Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 95

‫جامعة أحمد دراية أدرار–الجزائر‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪،‬التجارية‪،‬وعلوم التسيير‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬


‫ميدان علوم اقتصادية والتسيير وعلوم التجارية‬
‫شعبة العلوم االقتصادية‬
‫تخصص اقتصاد نقدي وبنكي‬

‫واقع تمويل التجارة الخارجية في البنوك التجارية بالجزائر‬


‫دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة ‪ -252-‬أدرار‬

‫إشرفاألستاذ‪:‬‬ ‫إعدادالطالب‬
‫‪ -‬مجاهد سيد أحمد‬ ‫‪ -‬رقية إسالم‬

‫الموسم الجامعي‪:‬‬
‫‪2018/2017‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في البنوك التجارية بالجزائر‬
‫دراسة حالة بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة ‪ -252-‬أدرار‬
‫الفهرس‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫‪I‬‬ ‫الفهرس‬
‫‪II‬‬ ‫قائمة الجداول و األشكال‬
‫أ‪ -‬ج‬ ‫المقدمة العامة‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار العام للتجارة الخارجية‬
‫‪02‬‬ ‫تمهيد الفصل‬
‫‪03‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التجارة الخارجية‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية و أهميتها‬
‫‪05‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظريات التجارة الخارجية‬
‫‪11‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة في التجارة الخارجية‬
‫‪13‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عمليات التجارة الخارجية‬
‫‪13‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إجراءات التصدير‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات االستيراد‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬جمركة البضائع‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آليات تمويل التجارة الخارجية‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التمويل نقدا‬
‫‪22‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق الشيكات‬
‫‪23‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التمويل باألوراق التجارية‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬
‫‪32‬‬ ‫تمهيد الفصل‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تقنيات تمويل التجارة الخارجية‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تقنية خطاب الضمان‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تقنية االعتماد المستندي‬
‫‪47‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضمانات البنكية‬
‫‪49‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طرق سير الضمانات البنكية‬

‫‪i‬‬
‫الفهرس‬

‫‪53‬‬ ‫خالصة الفصل‬


‫الفصل الثالث‪ :‬واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ادرار‬
‫‪55‬‬ ‫تمهيد الفصل‬
‫‪56‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تقديم عام لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬لمحة عامة حول بنك الفالحة والتنمية الريفية‬
‫‪60‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف ببنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب الثالث ‪ :‬التعريف بمصلحة التجارة الخارجية على مستوى وكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫‪65‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬عمليات تمويل التجارة الخارجية على مستوى الوكالة‬
‫‪65‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬التوطين البنكي‬
‫‪67‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬عمليات اإلستيراد و التصدير‬
‫‪72‬‬ ‫المطلب الثالث ‪:‬نموذج لعملية تمويل باستخدام االعتماد المستندي‬
‫‪76‬‬ ‫خالصة الفصل‬
‫‪78‬‬ ‫الخاتمة‬

‫‪ii‬‬
‫قائمة الجداول و االشكال‬

‫‪-1‬قائمة الجداول‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪07‬‬ ‫مقارنة بين لبنان و األردن في إنتاج سلعتين‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪21‬‬ ‫مزايا و عيوب التمويل نقدا‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪27‬‬ ‫الفروق الموجودة بين الكمبيالة و السند ألمر‬ ‫‪3-1‬‬

‫‪-2‬قائمة األشكال‪:‬‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪23‬‬ ‫نموذج عن الشيك‬ ‫‪1-1‬‬
‫‪25‬‬ ‫نموذج عن السفتجة‬ ‫‪2-1‬‬
‫‪26‬‬ ‫نموذج عن السند ألمر‬ ‫‪3-1‬‬
‫‪58‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬ ‫‪1-3‬‬
‫‪60‬‬ ‫الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ادرار ‪-252-‬‬ ‫‪2-3‬‬
‫‪63‬‬ ‫الهیكل التنظیمي لمصلحة التجارة الخارجیة لوكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار‬ ‫‪3-3‬‬
‫المقدمة‬

‫تحتل المبادالت التجارية الدولية مكانة هامة في الحياة اإلقتصادية خاصة في الظرف الذي يعرف‬
‫بعصر العولمة االقتصادية‪ ،‬فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية أخذت المبادالت التجارية الدولية بعدا‬
‫استراتيجيا متعدد األهداف‪ ،‬إذ عرفت تطو ار لم يسبق له مثيل‪ ،‬حيث اقتصرت الدول في بداية األمر على‬
‫تبادل السلع في مختلف أنواعها ‪،‬خاصة المواد األولية و الزراعية و المصنعة منها‪ ،‬لذلك كانت األنظمة‬
‫القانونية التي تنظم التجارة الخارجية تتمثل إما في النظام االقتصادي الحر‪ ،‬و إما النظام االقتصادي‬
‫الموجه الذي تلعب فيه الدول دور المتدخل لتنظيم االقتصاد‪.‬‬

‫غير انه مع بداية القرن العشرين ازدادت أهمية و حجم المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬إذ أصبحت تشمل‬
‫إلى جانب السلع‪ ،‬التجارة في الخدمات و التجارة في حقوق الملكية الفكرية التي تعرف تطو ار اكبر من‬
‫تبادل السلع في الوقت الراهن‪.‬‬

‫فالتجارة الخارجية تعتبر من العمليات المشجعة للنشاطات االقتصادية‪ ،‬إذ تختلف هذه التجارة من دولة‬
‫إلى أخرى الختالف النصوص القانونية و التنظيمية المطبقة في هذا المجال و عدم التدقيق في‬
‫مصطلحات التجارة الخارجية و فهم مدلوالتها‪ ،‬لذلك وجب تنظيمها بقواعد تتوافق مع طبيعتها الخاصة من‬
‫اجل ضبط المبادالت التجارية التي تتم بين الدول‪.‬‬

‫و نظ ار ألهمية المبادالت التجارية خاصة بين الدول التي تنتهج النظام االقتصادي الليبرالي‪ ،‬لجأت‬
‫معظم البلدان إلى وضع جملة من التسهيالت من اجل تسيير عملية تنقل السلع و الخدمات فيما بينها‬
‫ووضع جملة من النصوص القانونية في هذا اإلطار إلى جانب المصادقة على االتفاقيات الدولية سواء‬
‫كانت ثنائية أو متعددة األطراف ‪ ،‬و كل هذا من اجل الوصول إلى وضع إطار تنظيمي للمبادالت‬
‫التجارية التي تتم بين الدول‪ ،‬حيث يتوجب المرور على البنوك و المؤسسات المصرفية قبل الشروع في‬
‫أية عملية تجارية و ذلك لضمان أفضل طريقة للتمويل‪.‬‬

‫وعلى الرغم من كل هذا فمشكل التمويل يبقى من أصعب و اعقد المشاكل التي تواجه التنمية‬
‫االقتصادية في كل دول العالم مما استوجب تدخل بعض الجهات كالبنوك و المؤسسات المالية للتقليل من‬
‫هذه الصعوبات و المشاكل وذلك عن طريق تطوير تقنياتها التمويلية ووسائل الدفع لتسهيل حركة التبادالت‬
‫الدولية‪.‬‬

‫‌أ‬
‫المقدمة‬

‫لتكون الجزائر على غرار دول العالم تسير هي األخرى في ظل هذا االنفتاح العالمي ‪ ،‬نحو فتح أسواقها‬
‫أمام المؤسسات العالمية واالستثمارات األجنبية فأقامت الشركات مع الدول المجاورة ( كالشراكة‬
‫األورومتوسطية ) وشجعت دخول رؤوس األموال الخارجية إلنشاء المشاريع اإلنمائية‪ ،‬في محاولة منها لدفع‬
‫عجلة التنمية االقتصادية وتحقيق الرفاهية االجتماعية‪ ،‬غير أنها وجدت نفسها قد تحولت إلى مجرد سوق‬
‫لعرض مختلف المنتجات األجنبية‪ ،‬فكان من الضروري إعادة النظر في سياستها المطبقة ومناهجها المتبعة‬
‫خاصة تلك المتعلقة بالجهاز المصرفي باعتباره أهم ممول للتجارة الخارجية‪.‬‬

‫كما تلعب البنوك التجارية دو ار أساسيا في التجارة الخارجية‪ ،‬إما من خالل توفير التمويل الالزم‬
‫للمصدر (إلنتاج السلعة المصدرة) والمستورد (للقيام بعملية االستيراد) أو عن طريق تسهيل التسوية المالية‬
‫الناشئة عن الصفقات الدولية بتحصيل حقوق المصدر المستحقة على المستورد‪ ،‬رغم أن كل عملية تجارية‬
‫تستوجب عملية نقدية‪ ،‬غير أن تعدد اللغات والعمالت وتباين القوانين االقتصادية واختالف األنظمة‬
‫السياسية‪ ،‬يؤدي في أحيان كثيرة إلى حدوث المشاكل ونشوب النزاعات بسبب إخالل أحد األطراف بواجباته‬
‫نحو الطرف اآلخر‪ ،‬الشيء الذي يجعل المتعاملين االقتصاديين يتخوفون من المخاطرة في األسواق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫ففي ظل هذا الواقع يكون وجوبا على الدول األخذ بعين االعتبار عامل الحماية وتوفير الشروط‬
‫الالزمة لضمان السير الحسن للصفقات التجارية بإعطاء الضمانات الكافية لخلق الثقة بين المتعاملين‬
‫الجزائريين واألجانب‪ ،‬من خالل إشراف البنك على المبادالت الدولية وقيامه بكل المعامالت المالية‪ ،‬وفق‬
‫قواعد وقوانين وضعتها غرفة التجارة الدولية من أجل تغطية المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المتعاملين‬
‫االقتصاديين‪ ،‬لذلك وضعت مجموعة طرق ووسائل تحديد وبدقة حقوق وواجبات كل طرف تجنب لحدوث‬
‫االختالفات والنزاعات‪ ،‬لعل أهمها وأكثرها استعماال في التجارة الخارجية االعتماد المستندي‪.‬‬

‫‌‬
‫ب‬
‫المقدمة‬

‫طرح اإلشكالية‪:‬‬

‫تقوم البنوك التجارية في الجزائر على غرارها من البنوك في الدول األخرى بتمويل التجارة الخارجية‬
‫من خالل مختلف اآلليات والوسائل المعتمدة من طرفها في هذا السبيل‪ ،‬وبناءا على هذا نطرح إشكالية‬
‫بحثنا كالتالي‪ :‬ما مدى مساهمة بنك الفالحة والتنمية الريفية )‪ (BADR‬وكالة أدرار في تمويل التجارة‬
‫الخارجية في الجزائر؟‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل من الضروري تحديد إطار هذا البحث من خالل طرح مجموعة من األسئلة‬
‫الفرعية‪ ،‬ذات الصلة باإلشكالية الرئيسية على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬ماذا يقصد بالتجارة الخارجية؟ و ماهي عملياتها؟‬


‫‪ -2‬ماهي آليات تمويل التجارة الخارجية و تقنياتها؟‬
‫‪ -3‬ماهي الضمانات التي تقدمها البنوك التجارية لتمويل التجارة الخارجية؟‬

‫فرضيات البحث‪:‬‬

‫‪-1‬إسهامات البنوك التجارية الجزائرية في تمويل التجارة الخارجية في الجزائر تقتصر في أغلبها على‬
‫االعتماد المستندي‪.‬‬

‫‪-2‬يعتمد بنك الفالحة والتنمية الريفية )‪ (BADR‬وكالة أدرار في تمويله للتجارة الخارجية على أداة االعتماد‬
‫المستندي فقط‪.‬‬

‫أهمية البحث‪:‬‬

‫تتجلى أهمية بحثنا الذي بين أيدينا في كون‪:‬‬

‫عملية التبادل التجاري تعتبر شريان الحياة االقتصادية خاصة في ظل التحوالت والتطورات العالمية‪،‬‬
‫األمر الذي يجب االهتمام بها وتمويلها من جميع الجوانب التي بإمكانها ترقيتها وتطوير أدائه خاصة في‬
‫ظل اإلستراتيجيات التنموية التي تعتمد عليها معظم دول العالم في الوقت المعاصر‪.‬‬

‫‌‬
‫ت‬
‫المقدمة‬

‫أهداف البحث‪:‬‬

‫يوجد العديد من األهداف لهذا البحث يمكن تحديدها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬إبراز حقيقة سير عمليات التجارة الخارجية و تقنياتها و توضيح الضمانات الممنوحة لضمان حماية‬
‫المتعاملين االقتصاديين (مستوردين و مصدرين)‪.‬‬

‫‪ -2‬مساعدة عمالء البنوك على إدراك مفاهيم وخطوات سير التمويل الدولية‪.‬‬

‫‪-3‬محاولة اإلجابة عن تساؤالت العديد من العمالء المستهلكين لهذه اآلليات واللذين يطمحون الختيار آلية‬
‫مناسبة لهم دون أي ضغوطات من البنك و فهمهم الصحيح لجملة التنظيمات القانونية البنكية ‪.‬‬

‫‪-4‬معرفة التقنيات و الضمانات الدولية للتمويل و طرق سيرها‪.‬‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫لإلجابة على اإلشكالية واألسئلة الفرعية وكذا اختبار صحة الفرضيات واإللمام بمختلف جوانب‬
‫الموضوع تتم تقسيم الموضوع إلى ثالث فصول‪:‬‬
‫سيتم تخصيص الفصل األول لدراسة اإلطار العام للتجارة الخارجية حيث تضمن على ثالث نقاط أساسية‬
‫‪،‬سيتم التطرق إلى عموميات حول التجارة الخارجية ‪ ،‬ثم عمليات التجارة الخارجية ويختتم الفصل بالتطرق‬
‫آلليات تمويل التجارة الخارجية‪ ،‬و تمهيدا للفصل الثاني الذي سيتم تخصيصه لتمويل التجارة الخارجية‪،‬‬
‫حيث يتضمن هذا الفصل نقطتين أساسيتين‪ ،‬كنقطة أولى سيتم التطرق إلى تقنيات تمويل التجارة الخارجية‪،‬‬
‫والثانية إلى الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها أما بالنسبة للفصل‬
‫الثالث واألخر فسيتم تخص‪d‬صه لدراسة تطبيقية لواقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية‬
‫الريفية في وكالة ادرار ‪ ،‬حيث تضمن هو أيضا نقطتين أساسيتين‪ ،‬كنقطة أولى سيتم التطرق إلى لمحة‬
‫عامة عن بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أد ارر ‪ ،‬وكنقطة ثانية إلى العمليات التي تقوم بها الوكالة في‬
‫مجال التجارة الخارجية‪ ،‬أما فيما يخص النقطة الثانية فسيتم التطرق إلى عمليات تمويل التجارة الخارجية‬
‫على مستوى الوكالة‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫المقدمة‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫سيتبع في بحثنا هذا على المنهج الوصفي في جزء من الدراسة فيما تعلق منها باإلطار العام للتجارة‬
‫الخارجية وكذا بتمويل التجارة الخارجية‪ ،‬كما قمنا بإتباع المنهج التحليلي في شق البحث المتعلق بدراسة‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة والتنمية الريفية بأدرار‪.‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬

‫صادفنا جملة من الصعوبات أثناء انجازنا لبحثنا هذا والتي يمكن تلخيصها كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬قلة المراجع التي تناولت دراسة واقع تمويل البنوك التجارية للتجارة الخارجية في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -2‬صعوبة استقاء المعلومات من المصادر ببنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬كون جميع أعمال البنك مع‬
‫زبائنه تخضع للسرية التامة‪.‬‬

‫‌‬
‫ج‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد الفصل‪:‬‬
‫لقد بات من المستحيل على أي دولة سواء كانت نامية أو متقدمة أن تنعزل بنفسها عن العالم الخارجي و‬
‫ذلك راجع إلى احتياجات الدولة من المواد الضرورية لإلنتاج التي ال تتوفر عليها‪ ،‬أو لوجود فائض على‬
‫مستوى نشاطها االقتصادي مما يتحتم عليها اللجوء إلى التبادل التجاري بينها و بين دول أخرى والذي يتم في‬
‫ظل ما يسمى بالتجارة الخارجية التي تعتبر الشريان الرئيسي الذي يربط الدول يبعضها البعض و بالتالي‬
‫نشوء نوع من التكامل و التقارب االقتصادي فيما بينها ‪ ،‬وللتعرف أكثر على التجارة الخارجية‪ ،‬سنقوم في هذا‬
‫الفصل بالتطرق إلى ماهية التجارة الخارجية وأهميتها و سنحاول التعرض إلى النظريات المفسرة لها والى‬
‫سياسات وأساليب التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التجارة الخارجية‬


‫تعد التجارة الخارجية من الدعائم الضرورية لتطور أي اقتصاد من االقتصاديات المعمول بها في العالم‪ ،‬فهي‬
‫تمكن كل بلد من االستفادة بمزايا البلد اآلخر في سلعة معينة‪ ،‬لذا فمهما اختلفت النظم السياسية والمستويات‬
‫االجتماعية واالقتصادية للدول‪ ،‬إال أنها ال تبقى في منأى عن المبادالت التجاري الخارجية فيما بينها‪.‬‬
‫من خالل هذا المبحث سوف نعرج على مفهوم التجارة الخارجية وأهميتها ونظريات المفسرة لها وأخي ار التطرق‬
‫إلى العوامل المؤثرة في حركتها وسيرورتها‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية و أهميتها‪:‬‬
‫الفرع االول ‪ :‬مفهوم التجارة الخارجية ‪:‬هناك عدة تعاريف للتجارة الخارجية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫تعرف التجارة الخارجية بأنها أحد فروع علم االقتصاد التي تختص بدراسة المعامالت االقتصادية الدولية‪ ،‬ممثلة‬
‫في حركة السلع و الخدمات ورؤوس األموال بين الدول المختلفة فضال عن سياسات التجارة التي تطبقها دول‬
‫العالم للتأثير في حركات السلع والخدمات ورؤوس األموال بين دول مختلفة‪.1‬‬
‫في حين نجد أن المفهوم العام للتجارة الخارجية هو أن المعامالت التجارية الدولية في صورها الثالث المتمثلة‬
‫في انتقال السلع واألفراد ورؤوس األموال‪ ،‬تنشأ بين أفراد يقيمون في وحدات سياسية مختلفة‪ ،‬أو بين حكومات‬
‫ومنظمات اقتصادية تقطن وحدات سياسية مختلفة‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية التجارة الخارجية وآثرها اإلقتصادية واإلجتماعية‪:‬‬
‫تلعب التجارة الخارجية دو ار فعاال في الحياة االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬إذ من خالل هذا الدور يتم‬
‫تحديد القواعد األساسية للدولة باإلضافة إلى عالقاتها مع الدول األخرى ‪ ،‬ويتمثل الدور الهام للتجارة الخارجية‬
‫‪3‬‬
‫في عدة مجاالت نذكر منها مايلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬المجال االقتصادي‪ :‬تسعى التجارة الخارجية في المجال االقتصادي إلى تحقيق التالي‪:‬‬
‫* تعتبر منفذا لتصريف فائض اإلنتاج عن حاجة السوق المحلية ‪ ،‬حيث يكون اإلنتاج المحلي أكبر مما تستطيع‬
‫السوق المحلية استيعابه ‪ ،‬و االستفادة من ذلك في تعزيز الميزانية من الصرف األجنبي‪.‬‬
‫* تساعد في الحصول على مزيد من السلع والخدمات بأقل تكلفة‪ ،‬نتيجة لمبدأ التخصص الدولي ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد أحمد السريتي‪ ،‬التجارة الخارجية ‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اإلسكندرية ‪ -‬مصر‪ ، 2009 ،‬ص‪. 8‬‬
‫‪ -2‬رشاد العصار و آخرون‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان ‪-‬األردن‪ ، 2000 ،‬ص‪. 1‬‬
‫‪ - 3‬زينب حسين‪ ،‬االقتصاد الدولي و العالقات االقتصادية والنقدية ‪،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬مصر ‪ ، 2004 ،‬ص ‪.309‬‬

‫‪3‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫* تشجيع الصادرات يساهم في الحصول على مكاسب في صورة رأس مال أجنبي ‪ ،‬يلعب دو ار في زيادة‬
‫االستثمار وبناء المصانع وانشاء البنية خاصة في الدول النامية ‪ ،‬وبالتالي النهوض بالتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫* تعتبر مؤش ار على قدرة الدول اإلنتاجية والتنافسية في السوق الدولية إلرتباط هذا المؤشر باإلمكانات اإلنتاجية‬
‫المتاحة ‪ ،‬وقدرة الدول على التصدير ومستويات الدخول فيها ‪ ،‬وكذلك قدرتها على اإلستيراد وانعكاس ذلك كله‬
‫على رصيد الدولة من العمالت األجنبية‪.‬‬
‫* نقل التكنولوجيا والمعلومات األساسية التي تفيد في بناء اإلقتصادات المتينة وتعزيز عملية التنمية الشاملة‪.‬‬
‫* تحقيق التوازن في السوق الداخلية نتيجة تحقيق التوازن بين كميات الطلب و العرض‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجال االجتماعي‪ :‬تهدف التجارة الخارجية في المجال االجتماعي إلى تحقيق مايلي‪:‬‬
‫* زيادة رفاهية األفراد عن طريق توسيع قاعدة االختيارات فيما يخص مجال االستهالك‪.‬‬
‫* تحقيق التغييرات الضرورية في البنية االجتماعية الناتجة عن التغيير في البنية االقتصادية‪.‬‬
‫* االرتقاء باألذواق وتحقيق كافة المتطلبات والرغبات واشباع الحاجات‪.‬‬
‫* إمكانية الحصول على أفضل ما توصلت إليه العلوم والتقنيات المعلوماتية وبأسعار رخيصة نسبيا‪.‬‬
‫* التأثير المتزايد للتجارة الخارجية على حياتنا اليومية‪.‬‬
‫أما أثر التجارة الدولية على اقتصاديات الدول النامية فيتضح أكثر من أي وقت مضى‪ ،‬وذلك أن الدول‬
‫النامية تحكمها أوضاع التخلف االقتصادي ألسباب تاريخية‪ ،‬ولذلك يكون متوسط دخل الفرد في الدول النامية‬
‫منخفضا‪ ،‬فيقل بالتالي مستوى االستهالك ومستوى الصحة العامة والتعليم‪ ،‬وتنخفض اإلنتاجية وتقل‬
‫االستثمارات فيؤدي ذلك إلى هبوط مستوى الدخل‪ ،‬و هكذا تدور دائرة الفقر من جديد‪ ،‬واذا لم تنكسر هذه الدائرة‬
‫في نقطة ما من محيطها فلن يتغير و ضع التخلف ولن تحدث تنمية حقيقية‪ .‬ويمكن للتجارة الدولية أن تلعب‬
‫دو ار للخروج من دائرة الفقر‪ ،‬وخاصة عند تشجيع الصادرات‪ ،‬فينتج عن ذلك الحصول على مكاسب جديدة في‬
‫صورة رأس مال أجنبي جديد يلعب دو ار في زيادة االستثمارات الجديدة في بناء المصانع وانشاء البنية األساسية‪،‬‬
‫ويؤدي ذلك في النهاية إلى زيادة التكوين الرأسمالي والنهوض بالتنمية االقتصادية‪.1‬‬

‫‪ -1‬رشاد العصار وآخرون ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ 13‬ص‪.14‬‬

‫‪4‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬نظريات التجارة الخارجية‬


‫نظ ار ألهمية التجارة الخارجية‪ ،‬فقد عرفت عدة تغيرات وتحليالت اقتصادية عبر فترات مختلفة والتي يمكن‬
‫‪1‬‬
‫عرضها كالتالي‪:‬‬
‫أوال ‪:‬النظريات الكالسيكية‬
‫تعد هذه النظرية من النظريات األولى التي أولت اهتماما بالتجارة الخارجية وهي تحوي جملة من األفكار‬
‫‪2‬‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية الميزة المطلقة ‪:‬‬
‫بدأت النظرية الكالسيكية في التجارة الدولية بنظرية التكاليف المطلقة آلدم سميث وهي النظرية التي تعتمد‬
‫على وجود فروق واضحة بين دولة وأخرى في إنتاج السلع والخدمات لذلك فإن التجارة بين الدول ستكون مفيدة‬
‫لجميع األطراف ألنها ستعمل على نقل فائض إنتاج األرض والعمل في الدولة األولى ذات الفائض إلى الدولة‬
‫الثانية ذات العجز وتأتي بدال منه سلعا ومنتجات أخرى تنتج في الدولة الثانية وال تنتج في الدولة األولى‪،‬‬
‫فوظيفة التجارة الدولية في المعنى الذي تهدف إليه نظرية آدم سميث هي التغلب على ضيق السوق المحلي‬
‫وايجاد المجال الحيوي لتصريف اإلنتاج عن حاجة االستهالك المحلي‪ ،‬لكون التجارة الخارجية في رأي المدرسة‬
‫الكالسيكية يجب أن تكون مرة كل قيد حتى تتخصص كل دولة فيما وهبته لها الطبيعة من مزايا ومن ثم تستفيد‬
‫كل دولة من التجارة الدولية‪ ،‬أن تقسيم العمل عند آدم سميث هو البؤرة التي ترتكز عندها نظريته في التجارة‬
‫الخارجية والداخلية معا وهو الذي يحكم قدرة الدولة اإلنتاجية ويوجهها الوجهة االقتصادية الصحيحة‪.‬‬
‫آدم سميث انتقد كل ما من شأنه إعاقة تقسيم العمل سواء داخل الدولة الواحدة وما بين مختلف الدول‪،‬‬
‫وذهب إلى أنه مثلما أن محاولة األفراد والعائالت إتباع مبدأ االكتفاء الذاتي وانتاج كل شيء يحتاجونه من‬
‫شأنها الحكم عليهم بمستويات من المعيشة غاية في االنخفاض بسبب عدم االستفادة من فوائد تقسيم العمل‬
‫والتخصص في اإلنتاج‪ ،‬وكذلك الحال إذا ما حاولت مختلف الدول أتباع مبدأ االكتفاء الذاتي وعدم إتباع مبدأ‬
‫تقسيم العمل والتخصص في اإلنتاج‪.‬‬
‫حيث يقول آدم سميث " من القواعد األساسية التي يسير عليها رب كل أسرة أال يحاول أبدا أن يصنع في‬
‫بيته ما ستكلف صناعته أكثر ما يكلف شراءه‪ ،‬فالخياط ال يحاول أن يصنع حذاءه ولكنه يشتري من صانع‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شياللي حكيم و منان منور‪ ،‬صيغ تمويل عمليات التجارة الخارجية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‪ ،‬كلية العلوم‬
‫اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة محند أوكلي الحاج البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -2‬موسى مطر و آخرون‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار صفاء للنشر‪ ،‬عمان األردن‪، 2001 ،‬ص‪. 2‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫األحذية‪ ،‬وصانع األحذية ال يحاول أن يفصل مالبسه ولكنه يستخدم في ذلك الخياط‪ ،‬والمزارع أيضا ال يحاول‬
‫أبدا أن يفعل هذا الشيء أو ذاك ولكنه يلجأ في ذلك إلى كل من الخياط وصانع األحذية‪ ،‬ويجد كل هؤالء أن من‬
‫مصلحته أن يستخدم كل قواه اإلنتاجية في ذلك العمل الذي يتمتع فيه بقدر من المزايا أكبر مما يتمتع جيرانه وأن‬
‫يشتري بجزء من منتجاته كل ما يحتاج إليه من منتجات اآلخرين ‪.‬‬
‫ومادام هذا الصواب في سلوك األسرة فهو أيضا صوابا لسلوك الدولة‪ ،‬فإذا كان في إمكان دولة أخرى أن‬
‫تمدنا بسلعة أرخص مما لو كنا قد تولينا صناعتها بأنفسنا فسيكون من األفضل شراءها منها وذلك في المقابل‬
‫بيعها جزءا من منتجاتنا التي نتمتع فيها ببعض المزايا‪".‬‬
‫وهكذا أكد أدم سميث على أنه يتعين على كل دولة أن تنتج تلك السلع التي تتمتع في إنتاجها بميزة أكبر‬
‫من تلك التي تتمتع بها غيرها من الدول سواء كانت هذه الميزة راجعة إلى عوامل طبيعية من مناخ وخصوبة‬
‫في األرض وتوافر المواد األولية أو كانت راجعة إلى عوامل مكتسبة من مهارات واتقان للعمل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-2‬نظرية الميزة النسبية ‪:‬‬
‫صاحب هذه النظرية هو االقتصادي ديفيد ريكاردو والتي أوردها في كتابه ( مبادئ االقتصاد السياسي) لقد‬
‫بين آدم سميث أنه ستكون للتجارة الخارجية مابين دولتين فائدة لكل منهما إذا ما كان ألحدهما ميزة مطلقة على‬
‫الدولة األخرى في إنتاج إحدى السلعتين وكان للدولة األخرى في إنتاج السلعة األولى‪ ،‬إال انه وبقدوم ديفيد‬
‫ريكاردو بنظريته الجديدة "نظرية الميزة النسبية"‪ ،‬فقد أوضح أنه ليس بالضرورة لقيام التجارة الخارجية أن يتمتع‬
‫إحدى هاتين الدولتين بميزة مطلقة في إنتاج سلعة معينة ولكن قد تقوم تجارة بين دولتين بالرغم من أن إحداها‬
‫تتمتع بميزة مطلقة في إنتاج السلعتين وذلك إذا ما كانت هذه الميزة أكبر في إحدى السلعتين منها في السلعة‬
‫األخرى‪ ،‬وبعبارة أخرى فقد حاول ريكاردو أن يثبت أن كل دولة ستتجه إلى التخصص في السلعة التي تتمتع‬
‫بإنتاجها بميزة نسبية بالمقارنة بالدول األخرى وليس في السلعة التي تتمتع بإنتاجها بميزة مطلقة‪.‬‬
‫لقد بين ريكاردو أن استخدام الطرق البدائية في اإلنتاج في الدول النامية باإلضافة إلى عدم االستفادة من‬
‫اقتصاديات الحجم الكبير في تخصيص تكاليف إنتاجها ستقف حائال دون قيام التجارة الخارجية حسب نظرية‬
‫الميزة المطلقة بسبب الكفاءة اإلنتاجية التي تتمتع بها الدول المتقدمة وبالتالي ستعمل الدول النامية على تقييد‬
‫دخول السلع األجنبية إليها‪ .‬لقد أوضح ريكاردو أن نظرية الميزة المطلقة ال تستطيع تفسير التجارة الخارجية‬

