Professional Documents
Culture Documents
واقع تمويل التجارة الخارجية في البنوك التجارية بالجزائر
واقع تمويل التجارة الخارجية في البنوك التجارية بالجزائر
إشرفاألستاذ: إعدادالطالب
-مجاهد سيد أحمد -رقية إسالم
الموسم الجامعي:
2018/2017
واقع تمويل التجارة الخارجية في البنوك التجارية بالجزائر
دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة -252-أدرار
الفهرس
الصفحة العنوان
I الفهرس
II قائمة الجداول و األشكال
أ -ج المقدمة العامة
الفصل األول :اإلطار العام للتجارة الخارجية
02 تمهيد الفصل
03 المبحث األول :عموميات حول التجارة الخارجية
03 المطلب األول :مفهوم التجارة الخارجية و أهميتها
05 المطلب الثاني :نظريات التجارة الخارجية
11 المطلب الثالث :العوامل المؤثرة في التجارة الخارجية
13 المبحث الثاني :عمليات التجارة الخارجية
13 المطلب األول :إجراءات التصدير
15 المطلب الثاني :إجراءات االستيراد
17 المطلب الثالث :جمركة البضائع
21 المبحث الثالث :آليات تمويل التجارة الخارجية
21 المطلب األول :التمويل نقدا
22 المطلب الثاني :التمويل عن طريق الشيكات
23 المطلب الثالث :التمويل باألوراق التجارية
30 خالصة الفصل
الفصل الثاني :تمويل التجارة الخارجية في الجزائر
32 تمهيد الفصل
33 المبحث األول :تقنيات تمويل التجارة الخارجية
33 المطلب األول :تقنية خطاب الضمان
37 المطلب الثاني :تقنية االعتماد المستندي
47 المبحث الثاني :الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها
47 المطلب األول :مفهوم الضمانات البنكية
49 المطلب الثاني :طرق سير الضمانات البنكية
i
الفهرس
ii
قائمة الجداول و االشكال
-1قائمة الجداول:
-2قائمة األشكال:
تحتل المبادالت التجارية الدولية مكانة هامة في الحياة اإلقتصادية خاصة في الظرف الذي يعرف
بعصر العولمة االقتصادية ،فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أخذت المبادالت التجارية الدولية بعدا
استراتيجيا متعدد األهداف ،إذ عرفت تطو ار لم يسبق له مثيل ،حيث اقتصرت الدول في بداية األمر على
تبادل السلع في مختلف أنواعها ،خاصة المواد األولية و الزراعية و المصنعة منها ،لذلك كانت األنظمة
القانونية التي تنظم التجارة الخارجية تتمثل إما في النظام االقتصادي الحر ،و إما النظام االقتصادي
الموجه الذي تلعب فيه الدول دور المتدخل لتنظيم االقتصاد.
غير انه مع بداية القرن العشرين ازدادت أهمية و حجم المبادالت التجارية الدولية ،إذ أصبحت تشمل
إلى جانب السلع ،التجارة في الخدمات و التجارة في حقوق الملكية الفكرية التي تعرف تطو ار اكبر من
تبادل السلع في الوقت الراهن.
فالتجارة الخارجية تعتبر من العمليات المشجعة للنشاطات االقتصادية ،إذ تختلف هذه التجارة من دولة
إلى أخرى الختالف النصوص القانونية و التنظيمية المطبقة في هذا المجال و عدم التدقيق في
مصطلحات التجارة الخارجية و فهم مدلوالتها ،لذلك وجب تنظيمها بقواعد تتوافق مع طبيعتها الخاصة من
اجل ضبط المبادالت التجارية التي تتم بين الدول.
و نظ ار ألهمية المبادالت التجارية خاصة بين الدول التي تنتهج النظام االقتصادي الليبرالي ،لجأت
معظم البلدان إلى وضع جملة من التسهيالت من اجل تسيير عملية تنقل السلع و الخدمات فيما بينها
ووضع جملة من النصوص القانونية في هذا اإلطار إلى جانب المصادقة على االتفاقيات الدولية سواء
كانت ثنائية أو متعددة األطراف ،و كل هذا من اجل الوصول إلى وضع إطار تنظيمي للمبادالت
التجارية التي تتم بين الدول ،حيث يتوجب المرور على البنوك و المؤسسات المصرفية قبل الشروع في
أية عملية تجارية و ذلك لضمان أفضل طريقة للتمويل.
وعلى الرغم من كل هذا فمشكل التمويل يبقى من أصعب و اعقد المشاكل التي تواجه التنمية
االقتصادية في كل دول العالم مما استوجب تدخل بعض الجهات كالبنوك و المؤسسات المالية للتقليل من
هذه الصعوبات و المشاكل وذلك عن طريق تطوير تقنياتها التمويلية ووسائل الدفع لتسهيل حركة التبادالت
الدولية.
أ
المقدمة
لتكون الجزائر على غرار دول العالم تسير هي األخرى في ظل هذا االنفتاح العالمي ،نحو فتح أسواقها
أمام المؤسسات العالمية واالستثمارات األجنبية فأقامت الشركات مع الدول المجاورة ( كالشراكة
األورومتوسطية ) وشجعت دخول رؤوس األموال الخارجية إلنشاء المشاريع اإلنمائية ،في محاولة منها لدفع
عجلة التنمية االقتصادية وتحقيق الرفاهية االجتماعية ،غير أنها وجدت نفسها قد تحولت إلى مجرد سوق
لعرض مختلف المنتجات األجنبية ،فكان من الضروري إعادة النظر في سياستها المطبقة ومناهجها المتبعة
خاصة تلك المتعلقة بالجهاز المصرفي باعتباره أهم ممول للتجارة الخارجية.
كما تلعب البنوك التجارية دو ار أساسيا في التجارة الخارجية ،إما من خالل توفير التمويل الالزم
للمصدر (إلنتاج السلعة المصدرة) والمستورد (للقيام بعملية االستيراد) أو عن طريق تسهيل التسوية المالية
الناشئة عن الصفقات الدولية بتحصيل حقوق المصدر المستحقة على المستورد ،رغم أن كل عملية تجارية
تستوجب عملية نقدية ،غير أن تعدد اللغات والعمالت وتباين القوانين االقتصادية واختالف األنظمة
السياسية ،يؤدي في أحيان كثيرة إلى حدوث المشاكل ونشوب النزاعات بسبب إخالل أحد األطراف بواجباته
نحو الطرف اآلخر ،الشيء الذي يجعل المتعاملين االقتصاديين يتخوفون من المخاطرة في األسواق
الخارجية.
ففي ظل هذا الواقع يكون وجوبا على الدول األخذ بعين االعتبار عامل الحماية وتوفير الشروط
الالزمة لضمان السير الحسن للصفقات التجارية بإعطاء الضمانات الكافية لخلق الثقة بين المتعاملين
الجزائريين واألجانب ،من خالل إشراف البنك على المبادالت الدولية وقيامه بكل المعامالت المالية ،وفق
قواعد وقوانين وضعتها غرفة التجارة الدولية من أجل تغطية المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المتعاملين
االقتصاديين ،لذلك وضعت مجموعة طرق ووسائل تحديد وبدقة حقوق وواجبات كل طرف تجنب لحدوث
االختالفات والنزاعات ،لعل أهمها وأكثرها استعماال في التجارة الخارجية االعتماد المستندي.
ب
المقدمة
طرح اإلشكالية:
تقوم البنوك التجارية في الجزائر على غرارها من البنوك في الدول األخرى بتمويل التجارة الخارجية
من خالل مختلف اآلليات والوسائل المعتمدة من طرفها في هذا السبيل ،وبناءا على هذا نطرح إشكالية
بحثنا كالتالي :ما مدى مساهمة بنك الفالحة والتنمية الريفية ) (BADRوكالة أدرار في تمويل التجارة
الخارجية في الجزائر؟
ولإلجابة على هذا التساؤل من الضروري تحديد إطار هذا البحث من خالل طرح مجموعة من األسئلة
الفرعية ،ذات الصلة باإلشكالية الرئيسية على النحو التالي:
فرضيات البحث:
-1إسهامات البنوك التجارية الجزائرية في تمويل التجارة الخارجية في الجزائر تقتصر في أغلبها على
االعتماد المستندي.
-2يعتمد بنك الفالحة والتنمية الريفية ) (BADRوكالة أدرار في تمويله للتجارة الخارجية على أداة االعتماد
المستندي فقط.
أهمية البحث:
عملية التبادل التجاري تعتبر شريان الحياة االقتصادية خاصة في ظل التحوالت والتطورات العالمية،
األمر الذي يجب االهتمام بها وتمويلها من جميع الجوانب التي بإمكانها ترقيتها وتطوير أدائه خاصة في
ظل اإلستراتيجيات التنموية التي تعتمد عليها معظم دول العالم في الوقت المعاصر.
ت
المقدمة
أهداف البحث:
-1إبراز حقيقة سير عمليات التجارة الخارجية و تقنياتها و توضيح الضمانات الممنوحة لضمان حماية
المتعاملين االقتصاديين (مستوردين و مصدرين).
-2مساعدة عمالء البنوك على إدراك مفاهيم وخطوات سير التمويل الدولية.
-3محاولة اإلجابة عن تساؤالت العديد من العمالء المستهلكين لهذه اآلليات واللذين يطمحون الختيار آلية
مناسبة لهم دون أي ضغوطات من البنك و فهمهم الصحيح لجملة التنظيمات القانونية البنكية .
خطة البحث:
لإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية وكذا اختبار صحة الفرضيات واإللمام بمختلف جوانب
الموضوع تتم تقسيم الموضوع إلى ثالث فصول:
سيتم تخصيص الفصل األول لدراسة اإلطار العام للتجارة الخارجية حيث تضمن على ثالث نقاط أساسية
،سيتم التطرق إلى عموميات حول التجارة الخارجية ،ثم عمليات التجارة الخارجية ويختتم الفصل بالتطرق
آلليات تمويل التجارة الخارجية ،و تمهيدا للفصل الثاني الذي سيتم تخصيصه لتمويل التجارة الخارجية،
حيث يتضمن هذا الفصل نقطتين أساسيتين ،كنقطة أولى سيتم التطرق إلى تقنيات تمويل التجارة الخارجية،
والثانية إلى الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها أما بالنسبة للفصل
الثالث واألخر فسيتم تخصdصه لدراسة تطبيقية لواقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية
الريفية في وكالة ادرار ،حيث تضمن هو أيضا نقطتين أساسيتين ،كنقطة أولى سيتم التطرق إلى لمحة
عامة عن بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أد ارر ،وكنقطة ثانية إلى العمليات التي تقوم بها الوكالة في
مجال التجارة الخارجية ،أما فيما يخص النقطة الثانية فسيتم التطرق إلى عمليات تمويل التجارة الخارجية
على مستوى الوكالة.
ث
المقدمة
المنهج المتبع:
سيتبع في بحثنا هذا على المنهج الوصفي في جزء من الدراسة فيما تعلق منها باإلطار العام للتجارة
الخارجية وكذا بتمويل التجارة الخارجية ،كما قمنا بإتباع المنهج التحليلي في شق البحث المتعلق بدراسة
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة والتنمية الريفية بأدرار.
صعوبات الدراسة:
صادفنا جملة من الصعوبات أثناء انجازنا لبحثنا هذا والتي يمكن تلخيصها كالتالي:
-1قلة المراجع التي تناولت دراسة واقع تمويل البنوك التجارية للتجارة الخارجية في الجزائر.
-2صعوبة استقاء المعلومات من المصادر ببنك الفالحة والتنمية الريفية ،كون جميع أعمال البنك مع
زبائنه تخضع للسرية التامة.
ج
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
تمهيد الفصل:
لقد بات من المستحيل على أي دولة سواء كانت نامية أو متقدمة أن تنعزل بنفسها عن العالم الخارجي و
ذلك راجع إلى احتياجات الدولة من المواد الضرورية لإلنتاج التي ال تتوفر عليها ،أو لوجود فائض على
مستوى نشاطها االقتصادي مما يتحتم عليها اللجوء إلى التبادل التجاري بينها و بين دول أخرى والذي يتم في
ظل ما يسمى بالتجارة الخارجية التي تعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط الدول يبعضها البعض و بالتالي
نشوء نوع من التكامل و التقارب االقتصادي فيما بينها ،وللتعرف أكثر على التجارة الخارجية ،سنقوم في هذا
الفصل بالتطرق إلى ماهية التجارة الخارجية وأهميتها و سنحاول التعرض إلى النظريات المفسرة لها والى
سياسات وأساليب التجارة الخارجية.
2
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-1محمد أحمد السريتي ،التجارة الخارجية ،كلية التجارة ،اإلسكندرية -مصر ، 2009 ،ص. 8
-2رشاد العصار و آخرون ،التجارة الخارجية ،دار المسيرة للنشر و التوزيع ،عمان -األردن ، 2000 ،ص. 1
- 3زينب حسين ،االقتصاد الدولي و العالقات االقتصادية والنقدية ،الدار الجامعية الجديدة ،مصر ، 2004 ،ص .309
3
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
* تشجيع الصادرات يساهم في الحصول على مكاسب في صورة رأس مال أجنبي ،يلعب دو ار في زيادة
االستثمار وبناء المصانع وانشاء البنية خاصة في الدول النامية ،وبالتالي النهوض بالتنمية االقتصادية.
* تعتبر مؤش ار على قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولية إلرتباط هذا المؤشر باإلمكانات اإلنتاجية
المتاحة ،وقدرة الدول على التصدير ومستويات الدخول فيها ،وكذلك قدرتها على اإلستيراد وانعكاس ذلك كله
على رصيد الدولة من العمالت األجنبية.
* نقل التكنولوجيا والمعلومات األساسية التي تفيد في بناء اإلقتصادات المتينة وتعزيز عملية التنمية الشاملة.
* تحقيق التوازن في السوق الداخلية نتيجة تحقيق التوازن بين كميات الطلب و العرض.
ب -المجال االجتماعي :تهدف التجارة الخارجية في المجال االجتماعي إلى تحقيق مايلي:
* زيادة رفاهية األفراد عن طريق توسيع قاعدة االختيارات فيما يخص مجال االستهالك.
* تحقيق التغييرات الضرورية في البنية االجتماعية الناتجة عن التغيير في البنية االقتصادية.
* االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطلبات والرغبات واشباع الحاجات.
* إمكانية الحصول على أفضل ما توصلت إليه العلوم والتقنيات المعلوماتية وبأسعار رخيصة نسبيا.
* التأثير المتزايد للتجارة الخارجية على حياتنا اليومية.
أما أثر التجارة الدولية على اقتصاديات الدول النامية فيتضح أكثر من أي وقت مضى ،وذلك أن الدول
النامية تحكمها أوضاع التخلف االقتصادي ألسباب تاريخية ،ولذلك يكون متوسط دخل الفرد في الدول النامية
منخفضا ،فيقل بالتالي مستوى االستهالك ومستوى الصحة العامة والتعليم ،وتنخفض اإلنتاجية وتقل
االستثمارات فيؤدي ذلك إلى هبوط مستوى الدخل ،و هكذا تدور دائرة الفقر من جديد ،واذا لم تنكسر هذه الدائرة
في نقطة ما من محيطها فلن يتغير و ضع التخلف ولن تحدث تنمية حقيقية .ويمكن للتجارة الدولية أن تلعب
دو ار للخروج من دائرة الفقر ،وخاصة عند تشجيع الصادرات ،فينتج عن ذلك الحصول على مكاسب جديدة في
صورة رأس مال أجنبي جديد يلعب دو ار في زيادة االستثمارات الجديدة في بناء المصانع وانشاء البنية األساسية،
ويؤدي ذلك في النهاية إلى زيادة التكوين الرأسمالي والنهوض بالتنمية االقتصادية.1
4
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
1
-شياللي حكيم و منان منور ،صيغ تمويل عمليات التجارة الخارجية للمؤسسة االقتصادية ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية ،كلية العلوم
اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة محند أوكلي الحاج البويرة ،الجزائر ،2015 ،ص .04
-2موسى مطر و آخرون ،التجارة الخارجية ،دار صفاء للنشر ،عمان األردن، 2001 ،ص. 2
5
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
األحذية ،وصانع األحذية ال يحاول أن يفصل مالبسه ولكنه يستخدم في ذلك الخياط ،والمزارع أيضا ال يحاول
أبدا أن يفعل هذا الشيء أو ذاك ولكنه يلجأ في ذلك إلى كل من الخياط وصانع األحذية ،ويجد كل هؤالء أن من
مصلحته أن يستخدم كل قواه اإلنتاجية في ذلك العمل الذي يتمتع فيه بقدر من المزايا أكبر مما يتمتع جيرانه وأن
يشتري بجزء من منتجاته كل ما يحتاج إليه من منتجات اآلخرين .
ومادام هذا الصواب في سلوك األسرة فهو أيضا صوابا لسلوك الدولة ،فإذا كان في إمكان دولة أخرى أن
تمدنا بسلعة أرخص مما لو كنا قد تولينا صناعتها بأنفسنا فسيكون من األفضل شراءها منها وذلك في المقابل
بيعها جزءا من منتجاتنا التي نتمتع فيها ببعض المزايا".
وهكذا أكد أدم سميث على أنه يتعين على كل دولة أن تنتج تلك السلع التي تتمتع في إنتاجها بميزة أكبر
من تلك التي تتمتع بها غيرها من الدول سواء كانت هذه الميزة راجعة إلى عوامل طبيعية من مناخ وخصوبة
في األرض وتوافر المواد األولية أو كانت راجعة إلى عوامل مكتسبة من مهارات واتقان للعمل.
1
-2نظرية الميزة النسبية :
صاحب هذه النظرية هو االقتصادي ديفيد ريكاردو والتي أوردها في كتابه ( مبادئ االقتصاد السياسي) لقد
بين آدم سميث أنه ستكون للتجارة الخارجية مابين دولتين فائدة لكل منهما إذا ما كان ألحدهما ميزة مطلقة على
الدولة األخرى في إنتاج إحدى السلعتين وكان للدولة األخرى في إنتاج السلعة األولى ،إال انه وبقدوم ديفيد
ريكاردو بنظريته الجديدة "نظرية الميزة النسبية" ،فقد أوضح أنه ليس بالضرورة لقيام التجارة الخارجية أن يتمتع
إحدى هاتين الدولتين بميزة مطلقة في إنتاج سلعة معينة ولكن قد تقوم تجارة بين دولتين بالرغم من أن إحداها
تتمتع بميزة مطلقة في إنتاج السلعتين وذلك إذا ما كانت هذه الميزة أكبر في إحدى السلعتين منها في السلعة
األخرى ،وبعبارة أخرى فقد حاول ريكاردو أن يثبت أن كل دولة ستتجه إلى التخصص في السلعة التي تتمتع
بإنتاجها بميزة نسبية بالمقارنة بالدول األخرى وليس في السلعة التي تتمتع بإنتاجها بميزة مطلقة.
لقد بين ريكاردو أن استخدام الطرق البدائية في اإلنتاج في الدول النامية باإلضافة إلى عدم االستفادة من
اقتصاديات الحجم الكبير في تخصيص تكاليف إنتاجها ستقف حائال دون قيام التجارة الخارجية حسب نظرية
الميزة المطلقة بسبب الكفاءة اإلنتاجية التي تتمتع بها الدول المتقدمة وبالتالي ستعمل الدول النامية على تقييد
دخول السلع األجنبية إليها .لقد أوضح ريكاردو أن نظرية الميزة المطلقة ال تستطيع تفسير التجارة الخارجية
6
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
في هذه الحالة وقد بين ريكاردو أنه يمكن أن تحقق الدولة مكاسب من التجارة حتى لو كانت ذات تكاليف
حقيقية أكبر في جميع السلع التي تنتجها ولكن هناك اختالف في التكاليف النسبية.
