Professional Documents
Culture Documents
رحلة الكشف
رحلة الكشف
رحلة الكشف
الشرك والكفر
حينما جرت مبلحظة موارد ىذين المفظين كانت النتائج غير متوقعة وأظير البحث قضايا
متطابقة يؤيد بعضيا بعضا ويزول من خبلليا التناقض الذي نحاول إخفاءه.
إن موضوع الشرك والكفر وما يقابمو من توحيد وايمان ىو أمر بالغ الخطورة ،وحينما تكون
مفاىيمنا عنو مخطوءة فالنتيجة أننا نجيل ىذا الدين جيبل كامبل.
وال يمكن ذكر تفاصيل ىذا البحث ىنا عمى أية حال ..ولكني سأذكر بعضا من نتائجو:
أوال :لقد رأينا سابقا أن (الكافر) ىو العاصي تكب ار ال المنكر لوجود اهلل ،وذلك من خبلل موارد
خمق آدم وكفر إبميس .فإبميس كفر وىو يحاور اهلل تعالى بشأن السجود آلدم.
واذن فالكفر ال عبلقة لو باعتقاد وحدانية اهلل تعالى.
وحينما نفتش عن لفظ الكفر فسنجده بيذا المعنى (الموحد) دوما جميع آيات القرآن.
ثانيا :إن اقتران الكفر بالقمب والشرك بالعقل دوما يدل عمى أن الكفر منشأه القمب ،والشرك
منشأه العقل .وبيذا التفريق المفظي يمكنك اإلجابة عمى ىذا السؤال:
إذا كان الكفر ىو العصيان لمخالق وليس إنكار وجوده فما الفرق بين معاصي الكفر ومعاصي
المؤمن؟
إن ارتباط المفظين (القمب مع الكفر والشرك مع العقل) ىو الذي يحدد اإلجابة.
فالكافر يعصي وىدفو المعصية ذاتيا ،والمؤمن يعصي وىدفو نتائج المعصية .فأنت تأمرنا (أنا
وزيدا) أن ال نسافر ىذا اليوم لتكشف عن محبتنا وطاعتنا لك .أنا سافرت وعصيت أمرك وزيد
سافر أيضا.
أما أنا فسافرت ألن عندي عمل أو غاية انتظرىا من السفر وظني أنك ستعفو عني لذلك.
وأما زيد فمم يكن في األصل يريد السفر ،ولكنو سافر ألجل أن يبرىن عمى إبطال أمرك عمميا.
فسفره معصية توجيت إليك ،وسفري معصية توجيت إلى نفسي .فيل تراك تحاسبنا سواء
بسواء؟
كبل ..فإن ندمي عمى السفر وانزعاجي من عصيانك واعتذاري لك يثبت أني أحبك وال أريد
معصيتك .أما زيد فمم يندم ولم ينزعج ولم يتراجع عما فعمو ألنو ال يريد بالسفر سوى عصيانك
فمماذا يندم؟
ومعنى ذلك أن معصيتي لك كانت بسبب سوء التفكير العقمي ..ال أنني ظننت أن السفر
ينفعني ..وطاعتك تنفعني فأشركت في طاعتك باعتقادي وجود منفعة في عصيانك .وعقمي ىو
الذي دلني عمى ىذا ،أما قمبي فمحب لك كاره لعصيانك .وأنت بالطبع تعمم مني ذلك! ولذلك
فميما بالغت في المعاصي التي ىي من ذلك النوع ..وتضرعت إليكك كمما شعرت بخطأي
أسرعت في العفو عني.
أما زيد فمعصيتو بسبب سوء نيتو معك واشمئزاز قمبو منك ألنو ما قرر السفر حتى منعتو
فيو حريص عمى عصيانك ..وأنت تعمم أيضا أنو أزكى مني في معرفة المعصية والطاعة ،فيو
قاصد لنفس المعصية بغض النظر عن فوائدىا اآلنية.