‫‪ -1‬موسى مطر وآخرون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 34‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫في هذه الحالة وقد بين ريكاردو أنه يمكن أن تحقق الدولة مكاسب من التجارة حتى لو كانت ذات تكاليف‬
‫حقيقية أكبر في جميع السلع التي تنتجها ولكن هناك اختالف في التكاليف النسبية‪.‬‬
‫ولتوضيح مبدأ النفقات النسبية المقارنة نورد المثال الحسابي التالي وعلى فرض وجود دولتين هما األردن‬
‫ولبنان كما نفترض سلعتين هما األقمشة واألغذية‪.‬‬
‫جدول (‪ )1-1‬مقارنة بين األردن ولبنان في إنتاج سلعتين‪.‬‬
‫وحدة األغذية‬ ‫وحدة األقمشة‬ ‫الدول‬
‫‪120‬‬ ‫‪100‬‬ ‫األردن‬

‫‪80‬‬ ‫‪90‬‬ ‫لبنان‬


‫المصدر‪ :‬موسى مطر‪ ،‬وآخرون‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪. 34‬‬

‫من الواضح أن لبنان يتمتع بميزة مطلقة على األردن في إنتاج كال السلعتين ولكن بنسب مختلفة لذلك‪،‬‬
‫ومع هذا فإن من مصلحة لبنان أن يتخصص في إنتاج إحدى هاتين السلعتين تاركا لألردن التخصص في‬
‫إنتاج السلعة الثانية‪ ،‬وهذا االختالف في النفقة النسبية إلنتاج السلعتين هو الشرط الكافي لقيام تبادل تجاري بين‬
‫الدولتين وامكانية استفادة كال منهما من هذا التبادل‪ ،‬وهنا طريقتان متكافئتان للتوصل إلى النفقة النسبية المقارنة‬
‫فيما يتعلق بهاتين السلعتين‪.‬‬
‫نستخرج نفقة إنتاج إحدى السلعتين بالنسبة إلى نفقة إنتاج السلعة األخرى في كل بلد على حدى ثم نقارن‬
‫هذه النفقة النسبية بين هاتين الدولتين‪ ،‬وستتخصص لبنان في إنتاج تلك السلعة التي تكون تكاليفها أقل‬
‫بالمقارنة مع تكاليف السلعة األخرى‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬النظريات النيوكالسيكية‬
‫انحصرت النظرية الكالسيكية في التجارة الخارجية في تفسير قيام التجارة الخارجية على قانون التكاليف‬
‫النسبية‪ ،‬حيث أن ما يحرك عملية التبادل بين الدول هو اختالف التكاليف النسبية‪ ،‬إال أنها لم تتعرض إلى‬
‫أسباب اإلختالف ما بين الدول ‪ ،‬إال أن جاء أولين وعمم مبادئ هكشر و وضع نظرية تبين أسباب قيام التجارة‬
‫‪1‬‬
‫الدولية ‪ ،‬لتكون النظريات النيوكالسيكية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬نظرية هكشر وأولين ‪:‬حاول االقتصادي السويدي " إيلي هكشر " في كتابه بعنوان " آثار التجارة الخارجية‬
‫على التوزيع " الذي صدر سنة ‪ 1919‬م والى تلميذه " برتل أولين "من خالل كتابه تحت عنوان‬

‫‪ -1‬يوسف مسعداوي‪ ،‬دراسات في التجارة الدولية‪ ،‬دار هومة للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ، 2010 ،‬ص‪. 4‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫" التجارة االقليمية والتجارة الدولية "الصادر في سنة ‪ 1933‬م‪ ،‬أن يتجاو از بعض نقائص النظرية الكالسيكية‬
‫وخاصة في اتخاذ هذه األخيرة العمل كالمحدد الوحيد لقيمة السلع وبالتالي إهمالها لعوامل اإلنتاج األخرى‪.‬‬
‫وتنص نظرية هكشر وأولين على أن ما يدفع الدول للقيام بالتبادل الخارجي ليس هو االختالف في‬
‫التكاليف النسبية كما يعتقد ركاردو وأنصاره بل هو االختالف في أسعار عوامل اإلنتاج التي تحدد بدورها‬
‫أسعار السلع‪ ،‬وعلى أساس هذا االختالف في األسعار تقوم الدول بالتخصص في إنتاج تلك السلع التي تتوفر‬
‫لديها محليا بأسعار أقل من األسعار السائدة في البلدان األخرى وتقوم باستيراد ما تحتاجه من السلع األخرى‪.‬‬
‫ويضيف هكشر وأولين أنه بما أن أسعار السلع تتحدد من طرف أسعار عوامل اإلنتاج وأن أسعار هذه‬
‫األخيرة إنما تتحدد بوفرة أو ندرة هذه العوامل في البلد محل الدراسة فإنه في آخر األمر مايدفع الدول للقيام‬
‫بالتخصص والتبادل الخارجي هو وفرة أو ندرة عوامل اإلنتاج في البلدان‪ ،‬ولذلك تسمى في بعض األحيان هذه‬
‫النظرية بنظرية " نسب عوامل اإلنتاج" ‪ ،‬حيث أن االختالف الوحيد بين الدول هو في نسب عوامل االنتاج‬
‫المتوفرة لها وأن الدول متشابهة في كل الجوانب األخرى‪.‬‬
‫تنص نظرية هكشر وأولين على أن كل دولة ستركز على إنتاج السلع التي تستخدم العوامل ذات الوفرة‬
‫النسبية التي لها بكثافة وتقوم بتصديرها‪ ،‬وتستورد السلع األخرى‪ ،‬وبالتالي فوفقا لهذه النظرية فإن األمر سيعود‬
‫بالفائدة على كل الدول إذا ما تخصصت كل منها في إنتاج وتصدير تلك السلع التي يساهم في إنتاجها نسبة‬
‫كبير عامل اإلنتاج المتوفر للبلد بوفرة مع استيراد السلع األخرى‪.‬‬
‫‪-2‬لغز ليونتيف ‪ :leontief paradox‬لقد استهل ليونتيف ( اقتصادي أمريكي من أصل روسي حاز‬
‫على جائزة نوبل سنة ‪ 1973‬م) دراسته التطبيقية مؤكدا على االقناع بالنتائج والتوصيات التي انتهت إليها‬
‫الدراسات التحليلية لنموذج هكشر وأولين‪ ،‬والتي تتلخص في قيام كل بلد بإنتاج وتصدير تلك السلع التي تعتمد‬
‫في إنتاجها على عنصراالنتاج األوفر نسبيا‪ ،‬وتستورد تلك السلع التي تعتمد في إنتاجها على العنصر النادر‬
‫نسبيا‪ ،‬ولما كانت هذه الدراسات التطبيقية تركز على الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وكانت هذه الدول أكثر دول‬
‫العالم وفرة في عنصر رأس المال‪ ،‬فلقد توقع ليونتيف وغيره من االقتصاديين المؤيدين لنظرية هكشر وأولين أن‬
‫تقوم الواليات المتحدة األمريكية بإنتاج وتصدير السلع كثيفة رأس المال وتستورد تلك السلع كثيفة العمل‪ ،‬فلذلك‬
‫قام ليونتيف بتقدير كمية العمل ورأس المال المطلوب إلنتاج ما قيمته مليون دوالر من سلع الصادرات والسلع‬
‫المنافسة للواردات في الواليات المتحدة األمريكية‪.1‬‬

‫‪ -1‬يوسف مسعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثا ‪:‬النظريات الحديثة في التجارة الخارجية‬


‫‪1‬‬
‫من بين أهم النظريات الحديثة في التجارة الخارجية نجد مايلي‪:‬‬
‫‪-1‬نظرية تشابه الطلب‪ :‬يعتبر االقتصادي السويدي استيفان ليندر‪ stafian linder‬من أوائل االقتصاديين‬
‫الذين قدموا دور الطلب في نموذج تفسير التجارة الدولية‪ ،‬ففيما يخص المواد الخام فإن تفسير لندر للتجارة هو‬
‫نفس تفسير هكشر وأولين‪ ،‬أي على أساس اختالف نسب عناصر االنتاج‪ ،‬أما فيما يخص السلع الصناعية‪،‬‬
‫فإنه يرجع قيام التجارة فيها إلى تشابه نمط الطلب في البالد المختلفة‪ ،‬فطبقا لليندر‪ ،‬اليستطيع أي بلد أن يحقق‬
‫ميزة نسبية في إنتاج سلعة صناعية إذا لم تكن هذه السلعة مطلوبة للسوق المحلية‪ .‬وتتمثل فرضية تشابه هيكل‬
‫الدخل أو تشابه التفضيل أو تشابه الطلب التي قدمها ليندر فيما يلي "‪ :‬يزداد حجم التجارة في السلع المصنعة‬
‫بين دول تتشابه في أنماط الطلب‪".‬‬
‫وعلى ذلك يعتبر وجود الطلب الداخلي شرطا ضروريا إلنتاج السلعة وتصديرها‪ ،‬وحيث أن الدولة لن تستورد‬
‫مطلقا سلعة لها سوق محلي‪ ،‬فإن هذا الفرض يؤكد أيضا على أن التجارة المرتقبة للدول تكون مقصورة على‬
‫تلك السلع التي يتواجد سوق داخلي لها‪.‬‬
‫ويرجع السبب في االتجاه إلى السوق المحلي أوال‪ ،‬إلى افتراض المعرفة غير الكاملة وعدم اليقين فيما يتعلق‬
‫باألسواق الخارجية‪ ،‬مما يرفع من درجة المخاطرة عند التصدير إلى أسواق ال نعرف عنها شيئا‪ ،‬كما أن تقديم‬
‫السلعة إلى السوق المحلي وخاصة إذا كانت سلعة جديدة مبتكرة يساعد المنظم على التعرف على مدى مالئمة‬
‫السلعة الحتياجات جمهور المستهلكين وان كانت في حاجة إلى تعديل‪ ،‬وذلك من واقع الصلة المباشرة بين‬
‫المنتج والمستهلك القريب منه بحيث يستفيد األول من التغذية العكسية للمعلومات ‪ ،‬ومن البديهي أن ترتفع‬
‫النفقات إذا كان التسويق االختباري يتم بأسواق خارجية‪.‬‬
‫‪-2‬نموذج المنافسة غير الكاملة ‪imperfect competetion model‬‬

‫إن الهيكل الرئيسي لنظريات التجارة التقليدية يقوم على فرض سيادة المنافسة التامة‪ ،‬حيث تتكون كل صناعة‬
‫من عدد كبير من الشركات المنتجة لسلع متجانسة‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى عجز هذه النظريات عن تفسير أنماط‬
‫التجارة التي تفرزها هياكل سوق غير تنافسية‪ ،‬و في الواقع نجد أن األسواق غير التنافسية هي الشكل الراجح‪،‬‬
‫فهناك أشكال متنوعة من االحتكار واحتكار القلة والمنافسة االحتكارية وتتأثر التجارة الدولية بهذه الهياكل‪.‬‬

‫‪ -1‬يوسف مسعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 55‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن أبرز الكيانات االقتصادية ذات الصبغة االحتكارية والعاملة في مجال التجارة الدولية الشركات المتعددة‬
‫الجنسيات‪ ،‬حيث تتعامل هذه األخيرة في حجم هائل من المبادالت التجارية الدولية‪ ،‬مما يعطيها قدرة السيطرة‬
‫على األسواق وتحريك مجريات األحداث االقتصادية والسياسية في مناطق كثيرة من العالم‪.‬‬
‫‪-3‬نموذج اقتصاديات الحجم ‪economies of scale model‬‬

‫نعني باقتصاديات الحجم وفرات اإلنتاج الكبير‪ ،‬وهي المزايا التي يتمتع بها نظام أو أسلوب اإلنتاج الكبير‪،‬‬
‫وعن أحد فروض نموذج هكشر وأولين هو أن كال السلعتين إنما تنتجان في ظل ظروف ثبات عائد الحجم في‬
‫كل من الدولتين‪ ،‬فمع زيادة عائد الحجم فإن التجارة الدولية ذات نفع متبادل ممكن أن تقوم حتى ولو كانت كل‬
‫من الدولتين متطابقتين في كل النواحي‪ ،‬هذا النوع من التجارة لم يشرحه هكشر وأولين‪.‬‬
‫هذا باإلضافة إلى أن العمليات ذات الحجم الكبير عادة ما تسمح باإلقدام على استخدام آالت أكثر تخصصا‬
‫وأكثر إنتاجية‪ ،‬األمر الذي ال يكون ممكنا عند العمليات ذات الحجم الصغير‪.1‬‬
‫‪-4‬نموذج الفجوة التكنولوجية ‪technological gap model‬‬

‫طبقا لنموذج الفجوة التكنولوجية‪ ،‬الذي وضعه بوسنر‪ posner‬في سنة ‪1961‬م‪ ،‬فإن جزءا كبي ار من التجارة‬
‫الدولية بين الدول الصناعية مبني على تقديم سلع جديدة وخطوات إنتاجية جديدة‪.‬‬
‫وقد الحظ "بوسنر " أن الدول ذات التشابه في عوامل االنتاج‪ ،‬تقوم بالتبادل التجاري فيما بينها‪ ،‬وهذا مايؤدي‬
‫إلى وجود تناقض مع نتائج نظرية " هكشر و أولين" ‪ ،‬حيث بابتكار طرق جديدة في اإلنتاج و سلع جديدة‪،‬‬
‫يمكن لبعض الدول أن تكون مصدرة‪ ،‬بغض النظر عن تفوقها في عوامل إنتاجها‪ ،‬بحيث أن التفوق التكنولوجي‬
‫يعطي للدولة المخترعة سلطة احتكارية مؤقتة على السوق العالمي و تزول هذه الميزة االحتكارية بشيوع‬
‫التكنولوجيا الجديدة وقيام الدول األخرى بإنتاج سلع مقلدة‪.‬‬
‫و يشير " بوسنر "إلى وجود نوعين من فترات اإلبطاء في عملية االنتشار الدولي للتكنولوجيا الحديثة هما‪:‬‬
‫أ‪-‬فترة إبطاء رد الفعل‪ ،‬ويطلق عليها أيضا فجوة تأخر الطلب و هي تشير إلى الفجوة الزمنية بين اللحظة التي‬
‫يقدم فيها االبتكار الجديد ألول مرة‪ ،‬و الفترة التي يتعرف فيها المنتجون في الد ول األخرى على حاجتهم‬
‫لالستجابة مع التغيرات الحديثة‪ ،‬و يتحقق ذلك عندما تبدأ الدولة المبتكرة في تصدير السلعة الجديدة إلى دول‬
‫أخرى‪ ،‬وهنا يشعر المنتجون في الدول األخرى بتحدي المنافسة الجديدة و يعترفون بحاجتهم إلى رد فعل مالئم ‪،‬‬
‫و بتعبير آخر تتمثل هذه الفجوة في الفترة بين بداية استهالك هذه السلعة في الدول موطن االبتكار واستهالك‬
‫هذه السلعة في الدول األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬يوسف مسعداوي‪،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ -‬فترة إبطاء التقليد‪ ،‬وهي تشير إلى الفجوة الزمنية بين إنتاج السلعة الجديدة ألول مرة(اإلنتاج األصلي) وانتاج‬
‫الدولة األخرى لها ( اإلنتاج المقلد )‪ ،‬وعند هذه النقطة تبدأ صادرات الدولة المبتكرة في التراجع‪ ،‬ويحل محلها‬
‫اإلنتاج المحلي المقلد في البلدان األخرى‪.‬‬
‫ويختلف المدى الزمني للفجوتين‪ ،‬حيث تكون فترة إبطاء التقليد أطول زمنا من فترة إبطاء الطلب والفجوة الزمنية‬
‫بينهما يطلق عليها الفجوة التكنولوجية وهي التي تفتح المجال أمام التجارة الدولية في هذه السلعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪:‬العوامل المؤثرة في التجارة الخارجية‬
‫تتأثر التجارة الخارجية بمجموعة من العوامل يمكن تلخيص أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬عوامل طبيعية ‪:‬‬
‫‪ 1-1‬سوء توزيع الموارد الطبيعية بين الدول وتركز مصادر الثروة في بعضها والذي يؤدي إلى تركيز شديد‬
‫مناظر للتجارة الخارجية‪ ،‬بحيث تتخلص صادرات عدد كبير من دول العالم في شكل سلعة واحدة أو سلعتين‪،‬‬
‫فالدول التي أخذ فيها هذا التركيز في مصادر الثروة شكل موارد أولية صناعية‪ ،‬أدخلت كثي ار من التنويع على‬
‫صادراتها‪ ،‬بينما الدول التي أخذ فيها هذا التركيز شكل موارد أولية زراعية وانتاج غذائي‪ ،‬لم تستطع تستطع أن‬
‫تسلك نفس السبيل خاصة وأنها كانت في مرحلة مبكرة من تاريخها خاضعة لالستعمار األجنبي‪.1‬‬
‫‪ 2-1‬حجم الدولة أو المساحة الجغرافية التي تشغلها والذي يؤثر في التجارة الخارجية لها عن طريق تأثيرها على‬
‫درجة تكامل الموارد الطبيعية والبشرية بالنسبة للدولة باإلضافة إلى مايوفره ذلك الحجم من مزايا اإلنتاج الكبير‪.2‬‬
‫‪ 3 -1‬المناخ ‪ :‬المناخ له أثر في تكاليف اإلنتاج بصفة عامة ونفقات اإلنتاج الزراعي بصفة خاصة‪ ،‬من حيث‬
‫التباين في درجات الح اررة ومتوسط كمية األمطار والرطوبة من دولة إلى أخرى‪ ،‬إال أن هذا العامل بدأ يضعف‬
‫تدريجيا بسبب التقدم العلمي ‪ ،‬فقد أصبح من الممكن إحداث تغير مصطنع في الظروف المناخية لتتالءم‬
‫والظروف اإلنتاجية المطلوبة‪ ،‬إضافة إلى إحالل بعض المنتجات الصناعية محل المنتجات الزراعية‪.3‬‬

‫‪ -1‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪، 1998 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ -2‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاهرة مصر‪، 1996 ،‬ص‪. 79‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪، 2002 ،‬ص‪.29‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬عوامل اقتصادية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حيث تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التكاليف واألسعار ‪:‬بمعنى مدى ما يتكلفه كل عنصر من هذه العناصر الداخلة في التجارة وفي‬
‫ضوئها تتحدد األسعار الخاصة بالتبادل على مستوى العالم‪ ،‬حيث أن ارتفاع تكاليف السلع المنتجة يؤدي إلى‬
‫زيادة أسعارها‪ ،‬فالسلع التي تنتج بتكاليف منخفضة وتباع بأسعار منخفضة تكون أكثر طلبا من األخرى ذات‬
‫التكاليف واألسعار المرتفعة‪ ،‬أي أن قدرتها على المنافسة تتحدد في النهاية بالسعر كأحد العوامل المؤثرة على‬
‫الطلب‪.‬‬
‫‪ -2-2‬الجودة ‪:‬يرتبط هذا العامل بالمنافسة في األسواق العالمية التي تتأثر بصفة دائمة بالتطورات التكنولوجية‬
‫الحديثة التي تجعل هناك فروقا في الجودة لذات السلعة المنتجة في أماكن مختلفة من العالم‪.‬‬
‫‪ -3-2‬التخزين ‪ :‬كلما كانت السلعة قابلة للتخزين بحيث تحقق المنفعة الزمنية‪ ،‬كلما زاد حجم التبادل التجاري‬
‫في هذا النوع من السلع‪ ،‬نظ ار للوقت الذي يستغرقه نقل السلع وما يترتب عليه من تلفها إذا كانت خواصها ال‬
‫تسمح بالبقاء فترة أطول‪.‬‬
‫‪ -4-2‬التمويل ‪:‬إن أي تبادل بين الدول وبعضها يعتمد على التمويل‪ ،‬فإذا وجدت المؤسسات المالية والبنوك‬
‫على مستوى العالم‪ ،‬فإن هذا يؤدي إلى زيادة حجم التجارة الخارجية في السلع والخدمات‪ ،‬أما إذا لم توجد بنوك أو‬
‫معامالت مصرفية بين الدول فإن هذا يقلل من حجم التبادل التجاري‪.‬‬
‫‪ -5-2‬الندرة النسبية ‪:‬بمعنى عدم وجود حجم معين من السلع والخدمات لدى الدول يتناسب مع احتياجاتها‬
‫الخاصة فالتفاوت بين المعروض والمطلوب من مختلف السلع والخدمات يولد حاجة الدولة الستيراد حاجتها أو‬
‫تصدير ما يفيض عن حاجتها‪.‬‬
‫‪ -6-2‬الرواج والكساد االقتصادي ‪:‬فالرواج االقتصادي يؤدي إلى انتعاش الطلب على مختلف منتجات الدول‪،‬‬
‫وبالتالي زيادة حجم التجارة الخارجية‪ ،‬بينما يحدث العكس في حالة وجود كساد اقتصادي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-3‬عوامل أخرى‪ :‬والتي يمكن بلورتها في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ 1-3‬الظروف السياسية ‪:‬يلعب العامل السياسي دو ار كبي ار في تحديد األفق المفتوح أمام الدول المتعاملة في‬
‫التجارة الخارجية‪ ،‬فعادة ما يكون الميل للتعامل مع الدول المستقرة سياسيا وتجنب مناطق اإلضراب السياسي‬
‫والحروب التي تهدف فيها مصالح المتعاملين‪.‬‬

‫‪ -1‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪.29‬‬


‫‪ -2‬زينب حسين عوض هللا‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة مصر‪ ، 1998 ،‬ص‪66‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 2-3‬اإلجراءات اإلدارية ‪:‬ويقصد بذلك عدم وجود مشاكل أو معوقات جمركية أو بيروقراطية ترتبط بدخول‬
‫وخروج السلعة وهي تعطل وصول السلعة إلى المستهلك‪ ،‬فكلما كانت اإلجراءات سهلة وميسرة كلما شجعت‬
‫الصادرات والتبادل التجاري بصفة عامة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬القوانين والتشريعات ‪:‬يخضع نشاط التجارة الخارجية في مختلف دول العالم إلى تشريعات ولوائح ترسمها‬
‫أجهزة الدولة‪ ،‬تعمل على تنفيذه بدرجة أو بأخرى أو تحريره من العقبات المختلفة التي تواجهه على المستوى‬
‫العالمي‪.‬‬
‫‪4 -3‬اإلضرابات العمالية ‪:‬تؤدي اإلضرابات العمالية بطبيعة الحال إلى توقف اإلنتاج في الصناعة التي تتعرض‬
‫له‪،‬وتتحدد الخسارة في اإلنتاج تبعا لطول مدة اإلضراب ثم يتحدد الموقف بالنسبة للتجارة الخارجية بمدى أهمية‬
‫الصناعة التي عانت من أزمة اإلضراب واتصالها بتجارة الصادرات أو الواردات‪.‬‬
‫‪ 5-3‬اختالف األذواق ‪:‬تنشأ االختالفات في األذواق مابين أبناء البلدان المختلفة بسبب عوامل عديدة مثل‬
‫اختالف العادات والتقاليد االجتماعية‪ ،‬واختالف األديان والعقائد أو اختالف البيئة الجغرافية أو درجة التقدم‬
‫العلمي واالتجاهات الثقافية‪ ،‬ومعرفة األفراد بتلك االختالفات ورغبتهم الغريزية في التقليد والمحاكاة كثي ار ما‬
‫يدفعهم الستبدال بعض السلع التي اعتادوا عليها بالسلع األجنبية‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى حركية في الواردات وبالتالي‬
‫التأثير في حجم التجارة الخارجية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عمليات التجارة الخارجية‬


‫لقد أصبح االهتمام بالعالقات االقتصادية الدولية ضرورة ملحة‪ ،‬حيث تستدعي تشجيع عمليات التبادل‬
‫التجاري مابين مختلف الدول على أساس عمليات االستيراد والتصدير‪ ،‬إذ يقع عاتق تنظيمها على إدارة‬
‫الجمارك (إجراءات التصدير واالستيراد واإلجراءات الجمركية)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬إجراءات التصدير‬
‫تعد عملية التصدير عملية ذات أهمية كبيرة وأساسية في التجارة الخارجية‪ ،‬كما أنها يجب أن تتقيد بجملة‬
‫‪1‬‬
‫من اإلجراءات أهمها‪:‬‬
‫أوال ‪:‬اتخاذ القرار ‪:‬حيث يقوم المصدر وبعد تحديد األسواق المستهدفة والمحتمل التعامل معها في الدول‬
‫الخارجية بمجموعة من اإلجراءات أهمها‪:‬‬