ولتوضيح مبدأ النفقات النسبية المقارنة نورد المثال الحسابي التالي وعلى فرض وجود دولتين هما األردن
ولبنان كما نفترض سلعتين هما األقمشة واألغذية.
جدول ( )1-1مقارنة بين األردن ولبنان في إنتاج سلعتين.
وحدة األغذية وحدة األقمشة الدول
120 100 األردن
من الواضح أن لبنان يتمتع بميزة مطلقة على األردن في إنتاج كال السلعتين ولكن بنسب مختلفة لذلك،
ومع هذا فإن من مصلحة لبنان أن يتخصص في إنتاج إحدى هاتين السلعتين تاركا لألردن التخصص في
إنتاج السلعة الثانية ،وهذا االختالف في النفقة النسبية إلنتاج السلعتين هو الشرط الكافي لقيام تبادل تجاري بين
الدولتين وامكانية استفادة كال منهما من هذا التبادل ،وهنا طريقتان متكافئتان للتوصل إلى النفقة النسبية المقارنة
فيما يتعلق بهاتين السلعتين.
نستخرج نفقة إنتاج إحدى السلعتين بالنسبة إلى نفقة إنتاج السلعة األخرى في كل بلد على حدى ثم نقارن
هذه النفقة النسبية بين هاتين الدولتين ،وستتخصص لبنان في إنتاج تلك السلعة التي تكون تكاليفها أقل
بالمقارنة مع تكاليف السلعة األخرى.
ثانيا :النظريات النيوكالسيكية
انحصرت النظرية الكالسيكية في التجارة الخارجية في تفسير قيام التجارة الخارجية على قانون التكاليف
النسبية ،حيث أن ما يحرك عملية التبادل بين الدول هو اختالف التكاليف النسبية ،إال أنها لم تتعرض إلى
أسباب اإلختالف ما بين الدول ،إال أن جاء أولين وعمم مبادئ هكشر و وضع نظرية تبين أسباب قيام التجارة
1
الدولية ،لتكون النظريات النيوكالسيكية كالتالي:
-1نظرية هكشر وأولين :حاول االقتصادي السويدي " إيلي هكشر " في كتابه بعنوان " آثار التجارة الخارجية
على التوزيع " الذي صدر سنة 1919م والى تلميذه " برتل أولين "من خالل كتابه تحت عنوان
-1يوسف مسعداوي ،دراسات في التجارة الدولية ،دار هومة للنشر و التوزيع ،الجزائر ، 2010 ،ص. 4
7
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
" التجارة االقليمية والتجارة الدولية "الصادر في سنة 1933م ،أن يتجاو از بعض نقائص النظرية الكالسيكية
وخاصة في اتخاذ هذه األخيرة العمل كالمحدد الوحيد لقيمة السلع وبالتالي إهمالها لعوامل اإلنتاج األخرى.
وتنص نظرية هكشر وأولين على أن ما يدفع الدول للقيام بالتبادل الخارجي ليس هو االختالف في
التكاليف النسبية كما يعتقد ركاردو وأنصاره بل هو االختالف في أسعار عوامل اإلنتاج التي تحدد بدورها
أسعار السلع ،وعلى أساس هذا االختالف في األسعار تقوم الدول بالتخصص في إنتاج تلك السلع التي تتوفر
لديها محليا بأسعار أقل من األسعار السائدة في البلدان األخرى وتقوم باستيراد ما تحتاجه من السلع األخرى.
ويضيف هكشر وأولين أنه بما أن أسعار السلع تتحدد من طرف أسعار عوامل اإلنتاج وأن أسعار هذه
األخيرة إنما تتحدد بوفرة أو ندرة هذه العوامل في البلد محل الدراسة فإنه في آخر األمر مايدفع الدول للقيام
بالتخصص والتبادل الخارجي هو وفرة أو ندرة عوامل اإلنتاج في البلدان ،ولذلك تسمى في بعض األحيان هذه
النظرية بنظرية " نسب عوامل اإلنتاج" ،حيث أن االختالف الوحيد بين الدول هو في نسب عوامل االنتاج
المتوفرة لها وأن الدول متشابهة في كل الجوانب األخرى.
تنص نظرية هكشر وأولين على أن كل دولة ستركز على إنتاج السلع التي تستخدم العوامل ذات الوفرة
النسبية التي لها بكثافة وتقوم بتصديرها ،وتستورد السلع األخرى ،وبالتالي فوفقا لهذه النظرية فإن األمر سيعود
بالفائدة على كل الدول إذا ما تخصصت كل منها في إنتاج وتصدير تلك السلع التي يساهم في إنتاجها نسبة
كبير عامل اإلنتاج المتوفر للبلد بوفرة مع استيراد السلع األخرى.
-2لغز ليونتيف :leontief paradoxلقد استهل ليونتيف ( اقتصادي أمريكي من أصل روسي حاز
على جائزة نوبل سنة 1973م) دراسته التطبيقية مؤكدا على االقناع بالنتائج والتوصيات التي انتهت إليها
الدراسات التحليلية لنموذج هكشر وأولين ،والتي تتلخص في قيام كل بلد بإنتاج وتصدير تلك السلع التي تعتمد
في إنتاجها على عنصراالنتاج األوفر نسبيا ،وتستورد تلك السلع التي تعتمد في إنتاجها على العنصر النادر
نسبيا ،ولما كانت هذه الدراسات التطبيقية تركز على الواليات المتحدة األمريكية ،وكانت هذه الدول أكثر دول
العالم وفرة في عنصر رأس المال ،فلقد توقع ليونتيف وغيره من االقتصاديين المؤيدين لنظرية هكشر وأولين أن
تقوم الواليات المتحدة األمريكية بإنتاج وتصدير السلع كثيفة رأس المال وتستورد تلك السلع كثيفة العمل ،فلذلك
قام ليونتيف بتقدير كمية العمل ورأس المال المطلوب إلنتاج ما قيمته مليون دوالر من سلع الصادرات والسلع
المنافسة للواردات في الواليات المتحدة األمريكية.1
8
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
إن الهيكل الرئيسي لنظريات التجارة التقليدية يقوم على فرض سيادة المنافسة التامة ،حيث تتكون كل صناعة
من عدد كبير من الشركات المنتجة لسلع متجانسة ،وقد أدى ذلك إلى عجز هذه النظريات عن تفسير أنماط
التجارة التي تفرزها هياكل سوق غير تنافسية ،و في الواقع نجد أن األسواق غير التنافسية هي الشكل الراجح،
فهناك أشكال متنوعة من االحتكار واحتكار القلة والمنافسة االحتكارية وتتأثر التجارة الدولية بهذه الهياكل.
9
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
ومن أبرز الكيانات االقتصادية ذات الصبغة االحتكارية والعاملة في مجال التجارة الدولية الشركات المتعددة
الجنسيات ،حيث تتعامل هذه األخيرة في حجم هائل من المبادالت التجارية الدولية ،مما يعطيها قدرة السيطرة
على األسواق وتحريك مجريات األحداث االقتصادية والسياسية في مناطق كثيرة من العالم.
-3نموذج اقتصاديات الحجم economies of scale model
نعني باقتصاديات الحجم وفرات اإلنتاج الكبير ،وهي المزايا التي يتمتع بها نظام أو أسلوب اإلنتاج الكبير،
وعن أحد فروض نموذج هكشر وأولين هو أن كال السلعتين إنما تنتجان في ظل ظروف ثبات عائد الحجم في
كل من الدولتين ،فمع زيادة عائد الحجم فإن التجارة الدولية ذات نفع متبادل ممكن أن تقوم حتى ولو كانت كل
من الدولتين متطابقتين في كل النواحي ،هذا النوع من التجارة لم يشرحه هكشر وأولين.
هذا باإلضافة إلى أن العمليات ذات الحجم الكبير عادة ما تسمح باإلقدام على استخدام آالت أكثر تخصصا
وأكثر إنتاجية ،األمر الذي ال يكون ممكنا عند العمليات ذات الحجم الصغير.1
-4نموذج الفجوة التكنولوجية technological gap model
طبقا لنموذج الفجوة التكنولوجية ،الذي وضعه بوسنر posnerفي سنة 1961م ،فإن جزءا كبي ار من التجارة
الدولية بين الدول الصناعية مبني على تقديم سلع جديدة وخطوات إنتاجية جديدة.
وقد الحظ "بوسنر " أن الدول ذات التشابه في عوامل االنتاج ،تقوم بالتبادل التجاري فيما بينها ،وهذا مايؤدي
إلى وجود تناقض مع نتائج نظرية " هكشر و أولين" ،حيث بابتكار طرق جديدة في اإلنتاج و سلع جديدة،
يمكن لبعض الدول أن تكون مصدرة ،بغض النظر عن تفوقها في عوامل إنتاجها ،بحيث أن التفوق التكنولوجي
يعطي للدولة المخترعة سلطة احتكارية مؤقتة على السوق العالمي و تزول هذه الميزة االحتكارية بشيوع
التكنولوجيا الجديدة وقيام الدول األخرى بإنتاج سلع مقلدة.
و يشير " بوسنر "إلى وجود نوعين من فترات اإلبطاء في عملية االنتشار الدولي للتكنولوجيا الحديثة هما:
أ-فترة إبطاء رد الفعل ،ويطلق عليها أيضا فجوة تأخر الطلب و هي تشير إلى الفجوة الزمنية بين اللحظة التي
يقدم فيها االبتكار الجديد ألول مرة ،و الفترة التي يتعرف فيها المنتجون في الد ول األخرى على حاجتهم
لالستجابة مع التغيرات الحديثة ،و يتحقق ذلك عندما تبدأ الدولة المبتكرة في تصدير السلعة الجديدة إلى دول
أخرى ،وهنا يشعر المنتجون في الدول األخرى بتحدي المنافسة الجديدة و يعترفون بحاجتهم إلى رد فعل مالئم ،
و بتعبير آخر تتمثل هذه الفجوة في الفترة بين بداية استهالك هذه السلعة في الدول موطن االبتكار واستهالك
هذه السلعة في الدول األخرى.
10
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
ب -فترة إبطاء التقليد ،وهي تشير إلى الفجوة الزمنية بين إنتاج السلعة الجديدة ألول مرة(اإلنتاج األصلي) وانتاج
الدولة األخرى لها ( اإلنتاج المقلد ) ،وعند هذه النقطة تبدأ صادرات الدولة المبتكرة في التراجع ،ويحل محلها
اإلنتاج المحلي المقلد في البلدان األخرى.
ويختلف المدى الزمني للفجوتين ،حيث تكون فترة إبطاء التقليد أطول زمنا من فترة إبطاء الطلب والفجوة الزمنية
بينهما يطلق عليها الفجوة التكنولوجية وهي التي تفتح المجال أمام التجارة الدولية في هذه السلعة.
المطلب الثالث :العوامل المؤثرة في التجارة الخارجية
تتأثر التجارة الخارجية بمجموعة من العوامل يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
-1عوامل طبيعية :
1-1سوء توزيع الموارد الطبيعية بين الدول وتركز مصادر الثروة في بعضها والذي يؤدي إلى تركيز شديد
مناظر للتجارة الخارجية ،بحيث تتخلص صادرات عدد كبير من دول العالم في شكل سلعة واحدة أو سلعتين،
فالدول التي أخذ فيها هذا التركيز في مصادر الثروة شكل موارد أولية صناعية ،أدخلت كثي ار من التنويع على
صادراتها ،بينما الدول التي أخذ فيها هذا التركيز شكل موارد أولية زراعية وانتاج غذائي ،لم تستطع تستطع أن
تسلك نفس السبيل خاصة وأنها كانت في مرحلة مبكرة من تاريخها خاضعة لالستعمار األجنبي.1
2-1حجم الدولة أو المساحة الجغرافية التي تشغلها والذي يؤثر في التجارة الخارجية لها عن طريق تأثيرها على
درجة تكامل الموارد الطبيعية والبشرية بالنسبة للدولة باإلضافة إلى مايوفره ذلك الحجم من مزايا اإلنتاج الكبير.2
3 -1المناخ :المناخ له أثر في تكاليف اإلنتاج بصفة عامة ونفقات اإلنتاج الزراعي بصفة خاصة ،من حيث
التباين في درجات الح اررة ومتوسط كمية األمطار والرطوبة من دولة إلى أخرى ،إال أن هذا العامل بدأ يضعف
تدريجيا بسبب التقدم العلمي ،فقد أصبح من الممكن إحداث تغير مصطنع في الظروف المناخية لتتالءم
والظروف اإلنتاجية المطلوبة ،إضافة إلى إحالل بعض المنتجات الصناعية محل المنتجات الزراعية.3
-1زينب حسين عوض هللا ،العالقات االقتصادية الدولية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية مصر، 1998 ،ص .48
-2مجدي محمود شهاب ،االقتصاد الدولي ،دار المعرفة الجامعية ،القاهرة مصر، 1996 ،ص. 79
3
-عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،الدار الجامعية الجديدة ،اإلسكندرية، 2002 ،ص.29
11
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-2عوامل اقتصادية:
1
حيث تتمثل فيما يلي:
-1-2التكاليف واألسعار :بمعنى مدى ما يتكلفه كل عنصر من هذه العناصر الداخلة في التجارة وفي
ضوئها تتحدد األسعار الخاصة بالتبادل على مستوى العالم ،حيث أن ارتفاع تكاليف السلع المنتجة يؤدي إلى
زيادة أسعارها ،فالسلع التي تنتج بتكاليف منخفضة وتباع بأسعار منخفضة تكون أكثر طلبا من األخرى ذات
التكاليف واألسعار المرتفعة ،أي أن قدرتها على المنافسة تتحدد في النهاية بالسعر كأحد العوامل المؤثرة على
الطلب.
-2-2الجودة :يرتبط هذا العامل بالمنافسة في األسواق العالمية التي تتأثر بصفة دائمة بالتطورات التكنولوجية
الحديثة التي تجعل هناك فروقا في الجودة لذات السلعة المنتجة في أماكن مختلفة من العالم.
-3-2التخزين :كلما كانت السلعة قابلة للتخزين بحيث تحقق المنفعة الزمنية ،كلما زاد حجم التبادل التجاري
في هذا النوع من السلع ،نظ ار للوقت الذي يستغرقه نقل السلع وما يترتب عليه من تلفها إذا كانت خواصها ال
تسمح بالبقاء فترة أطول.
-4-2التمويل :إن أي تبادل بين الدول وبعضها يعتمد على التمويل ،فإذا وجدت المؤسسات المالية والبنوك
على مستوى العالم ،فإن هذا يؤدي إلى زيادة حجم التجارة الخارجية في السلع والخدمات ،أما إذا لم توجد بنوك أو
معامالت مصرفية بين الدول فإن هذا يقلل من حجم التبادل التجاري.
-5-2الندرة النسبية :بمعنى عدم وجود حجم معين من السلع والخدمات لدى الدول يتناسب مع احتياجاتها
الخاصة فالتفاوت بين المعروض والمطلوب من مختلف السلع والخدمات يولد حاجة الدولة الستيراد حاجتها أو
تصدير ما يفيض عن حاجتها.
-6-2الرواج والكساد االقتصادي :فالرواج االقتصادي يؤدي إلى انتعاش الطلب على مختلف منتجات الدول،
وبالتالي زيادة حجم التجارة الخارجية ،بينما يحدث العكس في حالة وجود كساد اقتصادي.
2
-3عوامل أخرى :والتي يمكن بلورتها في العناصر التالية:
1-3الظروف السياسية :يلعب العامل السياسي دو ار كبي ار في تحديد األفق المفتوح أمام الدول المتعاملة في
التجارة الخارجية ،فعادة ما يكون الميل للتعامل مع الدول المستقرة سياسيا وتجنب مناطق اإلضراب السياسي
والحروب التي تهدف فيها مصالح المتعاملين.
12
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
2-3اإلجراءات اإلدارية :ويقصد بذلك عدم وجود مشاكل أو معوقات جمركية أو بيروقراطية ترتبط بدخول
وخروج السلعة وهي تعطل وصول السلعة إلى المستهلك ،فكلما كانت اإلجراءات سهلة وميسرة كلما شجعت
الصادرات والتبادل التجاري بصفة عامة.
3-3القوانين والتشريعات :يخضع نشاط التجارة الخارجية في مختلف دول العالم إلى تشريعات ولوائح ترسمها
أجهزة الدولة ،تعمل على تنفيذه بدرجة أو بأخرى أو تحريره من العقبات المختلفة التي تواجهه على المستوى
العالمي.
4 -3اإلضرابات العمالية :تؤدي اإلضرابات العمالية بطبيعة الحال إلى توقف اإلنتاج في الصناعة التي تتعرض
له،وتتحدد الخسارة في اإلنتاج تبعا لطول مدة اإلضراب ثم يتحدد الموقف بالنسبة للتجارة الخارجية بمدى أهمية
الصناعة التي عانت من أزمة اإلضراب واتصالها بتجارة الصادرات أو الواردات.
5-3اختالف األذواق :تنشأ االختالفات في األذواق مابين أبناء البلدان المختلفة بسبب عوامل عديدة مثل
اختالف العادات والتقاليد االجتماعية ،واختالف األديان والعقائد أو اختالف البيئة الجغرافية أو درجة التقدم
العلمي واالتجاهات الثقافية ،ومعرفة األفراد بتلك االختالفات ورغبتهم الغريزية في التقليد والمحاكاة كثي ار ما
يدفعهم الستبدال بعض السلع التي اعتادوا عليها بالسلع األجنبية ،فيؤدي ذلك إلى حركية في الواردات وبالتالي
التأثير في حجم التجارة الخارجية.
-1جاسم محمد ،التجارة الدولية ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان األردن ، 2006،ص. 193
13
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-1البدء في التخطيط بحمالت ترويجية واعالنية عن البضاعة في السوق المستهدف وذلك لبناء إدراك عنها
لدى المستهلك وخاصة إذا كانت هذه السلعة تطرح في هذه األسواق ألول مرة.
-2إرسال عينات من السلع التصديرية إلى األسواق الخارجية سواء عن طريق فروع الشركات المصدرة أو عن
طريق المكاتب الخارجية أو عن طريق إرسال مندوبي البيع لالتصال مباشرة بالعمالء وعادة ما تكون هذه
العينات مصحوبة بعروض كتابية مبينا بها مدة سريان هذه العروض والشروط المطلوبة وكذلك األسعار التي
سيتم االتفاق عليها وعلى طريقة الدفع بها.
-3القيام باالستفسار منذ البداية عن أية عوائق حكومية قد تفرض على البضاعة المصدرة كطريقة التغليف أو
موصفات اإلنتاج أو كمية اإلنتاج أو أية تحفظات أخرى.
-4الحصول على رخصة للتصدير من قبل الجهات المعنية ،ورخصة التصدير شخصية وتصدر باسم مقدم
الطلب ،وال يجوز تعديلها باسم شخص آخر أو تحويلها للغير.
