Professional Documents
Culture Documents
حوكمة1 2
حوكمة1 2
حوكمة1 2
مقدمة
خاتمة
قائمة الراجع
مقدمة
عرفت المسؤولية اإلجتماعية للشركات اهتماما بالغا في معظم دول العالم في نهاية القرن العشرين
وبداية القرن الواحد والعشرين ،وأصبحت عنوانا للمؤتمرات والندوات ومجاال للدراسات واألبحاث
سواء من قبل األفراد أو مراكز البحوث والمنظمات الدولية ،وكذا جزء من إستراتيجية شركات
األعمال للتتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة بها ،خاصة بعد التحوالت اإلقتصادية وانتهاج العديد
من هذه الدول اقتصاد السوق ،الذي نتج عنه حرية اإلنتاج والتجارة والخدمات األعمال المالية
والمصرفية ،وتخلي الدول عن كثيرا من أدوارها اإلقتصادية واإلجتماعية والخدمية ،مما جعل هذه
الشركات تقوم بهذه األدوار ترتب عنها مسؤولية إجتماعية تجاه المجتمعات على المستوى اإلقليمي
والوطني وتجاه المستهلكين والعاملين وأصحاب المصالح على المستوى اغلي ،لذا فإن على هذه
الشركات أن تقابل الرأي العام المحيط بها من خالل تقادم المثل في اإلدارة الرشيدة والشفافية واحترام
حقوق المستخدمين وزيادة معارفهم وخبراتهم وحقوق أصحاب المصالح ،فضال عن القيام بدفع
الضرائب ومكافحة الفساد والمعامالت غير األخالقية واحترام القانون ،غير أن تحقيق هذه العناصر
يتطلب هذه المؤسسات تبني مبادئ وأسس حوكمة الشركات الذي يمكن هذه المؤسسات من بناء نظام
متين للتوجيه واإلرشاد والتحكيم ،يتم من خالله ضبط جميع االعمال والعمليات والمعامالت داخل
المؤسسة وخارجها ،مما يسمح لها بتحسين أداءها االقتصادي واالجتماعي والبيئي ،وإ دارة الموارد
بكفاءة ونزاهة وزيادة اإلنتاجية وحماية حقوق العاملين ،والمجتمع ،وخلق وظائف جديدة ودعم قدرتها
التنافسية والمحافظة على نموها واستدامتها ،وهو ما يجعلنا نظر التساؤل التالي :كيف تؤثر مبادئ
وأسس الحوكمة في تعزيز المسؤولية من اإلجتماعية للمؤسسات االقتصادية وزيادة كفاءة أدائها
واستدامتها؟
وعلى أساس هذه اإلشكالية فإن موضوع المداخلة سوف يعالج العناصر التالية:
1
المبحث األول ماهية المسؤولية االجتماعية
إن المسؤولية االجتماعية هي ليست نتاجا للقضايا المعاصرة والمعروفة لدينا بشكل دقيق ،أو أنها
ترتبط بالجوانب الذاتية للموضوع فقط ،إذ أن عالقتها ترتبط بالمتغيرات األساسية الحاصلة في
المجتمع و بشكل موضوعي ،وبالتالي فإنها ليست ظاهرة جديدة ،أو حالة سطحية تمثل االستجابة
للضغوط االجتماعية الطارئة و التي يمكن تهدئتها أو معالجتها من خالل القيام بأنشطة العالقات
العامة .
فنشوء فكرة المسؤولية االجتماعية بعدة مراحل التي تشكل إطار لتطور مفهوم المسؤولية االجتماعية
كالتالي
مرحلة إدارة تعظيم األرباح ( :)1920-1800في هذه المرحلة كانت المسؤولية األساسية
لألعمال هي تعظيم األرباح و التوجه نحو المصلحة الذاتية الصرفة ،ورفع شعار "ما هو جيد
لي جيد للبلد".