‫‪-1‬جاسم محمد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ، 2006،‬ص‪. 193‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-1‬البدء في التخطيط بحمالت ترويجية واعالنية عن البضاعة في السوق المستهدف وذلك لبناء إدراك عنها‬
‫لدى المستهلك وخاصة إذا كانت هذه السلعة تطرح في هذه األسواق ألول مرة‪.‬‬
‫‪-2‬إرسال عينات من السلع التصديرية إلى األسواق الخارجية سواء عن طريق فروع الشركات المصدرة أو عن‬
‫طريق المكاتب الخارجية أو عن طريق إرسال مندوبي البيع لالتصال مباشرة بالعمالء وعادة ما تكون هذه‬
‫العينات مصحوبة بعروض كتابية مبينا بها مدة سريان هذه العروض والشروط المطلوبة وكذلك األسعار التي‬
‫سيتم االتفاق عليها وعلى طريقة الدفع بها‪.‬‬
‫‪-3‬القيام باالستفسار منذ البداية عن أية عوائق حكومية قد تفرض على البضاعة المصدرة كطريقة التغليف أو‬
‫موصفات اإلنتاج أو كمية اإلنتاج أو أية تحفظات أخرى‪.‬‬
‫‪-4‬الحصول على رخصة للتصدير من قبل الجهات المعنية‪ ،‬ورخصة التصدير شخصية وتصدر باسم مقدم‬
‫الطلب‪ ،‬وال يجوز تعديلها باسم شخص آخر أو تحويلها للغير‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬االستراتيجية ‪:‬تقوم الشركة ببناء إستراتيجية تتضمن دراسة العروض التي تم استالمها والرد عليها من قبل‬
‫المستوردين وذلك لعمل قائمة بأسماء المستوردين ولشروط المطلوبة والتسهيالت الممكنة بحيث يمكن أيضا‬
‫إجراء مفاوضات بناء على هذه المعلومات مع المستوردين الممكن التعامل معهم بما يتناسب مع مصلحة‬
‫الشركة وتحقيقها ألهدافها‪.‬‬
‫وفي هذه المرحلة يبدأ المصدر أيضا بإعداد وتجهيز البضاعة حسب شروط العروض التي تم استالمها ومن‬
‫الممكن تنفيذها أي المبرمجة الفعلية ألهداف واستراتيجيات الشركة والشروط التي تم التوصل إليها لغايات‬
‫االتفاق النهائي مع المستورد‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬العقد ‪:‬بناء على إمكانيات الشركة وأهدافها وبعد االنتهاء من المفاوضات (الشراء والبيع) يتم تثبيت بنود‬
‫االتفاق التي تم التوصل إليها في صورة عقد تجاري يلزم الطرفين في تنفيذ بنوده‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬إعداد المستندات المبدئية إلتمام التصدير ‪:‬ويمكن إجمال هذه المستندات فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬إصدار الفاتورة األولية ‪:‬بعد استالم أمر الشراء يقوم المصدر بإعداد الفاتورة المبدئية للبضاعة المطلوبة وفق‬
‫الشروط المتفق عليها وتحتوي عادة هذه الفاتورة على اسم العميل المرسل إليه البضاعة‪ ،‬البلد المصدر إليها‬
‫الكمية الصنف‪ ،‬السعر‪ ،‬القيمة اإلجمالية‪ ،‬نوع العملة‪ ،‬طريقة الشحن‪ ،‬طريقة الدفع‪ ،‬ثم ترسل هذه الفاتورة وصو ار‬
‫عن شهادة المنشأ وقوائم التعبئة إلى المستورد طالبا منه متابعة اإلجراءات الرسمية واالئتمانية المتفق عليها‪.‬‬
‫‪-1‬قائمة التعبئة ‪:‬وهي عبارة عن كشف تفصيلي عن أرقام الطرود وصفتها وكميات البضائع المعبأة في كل‬
‫طرد من الطرود واألوزان القائمة والمصداقية ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-2‬شهادة صحية ‪:‬وتصدر عن الحجر الصحي بعد التحقق من أنها مطابقة لشروط التصدير في دولة المصدر‪.‬‬
‫‪-3‬إذن الشحن ‪:‬ويصدر عن التوكيل المالحي‪ ،‬ويعتبر بمثابة أمر من التوكيل المالحي لقبطان الباخرة باستالم‬
‫البضائع المطل وبشحنها على الباخرة‪.‬‬
‫خامسا ‪:‬إعداد المستندات النهائية ‪:‬وهذه المستندات يتم إعدادها فور االنتهاء من إتمام عملية الشحن و التي‬
‫يجب على المصدر تقديمها للبنك فاتح االعتماد إذا كانت طريقة الدفع عن طريق االعتمادات المستندية وأهم‬
‫هذه المستندات ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬بوليصة الشحن ‪:‬وتعتبر بمثابة إيصال من قبطان الباخرة أو الوكيل المالحي بصفته وكيل عن مالك الباخرة‬
‫يفيد استالمه للبضاعة وتعهده بتسليمها في ميناء التفريغ بنفس الحالة التي تم استالمها بها‪.‬‬
‫‪-2‬الفاتورة التجارية ‪:‬يقوم المصدر بإصدار الفاتورة التجارية وقائمة التعبئة والتي تقدم نسخة عنها إلى الشاحن‬
‫إلصدار بوليصة الشحن استنادا إلى المعلومات الواردة فيها‪ ،‬أما النسخة األصلية فتقدم إلى الهيئات القنصلية‬
‫مرفقة مع شهادات المنشأ والتي يتم المصادقة عليها أصوليا لغايات قبولها في بلد المستورد‪.‬‬
‫‪-1‬مستندات ووثائق أخرى أهمها قائمة التعبئة‪ ،‬شهادة المنشأ‪ ،‬وشهادة معاينة وأية مستندات أخرى يطالبها‬
‫المستورد من المصدر إلجراء التلخيص‪.‬‬
‫سادسا ‪:‬المتابعة واالتصال ‪:‬إن مسؤولية المصدر قد تنهي في إيصال البضاعة إلى بلد المستورد و ربما إلى‬
‫مخازنه وفي هذه المرحلة يقوم المصدر بمتابعة سير الرحلة ويبقى على اتصال مع وكالء الشحن ومع المستورد‬
‫باعتباره طرفا آخر في تنفيذ العقد حتى استالمه للبضاعة وفي مكان التسليم المتفق عليه‪.‬‬
‫سابعا ‪:‬الخطابات الختامية ‪:‬بعد استالم المستورد لبضاعته ووفقا للشروط المطلوبة يتبادل الخطابات الختامية‬
‫مع المستورد إذنا بابتداء مرحلة عمل جديدة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬إجراءات االستيراد‬
‫إن عملية اإلستيراد تكتسي أهمية بالغة وجوهرية في عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬لذا وجب أن يتقيد بجملة من‬
‫‪1‬‬
‫اإلجراءات أهمها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬اتخاذ القرار ‪:‬قرار االستيراد يتم اتخاذه بناء على مجموعة من المعلومات التي تفرضها طبيعة المشروع‬
‫(تجاري أو صناعي) كذلك طبيعة السلعة و المواد التي يتم التعامل بها و المسموح التعامل بها وفقا لقوانين‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شياللي حكيم و منان منور‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 17 16‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫الدولة‪ ،‬فمثال هل االستيراد من أجل عملية التصنيع أو االستيراد لعادة التصدير أو من أجل التوزيع و البيع في‬
‫السوق المحلي؟‬
‫لذا البد من دراسة الطلب واحتماالت توقعه " التنبؤ به " وتحديد الطلب أيضا يختلف باختالف طبيعة‬
‫المشروع‪ ،‬فمثال إذا كان مشروعا صناعيا يقوم بأعمال التصنيع فإن الطلب يمكن تقديره حسب الطرق التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة السوق المحلي وحاجته لهذه السلعة في الوقت الحالي والمستقبل عن طريق القيام ببحوث السوق‪.‬‬
‫‪ -1‬طلبات الزبائن الذين يزورون المصنع أو معارضه‪.‬‬
‫‪ -2‬جداول اإلنتاج ومعدل دوران المخزون‪.‬‬
‫‪ -4‬من خالل العطاءات التي تطرحها بعض المنشآت العامة أو الخاصة يمكن التعرف على المواد المطلوبة‬
‫ومواصفتها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬دراسة أسواق التصدير ‪:‬وفي هذه المرحلة يتم البحث عن مصادر التوريد المناسبة في األسواق الخارجية‪،‬‬
‫وأهم مصادر الحصول على أسماء الموردين ومعلومات عنهم ‪:‬الملحقون التجاريون لسفرات بعض الدول‪(،‬‬
‫القوائم) التي تصدرها الشركات العالمية‪ ،‬أو عن طريق و ازرة الصناعة والتجارة‪ ،‬و الغرف التجارية وتجرى دراسة‬
‫مفصلة ألسواق الموردين من اختيار الموردين المناسبين والمؤهلين للتوريد‪ ،‬وكذلك يجري االتصال مع الموردين‬
‫الذين تم اختيارهم وطلب عروضهم وبيان شروط البيع و التسليم والدفع‪ ،‬وربما يطلب منهم أحيانا عينات من‬
‫السلع التي ينتجونها‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬اإلستراتيجية ‪:‬بعد استالم العروض المطلوبة من الموردين تبدأ الشركة بوضع إستراتيجية االستيراد معتمدة‬
‫في ذلك على بعدين األول طبيعة السوق المحلية وقدرته االستيعابية وحاجته لهذه السلع‪ ،‬واآلخر إمكانات‬
‫وموارد الشركة ومدى قدرتها على التفاوض وقبول شروط الموردين سواء اإلمكانات المالية أو التسويقية أو أية‬
‫عناصر أخرى‪.‬‬
‫فقبل المباشرة باالستيراد يجب التأكد من عدم وجود عوائق حكومية أو جمركية أو سياسية أو أية تحفظات‬
‫أخرى‪.‬‬
‫رابعا ‪:‬البرامج ‪:‬وفي هذه المرحلة تترجم السياسات واألهداف إلى نواحي عملية حيث تضع الشركة خطة دقيقة‬
‫تعكس هذه السياسات واالستراتيجيات بمعنى آخر تقوم الشركة بتوزيع المعلومات والبيانات الكاملة عن المورد‬
‫وفقا لنموذج معين يوضع به أسماء وعناوين الموردين‪ ،‬وطرق الشراء وشروط البيع والدفع والتسليم‪ ...‬الخ‪ ،‬وبعد‬
‫ذلك يجري ترتيب الموردين حسب نقاط معينة تضعها الشركة وفقا ألهدافها وسياستها‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫خامسا ‪:‬العقد ‪:‬وفي هذه المرحلة تقوم الشركة باالتصال والتفاوض مع الموردين الذين تم اختيارهم من أجل‬
‫تحديد شروط الدفع والتسليم والبيع وأية شروط أخرى‪ ،‬وفي حالة االتفاق يجرى تنظيم العقد حسب الشروط‬
‫المتفق عليها وتوقيعه‪.‬‬
‫سادسا ‪:‬التراخيص ‪:‬ال يسمح بإنجاز معاملة جمركية ألية بضاعة يتعلق استيرادها أو تصديرها على إجازة أو‬
‫رخصة أو شهادة أو أية مستند آخر قبل الحصول على المستند‪.‬‬
‫سابعا ‪:‬التمويل واالئتمان ‪:‬تختلف شروط الدفع والتسليم والتمويل‪ ،‬حسب شروط االتفاق مابين المستورد‬
‫والمصدر وحسب وحدة النقد الصرف‪ ،‬وأهم الطرق المستخدمة بالدفع في التجارة الخارجية المبادلة (المقايضة)‪،‬‬
‫الدفع المقدم‪ ،‬الدفع ألجل‪ ،‬الكمبياالت واالعتمادات المستندية‪.‬‬
‫وأهم هذه الطرق الشائعة االعتمادات المستندية حيث تقوم الشركة بطلب فتح اعتماد مستندي لدى أحد البنوك‬
‫المحلية بناء على طلب المستورد وبقيمة البضاعة وشروط التسليم وبعد ذلك يقوم البنك المحلي باالتصال مع‬
‫البنك المبلغ ويتقدم بكافة الوثائق والمستندات التي يطلبها المستورد‪ ،‬واذا فعل ذلك المستورد أي االتصال وقدم‬
‫األوراق التي تثبت أن البضاعة تم شحنها‪ ،‬يستطيع أن يحصل على ثمن البضاعة خالل هذه الفترة‪.1‬‬
‫ثامنا ‪:‬بوالص الشحن ‪:‬ويختلف نوع البوليصة حسب الجهة التي تصدرها واختالف وسيلة النقل والبوليصة‬
‫عبارة عن وثيقة يصدرها الشاحن أو وكيله ويثبت استالمه للبضائع التي سيقوم بنقلها‪ ،‬وهي تمثل مسؤولية‬
‫الحيازة للبضاعة المنقولة ويقوم المصدر بتسليم البوليصة والفاتورة التجارية المصدقة وشهادة المنشأ وأية وثائق‬
‫أخرى مطلوبة إلى البنك لغايات التحصيل‪.‬‬
‫تاسعا ‪:‬ميناء الوصول ‪:‬عند وصول البضاعة إلى ميناء االستيراد يتم تفريغ الشحن طبقا لشروط البوليصة وال‬
‫تسلم البضائع إال لمن يحمل البوليصة األصلية أو من خيرت باسمه أو بواسطة وكيل يقدمها إلى وكالء الشحن‬
‫للحصول على إذن استالم يبين حالة البضائع عند وصولها موجهة لدائرة الجمارك للتخليص على البضاعة‪.‬‬
‫عاش ار ‪:‬التخليص ‪:‬عندما يتسلم المستورد إذن التسليم الصادر من وكيل الشحن يقوم بتعبئة نموذج من قبل دائرة‬
‫الجمارك يرفق مع مجموعة من المستندات والوثائق الجمركية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬جاسم محمد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 198‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪:‬إجراءات جمركة البضائع‬


‫‪1‬‬
‫هناك مجموعة من اإلجراءات من أهمها‪:‬‬
‫أوال‪:‬اإلجراءات األولية للجمركة‬
‫‪-1‬إحضار البضائع لدى الجمارك ‪ :‬في حالة أي اجتياز للبضائع لإلقليم الجمركي فإن أول التزام يقوم به ناقل‬
‫البضاعة هو إحضار البضائع لدى مصالح الجمارك وفقا للشروط المحددة في التشريع والتنظيم الجمركي‬
‫المعمول بهما‪.‬‬
‫سنتطرق إلى تعريف عملية اإلحضار ثم الهدف من فرضها على الناقلين‪:‬‬
‫‪ 1-1‬تعريف العملية يتلخص مفهوم اإلحضار لدى الجمارك حسب المادة ‪ 51‬من قانون الجمارك الجزائري في‬
‫سلوك الطريق القانوني الشرعي األقصر المباشر المحدد لكل البضائع المستوردة أو الموجهة للتصدير قصد‬
‫الوصول إلى أقرب مكتب جمركي من مكان الدخول عند الحدود الجم ركية إلخضاعها للرقابة الجمركية وهذا‬
‫مهما كانت طبيعتها حتى وان كانت معفاة من دفع الحقوق والرسوم الجمركية‪ ،‬وال يمكن اجتياز مكتب جمركي‬
‫دون ترخيص من قبل مصالح الجمارك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪2-1‬الهدف من العملية‪ :‬تهدف عملية اإلحضار لدى الجمارك إلى‪:‬‬
‫*إخضاع كل البضائع إلى عمليات التفتيش والمراقبة الجمركية واثبات شرعية حركتها‪.‬‬
‫*مراقبة تدفق البضائع من والى اإلقليم الجمركي وبالتالي مراقبة تدفقات التجارة الخارجية‪.‬‬
‫*مواجهة عمليات التهريب ودخول البضائع وخروجها بطريقة غير شرعية عن طريق توجيهها عبر الطريق‬
‫الشرعي حيث يصعب فرض رقابة على كامل اإلقليم الجمركي وحدوده الممتدة إذ تتجلى محدودية اإلمكانيات‬
‫البشرية والمادية لدى الجمارك حتى عند أقوى الدول ماليا وتكنولوجيا‪.‬‬
‫‪-2‬طرق إحضار البضائع لدى الجمارك ‪:‬لقد تناول المشرع الجزائري في قانون الجمارك مختلف طرق اإلحضار‬
‫والتي تتوافق مع طرق النقل وهي‪:‬‬
‫*اإلحضار عن طريق البحر‪.‬‬
‫*اإلحضار عن طريق البر‪.‬‬
‫*اإلحضار عن طريق الجو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬شياللي حكيم و منان منور‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ -2‬خريرب عباس‪ ،‬إجراءات جمركة البضائع‪ ،‬تقرير تربص السنة الثالثة‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ، ،‬الدفعة األربعون‪ ،‬الجزائر‪ ،2006،‬ص ‪. 08‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬وضع البضائع لدى الجمارك ‪:‬بعد إحضار البضائع لدى الجمارك يترتب على ناقل البضاعة وضع البضائع‬
‫تحت تصرف إدارة الجمارك إلى غاية إتمام إجراءات التخليص الجمركي وتوجيهها إلى نظام جمركي معين‬
‫ولذلك سنتناول المبادئ العامة للعملية واألماكن المخصصة لوضعها‪.‬‬
‫‪ 1-3‬تعريف ‪:‬يتضح من خالل المادة ‪ 66‬من قانون الجمارك الجزائري حسب التعريف به‪ ،‬بأن عملية الوضع‬
‫لدى الجمارك يقصد بها وضع البضائع في نطاق أو مساحة تحت حراسة إدارة الجمارك في حالة انتظار إلى‬
‫غاية إيداع التصريح المفصل‪ ،‬وتتجسد هذه العملية منذ إيداع التصريح الموجز وتسجيله‪.‬‬
‫‪ 2-3‬الهدف من العملية ‪:‬يهدف هذا اإلجراء إلى إنهاء مسؤولية الناقل اتجاه البضائع‪ ،‬وانتقالها إلى مستغلي‬
‫المخازن ومساحات اإليداع المؤقت‪ ،‬كما يعطي الفرصة إلدارة الجمارك للقيام بالتحريات الالزمة للبضاعة‪.‬‬
‫‪ 3-3‬المخازن وشروط إنشائها واستغاللها ‪:‬يخضع إنشاء المخازن ومساحات اإليداع المؤقت إلى شروط عامة‬
‫‪1‬‬
‫وشروط خاصة كالتالي‪:‬‬
‫*الشروط العامة ‪:‬يجوز لألشخاص الطبيعيين والمعنويين إنشاء مخازن ومساحات اإليداع المؤقت بناء على‬
‫طلب يقدم إلى رئيس مفتشية األقسام المختص إقليميا بتفتيش المحالت بواسطة مصالحه التي تحرر محضر‬
‫معاينة قبل الموافقة على منح ترخيص اإلنشاء‪.‬‬
‫*الشروط الخاصة ‪:‬يجب التميز بين المستفيد من ترخيص اإلنشاء والمستغل‪ ،‬فالمستفيد غالبا ما يكون هيئة‬
‫عمومية كغرفة التجارة‪ ،‬شركة النقل‪....‬إلخ‪ ،‬وهذا المستفيد له إمكانية ترك صيانتها وتسييرها للمستغل وذلك بعد‬
‫موافقة إدارة الجمارك‪.‬‬
‫‪ 4-3‬شروط سيرها ‪:‬هناك ثالث مراحل لسيرها‪:‬‬
‫*دخول البضاعة ‪:‬يتم قبول البضائع في هذه األماكن بإيداع التصريح بالدخول الذي يحتوي على المعلومات‬
‫الضرورية للبضاعة ويتم إمضاء التصريح المسجل لدى الجمارك من طرف مستغل مخازن ومساحات اإليداع‬
‫المؤقت كما يتم تفريغ ودخول البضائع إليها تحت الحراسة الجمركية‪.‬‬
‫*مكوث البضائع ‪:‬بمجرد قبولها في مخازن ومساحات اإليداع المؤقت تكون البضائع تحت مسؤولية المستغل‬
‫اتجاه الجمارك وهو يخضع لشروط فيما يخص‪:‬‬
‫‪-‬العمليات على البضائع ‪:‬يمكن القيام بكل العمليات الضرورية لحفظ البضاعة على حالتها‪ ،‬التنظيف‪ ،‬إزالة‬
‫الغبار‪ ،‬تبديل األغلفة‪...‬وهذا طبعا بعد موافقة إدارة الجمارك‪.‬‬

‫‪ -1‬خريرب عباس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪. 12‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬أجل المكوث ‪:‬تحدد آجال مكوث البضائع ب ‪ 21‬يوم وفي حالة عدم إخراجها من هذه المحالت بتصريح‬
‫مفصل عند نهاية المدة‪ ،‬ترسل إدارة الجمارك إعذا ار إلى المعني على أساسه توضع البضاعة رهن اإليداع‬
‫الجمركي‪.‬‬
‫‪-‬خروج البضاعة ‪:‬هناك ثالث وجهات للبضاعة عند خروجها‪.‬‬
‫إما تحديد وجهة نهائية للبضاعة عبر التصريح المفصل لها مثل الوضع لالستهالك أو تحويلها إلى مخزن‬
‫آخر تحت نظام آخر كالعبور او تحويلها إلى اإليداع الجمركي‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬التصريح الجمركي المفصل للبضائع‪:‬‬
‫‪-1‬تعريف التصريح المفصل للبضائع ‪:‬يعرف بأنه الوثيقة المحررة وفقا لألشكال المنصوص عليها التي يبين‬
‫المصرح بواسطتها النظام الجمركي الواجب تحريره للبضاعة ويقدم العناصر المطلوبة لتطبيق الحقوق والرسوم‬
‫ومقتضيات المراقبة وتطبيق تدابير الحظر ذات الطابع االقتصادي باإلضافة إلى تكوين القاعدة اإلحصائية‬
‫للتجارة الخارجية وتعمل إدارة الجمارك إلصدار هذه الوثيقة وتوزيعها على الوكالء المعتمدين من خالل مكاتبها‬
‫المنتشرة عبر كامل التراب الوطني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪-2‬العناصر األساسية للتصريح المفصل ‪:‬يتضمن التصريح المفصل ثالث عناصر أساسية‪:‬‬
‫‪ 1-2‬النوع التعريفي ‪:‬أو نوع البضاعة وهو تسمية تمنحها التعريفة الجمركية لكل بضاعة وفقا لمميزاتها‬
‫الخاصة حيث توافق هذه التسمية رقما في المدونة الجمركية يظهر على التصريح المفصل ويسمح تحديد نسب‬
‫الحقوق والرسوم الجمركية المطبقة على البضاعة ونسب الرسم على القيمة المضافة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬المنشأ ‪:‬يعتبر منشأ بضاعة ما البلد الذي استخرجت من باطن أرضه هذه البضاعة أو صنعت فيه‬
‫ويجب تمييزه عن بلد المصدر الذي هو البلد الذي أرسلت منه البضاعة مباشرة‪ ،‬كما أن عملية المنشأ لها‬
‫أهميتها من حيث إعداد إحصائيات التجارة الخارجية التي تبنى عليها مختلف سياسات الدولة‪.‬‬
‫‪ -3-2‬القيمة لدى الجمارك ‪:‬يتم على أساسها تطبيق بنود التعريفة الجمركية وخاصة حساب الحقوق والرسوم‬
‫فهي تشكل الوعاء الضريبي وكذا حساب المبالغ الخاصة بالكفاالت البنكية فهي تتعلق بقيمة البضاعة‪.‬‬
‫‪-2‬شكل التصريح المفصل ‪:‬مهما كان النظام الجمركي المعين للبضاعة الموضوعة تحت تصرف الجمارك يوجد‬
‫نموذج موحد للتصريح المفصل للبضائع صالح لجميع العمليات‪.‬‬
‫يودع التصريح في خمسة نسخ‪:‬‬

‫‪ -1‬خريرب عباس‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪19‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬النسخة األولى ‪:‬مسماة نسخة الجمارك هي النسخة األصلية وتحفظ على مستوى المكتب الجمركي‪.‬‬
‫‪-‬النسخة الثانية ‪:‬مسماة نسخة مصرح تسلم للمصرح بعد انتهاء عملية الجمركة والستظهارها أمام اإلدارات‬
‫واألجهزة المهتمة بنشاطه‪ ،‬ويستخدمها كوثيقة إثبات لوضعيته بالنسبة للتنظيم الجبائي والجمركي‪.‬‬
‫‪-‬النسخة الثالثة ‪:‬مسماة نسخة بنك وترسل إلى البنك عند انتهاء عملية الجمركة‪.‬‬
‫‪-‬النسخة الرابعة ‪:‬مسماة نسخة إحصائيات ترسل لمصلحة اإلحصائيات التي تقوم بإعداد إحصائيات التجارة‬
‫الخارجية وتحليلها‪.‬‬
‫‪-‬النسخة الخامسة ‪:‬مسماة نسخة الرجوع أو العودة‪ ،‬تستخدم خاصة في األنظمة الجمركية االقتصادية للتأكد من‬
‫احترام االلتزامات المصرح بها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آليات تمويل التجارة الخارجية‬


‫يهدف تمويل التجارة الخارجية إلى تقليص المدة الزمنية التي تتم من خاللها عملية الوفاء بااللتزامات و التبادل‪،‬‬
‫لذا وجدت عدة آليات لتمويل التجارة الخارجية سنتطرق إليها في هذا المبحث‪.‬‬
‫المطلب األول‪:‬التمويل نقدا‬
‫تعد وسيلة من وسائل الدفع األكثر بساطة حيث يجب على كل من البائع المصدر و المشتري المستورد‬
‫الحضور و يتم الدفع مباشرة بالسيولة‪ ،‬وهذه الطريقة شائعة بكثرة في الدول ذات سوق الصرف الخاص بالعملة‬
‫‪1‬‬
‫القابلة للتحويل‪ ،‬هذه الوسيلة تتبع في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬اذا كان المستورد موثوقا به ثقة تامة و البلد المستورد للسلع يتمتع باستقرار سياسي اقتصادي‪.‬‬
‫‪-‬اذا كانت قيمة الصفقة صغيرة مما يجعل تكاليف المستورد لفتح االعتماد كبير بالنسبة لقيمة الصفقة‪.‬‬
‫‪-‬اذا كان المستورد ليس لديه القدرة المالية الكافية لتنفيذ التعاقد‪.‬‬
‫‪-‬اذا كان المستورد غير معروف للمصدر و كان مركزه المالي محل شك من المصدر‪.‬‬
‫لهذه الوسيلة عدة مزايا و عيوب نلخصها في الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد عبد المطلب‪ ،‬التمويل المحلي ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪، 2001 ،‬ص‪15‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ )2-1‬مزايا و عيوب التمويل نقدا‪.‬‬

‫العيوب‬ ‫المزايا‬
‫‪-‬أكثر بساطة‪.‬‬
‫‪ -‬امكانية الخطأ عند التعامل‪.‬‬ ‫‪ -‬سرعة عملية الدفع‪.‬‬
‫‪-‬صعوبة تحويل العملة ال تصلح اال بالنسبة‬ ‫‪ -‬الحصول الفوري على األموال بوجودها في‬
‫لاللتزامات ذات المبالغ الصغيرة‪.‬‬ ‫الصندوق‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر االعتداء و سعر الصرف‬ ‫‪-‬ال تطلب اجراءات ادارية كثيرة‪.‬‬
‫‪-‬التأكد من الدفع‪.‬‬
‫المصدر ‪:‬عبد الحميد عبد المطلب ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل عن طريق الشيكات‬


‫‪1‬‬
‫من وسائل التسوية نجد الشيكات وهي كالتالي‪:‬‬
‫‪-1‬تعريف الشيك‪:‬‬
‫هي عبارة عن وثيقة تتضمن أمر بالدفع الفوري للمستفيد للمبلغ المحرر عليه وقد يكون المستفيد شخصا معروفا‬
‫ومكتوب اسمه في الشيك كما قد يكون غير معروف إذا كان الشيك محر ار لحامله‪.‬‬
‫‪-2‬البيانات الواجب توفرها في الشيك‪:‬‬
‫تختلف كيفية تنظيم وترتيب الشيكات من بنك آلخر ولكن جميعها يجب أن يحتوي على البيانات اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬تسمية الورقة بأنها شيك‪.‬‬
‫‪-‬أمر منجز غير معلق على شرط بدفع مبلغ معين من النقود‪.‬‬
‫‪-‬اسم المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪-‬بيان مكان الدفع فان لم يذكر فهو المكان المذكور بجانب اسم المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪-‬تاريخ ومكان سحب الشيك واذا لم يذكر مكان سحب الشيك اعتبر مكان السحب هو المكان الذي ذكر بجانب‬
‫اسم الساحب و توقيع الساحب‪.‬‬
‫‪ -3‬أنواع الشيكات‪ :‬للشيكات عدة أنواع نوجز ذكرها فيما يأتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬الطبعة‪ ، 2‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر ‪،‬ص ‪.36‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬الشيك العادي أو الشيك ألمر ‪:‬وهو الشيك الذي يتضمن أمر صريح من الساحب إلى المسحوب عليه بدفع‬
‫مبلغ معين إلى المستفيد‪.‬‬
‫‪-‬الشيك المسطر ‪:‬هو شيك وضع على وجهه خطان متوازيان من قبل الساحب منعا للتزوير أو السرقة‪ ،‬وعندها‬
‫ال يستطيع المستفيد تحصيل قيمة الشيك نقدا بل تحصيله بواسطة المصرف‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بالتأشير على الشيك ليبين أن الرصيد موجود عند تحرير الشيك لكن بدون تجميد هذا الرصيد‪.‬‬
‫‪-‬الشيك المصدق ‪:‬هذا النوع من الشيكات يقدم للمسحوب عليه أي البنك للتأشير عليه لرغبة الساحب‪.‬‬
‫‪-‬الشيك البنكي ‪:‬في بعض األحيان يخشى المستفيد عدم توفر المؤونة لدى الساحب لذلك يطلب منه أن يعطيه‬
‫شيك بنكي أي صادر من البنك وموقع من قبل إدارته وهو األكثر استعماال في التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬شيك المسافر ‪:‬يعطي البنك لزبائنه شيكات من نوع خاص تسمى شيكات المسافر تسحب بمبالغ معينة‬
‫وتحتاج إلى توقيعين من قبل الساحب‪ ،‬األول عند استالم البنك للمبلغ‪ .‬وفيما يأتي الشكل النموذجي للشيك‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)1-1‬نموذج عن الشيك‬

‫‪..............‬‬ ‫البنك‪:‬‬ ‫المبلغ‪.............:‬‬

‫‪............................................‬‬ ‫ادفعوا مقابل هذا الشيك‪:‬‬


‫المستفيد)‪.............................................‬‬ ‫ألمر ‪( :‬اسم‬
‫‪........................................................................‬‬

‫ختم الوكالة‬ ‫‪ ....................‬في‪.................. :‬‬ ‫ب‪:‬‬


‫قابل للدفع‬ ‫اسم الساحب و عنوانه‬ ‫الساحب‪:‬‬ ‫توقيع‬
‫شيك رقم‪..........:‬‬ ‫حساب رقم‪.....................:‬‬

‫المصدر‪ :‬راشد راشد‪ ،‬األوراق التجارية (اإلفالس والتسوية القضائية في القانون التجاري الجزائري)‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ، 2004 ، ،‬ص‪12‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -4‬ايجابيات وسلبيات الشيك‪ :‬للشيك إيجابيات وسلبيات متعددة تحددها كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬االيجابيات‪:‬‬
‫إن إرسال الشيك عملية سهلة وقليلة التكلفة من إرسال األموال‪ ،‬فهو يقلل من مخاطر الضياع والسرقة وعدم‬
‫الدفع‪ ،‬كما يسهل عملية الطعن من المسحوب عليه‪ ،‬فهو يشكل إثبات الدفع ويلغي ضرورة االلتجاء إلى الوصل‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطمة مروة يونس‪ ،‬الفنون التجارية والعمليات المصرفية ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ، 1994 ،‬ص‪.64‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ -‬السلبيات ‪:‬‬


‫الدفع بواسطة الشيك ال يتم إال إذا سمحت تشريعات الصرف بذلك في البلد‪ ،‬مع قابلية تحويل النقود‪ ،‬وهذا يعني‬
‫وجود حسابات بالعملة الصعبة للمتعاملين" خطر الصرف"‪ ،‬لذلك مدة التحصيل عادة ما تكون طويلة مع تدخل‬
‫العديد من البنوك‪ ،‬كما أن الدفع بواسطة الشيك ال يعطي ضمانا كافيا للمستورد إال إذا تم إرسال الشيك بعد‬
‫استالم البضاعة‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التمويل باألوراق التجارية و التحويالت البنكية‬
‫‪1‬‬
‫‪ -I‬التمويل باألوراق التجارية‪ :‬حيث يكون التمويل بهذه اآللية كالتالي‪:‬‬
‫‪ 1-I‬تعريف األوراق التجارية‪:‬‬
‫هي عبارة عن محرر يتعهد بمقتضاه شخص أو يأمر شخص آخر بأداء مبلغ من النقود في زمان ومكان‬
‫معينين‪ ،‬وتكون قابلة للتداول بالتظهير أو المناولة‪.‬‬
‫‪-2-I‬أنواع األوراق التجارية‪:‬‬
‫تأخذ األوراق التجارية عدة أشكال أهمها‪ :‬الكمبيالة والسند ألمر‪.‬‬
‫‪ -1-2‬الكمبيالة أو السفتجة‪:‬‬
‫‪ -1-1-2‬تعريف الكمبيالة‪:‬‬
‫هي عبارة عن وثيقة تمثل دينا من المال مستحق األداء وتتضمن أم ار من شخص يسمى الساحب أو المحرر‬
‫إلى شخص آخر يسمى المسحوب عليه بأن يدفع مبلغا من النقود الستحقاق معين لصالح شخص ثالث هو‬
‫المستفيد‪ ،‬وحامل الكمبيالة يمكن أن يحتفظ بها حتى يتم الدفع أو يتنازل عليها بالتسليم إذا كانت لحامله أو عن‬
‫طريق التظهير إذا كانت تخص مستفيد معين‪. 2‬‬
‫‪ -2-2-2‬البيانات الواجب توافرها في الكمبيالة‪:‬‬
‫أهم البيانات التي يجب توفرها في الكمبيالة هي‪:3‬‬
‫‪-‬لفظ الكمبيالة مكتوب على السند وبنفس اللغة التي كتببها‪.‬‬
‫‪-‬تاريخ إنشاء الكمبيالة ومكان إنشائها‪.‬‬
‫‪-‬اسم من تلزمه الوفاء ( المسحوب عليه)‪.‬‬
‫‪-‬اسم من يجب الوفاء له أو ألوامره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أكرم ياملكي‪،‬األوراق التجارية و العمليات المصرفية‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن عمان ‪، 2008 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Jaque Ferrourier, les opérations des banques Edition librairies paris 1996 p128.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Jaque Ferrourier, op cit, p129‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-‬ميعاد االستحقاق‪.‬‬
‫‪-‬مكان الوفاء بالسند وعند عدم ذكره يكون اإليفاء في محل إقامة المسحوب عليه‪.‬‬
‫‪-‬توقيع من أنشأ الكمبيالة ( الساحب )‪.‬‬
‫‪ -3-2-2‬تظهير الكمبيالة‪:‬‬
‫التظهير هو كناية عن انتقال سند السحب من قبل شخص يسمى مظه ار إلى شخص ثاني يسمى مظه ار له‬
‫بالتوقيع على ظهر السند من قبل المظهر‪ ،‬ويتخذ التظهير عدة أشكال أهمها‪:‬‬
‫‪-‬التظهير الناقل للملكية ‪ :‬في هذه الحالة تنتقل ملكية السند من المظهر إلى المظههر إليه مع جميع الحقوق‬
‫المتعلقة بهذه الملكية‪ ،‬فيطالب المظهر له المسحوب عليه بدفع قيمة الكمبيالة‪.‬‬
‫‪-‬التظهير على سبيل الوكالة ‪ :‬والتي يكون فيها المظهر له وكيال للمظهر بغية تحصيل قيمة السند لحساب‬
‫المظهر المستفيد‪ ،‬وتبقى ملكية السند له ويحق له استرداده طالما لم يحصل بعد‪ ،‬والمطالبة بقيمته إذا حصل‬
‫بعد أن يخصم المحصل عمولة معينة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)2-1‬نموذج عن السفتجة ( الكمبيالة)‬

