حوكمة1 2

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 17

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة باجي مختار _عنابة_‬

‫علوم التسيير _إدارة مالية_‬

‫بحث حول ‪:‬‬

‫الحوكمة و المسؤولية االجتماعية‬

‫من إعداد الطلبة ‪:‬‬


‫قزيحي سندس‬
‫مادي روميساء‬
‫غاي منال‬

‫تحت إشراف االستاذة‪ :‬نزار‬

‫السنة الجامعية ‪2024/2023 :‬‬


‫محتوى البحث‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول ماهية المسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب األول نشاة المسؤولية االجتماعية‬


‫المطلب الثاني تعريف المسؤولية االجتماعية‬
‫المطلب الثالث الميثاق العالمي للمسؤولية االجتماعية‬
‫المطلب الرابع مجاالت المسؤولية االجتماعية‬
‫المطلب الخامس ابعاد المسؤولية االجتماعية‬

‫المبحث الثاني دور الحوكمة في تعزيز المسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب األول اهمية الحوكمة في تعزيز المسؤولية االحتماعية‬

‫المطلب الثاني مزايا تطبيق الحوكمة في مجال المسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب الثالث عالقة الحوكمة بالمسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب الرابع امثلة عن تطبيق الحوكمة في المسؤولية االجتماعية‬

‫خاتمة‬

‫قائمة الراجع‬
‫مقدمة‬

‫عرفت المسؤولية اإلجتماعية للشركات اهتماما بالغا في معظم دول العالم في نهاية القرن العشرين‬
‫وبداية القرن الواحد والعشرين‪ ،‬وأصبحت عنوانا للمؤتمرات والندوات ومجاال للدراسات واألبحاث‬
‫سواء من قبل األفراد أو مراكز البحوث والمنظمات الدولية‪ ،‬وكذا جزء من إستراتيجية شركات‬
‫األعمال للتتفاعل مع المجتمع والبيئة المحيطة بها‪ ،‬خاصة بعد التحوالت اإلقتصادية وانتهاج العديد‬
‫من هذه الدول اقتصاد السوق‪ ،‬الذي نتج عنه حرية اإلنتاج والتجارة والخدمات األعمال المالية‬
‫والمصرفية‪ ،‬وتخلي الدول عن كثيرا من أدوارها اإلقتصادية واإلجتماعية والخدمية‪ ،‬مما جعل هذه‬
‫الشركات تقوم بهذه األدوار ترتب عنها مسؤولية إجتماعية تجاه المجتمعات على المستوى اإلقليمي‬
‫والوطني وتجاه المستهلكين والعاملين وأصحاب المصالح على المستوى اغلي‪ ،‬لذا فإن على هذه‬
‫الشركات أن تقابل الرأي العام المحيط بها من خالل تقادم المثل في اإلدارة الرشيدة والشفافية واحترام‬
‫حقوق المستخدمين وزيادة معارفهم وخبراتهم وحقوق أصحاب المصالح‪ ،‬فضال عن القيام بدفع‬
‫الضرائب ومكافحة الفساد والمعامالت غير األخالقية واحترام القانون‪ ،‬غير أن تحقيق هذه العناصر‬
‫يتطلب هذه المؤسسات تبني مبادئ وأسس حوكمة الشركات الذي يمكن هذه المؤسسات من بناء نظام‬
‫متين للتوجيه واإلرشاد والتحكيم‪ ،‬يتم من خالله ضبط جميع االعمال والعمليات والمعامالت داخل‬
‫المؤسسة وخارجها‪ ،‬مما يسمح لها بتحسين أداءها االقتصادي واالجتماعي والبيئي‪ ،‬وإ دارة الموارد‬
‫بكفاءة ونزاهة وزيادة اإلنتاجية وحماية حقوق العاملين ‪،‬والمجتمع‪ ،‬وخلق وظائف جديدة ودعم قدرتها‬
‫التنافسية والمحافظة على نموها واستدامتها‪ ،‬وهو ما يجعلنا نظر التساؤل التالي‪ :‬كيف تؤثر مبادئ‬
‫وأسس الحوكمة في تعزيز المسؤولية من اإلجتماعية للمؤسسات االقتصادية وزيادة كفاءة أدائها‬
‫واستدامتها؟‬

‫وعلى أساس هذه اإلشكالية فإن موضوع المداخلة سوف يعالج العناصر التالية‪:‬‬

‫ماهية المسؤولية اإلجتماعية للمؤسسات االقتصادية‬ ‫‪‬‬


‫االقتصادية‪.‬‬ ‫دور الحوكمة في تعزيز المسؤولية اإلجتماعية للمؤسسات‬ ‫‪‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول ماهية المسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب األول نشاة المسؤولية االجتماعية‬

‫إن المسؤولية االجتماعية هي ليست نتاجا للقضايا المعاصرة والمعروفة لدينا بشكل دقيق ‪ ،‬أو أنها‬
‫ترتبط بالجوانب الذاتية للموضوع فقط‪ ،‬إذ أن عالقتها ترتبط بالمتغيرات األساسية الحاصلة في‬
‫المجتمع و بشكل موضوعي‪ ،‬وبالتالي فإنها ليست ظاهرة جديدة‪ ،‬أو حالة سطحية تمثل االستجابة‬
‫للضغوط االجتماعية الطارئة و التي يمكن تهدئتها أو معالجتها من خالل القيام بأنشطة العالقات‬
‫العامة ‪.‬‬

‫فنشوء فكرة المسؤولية االجتماعية بعدة مراحل التي تشكل إطار لتطور مفهوم المسؤولية االجتماعية‬
‫كالتالي‬

