪HH H‬اب اجلاري ننطل‪HH H‬ق للمعادل‪HH H‬ة السياس‪HH H‬ية لل‪HH H‬دخل‬
‫الوطين ‪:‬‬
‫‪79‬‬
‫حيث أن‪:‬‬
‫‪ :y‬الدخل الوطين‪.‬‬
‫‪ :C‬االستهالك الكلي‪.‬‬
‫‪ :I‬االستثمار العام‪.‬‬
‫‪ :G‬االتفاق احلكومي‪.‬‬
‫‪ :X‬الصادرات‪.‬‬
‫‪ :M‬الواردات‪.‬‬
‫إن الفرق بني الصادرات والواردات (‪ ،)m- x‬ميثل رصيد امليزان اجلاري ونرمز له بالرمز ‪ N‬أي‪:‬‬
‫(‪ ،)M - x = N‬وجمموعة االستهالك واالستثمار واالتفاق العام ميث‪H‬ل اإلس‪H‬تعاب (‪،)l’absorption‬‬
‫ونرمز له بالرمز ‪ A‬أي ‪ ،A=C+I+G‬وعليه ميكن كتابة املعادلة ‪ 79‬في الشكل التايل‪:‬‬
‫’‪79‬‬ ‫‪Y=A+N‬‬

‫‪83‬‬
‫نس ‪HH H‬تنتج من املعادل ‪HH H‬ة ‪ ’79‬أن رص ‪HH H‬يد احلس ‪HH H‬اب اجلاري يتمث ‪HH H‬ل يف الف ‪HH H‬رق م ‪HH H‬ابني ال ‪HH H‬دخل الوط ‪HH H‬ين‬
‫واإلستعاب‪:‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪N=Y-A‬‬
‫وعلي‪HH‬ه يك‪HH‬ون رص‪HH‬يد احلس‪HH‬اب اجلاري موجب‪HH‬ا ‪N>0‬عن‪HH‬دما يس‪HH‬توعب البل‪HH‬د من الس‪HH‬لع واخلدمات يف‬
‫االستهالك واالستثمار‪ ،‬واالتفاق العام من دخله احلقيقي أي‪:‬‬
‫(‪ )Y >A‬وتك‪HH‬ون (‪ )N >0‬عن‪HH‬دما يس‪HH‬توعب البل‪HH‬د من الس‪HH‬لع واخلدمات واالس‪HH‬تثمار واالتف‪HH‬اق الع‪HH‬ام‬
‫أكثر من دخله احلقيقي أي (‪.)Y <A‬‬
‫والسؤال الذي ميكن طرحه هو ‪:‬‬
‫‪H ‬م ‪HH H‬ا ‪H‬ه ‪HH H‬و األ ‪H‬ث ‪HH H‬ر املتو ‪H‬ق ‪HH H‬ع لتخفيض قي ‪H‬م ‪HH H‬ة العم ‪H‬ل ‪HH H‬ة الوطن ‪H‬ي ‪HH H‬ة على (‪ )N‬أي ال ‪H‬ف ‪HH H‬رق بني ا ‪H‬ل ‪HH H‬دخل‬
‫واإلستعاب؟‬
‫لنفرض أن هناك دولة تعاين من عجز يف م‪H‬يزان م‪H‬دفوعاهتا اجلاري‪H‬ة‪ ،‬وللتغلب على ه‪H‬ذا العج‪H‬ز ق‪H‬امت‬
‫بتخفيض قيمة عملتها الوطنية بالنسبة للعمالت األجنبية‪.‬‬
‫ويتس‪H‬بب التخفيض يف تغ‪H‬ري رص‪H‬يد امليزان اجلاري فيص‪H‬بح (‪ ،Δ)X-M‬أي ‪ NΔ‬وه‪H‬ذا التغ‪H‬ري يف الواق‪H‬ع‬
‫يك‪HH‬ون حمص‪HH‬لة ألث‪HH‬ر مباش‪HH‬رة على ال‪HH‬دخل‪ ،‬وأث‪HH‬ر التخفيض على اإلس‪HH‬تعاب‪ ،‬وه‪HH‬ذا م‪HH‬ا ي‪HH‬رتجم م‪HH‬دخل‬
‫اإلستعاب والدور املشرتك آلثار األسعار وآثار الدخل‪.‬‬
‫فمن ناحي ‪HH‬ة أخ ‪HH‬رى يك ‪HH‬ون للتخفيض أث ‪HH‬ر مباش ‪HH‬ر على ال ‪HH‬دخل حيث يتس ‪HH‬بب يف تغي ‪HH‬ريه املق ‪HH‬دار ‪،DA‬‬
‫ونتيجة لذلك يصبح رصيد امليزان اجلاري هو‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ΔN =ΔY -Δ A‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن أثر التخفيض على اإلستعاب يكون ذاته ناجتا عن أثرين مها‪:‬‬
‫‪ -1‬األث‪HH‬ر املباش‪HH‬ر للتخفيض على اإلس‪HH‬تعاب‪ ،‬وال‪HH‬ذي نرم‪HH‬ز ل‪HH‬ه ب‪HH‬الرمز ‪ AΔ‬وه‪HH‬و يفس‪HH‬ر أث‪HH‬ر التخفيض‬
‫على االستعاب عند مستوى معني للدخل احلقيقي‪.‬‬
‫‪ -2‬األثر على االستعاب احملفوز بتغريات الدخل‪ ،‬والذي نرمز له بالرمز‪.YΔ‬‬
‫حيث‪ : :‬امليل احلدي لإلستعاب الدخل أو امليل احلدي لإلنفاق‪.1‬‬
‫‪ :YΔ‬التغري الذي حدث يف الدخل‪.‬‬
‫وعلى ذلك‪ ،‬فإن األثر اإلمجايل للتخفيض على اإلستعاب يكون‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪ΔA =ΔY -Δ A‬‬

‫‪ :‬هي مجموع الميول الحدية لالستهالك واالستثمار واإلنفاق الحكومي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪84‬‬
‫ومن مث يكون األثر على امليزان اجلاري هو‪:‬‬
‫)‪ΔN = ΔY - (ΔY -Δ A‬‬
‫‪ΔN = ΔY - ΔY -Δ A‬‬
‫‪83‬‬ ‫‪ΔN =(1-) ΔY -Δ A‬‬
‫ومن املعادل‪HH H‬ة ‪ 82‬يتض‪HH H‬ح أن (‪ Δ)X-M‬يعتم‪HH H‬د يف ذات ال‪HH H‬وقت على أث‪HH H‬ر التخفيض على ال‪HH H‬دخل‬
‫(سواء األثر املباشر أو األثر احملفوز)‪ ،‬من ناحية‪ ،‬واألث‪H‬ر املباش‪H‬ر للتخفيض على االس‪H‬تعاب من ناحي‪H‬ة‬
‫س ‪HH‬رها ‪ AΔ‬وإذا ‪H‬ك ‪HH‬انت اآل ‪H‬ث ‪HH‬ار‬
‫س ‪HH‬رها امل ‪H‬ق ‪HH‬دار )‪ ،YΔ (1-‬أ ‪H‬م ‪HH‬ا الثان ‪H‬ي ‪HH‬ة فيف ‪H‬‬
‫أ ‪H‬خ ‪HH‬رى‪ ،‬واآل ‪H‬ث ‪HH‬ار األوىل يف ‪H‬‬
‫األوىل هي آث‪HH‬ار ال‪HH‬دخل‪ ،‬ف‪HH‬إن الثاني‪HH‬ة كم‪HH‬ا ظه‪HH‬رت يف حتلي‪HH‬ل ‪ Alexander‬هي آث‪HH‬ار األس‪HH‬عار‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فإن إشارة وقيمة (‪ ، Δ)X-M‬تعتم‪H‬د على حمص‪H‬لة آث‪H‬ار ال‪H‬دخل وآث‪H‬ار األس‪H‬عار ال‪H‬يت جنحت عن‬
‫التخفيض‪.‬‬
‫وتسمح املعادلة ‪ 82‬باستنتاج الشروط الالزمة لنج‪H‬اح ختفيض القيم‪H‬ة اخلارجي‪HH‬ة للعمل‪H‬ة يف حتس‪HH‬ني‬
‫احلساب اجلاري مليزان املدفوعات داخل إطار مدخل اإلستعاب‪.‬‬
‫ب‪ -1-‬أثار التخفيض على الدخل‪:‬‬
‫ميز « ‪ ،» Alexander‬بني أثرين متميزين‪ :‬أثر املوارد املعطلة وأثر معدالت التبادل‪.‬‬
‫‪ ،‬وهذه الزيادة تك‪HH‬ون‬ ‫إن التخفيض يتسبب يف زيادة مباشرة للدخل القومي ونرمز هلا بالرمز‬
‫راجعة إىل أثر املوارد املعطلة‪.‬‬
‫وه‪H‬ذا االخنف‪H‬اض يك‪H‬ون‬ ‫كما يتسبب التخفيض أيضا يف اخنف‪H‬اض ال‪H‬دخل الق‪H‬ومي ونرم‪H‬ز ل‪H‬ه بـ‬
‫ه‪HH‬و نتيج‪HH‬ة‬ ‫راجع‪HH‬ا إىل أث‪HH‬ر ت‪HH‬دهور مع‪HH‬دالت التب‪HH‬ادل‪ ،‬ومع‪HH‬ىن ذل‪HH‬ك أن أث‪HH‬ر التخفيض على ال‪HH‬دخل‬
‫األثرين معا مها‪:‬‬
‫‪ ،‬وأثر تدهور معدالت التبادالت اليت يتس‪HH‬بب يف‬ ‫أثر املوارد املعطلة اليت يتسبب زيادة الدخل‬
‫أن‪:‬‬ ‫اخنفاض الدخل‬

‫‪ :‬لأن التخفيض دوم ‪HH‬ا ي ‪HH‬ؤدي إىل ت ‪HH‬دهور نس ‪HH‬ب التب ‪HH‬ادل وعلى ذل ‪HH‬ك فيمكن كتاب ‪HH‬ة‬ ‫حيث‬
‫املعادلة ‪ 83‬على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ΔN =(1-) ΔYB + (1-) ΔY’B -Δ A‬‬

‫‪85‬‬
‫وواض‪HH‬ح من العالق‪HH‬ة ‪ 84‬أن تغ‪HH‬ري يف احلس‪HH‬اب اجلاري‪ ،‬ال يعتم‪HH‬د فق‪HH‬ط على ‪ ، ΔY’B‬ولكن يعتم‪HH‬د‬
‫أيضا على قيمة (‪ ،)‬وعلى حسب ما إذا كانت (‪ ) >1‬أو (‪ ،) <1‬فإن (‪ )NΔ‬تكون موجب‪H‬ة‬
‫أو سالبة على النحو التايل‪:‬‬
‫ب‪ -1-1-‬أثر الموارد المعطلة (عدم التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج)‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كان هناك موارد عاطلة و (‪:) >1‬‬
‫يف ه‪HH‬ذه احلال‪HH‬ة ي‪HH‬ؤدي التخفيض إىل زي‪HH‬ادة ال‪HH‬دخل الق‪HH‬ومي‪ ،‬وبالت‪HH‬ايل حتس‪HH‬ن احلس‪HH‬اب اجلاري‪ ،‬ومبع‪HH‬ىن‬
‫آخ‪HH H‬ر يس‪HH H‬اعد التخفيض على االجتاه الت‪HH H‬درجيي حنو الت‪HH H‬وازن ال‪HH H‬داخلي والت‪HH H‬وازن اخلارجي‪ ،‬وب‪HH H‬ذلك‬
‫يشرتط أن يكون أثر نسب التبادل منخفضا أي أن‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كان هناك موارد معطلة و(‪:) <1‬‬


‫يف هذه احلالة يؤدي التخفيض إىل زيادة كل من العم‪H‬ل وال‪H‬دخل الق‪H‬ومي‪ ،‬ولكن من احملتم‪H‬ل ت‪H‬دهور‬
‫امليزان اجلاري‪ ،‬إال إذا كان أثر معدالت التبادل وأثر األسعار يسريان يف الوجهة العكسية‪.‬‬
‫ش ‪HH‬غيل الكا ‪H‬م ‪HH‬ل ‪H‬ف ‪HH‬إن ‪ ،YBΔ=0‬ولن ‪H‬ي ‪HH‬ؤدي‬ ‫ص ‪HH‬ر اإلن ‪H‬ت ‪HH‬اج يف حا ‪H‬ل ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫إذا ‪H‬ك ‪HH‬ان التخفيض ‪H‬ق ‪HH‬د مت‪ ،‬وعنا ‪H‬‬
‫التخفيض إىل حتس ‪HH‬ني احلس ‪HH‬اب اجلاري‪ ،‬إال إذا ك ‪HH‬ان أث ‪HH‬ر مع ‪HH‬دالت التب ‪HH‬ادل وأث ‪HH‬ر األس ‪HH‬عار ميش ‪HH‬يان يف‬
‫هذه الوجهة‪.‬‬
‫ب‪ -2-1-‬أثر نسب التبادل‪:‬‬
‫يش‪HH H‬ارك « ‪ » Alexander‬غالبي‪HH H‬ة االقتص‪HH H‬اديني يف االعتق‪HH H‬اد ب‪HH H‬أن ختفيض القيم‪HH H‬ة اخلارجي‪HH H‬ة للعمل‪HH H‬ة‬
‫سيؤدي بالضرورة إىل تدهور مع‪H‬دالت التب‪H‬ادل يف غ‪H‬ري ص‪H‬احل الدول‪H‬ة ال‪H‬يت ق‪H‬امت ب‪H‬التخفيض مبع‪H‬ين أن‬
‫أس‪H‬عار وارداهتا س‪H‬تكون مرتفع‪H‬ة بالنس‪H‬بة ألس‪H‬عار ص‪H‬ادراهتا وس‪H‬بب ذل‪H‬ك يف ال‪H‬دول املختلف‪H‬ة هي أن‬
‫ص ‪HH‬ادرات أ ‪H‬ك ‪HH‬ثر حسا ‪H‬س ‪HH‬ية لتخفيض عن‬ ‫ص ‪HH‬ادرات أ ‪H‬ق ‪HH‬ل تنو ‪H‬ع ‪HH‬ا من ا ‪H‬ل ‪HH‬واردات وذ ‪H‬ل ‪HH‬ك جي ‪H‬ع ‪HH‬ل أ ‪H‬س ‪HH‬عار ال ‪H‬‬
‫ال ‪H‬‬
‫أسعار الواردات وتدهور مع‪H‬دل التب‪H‬ادل بس‪H‬بب يف اخنف‪H‬اض ال‪H‬دخل باملق‪H‬دار ‪ YBΔ‬حيث أن (‪Y’B<0‬‬
‫‪ ،)Δ‬ومن مث اخنف‪H‬اض اإلس‪H‬تعاب باملق‪H‬دار ‪ ،Y’BΔ‬وبالت‪H‬ايل تغ‪H‬ري احلس‪H‬اب اجلاري باملق‪H‬دار ‪Y’BΔ (1-‬‬
‫)‪‬وحيث أن (‪ ،)Y’B<0Δ‬ف‪HH H‬إذا ك‪HH H‬ان (‪ )-1‬ف‪HH H‬إن أث‪HH H‬ر مع‪HH H‬دالت التب‪HH H‬ادل س‪HH H‬يؤدي على احلس‪HH H‬اب‬
‫اجلاري س‪HH‬يكون م‪HH‬وجب أي سيتحس‪HH‬ن امليزان اجلاري‪ ،‬أم‪HH‬ا إذا ك‪HH‬انت (‪ ،)>1‬ف‪HH‬إن أث‪HH‬ر مع‪HH‬دالت‬
‫التبادل سيؤدي إىل تدهور احلساب اجلاري‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ش ‪HH‬رتك لل ‪H‬م ‪HH‬وارد املعط ‪H‬ل ‪HH‬ة ومع‪HH H‬دالت التب‪HH H‬ادل مع‪HH H‬ا‪ ،‬ميكن تلخيص‬
‫وإذا م‪HH H‬ا أ ‪H‬خ ‪HH‬ذنا يف االعتب‪HH H‬ار األث‪HH H‬ر امل ‪H‬‬
‫النتائج السابقة على النحو التايل‪:‬‬
‫ب‪ -3-1-‬األثر المشترك للموارد المعطلة ومعدالت التبادل‪:‬‬
‫‪ -1‬يف حالة عدم التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج‪:‬‬
‫‪ ‬إذا كانت (‪:0>)1-( ،)>1‬‬
‫يف هذه احلالة يكون‪:‬‬
‫ألن‪:‬‬ ‫أو‪:‬‬ ‫إذا كانت‪:‬‬
‫وعليه فإذا كان‪  >1 :‬فإن أثر الدخل على احلساب اجلاري يكون موجب‪ ،‬إذا ك‪HH‬ان أث‪HH‬ر التش‪HH‬غيل‬
‫غري الكامل لعوامل اإلنتاج أكرب من أثر معدالت التبادل‪ ،‬ويكون له أثر سالب يف احلالة العكسية‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت ( ‪:0 < ) 1 -  ( ،)  < 1‬‬
‫يف هذه احلالة‪:‬‬
‫ألن‪:‬‬ ‫أو‪:‬‬ ‫إذا كانت‪:‬‬
‫وعليه فإذا كان‪ >1 :‬‬
‫ف ‪HH‬إن أث ‪HH‬ر ال ‪HH‬دخل على احلس ‪HH‬اب اجلاري‪ ،‬يك ‪HH‬ون م ‪HH‬وجب إذا ك ‪HH‬ان أث ‪HH‬ر التش ‪HH‬غيل غ ‪HH‬ري الكام ‪HH‬ل لعوام ‪HH‬ل‬
‫اإلنتاج أقل من أثر معدالت التبادل ويكون له أثر سالب يف احلالة العكسية‪.‬‬
‫‪ -2‬في حالة التشغيل الكامل لعناصر اإلنتاج‪:‬‬
‫يف هذه احلالة تكون ‪.YBΔ=0‬‬
‫ويتحدد أثر الدخل بأثر معدالت التبادل فقط‪.‬‬
‫وإذا كانت (‪ ) >1‬فإن‪Y’BΔ (1- ) 0>:‬‬
‫ومن مث يكون األثر موجبا على احلساب اجلاري‪:‬‬
‫أما إذا كانت (‪ ) <1‬فإن‪Y’BΔ (1- ) 0<:‬‬
‫ومن مث يكون األثر على احلساب اجلاري سلبيا‪.‬‬
‫ب‪ -2-‬اآلثار المباشر ة للتخفيض على اإلستعاب‪:‬‬
‫إن اآلث‪HH H‬ار املباش‪HH H‬رة على اإلس‪HH H‬تعاب يع‪HH H‬ين هبا مؤش‪HH H‬رات تعم‪HH H‬ل على خفض اإلنف‪HH H‬اق احلقيقي‬
‫عندما يرتفع الدخل النقدي واألسعار النقدية معا كنتيجة للتخفيض وهذه اآلثار املباش‪HH‬رة للتخفيض‬

‫‪87‬‬
‫على االستعاب ترتبط إىل حد كب‪HH‬ري مبي‪HH‬ل ارتف‪HH‬اع مس‪HH‬توى األس‪HH‬عار لتنش‪HH‬يط االس‪HH‬تهالك أو االس‪HH‬تثمار‬
‫من مستوى معني لل‪H‬دخل احلقيقي‪ ،‬فمن أن نع‪HH‬ين حقيق‪HH‬ة أن ه‪HH‬ذه اآلث‪HH‬ار ال تتص‪HH‬ل ب‪HH‬أي مي‪HH‬ل لألس‪HH‬عار‬
‫املرتفع‪HH‬ة ألهنا تف‪HH‬رض اخنف‪HH‬اض يف االس‪HH‬تهالك أو االس‪HH‬تثمار من دخ‪HH‬ل نق‪HH‬دي معني فه‪HH‬ذا س‪HH‬يكون أث‪HH‬را‬
‫عن طري‪HH‬ق ال‪HH‬دخل احلقيقي‪ ،‬طاملا أن‪HH‬ه إذا اجتهت األس‪HH‬عار إىل االرتف‪HH‬اع بالنس‪HH‬بة إىل ال‪HH‬دخل النق‪HH‬دي‪،‬‬
‫فإن الدخل احلقيقي يتحه إىل االخنفاض‪ ،‬فاس‪HH‬تثناء أث‪HH‬ر ش‪HH‬روط التج‪H‬ارة على ال‪HH‬دخل ال حيتم‪H‬ل أن يتم‬
‫التخفيض عن اخنفاض الدخل احلقيقي للبلد املنخفض‪.‬‬
‫وميكننا الفصل بني اآلثار املباشرة للتخفيض على اإلستعاب‪ ،‬واآلثار احملف‪HH‬وزة بال‪HH‬دخل بعم‪HH‬ل‬
‫بعض الق‪HH‬روض ال‪HH‬يت تتض‪HH‬من ع‪HH‬دم ح‪HH‬دوث تغ‪HH‬ري يف ال‪HH‬دخل احلقيقي‪ ،‬لنف‪HH‬رتض مثال أن املوارد املعطل‪HH‬ة‬
‫بالكام‪HH‬ل وقت إج‪HH‬راء التخفيض‪ ،‬وبالت‪HH‬ايل حنذف أث‪HH‬ر املوارد املعطل‪HH‬ة‪ ،‬وعالوة على ذل‪HH‬ك نف‪HH‬رتض أن‬
‫الع‪HH‬رض األجن‪HH‬يب لل‪HH‬واردات والطلب األجن‪HH‬يب للص‪HH‬ادرات ال هنائي املرون‪HH‬ة‪ ،‬ح‪HH‬ىت أن أس‪HH‬عار ال‪HH‬وردات‬
‫والص‪HH H‬ادرات بالعمل‪HH H‬ة األجنبي‪HH H‬ة‪ ،‬وبالت‪HH H‬ايل ش‪HH H‬روط التج‪HH H‬ارة تظ‪HH H‬ل ثابت‪HH H‬ة دون تغ‪HH H‬ري يف ه‪HH H‬ذه الظ‪HH H‬روف‬
‫يس‪HH‬تجيب املس‪HH‬تهلكون واملنتج‪HH‬ون لالرتف‪HH‬اع يف أس‪HH‬عار ال‪HH‬واردات والص‪HH‬ادرات‪ ،‬بالعمل‪HH‬ة احمللي‪HH‬ة الن‪HH‬اتج‬
‫عن التخفيض‪ ،‬وبتحويل طلبهم من ال‪HH‬واردات إىل املنتج‪H‬ات احمللي‪HH‬ة البديل‪H‬ة‪ ،‬ومبحاول‪HH‬ة زي‪HH‬ادة التص‪HH‬دير‬
‫طاملا أنن‪HH‬ا افرتض‪HH‬نا وج‪HH‬ود عمال‪HH‬ة كامل‪HH‬ة ف‪HH‬إن الزي‪HH‬ادة الناجتة يف الطلب على اإلنت‪HH‬اج احمللي س‪HH‬تميل ألن‬
‫ترتفع األسعار احمللية والدخول النقدية‪ ،‬ولكن ليست الدخول احلقيقية‪.1‬‬
‫‪ -III-2-2‬أثر تغير سعر الصرف على ميزان رؤوس األموال‪:‬‬
‫‪X‬‬ ‫إن التغري يف احتياطي الصرف والذي نرمز ل‪H‬ه بـ ‪ R‬يك‪H‬ون مس‪H‬اويا إىل رص‪H‬يد احلس‪H‬اب اجلاري لـ‬
‫الصادرات‪ M ،‬الواردات‪ ،‬إضافة التدفقات الصافية لرؤوس األموال ‪.2F‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪R=X–M+F‬‬
‫إن رصيد احلساب اجلاري الذي ميكن كتابته‪:‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ :P‬املستوي العام لألسعار احمللية‪.‬‬
‫*‪ :P‬املستوي العام لألسعار األجنبية‪.‬‬
‫‪ :e‬سعر الصرف‪.‬‬
‫‪ 1‬صبحي تادرستن قريصة‪ ،‬كامل بكري‪" ،‬النقود والبنوك والتجارة الخارجية"‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،1974 ،‬ص ‪.599‬‬
‫‪ 2‬قدار نعيمة ‪" ،‬نمذجة قياسية لسلوك سعر الصرف في الجزائر"‪( ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية)‪ ،‬جامعة الجائر‪،‬‬
‫‪.1997‬‬

‫‪88‬‬
‫الشكل‪)23( :‬‬

‫‪X, M‬‬

‫‪X=M‬‬ ‫)‪M(y‬‬

‫‪X‬‬ ‫‪M >X‬‬

‫زي‪HH H‬ادة يف ال‪HH H‬دخل احلقيقي ت‪HH H‬ؤدي إىل ارتف‪HH H‬اع يف ال‪HH H‬واردات وتقهق‪HH H‬ر يف امليزان التج‪HH H‬اري من‬
‫أج‪HH‬ل مس‪HH‬توي دخ‪HH‬ل أق‪HH‬ل‪ Y‬من ‪ ،‬س‪HH‬وف يتم‪HH‬يز امليزان التج‪HH‬اري بف‪HH‬ائض‪ ،‬والعكس من أج‪HH‬ل مس‪HH‬توى‬
‫دخل أكثر من ‪ ، y‬يكون هناك عجز‪ ،‬فالتخفيض ميكن أن يكون له آثار إجيابية على ميزان رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬

‫الشكل(‪ )24‬التوازن في المدى القصير والتبادل التجاري‬

‫‪r‬‬
‫‪X=M‬‬ ‫)‪M(y‬‬

‫‪M<X‬‬ ‫‪M>X‬‬
‫‪E‬‬
‫*‪r‬‬ ‫‪M >X‬‬
‫‪IS‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪y* - yR‬‬ ‫‪Y‬‬

‫‪89‬‬
‫يف الش‪HH‬كل(‪ )24‬الت‪HH‬وازن املؤقت ‪ E‬احملدد بتق‪HH‬اطع منح‪HH‬ىن (‪ ،)Is‬ومنح‪HH‬ىن (‪ ،)LM‬ي‪HH‬ؤدي إىل وج‪HH‬ود‬
‫فائض يف امليزان التجاري‪ ،‬وهذه احلالة ميكن أن تستمر إذا اصطحبت ب‪HH‬اختالف يف م‪HH‬يزان رؤوس‬
‫األموال‪.‬‬
‫خ‪HH H‬روج األم‪HH H‬وال ميكن أن يتض‪HH H‬اعف يف حال‪HH H‬ة علم األع‪HH H‬وان االقتص‪HH H‬اديني بوج‪HH H‬ود ختفيض‪ ،‬يس‪HH H‬ارع‬
‫ص ‪HH‬رف ويتوج ‪H‬ه ‪HH‬ون إىل التغط ‪H‬ي ‪HH‬ة الكام ‪H‬ل ‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬ارة ال ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬اباهتم لتجنب خ ‪H‬‬‫ش ‪HH‬وف ح ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬وية ك ‪H‬‬ ‫املوردون إىل ت ‪H‬‬
‫ب‪HH H‬العمالت األجنبي‪HH H‬ة يف س‪HH H‬وق الص‪HH H‬رف‪ ،‬نفس الش‪HH H‬يء بالنس‪HH H‬بة للمس‪HH H‬تثمرين األج‪HH H‬انب فهم أيض‪HH H‬ا‬
‫يس‪HH H‬ارعون إىل حتوي‪HH H‬ل أرب‪HH H‬احهم ‪,‬وبالت‪HH H‬ايل هن‪HH H‬اك ‪H‬خ ‪HH‬روج ل‪HH H‬رؤوس األم‪HH H‬وال وال‪HH H‬ذي يتن‪HH H‬اقص وم‪HH H‬يزان‬
‫رؤوس األم ‪HH‬وال يل‪HH‬تزم املص ‪HH‬درون وبقي ‪HH‬ة ال ‪HH‬دائنني يف اخلارج بت ‪HH‬أخري تس ‪HH‬ديد دي ‪HH‬وهنم وحتوي ‪HH‬ل أص‪HH‬وهلم‬
‫بالعمل ‪HH H‬ة األجنبي ‪HH H‬ة ‪ ,‬وذل ‪HH H‬ك لالس ‪HH H‬تفادة من الص ‪HH H‬رف وميتن ‪HH H‬ع املس ‪HH H‬تثمرين األج ‪HH H‬انب ال ‪HH H‬ذين يري ‪HH H‬دون‬
‫االستثمار يف البلد مؤقتا وبالتايل فامليزان اخلاص برؤوس األموال يتدهور‪.‬‬

‫‪ -III-2-3‬أثر تغير سعر الصرف على المستوى العام لألسعار والبطالة‪:‬‬


‫إن ختفيض قيم‪HH‬ة العمل‪HH‬ة أو ارتف‪HH‬اع األس‪HH‬عار اخلارجي‪HH‬ة يف اقتص‪HH‬اد منت‪HH‬وج جيرب املس‪HH‬توى الع‪HH‬ام لألس‪HH‬عار‬
‫ض ‪HH‬ع إىل العوا ‪H‬م ‪HH‬ل الداخل ‪H‬ي ‪HH‬ة واملتمثل ‪HH‬ة يف البطا ‪H‬ل ‪HH‬ة وم ‪H‬ع ‪HH‬دل منو إنتاج ‪H‬ي ‪HH‬ة العم ‪HH‬ل ‪H‬ب ‪HH‬ل‬
‫ض ‪HH‬خم أ ‪H‬ن ‪HH‬ه ال خي ‪H‬‬
‫أو الت ‪H‬‬
‫يتعدى ذلك إىل التضخم املستورد‪.‬‬
‫وذلك حيدث بشكلني‪:‬‬
‫‪ ‬ارتفاع قيمة السلع ذات االستهالك الوسيط (تدخل يف عملية اإلنتاج)‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع قيمة السلع ذات االستهالك النهائي‪.‬‬
‫أ‪ -‬السلع ذات االستهالك الوسيط‪:‬‬
‫دالة اإلنتاج تكتب على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪86‬‬
‫حيث أن‪ :M :‬تعرب عن املوارد األولية‪.‬‬
‫‪ :N‬متثل العمالة‪.‬‬
‫املعادلة [‪ ]86‬معادلة يف املدى القصري هلذا ال يدخل رأس املال‪.‬‬
‫دالة العرض تستنتج من تعظيم الربح‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫‪87‬‬

‫‪ : Pc‬متثل سعر السلع الوسطية (املواد األولية واملواد نصف مصنعة)‪.‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪ :eS‬متثل سعر الصرف(التسعرية غري مباشرة)‪.‬‬
‫(عدد الدوالر مقابل وحدة واحدة من العملة احمللية)‬
‫س‪HH‬عر الس‪HH‬لعة عن‪HH‬د اإلنت‪HH‬اج يتح‪HH‬دد حس‪HH‬ب التك‪HH‬اليف احلدي‪HH‬ة من تك‪HH‬اليف املواد األولي‪HH‬ة وتك‪HH‬اليف الي‪HH‬د‬
‫العاملة‪.‬‬
‫ويصاغ هذا السعر وفق العالقة الرياضية التالية‪:‬‬
‫‪88‬‬
‫م‪HH‬ا ميكن مالحظت‪HH‬ه من املعادل‪HH‬ة [‪ ]87‬أن‪HH‬ه كلم‪HH‬ا ارتف‪HH‬ع س‪HH‬عر ص‪HH‬رف ال‪HH‬دوالر بالنس‪HH‬بة للعمل‪HH‬ة احمللي‪HH‬ة‪،‬‬
‫كلما ارتفع سعر السلعة عند اإلنتاج*‪.‬‬
‫إذن إن العالق‪H‬ة بني س‪H‬عر الص‪H‬رف وس‪H‬عر الس‪H‬لع النهائي‪H‬ة عالق‪H‬ة طردي‪H‬ة ف‪H‬إذا ك‪H‬انت األس‪H‬عار ثابت‪H‬ة ف‪H‬إن‬
‫احلادث يك‪HH‬ون على حس‪HH‬اب الي‪HH‬د العامل‪HH‬ة ال‪HH‬يت يس‪HH‬تغين عنه‪HH‬ا عن‪HH‬د ارتف‪HH‬اع س‪HH‬عر الص‪HH‬رف إذن الس‪HH‬لع‬
‫الوس‪HH‬طية واملواد األولي‪HH‬ة ن‪HH‬ؤدي إىل رف‪HH‬ع األس‪HH‬عار واحلف‪HH‬اظ على مس‪HH‬توى معني من البطال‪HH‬ة أو تث‪HH‬بيت‬
‫األسعار والتغري يف املستوي العام للبطالة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سعر السلع النهائية‪:‬‬
‫يف االقتص‪HH‬اد املفت‪HH‬وح جيب التفري‪HH‬ق بني األس‪HH‬عار عن‪HH‬د اإلنت‪HH‬اج واألس‪HH‬عار عن‪HH‬د االس‪HH‬تهالك س‪HH‬عر الس‪HH‬لع‬
‫عند االستهالك عبارة عن سعر السلع احمللية وسعر السلع املستوردة كل سعر م‪H‬رجح مبعام‪H‬ل حص‪H‬ة‬
‫كل واحد منهما يف االستهالك الكلي فإن كان األول مليا وإىل ‪ µ‬فإن املعامل الثاين يكون يس‪HH‬اوي‬
‫‪.µ -1‬‬
‫نفرض سعر املواد املستوردة معطي بالعالقة التالية‪:‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ :es‬ميثل عدد الوحدات النقدية للبلد املصدر للسلعة ذات السعر‪.‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫‪ :Pc‬مقابل وحدة واحدة من عمل‪H‬ة البل‪H‬د املس‪H‬تهلك وبالت‪H‬ايل يتح‪H‬دد س‪H‬عر االس‪H‬تهالك‬
‫بالعالقة التالية‪:‬‬
‫* كون أسعار المواد األولية غالبا ما تكون بالدوالر‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪90‬‬

‫إذن باخنف‪HH‬اض س‪HH‬عر الص‪HH‬رف املع‪HH‬رف أعاله ي‪HH‬ؤدي بالض‪HH‬رورة إىل ارتف‪HH‬اع أس‪HH‬عار االس‪HH‬تهالك دون أن‬
‫يؤثر على املستوي العام للبطالة‪.‬‬
‫ج‪ -‬أثر حلقة سعر ‪ -‬أجر‪:‬‬
‫احللق‪HH H H‬ة س‪HH H H‬عر‪ -‬أج‪HH H H‬ر تتح‪HH H H‬دد وف‪HH H H‬ق ثالث‪HH H H‬ة مع‪HH H H‬ادالت املش‪HH H H‬كلة بدالل‪HH H H‬ة مع‪HH H H‬ادالت النم‪HH H H‬و لألج‪HH H H‬ر‬
‫‪-‬لألسعار– لإلنتاج‪ -‬للعملة باإلضافة إىل تغري سعر الصرف وهي معطاة بالعالقة الرياضية التالية‪:‬‬
‫‪91‬‬ ‫)‪p° = W° - (Q° - N°‬‬
‫‪92‬‬ ‫)‪Pk = µ . P° + (1-µ) (P°k - e°‬‬
‫‪93‬‬ ‫)‪W° =  . P°k +  (µ‬‬

‫املعادل‪HH‬ة [‪ ]91‬تع‪HH‬رب عن أس‪HH‬عار الس‪HH‬لع عن‪HH‬د اإلنت‪HH‬اج‪ ،‬واملعادل‪HH‬ة [‪ ،]92‬فهي معادل‪HH‬ة أس‪HH‬عار الس‪HH‬لع عن‪HH‬د‬
‫االس‪HH‬تهالك‪ ،‬أم‪HH‬ا املعادل‪HH‬ة [‪ ،]93‬فهي املعادل‪HH‬ة الرابط‪HH‬ة بني األج‪HH‬ور وأس‪HH‬عار االس‪HH‬تهالك عن‪HH‬د مس‪HH‬توي‬
‫معني من البطال‪HH‬ة ح‪HH‬ل النم‪HH‬وذج الس‪HH‬ابق(‪ ،)I‬املك‪HH‬ون من املع‪HH‬ادالت [‪ ،]93[]92[]91‬يعطى مع‪HH‬ادليت‬
‫األسعار عند اإلنتاج وعند االستهالك‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫‪95‬‬

‫ارتف‪HH H‬اع األس‪HH H‬عار ليس تابع‪HH H‬ا للعوام‪HH H‬ل الداخلي‪HH H‬ة (البطال‪HH H‬ة )‪ ،‬فق‪HH H‬ط ب‪HH H‬ل تتع‪HH H‬دى ه‪HH H‬ذا التش‪HH H‬مل‬
‫التض‪HH‬خم املس‪HH‬تورد الن‪HH‬اتج من ارتف‪HH‬اع األس‪HH‬عار اخلارجي‪HH‬ة أو من اخنف‪HH‬اض العمل‪HH‬ة احمللي‪HH‬ة‪ ،‬عن‪HH‬دما يك‪HH‬ون‬
‫ص ‪HH‬بح ‪H‬م ‪HH‬ائال يف‬
‫ض ‪HH‬ع عمود ‪H‬ي ‪HH‬ا‪ ،‬إمنا ي ‪H‬‬
‫ح ‪HH‬ىن فيليبس ال يو ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬فة كل ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬من ‪H‬‬
‫حتد ‪H‬ي ‪HH‬د األ ‪H‬ج ‪HH‬ور ‪H‬ت ‪HH‬ابع لأل ‪H‬س ‪HH‬عار ب ‪H‬‬
‫املدى الطويل‪ ،‬وذلك نظرا لتأثري أسعار السلع املستوردة‪ ،‬وفقا للمعادالت التالية‪:‬‬
‫‪96‬‬

‫‪97‬‬

‫‪98‬‬

‫‪92‬‬
‫‪ -III-2-4‬أثر تغير سعر الصرف على الناتج الداخلي الخام‪:‬‬
‫إن التخفيض ي‪HH‬ؤدي إىل تغ‪HH‬ري يف امليزان التج‪HH‬اري‪ ،‬ولكي يك‪HH‬ون امليزان التج‪HH‬اري م‪HH‬وجب يس‪HH‬تلزم أن‬
‫ض ‪HH‬خم‬
‫س ‪HH‬عري ال ‪H‬ن ‪HH‬اتج من التخفيض امل ‪H‬ع ‪HH‬دل بالت ‪H‬‬
‫ي ‪H‬ك ‪HH‬ون أ ‪H‬ث ‪HH‬ر الز ‪H‬ي ‪HH‬ادة يف حجم اإلن ‪H‬ت ‪HH‬اج أ ‪H‬ق ‪HH‬ل من األ ‪H‬ث ‪HH‬ر ال ‪H‬‬
‫الذي توضحه املعادلة الرياضية التالية‪:‬‬

‫‪99‬‬
‫ولدينا املعادلة التفاضلية للطلب الكلي‪:‬‬

‫وبالتعويض يف املعادلة [‪ ]99‬ينتج لدينا الشرط النسيب التايل‪:‬‬


‫‪100‬‬
‫س ‪HH‬بة الز ‪H‬ي ‪HH‬ادة يف حجم ال ‪H‬ن ‪HH‬اتج الو ‪H‬ط ‪HH‬ين اخلام ا ‪H‬ل ‪HH‬واجب‬
‫س ‪HH‬ابقة عن ن ‪H‬‬
‫ش ‪HH‬روط بالعال ‪H‬ق ‪HH‬ة ال ‪H‬‬
‫األ ‪H‬ث ‪HH‬ر احلجمي امل ‪H‬‬
‫إنتاج‪HH H‬ه لتحس‪HH H‬ني امليزان التج‪HH H‬اري لعملي‪HH H‬ة التخفيض‪ ،‬وبالت‪HH H‬ايل ف‪HH H‬إن عملي‪HH H‬ة التخفيض وف‪HH H‬ق الش‪HH H‬روط‬
‫السابقة يؤدي إىل رفع حجم الناتج الوطين اخلام‪.‬‬
‫ميكن التعبري عن هذه الزيادة بعالقة رياض‪H‬ية تك‪H‬ون تابع‪H‬ة ألث‪HH‬ر األس‪H‬عار الداخلي‪H‬ة واخلارجي‪H‬ة باإلض‪H‬افة‬
‫إىل أثر التخفيض كما يلي‪:‬‬
‫‪101‬‬
‫إذا افرتض‪HH‬نا أن األس‪HH‬عار متقارب‪HH‬ة (متس‪HH‬اوية) إىل ج‪HH‬انب ت‪HH‬وازن امليزان التج‪HH‬اري‪ ،‬وتق‪HH‬رتب من قيمته‪HH‬ا‬
‫من الواح ‪HH‬د يك ‪HH‬ون حجم الن ‪HH‬اتج ال ‪HH‬داخلي اخلام‪ ،‬يق ‪HH‬رتب من الطلب ال ‪HH‬داخلي علي ‪HH‬ه‪ ،‬وباعتب ‪HH‬ار ثب ‪HH‬ات‬
‫األحجام فإن عملية مفاضلة األسعار على املعادلة [‪:]96‬‬
‫‪102‬‬
‫ولدينا املعادلة التالية لتفاضل امليزان التجاري‪:‬‬
‫‪103‬‬
‫مع ‪ :β‬نسبة تغطية املبادالت اخلارجية بـ‪:‬‬
‫‪104‬‬

‫‪93‬‬
‫من املعادلة السابقة ينتج لدينا‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫ولدينا دالة االستهالك الكلية تتحدد كما يلي‪:‬‬
‫‪104‬‬
‫ومنه على مرونة االستهالك‪:‬‬
‫‪105‬‬
‫وبالت‪HH H‬ايل ح‪HH H‬ىت حيس‪HH H‬ن التخفيض امليزان التج‪HH H‬اري‪ ،‬وبارتف‪HH H‬اع الن‪HH H‬اتج ال‪HH H‬داخلي اخلام واآلث‪HH H‬ار‬
‫الس‪HH‬عرية جيب أن تك‪HH‬ون األج‪H‬ور غ‪HH‬ري تام‪HH‬ة التبعي‪HH‬ة لألس‪HH‬عار‪ ،‬وذل‪HH‬ك ح‪H‬ىت ال ي‪HH‬ؤدي التض‪HH‬خم املس‪H‬تورد‬
‫إىل إلغاء اآلثار السعرية للتجارة اخلارجية واملعطاة بالعالقة التالية‪:‬‬

‫فق‪H‬ط‬ ‫وبالتايل إعطاء شرط أحس‪H‬ن من ش‪H‬رط مارش‪H‬ال‪-‬ل‪H‬رينر املتمث‪H‬ل يف ش‪H‬رط املرون‪H‬ة‬
‫لتحسني امليزان التجاري لرفع الناتج الداخلي اخلام‪.‬‬

‫‪ III..3.3‬السوق الموازية‪:‬‬
‫‪ III..1.3.3‬أسباب ظهور السوق الموازية‪:‬‬
‫إن ظهور السوق املوازية هو إحدى نتائج نظام الرقابة على الص‪H‬رف‪ ،‬ويتش‪H‬كل ه‪H‬ذا الس‪H‬وق‬
‫يف حالة ما إذا مل يستطيع البنك املركزي تلبية طلبات املواطنني على العمالت الص‪HH‬عبة‪ ،‬فكلم‪HH‬ا ك‪HH‬ان‬
‫ع‪HH‬رض العمالت الص‪HH‬عبة غ‪HH‬ري ك‪HH‬اف‪ ،‬كلم‪HH‬ا ازدادت س‪HH‬عة الس‪HH‬وق املوازي أك‪HH‬ثر‪ ،‬والف‪HH‬رق بني الس‪HH‬عر‬
‫الصرف الرمسي واملوازي يزداد مما حيرض على بيع العمالت الصعبة يف األسواق السوداء‪.‬‬
‫ومن هنا فإن سعر الصرف املوازي املرتفع كثريا ميكن قبوله لسببني‪:‬‬
‫‪ .1‬التوسع يف اإلصدار النقدي الذي يؤدي إىل وجود مداخيل إضافية‪.‬‬
‫‪ .2‬القدرة أو النقص يف السلع واخلدمات املستوردة يف السوق احمللية‪.‬‬
‫الطلب على العمالت الصعبة في السوق الموازية‪:‬‬