‫البلد في‬ ‫الساحب‬


‫الى‬
‫العنوان‬
‫من طرف‬
‫المبلغ‬
‫احرصوا على دفع مقابل الكمبيالة‬ ‫القبول و التصريح‬
‫ألمر‪...................‬‬

‫المسحوب عليه‬
‫امضاء الساحب‬
‫السيد‪.....................‬‬
‫مكان التواجد‪.............‬‬

‫المصدر ‪ :‬راشد راشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،2004 ،‬ص ‪16‬‬

‫‪ 4-2-2‬ايجابيات وسلبيات السفتجة׃‬


‫أ‪-‬االيجابيات‪:‬‬
‫‪ -‬ورقة قانونية تسهل الطعن ضد المسحوب عليه (المستورد)‪ ،‬ويشترط أن تكون مقبولة وتسمح للساحب بتعبئة‬
‫حقوقه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬ضمان الدفع في حالة ما إذا كان الدين مرفوع بضمان بنكي ‪.AVAL BANCAIRE‬‬
‫ب‪ -‬السلبيات‪:‬‬
‫‪ -‬قليلة االستجابة واالستعمال‪.‬‬
‫‪ -‬خطر سياسي‪.‬‬
‫‪ -‬خطر عدم الدفع والضياع والسرقة‪ ،‬وخطر تأخر القبول‪.‬‬
‫‪ -3-2‬السند ألمر أو السند األذني‬
‫هو عبارة عن وثيقة يتعهد فيها الساحب أي محررها بان يدفع مبلغ من المال في تاريخ معين ألمر شخص آخر‬
‫هو المستفيد‪.‬‬
‫‪ -1-3-2‬البيانات الواجب توفرها في السند ألمر‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫البيانات اإللزامية للسند ألمر ال تختلف كثي ار عن البيانات المتعلقة بالسفتجة‪ ،‬وفيما يأتي أهم هذه البيانات‪:‬‬
‫‪ -‬شرط األمر‪.‬‬
‫‪ -‬تعهد غير مطلق على شرط الوفاء بمبلغ معين من النقود‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ االستحقاق وهو الميعاد الواجب الوفاء فيه‪.‬‬
‫‪ -‬اسم الشخص الذي يجب له الوفاء أو ألمره‪.‬‬
‫‪ -‬توقيع من أصدر الصك (المحرر) أو ختمه ‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ تحرير السند ومكانه‪.‬‬
‫وفيما يلي صورة السند ألمر والبيانات الواردة فيه‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪:)3-1‬نموذج عن السند ألمر‬

‫المبلغ‪............................‬‬
‫أتعهد بأن أدفع بموجب سند األمر هذا إلى السيد(إسم المستفيد)مبلغ‪........ ..........‬في( تاريخ االستحقاق )‪.‬‬
‫[المكتتب‪,‬توقيعه‪,‬عنوانه ]‬

‫تاريخ التحرير‬
‫المصدر‪ :‬راشد راشد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ 2004 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪-3‬الفرق بين الكمبيالة و السند ألمر عن الشيك‪:‬‬


‫‪-‬تختلف الكمبيالة والسند ألمر عن الشيك باعتبارها أدوات ائتمان تتطلب فترة من الزمن وحياة الشيك قصيرة‬
‫ولذلك فهو أداء وفاء‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد محمد محرز‪،‬السندات التجارية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪ ، 2003 ،‬ص‪. 210‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يمكن أن يحرر الشيك لحامله لكن الكمبيالة أو السند ألمر ال تحرر إال باسم شخص معين و لكن تظهر‬
‫لحامله‪.‬‬
‫‪ -‬الشيك وسيلة دفع مباشرة أما الكمبيالة والسند ألمر وسيلتا دفع مؤجل‪.‬‬
‫أما بالنسبة ألهم الفروق الموجودة بين السند ألمر والكمبيالة هي‪:‬‬
‫الجدول (‪: )3-1‬الفروق الموجودة بين الكمبيالة و السند ألمر‬
‫السند ألمر‬ ‫الكمبيالة‬
‫‪ -‬فيها شخصين فقط المتعهد والمستفيد‪.‬‬ ‫‪ -‬فيها ثالثة أشخاص ‪,‬الساحب المسحوب عليه‬
‫والمستفيد‪.‬‬
‫‪ -‬هو تعهد بالدفع من قبل المتعهد‪.‬‬
‫‪ -‬هي أمر بالدفع معطى من قبل الساحب‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحتاج إلى قبول ألنه هو نفسه أي السند‬
‫تعهد بالدفع‪.‬‬ ‫‪ -‬فيها قبول بالدفع يضاف إلى أمر الدفع وال يلتزم‬
‫‪ -‬هو باألصل ورقة مدنية لكنها تصبح تجارية‬ ‫المسحوب عليه باألمر إال إذا عرض عليه وقبله‪.‬‬
‫(تخضع للقانون التجاري) إذا كان أحد طرفيها‬
‫تاج ار أو إذا كان موضوعها عملية تجارية‪.‬‬
‫المصدر ‪ :‬شاكر القزويني‪ ،‬محاضرات في اقتصاد البنوك‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،1992،‬ص‪.119‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -II‬التمويل بالتحويالت البنكية‬
‫‪-1‬تعريف التحويل البنكي‪:‬‬
‫هي وسيلة دفع معروفة على المستوى العالمي لسرعتها وسهولتها‪ ،‬كما يعد" التحويل البنكي الدولي أداة للتنظيم‬
‫الدولي األكثر استعماال حيث ينشأ بأمر معطى من المستورد بأن يدين حسابه لحساب المصدر‪.‬‬
‫بناءا على التعريف السابق ينتج عن القيام بالتحويل البنكي ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬حساب المصدر يصبح دائنا عندما يصبح حساب المستورد مدينا‪.‬‬
‫‪ -‬تحصل األموال دون الوضع المادي للنقود‪ ،‬وال يستلزم أن يكون للمصدر والمستورد حسابان في نفس البنك‪.‬‬

‫‪ -1‬رباح محمد و عقاب فاتح‪ ،‬االعتماد المستندي كأداة بنكية في تمويل التجارة الخارجية دراسة حالة البنك الخارجي الجزائري وكالة البويرة‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة محند أوكلي الحاج البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ص ‪. 73 71‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬طرق التحويل البنكي‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫هناك ثالث طرق يتم بها التحويل وهي‪:‬‬
‫‪ -1-2‬التحويل عن طريق البريد‪:‬‬
‫هي عبارة عن تحويالت كالسيكية غير مكلفة تتم عن طريق تحويل قيم من حساب إلى آخر وذلك لتسوية‬
‫الديون المتعلقة بالمستورد اتجاه المصدر‪ ،‬وهي قليلة االستعمال لعدة أسباب أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬طول فترة اإلرسال خاصة إذا كان المسار البنكي معقد‪.‬‬
‫‪ -‬المستورد ال يستفيد من مهلة التسديد والمصدر ينتظر أسابيع للحصول على المبلغ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا النوع ال يتكيف والعالقات الدولية الراهنة‪.‬‬
‫‪ -2-2‬التحويل عن طريق التلكس‪:‬‬
‫هذا النوع من التحويل أكثر سرعة من التحويل البريدي‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون الدفع بطلب من المصدر‪،‬‬
‫ويعتبر مكلف نسبيا مقارنة بالتحويل البريدي‪ ،‬وعادة ما يتفق المستورد مع المصدر على أن يتحمل هذا األخير‬
‫تكاليف التحويل لكونه المستفيد من الدفع السريع‪.‬‬
‫‪-3-2‬التحويل عن طريق شبكة سو يفت ‪:SWIFT‬‬
‫هي عبارة عن شبكة اتصاالت دولية بين البنوك نشأت في عام ‪ 1973‬من طرف ‪ 239‬بنك أمريكي‪،‬اوروبي‬
‫كندي و مقرها بروكسل و بدأ العمل بها بداية من ماي ‪ ، 1977‬ويعود سبب ظهورها إلى العيوب والمشاكل‬
‫الناجمة عن وسائل االتصال الكالسيكية‪ ،‬ولقد ظهرت في بادئ األمر في الواليات المتحدة األمريكية ثم أوربا ثم‬
‫إمتد ظهورها إلى باقي دول العالم‪.2‬‬
‫‪ 1-3-2‬مكونات شبكة سو يفت‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تتكون شبكة سويفت أساسا من العناصر اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬المحوالت ‪:‬وهي أجهزة كمبيوتر مزودة بتجهيزات ملحقة مناسبة وبرامج مدروسة خصيصا لضمان وظائف‬
‫المراقبة على شبكة االتصاالت وتتكون الشبكة من أربعة وسائط ‪,‬واحد في بروكسل واثنان في هولندا وواحد في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- ISGP.financement du commerce international, policopie, université D'Alger,département de science économique‬‬
‫‪1994.p9.‬‬
‫‪ -2‬علوي صورية ‪،‬تقنيات التمويل و التسوية في التجارة الدولية ‪ ،‬رسالة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في العلوم اإلقتصادية ‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ، 1997 ،‬ص‪. 52‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬علوي صورية ‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ، 1997 ،‬ص‪.53‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬المركزات الجهوية ‪ :‬وهي تجهيزات اإلعالم اآللي التي تمارس وظيفة تركيز المبادالت بين المنتسبين‬
‫والمحولين ويوجد على األقل مركز واحد في كل بلد‪.‬‬
‫‪ -‬التعيينات النهائية‪ :‬وهي أجهزة كمبيوتر أقل حجما ‪,‬تعين في البنوك وهي تضمن على األقل انتقال ومراقبة‬
‫الرسائل‪ ،‬االستجابة إلى المتطلبات السرية بكل أمان والسرعة التي يبحث عنها البنوك‪.‬‬
‫‪ -2-3-2‬مزايا وعيوب شبكة سو يفت‪:‬‬
‫أ‪-‬المزايا‪:‬‬
‫‪-‬األمان بحيث تتوفر الشبكة على وسائل معالجة معلوماتية والتي بإمكانها التحقق من شخصية المرسل للخبر‪.‬‬
‫‪ -‬السرعة‪ :‬بحيث أن عملية التحويل تستغرق من ‪ 20‬ثا إلى ‪ 5‬د‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على مدار ‪ 24‬ساعة على ‪ 24‬ساعة و‪ 7‬أيام على ‪ 7‬أيام‪.‬‬
‫‪ -‬التكلفة المنخفضة حيث أنها غير مرتبطة بمكان وجود المصدر األجنبي‪.‬‬
‫ب‪ -‬العيوب‪:‬‬
‫‪ -‬عدم وجود وثيقة أو وصل استالم للتأكد من أن التحويل قد تم فعال إال باستالم المصدر للرسالة عن طريق‬
‫البنك‪.‬‬
‫‪ -‬التحويل يستخدم بمبادرة من المشتري والذي قد يتأخر عن الدفع‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار العام للتجارة الخارجية‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خالل دراستنا لهذه الفصل برزت أهمية التجارة الخارجية‪ ،‬حيث يمكن أن نقول أن أي تطور اقتصادي يجب‬
‫أن يعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية‪ ،‬و كل الدول تعتمد على بعضها البعض إلشباع جزء من حاجاتها‬
‫من السلع و الخدمات في إطار عالقاتها التجارية‪ ،‬حيث تميز هذه الحقيقة العالقات االقتصادية بين الدول منذ‬
‫عصور ‪ ،‬و الحقيقة التي تؤكدها التجارة الخارجية هي أن دول العالم ال تستطيع أن تعيش منعزلة عن غيرها ‪،‬‬
‫متبعة في هذا االنعزال سياسة االكتفاء لفترة طويلة من الزمن‪ ،‬وفي هذا العالم الذي يشمل عالقات اقتصادية‬
‫دولية واسعة تبرز أهمية التمويل الذي يمكن من القيام بالنشاطات والمعامالت فنجد عالقة وطيدة بين البنوك‬
‫والتجارة الخارجية‪ ،‬تكمن هذه العالقة قي تمويل التجارة الخارجية عن طريق عدة طرق و هذا ما سنتطرق إليه في‬
‫الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد الفصل‪:‬‬
‫مع زيادة المعامالت الدولية بين الدول و الشركات من مختلف الدول ازدادت الحاجة إلى تمويل التجارة‬
‫الخارجية و تلعب البنوك التجارية دو ار أساسيا في التسوية المالية الناشئة عن التجارة الدولية و في تقديم‬
‫االئتمان الالزم للمصدر أو المستورد‪.‬‬
‫كما تعتبر خطابات الضمان و االعتمادات المستندية من أهم التقنيات المعتمدة في تمويل التجارة‬
‫الخارجية و األكثر استعماال النتقال رؤوس األموال بين الدول‪ ،‬و التي ترضي مستهلكيها تمويال وضمانا‪،‬‬
‫ففي هذا الصدد ولمعالجة هذا الفصل‪ ،‬قمنا بالتعرض إلى تقنيات تمويل التجارة الخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر وطرق سيرها‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تقنيات تمويل التجارة الخارجية‬


‫يتوقف نجاح و رقي أي اقتصاد معاصر على نجاعة تمويله‪ ،‬فعمليات التجارة الخارجية شأنها شان أي‬
‫نشاط اقتصادي تعتمد على تقنيات تمويل محددة متمثلة أساسا في كل من خطاب الضمان و اإلعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقنية خطاب الضمان‬
‫تعتبر خطابات الضمان البنكية من أهم العمليات البنكية التي تقوم بها البنوك في مجال نشاطها‪ ،‬حيث‬
‫ساعدت على تشجيع وازدياد ديناميكية التجارة الخارجية‪ ،‬فالضمان يستعمل كوسيلة ائتمانية و يغطي خطر‬
‫عدم التزام الطرفين بواجباتهما التعاقدية‪ ،‬و منه يمثل وسيلة رئيسية لترقية التجارة الخارجية في وقتنا الحالي‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف خطاب الضمان و األطراف المرتبطة به‬
‫هو عبارة عن محرر صادر من البنك بناء على طلب أحد عمالئه يضمن البنك بموجبه هذا العميل (أو‬
‫أي شخص آخر يعينه في طلبه) قبل جهة معينة (المستفيد) في حدود مبلغ معين يذكر بالخطاب وذلك‬
‫تأمينا وضمانا لغرض معين ومحدد في صلب الخطاب‪.‬‬
‫ويتعهد البنك بموجب خطاب الضمان الصادر منه بأن يدفع للجهة المستفيدة عند أول طلب منها وبدون أي‬
‫معارضة من جانب العميل أو من أي جانب أخر مبلغ ال يتجاوز قيمة خطاب الضمان بدون عائد مدفوع‬
‫على أن ترد المطالبة من المستفيد في موعد ال يتعدى تاريخ سريان الضمان ‪.‬‬
‫ويعتبر التزام البنك في خطاب الضمان التزاما عرضياً بمعنى أن احتمال قيام البنك بدفع القيمة ليس أم ار‬
‫حتميا فالقاعدة العامة أن يوفى عميل البنك بالتزامه تجاه الجهة المستفيدة ثم يعاد خطاب الضمان للبنك بعد‬
‫انتهاء الغرض منه واالستثناء هو إال يتمكن العميل من الوفاء بالتزامه تجاه الجهة المستفيدة ‪ ،‬األمر الذي‬
‫يترتب عليه مطالبة الجهة المستفيدة للبنك بالوفاء بقيمة خطاب الضمان ويمكن القول أن حق الجهة‬
‫المستفيدة في خطاب الضمان ينشأ فور استالمها وقبولها لخطاب الضمان غير أنه ال يكون أم اًر نافذاً إال‬
‫إذا أخل العميل المضمون بالتزاماته التي من أجلها صدر خطاب الضمان‪.‬‬
‫* األطراف التي تربطها خطابات الضمان ‪:‬‬
‫‪ -‬الطرف األول ‪ :‬البنك مصدر خطاب الضمان‬
‫‪ -‬الطرف الثاني ‪ :‬العميل طالب إصدار خطاب الضمان‬
‫‪ -‬الطرف الثالث ‪ :‬الجهة المستفيدة من خطاب الضمان‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصطفى كمال طه‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية مصر‪ ، 1999 ،‬ص‪. 465‬‬

‫‪33‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وترتبط األطراف الثالثة بالعالقات اآلتية ‪:‬‬


‫‪-1‬عالقة بين العميل طالب إصدار خطاب الضمان والمستفيد منه ‪:‬‬
‫وهى عالقة االلتزام موضوع الضمان ويحكمها عقد التوريد أو المقاولة أو أي عالقة قانونية أخرى والبنك‬
‫ليس طرفا في هذه العالقة ويعتبر خارجا عن نطاقها بمعنى أن ضمانته قاصرة على سداد المبلغ موضوع‬
‫الضمان بمجرد طلب المستفيد وال تتطرق إلى العقد ذاته وبالتالي فهو ليس ملزما على أي وجه من الوجوه‬
‫بتنفيذ االلتزام موضوع التعاقد المضمون إذا لم يتمكن العميل من تنفيذه‪.‬‬
‫‪-2‬عالقة بين العميل والبنك ‪:‬‬
‫وهى عالقة ضمان البنك للعميل لدى الجهة المستفيدة بموجب الخطاب الذي يصدره ويحكم هذه العالقة‬
‫بين العميل والبنك عقد إصدار خطابات الضمان وكذا طلبات اإلصدار التي توقع عند إصدار كل خطاب‬
‫ضمان على حده ‪.‬‬
‫‪-3‬عالقة ثالثة بين البنك والمستفيد ‪:‬‬
‫وهى التي تنشأ من تعهد البنك في خطاب الضمان الذي يلزمه بدفع قيمة الخطاب أو جزء منه للمستفيد‬
‫عند أول مطالبة خالل سريان مفعول الضمان دون أية معارضة من جانب العميل أو أي جانب آخر‬
‫ويحكم هذا التعهد النص الوارد في خطاب الضمان ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص خطاب الضمان‪ :‬لخطاب الضمان مجموعة من الخصائص كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعد خطاب الضمان البنكي عمل تجاري‪ ،‬باعتبار أن البنك هو مصدر الخطاب‪ ،‬إذ تعد جميع أعمال‬
‫البنوك تجارية ولو تمت بصفة منفردة أو لصاح شخص غير تاجر‪.‬‬
‫‪ -2‬التعهد بخطاب الضمان ينصب على دفع مبلغ معين من النقود أو للتعيين ‪ :‬كما في حالة تعيينه‬
‫بالحد األعلى لما يلزم العميل اآلمر بضمانه – بالعملة المتفق عليها بقدر ما تسمح بذلك األحكام الخاصة‬
‫بالتعامل بالعمالت األجنبية في كل بلد‪.‬‬
‫‪ -3‬خطاب الضمان يمتاز بالفورية كخاصية مالزمة له‪ :‬ألن المستفيد بقبوله لخطاب الضمان يتمتع بميزة‬
‫السداد الفوري ‪ ،‬وعلى ذلك يدفع البنك مبلغ الخطاب إذا طلب منه دون مناقشة للمستفيد في مدى‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مصطفى كمال طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 465‬‬

‫‪34‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫قيامه بتنفيذ التزاماته قبل العميل إال إذا كان خطاب الضمان مشروطا ‪ ،‬أي نص على عدم الدفع إال عند‬
‫شرط معين‪.1‬‬
‫‪ -4‬الغرض الذي أنشأ من أجله‪ :‬يتحدد التعهد بخطاب الضمان بالغرض الذي من أجله صدر الخطاب‪،‬‬
‫أي لضمان التزام معين ناشئ بذمة العميل لمصلحة المستفيد استنادا إلى ضمان أي التزام آخر ‪ ،‬وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 293‬من قانون التجارة العراقي بقولها أنه "ال يجوز للمستفيد المطالبة بقيمة خطاب‬
‫الضمان عن غرض آخر غير الغرض المحدد له‪".‬‬
‫‪ -5‬مبدأ االستقالل في خطاب الضمان‪ :‬نعني به انفصال االلتزام الناشئ عن خطاب الضمان واستقالله‬
‫عن كل عالقة أخرى ‪ ،‬بما يعني أنه يتمنع على البنك الذي التزم بموجب الخطاب الذي أصدره لصالح‬
‫المستفيد بناء على طلب عميل له التذرع بأي سبب يؤدي إلى عدم رفع قيمة الخطاب للمستفيد إذا طالب‬
‫المستفيد بذلك ضمن المدة المحددة فيه‪. 2‬‬
‫ثالثا‪:‬أهمية خطاب الضمان‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -1‬أهمية خطاب الضمان بالنسبة للعميل‪:‬‬
‫يستطيع العميل توفير أمواله‪ ،‬وبالتالي استغاللها في أي مجال‪ ،‬باإلضافة إلى انه يمكنه التقدم في المناقصات‬
‫أم الزيادات في حالة عدم توافر األموال الالزمة لديه‪ ،‬كما أن خطاب الضمان يوفر على العميل ِمؤونة السعي‬
‫إلى استرداد قيمة التأمين النقدي ‪ ،‬إذ كثي ار ما تطول أن تتحقق إجراءات استرداد هذا التأمين‪.‬‬
‫و‬ ‫ويستطيع العميل المقاول‪ ،‬عدم تجميد قيمة التأمين لدى الجهة اإلدارية المتعاقدة معه‪ ،‬مدة طويلة‬
‫يمكنه استثماره في أوجه استثمارات أخرى‪ ،‬و مما الشك فيه أن العمولة التي سيدفعها العميل المقاول‬
‫للبنك مقابل إصداره لخطاب الضمان تكون اقل من سعر الفائدة التي يتحملها إذا ما اقترض قيمة التأمين‬
‫النقدي من البنك‪.‬‬
‫وفي حالة ما إذا كان العميل المتعاقد مع جهة اإلدارة مقيما في الخارج فإن خطاب الضمان يغنيه عن‬
‫تحويل العمالت األجنبية الموازية لقيمة التأمين الواجب إيداعه لدى خزينة الجهة اإلدارية‪ ،‬ثم إعادة‬
‫تحويلها ثانية عند انتهاء العملية أو عدم رسو العطاء و ما يترتب على ذلك من آثار مالية نتيجة تغير‬
‫أسعار الصرف في الفترة ما بين تقديم التأمين و سحبه‪ ،‬وصعوبة تحديد الطرف الذي يتحمل هذه الخسارة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية و المصرفية‪،‬المجلد الرابع‪،‬عمليات البنوك‪،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬عمان األردن‪، 2008،‬ص‪. 342‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محمود الكيالني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬ص‪. 339‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد الحميد الشواربي‪،‬عمليات البنوك‪ ،‬منشأة المعارف للنشر‪ ،‬مصر‪، 2002،‬ص ‪.370‬‬

‫‪35‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أن وجدت‪ ،‬ومصاريف البنك و خالفه‪ ،‬و هذا عالوة على ما يؤديه خطاب الضمان من هذه الحالة من‬
‫تفادي اإلجراءات الطويلة الخاصة بتعليمات الرقابة على النقد‪.‬‬
‫تتصف عملية إصدار خطاب الضمان بالمرونة بالنسبة للمتعاقد األجنبي خاصة بالنسبة لخطابات‬
‫الضمان االبتدائية (و هي التي تقدم لضمان جدية مقدم العطاء)‪ ،‬فالمقاول أو المورد األجنبي قد يفضل‬
‫إرسال غطائه في المناقصات العامة المفتوحة قبل موعد فتح المظاريف بفترة وجيزة حرصا على عدم‬
‫تسرب إس ارره إلى بقية المتناقصين أو ليتمكن من دراسة الموقف دراسة دقيقة تبعا لمستوى األسعار‬
‫المقدمة أو لتغييرها في األسواق‪ ،‬فيلجأ المتعاقد األجنبي إلى احد مراسلي البنوك الذي يتعاقد معه في‬
‫الخارج الذي يقوم بدوره بإرسال برقية موضح ا شروط الضمان و الرقم السري المتعارف عليه بين البنك و‬
‫مراسله‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن عملية إصدار خطاب الضمان كثي ار ما تتضمن تسهيال ائتمانيا يمنحه البنك‬
‫لعمالئه‪ .‬ذلك أن البنك كثي ار ما يكتفي بمطالبة عملية بتقديم غطاء جزئي مقابل إصدار لخطاب الضمان‬
‫(وديعة نقدية أو عينية)‪ ،‬بحيث يبقى جزء من قيمة الضمان مكشوفا‪ ،‬كما قد يصدر البنك الخطاب على‬
‫المكشوف اكتفاء بثقته في العميل وسمعته المالية المليئة ‪ .‬وهنا يعتبر إصدار خطاب الضمان بغطاء‬
‫جزئي أو على المكشوف تسهيال ائتمانيا‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬أهمية خطاب الضمان بالنسبة للبنك‪:‬‬
‫ال جدال في أن البنك مصدر خطاب الضمان ‪ ،‬يفيد أيضا من إصداره لمثل هذه الخطابات ‪ ،‬فالبنك‬
‫يتقاضى عمولة من عميله مقابل إصدار هذا الخطاب ‪ ،‬وتتناسب هذه العمولة مع قيمة الضمان واجله‬
‫ونوع العملية المطلوب تقديم خطاب الضمان عنها‪.‬‬
‫وخطابات الضمان ال تسدد قيمتها للمستفيد في أغلب األحوال وال تكلف البنك في إصدارها إال نفقات‬
‫إدارية بسيطة إذ ما قورنت بالعمليات المصرفية األخرى مثل فتح الحسابات الجارية وتقديم‬
‫القروض‪...‬الخ‪.‬‬
‫كما ال يتحمل البنك في النهاية خسارة إذا دفع قيمتها إذ يحتفظ البنك عادة بغطاء ‪ ،‬ويأخذ على العميل‬
‫تعهدات كافية تضمن له سداد هذه القيمة ورجوعه على العميل ‪.‬هذا فضال عن كل أموال العميل لدى‬
‫البنك‪ ،‬تكون ضامنة لتصرف البنك‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.371‬‬


‫‪36‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إال ان الخطر الرئيسي الذي يحيط بعملية خطابات الضمان المصرفية‪ ،‬يتجسد في الطلب الذي ال يبنى‬
‫على أساس ‪ ،‬والمبني أحيانا على الغش وتدليس المقدم من المستفيد بالوفاء بقيمة الضمان‪ ،‬فالكفيل ‪-‬‬
‫ولو متضامنا‪ -‬يستطيع التمسك بالدفوع التي للمدين ‪ ،‬عكس الحال بالنسبة للضامن الذي يلتزم بالدفع عند‬
‫أول مطالبة وعلى الرغم من معارضة العميل‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -3‬أهمية خطاب الضمان بالنسبة للمستفيد‪:‬‬
‫إن عملية إصدار خطابات الضمان تفيد الجهات المستفيدة ذاتها ‪ ،‬أي أنها تعود بالفائدة على المستفيد‪،‬‬
‫فصدور خطاب ضمان من بنك معتمد يعد ضمانا كافيا من وجهة نظر هذه الجهات المستفيدة منه‪ ،‬ال‬
‫تقل عما يؤديه التأمين النقدي المودع عليها‪،‬خاصة وان تتطلب في خطاب الضمان شروط تجعله قابال‬
‫للدفع من جانب البنك دون قيد أو شرط أو حتى رغم اعتراض العميل‪ ،‬وقبول الجهات المستفيدة‬
‫لخطابات الضمان يجعلها في الواقع تتجنب المشاكل التي قد تنتج عن إيداع المبالغ لديها واعادة سحبها‬
‫في أية المدة التي قد تقصر أو تطول حسب نوع كل عملية على حدى‪ ،‬وال يخفى أن قبول خطابات‬
‫الضمان بدال من التأمين النقدي من الجهات المستفيدة‪ ،‬يشجع الموردين والمقاولين على التقدم إلى‬
‫المناقصات التي يعلن عنها للمزايا التي يحققها خطاب الضمان لهم من عدم ضرورة إيداع مبالغ نقدية‬
‫وتعطيلها عن االستثمار أو االقتراض من البنك بفائدة مرتفعة ‪ ،‬مما يترتب عليه حصول الجهة‬
‫المستفيدة على أفضل الشروط وارخص األسعار‪ ،‬وتتضح أهمية عملية إصدار خطابات الضمان‬
‫وفائدتها االقتصادية كلما كان العميل أجنبيا ‪ ،‬األمر الذي يترتب عليه تحويل عمولة البنك بالعمالت‬
‫األجنبية‪ ،‬مما يستتبع زيادة رصيد الدولة من العمالت الحرة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقنية االعتماد المستندي‬
‫أوال‪ :‬مفهوم االعتماد المستندي و أطرافه‬
‫‪ -‬مفهوم االعتماد المستندي‪:‬‬
‫االعتماد المستندي هو ترتيب مصرفي بين بنكين أو أكثر في شكل تعهد مكتوب تعمل فيه البنوك مصدرة‬
‫االعتمادات المستندية بناءا على تعليمات عمالئها‪ ،‬وتلتزم بموجبه البنوك القابلة له والمتداخلة فيه بالدفع‬
‫إلى المستفيدين من هذه االعتمادات مقابل مستندات شحن أو مستندات تنفيذ أو أداء خدمة منصوص عليها‬
‫باالعتماد ومطابقة تماما لشروط أو قبول كمبياالت مستندية مرتبطة بهذه االعتمادات‪ ،‬أو تداخل مستندات‬
‫شحن مطابقة لشروط هذه االعتمادات ‪.2‬‬