‫مرحلة إدارة تعظيم األرباح (‪ :)1920-1800‬في هذه المرحلة كانت المسؤولية األساسية‬ ‫‪‬‬
‫لألعمال هي تعظيم األرباح و التوجه نحو المصلحة الذاتية الصرفة‪ ،‬ورفع شعار "ما هو جيد‬
‫لي جيد للبلد"‪.‬‬
‫مرحلة إدارة الوصاية من أواخر العشرينات حتى بداية الستينات خالل هذه الفترة كانت‬ ‫‪‬‬
‫مسؤولية األعمال األساسية هي تحقيق الربح المالئم الذي يحقق المصلحة الذاتية و مصالح‬
‫األطراف األخرى مثل المساهمين والعاملين‪ ،‬أما الشعار خالل هذه الفترة فهو ما هو جيد‬
‫للشركات جيد للبلد"‪.‬‬
‫مرحلة إدارة نوعية الحياة للفترة من أواخر الستينات حتى الوقت الحاضر ‪ :‬تقوم المسؤولية‬ ‫‪‬‬
‫األساسية لألعمال على أن الربح ضروري و لكن األفراد أهم من النقود‪ ،‬و هذا يحقق‬
‫المصلحة الخاصة للشركة و مصالح المساهمين و المجتمع ككل‪ ،‬الشعار هو ما هو جيد‬
‫‪1‬‬
‫للمجتمع هو جيد للبلد"‪.‬‬

‫المطلب الثاني تعريف المسؤولية االجتماعية‬

‫‪ -‬طاهر محسن منصور الغابي صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية وأخالقيات األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫الطبعة األولى ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2005 ،‬ص ‪54‬‬

‫‪2‬‬
‫نظرا لتعدد صور المبادرات والفعاليات وطبيعة بيئة العمل المحيطة بالمؤسسات ونطاق نشاطها‪ ،‬وما‬
‫تتمتع به من قدرات مالية وبشرية‪ ،‬لذا فإن تعريف المسؤولية االجتماعية للمؤسسات ليس ثابتا بل هو‬
‫تعريف ديناميكي‪ ،‬وواقعي‪ ،‬ومتطور يتماشى والمتغيرات اإلقتصادية واإلجتماعية والسياسية‪ ،‬غير أن‬
‫معظم التعاريف ركزت على تحمل المؤسسات المسؤوليتها تجاه أصحاب المصالح من حملة األسهم‬
‫والعملين والمستهلكين والعمالء والموردين والمجتمع والبيئة‪ ،‬ومن أهم هذه التعاريف شيوعا ما يتم‬
‫ذكرها فيما يلي‪ :‬عرفت المسؤولية االجتماعية للمؤسسات على أنها أنشطة إقتصادية واجتماعية تقوم‬
‫بها إدارة المؤسسات اتجاه العاملين بها‪ ،‬وذلك في إطار قيم وأخالق وقوانين هذا المجتمع ‪ .‬أما مجلس‬
‫األعمال العالمي للتنمية المستدامة فعرفها على أنها تعهد من قطاع األعمال بالمشاركة في التنمية‬
‫اإلقتصادية المستدامة من خالل العمل مع العاملين وعائالتهم والمجتمع المحلي واإلقليمي بغرض‬
‫تحسين جودة حياتهم‬

‫_أما البنك الدولي فعرفها بأنها التزام أصحاب النشاطات اإلقتصادية بالمساهمة في التنمية المستدامة‬
‫من خالل العمل مع المجتمع ككل‪ ،‬بهدف تحسين مستوى معيشة الناس بأسلوب يخدم اإلقتصاد‬
‫والتنمية في أن واحدا‪،‬‬

‫_ومنظمة التعاون اإلقتصادي والتنمية عرفتها على أنها التزام من طرف المؤسسة بالمساهمة في‬
‫التنمية اإلقتصادية مع الحفاظ على البيئة والعمل مع العمال وعائالتهم والمجتمع ككل والجميع بصفة‬
‫عامة‪ ،‬بهدف تحقيق جودة الحياة لجميع هذه األطراف"‪.‬‬

‫_وهناك تعريف وضعته المنظمة العالمية للمعايرة (‪ ،)ISO‬تعتبر فيه المسؤولية اإلجتماعية بأنها‬
‫ممارسات تقوم بها المنظمة لتحمل المسؤولية الناجمة عن أثر النشاطات التي تقوم بها على المجتمع‬
‫والمحيط لتصبح النشاطاتها منسجمة مع منافع المجتمع والتنمية المستدامة‪ ،‬ترتكز المسؤولية‬
‫اإلجتماعية على السلوك األخالقي‪ ،‬إحترام القوانين واللوائح الحكومية التي يجب أن تدمج ضمن‬
‫النشاطات اليومية للمؤسسة ‪.‬‬

‫_ كما حددها ‪ Berkowitz and Others‬في ثالث مفاهيم أساسية لمسؤوليات المؤسسة تمتلت في ‪:‬‬

‫المسؤولية تجاه تحقيق األرباح‬ ‫أ‪-‬‬

‫يشير هذا العنصر إلى أن مسؤولية الشركة تتمثل في تحقيق الربح للمالكون وحملة األسهم‪ ،‬وهذه‬
‫المسؤولية تناسب ما جاء به االقتصادي ‪friedman‬‬
‫‪3‬‬
‫ب ‪ -‬المسؤولية تجاه أصحاب المصالح‬

‫نتيجة اإلنتقادات الموجهة ألهداف الربحية كمسؤولية وحيدة تركز عليها المنظمة‪ ،‬ظهر ما يسمى‬
‫بالمسؤولية تجاه أصحاب المصالح والتي تركز على ضرورة االهتمام بتلبية أهداف أصحاب المصالح‬
‫من مستهلكين‪ ،‬عاملین موردین‪ ،‬موزعين و غیرهم‬