‫‪94‬‬
‫باإلض‪HH H H‬افة إىل أهنا مطلوب‪HH H H‬ة لتموي‪HH H H‬ل ال‪HH H H‬واردات القانوني‪HH H H‬ة‪ ،‬ومتوي‪HH H H‬ل االس‪HH H H‬تثمارات (ال‪HH H H‬ديون‬
‫اخلارجية)‪ ،‬وتسديد خدمة الدين‪ ،‬فإن العمالت الصعبة مطلوبة لغاي‪HH‬ات أخ‪HH‬رى هلا ط‪HH‬ابع غ‪HH‬ري ق‪HH‬انوين‬
‫أمام نظام الرقابة على الصرف‪.‬‬
‫أ‪ .‬لتمويل الواردات غري القانونية‪.‬‬
‫ب‪ .‬لتمويل املدفوعات غري املنظورة‪.‬‬
‫ج‪ .‬توظيف رؤوس األموال يف اخلارج‪.‬‬
‫عرض العمالت الصعبة في السوق الموازية‪:‬‬
‫ع‪HH‬ادة م‪HH‬ا يك‪HH‬ون ع‪HH‬رض العمالت الص‪HH‬عبة متأتي‪HH‬ا عن ع‪HH‬ادات التص‪HH‬دير أو االق‪HH‬رتاض كم‪HH‬ا ميكن‬
‫إجياد منافذ أخرى للعرض‪.‬‬
‫أ‪ .‬الصادرات املهربة‪.‬‬
‫ب‪ .‬بيع العمالت الصعبة من طرف (املهاجرين‪ ،‬الدبلوماسيني‪ ،‬والسياح)‪.‬‬
‫ج‪ .‬اإلفراط يف الفاتورة بالنسبة للواردات‪.‬‬
‫د‪ .‬اخنفض يف مبلغ فاتورة التصدير املصرح به‪.‬‬

‫‪ III..2.3.3‬إجراءات مكافحة السوق الموازية‪:‬‬


‫إن اإلجراءات الواجبة ملقاومة السوق املوازية تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬قابلية تحويل العملة‪:‬‬
‫وتندرج حتت الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬على الدولة إشباع كل احلاجيات احمللية باإلنتاج احمللي أو االسترياد‪.‬‬
‫‪ .2‬جيب على البلد أن ميتلك حجما هاما من االحتياطات‪.‬‬
‫‪ .3‬ض‪HH‬مان قابلي‪HH‬ة حتوي‪HH‬ل العمل‪HH‬ة ويقص‪HH‬د ب‪HH‬ه حري‪HH‬ة تب‪HH‬ادل ه‪HH‬ذه العمل‪HH‬ة بغريه‪HH‬ا من العمالت حبري‪HH‬ة‬
‫وب‪HH‬دون قي‪HH‬ود‪ ،‬وهن‪HH‬ا جيب على البن‪HH‬ك املرك‪HH‬زي ض‪HH‬مان حري‪HH‬ة عملت‪HH‬ه يف س‪HH‬وق الص‪HH‬رف بك‪HH‬ل‬
‫حرية‪ ،‬وميكن أن تكون هذه القاسية شاملة‪.‬‬
‫ب‪ -‬تخفيض القيمة الخارجية للعملة‪:‬‬
‫س ‪HH‬وق املواز ‪H‬ي ‪HH‬ة عن دور ‪H‬ه ‪HH‬ا املتم ‪H‬ث ‪HH‬ل يف اإلخالل بن ‪H‬ظ ‪HH‬ام‬
‫سيا ‪H‬س ‪HH‬ة التخفيض تع ‪H‬ت ‪HH‬رب أداة فعا ‪H‬ل ‪HH‬ة‪ ،‬إلزا ‪H‬ح ‪HH‬ة ال ‪H‬‬
‫األسعار والفرق بني السعر الرمسي والسعر املوازي مييل إىل االخنفاض حسب مستوى التخفيض‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫دراس ‪HH‬تنا للنظري ‪HH‬ات املختلف ‪HH‬ة لس ‪HH‬عر الص ‪HH‬رف‪ ،‬مكنتن ‪HH‬ا من إلق ‪HH‬اء الض ‪HH‬وء على جمم‪HH‬ل النظري ‪HH‬ات‬
‫املوضوعة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫وإن تق ‪HH H‬دير مناذج س ‪HH H‬عر الص ‪HH H‬رف يف املدى الطوي ‪HH H‬ل‪ ،‬يع ‪HH H‬د من أهم انش ‪HH H‬غاالت الكث ‪HH H‬ري منت‬
‫االقتص‪HH H‬اديني "‪ "Mussa‬و"‪ "Frankel" 1985، "Mac Donald" 1990، "Mac Donald‬و"‬
‫‪ "Taylor" 1992، "Frankel‬و"‪ ،Rose" 1994‬ذل ‪HH‬ك ألن معظم متغ ‪HH‬ريات االقتص ‪HH‬اد الكلي غ ‪HH‬ري‬
‫مستقرة مثل سعر الفائدة‪ ،‬بعض أسعار الصرف‪.‬‬
‫وككل النظريات والنماذج املدروسة تواجه صعوبات من بينها‪:‬‬
‫جتاهل توقعات الصرف‪.‬‬
‫النماذج ترتكز على سلوكات اقتصادية كلية غري مستقرة‪.‬‬
‫والسؤال الذي ميكن طرحه هو‪:‬‬
‫ما هي الطرق اليت جيب أن تستعملها األسواق للقيام بتنبؤاهتا؟‪.‬‬
‫إال أنه يف ال‪H‬وقت احلايل‪ ،‬وأم‪H‬ام تط‪H‬ور الدراس‪H‬ات واألحباث اخلاص‪H‬ة بالسالس‪H‬ل الزمني‪H‬ة‪ ،‬ف‪H‬ريى البعض‬
‫منهم أنه من املمكن جدا إجياد طريقة تقديرية (هذا ما سنحاول حبثه يف الفصول الالحقة)‪.‬‬

‫المنظمة العالمية للتجارة‬


‫‪ -‬مقـدمــة ‪:‬‬
‫‪ ‬الفصل األول‪ :‬فكرة قيام و إنشاء منظمة التجارة العاملية‬

‫‪96‬‬
‫املبحث ‪ :1‬احملاولة األوىل إلنشاء املنظمة‬
‫املطلب ‪ :1‬مؤمتر هافانا‪ :‬الدعوة إىل إقامة منظمة التجارة العاملية‬
‫املطلب ‪ :2‬تعريف جلان وظائفها و أهدافها و مبادئها‬
‫املطلب ‪ :3‬جوالت جلان التفاوضية و إنشاء منظمة التجارة العاملية‬
‫املطلب ‪ :4‬أهم االختالفات بني جلان و منظمة التجارة العاملية‬
‫املبحث ‪ :2‬منظمة التجارة العاملية (‪)WTO‬‬
‫املطلب ‪ :1‬تعريف و نشأة املنظمة‬
‫املطلب ‪ :2‬مبادئ املنظمة‪ ،‬أهدافها‪ ،‬وظائفها و مهامها و الشروط التعامل معها‬
‫املطلب ‪ :3‬اهليكل التنظيمي للمنظمة‬
‫املطلب ‪ :4‬أسلوب االنضمام و االنساب و اإلعفاء من االلتزامات‬
‫املطلب ‪ :5‬مؤمترات ‪ OMC‬الوزارية‬
‫املطلب ‪ :6‬األفكار اخلاطئة و املزايا ملنظمة التجارة العاملية‬
‫‪ ‬الفصل الثاين‪ :‬انضمام اجلزائر إىل منظمة التجارة العاملية‬
‫املبحث ‪ :1‬واقع االقتصاد اجلزائري‬
‫املطلب ‪ :1‬اقتصاد املديونية‬
‫املطلب ‪ :2‬اقتصاد ريعي‪.‬‬
‫املطلب ‪ :3‬اقتصاد ال يكاد خيلو من الفساد‬
‫املطلب ‪ :4‬للتجارة اخلارجية‬
‫املبحث ‪ :2‬مسار انضمام اجلزائر إىل ‪OMC‬‬
‫املطلب ‪ :1‬أفاق و تطلعات انضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة‬
‫املطلب ‪ :2‬حمتوى املفاوضات‬
‫املطلب ‪ :3‬التزامات و احلقوق املرتتبة من انضمام اجلزائر إىل منظمة التجارة العاملية‬
‫املطلب ‪ :4‬آثار انضمام اجلزائر إىل‬
‫املطلب ‪ :5‬إجيابيات و سلبيات االنضمام و إجراءات التحقيق من آثار اإلنضمام‬
‫‪ -‬خـامتـة ‪:‬‬

‫املقدمـة‪:‬‬

‫‪97‬‬
‫يشكل التبادل للسلع أبرز اهتمامات اإلنسان منذ القدم‪ ،‬وحتديدا بعد أن عرف اإلنتاج وطب‪HH‬ق مب‪HH‬دأ‬
‫التخص‪HH‬ص وتقدس‪HH‬يم العم‪HH‬ل‪ ،‬وق‪HH‬د زادت أمهي‪HH‬ة التب‪HH‬ادل م‪HH‬ع تق‪HH‬دم اجملتمع‪HH‬ات‪ .‬وكم‪HH‬ا ه‪HH‬و مع‪HH‬روف ب‪HH‬أن‬
‫العامل خرج من اخلرب العاملية الثانية منهك القوى‪ ،‬حيث خسرت أوروبا أغلب مراكزها الص‪HH‬ناعية‬
‫ص ‪HH‬دت‬ ‫ص ‪HH‬دت ‪H‬ك ‪HH‬ل املكا ‪H‬س ‪HH‬ب وت ‪H‬‬
‫س ‪HH‬تعمراهتا وا ‪H‬س ‪HH‬تفادت ا ‪H‬ل ‪HH‬و‪.‬م‪.‬أ ا ‪H‬ل ‪HH‬يت ح ‪H‬‬
‫والتجار ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬كم ‪HH‬ا خس ‪HH‬رت م ‪H‬‬
‫لقي‪HH‬ادة الع‪HH‬امل‪ ،‬وم‪HH‬ع هناي‪HH‬ة احلرب عق‪HH‬د م‪HH‬ؤمتر ك‪HH‬ان يس‪HH‬عى إىل وض‪HH‬ع سياس‪HH‬ة اقتص‪HH‬ادية من أج‪HH‬ل إنش‪HH‬اء‬
‫منظمة دولي‪H‬ة للتج‪H‬ارة فانعق‪H‬د اجتم‪H‬اع م‪H‬ا بني جمموع‪H‬ة من ال‪H‬دول وخ‪H‬رج حبوايل ‪ 156‬م‪H‬ادة مه‪H‬دت‬
‫إىل ظهور ما بعرف باجلات أي‪.‬‬

‫‪Général Agreement of Tariffs and Trade‬‬ ‫االتفاقية العامة للتعريفة اجلمركية‬


‫وانبعثت فك‪HH H‬رة إنش‪HH H‬اء منظم‪HH H‬ة التجاري‪HH H‬ة العاملي‪HH H‬ة ألول م‪HH H‬رة ض‪HH H‬من م‪HH H‬ؤمتر هافان‪HH H‬ا االقتص‪HH H‬ادي‪ ،‬حيث‬
‫ك ‪HH‬انت و‪.‬م‪.‬أ قب ‪HH‬ل إنش ‪HH‬اء اجلات ق ‪HH‬د أع ‪HH‬دت س ‪HH‬نة ‪ 1945‬مش ‪HH‬روعا إلنش ‪HH‬اء منظم ‪HH‬ة دولي ‪HH‬ة للتج ‪HH‬ارة‪،‬‬
‫ولكن هذا املشروع مل يرى النور‪ ،‬ومع م‪H‬رور ال‪H‬وقت وتش‪H‬ابك عملي‪H‬ات التج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة وتطوره‪H‬ا‪،‬‬
‫أصبح األمر لزاما إلنش‪H‬اء منظم‪H‬ة التج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة‪ .‬وب‪H‬رز ذل‪H‬ك بش‪H‬كل واض‪H‬ح أثن‪H‬اء مفاوض‪H‬ات جول‪H‬ة‬
‫األوروجواي‪ ،‬ولقد تضمنت نتائج هذه اجلولة إنشاء منظمة التجارة العاملية وقد بدأت مهامه‪HH‬ا س‪HH‬نة‬
‫‪ ،1995‬ومع قيامها فقد اكتمل الضلع الثالث للنظام االقتصادي اجلدي‪H‬د الع‪H‬املي ال‪H‬ذي اش‪H‬تمل على‬
‫كل من صندوق النقد الدويل (‪.The International Monetary )IMF‬‬
‫‪ ،Fund‬والبنـك الـدويل لإلنشـاء والتعميـر (‪The International Bank for)IBRD‬‬
‫‪ Reconstruction and Development‬ومت إنشـاؤها عـام ‪ 1944‬وفقـا التفاقيـة ‪Bretton‬‬
‫‪ Woods‬فه‪HH‬ذا املثلث املتش‪HH‬ابك يؤك‪HH‬د على عوملة االقتص‪HH‬اد الع‪HH‬املي مبا س‪HH‬يكون ل‪HH‬ه من ت‪HH‬أثريات بعي‪HH‬دة‬
‫املدى على كافة الدول املتقدمة والنامية على حد سواء‪.‬‬
‫إن االنظم ‪HH‬ام إىل ه ‪HH‬ذه املنظم ‪HH‬ة أص ‪HH‬بح حتمي ‪HH‬ة أك ‪HH‬ثر من ض ‪HH‬رورة‪ ،‬وه ‪HH‬و أك ‪HH‬ثر ص ‪HH‬عوبة الي ‪HH‬وم ذل ‪HH‬ك أن‬
‫اجلزائ‪HH H‬ر حمرية على إج‪HH H‬راء املفاوض‪HH H‬ات الثنائي‪HH H‬ة م‪HH H‬ع ك‪HH H‬ل عض‪HH H‬و يف املنظم‪HH H‬ة‪ ،‬وه‪HH H‬ذا ليس ب‪HH H‬األمر اهلني‬
‫ص ‪HH‬اد اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ري‬
‫ج ‪HH‬ارة وعلى االقت ‪H‬‬
‫وبال ‪H‬ت ‪HH‬ايل ‪H‬م ‪HH‬ا هي انعكا ‪H‬س ‪HH‬ات انظ ‪H‬م ‪HH‬ام اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر إىل املنظ ‪H‬م ‪HH‬ة العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة للت ‪H‬‬
‫خاصة ؟ماذا تستفيد اجلزائر من هذا االنظمام‪.‬‬

‫الفصـل ‪ :1‬فكرة قيام و إنشاء منظمة التجارة العاملية‬

‫‪98‬‬
‫املبحث ‪ :1‬احملاولة األوىل إلنشاء املنظمة‬
‫املطلب ‪ :1‬مؤمتر هافانا‪ :‬الدعوة إىل إقامة منظمة التجارة العاملية‬
‫بع‪HH‬د احلرب العاملي‪HH‬ة الثاني‪HH‬ة و إنش‪HH‬اء منظم‪HH‬ة األمم املتح‪HH‬دة نش‪HH‬رت حكوم‪HH‬ة الوالي‪HH‬ات املتح‪HH‬دة‬
‫ش ‪HH‬اء‬ ‫ج ‪HH‬ارة الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة و إن ‪H‬‬
‫ج ‪HH‬ارة والع ‪H‬م ‪HH‬ل هبدف إ ‪H‬ع ‪HH‬ادة تنظيم الت ‪H‬‬
‫ش ‪HH‬روعا ل ‪H‬ل ‪HH‬دعوة إىل املؤمتر ا ‪H‬ل ‪HH‬دويل للت ‪H‬‬
‫م ‪H‬‬
‫منظمة جديدة تشرف على تنظيمها و يف ‪ 18‬فيفري ‪ 1946‬قرر اجمللس االقتصادي و االجتماعي‬
‫الت‪HH‬ابع هليئ‪HH‬ة األمم املتح‪HH‬دة عق‪HH‬د ه‪HH‬ذا املؤمتر و ش‪HH‬كل جلن‪HH‬ة حتض‪HH‬ريية لوض‪HH‬ع ج‪HH‬دول أعمال‪HH‬ه و عق‪HH‬دت‬
‫اللجن‪HH‬ة دورهتا األوىل يف لن‪HH‬دن س‪HH‬نة ‪ 1946‬وض‪HH‬عت مش‪HH‬روع بإنش‪HH‬اء هيئ‪HH‬ة دولي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة مث دعيت‬
‫ض ‪HH‬عت تقر ‪H‬ي ‪HH‬را‬ ‫س ‪HH‬نة‪ ،‬و انتهت اللج ‪H‬ن ‪HH‬ة من أعماهلا و و ‪H‬‬ ‫إىل دور االنع ‪H‬ق ‪HH‬اد ال ‪H‬ث ‪HH‬اين يف ‪H‬ج ‪HH‬نيف يف نفس ال ‪H‬‬
‫عن مش‪HH H‬روع امليث‪HH H‬اق لع‪HH H‬رض عن املؤمتر األمم املتح‪HH H‬دة للتج‪HH H‬ارة و العم‪HH H‬ل‪ ،‬فتم عق‪HH H‬د االتف‪HH H‬اق الع‪HH H‬ام‬
‫للتعريفات و التجارة "‪ "GATT‬يف أكتوبر سنة ‪ 1947‬فوضع املؤمتر ميثاق هافانا (كوبا) بإنشاء‬
‫هيئ‪HH‬ة دولي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة على أن يع‪HH‬رض على احلكوم‪HH‬ات املمثل‪HH‬ة يف املؤمتر للتص‪HH‬ديق عليه‪HH‬ا – ال‪HH‬ذي نص‬
‫على أن تتعهد الدول بوضع التدابري الالزمة لتحقيق األغراض التالية‪:‬‬
‫حتقيق توازن االقتصاد العاملي و تقدمه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مساعدة وتشجيع التنمية االقتصادية عامة و خاصة بالنسبة للدول النامية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ختفيض التعريفات اجلمركية وغريها من احلواجز ال‪HH‬يت تعرق‪HH‬ل التج‪H‬ارة الدولي‪HH‬ة و إلغ‪HH‬اء التمي‪HH‬يز‬ ‫‪‬‬
‫فيها و ذلك على أساس املعاملة باملثل‪.‬‬
‫متكني الدول املتخلفة عن طريق زيادة فرصة تنمي‪HH‬ة جتارهتا اقتص‪HH‬ادها من تف‪HH‬ادي اللج‪H‬وء إىل‬ ‫‪‬‬
‫تدابري من شأهنا اضطراب التج‪H‬ارة اخلارجي‪H‬ة و ت‪H‬أخري التق‪H‬دم االقتص‪H‬ادي و التع‪H‬اون والتف‪H‬اهم‬
‫و املشاورة على حل املشاكل اخلاصة بالتجارة الدولية‪.‬‬

‫املطلب ‪ :2‬تعريف اجلات‪ ،‬وظائفها و أهدافها‪:‬‬


‫تعري‪HH‬ف‪ :‬وهي معاه‪HH‬دة دولي‪HH‬ة متع‪HH‬ددة األط‪HH‬راف تتض‪HH‬من حق‪HH‬وق و التزام‪HH‬ات متبادل‪HH‬ة بني حكوم‪HH‬ات‬
‫ال‪HH‬دول املوقع‪HH‬ة عليه‪HH‬ا و ال‪HH‬يت تع‪HH‬رف اص‪HH‬طالحا ب‪HH‬األطراف املتعاق‪HH‬دة هبدف حتري‪HH‬ر العالق‪HH‬ات التجاري‪HH‬ة‬
‫الدولية و بالتايل هي معاهدة دولي‪H‬ة تنظم التج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة بني ال‪H‬دول وال‪H‬يت ك‪H‬انت تقب‪H‬ل االنض‪H‬مام و‬
‫اليت كانت ‪ 23‬دولة عند التوقيع عليها عام ‪ 1947‬و وصلت إىل ‪ 117‬دولة‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫يف أوائل ‪ 1994‬عند إهناء العمل بسكرتارية اللغات مع التوقيع على إنشاء منظمة جتارية عاملية‪.‬‬

‫‪ 1‬فضل علي مثنى‪" :‬اآلثار المحتملة لمنظمة التجارة العالمية على التجارة الخارجية و الدول النامية ص‪" 8‬‬
‫"""‪ :‬نفس المرجع ص ‪16‬‬

‫‪99‬‬
‫وظائفها ‪:‬‬
‫تتخذ وظائف اجلات يف ‪ 3‬وهي على النحو التايل‪:‬‬
‫اإلش ‪HH‬راف على تنفي ‪HH‬ذ املب ‪HH‬ادئ والقواع ‪HH‬د واإلج ‪HH‬راءات ال ‪HH‬يت تض ‪HH‬عها االتفاقي ‪HH‬ات املختلف ‪HH‬ة ال ‪HH‬يت تنط ‪HH‬وي‬
‫عليها اجلات واليت تتعلق بتنظيم التجارة الدولية بني األطراف املتعاقدة يف اجلات‪.‬‬
‫تنظيم جوالت املفاوضات التجارية املتعددة األطراف‪.‬‬
‫ج ‪HH‬ارة الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة من خالل البحث‬ ‫ص ‪HH‬ل يف املناز ‪H‬ع ‪HH‬ات ا ‪H‬ل ‪HH‬يت ت ‪H‬ث ‪HH‬ور بني ا ‪H‬ل ‪HH‬دول يف جمال الت ‪H‬‬
‫الع ‪H‬م ‪HH‬ل على الف ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬د ‪H‬ط ‪HH‬رف آ ‪H‬خ ‪HH‬ر من األ ‪H‬ط ‪HH‬راف األ ‪H‬خ ‪HH‬رى‬
‫ض ‪HH‬ايا ا ‪H‬ل ‪HH‬يت يرفع ‪H‬ه ‪HH‬ا ‪H‬ط ‪HH‬رف املتعا ‪H‬ق ‪HH‬د يف اجلات ‪H‬‬
‫والن ‪H‬ظ ‪HH‬ر يف الق ‪H‬‬
‫املتعاقدة‪.‬‬

‫أهدافها‪ :‬ميكن تلخيص أهداف اجلات يف مايلي‪:‬‬


‫ي‪HH‬رتكز اهلدف الرئيس‪HH‬ي للج‪HH‬ات من‪HH‬ذ البداي‪HH‬ة يف س‪HH‬عي األط‪HH‬راف املتعاق‪HH‬دة إىل حتري‪HH‬ر التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة‪.‬‬
‫وإزالة كل العوائق اليت حتول دون التبادل التج‪H‬اري احلر و تنش‪H‬يطه و ك‪H‬ذا ض‪H‬مان من‪H‬اخ دويل مالئم‬
‫للمنافسة و توسيع التجارة الدولية‪.‬‬
‫تشييع اإلستثمارات و خلق فرص عمل جديدة‪.‬‬
‫استغالل املوارد الطبيعية بصورة مثلى‪.‬‬
‫تسهيل نقل البضائع و املوارد األولية بني األسواق املنتجة و املستوردة‪.‬‬
‫اعتماد املفاوضات وسيلة حلل املشكالت بني الدول‪.‬‬
‫مبادئها‪ :‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫مب‪H‬دأ املعامل‪H‬ة الوطني‪H‬ة‪ :‬عن‪H‬د يتم اس‪H‬رتاد س‪H‬لعة م‪H‬ا وبع‪H‬د تس‪H‬ديد الرس‪H‬وم اجلمركي‪H‬ة املفروض‪H‬ة على ه‪H‬ذه‬
‫الس‪HH‬لعة وف‪HH‬ق التعريف‪HH‬ة املتف‪HH‬ق عليه‪HH‬ا تص‪HH‬بح وكأهنا س‪HH‬لعة وطني‪HH‬ة وتعام‪HH‬ل ب‪HH‬ذات املعامل‪HH‬ة ال‪HH‬يت تتعام‪HH‬ل هبا‬
‫السلع املنتجة وطنيا دون متييز‪.‬‬
‫احلماي‪HH‬ة من التعريف‪HH‬ة اجلمركي‪HH‬ة‪ :‬إن محاي‪HH‬ة الس‪HH‬لع الوطني‪HH‬ة جيب أن تتم عن طري‪HH‬ق التعريف‪HH‬ة اجلمركي‪HH‬ة‬
‫ويتم حتدي ‪HH‬د ه ‪HH‬ذه األخ ‪HH‬رية بالتف ‪HH‬اوض من خالل آلي ‪HH‬ات عم ‪HH‬ل اجلات‪ ،‬وإذا رغبت إح ‪HH‬دى ال ‪HH‬دول يف‬
‫س ‪HH‬لع‬
‫س ‪HH‬بة ل ‪H‬‬
‫س ‪HH‬توى التعري ‪H‬ف ‪HH‬ة أل ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪H‬س ‪HH‬لعة علي ‪H‬ه ‪HH‬ا أن تت ‪H‬ق ‪HH‬دم ببعض الت ‪H‬ن ‪HH‬ازالت اجلمرك ‪H‬ي ‪HH‬ة بنفس الن ‪H‬‬
‫ر ‪H‬ف ‪HH‬ع م ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫أخرى ولذا جيب على كل دولة أن تقدم للسكرتارية العامة للجات جدوال بالسلع‪.‬‬
‫والتعريفات اجلمركية احملددة من قبلها عند التقدم بطلب االنضمام إىل اجلات‪.‬‬
‫‪ -‬منع ممارسة سياسة اإلغراق‪ :‬يقص‪H‬د ب‪H‬اإلغراق بي‪H‬ع الس‪H‬لع يف س‪H‬وق التص‪H‬دير بس‪H‬عر أق‪H‬ل عن الس‪H‬عر‬
‫س ‪HH‬وق‬
‫س ‪HH‬ة يف ال ‪H‬‬
‫ا ‪H‬ل ‪HH‬ذي ت ‪H‬ب ‪HH‬اع ‪H‬ب ‪HH‬ه يف ب ‪H‬ل ‪HH‬د إنتاج ‪H‬ه ‪HH‬ا‪ ،‬و ك ‪H‬ث ‪HH‬ريا ‪H‬م ‪HH‬ا يت ‪H‬ب ‪HH‬ع ‪H‬ه ‪HH‬ذا األ ‪H‬س ‪HH‬لوب للتغلب على املناف ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫نفس المرجع ص ‪.18‬‬

‫‪100‬‬
‫الدولية و قد نصت االتفاقية على حترمي هذه املمارس‪H‬ة و ذل‪H‬ك لتحقي‪H‬ق املنافس‪H‬ة املتكافئ‪H‬ة و يف ح‪H‬ال‬
‫خمالف ‪HH‬ة ه ‪HH‬ذا املب ‪HH‬دأ تعطي االتفاقي ‪HH‬ة احلق للبل ‪HH‬د املتض ‪HH‬رر يف ف ‪HH‬رض ض ‪HH‬ريبة خاص ‪HH‬ة ض ‪HH‬د اإلغ ‪HH‬راق تع ‪HH‬ادل‬
‫الفرق بني السعر ال‪H‬ذي تب‪H‬اع ب‪H‬ه الس‪H‬لع يف س‪H‬وق التص‪H‬دير و الس‪H‬عر ال‪H‬ذي تب‪H‬اع ب‪H‬ه يف م‪H‬وطن إنتاجه‪H‬ا‬
‫مع إضافة التكاليف األخرى املرافقة لعملية التصدير من رسوم و نقل و تأمني‪....‬‬
‫‪ -‬مب‪HH H‬دأ ع‪HH H‬دم التمي‪HH H‬يز‪ :‬و بنص على أن‪HH H‬ه ال جيوز ألي دول‪HH H‬ة عض‪HH H‬و يف اجلات أن تس‪HH H‬تخدم التعريف‪HH H‬ة‬
‫اجلمركية أو أي قيد آخر بطريقة متييزية بني دول األط‪H‬راف يف اجلات ال‪H‬يت تتعام‪H‬ل معه‪H‬ا جتاري‪H‬ا مبع‪H‬ىن‬
‫أن تعامل دول األعضاء يف اجلات بنفس املعاملة بدون متييز فيما يتعلق باسترياد سلعة معينة‪.‬‬
‫* و نتيج‪HH‬ة للص‪HH‬عوبات ال‪HH‬يت ك‪HH‬انت تواج‪HH‬ه ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة يف االل‪HH‬تزام مبب‪HH‬ادئ اجلات‪ ،‬إض‪HH‬افة إىل ع‪HH‬دم‬
‫اش‪HH‬تمال الزراع‪HH‬ة و املنس‪HH‬وجات و هي املواد الرئيس‪HH‬ية يف جتارة ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة يف اتفاقي‪HH‬ة ‪ GATT‬يف‬
‫ش ‪HH‬اء اتفاق ‪H‬ي ‪HH‬ة أ ‪H‬خ ‪HH‬رى مواز ‪H‬ي ‪HH‬ة التفاق ‪H‬ي ‪HH‬ة‬
‫ض ‪HH‬ي‪ ،‬ف ‪H‬ق ‪HH‬د اجتهت ا ‪H‬ل ‪HH‬دول النام ‪H‬ي ‪HH‬ة إىل إن ‪H‬‬
‫س ‪HH‬تينات من ال ‪H‬ق ‪HH‬رن املا ‪H‬‬
‫ال ‪H‬‬
‫‪ GATT‬و هي م‪HH H‬ؤمتر األمم املتح‪HH H‬دة للتج‪HH H‬ارة و التنمي‪HH H‬ة (األونكت‪HH H‬اد ‪ )1946‬هبدف تنظيم التج‪HH H‬ارة‬
‫الدولية على أسس خمتلفة عن تلك اليت بنيت عليها ‪ GATT‬و هذا االختالف يظهر يف‪:‬‬
‫‪ -‬ترفض االتفاقي‪H‬ة مب‪H‬دأ ع‪H‬دم التمي‪H‬يز يف اتفاقي‪H‬ة ‪ ،GATT‬ب‪H‬ل تنص على ض‪H‬رورة إعط‪H‬اء مزاي‪H‬ا خاص‪H‬ة‬
‫للدول النامية لتساعدها على التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬حتث الدول‪HH H‬ة املتقدم‪HH H‬ة على تق‪HH H‬دمي مس‪HH H‬اعدة لل‪HH H‬دول النامي‪HH H‬ة إض‪HH H‬افة إىل قب‪HH H‬ول مب‪HH H‬دأ النظ‪HH H‬ام الع‪HH H‬ام‬
‫لألفضليات لصاحل الدول النامي‪H‬ة هبدف مس‪H‬اعدهتا يف القي‪H‬ام ب‪H‬ربامج التنمي‪H‬ة مبا ينط‪H‬وي على ذل‪H‬ك من‬
‫فتح أسواق الدول املتقدمة أمام منتجات الدول اآلخذة يف النمو‪.‬‬
‫على أي األح‪HH‬وال‪ ،‬مل مين‪HH‬ع إنش‪HH‬اء م‪HH‬ؤمتر األمم املتح‪HH‬دة للتج‪HH‬ارة و التنمي‪HH‬ة (األنكت‪HH‬اد) أن ت‪HH‬زداد أمهي‪HH‬ة‬
‫ض ‪HH‬اء مثان ‪H‬ي ‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬يري العال ‪H‬ق ‪HH‬ات التجار ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬ف ‪H‬ق ‪HH‬د ع ‪H‬ق ‪HH‬دت دول األع ‪H‬‬
‫اجلات مبرور ا ‪H‬ل ‪HH‬وقت كإ ‪H‬ط ‪HH‬ار ‪H‬ق ‪HH‬انوين لت ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫جوالت تفاوضية لتخفيض عوائق التجارة و تشييع تنميتها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫املطلب ‪ :3‬جوالت اجلات التفاوضية و إنشاء منظمة التجارة العاملية‪:‬‬

‫املشرتكون النتائج‬ ‫جولة التفاوض‬ ‫الرقم السنة‬


‫ج ‪HH H H‬ارة الدول ‪H‬ي ‪HH H H‬ة‬
‫ح ‪HH H H‬ة لتنظيم الت ‪H‬‬
‫ض ‪HH H H‬ع الئ ‪H‬‬
‫و ‪H‬‬
‫وت‪H‬رتب عليه‪H‬ا وخفض التعريف‪H‬ة اجلمركي‪H‬ة‬ ‫‪27‬‬ ‫جنيف‬ ‫‪1947 01‬‬
‫على ‪ 20‬من التجارة الدولية‬
‫مث ختفيض التعريفة اجلمركية‬ ‫‪13‬‬ ‫أنيس‬ ‫‪1949 02‬‬
‫‪1‬‬
‫مرسي سيد حجازي‪ " :‬منظمة التجارة العالمية‪ :‬عرض تاريخي تحليلي لبنان و منظمة التجارة العالمية" ص ‪2001 :15‬‬
‫‪2‬‬
‫مرسي سيد حجازي ‪" :‬منظمة التجارة العالمية" – عرض تاريخي تحليلي لبنان ومنظمة التجارة العالمية – ‪.2001‬‬

‫‪101‬‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪38‬‬ ‫توركاي‬ ‫‪1951 03‬‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪26‬‬ ‫جيف‬ ‫‪1956 04‬‬
‫ديلون‪HH H H H H‬دوجالس ديل‪HH H H H H‬ون‬
‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫"‬ ‫‪ 1960-1961 05‬وزي‪HH H H H H‬ر‪ ،‬التج‪HH H H H H‬ارة اجلات ‪26‬‬
‫األم‬
‫تعريفات مكافحة اإلغراق معاون‪HH‬ة ال‪HH‬دول‬
‫النامي‪HH‬ة على تنمي‪HH‬ة جتارهتا و التع‪HH‬رف على‬
‫األ ‪H‬س ‪HH H H H‬واق املتا ‪H‬ح ‪HH H H H‬ة و إع ‪H‬ط ‪HH H H H‬اء األولو ‪H‬ي ‪HH H H H‬ة‬ ‫‪62‬‬ ‫‪ 1963-1967 06‬كينيدي‬
‫ص ‪HH H H‬وى خلفض الق ‪H‬ي ‪HH H H‬ود التجار ‪H‬ي ‪HH H H‬ة على‬ ‫الق ‪H‬‬
‫منتجات الدول النامية‪.‬‬
‫تعريف‪HH H‬ات ‪ +‬مكافح‪HH H‬ة اإلغ‪HH H‬راق‪ +‬ختفيض‬
‫التعريف‪HH H H H H‬ة على املنتج‪HH H H H H‬ات املص‪HH H H H H‬درة من‬ ‫‪99‬‬ ‫‪ 1973-1979 07‬طوكيو‬
‫الدول النامية‪.‬‬
‫ختفيض التعريف‪HH H H H‬ات اجلمركي‪HH H H H‬ة‪ +‬حتوي‪HH H H H‬ل‬
‫النظ‪HH H H‬ام التج‪HH H H‬اري متع‪HH H H‬دد األط‪HH H H‬راف إىل‬ ‫‪120‬‬ ‫‪ 1986-1994 08‬أورجواي‬
‫منظمة متكاملة‬

‫بانته‪HH H‬اء دورة أورج‪HH H‬واي يف أبري‪HH H‬ل ‪ 1994‬انتقلت مه‪HH H‬ام اتفاقي‪HH H‬ة ‪ GATT‬و أه‪HH H‬دافها إىل منظم‪HH H‬ة‬
‫التجارة العاملية بدءا من أول يناير ‪ 1995‬و لذلك مل تعد ‪ GATT‬منذ ذلك التاريخ كيانا مستقال‪،‬‬
‫و إمنا أصبحت جزءا من املنظمة اجلديدة للتجارة الدولية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املطلب ‪ :4‬أهم االختالفات بني اجلات و منظمة التجارة العاملية‪:‬‬

‫‪OMC‬‬ ‫‪GATT‬‬

‫القواعد تطبق بصورة شاملة ودائمة‪.‬‬ ‫القواعد تطبق بصفة مؤقتة‪.‬‬


‫املفاوض‪HH H H H H‬ات على الس‪HH H H H H‬لع واخلدمات وامللكي‪HH H H H H‬ة‬ ‫اقتصرت مفاوضاهتا على التعامل يف السلع‪.‬‬
‫مل يكن هلا شخصية معنوية ب‪HH‬ل ك‪HH‬انت جمرد نص الفكرية‪.‬‬
‫منظمة متكاملة هلا شخصيتها املعنوية‪.‬‬ ‫قانوين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مرسي حجازي ‪" :‬نفس المرجع السابق" – دار جامعية – ص ‪.2001 – 37‬‬

‫‪102‬‬
‫مل تكن منظم ‪HH‬ة وإمنا اتفاق ‪HH‬ا متع ‪HH‬دد األط ‪HH‬راف م ‪HH‬ع ش‪HH H H‬رط اإلنظم‪HH H H‬ام إىل ‪ OMC‬ه‪HH H H‬و املوافق‪HH H H‬ة على‬
‫ض ‪HH H H H‬وابط يف إتفاقية اجلات مبا فيها دفعة واحدة‪.‬‬ ‫مرا ‪H‬ع ‪HH H H H‬اة جممو ‪H‬ع ‪HH H H H‬ة من القوا ‪H‬ع ‪HH H H H‬د وال ‪H‬‬
‫العالق‪HH H H‬ات النتبادل‪HH H H‬ة م‪HH H H‬ع إجياد آلي‪HH H H‬ة التف‪HH H H‬اوض‬
‫واملساومة بني دول األعضاء‪.‬‬

‫املبحث ‪ :2‬منظمة التجارة العاملية (‪)WTO‬‬


‫املطلب ‪ :1‬تعريف ونشأة املنظمة‪.‬‬
‫أ‪-‬التعريف ‪:‬‬
‫ميكن القول أن منظمة التجارة العاملية هي ‪ :‬منظم‪H‬ة اقتص‪HH‬ادية عاملي‪HH‬ة النش‪HH‬اط ذات الشخص‪HH‬ية‬
‫القانوني‪HH‬ة املس‪HH‬تقلة وتعم‪HH‬ل ض‪HH‬من منظوم‪HH‬ة النظ‪HH‬ام االقتص‪HH‬ادي الع‪HH‬املي اجلدي‪HH‬د على إدارة وإقام‪HH‬ة ع‪HH‬ائم‬
‫النظ ‪HH‬ام التج ‪HH‬اري ال ‪HH‬دويل وتقويت ‪HH‬ه يف جمال حتدي ‪HH‬د التج ‪HH‬ارة الدولي ‪HH‬ة‪ ،‬وزي ‪HH‬ادة التب ‪HH‬ادل ال ‪HH‬دويل والنش ‪HH‬اط‬
‫االقتص‪HH‬ادي الع‪HH‬املي‪ ،‬وتق‪HH‬وم على ق‪HH‬دم املس‪HH‬اواة م‪HH‬ع ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل والبن‪HH‬ك الع‪HH‬املي‪ ،‬يف رس‪HH‬م‬
‫وتوجي‪HH‬ه السياس‪HH‬ات االقتص‪HH‬ادية الدولي‪HH‬ة املؤثرة على األط‪HH‬راف املختلف‪HH‬ة يف الع‪HH‬امل‪ ،‬للوص‪HH‬ول إىل إدارة‬
‫أكثر كفاءة وأفضل نظام اقتصادي عاملي ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫املركز القانوين للمنظمة ‪:‬‬


‫يكون للمنظمة شخصية إعتبارية وتنمح دول األعضاء م‪HH‬ا يل‪H‬زم من إمتي‪HH‬ازات وأهلي‪HH‬ة قانوني‪HH‬ة ملباش‪HH‬رة‬
‫ص ‪HH‬انات ا ‪H‬ل ‪HH‬يت تك ‪H‬ف ‪HH‬ل إ ‪H‬س ‪HH‬تقاللية‬
‫ض ‪HH‬اء اإلمت ‪H‬ي ‪HH‬ازات واحل ‪H‬‬
‫مهام ‪H‬ه ‪HH‬ا‪ ،‬ك ‪H‬م ‪HH‬ا متنح ملوظفي املنظ ‪H‬م ‪HH‬ة وممثلي األع ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ورة ال ت ‪H‬ق ‪HH‬ل عن اإلمت ‪H‬ي ‪HH‬ازات املمنو ‪H‬ح ‪HH‬ة ملوظفي الو ‪H‬ك ‪HH‬االت‬ ‫ص ‪HH‬لة باملنظ ‪H‬م ‪HH‬ة ب ‪H‬‬
‫ممار ‪H‬س ‪HH‬تهم لو ‪H‬ظ ‪HH‬ائفهم املت ‪H‬‬
‫املتخصصة لألمم املتحدة ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫البطاقة التعريفية ملنظمة التجارة العلمية‬

‫مقرها ‪ :‬جنيف‪ ،‬سويسرا‪.‬‬


‫أنشأت يف ‪ 01 :‬يناير ‪.1995‬‬
‫أنشأت عن طريق ‪ :‬مفاوضات دورة أورغواي (‪.)1994 - 1986‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪" :‬الجات وآليات منظمة التجارة العالمية" – الدار الجامعية ‪ – 2003‬ص ‪ – 176‬ص ‪.181‬‬
‫‪2‬‬
‫فضل علي مثنى‪" :‬اآلثار المحتملة لمنظمة التجارة العالمية على التجارة الخارجية والدول النامية"– مكتبة مدبولي ‪ – 2000‬ص ‪.86‬‬

‫‪103‬‬
‫عدد الدول املنظمة إليها ‪ 148 :‬دولة (حىت ‪ 13‬أكتوبر ‪ 150( )2004‬دولة حىت اآلن)‪.‬‬
‫ميزانيتها ‪ 162 :‬مليون فرنك سويسري يف سنة ‪.2006‬‬
‫عدد املوظفني ‪ 600 :‬عامل‪.‬‬
‫– ‪Supatchi Panichpakdi‬‬ ‫إدارة ‪ :‬املدير العام "سوباتشي بانيشباكدي"‬
‫‪Pascal Lamy‬‬