‫‪ -1‬عزيز العكيلي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬األوراق التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن‪،2007 ،‬ص‪. 450‬‬
‫‪ -2‬أحمد غنيم ‪،‬االعتماد المستندي و التحصيل المستندي ‪،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪،‬مصر‪، 1997 ،‬ص‪70‬‬

‫‪37‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما يمكن تعريفه على أنه تعهد كتابي يصدر منطرف البنك بناءا على طلب المستورد لصالح المصدر‬
‫يتعهد فيه البنك بدفع ما عليه في حدود مبلغ معين ولغاية أجل محدود مقابل استالمه مستندات الشحن طبقاً‬
‫لشروط االعتماد والتي تظهر شحن بضاعة معينة بمواصفات وأسعار محددة‪ ،‬يمكن القول أن االعتماد‬
‫‪1‬‬
‫المستندي يمثل في جوهره مايلي‪:‬‬
‫‪-1‬عملية بنكية يقوم خاللها البنك بدور الوسيط الملتزم المطمئن لكل من المصدر والمستورد‪.‬‬
‫‪-2‬عملية بنكية تساعد على بناء الثقة المفتقدة بين طرفي العقد‪.‬‬
‫‪-3‬عملية بنكية يضمن بموجبها البنك للمصدر دفع قيمة بضاعته والتي تم شحنها‪ ،‬ويضمن للمستورد عدم‬
‫قيامه بالدفع إال بعد قيام المصدر بالشحن وبعد التأكد من مطابقتها للمواصفات المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ -4‬عملية بنكية تكون مرتبطة بمستندات فقط وليس بالبضائع‪.‬‬
‫‪-5‬عملية بنكية تكون البنوك فيها مقيدة بالتعليمات المنصوص عليها في االعتماد ال غير‪.‬‬
‫‪ -6‬عملية بنكية تكون فيها عالقة المصدر والمستورد ليست عالقة ناشئة عن عملية االعتماد المستندي‬
‫وانما هي عالقة سابقة ومستقلة تنشأ عن عقد البيع المبرم بينهما‪ ،‬والبنوك غير ملزمة بالعقود المشار إليها‬
‫بعقد البيع وال عالقة لها بها‪.‬‬
‫‪ -‬أطراف االعتماد المستندي‪:‬‬
‫هناك ثالث أطراف لالعتماد المستندي و هي األطراف األساسية و باإلضافة إلى طرف رابع و هو البنك و‬
‫‪2‬‬
‫فيما يلي التعريف بكل طرف‪:‬‬
‫‪ -1‬البنك المصدر لالعتماد‪ :‬وهو يمثل أحد األطراف الرئيسية لالعتماد المستندي وقد يسمى بالبنك فاتح‬
‫االعتماد إذ يتولى هذا األخير إصدار االعتماد المستندي لصالح المصدر متعهداً بدفع قيمة الصفقة المبرمة‬
‫بين المصدر والمستورد وفقاً لشروط فتح االعتماد المستندي‪ ،‬ويعتبر البنك المصدر االعتماد بنكاً للمستورد‬
‫حيث يتعامل نيابة عنه‪ ،‬و يتلقى بالمقابل عمولة و فوائد متفق عليها من البداية بموجب عقد مفصل‪.‬‬
‫‪ -2‬طالب االعتماد( المستورد) ‪ :‬قد يسمى بالمشتري وبغض النظر عن المسميات فإنه يمثل الطرف الذي‬
‫يتقدم إلى أحد البنوك المحلية طالباً فتح اعتماد إلتمام الصفقة التجارية التي تمت بينه وبين المصدر‪ ،‬ولكن‬
‫حتى يتحقق ذلك عليه أن يقوم بمراجعة كافة المستندات الالزمة إلتمام إجراءات فتح االعتماد‬
‫(المستندات التي يحددها البنك)‪ ،‬وبعد استفاء كافة المستندات المطلوبة استنادا إلى الفاتورة الشكلية التي‬

‫‪ -1‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬النظرية اإلقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية للطباعة والنشر ‪ ،‬مصر ‪ ، 2007،‬ص‪.249‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬عبد المطلب عبد الحميد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪.249‬‬

‫‪38‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وردت للمستورد من المصدر يطلب المستورد من البنك فتح االعتماد المستندي لصالح المصدر بمبلغ‬
‫معين ولمدة محددة مقابل بضاعة محددة يتم توصيفها تفصيليا‪.‬‬
‫‪ -3‬المصدر ( المستفيد)‪ :‬قد يكون المصدر شخصاً أو مجموعة أشخاص أو شركة‪...‬الخ وفي جميع‬
‫الحاالت فإن االعتماد المستندي متمثالً في خطاب االعتماد قد يصدر باسم المستفيد مباشرة أو باسم أحد‬
‫البنوك العاملة في بلده‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬وظائف االعتماد المستندي‬
‫‪1‬‬
‫من بين هذه الوظائف‪:‬‬
‫‪ -1‬وسيلة دفع دولية متعلقة بتبادل السلع والخدمات حيث أنها تقنية جديدة في تسوية التعامالت التجارية‬
‫بين الدول‪.‬‬
‫‪ -2‬وسيلة ضمان حيث أنه يوفر الضمان والثقة بين كل األطراف المتداخلة فيه لنجاح عملية التبادل بدون‬
‫مخاطر التقلبات االقتصادية والسياسية وحتى التشريعية في بلدان المتعاملين‪.‬‬
‫‪ -3‬هو وسيلة لمنح االئتمان لكل من المستورد صاحب فتح االعتماد والمستفيد‪ ،‬حيث أن المستورد يمكن‬
‫أن يطلب قرض من البنك الفاتح لالعتماد إلتمام الصفقة والمصدر يمكنه أن يطلب أيضاً ائتمان لتلبية‬
‫الطلبات‪.2‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنواع االعتمادات المستندية‬
‫يصنف االعتماد المستندي إلى عدة تصنيفات يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تصنيف االعتمادات من حيث قوة التعهد‪:‬‬
‫‪ 1-1‬تصنيف االعتمادات من حيث قوة تعهد البنك المصدر ‪:‬تتخذ االعتمادات المستندية صو اًر مختلفة‬
‫‪3‬‬
‫يمكن تصنيفها من حيث قوة التعهد( أي مدى التزام البنوك بها) إلى نوعيين‪:‬‬
‫‪ 1-1-1‬االعتماد المقابل لإللغاء ( أو النقض)‪ :‬هو الذي يجوز تعديله أو إلغاؤه من البنك المصدر في أي‬
‫لحظة دون إشعار مسبق للمصدر وهذا النوع نادر االستعمال حيث لم نجد قبوالً في التطبيق العملي من قبل‬
‫المصدرين لما يسببه لهم من أضرار ومخاطره‪ ،‬ذلك أن االعتماد القابل لإللغاء يمنح ميزات كبيرة للمستورد‬
‫فيمكنه من االنسحاب من التزامه‪ ،‬أو تغيير الشروط أو إدخال شروط جديدة في أي وقت شاء دون الحاجة‬
‫إلى إعالم المصدر‪ ،‬غير أن التعديل أو النقص ال يصبح نافذاً إال بعد أن يتلقى المراسل اإلشعار الذي‬

‫‪1‬‬
‫‪- Ghislaine Legrand et Hubert Martini, Management des opérations de commerce international année‬‬
‫‪1993.p335.‬‬
‫‪ -2‬جمال يوسف عبد النبي ‪،‬االعتمادات المستندية ‪،‬مركز الكتاب األكاديمي‪،‬عمان األردن‪ ، 2001،‬ص‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬رباح محمد وعقاب فاتح‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬

‫‪39‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يوجه إليه البنك فاتح االعتماد لهذا الغرض‪ ،‬بمعنى أن البنك فاتح االعتماد يكون مرتبط اتجاه المصدر بدفع‬
‫قيمة المستندات في حال أن هذا الدفع قد تم من قبل البنك المراسل قبل استالم علم التعديل أو اإللغاء ‪.‬ومن‬
‫حق البنك إلغاء االعتماد دون أي يلزم بإعطاء السبب أو تبرير إللغائه‪.‬‬
‫‪ 2-1-1‬االعتماد القطعي ( غير القابل لإللغاء)‪:‬هو الذي ال يمكن إلغاؤه أو تعديله إال إذا تم االتفاق‬
‫والتراضي على ذلك من قبل جميع األطراف ذات العالقة‪ ،‬وال سيما موافقة المصدر‪ ،‬فيبقى البنك فاتح‬
‫االعتماد ملتزماً بتنفيذ الشروط المنصوص عنها في عقد فتح االعتماد‪ ،‬وهذا النوع من االعتمادات‬
‫المستندية هو الغالب في االستعمال ألنه يوفر ضماناً أكبر للمصدر لقبض قيمة المستندات عند مطابقتها‬
‫لشروط وبنود االعتماد ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ 2 -1‬تصنيف االعتمادات من حيث قوة تعهد البنك المراسل ‪ :‬يمكن تقسيم االعتماد إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ 1-2-1‬االعتماد المستندي غير المعزز ‪:‬بموجب االعتماد المستندي غير المعزز يقع االلتزام بالسداد‬
‫للمصدر على عاتق البنك فاتح االعتماد ويكون دور البنك المراسل في بلد المصدر مجرد القيام بوظيفة‬
‫الوسيط في تنفيذ االعتماد نظير عمولة‪ ،‬فال إلزام عليه إذا أخل أحد الطرفين بأي من الشروط الواردة في‬
‫االعتماد‪.‬‬
‫‪ 2-2-1‬االعتماد القطعي المعزز‪ :‬في االعتماد القطعي المعزز يضيف البنك المراسل في بلد المصدر إلى‬
‫تعهد البنك الذي قام بفتح االعتماد‪ ،‬فيلتزم بدفع القيمة في جميع الظروف ما دامت المستندات مطابقة‬
‫للشروط ‪ ،‬وبالتالي يحظى هذا النوع من االعتمادات بوجود تعهدين من بنكين ( البنك فاتح االعتماد والبنك‬
‫المراسل في بلد المصدر) فيتمتع المصدر لمزيد من االطمئنان وبضمانات أوفر بإمكانية قبض قيمة‬
‫المستندات‪.‬‬
‫‪ -2‬تصنيف االعتمادات من حيث طريقة التسوية‪:‬‬
‫‪ 1-2‬تصنيف االعتمادات من حيث طريقة الدفع للبائع المستفيد ‪:‬يمكن تقسيم االعتماد المستندي من حيث‬
‫‪2‬‬
‫طريقة الدفع للبائع المصدر‪:‬‬
‫‪ 1-1-2‬اعتماد اإلطالع‪ :‬في اعتماد اإلطالع يدفع البنك فاتح االعتماد بموجبه كامل قيمة المستندات‬
‫المقدمة فور اإلطالع عليها والتحقق من مطابقتها لالعتماد في حالة االعتماد غير القابل لإللغاء والمؤكد‪،‬‬

‫‪ -1‬خالد أمين عبد هللا‪،‬العمليات المصرفية (الطرق المحاسبية الحديثة)‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان األردن‪، 2000 ،‬ص‪. 212‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬رباح محمد وعقاب فاتح‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 83‬‬

‫‪40‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فبمجرد تقديم المصدر لبنك اإلشعار المستندات المطلوبة في االعتماد بإمكان المصدر الحصول على كامل‬
‫المبالغ مباشرة‪ ،‬وهذا النوع هو أكثر االعتمادات شيوعاً‪.‬‬
‫‪ 2-1-2‬اعتماد القبول‪:‬ينص على أن الدفع يكون بموجب كمبياالت يسحبها البائع المستفيد ويقدمها ضمن‬
‫مستندات الشحن‪ ،‬على أن يستحق تاريخها في وقت الحق معلوم والمسحوبات المشار إليها أما أن تكون‬
‫على المشتري فاتح االعتماد‪ ،‬في هذه الحالة ال تسلم المستندات إال بعد توقيع المستورد بما يفيد التزامه‬
‫بالسداد في التاريخ المحدد لدفعها‪ ،‬وأما أن تكون مسحوبة على البنك فاتح االعتماد الذي يتولى نيابة عن‬
‫المستورد توقيعها بما يفيد التزامه بالسداد في األجل المحدد لدفعها أو يسحبها على المستورد ويطلب توقيع‬
‫البنك الفاتح بقبولها أو التصديق عليها‪ ،‬ويختلف اعتماد الدفع اآلجال عن اعتماد القبول في آن المستفيد ال‬
‫يقدم كمبيالة مع المستندات ‪.‬‬
‫‪ 3-1-2‬اعتماد الدفعات ‪:‬اعتمادات الدفعات المقدمة أو االعتمادات ذات الشرط األحمر هي اعتمادات‬
‫قطيعة يسمح فيها للمستفيد بسحب مبالغ معينة مقدماً بمجرد إخطاره باالعتماد‪ ،‬أي قبل تقديم المستندات‬
‫وتخصم هذه المبالغ من قيمة الفاتورة النهائية عند االستعمال النهائي لالعتماد‪ ،‬وسميت هذه االعتمادات‬
‫هذا االسم ألنها تحتوي على هذا الشرط الخاص الذي يكتب عادة بالحبر األحمر للفت النظر إليه ‪.‬ويقوم‬
‫البنك المراسل بتسليم الدفعة المقدمة للمستفيد مقابل إيصال موقع منه إلى جانب تعهد منه بردها إذا لم‬
‫تشحن البضاعة أو يستعمل االعتماد خالل فترة صالحياته‪ ،‬ويلتزم البنك المصدر بتعويض البنك المراسل‬
‫عند أول طلب من‪ ،‬فإذا لم ينفذ االعتماد وعجز المستفيد عن رد الدفعة المقدمة فإن اآلمر مسؤول عن‬
‫التعويض للبنك المصدر‪ ،‬وقد يتم تسليم الدفعة المقدمة مقابل خطاب ضمان بقيمة وعملة الدفعة المقدمة‪،‬‬
‫ويستخدم هذا النوع من االعتمادات لتمويل التعاقدات الخاصة بتجهيز المصانع باآلالت والمعدات وانشاء‬
‫المباني‪ ،‬أو التعاقدات الخاصة بتصنيع بضاعة بمواصفات خاصة ال تتالءم إال مستوردها وحده‪ ،‬أو كونها‬
‫تحتاج لمبالغ كبيرة من أجل تصنيعها‪.‬‬
‫‪ -3‬تصنيف االعتمادات من حيث طريقة سداد المستورد‪ :‬يمكن تقسيم االعتمادات المستندية من حيث‬
‫مصدر تمويلها‪ ،‬فقد تكون ممولة تمويالً ذاتياً من قبل العميل طالب فتح االعتماد‪ ،‬أو ممولة تمويال كامالً أو‬
‫‪1‬‬
‫جزئياً من طرف البنك فاتح االعتماد‪ ،‬ليحدد كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1-3‬االعتماد المغطى كليا ‪:‬هو الذي يقوم طالب االعتماد بتغطية مبلغه بالكامل للبنك‪ ،‬ليقوم البنك‬
‫بتسديد ثمن البضاعة للبائع لدى وصول المستندات الخاصة بالبضاعة إليه ‪.‬فالبنك في هذه الحالة ال‬

‫‪1‬‬
‫‪- Annik Nuddrzo,théorie et pratique du commerce international,paris.1990 p20.‬‬

‫‪41‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتحمل أي عبء مالي ألن العميل اآلمر يكون قد زوده بكامل النقود الالزمة لفتح وتنفيذ االعتماد‪ ،‬أو يكون‬
‫في بعض الحاالت قد دفع جزءاً من المبلغ عند فتح االعتماد أو يسدد الباقي عند ورود المستندات‪ ،‬فهذه‬
‫الحالة تأخذ حكم التغطية الكاملة‪ ،‬ولكن يظل البنك في االعتماد المغطى كلياً مسؤوالً أمام عميله عن أي‬
‫استعمال خاطىء للنقود مثل دفعها للمستفيد إذا لم تكن شروط االعتماد قد توافرت أو إذا تأخر فيها‪ ،‬كما‬
‫يسأل عن أي خطأ مهني يرتكبه البنك المراسل في مهمته ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬االعتماد المغطى جزئيا ‪:‬هو الذي يقوم فيه العميل اآلمر بفتح االعتماد بدفع جزء من ثمن البضاعة‬
‫من ماله الخاص‪ ،‬وهناك حاالت مختلفة لهذه التغطية الجزئية مثل أن يلتزم العميل بالتغطية بمجرد الدفع‬
‫للمستفيد حتى قبل وصول المستندات‪ ،‬أو االتفاق على أن تكون التغطية عند وصول المستندات أو أن‬
‫يتأخر الدفع إلى حين وصول السلعة ‪.‬ويساهم البنك في تحمل مخاطر تمويل الجزء الباقي من مبلغ‬
‫االعتماد‪ ،‬وتقوم البنوك التقليدية باحتساب فوائد على األجزاء غير المغطية‪ ،‬وهي فوائد ربوية محرمة تتجنبها‬
‫البنوك اإلسالمية باستخدام بديل آخر يسمى اعتماد المشاركة‪.‬‬
‫‪ -3-3‬االعتماد غير المغطى ‪:‬هو االعتماد الذي يمنح فيه البنك تمويالً كامالً للعميل في حدود مبلغ‬
‫االعتماد حيث يقوم البنك بدفع المبلغ للمستفيد عند تسلم المستندات‪ ،‬ثم تتابع البنوك التقليدية عمالئها لسداد‬
‫المبالغ المستحقة حسبما يتفق عليه من آجال وفوائد عن المبالغ غير المسددة‪ ،‬وتختلف البنوك اإلسالمية‬
‫في كيفية تمويل عمالئها بهذا النوع من االعتمادات‪ ،‬حيث تعتمد صيغة تعامل مشروعة تسمى اعتماد‬
‫المرابحة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -4‬تصنيف االعتمادات من حيث الشكل والطبيعة‪ :‬وهي على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ 1-4‬االعتماد القابل للتحويل‪ :‬هو اعتماد غير قابل للنقض ينص فيه على حق المستفيد في الطلب من‬
‫البنك المفوض بالدفع أن يضع هذا االعتماد كلياً أو جزئياً تحت تصرف مستفيد آخر‪ ،‬ويستخدم هذا النوع‬
‫غالباً إذا كان المستفيد األول وسيط أو وكيل للمستورد في بلد التصدير فيقوم بتحويل االعتماد بدوره إلى‬
‫المصدرين الفعليين للبضاعة نظير عمولة معينة أو االستفادة من فروق األسعار‪ ،‬وتتم عملية التحويل‬
‫بإصدار اعتماد جديد أو أكثر لصالح المستفيد األول أو المستفيدين التاليين‪ ،‬وال يعني التحويل تظهير‬
‫خطاب االعتماد األصلي نفسه أو تسليمه للمستفيد الثاني‪ ،‬ويشترط ال مكان التحويل موافقة األخير والبنك‬
‫المصدر لالعتماد األصلي والمستفيد األول‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬رباح محمد وعقاب فاتح‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 85‬‬

‫‪42‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2-4‬االعتماد الدائري أو المتجدد ‪:‬هو الذي يفتح بقيمة ومدة محددتين غير أن قيمته تتجدد تلقائياً إذا تم‬
‫تنفيذه أو استعماله‪ ،‬حيث يمكن للمستفيد تكرار تقديم المستندات لعملية جديدة في حدود قيمة االعتماد‬
‫وخالل فترة صالحيته وبعدد المرات المحدد في االعتماد‪ ،‬وقد يكون تجدد االعتماد على أساس المدة أو‬
‫على أساس المبلغ‪ ،‬أما تجدده على أساس المبلغ فمعناه أن يفتح هذا االعتماد بمبلغ محدد‪ ،‬ويتجدد مبلغه‬
‫تلقائياً لعدة فترات بنفس الشروط‪ ،‬فإذا تم استعماله خالل الفترة األولى تجددت قيمته بالكامل ليصبح ساري‬
‫المفعول خالل الفترة التالية وهكذا‪ ،‬وهذا النوع قليل االستخدام وال يفتح في العادة إال العمالء ممتازين يثق‬
‫البنك في سمعتهم ويستعمل خصوصاً لتمويل بضائع متعاقد عليها دورياً‪.1‬‬
‫‪ 3- 4‬االعتماد الظهير ‪:‬االعتماد الظهير أو االعتماد مقابل العتماد آخر يشبه االعتماد القابل للتحويل‬
‫حيث يستعمل في الحاالت التي يكون فيها المستفيد من االعتماد األصلي وسيطاً وليس منتجاً للبضاعة‬
‫كأن يكون مثالً وكيال للمنتج‪ ،‬وفي هذه الحالة يقوم المستفيد يفتح اعتماد جديد لصالح المنتج بضمانة‬
‫االعتماد األول المبلغ له‪ .‬ويستخدم هذا األسلوب خصوصاً إذا رفض المستورد فتح اعتماد قابل للتحويل أو‬
‫في حالة طلب المنتج شروطاً ال تتوفر في االعتماد األول‪ ،‬وعادة ما تكون شروط االعتماد الثاني مشابهة‬
‫لالعتماد األصلي باستثناء القيمة وتاريخ الشحن وتقديم المستندات التي تكون في الغالب أقل وأقرب ليتيسر‬
‫للمستفيد األول إتمام العملية وتحقيق الربح من الفرق بينهما‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬منافع االعتماد المستندي ومخاطره‬
‫يعد االعتماد المستندي من بين أهم الوسائل في مجال التجارة الخارجية وينتج عن استعماله في‬
‫المعامالت الدولية تحقيق العديد من المنافع و مجابهة الكثير من المخاطر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫منافع االعتماد المستندي‪ :‬تتلخص في ثالث مجموعات وهي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -1-1‬مجموعة من المنافع تتعلق بالتسهيالت التمويلية ‪:‬وتتمثل أهمها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تلبية رغبة المستورد في تمويل قيمة مشترياته من خالل االئتمان وتلبية رغبة البائع في الحصول على‬
‫قيمة مبيعاته نقداً‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد على تمويل معامالت محددة مطابقة للمواصفات المتفق عليها مع الوعد الدفع المؤكد‪ ،‬مما يقلل‬
‫درجة المخاطرة التي يمكن أن يتعرض لها المصدر والمستورد معاً‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد محمود فيمي‪،‬القواعد و العادات الموحدة لالعتمادات المستندية ‪،‬معهد الدراسات المصرفية ‪،‬مصر‪، 2000 ،‬ص‪. 23‬‬
‫‪ -2‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬االعتمادات المستندية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬كلية التجارة ‪ ،‬مصر‪ ، 2003 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪43‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬في حاالت عديدة يسمح االعتماد المستندي للمستورد بالشراء بأسعار أرخص نسبياً مقارنة باألسعار التي‬
‫كان يمكن دفعها في حالة الشراء ألجل‪ ،‬والتي تتم وفقاً لشروط الشراء طويلة األجل‪.‬‬
‫‪ -‬كما يساعد أيضاً في حاالت معينة على إلغاء أو تخفيض مخاطر االئتمان التجاري إلى أدناه‪ ،‬وتتحقق‬
‫ذلك عندما يتم تعزيز االعتماد‪ ،‬ويكون في هذه الحالة غير قابل لإللغاء أو النقص‪ ،‬فالمصدر في ظل هذه‬
‫الشروط يكون متأكد من حصول قيمة مبيعاته نقداً ووفقاً لشروط االتفاق بغرض النظر عن رغبة وقدرة‬
‫المستورد على الدفع‪.‬‬
‫‪ -2-1‬مجموعة من المنافع تتعلق بتقديم الحماية القانونية ‪ :‬يتم صياغة وتنظيم وتنظير االعتماد‬
‫المستندي من خالل مجموعة من التشريعات القانونية والق اررات اإلدارية والتنظيمي‪ ،‬تشكل في مجموعها‬
‫حماية قانونية لجميع أطراف التعامل والتي تتحقق من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬التشريعات القانونية السائدة في دولتي المصدر والمستورد‪.‬‬
‫‪ -‬القانون المدني في بلدان التعامل‪.‬‬
‫‪ -‬العرف والتقاليد السائدة والتي يعكسها القانون العام والدستور في دول التعاقد‪.‬‬
‫‪ -‬مجموعة من القواعد القانونية أو التعاقدية‪.‬‬
‫‪ -3-1‬مجموعة منافع تتعلق بتسهيالت إئتمانية ‪:‬إن االعتماد المستندي أضمن وسائل الدفع الدولية حيث‬
‫أنه يسمح بتقديم تسهيالت ائتمانية تساعد على نوع عمليات التبادل الدولي وهذا من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬يضمن للمصدر عدم انسحاب المستورد وهذا حسب االتفاق المبرم في العقد التجاري الذي يربط بينهما‬
‫وكذا المدة المتفق عليها في االعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة للمصدر يكون لديه ضمان – بواسطة االعتماد المستندي ‪-‬بأنه سوف يقبض قيمة البضاعة التي‬
‫يكون قد تعاقد على تصديرها‪ ،‬وذلك فور تقديم وثائق شحن البضاعة إلى البنك الذي يكون قد أشعره بورود‬
‫االعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬أما بالنسبة للمستورد فإنه ال يدفع القيمة المحددة في العقد المبرم مع المصدر والمذكورة في صلب‬
‫االعتماد‪ ،‬إال إذا قدم المصدر المستندات الدالة على حسن تنفيذ االلتزامات المتعلقة به‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪1‬‬
‫‪ -2‬مخاطر االعتماد المستندي‪ :‬لالعتماد المستندي عدة مخاطر نذكر منها‪:‬‬
‫‪ 1-2‬مخاطر المستورد‪:‬‬
‫‪ -‬أخطاار تجارياة تتعلاق بالبضاائع مان حياث اساتالمها‪ ،‬وتطابقهاا ماع شاروط العقاد أو مان حياث‬
‫تعرضها لعطب أو نقص‪.‬‬
‫* خطر المماطلة في الدفع من طرف شركة التأمين في حالة حدوث حادث‪.‬‬

‫* كذلك يمكن للمستورد استالم وثائق تحمل بيانات غير مطابقة (وزن البضاعة)‪ ،‬عدد الطرود‪ ،‬القيمة‬
‫المالية‪ ،‬اآلجال المحددة‪ ،‬مدة الصالحية‪ ،‬آجال الشحن‪.‬‬
‫* أخطاار مالياة تتعلاق بتقلباات أساعار الصارف‪ ،‬فعنادما يقاوم المساتورد بصافقة تجارياة تكاون قيماة‬
‫العملاة المحلياة محاددة بقيماة معيناة لكان بعاد القياام بكافاة اإلجاراءات تتادهور هاذه القيماة فتجاد‬
‫المستورد مجبر على دفع مبالغ أكثر من تلك التي كان يتوقعها‪.‬‬
‫* خطار طلاب مصااريف إضاافية مقابال التساليم مان طارف البناك الفااتح لالعتمااد أو مان المكلاف‬
‫بالنقل في حالة حدوث طارئ يتطلب أتعاب إضافية‪.‬‬
‫‪ 2-2‬مخاطر المصدر‪:‬‬

‫للمماطلااة أو محاولااة تعقيااد األمااور ماان قباال المسااتورد‪ ،‬ذلااك‬ ‫‪ -‬يمكاان للمصاادر أن يتعاار‬
‫باشاتراط مساتندات ووثاائق ليسات لهاا أهمياة بالنسابة للعملياة أو لام يتفاق عليهاا مان قبال لاذا يجاب‬
‫عليه أن يكون يقظا‪.‬‬
‫أو عدم قدرة الدولة أو األطراف المتعاملة إجراء الدفع في المواعيد المحددة‪.‬‬ ‫‪ -‬رف‬
‫قيمة العملة المتفق عليها للدفع مقارنة بعملة البلد‪.‬‬ ‫‪ -‬أخطار مالية تتعلق بانخفا‬
‫‪ -‬مخااطر سياساية تتمثال فاي الحاروب والتاوترات التاي تاددي إلاى مناع المساتورد مان تأدياة‬
‫التزاماته‪.‬‬
‫يمكاااان توضاااايح مخاااااطر االعتماااااد المسااااتندي كمااااا هااااو موضااااح فااااي‬ ‫وبعاااد هااااذا الطاااارك والعاااار‬
‫الجدول (‪ )1-2‬في الصفحة الموالية‪:‬‬