مرحلة إدارة الوصاية من أواخر العشرينات حتى بداية الستينات خالل هذه الفترة كانت
مسؤولية األعمال األساسية هي تحقيق الربح المالئم الذي يحقق المصلحة الذاتية و مصالح
األطراف األخرى مثل المساهمين والعاملين ،أما الشعار خالل هذه الفترة فهو ما هو جيد
للشركات جيد للبلد".
مرحلة إدارة نوعية الحياة للفترة من أواخر الستينات حتى الوقت الحاضر :تقوم المسؤولية
األساسية لألعمال على أن الربح ضروري و لكن األفراد أهم من النقود ،و هذا يحقق
المصلحة الخاصة للشركة و مصالح المساهمين و المجتمع ككل ،الشعار هو ما هو جيد
1
للمجتمع هو جيد للبلد".
-طاهر محسن منصور الغابي صالح مهدي محسن العامري ،المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال ،دار وائل للنشر، 1
2
نظرا لتعدد صور المبادرات والفعاليات وطبيعة بيئة العمل المحيطة بالمؤسسات ونطاق نشاطها ،وما
تتمتع به من قدرات مالية وبشرية ،لذا فإن تعريف المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ليس ثابتا بل هو
تعريف ديناميكي ،وواقعي ،ومتطور يتماشى والمتغيرات اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية ،غير أن
معظم التعاريف ركزت على تحمل المؤسسات المسؤوليتها تجاه أصحاب المصالح من حملة األسهم
والعملين والمستهلكين والعمالء والموردين والمجتمع والبيئة ،ومن أهم هذه التعاريف شيوعا ما يتم
ذكرها فيما يلي :عرفت المسؤولية االجتماعية للمؤسسات على أنها أنشطة إقتصادية واجتماعية تقوم
بها إدارة المؤسسات اتجاه العاملين بها ،وذلك في إطار قيم وأخالق وقوانين هذا المجتمع .أما مجلس
األعمال العالمي للتنمية المستدامة فعرفها على أنها تعهد من قطاع األعمال بالمشاركة في التنمية
اإلقتصادية المستدامة من خالل العمل مع العاملين وعائالتهم والمجتمع المحلي واإلقليمي بغرض
تحسين جودة حياتهم
_أما البنك الدولي فعرفها بأنها التزام أصحاب النشاطات اإلقتصادية بالمساهمة في التنمية المستدامة
من خالل العمل مع المجتمع ككل ،بهدف تحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم اإلقتصاد
والتنمية في أن واحدا،
_ومنظمة التعاون اإلقتصادي والتنمية عرفتها على أنها التزام من طرف المؤسسة بالمساهمة في
التنمية اإلقتصادية مع الحفاظ على البيئة والعمل مع العمال وعائالتهم والمجتمع ككل والجميع بصفة
عامة ،بهدف تحقيق جودة الحياة لجميع هذه األطراف".
_وهناك تعريف وضعته المنظمة العالمية للمعايرة ( ،)ISOتعتبر فيه المسؤولية اإلجتماعية بأنها
ممارسات تقوم بها المنظمة لتحمل المسؤولية الناجمة عن أثر النشاطات التي تقوم بها على المجتمع
والمحيط لتصبح النشاطاتها منسجمة مع منافع المجتمع والتنمية المستدامة ،ترتكز المسؤولية
اإلجتماعية على السلوك األخالقي ،إحترام القوانين واللوائح الحكومية التي يجب أن تدمج ضمن
النشاطات اليومية للمؤسسة .