‫ج‪ -‬المسؤولية تجاه المجتمع‬

‫وقد انتشر هذا المفهوم في الفترة األخيرة‪ ،‬ويشير إلى ضرورة التزام المنظمة بالمسؤولية تجاه البيئة‬
‫والمجتمع بشكل عام وذلك من خالل االهتمام بما تطرحه الجماعات ذات العالقة مثل والتي تنادي‬
‫بتعزيز السلوكيات اإليجابية تجاه البيئة مثل " ‪ "Green Peace‬جماعة السالم األخضر‪،‬‬
‫‪ Green""Marketing‬التسويق األخضر‪.‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة يمكن أن نستنتج أن المسؤولية االجتماعية للمؤسسات تتمثل في‪:‬‬

‫_ تحمل هذه المؤسسات لكل اآلثار السلبية التي يمكن أن تحدثها نشاطاتها على البيئة والمجتمع‬

‫_ تهدف سياسات وبرامج المسؤولية اإلجتماعية إلى تحقيق منافع ذات طابع إجتماعي وبيئي‬

‫_تسهم المسؤولية اإلجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة تتمثل أسس وركائز المسؤولية اإلجتماعية‬
‫في‪ :‬إحترام أخالقيات األعمال‪ ،‬إحترام القوانين واللوائح الحكومية‬

‫_يجب أن يتم تنظيم ممارسة المسؤولية اإلجتماعية في المؤسسات من خالل اعتبارها جزء ال يتجزأ‬
‫‪2‬‬
‫من السياسة العامة لهذه المؤسسات‪.‬‬

‫المطلب الثالث الميثاق العالمي للمسؤولية االجتماعية‬

‫هو مبادرة دولية دعت مقتضاها األمم المتحدة الشركات للتحلي بروح المواطنة المؤسسية وزيادة‬
‫مساهمتها في التصدي لتحديات العولمة‪ ،‬والمشاركة الطوعية في التنمية المستدامة‪ ،‬وقد تضمن هذا‬
‫الميثاق عشر مبادئ للمسؤولية اإلجتماعية للشركات مقسمة إلى المجموعات األربعة اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬ثامر البكري‪ ،‬التسويق أسس ومفاهيم معاصرة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2006‬ص ‪233‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪4‬‬
‫أوال ‪ -‬حقوق اإلنسان‪:‬‬

‫‪ -1‬دعم حماية حقوق اإلنسان المعلنة دوليا واحترامها‬

‫‪ -2‬التأكد من عدم االشتراك في التهاكات حقوق اإلنسان؛‬

‫ثانيًا ‪ -‬معايير العمل‪:‬‬

‫‪ 3‬احترام حرية تكوين الجمعيات واالعتراف الفعلي بالحق في المساومة الجماعية‬

‫‪_ 4‬القضاء على جميع أشكال السخرة والعمل اإلخباري؛‬

‫‪_5‬القضاء على عمالة األطفال‬

‫‪_ 6‬القضاء على التمييز في شمال التوظيف والمهنا‬

‫ثالثا ‪ -‬المحافظة على البيئة‬

‫‪_7‬تشجيع إتباع نهج احترازي إزاء جميع التحديات البيئية‬

‫‪_8‬االضطالع بمبادرات لتوسيع نطاق المسؤولية عن البيئة؛‬

‫‪ -9‬تشجيع تطوير التكنولوجيا غير الضارة بالبيئة ونشرها‬

‫رابعا_ مكافحة الفساد‬

‫‪3‬‬
‫‪ _10‬مكافحة الفساد بكل أشكاله‪ ،‬بما فيها االبتزاز والرشاوي‬

‫المطلب الرابع مجاالت المسؤولية االجتماعية‬

‫أصبحت المسؤولية اإلجتماعية التزاما أمام المؤسسات اإلقتصادية تتحمل المسؤولية الناجمة عن أثر‬
‫النشاطات التي تقوم بها على المجتمع والمحيط‪ ،‬مما يجعلها أمام ثالث فئات إجتماعية رئيسية هي‬
‫العاملين والموظفين في المؤسسة العمالء والمستهلكين والمجتمع‪ ،‬باإلضافة إلى حماية البيئة‪ ،‬لذا على‬

‫‪ -‬موالي لخضر عبد الرزاق‪ ،‬بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية االجتماعية للشركات الملتقى‬ ‫‪3‬‬

‫الدولي حول االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬المركز الجامعي بغرداية‪ ،‬يومي ‪ 24‬فيفري ‪ ،2011‬ص ‪10/9‬‬
‫‪5‬‬
‫هذه المؤسسات أن تركز نشاطاتها المرتبطة بالمسؤولية اإلجتماعية في إطار المحاالت المذكورة‬
‫سابقا وفق ما يلي‬

‫‪ -1‬األنشطة اإلجتماعية للمؤسسة تجاه العاملين بها تمثل العمالة مجاال داخليا من مجاالت‬
‫المسؤولية االجتماعية على المؤسسات العمل على توفير الخدمات الالزمة لتحسين حياة العاملين بها‬
‫وتنمية قدراتهم البدنية والعقلية والحفاظ على سالمتهم وصحتهم من خالل‬

‫_القيام بتدريب العمال داخليا أو خارجيا حسب إحتياجات المؤسسة‪ ،‬مع اإلتفاق على بعض العمال‬
‫الراغبين في إكمال دراستهم العليا‪ ،‬وذلك لتنمية مهاراتهم الفنية واإلدارية؛‬