وزيد أشرك بك أيضا .ولكن الفارق بيننا أن إشراكو لك كان شخصيا ،فقد جعل نفسو ندا لك
وآم ار آخ ار بمواجيتك ..أما أنا فكان شركي في عممي معك..
فمو أجاب كل منا صراحة عمى سؤالك لنا( ،ماذا تحب؟) ،فأنا أجيب( :أحب طاعتك) ،وزيد
يجيب( :أحب معصيتك).
ثالثا :لنبلحظ اآلن الربط بين ىذه الفكرة وقصة السجود .فإن السؤال الموجو إلى إبميس مرتين
عن سبب اإلعراض عن السجود كان إلثارة اإلجابة العقمية ..أي لغرض توضيح نوع العصيان.
اج ِد َ
ين} الس ِ
ون َم َع َّ يس َما لَ َك أَالَّ تَ ُك َ ِ
ال َيا إِ ْبم ُ ففي المرحمة األولى (الصمصال) كان السؤال{ :قَ َ
صٍ ِ َس ُج َد لِ َب َ
ون} ال ِّم ْن َح َمٍإ َّم ْ
س ُن ٍ ص ْم َ ش ٍر َخمَ ْقتَ ُو من َ ال لَ ْم أَ ُكن ِّأل ْ
(ٕٖ) سورة الحجر والجواب{ :قَ َ
(ٖٖ) سورة الحجر.
ولكن إبميس الحظ الترقي والتطور اليائل في المرحمة الثانية ،فجاءه السؤال في ىذه المرحمة
ليؤكد لو إن اإلعراض ىذه المرة سيثبت عميو الكفر ال الشرك! أي شرك األلوىية ال شرك
الطاعة وذلك من خبلل التصريح بوجود سببين ال ثالث ليما وىما :العمو واالستكبار.
نت ِم َن ا ْل َعالِ َ
ين} (٘ )ٚسورة ت أ َْم ُك َ
َستَ ْك َب ْر َ
يأْ س ُج َد لِ َما َخمَ ْق ُ
ت ِب َي َد َّ يس َما َم َن َع َك أَن تَ ْ
ِ
ال َيا إِ ْبم ُ
{قَ َ
ص
ومع أنو أثبت عميو الكفر في ىذه المرحمة لكن النص الكريم يخبرنا في المرحمة الثالثة (البقرة)
حيث ىو اآلن آدم (الخميفة) أنو رفض السجود أيضا ،ولذلك فبل سؤال وال محاورة حول
السجود ،وانما أخذت المحاورة بعدا آخر تفاصيمو في سورة (اإلسراء).
إذن المراحل نفسيا في قصة الخمق تضمنت تفصيبل موسعا لمفرق بين الكفر والشرك والذي
تؤكده مئات الموارد األخرى.