_ كما حددها Berkowitz and Othersفي ثالث مفاهيم أساسية لمسؤوليات المؤسسة تمتلت في :
يشير هذا العنصر إلى أن مسؤولية الشركة تتمثل في تحقيق الربح للمالكون وحملة األسهم ،وهذه
المسؤولية تناسب ما جاء به االقتصادي friedman
3
ب -المسؤولية تجاه أصحاب المصالح
نتيجة اإلنتقادات الموجهة ألهداف الربحية كمسؤولية وحيدة تركز عليها المنظمة ،ظهر ما يسمى
بالمسؤولية تجاه أصحاب المصالح والتي تركز على ضرورة االهتمام بتلبية أهداف أصحاب المصالح
من مستهلكين ،عاملین موردین ،موزعين و غیرهم
وقد انتشر هذا المفهوم في الفترة األخيرة ،ويشير إلى ضرورة التزام المنظمة بالمسؤولية تجاه البيئة
والمجتمع بشكل عام وذلك من خالل االهتمام بما تطرحه الجماعات ذات العالقة مثل والتي تنادي
بتعزيز السلوكيات اإليجابية تجاه البيئة مثل " "Green Peaceجماعة السالم األخضر،
Green""Marketingالتسويق األخضر.
من خالل التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج أن المسؤولية االجتماعية للمؤسسات تتمثل في:
_ تحمل هذه المؤسسات لكل اآلثار السلبية التي يمكن أن تحدثها نشاطاتها على البيئة والمجتمع
_ تهدف سياسات وبرامج المسؤولية اإلجتماعية إلى تحقيق منافع ذات طابع إجتماعي وبيئي
_تسهم المسؤولية اإلجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة تتمثل أسس وركائز المسؤولية اإلجتماعية
في :إحترام أخالقيات األعمال ،إحترام القوانين واللوائح الحكومية
_يجب أن يتم تنظيم ممارسة المسؤولية اإلجتماعية في المؤسسات من خالل اعتبارها جزء ال يتجزأ
2
من السياسة العامة لهذه المؤسسات.
هو مبادرة دولية دعت مقتضاها األمم المتحدة الشركات للتحلي بروح المواطنة المؤسسية وزيادة
مساهمتها في التصدي لتحديات العولمة ،والمشاركة الطوعية في التنمية المستدامة ،وقد تضمن هذا
الميثاق عشر مبادئ للمسؤولية اإلجتماعية للشركات مقسمة إلى المجموعات األربعة اآلتية :
-ثامر البكري ،التسويق أسس ومفاهيم معاصرة ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،2006ص 233 2
4
أوال -حقوق اإلنسان:
3
_10مكافحة الفساد بكل أشكاله ،بما فيها االبتزاز والرشاوي
أصبحت المسؤولية اإلجتماعية التزاما أمام المؤسسات اإلقتصادية تتحمل المسؤولية الناجمة عن أثر
النشاطات التي تقوم بها على المجتمع والمحيط ،مما يجعلها أمام ثالث فئات إجتماعية رئيسية هي
العاملين والموظفين في المؤسسة العمالء والمستهلكين والمجتمع ،باإلضافة إلى حماية البيئة ،لذا على
-موالي لخضر عبد الرزاق ،بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية االجتماعية للشركات الملتقى 3
الدولي حول االقتصاد اإلسالمي ،الواقع ورهانات المستقبل ،المركز الجامعي بغرداية ،يومي 24فيفري ،2011ص 10/9
5
هذه المؤسسات أن تركز نشاطاتها المرتبطة بالمسؤولية اإلجتماعية في إطار المحاالت المذكورة
سابقا وفق ما يلي
-1األنشطة اإلجتماعية للمؤسسة تجاه العاملين بها تمثل العمالة مجاال داخليا من مجاالت
المسؤولية االجتماعية على المؤسسات العمل على توفير الخدمات الالزمة لتحسين حياة العاملين بها
وتنمية قدراتهم البدنية والعقلية والحفاظ على سالمتهم وصحتهم من خالل
_القيام بتدريب العمال داخليا أو خارجيا حسب إحتياجات المؤسسة ،مع اإلتفاق على بعض العمال