‫_المساهمة في التامينات اإلجتماعية عن العاملين بنسبة معينة من رواتبهم وأجورهم للحصول على‬
‫مرتب تقاعد مناسب بعد الخروج إلى التقاعد‬

‫_وضع نظام للرعاية الصحية والعالج بالمستشفيات ولدى األطباء‪ ،‬ودفع نفقات األدوية الطبية‬
‫للعاملين وعائالتهم‬

‫_وضع نظم الحوافز والمكافات تحفز العمال على بذل المزيد من الجهدة‬

‫_إقامة سكنات للعاملين أو على األقل مساعداتهم ماديا في الحصول على سكن مناسبة‬

‫_توفير وسائل تنقل العمال من مناطق سكنهم إلى مكان العمل والعكس‬

‫_مساعدة العمال ماديا للقيام برحالت ترفيهية ورياضية أو لتأدية المناسك الدينية؛‬

‫_توفير األمن الصناعي والعمل على تفادي الحوادث المؤسسة‬

‫_توزيع حصة من األرباح الموزعة سنويا على العمال‪.‬‬

‫‪ -2‬األنشطة الخاصة تجاه العمالء والمستهلكين تتضمن أنشطة هذا المجال تطوير وتحسين منتجات‬
‫وخدمات المؤسسة وتحديد اإلحتياجات التي تتالءم مع القدرة االستهالكية للعمالء وإ عالمهم‬
‫بخصائص الساعة أو الخدمة وطريقة استخدامها ومدة صالحياتها‪ ،‬بهدف تحقيق رغبات العمالء‬
‫والمستهلكين‪ ،‬يمكن حصر أهم األنشطة التي تقوم بها المؤسسة في هذا المجال فيما يلي‪:‬‬

‫_اإلعالن والترويج الصادق عن منتجات وخدمات المؤسسة‬

‫‪6‬‬
‫_الشفافية والنزاهة والصدق وعدم الخداع والغش في التعامل مع العمالء‬

‫_القيام بالبحوث التسويقية لتحديد احتياجات العمالء والمستهلكين‬

‫_تصميم المنتجات بشكل يؤدي إلى تقليل احتمال التعرض ألي إصابة عند اإلستخدام‬

‫_ توفير البيانات واإليضاحات الالزمة عن المنتجات مثل تاريخ اإلنتاج وفترة الصالحية والمكونات‬
‫تصمیم والمنشأ وغيرها‪.‬‬

‫_القيام ببرامج إعالمية تعرف المستهلكين بخصائص المنتوج وطرق ومجاالت استخدامه‬

‫_توفير مراكز خدمة الصيانة وإ صالح المنتوج‬

‫_ توفير خدمة ما بعد البيع واإلنتزام بتاريخ الضمان والرد على الشكاوي المقدمة من العمالء‬
‫واإلستجابة المناسبة لها‪.‬‬

‫‪ -3‬األنشطة اإلجتماعية للمؤسسة تجاه المجتمع يتمثل هذا النوع من األنشطة في الخدمات التي‬
‫تقدمها للماسة للنفع العام ألفراد المجتمع‪ ،‬والمشاركة مع الدولة في القيام بتلك األنشطة بغرض‬
‫القضاء على المشكالت اإلجتماعية وتوفير اإلستقرار اإلجتماعي‪ ،‬يمكن حصر أهم هذه النشاطات في‬
‫المجاالت‪ .‬اآلتية‪:‬‬

‫_تقديم التبرعات للمؤسسات والجمعيات الخيرية والمنظمات غير الحكومية لتمويل وتوفير احتياجات‪.‬‬
‫األعضاء واألهالي المحتاجين‬

‫_تزويد الجناحين من أفرد المجتمع بالطعام والمواد الغذائية األخرى‪ ،‬خاصة في المناسبات الدينية‬
‫بالنسبة للدول اإلسالمية‬

‫_تقديم التبرعات للطلبة المحتاجين وتشجيعهم على مواصلة دراساتهم العليا في الداخل أو الخارج‬

‫_المساهمة في إقامة معاهد تعليمية وقتية لرفع كفاءة الخريجون الجددة المساهمة في إقامة‬
‫مستوصفات طبية ومستشفيات لألمراض الخطيرة مثل السرطان‪ ،‬غسيل الكلى فضالء عن وفيروسات‬
‫الكبد‪ ،‬وكنا تقديم المساعدة العالج بالخارج لبعض األمراض المستعصية‬

‫_تقديم تعويضات لألفراد عن أي أضرار تلحق بهم نتيجة العمل بالمؤسسة‬

‫‪7‬‬
‫_المساهمة في إقامة المكتبات في المناطق الفقيرة والتكفل بتوفير الكتب لها؛‬

‫_تقديم التبرعات لألندية الرياضية‪ ،‬والمساهمة في توفير البنية التحتية ومرافق المالعب الرياضية‬
‫والمنتزهات لصالح األطفال وكبار السن؛‬

‫_مساعدة أفراد المجتمع في حالة الكوارث الطبيعية واالجتماعية مثل الزالزل‪ ،‬وقوع المنازل القديمة‪،‬‬
‫حدوث الحرائق والفيضانات‬

‫_القيام بدفع الضرائب وهو ما يعد إسهاما إجتماعيا المساعدة الدولة على تمويل الخدمات اإلجتماعية‬
‫واإلنفاق على أنشطة البنية التحتية‪.‬‬

‫‪-4‬أنشطة المؤسسة للحفاظ على البيئة‪ :‬إن توسع المؤسسات في استغالل الموارد الطبيعية واستخدام‬
‫التقدم التكنولوجي‪ ،‬أدى إلى مشاكل بينية كبيرة على جميع المستويات‪ ،‬ويتضمن هذا المجال األنشطة‬
‫التي تقوم بها المؤسسة لتحقيق أو الحد من التدهور البيتي من خالل‪:‬‬