‫‪ -1‬فريد الصلح‪ ،‬موريس نصر‪ ،‬المصرف و األعمال المصرفية‪ ،‬دار األهلية للنشر و التوزيع ‪،‬بيروت‪،‬لبنان‪، 1989 ،‬ص‪. 11‬‬

‫‪45‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول (‪ :)1-2‬مخاطر االعتمادات المستندية‬

‫أنواع الخطر‬ ‫أسباب الخطر‬

‫المصدر‬ ‫المستورد‬

‫الحروب والتوترات التي تؤدي‬


‫الحروب والتوترات التي تؤدي‬
‫إلى منع المصدر من تنفيذ العقد مع‬
‫مخاطر سياسية‬ ‫إلى منع المستورد من تأدية‬
‫المستورد‪.‬‬
‫التزاماته‪.‬‬

‫مخاطر‬

‫الظروف‬ ‫عدم قدرة المصدر على تمويل المبالغ‬


‫رفض أو عدم قدرة الدولة أو‬
‫الناتجة عن عدم وفائه اللتزاماته‪.‬‬
‫الشخصيات المتعاملة إجراء الدفع في مخاطر التمويل‬
‫البيئية‬
‫المواعيد المحددة‪.‬‬

‫ارتفاع العملة المتفق عليها للدفع‬


‫انخفاض قيمة العملة المتفق عليها‬
‫مخاطر االستبدال‬ ‫بما يزيد عن ثمن البضاعة‪.‬‬
‫لدفع مقارنة بعملة البلد‬

‫المصدر‪ :‬خالد أمين بن عبد ربه‪ ،‬العمليات المصرفية‪ -‬الطرق المحاسبية الحديثة‪ -‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان ‪، 2000‬ص ‪17‬‬

‫‪46‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الضمانات البنكية لتمويل التجارة الخارجية في الجزائر و طرق سيرها‬
‫يعتبر ضمان األمان الحذر في معامالت التجارة الخارجية من بين أهم المعايير التي ال بد منها‪ ،‬فتعدد‬
‫المبادالت التجارية الخارجية وتشعبها أدى إلى تنوع األخطار التي يمكن أن تعصف بالعصب الرئيسي‬
‫لتمويل التجارة الخارجية ‪ ،‬لذا يستلزم ما يسمى بالضمانات البنكية‪.‬‬
‫فالضمان يستعمل كوسيلة ائتمانية و غطائية لخطر عدم التزام الطرفين بواجباتهما التعاقدية‪ ،‬و منه يمثل‬
‫الضمان وسيلة رئيسية لترقية التجارة الخارجية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الضمانات البنكية‬
‫للحصول على قروض من البنك ال بد من الضمانات البنكية فهي تعد الوسيلة التي من خاللها يمكن‬
‫للمتعاملين تقديمها إلثبات حق البنك ف الحصول على أمواله التي أقرضها بالطريقة القانونية‪ ،‬ومن بين‬
‫‪1‬‬
‫األسباب التي أدت إلى تنوع الضمانات في السنوات األخيرة مايلي‪:‬‬
‫‪ - 1‬يضطر المصرف إلى طلب هذه الضمانات و ذلك لقلة اهتمام بعض المؤسسات التجارية و الصناعية‬
‫بالمحافظة على السمعة و حسن التعامل‪.‬‬
‫‪ - 2‬كبر حجم العمليات االئتمانية بالنسبة إلى مالية المتعامل نتيجة لبعض الظروف االقتصادية التي‬
‫طرأت مؤخ ار مثل برنامج التنمية و ما تستتبعه من نشاط اقتصادي متزايد و الغالء و ما ينتج عنه من‬
‫انخفاض القدرة الشرائية ‪ ،‬فيزداد حجم الكتلة النقدية الواجب صرفها على الواردات‪.‬‬
‫إن الخطر يعتبر عنص ار مالزما للقروض‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال إلغاؤه بصفة نهائية‪ ،‬أو استبعاد‬
‫إمكانية حدوثه ما دامت هناك فترة انتظار قبل حلول آجال استرداده‪ ،‬لذا يلزم على البنك أن يتعامل مع هذا‬
‫الواقع بشكل حذر و أن يق أر المستقبل قراءة جيدة‪.‬‬
‫و من أجل زيادة االحتفاظ و أمام هذا الواقع الذي ال يمكن تجنبه ‪ ،‬يلجأ البنك فضال عن الدراسات السابقة‬
‫إلى طلب ضمانات كافية من المؤسسات التي تطلب القرض‪ ،‬حيث تعتبر هذه الضمانات ذات أهمية كبرى‬
‫بالنسبة للبنك خاصة عندما يتعلق األمر بالقروض طويلة األجل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بوكونة نورة‪ ،‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستيرفي العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2012 ،3‬ص‬
‫‪. 165‬‬

‫‪47‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن الدراسة ال تقتصر فقط على القيام بتحليل وثائق المؤسسة وأرقامها‪ ،‬و إنما تتوسع إلى طلب أشياء‬
‫ملموسة و ذات قيمة كضمان لمنح القرض‪ ،‬حيث تتنوع أنواع الضمانات وتختلف و يمكن تحديد أهمها‬
‫‪1‬‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬الضمانات الحقيقية‪:‬‬
‫و هي الضمانات الملموسة و التي يمكن حجزها في حالة عدم تسديد المدين لدينه‪ ،‬كالعقارات و‬
‫المنقوالت‪ ،‬و هذا ما يسمى بالرهن )‪ .(Gage‬و تعرف كذلك الضمانات الحقيقية من خالل موضوع‬
‫الشيء المقدم للضمان‪ ،‬و تتمثل هذه الضمانات في قائمة واسعة من السلع والتجهيزات العقارية‪ ،‬يصعب‬
‫تحديدها هنا‪ ،‬و يعطي هذه األشياء على سبيل الرهن‪،‬و ليس على سبيل تحويل الملكية‪ ،‬و ذلك من أجل‬
‫ضمان استرداد القرض‪ ،‬و يمكن للبنك أن يقوم ببيع هذه األشياء عند التأكد من استحالة استرداد القرض و‬
‫في الواقع يمكن أن يشرع في عملية البيع من خالل خمسة عشرة يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ القيام بتبليغ عائد‬
‫للمدين ‪.‬‬
‫* الرهن‪ :‬يعرف الرهن بأنه عقد يلتزم به شخص كضمان لدين تجاري عليه أو على غيره‪ ،‬أن يسلم ماال إلى‬
‫الدائن أو إلى شخص آخر يعينه المتعاقد أن يخوله حبس هذا المال إلى أن يستوفي حقه أو أن يتقدم‬
‫الدائنين العاديين و الدائنين المرتهنين له في المرتبة بتقاضي حقه من ثمن هذا المال في أية يد يكون‪.‬‬
‫و في حالة ما إذا كان الرهن عبارة عن عقد‪ ،‬يشترط أن ينشأ بأركان العقد العامة‪ ،‬وهي الرضا‪ ،‬المحل‪،‬‬
‫السبب‪ ،‬و يجب أن يكون الراهن مالكا للمال المرهون‪ ،‬و ال ينشأ عقد الرهن إال بتسليم المال المرهون أو‬
‫السند المرهون و يترتب على هذا العقد آثار قانونية أهمها بالنسبة للمدين المال المرهون‪ ،‬و نقل حيازته إلى‬
‫الدائن أو إلى شخص آخر يتفقان على تسليمه المال المرهون و صيانته و حفظه من يوم تسلمه إلى يوم‬
‫إعادته عند أستفاء الحق‪ ،‬و يترتب للدائن حق حبس المال و حق التقدم على غيره من الدائنين العاديين‪ .‬و‬
‫ينقسم الرهن الى ثالث أنواع ‪:‬‬
‫‪ -‬رهن المنقوالت المعنوية‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن الحيازي‪.‬‬
‫‪ -‬الرهن العقاري ( الرسمي)‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم إسماعيل إبراهيم‪ ،‬الضمان التجاري في األوراق التجارية دراسة قانونية ‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع ‪ ،‬مصر‪، 1999 ،‬ص‪.45‬‬

‫‪48‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2‬الضمانات الشخصية‪:‬‬
‫في حالة عدم قدرة المدين بالوفاء بالتزاماته في تاريخ االستحقاق تظهر الضمانات الشخصية على أن يقوم‬
‫األشخاص بالتعهد و الذي بموجبه يتعهدون بالتسديد ‪ ،‬وعلى هذا األساس فالضمان الشخصي ال يمكن أن‬
‫يقوم به المدين شخصيا و لكن يتطلب ذلك تدخل طرف ثالث للقيام بدور الضامن ‪.‬والضمانات البنكية هي‬
‫ضمانات شخصية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬طرق سير الضمانات البنكية‬
‫يتم تسيير الضمانات انطالقا من تاريخ إصدارها إلى غاية تاريخ استحقاقها‪ ،‬كما يمكن تعديلها من قبل‬
‫‪1‬‬
‫أطراف العقد وفقا متطلبات العمل‪ ،‬حيث يكون تسيير الضمانات البنكية في التجارة الخارجية كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬تسيير الضمانات البنكية الدولية‪:‬‬
‫‪ 1-1‬تحرير الطلب‪:‬‬
‫يتم تحرير الطلب من طرف البنك الضامن‪ ،‬و هذا بعد استالمه للضمان المضاد و ذلك بإرسال اآلمر أو‬
‫المصدر للوثائق و تقديمها للبنك و تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬وثيقة المتعهد (‪ )l’engagement‬أي أن اآلمر يعطي الحق لبنكه لقطع مبلغ الضمان من حسابه‬
‫لصالح المستفيد‪ ،‬في حالة طلبه من طرف هذا األخير‪.‬‬
‫‪ -‬صورة مطابقة للعقد التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬الضمان المطلوب يتضمن هذه المعطيات‪:‬‬
‫أ‪-‬نوع الضمان‪.‬‬
‫ب‪-‬تاريخ صالحية الضمان‪.‬‬
‫ج‪-‬المستفيد من الضمان‪.‬‬
‫‪ -‬طلب ضمان من شركة التأمين لتغطية خطر الصرف‪.‬‬
‫‪ 2-1‬تحرير النسخة‪:‬‬
‫إن تحرير نسخ الضمانات يكون من طرف البنك أي يتم تقديم أوامر للمراسل األجنبي في إطار الضمان‬
‫غير المباشر‪ ،‬النسخة األصلية و الصور يتم تقديمها للزبون حسب أوامره‪.‬‬

‫‪ -1‬مصطفى راشدي شيحة ‪،‬النقود و المصاريف و االئتمان ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬مصر‪ ، 1999‬ص ‪.67‬‬

‫‪49‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 3-1‬عمليات التتبع‪:‬‬
‫يتم تحديد مدة الصالحية مباشرة عند انتهاء من وضع الضمان مع إمكانية تأجيلها لفترة أخرى‪ ،‬حيث‬
‫يستطيع المستفيد من الضمان أن يطلب تمديد هذه المدة إلى ستة )‪ ( 6‬أشهر إضافة إلى مدة عقد‬
‫الضمان‪ ،‬و التي تسمى بالمدة اإلضافية(‪ )prorogation‬و شهر آخر من البنك الضامن‪.‬‬
‫‪ 4-1‬تكلفة العملية‪:‬‬
‫أما فيما يتعلق بتكلفة العملية فإن هذه األخيرة تتعلق بالضمانات التعاقدية الموضوعة في إطار عمليات‬
‫االستيراد‪ ،‬فالبنوك الجزائرية تتلقى من البنوك القابلة‪:‬‬
‫للسنة أي ¼ ) ‪ )0.25‬لثالثي غير مقسوم أو مبلغ ال يقل عن ‪ 35000‬دج ‪.‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪ -‬عمولة االلتزام‬
‫‪ -‬عمولة التسيير تدفع دفعة واحدة ب ‪ 2000 :‬دج‬
‫‪ -‬ضرائب على البنوك و التأمينات ‪ 11 %‬على مبلغ عمولة االلتزام‪.‬‬
‫‪ -‬طابع ضريبي ‪ 40‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬تكاليف التلكس‪ ،‬الفاكس و الهاتف‪.‬‬
‫ففي عمليات التصدير يقوم المصدر بدفع عموالت لبنكه و أخرى للبنك األجنبي‪ ،‬و هذه العموالت و‬
‫المصاريف غير ثابتة مع إمكانية تعديلها و تغييرها في كل وقت تبعا للعوامل االقتصادية كتقلبات األسعار‪.‬‬
‫‪ 5 -1‬االحتياطات المأخوذة من طرف البائع‪:‬‬
‫‪ -‬الضمان يجب أن يشمل تعويض كل ما هو عاطل‪ ،‬تصليح السلع المباعة‪ ،‬تغيير السلع‪.‬‬
‫‪ -‬شروط استعماله ‪:‬يجب تحديد المدة و وسائل إعالن المصدر‪.‬‬
‫‪ 6-1‬رفع و تخفيض مبلغ الضمان‪:‬‬
‫إن مبلغ الضمان يمكن أن تحل عليه تعديالت في بعض الحاالت أو باالرتفاع و هذا يتوقف على عنصر‬
‫الزمن بطبيعة الحال‪ ،‬و االرتفاع يكون من جراء ارتفاع مبلغ العقد و يكون هذا بموافقة المستفيد‪.‬‬
‫أما االنخفاض فيكون تدريجيا بتنفيذ التزامات اآلمر أو رفع اليد الجزئي مع تقديم األعمال‪ ،‬و ذلك بطلب من‬
‫المستفيد‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬وضع الضمان حيز التنفيذ و الطلب التعسفي‪:‬‬


‫‪ 1-2‬وضع الضمان حيز التنفيذ‪:‬‬
‫وضع الضمان حيز التنفيذ هو التزام بالدفع عند أول الطلب من البنوك الضامنة المضادة بدوت أي‬
‫اعتراض‪ ،‬فالضامن ينفذ التزامه اتجاه المستفيد‪ ،‬بينما الضامن المضاد عليه احترام إمضاءه على المجال‬
‫الدولي‪ ،‬وبنك الضامن كثي ار ما يتعرض إلى ضغوطات من طرف الزبون من أجل دفع مبلغ الضمان و‬
‫كذلك على الضامن خالل هذه الفترة إشعار الضامن المضاد بأن اإلجراءات المناسبة في عقد الضمان‬
‫محترمة و هذا يكون كله خالل مدة صالحية الضمان‪.‬‬
‫في حالة االلتزام البنكي‪ ،‬يقوم البنك الضامن المضاد بقطع مبلغ الضمان من حساب المصدر‪ ،‬و هذا بعد‬
‫تقديم وثيقة من المستفيد(المستورد) تبين بأن العقد لم ينفذ جيدا‪.‬‬
‫‪ 2-2‬وجهة نظر األطراف في وضع الضمان حيز التنفيذ‪:‬‬
‫‪ 1-2-2‬رأي المستفيد‪:‬‬
‫إن عملية وضع الضمان حيز التنفيذ تعتبر لصالح المستفيد‪ ،‬حيث تعود عليه بالنفع‪ ،‬إذ يحصل على مبلغ‬
‫الضمان ألول طلب‪ ،‬و هذا الحق تمنحه له الضمانات المستقلة ألول طلب‪.‬‬
‫و يكون هذا الطلب مبر ار إذا لم يقدم بأداء واجباته التعاقدية و رفض المستفيد(المستورد) تمديد أجل العقد ‪.‬‬
‫كما يمكن أن يكون بدون مبرر‪ ،‬و هذه الحالة استثنائية في الواقع‪.‬‬
‫‪ 2-2-2‬رأي اآلمر‪:‬‬
‫نجد أن رد فعل اآلمر اتجاه وضع الضمان حيز التنفيذ‪ ،‬يمكن أن يكون‪:‬‬
‫‪ -‬في الحالة األولى ‪ :‬يعترف اآلمر بحجزه عن إتمام واجباته التعاقدية‪ ،‬في حين يرفض المستفيد أي حل‬
‫ودي أو اتفاق و هذا ألجل حصوله على مبلغ الضمان‪ ،‬و عليه فإن اآلمر ال يحق له االعتراض عن الدفع‬
‫وعن جعل حسابه مدينا‪.‬‬
‫‪ -‬في الحالة الثانية‪ :‬يعتبر اآلمر أن طلب الضمان من طرف المستورد قد تم بشكل تعسفي‪،‬‬
‫ألنه(المصدر) قد أدى واجباته التعاقدية على أحسن وجه‪ ،‬و عليه يعترض طلب دفع مبلغ الضمان‪ ،‬و هنا‬
‫يكمن التناقض إذ أن المصدر هو من طلب إصدار الضمان‪ ،‬و هو مدرك لجميع مسؤولياته اتجاه‬
‫المستورد‪ ،‬الذي أبدى تعسفا في استعماله لهذا الضمان‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 3 -2-2‬رأي البنك الضامن‪:‬‬


‫في حالة اعتراف المصدر بعجزه‪ ،‬و قبول وضع الضمان حيز التنفيذ(دفع المبلغ)‪ ،‬يقوم بنكه (الضامن‬
‫المضاد) بدفع الضمان إلى البنك الضامن‪ ،‬و الذي بدوره يدفعه إلى المستورد‪.‬‬
‫أما في حالة معارضة اآلمر عملية دفع الضمان‪ ،‬يجد الضامن المضاد نفسه أمام وضعية حرجة ألنه قد‬
‫وقع على تعهد رئيسي و ألول طلب‪ ،‬و عليه سوف يتعرض للضغط من طرف البنك الضامن إلتمام عملية‬
‫دفع مبلغ الضمان هذا األخير‪ ،‬و نظ ار إللزامية تعهده و ألجل حفظ التعامالت بينه و بين البنوك و زبائنها‬
‫عليها أن تخدم مصلحتهم قيل كل شيء‪ ،‬إذا قد يقوم الضامن المضاد في بعض األحيان برفض أو تأخير‬
‫عملية دفع مبلغ الضمان‪.‬‬
‫‪ 3-2‬االحتيال و التعسف في وضع الضمان حيز التنفيذ‪:‬‬
‫إن الضمانات البنكية الدولية تكون سارية المفعول كضمانات ألول طلب‪ ،‬إذ يستطيع المستفيد منها‬
‫الحصول على قيمتها‪ ،‬بمجرد طلب ذلك من بنكه الضامن‪ ،‬لهذه الفعالية أعتمد عليها الكثيرون من‬
‫استغالل هذا المبدأ لخدمة مصالحهم الخاصة‪ ،‬و يظهر ذلك من خالل العديد من النزاعات القائمة بين‬
‫المستورد و المصدر سبب قيام هذا األخير بوضع الضمان حيز التنفيذ دون مبرر‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫إن التمويل يعتبر من المقومات األساسية القتصاديات الدول نظرا لألهمية التي يلعبها في ترقية و تطوير‬
‫الجوانب االجتماعية و االقتصادية للمجتمعات‪ ،‬كما أن للتجارة الخارجية أهمية كبيرة لدى الدول لهذا نجد‬
‫هذه األخيرة تهتم اهتماما خاصا بطرق تنميتها و إيجاد الضمانات الالزمة لحسن سيرها وتجنب‬
‫مخاطرها‪ ،‬و من أهم الضمانات التي تسعى لتحقيقها هي ضمانات التمويل من خالل تدخل الهيئات المالية‬
‫أهمها البنوك باستعمال مجموعة من التقنيات و األدوات التي أصبحت اليوم من أهم مصادر تمويل‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬
‫تعتبر خطابات الضمان و االعتمادات المستندية األكثر استعماال في األوساط التجارية ‪ ،‬كما أنها تعد من‬
‫أبرز الوسائل لضمان حقوق المتعاملين التجاريين الذين يتعرضون لمخاطر التجارة الخارجية نظرا لما‬
‫تقدمه من خدمات و ضمانات بسبب البعد بين أطرافه‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد الفصل‪:‬‬
‫إن إتباع الجزائر لسياسة السوق المفتوحة و تحرير التجارة الخارجية قد أدى الى ازدياد دور الجهاز المصرفي‬
‫حيث له دور فعال في تسيير المعامالت مع الخارج بغض النظر عما اذا كانت تنتمي ألحد القطاعين العام‬
‫أو الخاص حيث تعمل البنوك التجارية كغيرها من مؤسسات التمويل على تمويل التجارة الخارجية باتخاذها‬
‫لإلجراءات الالزمة واتباعها مجموعة من التقنيات و األدوات التي تعتبر المدعم األساسي لعمليات التجارة‬
‫الخارجية و التي تؤدي بطبيعة الحال الى تقوية المبادالت الخارجية و كذا تشجيع وتعزيز النشاطات‬
‫االقتصادية ‪ ،‬و للحص ول على دراسة أكثر دقة سنتطرق في هذا الفصل للمحة عامة عن بنك الفالحة و‬
‫التنمية الريفية )‪ (BADR‬وكالة أدرار باعتباره محل الدراسة التطبيقية لهاته المذكرة و كذا العمليات الخارجية‬
‫و المتمثلين في تقديم عام لبنك الفالحة و‬ ‫التي يقوم بها‪ ،‬حيث سنتناول في هذا الفصل محورين أساسيين‬
‫التنمية الريفية باالضافة لعمليات التجارة الخارجية التي يقوم بها البنك‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول ‪:‬تقديم عام لبنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة ‪ – 252 -‬أدرار‬
‫يعتبر بنك الفالحة والتنمية الريفية من أهم البنوك التجارية في الجزائر نظ ار للدور الذي يلعبه في مجال‬
‫االقتصاد الوطني من خالل تموقع وكاالته عبر أنحاء التراب الوطني بهدف تقريب المواطن من خدماته ‪،‬‬
‫و استقطاب أكبر عدد ممكن من العمالء و بالتالي تعظيم حصته السوقية‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬لمحة عامة حول بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫سوف نتطرق في هذا المطلب إلى بنك الفالحة والتنمية الريفية من حيث نشأته‪ ،‬مهامه وأهدافه وكذا الهيكل‬
‫التنظيمي للبنك األم‪.‬‬
‫أوال ‪:‬النشأة‬
‫بنك الفالحة والتنمية الريفية هو عبارة عن مؤسسة مصرفية تابع للقطاع العمومي تأسس في‪1986/03/13:‬‬
‫بموجب المرسوم رقم‪ 86/206 :‬برأس مال قدر بـ ‪ 2.200.000.000.00‬دج وكان نتيجة انبثاق عن عملية‬
‫إعادة تنظيم البنك الوطني الجزائري والسبب الرئيسي وراء استحداث هذا البنك هو إزالة أعباء المسؤولية التي‬
‫كان يتحملها البنك الوطني الجزائري والمتمثلة في االئتمان الزراعي وتطبيقا للقانون رقم ‪ 01/88‬الصادر في‬
‫ديسمبر ‪ 1988‬والمتضمن توجيه المؤسسات العمومية االقتصادية إضافة إلى المرسوم رقم‪ 101/88‬المؤرخ في‬
‫‪16‬ماي ‪ 1988‬تم تحويل بنك الفالحة والتنمية الريفية إلى شركة مساهمة إثر التحوالت واإلصالحات واعادة‬
‫هيكلة المؤسسات‪ ،‬فأصبح عبارة عن مؤسسة عمومية اقتصادية تجارية‪ ،‬في شكل شركة ذات أسهم تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي كما تم رفع أرسماله إلى ‪ 33.000.000.000.00‬دج‪ ،‬يقع مقره الرئيسي‬
‫في نهج عميروش بالجزائر العاصمة‪ ،‬ويتفرع هذا األخير عل أزيد من ‪ 286‬وكالة تنفيذية منها ‪ 170‬وكالة تم‬
‫التنازل عنها من طرف البنك الوطني الجزائري في ذلك الوقت‪ ،‬ويبلغ عدد فروعه حاليا أزيد من ‪ 296‬وكالة‬
‫تتضمن ‪ 39‬مديرية جهوية موزعة على مستوى قطر الوطن‪.1‬‬
‫للبنك دور جد فعال في تطوير قطاع الفالحة في الجزائر عن طريق ترقية القطاع الريفي تمويل نشاطات‬
‫اإلنتاج الزراعي وكذا الصناعات الزراعية وكل المهن الحرة و كذا‪:‬‬
‫‪-‬تمويل اإلستثمارات الفالحية التابعة لقطاع الدولة (المزارع‪ ،‬التعاونيات‪....‬إلخ)‪.‬‬
‫‪-‬تمويل القطاعات ذات الصلة بالفالحة ماليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬تقدیم بنك الفالحة و التنمیة الریفیة‪ ،‬نقال عن الموقع االلكتروني‪ http://badr-bank.com :‬تاریخ االطالع‪ ،2018/04/16 :‬الساعة‪.21:50:‬‬

‫‪56‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬منح القروض المخصصة إلقتناء اآلالت والتجهيزات الزراعية‪.‬‬


‫‪-‬جمع الودائع متوسطة وقصيرة األجل من الجمهور‪.‬‬
‫‪-‬تمويل النشاطات الفالحية ذات الصلة بالمنتجات الغذائية‪.‬‬
‫اال ان مهامه حاليا عرفت عدة اضافات جعلتها تجارية أكثر منها فالحية‪ ،‬ذلك ان البنك حاليا يهدف‬
‫إ لى تحقيق أكبر قدر من األرباح‪ ،‬و لتحقيق هذا الهدف توجب عليه التوسع في دائرة األعمال و التفتح على‬
‫عمليات اكثر ربحا و أكثر انسجام ومنافسة مع متطلبات اقتصاد السوق في الوقت الراهن‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬التطور التاريخي‬
‫مر بنك الفالحة والتنمية الريفية بمجموعة من المراحل في إستجابة إلصالحات جذرية في القطاع البنكي لعل‬
‫‪1‬‬
‫أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬الفترة ما بين (‪ )1990-1982‬سعى البنك إلثبات وجوده في العالم من خالل التوسع وتأسيس عدة فروع له‪.‬‬
‫‪ -‬الفترة ما بين (‪ )1999-1991‬تم توسيع نشاط البنك طبقا لما نص عليه قانون النقد والقرض من استقاللية‬
‫البنوك وترتب عليه ما يلي‪:‬‬
‫* في ‪ 1991‬تم تصميم نظام ‪.SWIFT‬‬
‫* في ‪ 1992‬تم وضع نظام ‪ SYBU‬الذي يساعد على أداء العمليات البنكية بشكل أسرع من خالل ما‬
‫يسمى بالمعالجة عن بعد‪.‬‬
‫* في ‪ 1993‬تعميم استخدام اإلعالم اآللي·‬
‫* في ‪ 1994‬إنشاء خدمة بطاقة الدفع والسحب·‬
‫* في ‪ 1996‬تقديم خدمة معالجة وتحقيق العمليات البنكية عن بعد وفي الزمن الحقيقي·‬
‫* في ‪ 1998‬إنشاء خدمة بطاقة السحب بين البنوك·‬
‫* في الفترة الممتدة من )‪ (2002 - 2000‬تميزت هذه المرحلة بالتدخل الفعلي للبنوك العمومية لمسايرة‬
‫التحوالت االقتصادية واالجتماعية من أجل االستجابة إلى تطلعات الزبائن‪ ،‬حيث وضع البنك برنامجا‬
‫لتحسين خدماته والعمل على استخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال الخدمات البنكية واحداث تطهير في‬
‫ميدان المحاسبة والمالية واعداد مشروع البنك الجالس في‪.2002‬‬
‫* فتح حساب في الموقع التابع للموقع الرسمي للبنك‪.E-banking.badr.dz/fr :‬‬

‫‪1‬‬
‫الموقع اإللكتروني للبنك ‪www.badr-banq.com‬‬

‫‪57‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫* فتح مركز اتصال يهدف إلى اإلجابة عن تساؤالت العمالء الحاليين والمحتملين وانشغاالتهم على الرقم‪:‬‬
‫‪.021.428.428‬‬
‫* في ‪ 2016‬اعتماد خدمة التوطين اإللكتروني أو ما يعرف بـ ‪ pré domiciliation:‬وذلك تماشيا مع‬
‫تعليمات البنك المركزي للتقليل من مخاطر التجارة الخارجية وضمان السير الجيد لعملياتها ومنع تبييض‬
‫األموال وتهريبها نحو الخارج خاصة مع الظروف التي يمر بها االقتصاد الوطني وتدهور قيمة الدينار‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬مهام وأهداف البنك‬


‫شهد القطاع المصرفي المحلي و العالمي تطورات و تغيرات كثيرة مما أدى الى وجوب المساس ببنك الفالحة‬
‫و التنمية الريفية حيث أصبح مستلزما على مسئولي البنك بذل جهود اكبر قصد تحقيق الشروط التي‬
‫تقتضيها ممارسة النشاط البنكي حسب المستجدات و المتطلبات الجديدة‪ ،‬لذا سعى البنك جاهدا لتقوية مكانته‬
‫في المحيط البنكي و ذلك عن طريق انتشاره الجغرافي في كامل الوطن و عن طريق التوسع في مجال تدخله‬
‫كبنك شامل من خالل توليه مختلف المهام منها‪:‬‬
‫‪-‬فتح حسابات بنكية جارية بالعملة الوطنية والصعبة‪.‬‬
‫‪-‬تلقي الودائع الفورية والمؤجلة سواء من األشخاص الطبيعيين أو المعنويين‪.‬‬
‫‪-‬منح القروض طويلة ومتوسطة وقصيرة األجل‪.‬‬
‫‪-‬تمويل التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪-‬السعي لتطوير الموارد والعمل على رفعها وتخفيض التكاليف‪.‬‬
‫ويسعى البنك من وراء هذه المهام إلى تحقيق مجموعة من األهداف تتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬تطوير وتعميم استعمال اإلعالم اآللي وتجديد الثروة و عصرنتها‪.‬‬
‫ومن أجل تحقيق الربحية و إرضاء العمالء سعت الوكالة إلى إنشاء تنظيمات وهياكل داخلية وكذا وسائل تقنية‬
‫حديثة من خالل تطوير أجهزتها باستخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪.‬‬
‫و تظهر هيكلة البنك األم من خالل الشكل (‪ )1-3‬مبينة مجموعة من المديريات العامة التي تشرف على كل‬
‫المهام التي يقوم بها البنك بمشاركة مختلف الوكاالت التابعة له على مستوى الوطن‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل (‪ :)1-3‬الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية‬