ثانيا :االستراتيجية :تقوم الشركة ببناء إستراتيجية تتضمن دراسة العروض التي تم استالمها والرد عليها من قبل
المستوردين وذلك لعمل قائمة بأسماء المستوردين ولشروط المطلوبة والتسهيالت الممكنة بحيث يمكن أيضا
إجراء مفاوضات بناء على هذه المعلومات مع المستوردين الممكن التعامل معهم بما يتناسب مع مصلحة
الشركة وتحقيقها ألهدافها.
وفي هذه المرحلة يبدأ المصدر أيضا بإعداد وتجهيز البضاعة حسب شروط العروض التي تم استالمها ومن
الممكن تنفيذها أي المبرمجة الفعلية ألهداف واستراتيجيات الشركة والشروط التي تم التوصل إليها لغايات
االتفاق النهائي مع المستورد.
ثالثا :العقد :بناء على إمكانيات الشركة وأهدافها وبعد االنتهاء من المفاوضات (الشراء والبيع) يتم تثبيت بنود
االتفاق التي تم التوصل إليها في صورة عقد تجاري يلزم الطرفين في تنفيذ بنوده.
رابعا :إعداد المستندات المبدئية إلتمام التصدير :ويمكن إجمال هذه المستندات فيما يلي:
-1إصدار الفاتورة األولية :بعد استالم أمر الشراء يقوم المصدر بإعداد الفاتورة المبدئية للبضاعة المطلوبة وفق
الشروط المتفق عليها وتحتوي عادة هذه الفاتورة على اسم العميل المرسل إليه البضاعة ،البلد المصدر إليها
الكمية الصنف ،السعر ،القيمة اإلجمالية ،نوع العملة ،طريقة الشحن ،طريقة الدفع ،ثم ترسل هذه الفاتورة وصو ار
عن شهادة المنشأ وقوائم التعبئة إلى المستورد طالبا منه متابعة اإلجراءات الرسمية واالئتمانية المتفق عليها.
-1قائمة التعبئة :وهي عبارة عن كشف تفصيلي عن أرقام الطرود وصفتها وكميات البضائع المعبأة في كل
طرد من الطرود واألوزان القائمة والمصداقية .
14
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-2شهادة صحية :وتصدر عن الحجر الصحي بعد التحقق من أنها مطابقة لشروط التصدير في دولة المصدر.
-3إذن الشحن :ويصدر عن التوكيل المالحي ،ويعتبر بمثابة أمر من التوكيل المالحي لقبطان الباخرة باستالم
البضائع المطل وبشحنها على الباخرة.
خامسا :إعداد المستندات النهائية :وهذه المستندات يتم إعدادها فور االنتهاء من إتمام عملية الشحن و التي
يجب على المصدر تقديمها للبنك فاتح االعتماد إذا كانت طريقة الدفع عن طريق االعتمادات المستندية وأهم
هذه المستندات ما يلي:
-1بوليصة الشحن :وتعتبر بمثابة إيصال من قبطان الباخرة أو الوكيل المالحي بصفته وكيل عن مالك الباخرة
يفيد استالمه للبضاعة وتعهده بتسليمها في ميناء التفريغ بنفس الحالة التي تم استالمها بها.
-2الفاتورة التجارية :يقوم المصدر بإصدار الفاتورة التجارية وقائمة التعبئة والتي تقدم نسخة عنها إلى الشاحن
إلصدار بوليصة الشحن استنادا إلى المعلومات الواردة فيها ،أما النسخة األصلية فتقدم إلى الهيئات القنصلية
مرفقة مع شهادات المنشأ والتي يتم المصادقة عليها أصوليا لغايات قبولها في بلد المستورد.
-1مستندات ووثائق أخرى أهمها قائمة التعبئة ،شهادة المنشأ ،وشهادة معاينة وأية مستندات أخرى يطالبها
المستورد من المصدر إلجراء التلخيص.
سادسا :المتابعة واالتصال :إن مسؤولية المصدر قد تنهي في إيصال البضاعة إلى بلد المستورد و ربما إلى
مخازنه وفي هذه المرحلة يقوم المصدر بمتابعة سير الرحلة ويبقى على اتصال مع وكالء الشحن ومع المستورد
باعتباره طرفا آخر في تنفيذ العقد حتى استالمه للبضاعة وفي مكان التسليم المتفق عليه.
سابعا :الخطابات الختامية :بعد استالم المستورد لبضاعته ووفقا للشروط المطلوبة يتبادل الخطابات الختامية
مع المستورد إذنا بابتداء مرحلة عمل جديدة.
المطلب الثاني :إجراءات االستيراد
إن عملية اإلستيراد تكتسي أهمية بالغة وجوهرية في عمليات التجارة الخارجية ،لذا وجب أن يتقيد بجملة من
1
اإلجراءات أهمها:
أوال :اتخاذ القرار :قرار االستيراد يتم اتخاذه بناء على مجموعة من المعلومات التي تفرضها طبيعة المشروع
(تجاري أو صناعي) كذلك طبيعة السلعة و المواد التي يتم التعامل بها و المسموح التعامل بها وفقا لقوانين
1
-شياللي حكيم و منان منور ،مرجع سبق ذكره ،ص ص . 17 16
15
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
الدولة ،فمثال هل االستيراد من أجل عملية التصنيع أو االستيراد لعادة التصدير أو من أجل التوزيع و البيع في
السوق المحلي؟
لذا البد من دراسة الطلب واحتماالت توقعه " التنبؤ به " وتحديد الطلب أيضا يختلف باختالف طبيعة
المشروع ،فمثال إذا كان مشروعا صناعيا يقوم بأعمال التصنيع فإن الطلب يمكن تقديره حسب الطرق التالية:
-1دراسة السوق المحلي وحاجته لهذه السلعة في الوقت الحالي والمستقبل عن طريق القيام ببحوث السوق.
-1طلبات الزبائن الذين يزورون المصنع أو معارضه.
-2جداول اإلنتاج ومعدل دوران المخزون.
-4من خالل العطاءات التي تطرحها بعض المنشآت العامة أو الخاصة يمكن التعرف على المواد المطلوبة
ومواصفتها.
ثانيا:دراسة أسواق التصدير :وفي هذه المرحلة يتم البحث عن مصادر التوريد المناسبة في األسواق الخارجية،
وأهم مصادر الحصول على أسماء الموردين ومعلومات عنهم :الملحقون التجاريون لسفرات بعض الدول(،
القوائم) التي تصدرها الشركات العالمية ،أو عن طريق و ازرة الصناعة والتجارة ،و الغرف التجارية وتجرى دراسة
مفصلة ألسواق الموردين من اختيار الموردين المناسبين والمؤهلين للتوريد ،وكذلك يجري االتصال مع الموردين
الذين تم اختيارهم وطلب عروضهم وبيان شروط البيع و التسليم والدفع ،وربما يطلب منهم أحيانا عينات من
السلع التي ينتجونها.
ثالثا:اإلستراتيجية :بعد استالم العروض المطلوبة من الموردين تبدأ الشركة بوضع إستراتيجية االستيراد معتمدة
في ذلك على بعدين األول طبيعة السوق المحلية وقدرته االستيعابية وحاجته لهذه السلع ،واآلخر إمكانات
وموارد الشركة ومدى قدرتها على التفاوض وقبول شروط الموردين سواء اإلمكانات المالية أو التسويقية أو أية
عناصر أخرى.
فقبل المباشرة باالستيراد يجب التأكد من عدم وجود عوائق حكومية أو جمركية أو سياسية أو أية تحفظات
أخرى.
رابعا :البرامج :وفي هذه المرحلة تترجم السياسات واألهداف إلى نواحي عملية حيث تضع الشركة خطة دقيقة
تعكس هذه السياسات واالستراتيجيات بمعنى آخر تقوم الشركة بتوزيع المعلومات والبيانات الكاملة عن المورد
وفقا لنموذج معين يوضع به أسماء وعناوين الموردين ،وطرق الشراء وشروط البيع والدفع والتسليم ...الخ ،وبعد
ذلك يجري ترتيب الموردين حسب نقاط معينة تضعها الشركة وفقا ألهدافها وسياستها.
16
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
خامسا :العقد :وفي هذه المرحلة تقوم الشركة باالتصال والتفاوض مع الموردين الذين تم اختيارهم من أجل
تحديد شروط الدفع والتسليم والبيع وأية شروط أخرى ،وفي حالة االتفاق يجرى تنظيم العقد حسب الشروط
المتفق عليها وتوقيعه.
سادسا :التراخيص :ال يسمح بإنجاز معاملة جمركية ألية بضاعة يتعلق استيرادها أو تصديرها على إجازة أو
رخصة أو شهادة أو أية مستند آخر قبل الحصول على المستند.
سابعا :التمويل واالئتمان :تختلف شروط الدفع والتسليم والتمويل ،حسب شروط االتفاق مابين المستورد
والمصدر وحسب وحدة النقد الصرف ،وأهم الطرق المستخدمة بالدفع في التجارة الخارجية المبادلة (المقايضة)،
الدفع المقدم ،الدفع ألجل ،الكمبياالت واالعتمادات المستندية.
وأهم هذه الطرق الشائعة االعتمادات المستندية حيث تقوم الشركة بطلب فتح اعتماد مستندي لدى أحد البنوك
المحلية بناء على طلب المستورد وبقيمة البضاعة وشروط التسليم وبعد ذلك يقوم البنك المحلي باالتصال مع
البنك المبلغ ويتقدم بكافة الوثائق والمستندات التي يطلبها المستورد ،واذا فعل ذلك المستورد أي االتصال وقدم
األوراق التي تثبت أن البضاعة تم شحنها ،يستطيع أن يحصل على ثمن البضاعة خالل هذه الفترة.1
ثامنا :بوالص الشحن :ويختلف نوع البوليصة حسب الجهة التي تصدرها واختالف وسيلة النقل والبوليصة
عبارة عن وثيقة يصدرها الشاحن أو وكيله ويثبت استالمه للبضائع التي سيقوم بنقلها ،وهي تمثل مسؤولية
الحيازة للبضاعة المنقولة ويقوم المصدر بتسليم البوليصة والفاتورة التجارية المصدقة وشهادة المنشأ وأية وثائق
أخرى مطلوبة إلى البنك لغايات التحصيل.
تاسعا :ميناء الوصول :عند وصول البضاعة إلى ميناء االستيراد يتم تفريغ الشحن طبقا لشروط البوليصة وال
تسلم البضائع إال لمن يحمل البوليصة األصلية أو من خيرت باسمه أو بواسطة وكيل يقدمها إلى وكالء الشحن
للحصول على إذن استالم يبين حالة البضائع عند وصولها موجهة لدائرة الجمارك للتخليص على البضاعة.
عاش ار :التخليص :عندما يتسلم المستورد إذن التسليم الصادر من وكيل الشحن يقوم بتعبئة نموذج من قبل دائرة
الجمارك يرفق مع مجموعة من المستندات والوثائق الجمركية.
1
-جاسم محمد ،مرجع سبق ذكره ،ص. 198
17
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
1
-شياللي حكيم و منان منور ،مرجع سبق ذكره ،ص .18
-2خريرب عباس ،إجراءات جمركة البضائع ،تقرير تربص السنة الثالثة ،المدرسة الوطنية لإلدارة ، ،الدفعة األربعون ،الجزائر ،2006،ص . 08
18
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-3وضع البضائع لدى الجمارك :بعد إحضار البضائع لدى الجمارك يترتب على ناقل البضاعة وضع البضائع
تحت تصرف إدارة الجمارك إلى غاية إتمام إجراءات التخليص الجمركي وتوجيهها إلى نظام جمركي معين
ولذلك سنتناول المبادئ العامة للعملية واألماكن المخصصة لوضعها.
1-3تعريف :يتضح من خالل المادة 66من قانون الجمارك الجزائري حسب التعريف به ،بأن عملية الوضع
لدى الجمارك يقصد بها وضع البضائع في نطاق أو مساحة تحت حراسة إدارة الجمارك في حالة انتظار إلى
غاية إيداع التصريح المفصل ،وتتجسد هذه العملية منذ إيداع التصريح الموجز وتسجيله.
2-3الهدف من العملية :يهدف هذا اإلجراء إلى إنهاء مسؤولية الناقل اتجاه البضائع ،وانتقالها إلى مستغلي
المخازن ومساحات اإليداع المؤقت ،كما يعطي الفرصة إلدارة الجمارك للقيام بالتحريات الالزمة للبضاعة.
3-3المخازن وشروط إنشائها واستغاللها :يخضع إنشاء المخازن ومساحات اإليداع المؤقت إلى شروط عامة
1
وشروط خاصة كالتالي:
*الشروط العامة :يجوز لألشخاص الطبيعيين والمعنويين إنشاء مخازن ومساحات اإليداع المؤقت بناء على
طلب يقدم إلى رئيس مفتشية األقسام المختص إقليميا بتفتيش المحالت بواسطة مصالحه التي تحرر محضر
معاينة قبل الموافقة على منح ترخيص اإلنشاء.
*الشروط الخاصة :يجب التميز بين المستفيد من ترخيص اإلنشاء والمستغل ،فالمستفيد غالبا ما يكون هيئة
عمومية كغرفة التجارة ،شركة النقل....إلخ ،وهذا المستفيد له إمكانية ترك صيانتها وتسييرها للمستغل وذلك بعد
موافقة إدارة الجمارك.
4-3شروط سيرها :هناك ثالث مراحل لسيرها:
*دخول البضاعة :يتم قبول البضائع في هذه األماكن بإيداع التصريح بالدخول الذي يحتوي على المعلومات
الضرورية للبضاعة ويتم إمضاء التصريح المسجل لدى الجمارك من طرف مستغل مخازن ومساحات اإليداع
المؤقت كما يتم تفريغ ودخول البضائع إليها تحت الحراسة الجمركية.
*مكوث البضائع :بمجرد قبولها في مخازن ومساحات اإليداع المؤقت تكون البضائع تحت مسؤولية المستغل
اتجاه الجمارك وهو يخضع لشروط فيما يخص:
-العمليات على البضائع :يمكن القيام بكل العمليات الضرورية لحفظ البضاعة على حالتها ،التنظيف ،إزالة
الغبار ،تبديل األغلفة...وهذا طبعا بعد موافقة إدارة الجمارك.
19
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-أجل المكوث :تحدد آجال مكوث البضائع ب 21يوم وفي حالة عدم إخراجها من هذه المحالت بتصريح
مفصل عند نهاية المدة ،ترسل إدارة الجمارك إعذا ار إلى المعني على أساسه توضع البضاعة رهن اإليداع
الجمركي.
-خروج البضاعة :هناك ثالث وجهات للبضاعة عند خروجها.
إما تحديد وجهة نهائية للبضاعة عبر التصريح المفصل لها مثل الوضع لالستهالك أو تحويلها إلى مخزن
آخر تحت نظام آخر كالعبور او تحويلها إلى اإليداع الجمركي.
ثانيا :التصريح الجمركي المفصل للبضائع:
-1تعريف التصريح المفصل للبضائع :يعرف بأنه الوثيقة المحررة وفقا لألشكال المنصوص عليها التي يبين
المصرح بواسطتها النظام الجمركي الواجب تحريره للبضاعة ويقدم العناصر المطلوبة لتطبيق الحقوق والرسوم
ومقتضيات المراقبة وتطبيق تدابير الحظر ذات الطابع االقتصادي باإلضافة إلى تكوين القاعدة اإلحصائية
للتجارة الخارجية وتعمل إدارة الجمارك إلصدار هذه الوثيقة وتوزيعها على الوكالء المعتمدين من خالل مكاتبها
المنتشرة عبر كامل التراب الوطني.
1
-2العناصر األساسية للتصريح المفصل :يتضمن التصريح المفصل ثالث عناصر أساسية:
1-2النوع التعريفي :أو نوع البضاعة وهو تسمية تمنحها التعريفة الجمركية لكل بضاعة وفقا لمميزاتها
الخاصة حيث توافق هذه التسمية رقما في المدونة الجمركية يظهر على التصريح المفصل ويسمح تحديد نسب
الحقوق والرسوم الجمركية المطبقة على البضاعة ونسب الرسم على القيمة المضافة.
-2-2المنشأ :يعتبر منشأ بضاعة ما البلد الذي استخرجت من باطن أرضه هذه البضاعة أو صنعت فيه
ويجب تمييزه عن بلد المصدر الذي هو البلد الذي أرسلت منه البضاعة مباشرة ،كما أن عملية المنشأ لها
أهميتها من حيث إعداد إحصائيات التجارة الخارجية التي تبنى عليها مختلف سياسات الدولة.
-3-2القيمة لدى الجمارك :يتم على أساسها تطبيق بنود التعريفة الجمركية وخاصة حساب الحقوق والرسوم
فهي تشكل الوعاء الضريبي وكذا حساب المبالغ الخاصة بالكفاالت البنكية فهي تتعلق بقيمة البضاعة.
-2شكل التصريح المفصل :مهما كان النظام الجمركي المعين للبضاعة الموضوعة تحت تصرف الجمارك يوجد
نموذج موحد للتصريح المفصل للبضائع صالح لجميع العمليات.
يودع التصريح في خمسة نسخ:
20
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-النسخة األولى :مسماة نسخة الجمارك هي النسخة األصلية وتحفظ على مستوى المكتب الجمركي.
-النسخة الثانية :مسماة نسخة مصرح تسلم للمصرح بعد انتهاء عملية الجمركة والستظهارها أمام اإلدارات
واألجهزة المهتمة بنشاطه ،ويستخدمها كوثيقة إثبات لوضعيته بالنسبة للتنظيم الجبائي والجمركي.
-النسخة الثالثة :مسماة نسخة بنك وترسل إلى البنك عند انتهاء عملية الجمركة.
-النسخة الرابعة :مسماة نسخة إحصائيات ترسل لمصلحة اإلحصائيات التي تقوم بإعداد إحصائيات التجارة
الخارجية وتحليلها.
-النسخة الخامسة :مسماة نسخة الرجوع أو العودة ،تستخدم خاصة في األنظمة الجمركية االقتصادية للتأكد من
احترام االلتزامات المصرح بها.
-1عبد الحميد عبد المطلب ،التمويل المحلي ،الدار الجامعية ،مصر، 2001 ،ص15
21
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
العيوب المزايا
-أكثر بساطة.
-امكانية الخطأ عند التعامل. -سرعة عملية الدفع.
-صعوبة تحويل العملة ال تصلح اال بالنسبة -الحصول الفوري على األموال بوجودها في
لاللتزامات ذات المبالغ الصغيرة. الصندوق.
-مخاطر االعتداء و سعر الصرف -ال تطلب اجراءات ادارية كثيرة.
-التأكد من الدفع.
المصدر :عبد الحميد عبد المطلب ،مرجع سبق ذكره ،ص.15
-1الطاهر لطرش ،تقنيات البنوك ،الطبعة ، 2ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،ص .36
22
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-الشيك العادي أو الشيك ألمر :وهو الشيك الذي يتضمن أمر صريح من الساحب إلى المسحوب عليه بدفع
مبلغ معين إلى المستفيد.
-الشيك المسطر :هو شيك وضع على وجهه خطان متوازيان من قبل الساحب منعا للتزوير أو السرقة ،وعندها
ال يستطيع المستفيد تحصيل قيمة الشيك نقدا بل تحصيله بواسطة المصرف.
-يقوم البنك بالتأشير على الشيك ليبين أن الرصيد موجود عند تحرير الشيك لكن بدون تجميد هذا الرصيد.