‫_االقتصاد في استخدام الموارد الخامة وفي استخدام الطاقة‬

‫_المساهمة في اكتشاف مصادر جديدة للمواد الخام والطاقة؛‬

‫_المساهمة في إقامة الحدائق الخضراء للحفاظ على البيئة ومقاومة التلوث‬

‫_تجنب مسببات تلوث األراضي والمياه والهواءة‬

‫_تصميم المنتجات وعمليات إنتاجها بطريقة تؤدي إلى التقليل من المخلفات‬

‫_اإلهتمام بالصناعة النظيفة بيئيا‪ ،‬والتخلص من المخلفات وبقايا المنتوجات بطرق تحد من التلوث‬

‫‪4‬‬
‫_القيام بعملية التدوير واسترجاع بعض النقابات واستخدامها في إنتاج سلعا نظيفة مفيدة للبيئة‬

‫المطلب الخامس ابعاد المسؤولية االجتماعية‬

‫‪ -‬طارق راشي‪ ،‬دور تبني مقاربة المسؤولية اإلجتماعية في خلق وتدعيم ريادة وتنافسية منظمات األعمال المؤتمر العلمي‬ ‫‪4‬‬

‫العالمي التاسع لإلقتصاد والتمويل اإلسالمي المنظم بعنوان‪" :‬النمو والعدالة واإلستقرار من منظور إسالمي "أيام ‪ 10/09‬سبتمبر‬
‫‪ 2013 14‬إسطنبول ‪ /‬تركيا‬

‫‪8‬‬
‫‪ -‬أبعاد المسؤولية اإلجتماعية للمؤسسات اإلقتصادية من التعاريف السابقة للمسؤولية اإلجتماعية‬
‫للمؤسسة نالحظ أنها تتضمن أبعاد متعددة تتداخل فيما بينها في حالة معالجتها والحد من تأثيراتها‬
‫السلبية يمكن إحراز تقدم ملحوظ في تحقيق المسؤولية اإلجتماعية للمجتمع‪ ،‬ويمكن تلخيصها في‬
‫األبعاد األربعة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬البعد اإلقتصادي‪ :‬يتضمن هذا البعد ما يلي‪:‬‬

‫_المنافسة العادلة من خالل منع االحتكار واحترام قواعد المنافسة‪ ،‬وعدم إلحاق األذى بالمنافسين‬
‫وكذا عدم اإلضرار بالمستهلكين؛‬

‫_ضمان حق حصول األفراد على الموارد الطبيعية وإ يقاف تبديدها‪.‬‬

‫‪ -2‬البعد اإلجتماعي‪ :‬يتضمن ما يلي‪:‬‬

‫_ضمان مناصب العمل والمساهمة في البناء اإلجتماعي تحسين ظروف العمل ومنع عمالة األطفال؛‬

‫_منع التمييز على أساس الجنس أو الدين؛ إحترام العادات والتقاليد‬

‫_مراعاة مبدأ تكافؤ الفرص في التوظيف مراعاة حقوق اإلنسان؛‬

‫_تحسين التعليم والخدمات الصحية ومحاربة الفقر ؛ حماية المستهلك من المواد الضارة؛‬

‫‪-3‬البعد البيئي‪ :‬ويتمثل في المحافظة على الموارد الطبيعية وحماية البيئة والحد من استنزاف‬
‫مواردها خاصة غير المتجددة منها من خالل‪:‬‬

‫_حماية الموارد الطبيعية ومحاربة التلوث البيئي بشتى أنواعه صيانة الموارد وتنميتها؛‬

‫_التخلص من المنتجات بعد استهالكها؛ حماية المناخ من االحتباس الحراري‪.‬‬

‫‪ -4‬البعد التكنولوجي‪ :‬ويتضمن فيما يلي‪:‬‬

‫_إستفادة المجتمع من التقدم التكنولوجي والخدمات التي يمكن أن يوفرها؛‬

‫_إستخدام التكنولوجيا في معالجة األضرار التي تلحق بالمجتمع والبيئة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫إال أن الباحث (‪ )CARROLL‬حدد أبعاد المسؤولية اإلجتماعية على أساس شمولية محتواها إلى‬
‫أربعة أبعاد وظفها في شكل هرمي متسلسل‪ ،‬قاعدته تمثل المسؤولية اإلقتصادية والتي تبين مسؤولية‬
‫المؤسسة في إنتاج السلع والخدمات ذات القيمة للمجتمع تحقق من ورائها عوائد تعوض بها مختلف‬
‫مساهمات أصحاب المصالح‪ ،‬وتمثل قاعدة أساسية للوفاء بالمتطلبات األخرى‪ ،‬تعلوها المسؤولية‬
‫القانونية والتي من ‪ .‬تحدد القواعد األساسية ومسؤولية أصحاب المصالح داخل المؤسسة وخارجها‪،‬‬
‫مما يسمح باالنتقال إلى المسؤولية األخالقية التي تتبنى المؤسسة قرارات صحيحة وعادلة تجنب‬
‫اإلضرار بالفئات المجتمعية والبيئة‪ ،‬وبها نصل إلى قمة الهرم الذي يمثل المسؤولية الخيرية التي‬
‫تجعل المؤسسة تتصرف كمواطن صالح يساهم في تعزيز الموارد في المجتمع‪ ،‬وتحسن نوعية الحياة‬
‫‪5‬‬
‫فيه والمحافظة على البيئة‪،‬‬