الراغبين في إكمال دراستهم العليا ،وذلك لتنمية مهاراتهم الفنية واإلدارية؛
_المساهمة في التامينات اإلجتماعية عن العاملين بنسبة معينة من رواتبهم وأجورهم للحصول على
مرتب تقاعد مناسب بعد الخروج إلى التقاعد
_وضع نظام للرعاية الصحية والعالج بالمستشفيات ولدى األطباء ،ودفع نفقات األدوية الطبية
للعاملين وعائالتهم
_وضع نظم الحوافز والمكافات تحفز العمال على بذل المزيد من الجهدة
_إقامة سكنات للعاملين أو على األقل مساعداتهم ماديا في الحصول على سكن مناسبة
_توفير وسائل تنقل العمال من مناطق سكنهم إلى مكان العمل والعكس
_مساعدة العمال ماديا للقيام برحالت ترفيهية ورياضية أو لتأدية المناسك الدينية؛
-2األنشطة الخاصة تجاه العمالء والمستهلكين تتضمن أنشطة هذا المجال تطوير وتحسين منتجات
وخدمات المؤسسة وتحديد اإلحتياجات التي تتالءم مع القدرة االستهالكية للعمالء وإ عالمهم
بخصائص الساعة أو الخدمة وطريقة استخدامها ومدة صالحياتها ،بهدف تحقيق رغبات العمالء
والمستهلكين ،يمكن حصر أهم األنشطة التي تقوم بها المؤسسة في هذا المجال فيما يلي:
6
_الشفافية والنزاهة والصدق وعدم الخداع والغش في التعامل مع العمالء
_تصميم المنتجات بشكل يؤدي إلى تقليل احتمال التعرض ألي إصابة عند اإلستخدام
_ توفير البيانات واإليضاحات الالزمة عن المنتجات مثل تاريخ اإلنتاج وفترة الصالحية والمكونات
تصمیم والمنشأ وغيرها.
_القيام ببرامج إعالمية تعرف المستهلكين بخصائص المنتوج وطرق ومجاالت استخدامه
_ توفير خدمة ما بعد البيع واإلنتزام بتاريخ الضمان والرد على الشكاوي المقدمة من العمالء
واإلستجابة المناسبة لها.
-3األنشطة اإلجتماعية للمؤسسة تجاه المجتمع يتمثل هذا النوع من األنشطة في الخدمات التي
تقدمها للماسة للنفع العام ألفراد المجتمع ،والمشاركة مع الدولة في القيام بتلك األنشطة بغرض
القضاء على المشكالت اإلجتماعية وتوفير اإلستقرار اإلجتماعي ،يمكن حصر أهم هذه النشاطات في
المجاالت .اآلتية:
_تقديم التبرعات للمؤسسات والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية لتمويل وتوفير احتياجات.
األعضاء واألهالي المحتاجين
_تزويد الجناحين من أفرد المجتمع بالطعام والمواد الغذائية األخرى ،خاصة في المناسبات الدينية
بالنسبة للدول اإلسالمية
_تقديم التبرعات للطلبة المحتاجين وتشجيعهم على مواصلة دراساتهم العليا في الداخل أو الخارج
_المساهمة في إقامة معاهد تعليمية وقتية لرفع كفاءة الخريجون الجددة المساهمة في إقامة
مستوصفات طبية ومستشفيات لألمراض الخطيرة مثل السرطان ،غسيل الكلى فضالء عن وفيروسات
الكبد ،وكنا تقديم المساعدة العالج بالخارج لبعض األمراض المستعصية
7
_المساهمة في إقامة المكتبات في المناطق الفقيرة والتكفل بتوفير الكتب لها؛
_تقديم التبرعات لألندية الرياضية ،والمساهمة في توفير البنية التحتية ومرافق المالعب الرياضية
والمنتزهات لصالح األطفال وكبار السن؛
_مساعدة أفراد المجتمع في حالة الكوارث الطبيعية واالجتماعية مثل الزالزل ،وقوع المنازل القديمة،
حدوث الحرائق والفيضانات
_القيام بدفع الضرائب وهو ما يعد إسهاما إجتماعيا المساعدة الدولة على تمويل الخدمات اإلجتماعية
واإلنفاق على أنشطة البنية التحتية.
