Professional Documents
Culture Documents
حوراء محمد محسن بحث عن الحرية
حوراء محمد محسن بحث عن الحرية
1
مفهوم الحرية تعّر ف الحرية على أّنها قدرة الفرد على اتخاذ القرار وتحديد خياٍر
معيٍن من بين مجموعٍة من الخيارات المتاحة دون أّي شكٍل من أشكال اإلجبار،
والضغط ،ووضع الشروط ،كما أّنها تعني أيضًا إطالق العنان لطاقات اإلنسان
وإنتاجيته في المجاالت المختلفة دون أّي نوٍع من القيود المادية ،أو المعنوية ،فالحرية
تشمل التخّلص من العبودية سواًء للذات أم الجماعة
أنواع الحرية تقّسم الحرية بناًء على وجهة نظر الفيلسوف (إيمانويل كانت) إلى عّد ة
انواع ،منها:
الحرية السالبة :يقصد بهذا النوع من الحرية الحّق الطبيعّي لإلنسان باتخاذ قراراٍت
معينٍة في مسيرة حياته ،كما تعرف هذه الحرية أيضًا بالحرية الشخصية في العصر
الحديث.
الحرية الموجبة :هي الحرية المعطاة لإلنسان حّتى يستطيع ممارسة الحرية
الشخصّية أو السالبة ،فعلى سبيل المثال لوكانت الحرية السالبة هي حرية إبداء
الرأي ،فالحرية الموجبة تعني استخدام اإلعالم لممارسة الحرية السالبة.
الحرية الخارجّية :هي الحرية االجتماعية العامة والتي لها عالقٌة بكٍّل من الظروف
االجتماعية والسياسية المحيطة بالفرد.
الحرية الداخلّية :هي الحرية المرتبطة بالشخص ،فهي حريٌة تنبع من نفسه الداخلية.
2
الحرية الفردّية :هي حرية قول وإبداء اآلراء الشخصّية ووجهات النظر المختلفة،
باإلضافة إلى حرية اإلنسان في اختيار مكان العيش ،أو التخّصص المراد دراسته.
الحرية االجتماعّية :هي تعني الحرية التي يجب أن يتمّتع بها أفراد المجتمع كامًال.
3
الحرية في اإلسالم أعطى اإلسالم للفرد العديد من أشكال الحريات ،ولعّل أهّم أشكالها
هي الحرية الشخصية ،وقد بدا ذلك جليًا واضحًا من خالل وضع اإلسالم للعديد من
التعاليم من ضمنها أّن كّل إنسان حٌر بذاته ،وال سيادة ألحٍد على أحٍد تحت أي ظرٍف
من الظروف ،كما لم يفّر ق اإلسالم بين اإلنسان الحر أو العبد في الحقوق فقد عاملهم
معاملًة واحدة ،ومن المعروف بأّن الناس في الدين اإلسالمّي سواسيٌة كأسنان المشط
ال فضل ألحد على أحد إاّل بالتقوى والقرب من هللا سبحانه وتعالى .دعى اإلسالم إلى
تحرير رقاب العبيد والتخّلص من صور العبودية التي كانت موجودًة في الجاهلية من
خالل العديد من التعاليم الدينية ،باإلضافة إلى تقرير اإلسالم لحرية العقيدة والتوحيد،
وقد تمثل ذلك في قوله تعالىَ( :و َلْو َش اَء َر ُّبَك آَل َم َن َم ن ِفي اَأْلْر ِض ُك ُّلُهْم َجِم يًعاۚ َأَفَأنَت
ُتْك ِر ُه الَّناَس َح َّتٰى َيُك وُنوا ُم ْؤ ِمِنيَن )،باإلضافة إلى حرية الكسب ،والتملك ،حيث أعطى
اٍإل سالم الحرية الكاملة لإلنسان في التملك من خالل العمل المشروع ،على عكس
العديد من األنظمة السياسية العالمية التي تحّر م امتالك الممتلكات المختلفة وتنسبها
جميعًا لدولٍة معينٍة ،أو فئة محّد دٍة من الناس.
الحرية ُتعتبر الحرية بمثابة الهواء الذي يتنفسه اإلنسان فهي الروح التي يعيش بها،
فقد كرم هللا تعالى اإلنسان عندما جعله من أكثر المخلوقات مكانة بين مخلوقاته ،لذا
منحه الحرية وال يجوز ألي أحد في هذه الحياة بسلب حريته واضطهاده وظلمه ،فهي
حق من حقوقه التي ال يمكن التفريط بها ،والتي تدفعه إلى القتال من أجل استردادها.