‫المبحث الثاني دور الحوكمة في تعزيز المسؤولية االجتماعية‬

‫المطلب األول اهمية الحوكمة في تعزيز المسؤولية االحتماعية‬

‫تكمن أهمية الحوكمة في تعزيز المسؤولية االجتماعية من خالل تطبيق مبادئ الحوكمة في المجال‬
‫االجتماعي‪ ،‬مما يترتب عليه زيادة في كفاءة استخدام المؤسسات لمواردها في المجال االجتماعي‬
‫وتعظيم قيمتها وتدعيم قدرتها التنافسية‪ ،‬ويساعدها على التوسع والنمو واالستدامة‪ ،‬يمكن إظهار ذلك‬
‫فيما يلي‪:‬‬

‫موالي لخضر عبد الرزاق‪ ،‬بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية االجتماعية للشركات الملتقى‬ ‫‪5‬‬

‫الدولي حول االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬مرجع سابق‬

‫‪10‬‬
‫_وضع قواعد السلوك المهني للعمل بما يتالءم مع المعايير التي ينبغي أن تنتهجها المؤسسة في‬
‫تحقيق أهدافها‬

‫_اختيار أعضاء مجلس اإلدارة والعمال وفق مبدأ الرجل المناسب في المكان المناسب‬

‫_اتخاذ القرارات بشأن االختيار والتعويض‪ ،‬ووضع المعايير المناسبة ألداء أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫ومتابعة الموظفين التنفيديين‬

‫_وضع أنظمة الرقابة الداخلية والخارجية المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية للمؤسسات واإلشراف عليها‬
‫مع مراجعة سنوية لها‬

‫_ترسيخ القيم الديمقراطية والشفافية والمساءلة والعدل مما يضمن نزاهة المعامالت ويعزز سيادة‬
‫القانون ضد كل أشكال الفساد‪ ،‬ونشر واسع للمعلومات لجميع األفراد دون تشويه‪ ،‬خاصة ما يرتبط‬
‫بكافة أوجه‪.‬‬

‫العمل في المؤسسة أو ما يتعلق بالدولة أو اجتمع المدينة‬

‫_تحسين إدارة المؤسسة ومساعدة المديرين ومجلس اإلدارة على تطوير إستراتيجية سليمة للمؤسسة‬
‫في تحديد العالوات والمكافئات على أساس األداء‪ ،‬مما يساعد على تحسين كفاءة إدارة المؤسسة‪،‬‬
‫وتقوية ثقة الجمهور فيها‪ ،‬ويسمح بتحسين عوائد الدولة‪ ،‬وهذا بدوره سيؤدي إلى المزيد من فرص‬
‫العمل‪ ،‬والتنمية االقتصادية واالجتماعية‬

‫_تعزيز المساواة بين جميع أفراد المجتمع وخصوصا بين الجنسين من جهة وبين الفئات االجتماعية‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬وإ لى اإلرتقاء بالشؤون الصحية والتعليمية والرعاية وتنوع الخدمات وغيرها‪،‬‬
‫ومساعدة الفئات المهمشة المشاركة في شؤون الحياة العامة والمحافظة على حقوق اإلنسان واحترام‬
‫اآلخرين‪ ،‬وتعزيز نظام دولة القانون ‪.‬‬

‫_تحسين استغالل الموارد البشرية والمالية والطبيعية من قبل المؤسسات لتلبية الحاجيات المحددة‬
‫للغاية ‪ ،‬وتقوية اآلليات المحلية والوطنية لتطوير األعمال التطوعية‬

‫_ بناء رؤية واضحة عن الدور اإلجتماعي الذي يمكن أن تقوم به المؤسسات من حيث اإللتزام‬
‫بحقوق اصحاب المصالح واإللتزام البيئي‪.‬‬

‫_تطبيق مبادئ الحوكمة يعطي قناعة للمؤسسات بالدور الحتمي لها بتبني المسؤولية االجتماعية‪ ،‬كما‬
‫تعمل على إقناع كل طرف داخلي أو خارجي بواجبه ومكانته في تحقيق ذلك‬

‫‪11‬‬
‫_تعمل الحوكمة على تهيئة المناخ العام الذي يمكن أفراد المؤسسة مهما كان مستواهم اإلداري من‬
‫المساهمة في تحقيق التوازن المسؤول بين األداء اإلقتصادي واإلجتماعي في إطار المحافظة على‬
‫البيئة‪ ،‬أما على المستوى الخارجي فتسعى لتوطيد العالقة مع كل طرف من أصحاب المصالح‬
‫‪6‬‬
‫وإ قناعه بالمزايا المعنوية والمادية‬

‫المطلب الثاني مزايا تطبيق الحوكمة في مجال المسؤولية االجتماعية‬

‫تطبيق الحوكمة في مجال المسؤولية االجتماعية للمؤسسات يسمح ها بوضع التشريعات والقوانين‬
‫المختلفة الالزمة التطبيقها في هذا المجال‪ ،‬ما يجعل هذه المؤسسات تحقق العديد من المزايا والمنافع‬
‫التي يمكن أن نلخصها فيما على ‪:‬‬

‫_تحسين قدرة المؤسسة وزيادة قيمتها في المجتمع‪.‬‬

‫_فرض الرقابة الفعالة على أداء المؤسسة في مجال المسؤولية االجتماعية وتدعيم المساءلة‬
‫والمحاسبة بها تعميق ثقافة اإللتزام بالقوانين والمبادئ والمعايير المتفق عليها في مجال المسؤولية‬
‫اإلجتماعية‬

‫_تحقيق العدالة والثقافية ومحاربة الفساد في العمال اإلجتماعي الذي تقوم به المؤسسة‬