-4أنشطة المؤسسة للحفاظ على البيئة :إن توسع المؤسسات في استغالل الموارد الطبيعية واستخدام
التقدم التكنولوجي ،أدى إلى مشاكل بينية كبيرة على جميع المستويات ،ويتضمن هذا المجال األنشطة
التي تقوم بها المؤسسة لتحقيق أو الحد من التدهور البيتي من خالل:
_اإلهتمام بالصناعة النظيفة بيئيا ،والتخلص من المخلفات وبقايا المنتوجات بطرق تحد من التلوث
4
_القيام بعملية التدوير واسترجاع بعض النقابات واستخدامها في إنتاج سلعا نظيفة مفيدة للبيئة
-طارق راشي ،دور تبني مقاربة المسؤولية اإلجتماعية في خلق وتدعيم ريادة وتنافسية منظمات األعمال المؤتمر العلمي 4
العالمي التاسع لإلقتصاد والتمويل اإلسالمي المنظم بعنوان" :النمو والعدالة واإلستقرار من منظور إسالمي "أيام 10/09سبتمبر
2013 14إسطنبول /تركيا
8
-أبعاد المسؤولية اإلجتماعية للمؤسسات اإلقتصادية من التعاريف السابقة للمسؤولية اإلجتماعية
للمؤسسة نالحظ أنها تتضمن أبعاد متعددة تتداخل فيما بينها في حالة معالجتها والحد من تأثيراتها
السلبية يمكن إحراز تقدم ملحوظ في تحقيق المسؤولية اإلجتماعية للمجتمع ،ويمكن تلخيصها في
األبعاد األربعة اآلتية:
_المنافسة العادلة من خالل منع االحتكار واحترام قواعد المنافسة ،وعدم إلحاق األذى بالمنافسين
وكذا عدم اإلضرار بالمستهلكين؛
_ضمان مناصب العمل والمساهمة في البناء اإلجتماعي تحسين ظروف العمل ومنع عمالة األطفال؛
_تحسين التعليم والخدمات الصحية ومحاربة الفقر ؛ حماية المستهلك من المواد الضارة؛
-3البعد البيئي :ويتمثل في المحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة والحد من استنزاف
مواردها خاصة غير المتجددة منها من خالل:
_حماية الموارد الطبيعية ومحاربة التلوث البيئي بشتى أنواعه صيانة الموارد وتنميتها؛
9
إال أن الباحث ( )CARROLLحدد أبعاد المسؤولية اإلجتماعية على أساس شمولية محتواها إلى
أربعة أبعاد وظفها في شكل هرمي متسلسل ،قاعدته تمثل المسؤولية اإلقتصادية والتي تبين مسؤولية
المؤسسة في إنتاج السلع والخدمات ذات القيمة للمجتمع تحقق من ورائها عوائد تعوض بها مختلف
مساهمات أصحاب المصالح ،وتمثل قاعدة أساسية للوفاء بالمتطلبات األخرى ،تعلوها المسؤولية
القانونية والتي من .تحدد القواعد األساسية ومسؤولية أصحاب المصالح داخل المؤسسة وخارجها،
مما يسمح باالنتقال إلى المسؤولية األخالقية التي تتبنى المؤسسة قرارات صحيحة وعادلة تجنب
اإلضرار بالفئات المجتمعية والبيئة ،وبها نصل إلى قمة الهرم الذي يمثل المسؤولية الخيرية التي
تجعل المؤسسة تتصرف كمواطن صالح يساهم في تعزيز الموارد في المجتمع ،وتحسن نوعية الحياة
5
فيه والمحافظة على البيئة،
تكمن أهمية الحوكمة في تعزيز المسؤولية االجتماعية من خالل تطبيق مبادئ الحوكمة في المجال
االجتماعي ،مما يترتب عليه زيادة في كفاءة استخدام المؤسسات لمواردها في المجال االجتماعي
وتعظيم قيمتها وتدعيم قدرتها التنافسية ،ويساعدها على التوسع والنمو واالستدامة ،يمكن إظهار ذلك
فيما يلي:
موالي لخضر عبد الرزاق ،بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية االجتماعية للشركات الملتقى 5
10
_وضع قواعد السلوك المهني للعمل بما يتالءم مع المعايير التي ينبغي أن تنتهجها المؤسسة في
تحقيق أهدافها
_اختيار أعضاء مجلس اإلدارة والعمال وفق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب
_اتخاذ القرارات بشأن االختيار والتعويض ،ووضع المعايير المناسبة ألداء أعضاء مجلس اإلدارة
ومتابعة الموظفين التنفيديين
_وضع أنظمة الرقابة الداخلية والخارجية المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية للمؤسسات واإلشراف عليها
مع مراجعة سنوية لها
_ترسيخ القيم الديمقراطية والشفافية والمساءلة والعدل مما يضمن نزاهة المعامالت ويعزز سيادة
القانون ضد كل أشكال الفساد ،ونشر واسع للمعلومات لجميع األفراد دون تشويه ،خاصة ما يرتبط
بكافة أوجه.