-الشيك المصدق :هذا النوع من الشيكات يقدم للمسحوب عليه أي البنك للتأشير عليه لرغبة الساحب.
-الشيك البنكي :في بعض األحيان يخشى المستفيد عدم توفر المؤونة لدى الساحب لذلك يطلب منه أن يعطيه
شيك بنكي أي صادر من البنك وموقع من قبل إدارته وهو األكثر استعماال في التجارة الخارجية.
-شيك المسافر :يعطي البنك لزبائنه شيكات من نوع خاص تسمى شيكات المسافر تسحب بمبالغ معينة
وتحتاج إلى توقيعين من قبل الساحب ،األول عند استالم البنك للمبلغ .وفيما يأتي الشكل النموذجي للشيك:
الشكل رقم ( :)1-1نموذج عن الشيك
المصدر :راشد راشد ،األوراق التجارية (اإلفالس والتسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري) ،الطبعة الرابعة ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر ، 2004 ، ،ص12
1
-4ايجابيات وسلبيات الشيك :للشيك إيجابيات وسلبيات متعددة تحددها كالتالي:
أ -االيجابيات:
إن إرسال الشيك عملية سهلة وقليلة التكلفة من إرسال األموال ،فهو يقلل من مخاطر الضياع والسرقة وعدم
الدفع ،كما يسهل عملية الطعن من المسحوب عليه ،فهو يشكل إثبات الدفع ويلغي ضرورة االلتجاء إلى الوصل.
-1فاطمة مروة يونس ،الفنون التجارية والعمليات المصرفية ،دار النهضة العربية ،مصر ، 1994 ،ص.64
23
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
1
-أكرم ياملكي،األوراق التجارية و العمليات المصرفية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن عمان ، 2008 ،ص . 21
2
- Jaque Ferrourier, les opérations des banques Edition librairies paris 1996 p128.
3
- Jaque Ferrourier, op cit, p129
24
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-ميعاد االستحقاق.
-مكان الوفاء بالسند وعند عدم ذكره يكون اإليفاء في محل إقامة المسحوب عليه.
-توقيع من أنشأ الكمبيالة ( الساحب ).
-3-2-2تظهير الكمبيالة:
التظهير هو كناية عن انتقال سند السحب من قبل شخص يسمى مظه ار إلى شخص ثاني يسمى مظه ار له
بالتوقيع على ظهر السند من قبل المظهر ،ويتخذ التظهير عدة أشكال أهمها:
-التظهير الناقل للملكية :في هذه الحالة تنتقل ملكية السند من المظهر إلى المظههر إليه مع جميع الحقوق
المتعلقة بهذه الملكية ،فيطالب المظهر له المسحوب عليه بدفع قيمة الكمبيالة.
-التظهير على سبيل الوكالة :والتي يكون فيها المظهر له وكيال للمظهر بغية تحصيل قيمة السند لحساب
المظهر المستفيد ،وتبقى ملكية السند له ويحق له استرداده طالما لم يحصل بعد ،والمطالبة بقيمته إذا حصل
بعد أن يخصم المحصل عمولة معينة.
الشكل رقم ( :)2-1نموذج عن السفتجة ( الكمبيالة)
المسحوب عليه
امضاء الساحب
السيد.....................
مكان التواجد.............
25
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-ضمان الدفع في حالة ما إذا كان الدين مرفوع بضمان بنكي .AVAL BANCAIRE
ب -السلبيات:
-قليلة االستجابة واالستعمال.
-خطر سياسي.
-خطر عدم الدفع والضياع والسرقة ،وخطر تأخر القبول.
-3-2السند ألمر أو السند األذني
هو عبارة عن وثيقة يتعهد فيها الساحب أي محررها بان يدفع مبلغ من المال في تاريخ معين ألمر شخص آخر
هو المستفيد.
-1-3-2البيانات الواجب توفرها في السند ألمر:
1
البيانات اإللزامية للسند ألمر ال تختلف كثي ار عن البيانات المتعلقة بالسفتجة ،وفيما يأتي أهم هذه البيانات:
-شرط األمر.
-تعهد غير مطلق على شرط الوفاء بمبلغ معين من النقود.
-تاريخ االستحقاق وهو الميعاد الواجب الوفاء فيه.
-اسم الشخص الذي يجب له الوفاء أو ألمره.
-توقيع من أصدر الصك (المحرر) أو ختمه .
-تاريخ تحرير السند ومكانه.
وفيما يلي صورة السند ألمر والبيانات الواردة فيه:
الشكل رقم (:)3-1نموذج عن السند ألمر
المبلغ............................
أتعهد بأن أدفع بموجب سند األمر هذا إلى السيد(إسم المستفيد)مبلغ........ ..........في( تاريخ االستحقاق ).
[المكتتب,توقيعه,عنوانه ]
تاريخ التحرير
المصدر :راشد راشد ،مرجع سبق ذكره 2004 ،ص .12
-1أحمد محمد محرز،السندات التجارية ،دار الكتب القانونية ،مصر ، 2003 ،ص. 210
26
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-يمكن أن يحرر الشيك لحامله لكن الكمبيالة أو السند ألمر ال تحرر إال باسم شخص معين و لكن تظهر
لحامله.
-الشيك وسيلة دفع مباشرة أما الكمبيالة والسند ألمر وسيلتا دفع مؤجل.
أما بالنسبة ألهم الفروق الموجودة بين السند ألمر والكمبيالة هي:
الجدول (: )3-1الفروق الموجودة بين الكمبيالة و السند ألمر
السند ألمر الكمبيالة
-فيها شخصين فقط المتعهد والمستفيد. -فيها ثالثة أشخاص ,الساحب المسحوب عليه
والمستفيد.
-هو تعهد بالدفع من قبل المتعهد.
-هي أمر بالدفع معطى من قبل الساحب.
-ال يحتاج إلى قبول ألنه هو نفسه أي السند
تعهد بالدفع. -فيها قبول بالدفع يضاف إلى أمر الدفع وال يلتزم
-هو باألصل ورقة مدنية لكنها تصبح تجارية المسحوب عليه باألمر إال إذا عرض عليه وقبله.
(تخضع للقانون التجاري) إذا كان أحد طرفيها
تاج ار أو إذا كان موضوعها عملية تجارية.
المصدر :شاكر القزويني ،محاضرات في اقتصاد البنوك ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1992،ص.119
1
-IIالتمويل بالتحويالت البنكية
-1تعريف التحويل البنكي:
هي وسيلة دفع معروفة على المستوى العالمي لسرعتها وسهولتها ،كما يعد" التحويل البنكي الدولي أداة للتنظيم
الدولي األكثر استعماال حيث ينشأ بأمر معطى من المستورد بأن يدين حسابه لحساب المصدر.
بناءا على التعريف السابق ينتج عن القيام بالتحويل البنكي ما يلي:
-حساب المصدر يصبح دائنا عندما يصبح حساب المستورد مدينا.
-تحصل األموال دون الوضع المادي للنقود ،وال يستلزم أن يكون للمصدر والمستورد حسابان في نفس البنك.
-1رباح محمد و عقاب فاتح ،االعتماد المستندي كأداة بنكية في تمويل التجارة الخارجية دراسة حالة البنك الخارجي الجزائري وكالة البويرة ،مذكرة لنيل
شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية ،جامعة محند أوكلي الحاج البويرة ،الجزائر ،2015 ،ص ص . 73 71
27
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
1
- ISGP.financement du commerce international, policopie, université D'Alger,département de science économique
1994.p9.
-2علوي صورية ،تقنيات التمويل و التسوية في التجارة الدولية ،رسالة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم اإلقتصادية ،جامعة
الجزائر ،الجزائر ، 1997 ،ص. 52
3
-علوي صورية ،مرجع سبق ذكره ، 1997 ،ص.53
28
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
-المركزات الجهوية :وهي تجهيزات اإلعالم اآللي التي تمارس وظيفة تركيز المبادالت بين المنتسبين
والمحولين ويوجد على األقل مركز واحد في كل بلد.
-التعيينات النهائية :وهي أجهزة كمبيوتر أقل حجما ,تعين في البنوك وهي تضمن على األقل انتقال ومراقبة
الرسائل ،االستجابة إلى المتطلبات السرية بكل أمان والسرعة التي يبحث عنها البنوك.
-2-3-2مزايا وعيوب شبكة سو يفت:
أ-المزايا:
-األمان بحيث تتوفر الشبكة على وسائل معالجة معلوماتية والتي بإمكانها التحقق من شخصية المرسل للخبر.
-السرعة :بحيث أن عملية التحويل تستغرق من 20ثا إلى 5د.
-العمل على مدار 24ساعة على 24ساعة و 7أيام على 7أيام.
-التكلفة المنخفضة حيث أنها غير مرتبطة بمكان وجود المصدر األجنبي.
ب -العيوب:
-عدم وجود وثيقة أو وصل استالم للتأكد من أن التحويل قد تم فعال إال باستالم المصدر للرسالة عن طريق
البنك.
-التحويل يستخدم بمبادرة من المشتري والذي قد يتأخر عن الدفع.
29
اإلطار العام للتجارة الخارجية الفصل األول
خالصة الفصل:
من خالل دراستنا لهذه الفصل برزت أهمية التجارة الخارجية ،حيث يمكن أن نقول أن أي تطور اقتصادي يجب
أن يعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية ،و كل الدول تعتمد على بعضها البعض إلشباع جزء من حاجاتها
من السلع و الخدمات في إطار عالقاتها التجارية ،حيث تميز هذه الحقيقة العالقات االقتصادية بين الدول منذ
عصور ،و الحقيقة التي تؤكدها التجارة الخارجية هي أن دول العالم ال تستطيع أن تعيش منعزلة عن غيرها ،
متبعة في هذا االنعزال سياسة االكتفاء لفترة طويلة من الزمن ،وفي هذا العالم الذي يشمل عالقات اقتصادية
دولية واسعة تبرز أهمية التمويل الذي يمكن من القيام بالنشاطات والمعامالت فنجد عالقة وطيدة بين البنوك
والتجارة الخارجية ،تكمن هذه العالقة قي تمويل التجارة الخارجية عن طريق عدة طرق و هذا ما سنتطرق إليه في
الفصل الموالي.
30
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
تمهيد الفصل:
مع زيادة المعامالت الدولية بين الدول و الشركات من مختلف الدول ازدادت الحاجة إلى تمويل التجارة
الخارجية و تلعب البنوك التجارية دو ار أساسيا في التسوية المالية الناشئة عن التجارة الدولية و في تقديم
االئتمان الالزم للمصدر أو المستورد.
كما تعتبر خطابات الضمان و االعتمادات المستندية من أهم التقنيات المعتمدة في تمويل التجارة
الخارجية و األكثر استعماال النتقال رؤوس األموال بين الدول ،و التي ترضي مستهلكيها تمويال وضمانا،
ففي هذا الصدد ولمعالجة هذا الفصل ،قمنا بالتعرض إلى تقنيات تمويل التجارة الخارجية ،باإلضافة إلى
الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر وطرق سيرها.
32
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
1
-مصطفى كمال طه ،القانون التجاري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية مصر ، 1999 ،ص. 465
33
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
1
-مصطفى كمال طه ،المرجع السابق ،ص . 465
34
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
قيامه بتنفيذ التزاماته قبل العميل إال إذا كان خطاب الضمان مشروطا ،أي نص على عدم الدفع إال عند
شرط معين.1
-4الغرض الذي أنشأ من أجله :يتحدد التعهد بخطاب الضمان بالغرض الذي من أجله صدر الخطاب،
أي لضمان التزام معين ناشئ بذمة العميل لمصلحة المستفيد استنادا إلى ضمان أي التزام آخر ،وهذا ما
نصت عليه المادة 293من قانون التجارة العراقي بقولها أنه "ال يجوز للمستفيد المطالبة بقيمة خطاب
الضمان عن غرض آخر غير الغرض المحدد له".
-5مبدأ االستقالل في خطاب الضمان :نعني به انفصال االلتزام الناشئ عن خطاب الضمان واستقالله
عن كل عالقة أخرى ،بما يعني أنه يتمنع على البنك الذي التزم بموجب الخطاب الذي أصدره لصالح
المستفيد بناء على طلب عميل له التذرع بأي سبب يؤدي إلى عدم رفع قيمة الخطاب للمستفيد إذا طالب
المستفيد بذلك ضمن المدة المحددة فيه. 2
ثالثا:أهمية خطاب الضمان:
3
-1أهمية خطاب الضمان بالنسبة للعميل:
يستطيع العميل توفير أمواله ،وبالتالي استغاللها في أي مجال ،باإلضافة إلى انه يمكنه التقدم في المناقصات
أم الزيادات في حالة عدم توافر األموال الالزمة لديه ،كما أن خطاب الضمان يوفر على العميل ِمؤونة السعي
إلى استرداد قيمة التأمين النقدي ،إذ كثي ار ما تطول أن تتحقق إجراءات استرداد هذا التأمين.
و ويستطيع العميل المقاول ،عدم تجميد قيمة التأمين لدى الجهة اإلدارية المتعاقدة معه ،مدة طويلة
يمكنه استثماره في أوجه استثمارات أخرى ،و مما الشك فيه أن العمولة التي سيدفعها العميل المقاول
للبنك مقابل إصداره لخطاب الضمان تكون اقل من سعر الفائدة التي يتحملها إذا ما اقترض قيمة التأمين
النقدي من البنك.
وفي حالة ما إذا كان العميل المتعاقد مع جهة اإلدارة مقيما في الخارج فإن خطاب الضمان يغنيه عن
تحويل العمالت األجنبية الموازية لقيمة التأمين الواجب إيداعه لدى خزينة الجهة اإلدارية ،ثم إعادة
تحويلها ثانية عند انتهاء العملية أو عدم رسو العطاء و ما يترتب على ذلك من آثار مالية نتيجة تغير
أسعار الصرف في الفترة ما بين تقديم التأمين و سحبه ،وصعوبة تحديد الطرف الذي يتحمل هذه الخسارة
1
-محمود الكيالني ،الموسوعة التجارية و المصرفية،المجلد الرابع،عمليات البنوك،دار الثقافة للنشر والتوزيع،عمان األردن، 2008،ص. 342
2
-محمود الكيالني ،مرجع سبق ذكره،ص. 339
3
-عبد الحميد الشواربي،عمليات البنوك ،منشأة المعارف للنشر ،مصر، 2002،ص .370
35
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
أن وجدت ،ومصاريف البنك و خالفه ،و هذا عالوة على ما يؤديه خطاب الضمان من هذه الحالة من
تفادي اإلجراءات الطويلة الخاصة بتعليمات الرقابة على النقد.
تتصف عملية إصدار خطاب الضمان بالمرونة بالنسبة للمتعاقد األجنبي خاصة بالنسبة لخطابات
الضمان االبتدائية (و هي التي تقدم لضمان جدية مقدم العطاء) ،فالمقاول أو المورد األجنبي قد يفضل
إرسال غطائه في المناقصات العامة المفتوحة قبل موعد فتح المظاريف بفترة وجيزة حرصا على عدم
تسرب إس ارره إلى بقية المتناقصين أو ليتمكن من دراسة الموقف دراسة دقيقة تبعا لمستوى األسعار
المقدمة أو لتغييرها في األسواق ،فيلجأ المتعاقد األجنبي إلى احد مراسلي البنوك الذي يتعاقد معه في
الخارج الذي يقوم بدوره بإرسال برقية موضح ا شروط الضمان و الرقم السري المتعارف عليه بين البنك و
مراسله.
وتجدر اإلشارة إلى أن عملية إصدار خطاب الضمان كثي ار ما تتضمن تسهيال ائتمانيا يمنحه البنك
لعمالئه .ذلك أن البنك كثي ار ما يكتفي بمطالبة عملية بتقديم غطاء جزئي مقابل إصدار لخطاب الضمان
(وديعة نقدية أو عينية) ،بحيث يبقى جزء من قيمة الضمان مكشوفا ،كما قد يصدر البنك الخطاب على
المكشوف اكتفاء بثقته في العميل وسمعته المالية المليئة .وهنا يعتبر إصدار خطاب الضمان بغطاء
جزئي أو على المكشوف تسهيال ائتمانيا.
1
-2أهمية خطاب الضمان بالنسبة للبنك:
ال جدال في أن البنك مصدر خطاب الضمان ،يفيد أيضا من إصداره لمثل هذه الخطابات ،فالبنك
يتقاضى عمولة من عميله مقابل إصدار هذا الخطاب ،وتتناسب هذه العمولة مع قيمة الضمان واجله
ونوع العملية المطلوب تقديم خطاب الضمان عنها.
وخطابات الضمان ال تسدد قيمتها للمستفيد في أغلب األحوال وال تكلف البنك في إصدارها إال نفقات
إدارية بسيطة إذ ما قورنت بالعمليات المصرفية األخرى مثل فتح الحسابات الجارية وتقديم
القروض...الخ.
كما ال يتحمل البنك في النهاية خسارة إذا دفع قيمتها إذ يحتفظ البنك عادة بغطاء ،ويأخذ على العميل
تعهدات كافية تضمن له سداد هذه القيمة ورجوعه على العميل .هذا فضال عن كل أموال العميل لدى
البنك ،تكون ضامنة لتصرف البنك.
إال ان الخطر الرئيسي الذي يحيط بعملية خطابات الضمان المصرفية ،يتجسد في الطلب الذي ال يبنى
على أساس ،والمبني أحيانا على الغش وتدليس المقدم من المستفيد بالوفاء بقيمة الضمان ،فالكفيل -
ولو متضامنا -يستطيع التمسك بالدفوع التي للمدين ،عكس الحال بالنسبة للضامن الذي يلتزم بالدفع عند
أول مطالبة وعلى الرغم من معارضة العميل.
1
-3أهمية خطاب الضمان بالنسبة للمستفيد:
إن عملية إصدار خطابات الضمان تفيد الجهات المستفيدة ذاتها ،أي أنها تعود بالفائدة على المستفيد،
فصدور خطاب ضمان من بنك معتمد يعد ضمانا كافيا من وجهة نظر هذه الجهات المستفيدة منه ،ال
تقل عما يؤديه التأمين النقدي المودع عليها،خاصة وان تتطلب في خطاب الضمان شروط تجعله قابال
للدفع من جانب البنك دون قيد أو شرط أو حتى رغم اعتراض العميل ،وقبول الجهات المستفيدة
لخطابات الضمان يجعلها في الواقع تتجنب المشاكل التي قد تنتج عن إيداع المبالغ لديها واعادة سحبها
في أية المدة التي قد تقصر أو تطول حسب نوع كل عملية على حدى ،وال يخفى أن قبول خطابات
الضمان بدال من التأمين النقدي من الجهات المستفيدة ،يشجع الموردين والمقاولين على التقدم إلى
المناقصات التي يعلن عنها للمزايا التي يحققها خطاب الضمان لهم من عدم ضرورة إيداع مبالغ نقدية
وتعطيلها عن االستثمار أو االقتراض من البنك بفائدة مرتفعة ،مما يترتب عليه حصول الجهة
المستفيدة على أفضل الشروط وارخص األسعار ،وتتضح أهمية عملية إصدار خطابات الضمان
وفائدتها االقتصادية كلما كان العميل أجنبيا ،األمر الذي يترتب عليه تحويل عمولة البنك بالعمالت
األجنبية ،مما يستتبع زيادة رصيد الدولة من العمالت الحرة.