إن المعصية عند المؤمن ليست ىدفا ،بل وسيمة إلى غاية أخرى ،وىي غير متوجية إلى اهلل،
بين َوُي ِح ُّ لذلك فيو يندم إذا فعميا والندم توبة .فيو إذن محب هلل ولذلك فإن اهلل { ُي ِح ُّ
ب التََّّوا ِب َ
ين} (ٕٕٕ) سورة البقرة ط ِّي ِر َ
ا ْل ُمتَ َ
أما الكافر فالمعصية عنده ىدف بحد ذاتيا وىي متوجية بالضد من الخالق جل وعبل فيو إذن
ِ ِ ادو َن لَم ْق ُ ِ (مبغض){ ..إِ َّن الَِّذ َ
ت المَّو أَ ْك َب ُر من َّم ْقت ُك ْم أَنفُ َ
س ُك ْم } (ٓٔ) سورة غافر ين َكفَُروا ُي َن َ ْ َ
اء َعمَ ْي ِي ْم
س َو ٌ رابعا :الكافر ال يؤمن والمشرك يؤمن ،فالكافر قال تعالى فيو{ :إِ َّن الَِّذ َ
ين َكفَُرواْ َ
أَأَن َذرتَيم أَم لَم تُ ِ
نذ ْرُى ْم الَ ُي ْؤ ِم ُن َ
ون} ( )ٙسورة البقرة ْ ُْ ْ ْ
فمماذا أرسل النذير (ص) ولمن؟
السؤال ىو :كيف كان األصل "إن الذين آمنوا في ظممات والذين كفروا في نور؟" فيتم إخراج
كل فريق إلى الجزء المقابل؟
أليس المفروض أن الذين آمنوا في نور والذين كفروا في ظممات؟ وما معنى ىذه المقابمة؟
إن اآلية تحمل تناقضا في داخميا ما لم تفيم بالصورة أعبله ،ذلك إن القطاع الوسطي ىو
خميط من ظممات ونور ،وىو لذلك يعتبر ظممات بالنسبة لمذين آمنوا ونو ار بالنسبة لمذين
كفروا ،حيث يتصادم كل منيما مع نقيضو ،ونتيجة لذلك يبحث كل منيما عن الوسط المبلئم
لو.
ولكن ال تحسب أن (الذين آمنوا) المقصود بو أمنوا باهلل إليا واحدا..إذ الجميع آمنوا بمثل
ذلك ،وليذا ترك المفعول بو من غير أن يذكره :آمنوا بماذا؟
إن اآلية السابقة عمى اآلية قيد البحث وىي أقرب شيء في النظام القرآني يمكنيا أن توضح
ذلك من غير إيراد لتفاصيل أخرى في موارد أخرى.
فاآلية السابقة تحدثت عن (الحرية في االختيار) أو الكفر بالشركاء والتخمص من كل
انتماء..فالحديث ىو عن مجموعة محددة سمفا من مجموعات (الذين آمنوا) ىذه المجموعة
ىي التي تؤمن بثبلثة أشياء مرة واحدة :األول رفض اإلكراه واإليمان بحرية االختيار ،والثاني
اكفر بالطاغوت ،والثالث اإليمان باهلل وبنفس التسمسل:
ِ ِ ِ الر ْ ِ {الَ إِ ْك َراهَ ِفي الد ِ
س َك ش ُد م َن ا ْل َغ ِّي فَ َم ْن َي ْكفُ ْر ِبالطَّا ُغوت َوُي ْؤ ِمن ِبالمّو فَقَد ْ
استَ ْم َ ِّين قَد تََّبي َ
َّن ُّ
يم} ( )ٕ٘ٙسورة البقرة ِ انفصام لَيا والمّ ُو ِ ِبا ْلعروِة ا ْلوثْقَى الَ ِ
سميعٌ َعم ٌ َ َ َ َ َ ُْ َ ُ َ
إن اإلمامة :أي القيادة المتناقضة التي تحاول كل منيا جر أكثر ما يمكن من األفراد إلى
جانبيا من القطاع الوسطي تأخذ حي از كبي ار في النظام القرآني.
ومثمما تكون قيادة الطاغوت متوفرة دوما..تكون قيادة اإليمان التام متوفرة دوما .وىناك آيتان
بمقدمة واحدة متشابية لفظيا عمى النحو اآلتي( :وجعمناىم أئمة ييدون )..والثانية:
(وجعمناىم أئمة ييدون..).
فإذا كانت جية اليمين عبارة عن بؤرة لمنور وجية الشماء عبارة عن بؤرة لمظممات ،فإن بؤرة
النور تدعو إلى التحرر من االنتماء باعتبار أن النور ٍ
كاف بمفرده لبلسترشاد والسير في
الطريق ،وبؤرة الظممات تعرض ظمماتيا وتدعو لبلنتماء باعتبار أن الظمات الحالكة بغير
انتماء يستحيل السير فييا من غير دليل يرشد إلى الطريق والطاغوت ىو الذي يقوم بدور
المرشد.