_تحسين إدارة المؤسسة ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على تطوير إستراتيجية سليمة للمؤسسة
في تحديد العالوات والمكافئات على أساس األداء ،مما يساعد على تحسين كفاءة إدارة المؤسسة،
وتقوية ثقة الجمهور فيها ،ويسمح بتحسين عوائد الدولة ،وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من فرص
العمل ،والتنمية االقتصادية واالجتماعية
_تعزيز المساواة بين جميع أفراد المجتمع وخصوصا بين الجنسين من جهة وبين الفئات االجتماعية
من جهة أخرى ،وإ لى اإلرتقاء بالشؤون الصحية والتعليمية والرعاية وتنوع الخدمات وغيرها،
ومساعدة الفئات المهمشة المشاركة في شؤون الحياة العامة والمحافظة على حقوق اإلنسان واحترام
اآلخرين ،وتعزيز نظام دولة القانون .
_تحسين استغالل الموارد البشرية والمالية والطبيعية من قبل المؤسسات لتلبية الحاجيات المحددة
للغاية ،وتقوية اآلليات المحلية والوطنية لتطوير األعمال التطوعية
_ بناء رؤية واضحة عن الدور اإلجتماعي الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات من حيث اإللتزام
بحقوق اصحاب المصالح واإللتزام البيئي.
_تطبيق مبادئ الحوكمة يعطي قناعة للمؤسسات بالدور الحتمي لها بتبني المسؤولية االجتماعية ،كما
تعمل على إقناع كل طرف داخلي أو خارجي بواجبه ومكانته في تحقيق ذلك
11
_تعمل الحوكمة على تهيئة المناخ العام الذي يمكن أفراد المؤسسة مهما كان مستواهم اإلداري من
المساهمة في تحقيق التوازن المسؤول بين األداء اإلقتصادي واإلجتماعي في إطار المحافظة على
البيئة ،أما على المستوى الخارجي فتسعى لتوطيد العالقة مع كل طرف من أصحاب المصالح
6
وإ قناعه بالمزايا المعنوية والمادية
تطبيق الحوكمة في مجال المسؤولية االجتماعية للمؤسسات يسمح ها بوضع التشريعات والقوانين
المختلفة الالزمة التطبيقها في هذا المجال ،ما يجعل هذه المؤسسات تحقق العديد من المزايا والمنافع
التي يمكن أن نلخصها فيما على :
_فرض الرقابة الفعالة على أداء المؤسسة في مجال المسؤولية االجتماعية وتدعيم المساءلة
والمحاسبة بها تعميق ثقافة اإللتزام بالقوانين والمبادئ والمعايير المتفق عليها في مجال المسؤولية
اإلجتماعية
_تحقيق العدالة والثقافية ومحاربة الفساد في العمال اإلجتماعي الذي تقوم به المؤسسة
_التطوير أداء المؤسسة في المجال اإلجتماعي والتغلب على مشاكلها المختلفة ،وزيادة قدرتها
التنافسية والتشغيلية والمالية واإلدارية وبالتالي اإلنعكاس االيجابي على تحقيق أهدافها اإلقتصادية
واالجتماعية _سهولة الحصول على المعلومات وممارسة الرقابة على مختلف جوانب األداء
االجتماعي للمؤسسة وإ عادة الثقة وتحقيق التواصل مع األطراف المختلفة ذات الصلة بالمؤسسة.