‫ب‪-‬نشأهتا ‪:‬‬
‫ص ‪HH‬ندوق الن ‪H‬ق ‪HH‬د‬
‫ش ‪HH‬اء ‪H‬‬‫ش ‪HH‬اء املنظ ‪H‬م ‪HH‬ة على ‪H‬غ ‪HH‬رار إن ‪H‬‬
‫ش ‪HH‬روعا إلن ‪H‬‬
‫يف ‪ 1945‬أ ‪H‬ع ‪HH‬دت احلكو ‪H‬م ‪HH‬ة األمريك ‪H‬ي ‪HH‬ة م ‪H‬‬
‫الدويل والبنك العاملي يف إيطار ما عرف باسم "إتفاقية بروتن ووذر" وألسباب كث‪H‬رية تعط‪H‬ل دخ‪H‬ول‬
‫س ‪HH‬بب ا ‪H‬ع ‪HH‬رتاض ورفض الكن ‪H‬غ ‪HH‬رس األ ‪H‬م ‪HH‬ريكي على إح ‪HH‬داها حرص ‪HH‬ا على اإلب ‪H‬ق ‪HH‬اء على‬ ‫‪H‬ه ‪HH‬ذا املش ‪HH‬روع ب ‪H‬‬
‫حري‪HH H‬ة التح‪HH H‬رك للوالي‪HH H‬ات املتح‪HH H‬دة األمريكي‪HH H‬ة يف ف‪HH H‬رض عقوب‪HH H‬ات جتاري‪HH H‬ة مبوجب ق‪HH H‬انون التج‪HH H‬ارة‬
‫األم ‪HH‬ريكي مبا جع ‪HH‬ل ال ‪HH‬دول املش ‪HH‬اركة أن تكتفي باإلبق ‪HH‬اء على االتفاقي ‪HH‬ة العام ‪HH‬ة للتعريف ‪HH‬ات والتج ‪HH‬ارة‬
‫س ‪HH‬عينات من ‪H‬ق ‪HH‬رن‬ ‫ص ‪HH‬ف من ت ‪H‬‬ ‫ج ‪HH‬ة للت ‪H‬ط ‪HH‬ورات والت ‪H‬غ ‪HH‬ريات اهلائ ‪H‬ل ‪HH‬ة يف ‪H‬ف ‪HH‬رتة ‪ 80‬ون ‪H‬‬
‫‪ ،GAAT‬إال أ ‪H‬ن ‪HH‬ه نتي ‪H‬‬
‫العشرين برزت أمهية إجياد منظمة التجارة العاملية من جديد وبدأت املطالب‪HH‬ة بإحي‪HH‬اء ه‪HH‬ذه الفك‪HH‬رة من‬
‫خالل جولة أوروجواي اليت بدأت عام ‪ 1986‬وبعد مناقشتها واالتفاق عليه‪HH‬ا فق‪HH‬د مت اإلعالن عن‬
‫توق ‪H‬ي ‪HH‬ع االتفا ‪H‬ق ‪HH‬ات جلو ‪H‬ل ‪HH‬ة أورو ‪H‬ج ‪HH‬واي يف ‪H‬م ‪HH‬راكش ‪H‬ب ‪HH‬املغرب ‪H‬ع ‪HH‬ام ‪ 1994‬لت ‪H‬ب ‪HH‬دأ عمل ‪H‬ه ‪HH‬ا يف ‪ 01‬ي ‪H‬ن ‪HH‬اير‬
‫‪ 1995‬لتظه‪HH‬ر إىل الوج‪HH‬ود بع‪HH‬د ‪ 50‬عام‪HH‬ا‪ ،‬ول‪HH‬ذلك اس‪HH‬تقبلت بآم‪HH‬ال كب‪HH‬رية من قب‪HH‬ل ال‪HH‬دول املتقدم‪HH‬ة‬
‫وك‪HH‬ذلك ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة‪ ،‬ب‪HH‬ل وتوقع‪HH‬ات أن تك‪HH‬ون ه‪HH‬ذه املنظم‪HH‬ة هلا دور أك‪HH‬ثر فعالي‪HH‬ة يف ترس‪HH‬يخ النظ‪HH‬ام‬
‫التج‪HH‬اري الع‪HH‬املي يف األلفي‪HH‬ة الثالث‪HH‬ة للوص‪HH‬ول بالتج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة إىل آف‪HH‬اق أرحب وجماالت أك‪HH‬ثر مشوال‬
‫واتساعا‪ .‬أول مدير عام تلقى مهام إدارة منظمة التجارة العاملية هو وزير التج‪HH‬ارة الس‪HH‬ابق يف إيطالي‪HH‬ا‬
‫‪ :‬ري ‪H‬ن ‪HH H H‬اتو رو ‪H‬غ ‪HH H H‬يينو ‪ Renato Ruggieno‬و ‪H‬ه ‪HH H H‬و أول من ‪H‬ت ‪HH H H‬وىل ‪H‬ه ‪HH H H‬ذه امل ‪H‬ه ‪HH H H‬ام (‪)1999-1995‬‬
‫فاس‪HH‬تخالفه ك‪HH‬ان حمل ن‪HH‬زاع م‪HH‬ا بني مرش‪HH‬حني واح‪HH‬د مؤي‪HH‬د من ط‪HH‬رف ال‪HH‬و‪.‬م‪.‬أ ‪ Mike Moore‬وآخ‪HH‬ر‬
‫ط ‪HH‬رف البل ‪HH‬دان النام ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪ ،Supatchi Panichpakdi‬وعلى ‪H‬ه ‪HH‬ذا ف ‪H‬ق ‪HH‬د مت االت ‪H‬ف ‪HH‬اق على أن ‪Mike‬‬ ‫من ‪H‬‬
‫‪ Moore‬ال‪HH‬وزير األول الس‪HH‬ابق النيوزلن‪HH‬دي ي‪HH‬رتأس املنظم‪HH‬ة ملدة ‪ 3‬س‪HH‬نوات (‪ )2002-1999‬ال‪HH‬ذي‬
‫سيخلفه يف سبتمرب ‪ 2002‬التايلندي )‪.Supatchi Panichpakdi (2002-2005‬‬
‫ج ‪HH‬ارة‬
‫ش ‪HH‬اء املنظ ‪H‬م ‪HH‬ة يعكس يف ‪H‬ح ‪HH‬د ذا ‪H‬ت ‪HH‬ه ت ‪H‬ع ‪HH‬ديالت ك ‪H‬ب ‪HH‬رية وجوهر ‪H‬ي ‪HH‬ة يف ن ‪H‬ظ ‪HH‬ام الت ‪H‬‬
‫وميكن ال ‪H‬ق ‪HH‬ول أن إن ‪H‬‬
‫العاملي‪ ،‬وعلى مجيع دول األعضاء وخاصة الدول النامية‪ ،‬لتكون على مستوى املنافسة الدولية ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ 1‬مذكرة لنيل شهادة ليسانس بعنوان ‪" :‬انظمام الجزائر إلى منظمة التجارة العالمية" – من إعداد الطالبتين ‪ :‬زاوي فضيلة – ساهل‬
‫سهيلة – تحت إشراف ‪ :‬صباغ جمال الدين‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫املطلب ‪ :2‬مبادئ املنظمة‪ ،‬أهدافها‪ ،‬وظائفها ومهامها وشروط التعامل معها‪.‬‬
‫أ‪-‬مبادئها ‪ :‬تقوم منظمة التجارة العاملية على عدد من املبادئ أمهها ‪:‬‬
‫‪1‬‬

‫‪-1‬مب‪HH‬دأ ع‪HH‬دم التمي‪HH‬يز ‪ :‬وينط‪HH‬وي ه‪HH‬ذا املب‪HH‬دأ على ع‪HH‬دم التمي‪HH‬يز بني دول األعض‪HH‬اء يف املنظم‪HH‬ة أو منح‬
‫رعاي‪H‬ة خاص‪H‬ة إلح‪H‬دى ال‪H‬دول على حس‪H‬اب األخ‪H‬رى وبالت‪H‬ايل تتس‪H‬اوى ك‪H‬ل دول األعض‪H‬اء يف ملنظم‪H‬ة‬
‫يف ظ‪HH‬روف املنافس‪HH‬ة باألس‪HH‬واق الدولي‪HH‬ة‪ ،‬ف‪HH‬أي م‪HH‬يزة جتاري‪HH‬ة مينحه‪HH‬ا بل‪HH‬د لبل‪HH‬د آخ‪HH‬ر يس‪HH‬تفيد منه‪HH‬ا –دون‬
‫مطالبة‪ -‬باقي دول األعضاء‪.‬‬
‫‪-2‬مب‪HH‬دأ الش‪HH‬فافية ‪ :‬ويقص‪HH‬د هبذا املب‪HH‬دأ االعتم‪HH‬اد على التعريف‪HH‬ة اجلمركي‪HH‬ة وليس على القي‪HH‬ود الكمي‪HH‬ة‬
‫(ال‪HH H‬يت تفتق‪HH H‬ر إىل الش‪HH H‬فافية) أي أن تك‪HH H‬ون التعريف‪HH H‬ة حمددة على الكي‪HH H‬ف إذا اقتض‪HH H‬ت الض‪HH H‬رورة تق‪HH H‬ييم‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬وبذلك ينبغي على الدول اليت يتحتم عليه‪H‬ا محاي‪H‬ة الص‪H‬ناعة الوطني‪H‬ة أو عالج العج‪H‬ز‬
‫يف م‪HH‬يزان املدفوعات أن تلج‪HH‬أ لسياس‪HH‬ة األس‪HH‬عار والتعريف‪HH‬ة اجلمركي‪HH‬ة م‪HH‬ع االبتع‪HH‬اد عن القي‪HH‬ود الكمي‪HH‬ة‬
‫مث‪HH‬ل‪ :‬احلص‪HH‬ص (حص‪HH‬ص اإلس‪HH‬ترياد) ويرج‪HH‬ع ذل‪HH‬ك إىل أن‪HH‬ه يف ظ‪HH‬ل قي‪HH‬ود األس‪HH‬عار ميكن بس‪HH‬هولة جتدد‬
‫حجم احلماية أو الدعم املمنوح للمنتج احمللي‪.‬‬
‫‪-3‬مب‪HH H‬دأ املفاوض‪HH H‬ات التجاري‪HH H‬ة ‪ :‬وه‪HH H‬ذا املب‪HH H‬دأ معن‪HH H‬اه اعتب‪HH H‬ار منظم‪HH H‬ة التج‪HH H‬ارة العاملي‪HH H‬ة هي اإليط‪HH H‬ار‬
‫التفاوضي املناسب لتنفيذ األحكام أو تسوية املنازعات‪.‬‬
‫ض ‪HH‬يلية ‪H‬م ‪HH‬ع ا ‪H‬ل ‪HH‬دول‬
‫ض ‪HH‬يلية ‪ :‬أي منح ا ‪H‬ل ‪HH‬دول النام ‪H‬ي ‪HH‬ة عال ‪H‬ق ‪HH‬ات جتار ‪H‬ي ‪HH‬ة تف ‪H‬‬
‫‪-4‬م ‪H‬ب ‪HH‬دأ املعامل ‪HH‬ة التجار ‪H‬ي ‪HH‬ة التف ‪H‬‬
‫املتقدم‪HH H‬ة‪ ،‬وذل‪HH H‬ك هبدف دعم خط‪HH H‬ط ال‪HH H‬دول النامي‪HH H‬ة يف التنمي‪HH H‬ة االقتص‪HH H‬ادية وزي‪HH H‬ادة حص‪HH H‬يلتها من‬
‫العمالت األجنبية‪.‬‬
‫‪-5‬مب ‪HH‬دأ التبادلي ‪HH‬ة ‪ :‬ويقتض ‪HH‬ي ه ‪HH‬ذا املب ‪HH‬دأ بض ‪HH‬رورة قي ‪HH‬ام دول األعض ‪HH‬اء باالتف ‪HH‬اق على حتري ‪HH‬ر التج ‪HH‬ارة‬
‫الدولي‪HH H‬ة من القي‪HH H‬ود أو ختفيض‪HH H‬ها‪ ،‬ولكن يف إيط‪HH H‬ار مفاوض‪HH H‬ات متع‪HH H‬ددة األط‪HH H‬راف تق‪HH H‬وم على أس‪HH H‬س‬
‫التبادل ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬مب ‪H‬ع ‪HH‬ىن أن ‪H‬ك ‪HH‬ل ختف ‪H‬ي ‪HH‬ف يف احلواجز اجلمرك ‪H‬ي ‪HH‬ة أو ‪H‬غ ‪HH‬ري مجرك ‪H‬ي ‪HH‬ة لدو ‪H‬ل ‪HH‬ة ‪H‬م ‪HH‬ا‪ ،‬ال ‪H‬ب ‪HH‬د أن يقاب ‪H‬ل ‪HH‬ه‬
‫ختفي‪HH‬ف مع‪HH‬ادل يف القيم‪HH‬ة من اجلانب اآلخ‪HH‬ر ح‪HH‬ىت تتع‪HH‬ادل الفوائ‪HH‬د ال‪HH‬يت حتص‪HH‬ل عليه‪HH‬ا ك‪HH‬ل دول‪HH‬ة وم‪HH‬ا‬
‫تص‪HH‬ل إلي‪HH‬ه املفاوض‪HH‬ات يف ه‪HH‬ذا الص‪HH‬دد ويص‪HH‬بح ملزم‪HH‬ا لك‪HH‬ل دول‪HH‬ة‪ ،‬وال جيوز بع‪HH‬ده إج‪HH‬راء أي تع‪HH‬ديل‬
‫جديد إل مبفاوضات جديدة‪.‬‬

‫ب‪-‬األهداف ‪:‬‬

‫‪ 1‬مذكرة لنيل شهادة ما جستير تحت عنوان ‪" :‬اتفاقية تحرير الخدمات المالية وانعكاساتها على أعمال البنوك دراسة حالة الجزائر" –‬
‫من إعداد ‪ :‬بن خالدي نوال – ص ‪ – 73‬تحت إشراف ‪ :‬د‪ .‬بن بوزيان محمد‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ص ‪HH‬ورة املعام ‪H‬ل ‪HH‬ة‬
‫ض ‪HH‬اء على ‪H‬‬
‫ج ‪HH‬ارة الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة‪ ،‬وذ ‪H‬ل ‪HH‬ك بالق ‪H‬‬
‫س ‪HH‬ي للمنظ ‪H‬م ‪HH‬ة ‪H‬ه ‪HH‬و حتق ‪H‬ي ‪HH‬ق حر ‪H‬ي ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫اهلدف الرئي ‪H‬‬
‫التمييزية فيما يتعلق بإنتساب التجارة الدولية‪ ،‬وإزالة كاف‪H‬ة القي‪H‬ود والعوائ‪H‬ق واحلواجز ال‪H‬يت من ش‪H‬أهنا‬
‫أن متنع تدفق حركة التجارة عرب الدول‪ ،‬أما األهداف األخرى فتتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫رفع مستوى املعيشة لدول األعضاء‪.‬‬
‫السعي حنو حتقيق مستويات التوظيف (التشغيل الكامل) لدول األعضاء‪.‬‬
‫االستغالل األمثل للموارد االقتصادية العاملية‪.‬‬
‫تشجيع حركة اإلنتاج ورؤوس األموال واالستثمارات‪.‬‬
‫حماولة إشراك الدول النامية واألقل منوا يف التجارة الدولية بصورة أفضل ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫خفض احلواجز اجلمركية لزيادة حجم التجارة الدولية‪.‬‬

‫‪-‬الوظائف واملهام ‪:‬‬

‫يف ض‪HH‬وء تل‪HH‬ك األه‪HH‬داف ج‪HH‬اءت الوظ‪HH‬ائف وامله‪HH‬ام ال‪HH‬يت ميكن أن تق‪HH‬وم هبا املنظم‪HH‬ة كم‪HH‬ا ح‪HH‬ددهتا املادة‬
‫الثالثة من اتفاقية أوروجواي املوقعة يف مراكش وعي على النحو التايل ‪:‬‬
‫تسيري ومتابعة تنفيذ أعمال االتفاقية اخلاصة جبولة أوروجواي‪ ،‬والعمل على حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫تقوم املنظمة بإدارة آلية مراجعة السياسات التجارية لدول األعضاء‪.‬‬
‫ض ‪HH‬منه ذ ‪H‬ل ‪HH‬ك من إدارة القوا ‪H‬ع ‪HH‬د وال ‪H‬ق ‪HH‬وانني واإل ‪H‬ج ‪HH‬راءات ا ‪H‬ل ‪HH‬يت‬
‫هتي ‪H‬ئ ‪HH‬ة األ ‪H‬ط ‪HH‬راف الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة للت ‪H‬ف ‪HH‬اوض مبا يت ‪H‬‬
‫حتكم وتنظم تسوية املنازعات‪.‬‬
‫وض‪HH‬ع أس‪HH‬س وحماور التع‪HH‬اون املختلف‪HH‬ة بينه‪HH‬ا وبني ك‪HH‬ل من ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل للتوص‪HH‬ل إىل أعلى‬
‫درج‪HH‬ة من درج‪HH‬ات التناس‪HH‬ق والرتاب‪HH‬ط يف جمال رس‪HH‬م السياس‪HH‬ات االقتص‪HH‬ادية العاملي‪HH‬ة وإدارة االقتص‪HH‬اد‬
‫العاملي على أسس أكثر كفاءة‪.‬‬
‫حتري‪HH H‬ر التج‪HH H‬ارة العاملي‪HH H‬ة إذ تعت‪HH H‬رب اهلدف الرئيس‪HH H‬ي للمنظم‪HH H‬ة وذل‪HH H‬ك بالقض‪HH H‬اء على ص‪HH H‬ورة املع‪HH H‬امالت‬
‫التمييزي‪HH‬ة فيم‪HH‬ا يتعل‪HH‬ق بإنتس‪HH‬اب التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة وإدارة كاف‪HH‬ة القي‪HH‬ود والعوائ‪HH‬ق ال‪HH‬يت من ش‪HH‬أهنا أن متن‪HH‬ع‬
‫تدفق حركة التجارة عرب الدول ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫د‪-‬الشروط الالزمة للتعامل مع ‪: OMC‬‬

‫وميكن تلخيص هذه الشروط فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد المطلب عبد الحميد ‪" :‬الجات وآليات منظمة التجارة العالمية من أوروجواي لسياتل وحتى الدوحة" – الدار الجامعية ‪– 2005‬‬
‫ص ‪.183‬‬
‫‪ 2‬االقتصاد السياسي وتاريخ الوقائع االقتصادية المعاصرة ‪ :‬دروس سنة أولى علوم اقتصادية‪ ،‬مقدمة من طرف ‪ :‬بن منصور عبد هللا‬
‫– شريف شكيب – تلمسان ‪ – 2003‬ص ‪.141‬‬

‫‪106‬‬
‫التن ‪HH‬وع يف املنتج ‪HH‬ات الص ‪HH‬ناعية واخلدمي ‪HH‬ة والعم ‪HH‬ل على تش ‪HH‬جيع الص ‪HH‬ادرات باعتباره ‪HH‬ا مص ‪HH‬درا حيوي ‪HH‬ا‬
‫للحصول على العملة الصعبة‪.‬‬
‫بن‪HH‬اء وإقام‪HH‬ة هياك‪HH‬ل اس‪HH‬تقبال (ط‪HH‬رق س‪HH‬ريعة‪ ،‬مط‪HH‬ارات‪ ،‬م‪HH‬وانئ‪ ،‬قط‪HH‬ع غي‪HH‬ار‪ )...‬لتس‪HH‬هيل عملي‪HH‬ة إجناز‬
‫املشاريع الرئيسية‪.‬‬
‫ص ‪HH‬غرية‬ ‫س ‪HH‬ة ال ‪H‬‬ ‫ش ‪HH‬راكة يف اإلي ‪H‬ط ‪HH‬ار اإلقليمي واجل ‪H‬ه ‪HH‬وي وال ‪H‬ق ‪HH‬اري‪ ،‬وت ‪H‬ق ‪HH‬دمي ا ‪H‬ل ‪HH‬دعم للمؤس ‪H‬‬ ‫إ ‪H‬ب ‪HH‬رام ع ‪H‬ق ‪HH‬ود ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬در إ ‪H‬ب ‪HH‬داع في ‪H‬م ‪HH‬ا خيص املن ‪H‬ت ‪HH‬وج والعال ‪H‬م ‪HH‬ة التجار ‪H‬ي ‪HH‬ة امل ‪H‬م ‪HH‬يزة ‪H‬ل ‪HH‬ه‪ ،‬وا ‪H‬ل ‪HH‬يت جت ‪H‬ه ‪HH‬ز‬
‫واملتو ‪H‬س ‪HH‬طة باعتبار ‪H‬ه ‪HH‬ا م ‪H‬‬
‫‪1‬‬
‫اخلصائص الفنية اليت تليب رغبة املستهلك وطنيا وعامليا ‪.‬‬
‫حترير التجارة اخلارجية‪.‬‬

‫املطلب ‪ :3‬اهليكل التنظيمي للمنظمة‪.‬‬


‫يتشكل هيكل منظمة التجارة الدولية من عدد من األجهزة وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬املؤمتر ال‪HH‬وزاري ‪ :‬ويتك‪HH‬ون من مجي‪HH‬ع دول األعض‪HH‬اء ويعق‪HH‬د اجتماع‪HH‬ا ك‪HH‬ل ع‪HH‬امني‪ ،‬ويتمت‪HH‬ع بس‪HH‬لطة‬
‫اختاذ القرارات املتعلقة باتفاقيات حترير التجارة وانضمام الدول‪ ،‬وله احلق يف إنشاء جلان حمددة مثل‬
‫جلان التج‪HH‬ارة والتنمي‪HH‬ة وم‪HH‬يزان املدفوعات واملوازن‪HH‬ة وغريه‪HH‬ا من اللج‪HH‬ان اإلض‪HH‬افية‪ ،‬وي‪HH‬دخل يف ذل‪HH‬ك‬
‫أيضا حقه يف تعيني املدير العام الذي يرأس أمانة املنظمة‪.‬‬
‫‪-2‬اجمللس الع ‪HH‬ام ‪ :‬ويتك ‪HH‬ون من ممثلني من كاف ‪HH‬ة دول أعض ‪HH‬اء‪ ،‬ويت ‪HH‬وىل مس ‪HH‬ؤوليات للم ‪HH‬ؤمتر ل ‪HH‬وزاري‬
‫ض ‪HH‬ع الرتتي ‪H‬ب ‪HH‬ات‬
‫س ‪HH‬ؤولية و ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ع القوا ‪H‬ع ‪HH‬د التنظيم ‪H‬ي ‪HH‬ة ك ‪H‬م ‪HH‬ا ي ‪H‬ت ‪HH‬وىل م ‪H‬‬
‫في ‪H‬م ‪HH‬ا بني دورات انع ‪H‬ق ‪HH‬اده‪ ،‬وي ‪H‬ق ‪HH‬وم بو ‪H‬‬
‫الالزمة مع املنظمات احلكومية للدولة األخرى‪.‬‬
‫‪-3‬جه‪HH H‬از لتس‪HH H‬وية املنازع‪HH H‬ات ‪ :‬وه‪HH H‬و أح‪HH H‬د األجه‪HH H‬زة الرئيس‪HH H‬ية ال‪HH H‬يت تش‪HH H‬مل كاف‪HH H‬ة جماالت الس‪HH H‬لع‬
‫واخلدمات وامللكية الفكرية بشكل متكامل‪.‬‬
‫‪-4‬آلية ملواجهة السياسات التجارية ‪ :‬أي مراجعة السياسات التجارية الدولي‪H‬ة ل‪H‬دول األعض‪H‬اء وفق‪H‬ا‬
‫لل ‪H‬ف ‪HH‬رتات الزمن ‪H‬ي ‪HH‬ة احملددة بنص االت ‪H‬ف ‪HH‬اق‪ ،‬و ‪H‬ت ‪HH‬رتاوح بني ‪H‬ع ‪HH‬امني ل ‪H‬ل ‪HH‬دول املتقد ‪H‬م ‪HH‬ة‪ ،‬وأر ‪H‬ب ‪HH‬ع أ ‪H‬ع ‪HH‬وام ل ‪H‬ل ‪HH‬دول‬
‫‪1‬‬
‫االقتصاد السياسي وتاريخ الوقائع االقتصادية – ص ‪.139‬‬

‫‪107‬‬
‫النامية‪ ،‬وستة أعوام للدول األقل منوا‪.‬‬
‫‪-5‬اجملالس النوعية باملنظمة ‪ :‬وهي جملس ش‪H‬ؤون التج‪H‬ارة يف لس‪H‬لع‪ ،‬وجملس لش‪H‬ؤون جتارة اخلدمات‬
‫وجملس لش‪HH H‬ؤون ج‪HH H‬وانب التج‪HH H‬ارة املتص‪HH H‬لة حبق‪HH H‬وق امللكي‪HH H‬ة‪ ،‬وعلى ك‪HH H‬ل جملس من ه‪HH H‬ذه اجملالس أن‬
‫يشرف على تطبيق االتفاقيات اخلاص‪H‬ة ب‪H‬ه وعض‪H‬وية ه‪H‬ذه اجملالس‪ ،‬ال‪H‬يت تعق‪H‬د عن‪H‬د الض‪H‬رورة‪ ،‬مفتوح‪H‬ة‬
‫أمام ممثلي دول األعضاء باملنظمة‪.‬‬
‫‪-6‬أمان‪HH‬ة املنظم‪HH‬ة ‪ :‬وهي هيئ‪HH‬ة داخ‪HH‬ل املنظم‪HH‬ة‪ ،‬ويق‪HH‬وم املدير الع‪HH‬ام للمنظم‪HH‬ة بتع‪HH‬يني موظفيه‪HH‬ا وحتدي‪HH‬د‬
‫واجباهتم وشروط خدمتهم وفقا لألنظمة اليت يعتمدها اجمللس الوزاري (اللجان) ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫املؤمتر الوزاري يعقد كل سنتني‬

‫فض املـنازعـات‬ ‫اجمللـس الـعـام‬ ‫مراجعة سياسات التجارية‬


‫جلنة التجارة والتنمية‬
‫جملس للتجارة‬ ‫جملس للتجارة‬ ‫جملس للنواب التجارية‬
‫جلنة ملوازين املدفوعات‬ ‫ـات‬‫فيفـي الخدم‬
‫اخلدمات‬ ‫السلـع‬
‫يففـيالسلع‬ ‫الفكرية‬
‫الملكيةالفكرية‬ ‫لحقوق‬
‫حلقوق امللكية‬
‫جلنـة للموازنـة‬
‫االلتزامات‪).‬‬ ‫واإلعفاء من‬
‫العالمية (‪WTO‬‬ ‫واالنسحاب‬
‫لمنظمة التجارة‬ ‫االنضمام التنظيمي‬
‫املطلب ‪ :4‬أسلوب الهيكل‬

‫أ‪-‬االنضمام ‪:‬‬
‫اعتربت اتفاقي‪H‬ة إنش‪H‬اء منظم‪H‬ة التج‪H‬ارة العاملي‪H‬ة املوقع‪H‬ة يف ع‪H‬ام ‪ 1994‬أن كاف‪H‬ة األط‪HH‬راف املتعاق‪H‬دة يف‬
‫ج ‪HH‬ارة‬
‫ص ‪HH‬ليني مبنظ ‪H‬م ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬اء أ ‪H‬‬
‫اتفاق ‪H‬ي ‪HH‬ة اجلات ‪ ،1947‬وا ‪H‬ل ‪HH‬يت تق ‪H‬ب ‪HH‬ل اتفاق ‪H‬ي ‪HH‬ات جو ‪H‬ل ‪HH‬ة أورو ‪H‬ج ‪HH‬واي‪ ،‬أع ‪H‬‬
‫العاملي‪HH H‬ة كم‪HH H‬ا حيق ألي دول‪HH H‬ة أو إقليم اقتص‪HH H‬ادي أو احتاد مجركي‪ ،‬يتمت‪HH H‬ع باحلري‪HH H‬ة الكامل‪HH H‬ة يف إدارة‬
‫عالقاته التجارية اخلارجية‪ ،‬يف االنض‪H‬مام للمنظم‪H‬ة وكاف‪H‬ة االتفاقي‪H‬ات التابع‪H‬ة هلا وفق‪H‬ا للش‪H‬روط املتف‪H‬ق‬
‫عليه‪HH H‬ا ب‪HH H‬دون دول األعض‪HH H‬اء وتتلخص ه‪HH H‬ذه الش‪HH H‬روط يف قب‪HH H‬ول نت‪HH H‬ائج أوروج‪HH H‬واي كك‪HH H‬ل وتق‪HH H‬دمي‬
‫التزامات يف جمال السلع واخلدمات‪ ،‬ومن ناحية أخرى يتوىل املؤمتر الوزاري الذي يعق‪H‬د ك‪H‬ل س‪H‬نتني‬
‫على األقل عملية البث يف طلبات االنضمام بأغلبية لثليت أص‪H‬وات دول األعض‪H‬اء وال‪H‬يت تل‪H‬تزم بالتق‪H‬دم‬
‫س ‪HH H‬لع و ‪H‬ع ‪HH H‬روض التع ‪H‬ه ‪HH H‬دات يف اخلدمات وتت ‪H‬ف ‪HH H‬اوض حوهلا من خمتل ‪HH H‬ف دول‬ ‫جبداول الت ‪H‬ن ‪HH H‬ازالت يف ال ‪H‬‬
‫األعضاء إىل أن يتم التوصل لالتفاق حول التزامات العضو اجلديد ‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫ب‪-‬االنسحاب ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪" :‬نفس المرجع السابق" – ص ‪.187‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المطلب عبد الحميد ‪" :‬الجات وآليات منظمة التجارة العالمية" – الدار الجامعية ‪ – 2005‬ص ‪.194‬‬

‫‪108‬‬
‫ألي عضو أن ينسحب من اجلات وس‪H‬ري ه‪H‬ذا االنس‪H‬حاب على مجي‪H‬ع االتفاق‪H‬ات متع‪H‬ددة األط‪HH‬راف‪،‬‬
‫ويب‪HH‬دأ مفعول‪HH‬ه ل‪HH‬دى إنته‪HH‬اء ف‪HH‬رتة ‪ 6‬أش‪HH‬هر من الت‪HH‬اريخ ال‪HH‬ذي يلتقي في‪HH‬ه املدير الع‪HH‬ام للمنظم‪HH‬ة إخط‪HH‬ار‬
‫كتابيا باالنسحاب ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ج‪-‬احلق يف اإلعفاء من االلتزامات ‪:‬‬


‫أش‪HH‬ارت اتفاقي‪HH‬ة إنش‪HH‬اء منظم‪HH‬ة التج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة إىل أن ألي دول‪HH‬ة تتق‪HH‬دم لالنض‪HH‬مام لعض‪HH‬وية املنظم‪HH‬ة‪،‬‬
‫احلق بالتمتع باإلعف‪H‬اء من االلتزام‪H‬ات اخلاص‪H‬ة بأحك‪H‬ام االتفاقي‪H‬ات املتع‪H‬ددة األط‪H‬راف لتحري‪H‬ر التج‪H‬ارة‬
‫الدولي‪HH‬ة جتاه عض‪HH‬و آخ‪HH‬ر حمدد طاملا أرادت الدول‪HH‬ة ذل‪HH‬ك وق‪HH‬امت بإخط‪HH‬ار املؤمتر ال‪HH‬وزاري هبذه الرغب‪HH‬ة‬
‫قب ‪HH‬ل املوافق ‪HH‬ة على ش ‪HH‬روط االنض ‪HH‬مام ال ‪HH‬يت يقرره ‪HH‬ا املؤمتر ال ‪HH‬وزاري لك ‪HH‬ل حال ‪HH‬ة على ح ‪HH‬دى‪ ،‬ويه ‪HH‬دف‬
‫ذلك إىل تسهيل انضمام أعضاء ملنظمة التج‪H‬ارة العاملي‪H‬ة واتفاقياهتا املختلف‪H‬ة‪ ،‬ويف نفس ال‪H‬وقت حياف‪H‬ظ‬
‫على مصاحلها مبجرد استكمال إجراءات االنضمام هلذا العضو اجلديد‪.‬‬

‫املطلب ‪ :5‬مؤمتـرات ‪ OMC‬الوزاريـة‪.‬‬


‫عقدت منظمة التجارة العاملية حلد اآلن ست مؤمترات وزارية نوردها يف اآليت ‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫أ‪-‬مؤمتر سنغافورة الوزاري ‪:‬‬


‫عق‪HH‬د املؤمتر ال‪HH‬وزاري األول ملنظم‪HH‬ة التج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة يف س‪HH‬نغافورة خالل الف‪HH‬رتة املمت‪HH‬دة هلا بني ‪-10‬‬
‫‪ 13‬ديس‪HH‬مرب ع‪HH‬ام ‪ ،1996‬حيث متت من خالل‪HH‬ه مناقش‪HH‬ة ع‪HH‬دة مواض‪HH‬يع منه‪HH‬ا التج‪HH‬ارة واالس‪HH‬تثمار‪،‬‬
‫التج‪HH‬ارة واملنافس‪HH‬ة‪ ،‬التج‪HH‬ارة والعم‪HH‬ل‪ ،‬تق‪HH‬دمي مس‪HH‬اعدات فني‪HH‬ة متزاي‪HH‬دة لل‪HH‬دول الفق‪HH‬رية‪ ،‬اح‪HH‬رتام احلق‪HH‬وق‬
‫األساسية للعمال واملعرتف هبا دوليا‪...‬‬

‫ب‪-‬مؤمتر جنيف الوزاري ‪:‬‬


‫وق‪HH‬د انعق‪HH‬د يف مدين‪HH‬ة ج‪HH‬نيف السويس‪HH‬رية ع‪HH‬ام ‪ 1998‬حيث مت إدراج موض‪HH‬وعني للمناقش‪HH‬ة في‪HH‬ه هي‬
‫الرتكيز على حسن تنفيذ اتفاقيات جولة أوروجواي والتجارة االلكرتونية‪.‬‬
‫إذن هذا املؤمتر على خالف مؤمتر سنغافورة الس‪HH‬ابق تن‪HH‬اول موض‪H‬وعات جدي‪HH‬دة يف نقاش‪HH‬اته مل يس‪HH‬بق‬
‫س ‪HH‬ن تنف ‪H‬ي ‪HH‬ذ اتفا ‪H‬ق ‪HH‬ات‬
‫ج ‪HH‬ارة االلكرتون ‪H‬ي ‪HH‬ة وح ‪H‬‬ ‫ض ‪HH‬افة إىل الت ‪H‬‬ ‫ض ‪HH‬ت يف املؤمتر ا ‪H‬ل ‪HH‬وزاري األول‪ ،‬فإ ‪H‬‬ ‫هلا أن عر ‪H‬‬
‫جول ‪HH‬ة أوروج ‪HH‬واي‪ ،‬جند أيض ‪HH‬ا موض ‪HH‬وعات أخ ‪HH‬رى مث ‪HH‬ل م ‪HH‬دى التناس ‪HH‬ق املوج ‪HH‬ود بني منظم ‪HH‬ة التج ‪HH‬ارة‬
‫ض ‪HH‬افة إىل ‪H‬م ‪HH‬دى‬ ‫ص ‪HH‬ندوق الن ‪H‬ق ‪HH‬د ا ‪H‬ل ‪HH‬دويل والب ‪H‬ن ‪HH‬ك ال ‪H‬ع ‪HH‬املي‪ ،‬باإل ‪H‬‬
‫العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة واملنظ ‪H‬م ‪HH‬ات الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة األ ‪H‬خ ‪HH‬رى ك ‪H‬‬
‫الشفافية املوجودة يف عمل املنظمة‪ ،‬وموضوع التجارة واملديونية ونقل التكنولوجيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فضل علي مثنى‪" :‬اآلثار المحتملة لمنظمة التجارة العالمية على التجارة الخارجية والدول النامية" – مكتبة مدبولي ‪ – 2000‬ص ‪87‬‬
‫‪2‬‬
‫مذكرة ماجستير ‪" :‬نفس المرجع السابق" – ص ‪.91-83‬‬

‫‪109‬‬
‫ج‪-‬مؤمتر سياتل الوزاري ‪:‬‬
‫انع ‪H‬ق ‪HH‬د ‪H‬ه ‪HH‬ذا املؤمتر يف مدي ‪H‬ن ‪HH‬ة ‪H‬س ‪HH‬ياتل األمريك ‪H‬ي ‪HH‬ة خالل ال ‪H‬ف ‪HH‬رتة املم ‪H‬ت ‪HH‬دة م بني ‪ 30‬نوف ‪H‬م ‪HH‬رب ‪ 1999‬و‪2‬‬
‫ديس‪HH‬مرب ‪ ،1999‬فق‪HH‬د انطلقت م‪HH‬ع بداي‪HH‬ة املؤمتر جول‪HH‬ة جدي‪HH‬دة من املفاوض‪HH‬ات‪ ،‬ق‪HH‬رر هلا أن تس‪HH‬تمر‬
‫ملدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬حيث تنتهي مع هناية عام ‪ 2003‬و قد عرفت ه‪HH‬ذه ال‪HH‬دورة باس‪HH‬م "دورة األلفي‪HH‬ة"‬
‫وقد واكب انعقاد هذا املؤمتر جمموعة من الظروف االقتصادية ميكن ذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬
‫األزمة املالية العاملية لعام ‪ 1997‬يف منطقة جنوب شرق آسيا و ال‪H‬يت امت‪H‬دت إىل خمتل‪H‬ف أحناء الع‪H‬امل‬
‫خاصة الدول النامية اليت تأثرت سلبيا هبا‪.‬‬
‫العوملة االقتص‪HH‬ادية و آثاره‪HH‬ا الس‪HH‬لبية على ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة‪ ،‬حيث أدت إىل هتميش دور ال‪HH‬دول النامي‪HH‬ة‪،‬‬
‫و زادت الفجوة يف توزيع الثروة بني الدول املتقدمة و الدولة النامية‪.‬‬
‫اخنفاض معدل النمو االقتصادي و معدالت منو التجارة الدولية‪.‬‬
‫و مع كل هذه الظروف كان اخلالف واضحا بني الدول املشاركة في‪HH‬ه حيث أص‪HH‬بحت امليزة الغالب‪HH‬ة‬
‫على املؤمتر هي تع‪H‬ارض املص‪H‬احل فك‪H‬ل دول‪H‬ة ك‪H‬انت تبحث عن مص‪H‬لحتها الشخص‪H‬ية دون التفك‪H‬ري يف‬
‫البقية و لعل من بني العوامل اليت آل من جراءها املؤمتر للفشل ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬رغب‪HH H‬ة ال‪HH H‬و‪.‬م‪.‬أ يف ف‪HH H‬رض رأيه‪HH H‬ا فيم‪HH H‬ا خيص املش‪HH H‬روعات ال‪HH H‬يت جيب مناقش‪HH H‬تها دون أن تأخ‪HH H‬ذ بعني‬
‫االعتبار رغبات و مصاحل الدول األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التهميش الكلي لل‪HH‬دول النامي‪HH‬ة‪ ،‬ب‪HH‬الرغم من أهنا متث‪HH‬ل قراب‪HH‬ة ‪ % 80‬من دول األعض‪HH‬اء يف منظم‪HH‬ة‬
‫التجارة العاملية‪ ،‬و ذلك من خالل عدم مراعاة أوضاعها أو عدم األخذ مبطالبها بعني االعتبار سواء‬
‫خالل عملية املناقشات أو عند إصدار البيان اخلتامي‪.‬‬
‫‪ -‬تض‪HH‬ارب املص‪HH‬احل بني أك‪HH‬رب ق‪HH‬وتني مها ال‪HH‬و‪.‬م‪.‬أ و ال‪HH‬دول األوروبي ‪H‬ة‪ ،‬باإلض‪HH‬افة إىل اختالف مواق‪HH‬ف‬
‫العدي‪HH‬د من ال‪HH‬دول الك‪HH‬ربى كالياب‪HH‬ان و أس‪HH‬رتاليا و جمموع‪HH‬ة ال‪HH‬دول املص‪HH‬درة للم‪HH‬واد الغذائي‪HH‬ة و ب‪HH‬ذلك‬
‫فقد آل هذا املؤمتر إىل الفشل‪.‬‬

‫د‪ -‬مؤمتر الدوحة الوزاري‪:‬‬


‫ج ‪HH‬ارة العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة و ‪H‬ق ‪HH‬د ع ‪H‬ق ‪HH‬د خالل ال ‪H‬ف ‪HH‬رتة املم ‪H‬ت ‪HH‬دة بني ‪ 9‬إىل ‪14‬‬
‫و ‪H‬ه ‪HH‬و را ‪H‬ب ‪HH‬ع ‪H‬م ‪HH‬ؤمتر وزاري ملنظ ‪H‬م ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫نوفمرب ‪ 2001‬يف عاصمة دولة قطر‪ ،‬الدوحة و قد بلغ عدد ال‪H‬دول املش‪H‬اركة في‪H‬ه حنو ‪ 142‬دول‪H‬ة‪،‬‬
‫هذا إضافة إىل حضور حويل ‪ 300‬فرد من منظم‪H‬ات دولي‪H‬ة و ق‪H‬د بل‪H‬غ ع‪H‬دد ال‪H‬دول النامي‪H‬ة املش‪H‬اركة‬
‫في ‪HH‬ه ‪ 99‬دول ‪HH‬ة متث ‪HH‬ل ح ‪HH‬وايل ‪% 70‬من دول األعض ‪HH‬اء يف املنظم ‪HH‬ة و ‪ 11‬دول ‪HH‬ة عربي ‪HH‬ة‪ ،‬ه ‪HH‬ذا و ق ‪HH‬د‬
‫ش‪HH‬هد املؤمتر انض‪HH‬مام الص‪HH‬ني للمنظم‪HH‬ة‪ ،‬و ق‪HH‬د ج‪HH‬اء ه‪HH‬ذا املؤمتر بع‪HH‬د م‪HH‬ؤمتر س‪HH‬ياتل ال‪HH‬ذي أص‪HH‬يب بفش‪HH‬ل‬