‫_مراعاة مصالح األطراف المختلفة المشاركة في المؤسسة والمجتمع والبيئة‬

‫_التطوير أداء المؤسسة في المجال اإلجتماعي والتغلب على مشاكلها المختلفة‪ ،‬وزيادة قدرتها‬
‫التنافسية والتشغيلية والمالية واإلدارية وبالتالي اإلنعكاس االيجابي على تحقيق أهدافها اإلقتصادية‬
‫واالجتماعية _سهولة الحصول على المعلومات وممارسة الرقابة على مختلف جوانب األداء‬
‫االجتماعي للمؤسسة وإ عادة الثقة وتحقيق التواصل مع األطراف المختلفة ذات الصلة بالمؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثالث عالقة الحوكمة بالمسؤولية االجتماعية‬

‫إن االطار العام لمفهوم الحوكمة ال يرتبط بالنواحي القانونية و المالية و المحاسبية للشركات فقط‪،‬‬
‫ولكنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالنواحي االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬ويمكن القول بأنه اذا صلحت‬
‫الشركة كنواة صلح اإلقتصاد ككل‪ ،‬وإ ذا فسدت فإن تأثيرها من الممكن أن يمتد ليضر عدد من فئات‬
‫اإلقتصاد و المجتمع‪ .‬وتجدر اإلشارة ألهمية المسؤولية اإلجتماعية للشركات و التي ال تهتم فقط‬

‫_ عبد العزيز صالح جبتور اإلدارة اإلستراتيجية ‪ :‬إدارة جديدة في عالم متغير دار المسيرة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪6‬‬

‫الطبعة األولى‪ ،2004 ،‬ص‪166 :‬‬

‫‪12‬‬
‫بالربح‪ ،‬ولكنها تهتم بتطور الصناعة واستقرار اإلقتصاد وتقدم ونمو المجتمع ككل‪ .‬هناك العديد من‬
‫النظريات التي يمكن اإلعتماد عليها في تفسير و توضيح المسؤولية االجتماعية للشركات من أهمها‬
‫نظرية أصحاب المصالح و التي تركز بشكل أساسي على أنه يجب على المنشآت أن يمتد اهتمامها و‬
‫تركيزها من حملة أسهم "المساهمين" إلى مجموعات أخرى لها كذلك عالقة بالمؤسسة‪ ،‬وقد أشيع هذا‬
‫المفهوم من طرف فريدمان سنة ‪ ،1984‬أصحاب المصالح تتضمن العمالء‪،‬العاملين‪ ،‬الموردين و‬
‫المجتمع بشكل عام‪.‬‬

‫ونجد أن حوكمة الشركات تتصف بعدة مميزات كما ذكرنا سابقا ومن بين أهم هذه المميزات‬
‫المسؤولية االجتماعية‪ ،‬حيث تعمل الحوكمة على جعل المؤسسات مسؤولة على القيام بالمسؤولية‬
‫االجتماعية و الحفاظ على بيئة نظيفة ألن من أجل البقاء و التطور في ظل البيئة االقتصادية الحالية‪،‬‬
‫على المؤسسات أن تتفاعل مع التوجهات االجتماعية والبيئية التي غيرت من ظروف النشاط على‬
‫مستوى جميع األسواق و فرضت ظروف تنافسية جديدة‪ .‬ومن هذه النقطة األخيرة تتضح العالقة بين‬
‫المسؤولية االجتماعية والحوكمة‬

‫ترتبط الحوكمة بالمسؤولية االجتماعية ارتباًطا وثيًقا‪ ،‬حيث أنهما يشتركان في هدف مشترك وهو‬
‫‪7‬‬
‫تحقيق االستدامة االقتصادية واالجتماعية والبيئية للمؤسسات‪.‬‬

‫المطلب الرابع امثلة عن تطبيق الحوكمة في المسؤولية االجتماعية‬

‫فيما يلي بعض األمثلة عن تطبيق الحوكمة في المسؤولية االجتماعية‪:‬‬

‫إنشاء لجنة المسؤولية االجتماعية‪ :‬يمكن للمؤسسات إنشاء لجنة مسؤولة عن وضع وتنفيذ‬
‫استراتيجية المسؤولية االجتماعية‪ .‬هذه اللجنة يمكن أن تضم ممثلين عن اإلدارة العليا‪ ،‬والمجلس‪،‬‬
‫والموظفين‪ ،‬وأصحاب المصلحة اآلخرين‪.‬‬

‫وضع سياسة المسؤولية االجتماعية‪ :‬يمكن للمؤسسات وضع سياسة للمسؤولية االجتماعية تحدد‬
‫أهدافها والتزاماتها تجاه أصحاب المصلحة‪ .‬هذه السياسة يمكن أن تساعد المؤسسات على توجيه‬
‫جهودها المتعلقة بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫قياس وتقييم األداء‪ :‬يمكن للمؤسسات قياس وتقييم أدائها فيما يتعلق بالمسؤولية االجتماعية‬
‫باستخدام مجموعة من المؤشرات‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫_ نسبة النفايات المعاد تدويرها‬

‫_ليث الربيعي أخالقيات التسويق ‪ ....‬والمسؤولية االجتماعية من ورقته في المؤتمر الثالث اللمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة عدن‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 6/5‬مايو ‪ ،2010‬ص ‪12‬‬


‫‪13‬‬
‫_ نسبة الموظفين الذين تلقوا تدريًب ا على المسؤولية االجتماعية‬

‫_ نسبة العمالء الذين يشعرون أن المؤسسة تهتم بمصالحهم‬

‫فيما يلي بعض األمثلة على كيفية تطبيق الحوكمة في المسؤولية االجتماعية في المؤسسات‪:‬‬