المطلب الثاني :تقنية االعتماد المستندي
أوال :مفهوم االعتماد المستندي و أطرافه
-مفهوم االعتماد المستندي:
االعتماد المستندي هو ترتيب مصرفي بين بنكين أو أكثر في شكل تعهد مكتوب تعمل فيه البنوك مصدرة
االعتمادات المستندية بناءا على تعليمات عمالئها ،وتلتزم بموجبه البنوك القابلة له والمتداخلة فيه بالدفع
إلى المستفيدين من هذه االعتمادات مقابل مستندات شحن أو مستندات تنفيذ أو أداء خدمة منصوص عليها
باالعتماد ومطابقة تماما لشروط أو قبول كمبياالت مستندية مرتبطة بهذه االعتمادات ،أو تداخل مستندات
شحن مطابقة لشروط هذه االعتمادات .2
-1عزيز العكيلي ،شرح القانون التجاري ،األوراق التجارية وعمليات البنوك ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،األردن،2007 ،ص. 450
-2أحمد غنيم ،االعتماد المستندي و التحصيل المستندي ،مؤسسة شباب الجامعة ،مصر، 1997 ،ص70
37
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
كما يمكن تعريفه على أنه تعهد كتابي يصدر منطرف البنك بناءا على طلب المستورد لصالح المصدر
يتعهد فيه البنك بدفع ما عليه في حدود مبلغ معين ولغاية أجل محدود مقابل استالمه مستندات الشحن طبقاً
لشروط االعتماد والتي تظهر شحن بضاعة معينة بمواصفات وأسعار محددة ،يمكن القول أن االعتماد
1
المستندي يمثل في جوهره مايلي:
-1عملية بنكية يقوم خاللها البنك بدور الوسيط الملتزم المطمئن لكل من المصدر والمستورد.
-2عملية بنكية تساعد على بناء الثقة المفتقدة بين طرفي العقد.
-3عملية بنكية يضمن بموجبها البنك للمصدر دفع قيمة بضاعته والتي تم شحنها ،ويضمن للمستورد عدم
قيامه بالدفع إال بعد قيام المصدر بالشحن وبعد التأكد من مطابقتها للمواصفات المتفق عليها.
-4عملية بنكية تكون مرتبطة بمستندات فقط وليس بالبضائع.
-5عملية بنكية تكون البنوك فيها مقيدة بالتعليمات المنصوص عليها في االعتماد ال غير.
-6عملية بنكية تكون فيها عالقة المصدر والمستورد ليست عالقة ناشئة عن عملية االعتماد المستندي
وانما هي عالقة سابقة ومستقلة تنشأ عن عقد البيع المبرم بينهما ،والبنوك غير ملزمة بالعقود المشار إليها
بعقد البيع وال عالقة لها بها.
-أطراف االعتماد المستندي:
هناك ثالث أطراف لالعتماد المستندي و هي األطراف األساسية و باإلضافة إلى طرف رابع و هو البنك و
2
فيما يلي التعريف بكل طرف:
-1البنك المصدر لالعتماد :وهو يمثل أحد األطراف الرئيسية لالعتماد المستندي وقد يسمى بالبنك فاتح
االعتماد إذ يتولى هذا األخير إصدار االعتماد المستندي لصالح المصدر متعهداً بدفع قيمة الصفقة المبرمة
بين المصدر والمستورد وفقاً لشروط فتح االعتماد المستندي ،ويعتبر البنك المصدر االعتماد بنكاً للمستورد
حيث يتعامل نيابة عنه ،و يتلقى بالمقابل عمولة و فوائد متفق عليها من البداية بموجب عقد مفصل.
-2طالب االعتماد( المستورد) :قد يسمى بالمشتري وبغض النظر عن المسميات فإنه يمثل الطرف الذي
يتقدم إلى أحد البنوك المحلية طالباً فتح اعتماد إلتمام الصفقة التجارية التي تمت بينه وبين المصدر ،ولكن
حتى يتحقق ذلك عليه أن يقوم بمراجعة كافة المستندات الالزمة إلتمام إجراءات فتح االعتماد
(المستندات التي يحددها البنك) ،وبعد استفاء كافة المستندات المطلوبة استنادا إلى الفاتورة الشكلية التي
-1عبد المطلب عبد الحميد ،النظرية اإلقتصادية ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ،مصر ، 2007،ص.249
2
-عبد المطلب عبد الحميد ،مرجع سبق ذكره ،ص.249
38
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
وردت للمستورد من المصدر يطلب المستورد من البنك فتح االعتماد المستندي لصالح المصدر بمبلغ
معين ولمدة محددة مقابل بضاعة محددة يتم توصيفها تفصيليا.
-3المصدر ( المستفيد) :قد يكون المصدر شخصاً أو مجموعة أشخاص أو شركة...الخ وفي جميع
الحاالت فإن االعتماد المستندي متمثالً في خطاب االعتماد قد يصدر باسم المستفيد مباشرة أو باسم أحد
البنوك العاملة في بلده.
ثانيا :وظائف االعتماد المستندي
1
من بين هذه الوظائف:
-1وسيلة دفع دولية متعلقة بتبادل السلع والخدمات حيث أنها تقنية جديدة في تسوية التعامالت التجارية
بين الدول.
-2وسيلة ضمان حيث أنه يوفر الضمان والثقة بين كل األطراف المتداخلة فيه لنجاح عملية التبادل بدون
مخاطر التقلبات االقتصادية والسياسية وحتى التشريعية في بلدان المتعاملين.
-3هو وسيلة لمنح االئتمان لكل من المستورد صاحب فتح االعتماد والمستفيد ،حيث أن المستورد يمكن
أن يطلب قرض من البنك الفاتح لالعتماد إلتمام الصفقة والمصدر يمكنه أن يطلب أيضاً ائتمان لتلبية
الطلبات.2
ثالثا :أنواع االعتمادات المستندية
يصنف االعتماد المستندي إلى عدة تصنيفات يمكن تلخيصها فيما يلي:
-1تصنيف االعتمادات من حيث قوة التعهد:
1-1تصنيف االعتمادات من حيث قوة تعهد البنك المصدر :تتخذ االعتمادات المستندية صو اًر مختلفة
3
يمكن تصنيفها من حيث قوة التعهد( أي مدى التزام البنوك بها) إلى نوعيين:
1-1-1االعتماد المقابل لإللغاء ( أو النقض) :هو الذي يجوز تعديله أو إلغاؤه من البنك المصدر في أي
لحظة دون إشعار مسبق للمصدر وهذا النوع نادر االستعمال حيث لم نجد قبوالً في التطبيق العملي من قبل
المصدرين لما يسببه لهم من أضرار ومخاطره ،ذلك أن االعتماد القابل لإللغاء يمنح ميزات كبيرة للمستورد
فيمكنه من االنسحاب من التزامه ،أو تغيير الشروط أو إدخال شروط جديدة في أي وقت شاء دون الحاجة
إلى إعالم المصدر ،غير أن التعديل أو النقص ال يصبح نافذاً إال بعد أن يتلقى المراسل اإلشعار الذي
1
- Ghislaine Legrand et Hubert Martini, Management des opérations de commerce international année
1993.p335.
-2جمال يوسف عبد النبي ،االعتمادات المستندية ،مركز الكتاب األكاديمي،عمان األردن ، 2001،ص.21
3
-رباح محمد وعقاب فاتح ،مرجع سبق ذكره ،ص . 82
39
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
يوجه إليه البنك فاتح االعتماد لهذا الغرض ،بمعنى أن البنك فاتح االعتماد يكون مرتبط اتجاه المصدر بدفع
قيمة المستندات في حال أن هذا الدفع قد تم من قبل البنك المراسل قبل استالم علم التعديل أو اإللغاء .ومن
حق البنك إلغاء االعتماد دون أي يلزم بإعطاء السبب أو تبرير إللغائه.
2-1-1االعتماد القطعي ( غير القابل لإللغاء):هو الذي ال يمكن إلغاؤه أو تعديله إال إذا تم االتفاق
والتراضي على ذلك من قبل جميع األطراف ذات العالقة ،وال سيما موافقة المصدر ،فيبقى البنك فاتح
االعتماد ملتزماً بتنفيذ الشروط المنصوص عنها في عقد فتح االعتماد ،وهذا النوع من االعتمادات
المستندية هو الغالب في االستعمال ألنه يوفر ضماناً أكبر للمصدر لقبض قيمة المستندات عند مطابقتها
لشروط وبنود االعتماد .
1
2 -1تصنيف االعتمادات من حيث قوة تعهد البنك المراسل :يمكن تقسيم االعتماد إلى قسمين:
1-2-1االعتماد المستندي غير المعزز :بموجب االعتماد المستندي غير المعزز يقع االلتزام بالسداد
للمصدر على عاتق البنك فاتح االعتماد ويكون دور البنك المراسل في بلد المصدر مجرد القيام بوظيفة
الوسيط في تنفيذ االعتماد نظير عمولة ،فال إلزام عليه إذا أخل أحد الطرفين بأي من الشروط الواردة في
االعتماد.
2-2-1االعتماد القطعي المعزز :في االعتماد القطعي المعزز يضيف البنك المراسل في بلد المصدر إلى
تعهد البنك الذي قام بفتح االعتماد ،فيلتزم بدفع القيمة في جميع الظروف ما دامت المستندات مطابقة
للشروط ،وبالتالي يحظى هذا النوع من االعتمادات بوجود تعهدين من بنكين ( البنك فاتح االعتماد والبنك
المراسل في بلد المصدر) فيتمتع المصدر لمزيد من االطمئنان وبضمانات أوفر بإمكانية قبض قيمة
المستندات.
-2تصنيف االعتمادات من حيث طريقة التسوية:
1-2تصنيف االعتمادات من حيث طريقة الدفع للبائع المستفيد :يمكن تقسيم االعتماد المستندي من حيث
2
طريقة الدفع للبائع المصدر:
1-1-2اعتماد اإلطالع :في اعتماد اإلطالع يدفع البنك فاتح االعتماد بموجبه كامل قيمة المستندات
المقدمة فور اإلطالع عليها والتحقق من مطابقتها لالعتماد في حالة االعتماد غير القابل لإللغاء والمؤكد،
-1خالد أمين عبد هللا،العمليات المصرفية (الطرق المحاسبية الحديثة) ،دار وائل للنشر،عمان األردن، 2000 ،ص. 212
2
-رباح محمد وعقاب فاتح ،مرجع سبق ذكره ،ص . 83
40
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
فبمجرد تقديم المصدر لبنك اإلشعار المستندات المطلوبة في االعتماد بإمكان المصدر الحصول على كامل
المبالغ مباشرة ،وهذا النوع هو أكثر االعتمادات شيوعاً.
2-1-2اعتماد القبول:ينص على أن الدفع يكون بموجب كمبياالت يسحبها البائع المستفيد ويقدمها ضمن
مستندات الشحن ،على أن يستحق تاريخها في وقت الحق معلوم والمسحوبات المشار إليها أما أن تكون
على المشتري فاتح االعتماد ،في هذه الحالة ال تسلم المستندات إال بعد توقيع المستورد بما يفيد التزامه
بالسداد في التاريخ المحدد لدفعها ،وأما أن تكون مسحوبة على البنك فاتح االعتماد الذي يتولى نيابة عن
المستورد توقيعها بما يفيد التزامه بالسداد في األجل المحدد لدفعها أو يسحبها على المستورد ويطلب توقيع
البنك الفاتح بقبولها أو التصديق عليها ،ويختلف اعتماد الدفع اآلجال عن اعتماد القبول في آن المستفيد ال
يقدم كمبيالة مع المستندات .
3-1-2اعتماد الدفعات :اعتمادات الدفعات المقدمة أو االعتمادات ذات الشرط األحمر هي اعتمادات
قطيعة يسمح فيها للمستفيد بسحب مبالغ معينة مقدماً بمجرد إخطاره باالعتماد ،أي قبل تقديم المستندات
وتخصم هذه المبالغ من قيمة الفاتورة النهائية عند االستعمال النهائي لالعتماد ،وسميت هذه االعتمادات
هذا االسم ألنها تحتوي على هذا الشرط الخاص الذي يكتب عادة بالحبر األحمر للفت النظر إليه .ويقوم
البنك المراسل بتسليم الدفعة المقدمة للمستفيد مقابل إيصال موقع منه إلى جانب تعهد منه بردها إذا لم
تشحن البضاعة أو يستعمل االعتماد خالل فترة صالحياته ،ويلتزم البنك المصدر بتعويض البنك المراسل
عند أول طلب من ،فإذا لم ينفذ االعتماد وعجز المستفيد عن رد الدفعة المقدمة فإن اآلمر مسؤول عن
التعويض للبنك المصدر ،وقد يتم تسليم الدفعة المقدمة مقابل خطاب ضمان بقيمة وعملة الدفعة المقدمة،
ويستخدم هذا النوع من االعتمادات لتمويل التعاقدات الخاصة بتجهيز المصانع باآلالت والمعدات وانشاء
المباني ،أو التعاقدات الخاصة بتصنيع بضاعة بمواصفات خاصة ال تتالءم إال مستوردها وحده ،أو كونها
تحتاج لمبالغ كبيرة من أجل تصنيعها.
-3تصنيف االعتمادات من حيث طريقة سداد المستورد :يمكن تقسيم االعتمادات المستندية من حيث
مصدر تمويلها ،فقد تكون ممولة تمويالً ذاتياً من قبل العميل طالب فتح االعتماد ،أو ممولة تمويال كامالً أو
1
جزئياً من طرف البنك فاتح االعتماد ،ليحدد كاآلتي:
-1-3االعتماد المغطى كليا :هو الذي يقوم طالب االعتماد بتغطية مبلغه بالكامل للبنك ،ليقوم البنك
بتسديد ثمن البضاعة للبائع لدى وصول المستندات الخاصة بالبضاعة إليه .فالبنك في هذه الحالة ال
1
- Annik Nuddrzo,théorie et pratique du commerce international,paris.1990 p20.
41
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
يتحمل أي عبء مالي ألن العميل اآلمر يكون قد زوده بكامل النقود الالزمة لفتح وتنفيذ االعتماد ،أو يكون
في بعض الحاالت قد دفع جزءاً من المبلغ عند فتح االعتماد أو يسدد الباقي عند ورود المستندات ،فهذه
الحالة تأخذ حكم التغطية الكاملة ،ولكن يظل البنك في االعتماد المغطى كلياً مسؤوالً أمام عميله عن أي
استعمال خاطىء للنقود مثل دفعها للمستفيد إذا لم تكن شروط االعتماد قد توافرت أو إذا تأخر فيها ،كما
يسأل عن أي خطأ مهني يرتكبه البنك المراسل في مهمته .
-2-3االعتماد المغطى جزئيا :هو الذي يقوم فيه العميل اآلمر بفتح االعتماد بدفع جزء من ثمن البضاعة
من ماله الخاص ،وهناك حاالت مختلفة لهذه التغطية الجزئية مثل أن يلتزم العميل بالتغطية بمجرد الدفع
للمستفيد حتى قبل وصول المستندات ،أو االتفاق على أن تكون التغطية عند وصول المستندات أو أن
يتأخر الدفع إلى حين وصول السلعة .ويساهم البنك في تحمل مخاطر تمويل الجزء الباقي من مبلغ
االعتماد ،وتقوم البنوك التقليدية باحتساب فوائد على األجزاء غير المغطية ،وهي فوائد ربوية محرمة تتجنبها
البنوك اإلسالمية باستخدام بديل آخر يسمى اعتماد المشاركة.
-3-3االعتماد غير المغطى :هو االعتماد الذي يمنح فيه البنك تمويالً كامالً للعميل في حدود مبلغ
االعتماد حيث يقوم البنك بدفع المبلغ للمستفيد عند تسلم المستندات ،ثم تتابع البنوك التقليدية عمالئها لسداد
المبالغ المستحقة حسبما يتفق عليه من آجال وفوائد عن المبالغ غير المسددة ،وتختلف البنوك اإلسالمية
في كيفية تمويل عمالئها بهذا النوع من االعتمادات ،حيث تعتمد صيغة تعامل مشروعة تسمى اعتماد
المرابحة.
1
-4تصنيف االعتمادات من حيث الشكل والطبيعة :وهي على النحو التالي:
1-4االعتماد القابل للتحويل :هو اعتماد غير قابل للنقض ينص فيه على حق المستفيد في الطلب من
البنك المفوض بالدفع أن يضع هذا االعتماد كلياً أو جزئياً تحت تصرف مستفيد آخر ،ويستخدم هذا النوع
غالباً إذا كان المستفيد األول وسيط أو وكيل للمستورد في بلد التصدير فيقوم بتحويل االعتماد بدوره إلى
المصدرين الفعليين للبضاعة نظير عمولة معينة أو االستفادة من فروق األسعار ،وتتم عملية التحويل
بإصدار اعتماد جديد أو أكثر لصالح المستفيد األول أو المستفيدين التاليين ،وال يعني التحويل تظهير
خطاب االعتماد األصلي نفسه أو تسليمه للمستفيد الثاني ،ويشترط ال مكان التحويل موافقة األخير والبنك
المصدر لالعتماد األصلي والمستفيد األول.
1
-رباح محمد وعقاب فاتح ،مرجع سبق ذكره ،ص . 85
42
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
2-4االعتماد الدائري أو المتجدد :هو الذي يفتح بقيمة ومدة محددتين غير أن قيمته تتجدد تلقائياً إذا تم
تنفيذه أو استعماله ،حيث يمكن للمستفيد تكرار تقديم المستندات لعملية جديدة في حدود قيمة االعتماد
وخالل فترة صالحيته وبعدد المرات المحدد في االعتماد ،وقد يكون تجدد االعتماد على أساس المدة أو
على أساس المبلغ ،أما تجدده على أساس المبلغ فمعناه أن يفتح هذا االعتماد بمبلغ محدد ،ويتجدد مبلغه
تلقائياً لعدة فترات بنفس الشروط ،فإذا تم استعماله خالل الفترة األولى تجددت قيمته بالكامل ليصبح ساري
المفعول خالل الفترة التالية وهكذا ،وهذا النوع قليل االستخدام وال يفتح في العادة إال العمالء ممتازين يثق
البنك في سمعتهم ويستعمل خصوصاً لتمويل بضائع متعاقد عليها دورياً.1
3- 4االعتماد الظهير :االعتماد الظهير أو االعتماد مقابل العتماد آخر يشبه االعتماد القابل للتحويل
حيث يستعمل في الحاالت التي يكون فيها المستفيد من االعتماد األصلي وسيطاً وليس منتجاً للبضاعة
كأن يكون مثالً وكيال للمنتج ،وفي هذه الحالة يقوم المستفيد يفتح اعتماد جديد لصالح المنتج بضمانة
االعتماد األول المبلغ له .ويستخدم هذا األسلوب خصوصاً إذا رفض المستورد فتح اعتماد قابل للتحويل أو
في حالة طلب المنتج شروطاً ال تتوفر في االعتماد األول ،وعادة ما تكون شروط االعتماد الثاني مشابهة
لالعتماد األصلي باستثناء القيمة وتاريخ الشحن وتقديم المستندات التي تكون في الغالب أقل وأقرب ليتيسر
للمستفيد األول إتمام العملية وتحقيق الربح من الفرق بينهما.
رابعا :منافع االعتماد المستندي ومخاطره
يعد االعتماد المستندي من بين أهم الوسائل في مجال التجارة الخارجية وينتج عن استعماله في
المعامالت الدولية تحقيق العديد من المنافع و مجابهة الكثير من المخاطر.