‫‪110‬‬
‫ذري‪HH H‬ع ل‪HH H‬ذا ك‪HH H‬ان الب‪HH H‬د من العم‪HH H‬ل على إجناح ه‪HH H‬ذا املؤمتر فالنظ‪HH H‬ام التج‪HH H‬اري متع‪HH H‬دد األط‪HH H‬راف ليس‬
‫باستطاعته حتمل فشل آخر و لذا فقد سعى املؤمتر إىل حتقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬متهي‪HH H‬د الطري‪HH H‬ق جلول‪HH H‬ة جدي‪HH H‬دة من املفاوض‪HH H‬ات يتم من خالهلا التوص‪HH H‬ل إىل املزي‪HH H‬د من التحري‪HH H‬ر يف‬
‫التجارة العاملية‪.‬‬
‫س ‪HH‬اعدهتا على حتق ‪H‬ي ‪HH‬ق‬
‫س ‪HH‬ني آلياهتا و م ‪H‬‬
‫ج ‪HH‬ارة العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة و احل ‪H‬ف ‪HH‬اظ علي ‪H‬ه ‪HH‬ا و حت ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ري منظ ‪H‬م ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫‪ -‬حتد ‪H‬ي ‪HH‬د م ‪H‬‬
‫أهدافها و القيام مبهامها‪.‬‬
‫و بالتايل فقد تضمن البيان اخلتامي للمؤمتر الوزاري بالدوحة النقاط التالية‪:‬‬
‫ض ‪HH‬اء‬
‫ص ‪HH‬ينية إىل املنظ ‪H‬م ‪HH‬ة وا ‪H‬ل ‪HH‬رتحيب باألع ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ني و ‪H‬ت ‪HH‬ايبيب ال ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬مام ‪H‬ك ‪HH‬ل من ال ‪H‬‬
‫‪ -‬ا ‪H‬س ‪HH‬تكمال إ ‪H‬ج ‪HH‬راءات ان ‪H‬‬
‫اجلدد الذين انضموا هلذه املنظمة وهم ألبانيا‪ ،‬كرواتيا‪ ،‬جورجي‪HH‬ا‪ ،‬األردن‪ ،‬ليتواني‪HH‬ا‪ ،‬مال‪HH‬دوفا وس‪HH‬لطنة‬
‫عمان‪.‬‬
‫‪ -‬املوافق‪HH‬ة على االس‪HH‬تمرار يف برن‪HH‬امج العم‪HH‬ل للتج‪HH‬ارة االلكرتوني‪HH‬ة حيث يت‪HH‬بني أن ه‪HH‬ذه األخ‪HH‬رية ختل‪HH‬ق‬
‫حتديات جديدة للتجارة بني دول األعضاء يف كافة مراحل التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬التأكيد على اإلعالن الصادر يف مؤمتر سنغافورة و املتعلق مبعايري العمل املعرتف هبا دوليا‪...‬‬
‫ه‪ -‬مؤمتر كانون الوزاري‪:‬‬
‫لق ‪HH H‬د انعق ‪HH H‬د ه ‪HH H‬ذا املؤمتر يف مدين ‪HH H‬ة ك ‪HH H‬انون املكس ‪HH H‬يكية خالل الف ‪HH H‬رتة املمت ‪HH H‬دة بني ‪ 14-10‬س ‪HH H‬بتمرب‬
‫س ‪HH H‬فر‬
‫س ‪HH H‬ية يف ‪H‬ه ‪HH H‬ذا املؤمتر من أ ‪H‬ج ‪HH H‬ل أن ت ‪H‬‬
‫‪ 2003‬ول ‪H‬ق ‪HH H‬د ‪H‬ك ‪HH H‬ان ال ‪H‬ع ‪HH H‬امل يتط ‪H‬ل ‪HH H‬ع إىل اختاذ ‪H‬ق ‪HH H‬رارات رئي ‪H‬‬
‫املفاوضات على فرص أك‪H‬ثر و مش‪H‬اركة أك‪H‬رب ال‪H‬دول النامي‪H‬ة يف منو التج‪H‬ارة العاملي‪H‬ة‪ ،‬كم‪H‬ا ك‪H‬ان يأم‪H‬ل‬
‫أن ترتاجع الوعود اليت طرحت يف الدوحة يف نوفمرب من عام ‪ 2001‬إىل نتائج ملموس‪H‬ة عن‪H‬د اخنت‪H‬ام‬
‫ج ‪HH‬ارة‬ ‫ض ‪HH‬اء يف منظ ‪H‬م ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ات يف األول من ي ‪H‬ن ‪HH‬اير ‪ ،2005‬و ‪H‬ق ‪HH‬د ‪H‬ح ‪HH‬اول وزراء ا ‪H‬ل ‪HH‬دول األع ‪H‬‬ ‫املفاو ‪H‬‬
‫العاملية بعد ‪ 4‬أيام من املفاوضات العسرية‪ ،‬التغلب على خالفاهتم و السعي للتوص‪HH‬ل إىل ح‪HH‬ل وس‪HH‬ط‬
‫ميكن أن ي‪HH‬ؤدي التف‪HH‬اق جدي‪HH‬د ح‪HH‬ول التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة‪ ،‬لكن واجهتهم انقس‪HH‬امات خط‪HH‬رية بني ال‪HH‬دول‬
‫الغنية و الدول الفقرية يف الوقت الذي كانوا حياولون التوصل إىل إطار للمفاوضات يساعدهم على‬
‫اس‪HH‬تكمال أجن‪HH‬دة حمادث‪HH‬ات الدوح‪HH‬ة فق‪HH‬د أب‪HH‬دت ال‪HH‬دول الغني‪HH‬ة و الفق‪HH‬رية على ح‪HH‬د س‪HH‬واء ت‪HH‬ذمرها من‬
‫خط‪HH‬ة احلل الوس ‪HH‬ط ال ‪HH‬يت تق ‪HH‬دمت هبا املكس ‪HH‬يك و الرامي ‪HH‬ة إلع ‪HH‬ادة مفاوض‪HH‬ات منظم‪HH‬ة التج‪HH‬ارة العاملي ‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬تعد‬ ‫س ‪HH‬تكمل حب ‪H‬ل ‪HH‬ول ‪ .2005‬و على ا ‪H‬ل ‪HH‬رغم من االنت ‪H‬ق ‪HH‬ادات مل يكن أي م ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬ارها ‪H‬ح ‪HH‬ىت ت ‪H‬‬ ‫املت ‪H‬ع ‪HH‬ثرة مل ‪H‬‬
‫للتخلي عن احملادث‪HH H‬ات ل‪HH H‬ذا ك‪HH H‬ان ينبغي على ال‪HH H‬وزراء إجياد أرض‪HH H‬ية مش‪HH H‬رتكة إلحي‪HH H‬اء آم‪HH H‬ال التوص‪HH H‬ل‬
‫التف‪HH‬اق لتحري‪HH‬ر التج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة وال‪HH‬ذي يق‪HH‬ول أن البن‪HH‬ك ال‪HH‬دويل من ش‪HH‬أنه أن يض‪HH‬يق أك‪HH‬ثر من ‪500‬‬
‫ملي ‪HH‬ار س ‪HH‬نويا لل ‪HH‬دخل الع ‪HH‬املي حبل ‪HH‬ول ‪ 2015‬و ق ‪HH‬د أح ‪HH‬اطت هبذا املؤمتر تظ ‪HH‬اهرات لعش ‪HH‬رات اآلالف‬

‫‪111‬‬
‫يهتف‪HH‬ون ض‪HH‬د املنظم‪HH‬ة والعوملة والرأمسالية و ه‪HH‬ذا م‪HH‬ا ك‪HH‬ان الس‪HH‬بب وراء فش‪HH‬ل املؤمتر كم‪HH‬ا قبل‪HH‬ه م‪HH‬ؤمتر‬
‫س‪HH‬ياتل و ق‪HH‬د اختتم م‪HH‬ؤمتر ك‪HH‬انون ال‪HH‬وزاري يف ‪ 4‬س‪HH‬بتمرب بع‪HH‬د إلق‪HH‬اء ال‪HH‬رئيس اخلط‪HH‬اب اخلت‪HH‬امي ال‪HH‬ذب‬
‫أشار فيه إىل أنه بالرغم من التحرك الكبري الذي حدث يف املفاوضات‪ ،‬كم‪HH‬ا أن األعض‪HH‬اء ال يزال‪HH‬ون‬
‫حيافظون على م‪HH‬وقفهم و ب‪HH‬ذلك ق‪HH‬د مت اختت‪HH‬ام املؤمتر دون التح‪HH‬ول إىل إمجاع‪ .‬أم‪HH‬ا املؤمتر ال‪HH‬وزاري‬
‫التايل للمنظمة فكان يف هونغكونغ يف ديسمرب عام ‪.2005‬‬
‫املطلب ‪ :6‬األفكار اخلاطئة واملزايا ملنظمة التجارة العاملية‪:‬‬
‫الفرع ‪ :1‬األفكار اخلاطئة ملنظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫ه‪HH‬ل ‪ OMC‬هي وس‪HH‬يلة تس‪HH‬مح لل‪HH‬دول املتقدم‪HH‬ة هبيمن‪HH‬ة على مع‪HH‬امالت جتاري‪HH‬ة ديكتاتوري‪HH‬ة على دول‬
‫ض‪HH‬عيفة جتاري‪HH‬ا ؟ ه‪HH‬ل تقلص من مناص‪HH‬ب الش‪HH‬غل ؟ و ه‪HH‬ل تش‪HH‬مل انش‪HH‬غاالت الص‪HH‬حة والطبيع‪HH‬ة زي‪HH‬ادة‬
‫على هذا ‪:‬‬
‫إن منظمة التجارة العاملية متلي السياسات على احلكومات‪.‬‬
‫إن املصاحل التجارية تغلب على التطور و الصحة و األمن‪.‬‬
‫إن ‪ OMC‬تقضي على فرص التوظيف و تزيد من حدة الفقر‪.‬‬
‫إن ال‪HH H‬دول الص‪HH H‬غرية ال ح‪HH H‬ول و ال ق‪HH H‬وة هلا يف ‪ OMC‬و هي آل‪HH H‬ة يف ي‪HH H‬د ال‪HH H‬دول القوي‪HH H‬ة و حيث أن‬
‫الدول الضعيفة جمربة على االنضمام إىل منظمة و ليس هلا خيار‪.‬‬
‫إن منظمة التجارة العاملية منظمة غري دميقراطية‪.‬‬

‫الفرع ‪ :2‬مـزايا املنظمـة‪:‬‬


‫إرساء األسس و القواعد جلعل احلياة أيسر للجميع‬
‫معاجلة النزاعات بطريقة جادة‬
‫حتفيز التجارة احلرة و النمو االقتصادي ‪ -‬زيادة الدخل‬
‫تساعد على وجود حكومات قوية‪.‬‬
‫ض ‪HH‬ع القوا ‪H‬ع ‪HH‬د والعقو ‪H‬ب ‪HH‬ات باعتبار ‪H‬ه ‪HH‬ا مت ‪H‬ث ‪HH‬ل ال ‪H‬ق ‪HH‬انون حيث ‪H‬ق ‪HH‬الت "‪"Béatrice Marre‬‬ ‫تع ‪H‬م ‪HH‬ل على و ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬عف ت ‪H‬ع ‪HH‬ادل االختال ‪H‬ف ‪HH‬ات (ال ‪H‬ف ‪HH‬وارق)‪،‬‬
‫س ‪HH‬ري و ‪H‬ف ‪HH‬ق قا ‪H‬ع ‪HH‬دة األ ‪H‬ق ‪HH‬وى‪H ،‬س ‪HH‬حق األ ‪H‬‬
‫‪H‬ب ‪HH‬دون ‪H‬ق ‪HH‬انون العوملة ت ‪H‬‬
‫تسلب املوارد الطبيعية " ‪.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel Ranelli « L’organisation Mondiale du Commerce » Sixième édition, La découverte 2002 Paris PP 113.‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬إنضمام اجلزائر إىل منظمة التجارة العاملية‪.‬‬
‫املبحث (‪ : )1‬واقع لإلقتصاد اجلزائري‬
‫‪ -‬ب‪HH‬الرغم من سلس‪HH‬لة اإلص‪HH‬الحات لل‪HH‬يت أج‪HH‬ريت على اإلقتص‪HH‬تاد اجلزائ‪HH‬ري ‪ ،‬إال أن‪HH‬ه ق‪HH‬د متيزوا ي‪HH‬زال‬
‫خبصائص سلبية من شأهنا أن حتول بينه و بني االندماج يف اإلقتصاد العاملي ‪ ،‬هذه خلصائص هي ‪:‬‬
‫* املطلب ‪ : 1‬إقتصاد املديونية ‪:‬‬
‫بالرغم من إخنف‪H‬اض ال‪H‬ديون اخلارجي‪H‬ة إال أن اإلقتص‪H‬اد اجلزائ‪H‬ري ك‪H‬ان و ال ي‪H‬زال يع‪H‬اين من احللق‪H‬ة‬
‫املفرغ‪HH‬ة للمديوني‪HH‬ة حيث ك‪HH‬انت س‪HH‬نة ‪ 2000‬ب ‪ 25.2‬ملي‪HH‬ار ‪ $‬و يف ‪ 2001‬ب ‪ 25.5‬ملي‪HH‬ار‪$‬‬
‫مث إخنفض إىل ‪ 22‬مليار‪ $‬يف ‪ 2003‬و ‪ 21‬مليار ‪ $‬يف ‪ 2004‬و ‪ 16.9‬ملي‪HH‬ار ‪ $‬يف ‪ 2005‬و‬
‫ب‪HH‬الرغم من ه‪HH‬ذا اإلخنف‪HH‬اض تبقى تش‪HH‬كل قي‪HH‬دا بالنس‪HH‬بة لإلقتص‪HH‬اد الوط‪HH‬ين ‪ ،‬ه‪HH‬ذا اإلخنف‪HH‬اض ج‪HH‬اء نتيج‪HH‬ة‬
‫إىل إرتفاع عائدات الصادرات بسبب إرتفاع أسعار الب‪HH‬رتول إال أن حجم ال‪HH‬ديون مل خيفض بش‪HH‬كل‬
‫يساعد اإلقتصاد‪.‬‬
‫* املطلب ‪ : 2‬إقتصاد ريعي ‪:‬‬
‫املقصود ياقتصاد ريعي هو أن اجلزائر تعتمد يف مداخلها على عائدات احملروق‪HH‬ات ب‪HH‬الرغم من أمثا‬
‫غ ‪HH H‬ري مض ‪HH H‬مونة حيث أس ‪HH H‬عارها تتح ‪HH H‬د يف اآلس ‪HH H‬واق الدولي ‪HH H‬ة ‪ ،‬كم ‪HH H‬ا أهنا التفك ‪HH H‬ر يف مرحل ‪HH H‬ة مابع ‪HH H‬د‬
‫ص ‪HH‬ادرات اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر فهي‬ ‫ض ‪HH‬ئيل ال ‪H‬ب ‪HH‬اقي ‪H‬م ‪HH‬واد أ ‪H‬خ ‪HH‬رى ‪ ،‬يف املقا ‪H‬ب ‪HH‬ل ‪ % 98‬من ‪H‬‬ ‫احملرو ‪H‬ق ‪HH‬ات ‪ ،‬و اجلزء ال ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ة ‪H‬م ‪HH‬ع‬
‫ض ‪HH‬عية ‪H‬س ‪HH‬وف ‪H‬ت ‪HH‬ؤثر علي ‪H‬ه ‪HH‬ا خا ‪H‬‬
‫حمرو ‪H‬ق ‪HH‬ات ‪ ،‬ك ‪H‬م ‪HH‬ا أن ورادهتا معظم ‪H‬ه ‪HH‬ا ‪H‬م ‪HH‬واد غدائ ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪H‬ه ‪HH‬ذه الو ‪H‬‬
‫اإلنضمام إىل منظمة التجارة العاملية ‪ ،‬حيث أن احملروقات غري مشمولة باتفاقيات هذه املنضمة‪.‬‬
‫* املطلب ‪ : 3‬إقتصاد اليكاد خيلو من الفساد‪:‬‬
‫من املالح‪HH‬ظ تنط‪HH‬ور ألي‪HH‬ات الفس‪HH‬اد يف اإلقتص‪HH‬اد اجلزائ‪HH‬ري ‪ ،‬ه‪HH‬ذه اآللي‪HH‬ات أص‪HH‬حبت ت‪HH‬ؤثر بش‪HH‬كل‬
‫كبري على حركية النش‪H‬اط اإلقتص‪H‬ادي ‪ ،‬حيث أث‪H‬رت على كف‪H‬اءة ك‪H‬ل من السياس‪H‬يات ة املؤسس‪H‬ات‬
‫ح ‪HH‬رك ف ‪H‬ي ‪HH‬ه ‪ ،‬ك ‪H‬م ‪HH‬ا ت ‪H‬ط ‪HH‬ورت‬
‫س ‪HH‬وق املوازي وإزداد حجم اآل ‪H‬م ‪HH‬وال ا ‪H‬ل ‪HH‬يت تت ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ادية ك ‪H‬م ‪HH‬ا ‪ ،‬ت ‪H‬ط ‪HH‬ور ال ‪H‬‬
‫اإلقت ‪H‬‬
‫الرش ‪HH‬وة و البريوقراطي ‪HH‬ة يف املؤسس ‪HH‬ات اجلزائري ‪HH‬ة ‪ ،‬حيث مل يع ‪HH‬د يؤخ‪HH‬د بعب ‪HH‬ارة " الرج‪HH‬ل املناس ‪HH‬ب يف‬
‫املكان املناسب" هذه العوامل من شأهنا التأثري على السياسية اإلقتصادية و بالتايل إعاقة اإلندماج يف‬
‫اإلقتصاد العاملي‪.‬‬

‫د‪ .‬ص‪HH H‬احل ص‪HH H‬احلي ‪ " :‬اآلث‪HH H‬ار املتوقع‪HH H‬ة النض‪HH H‬مام اجلزائ‪HH H‬ر إىل املنظم‪HH H‬ة العاملي‪HH H‬ة للتج‪HH H‬ارة " جمل‪HH H‬ة العل‪HH H‬وم‬
‫اإلقتصادية و علوم تسري جامعة فرحات عباس ‪ ،‬سطيف عدد ‪ .2002 -1‬ص ‪.52 -50‬‬

‫‪113‬‬
‫املطلب ‪ : 4‬التجارة اخلارجية‪:‬‬
‫لق‪H‬د زاد حجم الص‪H‬ادرات يف ع‪H‬ام ‪ 2001‬عن ‪ 20‬ملي‪H‬ار ‪ ،$‬يف املقاب‪H‬ل ك‪H‬انت قيم‪H‬ة ال‪H‬واردات ‪11‬‬
‫مليار ‪. $‬‬
‫ففي جمال الصادرات جند أن إطاليات تأيت على رأس الدول املش‪HH‬وردة من اجلزائ‪HH‬ر مث تلي‪HH‬دها الي‪HH‬وم أو‬
‫إسبانيا و فرنسا و الربازيل ‪ ،‬أما فبما خيص الوردات فنجد أن فرنسا هي يف مقدمة ال‪HH‬دول املص‪HH‬درة‬
‫إىل اجلزائر مث جند الو‪.‬م أفإ يطاليا وأملانيا و تركيا‪.‬‬
‫و تتمث‪HH‬ل تركي‪HH‬ة ال‪HH‬واردات اجلزائري‪HH‬ة لع‪HH‬ام ‪ 2001‬من ‪ % 32‬منتج‪HH‬ات غدائي‪HH‬ة‪ % 31 .‬جتم‪HH‬يزات‬
‫وأالت و مع‪HH‬دات النق‪HH‬ل ‪ % 21،‬منتج‪HH‬ات ص‪HH‬ناعية أخ‪HH‬رى ‪ % 10 ،‬منتج‪HH‬ات كمائي‪HH‬ة ‪% 6‬‬
‫خمتل‪HH‬ف اآلص‪HH‬ناف اآلخ‪HH‬رى‪ ،‬كم‪HH‬ا ق‪HH‬د تق‪HH‬رر اإلنفت‪HH‬اح اإلقتص‪HH‬ادي اخلارجي و ال‪HH‬داخلي بفض‪HH‬ل التوقي‪HH‬ع‬
‫على إتفاق الشراكة مع اإلحتاد اآلورويب يف أفريل ‪.2004‬‬
‫و من‪HH H‬د منتص‪HH H‬ف التس‪HH H‬عينات أج‪HH H‬ريت تص‪HH H‬حيحات يف مس‪HH H‬ار اإلقتص‪HH H‬اد اجلزائ‪HH H‬ري حيث اخنفض‪HH H‬ت‬
‫املديونية اخلارجية وزادت احلتياطات الدولة من الص‪HH‬رف اآلجن‪HH‬يب ‪ ،‬ك‪HH‬ل ه‪HH‬ذه املؤش‪HH‬رات متث‪HH‬ل اساس‪HH‬ا‬
‫إلس‪HH‬تمرارية وث‪HH‬رية النم‪HH‬ويف املس‪HH‬تقبل ‪ ،‬و ب‪HH‬الرغم من ك‪HH‬ل ه‪HH‬ذا ف‪HH‬إن ه‪HH‬ذه اإلص‪HH‬الحات مل تنث‪HH‬ه بع‪HH‬د ‪،‬‬
‫وجيرد اإلش‪HH‬ارة يف ه‪HH‬ذا الص‪HH‬دد إىل أن‪HH‬ه ي‪HH‬وم ‪ 7‬أفري‪HH‬ل ‪ 2005‬ق‪HH‬دأعلن ال‪HH‬رئيس عن الربن‪HH‬امج اخلامس‪HH‬ي‬
‫لدعم التنمية اإلقتصادية وذلك ل ‪ 2010‬بقيمة تقدر ب ‪ 55‬مليار ‪.1 $‬‬
‫لإلش‪HH H H‬ارة فق‪HH H H‬ط سيض‪HH H H‬رب احملروق‪HH H H‬ات أك‪HH H H‬ثر من ‪ % 95‬من إمجايل الص‪HH H H‬ادرات الوطن ‪H‬ي ‪HH H‬ة يف حني‬
‫الصادرات خارج النقط مازالت يف مستوى ‪.2 % 5‬‬

‫مذكرة لنيل شهادة املاجستري ‪ :‬نفس املراجع السابق ص ‪190‬‬


‫مذكرة لنيل شهادة ليسانس جستري‪ :‬إنضمام اجلزائر منظمة العاملية للتجارة من إعداد ‪ :‬زاوي‬

‫‪114‬‬
‫فضيلة – ناهل مسلة حتت إشراف‪ :‬صباغ مجال دين ( ‪ )2005 -2004‬ص ‪. 23‬‬

‫املبحث (‪ :)2‬مسار إنضمام اجلزائر إىل ‪: OMC‬‬


‫* املطلب ‪ : 1‬أفاق وتضلعات إنضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫‪ -‬باعتب‪HH‬ار اجلزائ‪HH‬ر إح‪HH‬دى لل‪HH‬دول النامي‪HH‬ة ‪ ،‬وحبكم الواق‪HH‬ع اإلقتص‪HH‬ادي ال‪HH‬ذي تعيش‪HH‬ه فإن‪HH‬ه من الط‪HH‬بيعي‬
‫بسعيها لإلنضام إىل منظمة التجارة العاملية‪ ،‬خاصة وأن هذه اآلخ‪HH‬رية هي ض‪HH‬لع من اآلض‪HH‬الع الثالث‪HH‬ة‬
‫للعوملة ‪ ،‬وأن‪HH H‬ه يانش‪HH H‬اءها ق‪HH H‬د إكتم‪HH H‬ل ه‪HH H‬رم النظ‪HH H‬ام الع‪HH H‬املي اجلدي‪HH H‬د و يف ض‪HH H‬وء ه‪HH H‬ذه و التح‪HH H‬والت ‪،‬‬
‫س ‪HH‬تحيلة يف نفس‬ ‫ض ‪HH‬مة من اآل ‪H‬م ‪HH‬وار اخل ‪H‬ط ‪HH‬رية و امل ‪H‬‬
‫أدركت اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر أن بقاء ‪H‬ه ‪HH‬ا ‪H‬خ ‪HH‬ارج إي ‪H‬ط ‪HH‬ار ‪H‬ه ‪HH‬ذه املن ‪H‬‬
‫ال‪HH‬وقت‪ .‬ذل‪HH‬ك اهنا س‪HH‬وف جتد نفس‪HH‬ها يف عزل‪HH‬ة عن الع‪HH‬ام اخلارجي ‪ ،‬و بالت‪HH‬ايل تص‪HH‬بح غ‪HH‬ري ق‪HH‬ادرة على‬
‫ض‪HH‬مان تبادهلا التج‪HH‬اري و تعامله‪HH‬ا م‪HH‬ع بقي‪HH‬ة ال‪HH‬دول‪ ،‬وذل‪HH‬ك بس‪HH‬بب املص‪HH‬اعب ال‪HH‬يت س‪HH‬تواجهها و ال‪HH‬يت‬
‫اليك‪HH‬ون مبق‪HH‬درها التص‪HH‬دي هلا ‪ 1‬فعاملن‪HH‬ا الي‪HH‬وم ه‪HH‬و ع‪HH‬امل للتكتالت اإلقتص‪HH‬ادية ‪ ،‬و ال‪HH‬ذي يق‪HH‬رض على‬
‫ال‪HH‬دول ال‪HH‬دخول يف ه‪HH‬ذه التكتالت ح‪HH‬ىت تض‪HH‬من حقوقه‪HH‬ا ‪ ،‬و بالت‪HH‬ايل أص‪HH‬بحت عملي‪HH‬ة اإلنض‪HH‬مام إىل‬
‫املنظم‪HH‬ة العاملي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة حتمي‪HH‬ة ال مفرمنه‪HH‬ا ‪ ،‬هلذا جند أ‪ ،‬اجلزائ‪HH‬ر ق‪HH‬د إجتبت ش‪HH‬أهنا ش‪HH‬أن بقي‪HH‬ة ال‪HH‬دول‬
‫العربية و النامية لطلب اإلنضمام إىل هده املنظمة‬
‫س ‪HH‬يري للتنم ‪H‬ي ‪HH‬ة‬
‫امجع أ ‪H‬ع ‪HH‬دد من اآلخ ‪H‬ط ‪HH‬ائيني و اخلرباء ا ‪H‬ل ‪HH‬ذين ‪H‬ش ‪HH‬اركوا يف امللتقي ا ‪H‬ل ‪HH‬ذي نظ ‪H‬م ‪HH‬ه مع ‪H‬م ‪HH‬د للت ‪H‬‬
‫املس‪HH‬تدامة ح‪HH‬ول املنظم‪HH‬ة العاملي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة ‪ ،‬على ض‪HH‬رورة تغي‪HH‬ري اجلزائ‪HH‬ريني ل‪HH‬ذ م‪HH‬نيتهم خيصوص‪HH‬ن م م‪HH‬ا‬
‫ميكن أن جيلبه اإلنضمام إىل املنظمة العاملية ‪ ،‬س‪HH‬واء ك‪HH‬ان بالس‪HH‬لب أو باإلجياب‪ ،‬حيث يتعني التفك‪HH‬ري‬
‫فيما ميكن أن جتلبه اجلزائر للسوق العاملية و هل حضرت نفسها على املستوى الداخلي‪ .‬من ج‪HH‬انب‬
‫أخ‪HH H‬ر أوض‪HH H‬ح لل‪HH H‬دكتور بوكل‪HH H‬ة م‪HH H‬راد أن الق‪HH H‬ول ب‪HH H‬أن قط‪HH H‬اع الفالح‪HH H‬ة س‪HH H‬يكون أّو ل املس‪HH H‬تخدمني من‬
‫اإلنض‪HH‬مام إألى منظم‪HH‬ة التج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة و الق‪HH‬ول ب‪HH‬أن اجلزائ‪HH‬ر بل‪HH‬د فالحي غ‪HH‬ري ص‪HH‬حيح ‪ ،‬فاملس‪HH‬احات‬
‫ض ‪HH‬افة إىل‬ ‫س ‪HH‬ية ‪ ،‬إ ‪H‬‬ ‫ص ‪HH‬ورة تناف ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬وق الدول ‪H‬ي ‪HH‬ة ب ‪H‬‬‫س ‪HH‬مح بإن ‪H‬ت ‪HH‬اج كم ‪H‬ي ‪HH‬ة كاف ‪H‬ي ‪HH‬ة ل ‪H‬ل ‪HH‬دخول يف ال ‪H‬‬
‫حمدودة وال ت ‪H‬‬
‫مشكل املياه الذي تعاين منه اجلزائر " فكيف ميكننا الق‪HH‬ول أن اجلزائ‪HH‬ر بل‪HH‬د فالحي " واوض‪HH‬ح يف ه‪HH‬ذا‬
‫الصدد أن اجلزائر ستجد نفسها بانضمامها إىل املنظمة العاملية للتجارة يف املرتبة ‪ 41‬من الدول ال‪HH‬يت‬
‫خس‪HH‬رت ج‪HH‬زء ه‪HH‬ذا اإلنض‪HH‬مام املت‪HH‬أخر ‪ ،‬كوهنا ال متتل‪HH‬ك اإلمكاني‪HH‬ات لتموي‪HH‬ل دعم فالحته‪HH‬ا عكس‬
‫الدول املنصورة اليت تقوم ب‪H‬ذلك و بق‪H‬وة ‪ ،‬إض‪H‬افة إىل غي‪H‬اب اإلس‪H‬رتاتيجية ال‪H‬يت تس‪H‬تو ره م‪H‬ا منلك‪H‬ه و‬
‫ال نص ‪HH‬در ش ‪HH‬يئا مقارن ‪HH‬ة بال ‪HH‬دول اآلخ ‪HH‬رى ‪ ،‬وتع ‪HH‬ين يف ه ‪HH‬ذا الص ‪HH‬دد دع ‪HH‬وة املنظم ‪HH‬ة العاملي ‪HH‬ة حلري ‪HH‬ة تام ‪HH‬ة‬
‫لإلقتص‪HH‬اد و إبتع‪HH‬اده عن الدول‪HH‬ة ‪ ،‬ب‪HH‬ل يظي‪HH‬ف اخلب‪HH‬ري إىل أهنا ت‪HH‬دعوا حلري‪HH‬ة نس‪HH‬بية ‪ ،‬مش‪HH‬ريا إلىل أن ك‪HH‬ل‬
‫ح ‪HH‬دة أو الي ‪H‬ب ‪HH‬ان الل ‪H‬ت ‪HH‬ان ت ‪H‬ق ‪HH‬دمان دع ‪H‬م ‪HH‬ا و‬ ‫ض ‪HH‬اء ‪H‬ت ‪HH‬دعم فالحت ‪H‬ه ‪HH‬ا و على رأ ‪H‬س ‪HH‬ها الوال ‪H‬ي ‪HH‬ات املت ‪H‬‬ ‫دول اآلع ‪H‬‬
‫ضمانات كبرية حلماية النتوج الداخلي‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫‪ 1‬مذكرة لنيل شهادة ماجستري " نفس املرجع للسابق " ص ‪. 179‬‬

‫من جهته أكد الدكتور بوخامت مصطفى يف تص‪H‬رحييه على اجلزائ‪H‬ر تغي‪H‬ري ماق‪H‬امت ب‪H‬ه م‪H‬دة ‪ 40‬س‪H‬نة و‬
‫ال‪HH‬دخول يف إيط‪HH‬ار جدي‪HH‬ه و للوص‪HH‬ول إىل وض‪HH‬ع الس‪HH‬وق الوطني‪HH‬ة يف نفس مس‪HH‬توى الس‪HH‬وق العاملي‪HH‬ة "‬
‫أهم شيئ هو تطوير اليد العاملية " وه‪H‬ذا إنطالق‪H‬ا من التعليم ‪ ،‬فالنظ‪H‬ام ال‪H‬ذي مت التعام‪H‬ل ب‪H‬ه يف اجلزائ‪H‬ر‬
‫من‪HH H‬ذ اإلس‪HH H‬تقالل تك‪HH H‬وين بط‪HH H‬الني و ليس عم‪HH H‬اال ‪ ،‬الن نوعي‪HH H‬ة التعليم ال‪HH H‬ذي يعطي هلم اليتواف‪HH H‬ق م‪HH H‬ع‬
‫حقيقة السوق وما حتتاجه لذا بد من " تبدا يف تغيري نظام التعليم لتط‪H‬وير طاقتن‪HH‬ا للبش‪HH‬رية ال‪HH‬يت تس‪HH‬مح‬
‫ض ‪HH‬خمة وو‬ ‫س ‪HH‬مح بت ‪H‬ط ‪HH‬وير ق ‪H‬ط ‪HH‬اع اخلدمات ا ‪H‬ل ‪HH‬يت تتطلب ا ‪H‬س ‪HH‬تثمار ‪H‬‬
‫ل ‪H‬ن ‪HH‬ا ‪H‬ب ‪HH‬اخلروج من اآلز ‪H‬م ‪HH‬ة " و ‪H‬ه ‪HH‬ذا ي ‪H‬‬
‫فتاطوي‪HH‬ل لتعطي النت‪HH‬ائج ‪ ،‬خاص‪HH‬ة أن اجلزائ‪HH‬ر ميكن أن جتم‪HH‬ع أم‪HH‬وال طائل‪HH‬ة من خالل تط‪HH‬وير اخلدمات‬
‫يف بعض اجملاالت كاإلعالم الاليل و السياحة‪.‬‬
‫و فيم‪HH‬ا خيص مس‪HH‬تقبل الس‪HH‬لع اجلزائري‪HH‬ة يف ض‪HH‬ل االفتت‪HH‬اح ال‪HH‬ذي س‪HH‬يعرفه الس‪HH‬وق بع‪HH‬د االنض‪HH‬مام إألى‬
‫منظم‪HH‬ة التج‪HH‬ارة العاملي‪HH‬ة ‪ ،‬وأك‪HH‬د أن‪HH‬ه س‪HH‬يعاين الحمال‪HH‬ة و يهمش ليس بس‪HH‬بب رداعت‪HH‬ه و إمنا الن‪HH‬ه ض‪HH‬حية‬
‫لذهني‪H‬ة " املوض‪HH‬وع يف ‪ "......‬أي من إنتج‪HH‬ذاب املس‪HH‬تهلني احمللني حنو الس‪HH‬لع املص‪HH‬نوعة يف اخلارج و‬
‫هي الذهني‪HH‬ة ال‪HH‬يت تعت‪HH‬رب إنتاج‪HH‬اد ‪ 40‬س‪HH‬نة من احلرم‪HH‬ان و إس‪HH‬تهالك املواد احمللي‪HH‬ة فق‪HH‬ط‪ ،‬ام‪HH‬ا فيم‪HH‬ا خيص‬
‫املادة ال‪HH‬يت ص‪HH‬ادق عليه‪HH‬ا الربملان يف ‪ 2004‬و مت متدي‪HH‬دها يف إيطالي‪HH‬ا ق‪HH‬انون املالي‪HH‬ة ‪ 2005‬و ال‪HH‬يت يتم‬
‫مبوجبه‪HH‬ا خط‪HH‬را إس‪HH‬ترياد اخلم‪HH‬ور‪ ،‬أك‪HH‬د ال‪HH‬دكتور بوخ‪HH‬امت أن ه‪HH‬ذه املادة الب‪HH‬د أن تلعي ح‪HH‬ىت ال تك‪HH‬ون‬
‫ج ‪HH‬ارة العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪،‬‬
‫ض ‪HH‬مام اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر ‪ .‬ل تت ‪H‬ف ‪HH‬اقي ‪H‬م ‪HH‬ع للم ‪H‬ب ‪HH‬ادى ‪ ،‬اآلسا ‪H‬س ‪HH‬ية ملنظ ‪H‬م ‪HH‬ة الت ‪H‬‬
‫عائ ‪H‬ق ‪HH‬ا يف و ‪H‬ج ‪HH‬ه إن ‪H‬‬
‫خاصة ان اجلزائر و‬
‫تنتج و تصدر اآلمور فكيف هلا أن متنع هذه املواد‪1.‬‬

‫‪116‬‬
‫‪ 1‬جريدة اخلرب اليومية ‪ 21‬فيفري ‪ 2005‬العدد ‪.4324‬‬

‫املطلب ‪ : 2‬حمتوى املفاوظات ‪:‬‬


‫لقد مرت اجلزائر مبختلف املراحل خالل مفاوضاهتا مع ‪ OMC‬متثلت يف ‪1 :‬‬
‫‪ 3‬جوان ‪1987‬‬ ‫طلب اإلنضمام‬
‫‪ 17‬جوان ‪1987‬‬ ‫تكوين جمموعة العمل‬
‫‪ 11‬جويلية ‪1996‬‬ ‫مذكرة‬
‫‪ 24‬أوت ‪2001‬‬
‫‪ 17‬أكتوبر ‪2002‬‬
‫‪ 14‬جويلية ‪1997‬‬ ‫‪ -4‬سؤال و جواب‬
‫‪ 23‬أبريل ‪1998‬‬ ‫‪ -5‬إجتماع جمموعة العامل‬
‫‪ 08 -07‬فرباير ‪2002‬‬
‫‪ 06‬ماي ‪2003‬‬
‫‪ 22‬جانفي ‪1998‬‬ ‫‪ -6‬ملفات أخرى‬
‫‪ 15‬ديسمرب ‪1998‬‬ ‫أ‪ -‬سؤال و جواب‬
‫‪ 21‬مارس ‪1998‬‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪2002‬‬
‫‪ 10‬فيفري ‪2003‬‬
‫‪ 07‬مارس ‪2003‬‬
‫‪ 17‬أكتوبر ‪2003‬‬
‫‪ 30‬جانفي ‪1998‬‬ ‫ب‪ -‬القطاع الفالحي‬
‫‪ 08‬أفريل ‪2002‬‬
‫‪ 04‬فرباير ‪1998‬‬ ‫ج‪ -‬قطاع اخلدمات‬
‫‪ 18‬أبريل ‪2002‬‬
‫‪ 22‬أبريل ‪2002‬‬
‫‪ OTC / SPS‬سبتمرب ‪2001‬‬ ‫د‪11 -‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ 22‬أبريل ‪2002‬‬
‫‪ 07‬مارس ‪2003‬‬

‫‪W W W . WTO. ORG 1‬‬

‫‪ 22‬أبريل ‪2002‬‬ ‫حقوق امللكية الفكرية‬


‫‪ 22‬أوت ‪2001‬‬ ‫خمطط العمل التشريعي‬
‫‪ 22‬أبريل ‪2002‬‬
‫‪ 11‬أكتوبر ‪2002‬‬
‫‪ 10‬أكتوبر ‪2003‬‬
‫‪ -7‬مفاوضات حول السلع‬
‫‪ 08‬مارس ‪2002‬‬ ‫عرض التعريفات‬
‫‪ 22‬سبمتمرب ‪2002‬‬
‫‪ 17‬مسبتمرب ‪2003‬‬
‫مشروع قائمة اخلدمات‬
‫‪ 14‬ماي ‪2003‬‬ ‫اخلالصة‬
‫مفاوضات تنائية األطراف ‪:‬‬
‫يتم خالل ه‪HH‬ذه املفاوض‪HH‬ات التف‪HH‬اوض ح‪HH‬ول سلس‪HH‬لة تن‪HH‬ازالت ختص حتري‪HH‬ر التج‪HH‬ارة اخلاص‪HH‬ة بالس‪HH‬لع و‬
‫اخلدمات ‪ ،‬و ي‪H‬رتجم ذل‪H‬ك يف تق‪H‬دمي قواع‪H‬د على ش‪H‬كل ج‪H‬داول و تتف‪H‬اوض من خالهلا الدول‪H‬ة املعني‪H‬ة‬
‫باالنضمام مع كل عضو من املنظمة على حدى‪.‬‬
‫و تق‪HH‬وم اجلزائ‪HH‬ر بالتحض‪HH‬ري هلذه املفاوض‪HH‬ات وذل‪HH‬ك من خالل عم‪HH‬ل اللجن‪HH‬ة الوزاري‪HH‬ة املش‪HH‬رتكة املكلف‪HH‬ة‬
‫بالتحضري و متابعة املفاوضات ‪ ،‬وبالتايل يالحظ أن إنضمام اجلزائر إىل ‪ OMC‬متوفق على جمري‪HH‬ات‬
‫املفاوضات التناءية وتنائجه‪H‬ا و م‪H‬دى التحكم يف تقين‪H‬ات التفت‪H‬وض للحص‪H‬ول على حق‪H‬وق و ش‪H‬روط‬
‫ح ‪HH‬ق الض‪HH H‬رر الكب‪HH H‬ري بإقتص‪HH H‬اد‬
‫اإلنض‪HH H‬مام متوازن‪HH H‬ة م‪HH H‬ع ع‪HH H‬دم اإلف‪HH H‬راط يف تق‪HH H‬دمي التن‪HH H‬ازالت ‪H ،‬ح ‪HH‬ىت اليل ‪H‬‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫‪ 23 – 22‬أبريل ‪1998‬‬ ‫اجتماع األول‬
‫‪ 08 -07‬أبريل ‪2002‬‬ ‫اجتماع الثاين‬
‫‪ -6‬ماي ‪2002‬‬ ‫اجتماع الثالث‬

‫‪118‬‬
‫‪ 16 -15‬نوفم‪HH H‬رب ‪  2003‬إتف‪HH H‬اق ح‪HH H‬ول‬ ‫اجتم‪HH H‬اع الراب‪HH H‬ع‬
‫التعريفة‬
‫اجلمركية ( ‪)% 30 % 15 % 5‬‬

‫‪ 30‬ماي ‪2003‬‬ ‫إجتماع اخلامس‬


‫‪ 28‬نوفمرب ‪2003‬‬ ‫إجتماع السادس‬
‫‪ 25‬جوان ‪2004‬‬ ‫إجتماع السابع‬
‫‪ 25‬فرباير ‪2005‬‬ ‫إجتماع الثامن‬
‫جويلية ‪2005‬‬ ‫إجتماع التاسع‬
‫سبتمرب ‪2005‬‬ ‫اإلجتماع العاشر‬

‫مفاوضات متعددة اآلطراف‪:‬‬


‫ج ‪HH‬ارة‬
‫ض ‪HH‬اء ‪ OMC‬يتم اخالهلا معاجلة ن ‪H‬ظ ‪HH‬ام الت ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ات مت ‪H‬ع ‪HH‬ددة اآل ‪H‬ط ‪HH‬راف مج ‪H‬ي ‪HH‬ع أع ‪H‬‬
‫ش ‪HH‬ارك يف مفاو ‪H‬‬
‫‪-‬ي ‪H‬‬
‫اخلارجية‬
‫و النظ‪HH‬ام اإلقتص‪HH‬ادي للدول‪HH‬ة ال‪HH‬يت تق‪HH‬دمت بطلب اإلنض‪HH‬مام و البحث يف م‪HH‬دى توافقهم‪HH‬ا م‪HH‬ع إتفاقي‪HH‬ة‬
‫املنظمة ‪ ،‬حيث جيب على الدولة الطالبة أ‪ ،‬تق‪H‬دم م‪H‬ذكرة مس‪H‬اعدة تك‪H‬ون األس‪H‬اس ال‪H‬ذي ترك‪H‬ز علي‪H‬ه‬
‫جمموعة العمل تعني خصيصا لدراسة طلبها وكذا طرح أسئلة خمتلفة كتابية و ش‪HH‬فهية و على الدول‪HH‬ة‬
‫الطالب‪HH‬ة اإلجاب‪HH‬ة بك‪HH‬ل ش‪HH‬فافية حيث أن ه‪HH‬ذه اآلس‪HH‬ئلة تك‪HH‬ون مرتك‪HH‬زة يف غ‪HH‬الب اآلحي‪HH‬اء ح‪HH‬ول نظ‪HH‬ام‬
‫اآلس‪HH H‬عار ‪ ،‬م‪HH H‬يزان املدفوعات ‪ ،‬التعريف‪HH H‬ات اجلمركي‪HH H‬ة ‪ ،‬التب‪HH H‬ادالت اخلارجي‪HH H‬ة وحيث إس‪HH H‬تملت على‬
‫‪ 174‬س‪HH‬ؤال من خمتل‪HH‬ف دول اآلعض‪HH‬اء أإلحتاد االورويب ‪ 123‬س‪HH‬ؤال‪ ،‬سويس‪HH‬را ‪ 33‬س‪HH‬ؤال ‪ ،‬ياب‪HH‬ان‬
‫وأس‪HH‬ئلة ‪ ،‬اس‪HH‬رتاليا ‪ 8‬أس‪HH‬ئلة ‪ ،‬إس‪HH‬رائيل س‪HH‬ؤال واح‪HH‬د مث اعقبته‪HH‬ا جمموع‪HH‬ة من اآلس‪HH‬ئلة واإلستفس‪HH‬ارات‬
‫ك‪HH‬ان ع‪HH‬ددها ‪ 170‬س‪HH‬ؤال حيث ك‪HH‬انت ه‪HH‬ذه للم‪HH‬رة مطروح‪HH‬ة من ط‪HH‬رق ال‪HH‬و‪.‬م‪.‬ا و الع‪HH‬رض من ه‪HH‬ذه‬
‫اآلس‪HH‬ئلة ه‪HH‬و معرف‪HH‬ة إمكاني‪HH‬ات واف‪HH‬اق ه‪HH‬ذا اإلنض‪HH‬مام ‪،‬حيث أج‪HH‬ابت على ه‪HH‬ذه اآلس‪HH‬ئلة جلن‪HH‬ة وزاري‪HH‬ة‬
‫مش‪HH‬رتكة مكلف‪HH‬ة بتحض‪HH‬ري و متابع‪HH‬ة املفاواض‪HH‬ات ي‪HH‬رتا س‪HH‬ها وزي‪HH‬ر التج‪HH‬ارة وتتك‪HH‬ون من‪ :‬وزارة الع‪HH‬دل‬
‫‪،‬املالية الصناعة و إعادة امليكلة ‪ ،‬للزراعة الصيد ‪ ،‬الربيد و املواصالت املؤسسات الصغرية املتوس‪HH‬طة‬