‫مجلس اإلدارة‬ ‫لجنة المراقبة‬

‫األمانة لرئيس المدير العام‬ ‫الرئيس المدير‬


‫العام‬

‫المفتشية العامة‬ ‫مديرية المراقبة‬

‫المديرية العامة بالنيابة‬ ‫المديرية العامة‬ ‫المديرية العامة‬ ‫المديرية العامة‬ ‫المديرية العامة‬ ‫المديرية العامة‬
‫إدارة و وسائل‬ ‫بالنيابة للتحصيل‬ ‫بالنيابة‬ ‫بالنيابة محاسبة‬ ‫بالنيابة عمليات‬ ‫بالنيابة قروض‬
‫لالستغالل‬

‫مديرية‬ ‫مديرية التحصيل الخاصة‬ ‫مديرية شبكة‬ ‫مديرية االستغالل و‬ ‫مديرية العالقات‬ ‫مديرية تمويل‬
‫لقطاعات الفالحة و الصيد‬ ‫التنمية و المعلوماتية‬ ‫المؤسسات الكبيرة‬
‫المستخدمين‬ ‫االستغالل‬
‫البحري‬ ‫الدولية‬

‫مديرية تمويل‬
‫مديرية إعادة تأهيل‬ ‫مديرية التحصيل‬ ‫مديرية التسويق و‬ ‫مديرية‬ ‫مديرية التجارة‬
‫المؤسسات‬
‫الموارد البشرية‬ ‫الصيانة‬ ‫الخارجية‬
‫الخاصة بالقطاعات‬ ‫االتصال‬ ‫الصغيرة و‬
‫المتوسطة‬

‫مديرية تنظيم‬ ‫مديرية التحصيل‬ ‫مديرية التحصيل و‬ ‫مديرية النظام النقدي‬ ‫مديرية العمليات‬ ‫مديرية تمويل‬
‫الدراسات القانونية‬ ‫القضائي‬ ‫المحلية‬ ‫الفالحة و الصيد‬
‫مرتقبة التسيير‬ ‫ومراقبة التسيير‬
‫البحري‬

‫مديرية اإلمدادات‬ ‫دائرة اإلدارة و‬ ‫المجمع الجهوي‬ ‫مديرية المحاسبة‬ ‫مديرية الدراسات و‬ ‫مديرية التحويالت‬
‫التحصيل‬ ‫لالستغالل‬ ‫المتابعة‬

‫وكالة رئيسية ‪-‬‬ ‫مديرية الخزينة‬ ‫مديرية المتابعة و‬


‫‪ -252‬ادرار‬ ‫التسيير‬
‫دائرة اإلعالم‬
‫اآللي‬
‫وكاالت محلية‬ ‫مديرية تنظيم المناهج‬ ‫مديرية الدراسات‬
‫لالستغالل‬
‫وأنظمة المعلومات‬ ‫العامة‬

‫المصدر‪ :‬وثائق من بنك الفالحة و التنمية الريفية‪ -‬وكالة ادرار‬

‫‪59‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬التعريف ببنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫على غرار البنوك و نظ ار للمكانة البارزة التي يتمتع بها بنك الفالحة و التنمية الريفية فقد قام بإنشاء وكاالت في‬
‫كافة أنحاء الوطن بما فيها وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‪ ،‬و عليه سيتم التركيز في هذا المطلب على العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-‬نشأة و مهام بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‪.‬‬
‫‪-‬الهيكل التنظيمي للوكالة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أوال ‪:‬نشأة و مهام بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫هي وكالة كانت في الماضي تابعة للبنك الوطني الجزائري إلى غاية مارس ‪ 1982‬حيث تحولت إلى بنك‬
‫الفالحة و التنمية الريفية و هذا لتلبية حاجات السكان خاصة و أن الفالحة هي النشاط األكثر انتشا ار في‬
‫المنطقة و هي حاليا تتعامل مع أكثر من ‪ 5000‬زبون يتكفل بهم الموظفون في الوكالة‪ ،‬كما أن لها ثالثة فروع‬
‫تنشط في مختلف بلديات الوالية و تقع تحت إشرافها و رقابته‪ ،‬يتم ذكرها كما يلي‪:‬‬
‫‪-‬الوكالة المحلية لالستغالل ‪ – 253 -‬تيميمون‪.‬‬
‫‪-‬الوكالة المحلية لالستغالل ‪ – 254 -‬رقان‪.‬‬
‫‪-‬الوكالة المحلية لالستغالل ‪ – 406 -‬أولف‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬الهيكل التنظيمي للمديرية الجهوية مع الوكالة‬
‫‪2‬‬
‫يضم الهيكل التنظيمي للبنك عدة أقسام كما يوضحها الشكل رقم ) ‪ ( 2-3‬تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Décision réglementaire N°15 du 26/12/2013 portant l’organigramme général de la banque,p11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Décision réglementaire N°15 du 26/12/2013 Op cit.p :23.‬‬

‫‪60‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الشكل (‪: )2-3‬الهيكل التنظيمي لبنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة‪ -252 -‬ادرار‬

‫الوكالة المحلية لالستغالل‬

‫االستقبال‬ ‫كاتب المدير‬ ‫األمانة العامة‬

‫مدير الوكالة‬

‫الناظر‬ ‫الناظر‬

‫الواجهة الخلفية‬ ‫الواجهة األمامية‬

‫مصلحة الحواالت‬ ‫‪-‬‬


‫مصلحة القروص‬ ‫‪-‬‬ ‫البنك‬ ‫مصالح‬ ‫البنك‬
‫مصلحة المنازعات‬ ‫‪-‬‬
‫الجالس‬ ‫حرة‬ ‫الواقف‬
‫المنسق‬
‫مصلحة التجارة‬ ‫‪-‬‬
‫الخارجية‬

‫المسؤولين‬ ‫الموزع‬ ‫مراجع‬ ‫الصندوق‬


‫الحسابات‬
‫عن الزبائن‬ ‫اآللي‬ ‫الرئيسي‬
‫و‬
‫العمليات‬

‫الخواص‬ ‫المؤسسات‬

‫المصدر‪ :‬وثائق مقدمة بنك الفالحة و التنمية الريفية‪ -‬وكالة ادرار‬

‫‪61‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪1‬‬
‫‪-1‬المجمع الجهوي لالستغالل‪:‬‬
‫يتولى مهمة تنظيم و تنشيط و مراقبة و متابعة الوكاالت البنكية التي تقع تحت مسؤوليته‪ ،‬ويتكون من‪:‬‬
‫‪ 1-1‬المدير ‪ :‬هو أعلى سلطة في البنوك و المسؤول عن التسيير الجيد لجميع الوكاالت التابعة له و‬
‫تطبيق جميع اإلستراتيجيات من المديرية العامة‪.‬‬
‫‪-2-1‬خلية المراقبة ‪ :‬تقوم بعملية المراقبة الداخلية للبنك كما تقوم بالتنسيق بين المصالح و مساعدة‬
‫المدير في اتخاذ القرارات من خالل التقارير المرسلة اليه‪.‬‬
‫‪-3-1‬األمانة العامة ‪ :‬تتمثل بصفة أساسية في السكريتريا التي لها اتصاالت مع المصالح األخرى من‬
‫مهامها التسيير المحكم للبريد‪ ،‬إدارة المواعيد الرسمية للمدير‪.‬‬
‫‪-4-1‬نائب المدير‪ :‬ينوب المدير في مجلس القروض و الخزينة للمجمع‪ ،‬كما يراقب و ينسق و يتابع‬
‫نشاطات الوكاالت التابعة للمجمع‪ ،‬و من المصالح التابعة له‪:‬‬
‫دائرة المحاسبة ‪:‬يسير هذا القسم من طرف رئيس الدائرة و يضم مصلحة المستخدمين‪ ،‬ومصلحة تسيير‬
‫و‬ ‫الوسائل العامة‪ ،‬و مصلحة المحاسبة‪ ،‬التي تقوم بتسجيل العمليات المحاسبية و إعداد الميزانية الختامية‬
‫تحليلها‪ ،‬و المراجعة الدقيقة لحسابات البنوك‪.‬‬
‫خلية التحصيل ‪:‬تتمثل مهامها في متابعة اإلعتمادات المقدمة للعمالء‪.‬‬
‫مصلحة الشؤون القانونية ‪:‬تمثل هذه المصلحة البنك في المجلس القضائي‪ ،‬وذلك لمتابعة الحاالت المتنازع‬
‫فيها بأنواعها و العمل على إيجاد حل لها‪.‬‬
‫‪-2‬الوكاالت المحلية لالستغالل‪:‬‬
‫و تشمل األقسام التالية‪:‬‬
‫‪-1-2‬المديرية ‪ :‬يترأسها مدير الوكالة الذي يعتبر بمثابة العضو المركزي و القيادي‪ ،‬حيث يقوم بعمليات‬
‫الربط و المراقبة و التسيير بصفة عامة‪ ،‬واصدار الق اررات و األوامر‪.‬‬
‫‪-2-2‬األمانة ‪:‬تعتبر مصلحة األمانة المساعد األول للمدير لتأدية وظائفه‪.‬‬
‫‪-3-2‬عون االستقبال ‪:‬يعد الوسيط بين مختلف مصالح البنك إذ يقوم باستقبال العمالء‪ ،‬واستقبال البريد‬
‫و المكالمات الهاتفية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وثائق مقدمة من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-4-2‬الواجهة األمامية (البنك الجالس)‪ :‬سميت كذلك كون العميل يجلس أمام ممثل الوكالة‪ ،‬ويتحاور‬
‫معه للحصول على الخدمة‪ ،‬دون التنقل بين المصالح‪.‬‬
‫‪-5-2‬الواجهة الخلفية ‪ :‬يتكون هذا القسم من‪:‬‬
‫مصلحة القروض ‪:‬تستقبل ملفات القروض‪ ،‬وتقوم بدراستها قبل إرسالها إلى الدائرة التجارية· ‪.‬‬
‫قسم التحويالت ‪:‬متخصص في استقبال ألوامر الدفع بالشيكات التي تحصل في الوكالة و باقي‪.‬‬
‫الوكاالت‪ ،‬و إرسالها للرقابة‪ ،‬و التحويالت ما بين الخزينة و البنك‪.‬‬
‫قسم المحافظة‪ :‬يتم على مستوى هذا القسم إيداع األوراق المالية‪ ،‬الشيكات‪ ،‬أوراق التبادل والقيام بعمليات‬
‫تسديدها‪.‬‬
‫فرع المقاصة اإللكترونية ‪:‬يستقبل هذا القسم األوراق المالية للتحصيل والخصم‪.‬‬
‫مصلحة التجارة الخارجية ‪:‬تختص هذه المصلحة بعمليات التجارة الخارجية‪ ،‬من عمليات إستراد·‬
‫وتصدير‪ ،‬و سيتم دراسته مفصال في المطلب الموالي‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬التعريف بمصلحة التجارة الخارجية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية ‪-‬‬
‫‪ - 252‬أدرار‬
‫سوف يتم من خالل هذا المطلب التعريف بمصلحة التجارة الخارجية على مستوى الوكالة وابراز الهيكل‬
‫‪1‬‬
‫التنظيمي لها‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬هيكلة المصلحة و مهامها‬
‫يعتبر بنك الفالحة و التنمية الريفية من البنوك المتخصصة في التمويل الفالحي و لكن بعد قانون النقد و‬
‫القرض و انفتاح السوق و مواجهته ككل البنوك األخرى الناشطة على مستوى القطاع المصرفي للمنافسة‪ ،‬أصبح‬
‫يمارس كل المهام المصرفية بما فيها عمليات التجارة الخارجية‪ ،‬حيث أوكلت له هذه المهام في ‪ 24‬فيفري‪.1997‬‬
‫تحتوي هذه المصلحة على موظفين مكلفين بالقيام بجميع العمليات الخاصة بالتجارة الخارجية على حد السواء و‬
‫تتمثل عالقة مصلحة التجارة الخارجية بالمديرية العامة عالقة مباشرة حيث تقوم بجميع العمليات المرتبطة‬
‫باإلستيراد و التصدير تحت إشرافها‪.‬‬
‫تتمثل المهام التي تقوم بها مصلحة التجارة الخارجية في البنك في‪:‬‬
‫‪ -1‬القيام بعمليات تحويل العملة الصعبة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬وثائق مقدمة من طرف بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬الحواالت الصادرة و الواردة‪.‬‬


‫‪ -3‬القيام بعمليات تمويل اإلستيراد و التصدير‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهيكل التنظيمي لمصلحة التجارة الخارجية على مستوى وكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار‬
‫من خالل دراسة الهيكل التنظيمي للوكالة كما يوضحه الشكل رقم ) ‪ ، ( 06‬يمكن مالحظة مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬حتى تقوم الوكالة بتلبية رغبة العمالء في مجال التجارة الخارجية فهي توفر ما يطلق عليه بالبنك الجالس‪ ،‬أين‬
‫يقوم المكلف بالعمالء باستقبالهم و توجيههم للتمويل المناسب لعملياتهم الخاصة بالتجارة الخارجية ثم يتم‬
‫التعامل مع مصلحة التجارة الخارجية على مستوى الواجهة الخلفية أين يتم تكوين الملف و دراسته واصدار‬
‫النتيجة النهائية ‪.‬‬
‫وما يمكن مالحظته أن الملف يتبع تكون على مستوى وكالة بدر – ‪ - 252‬أدرار ‪ ،‬إال أن دراسة المخاطر و‬
‫تقييمها و من ثم العمل على تسييرها مفقود تماما على مستوى الوكالة كما هو الحال بالنسبة لباقي البنوك‬
‫الجزائرية كل هاته الدراسات متمركزة على مستوى المديرية العامة دون تدخل من الوكالة‪ ،‬ما يبين ضعف و‬
‫عدم االهتمام بهذا الجانب و دراسته و تحليله على الرغم من أهميته و تأثيره الكبير على البنك‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ )3-3‬الهيكل التنظيمي لمصلحة التجارة الخارجية لوكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار‬

‫مدير الوكالة‬

‫الواجهة الخلفية‬ ‫الواجهة األمامية‬

‫مصلحة التجارة‬ ‫البنك الجالس‬ ‫البنك الواقف‬


‫المنسق‬
‫( المكلف بالزبائن خاص‬ ‫(المكلف بعمليات)‬
‫الخارجية‬
‫بمصلحة التجارة الخارجية)‬

‫المصدر ‪:‬من اعداد الطالب باالعتماد على معلومات مقدمة من قبل الوكالة‬

‫‪64‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بغض النظر عن عالقة الوكالة بالمديرية العامة واستنادا على المعلومات السابقة الذكر توصلنا الى أن‬
‫الوكالة تقوم بعمليات التجارة الخارجية رغم محدودية صالحياتها في تتبع هاته العمليات و من ثم دراسة‬
‫مخاطرها ‪ ،‬لهذا سنقوم بالتطرق في المبحث الموالي لدراسة عمليات التمويل التي تقوم بها الوكالة في مجال‬
‫التجارة الخارجية‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬عمليات تمويل التجارة الخارجية على مستوى بنك الفالحة والتنمية الريفية وكالة أدرار‬
‫تقوم وكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار بجميع عمليات التجارة الخارجية و ذلك من خالل تمويلها لعمليات‬
‫اإلستيراد و التصدير و مختلف المعامالت الخارجية و سوف يتم توضيح كل هذه المعامالت من خالل‬
‫هذا المبحث‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬التوطين البنكي‬


‫عملية التوطين في التجارة الخارجية عبارة عن االنتساب إلى بنك معين‪ ،‬و فيما يلي سوف يتم تتبع عملية‬
‫التوطين من فتح الحساب إلى غاية إتمام العملية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬فتح الحساب‬
‫‪1‬‬
‫يتقدم العميل الى الوكالة لغرض القيام بالتوطين البنكي وذلك من خالل‪:‬‬
‫‪-‬االتصال بمصلحة الزبائن بالوكالة من خالل المكلف بالزبائن‪.‬‬
‫‪-‬أول إجراء يقوم بفتح حساب تجاري لغرض إستي ارد أو تصدير‪.‬‬
‫‪-‬تتم عملية فتح الحساب من قبل المكلف بالزبائن من خالل الملف التالي‪:‬‬
‫* سجل تجاري مصادق عليه من طرف الصندوق الوطني للسجل التجاري·‬
‫* نسخة عن البطاقة الجبائية·‬
‫* نسخة عن بطاقة التعريف الوطنية·‬
‫* شهادة إقامة·‬
‫* رقم التسجيل اإلحصائي‪.‬‬

‫‪ - 1‬معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.14:30:‬‬

‫‪65‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثانيا ‪:‬إجراءات التوطين‬


‫بعد أن يفتح العميل حساب تجاري يقوم المكلف بالزبائن بإجراء عملية التوطين البنكي ‪،‬التي تمر‬
‫‪1‬‬
‫بالمراحل التالية ‪:‬‬
‫يقوم المكلف بالزبائن بطلب الملف الخاص بالتوطين من العميل و المتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬طلب توطين بنكي خاص باإلستيراد أو التصدير يوضح فيه كل البنود المتفق عليها في العقد بين الطرفين‬
‫يحمل (رقم السجل التجاري للعميل‪ ،‬رقم التعريف الضريبي‪ ، NIF‬رقم التعريف اإلحصائي ‪ NIS‬طريقة‬
‫التسديد‪ ،‬طريقة التسليم‪ ،‬تاريخ التسليم‪ ،‬طريقة الشحن ‪.)L’incoterms‬‬
‫‪ 03 -‬فاتورات نموذجية عن الصفقة تحمل المبلغ اإلجمالي والوحدوي‪.‬‬
‫‪-‬جدول التحصيل الضريبي‪.‬‬
‫‪-‬شهادة االنتساب للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬
‫‪-‬شهادة االنتساب للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لألجراء‪.‬‬
‫‪-‬أمر بالتحويل من العميل بنسبة ‪ %103‬من قيمة الفاتورة‪.‬‬
‫بعد تقديم العميل ملف التوطين تتم دراسة الملف من قبل المكلف بالعملية من خالل‪:‬‬
‫‪ -1‬التحقق من وضعية العميل اتجاه عمليات التجارة الخارجية (ال ينتمي لقائمة المحظورين أو الممنوعين من‬
‫القيام بعمليات اإلستراد و التصدير)‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ال تتعدى قيمة الفاتورة ضعف رأس مال الشركة في العملية الواحدة‪.‬‬
‫بعد التحقق من وضعية العميل و قيمة الفاتورة ننتقل إلى تنفيذ عملية التوطين‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬سير عملية التوطين‬
‫يتم تسجيل المعلومات في قاعدة البيانات الخاصة بالبنك إلثبات عملية التوطين و بعد تأكيد تنفيذها يتم حجز‬
‫‪ %103‬من قيمة الفاتورة متضمنة " ‪ % 100‬قيمة الفاتورة ‪ + %3‬احتياطي تغيرات سعر الصرف" مع اقتطاع‬
‫عمولة البنك المتمثلة في ‪ 3000‬دج‪( .‬عملية الحجز خاصة باالعتماد)‬
‫باعتبار أن التوطين أول خطوة إلجراء أي عملية خارجية من استي ارد أو تصدير و سوف يتبين ذلك من خالل‬
‫المطلب الموالي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Simon L’Autier et Honel.D, Finance internationale, 10 édition, Paris, 2009,p :11‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.14:30:‬‬

‫‪66‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عمليات اإلستيراد و التصدير‬


‫و‬ ‫تقوم وكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار بتمويل عمليات االستيراد و التصدير وذلك باستخدام مختلف الطرق‬
‫التقنيات منذ الحصول على رخصة التجارة الخارجية لكن تحت رقابة و إشراف المديرية العامة التي بدورها تتبع‬
‫قوانين و مراسيم البنك المركزي‪.‬‬
‫أوال– عمليات االستيراد‬
‫‪1‬‬
‫يقوم البنك بتمويل عمليات االستيراد للسلع و الخدمات عن طريق ثالث تقنيات معتمدة و هي‪:‬‬
‫‪-1‬التحويل الحر‪:‬‬
‫يستخدم البنك التحويل الحر و ذلك حسب المادة ‪ 69‬من قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬والمعدلة سنة‬
‫‪ ،2011‬التي تنص "يتسنى للشركات اإلنتاجية التي تستورد قطاع الغيار و التجهيزات الجديدة التي تساعدها‬
‫في زيادة قدرتها اإلنتاجية‪ ،‬يمكنها استعمال التحويل الحر المباشر في تسديد وارداتها بشرط‪:‬‬
‫‪-‬أن هذه الواردات تحضر مباشرة لإلنتاج‪.‬‬
‫‪-‬أن ال تتعدى الطلبيات السنوية المجمعة و المحققة مبلغ أربع مليون دينار لهذه الشركة‪.‬‬
‫‪-2‬التحصيل المستندي‬
‫يقوم البنك باستخدام التحصيل المستندي في حاالت معينة و ذلك حسب المادة ‪ 69‬من قانون المالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ 2009‬و المعدلة سنة ‪ 2011‬التي تنص " يسمح تسديد الواردات باستخدام التحصيل المستندي لمؤسسات‬
‫إنتاج السلع و الخدمات التي يمكن لها أن تسدد واردات المواد التي تدخل اإلنتاج والتصنيع النهائي‪ ،‬كذلك‬
‫المنتجات التي لها الطابع الستعجالي" بتتبع ثالث طرق للدفع ‪:‬‬
‫‪ -‬الدفع الفوري‪ :‬يكون الدفع للمصدر بمجرد وصول المستندات وقبولها‪.‬‬
‫‪ -‬الدفع ألجل( كمبيالة)‪ :‬يكون الدفع عن طرق سحب كمبيالة على المستورد في أجل أقصاه ‪ 90‬يوم‪.‬‬
‫‪ -‬الدفع بقرض ‪:‬يكون الدفع عن طريق تقديم قرض للمستورد من قبل بنكه من أجل الوفاء بالتزاماته تجاه‬
‫المصدر‪.‬‬
‫‪-1-2‬ملف التحصيل المستندي‬
‫يقدم العميل الملف التالي للقيام بعملية التحصيل المستندي‪:2‬‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬المادة ‪ 60‬من قانون المالية التكميلي لسنة ‪ 2009‬والمعدل بالمادة ‪ 69‬من قانون المالية‬
‫التكميلي لسنة ‪ ،2011‬العدد ‪ ،40‬الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪ 2‬معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.14:30:‬‬

‫‪67‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬طلب‪.‬‬
‫‪ 03 -‬فاتورات نموذجية‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم إلتزام بطبيعة السلعة المستوردة أي سلع تدخل في تصنيع منتجات نهائية‪.‬‬
‫‪ -‬جدول التحصيل الضريبي‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة االنتساب للصندوق الوطني للضمان االجتماعي لغير األجراء‪.‬‬
‫‪ -‬رقم التعريف الضريبي‪.NIF‬‬
‫‪ -‬رقم التعريف اإلحصائي‪.NIS‬‬
‫‪ -‬السجل التجاري مصادق عليه من قبل الصندوق الوطني للسجل التجاري‪.‬‬
‫‪ -‬شهادة التحصيل الزراعي ( بالنسبة للسلع التي دورة حياتها قصيرة)‪.‬‬
‫‪-2-2‬سير عملية التحصيل المستندي‬
‫بعد قيام العميل بعملية التوطين الخاصة باإلستيراد و تقديم ملف التحصيل متضمنا الفاتورة النموذجية التي‬
‫توضح طريقة الدفع المتفق عليها بين الطرفين‪ ،‬ينتظر البنك في أجل محدد قدوم المستندات من الطرف المقابل‬
‫‪1‬‬
‫المتمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬فاتورة نهائية‪.‬‬
‫‪-‬وثيقة الشحن‪.‬‬
‫‪-‬شهادة المطابقة‪.‬‬
‫‪-‬وثيقة تثبت منشأ السلعة‪.‬‬
‫‪-‬وكل هذا إلى مصحوب بجدول إرسال من طرف بنك المصدر يتضمن كل المعلومات الخاصة بالعملية‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بإبالغ عميله بقدوم المستندات الخاصة بالعملية و بعد استالم العميل لها و تأكده من مطابقتها‬
‫يطلب منه البنك التوقيع على رفع التحفظ على المستندات ليتم حصوله عليها‪.‬‬
‫‪-‬يتم التأشير على الفاتورة النهائية بختم خاص بالتوطين الذي يمكن المستورد من إدخال سلعه من مكان‬
‫التسليم‪.‬‬
‫‪-‬يتم حجز مبلغ الصفقة بنسبة ‪ %103‬وتحويله إلى البنك المركزي باعتباره المسؤول على التحويالت‬
‫بالعملة الصعبة‪.‬‬

‫‪ - 1‬معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.15:20:‬‬

‫‪68‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬و من هنا يتم التسديد للمصدر المبلغ و ذلك تبعا لسعر الصرف في تاريخ التسديد‪.‬‬
‫‪-3‬االعتماد المستندي‬
‫يقوم البنك بتمويل عمليات اإلستيراد باستخدام االعتماد المستندي و ذلك حسب نفس المادة المذكورة سابقا‬

‫"المادة ‪ 69‬من قانون المالية التكميلي لسنة‪ "2009‬و المعدلة بقانون ‪ ،2011‬التي تنص على"إجبارية تسديد‬

‫الواردات عن طريق االعتماد المستندي و ذلك للسلع التي تباع على حالها و ذلك مهما كانت نوعية االعتماد"‪،‬‬

‫إن اعتماد طريقة االعتماد المستندي كيفية إجبارية حيث يعتبر أكثر أمانا في المعامالت‪ ،‬ويقلل من خطر عدم‬
‫السداد بالنسبة للمصدر األجنبي أما المصدر الجزائري فليس هناك كيفية أو طريقة محددة في التسديد مما يزيد‬
‫من خطر عدم السداد له ‪.‬‬
‫‪-1-3‬ملف االعتماد ‪:‬يتكون ملف االعتماد من‪:‬‬
‫‪-‬طلب فتح االعتماد (يضم معلومات مفصلة عن الوضعية العامة للعملية )‪.‬‬
‫‪-‬فاتورة نموذجية (تضم طريقة و نوعية الدفع أي دفع فوري أو ألجل‪،‬نوع االعتماد)‪.‬‬
‫‪ 2-3‬سير عملية االعتماد‬
‫بعد القيام بعملية التوطين الخاصة بعملية االستيراد بواسطة االعتماد المستندي و استالم ملف فتح االعتماد من‬
‫‪1‬‬
‫العميل يقوم البنك بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بفتح االعتماد لصالح المصدر عن طريق إدخال كافة البيانات المتعلقة بالعملية تبعا لما جاء في‬
‫طلب الفتح‪.‬‬
‫يحجز البنك على قيمة السلعة بنسبة ‪ ( %103‬قيمة السلعة ‪ %100‬مضافا اليها ‪ %3‬تحسبا الضطرابات‬
‫سعر الصرف) عند فتح االعتماد‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بمأل استمارة تدل على أنه تم االحتفاظ بقيمة البضاعة‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بإرسال االستمارة مع ورقة إثبات الحجز و فتحه لالعتماد لصالح المصدر مصحوبة بجدول‬
‫ارسال مختوم من البنك و يضم كل المعلومات الخاصة بالعملية الى المديرية العامة‪ ،‬باعتبار وكالة أدرار‬
‫– ‪ –252‬بنك ثانوي‪.‬‬
‫‪-‬تقوم المديرية العامة بإرسال سويفت لبنك المصدر يعلمه بفتح اعتماد لصالح عميله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.15:00:‬‬

‫‪69‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬تقوم المديرية العامة بفحص السوفيت الواصل من بنك المصدر بما يطابق ما جاء في فتح االعتماد(بداية‬
‫عملية التدقيق)‪.‬‬
‫‪-‬تتم المصادقة على التدقيق األولي للمستندات )الموافقة المبدئية( وذلك بإرسال سويفت لبنك المصدر‬
‫و إعالمه بالفتح الفعلي لالعتماد‪.‬‬
‫‪-‬بعد إعالم العميل من قبل بنكه )وكالة بدر ‪- 252 -‬أدرار( بالفتح الفعلي لالعتماد يطلب منه تاريخ تحميل‬
‫السلعة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم المستورد باالتفاق مع المصدر بتحديد تاريخ التحميل و يجب أن تكون المدة بين تاريخ التحميل و‬
‫الوصول ‪ 21‬يوم‪.‬‬
‫‪-‬عند وصول البضاعة ال يستطيع المستورد الحصول عليها إال بموافقة البنك ومصادقته على ذلك‪.‬‬
‫‪-‬تتم عملية المصادقة بعد وصول المستندات و القيام بعملية التدقيق المفصل لها‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنكين) البنك األم و البنك الثانوي( بالتدقيق العام و الخاص للمستندات‪.‬‬
‫‪-‬تتضمن المستندات ‪:‬الفاتورة النهائية‪ ،‬طبيعة السلعة‪ ،‬رمز السلعة‪ ،‬شهادة الشحن مصادقة من طرف الجمارك‪،‬‬
‫‪ Incoterms‬المتفق عليه‪ ،‬شهادة المطابقة‪ ،‬جدول ارسال من قبل البنك المراسل‪.‬‬
‫‪-‬يتم إرسال المستندات عن طريق وسائل بريد خاص وسريع مثل‪، EXPRES- FEDEX - UPS – DHL :‬‬