إن االطار العام لمفهوم الحوكمة ال يرتبط بالنواحي القانونية و المالية و المحاسبية للشركات فقط،
ولكنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالنواحي االقتصادية واالجتماعية والسياسية .ويمكن القول بأنه اذا صلحت
الشركة كنواة صلح اإلقتصاد ككل ،وإ ذا فسدت فإن تأثيرها من الممكن أن يمتد ليضر عدد من فئات
اإلقتصاد و المجتمع .وتجدر اإلشارة ألهمية المسؤولية اإلجتماعية للشركات و التي ال تهتم فقط
_ عبد العزيز صالح جبتور اإلدارة اإلستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير دار المسيرة للنشر و التوزيع ،عمان ،األردن، 6
12
بالربح ،ولكنها تهتم بتطور الصناعة واستقرار اإلقتصاد وتقدم ونمو المجتمع ككل .هناك العديد من
النظريات التي يمكن اإلعتماد عليها في تفسير و توضيح المسؤولية االجتماعية للشركات من أهمها
نظرية أصحاب المصالح و التي تركز بشكل أساسي على أنه يجب على المنشآت أن يمتد اهتمامها و
تركيزها من حملة أسهم "المساهمين" إلى مجموعات أخرى لها كذلك عالقة بالمؤسسة ،وقد أشيع هذا
المفهوم من طرف فريدمان سنة ،1984أصحاب المصالح تتضمن العمالء،العاملين ،الموردين و
المجتمع بشكل عام.
ونجد أن حوكمة الشركات تتصف بعدة مميزات كما ذكرنا سابقا ومن بين أهم هذه المميزات
المسؤولية االجتماعية ،حيث تعمل الحوكمة على جعل المؤسسات مسؤولة على القيام بالمسؤولية
االجتماعية و الحفاظ على بيئة نظيفة ألن من أجل البقاء و التطور في ظل البيئة االقتصادية الحالية،
على المؤسسات أن تتفاعل مع التوجهات االجتماعية والبيئية التي غيرت من ظروف النشاط على
مستوى جميع األسواق و فرضت ظروف تنافسية جديدة .ومن هذه النقطة األخيرة تتضح العالقة بين
المسؤولية االجتماعية والحوكمة
ترتبط الحوكمة بالمسؤولية االجتماعية ارتباًطا وثيًقا ،حيث أنهما يشتركان في هدف مشترك وهو
7
تحقيق االستدامة االقتصادية واالجتماعية والبيئية للمؤسسات.
إنشاء لجنة المسؤولية االجتماعية :يمكن للمؤسسات إنشاء لجنة مسؤولة عن وضع وتنفيذ
استراتيجية المسؤولية االجتماعية .هذه اللجنة يمكن أن تضم ممثلين عن اإلدارة العليا ،والمجلس،
والموظفين ،وأصحاب المصلحة اآلخرين.
وضع سياسة المسؤولية االجتماعية :يمكن للمؤسسات وضع سياسة للمسؤولية االجتماعية تحدد
أهدافها والتزاماتها تجاه أصحاب المصلحة .هذه السياسة يمكن أن تساعد المؤسسات على توجيه
جهودها المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية.