‫‪119‬‬
‫‪ ،‬السياحة و احلرف التقليدية ‪ ،‬النقل و التخطيط ‪ ،‬بنك اجلزائ‪HH‬ر ‪ ،‬املديري‪HH‬ة العام‪HH‬ة للجم‪HH‬ارك‪ ،‬املرك‪HH‬ز‬
‫الوطين للسجل التجاري ‪ ،‬الشركة اجلزائرية للتأمني الشامل (‪.) CAAT‬‬
‫اجملموعتني اآلول‪H‬تني من اآلس‪H‬ئلة جمموع‪H‬ة تالي‪H‬ة تتك‪H‬ون من ‪ 121‬س‪H‬ؤال وك‪H‬انت ص‪H‬ادرة اس‪H‬اس من‬
‫اإلحتاد اآلورويب و الواليات املتحدة اآلمركية‪1 .‬‬

‫مذكرة خترج لنيل شهادة ليسانس بعنوان " إنضمام اجلزائ‪HH‬ر إىل املنظم‪HH‬ة العاملي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة من إع‪HH‬داد ‪:‬‬
‫زاوي فضيلة – داهل سهيلة حتت إشراف صباغ مجال الدين ( ‪ ) 2005-2004‬ص ‪92 -86‬‬

‫املطلب ‪ : 3‬إلتزامات و احلقوق املرتتبة من انضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة‪:‬‬
‫إن انضمام اجلزائر إىل املنظم‪H‬ة العاملي‪H‬ة للتج‪H‬ارة يع‪H‬ين الوف‪H‬اء مبجموع‪H‬ة من االلتزام‪H‬ات و احلص‪H‬ول على‬
‫جمموعة من احلقوق اليت سنختهرها فيما يلي ‪.‬‬
‫أ‪ -‬االلتزامات ‪:‬‬
‫س ‪HH‬ة و اال ‪H‬ل ‪HH‬تزام ب ‪H‬ع ‪HH‬د التم ‪H‬ي ‪HH‬يزيني ا ‪H‬ل ‪HH‬دول أو بني املنتج الو ‪H‬ط ‪HH‬ين و األج ‪H‬ن ‪HH‬يب أو بني اإلن ‪H‬ت ‪HH‬اج‬
‫‪ -‬حر ‪H‬ي ‪HH‬ة املناف ‪H‬‬
‫الوطين و اإلنتاج األجنيب ‪.‬‬
‫‪ -‬التخلي عن دعم الصادرات‬
‫‪ -‬األلغام التدرجيي للقيود اجلمركية‬
‫‪ -‬قب‪HH‬ول مب‪HH‬دأ التقيي‪HH‬د الكمي يف أح‪HH‬وال إس‪HH‬تثنائية حلماي‪HH‬ة م‪HH‬يزان املدفوعات و تق‪HH‬دمي معامل‪HH‬ة تفض‪HH‬يلية‬
‫للدول النامية‪.‬‬
‫ب‪ -‬احلقوق‪:‬‬
‫‪ -‬التزام األطراف األخرى ألعضاء املنظمة بتطبيق القواعد العامة للسلوك التجاري عند التعامل م‪HH‬ع‬
‫الدولة العضو يف كافة اجملاالت اليت تش‪HH‬ملها االتفاق‪H‬ات ‪ ،‬أي أن إللتزم‪HH‬ات العام‪HH‬ة ال‪HH‬وردة يف االتف‪HH‬اق‬
‫متثل نفسها حقوق لباقي دول األعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬تكافل عضوية ‪ OMC‬على السياس‪H‬يات التجاري‪H‬ة لل‪H‬دول األخ‪H‬رى‪ ،‬وم‪H‬ا تتض‪H‬من من إج‪H‬راءات من‬
‫شأهنا التأثري على النقاد إىل األسواق و مدى تناسقها مع االتفاقيات الدولية‬
‫و من اآلهم من ذل‪HH‬ك ف‪HH‬إن أجه‪HH‬زة املنظم‪HH‬ة تعت‪HH‬رب من‪HH‬ربا للمش‪HH‬اركة يف املفاوض‪HH‬ات التجاري‪HH‬ة االتفاق‪HH‬ات‬
‫اجلديدة‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ -‬متكن األعضاء من ال‪H‬دفاع عن مص‪H‬احلهم وإلغ‪H‬اء اإلج‪H‬راءات ال‪H‬يت ق‪H‬د يتخ‪H‬ذها الش‪H‬ركاء التج‪H‬اريون‬
‫و املناقض‪HH‬ة االتفاق‪HH‬ات ال‪HH‬يت مث التوص‪HH‬يل إليه‪HH‬ا مبا يكف‪HH‬ل تط‪HH‬بيق الع‪HH‬ادل على ك‪HH‬ل األعض‪HH‬اء و م‪HH‬ذا بن‪HH‬اء‬
‫على ألية تسوية املنازعات التجارية الدولية املطورة يف جولة أوروجواي‪.‬‬
‫‪ -‬املش‪HH‬اركة يف املفاوض‪HH‬ات املس‪HH‬تقبلية مبا يكف‪HH‬ل ال‪HH‬دفاع عن املص‪HH‬احل التجاري‪HH‬ة ال‪HH‬يت هتم تل‪HH‬ك ال‪HH‬دول ‪،‬‬
‫وصياغة االتفاقات اجلديدة اليت تقرها االجتماعات الوزارية‪1 .‬‬

‫مذكرة لنيل شهادة ليسانس ‪ " :‬نفس املرجع السابق " ص ‪93‬‬

‫مطلب ‪ : 4‬أثار انضمام اجلزائر إىل ‪OMC‬‬


‫الفرع ‪ : 1‬اآلثار املتوقعة يف جمال جتارة السلع‪:‬‬
‫لق‪HH‬د توس‪HH‬عة العالق‪HH‬ات التجاري‪HH‬ة لتش‪HH‬مل جمالت عدي‪HH‬دة يف جتارة الس‪HH‬لع التج‪H‬ارة يف الس‪HH‬لع الص‪HH‬ناعية ‪،‬‬
‫الزراعي‪H‬ة‪ ،‬النس‪H‬يحية ‪ ،‬املالبس…… و ملعرف‪H‬ة اآلث‪H‬ار ملتوقع‪H‬ة بالنس‪H‬بة لالقتص‪H‬اد الوط‪H‬ين س‪H‬وق ن‪H‬درس‬
‫الصادرات على حدا‬
‫و الواردات على حدا‪.‬‬
‫اآلثار املتوقعة املتعلقة بالصادرات‪:‬‬
‫الميكن للجزائ‪HH‬ر يف املدى القص‪HH‬ري و املتوس‪HH‬ط خالل العش‪HH‬رية األوىل من ه‪HH‬ذا الق‪HH‬رن على األق‪HH‬ل يف‬
‫ص ‪HH‬ادرات حبيث‬ ‫ص ‪HH‬ادية احلال ‪H‬ي ‪HH‬ة أن حتدث تغ ‪H‬ي ‪HH‬ريا يف ا ‪H‬ل ‪HH‬رتكيب امليكلي و قيم ال ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬ل السيا ‪H‬س ‪HH‬يات االقت ‪H‬‬
‫‪H‬‬
‫تطور من خالله سلعا بديلة جديدة ميكن من خالهلا حسب أس‪HH‬واقا خارجي‪HH‬ة إال أن املوارد الطاقوي‪HH‬ة‬
‫األولية تبقى تشكل النسبة الكربى من حصيلة للصادرات اجلزائرية‪.‬‬
‫ض ‪HH‬مامها للمنظ ‪H‬م ‪HH‬ة من املزا ‪H‬ي ‪HH‬ا ا ‪H‬ل ‪HH‬يت يتبع ‪H‬ه ‪HH‬ا االنف ‪H‬ت ‪HH‬اح‬
‫س ‪HH‬تفيد من خالل ان ‪H‬‬
‫و ‪H‬ه ‪HH‬ذا ي ‪H‬ع ‪HH‬ين ‪H‬ب ‪HH‬أن اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر ال ت ‪H‬‬
‫التج‪HH‬اري أم‪HH‬ام الس‪HH‬لع و اخلدمات حبكم حمدودي‪HH‬ة و ض‪HH‬عف الص‪HH‬ادرات غ‪HH‬ري معروف‪HH‬ات كم‪HH‬ا أن‪HH‬ه مت‬
‫املتوق‪HH‬ع أن يك‪HH‬ون هن‪HH‬اك املزي‪HH‬د من االس‪HH‬تنزاف الكمي هلذه ال‪HH‬ثروات الطاقوي‪HH‬ة من أج‪HH‬ل احلف‪HH‬اظ على‬
‫ش ‪HH‬د على‬ ‫ض ‪HH‬مل ملا ‪H‬م ‪HH‬داد ا ‪H‬ل ‪HH‬ديون و تغط ‪H‬ي ‪HH‬ة ا ‪H‬ل ‪HH‬واردات األسا ‪H‬س ‪HH‬ية مما ي ‪H‬‬
‫س ‪HH‬تويات ا ‪H‬ل ‪HH‬يت ت ‪H‬‬
‫اإلرادات ع ‪H‬ن ‪HH‬د م ‪H‬‬
‫ض‪HH H‬رورة تب‪HH H‬ين إس‪HH H‬رتاجتية التنمي‪HH H‬ة ب‪HH H‬دائل الص‪HH H‬ادرات متكن اإلقتص‪HH H‬اد اجلزائ‪HH H‬ري من تعظيم مكاس‪HH H‬ب‬
‫االنضمام إىل ‪OMC‬‬

‫اآلثار املتوقعة على الوردات ‪:‬‬

‫‪121‬‬
‫اآلثار النامجة عن إرتفاع أسعار الوردات‪:‬‬
‫إن الوردات اجلزائرية تتشكل أساسا من السلع األساسية و العدائية اليت متثل نسبة مام‪H‬ة منه‪H‬ا تص‪H‬ل‬
‫إىل ‪ 3‬مالي‪HH‬ري دوال وإن حتري‪HH‬ر التج‪H‬ارة مبوجب االتفاقي‪HH‬ات اجلدي‪HH‬دة يتطلب دف‪HH‬ع دعم ال‪HH‬دول املتقدم‪HH‬ة‬
‫ملنتجاهتا الزراعي‪HH H‬ة اآلم‪HH H‬ر ال‪HH H‬ذي ي‪HH H‬ؤدي إىل ارتف‪HH H‬اع أس‪HH H‬عار تل‪HH H‬ك الس‪HH H‬لع و س‪HH H‬تتحمل معظم البل‪HH H‬دان‬
‫املستوردة للغداء خسائر سنوية قدرت بالنسبة للبلدان العربية حبوايل ‪ 5‬ماليري دوالر ال يقل نصيب‬
‫اجلزائر منها عن ‪ 300‬إىل ‪ 400‬ملي‪H‬ون دوالر مما يع‪H‬ين أن ف‪H‬اتورة ال‪H‬وردات العدائي‪H‬ة اجلزائري‪H‬ة س‪H‬وق‬
‫تشهد ارتفاع حمسوس‪ .‬أما فيما خبص الس‪H‬لع الص‪H‬ناعية ف‪H‬رغم اإلج‪H‬راءات للمتعلق‪H‬ة بتخفيض الرس‪H‬وم‬
‫و القي‪HH H H‬ود فس‪HH H H‬وف ينعكس بش‪HH H H‬كل س‪HH H H‬لي على معظم االقتص‪HH H H‬اديات حملدودي‪HH H H‬ة للتنافس‪HH H H‬ية يف بعض‬
‫اجملاالت اإلس‪HH‬رتاجتية و ب‪HH‬ذلك يس‪HH‬تمر االرتف‪HH‬اع يف ف‪HH‬اتورة الس‪HH‬لع الص‪HH‬ناعية يف ظ‪HH‬ل ض‪HH‬عف االقتص‪HH‬اد‬
‫الوطين عن تطوير بدائل الوردات‪.‬‬

‫أثار تدفق الوردات على اإلقتصاد الوطين ‪:‬‬


‫لق‪HH‬د قام‪HH‬ة اجلزائ‪HH‬ر بإلغ‪HH‬اء القي‪HH‬ود على ال‪HH‬وردات وقام‪HH‬ة بتخفيض الرس‪HH‬وم اجلمركي‪HH‬ة بش‪HH‬كل ملح‪HH‬وظ و‬
‫كان ذل‪H‬ك خالل ف‪H‬رتة تط‪H‬بيق برن‪H‬امج التص‪H‬حيح امليكلي و ذل‪H‬ك اس‪H‬تكمال م‪H‬ع تربي‪H‬ات اإلنض‪H‬مام إىل‬
‫و ه‪HH‬ذا يع‪HH‬ين تزاي‪HH‬د ت‪HH‬دفق ال‪HH‬وردات الس‪HH‬لعية املتنوع‪HH‬ة يف ظ‪HH‬ل أوض‪HH‬اع إقتص‪HH‬ادية داخلي‪HH‬ة ال تس‪HH‬اعد على‬
‫تطور اآلنشطة اإلنتاجية اآلساسيات ‪ ،‬اآلمر الذي يؤدي إلىل قيام منافس‪HH‬ة غ‪HH‬ري متوازن‪HH‬ة ي‪HH‬رتتب عنه‪HH‬ا‬
‫التأثري السليب على مغتلق املؤسسات اإلنتاجية بوضعيتها العالية غري التنافسية‪.‬‬
‫اآلثار النامجة عن إخنفاض اإليرادات ‪:‬‬
‫إن اإلنضمام إىل‪ OMC‬وم‪H‬ا ي‪H‬رتتب عن‪H‬ه من إلتزم‪H‬ات س‪H‬يؤدي إىل إخنف‪H‬اض اإلي‪H‬رادات العام‪H‬ة للدول‪H‬ة‬
‫و تق‪HH‬دير نس‪HH‬يب حلص‪HH‬يلة دون أن يكتس‪HH‬ب اإلقتص‪HH‬اد اجلزائ‪HH‬ري بوض‪HH‬عيته احلالي‪HH‬ة فرض‪HH‬ا بديل‪HH‬ة لتع‪HH‬ويض‬
‫اخلسائر النامجة عن ختفيض الرسوم جلمركية و اليت تقدر بني ‪ 1‬مليار إىل ‪ 1.5‬ملي‪H‬ار دوال س‪H‬نويا و‬
‫اخلسائر الناجتة عن إلغاء القيود الكمية و على الوردات و كذلك اخلس‪HH‬ائر الناجتة عن إرتف‪HH‬اع أس‪HH‬عار‬
‫ص ‪HH H‬ادر اخلارج ‪H‬ي ‪HH H‬ة لل ‪H‬غ ‪HH H‬داء‪H .‬ل ‪HH H‬ذا جيب على الدو ‪H‬ل ‪HH H‬ة ت ‪H‬ب ‪HH H‬ين‬
‫الغدائ ‪H‬ي ‪HH H‬ة باعت ‪H‬ب ‪HH H‬ار أن اجلزا ‪H‬ئ ‪HH H‬ر تعت ‪H‬م ‪HH H‬د على امل ‪H‬‬
‫إسرتاتيجية لتأهيل اإلقتصاد الواطين و ترقيته‪.‬‬
‫الفرع ‪ : 2‬اآلثار ملتوقعة يف مجال جتارة اخلدمات‪:‬‬
‫يع‪HH‬د جمال التج‪HH‬ارة يف اخلدمات من أهم اجملالت اجلدي‪HH‬دة ال‪HH‬يت تعرض‪HH‬ت ملا جول‪HH‬ة أورج‪HH‬واي و ملعرف‪HH‬ة حجم اآلث‪HH‬ار اإلجيابي‪HH‬ة أو الس‪HH‬ليية جيب معرف‪HH‬ة أهم‬
‫اخلدمات اليت تتمثل في‪.‬‬

‫اخلدمات احملاس‪HH‬بية الص‪HH‬حية و اهلندس‪HH‬ية ‪ ،‬خ‪HH‬دمات احلس‪HH‬ابات اآللي‪HH‬ة‬ ‫خدمات اآلعمال‬

‫‪122‬‬
‫اخلدمات العقارية‪........‬‬
‫خ‪HH H H‬دمات الربي‪HH H H‬د و املواص‪HH H H‬الت و خ‪HH H H‬دمات الوس‪HH H H‬ائل الس‪HH H H‬معية و‬ ‫خدمات اإلتصاالت‬
‫البصرية‬

‫خ‪HH H‬دمات ال‪HH H‬وكالء بالعمول‪HH H‬ة ‪ ،‬خ‪HH H‬دمات جتارة اجلمل‪HH H‬ة و التجزئ‪HH H‬ة و‬ ‫خدمات التوزيع‬
‫خدمات حقوق اإلمتياز التجارية‪.‬‬
‫أعم‪HH‬ال إنس‪HH‬انية للمب‪HH‬اين و خ‪HH‬دمات ال‪HH‬رتكيب ‪ ،‬التجمي‪HH‬ع ‪ ،‬خ‪HH‬دمات‬ ‫خدمات عمرانية‬
‫إمتام البناء‬

‫خدمات التعليم اإلبتدائي و التانوي و التعليم العايل‪.‬‬ ‫خدمات تعليمية‬

‫خدمات التأمني اخلدمات املصرفية‪ ،‬حتويل اآلهوال و الدفع‬ ‫خدمات املالية‬

‫اخلدمات الصحية اإلجتماعية و تتض ‪HH H‬من خ ‪HH H‬دمات املستش ‪HH H‬فيات ‪ ،‬خ ‪HH H‬دمات الص ‪HH H‬حة ‪ ،‬اخلدمات‬
‫اإلجتماعية‬

‫الفنادق ‪ ،‬املطاعم ‪ ،‬وكاالت السفر و السياحة‪......‬‬ ‫خدمات السياحة و اآلسفار‬

‫خدمات التقافية و الرياض‪H‬ية و خ ‪HH‬دمات املس ‪HH‬رح و الس ‪HH‬عرا‪ ،‬و الغن ‪HH‬اء‪ ،‬وك ‪HH‬االت اآلبن ‪HH‬اء و املت ‪HH‬افو و‬
‫املكتبات‬ ‫الرتفيهية‬
‫النقل البحري ‪ ،‬النقل اجلوي الربي‬ ‫خدمات النقل‬

‫وجيدر اإلش‪HH‬ارة إىل أ‪ ،‬هن‪HH‬اك خ‪HH‬دمات إش‪HH‬تئنيت من االتفاقي‪HH‬ة و هي األك‪HH‬ثر ارتباط‪HH‬ا بالس‪HH‬يادة الوطني‪HH‬ة‬
‫مثل ‪:‬‬

‫خدمات الدفع ‪ ،‬العدالة‪.‬‬


‫أثار حترير جتارة اخلدمات على اإلقتصاد اجلزائري‪:‬‬
‫إن املؤسسات اجلزائرية سوف تكون يف ضعية غ‪H‬ري تنافس‪H‬ية حملدودي‪H‬ة إمكانياهتا و خ‪H‬دماهتا و ض‪H‬عف‬
‫مس‪HH‬تويات اذائه‪HH‬ا و بالت‪HH‬ايل التس‪HH‬تطيع الص‪HH‬مود و البق‪HH‬اء يف الس‪HH‬وق و على س‪HH‬بيل املث‪HH‬ال إن إذا أخ‪HH‬ذنا‬
‫اخلدمات املالي‪HH‬ة ب‪HH‬أهم فروعه‪HH‬ا و هي البن‪HH‬وك و ش‪HH‬ركات الت‪HH‬أمني البن‪HH‬وك العام‪HH‬ة و اخلاص‪HH‬ة ال تس‪HH‬تطيع‬
‫منافس‪HH‬ة البن‪HH‬وك الك‪HH‬ربى و ش‪HH‬ركات الت‪HH‬أمني العاملي‪HH‬ة ال‪HH‬يت تتم‪HH‬يز بق‪HH‬درهتا و ج‪HH‬ودة و تتن‪HH‬وع خ‪HH‬دماهتا و‬

‫‪123‬‬
‫كفاءهتا اإلدارية و بقدرهتا التس‪H‬ويقية و اإلعالني‪H‬ة ‪ ،‬اآلم‪H‬ر ال‪H‬ذي ميكنه‪H‬ا من إس‪H‬تقطاب معظم الودائ‪H‬ع‬
‫و بالت‪HH H H‬ايل التحكم يف توجيمه‪HH H H‬ا إىل جماالت اإلثس‪HH H H‬تثمار و مي‪HH H H‬ادين التوظي‪HH H H‬ف ال‪HH H H‬يت تتناس‪HH H H‬ب م‪HH H H‬ع‬
‫ش ‪HH‬كل خماطر و حتدييات‬ ‫ص ‪HH‬اد اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ري و ‪H‬ه ‪HH‬ذا اآل ‪H‬م ‪HH‬ر ي ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬لحة اإلقت ‪H‬‬
‫إ ‪H‬س ‪HH‬رتاتيجياهتا بغض الن ‪H‬ظ ‪HH‬ر عن م ‪H‬‬
‫أكي‪HH H‬دة على اإلقتص‪HH H‬اد الوط‪HH H‬ين ال‪HH H‬ذي يبقي رهي‪HH H‬ف اخلدمات احملدودة و حتت تص‪HH H‬رف املص‪HH H‬ارف و‬
‫البنوك الدولية و بالتايل يف خدمة املصاحل املالية الدولية‪.‬‬
‫الفرع ‪ : 3‬اآلثار املتوقعة يف مجال حقوق امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة‪:‬‬
‫حقوق امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة‪:‬‬

‫جما الت امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة يف نطاق عمل املنظمة و هي تشمل مايلي‪:‬‬

‫ص ‪HH‬ناعية‪H ،‬ب ‪HH‬راءات‬


‫ص ‪HH‬ميمات ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬لع و اخلدمات ‪ ،‬الت ‪H‬‬
‫ح ‪H‬ق ‪HH‬وق املؤ ‪H‬ل ‪HH‬ف ‪ ،‬العال ‪H‬م ‪HH‬ات التجار ‪H‬ي ‪HH‬ة امل ‪H‬م ‪HH‬يزة لل ‪H‬‬
‫اإلخرتاع‪.....‬‬

‫اآلثار النامجة ‘ن إدماج حقوق امللكية الفكرية ضمن نطاق عمل املنظمة على اإلقتصاد اجلزائري‪:‬‬
‫إن بإمك‪HH‬ان البل‪HH‬دان النامي‪HH‬ة إنت‪HH‬اج منتج‪HH‬ات ممائل‪HH‬ة بط‪HH‬رق تص‪HH‬نع منوع‪HH‬ة وأق‪HH‬ل كلف‪HH‬ة حيث ك‪HH‬ان اآلم‪HH‬ر‬
‫قاص‪HH H‬را على التحكم يف ط‪HH H‬رق و عملي‪HH H‬ات التص‪HH H‬نيع للمنتج‪HH H‬ات ‪ ،‬ولكن بع‪HH H‬د إجياد إتفاقي‪HH H‬ة حق‪HH H‬وق‬
‫امللكية الفكرية املرتبطة بالتجارة الذي الغرض منها التحكم يف تكلفة مراحل العمليات التكنولوجية‬
‫ب‪H‬داء من ط‪H‬رق التص‪H‬نع إىل املنتج النه‪H‬ائي‪ .‬ف‪H‬إذا أخ‪H‬ذنا على س‪H‬بيل املث‪H‬ال الص‪H‬ناعة الدوائي‪H‬ة ‪ ،‬حيث أن‬
‫تك ‪HH‬اليف الوص‪HH‬ول إألى تركيب ‪HH‬ة دوائي ‪HH‬ة جدي ‪HH‬دة و فعال ‪HH‬ة و قابل‪HH‬ة لإلس ‪HH‬تخدام تص ‪HH‬ل إىل ‪ 100‬ملي ‪HH‬ون‬
‫دوالر من تفقات البحث و التطوير و هي تفوق بكثري من اآلحيان إمكانيات البلدان النامية و منها‬
‫اجلزائر‪.‬‬
‫الفرع ‪ : 4‬اآلثار املتوقعة لتحرير اخلدمات املصرفية على اجلهاز املصريف اجلزائري‪:‬‬
‫إنطالقا من واقع وطبيعة هيكل اجلهاز املصريف اجلزائري إختلفت التوقع‪HH‬ات ح‪HH‬ول إنعك‪HH‬اس إتيفاقي‪HH‬ة‬
‫حترير التجارة املصرفية على النظام املصريف اجلزائري و اليت تنصب حول اجلوانب التالية‪:‬‬
‫التف‪HH‬وق من املنافس‪HH‬ة غ‪HH‬ري املتكافئ‪HH‬ة م‪HH‬ع البن‪HH‬وك اآلجنبي‪HH‬ة حيث ان البن‪HH‬وك اجلزائري‪HH‬ة غ‪HH‬ري مهيئ‪HH‬ة ملواجه‪HH‬ة‬
‫املنافس‪HH‬ة نظ‪HH‬را إلخنف‪HH‬اض رؤوس اهواهلا و حمدودي‪HH‬ة أحجامه‪HH‬ا و تواض‪HH‬ع خ‪HH‬دماهتا باملقارن‪HH‬ة م‪HH‬ع البن‪HH‬وك‬
‫املنافسة‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ص ‪HH‬ة للب ‪H‬ن ‪HH‬وك اآلجنب ‪H‬ي ‪HH‬ة لت ‪H‬ق ‪HH‬دمي ‪H‬خ ‪HH‬دماهتا املت ‪H‬ط ‪HH‬ورة يف‬
‫ص ‪HH‬رفية هبا بعن ‪H‬ي ‪HH‬ه إثا ‪H‬ح ‪HH‬ة الفر ‪H‬‬
‫إن حتر ‪H‬ي ‪HH‬ر اخلدمات امل ‪H‬‬
‫الس‪HH H‬وق احمللي‪HH H‬ة ق‪HH H‬د ي‪HH H‬ؤدي إىل خس‪HH H‬ائر تنش‪HH H‬أ من تأثي‪HH H‬ل سياس‪HH H‬ات البن‪HH H‬وك اآلجنبي‪HH H‬ة على السياس‪HH H‬ات‬
‫اإلقتصادية الكلية للدولة‪.‬‬
‫ميكن لتحري‪HH H‬ر جتارة اخلدمات املص‪HH H‬رفية ختص‪HH H‬يص دعم البن‪HH H‬وك لبعض املؤسس‪HH H‬ات و الص‪HH H‬ناعات ال‪HH H‬يت‬
‫تتض ‪HH‬منها برن ‪HH‬امج اإلص ‪HH‬الحات االقتص ‪HH‬ادية ال ‪HH‬يت تتبناه ‪HH‬ا الدول ‪HH‬ة ل ‪HH‬ذا يتطلب حتري ‪HH‬ر اخلدمات املص ‪HH‬رفية‬
‫توافر اإلطارات املصرفية ماهرة و القادرة على التكيف مع متطلبات املرحلة الرامنة املستقبلية ‪.‬‬
‫كما يتوقع أن يؤدي انضمام اجلزائر إىل ‪OMC‬أثار إجيابية على منظومتنا املصرفية تتمثل فيمايلي‬
‫إن ارتف‪HH‬اع ح‪HH‬دة املنافس‪HH‬ة يف ظ‪HH‬ل الس‪HH‬وق املص‪HH‬رفية املفتوح‪HH‬ة ي‪HH‬ؤدي إلىل تق‪HH‬دمي أفض‪HH‬ل اخلدمات وم‪HH‬ا‬
‫يتبع‬
‫ذلك من رفع كفاءة اجلهاز املصريف‪.‬‬
‫ختفيض تكاليف اخلدمات املصرفية و حتسني وجودة تلك اخلدمات و تطويرها بإستمرار‪.‬‬
‫رف‪HH‬ع مس‪HH‬توى أداء و إدارة احملاض‪HH‬ر و إختي‪HH‬ار‪ .‬أفض‪HH‬ل الوس‪HH‬ائل وأنس‪HH‬بها العالج األزم‪HH‬ات املص‪HH‬رفية و‬
‫املالية‪.‬‬
‫اإلس‪HH‬راع يف تس‪HH‬جيد اإلص‪HH‬الحات املص‪HH‬رفية ال‪HH‬ورادة يف ق‪HH‬انون النق‪HH‬د و الق‪HH‬رض متاش‪HH‬يا م‪HH‬ع التط‪HH‬ورات‬
‫العاملية و حماولة الوصول إىل املستويات العاملية‪1.‬‬

‫نفس املرجع السابق ص ‪104 -94‬‬


‫املطلب ‪ : 5‬إجيابيات و سليبات إنضمام اجلزائر إىل املنظمة العاملية للتجارة‬
‫الفرع ‪ : 1‬إجيابيات اإلنضمام ‪:‬‬
‫إلنضمام اجلزائر إلىل املنظمة العاملية للتجارة مكاسب نوجزها يف العناصر التالية‪:‬‬
‫إن اإلنض‪HH H‬مام إىل املنظم‪HH H‬ة العاملي‪HH H‬ة للتج‪HH H‬ارة يتم بن‪HH H‬اء على اإلص‪HH H‬الحات اإلقتص‪HH H‬ادية للمؤسس‪HH H‬ات من‬
‫طرف اجلزائر ضمن خطوات اإلنتقال إىل إلقتصاد السوق و ال‪H‬يت س‪H‬تعزز ق‪H‬درة اجلزائ‪H‬ر على مواص‪H‬لة‬
‫إصالحاهتا‪.‬‬
‫إن اس‪HH‬تجابة اإلس‪HH‬تتمتارات األجنبي‪HH‬ة ملتطلب‪HH‬ات اإلقتص‪HH‬اد اجلزائري‪HH‬ة مرهون‪HH‬ة بإعتم‪HH‬اد القواع‪HH‬د اجلدي‪HH‬دة‬
‫للتج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة ال‪H‬يت إنبثقت من جول‪H‬ة اآلوروب‪H‬واي بع‪H‬د التوقي‪H‬ع على االتفاق‪H‬ات اجلدي‪H‬دة يف م‪H‬راكش‬
‫و بالتايل ال تستطيع اجلزائر دعوة رؤوس األموال األجنبية بدون أن تسمح للمس‪HH‬تتمرين ال‪HH‬ذخول يف‬
‫أنضمة التفضيل التجاري ملبدا الدولة أكثر رعاية عدم التمييز ‪.‬‬
‫ص ‪HH‬احلها و اإل ‪H‬س ‪HH‬تفادة من جم ‪H‬م ‪HH‬وع‬
‫ض ‪HH‬مام اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر للمنظ ‪H‬م ‪HH‬ة جيعل ‪H‬ه ‪HH‬ا ‪H‬ق ‪HH‬ادرة على ا ‪H‬ل ‪HH‬دفاع على م ‪H‬‬
‫إن اإلن ‪H‬‬
‫اإلجراء أن تؤدي عملية فتح اآلسواق اجلزائرية للمونتاجات إىل إستريان التكنولوجيا العديئ‪H‬ة و ه‪H‬ذا‬

‫‪125‬‬
‫ماس‪HH‬وفينعكس إجياب‪HH‬ا على القط‪HH‬اع الص‪HH‬ناعي حيث أن ه‪HH‬ذه اخلط‪HH‬وة ت‪HH‬ؤدي إىل ختفيض تكلف‪HH‬ة اإلنت‪HH‬اج‬
‫اآلمر الذي حيفز املؤسسة على تفسني ستوجامتا ‪.‬‬
‫إن إنضمام اجلزائر إىل منظمة التجارة العاملية ‪ ،‬يفتح اآلفاق أمام املنتوجات اجلزائري‪HH‬ة عن طري‪HH‬ق فتح‬
‫ج ‪HH‬ة إلل ‪H‬غ ‪HH‬اء الر ‪H‬س ‪HH‬وم أو‬
‫اآل ‪H‬س ‪HH‬واق اخلارج ‪H‬ي ‪HH‬ة أمام ‪H‬ه ‪HH‬ا حيث تز ‪H‬ي ‪HH‬د ‪H‬ف ‪HH‬رض الن ‪H‬ق ‪HH‬اد لآل ‪H‬س ‪HH‬واق اخلارج ‪H‬ي ‪HH‬ة نتي ‪H‬‬
‫ختفيضها وإزالة العواتق املمكن أن توجه صادرات السولة‪.‬‬
‫الفرع ‪ : 2‬سليبات اإلنضام‪:‬‬
‫مثلما هناك جانب إجيايب لإلنضام ‪ ،‬هناك مجلة من السليبات املتوقعة يتمثل أبرز ما فيمايلي ‪:‬‬
‫إذا مل تنظم اجلزائ‪HH‬ر إىل ‪ .......‬فإمنا لن تتمكن من ال‪HH‬دفاع عن مص‪HH‬احلها وال اإلس‪HH‬تفادة من جمم‪HH‬وع‬
‫اإلجراءات املمنوعة للدول النامية‪.‬‬
‫إن تطبيق مبدا الدولة اآلكثر رعاية يعين مواجهة املؤسسات اإلقتص‪HH‬ادية اجلزائري‪HH‬ة منافس‪HH‬ة شرس‪HH‬ة من‬
‫س ‪HH‬ات االجنب ‪H‬ي ‪HH‬ة ‪ ،‬رغم أن إتفا ‪H‬ق ‪HH‬ات ال ‪H‬غ ‪HH‬ات ( ‪H‬س ‪HH‬ابقا) أ ‪H‬ق ‪HH‬رت إج ‪HH‬راءات حلما ‪H‬ي ‪HH‬ة ووقا ‪H‬ي ‪HH‬ة املنتوج ‪HH‬ة‬
‫املؤس ‪H‬‬
‫احمللي من املنافسة اآلجنبية لكن مث حتديدها بفرتات زمنية وتتميز بالصفة اإلتقالية أو املؤقتة‪3 .‬‬

‫د كمال رزي‪H‬ق ‪ /‬مس‪H‬دود ف‪H‬ارس " إنعكاس‪H‬ات إنض‪H‬مام اجلزائ‪H‬ر إىل ‪ ......‬على اإلقتص‪H‬اد اجلزائ‪H‬رة يف‬
‫األلفي ‪HH‬ة التالي ‪HH‬ة" امللتقى للوط ‪HH‬ين لتح ‪HH‬ول ‪ :‬اإلقتص ‪HH‬اد اجلزائري ‪HH‬ة يف الثالث ‪HH‬ة " ‪ 22. 21‬م ‪HH‬اي ‪. 2002‬‬
‫بلي‪HH H‬دة ‪-2 216 )100‬زغيت ش‪HH H‬هرزاد ‪ /‬عنس‪HH H‬اوي ليلي " أف‪HH H‬اق إنض‪HH H‬مام اجلزائ‪HH H‬ري إىل املنظم‪HH H‬ة‬
‫العاملية للتجارة جملة العلوم‪.‬‬
‫اإلنسانية ‪،‬جامعة حممد خيضر بسكرة العدد ‪ 4‬ماي ‪ 2003‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ -‬إن إنضمام اجلزائر للمنظمة يعين أهنا ستقبل بإجراء تنازالت مجركية و هذا يعين تراجعا كبريا يف‬
‫إرادات خزنية الدولة ‪ ،‬هذه اخلسارة البه أن تعوض عن طريق زيادة الصادرات ‪.‬‬
‫‪ -‬تفاقم مشكلة البطالة يف املدى القص‪HH‬ري ‪ ،‬وذل‪HH‬ك نتيج‪H‬ة تس‪HH‬ريح عم‪H‬ال املؤسس‪HH‬ات ال‪HH‬يت لن تس‪HH‬تطيع‬
‫الصمود امام املؤسسات االجنبية املنافسة ‪ ،‬و نعين املؤسسات اخلاصة و العامة‪.‬‬
‫‪ -‬تص‪HH‬اعد اإلض‪HH‬طرابات العاملي‪HH‬ة املناهض‪HH‬ة االنض‪HH‬مام و ال‪HH‬يت ت‪HH‬درك خط‪HH‬ر املؤسس‪HH‬ات األجنبي‪HH‬ة ال‪HH‬يت مل‬
‫تتمكن من تصريف منتاجتها يف العامل املتقدم لتجد امامها ع‪HH‬امل متخ‪HH‬الف ي‪HH‬رى اجلودة يف ك‪HH‬ل م‪HH‬اهو‬
‫اجنيب خاصة إذا كان بأسعار مغربية‪.‬‬
‫‪ -‬تض ‪HH‬خم الفج ‪HH‬وة بني االغني ‪HH‬اء و الفق ‪HH‬رات نتيج ‪HH‬ة ع ‪HH‬دم تك ‪HH‬افؤ الف ‪HH‬رص يف إقتص ‪HH‬اد تس ‪HH‬تو يل الطيق ‪HH‬ة‬
‫للغنية على ‪ % 20‬من ثرواثة‪1 .‬‬
‫‪ -‬من املع‪H‬روف أن اجلزائ‪H‬ر بل‪H‬د يتم‪H‬يز بالتبع‪H‬ة الغدائي‪H‬ة إذا أن املواد الغدائي‪H‬ة االساس‪H‬ية مثث‪H‬ل نس‪H‬بة هام‪H‬ة‬
‫يف إمجايل الوردات اجلزائرية ‪ ،‬حيث ميكن أن تصل إىل ‪ 3‬مليار ‪ $‬إذا لىب املستهلك اجلزائ‪HH‬ري كاف‪HH‬ة‬

‫‪126‬‬
‫س ‪HH‬تهلك ل تعكس اإلحتيا ‪H‬ج ‪HH‬ات احلقي ‪H‬ق ‪HH‬ة آلغلب‬ ‫ش ‪HH‬راءية للم ‪H‬‬
‫ض ‪HH‬عف ال ‪H‬ق ‪HH‬درة ال ‪H‬‬
‫إحتياجا ‪H‬ت ‪HH‬ه ‪ ،‬حيث أن ‪H‬‬
‫املس‪HH‬تهلكني‪ ،‬ومبا أن‪HH‬ه و من نت‪HH‬ائج إتفاقي‪HH‬ات املنظم‪HH‬ة رف‪HH‬ع ال‪HH‬دول املتقدم‪HH‬ة دعمه‪HH‬ا ملنتاجته‪HH‬ا الزراعي‪HH‬ة ‪،‬‬
‫فإن هذا سوف ي‪H‬ؤدي إىل إرتف‪H‬اع أس‪H‬عار ه‪H‬ذه الس‪H‬لع و بالت‪H‬ايل ف‪H‬إن جمم‪H‬وع قدمية ال‪H‬وردات اجلزائري‪H‬ة‬
‫سوف ترتفع و بذلك سوف تتحمل خسائر سنوية حوايل ‪ 300‬إىل ‪ 400‬مليون ‪. 2 .$‬‬
‫وسنتخلص مما سبق أنه بالتأكيد سوف ميكن أن يكون إلنضمام اجلزائ‪H‬ر ملنظم‪H‬ة التج‪H‬ارة العاملي‪H‬ة اث‪H‬ار‬
‫إجيابية إال أنه إذا بقيت األوضاع على ماهي عليه ‪ ،‬فإن هذه اآلث‪H‬ار اإلجيابي‪H‬ة س‪H‬وف متث‪H‬ل نس‪H‬بة قليل‪H‬ة‬
‫إذا ماقرناها باالثار السلية اليت من شأهنا احملافظة و الزيادة يف النتائج اإلجابية و باملقاب‪HH‬ل حتجم من‬
‫حجم اآلثار السليية‪.‬‬
‫الفرع ‪ : 3‬إجراءات التخفيض من أثار اإلنضمام ( سلييات) ‪:‬‬
‫حىت تتفادى اجلزائر أن تكون هناك أثار سلبية و ح‪HH‬ىت تقل‪HH‬ل من حجمه‪HH‬ا الب‪HH‬د من إختاد اإلجالاءات‬
‫الثالية‪3 .‬‬

‫‪ -1‬كمال رزيق‪ /‬مسدو رفارس " إنعكاسات إنضمام اجلزائر املنظمة العاملية للتجارة" مرجع سابق‬
‫ص ‪217‬‬
‫س ‪HH‬يري " إفاق ‪H‬ي ‪HH‬ة حترر جتارة اخلدمات املال ‪H‬ي ‪HH‬ة و إعنكا ‪H‬س ‪HH‬اهتا على اع ‪H‬م ‪HH‬ال‬
‫‪H -2‬م ‪HH‬ذكرة لن ‪H‬ي ‪HH‬ل ‪H‬ش ‪HH‬هادة املاج ‪H‬‬
‫البنوك دراسة حالة اجلزائر " من إعداد بن خالدي نوال ص ‪. 192‬‬
‫‪ -3‬نفس للموجع السابق ص ‪.195‬‬