4
أهمية الحرية تسمح لألشخاص بممارسة قدراتهم في المكان الذين اختاروه بإرادتهم
ودون تأثير من أي أحد .تسمح لألشخاص بإبداء آرائهم ،وبنشر أفكارهم دون الخوف
من أي سلطة عليا ،أو جهة ُم عينة تمنعهم من القيام بذلكُ .تنظم أبعاد الحياة
االجتماعية ،وتدمج كافة فئات المجتمع على اختالفاتها ،وذلك يؤدي إلى تحقيق
السعادة ،والتخلص من أي ظلم .تدفع الشعب إلى صناعة قوانينه ،وتشريعاته مما
يؤدي إلى شعور األشخاص بأهميتهم ،ومسؤوليتهم عن تطوير الدولة ونهضتها،
فانعدام الحرية ،وفرض القوانين ُيساهم في تطبيقها باإلكراه مما يؤدي إلى عدم انتماء
األشخاص إلى الدولة ،والشعور بالكبت ،واإلحباطُ .تساهم في التحرر من كافة
العوائق االجتماعية ،والنفسية التي تمنع األشخاص من القيام باألدوار الفعالة،
والضرورية لتنمية المجتمعُ .تساعد الحرية على تطوير طاقات الشخص ،ومهاراته
دون وقوعه تحت أي ضغط أو قيد .تخلق أدوات رقابية مجتمعية ُتراقب السلطات،
والمؤسسات الموجودة داخل المجتمع مما ُيساعد على ُم كافحة الفساد بأشكاله
المتعددة ،والقضاء على آثاره السلبية التي ُيخلفها في المجتمعُ .تحفز الشخص على
التفكير ،واإلبداع ،واالبتكار ،فهي توفر له مساحة كبيرة لتنفيذ أفكاره ،ومخططاته
التي تعود بالفائدة على مجتمعه ،وذلك ُيزوده بالقوة واإلصرار من أجل مواجهة
جميع التحديات ،والصعوبات التي تعترضه.
الحرية هي قدرة الفرد دون إجباره ،أو مساومته بشرط أو ضغط خارجي ،على
إتخاذ قرار ،أو تحديد خيار من جملة خيارات ُم تاحة هي التحرر من الضغوط أو
القيود التي تكبت طاقة اإلنسان وقدراته ،وهي عكس العبودية لشخص أو جماعة
ما ،أو التخّلص من كّل أنواع وأشكال اإلجبار ،والتحّك م ،واإلكراه
5
ضوابط الحرّية لحدود الحرّية عدة مستويات ،وهذه المستويات تتمثل فيما يأتي-:
حدود تظهر حسب القناعات الشخصّية لإلنسان وهذه الحدود ال تتعدى الشخص إلى
غيره فهي الزمة له كالكذب وإن تعدت هذه الحدود إلى أشخاص آخرين وألحقت
الضرر بهم فهنا تنتقل إلى مستوى آخر وليس إلى هذا المستوى .حدود ُتظهرها
المجتمعات من خالل عاداتها وقوانينها ومعتقداتها ومواثيقها كالعادات واألعراف.
حدود تصنعها الّسلطة من خالل القوانين التي تضعها ،وتكون هذه الّسلطة بالقهر أو
باالتفاق مع الّناس ،وهذه الحدود لها أوجه عديدة كالحدود المحرمة والواجبة
والجائزة .حدود إلهّية بيد هللا سبحانه وتعالى اليستطيع أي إنسان تجاوزها أو االنعتاق
منها سوا الملحدين اّلذين ال يؤمنون باهلل ومن ال دين لهم اّلذين ال يؤمنون بالّرسائل
الّسماوّية .فالحرّية حق لكل الّناس ،وقد منح هللا تعالى اإلنسان الحرّية في الّتعبير
والّد ين واختيار العقيدة والّتصرف ،قال تعالىَ( :و ُقِل اْلَح ُّق ِم ن َّرِّبُك ْم ۖ َفَم ن َش اَء َفْلُيْؤ ِم ن
َو َم ن َش اَء َفْلَيْكُفْر ۚ ِإَّنا َأْعَتْد َنا ِللَّظاِلِم يَن َناًرا َأَح اَط ِبِهْم ُس َر اِد ُقَهاۚ َو ِإن َيْسَتِغ يُثوا ُيَغاُثوا
ِبَم اٍء َك اْلُم ْهِل َيْش ِو ي اْلُو ُجوَهۚ ِبْئَس الَّش َر اُب َو َس اَء ْت ُم ْر َتَفًقا) ،والحرّية هي مطلب
إنساني ال يختلف عليه أحد ،وال تأتي ثمارها إال إذا مارسها اإلنسان بطريقة صحيحة
على أال تتعارض مع الّد ين وقوانين الدولة واألخالق وكذلك حقوق اآلخرين ،إذ إّن
حرّية اإلنسان تنتهي عندما تبدأ حرّية اآلخرين ،وللحرّية في اإلسالم ضوابط معّينة
تتمثل فيما يأتي:
أال تؤدي حرّية الفرد أو الجماعة إلى تهديد أركان الّنظام العام وسالمته .أال تؤدي
الحرية إلى تفويت حقوق أعظم منها ،لذا ال بد من الّنظر إلى قيمها ونتائجها ورتبتها
وذاتها .ال بد من أن تكون الحرّية غير مضّر ة باآلخرين وحرياتهم .أنواع الحريات
إّن للحرّية أنواعًا مختلفة تندرج تحت نوعين رئيسين من الحرّيات ،وهما كالّتالي:
الحريات الّش خصّية :تأتي الحرّيات الّش خصّية في مقدمة الحرّيات ويعتبر وجودها
شرطًا لوجود الحريات العامة األخرى ،ومن أهم الحريات الشخصية ما يأتي:
حرية الّتنقل :تعني هذه الحرّية حق اإلنسان في االنتقال من مكان إلى آخر والخروج
والعودة إلى بلده دون وضع قيود عليه وذلك وفقًا للقوانين الّسائدة في بالده.