قياس وتقييم األداء :يمكن للمؤسسات قياس وتقييم أدائها فيما يتعلق بالمسؤولية االجتماعية
باستخدام مجموعة من المؤشرات ،مثل:
_ليث الربيعي أخالقيات التسويق ....والمسؤولية االجتماعية من ورقته في المؤتمر الثالث اللمسؤولية االجتماعية ،جامعة عدن 7
فيما يلي بعض األمثلة على كيفية تطبيق الحوكمة في المسؤولية االجتماعية في المؤسسات:
شركة :Nestléتلتزم شركة Nestléبتحقيق التنمية المستدامة ،وتطبق مبادئ الحوكمة في جميع
عملياتها ،بما في ذلك المسؤولية االجتماعية .على سبيل المثال ،تمتلك Nestléلجنة المسؤولية
االجتماعية التي تضع وتشرف على تنفيذ استراتيجية المسؤولية االجتماعية للشركة .كما تنشر
Nestléتقريًر ا سنوًي ا عن المسؤولية االجتماعية يوضح التقدم المحرز نحو تحقيق أهدافها المتعلقة
بالمسؤولية االجتماعية.
خاتمة
اصبح االهتمام بالمسؤولية االجتماعية الشغل الشاغل لمنظمات األعمال في كافة البلدان النامية منها
والمتقدمة وذلك لتأثيرها المباشر وغير المباشر على أعمال المؤسسة وفاعليتها ،وأصبحت من أكبر
التحديات التي تواجه أصحاب رجال العمال ،وبدأت المؤسسات بالمطالبة بتطبيق الحوكمة من أجل
تحقيق المسؤولية تجاه أصحاب المصالح وبالتالي االلتزام بالمسؤولية االجتماعية تجاه مجتمعاتها ،عند
القيام بممارسة عملياتها اإلنتاجية .وقد تنشأ مشكالت نتيجة فهم ناقص للقضايا االجتماعية الرئيسية
المتعلقة باألعمال ،ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو اعتقاد رجال األعمال بأنها ال تعود بالنفع إال
على المجتمع وقد تكون مكلفة ودون جدوى لمعظم المؤسسات.
ولكن المؤسسات المدركة لهذه القضايا االجتماعية يجب عليها أن تحسب حساب المسؤولية
االجتماعية تجاه المجتمع المحيط من العمالء والعاملين والمتعاملين مع المؤسسة ،فقد يهملون ذلك
ويركزوا في أغلب األحيان على فهم تفضيالت المستهلكين فقط
- 8مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدةwww.cipe 16،
arabia.org/pdfhelp.asp
14
قائمة المراجع
_ عبد العزيز صالح جبتور اإلدارة اإلستراتيجية :إدارة جديدة في عالم متغير دار المسيرة للنشر و
التوزيع ،عمان ،األردن ،الطبعة األولى ،2004 ،ص166 :
-طاهر محسن منصور الغابي صالح مهدي محسن العامري ،المسؤولية االجتماعية وأخالقيات
األعمال ،دار وائل للنشر ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن ، 2005 ،ص 54
-ثامر البكري ،التسويق أسس ومفاهيم معاصرة ،دار اليازوري للنشر والتوزيع ،عمان ،2006ص
233
-نعمة عباس الخفاجي طاهر محسن الغالبي ،نظرية المنظمة مدخل للتصميم دار اليازوري العلمية
للنشر والتوزيع 2009.ص 57
-طارق راشي ،دور تبني مقاربة المسؤولية اإلجتماعية في خلق وتدعيم ريادة وتنافسية منظمات
األعمال المؤتمر العلمي العالمي التاسع لإلقتصاد والتمويل اإلسالمي المنظم بعنوان" :النمو والعدالة
واإلستقرار من منظور إسالمي "أيام 10/09سبتمبر 2013 14إسطنبول /تركيا
-موالي لخضر عبد الرزاق ،بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية
االجتماعية للشركات الملتقى الدولي حول االقتصاد اإلسالمي ،الواقع ورهانات المستقبل ،المركز
الجامعي بغرداية ،يومي 24فيفري ،2011ص 10/9
-مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة،
www.cipe 16 arabia.org/pdfhelp.asp
15