‫‪ -1‬العم‪HH H‬ل على توس‪HH H‬ع مب‪HH H‬ادرات القط‪HH H‬اع يف االقتص‪HH H‬اد اجلزائ‪HH H‬ري باعتب‪HH H‬اره احملرك األول وإعطات‪HH H‬ه‬
‫الفرض للقيام بدور اكرب يف تشكيل العالقات االقتصادية املتبادلة بني الدول العربية‪.‬‬
‫ص ‪HH H‬ة‪ .‬والتخلص من ت ‪H‬ل ‪HH H‬ك‬
‫س ‪HH H‬ات اجلزائر ‪H‬ي ‪HH H‬ة ‪H‬س ‪HH H‬واء العموم ‪H‬ي ‪HH H‬ة من ‪H‬ه ‪HH H‬ا أو اخلا ‪H‬‬
‫‪ -2‬إ ‪H‬ع ‪HH H‬ادة تأه ‪H‬ي ‪HH H‬ل املؤس ‪H‬‬
‫املؤسسات اليت أثبتت فش‪H‬لها ح‪H‬ىت يف غي‪H‬اب املنافس‪H‬ة احمللي‪H‬ة و األجنبي‪H‬ة ‪ ،‬باإلض‪H‬افة إىل مراجع‪H‬ة ك‪H‬ل‬
‫املن‪H‬اهج اخلاص‪H‬ة بتس‪H‬يري هات‪H‬ه املؤسس‪H‬ات وذل‪H‬ك ياعتم‪H‬اد الط‪H‬رق اجلديت‪H‬ة يف إدارات اآلعم‪H‬ال ‪ ،‬وه‪H‬ذا‬
‫كل‪HH‬ه من أج‪HH‬ل إعطاءه‪HH‬ا الق‪HH‬درة على منافس‪HH‬ة تل‪HH‬ك املؤسس‪HH‬ات اآلجنبي‪HH‬ة و ال‪HH‬يت تتم ب‪HH‬القوة مقارن‪HH‬ة م‪HH‬ع‬
‫مؤسساتنا‪.‬‬
‫‪ -3‬تفعي‪HH H‬ل دور التك‪HH H‬وين داخ‪HH H‬ل املؤسس‪HH H‬ات اإلقتص‪HH H‬ادية اجلزائري‪HH H‬ة على ك‪HH H‬ل املس‪HH H‬تويات مبا فيه‪HH H‬ا‬
‫املسؤولني الساميني يف املؤسسة ‪ ،‬وتطبيق املثل القائل " الرجل املناسب يف املكاناملنسب‪.‬‬
‫‪ -4‬إقامة املسرتايع الكبرية اليت شأهنا إمتصاص الباطلة اليت سوف تزداد جراء اإلنضمام ‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -5‬البحث يف كيفي‪HH‬ة إعتم‪HH‬اد التقني‪HH‬ات اإلش‪HH‬هارية احلديئ‪HH‬ة ال‪HH‬يت ميكنه‪HH‬ا أن توص‪HH‬ل املنت‪HH‬وج اجلزائ‪HH‬ر إىل‬
‫ص ‪HH‬د ‪H‬ب ‪HH‬ذلك اإل ‪H‬ش ‪HH‬هار اإلل ‪H‬ك ‪HH‬رتوين‪ .‬و ‪H‬ك ‪HH‬ذا التف ‪H‬ك ‪HH‬ري يف إلعت ‪H‬م ‪HH‬اد‬
‫س ‪HH‬تهلك يف ‪H‬ك ‪HH‬ل أن ‪H‬ع ‪HH‬ام ال ‪H‬ع ‪HH‬امل ‪ ،‬ونق ‪H‬‬
‫امل ‪H‬‬
‫التجارة اإللتونية مبا حتمل من كل التقنيات املتعلقة هبا‪1 .‬‬
‫ص ‪HH H‬اد‬
‫ج ‪HH H‬ات ميكن اإلقت ‪H‬‬ ‫ص ‪HH H‬ادات و إجياب ال ‪H‬ب ‪HH H‬دائل عن طر ‪H‬ي ‪HH H‬ق البحث عن منت ‪H‬‬ ‫‪ -6‬تو ‪H‬س ‪HH H‬يع قا ‪H‬ع ‪HH H‬دة ال ‪H‬‬
‫اجلزائ ‪HH‬ري أن يتخخص فيه ‪HH‬ا و ين ‪HH‬افس مبا املنتج ‪HH‬ات االجنبي ‪HH‬ة ‪ ،‬وع ‪HH‬دم اإلعتم ‪HH‬اد على الب ‪HH‬رتول ك ‪HH‬أهم‬
‫ص ‪HH‬ادية إذا أوليت هلا العنا ‪H‬ي ‪HH‬ة الكاف ‪H‬ي ‪HH‬ة من‬
‫ص ‪HH‬بعة ‪H ،‬ف ‪HH‬اجلزائر حت ‪H‬ت ‪HH‬وى على قطا ‪H‬ع ‪HH‬ات إقت ‪H‬‬
‫‪H‬م ‪HH‬ورد للعمل ‪H‬ي ‪HH‬ة ال ‪H‬‬
‫متوي‪HH H‬ل و حس‪HH H‬ن تس‪HH H‬ري ‪ ،‬س‪HH H‬وف يك‪HH H‬ون مبق‪HH H‬دورها جلب م‪HH H‬ذخيل معت‪HH H‬ربة ‪ ،‬كالقط‪HH H‬اع ال‪HH H‬زراعي و‬
‫اخلدمات خاص‪HH‬ة الس‪HH‬ياحة منه‪HH‬ا و لن ت‪HH‬أيت ه‪HH‬ذا إال من خالل بن‪HH‬اء إش‪HH‬رتاحية تنمي‪HH‬ة جدي‪HH‬دة يف ك‪HH‬ل‬
‫القطاعات الزراعي و اخلدماتين يكون شعارها" التصدير هو عماد املستقبل"‬
‫و وب ‪HH‬ذلك إعتم ‪HH‬اد املع ‪HH‬ايري الدولي ‪HH‬ة فيم ‪HH‬ا خيص املواص ‪HH‬فات و املق ‪HH‬اييس و التس ‪HH‬ويق ‪ ،‬و التغلي ‪HH‬ف ح ‪HH‬ىت‬
‫يكون املنتوج اجلزائري دو وجودة متكيه من الوقوف و الصمود يف وهباملنافسة االجنبية‪.‬‬
‫ص ‪HH‬ة أن ه‪HH H‬ذه اآل ‪H‬خ ‪HH‬رية على ق‪HH H‬در كب‪HH H‬ري من اآلمهي‪HH H‬ة يف‬‫ش ‪HH‬أت الص‪HH H‬غرية و املتوس‪HH H‬طة ‪ ،‬خا ‪H‬‬ ‫‪ -7‬دعم املن ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬الح ‪H‬ج ‪HH‬ذري‬ ‫ص ‪HH‬اص البطا ‪H‬ل ‪HH‬ة و ‪H‬ك ‪HH‬ذا الق ‪H‬ي ‪HH‬ام بإ ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬ادية ‪ ،‬ملا هلا دور ك ‪H‬ب ‪HH‬ري يف إمت ‪H‬‬
‫عمل ‪H‬ي ‪HH‬ة التنم ‪H‬ي ‪HH‬ة اإلقت ‪H‬‬
‫للبنوك عن طريق إعتماد التسيري البنكي املعم‪H‬ول ب‪H‬ه دولي‪H‬ا و ب‪H‬ذلك تش‪H‬جيع إس‪H‬تثمار رؤوس األم‪H‬وال‬
‫الوطنية ‪ ،‬وجدب رؤوس اآلموال األجنبية‪.‬‬

‫‪ -1‬كم‪HH‬ال لرزي‪HH‬ق‪ /‬مس‪HH‬دود ف‪HH‬ارس " إنعكس‪HH‬ات إنض‪HH‬مام اجلزائ‪HH‬ر للمنظم‪HH‬ة العاملي‪HH‬ة للتج‪HH‬ارة " مرج‪HH‬ع‬
‫سابق ص ‪. 218‬‬

‫اخلامتة ‪:‬‬
‫من خالل دراستنا ملوض‪H‬وع ب‪H‬الغ اآلمهي‪H‬ة نس‪H‬تخلص أن‪H‬ه بوس‪H‬ع اجلزائ‪H‬ر أن تبقى خ‪H‬ارج املنظم‪H‬ة ‪ .‬وأن‬
‫الدخول فيما أصبح من متطلب‪H‬ات العص‪H‬ر بإعتب‪H‬ار أن املنظم‪H‬ة من أهم املنظم‪H‬ات اإلقتص‪H‬ادية العاملي‪H‬ة و‬
‫ل‪HH H‬ذا ف‪HH H‬إن ق‪HH H‬رار التق‪HH H‬دمي لإلنض‪HH H‬مام إىل املنظم‪HH H‬ة من قب‪HH H‬ل اجلزائ‪HH H‬ر ه‪HH H‬و يف احلقيق‪HH H‬ة إدراك لض‪HH H‬رورة فتح‬
‫اآلس‪HH‬واق وزي‪HH‬ادة التب‪HH‬ادل التج‪HH‬اري و نق‪HH‬ل اخلربات و التكنولوجي‪HH‬ا و تش‪HH‬جيع االس‪HH‬تثمار األجن‪HH‬يب مما‬
‫س ‪HH‬ات و ب ‪H‬ن ‪HH‬اء‬
‫‪H‬ي ‪HH‬رتتب الع ‪H‬م ‪HH‬ل على اإل ‪H‬ن ‪HH‬دماج يف اآل ‪H‬س ‪HH‬واق العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة من خالل عمل ‪H‬ه ‪HH‬ا على تأه ‪H‬ي ‪HH‬ل املؤس ‪H‬‬
‫ص ‪HH‬غرية ‪ .‬و اإل ‪H‬س ‪HH‬تفادة ‪H‬ق ‪HH‬در اإلم ‪H‬ك ‪HH‬ان من‬‫س ‪HH‬ات املتو ‪H‬س ‪HH‬طة و ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬ية و تت ‪H‬م ‪HH‬يز أدوار املؤس ‪H‬‬
‫‪H‬ق ‪HH‬درهتا التناف ‪H‬‬
‫التجارب اليت مرت هبا كتجرية اإلنع‪H‬اش اإلقتص‪H‬ادي ال‪H‬يت تعدب‪H‬ه املؤسس‪H‬ات الدولي‪H‬ة ولكنه‪H‬ا مل حتق‪H‬ق‬
‫من خالل برنامج اإلصالح اإلقتصادي الذي أقتصر التغسيل‬

‫‪128‬‬
‫في ‪HH‬ه على التوزن ‪HH‬ات املالي ‪HH‬ة الك ‪HH‬ربى و مع ‪HH‬دالت منو ع ‪HH‬اجزة عن حتقي ‪HH‬ق النم ‪HH‬و و اإلنتع ‪HH‬اش ‪ ،‬حيث أن‬
‫اإلنض ‪HH‬مام إىل املنظم‪HH‬ة يع ‪HH‬ين قي ‪HH‬ام اجلزائ ‪HH‬ر بتحري ‪HH‬ر جتارهتا اخلاجي ‪HH‬ة ‪ ،‬و ه ‪HH‬ذا بتنفي ‪HH‬ذ اإللتزم ‪HH‬ات املتعلق ‪HH‬ة‬
‫بتحرير مجيع القاطاعات‪.‬‬
‫و يف ظل إستمرار اآلوضاع السياسيلت احلالية فإن املؤسسات و الشركات اجلزائرية س‪H‬تذخل خلي‪H‬ة‬
‫املنافس‪HH‬ة يف وض‪HH‬عية غ‪HH‬ري تنافس‪HH‬ية و هي ب‪HH‬ذلك التس‪HH‬تطيع الص‪HH‬مود و التق‪HH‬اء يف الس‪HH‬وق نظ‪HH‬ر حملدودي‪HH‬ة‬
‫س ‪HH‬ات‬‫ش ‪HH‬ركات و املؤس ‪H‬‬ ‫س ‪HH‬ة ال ‪H‬‬
‫س ‪HH‬تويات ادائ ‪H‬ه ‪HH‬ا و بال ‪H‬ت ‪HH‬ايل ‪H‬ع ‪HH‬دم ‪H‬ق ‪HH‬درهتا على مناف ‪H‬‬
‫إمكانياهتا و ض ‪HH‬عف م ‪H‬‬
‫العاملي‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت تتم‪HH H‬يز بق‪HH H‬درهتا و ج‪HH H‬ودة و تن‪HH H‬وع س‪HH H‬لعها وكفاءهتا اإلداري‪HH H‬ة و ق‪HH H‬درهتا التس‪HH H‬ويقية رغم‬
‫اإلجيابي‪HH H‬ات ال‪HH H‬يت ميكن أن يتبعه‪HH H‬ا اإلنض‪HH H‬مام إىل املنظم‪HH H‬ة إال أ‪ ،‬الوض‪HH H‬عية اجلالي‪HH H‬ة تش‪HH H‬تد على س‪HH H‬رعة‬
‫تأهيلية ‪ ،‬لتعظيم مكاسب اإلنضمام و تقليل املخاضر املختلفة و حماولة التكتف معها‪ ،‬إنتش‪HH‬ار الفق‪HH‬ر‬
‫و البطالة و تفاقم أزمة السكن كلها عوامل اتطلب إصلحا جدريا‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫* ع ‪HH‬اطف الس ‪HH‬يد ‪ " :‬اجلات و الع ‪HH‬امل الث ‪HH‬الث " ‪ +‬دراس ‪HH‬ة تقييمي ‪HH‬ة للج‪HH‬ات و إس ‪HH‬رتاجية للمواجه ‪HH‬ة ‪+‬‬
‫جمموعة النيل‬
‫العربية الطبعة "‪. 2002 : "1‬‬
‫* املسري السيد حجازي ‪ " :‬منظمة التجارة العاملية ‪ +‬عرض تارجي حتليلي ‪2001 +‬‬
‫* فضل على متين ‪ " :‬اآلثار احملتملة املنظمة التجارة العاملية على التجارة اخلارجية و الدول النامي‪HH‬ة "‬
‫مكتبة مدبويل ‪2000‬‬
‫* حمم‪H‬د عم‪H‬ر محاد أب‪H‬ودوح ‪ " :‬منظم‪H‬ة التج‪H‬ارة العاملي‪H‬ة و إقتص‪H‬اديات ال‪H‬دول الثامن‪H‬ة " ال‪H‬دار اجلامعي‪H‬ة‬
‫‪2003‬‬
‫* عبد املطلب عبد احلميد ‪ " :‬اجلات وأليات منظمة التجارة العاملي‪HH‬ة من أوروج‪HH‬واي لس‪HH‬ياثل و ح‪HH‬ىت‬
‫الدوحة " الدارؤ اجلامعية ‪. 2005‬‬
‫‪» Michel Rainelli : L’organisation mondial du commerce‬‬
‫‪.Siscième édition : La découverte Paris 2002‬‬

‫‪129‬‬
‫* جديدة اخلرب اليومية ‪ 21‬فيفري ‪ 2005‬العدد ‪4324‬‬
‫* جملة العلوم اإلقتصادية و علوم التسيري جامعة فرحات عباس سطيف عدد ‪. 2002 – 1‬‬
‫* جملة العلوم اإلنسانية ‪ :‬جامعة حممد خيضر بسكرة العدد ‪ – 4‬ماي ‪2003‬‬
‫* امللتقى الوطين حول اإلقتصاد اجلزائري يف اآللفية التالثة ‪ 22- 21‬ماي ‪ 2002‬بليدة ‪.‬‬
‫* اإلقتصاد السياسي و تاريخ الوقائع اإلقتصادية املعاصرة ‪ :‬دروس سنة أوىل علوم إقتص‪HH‬ادية مقدم‪HH‬ة‬
‫من طرف ‪ :‬شريف شكيب أنور‪ -‬بن منصور عبد اهلل ‪. TLEMCEN 2003‬‬
‫* م‪HH‬ذكرة لني‪HH‬ل ش‪HH‬هادة ماجس‪HH‬ترب بعن‪HH‬وان ‪ " :‬إيتفاقي‪HH‬ة حتري‪HH‬ر جتارة اخلدمات املالي‪HH‬ة و إنعكاس‪HH‬اهتا على‬
‫أعم ‪HH‬ال البن ‪HH‬وك – دراس ‪HH‬ة حال ‪HH‬ة اجلزائ ‪HH‬ر – من إع ‪HH‬داد بن خال ‪HH‬دي ن ‪HH‬وال ‪.‬حتت إش ‪HH‬راف ‪ :‬بن بوزي ‪HH‬ان‬
‫حممد ( ‪. ) 2005 -2004‬‬
‫ض ‪HH‬مام اجلزا ‪H‬ئ ‪HH‬ر إىل منظم ‪HH‬ة التج ‪HH‬ارة العامل ‪H‬ي ‪HH‬ة من إ ‪H‬ع ‪HH‬داد‬
‫س ‪HH‬انس بع ‪H‬ن ‪HH‬وان ‪ " :‬إن ‪H‬‬
‫* ‪H‬م ‪HH‬ذكرة لن ‪H‬ي ‪HH‬ل ‪H‬ش ‪HH‬هادة لي ‪H‬‬
‫الطالبتني زاوي فضيلة – دهل سهيلة حتت إلشراف صباغ مجال الدين ( ‪.) 2005 -2004‬‬

‫الجزائر و عالقتها مع صندوق النقد الدولي‬


‫الفصل األول‪ :‬نشأة صندوق النقد الدولي‬

‫‪:‬المبحث األول‬

‫نشأة صندوق النقد الدولي و مراحل تطوره‬


‫نتيجة لتفاقم األزمات النقدية الدولي‪H‬ة‪ ,‬و اش‪H‬تداد الص‪HH‬راع على اكتس‪H‬اب األس‪H‬واق اخلارجي‪H‬ة و غريه‪H‬ا من االض‪H‬طرابات‬
‫اليت عرفها النظام النقدي الدويل ‪ ,‬أمجعت الدول رأيها على ضرورة إنشاء منظمة دولية تأخذ على عاتقها مهمة اإلشراف على‬
‫حق تغري أسعار صرف عمالت الدول يف العامل‪.‬‬
‫حيث اجتم‪H‬ع يف أول جويلي‪H‬ة ‪ 1944‬من‪H‬دوبو (‪ ) 44‬دول‪H‬ة يف بريت‪H‬ون وودزر ب‪H‬الو‪.‬م‪.‬أ هبدف دراس‪H‬ة إمكاني‪H‬ة الوص‪H‬ول إىل نظ‪H‬ام‬
‫نقدي جديد ميكن أن يسري عليه العامل بعد انتهاء ح‪.‬ع‪. II‬‬
‫و من أج‪HH‬ل توزي‪HH‬ع حجم التج‪HH‬ارة الدولي‪HH‬ة اق‪HH‬رتح املؤمترون أن تتع‪HH‬اون ال‪HH‬دول فيم‪HH‬ا بينه‪HH‬ا على رف‪HH‬ع احلواجز و إلغ‪HH‬اء القي‪HH‬ود‬
‫التجارية و املالية اليت تعرقل العمليات التجارية الدولية‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫قبل انعق‪H‬اد م‪H‬ؤمتر بريت‪H‬ون وودز‪ ,‬ك‪H‬ان ق‪H‬د ط‪H‬رح مش‪H‬روعني ‪ ,‬أح‪H‬دمها لالقتص‪H‬ادي اإلجنل‪H‬يزي "كي‪H‬نز" و اآلخ‪H‬ر لوكي‪H‬ل اخلزان‪H‬ة‬
‫‪1‬‬
‫األمريكية "هاري هوايت" ‪.‬‬
‫مشروع اإلنجليزي ‪ ( :‬جون مينارد كينز) ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تقدمت به اجنل‪H‬رتا يف ‪ 7‬أبري‪H‬ل ‪ : 1943‬يتض‪H‬من إجياد مؤسس‪H‬ة دولي‪H‬ة تتمت‪H‬ع بس‪H‬لطة إص‪H‬دار عمل‪H‬ة خاص‪H‬ة هبا(ب‪H‬انكور)‪ .‬فق‪H‬د‬
‫اقرتح "كينز" فرض عقوبات على الدول اليت لديها فائض يف موازين م‪H‬دفوعاهتا ‪ ,‬و ك‪H‬ذلك على ال‪H‬دول ال‪H‬يت تع‪H‬اين من عج‪H‬ز يف‬
‫موازينها‪.‬‬
‫إذا اق‪HH‬رتح إنش‪HH‬اء نظ‪HH‬ام لتق‪HH‬دمي الق‪HH‬روض من ال‪HH‬دول ال‪HH‬يت ل‪HH‬ديها ف‪HH‬ائض إىل تل‪HH‬ك ال‪HH‬يت تع‪HH‬اين من العج‪HH‬ز‪,‬و أن يتم منح ه‪HH‬ذه الق‪HH‬روض‬
‫حس‪HH H H‬ب أمهي‪HH H H‬ة ك‪HH H H‬ل دول‪HH H H‬ة يف التج‪HH H H‬ارة الدولي‪HH H H‬ة ‪ .‬و ه‪HH H H‬ذا ب‪HH H H‬دوره يتطلب وض‪HH H H‬ع نظ‪HH H H‬ام ملراقب‪HH H H‬ة األرص‪HH H H‬دة الدائن‪HH H H‬ة و املدين‪HH H H‬ة‬
‫و التأثري على تقلباهتا ( املقاصة) ‪ .‬أما بالنسبة للدول املدينة فقد اق‪H‬رتح املش‪HH‬روع إلزامه‪H‬ا بتخفيض قيم‪H‬ة عمالهتا أو تق‪H‬دمي ض‪H‬مان‬
‫‪2‬‬
‫مناسب إىل املؤسسة الدولية املنشودة‪ ,‬أو بتقدمي الذهب أو بفرض الرقابة على حركات رؤوس األموال‪.‬‬
‫و يبدو أن مث‪H‬ل ه‪H‬ذا االق‪H‬رتاح س‪H‬ببه أن إجنل‪HH‬رتا ك‪H‬انت تلعب دورا كب‪H‬ريا يف التج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة و مبا أن أمريك‪H‬ا ك‪H‬انت تتمت‪H‬ع بف‪H‬ائض‬
‫يف م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعاهتا‪ ,‬رفض‪HH‬ت االق‪HH‬رتاح ال‪HH‬داعي إىل ف‪HH‬رض عقوب‪HH‬ات على ال‪HH‬دول الدائن‪HH‬ة و املدين‪HH‬ة على ح‪HH‬د الس‪HH‬واء‪ .‬و ك‪HH‬ذا ذل‪HH‬ك‬
‫الداعي إىل منح القروض حسب أمهي‪H‬ة ك‪H‬ل دول‪H‬ة يف التج‪H‬ارة الدولي‪H‬ة‪,‬وب‪H‬دال من ذل‪H‬ك اق‪H‬رتحت أن متنح الق‪H‬روض حس‪H‬ب حص‪H‬ص‬
‫األعضاء يف املؤسسة الدولية املنشودة‪.‬‬
‫المشروع األمريكي(هوايت) ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ينص املشروع على إجياد مؤسسة دولية تعمل على ع‪H‬دم الوق‪H‬وع يف املش‪H‬اكل ال‪H‬يت عرفته‪H‬ا دول الع‪H‬امل يف ف‪H‬رتة الثالثين‪H‬ات‪ ,‬و‬
‫ال ‪HH‬يت متثلت يف ختفيض قيم ‪HH‬ة العمل ‪HH‬ة على ص ‪HH‬عيد تنافس ‪HH‬ي بني ال ‪HH‬دول‪ ,‬القي ‪HH‬ود املفروض ‪HH‬ة على عملي ‪HH‬ات الص ‪HH‬رف اخلارجي ‪HH‬ة و على‬
‫التجارة الدولية‪ .‬و التخلص من النقص يف االحتياطات الدولية ‪ ,‬حبيث تكون موارد هذه املؤسسة مأخوذة من األعضاء‪.‬‬
‫و قد تشابه املشروعان من حيث املبادئ التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إجياد مؤسسة دولية مشرتكة ‪.‬‬
‫‪ -‬حتقيق توازنات يف موازين املدفوعات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬توفري ائتمان دويل لألعضاء‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على استقرار أسعار الصرف‪.‬‬

‫و ق ‪HH‬د تلخص ‪HH‬ت أحباث و مناقش ‪HH‬ات م ‪HH‬ؤمتر "بريت ‪HH‬ون وودز" يف إنش ‪HH‬اء ص ‪HH‬ندوق النق ‪HH‬د ال ‪HH‬دويل و البن ‪HH‬ك ال ‪HH‬دويل لإلنش ‪HH‬اء و‬
‫‪3‬‬
‫التعمري‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫وقد نصت اتفاقية "بريتون وودز" على األهداف اليت ينبغي على صندوق النقد الدويل أن يعمل على حتقيقها‪:‬‬
‫تشجيع التعاون النقدي الدويل عن طريق إجياد مؤسسة دولية حلل املشاكل الدولية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ - 1‬د‪.‬ضياء جميد املوسوي‪ -‬النظام النقدي الدويل‪.‬‬


‫‪ - 2‬د‪.‬مروان عطون‪ -‬أزمات الذهب يف العالقات االقتصادية الدولية‪.‬‬
‫‪ - 3‬د‪.‬ضياء جميد املوسوي ‪ ,‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ - 4‬رسالة ماجيستري يف العلوم االقتصادية بعنوان صندوق النقد الدويل و مأزق مديونية دول العامل الثالث ‪ ,‬أمحد صيام‬
‫زكرياء ‪ ,‬جامعة اجلزائر ‪. 1996-1995,‬‬

‫‪131‬‬
‫العم‪HH H H H H H H H H H H H‬ل على النم‪HH H H H H H H H H H H H‬و املت‪HH H H H H H H H H H H H‬وازن يف التب‪HH H H H H H H H H H H H‬ادل‪ ,‬و م‪HH H H H H H H H H H H H‬ا يؤدي‪HH H H H H H H H H H H H‬ه من زي‪HH H H H H H H H H H H H‬ادة يف ال‪HH H H H H H H H H H H H‬دخل‬ ‫‪-2‬‬
‫و التشغيل‪.‬‬
‫إقام ‪HH‬ة نظ ‪HH‬ام دويل متع ‪HH‬دد األط ‪HH‬راف للم ‪HH‬دفوعات هبدف تنظيم العملي ‪HH‬ات اجلاري ‪HH‬ة بني ال ‪HH‬دول األعض ‪HH‬اء للح ‪HH‬د من‬ ‫‪-3‬‬
‫العوامل املعيقة لنمو التجارة الدولية‪.‬‬
‫حتقيق استقرار نقدي و جتنب املنافسة يف أسعار الصرف‪ ,‬و ذلك بتحديد أسعار صرف ثابتة لتبادل العمالت‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫جع ‪HH‬ل م ‪HH‬وارد الص ‪HH‬ندوق يف متن ‪HH‬اول األعض ‪HH‬اء ملس ‪HH‬اعدهتا يف التغلب على املص ‪HH‬اعب لالس ‪HH‬تفادة من املوارد العام ‪HH‬ة‬ ‫‪-5‬‬
‫للصندوق لتصحيح موازين مدفوعاهتا يف حاالت العجز املؤقت مما يسمح بتنمية الثقة بني البلدان األعضاء‪.‬‬
‫تأمني وسائل السيولة الدولية ملواجهة االضطرابات املؤقتة يف موازين املدفوعات و ذلك مبع‪HH‬ىن العم‪HH‬ل على تقص‪HH‬ري‬ ‫‪-6‬‬
‫أمد االختالل يف موازين املدفوعات للدول األعضاء‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬‬
‫أزمة نظام " بريتون وودز" ‪:‬‬
‫اس‪HH‬تهدف نظ‪HH‬ام " بريت‪HH‬ون وودز" مس‪HH‬اعدة ال‪HH‬دول األعض‪HH‬اء ال‪HH‬يت تع‪HH‬اين من مش‪HH‬اكل يف م‪HH‬وازين م‪HH‬دفوعاهتا ‪ ,‬و ذل‪HH‬ك بتق‪HH‬دمي‬
‫املساعدات املالية من صندوق النقد الدويل‪ ,‬و من أهم بنود هذا النظام‪:1‬‬
‫إمكانية حتويل الدوالر إىل ذهب بسعر ثابت هو ‪ $ 35‬لألوقية‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حتديد أسعار صرف تعادلية رمسية لعمالت الدول األعضاء يف ‪ FMI‬على أساس الذهب و الدوالر‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ه ‪HH‬امش التغ ‪HH‬ري لك ‪HH‬ل عمل ‪HH‬ة بالنس ‪HH‬بة لل ‪HH‬دوالر يتح ‪HH‬دد بنس ‪HH‬بة ‪ % 1‬زي ‪HH‬ادة أو نقص ‪HH‬انا‪,‬ولل ‪HH‬دول احلري ‪HH‬ة يف اختي ‪HH‬ار‬ ‫‪-3‬‬
‫السياسات املناسبة إلبقاء أسعار الصرف ضمن اهلوامش احملددة‪.‬‬
‫إتاحة قدر من السيولة الدولية حتت شروط معينة إىل الدول اليت تعاين من عجز مؤقت يف موازين مدفوعاهتا‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫‪-5‬نظم الصندوق عملية ختفيض قيمة العملة عن طريق التمييز بني حالتني‪:‬‬
‫أ‪-‬ع ‪HH‬دم احلص ‪HH‬ول على املوافق ‪HH‬ة التلقائي ‪HH‬ة من ‪ FMI‬إذا ك ‪HH‬ان التخفيض حبدود ‪ % 10‬أو أق ‪HH‬ل يف حال ‪HH‬ة م ‪HH‬ا إذا‬
‫كانت الدولة العضو تعاين من عجز جوهري يف ميزان مدفوعاهتا ‪.‬‬
‫ب‪-‬أما إذا كان التخفيض املقرتح أكرب من ‪ % 10‬يكون من سلطة الصندوق املوافقة أو االعرتاض‪.‬‬
‫‪-6‬حتقيق جتارة متعددة األطراف و قابلية التحويل بني العمالت ‪ ,‬و رفع الرقابة على عمليات الصرف اخلارجي و ك‪HH‬ذلك‬
‫رفع احلواجز اجلمركية أمام حرية التجارة‪.‬‬
‫و لق ‪HH‬د ح ‪HH‬دد م ‪HH‬ؤمتر " بريت ‪HH‬ون وودز" ف ‪HH‬رتة ‪ 5‬س ‪HH‬نوات كف ‪HH‬رتة انتقالي ‪HH‬ة كافي ‪HH‬ة ح ‪HH‬ىت تعم ‪HH‬ل ال ‪HH‬دول على جع ‪HH‬ل عمالهتا قابل ‪HH‬ة‬
‫‪2‬‬
‫للتحويل و ذلك نظرا للظروف الشادة اليت أعقبت الـ ح‪.‬ع‪. II.‬‬
‫إن النظام النقدي الدويل الذي نتج عن اتفاقية "بريتون وودز" ق‪H‬د أعطى أمهي‪H‬ة كب‪H‬رية لل‪H‬دوالر حيث اعت‪H‬ربه األس‪H‬اس الث‪H‬ابت‬
‫ال ‪HH‬ذي يق ‪HH‬وم علي ‪HH‬ه النظ ‪HH‬ام النق ‪HH‬دي ال ‪HH‬دويل اجلدي ‪HH‬د‪ .‬ففي ظ ‪HH‬ل النظ ‪HH‬ام ‪ ,‬لعب ال ‪HH‬دوالر دور الوس ‪HH‬يط بني ال ‪HH‬ذهب و ب ‪HH‬اقي العمالت‬
‫األخرى‪ ,‬إال أنه نتيجة لتزايد العجز يف ميزان املدفوعات األمريكي الذي سجل خسارات مهمة و متتالية من‪HH‬ذ الس‪HH‬تينات‪ ,‬و م‪HH‬ا‬
‫رافق‪HH‬ه من ارتف‪HH‬اع يف مع‪HH‬دالت البطال‪HH‬ة و التض‪HH‬خم‪ ,‬و زي‪HH‬ادة عملي‪HH‬ات خ‪HH‬روج رؤوس األم‪HH‬وال األمريكي‪HH‬ة بس‪HH‬بب ارتف‪HH‬اع أس‪HH‬عار‬

‫‪ -‬د‪.‬ضياء جميد املوسوي‪ -‬النظام النقدي الدويل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪.‬صبحي تادرس قريصة‪.‬د‪ .‬مدحت حممد العقاد ‪ ,‬النقود و البنوك و العالقات االقتصادية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪132‬‬
‫الفائ ‪HH‬دة يف دول أورب ‪HH‬ا الغربي ‪HH‬ة س ‪HH‬نة ‪ . 1961‬ك ‪HH‬ل ه ‪HH‬ذه التغ ‪HH‬ريات قابله ‪HH‬ا زي ‪HH‬ادات هام ‪HH‬ة يف ال ‪HH‬دوالرات املرتاكم ‪HH‬ة لص ‪HH‬احل ال ‪HH‬دول‬
‫األخرى خاصة دول أوربا‪.‬‬
‫و قد ساد االعتقاد بأن الدوالر األمريكي مقيم بأعلى من قيمته‪,‬و مما ترتب عنه موجة حتوي‪HH‬ل ال‪HH‬دوالر إىل عمالت أخ‪HH‬رى أمهه‪HH‬ا‬
‫املارك األملاين‪.‬‬
‫كان مؤمتر "بريتون وودز" لع‪H‬ام ‪ , 1944‬ال‪H‬ذي يعت‪H‬رب نقط‪H‬ة حتوي‪H‬ل يف العالق‪H‬ات االقتص‪HH‬ادية الدولي‪H‬ة‪ ,‬ق‪H‬د وض‪H‬ع األس‪H‬اس للتع‪H‬اون‬
‫فيما بني الدول حلل مشاكل النقد العاملية‪.‬‬
‫و كان اهلدف من إنشاء ‪ FMI‬هو محاية االقتصاد العاملي‪ ,‬و إقامة نظام نقدي واضح و مستقر‪.‬‬
‫و خالل رب‪HH‬ع الق‪HH‬رن األول من وج‪HH‬وده‪ ,‬ت‪HH‬وىل الص‪HH‬ندوق الرقاب‪HH‬ة على النظ‪HH‬ام س‪HH‬عر التع‪HH‬ادل ال‪HH‬ذي ك‪HH‬ان يس‪HH‬تهدف كفال‪HH‬ة‬
‫استقرار الصرف‪,‬و يقتضي من الدول األعضاء حتديد قيمة عملتها على أساس ‪ $‬األمريكي أو الذهب‪.‬‬
‫و عندما مت يف أوائل السبعينات التخلي عن هذا النظام على سعر الصرف الثابت و استعيض عنه بتعومي أسعار الصرف‪ ,‬تس‪HH‬اءل‬
‫حلف‪HH‬اء الص‪HH‬ندوق و نق‪HH‬اده عم‪HH‬ا إذا ك‪HH‬ان س‪HH‬يظل ل‪HH‬ه دور يف الوض‪HH‬ع اجلدي‪HH‬د‪ ,‬غ‪HH‬ري أن‪HH‬ه س‪HH‬رعان م‪HH‬ا وج‪HH‬د الص‪HH‬ندوق أن دوره يتس‪HH‬ع‬
‫نطاقه بدال من أن ينكمش يف أعقاب األزمة االقتصادية العامية‪.‬‬
‫إىل ج‪HH‬انب االتف‪HH‬اق الع‪HH‬ام بش‪HH‬أن التعريف‪HH‬ات اجلمركي‪HH‬ة و التج‪HH‬ارة (جمموع‪HH‬ة ‪ ) GATT‬املربم ع‪HH‬ام ‪ 1947‬ال‪HH‬ذي وض‪HH‬ع القواع‪HH‬د‬
‫املنظمة للتجارة الدولية‪.‬‬
‫"كان نظام "بريتون وودز" على الرغم من أوجه ضعفه دعامة قوية لفرتة النمو االقتصادي العاملي الطويلة ال‪HH‬يت امت‪HH‬دت‬
‫من عام ‪ 1947‬إىل عام ‪ 1971‬و أدى هذا النظام إىل تشجيع البلدان الصناعية يف أوربا على اتباع سياسيات فطنة القتص‪H‬ادها‬
‫الكلي‪ ,‬و اس ‪HH‬تخدام السياس ‪HH‬ة النقدي ‪HH‬ة ك ‪HH‬أداة لتوجي ‪HH‬ه سياس ‪HH‬ة االقتص ‪HH‬اد الكلي و حتقي ‪HH‬ق أس ‪HH‬عار واقعي ‪HH‬ة للص ‪HH‬رف و حتس ‪HH‬ني مراك ‪HH‬ز‬
‫مدفوعاهتا‪ ,‬و هكذا استطاعت البلدان األوربية أن ختفض معدالت تضخمها و تقلل العجز يف مراكز مدفوعاهتا‪.‬‬
‫و باإلضافة إىل دوره كمحفل للتشاور و التع‪H‬اون‪ ,‬س‪H‬اعد ‪ FMI‬البل‪H‬دان يف التغلب على املش‪HH‬اكل املتعلق‪H‬ة مبوازين م‪H‬دفوعاهتا يف‬
‫األجل القصري‪ ,‬و ذلك بإقراضها ما حتتاج إليه من النقد األجنيب "‪.1‬‬

‫انهيار نظام التعادل الثابت (‪: ) B.WOODS‬‬


‫اهنار نظام "بريتون وودز" لعدة أسباب منها ‪:‬‬
‫‪ -‬االحتياطات املوجودة لدى البنك املركزي و الو‪.‬م‪.‬أ مل تعد كافية لتسديد الديون إىل املؤسسات املالية اخلارجية‪.‬‬
‫‪ -‬يف سنة ‪ 1971‬شوهدت عمليات بيع ‪ $‬متتالية وفقا لتوقع‪H‬ات عج‪H‬ز مهم يف م‪H‬يزان املدفوعات األم‪H‬ريكي مما أدى إىل‬
‫ارتفاع سعر الذهب‪.‬‬
‫‪ -‬يف ‪ : 15/08/1971‬أعلن ال ‪HH‬رئيس األم ‪HH‬ريكي "نيكس ‪HH‬ون" سياس ‪HH‬ة اقتص ‪HH‬ادية جدي ‪HH‬دة مل يع ‪HH‬د ‪ $‬األم ‪HH‬ريكي مبوجبه ‪HH‬ا‬
‫ق ‪HH‬ابال للتحوي ‪HH‬ل إىل ذهب‪ .‬كم ‪HH‬ا تض ‪HH‬منت ف ‪HH‬رض رس ‪HH‬وم مجركي ‪HH‬ة على املب ‪HH‬ادالت التجاري ‪HH‬ة م ‪HH‬ع ال ‪HH‬دول األخ ‪HH‬رى خاص ‪HH‬ة‬
‫اليابان‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬يف ديسمرب ‪ : 1971‬يف واشنطن مت اتفاق "‪ " Smithonion‬على التايل‪:‬‬

‫‪ -‬جملة التمويل و التنمية سبتمرب ‪. 1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حماضرة –املالية الدولية‪ -‬حول النظام النقدي الدويل‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ /1 -‬ختفيض عمل ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ة ال ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬دوالر و إع ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ادة تق ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ييم عمالت أخ ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬رى ‪:‬‬
‫‪ 1‬أوقية ذهب= ‪. $ 38‬‬
‫‪ /2 -‬انتقل هامش تغري الدوالر من ‪ %1‬إىل ‪. % 2,25‬‬
‫‪ /3 -‬عدم قابلية حتويل ‪ $‬إىل ذهب‪.‬‬
‫و بذلك اهنارت دعامتني أساسيتني يف نظام "بريتون وودز" ‪:‬‬
‫‪-‬عدم قابلية حتويل الدوالر إىل ذهب‪.‬‬
‫‪ -‬حتويل نظام سعر الصرف الثابت إىل نظام صرف يعتمد على سياسة التعومي‪.‬‬
‫و يف سنة ‪ 1973‬كان هناك ختفيض آخر للدوالر بسبب أزمة البرتول اليت زادت من اختالل النظام النقدي الدويل ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬‬

‫تعديل أحكام الصندوق‬


‫بع‪HH‬د األزم‪HH‬ة احلادة ال‪HH‬يت تع‪HH‬رض هلا النظ‪HH‬ام النق‪HH‬دي ال‪HH‬دويل‪ ,‬أص‪HH‬بح من املس‪HH‬تحيل العم‪HH‬ل باألحك‪HH‬ام املنبثق‪HH‬ة عن " بريت‪HH‬ون‬
‫وودز" ‪.‬‬
‫و لض ‪HH‬مان اس ‪HH‬تقرار وظ ‪HH‬ائف الص ‪HH‬ندوق ك ‪HH‬ان ال ب ‪HH‬د من إدخ ‪HH‬ال بعض التع ‪HH‬ديالت على النص ‪HH‬وص األساس ‪HH‬ية ال ‪HH‬يت تس ‪HH‬اير املرحل ‪HH‬ة‬
‫اجلديدة أي ملا بعد سنة ‪. 1973‬‬
‫‪1‬‬
‫و أهم التعديالت اليت عرفها صندوق النقد الدويل ‪:‬‬
‫تعديل اتفاقية"بريتون وودز" ‪:‬‬
‫عرف نظام"‪ "B.Woods‬مجلة من اإلص‪H‬الحات أمهه‪H‬ا التع‪H‬ديل األول و ال‪H‬ذي يتعل‪H‬ق بإنش‪H‬اء األص‪H‬ول و االحتي‪H‬اطي‪,‬‬
‫أما التعديل الثاين ففيه يتم التخلي عن نظام احلصص و توسيع دور حقوق السحب اخلاصة‪.‬‬
‫م‪HH‬ع بداي‪HH‬ة الس‪HH‬تينات ع‪HH‬رفت األص‪HH‬ول من االحتي‪HH‬اطي لل‪HH‬دول تط‪HH‬ورا ملحوظ‪HH‬ا ‪ ,‬وم‪HH‬ع ذل‪HH‬ك ال ميكن االعتم‪HH‬اد على الزي‪HH‬ادة يف ه‪HH‬ذه‬
‫األص ‪HH‬ول‪ ,‬و يرج ‪HH‬ع ذل ‪HH‬ك إىل التوس ‪HH‬ع الكب ‪HH‬ري ال ‪HH‬ذي عرفت ‪HH‬ه التج ‪HH‬ارة الدولي ‪HH‬ة من جه ‪HH‬ة‪ ,‬ونتيج ‪HH‬ة لتض ‪HH‬اعف ع ‪HH‬دد العمالت القابل ‪HH‬ة‬
‫للصرف من جهة أخرى‪ ,‬مما أدى إىل حترير التدفقات الرأمسالية و من مت زاد الضغط على االحتياطات‪.‬‬
‫و يف سنة ‪ 1967‬عرف االحتياطي الرمسي للصندوق ركودا‪ ,‬كما عرف الذهب يف نفس السنة اخنفاضا ملموسا‪.‬‬
‫هذه املؤشرات جعلت الصندوق حياول فيما بعد إنش‪H‬اء حق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة‪ ,‬حتدد مب‪H‬دئيا ب‪H‬وزن معني من ال‪H‬ذهب‬
‫هبدف حتقيق سيولة دولية إضافية تقدم للدول األعضاء مبا يعادل حجم احلصة لكل عضو‪.‬‬
‫فحقوق السحب اخلاصة تعد حقا غري مشروط للحصول على عمالت قابلة للتحويل للدول األعضاء اليت حيددها الص‪HH‬ندوق‪ .‬و‬
‫هك ‪HH‬ذا مت ع ‪HH‬رض ه ‪HH‬ذا املش ‪HH‬روع على جملس احملافظني ال ‪HH‬ذي واف ‪HH‬ق على اس ‪HH‬تخدام ه ‪HH‬ذه الوس ‪HH‬يلة و دخلت ح ‪HH‬يز التط ‪HH‬بيق من ‪HH‬ذ ‪29‬‬
‫جويلية ‪. 1969‬‬
‫و مبجرد صدور االتفاق تقرر إنشاء ‪ 3, 9‬مليار من ‪ DTS‬توزعه على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ 3,3‬مليار لسنة ‪ 3 ,1970‬مليار لسنة ‪ 1971‬و أخرى لسنة ‪.2 1972‬‬

‫‪ -‬د‪/‬اهلادي اخلالدي ‪ ,‬املرآة الكاشفة لصندوق النقد الدويل ‪ ,‬سنة ‪.1996‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪/‬اهلادي اخلالدي ‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪134‬‬
‫التعديل الثاني‪ :‬بتوسيع دور حقوق السحب الخاصة‬
‫لق ‪HH‬د توص ‪HH‬ل الص ‪HH‬ندوق يف س ‪HH‬نة ‪ , 1967‬إىل إنش ‪HH‬اء ح‪.‬س‪.‬خ‪.‬و ال ‪HH‬يت ب ‪HH‬دأ العم ‪HH‬ل هبا باعتباره ‪HH‬ا وح ‪HH‬دات حس ‪HH‬ابية و نقدي ‪HH‬ة‬
‫مقبول‪HH‬ة من قب‪HH‬ل ك‪HH‬ل ال‪HH‬دول‪ ,‬و الغاي‪HH‬ة من إنش‪HH‬اء ح‪.‬س‪.‬خ أهنا جتنب الص‪HH‬ندوق األزم‪HH‬ات ال‪HH‬يت ق‪HH‬د يتع‪HH‬رض ملا م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعات‬
‫الدول اليت متلك حصص ذات وزن كالو‪.‬م‪.‬أ ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و تتلخص ميزات ‪ DTS‬على النحو التايل‪:‬‬
‫أن قيمة ‪ DTS‬تعادل قيمة ما حيتويه الدوالر من الذهب‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫حصة كل دولة من ‪ DTS‬تساوي مقدار حصتها يف الصندوق‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ميكن إنشاء ‪ DTS‬بشرط موافقة ‪ % 85‬من القوة الصوتية لألعضاء ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يع‪HH‬د ص‪HH‬ندوق النق‪HH‬د ال‪HH‬دويل الس‪HH‬لطة الوحي‪HH‬دة ال‪HH‬يت تنف‪HH‬رد بإص‪HH‬دار ‪ DTS‬و يتم منحه‪HH‬ا ض‪HH‬من ف‪HH‬رتات متتابع‪HH‬ة و تتناس‪HH‬ب م‪HH‬ع‬
‫حصة كل دولة عضو‪.‬‬
‫و ميكن للدول األعضاء استخدام ‪ DTS‬ملعاجلة الصعوبات يف موازين املدفوعات‬
‫‪2‬‬
‫تتم عمليات التحويالت على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ -1‬القيام بعمليات حتويل ‪ DTS‬إىل عمالت صعبة باستثناء الذهب بني الدول األعضاء شريطة إعادة العملية‬
‫بشكل معاكس بتاريخ الحق‬
‫و بسعر صرف متفق عليه بني األطراف ‪.‬‬
‫‪ -2‬من أجل إجراء عمليات ميكن للدول األعضاء يف الصندوق شراء أو بيع وحدات ‪ DTS‬تسلم الحقا مقابل‬
‫عمالت صعبة باستثناء الذهب‬
‫و بسعر صرف متفق عليه بني األطراف ‪.‬‬
‫‪ -3‬متنح قروض بوحدات حقوق السحب اخلاصة بفوائد تسديد متفق عليها بني األطراف املتعاقدة كما يتم تسديد‬
‫القروض و الفوائد بوحدات ‪. DTS‬‬
‫‪ -4‬تستخدم وحدات ‪ DTS‬لتسديد االلتزامات املالية‪,‬و لضمان تنفيذها تستخدم إحدى الطريقتني التاليتني‪:‬‬
‫بإمكان ال‪H‬دول األعض‪H‬اء رهن ‪ DTS‬و ذل‪H‬ك ملدة معين‪H‬ة و تس‪H‬جل تل‪H‬ك العملي‪H‬ات يف س‪H‬جل خ‪H‬اص حيتف‪H‬ظ‬ ‫أ‪-‬‬
‫به الصندوق‪.‬‬
‫ب‪-‬أوعن طري‪HH‬ق حتوي‪HH‬ل وح‪HH‬دات ‪ DTS‬للط‪HH‬رف اآلخ‪HH‬ر لق‪HH‬اء تق‪HH‬دمي ال‪HH‬تزام م‪HH‬ايل معني على أن س‪HH‬ريجعه بع‪HH‬د أن‬
‫يقوم بإعادة تسديد التزاماته‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫اختصاصات صندوق النقد الدولي‬