2
منافع االعتماد المستندي :تتلخص في ثالث مجموعات وهي: -1
-1-1مجموعة من المنافع تتعلق بالتسهيالت التمويلية :وتتمثل أهمها في النقاط التالية:
-تلبية رغبة المستورد في تمويل قيمة مشترياته من خالل االئتمان وتلبية رغبة البائع في الحصول على
قيمة مبيعاته نقداً.
-يساعد على تمويل معامالت محددة مطابقة للمواصفات المتفق عليها مع الوعد الدفع المؤكد ،مما يقلل
درجة المخاطرة التي يمكن أن يتعرض لها المصدر والمستورد معاً.
-1محمد محمود فيمي،القواعد و العادات الموحدة لالعتمادات المستندية ،معهد الدراسات المصرفية ،مصر، 2000 ،ص. 23
-2سعيد عبد العزيز عثمان ،االعتمادات المستندية ،الدار الجامعية ،كلية التجارة ،مصر ، 2003 ،ص .13
43
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
-في حاالت عديدة يسمح االعتماد المستندي للمستورد بالشراء بأسعار أرخص نسبياً مقارنة باألسعار التي
كان يمكن دفعها في حالة الشراء ألجل ،والتي تتم وفقاً لشروط الشراء طويلة األجل.
-كما يساعد أيضاً في حاالت معينة على إلغاء أو تخفيض مخاطر االئتمان التجاري إلى أدناه ،وتتحقق
ذلك عندما يتم تعزيز االعتماد ،ويكون في هذه الحالة غير قابل لإللغاء أو النقص ،فالمصدر في ظل هذه
الشروط يكون متأكد من حصول قيمة مبيعاته نقداً ووفقاً لشروط االتفاق بغرض النظر عن رغبة وقدرة
المستورد على الدفع.
-2-1مجموعة من المنافع تتعلق بتقديم الحماية القانونية :يتم صياغة وتنظيم وتنظير االعتماد
المستندي من خالل مجموعة من التشريعات القانونية والق اررات اإلدارية والتنظيمي ،تشكل في مجموعها
حماية قانونية لجميع أطراف التعامل والتي تتحقق من خالل:
-التشريعات القانونية السائدة في دولتي المصدر والمستورد.
-القانون المدني في بلدان التعامل.
-العرف والتقاليد السائدة والتي يعكسها القانون العام والدستور في دول التعاقد.
-مجموعة من القواعد القانونية أو التعاقدية.
-3-1مجموعة منافع تتعلق بتسهيالت إئتمانية :إن االعتماد المستندي أضمن وسائل الدفع الدولية حيث
أنه يسمح بتقديم تسهيالت ائتمانية تساعد على نوع عمليات التبادل الدولي وهذا من خالل:
-يضمن للمصدر عدم انسحاب المستورد وهذا حسب االتفاق المبرم في العقد التجاري الذي يربط بينهما
وكذا المدة المتفق عليها في االعتماد.
-بالنسبة للمصدر يكون لديه ضمان – بواسطة االعتماد المستندي -بأنه سوف يقبض قيمة البضاعة التي
يكون قد تعاقد على تصديرها ،وذلك فور تقديم وثائق شحن البضاعة إلى البنك الذي يكون قد أشعره بورود
االعتماد.
-أما بالنسبة للمستورد فإنه ال يدفع القيمة المحددة في العقد المبرم مع المصدر والمذكورة في صلب
االعتماد ،إال إذا قدم المصدر المستندات الدالة على حسن تنفيذ االلتزامات المتعلقة به.
44
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
1
-2مخاطر االعتماد المستندي :لالعتماد المستندي عدة مخاطر نذكر منها:
1-2مخاطر المستورد:
-أخطاار تجارياة تتعلاق بالبضاائع مان حياث اساتالمها ،وتطابقهاا ماع شاروط العقاد أو مان حياث
تعرضها لعطب أو نقص.
* خطر المماطلة في الدفع من طرف شركة التأمين في حالة حدوث حادث.
* كذلك يمكن للمستورد استالم وثائق تحمل بيانات غير مطابقة (وزن البضاعة) ،عدد الطرود ،القيمة
المالية ،اآلجال المحددة ،مدة الصالحية ،آجال الشحن.
* أخطاار مالياة تتعلاق بتقلباات أساعار الصارف ،فعنادما يقاوم المساتورد بصافقة تجارياة تكاون قيماة
العملاة المحلياة محاددة بقيماة معيناة لكان بعاد القياام بكافاة اإلجاراءات تتادهور هاذه القيماة فتجاد
المستورد مجبر على دفع مبالغ أكثر من تلك التي كان يتوقعها.
* خطار طلاب مصااريف إضاافية مقابال التساليم مان طارف البناك الفااتح لالعتمااد أو مان المكلاف
بالنقل في حالة حدوث طارئ يتطلب أتعاب إضافية.
2-2مخاطر المصدر:
للمماطلااة أو محاولااة تعقيااد األمااور ماان قباال المسااتورد ،ذلااك -يمكاان للمصاادر أن يتعاار
باشاتراط مساتندات ووثاائق ليسات لهاا أهمياة بالنسابة للعملياة أو لام يتفاق عليهاا مان قبال لاذا يجاب
عليه أن يكون يقظا.
أو عدم قدرة الدولة أو األطراف المتعاملة إجراء الدفع في المواعيد المحددة. -رف
قيمة العملة المتفق عليها للدفع مقارنة بعملة البلد. -أخطار مالية تتعلق بانخفا
-مخااطر سياساية تتمثال فاي الحاروب والتاوترات التاي تاددي إلاى مناع المساتورد مان تأدياة
التزاماته.
يمكاااان توضاااايح مخاااااطر االعتماااااد المسااااتندي كمااااا هااااو موضااااح فااااي وبعاااد هااااذا الطاااارك والعاااار
الجدول ( )1-2في الصفحة الموالية:
-1فريد الصلح ،موريس نصر ،المصرف و األعمال المصرفية ،دار األهلية للنشر و التوزيع ،بيروت،لبنان، 1989 ،ص. 11
45
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
المصدر المستورد
مخاطر
المصدر :خالد أمين بن عبد ربه ،العمليات المصرفية -الطرق المحاسبية الحديثة -دار وائل للنشر ،عمان ، 2000ص 17
46
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
المبحث الثاني :الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها
يعتبر ضمان األمان الحذر في معامالت التجارة الخارجية من بين أهم المعايير التي ال بد منها ،فتعدد
المبادالت التجارية الخارجية وتشعبها أدى إلى تنوع األخطار التي يمكن أن تعصف بالعصب الرئيسي
لتمويل التجارة الخارجية ،لذا يستلزم ما يسمى بالضمانات البنكية.
فالضمان يستعمل كوسيلة ائتمانية و غطائية لخطر عدم التزام الطرفين بواجباتهما التعاقدية ،و منه يمثل
الضمان وسيلة رئيسية لترقية التجارة الخارجية.
المطلب األول :مفهوم الضمانات البنكية
للحصول على قروض من البنك ال بد من الضمانات البنكية فهي تعد الوسيلة التي من خاللها يمكن
للمتعاملين تقديمها إلثبات حق البنك ف الحصول على أمواله التي أقرضها بالطريقة القانونية ،ومن بين
1
األسباب التي أدت إلى تنوع الضمانات في السنوات األخيرة مايلي:
- 1يضطر المصرف إلى طلب هذه الضمانات و ذلك لقلة اهتمام بعض المؤسسات التجارية و الصناعية
بالمحافظة على السمعة و حسن التعامل.
- 2كبر حجم العمليات االئتمانية بالنسبة إلى مالية المتعامل نتيجة لبعض الظروف االقتصادية التي
طرأت مؤخ ار مثل برنامج التنمية و ما تستتبعه من نشاط اقتصادي متزايد و الغالء و ما ينتج عنه من
انخفاض القدرة الشرائية ،فيزداد حجم الكتلة النقدية الواجب صرفها على الواردات.
إن الخطر يعتبر عنص ار مالزما للقروض ،ال يمكن بأي حال من األحوال إلغاؤه بصفة نهائية ،أو استبعاد
إمكانية حدوثه ما دامت هناك فترة انتظار قبل حلول آجال استرداده ،لذا يلزم على البنك أن يتعامل مع هذا
الواقع بشكل حذر و أن يق أر المستقبل قراءة جيدة.
و من أجل زيادة االحتفاظ و أمام هذا الواقع الذي ال يمكن تجنبه ،يلجأ البنك فضال عن الدراسات السابقة
إلى طلب ضمانات كافية من المؤسسات التي تطلب القرض ،حيث تعتبر هذه الضمانات ذات أهمية كبرى
بالنسبة للبنك خاصة عندما يتعلق األمر بالقروض طويلة األجل.
1
-بوكونة نورة ،تمويل التجارة الخارجية في الجزائر ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستيرفي العلوم اإلقتصادية ،جامعة الجزائر ،2012 ،3ص
. 165
47
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
إن الدراسة ال تقتصر فقط على القيام بتحليل وثائق المؤسسة وأرقامها ،و إنما تتوسع إلى طلب أشياء
ملموسة و ذات قيمة كضمان لمنح القرض ،حيث تتنوع أنواع الضمانات وتختلف و يمكن تحديد أهمها
1
على النحو التالي:
-1الضمانات الحقيقية:
و هي الضمانات الملموسة و التي يمكن حجزها في حالة عدم تسديد المدين لدينه ،كالعقارات و
المنقوالت ،و هذا ما يسمى بالرهن ) .(Gageو تعرف كذلك الضمانات الحقيقية من خالل موضوع
الشيء المقدم للضمان ،و تتمثل هذه الضمانات في قائمة واسعة من السلع والتجهيزات العقارية ،يصعب
تحديدها هنا ،و يعطي هذه األشياء على سبيل الرهن،و ليس على سبيل تحويل الملكية ،و ذلك من أجل
ضمان استرداد القرض ،و يمكن للبنك أن يقوم ببيع هذه األشياء عند التأكد من استحالة استرداد القرض و
في الواقع يمكن أن يشرع في عملية البيع من خالل خمسة عشرة يوما ،ابتداء من تاريخ القيام بتبليغ عائد
للمدين .
* الرهن :يعرف الرهن بأنه عقد يلتزم به شخص كضمان لدين تجاري عليه أو على غيره ،أن يسلم ماال إلى
الدائن أو إلى شخص آخر يعينه المتعاقد أن يخوله حبس هذا المال إلى أن يستوفي حقه أو أن يتقدم
الدائنين العاديين و الدائنين المرتهنين له في المرتبة بتقاضي حقه من ثمن هذا المال في أية يد يكون.
و في حالة ما إذا كان الرهن عبارة عن عقد ،يشترط أن ينشأ بأركان العقد العامة ،وهي الرضا ،المحل،
السبب ،و يجب أن يكون الراهن مالكا للمال المرهون ،و ال ينشأ عقد الرهن إال بتسليم المال المرهون أو
السند المرهون و يترتب على هذا العقد آثار قانونية أهمها بالنسبة للمدين المال المرهون ،و نقل حيازته إلى
الدائن أو إلى شخص آخر يتفقان على تسليمه المال المرهون و صيانته و حفظه من يوم تسلمه إلى يوم
إعادته عند أستفاء الحق ،و يترتب للدائن حق حبس المال و حق التقدم على غيره من الدائنين العاديين .و
ينقسم الرهن الى ثالث أنواع :
-رهن المنقوالت المعنوية.
-الرهن الحيازي.
-الرهن العقاري ( الرسمي).
-1إبراهيم إسماعيل إبراهيم ،الضمان التجاري في األوراق التجارية دراسة قانونية ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،مصر، 1999 ،ص.45
48
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
-2الضمانات الشخصية:
في حالة عدم قدرة المدين بالوفاء بالتزاماته في تاريخ االستحقاق تظهر الضمانات الشخصية على أن يقوم
األشخاص بالتعهد و الذي بموجبه يتعهدون بالتسديد ،وعلى هذا األساس فالضمان الشخصي ال يمكن أن
يقوم به المدين شخصيا و لكن يتطلب ذلك تدخل طرف ثالث للقيام بدور الضامن .والضمانات البنكية هي
ضمانات شخصية.
المطلب الثاني :طرق سير الضمانات البنكية
يتم تسيير الضمانات انطالقا من تاريخ إصدارها إلى غاية تاريخ استحقاقها ،كما يمكن تعديلها من قبل
1
أطراف العقد وفقا متطلبات العمل ،حيث يكون تسيير الضمانات البنكية في التجارة الخارجية كالتالي:
-1تسيير الضمانات البنكية الدولية:
1-1تحرير الطلب:
يتم تحرير الطلب من طرف البنك الضامن ،و هذا بعد استالمه للضمان المضاد و ذلك بإرسال اآلمر أو
المصدر للوثائق و تقديمها للبنك و تتمثل في:
-وثيقة المتعهد ( )l’engagementأي أن اآلمر يعطي الحق لبنكه لقطع مبلغ الضمان من حسابه
لصالح المستفيد ،في حالة طلبه من طرف هذا األخير.
-صورة مطابقة للعقد التجاري.
-الضمان المطلوب يتضمن هذه المعطيات:
أ-نوع الضمان.
ب-تاريخ صالحية الضمان.
ج-المستفيد من الضمان.
-طلب ضمان من شركة التأمين لتغطية خطر الصرف.
2-1تحرير النسخة:
إن تحرير نسخ الضمانات يكون من طرف البنك أي يتم تقديم أوامر للمراسل األجنبي في إطار الضمان
غير المباشر ،النسخة األصلية و الصور يتم تقديمها للزبون حسب أوامره.
-1مصطفى راشدي شيحة ،النقود و المصاريف و االئتمان ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية ،مصر ، 1999ص .67
49
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
3-1عمليات التتبع:
يتم تحديد مدة الصالحية مباشرة عند انتهاء من وضع الضمان مع إمكانية تأجيلها لفترة أخرى ،حيث
يستطيع المستفيد من الضمان أن يطلب تمديد هذه المدة إلى ستة ) ( 6أشهر إضافة إلى مدة عقد
الضمان ،و التي تسمى بالمدة اإلضافية( )prorogationو شهر آخر من البنك الضامن.
4-1تكلفة العملية:
أما فيما يتعلق بتكلفة العملية فإن هذه األخيرة تتعلق بالضمانات التعاقدية الموضوعة في إطار عمليات
االستيراد ،فالبنوك الجزائرية تتلقى من البنوك القابلة:
للسنة أي ¼ ) )0.25لثالثي غير مقسوم أو مبلغ ال يقل عن 35000دج . %1 -عمولة االلتزام
-عمولة التسيير تدفع دفعة واحدة ب 2000 :دج
-ضرائب على البنوك و التأمينات 11 %على مبلغ عمولة االلتزام.
-طابع ضريبي 40دج.
-تكاليف التلكس ،الفاكس و الهاتف.
ففي عمليات التصدير يقوم المصدر بدفع عموالت لبنكه و أخرى للبنك األجنبي ،و هذه العموالت و
المصاريف غير ثابتة مع إمكانية تعديلها و تغييرها في كل وقت تبعا للعوامل االقتصادية كتقلبات األسعار.
5 -1االحتياطات المأخوذة من طرف البائع:
-الضمان يجب أن يشمل تعويض كل ما هو عاطل ،تصليح السلع المباعة ،تغيير السلع.
-شروط استعماله :يجب تحديد المدة و وسائل إعالن المصدر.
6-1رفع و تخفيض مبلغ الضمان:
إن مبلغ الضمان يمكن أن تحل عليه تعديالت في بعض الحاالت أو باالرتفاع و هذا يتوقف على عنصر
الزمن بطبيعة الحال ،و االرتفاع يكون من جراء ارتفاع مبلغ العقد و يكون هذا بموافقة المستفيد.
أما االنخفاض فيكون تدريجيا بتنفيذ التزامات اآلمر أو رفع اليد الجزئي مع تقديم األعمال ،و ذلك بطلب من
المستفيد.
50
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
51
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
52
تمويل التجارة الخارجية في الجزائر الفصل الثاني
خالصة الفصل:
إن التمويل يعتبر من المقومات األساسية القتصاديات الدول نظرا لألهمية التي يلعبها في ترقية و تطوير
الجوانب االجتماعية و االقتصادية للمجتمعات ،كما أن للتجارة الخارجية أهمية كبيرة لدى الدول لهذا نجد
هذه األخيرة تهتم اهتماما خاصا بطرق تنميتها و إيجاد الضمانات الالزمة لحسن سيرها وتجنب
مخاطرها ،و من أهم الضمانات التي تسعى لتحقيقها هي ضمانات التمويل من خالل تدخل الهيئات المالية
أهمها البنوك باستعمال مجموعة من التقنيات و األدوات التي أصبحت اليوم من أهم مصادر تمويل
التجارة الخارجية.
تعتبر خطابات الضمان و االعتمادات المستندية األكثر استعماال في األوساط التجارية ،كما أنها تعد من
أبرز الوسائل لضمان حقوق المتعاملين التجاريين الذين يتعرضون لمخاطر التجارة الخارجية نظرا لما
تقدمه من خدمات و ضمانات بسبب البعد بين أطرافه.
53
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
تمهيد الفصل:
إن إتباع الجزائر لسياسة السوق المفتوحة و تحرير التجارة الخارجية قد أدى الى ازدياد دور الجهاز المصرفي
حيث له دور فعال في تسيير المعامالت مع الخارج بغض النظر عما اذا كانت تنتمي ألحد القطاعين العام
أو الخاص حيث تعمل البنوك التجارية كغيرها من مؤسسات التمويل على تمويل التجارة الخارجية باتخاذها
لإلجراءات الالزمة واتباعها مجموعة من التقنيات و األدوات التي تعتبر المدعم األساسي لعمليات التجارة
الخارجية و التي تؤدي بطبيعة الحال الى تقوية المبادالت الخارجية و كذا تشجيع وتعزيز النشاطات
االقتصادية ،و للحص ول على دراسة أكثر دقة سنتطرق في هذا الفصل للمحة عامة عن بنك الفالحة و
التنمية الريفية ) (BADRوكالة أدرار باعتباره محل الدراسة التطبيقية لهاته المذكرة و كذا العمليات الخارجية
و المتمثلين في تقديم عام لبنك الفالحة و التي يقوم بها ،حيث سنتناول في هذا الفصل محورين أساسيين
التنمية الريفية باالضافة لعمليات التجارة الخارجية التي يقوم بها البنك.
55
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
المبحث األول :تقديم عام لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة – 252 -أدرار
يعتبر بنك الفالحة والتنمية الريفية من أهم البنوك التجارية في الجزائر نظ ار للدور الذي يلعبه في مجال
االقتصاد الوطني من خالل تموقع وكاالته عبر أنحاء التراب الوطني بهدف تقريب المواطن من خدماته ،
و استقطاب أكبر عدد ممكن من العمالء و بالتالي تعظيم حصته السوقية.
المطلب األول :لمحة عامة حول بنك الفالحة والتنمية الريفية.
سوف نتطرق في هذا المطلب إلى بنك الفالحة والتنمية الريفية من حيث نشأته ،مهامه وأهدافه وكذا الهيكل
التنظيمي للبنك األم.