حرّية األمن الّش خصي :تضمن هذه الحرّية عدم القبض على أي فرد أو حبسه
واعتقاله إاّل في حاالت ينص عليها القانون.
حرّية الحياة الخاصة وحمايتها :من أهم الحرّيات الّش خصّية حرمة المسكن وتعني
هذه الحرّية عدم جواز بل تحريم اقتحام المساكن أو تفتيشها إال في حاالت معّينة
يحددها القانون.
حرّية المراسالت وسرّيتها :تتضمن هذه الحرّية عدم مصادرة المراسالت الّسرّية بين
األفراد فهي بذلك اعتداء على حقهم في ملكّية الخطابات التي تتضمنها هذه
المراسالت.
الحرّية الفكرّية :إّن للحرّية الفكرية أربعة أقسام رئيسّية وهي كالّتالي:
6
حرّية الّد يانة والعقيدة :تعني حرّية اإلنسان في اعتناق الدين الذي يريده وحرّيته في
ممارسة شعائر ذلك الدين وتكون هذه الحرّية في حدود النظام العام واآلداب.
حرّية الّتعليم :تتضمن هذه الحرّية حق الفرد في الحصول على الّتعليم بالّتساوي مع
غيره من المواطنين وأن تكون له الحرّية في اختيار العلم اّلذي يناسبه ويريده.
حرّية الّص حافة :تعني حرّية اإلنسان في الّتعبير عن رأيه في المجالت والجرائد
المتنوعة وكذلك وسائل االتصال المرئية والمسموعة والمكتوبة على أن تكون
ممارسته لهذه الحرية في حدود اآلداب العامة والّنظام دون تشهير بأحد ودون الّتدخل
بالحياة الخاّص ة لآلخرين.
حرّية الرأي :تعني هذه الحرّية حق اإلنسان في الّتعبير عن رأيه في مختلف
المجاالت.
الّطريق إلى الحرّية حّتى يحصل اإلنسان على الحرّية ال بد له من الّسعي جاهدًا في
طريقها ،فطريقها طويل ال يمكن الوصول إليه بالكالم أو األمنيات ،وهنالك خطوات
أساسّية تصل باإلنسان نحو الحرّية ،ومن هذه الخطوات:
ضرورة تعويد العقل على الّتفكير بشكل مستقل وبحرّية ،إذ إّن قيام اإلنسان بالّتفكير
وبممارسة الحرّية في عقله ونفسه بشكل مستمر تحرره من القيود وتعطي فكره
مرونة في الّنقد الّذ اتي والحوار الّد اخلي وكذلك تقبل الّنقاش ،ويعتبر الّتفكير في
الحرّية من أولى المطالب اإلنسانّية األساسّية التي تقود نحو الحرّية.
من المهم الّتغيير في منهجّية الّتربّية سواء أكانت في األسرة أم المجتمع ،إذ البد من
أن يتعلم الّصغار معنى الحرّية وكيفّية استخدام عقولهم دون أن يكون هنالك قيود
عليهم.
إّن الجهل من أهم األمور التي ّتفقد اإلنسان حرّيته ،والمعرفة هي التي تجعل اإلنسان
حّر ًا وترشده نحو بصيرة واضحة يفهم من خاللها حياته ونفسه.
إّن حركة الحرّية حركة نشطة فيها سعي وجهد فالطريق نحوها صعب ،وحّتى يصل
اإلنسان إلى حرّيته عليه أن يسعى ويجتهد ويكتسب الّتجارب.
7
8