‫المطلب األول‪:‬‬

‫‪ -‬د‪/‬اهلادي اخلالدي ‪ ,‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪/‬اهلادي اخلالدي ‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪135‬‬
‫‪1‬الهيكل اإلداري للصندوق‬
‫الفرع األول‪ :‬مجلــــس المحافظيـن‪:‬‬
‫يعت‪HH‬رب اهليئ‪HH‬ة العلي‪HH‬ا يف الص‪HH‬ندوق ‪ ,‬و ميث‪HH‬ل ك‪HH‬ل دول‪HH‬ة عض‪HH‬و يك‪HH‬ون ع‪HH‬ادة وزي‪HH‬ر املالي‪HH‬ة أو حماف‪HH‬ظ البن‪HH‬ك املرك‪HH‬زي‪ ,‬و جيتم‪HH‬ع‬
‫ه ‪HH‬ذا اجمللس م ‪HH‬رة واح ‪HH‬دة ك ‪HH‬ل س ‪HH‬نة‪ ,‬و تعق ‪HH‬د االجتماع ‪HH‬ات يف ش ‪HH‬هر س ‪HH‬بتمرب‪ .‬و تتجلى أمهي ‪HH‬ة جملس احملافظني يف ك ‪HH‬ون اهليئ ‪HH‬ة ال ‪HH‬يت‬
‫تكلف باختاذ القرارات املبدئية اليت حتدد السياسة العامة للصندوق و اجتاهات نشاطات الرئيس‪HH‬ية‪ .‬أي أن‪H‬ه يعت‪H‬رب اجله‪HH‬از التش‪HH‬ريعي‬
‫للصندوق ‪:‬‬
‫و من الوظائف اليت يقوم هبا اجمللس ‪:‬‬
‫‪ -‬مناقشة الرتشيحات اجلديدة اخلاصة بالنظام و اختاذ القرار بشأهنا ‪.‬‬
‫‪ -‬املوافقة على مراجعة احلصص ‪.‬‬
‫‪ -‬املوافقة على التعديالت املوحدة املتعلقة باحلصص النقدية لكل الدول األعضاء ‪.‬‬
‫‪ -‬املوافقة على اتفاقيات التعامل مع املنظمات الدولية األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد توزيع الدخل الصايف للصندوق ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ قرارات الطرد من الصندوق ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية مراجعة وثيقة صندوق النقد الدويل ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس اإلدارة(المتصرفين اإلداريين) ‪:‬‬


‫هو اجلهاز املكلف باختاذ القرارات الالزمة لتنفيذ السياسة العامة للصندوق بشكل مستمر ‪.‬‬
‫حيدد هذا اجمللس بـ ‪ 20‬عضو و هو قابل للتعديل يوزعون على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ 5‬أعضاء دائمني‪ :‬ميثلون الدول اخلمس اليت متلك أكرب احلصص يف الصندوق و هي ( الو‪.‬م‪.‬أ ‪ ,‬إجنلرتا ‪ ,‬أملانيا‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ ,‬فرنسا‪ ,‬اليابان ) ‪.‬‬
‫‪ 15‬عضو ميثلون بقية دول األعضاء على أساس االتفاق والصداقة بني الدول األعضاء‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬المدير العام للصندوق‬
‫يقوم المجلس التنفيذي باختيار مدير عام يترأس مجلس اإلدارة‬
‫و يقوم بإدارة أعمال الصندوق تحت رقابة و توجيهات المجلس التنفيذي و تدوم ) المجلس التنفيذي (‬
‫‪ .‬إدارته لمدة ‪ 5‬سنوات‬
‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫موارد صندوق النقد الدولي‬
‫يتحدد إمجايل موارد الصندوق انطالقا من حجم التجارة الدولية‬
‫و متطلبات منوها‪ ,‬و تتألف هذه املوارد من ‪ :‬رأمسال الصندوق ‪ ,‬االقرتاض حقوق السحب اخلاصة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬رأسمال الصندوق‬


‫تول‪HH‬د عن م‪HH‬ؤمتر "بريت‪HH‬ون وودز" رأمسال دويل ‪ ,‬و ه‪HH‬و عب‪HH‬ارة عن اش‪HH‬رتاكات األعض‪HH‬اء يف ‪ FMI‬و ه‪HH‬ذه االش‪HH‬رتاكات‬
‫تكون جمموع االحتياطات الدولية من الذهب و العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬مروان عطون ‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫و تتحدد حصة كل دول‪H‬ة بش‪H‬كل يتناس‪H‬ب م‪H‬ع أمهي‪H‬ة الدول‪H‬ة يف العالق‪H‬ات االقتص‪H‬ادية الدولي‪H‬ة ‪ .‬م‪H‬ع األخ‪H‬ذ بعني االعتب‪H‬ار‬
‫حجم ال‪H‬دخل الق‪H‬ومي للدول‪H‬ة ‪ ,‬مق‪H‬دار احتياطاهتا النقدي‪H‬ة الرمسية‪ ,‬حجم التج‪H‬ارة اخلارجي‪H‬ة و غريه‪H‬ا ‪ .‬كم‪H‬ا ميكن لألعض‪HH‬اء اجلدد‬
‫التفاوض على مقدار حصصهم بشكل ثنائي مع إدارة الصندوق ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫و بذلك يتحدد مقدار احلصة األولية للدولة العضو على أساس ‪:‬‬
‫‪ % 2 /1‬من الدخل القومي للدولة عام ‪. 1940‬‬
‫‪ % 5 /2‬من االحتياطات الذهبية و الدوالرات عام ‪.1943‬‬
‫‪ % 10 /3‬من متوسط االسترياد السنوي خالل الفرتة (‪. ) 1938-1934‬‬
‫‪ /4‬نسبة مئوية متثل العالقة بني متوسط االسترياد السنوي إىل الدخل القومي خالل الفرتة (‪. ) 1938-1934‬‬
‫‪ % 10 /5‬من احلد األقصى لتقلبات االسترياد خالل الفرتة (‪. ) 1938-1934‬‬
‫‪2‬‬
‫إن كل دولة تنضم إىل الصندوق جيب أن تسدد حصتها بالشكل التايل‪:‬‬
‫‪ % 25‬من احلصة تسدد بالذهب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ % 75‬من احلصة تسدد بالعملة الوطنية للدولة على أساس سعر تعادل العملة الوطنية بالذهب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن األنظم‪HH‬ة األساس‪HH‬ية للص‪HH‬ندوق ق‪HH‬د نص‪HH‬ت على إج‪HH‬راء إع‪HH‬ادة النظ‪HH‬ر يف حص‪HH‬ص ال‪HH‬دول األعض‪HH‬اء ك‪HH‬ل ‪ 5‬س‪HH‬نوات‪ .‬و ل‪HH‬ذلك‬
‫حصلت زيادات هامة يف رأمسال الصندوق عدة مرات‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة الرأمسال مبقدار ‪ %50‬عام ‪. 1959‬‬
‫‪ -‬زيادة الرأمسال مبقدار ‪ %25‬عام ‪.1966‬‬
‫‪ -‬زيادة الرأمسال مبقدار ‪ %25‬عام ‪.1970‬‬
‫بعد ختفيض الدوالر عام ‪ , 1971‬و التقلبات احلادة يف سعر ص‪H‬رفه‪ ,‬ق‪H‬رر‪ FMI‬اس‪H‬تبدال ال‪H‬دوالر حبق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة ال‪H‬يت‬
‫ك ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬انت تس ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬اوي احملت ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬وى ال ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ذهيب‬
‫لـ ‪ $‬قب ‪HH‬ل ختفيض ‪HH‬ه ‪ 0,88867‬غ من ال ‪HH‬ذهب ‪,‬مث أص ‪HH‬بحت قيمته ‪HH‬ا تتح ‪HH‬دد اس ‪HH‬تنادا ملتوس ‪HH‬ط م ‪HH‬رجح لقيم ‪HH‬ة (‪ )16‬عمل ‪HH‬ة دولي ‪HH‬ة‬
‫رئيسية‪.‬و ابتداء من عام ‪ 1981‬أصبحت قيمة ه‪H‬ذه الوح‪H‬دة تتح‪H‬د على أس‪H‬اس متوس‪H‬ط م‪H‬رجح لقيم‪H‬ة ‪ 5‬عمالت رئيس‪H‬ية دولي‪H‬ة‬
‫‪3‬‬
‫هي ‪:‬الدوالر األمريكي ‪ ,‬املارك األملاين ‪ ,‬اللرية األسرتلينية‪ ,‬الفرنك الفرنسي الني الياباين‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬حقوق السحب الخاصة ‪:‬‬
‫طبيعة حقوق السحب الخاصة ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫وح ‪HH‬دة حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص ‪HH‬ة هي أص ‪HH‬ل احتي ‪HH‬اطي دويل أنش ‪HH‬أه الص ‪HH‬ندوق يف ‪ 29‬جويلي ‪HH‬ة ‪ , 1969‬و ق ‪HH‬د مت ختص ‪HH‬يص‬
‫حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص ‪HH‬ة لبل ‪HH‬دان األعض ‪HH‬اء لكي تكم ‪HH‬ل م ‪HH‬ا ل ‪HH‬ديها من أص ‪HH‬ول احتياطي ‪HH‬ة ‪ .‬و ق ‪HH‬د بل ‪HH‬غ جمم ‪HH‬وع التخصيص ‪HH‬ات س ‪HH‬نة‬
‫‪ 21.4 , 1971‬بلي ‪HH‬ون ‪ D.T.S‬و يف س ‪HH‬نة ‪ 1995‬بلغت حي ‪HH‬ازات البل ‪HH‬دان األعض ‪HH‬اء من وح ‪HH‬دات ‪ D.T.S 2.6%‬من‬
‫جمموع احتياطاهتا غري الذهبية ‪.‬‬
‫إن مجي‪HH H‬ع البل‪HH H‬دان األعض‪HH H‬اء يف الص‪HH H‬ندوق مؤهل‪HH H‬ة حالي‪HH H‬ا للحص‪HH H‬ول على خمصص‪HH H‬ات حق‪HH H‬وق الس‪HH H‬حب اخلاص‪HH H‬ة ال‪HH H‬يت ميكن‬
‫استخدامها يف املعامالت و العمليات بني األعضاء و مع ‪ 15‬هيئة حائزة معنية و مع الصندوق نفسه ‪.‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مروان عطون–أزمات الذهب يف العالقات االقتصادية الدولية‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬مروان عطون ‪ ,‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬املرجع‪ :‬د‪.‬مروان عطون‪ -‬املرجع السابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪137‬‬
‫و وح ‪HH‬دة ‪ D.T.S‬هي أيض ‪HH‬ا وح ‪HH‬دة احلس ‪HH‬اب يف ‪ . FMI‬كم ‪HH‬ا تس ‪HH‬تخدم كوح ‪HH‬دة حس ‪HH‬ابية أو كأس ‪HH‬اس لوح ‪HH‬دة حس ‪HH‬ابية من‬
‫جانب منظمات أخرى دولية و إقليمية يف عدة اتفاقات دولية ‪ .‬و هناك أيضا أدوات مالية خاصة حمررة بوح‪HH‬دة ‪ . D.T.S‬و‬
‫يف ‪ 30‬أفريل ‪ 1995‬كانت عمالت ‪ 4‬بلدان أعضاء مربوطة بوحدة ‪. 1 D.T.S‬‬
‫حقوق السحب الخاصة هي أصل نقدي اتخذته البنوك المركزية‬
‫‪ .‬و الحكومات في احتياطاتها الدولية التي يمكن استعمالها للتغلب على أزمات ميزان المدفوعات‬
‫يف احلقيقة ‪ D.T.S‬ال متلك كل الوظائف الكالسيكية للنقود ‪ ,‬و لكنها تعترب فقط كأصل احتياطي ‪ ,‬و وسيلة دفع بني‬
‫الدول األعضاء اليت تشارك يف ميكانيزم ‪ D.T.S‬و صندوق النقد الدويل هو الوسيط بينهما ‪.‬‬
‫كل من الذهب و الدوالر مل يقدم ضمانات حقيقية للمعامالت الدولية‬
‫‪2‬‬
‫( الذهب بسبب نذرته و الدوالر بسبب عجز ميزان املدفوعات األمريكية ) ‪.‬‬
‫يقوم صندوق النقد الدويل يف هناية كل سنة مالية بطرح أو إضافة فوائد على حسابات األعضاء من وحدات‬
‫‪ D.T.S‬فتحصل الدولة على فائدة دائنة‬
‫و فائدة مدينة بالتساوي إذا كانت قد حافظت على نفس خمصصاهتا من ‪ . D.T.S‬أي سحوباهتا مساوية متاما إىل‬
‫السحوبات على عملتها اخلاصة ‪,‬يف حني تتحمل فائدة مدينة تلك اليت فاقت سحوباهتا من العمالت األجنبية السحوبات على‬
‫عملتها اخلاصة ‪ .‬أي أنه استخدمت وحدات ‪ D.T.S‬يف حصوهلا على عمالت أجنبية أكثر من جلوء الدول األخرى إىل‬
‫استخدام عملتها ‪ ,‬و أما الدولة اليت مت السحب على عملتها فتحصل على فائدة دائنة * ‪.‬‬
‫‪ -2‬احتساب قيمة السحب الخاصة ‪:‬‬
‫حتدد قس‪H‬مة حق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة باس‪H‬تعمال س‪H‬لة من العمالت و تراج‪H‬ع ه‪H‬ذه الس‪H‬لة ك‪H‬ل مخس س‪H‬نوات للتأك‪H‬د من‬
‫أن العمالت الداخل‪HH‬ة يف الس‪HH‬لة هي املس‪HH‬تعملة يف املب‪HH‬ادالت الدولي‪HH‬ة و أن قيمه‪HH‬ا و أوزاهنا تعكس أمهي‪HH‬ة ه‪HH‬ذه العمالت يف األنظم‪HH‬ة‬
‫املالية و التجارية ‪ .‬حبيث يف بداية األمر كانت حتدد قيمة حقوق السجن اخلاصة على أساس سلة تتألف من ‪ 16‬عمل‪H‬ة رئيس‪H‬ية‬
‫‪ .‬مث تغ‪HH H‬ريت س‪HH H‬لة العمالت من أج‪HH H‬ل التبس‪HH H‬يط فتم االعتم‪HH H‬اد على س‪HH H‬لة تتض‪HH H‬من عمالت ‪ 5‬دول حتت‪HH H‬ل املكان ‪HH‬ة األوىل يف جتارة‬
‫الص ‪HH‬ادرات و يف س ‪HH‬نة ‪ 1981‬ك ‪HH‬انت نس ‪HH‬بة األوزان املعط ‪HH‬اة إىل ه ‪HH‬ذه الس ‪HH‬لة تس ‪HH‬اوي‪ %42 : 3‬لل ‪HH‬دوالر األم ‪HH‬ريكي ‪%19 ,‬‬
‫للم‪HH‬ارك األملاين ‪ %13 ,‬للني الياب‪H‬اين ‪ %13 ,‬للفرن‪H‬ك الفرنس‪HH‬ي ‪ %13 ,‬للباون‪H‬د اإلس‪H‬رتليين ‪ .‬و ق‪HH‬د مت حتوي‪H‬ل ه‪H‬ذه النس‪HH‬ب إىل‬
‫مقادير من العملة اخلاصة لكل دولة و بذلك أصبحت سلة العمالت حتتوي على ‪ 0.46 , $0.54‬مارك أملاين ‪ 0.74‬فرنك‬
‫فرنسي ‪ 0.34 ,‬ين ياباين ‪ 0.710 ,‬باوند إسرتليين ‪.‬‬
‫مث يتم حتويل هذه املقادير إىل م‪H‬ا يعادهلا من ال‪H‬دوالر األم‪H‬ريكي على أس‪H‬اس أس‪H‬عار الص‪HH‬رف الس‪H‬ائدة يف س‪H‬وق التحوي‪H‬ل‬
‫اخلارجي بلندن ‪ ,‬و يف األخري جتمع هذه املقادير من العمالت للحصول على ما يساويها من الدوالر األم‪H‬ريكي ‪ ,‬فتح‪H‬دد بقيم‪H‬ة‬
‫‪ DTS‬اخلاصة بالدوالر ‪.‬‬
‫فيتم مجع ‪ 0.46 + $ 0.54‬مارك مقسوما على سعر الصرف نسبة إىل ‪ $‬األمريكي ‪.‬‬

‫‪ - 1‬نشرة صندوق النقد الدويل – سبتمرب ‪.1995‬‬


‫‪..» Le FMI en question « RACHID BOUDJMA - 2‬‬
‫* ‪ -‬د‪ .‬ضياء جميد املوسوي – االقتصاد النقدي (قواعد – أنظم – نظريات – سياسات – مؤسسة نقدية)‬
‫سنة ‪.1993‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬د‪.‬ضياء مجيد الموسوي‪ ,‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫و احلصول على ما يع‪H‬ادل من ‪ $‬األم‪H‬ريكي ‪ 0.74 +‬فرن‪H‬ك فرنس‪H‬ي مقس‪H‬وما على س‪H‬عر الص‪H‬رف بالنس‪H‬بة إىل ‪ $‬و احلص‪H‬ول على‬
‫م‪HH‬ا يعادل‪HH‬ه من ‪ . $‬و هك‪HH‬ذا بالنس‪HH‬بة للني الياب‪HH‬اين و اجلني‪HH‬ه اإلس‪HH‬رتليين ‪ ,‬و على ض‪HH‬وء ه‪HH‬ذا االحتس‪HH‬اب بلغت قيم‪HH‬ة قس‪HH‬مة وح‪HH‬دة‬
‫ح‪.‬س‪.‬خ يف ‪ 1981‬مقدار ‪. $1.2717‬‬
‫و لق ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬د متت مراجع ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬ة ه ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬ذه الس ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬لة و قيم حق ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬وق الس ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬حب اخلاص ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H‬ة يف‬
‫‪ 11/10/2000‬حبيث وافق اجمللس التنفيذي لصندوق النقد الدويل على التغريات اخلاصة بطرق تقييم حقوق السحب اخلاصة‬
‫و كذلك حتديد أسعار الفائدة عليها اعتبارا من ‪. 01/01/2001‬‬
‫إن طريق‪HH‬ة اختي‪HH‬ار العمالت يف الس‪HH‬لة و ك‪HH‬ذلك األوزان املعتم‪HH‬دة لك‪HH‬ل عمل‪HH‬ة ق‪HH‬د مت تغيريه‪HH‬ا لتأخ‪HH‬ذ يف االعتب‪HH‬ار العمل‪HH‬ة‬
‫اجلديدة اليت مت اعتمادها و هي عملة " اليورو" اليت أص‪H‬بحت العمل‪H‬ة الرئيس‪H‬ية و الرمسية لعدي‪H‬د من البل‪H‬دان األوروبي‪H‬ة و‬
‫ك ‪HH‬ذلك منو دور األس ‪HH‬واق املالي ‪HH‬ة العاملي ‪HH‬ة‪ .‬و املعي ‪HH‬ار احلايل الختي ‪HH‬ار العمالت الداخل ‪HH‬ة يف الس ‪HH‬لة تك ‪HH‬ون من بني عمل ‪HH‬ة‬
‫األعض‪HH‬اء األك‪HH‬ثر تص‪HH‬ديرا للس‪HH‬لع و اخلدمات ‪ ,‬و مت إدخ‪HH‬ال معي‪HH‬ار األخ‪HH‬رى ه‪HH‬و أن تك‪HH‬وين العمالت الداخل‪HH‬ة يف الس‪HH‬لة‬
‫ضمت العمالت املستعملة كثريا يف املبادالت الدولية *‪.‬‬
‫*‬
‫إن الوزن أو النسبة املئوية املنسوبة لكل عملة يف سلة حقوق السحب اخلاصة ترتكز على ‪:‬‬
‫قيم الصادرات من السلع و اخلدمات لألعضاء أو االحتادات النقدية ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مبالغ االحتياطات من العمالت املختلفة اليت حيتفظ هبا األعضاء اآلخرون يف ‪. FMI‬‬ ‫‪-2‬‬

‫*‬
‫و لقد قرر صندوق النقد الدويل ‪ 4‬معامالت هي‪:‬‬
‫‪-1‬الدوالر األمريكي ‪ -2 .‬الني الياباين ‪ -3 .‬اجلنيه اإلسرتليين ‪ -4 .‬اليورو األورويب ‪.‬‬
‫لتتواف ‪HH H H H H H H H H H H‬ق م ‪HH H H H H H H H H H H‬ع ش ‪HH H H H H H H H H H H‬روط تق ‪HH H H H H H H H H H H‬ييم حق ‪HH H H H H H H H H H H‬وق الس ‪HH H H H H H H H H H H‬حب اخلاص ‪HH H H H H H H H H H H‬ة يف الس ‪HH H H H H H H H H H H‬لة للم ‪HH H H H H H H H H H H‬دة من ‪2001‬‬
‫إىل ‪ . 2005‬حبيث مت اس‪HH‬تبدال املارك األملاين و الفرن‪HH‬ك الفرنس‪HH‬ي بعمل‪HH‬ة " الي‪HH‬ورو" يف الس‪HH‬لة حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة و نس‪HH‬بة‬
‫األوزان املعطاة إىل السلة هي كاآليت ‪:‬‬
‫‪ 45%‬الدوالر األمريكي ‪ %29 ,‬اليورو األورويب ‪ %15 ,‬الني الياباين ‪ %11 ,‬اجلنيه اإلسرتليين *‪.‬‬
‫‪ -3‬استخدام حقوق السحب اخلاص ‪:‬‬
‫" جيوز للبل ‪HH‬دان األعض ‪HH‬اء ال ‪HH‬يت ل ‪HH‬ديها حاج ‪HH‬ة تتص ‪HH‬ل مبيزان املدفوعات أن تس ‪HH‬تخدم حق ‪HH‬وق الس ‪HH‬حب اخلاص ‪HH‬ة للحص ‪HH‬ول على نق ‪HH‬د‬
‫أجنيب عن طريق معاملة تتم "بالتعيني" و هي معاملة يقوم فيها بلد عضو آخر يعينه الصندوق بتقدمي عملة قابل‪HH‬ة لإلس‪HH‬تخدام احلر‬
‫مقابل تلقيه حقوق السحب اخلاصة ‪.‬‬
‫و جيوز للص‪HH‬ندوق أن يعني بل‪HH‬دانا أعض‪HH‬اء لتق‪HH‬دمي عمالهتا مقاب‪HH‬ل ‪ , D.T.S‬و ذل‪HH‬ك على أس‪HH‬اس ق‪HH‬وة م‪HH‬يزان م‪HH‬دفوعاهتا و وض‪HH‬ع‬
‫احتياطاهتا ‪ .‬و ال يتج‪HH‬اوز ال‪HH‬تزام البل‪HH‬د العض‪HH‬و بتق‪HH‬دمي العمل‪HH‬ة على املس‪HH‬توى ال‪HH‬ذي تبل‪HH‬غ في‪HH‬ه حي‪HH‬ازات من حق‪HH‬وق الس‪HH‬حب اخلاص‪HH‬ة‬
‫ثالث‪HH‬ة أض‪HH‬عاف ختصيص‪HH‬اته املرتاكم‪HH‬ة الص‪HH‬افية ‪ .‬غ‪HH‬ري أن‪HH‬ه جيوز للص‪HH‬ندوق و ألح‪HH‬د البل‪HH‬دان األعض‪HH‬اء اإلتف‪HH‬اق على زي‪HH‬ادة ه‪HH‬ذا احلد‬

‫‪ -‬املرجع ‪. www.bankofcd.com :‬‬ ‫*‬

‫‪ -‬املرجع ‪. www.bankofcd.com :‬‬ ‫*‬

‫*‬
‫‪-‬‬
‫‪ - -‬املرجع ‪. www.bankofcd.com :‬‬ ‫*‬

‫‪139‬‬
‫األعلى ‪ ,‬كذلك جيوز استخدام ‪ D.T.S‬وفق إتفاق‪H‬ات خاص‪H‬ة يف عملي‪H‬ات تتم مبوجب‪H‬ه التس‪H‬هيل التم‪H‬ويلي للتص‪H‬حيح اهليكلي و‬
‫التسهيل التمويلي املعزز للتصحيح اهليكلي ‪.‬‬
‫و تت‪H‬ألف اس‪H‬تخدامات حق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة بني البل‪H‬دان األعض‪H‬اء و الص‪H‬ندوق من إي‪H‬رادات ‪ D.T.S‬يتلقاه‪H‬ا حس‪H‬اب املوارد‬
‫العامة يف الصندوق من البلدان األعضاء ‪.‬‬
‫و تت‪HH‬ألف إي‪HH‬رادات الص‪HH‬ندوق أساس‪HH‬ا من الرس‪HH‬وم ال‪HH‬يت يتقاض‪HH‬اها على اس‪HH‬تخدام البل‪HH‬دان األعض‪HH‬اء ملوارده ‪ ,‬و من عملي‪HH‬ات إع‪HH‬ادة‬
‫الشراء و إكتتابات احلصص و تتألف التحويالت من الصندوق بصورة رئيسية من عمليات الشراء و التعويض‪HH‬ات املدفوع‪HH‬ة على‬
‫‪1‬‬
‫األرصدة الدائنة للبلدان األعضاء ‪ ,‬و املبالغ املسددة من قروض الصندوق و مدفوعات الفائدة عليها ‪".‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬اإلقرتاض ‪.‬‬
‫نصت األنظمة األساسية لصندوق النقد الدويل على أنه ميكن للصندوق إجراء قرض لدى هذه الدولة ‪.‬‬
‫يف عام ‪ 1961‬بناءا على االتفاقات بني ال‪H‬دول األعض‪H‬اء ( نتيج‪H‬ة للمفاوض‪H‬ات ض‪H‬من جمموع‪H‬ة العش‪H‬ر ) مت اختاذ إج‪H‬راءات خ‪H‬اص‬
‫حتت تس‪HH‬مية " االتفاق‪HH‬ات العام‪HH‬ة للق‪HH‬روض" من أج‪HH‬ل تزوي‪HH‬د الص‪HH‬ندوق عن‪HH‬د احلاج‪HH‬ة لس‪HH‬يوالت إض‪HH‬افية من عمالت ال‪HH‬دول األك‪HH‬ثر‬
‫استعماال ‪ .‬و حدد املبل‪H‬غ اإلمجايل هبذه االتفاق‪H‬ات بـ ‪ 6‬ملي‪H‬ار وح‪H‬دة حق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة ‪ .‬مت توزي‪H‬ع االلتزام‪H‬ات اخلاص‪H‬ة هبذه‬
‫‪2‬‬
‫االتفاقات على الدول العشرة كما يلي ‪:‬‬
‫السويد (‪)100‬‬ ‫الو‪.‬م‪.‬أ (‪)2000‬‬ ‫أملانيا (‪)1000‬‬ ‫إجنلرتا (‪)1000‬‬
‫اليابان (‪)250‬‬ ‫إيطاليا (‪)500‬‬ ‫فرنسا (‪)550‬‬
‫بلجيكا ( ‪)150‬‬ ‫هولندا (‪)200‬‬ ‫كندا (‪)200‬‬
‫إن االتفاق‪HH‬ات العام‪HH‬ة للق‪HH‬رض ق‪HH‬د أص‪HH‬بحت ناف‪HH‬ذة املفع‪HH‬ول اعتب‪HH‬ارا من ع‪HH‬ام (‪ )1962‬و ملدة (‪ )4‬س‪HH‬نوات قابل‪HH‬ة للتجدي‪HH‬د ‪ ,‬و من‪HH‬ذ‬
‫ذلك التاريخ كان جيري جتديدها باستمرار‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬املوارد األخرى ‪.‬‬
‫تتك‪HH‬ون ه‪HH‬ذه املوارد من االحتياط‪HH‬ات ال‪HH‬يت ينش‪HH‬ئها الص ‪HH‬ندوق من اإلي‪HH‬رادات ال‪HH‬يت حيص ‪HH‬ل عليه‪HH‬ا من ج‪HH‬راء تق‪HH‬دمي الق‪HH‬روض لل‪HH‬دول‬
‫األعضاء ‪.‬‬
‫من القروض اهلامة اليت حصل عليها صندوق النقد الدويل يف السنوات األخرية كان القرض الذي قدمت‪H‬ه الياب‪H‬ان للص‪HH‬ندوق مببل‪HH‬غ‬
‫‪ 3‬مليار من حقوق السحب اخلاصة ‪.‬‬
‫و يف ع‪HH‬ام ‪ 1986‬بل‪HH‬غ ع‪HH‬دد ال‪HH‬دول األعض‪HH‬اء يف الص‪HH‬ندوق ‪ 151‬دول‪HH‬ة ‪ ,‬أم‪HH‬ا إمجايل احلص‪HH‬ص يف الص‪HH‬ندوق فق‪HH‬د وص‪HH‬ل يف ذل‪HH‬ك‬
‫العام إىل حوايل ‪ 90‬مليار دوالر ‪.3‬‬
‫زيادة الموارد المالية للصندوق ‪:‬‬
‫قام الصندوق خالل عقد الستينات بإجراء تغيريين مهمني يف كيفية تشغيله ‪.‬‬
‫ف ‪HH‬أوال ‪ :‬اس ‪HH‬تحدث الص ‪HH‬ندوق نظ ‪HH‬ام " الرتتيب ‪HH‬ات العام ‪HH‬ة لإلق ‪HH‬رتاض" لكي كف ‪HH‬ل ت ‪HH‬وافر س ‪HH‬يولة نقدي ‪HH‬ة ج ‪HH‬اهزة بق ‪HH‬در يكفي لتلبي ‪HH‬ة‬
‫احتياجات االقراض يف حالة تعرض أحد البلدان الصناعية الكبرية ألزمة يف ميزان املدفوعات ‪.‬‬
‫و أدت هذه الرتتيبات إىل متكني الصندوق من أن يس‪H‬تكمل م‪H‬وارده املالي‪H‬ة أي حص‪HH‬ة االش‪H‬رتاكات املتلق‪H‬اة من البل‪H‬دان األعض‪HH‬اء ‪,‬‬
‫عن طريق االقرتاض من احلكومات أكرب عشرة البلدان الصناعية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المصدر ‪ :‬نشرة صندوق النقد الدولي سبتمبر ‪1995‬‬
‫‪2‬‬
‫د‪ /‬مروان عطون مرجع سابق‬
‫‪ -‬د‪ .‬مروان عطوة – نفس املرجع ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪140‬‬
‫و ثانيا ‪ :‬و يف مواجهة ح‪H‬دوث نقص يف الس‪H‬يولة الدولي‪H‬ة مت ختوي‪H‬ل الص‪H‬ندوق س‪H‬لطة إنش‪H‬اء حق‪H‬وق الس‪H‬حب اخلاص‪H‬ة ‪ ,‬و هي من‬
‫أمناط األصول اإلحتياطية ال‪H‬يت ميكن أن تض‪H‬يفها البل‪H‬دان األعض‪H‬اء إىل عمالهتا األجنبي‪H‬ة و احتياطاهتا من ال‪H‬ذهب و أن تس‪H‬تخدمها‬
‫يف املدفوعات اليت حتتاج إىل نقد أجنيب ‪.1‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬استعمال موارد الصندوق ‪.‬‬
‫إن نتس ‪HH‬اب الدول ‪HH‬ة إىل ‪ FMI‬مينحه ‪HH‬ا احلق باالس ‪HH‬تفادة من م ‪HH‬وارده ‪ .‬أي ميكنه ‪HH‬ا احلص ‪HH‬ول على عمالت أجنبي ‪HH‬ة مقاب ‪HH‬ل عملته ‪HH‬ا‬
‫الوطنية ‪ .‬معىن هذا أن الصندوق يقدم هذه املوارد يف شكل قروض للدولة األعضاء ضمن شروط معينة ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫و تتخذ عمليات اإلقرتاض أحد الشكلني التاليني ‪:‬‬
‫السحوب العادية ‪ :‬ميكن أن نشرح هذه العملة باملثال التايل ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫نف‪HH‬رتض أن هن‪HH‬اك دولت‪HH‬ان ‪ :‬إيطالي‪HH‬ا و فرنس‪HH‬ا ‪ ,‬إن ع‪HH‬رض الفرنك‪HH‬ات يف إيطالي‪HH‬ا ك‪HH‬ان أق‪HH‬ل من طلب عليه‪HH‬ا ‪ ,‬مما ق‪HH‬د ي‪HH‬ؤدي ارتف‪HH‬اع‬
‫س ‪HH‬عر الفرن ‪HH‬ك يف إيطالي ‪HH‬ا و ينتج عن ه ‪HH‬ذا ارتف ‪HH‬اع يف األس ‪HH‬عار العمالت األجنبي ‪HH‬ة األخ ‪HH‬رى ‪ ,‬و بالت ‪HH‬ايل اخنف ‪HH‬اض يف قيم ‪HH‬ة الل ‪HH‬رية‬
‫اإليطالية و يف هذه احلالة تستطيع إيطاليا اللجوء إىل الصندوق لطلب مقار من العمل‪H‬ة الفرنس‪H‬ية وف‪H‬ق ش‪H‬روط حمددة مقاب‪H‬ل تق‪H‬دمي‬
‫مقدار مساوي من عملتها الوطنية‪ ,‬فيحتفظ الصندوق بالعملة اإليطالية و يقدم إليطاليا العملة الفرنسية ‪.‬‬
‫*‬
‫أما ‪ FMI‬فيستعمل لتلبية طلب إيطاليا ما هو موجود لديه من العملة الفرنسية إحدى الطرق التالية أو كلها ‪:‬‬
‫اجلزء الذي دفعته فرنسا عند انضمامها للصندوق (‪ %75‬من حصتها يف رأمسال الصندوق ) ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ما حصل عليه الصندوق من الفرنكات الفرنسية مبوجب االتفاقيات العامة للقرض ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫ما قدمته فرنسا من عملتها عند اقرتاضها من الصندوق ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫قيمة مبيعات الذهب اليت أجراها الصندوق مقابل العملة الفرنسية ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫مصادر أخرى ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫ميكن أن نش ‪HH‬ري إىل أن إيطالي ‪HH‬ا ميكنه ‪HH‬ا أن تس ‪HH‬دد الق ‪HH‬رض بال ‪HH‬ذهب أو ب ‪HH‬العمالت األخ ‪HH‬رى القابل ‪HH‬ة لإلب ‪HH‬دال ‪ ,‬و ليس ‪HH‬ت جمربة على‬
‫التسديد بالفرنك الفرنسي ‪ .‬كما تستطيع اسرتجاع ما قدمته من عملتها احمللية من أجل ذلك ‪.‬‬
‫ب‪ -‬السحب بموجب اتفاقيات الدعم ‪:‬‬
‫إن م‪HH‬يزة الس‪HH‬حب مبوجب اتفاقي‪H‬ة ال‪HH‬دعم تكمن يف أن الدول‪HH‬ة ق‪HH‬د يتع‪HH‬ذر عليه‪HH‬ا القي‪H‬ام بالس‪HH‬حب الع‪HH‬ادي يف ال‪HH‬وقت املناس‪HH‬ب ‪ ,‬ألن‬
‫ذلك يتطلب من الصندوق وقت للقي‪H‬ام ب‪H‬اإلجراءات الالزم‪H‬ة ‪ .‬و ق‪H‬د ال تس‪H‬تطيع الدول‪H‬ة االنتظ‪H‬ار و ل‪H‬ذلك ميكن هلذه الدول‪H‬ة عن‪H‬د‬
‫إبرامها التفاقية الدعم أن حتصل على املوارد من الصندوق ملعاجلة أزمتها حىت قبل حلول هذه األزمة ‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬كيفية استعمال موارد الصندوق ‪.‬‬
‫حدود السحب و موافقة الصندوق ‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫إن موافقة الصندوق على السحب تتوقف على مقدار السحب و عالقته بأجزاء احلصة‪:‬‬
‫‪.1‬السحب ضمن حدود القسم الذهيب ‪ :‬أي املبالغ اليت تطلبها الدولة ال تتجاوز املقدار الذهيب ‪.‬‬

‫‪ -‬املرجع جملة التمويل و التنمية – سنة ‪.1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مروان عطوة – مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مروان عطون – نفس املرجع ‪.‬‬ ‫*‬

‫‪ -‬د‪ .‬اهلادي خالدي– مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪141‬‬
‫‪.2‬عن ‪HH‬دما يك ‪HH‬ون طلب الس ‪HH‬حب أك ‪HH‬رب من اجلزء ال ‪HH‬ذهيب ( ف ‪HH‬وق الش ‪HH‬رحية الذهبي ‪HH‬ة) و لكن يف ح ‪HH‬دود اجلزء ال ‪HH‬ذي دفعت ‪HH‬ه بعملته ‪HH‬ا‬
‫الوطنية ‪ ,‬يوافق الصندوق بدون اختاذ إجراءات ‪.‬‬
‫‪.3‬حال ‪HH‬ة الس ‪HH‬حب يف ح ‪HH‬دود ش ‪HH‬رائح االعتم ‪HH‬اد ‪ :‬عن ‪HH‬دما تطلب الدول ‪HH‬ة س ‪HH‬حب مب ‪HH‬الغ تزي ‪HH‬د عن حص ‪HH‬تها من ال ‪HH‬ذهب أي زي ‪HH‬ادة‬
‫موج‪HH‬ودات الص‪HH‬ندوق من عمل‪HH‬ة ه‪HH‬ذه الدول‪HH‬ة إىل ح‪HH‬د يتج‪HH‬اوز حص‪HH‬تها يف الص‪HH‬ندوق ‪ ,‬يف ه‪HH‬ذه احلال‪HH‬ة يتش‪HH‬دد يف املوافق‪HH‬ة و يطلب‬
‫مربرات كافية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ب‪ -‬شروط السحب ‪ :‬ميكن ترتيب شروط السحب كالتايل ‪:‬‬
‫‪.1‬أن ال يتج ‪HH‬اوز الس ‪HH‬حب خالل الس ‪HH‬نة الواح ‪HH‬دة ‪ %25‬من قيم ‪HH‬ة احلص ‪HH‬ة يف الص ‪HH‬ندوق باس ‪HH‬تثناء ال ‪HH‬دول ال ‪HH‬يت تق ‪HH‬ل موج ‪HH‬ودات‬
‫الصندوق من عملتها عن ‪ %75‬من حصتها ‪.‬‬
‫‪.2‬ال جيوز أن ت ‪HH‬ؤدي عملي ‪HH‬ة الس ‪HH‬حب من قب ‪HH‬ل الدول ‪HH‬ة إىل زي ‪HH‬ادة موج ‪HH‬ودات الص ‪HH‬ندوق من عملته ‪HH‬ا إىل أك ‪HH‬ثر من ‪ %200‬من‬
‫حصتها ‪.‬‬
‫‪.3‬يتوجب على كل دولة تصنفت سحوباهتا خالل مدة (‪ )5-3‬سنوات كحد أقصى (تسديد القرض و اسرتجاع عملتها)‪.‬‬
‫‪.4‬جيب على كل دولة قامت بالسحب أن تسدد يف هناية كل سنة واحدة جزء مما سحبته حيث يك‪H‬ون ه‪H‬ذا اجلزء يس‪H‬او نص‪H‬ف‬
‫الزيادة اليت طرأت على موجودات الصندوق من عملة هذه الدولة على األقل ‪.‬على أن يقل اجلزء املسدد عن نصف الزيادة اليت‬
‫طرأت على احتياطات الدولة املعنية من العمالت األجنبية يف تلك السنة ‪.‬‬
‫و ذلك هبدف جتنب استعمال الدولة للسحوب يف غري األغراض املخصصة هلا ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الفوائد ‪:‬‬
‫بالنسبة للفوائد التي يتقاضاها الصندوق على القروض التي يقدمها للدولة األعضاء فإنها تحدد انطالقا من‬