فمكل منيما إذن مبرراتو المطابقة لحالتو ،ومن ىنا يحدث في القطاع الوسطي خميط وغبش
من نور وظممات ألن كل فريق يعرض تجارتو في ىذا السوق.
فالذين باعوا أنفسيم لمطاغوت (بئس ما شروات بو أنفسيم) والذين آمنوا بالمعنى السابق ىم
من جممة (من يشري نفسو ابتغاء مرضاة اهلل).
فمك أييا اإلنسان الذي في ساحة العرض وما تختار :فإن اخترت الظممات فأنت بحاجة
لبلنتماء حاجة حقيقية .وان اخترت النور فإن سيشعرك ببل شك بغناك عن كل انتماء وبصورة
حقيقية أيضا.
إلى آخر فقرات المحاورات بين فئتي المغضوب عمييم والضالين والتي تثبت التصور المار
الذكر.
إن تفاصيل ذلك كمو لو موضع آخر ،لكننا نريد ىنا التنويو إلى أن ىذه التفاصيل ىي جزء من
ىذا النظام ال يصحح العقائد فقط ،وانما يصحح المغة وقواعدا ومعاني األلفاظ ألن النظام
يفرض نفسو فرضا عمى الجميع وىو يفضح أي محاولة لطمسو ميما أوتي الفاعل من قدرة
وحنكة في التبلعب باأللفاظ والتمويو ووضع قواعد نحوية خاصة أو استثنائية كما ستراه
مفصبل في نماذج ستأتيك في حينيا.
حينما يكون في بال المصمي وىو يقول( :غير المغضوب عمييم وال الضالين) متوجيا إلى
الييود والنصارى جريا عمى إجماع المفسرين فإنو في تمك المحظة سيكون من الضالين أيضا.
ويكون ابتقاتو يابمعنى ىذا ىو التفات إلى الضبلل.
ليست فئة المغضوب عمييم وفئة الضالين منتمية إلى أي مجموعة محددة بأسماء من الناس
الذين ينتمون إلى ديانات أو أقوام أو مذاىب ،بل ىي تسمية أخرى تجري في مجرى التقسيم
المشار إليو آنفا ،وىي إذن موجودة في جميع المذاىب واألقوام والديانات بمعانييا االصطبلحية
لدينا ،شأنيا في ذلك شأن المجموعة الفردية المتصفة بالصفات المضادة لصفات المغضوب
عمييم وال الضالين.
التحرر بالنظام القرآني
حينما تم التأكد من صحة نتائج ىذه التجربة الغنية جدا والتي تركت القسم األعظم منيا لعدم
القدرة عمى اإلحاطة بيا بيذه الخبلصة العامة ،وحينما تسارع العمل بالمعجم المفظي وجدت أن
البحث السابق عن المنافقين كان قد دخل كجزء ضئيل داخل ىذا النظام ،وتم تصحيح نتائجو.
ووجدت كذلك من خبلل تمك األواصر الدقيقة بين األلفاظ والبنى التركيبية واإلحكام الصارم
بينيا أن األ نظمة الكونية والطبيعية من الذرة والفمك والوراثة والعناصر الكيميائية التي جعمتيا
في مقام التشبيو بالنظام القرآني عند محاولة اإلمساك بـ (الشيء اآلخر) ..وجدت ىذه األنظمة
قد أصبحت شيئا بالغ الضآلة قياسا بالنظام القرآني وتراءى لي بصورة يصعب شرحيا أن
مجموع ىذه األنظمة الكونية (محشور) بطرائق معينة ومحددة داخل ىذا النظام المفظي لكبلم
الخالق لتمك األشياء.
وبعبارة أخرى تراءى لي المعنى القريب لقولو تعالى في صفة كبلمو بأنو( :تبيانا لكل شيء).