‫وهي عبارة عن مؤسسات عالمية لنقل البضائع و المستندات ما بين الدول‪.‬‬


‫‪-‬بعد عملية التدقيق الجد مفصل والتأكد من صحة المستندات و مطابقتها لما جاء في الطلب األول‬
‫لفتح االعتماد يقوم البنك بتحميلها للمستورد‪.‬‬
‫‪-‬عملية التحميل هي عبارة عن ورقة يقوم المستورد بإمضائها و تحمله رفع يد البنك عن المستندات ‪Lever‬‬
‫‪ ) de reserve‬هذا يعني أنه تم تدقيق المستندات وهي مطابقة للشروط المحددة عند فتح‬
‫االعتماد بدقة وال يوجد أي تحفظات عليها" عدم التحفظ على المستندات)‪.‬‬
‫‪-‬يقوم البنك بوضع تأشيرته على الفاتورة النهائية من أجل استالم البضاعة و ارسال ‪levée de reserve‬‬
‫للمديرية العامة‪.‬‬
‫‪-‬يقوم المستورد باستالم السلعة وبمجرد استالمه للسلعة يحصل على وثيقة من الجمارك ‪ D10‬و تسجل من‬
‫قبل الجمارك في شبكة اتصال مرتبطة مع البنوك و الهيئات المالية تدعى‪) CNIS‬الضرائب‪ ،‬بنك الجزائر‪،‬‬
‫البنوك التجارية)‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬يتأكد البنك األم من عملية االستالم في شبكة الكنيس من قبل المستورد هنا يتم الدفع لبنك المصدر‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬عمليات التصدير‪:‬‬
‫أما بالنسبة لعمليات التصدير تقوم الجزائر بتشجيع عمليات التصدير وذلك من خالل التسهيالت التي تمنحها‬
‫المؤسسات المالية ( مديرية الضرائب‪ ،‬مديرية الجمارك‪ ،‬البنوك) للمصدرين‪ ،‬فبالنسبة لوكالة بدر‪ -‬أدرار‬
‫فإنها تقوم بعمليات التصدير من خالل التقنيات التي يعتمدها في عمليات اإلستيراد و هي‪:1‬‬
‫‪-‬التحويل الحر‪.‬‬
‫‪-‬التحصيل المستندي‪.‬‬
‫‪-‬االعتماد المستندي‪.‬‬
‫و في حالة التصدير تتم كل من التقنيات السالفة الذكر عكس عملية االستيراد حيث يكون البنك هنا بنك‬
‫المصدر‪.‬‬
‫فبالنسبة للبنك يقوم بعمليات التصدير باستخدام أي طريقة للتسديد و ذلك حسب طلب الزبون و خاصة التحويل‬
‫الحر كونها التقنية األكثر سرعة و سهولة و األقل تعقيدا‪ ،‬حيث يتكون ملف التصدير من‪:2‬‬
‫‪-‬طلب للتصدير‪.‬‬
‫‪-‬فاتورة نهائية‪.‬‬
‫‪-‬رقم التعريف الضريبي‪. NIF‬‬
‫‪-‬رقم التعريف اإلحصائي‪.NIS‬‬
‫‪-‬تعهد من قبل المصدر بترحيل النقود للجزائر في أجل ال يتعدى ‪ 180‬يوم من تاريخ إرسال السلعة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك عمولة البنك ضئيلة مقارنة بعمليات االستيراد حيث ال تتعدى ‪ 1000‬دج‪.‬‬
‫فبمجرد القيام بعملية التوطين من أجل التصدير و تقديم الملف المذكور يقوم البنك بوضع تأشيرته على‬
‫الفاتورة النهائية للمصدر من أجل ترحيل البضاعة إلى المستورد‪.‬‬
‫وما يمكن استنتاجه هو أنه عمليات االستيراد والتصدير على مستوى وكالة بدر ‪ – 252 -‬أدرار جد تبعية وذلك‬
‫راجع للقوانين التي تتبعها الدولة عن طريق بنك الجزائر من أجل ترشيد االستيراد و التوجه‬
‫نحو تشجيع الصادرات خارج مجال المحروقات و ذلك بتقديم امتيازات للمصدرين و التضييق على‬
‫المستوردين‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Manuel des opérations internationnal,p:15‬‬
‫‪2‬‬
‫معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/29 :‬على الساعة‪.10:00:‬‬

‫‪71‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المطلب الثالث ‪:‬نموذج لعملية تمويل باستخدام االعتماد المستندي‬


‫من خالل ما تم التطرق له من أساليب تمويل التجارة الخارجية تم اختيار االعتماد المستندي كونه األكثر‬
‫استخداما على مستوى الوكالة لذلك سوف يتم التطرق له تطبيقيا من خالل التعرض لملف استيراد‬
‫باستخدام االعتماد المستندي‪.‬‬
‫أوال ‪:‬الدخول في عالقة مع البنك‬
‫وكما سبق الذكر على المستورد أن يتفق مع المصدر على السلعة المستوردة‪ ،‬وبذلك يرسل المصدر فاتورة شكلية‬
‫للمستورد وبعد حصوله عليها من المصدر )وهي شركة صينية )‪ ،‬اتجه إلى بنك وكالة بدر – ‪- 252‬أدرار‪.‬‬
‫‪ -‬في حالتنا المستورد هو شركة الرقيم لبيع الشاي تقدم بطلب فتح اعتماد مستندي‪ ،‬قصد عملية استيراد كمية‬
‫من الشاي‪.‬‬
‫‪-‬المنتوج األصلي من صنع صيني‪.‬‬
‫‪-‬أما مكان الشحن فهو ميناء اسطنبول و ميناء التفريغ فهو ميناء وهران‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬فتح االعتماد المستندي‬
‫يتقدم العميل و هو ممثل شركة "الرقيم" بالوثائق المطلوبة قصد فتح اعتماد مستندي في وكالة بدر ‪- 252 -‬‬
‫أدرار مصحوبا بالوثائق التالية‪:1‬‬
‫‪ -1‬فاتورة الشكلية و المتضمنة ما يلي‪:‬‬
‫نوع السلعة‪ :‬شاي صيني‪.‬‬
‫سعر السلعة ‪:‬إن التكلفة لهذه السلعة قدرت بـ‪.€ 120.000 :‬‬
‫‪ -2‬طلب فتح االعتماد المستندي‪ :‬إضافة إلى الفاتورة الشكلية فيجب على المتعامل الجزائري أن يرفق‬
‫معها أيضا طلب فتح االعتماد الذي يتضمن عدة معلومات منها‪:‬‬
‫‪ -‬اسم و عنوان كل من‪:‬‬
‫* المستورد(األمر)‪ :‬شركة الرقيم أبناء واخوان للتجارة ‪ -‬حي ‪ 14‬مسكن رقم ‪ 03‬أدرار‪ ،‬رقم الحساب‬
‫‪.488 300 251 300 0 63 00‬‬
‫ِ‬
‫المصدر (المستفيد)‪ :‬جمهورية الصين الشعبية‬‫‪-‬‬
‫‪-‬بنك اإلصدار)بنك المستورد( ‪:‬وكالة بدر ‪ - 252 -‬أدرار‪.‬‬

‫‪ 1‬كل معلومات ھذا المطلب ھي دراسة ملف على مستوى مصلحة التجارة الخارجیة ببنك الفالحة والتنمیة الریفیة وكالة أدرار‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪-‬بنك اإلشعار (بنك المستفيد) بنك دون هاي بوك وكالة رقم ‪ 03010‬الواقعة بـ‪ 29‬المنطقة الصناعية‬
‫شنغاهاي‪ ،‬الصين‪ ،‬ورقمها الحسابي هو ‪ 0020142349‬مفتاح ‪.789‬‬
‫‪-‬نوع االعتماد المستندي ‪:‬هو اعتماد مستندي غير قابل لإللغاء و مؤكد‪.‬‬
‫‪-‬مكان الشحن و التفريغ ‪:‬مكان الشحن هو شنغاهاي ومكان التفريغ هو وهران‪.‬‬
‫إضافة إلى هذه المعلومات هناك عدة معلومات أخرى يجب على العميل الجزائري أن يدونها في وثيقة‬
‫تدعى طلب فتح االعتماد المستندي ‪.1‬‬
‫بعد أن يقدم العميل هاتين الوثيقتين(الفاتورة الشكلية و طلب فتح االعتماد المستندي) تقوم الوكالة‬
‫بدراسة شاملة للملف‪ ،‬تصل إلى القرار النهائي وهو قبول الطلب‪ ،‬قبلت الوكالة الملف ألنه يطابق فيما‬
‫يخص نوع وكمية البضاعة المستوردة‪ ،‬إضافة إلى نوع العميل الذي هو عميل تعود التعامل مع هذه‬
‫الوكالة(أي يتوفر فيه شرط الثقة)‪.‬‬
‫بعد أن تقبل الوكالة هذا الطلب وتوقع عليه‪ ،‬تطلب من هذا العميل وثيقة أخرى و المتمثلة في وثيقة التوطين‬
‫التي تتضمن عدة معلومات كاسم الشركة المستوردة "شركة الرقيم للشاي"‪ ،‬والقيمة اإلجمالية للعملية‬
‫‪ ،€120.000‬وكذلك البلد األصلي للبضاعة و هو الصين‪ ،‬وبلد الشحن وهو شنغاهاي‪ ،‬بطبيعة الحال نوع‬
‫البضاعة المتمثلة في الشاي االخضر‪ ،‬وغيرها من المعلومات مدونة في وثيقة التوطين‪.‬‬
‫إن فتح ملف التوطين يسمح للزبون بالحصول على رقم التوطين وهو ) ‪ ( 00030‬ورقم ملف التوطين‬
‫المتكون من ‪ 6‬خانات حيث كل خانة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪165000520‬‬ ‫‪2018/01‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪00030‬‬ ‫‪ER‬‬ ‫‪14.02.18‬‬

‫– ‪165000520‬يمثل رقم الوكالة لدى البنك‪.‬‬


‫‪2018/01 -‬تمثل السنة ‪ 01‬يشمل السداسي‪.‬‬
‫‪ 10 -‬يمثل رقم البيع وفي حالة ‪. FOB‬‬
‫‪ 00030 -‬يمثل رقم التوطين ويجب أن يكون مكون من ‪ 5‬أرقام‪.‬‬
‫‪ -‬العملة المتعامل بها وفي هذه الحالة األورو ‪. ER‬‬
‫‪ 18.02.14 -‬يمثل تاريخ فتح ملف التوطين‬

‫‪ 1‬أنظر الملحق رقم ‪.01‬‬

‫‪73‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بعد االنتهاء من عملية التوطين يقوم وكالة بدر – ‪ - 252‬أدرار بحساب التكاليف‪ ،‬حيث أن حساب التكاليف‬
‫لفتح االعتماد المستندي يكون كالتالي‪:1‬‬
‫‪ -‬يقوم موظف البنك بالتأكد من قيمة الدينار الجزائري مقابل األورو‪ ،‬وللتأكد عليه أن يضرب قيمة العملية في‬
‫سعر الصرف في ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪ -2‬بعدها يقوم موظف البنك بحساب العموالت التي يجب اقتطاعها‪ ،‬وهذه العموالت تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪% 2.5-‬وهي عمولة اإللتزام‪ - .‬عمولة فتح االعتماد ‪ :‬وهي عمولة ثابتة مقدرة بـ ‪ 3000‬دج‪.‬‬
‫‪-‬عمولة سويفت و هي األخرى عمولة ثابتة مقدرة بـ ‪ 700‬دج‪.‬‬
‫‪-‬رسم عيني على القيمة المضافة ‪ T.V.A‬وهي بنسبة ‪.%17‬‬
‫‪ -3‬بعد حساب كل هذه العموالت يدون الموظف كل المعلومات في وثيقة تعرف بـ ‪ MT700‬التي يقوم‬
‫بإرسالها إلى بنك المستفيد عن طريق شبكة سويفت‪ ،‬كما يقوم هذا الموظف بتكوين ملف يرسله إلى مديرية‬
‫العمليات مع الخارج ‪ (Direction des Opérations avec l’Extérieur) DOE‬وينتظر الرد عن طريق فتح‬
‫االعتماد لديهم دائما عن طريق شبكة سويفت‪ ،‬وهذا الملف مكون من‪:‬‬
‫‪-‬طلب فتح االعتماد‪.‬‬
‫‪-‬وثيقة ‪ MT700‬وهو نوع وثيقة السويفت‪.‬‬
‫‪-‬مجموعة وثائق طلب اقتطاع بالعملة الصعبة‪.‬‬
‫بعد دراسة الملف من طرف ‪ DOE‬ترسل القبول عن طريق نفس الشبكة أي شبكة سويفت وتقوم ‪،‬‬
‫بإشعار بنك المستفيد بفتح االعتماد‪.‬‬
‫مالحظة ‪:‬يمكن أن تكون هناك بعض التعديالت في االعتماد المستندي‪.‬‬
‫عن طريق الفاكس‪ DOE ،‬التي ترسلها الوكالة إلى ‪ MT‬وهذه التعديالت تتم في وثيقة متمثلة في‪707‬‬
‫لكن إذا أريد تعديل تاريخ الصالحية‪ ،‬فال يمكن ذلك إال من طرف المديرية ‪. DOE‬‬
‫ومصاريف التعديل تكون كالتالي‪:‬‬
‫‪-‬عمولة التجارة الخارجية ‪ 100‬دج‪.‬‬
‫‪-‬مصا ريف الفاكس ‪ 300‬دج‪.‬‬
‫‪-‬الرسم على القيمة المضافة ‪.%17‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬معلومات مقدمة من قبل السید‪/‬عالوي محمد‪ ،‬موظف بمصلحة التجارة الخارجیة ‪ ،BADR‬بتاریخ‪ 2018/03/28 :‬على الساعة‪.15:30:‬‬

‫‪74‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إرسال الوثائق بعدما يتحقق المصدر من فتح االعتماد إياه من طرف بنكه‪ ،‬ويتأكد من انه قادر على إحترام بنود‬
‫العقد يستطيع في هذا الوقت المصدر أن يرسل الوثائق الممثلة للبضاعة إلى بنكه الذي‬
‫بدوره يقوم بمراجعة هذه الوثائق وارسالها إلى بنك المستورد و تتمثل الوثائق فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬فاتورة تجارية ‪ 21‬نسخة موقعة من طرف الغرفة التجارية‪.‬‬
‫‪-‬شيك الشحن محرر ألمر وكالة بدر – ‪ - 252‬أدرار‪.‬‬
‫‪-‬شهادة مصنع ‪ 3‬نسخ مدون فيها كل البيانات المتعلقة بالبضاعة‪.‬‬
‫‪-‬شهادة الطرود ويتطلب ‪ 3‬نسخ من هذه القائمة‪.‬‬
‫مالحظة ‪:‬يكون ‪ 3/1‬من المستندات للمؤسسة‪ 2/3 ،‬للبنك ويتم إرسال هذه الوثائق عن طريق وصل إيداع‪،‬‬
‫يحتفظ موظف البنك بالفاتورة النهائية النسخة األصلية لكي يضعها في ملف التوطين ونسخ أصلية من‬
‫الفاتورة النهائية زائد سند الشحن و نسخة من شهادة األصل لكي يضعها في ملف االعتماد المستندي‪،‬‬
‫أما باقي النسخ األخرى فتسلم إلى الزبون بعد توقيع البنك وتقدم لبنك اإلشعار أو بنك المستفيد الوثائق‬
‫الالزمة أيضا‪ ،‬ويقوم هذا األخير بإرسال البضاعة مع الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬الفاتورة النهائية " نسخة أصلية" ‪.‬‬
‫‪-‬نسخة من ‪ EX1‬وهي وثيقة جمركية للتصدير‪.‬‬
‫‪-‬سند الشحن األصلي‪.‬‬
‫صفة االعتماد المستندي‬
‫عندما تصل البضاعة المرسلة الى بلد المشتري ال يستطيع هذا األخير استالمها و اخراجها من الميناء اال‬
‫اذا كانت المستندات المبينة لها بحوزته‪ ،‬و كذلك يقوم بدفع مبالغ معينة و اخراج البضاعة‪ .‬و باتباع هذه‬
‫االجراءات يكون ملف االعتماد المستندي قد صفي بدون مشاكل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫واقع تمويل التجارة الخارجية في بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫تم التطرق في هذا الفصل التطبيقي من المذكرة لمختلف عمليات و إجراءات التجارة الخارجية التي تتم على‬
‫مستوي البنك ‪ ،‬و كيف يقوم هذا األخير بتمويل عمليات االستيراد و التصدير باستخدام االعتماد المستندي‬
‫باعتباره التقنية األكثر أمانا و ضمانا للمتعاملين بما فيهم البنك‪ ،‬أما التحصيل فيستخدمه البنك بشروط و في‬
‫حاالت معينة حسب ما ورد سنة ‪ 2011‬في المادة ‪ 69‬من قانون المالية التكميلي ‪.‬‬
‫ذكرنا أيضا مخاطر التحويل الحر ما جعل البنك يستغني عنه في عملية استيراد تجنبا لمخاطره الجد‬
‫مرتفعة‪.‬‬
‫ختاما توصلنا إلى أن التحول الذي عرفته البنوك الجزائرية من االنتقال من مرحلة التقييد و االحتكار للتجارة‬
‫الخارجية إلى مرحلة التحرير و االنفتاح تطلب تغي ار جذريا في تقنيات التسيير و التحكم في إجراءات الدفع‪،‬‬
‫و هذا ما يمكن إسقاطه على مستوى بنك الفالحة و التنمية الريفية وكالة أدرار‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الخاتمة‬

‫تساهم البنوك التجارية بأثر ايجابي في تنمية وتطوير االقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل تمويلها لعمليات التجارة‬
‫الخارجية ‪،‬حيث تعتبر هذه األخيرة العصب الحساس والمحرك األساسي لها في سبيل وتنشيط وتسهيل‬
‫حركة المبادالت التجارية الدولية بالنسبة لعمليات التصدير واالستيراد على حد سواء‪ ،‬فمن خالل مختلف‬
‫تقنيات التسوية التي توفرها للمتعاملين في هذا المجال‪ ،‬لجأت الحكومة الجزائرية إلى إدخال إصالحات‬
‫اقتصادية جديدة تخص تحرير التجارة الخارجية وتمويلها في هذا‪ ،‬إذ باشرت بمنح استقاللية للجهاز البنكي‬
‫الذي يحتل مرك از حيويا في تمويل عمليات التجارة الخارجية التي تعتبر من أهم ر األعمال المصرفية‬
‫وأكثرها دقة وأعالها خطورة‪ ،‬فهي تتطلب كفاءة مصرفية عالية وخبرة واسعة وعميقة ودقيقة باألسواق‬
‫الوطنية والخارجية خاصة في ظل التحوالت االقتصادية ‪ ،‬حيث من خالل تربصنا في بنك الفالحة والتنمية‬
‫الريفية وكالة أدرار‪ ،‬حاولنا تشخيص دقيق لتقنية االعتماد المستندي التي تظهر أهميته من جانب الضمان‬
‫أكثر منه من جانب الدفع والتمويل‪ ،‬إذ يتضح ذلك عندما يكون قابل لإللغاء والمؤكد‪ ،‬كما الحظنا أن‬
‫االعتماد المستندي للتصدير شبه منعدم واذا وجد فإنه يختص بالعمليات الخاصة بالشركات البترولية‪ ،‬لذا‬
‫يرتكز عمل الوكالة على االعتماد المستندي لالستيراد نظ ار لطبيعة المنطقة ومحدودية نشاطها‬
‫اختبار الفرضيات‪:‬‬
‫وفيما يلي سنثبت صحة أو نفي الفرضيات التي قمن بافتراضها في مقدمة البحث‪:‬‬
‫‪ -1‬فيما يخص الفرضية األولى التي تنص على إسهامات البنوك التجارية الجزائرية في تمويل التجارة‬
‫الخارجية في الجزائر فاعل إلى حد كبير ‪ ،‬إال أن المتتبع لمسار تطور العالقات التجارية في إطار التجارة‬
‫الخارجية يالحظ أن هذا القطاع ال يزال يعاني من نفس المشاكل‪ ،‬وذلك لسيطرة قطاع المحروقات على‬
‫الصادرات والمواد األولية وسلع التجهيز الصناعي على قطاع الواردات‪.‬‬

‫‪ -2‬بخصوص الفرضية الثانية‪ ،‬والتي تنص على إعتماد بنك الفالحة والتنمية الريفية (‪ )BADR‬وكالة‬
‫أدرار في تمويله للتجارة الخارجية على عديد من اآلليات والتقنيات‪ ،‬حيث من خالل تربصنا التطبيقي على‬
‫مستوى الوكالة يمكن الجزم أن التقنية الوحيدة المستخدمة لتمويل التجارة الخارجية هي تقنية اإلعتماد‬
‫المستندي‪.‬‬
‫‪ -3‬فيما يخص الفرضية الثالثة فتؤكد من خالل إيضاح أن االعتماد المستندي وخطاب الضمان هو‬
‫تقنيات بنكية دولية تحكمها األعراف والقواعد الدولية الموحدة‪ ،‬كما انها تمنح الحماية القصوى لكل من‬
‫المستورد والمصدر من مخاطر التجارة الخارجية ‪ ،‬إال أن المتعاملين االقتصاديين ال يتفهمون في غالب‬

‫‪78‬‬
‫الخاتمة‬

‫األحيان بأن االعتماد المستندي وخطاب الضمان ماهو إال وسيلتين من وسائل الدفع ال تحل مجمل‬
‫المشاكل الناتجة عن العملية التجارية والمشروطة في عقد االعتماد المستندي والقواعد التجارية الدولية‪.‬‬
‫نتائج الدراسة‪:‬‬
‫توصلنا من خالل هذه الدراسة إلى عدة نتائج نظرية و أخرى تطبيقية‪ ،‬والتي نجد منها ما يلي‪:‬‬

‫تطور فاعال بفضل الواقع االقتصادي المعاش وهذا كله راجع لدور الدولة في‬
‫ا‬ ‫‪ -‬شهدت التجارة الخارجية‬
‫العمليات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬استعمال تقنية االعتماد المستندي في حالة التصدير أقل منه في حالة االستيراد‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر تقنية االعتماد المستندي أداة ضمان للصفقات تتوفر على عامل الثقة بين مختلف األطراف‬
‫الخارجية والمفتقدة في باقي األدوات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬التزامات جميع األطراف تخضع للشروط الواردة في عقد االعتماد‪ ،‬كما أن البنك يخضع في جميع‬
‫تعامالته في مجال االعتماد المستندي للقواعد واألعراف الدولية الموحدة الصادرة عن غرفة التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬أدت اإلجراءات التشريعية المختلفة إلى اإلبقاء عن آليات االعتماد والتحصيل المستندي و التحويل‪،‬‬
‫والغاء الوسائل األخرى والتي حققت تقليصا في فاتورة االستيراد و من ثم الحفاظ على العملة الصعبة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫وهي تمثل تلخيصا لهذا البحث واضافة له‪ ،‬من أجل الوصول إلى أهداف البحث هناك مجموعة من‬
‫التوصيات التي تقدم صورة متكاملة حول موضوع الدراسة و التي سنعرضها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-‬محاولة نشر الثقافة البنكية في أوساط المتعاملين في مجال التجارة الخارجية من خالل التعريف بتقنية‬
‫االعتماد المستندي و الضمانات التي تقدمها خصوصا بعد فرض التعامل بها‪.‬‬
‫‪ -‬بعد اإلجراءات التي قامت بها الحكومة وجب عليها إيجاد حلول للصفقات التي أبرمت من دون تقنية‬
‫اإلعتماد المستندي و ذلك من أجل تنشيط الموانئ و وكالء العبور اللذان تعطل عملهما بسبب عدم قيام‬
‫المستوردين المتعاقدين معه قبل إلغاء التقنيات األخرى و إبقاء على تقنية االعتماد المستندي بتسوية‬
‫وضعيتهم لدى البنوك‪ ،‬ألن فتحها يتطلب إيداع ‪ 25‬بالمائة على األقل من قيمة البضاعة المستوردة لدى‬
‫البنك ‪ -‬إلخراج السلع من الموانئ و وكاالت العبور و هذا كله من أجل تسهيل عمل المستوردين الجديين‬
‫الذين يتعاملون بتقنية اإلعتماد المستندي‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪-‬ا لعمل على تحفيز المتعاملين بتقنية االعتماد المستندي و تقديم تسهيالت لهم خصوصا مستوردي‬
‫تجهيزات المصانع و ذلك للنهوض باالقتصاد الوطني دون مستوردي السلع االستهالكية غير الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة إعطاء نظرة عامة عن واقع تمويل التجارة الخارجية في ظل التحول إلى اقتصاد السوق واالرتقاء‬
‫أكثر بالقطاع للوصول الى مصافي الدول الكبرى في هذا المجال‪.‬‬
‫آفاق البحث‪:‬‬
‫إن األهمية التي يكتسيها قطاع التجارة الخارجية و دور األساسي الذي يلعبه في النهوض باالقتصاد‬
‫الوطني‪ ،‬تجعل من هذا الموضوع بحثا مفتوحا لدراسات و البحوث األخرى مستقبال يمكن أن نقترح عدد من‬
‫العناوين منها‪:‬‬
‫‪ -‬واقع التجارة اإللكترونية و تأثيرها على البنوك التجارية في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬أهمية اإلعتماد المستندي في ظل تحرير التجارة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل التجارة الخارجية في ظل إنخفاض أسعار المحروقات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديات بنك الفالحة والتنمية الريفية في الرقي بالقطاع الفالحي في الجزائر‪.‬‬
‫‪ -‬دور بنك الفالحة والتنمية الريفية في تشجيع التصدير في الجزائر‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ -‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪-1‬قائمة الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2004،‬‬

‫‪ -2‬أحمد محمد محرز‪ ،‬السندات التجارية‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪. 2003‬‬

‫‪ -3‬أكرم ياملكي‪،‬األوراق التجارية و العمليات المصرفية‪،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪.2008 ،‬‬

‫‪ -4‬جاسم محمد‪ ،‬التجارة الدولية‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪. 2006،‬‬

‫‪ -5‬حمدي عبد العظيم‪ ،‬اقتصاديات التجارة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪. 2000،‬‬

‫‪ -6‬رشاد العصار‪ ،‬حسام داود‪ ،‬عليان الشريف‪ ،‬مصطفى سلمان‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار المسيرة للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬عمان‪. 2000،‬‬

‫‪ -7‬زينب حسين عوض اهلل‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬الدر الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪. 1998،‬‬

‫‪ -8‬زينب حسين عوض اهلل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬القاهرة‪. 1998،‬‬

‫‪-9‬عادل أحمد حشيش‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2002،‬‬

‫‪-10‬عزيز العكيلي‪ ،‬شرح القانون التجاري‪ ،‬األوراق التجارية وعمليات البنوك‪ ،‬دار الثقافة للنشرو التوزيع‪،‬‬
‫األردن‪.2007 ،‬‬

‫‪-11‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬عمليات البنوك‪ ،‬منشاة المعارف للنشر‪ ،‬مصر‪.2002،‬‬

‫‪ -12‬عبد الحميد عبد المطلب ‪ ،‬التمويل المحلي ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪.2001 ،‬‬

‫‪ -13‬فاطمة مروة يونس ‪ ،‬الفنون التجارية‪ .‬العمليات المصرفية ‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪. 1994،‬‬

‫‪ -14‬محمد أحمد السريتي‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2009،‬‬

‫‪ -15‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬القاهرة‪. 1996،‬‬

‫‪ -16‬موسى مطر‪ ،‬باسم اللوزي‪ ،‬حسام داود‪ ،‬توفيق عبد الرحيم يوسف‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬دار صفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪. 2001،‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -17‬مصطفى كمال طه‪،‬القانون التجاري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.1999 .‬‬

‫‪ -18‬محمود الكيالني‪ ،‬الموسوعة التجارية و المصرفية‪ ،‬المجلد الرابع عمليات البنوك ط‪ ،1‬دار الثقافة‬
‫للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪.2008،‬‬

‫‪ -19‬نداء محمد الصوص‪ ،‬التجارة الخارجية‪ ،‬مكتب المجتمع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪. 2008.،‬‬

‫‪ -20‬يوسف مسعداوي‪ ،‬دراسات في التجارة الخارجية‪ ،‬دار هومة للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪. 2010،‬‬

‫‪ -2‬الرسائل و المذكرات‪:‬‬

‫‪-1‬خريرب عباس‪ ،‬إجراءات جمركة البضائع‪ ،‬تقرير تربص السنة الثالثة‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،‬الدفعة‬
‫األربعون‪ ،‬الجزائر‪.2006،‬‬

‫‪-2‬علوي صورية ‪،‬تقنيات التمويل و التسوية في التجارة الدولية ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الماجستير‪،‬جامعة‬
‫الجزائر‪.1997 ،‬‬

‫‪-3‬شياللي حكيم و منان منور‪ ،‬صيغ تمويل عمليات التجارة الخارجية للمؤسسة االقتصادية‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماستر في العلوم التجارية‪ ،‬كلية العلوم اإلقتصادية العلوم التجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة محند‬
‫أوكلي الحاج‪2015. ،‬‬

‫‪-4‬رباح محمد و عقاب فاتح‪ ،‬االعتماد المستندي كأداة بنكية في تمويل التجارة الخارجية دراسة حالة البنك‬
‫الخارجي الجزائري وكالة البويرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في العلوم اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة محند أوكلي‬
‫الحاج‪.2015 ،‬‬

‫‪-5‬بوكونة نورة‪ ،‬تمويل التجارة الخارجية في الجزائر‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستيرفي العلوم‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،3‬‬

‫ثانيا‪ -‬باللغة الفرنسية‪:‬‬


‫‪1-‬‬ ‫‪Jaques FERROURIER, les opérations des banques, Edition Librairie, Paris 1996.‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪ISGP. financement du commerce international. polycopie 1994.‬‬
‫ثالثا‪ -‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬
‫‪http://badrbank. com/ar/index.php?option=com_content@task=view=2199&itemid=28.‬‬

You might also like