‫‪ .‬فترة استعمال القرض (السحب)‬

‫و منذ عام ‪ 1974‬طبقت معدالت الفائدة التالية ‪:2‬‬


‫حىت سنة واحدة ‪. %4‬‬ ‫‪.1‬‬
‫من (‪ )2-1‬سنة ‪. %4.5‬‬ ‫‪.2‬‬
‫من (‪ )3-2‬سنة ‪. %5‬‬ ‫‪.3‬‬
‫من (‪ )4-3‬سنة ‪. %5.5‬‬ ‫‪.4‬‬
‫من (‪ )5-4‬سنة ‪. %6‬‬ ‫‪.5‬‬
‫و اعتب ‪HH‬ارا من ع ‪HH‬ام ‪ 1977‬حتت زي ‪HH‬ادة مع ‪HH‬دالت الفائ ‪HH‬دة مبق ‪HH‬دار ‪ %0.375‬و بش ‪HH‬كل ع ‪HH‬ام فق ‪HH‬د ارتف ‪HH‬ع حجم خمتل ‪HH‬ف أن ‪HH‬واع‬
‫املساعدات و التسهيالت اليت يقدمها الصندوق للدولة العضاء إىل حوايل ‪ %600‬من احلصة حىت عام ‪. 1983‬‬
‫أحداث بارزة في صندوق النقد الدولي خالل الفترة (‪) 2001 – 1944‬‬
‫األحداث‬
‫السنوات‬
‫صياغة اتفاقية صندوق النقد الدويل و البنك الدويل يف مؤمتر "بريتون وودز‪" .‬‬ ‫‪1944‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬اهلادي خالدي – املرجع نفسه ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬مروان – مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪142‬‬
‫بداية تطبيق االتفاقية بعد أن وقعت عليها ‪ 29‬حكومة متثل ‪ %80‬من احلصص األصلية‬ ‫‪1945‬‬
‫االجتماع االفتتاحي جمللس احملافظني حبيث مت فيه اعتماد النظام الداخلي و اختيار واشنطن كمقر لصندوق النقد‬ ‫‪1946‬‬
‫الدويل و انتخاب أول مديرين تنفيذيني ‪.‬‬
‫‪-‬بداية عمليات الصندوق‪.‬‬ ‫‪1947‬‬
‫‪-‬أول سحب من الصندوق (قامت به فرنسا)‪.‬‬
‫‪-‬انضمام أملانيا و اليابان إىل عضوية الصندوق‪.‬‬ ‫‪1952‬‬
‫اعتماد اجمللس التنفيذي االقرتاحات اخلاصة بصيغة موحدة التفاقات االستعداد اإلئتماين‪.‬‬
‫‪-‬اجمللس التنفيذي يعتمد شروط و أحكام االتفاقات العامة لالقراض‪.‬‬ ‫‪1962‬‬
‫‪-‬إنشاء تسهيل التمويل التعويضي‪.‬‬ ‫‪1963‬‬
‫‪-‬اعتماد جملس احملافظني خلطة إنشاء حقوق السحب اخلاصة‪.‬‬ ‫‪1967‬‬
‫‪-‬إنشاء التسهيل التمويلي للمخزونات االحتياطية‪.‬‬ ‫‪1969‬‬
‫‪-‬بدء تنفيذ التعديل األول التفاقية الصندوق الذي أنشئ مبوجبه تسهيل متويلي يستند إىل حقوق السحب اخلاصة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-‬أول ختصيص حلقوق السحب اخلاصة‪.‬‬ ‫‪1970‬‬
‫‪-‬إزالة معلمني أساسيني لنظام" بريتون وودز" مها سعر التعادل و إمكانية حتويل الدوالر إىل ذهب ‪.‬‬ ‫‪1971‬‬
‫‪-‬إتفاق " مسيثونيان" الذي ينص على إعادة تقييم عمالت البلدان الصناعية و زيادة سعر الذهب ‪.‬‬
‫‪-‬جملس احملافظني يقرر إنشاء اللجنة املعنية بإصالح النظام النقدي الدويل املعروف باسم "جلنة العشرين" ‪.‬‬ ‫‪1972‬‬
‫‪-‬بدء " التعومي املعمم " ألسعار الصرف مع إدخال بلدان اجملموعة األوروبية نظام التعومي املشرتك لعمالهتا مقابل‬ ‫‪1973‬‬
‫الدوالر األمريكي ‪.‬‬
‫‪-‬جلنة العشرين تتفق على أن األوضاع االقتصادية العاملية تتطلب اتباع هنج متطور يف اإلصالح النقدي‪.‬‬ ‫‪1974‬‬
‫‪-‬اجمللس التنفيذي ينشئ تسهيل النفط و يعتمد" مبادئ توجيه إلدارة أسعار الصرف العائمة" و حساب حقوق‬
‫السحب اخلاصة يستند إىل ‪ 16‬عملة ‪.‬‬
‫‪-‬الصندوق ينشئ تسهيل التمويل املمدد لتقدمي مساعدات متوسطة األمد إىل البلدان األعضاء اليت تواجه مصاعب‬
‫يف ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫‪-‬اجمللس التنفيذي ينشئ حساب دعم ملساعدة البلدان األعضاء األكثر تضررا اليت تستخدم تسهيل النفط على أن‬ ‫‪1975‬‬
‫ميول احلساب من مسامهات األعضاء‬
‫‪-‬إصالح مؤقت للنظام التنفيذي –تعديل املادة الرابعة من اتفاقية الصندوق‬ ‫‪1976‬‬
‫‪-‬إنشاء صندوقا إستئمانيا لتقدمي مساعدات للبلدان النامية تتصل مبيزان املدفوعات‬
‫‪-‬القيام بصرف أول قرض من الصندوق اإلستئماين ‪.‬‬ ‫‪1977‬‬
‫‪-‬إنشاء تسهيل التمويل التكميلي ‪.‬‬
‫‪-‬تنفيذ التعديل الثاين التفاقية الصندوق‪.‬‬ ‫‪1978‬‬
‫‪-‬اللجنة املؤقتة توافق على زيادة يف احلصص ب ‪ %50‬اليت تؤدي إىل زيادة املوارد العامة للصندوق إىل ‪58,6‬‬

‫‪ -‬املرجع ‪ :‬نشرة صندوق النقد الدويل – سبتمرب ‪.1995‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪143‬‬
‫بليون وحدة حقوق سحب خاصة ‪.‬‬
‫‪-‬بدء سريان تسهيل التمويل التكميلي ‪.‬‬ ‫‪1979‬‬
‫‪-‬الصندوق يعتمد اعتبارا من ‪ 1‬يناير ‪ 1981‬سلة موحدة و مبسطة للعمالت اليت حتدد على أساسها وحدة حقوق‬ ‫‪1980‬‬
‫السحب اخلاصة و معدالت فائدة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق بدأ استخدام السلة املبسطة املؤلفة من مخس عمالت لتحديد القيمة اليومية لوحدة حقوق‬ ‫‪1981‬‬
‫السحب اخلاصة‪.‬‬
‫‪ -‬الصندوق يعتمد سياسة االستخدام املوسع ملوارده و ذلك على أثر التزامه جبميع موارد تسهيل التمويل‬
‫التكميلي‪.‬‬
‫‪-‬بدء مفعول الزيادات يف احلصص مبوجب املراجعة العامة الثامنة‪.‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪-‬مدير عام صندوق النقد الدويل و رئيس البنك الدويل يعربان عن تأييدهم ملبادرة الواليات املتحدة اخلاصة بالديون‬ ‫‪1985‬‬
‫اليت قدمها "جيمس بيكر" وزير اخلزانة األمريكي‪.‬‬

‫‪-‬إنشاء التسهيل التمويلي للتصحيح اهليكلي لتقدمي مساعدات مليزان املدفوعات بشروط ميسرة للبلدان النامية ذات‬ ‫‪1986‬‬
‫الدخل املنخفض‪.‬‬
‫‪-‬كاميديسيو يصري مديرا عاما ‪.‬‬ ‫‪1987‬‬
‫‪-‬إنشاء التكييف اهليكلي املعزز‪.‬‬
‫‪-‬هنج ملعاجلة املتأخرات قائم على التعاون ‪.‬‬ ‫‪1988‬‬
‫‪-‬شروط تورنتو لتخفيف عبء الدين ‪.‬‬
‫‪-‬تنفيذ خطة برادي " نيكوالس برادي " وزير اخلزينة األمريكية ‪.‬‬ ‫‪1989‬‬
‫‪-‬دراسة االقتصاد السوفيايت ‪.‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪-‬تقدمي مساعدة فنية االحتاد السوفيايت السابق ‪.‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪-‬توسيع اجمللس التنفيذي إىل ‪ 24‬مقعدا‪.‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪-‬ترتيب استعدادات ائتماين مع روسيا ‪.‬‬
‫‪-‬زيادة ‪ %50‬من حصص الصندوق ‪.‬‬
‫‪-‬التعديل الثالث ملواد االتفاقية ‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء تسهيل نظامي للتحول ‪.‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪-‬تعيني ثالثة نواب للمدير العام ‪.‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪-‬ترتيب استعداد إئتماين مع املكسيك ‪.‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪-‬املوافقة على مبادرة ختفيف عبء الديون على البلدان الفقرية املثقلة بالديون و التمويل الدائم لتسهيل التكييف‬ ‫‪1996‬‬
‫اهليكلي املعزز ‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد ترتيبات جديدة لالقراض ‪.‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪-‬جملس احملافظني يوافق على التعديل الرابع ‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫‪-‬إنشاء تسهيل إضايف لالحتياطي‪.‬‬
‫‪-‬ترتيبات عامة لالقراض جيري تنفيذها لروسيا ‪.‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪-‬ترتيبات عامة لالقراض جيري تنفيذها للربازيل ‪.‬‬
‫‪-‬زيادة مقدار ‪ %45‬يف احلصص‪.‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪-‬إنشاء حدود التسهيالت اإلئتمانية للطوارئ ‪.‬‬
‫‪-‬إعادة تقييم حيازات الذهب للمساعدة يف متويل الصندوق اإلئتماين لتسهيل التكييف اهليكلي املعزز مببادرة ختفيف‬
‫عبء الديون عن البلدان الفقرية املثقلة بالديون‪.‬‬
‫‪"-‬كامديسيو" يتخلى عن منصبه كمدير عام ‪.‬‬ ‫‪2000‬‬
‫قامت اللجنة النقدية و املالية الدولية بالتصديق على برنامج عمل مكثف ملشاركة الصندوق يف جهود مكافحة‬ ‫‪2001‬‬
‫غسيل األموال و متويل اإلرهاب ‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬نشرة صندوق النقد الدويل سبتمرب ‪ 1995‬و جملة التمويل و التنمية مارس ‪. 2000‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬عالقة الجزائر بصندوق النقد الدولي‬


‫متهيد‪:‬‬
‫إن احتياج اجلزائر للتمويل اخلارجي ‪ ,‬و جلوئه‪H‬ا إىل االس‪H‬تدانة ال يع‪H‬ين بالض‪HH‬رورة جمرد العج‪H‬ز يف م‪H‬يزان م‪H‬دفوعاهتا ‪ ,‬ب‪H‬ل إن يعكس‬
‫الوضع االقتصادي هلا‪.‬‬
‫ف ‪HH‬االقرتاض وس ‪HH‬يلة ظرفي ‪HH‬ة تلج ‪HH‬أ إليه ‪HH‬ا الدول ‪HH‬ة من أج ‪HH‬ل تص ‪HH‬حيح االختالالت ال ‪HH‬يت تعرق ‪HH‬ل مس ‪HH‬ار منوه ‪HH‬ا االقتص ‪HH‬ادي ‪ ,‬و ذل ‪HH‬ك طبق ‪HH‬ا‬
‫لشروط تفرضها اجلهة مقرضة‪.‬‬
‫و يف ه‪HH‬ذا الفص‪HH‬ل س‪HH‬نتطرق إىل دراس‪HH‬ة عالق‪HH‬ة اجلزائ‪HH‬ر بـ ‪ FMI‬و دراس‪HH‬ة اإلص‪HH‬الحات االقتص‪HH‬ادية ال‪HH‬يت تتمث‪HH‬ل يف اتفاق‪HH‬ات التث‪HH‬بيت"‬
‫‪ " STAND BY‬و برنامج التصحيح اهليكلي ‪.‬‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫عالقة اجلزائر بالصندوق ‪:‬‬
‫انض‪H‬مت اجلزائ‪H‬ر إىل ص‪H‬ندوق النق‪H‬د ال‪H‬دويل يف ‪. 1963-09-26‬و لق‪H‬د ك‪H‬انت حص‪H‬ة اجلزائ‪H‬ر تق‪H‬در بـ ‪ 623,1‬ملي‪H‬ون وح‪H‬دة ح‬
‫‪.‬س ‪.‬خ (‪ ) D.T.S‬ل‪HH‬رتتفع إىل ‪ 941,4‬ملي‪HH‬ون وح‪HH‬دة (‪, ) D.T.S‬و ه‪HH‬ذا يف أوت ‪, 1994‬و ه‪HH‬ذه متث‪HH‬ل زي‪HH‬ادة ق‪HH‬درهتا ‪ %51,1‬يف‬
‫حصتها بالصندوق ‪.1‬‬
‫لق‪HH‬د ع‪HH‬رف م‪HH‬يزان املدفوعات اجلزائ‪HH‬ري اختالال كب‪HH‬ريا خاص‪HH‬ة يف جمال حص‪HH‬يلة النق‪HH‬د األجن‪HH‬يب و ذل‪HH‬ك العتماده‪HH‬ا على قط‪HH‬اع احملروق‪HH‬ات ال‪HH‬ذي‬
‫ميثل ‪ %95‬من إمجايل صادراهتا ‪.‬مما أدى إىل عجز ميزان املدفوعات نظرا لعدم استقرار أسعار البرتول ‪.‬‬

‫د‪ .‬اهلدي خالدي –مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪145‬‬
‫كم ‪HH‬ا ت ‪HH‬أثرت اجلزائ ‪HH‬ر بعبء م ‪HH‬ديونتها ‪,‬فق ‪HH‬د ج ‪HH‬اءت احلكوم ‪HH‬ة ب ‪HH‬ربامج إص ‪HH‬الحية ‪ :‬ب ‪HH‬داء من إع ‪HH‬ادة هيكل ‪HH‬ة املؤسس ‪HH‬ات و اس ‪HH‬تقالليتها ‪ ,‬حيث‬
‫قسمت املؤسسات الكربى إىل مؤسسات صغرية مستقلة ‪.‬‬
‫إن التدهور املفاجئ لسعر البرتول أدى إىل ظهور األزمة احلادة (أزمة البرتول ‪ )1986‬اليت أحدثت عجزا يف ميزانية الدولة و يف‬
‫ميزان املدفوعات‪.‬‬
‫مما تس‪HH‬بب يف عرقل‪HH‬ة النش‪HH‬اط االقتص‪HH‬ادي ‪ ,‬اث‪HH‬ر ت‪HH‬دين ال‪HH‬واردات يف خمتل‪HH‬ف املدخالت ال‪HH‬يت حيت‪HH‬اج إليه‪HH‬ا اجله‪HH‬از اإلنت‪HH‬اجي ال‪HH‬ذي يظ‪HH‬ل خاض‪HH‬عا‬
‫هليمن‪HH‬ة الس‪HH‬وق العاملي‪HH‬ة ‪.‬فق‪HH‬د بني الوض‪HH‬ع أن الوض‪HH‬ع أن املش‪HH‬كل ليس ظرفي‪HH‬ا ب‪HH‬ل هيكلي‪HH‬ا نتيج‪HH‬ة لع‪HH‬دم التمكن من تص‪HH‬حيح الوض‪HH‬ع املرتتب عن‬
‫تدهور سعر البرتول ‪.‬‬
‫خالل الفرتة املمتدة من ‪ 1991– 1987‬مت تطبيق انزالق (يف احلقيقة هو ختفيض العملة ) سعر صرف الدينار حبيث مت توقع انتقال معدل‬
‫صرف الدينار من ‪ 4,936‬لدوالر هناية ‪ 1987‬إىل ‪ 8,023‬للدوالر سنة ‪ 1991‬إال أن اإلنزالق كان أكرب (أنظر اجلدول )‪.‬‬

‫اجلدول يبني انزالق سعر صرف الدينار للدوالر األمريكي‪.1‬‬


‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪35,0902‬‬ ‫‪23,3577‬‬ ‫‪21,8231‬‬ ‫‪18,4729‬‬
‫‪8,97575‬‬
‫‪0,50229689‬‬ ‫‪0,0710319‬‬ ‫‪0,18135756 1,062283‬‬
‫‪-‬‬
‫املصدر‪:‬مذكرة خترج لنيل شهادة ليسانس‪:‬املديونية اخلارجية للجزائر‪.2000-1999‬‬

‫لقد نتج االنزالق بسبب ضعف احتياطات الصرف املتاحة و من جهة أخرى نتيجة لزيادة ثقل خدمة الدين ‪.‬‬
‫لقد بدأ تطور املديونية منذ االستقالل حيث كانت تعترب بسيطة ‪ ,‬لكن منذ سنة ‪ 1974‬كانت البداي‪H‬ة احلقيقي‪H‬ة للمديوني‪H‬ة بس‪H‬بب‬
‫اخنفاض استرياد املواد الغذائية و التجهيزات حيث وص‪H‬لت إىل ‪ 3,5‬ملي‪H‬ار دوالر‪.‬و يف س‪HH‬نة ‪ 1986‬وص‪H‬لت إىل ‪ 19,3‬ملي‪H‬ار دوالر ‪ ,‬أم‪HH‬ا‬
‫يف التسعينات أصبحت تعتمد على القروض متعددة األطراف ‪ ,‬و قدرت املديونية يف سنة ‪ 1999‬حوايل ‪ 28,315‬مليار دوالر‪.‬‬
‫و خدمة الدين حوايل ‪ % 39,05‬بسبب ارتفاع أسعار البرتول يف السداسي الثاين لسنة ‪.2 1999‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬أما يف بداية سنة ‪ 2003‬فقد قدرت املديونية بـ ‪ 20,6‬مليار دوالر‪.‬‬
‫كما قدرت احتياطات الصرف األجنيب بـ ‪ 23,1‬مليار دوالر ‪.‬‬
‫فأول مرة تفوق احتياطات الصرف األجنيب املديونية اخلارجية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬‬


‫جلوء اجلزائر إىل اإلستدانة من ‪FMI‬‬
‫إن العجز ميزان املدفوعات عادة ما يقود الدولة إىل االقرتاض من املؤسسات املالية املتخصص‪HH‬ة وف‪HH‬ق ش‪HH‬روط لض‪HH‬مان احلص‪HH‬ول على‬
‫أمواهلا بعد مدة معينة ‪.‬و ذلك باعتبارها شروط إصالحية كتخفيض قيمة العملة الوطنية ‪ ,‬حترير الصرف ‪...‬‬

‫‪ -‬مذكرة لنيل ليسانس –املديونية اخلارجية للجزائر –‪1999/2000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬املرجع نفسه‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬جريدة اخلرب –‪ 16‬جانفي ‪2003‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪146‬‬
‫و علي‪HH‬ه تك‪HH‬ون الدول‪HH‬ة ملزم‪HH‬ة ب‪HH‬دفع مبل‪HH‬غ الق‪HH‬رض و ذل‪HH‬ك من اإلي‪HH‬رادات ال‪HH‬يت حققته‪HH‬ا من ج‪HH‬زاء اس‪HH‬تعمال ذل‪HH‬ك الق‪HH‬رض ‪ ,‬أم‪HH‬ا إذا مل حتق‪HH‬ق أي‬
‫إيرادات فتلجأ إىل السحب من ‪. FMI‬‬
‫املطلب األول ‪ :‬اتفاقية االستعداد االئتماين " ‪" STAND BY‬‬
‫عند م‪H‬ا يك‪H‬ون أقس‪H‬اط الق‪H‬رض أك‪H‬رب من حجم حص‪HH‬ة الدول‪H‬ة العض‪H‬و ف‪H‬إن ‪ FMI‬يواف‪H‬ق على تق‪H‬دميها يف إط‪HH‬ار اتف‪H‬اق "‪STAND‬‬
‫‪ " BY‬ال ‪HH‬ذي حيدد ل ‪HH‬ه م ‪HH‬دة معني ‪HH‬ة إلجناز سياس ‪HH‬ة اقتص ‪HH‬ادية حمددة يتف ‪HH‬ق عليه ‪HH‬ا الطرف ‪HH‬ان ‪.‬و ه ‪HH‬ذا م ‪HH‬ا أطل ‪HH‬ق علي ‪HH‬ه اس ‪HH‬م االتف ‪HH‬اق االس ‪HH‬تعدادي‬
‫االئتماين الذي خيضع لشرطية الصندوق ‪.‬‬
‫فإتف‪HH‬اق االس‪HH‬تعداد االئتم‪HH‬اين ه‪HH‬و اتف‪HH‬اق ملدة س‪HH‬نة ‪ ,‬خ‪HH‬اص بتموي‪HH‬ل التس‪HH‬هيالت املؤسس‪HH‬ة يف إط‪HH‬ار برن‪HH‬امج تص‪HH‬حيح هيكلي متوس‪HH‬ط‬
‫املدى ملدة ‪ 3‬سنوات ‪.‬‬
‫و يأيت هذا االتفاق بعد االتفاق االنتقايل الذي مسح بإبرام إعادة جدولة الديون الرمسية ‪.‬‬
‫‪-1‬اتفاقية " ‪ STAND BY‬ماي‪: 1989‬‬
‫أدت مفاوضات اجلزائر مع ‪ FMI‬سنة ‪ 1989‬إىل توقيع قرض من ن‪H‬وع االس‪H‬تعداد االئتم‪H‬اين " ‪ " STAND BY‬يف ‪-31‬‬
‫‪ 1989-05‬بقيم ‪HH‬ة ‪ 560‬ملي ‪HH‬ون دوالر حيث ي ‪HH‬دفع مبل ‪HH‬غ ‪ 200‬ملي ‪HH‬ون دوالر يف ش ‪HH‬رحية واح ‪HH‬دة زائ ‪HH‬د ‪ 360‬ملي ‪HH‬ون دوالر باعتباره ‪HH‬ا‬
‫تسهيال تعويضيا بسبب اخنفاض أسعار البرتول سنة ‪.1 1988‬‬

‫‪-2‬اتفاقية " ‪ " STAND BY‬جوان ‪: 1991‬‬


‫في ‪ 03/06/1991‬تم االتفاق على قرض بمعدل ‪ 400‬مليون دوالر يدفع على أربع شرائح تبلغ قيمة كل شريحة‪-‬‬

‫‪ 100.‬مليون دوالر‬

‫و ق‪H‬د عملت الس‪H‬لطات العمومي‪H‬ة على حتقي‪H‬ق ج‪H‬زء من ش‪H‬روط االتف‪H‬اق ‪ ,‬إذ خفض‪H‬ت العمل‪H‬ة الوطني‪H‬ة بنس‪H‬بة ‪ %22‬و خفض‪H‬ت من‬
‫‪2‬‬
‫دعم املواد األساسية ‪ ,‬كما خفضت عجز امليزانية العامة بـ ‪ 5‬مليار د ج ‪.‬‬

‫‪-3‬اتفاقية " ‪ " STAND BY‬أفريل ‪: 1994‬‬


‫إن رسالة اليت مت توقيعها و إرساهلا إىل ‪ FMI‬يوم ‪ 1994-04-09‬تتعلق باتفاقية " ‪. " STAND BY‬‬
‫جلأت اجلزائر للمرة الثالثة إىل طلب مساعدات من ‪ FMI‬من أجل النهوض باقتصادها و جتاوز األزمة احلادة اليت متر هبا ‪ ,‬و ال‪HH‬يت‬
‫زادت من اإلختالالت اهليكلي ‪HH H H H H H H H H H H H H H‬ة ال‪HH H H H H H H H H H H H H H‬يت ع ‪HH H H H H H H H H H H H H H‬رقلت إع ‪HH H H H H H H H H H H H H H‬ادة الت ‪HH H H H H H H H H H H H H H‬وازن ال‪HH H H H H H H H H H H H H H‬داخلي و اخلارجي و ميكن حص‪HH H H H H H H H H H H H H H‬رها‬
‫‪3‬‬
‫كالتايل ‪:‬‬
‫‪-1‬االرتباط شبه الكلي بقطاع احملروقات الذي ميثل أكثر‪ % 95‬من الصادرات ‪.‬‬
‫‪-2‬اإلختالالت املالية الداخلية (عجز اخلزينة العمومية ) ‪.‬‬
‫‪-3‬عبء خدمة الدين‪.‬‬

‫‪ 1‬رسالة ماجيسرت –تسيري املديونية اخلارجية و سياسات التصحيح اهليكلي يف الدول النامية (خاصة اجلزائر ) من إعداد‬
‫‪1995-1994‬‬
‫‪ 2‬د‪ /‬اهلادي خالدي –مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬د‪ -‬اهلادي خالدي –املرجع نفسه‬

‫‪147‬‬
‫و مبقتضى رسالة النية منح ‪ FMI‬قرضا آني‪H‬ا بقيم‪H‬ة ‪ 1‬ملي‪H‬ار دوالر للجزائ‪H‬ر لت‪H‬دعيم برن‪H‬امج التص‪H‬حيح ‪ ,‬و ق‪H‬د متت إع‪H‬ادة جدول‪H‬ة‬
‫خدمة الديون اجلزائرية اخلارجية ‪.‬‬
‫و ك ‪HH‬ان أول اإلج ‪HH‬راءات ال ‪HH‬يت مت تنفي ‪HH‬ذها مبقتض ‪HH‬ى ه ‪HH‬ذا االتف ‪HH‬اق ه ‪HH‬و ختفيض العمل ‪HH‬ة الوطني ‪HH‬ة بنس ‪HH‬بة ‪ 1( %40,17‬أم ‪HH‬ريكي =‪ 36‬د ج )‬
‫‪1‬‬
‫بالرجوع إىل سعر ‪ 8‬أبريل ‪.1994‬‬
‫و قد أعلن جملس النقد و القرض أن هذا التخفيض ضروري السرتجاع التوازنات االقتصادية الكربى ‪.‬‬
‫و خيضع هذا الربنامج لتقييم سنوي للوضعية االقتصادية و املالية للبلد من قبل خرباء ‪. FMI‬‬

‫‪-4‬اتفاق ‪ STAND BY :‬أبريل ‪: 1995‬‬


‫وافق صندوق النقد الدويل على تقدمي قرض للجزائر يندرج يف إطار االتفاقيات املوسعة للقرض و ذلك بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪1995‬‬
‫ملي‪HH‬ون وح‪HH‬دة (‪. ) DTS‬و مبج‪HH‬رد املوافق‪HH‬ة على ه‪HH‬ذا اإلتف‪HH‬اق‬ ‫و ميت‪HH‬د إىل غاي‪HH‬ة ‪ 21‬م‪HH‬اي ‪. 1998‬و ح‪HH‬دد مبل‪HH‬غ ه‪HH‬ذا اإلتف‪HH‬اق بقيم‪HH‬ة‬
‫قامت بسحب القسط األول و قدره ‪ 325,28‬مليون وحدة (‪. ) DTS‬‬
‫‪2‬‬
‫و استخدام املبلغ املتبقي ‪ 844,08‬مليون على أقساط يتم استنفاذها قبل تاريخ ‪ 21‬ماي ‪.1998‬‬
‫لق‪HH‬د واف‪HH‬ق ‪ FMI‬على تق‪HH‬دمي ه‪HH‬ذا الق‪HH‬رض و ذل‪HH‬ك بع‪HH‬د أن أرس‪HH‬لت احلكوم‪HH‬ة اجلزائري‪HH‬ة كالع‪HH‬ادة رس‪HH‬الة ني‪HH‬ة تتض‪HH‬من حمت‪HH‬وى برن‪HH‬امج‬
‫التصحيح اهليكلي الذي تنوي تنفيذه خالل السنوات الثالثة القادمة ‪,‬و اهلدف من وراء ذل‪H‬ك يكمن يف إع‪H‬ادة االس‪H‬تقرار االقتص‪H‬ادي الوط‪H‬ين‬
‫من جهة و ختطي مرحلة التحول إىل اقتصاد السوق احلر بأقل التكاليف من جهة أخرى ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلصالحات االقتصادية في الجزائر‬


‫تتمث ‪HH‬ل اإلص ‪HH‬الحات االقتص ‪HH‬ادية املدعوم ‪HH‬ة من قب ‪HH‬ل املؤسس ‪HH‬ات الدولي ‪HH‬ة يف برن ‪HH‬امج التث ‪HH‬بيت(‪ ) STAND BY‬ال ‪HH‬ذي اعتمدت ‪HH‬ه‬
‫اجلزائر يف أبريل ‪. 1994‬و يف برنامج التصحيح اهليكلي الذي متتد فرتته من أبريل ‪ 1995‬إىل ‪. 1998‬‬
‫‪/1‬أهداف و عناصر اإلصالحات االقتصادية ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تنص جهود اإلصالحات بصفة عامة على هدفني‬
‫‪-1‬العمل على استعادة التوازن االقتصادي الكلي (الداخلي و اخلارجي )‪.‬‬
‫‪-2‬حتسني استخدام املوارد االقتصادية و السعي لتوسيع وإمناء الطاقات اإلنتاجية للبالد ‪.‬‬
‫فترتكز جهود اإلصالحات على السياسات النقدي‪H‬ة و املالي‪H‬ة ال‪H‬يت هتدف إىل ترش‪H‬يد الطلب احمللي و تقيي‪H‬د العج‪H‬ز يف امليزاني‪H‬ة العام‪H‬ة‬
‫باختاذ إجراءات لزيادة اإليرادات و ترشيد النفقات العامة ‪.‬‬
‫‪/2‬اآلثار االقتصادية و االجتماعية لربنامج التصحيح اهليكلي ‪:‬‬
‫‪-‬إن جتربة اجلزائر يف اإلصالح اإلقتصادي لس‪H‬نوات ‪ 1994‬و ح‪H‬ىت ‪ 1998‬من خالل برن‪H‬امج التث‪H‬بيت (‪ ) STAND BY‬املتف‪H‬ق علي‪H‬ه‬
‫مع ‪ , FMI‬و برنامج التصحيح اهليكلي اليت مازالت سارية املفعول هلا مسات أساسية ‪.‬‬

‫‪ 1‬رسالة ماجيسرت –تسيري املديونية اخلارجية و سياسات التصحيح اهليكلي يف الدول النامية مع الرتكيز على حالة اجلزائر –من‬
‫اعداد الطلب ‪1995-1994‬‬
‫‪ 2‬د‪ .‬اهلادي خالدي –مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ 3‬أ‪.‬ع ‪.‬بن ناصر –جملة اإلقتصادية و املنامجت عدد ‪ , 2‬مارس ‪2003‬‬

‫‪148‬‬
‫فمن مظاهر جناح اإلصالحات السيطرة على التوازن‪H‬ات النقدي‪H‬ة و املالي‪H‬ة على املس‪HH‬توى الكلي و ل‪H‬و نس‪H‬بيا ‪ .‬إال أن ه‪H‬ذه النجاح‪H‬ات مل ختف‬
‫اجلوانب السلبية الختالل التوازنات االقتصادية و االجتماعية ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫فيمكن تصنيف أثار برنامج التعديل اهليكلي إىل قسمني ‪:‬‬
‫أثار اقتصادية و أثار اجتماعية ‪.‬‬
‫‪ 2-1‬اآلثار االقتصادية ‪:‬‬
‫‪-‬لقد حقق االقتصاد الوطين نتائج ال بأس هبا بالنسبة للتوازن االقتصادي الكلي بعد االنتهاء من تطبيق الربنامج و إن ك‪HH‬ان للعام‪HH‬ل اخلارجي‬
‫( إعادة اجلدولة‪ ,‬ارتفاع أسعار البرتول يف األسواق العاملية ‪ )...‬دور أساسي يف ذلك ‪.‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة للنمو االقتصادي ‪:‬‬
‫سجل معدل االقتصادي حتسنا و لو مبعدالت متواض‪H‬عة‪ ,‬إذ ك‪H‬ان هن‪H‬اك حتس‪HH‬ن مس‪H‬تمر يف مع‪H‬دل منو الن‪H‬اتج احمللي اإلمجايل خالل ف‪H‬رتة برن‪H‬امج‬
‫التعديل ‪.2‬‬
‫ب – بالنسبة للميزانية العامة ‪:‬‬
‫اخنفض‪HH‬ت نس‪HH‬بة العج‪HH‬ز يف امليزاني‪HH‬ة العام‪HH‬ة من ‪ %8.7‬من الن‪HH‬اتج احمللي اإلمجايل س‪HH‬نة ‪ 1993‬إىل ‪ % 4,4‬س‪HH‬نة ‪ , 1995‬بينم‪HH‬ا س‪HH‬جل‬
‫فائض قدره ‪ %3‬سنة ‪ 1996‬و ‪ %1.3‬سنة ‪ 1997‬من الناتج احمللي اإلمجايل * ‪.‬‬
‫‪ -‬إن النجاح املسجل يف خفض العجز إىل ‪:‬‬
‫‪ -‬اإلي‪HH H H‬رادات ال‪HH H H‬يت ارتفعت من ‪ %27.6‬من الن‪HH H H‬اتج احمللي اإلمجايل س‪HH H H‬نة ‪ 1993‬إىل ‪ %33‬و ‪ %34‬من الن‪HH H H‬اتج اإلمجايل خالل‬
‫‪ 1996‬و ‪ 1997‬على التوايل ‪.‬‬
‫أم‪HH‬ا النفق‪HH‬ات العام‪HH‬ة فق‪HH‬د ت‪HH‬راجعت من ‪ %33.6‬إىل ‪ %29‬مث ‪ %31‬من الن‪HH‬اتج احمللي اإلمجايل خالل ‪ 1997 , 1996 , 1995‬على‬
‫التوايل ‪.‬‬
‫‪ :‬ج‪ -‬بالنسبة للتضخم‬

‫فقد اخنفض التضخم من ‪ %38.4‬سنة ‪ 1994‬إىل ‪ %15‬سنة ‪ 1996‬ليصل إىل ‪ %5.73‬سنة ‪ , 1997‬مث ‪ %1‬سنة ‪. * 2000‬‬
‫إن هذا االخنفاض هو نتيجة اخنفاض قيمة الدينار اجلزائري من جهة و التعديالت اليت أجريت على أسعار السلع املدعوم‪HH‬ة من ط‪HH‬رف الدول‪HH‬ة‬
‫من جهة أخرى ‪.‬‬
‫د‪ -‬ميزان املدفوعات و احتياطات الصرف ‪:‬‬
‫ع‪HH‬رف م ‪HH‬يزان املدفوعات حتس ‪HH‬نا نتيج ‪HH‬ة الخنف ‪HH‬اض ض‪HH‬غط املديوني‪HH‬ة اخلارجي‪HH‬ة ‪ .‬فق ‪HH‬د حق ‪HH‬ق احلس ‪HH‬اب اجلاري ف ‪HH‬ائض س ‪HH‬نيت ‪, 1996‬‬
‫‪( 1997‬قدر بـ ‪ 1.25‬مليار ‪ . )$‬مما ساعد على إعادة تكوين احتياطات الصرف و بلوغ مستوى عال جدا ‪.‬‬
‫‪2002‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1997‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫السنوات‬
‫‪22.5‬‬ ‫‪15.24‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪4.6‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫دوالر‪1.5‬‬ ‫املبالغ ‪ :‬مليار‬
‫املصدر‪ :‬جملة العلوم االقتصادية و علوم التسيري ‪ 2002‬وجريدة اخلرب ‪. 29/03/2003 ,03/09/2001‬‬

‫‪ -‬أ ‪ /‬ع – بن ناصر جملة االقتصاد و املنامجنت عدد ‪ , 2‬مارس ‪.2003‬‬ ‫‪1‬‬

‫أ‪/‬ع ‪.‬بن ناصر –املرجع نفسه‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬د ‪ .‬عمار عماري ‪ ,‬جملة العلوم االقتصادية و علوم التسيري ‪. 2002‬‬ ‫*‬

‫‪ -‬د ‪ .‬عمار عماري ‪ ,‬جملة العلوم االقتصادية و علوم التسيري ‪. 2002‬‬ ‫*‬

‫‪149‬‬
‫هـ ‪-‬اإلنتاج ‪:‬‬
‫هب ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ط مؤش ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ر اإلنت ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬اج الص ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ناعي ب ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬أكثر من ‪ 11‬نقط ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ة بني ‪ 1994‬و ‪1997‬‬
‫و اخنفض مؤش ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ر إنت ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬اج الص ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ناعات املعمل ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ة مبا يق ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ارب ‪ 21‬نقط ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ة فيم ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H‬ا بني ‪1994‬‬
‫و ‪ ,1 1997‬و لكن باملقابل سجلت صناعات فروع الطاقة و احملروقات منوا مطردا‪.‬‬

‫* إصالح القطاع الصناعي العام يف اجلزائر ‪:‬‬


‫الواقع أنه مت إعادة هيكلة املؤسسات الصناعية العمومية قبل ‪ 1994‬إذ أن الكثري منها حص‪HH‬لت على اس‪H‬تقالليتها القانوني‪H‬ة و املالي‪H‬ة‬
‫‪ .‬و مت تطهريه ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ا مالي ‪HH H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H H‬ا‬
‫و ح ‪HH‬ولت ديوهنا إىل التزام ‪HH‬ات على الدول ‪HH‬ة اجتاه البن ‪HH‬وك التجاري ‪HH‬ة حيث لغت تكلف ‪HH‬ة حيث بلغت تكلف ‪HH‬ة لتطه ‪HH‬ري ‪ 13‬ملي ‪HH‬ار ‪ $‬خالل الف ‪HH‬رتة‬
‫‪. 1999 – 1994‬‬
‫إن مسار اخلوصصة ال‪H‬ذي ب‪H‬دا س‪H‬نة ‪ 1998‬مل س‪H‬جل حلد اآلن نت‪H‬ائج معت‪H‬ربة و ذل‪H‬ك لض‪H‬عف التكنولوجي‪H‬ا ‪ .‬فق‪H‬د س‪H‬جل تقري‪H‬ر اجمللس الوط‪H‬ين‬
‫االقتصادي و االجتم‪H‬اعي لس‪H‬نة ‪ 2000‬أن مع‪H‬دل النم‪H‬و يف القط‪H‬اع الص‪H‬ناعي كك‪H‬ل ق‪H‬د تراج‪H‬ع بنس‪H‬بة ‪ %2‬و ‪ %5‬خالل السداس‪H‬ي ‪ I‬و‬
‫‪ II‬من سنة ‪ 2000‬مقارنة عام ‪.2 1999‬‬
‫‪ 2-2‬اآلثار االجتماعية ‪:‬‬
‫إن اخلدمات العمومي‪H‬ة ك‪H‬انت ط‪HH‬وال م‪H‬دة من ال‪H‬زمن جماني‪H‬ة أو ش‪H‬به جماني‪H‬ة ‪ ,‬و ك‪H‬ان احلص‪H‬ول عليه‪H‬ا مض‪HH‬مونا للجمي‪H‬ع ‪ .‬األم‪H‬ر ال‪H‬ذي محل‬
‫ميزانية الدولة مبالغ معتربة إض‪H‬افة إىل س‪H‬ياق برن‪H‬امج التص‪H‬حيح اهليكلي ‪ ,‬فتخلت الدول‪H‬ة اجلزائري‪H‬ة عن دوره‪H‬ا االقتص‪HH‬ادي و االجتم‪H‬اعي ‪ ,‬مما‬
‫‪3‬‬
‫أدى إىل تفاقم الفقر و انتشاره بني السكان ‪ .‬و سنتطرق ألهم املؤشرات االجتماعية األساسية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اخنفاض القدرة الشرائية ‪:‬‬
‫اخنفضت القدرة الشرائية للمواطنني ‪ ,‬خاصة الفئات البسيطة و احملرومة ‪ ,‬ويعود ذلك إىل ارتفاع األسعار بسبب رفع الدعم عن املواد‬
‫األساسية اليت كانت تستفيد منها حىت ‪ 1992‬من جهة ‪ ,‬و الزيادة القليلة يف مداخيل األسر من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ب‪ -‬البطالة ‪:‬‬


‫إن البطالة كظاهرة اجتماعية و اقتصادية تتيح معرف‪H‬ة ق‪H‬درة االقتص‪H‬اد الوط‪H‬ين على التش‪H‬غيل ال‪H‬ذي ت‪H‬دهور بس‪H‬بب غي‪H‬اب اس‪H‬تثمارات‬
‫جدي‪H‬دة إىل ج‪H‬انب التس‪H‬ريح الكب‪H‬ري للعم‪H‬ال على إث‪H‬ر عملي‪H‬ات إع‪H‬ادة اهليكل‪H‬ة و ح‪H‬ل و خوصص‪H‬ة العدي‪H‬د من املؤسس‪H‬ات العمومي‪H‬ة حيث جتاوز‬
‫ع‪HH H H‬دد العم‪HH H H‬ال املس ‪HH H‬رحني ‪ 500‬أل‪HH H H‬ف عام‪HH H H‬ل خالل ‪ , 1997-1994‬و خوصص ‪HH H‬ة ح‪HH H H‬وايل ‪ 633‬مؤسس‪HH H H‬ة حملي‪HH H H‬ة و ‪ 268‬مؤسس‪HH H H‬ة‬
‫و ‪ 85‬مؤسسة خاصة أي جمموع ‪ 986‬مؤسسة *‪.‬‬

‫‪ - 1‬ع ‪ .‬بن ناصر – جملة االقتصاد و املنامجنت – عدد ‪ – 2‬مارس ‪. 2003‬‬


‫‪ - 2‬د ‪ .‬عمار عماري – جملة العلوم االقتصادية و علوم التسيري – عدد ‪. 2002 – 1‬‬
‫‪ - 3‬ع ‪ .‬بن ناصر – مرجع سابق ‪.‬‬
‫* ‪ -‬أ ‪ .‬روابح عبد الباقي – أ‪ .‬غياط شريف – ملتقى حول اآلثار االقتصادية و االجتماعية لربنامج الصحيح اهليكلي ‪ ,‬سنة‬
‫‪.2002‬‬

‫‪150‬‬
‫إن اإلحص ‪HH‬ائيات ت‪HH‬ربز بوض‪HH‬وح االرتف ‪HH‬اع املس ‪HH‬تمر لنس ‪HH‬بة البطال ‪HH‬ة ال ‪HH‬يت انتقلت من ‪ %23‬س ‪HH‬نة ‪ 1993‬إىل أك‪HH‬ثر من ‪ %29‬س ‪HH‬نة ‪ 1997‬مث‬
‫‪ %29.2‬سنة ‪.* 1999‬‬
‫ج‪ -‬تطور اإلنفاق على قطاعي الرتبية و الصحة ‪:‬‬
‫ت ‪HH‬راجعت األمهي ‪HH‬ة النس ‪HH‬بية لقط ‪HH‬اع الرتبي ‪HH‬ة الوطني ‪HH‬ة ‪ ,‬فق ‪HH‬د اخنفض ‪HH‬ت ميزاني ‪HH‬ة التس ‪HH‬يري للقط ‪HH‬اع منس ‪HH‬وبة إىل الن ‪HH‬اتج احمللي اإلمجايل من‬
‫‪ %4.73‬سنة ‪1994‬‬

‫إىل ‪ 4.02‬سنة ‪ , 1999‬أما ميزانية التجهيز للقطاع اخنفضت هي األخرىمن ‪ %0,7‬سنة ‪ 1994‬إىل ‪ 0.55‬سنة ‪.1999‬‬
‫أم‪HH‬ا النفق‪HH‬ات العام‪HH‬ة لقط‪HH‬اع الص‪HH‬حة العمومي‪HH‬ة فق‪HH‬د اخنفض‪HH‬ت من ‪ %5.5‬إىل ‪ * %3.51‬مما أدى إىل ت‪HH‬دهور كب‪HH‬ري يف اخلدمات املقدم‪HH‬ة من‬
‫طرف هياكل القطاع ‪.‬‬

‫د‪ -‬نصيب الفرد من الناتج احمللي اإلمجايل‪:‬‬


‫لق ‪HH‬د ش ‪HH‬هد ه ‪HH‬ذا املؤش ‪HH‬ر ه ‪HH‬و اآلخ ‪HH‬ر تراجع ‪HH‬ا هام ‪HH‬ا ‪.‬حيث اخنفض من ‪ 1822,8‬دوالر س ‪HH‬نة ‪ 1993‬إىل ‪ 1596‬دوالر س ‪HH‬نة ‪ 1997‬مث إىل‬
‫‪ 1500‬دوالر سنة ‪ * 1999‬و هذا ما يؤكد الصعوبات الكبرية اليت يعاين منها االقتصاد الوطين‬

‫‪ -‬أ ‪ .‬روابح عبد الباقي – أ‪ .‬غياط شريف املرجع نفسه‪.‬‬ ‫*‬

‫‪ -‬أ ‪ .‬روابح عبد الباقي – أ‪ .‬غياط شريف – املرجع نفسه‪.‬‬ ‫*‬

‫‪ -‬أ‪/‬روابح عبد الباقي‪,‬أ‪/‬غياط شريف ‪ ,‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫*‬

‫‪151‬‬

You might also like