أوال :النشأة
بنك الفالحة والتنمية الريفية هو عبارة عن مؤسسة مصرفية تابع للقطاع العمومي تأسس في1986/03/13:
بموجب المرسوم رقم 86/206 :برأس مال قدر بـ 2.200.000.000.00دج وكان نتيجة انبثاق عن عملية
إعادة تنظيم البنك الوطني الجزائري والسبب الرئيسي وراء استحداث هذا البنك هو إزالة أعباء المسؤولية التي
كان يتحملها البنك الوطني الجزائري والمتمثلة في االئتمان الزراعي وتطبيقا للقانون رقم 01/88الصادر في
ديسمبر 1988والمتضمن توجيه المؤسسات العمومية االقتصادية إضافة إلى المرسوم رقم 101/88المؤرخ في
16ماي 1988تم تحويل بنك الفالحة والتنمية الريفية إلى شركة مساهمة إثر التحوالت واإلصالحات واعادة
هيكلة المؤسسات ،فأصبح عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية تجارية ،في شكل شركة ذات أسهم تتمتع
بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي كما تم رفع أرسماله إلى 33.000.000.000.00دج ،يقع مقره الرئيسي
في نهج عميروش بالجزائر العاصمة ،ويتفرع هذا األخير عل أزيد من 286وكالة تنفيذية منها 170وكالة تم
التنازل عنها من طرف البنك الوطني الجزائري في ذلك الوقت ،ويبلغ عدد فروعه حاليا أزيد من 296وكالة
تتضمن 39مديرية جهوية موزعة على مستوى قطر الوطن.1
للبنك دور جد فعال في تطوير قطاع الفالحة في الجزائر عن طريق ترقية القطاع الريفي تمويل نشاطات
اإلنتاج الزراعي وكذا الصناعات الزراعية وكل المهن الحرة و كذا:
-تمويل اإلستثمارات الفالحية التابعة لقطاع الدولة (المزارع ،التعاونيات....إلخ).
-تمويل القطاعات ذات الصلة بالفالحة ماليا.
1
-تقدیم بنك الفالحة و التنمیة الریفیة ،نقال عن الموقع االلكتروني http://badr-bank.com :تاریخ االطالع ،2018/04/16 :الساعة.21:50:
56
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
1
الموقع اإللكتروني للبنك www.badr-banq.com
57
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
* فتح مركز اتصال يهدف إلى اإلجابة عن تساؤالت العمالء الحاليين والمحتملين وانشغاالتهم على الرقم:
.021.428.428
* في 2016اعتماد خدمة التوطين اإللكتروني أو ما يعرف بـ pré domiciliation:وذلك تماشيا مع
تعليمات البنك المركزي للتقليل من مخاطر التجارة الخارجية وضمان السير الجيد لعملياتها ومنع تبييض
األموال وتهريبها نحو الخارج خاصة مع الظروف التي يمر بها االقتصاد الوطني وتدهور قيمة الدينار.
58
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
المديرية العامة بالنيابة المديرية العامة المديرية العامة المديرية العامة المديرية العامة المديرية العامة
إدارة و وسائل بالنيابة للتحصيل بالنيابة بالنيابة محاسبة بالنيابة عمليات بالنيابة قروض
لالستغالل
مديرية مديرية التحصيل الخاصة مديرية شبكة مديرية االستغالل و مديرية العالقات مديرية تمويل
لقطاعات الفالحة و الصيد التنمية و المعلوماتية المؤسسات الكبيرة
المستخدمين االستغالل
البحري الدولية
مديرية تمويل
مديرية إعادة تأهيل مديرية التحصيل مديرية التسويق و مديرية مديرية التجارة
المؤسسات
الموارد البشرية الصيانة الخارجية
الخاصة بالقطاعات االتصال الصغيرة و
المتوسطة
مديرية تنظيم مديرية التحصيل مديرية التحصيل و مديرية النظام النقدي مديرية العمليات مديرية تمويل
الدراسات القانونية القضائي المحلية الفالحة و الصيد
مرتقبة التسيير ومراقبة التسيير
البحري
مديرية اإلمدادات دائرة اإلدارة و المجمع الجهوي مديرية المحاسبة مديرية الدراسات و مديرية التحويالت
التحصيل لالستغالل المتابعة
59
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
المطلب الثاني :التعريف ببنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة - 252 -أدرار
على غرار البنوك و نظ ار للمكانة البارزة التي يتمتع بها بنك الفالحة و التنمية الريفية فقد قام بإنشاء وكاالت في
كافة أنحاء الوطن بما فيها وكالة - 252 -أدرار ،و عليه سيتم التركيز في هذا المطلب على العناصر التالية:
-نشأة و مهام بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة - 252 -أدرار.
-الهيكل التنظيمي للوكالة.
1
أوال :نشأة و مهام بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة - 252 -أدرار
هي وكالة كانت في الماضي تابعة للبنك الوطني الجزائري إلى غاية مارس 1982حيث تحولت إلى بنك
الفالحة و التنمية الريفية و هذا لتلبية حاجات السكان خاصة و أن الفالحة هي النشاط األكثر انتشا ار في
المنطقة و هي حاليا تتعامل مع أكثر من 5000زبون يتكفل بهم الموظفون في الوكالة ،كما أن لها ثالثة فروع
تنشط في مختلف بلديات الوالية و تقع تحت إشرافها و رقابته ،يتم ذكرها كما يلي:
-الوكالة المحلية لالستغالل – 253 -تيميمون.
-الوكالة المحلية لالستغالل – 254 -رقان.
-الوكالة المحلية لالستغالل – 406 -أولف.
ثانيا :الهيكل التنظيمي للمديرية الجهوية مع الوكالة
2
يضم الهيكل التنظيمي للبنك عدة أقسام كما يوضحها الشكل رقم ) ( 2-3تتمثل فيما يلي:
1
- Décision réglementaire N°15 du 26/12/2013 portant l’organigramme général de la banque,p11
2
- Décision réglementaire N°15 du 26/12/2013 Op cit.p :23.
60
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
الشكل (: )2-3الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة -252 -ادرار
مدير الوكالة
الناظر الناظر
الخواص المؤسسات
61
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
1
-1المجمع الجهوي لالستغالل:
يتولى مهمة تنظيم و تنشيط و مراقبة و متابعة الوكاالت البنكية التي تقع تحت مسؤوليته ،ويتكون من:
1-1المدير :هو أعلى سلطة في البنوك و المسؤول عن التسيير الجيد لجميع الوكاالت التابعة له و
تطبيق جميع اإلستراتيجيات من المديرية العامة.
-2-1خلية المراقبة :تقوم بعملية المراقبة الداخلية للبنك كما تقوم بالتنسيق بين المصالح و مساعدة
المدير في اتخاذ القرارات من خالل التقارير المرسلة اليه.
-3-1األمانة العامة :تتمثل بصفة أساسية في السكريتريا التي لها اتصاالت مع المصالح األخرى من
مهامها التسيير المحكم للبريد ،إدارة المواعيد الرسمية للمدير.
-4-1نائب المدير :ينوب المدير في مجلس القروض و الخزينة للمجمع ،كما يراقب و ينسق و يتابع
نشاطات الوكاالت التابعة للمجمع ،و من المصالح التابعة له:
دائرة المحاسبة :يسير هذا القسم من طرف رئيس الدائرة و يضم مصلحة المستخدمين ،ومصلحة تسيير
و الوسائل العامة ،و مصلحة المحاسبة ،التي تقوم بتسجيل العمليات المحاسبية و إعداد الميزانية الختامية
تحليلها ،و المراجعة الدقيقة لحسابات البنوك.
خلية التحصيل :تتمثل مهامها في متابعة اإلعتمادات المقدمة للعمالء.
مصلحة الشؤون القانونية :تمثل هذه المصلحة البنك في المجلس القضائي ،وذلك لمتابعة الحاالت المتنازع
فيها بأنواعها و العمل على إيجاد حل لها.
-2الوكاالت المحلية لالستغالل:
و تشمل األقسام التالية:
-1-2المديرية :يترأسها مدير الوكالة الذي يعتبر بمثابة العضو المركزي و القيادي ،حيث يقوم بعمليات
الربط و المراقبة و التسيير بصفة عامة ،واصدار الق اررات و األوامر.
-2-2األمانة :تعتبر مصلحة األمانة المساعد األول للمدير لتأدية وظائفه.
-3-2عون االستقبال :يعد الوسيط بين مختلف مصالح البنك إذ يقوم باستقبال العمالء ،واستقبال البريد
و المكالمات الهاتفية.
1
-وثائق مقدمة من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار.
62
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-4-2الواجهة األمامية (البنك الجالس) :سميت كذلك كون العميل يجلس أمام ممثل الوكالة ،ويتحاور
معه للحصول على الخدمة ،دون التنقل بين المصالح.
-5-2الواجهة الخلفية :يتكون هذا القسم من:
مصلحة القروض :تستقبل ملفات القروض ،وتقوم بدراستها قبل إرسالها إلى الدائرة التجارية· .
قسم التحويالت :متخصص في استقبال ألوامر الدفع بالشيكات التي تحصل في الوكالة و باقي.
الوكاالت ،و إرسالها للرقابة ،و التحويالت ما بين الخزينة و البنك.
قسم المحافظة :يتم على مستوى هذا القسم إيداع األوراق المالية ،الشيكات ،أوراق التبادل والقيام بعمليات
تسديدها.
فرع المقاصة اإللكترونية :يستقبل هذا القسم األوراق المالية للتحصيل والخصم.
مصلحة التجارة الخارجية :تختص هذه المصلحة بعمليات التجارة الخارجية ،من عمليات إستراد·
وتصدير ،و سيتم دراسته مفصال في المطلب الموالي.
المطلب الثالث :التعريف بمصلحة التجارة الخارجية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية -
- 252أدرار
سوف يتم من خالل هذا المطلب التعريف بمصلحة التجارة الخارجية على مستوى الوكالة وابراز الهيكل
1
التنظيمي لها:
أوال :هيكلة المصلحة و مهامها
يعتبر بنك الفالحة و التنمية الريفية من البنوك المتخصصة في التمويل الفالحي و لكن بعد قانون النقد و
القرض و انفتاح السوق و مواجهته ككل البنوك األخرى الناشطة على مستوى القطاع المصرفي للمنافسة ،أصبح
يمارس كل المهام المصرفية بما فيها عمليات التجارة الخارجية ،حيث أوكلت له هذه المهام في 24فيفري.1997
تحتوي هذه المصلحة على موظفين مكلفين بالقيام بجميع العمليات الخاصة بالتجارة الخارجية على حد السواء و
تتمثل عالقة مصلحة التجارة الخارجية بالمديرية العامة عالقة مباشرة حيث تقوم بجميع العمليات المرتبطة
باإلستيراد و التصدير تحت إشرافها.
تتمثل المهام التي تقوم بها مصلحة التجارة الخارجية في البنك في:
-1القيام بعمليات تحويل العملة الصعبة.
1
-وثائق مقدمة من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار.
63
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
مدير الوكالة
المصدر :من اعداد الطالب باالعتماد على معلومات مقدمة من قبل الوكالة
64
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
بغض النظر عن عالقة الوكالة بالمديرية العامة واستنادا على المعلومات السابقة الذكر توصلنا الى أن
الوكالة تقوم بعمليات التجارة الخارجية رغم محدودية صالحياتها في تتبع هاته العمليات و من ثم دراسة
مخاطرها ،لهذا سنقوم بالتطرق في المبحث الموالي لدراسة عمليات التمويل التي تقوم بها الوكالة في مجال
التجارة الخارجية.
المبحث الثاني :عمليات تمويل التجارة الخارجية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار
تقوم وكالة بدر - 252 -أدرار بجميع عمليات التجارة الخارجية و ذلك من خالل تمويلها لعمليات
اإلستيراد و التصدير و مختلف المعامالت الخارجية و سوف يتم توضيح كل هذه المعامالت من خالل
هذا المبحث.
- 1معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.14:30:
65
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
1
- Simon L’Autier et Honel.D, Finance internationale, 10 édition, Paris, 2009,p :11
2
-معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.14:30:
66
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
1
الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،المادة 60من قانون المالية التكميلي لسنة 2009والمعدل بالمادة 69من قانون المالية
التكميلي لسنة ،2011العدد ،40الجزائر.2011 ،
2معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.14:30:
67
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-طلب.
03 -فاتورات نموذجية.
-تقديم إلتزام بطبيعة السلعة المستوردة أي سلع تدخل في تصنيع منتجات نهائية.
-جدول التحصيل الضريبي.
-شهادة االنتساب للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء.
-رقم التعريف الضريبي.NIF
-رقم التعريف اإلحصائي.NIS
-السجل التجاري مصادق عليه من قبل الصندوق الوطني للسجل التجاري.
-شهادة التحصيل الزراعي ( بالنسبة للسلع التي دورة حياتها قصيرة).
-2-2سير عملية التحصيل المستندي
بعد قيام العميل بعملية التوطين الخاصة باإلستيراد و تقديم ملف التحصيل متضمنا الفاتورة النموذجية التي
توضح طريقة الدفع المتفق عليها بين الطرفين ،ينتظر البنك في أجل محدد قدوم المستندات من الطرف المقابل
1
المتمثلة في:
-فاتورة نهائية.
-وثيقة الشحن.
-شهادة المطابقة.
-وثيقة تثبت منشأ السلعة.
-وكل هذا إلى مصحوب بجدول إرسال من طرف بنك المصدر يتضمن كل المعلومات الخاصة بالعملية.
-يقوم البنك بإبالغ عميله بقدوم المستندات الخاصة بالعملية و بعد استالم العميل لها و تأكده من مطابقتها
يطلب منه البنك التوقيع على رفع التحفظ على المستندات ليتم حصوله عليها.
-يتم التأشير على الفاتورة النهائية بختم خاص بالتوطين الذي يمكن المستورد من إدخال سلعه من مكان
التسليم.
-يتم حجز مبلغ الصفقة بنسبة %103وتحويله إلى البنك المركزي باعتباره المسؤول على التحويالت
بالعملة الصعبة.
- 1معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.15:20:
68
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-و من هنا يتم التسديد للمصدر المبلغ و ذلك تبعا لسعر الصرف في تاريخ التسديد.
-3االعتماد المستندي
يقوم البنك بتمويل عمليات اإلستيراد باستخدام االعتماد المستندي و ذلك حسب نفس المادة المذكورة سابقا
"المادة 69من قانون المالية التكميلي لسنة "2009و المعدلة بقانون ،2011التي تنص على"إجبارية تسديد
الواردات عن طريق االعتماد المستندي و ذلك للسلع التي تباع على حالها و ذلك مهما كانت نوعية االعتماد"،
إن اعتماد طريقة االعتماد المستندي كيفية إجبارية حيث يعتبر أكثر أمانا في المعامالت ،ويقلل من خطر عدم
السداد بالنسبة للمصدر األجنبي أما المصدر الجزائري فليس هناك كيفية أو طريقة محددة في التسديد مما يزيد
من خطر عدم السداد له .
-1-3ملف االعتماد :يتكون ملف االعتماد من:
-طلب فتح االعتماد (يضم معلومات مفصلة عن الوضعية العامة للعملية ).
-فاتورة نموذجية (تضم طريقة و نوعية الدفع أي دفع فوري أو ألجل،نوع االعتماد).
2-3سير عملية االعتماد
بعد القيام بعملية التوطين الخاصة بعملية االستيراد بواسطة االعتماد المستندي و استالم ملف فتح االعتماد من
1
العميل يقوم البنك بما يلي:
-يقوم البنك بفتح االعتماد لصالح المصدر عن طريق إدخال كافة البيانات المتعلقة بالعملية تبعا لما جاء في
طلب الفتح.
يحجز البنك على قيمة السلعة بنسبة ( %103قيمة السلعة %100مضافا اليها %3تحسبا الضطرابات
سعر الصرف) عند فتح االعتماد.
-يقوم البنك بمأل استمارة تدل على أنه تم االحتفاظ بقيمة البضاعة.
-يقوم البنك بإرسال االستمارة مع ورقة إثبات الحجز و فتحه لالعتماد لصالح المصدر مصحوبة بجدول
ارسال مختوم من البنك و يضم كل المعلومات الخاصة بالعملية الى المديرية العامة ،باعتبار وكالة أدرار
– –252بنك ثانوي.
-تقوم المديرية العامة بإرسال سويفت لبنك المصدر يعلمه بفتح اعتماد لصالح عميله.
1
معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.15:00:
69
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-تقوم المديرية العامة بفحص السوفيت الواصل من بنك المصدر بما يطابق ما جاء في فتح االعتماد(بداية
عملية التدقيق).
-تتم المصادقة على التدقيق األولي للمستندات )الموافقة المبدئية( وذلك بإرسال سويفت لبنك المصدر
و إعالمه بالفتح الفعلي لالعتماد.
-بعد إعالم العميل من قبل بنكه )وكالة بدر - 252 -أدرار( بالفتح الفعلي لالعتماد يطلب منه تاريخ تحميل
السلعة.
-يقوم المستورد باالتفاق مع المصدر بتحديد تاريخ التحميل و يجب أن تكون المدة بين تاريخ التحميل و
الوصول 21يوم.
-عند وصول البضاعة ال يستطيع المستورد الحصول عليها إال بموافقة البنك ومصادقته على ذلك.
-تتم عملية المصادقة بعد وصول المستندات و القيام بعملية التدقيق المفصل لها.
-يقوم البنكين) البنك األم و البنك الثانوي( بالتدقيق العام و الخاص للمستندات.
-تتضمن المستندات :الفاتورة النهائية ،طبيعة السلعة ،رمز السلعة ،شهادة الشحن مصادقة من طرف الجمارك،
Incotermsالمتفق عليه ،شهادة المطابقة ،جدول ارسال من قبل البنك المراسل.
-يتم إرسال المستندات عن طريق وسائل بريد خاص وسريع مثل، EXPRES- FEDEX - UPS – DHL :
70
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-يتأكد البنك األم من عملية االستالم في شبكة الكنيس من قبل المستورد هنا يتم الدفع لبنك المصدر.
ثانيا :عمليات التصدير:
أما بالنسبة لعمليات التصدير تقوم الجزائر بتشجيع عمليات التصدير وذلك من خالل التسهيالت التي تمنحها
المؤسسات المالية ( مديرية الضرائب ،مديرية الجمارك ،البنوك) للمصدرين ،فبالنسبة لوكالة بدر -أدرار
فإنها تقوم بعمليات التصدير من خالل التقنيات التي يعتمدها في عمليات اإلستيراد و هي:1
-التحويل الحر.
-التحصيل المستندي.
-االعتماد المستندي.
و في حالة التصدير تتم كل من التقنيات السالفة الذكر عكس عملية االستيراد حيث يكون البنك هنا بنك
المصدر.
فبالنسبة للبنك يقوم بعمليات التصدير باستخدام أي طريقة للتسديد و ذلك حسب طلب الزبون و خاصة التحويل
الحر كونها التقنية األكثر سرعة و سهولة و األقل تعقيدا ،حيث يتكون ملف التصدير من:2
-طلب للتصدير.
-فاتورة نهائية.
-رقم التعريف الضريبي. NIF
-رقم التعريف اإلحصائي.NIS
-تعهد من قبل المصدر بترحيل النقود للجزائر في أجل ال يتعدى 180يوم من تاريخ إرسال السلعة.
باإلضافة إلى ذلك عمولة البنك ضئيلة مقارنة بعمليات االستيراد حيث ال تتعدى 1000دج.