‫شركة ‪ :Nestlé‬تلتزم شركة ‪ Nestlé‬بتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬وتطبق مبادئ الحوكمة في جميع‬
‫عملياتها‪ ،‬بما في ذلك المسؤولية االجتماعية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تمتلك ‪ Nestlé‬لجنة المسؤولية‬
‫االجتماعية التي تضع وتشرف على تنفيذ استراتيجية المسؤولية االجتماعية للشركة‪ .‬كما تنشر‬
‫‪ Nestlé‬تقريًر ا سنوًي ا عن المسؤولية االجتماعية يوضح التقدم المحرز نحو تحقيق أهدافها المتعلقة‬
‫بالمسؤولية االجتماعية‪.‬‬

‫شركة ‪ :Apple‬تلتزم شركة ‪ Apple‬بالمسؤولية البيئية‪ ،‬وتطبق مبادئ الحوكمة في جميع‬


‫عملياتها‪ ،‬بما في ذلك المسؤولية االجتماعية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تمتلك ‪ Apple‬لجنة المسؤولية‬
‫االجتماعية التي تضع وتشرف على تنفيذ استراتيجية المسؤولية البيئية للشركة‪ .‬كما تنشر ‪Apple‬‬
‫تقريًر ا سنوًي ا عن المسؤولية البيئية يوضح التقدم المحرز نحو تحقيق أهدافها المتعلقة بالمسؤولية‬
‫‪8‬‬
‫البيئية‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫اصبح االهتمام بالمسؤولية االجتماعية الشغل الشاغل لمنظمات األعمال في كافة البلدان النامية منها‬
‫والمتقدمة وذلك لتأثيرها المباشر وغير المباشر على أعمال المؤسسة وفاعليتها‪ ،‬وأصبحت من أكبر‬
‫التحديات التي تواجه أصحاب رجال العمال‪ ،‬وبدأت المؤسسات بالمطالبة بتطبيق الحوكمة من أجل‬
‫تحقيق المسؤولية تجاه أصحاب المصالح وبالتالي االلتزام بالمسؤولية االجتماعية تجاه مجتمعاتها‪ ،‬عند‬
‫القيام بممارسة عملياتها اإلنتاجية‪ .‬وقد تنشأ مشكالت نتيجة فهم ناقص للقضايا االجتماعية الرئيسية‬
‫المتعلقة باألعمال ‪ ،‬ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو اعتقاد رجال األعمال بأنها ال تعود بالنفع إال‬
‫على المجتمع وقد تكون مكلفة ودون جدوى لمعظم المؤسسات‪.‬‬

‫ولكن المؤسسات المدركة لهذه القضايا االجتماعية يجب عليها أن تحسب حساب المسؤولية‬
‫االجتماعية تجاه المجتمع المحيط من العمالء والعاملين والمتعاملين مع المؤسسة‪ ،‬فقد يهملون ذلك‬
‫ويركزوا في أغلب األحيان على فهم تفضيالت المستهلكين فقط‬

‫‪ - 8‬مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪www.cipe 16،‬‬
‫‪arabia.org/pdfhelp.asp‬‬
‫‪14‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫_ عبد العزيز صالح جبتور اإلدارة اإلستراتيجية ‪ :‬إدارة جديدة في عالم متغير دار المسيرة للنشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2004 ،‬ص‪166 :‬‬

‫‪ -‬طاهر محسن منصور الغابي صالح مهدي محسن العامري‪ ،‬المسؤولية االجتماعية وأخالقيات‬
‫األعمال‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ، 2005 ،‬ص ‪54‬‬

‫‪ -‬ثامر البكري‪ ،‬التسويق أسس ومفاهيم معاصرة‪ ،‬دار اليازوري للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،2006‬ص‬
‫‪233‬‬

‫_ليث الربيعي أخالقيات التسويق ‪ ....‬والمسؤولية االجتماعية من ورقته في المؤتمر الثالث‬


‫اللمسؤولية االجتماعية‪ ،‬جامعة عدن ‪ 6/5‬مايو ‪ ،2010‬ص ‪12‬‬

‫‪ -‬نعمة عباس الخفاجي طاهر محسن الغالبي‪ ،‬نظرية المنظمة مدخل للتصميم دار اليازوري العلمية‬
‫للنشر والتوزيع‪ 2009.‬ص ‪57‬‬

‫‪ -‬طارق راشي‪ ،‬دور تبني مقاربة المسؤولية اإلجتماعية في خلق وتدعيم ريادة وتنافسية منظمات‬
‫األعمال المؤتمر العلمي العالمي التاسع لإلقتصاد والتمويل اإلسالمي المنظم بعنوان‪" :‬النمو والعدالة‬
‫واإلستقرار من منظور إسالمي "أيام ‪ 10/09‬سبتمبر ‪ 2013 14‬إسطنبول ‪ /‬تركيا‬

‫‪ -‬موالي لخضر عبد الرزاق‪ ،‬بوزيد سايح دور االقتصاد اإلسالمي في تعزيز مبادئ المسؤولية‬
‫االجتماعية للشركات الملتقى الدولي حول االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الواقع ورهانات المستقبل‪ ،‬المركز‬
‫الجامعي بغرداية‪ ،‬يومي ‪ 24‬فيفري ‪ ،2011‬ص ‪10/9‬‬

‫‪ -‬مركز المشروعات الدولية الخاصة دليل تأسيس حوكمة الشركات في األسواق الصاعدة‪،‬‬
‫‪www.cipe 16 arabia.org/pdfhelp.asp‬‬

‫‪15‬‬

You might also like