وفي تمك المحظة عدت عودة حقيقية إلى طفولتي وانزاح عني المباء السميك من زيف السنين
الماضية الذي ارتديتو باسم الثقافة فخدعت نفسي بو ،فشعرت بخفة وطيارة وتحرر جعمني
أجمع بين الطفولة والعقبلنية .وبعبارة أخرى صار قمبي يقضا جدا ويدق بطريقة مختمفة.
لقد كشف لي النظام القرآني أنو نظام قائم بنفسو ،وأنو مبين لذاتو وليس بمقدور أحد أن
يسبقو بتقدير شيء فيو وافتراض أمر إال ويقع في وىم كبير.
فيذا النظام ىو مثل أي نظام عام Systemمتميز وحاكم عمى ما يقال فيو وليس محكوما
باالفتراضات ،وىو ليس أىون مما نراه من أشياء حولنا (ذات نظام محكم).
فالعالم الذي يضع فرضا لتفسير ظاىرة ما في عالم الطبيعة أو األحياء ال يحاول إسقاط ىذا
الفرض قس ار عمى الظاىرة ،بل ينتظر منيا أن تكشف لو عن نفسيا لتصحيح الفرض.
ىذه الفكرة قد أوحت لي بما ال يقبل احتماال آخرا ،أن كل ما قيل بشأن تفسير القرآن ممن ال
يدرك قواعد ىذا النظام ىو مجرد ىراء وكبلم ال معنى لو يسقط فو ار عند عرضو عمى النظام
القرآني.
إن حكم النظام القرآني عمى المغة سنناقشو فيما بعد ،وننظر اآلن إلى حكمو عمى العقائد:
فإن من يحاول البرىنة عمى فكرة ما مستدال عمى صحتيا من القرآن من غير أن يجعل القرآن
حاكما عمى صحتيا أو سقميا قبل االستدالل فقد افترى كذبا ولو كان مصيبا اتفاقا ،ألنو
بتكراره العمل نفسو ال يمكن أن يصيب دوما وسوف يخطئ ال محالة في تركب ما يجره إلى
مزيد من األخطاء في تراكيب أخرى ذات صمة بذلك التركيب في داخل النظام القرآني..وتتألف
من ذلك سمسمة غير متتناىية من األخطاء.
ومن جعل القرآن حاكما عمى ما يعتقده قبل اعتقاده باعتباره نظاما محكما فقد أصاب وان أخطأ
اتفاقا..ألنو بتكرار العمل نفسو يكتشف الخطأ ويتراجع عنو بما في النظام من إحكام صارم
يمنع االستمرار في الخطأ ويقوم بالتصحيح من جميع الجيات.
ومعنى ذلك :إن كشف الحقائق بواسطة النظام وكشف خطوط نفس النظام ال يمكن القيام بو
بعمل عقمي محض ،بل ال بد لو من قمب مريد ليذا العمل إرادة حقيقية إضافة إلى القدرة
العقمية.
ومعنى ذلك أيضا :أن المعارف القرآنية (محروسة) أو (محفوظة) في داخل النظام القرآني ال
يكتشفيا إال من يتعامل مع ىذا النظام (بخضوع تام) حيث يمثل خضوعو لو خضوعا لممتكمم
وىو اهلل تعالى ،عبلوة عمى ما يمنحو ىذا التحديد من فيم آخر لمعنى النص الشيير المتعمق
بالعممية االجتيادية حيث أشار إلى أن من اجتيد فأخطأ فمو حسنة واحدة ومن اجتيد فأصاب
فمو حسنتان ،حيث يستحيل إطاء تأويل مناسب عقبل وشرعا ليذا النص بغير ىذا الفيم
الجديد.
والحمد هلل رب العالمين
تم بحمد اهلل ىذا الكتاب الجامع
لمؤلفو العـــــــبلمة
عالم سبيط النيمي
رحمو اهلل وطيب ثراه وجعل الجنة مثواه