فبمجرد القيام بعملية التوطين من أجل التصدير و تقديم الملف المذكور يقوم البنك بوضع تأشيرته على
الفاتورة النهائية للمصدر من أجل ترحيل البضاعة إلى المستورد.
وما يمكن استنتاجه هو أنه عمليات االستيراد والتصدير على مستوى وكالة بدر – 252 -أدرار جد تبعية وذلك
راجع للقوانين التي تتبعها الدولة عن طريق بنك الجزائر من أجل ترشيد االستيراد و التوجه
نحو تشجيع الصادرات خارج مجال المحروقات و ذلك بتقديم امتيازات للمصدرين و التضييق على
المستوردين.
1
- Manuel des opérations internationnal,p:15
2
معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/29 :على الساعة.10:00:
71
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
1كل معلومات ھذا المطلب ھي دراسة ملف على مستوى مصلحة التجارة الخارجیة ببنك الفالحة والتنمیة الریفیة وكالة أدرار.
72
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
-بنك اإلشعار (بنك المستفيد) بنك دون هاي بوك وكالة رقم 03010الواقعة بـ 29المنطقة الصناعية
شنغاهاي ،الصين ،ورقمها الحسابي هو 0020142349مفتاح .789
-نوع االعتماد المستندي :هو اعتماد مستندي غير قابل لإللغاء و مؤكد.
-مكان الشحن و التفريغ :مكان الشحن هو شنغاهاي ومكان التفريغ هو وهران.
إضافة إلى هذه المعلومات هناك عدة معلومات أخرى يجب على العميل الجزائري أن يدونها في وثيقة
تدعى طلب فتح االعتماد المستندي .1
بعد أن يقدم العميل هاتين الوثيقتين(الفاتورة الشكلية و طلب فتح االعتماد المستندي) تقوم الوكالة
بدراسة شاملة للملف ،تصل إلى القرار النهائي وهو قبول الطلب ،قبلت الوكالة الملف ألنه يطابق فيما
يخص نوع وكمية البضاعة المستوردة ،إضافة إلى نوع العميل الذي هو عميل تعود التعامل مع هذه
الوكالة(أي يتوفر فيه شرط الثقة).
بعد أن تقبل الوكالة هذا الطلب وتوقع عليه ،تطلب من هذا العميل وثيقة أخرى و المتمثلة في وثيقة التوطين
التي تتضمن عدة معلومات كاسم الشركة المستوردة "شركة الرقيم للشاي" ،والقيمة اإلجمالية للعملية
،€120.000وكذلك البلد األصلي للبضاعة و هو الصين ،وبلد الشحن وهو شنغاهاي ،بطبيعة الحال نوع
البضاعة المتمثلة في الشاي االخضر ،وغيرها من المعلومات مدونة في وثيقة التوطين.
إن فتح ملف التوطين يسمح للزبون بالحصول على رقم التوطين وهو ) ( 00030ورقم ملف التوطين
المتكون من 6خانات حيث كل خانة تتمثل فيما يلي:
1 2 3 4 5 6
165000520 2018/01 10 00030 ER 14.02.18
73
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
بعد االنتهاء من عملية التوطين يقوم وكالة بدر – - 252أدرار بحساب التكاليف ،حيث أن حساب التكاليف
لفتح االعتماد المستندي يكون كالتالي:1
-يقوم موظف البنك بالتأكد من قيمة الدينار الجزائري مقابل األورو ،وللتأكد عليه أن يضرب قيمة العملية في
سعر الصرف في ذلك اليوم.
-2بعدها يقوم موظف البنك بحساب العموالت التي يجب اقتطاعها ،وهذه العموالت تتمثل فيما يلي:
% 2.5-وهي عمولة اإللتزام - .عمولة فتح االعتماد :وهي عمولة ثابتة مقدرة بـ 3000دج.
-عمولة سويفت و هي األخرى عمولة ثابتة مقدرة بـ 700دج.
-رسم عيني على القيمة المضافة T.V.Aوهي بنسبة .%17
-3بعد حساب كل هذه العموالت يدون الموظف كل المعلومات في وثيقة تعرف بـ MT700التي يقوم
بإرسالها إلى بنك المستفيد عن طريق شبكة سويفت ،كما يقوم هذا الموظف بتكوين ملف يرسله إلى مديرية
العمليات مع الخارج (Direction des Opérations avec l’Extérieur) DOEوينتظر الرد عن طريق فتح
االعتماد لديهم دائما عن طريق شبكة سويفت ،وهذا الملف مكون من:
-طلب فتح االعتماد.
-وثيقة MT700وهو نوع وثيقة السويفت.
-مجموعة وثائق طلب اقتطاع بالعملة الصعبة.
بعد دراسة الملف من طرف DOEترسل القبول عن طريق نفس الشبكة أي شبكة سويفت وتقوم ،
بإشعار بنك المستفيد بفتح االعتماد.
مالحظة :يمكن أن تكون هناك بعض التعديالت في االعتماد المستندي.
عن طريق الفاكس DOE ،التي ترسلها الوكالة إلى MTوهذه التعديالت تتم في وثيقة متمثلة في707
لكن إذا أريد تعديل تاريخ الصالحية ،فال يمكن ذلك إال من طرف المديرية . DOE
ومصاريف التعديل تكون كالتالي:
-عمولة التجارة الخارجية 100دج.
-مصا ريف الفاكس 300دج.
-الرسم على القيمة المضافة .%17
1
-معلومات مقدمة من قبل السید/عالوي محمد ،موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ،BADRبتاریخ 2018/03/28 :على الساعة.15:30:
74
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
إرسال الوثائق بعدما يتحقق المصدر من فتح االعتماد إياه من طرف بنكه ،ويتأكد من انه قادر على إحترام بنود
العقد يستطيع في هذا الوقت المصدر أن يرسل الوثائق الممثلة للبضاعة إلى بنكه الذي
بدوره يقوم بمراجعة هذه الوثائق وارسالها إلى بنك المستورد و تتمثل الوثائق فيما يلي:
-فاتورة تجارية 21نسخة موقعة من طرف الغرفة التجارية.
-شيك الشحن محرر ألمر وكالة بدر – - 252أدرار.
-شهادة مصنع 3نسخ مدون فيها كل البيانات المتعلقة بالبضاعة.
-شهادة الطرود ويتطلب 3نسخ من هذه القائمة.
مالحظة :يكون 3/1من المستندات للمؤسسة 2/3 ،للبنك ويتم إرسال هذه الوثائق عن طريق وصل إيداع،
يحتفظ موظف البنك بالفاتورة النهائية النسخة األصلية لكي يضعها في ملف التوطين ونسخ أصلية من
الفاتورة النهائية زائد سند الشحن و نسخة من شهادة األصل لكي يضعها في ملف االعتماد المستندي،
أما باقي النسخ األخرى فتسلم إلى الزبون بعد توقيع البنك وتقدم لبنك اإلشعار أو بنك المستفيد الوثائق
الالزمة أيضا ،ويقوم هذا األخير بإرسال البضاعة مع الوثائق اآلتية:
-الفاتورة النهائية " نسخة أصلية" .
-نسخة من EX1وهي وثيقة جمركية للتصدير.
-سند الشحن األصلي.
صفة االعتماد المستندي
عندما تصل البضاعة المرسلة الى بلد المشتري ال يستطيع هذا األخير استالمها و اخراجها من الميناء اال
اذا كانت المستندات المبينة لها بحوزته ،و كذلك يقوم بدفع مبالغ معينة و اخراج البضاعة .و باتباع هذه
االجراءات يكون ملف االعتماد المستندي قد صفي بدون مشاكل.
75
واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار الفصل الثالث
خالصة الفصل:
تم التطرق في هذا الفصل التطبيقي من المذكرة لمختلف عمليات و إجراءات التجارة الخارجية التي تتم على
مستوي البنك ،و كيف يقوم هذا األخير بتمويل عمليات االستيراد و التصدير باستخدام االعتماد المستندي
باعتباره التقنية األكثر أمانا و ضمانا للمتعاملين بما فيهم البنك ،أما التحصيل فيستخدمه البنك بشروط و في
حاالت معينة حسب ما ورد سنة 2011في المادة 69من قانون المالية التكميلي .
ذكرنا أيضا مخاطر التحويل الحر ما جعل البنك يستغني عنه في عملية استيراد تجنبا لمخاطره الجد
مرتفعة.
ختاما توصلنا إلى أن التحول الذي عرفته البنوك الجزائرية من االنتقال من مرحلة التقييد و االحتكار للتجارة
الخارجية إلى مرحلة التحرير و االنفتاح تطلب تغي ار جذريا في تقنيات التسيير و التحكم في إجراءات الدفع،
و هذا ما يمكن إسقاطه على مستوى بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار.
76
الخاتمة
تساهم البنوك التجارية بأثر ايجابي في تنمية وتطوير االقتصاد ،وذلك من خالل تمويلها لعمليات التجارة
الخارجية ،حيث تعتبر هذه األخيرة العصب الحساس والمحرك األساسي لها في سبيل وتنشيط وتسهيل
حركة المبادالت التجارية الدولية بالنسبة لعمليات التصدير واالستيراد على حد سواء ،فمن خالل مختلف
تقنيات التسوية التي توفرها للمتعاملين في هذا المجال ،لجأت الحكومة الجزائرية إلى إدخال إصالحات
اقتصادية جديدة تخص تحرير التجارة الخارجية وتمويلها في هذا ،إذ باشرت بمنح استقاللية للجهاز البنكي
الذي يحتل مرك از حيويا في تمويل عمليات التجارة الخارجية التي تعتبر من أهم ر األعمال المصرفية
وأكثرها دقة وأعالها خطورة ،فهي تتطلب كفاءة مصرفية عالية وخبرة واسعة وعميقة ودقيقة باألسواق
الوطنية والخارجية خاصة في ظل التحوالت االقتصادية ،حيث من خالل تربصنا في بنك الفالحة والتنمية
الريفية وكالة أدرار ،حاولنا تشخيص دقيق لتقنية االعتماد المستندي التي تظهر أهميته من جانب الضمان
أكثر منه من جانب الدفع والتمويل ،إذ يتضح ذلك عندما يكون قابل لإللغاء والمؤكد ،كما الحظنا أن
االعتماد المستندي للتصدير شبه منعدم واذا وجد فإنه يختص بالعمليات الخاصة بالشركات البترولية ،لذا
يرتكز عمل الوكالة على االعتماد المستندي لالستيراد نظ ار لطبيعة المنطقة ومحدودية نشاطها
اختبار الفرضيات:
وفيما يلي سنثبت صحة أو نفي الفرضيات التي قمن بافتراضها في مقدمة البحث:
-1فيما يخص الفرضية األولى التي تنص على إسهامات البنوك التجارية الجزائرية في تمويل التجارة
الخارجية في الجزائر فاعل إلى حد كبير ،إال أن المتتبع لمسار تطور العالقات التجارية في إطار التجارة
الخارجية يالحظ أن هذا القطاع ال يزال يعاني من نفس المشاكل ،وذلك لسيطرة قطاع المحروقات على
الصادرات والمواد األولية وسلع التجهيز الصناعي على قطاع الواردات.
-2بخصوص الفرضية الثانية ،والتي تنص على إعتماد بنك الفالحة والتنمية الريفية ( )BADRوكالة
أدرار في تمويله للتجارة الخارجية على عديد من اآلليات والتقنيات ،حيث من خالل تربصنا التطبيقي على
مستوى الوكالة يمكن الجزم أن التقنية الوحيدة المستخدمة لتمويل التجارة الخارجية هي تقنية اإلعتماد
المستندي.
-3فيما يخص الفرضية الثالثة فتؤكد من خالل إيضاح أن االعتماد المستندي وخطاب الضمان هو
تقنيات بنكية دولية تحكمها األعراف والقواعد الدولية الموحدة ،كما انها تمنح الحماية القصوى لكل من
المستورد والمصدر من مخاطر التجارة الخارجية ،إال أن المتعاملين االقتصاديين ال يتفهمون في غالب
78
الخاتمة
األحيان بأن االعتماد المستندي وخطاب الضمان ماهو إال وسيلتين من وسائل الدفع ال تحل مجمل
المشاكل الناتجة عن العملية التجارية والمشروطة في عقد االعتماد المستندي والقواعد التجارية الدولية.
نتائج الدراسة:
توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى عدة نتائج نظرية و أخرى تطبيقية ،والتي نجد منها ما يلي:
تطور فاعال بفضل الواقع االقتصادي المعاش وهذا كله راجع لدور الدولة في
ا -شهدت التجارة الخارجية
العمليات االقتصادية.
-استعمال تقنية االعتماد المستندي في حالة التصدير أقل منه في حالة االستيراد.
-تعتبر تقنية االعتماد المستندي أداة ضمان للصفقات تتوفر على عامل الثقة بين مختلف األطراف
الخارجية والمفتقدة في باقي األدوات األخرى.
-التزامات جميع األطراف تخضع للشروط الواردة في عقد االعتماد ،كما أن البنك يخضع في جميع
تعامالته في مجال االعتماد المستندي للقواعد واألعراف الدولية الموحدة الصادرة عن غرفة التجارة
الخارجية.
-أدت اإلجراءات التشريعية المختلفة إلى اإلبقاء عن آليات االعتماد والتحصيل المستندي و التحويل،
والغاء الوسائل األخرى والتي حققت تقليصا في فاتورة االستيراد و من ثم الحفاظ على العملة الصعبة.
التوصيات:
وهي تمثل تلخيصا لهذا البحث واضافة له ،من أجل الوصول إلى أهداف البحث هناك مجموعة من
التوصيات التي تقدم صورة متكاملة حول موضوع الدراسة و التي سنعرضها على الشكل التالي:
-محاولة نشر الثقافة البنكية في أوساط المتعاملين في مجال التجارة الخارجية من خالل التعريف بتقنية
االعتماد المستندي و الضمانات التي تقدمها خصوصا بعد فرض التعامل بها.
-بعد اإلجراءات التي قامت بها الحكومة وجب عليها إيجاد حلول للصفقات التي أبرمت من دون تقنية
اإلعتماد المستندي و ذلك من أجل تنشيط الموانئ و وكالء العبور اللذان تعطل عملهما بسبب عدم قيام
المستوردين المتعاقدين معه قبل إلغاء التقنيات األخرى و إبقاء على تقنية االعتماد المستندي بتسوية
وضعيتهم لدى البنوك ،ألن فتحها يتطلب إيداع 25بالمائة على األقل من قيمة البضاعة المستوردة لدى
البنك -إلخراج السلع من الموانئ و وكاالت العبور و هذا كله من أجل تسهيل عمل المستوردين الجديين
الذين يتعاملون بتقنية اإلعتماد المستندي.
79
الخاتمة
-ا لعمل على تحفيز المتعاملين بتقنية االعتماد المستندي و تقديم تسهيالت لهم خصوصا مستوردي
تجهيزات المصانع و ذلك للنهوض باالقتصاد الوطني دون مستوردي السلع االستهالكية غير الضرورية.
-محاولة إعطاء نظرة عامة عن واقع تمويل التجارة الخارجية في ظل التحول إلى اقتصاد السوق واالرتقاء
أكثر بالقطاع للوصول الى مصافي الدول الكبرى في هذا المجال.
آفاق البحث:
إن األهمية التي يكتسيها قطاع التجارة الخارجية و دور األساسي الذي يلعبه في النهوض باالقتصاد
الوطني ،تجعل من هذا الموضوع بحثا مفتوحا لدراسات و البحوث األخرى مستقبال يمكن أن نقترح عدد من
العناوين منها:
-واقع التجارة اإللكترونية و تأثيرها على البنوك التجارية في الجزائر.
-أهمية اإلعتماد المستندي في ظل تحرير التجارة الخارجية.
-تمويل التجارة الخارجية في ظل إنخفاض أسعار المحروقات.
-تحديات بنك الفالحة والتنمية الريفية في الرقي بالقطاع الفالحي في الجزائر.
-دور بنك الفالحة والتنمية الريفية في تشجيع التصدير في الجزائر.
80
قائمة المراجع
-1قائمة الكتب:
-2أحمد محمد محرز ،السندات التجارية ،دار الكتب القانونية ،مصر. 2003
-3أكرم ياملكي،األوراق التجارية و العمليات المصرفية،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان.2008 ،
-4جاسم محمد ،التجارة الدولية ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان. 2006،
-5حمدي عبد العظيم ،اقتصاديات التجارة الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة. 2000،
-6رشاد العصار ،حسام داود ،عليان الشريف ،مصطفى سلمان ،التجارة الخارجية ،دار المسيرة للنشر
والتوزيع،عمان. 2000،
-7زينب حسين عوض اهلل ،العالقات االقتصادية الدولية ،الدر الجامعية ،اإلسكندرية. 1998،
-8زينب حسين عوض اهلل ،االقتصاد الدولي ،الدار الجامعية ،القاهرة. 1998،
-9عادل أحمد حشيش ،أساسيات االقتصاد الدولي ،الدار الجامعية الجديدة ،اإلسكندرية. 2002،
-10عزيز العكيلي ،شرح القانون التجاري ،األوراق التجارية وعمليات البنوك ،دار الثقافة للنشرو التوزيع،
األردن.2007 ،
-12عبد الحميد عبد المطلب ،التمويل المحلي ،الدار الجامعية ،مصر.2001 ،
-13فاطمة مروة يونس ،الفنون التجارية .العمليات المصرفية ،دار النهضة العربية ،مصر. 1994،
-15مجدي محمود شهاب ،االقتصاد الدولي ،دار المعرفة الجامعية ،القاهرة. 1996،
-16موسى مطر ،باسم اللوزي ،حسام داود ،توفيق عبد الرحيم يوسف ،التجارة الخارجية ،دار صفاء للنشر
والتوزيع ،عمان. 2001،
قائمة المراجع
-17مصطفى كمال طه،القانون التجاري ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.1999 .
-18محمود الكيالني ،الموسوعة التجارية و المصرفية ،المجلد الرابع عمليات البنوك ط ،1دار الثقافة
للنشر و التوزيع ،عمان.2008،
-19نداء محمد الصوص ،التجارة الخارجية ،مكتب المجتمع العربي للنشر والتوزيع ،عمان. 2008.،
-20يوسف مسعداوي ،دراسات في التجارة الخارجية ،دار هومة للنشر والتوزيع ،الجزائر. 2010،
-2الرسائل و المذكرات:
-1خريرب عباس ،إجراءات جمركة البضائع ،تقرير تربص السنة الثالثة ،المدرسة الوطنية لإلدارة ،الدفعة
األربعون ،الجزائر.2006،
-2علوي صورية ،تقنيات التمويل و التسوية في التجارة الدولية ،أطروحة لنيل شهادة الماجستير،جامعة
الجزائر.1997 ،
-3شياللي حكيم و منان منور ،صيغ تمويل عمليات التجارة الخارجية للمؤسسة االقتصادية ،مذكرة لنيل
شهادة الماستر في العلوم التجارية ،كلية العلوم اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ،جامعة محند
أوكلي الحاج2015. ،
-4رباح محمد و عقاب فاتح ،االعتماد المستندي كأداة بنكية في تمويل التجارة الخارجية دراسة حالة البنك
الخارجي الجزائري وكالة البويرة ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية ،جامعة محند أوكلي
الحاج.2015 ،
-5بوكونة نورة ،تمويل التجارة الخارجية في الجزائر ،رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستيرفي العلوم
اإلقتصادية ،جامعة الجزائر.2012 ،3