‫الفصل‬

‫االول‬
‫التلوث‬
‫‪1‬‬
 ‫التلوث ‪Pollution‬‬

‫هو تقديم الفضالت أو الطاقة الزائدة من قبل اإلنسان إلى البيئة بطريقة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة مسببه لألشخاص اآلخرين إضرارا‪ .‬أفراد البيئة أو الذين لهم عالقة مباشرة‬
‫بالشخص المسبب للتلوث ‪ )1(.‬لذا فالتلوث ناتج عن تكوين فضالت ‪ WASTE‬أو طاقة زائدة‬
‫‪ Surplus Energy‬بسبب نشاطات اإلنسان وقد تكون هذه الفضالت على شكل غازي أو مواد‬
‫صلبة أو سائلة أو طاقة زائدة على شكل إشعاع أو حرارة أو بخار أو ضوضاء‪))2.‬‬
‫وعند انتقال الملوثات عبر الهواء أو الماء أو األرض قد تذوب أو تتركز حياتنا " بايلوجيا "‬
‫أحيانا أخرى ‪ .‬أو قد تتحول كيمائيًا بالتفاعل مع بعض عناصر البيئة الطبيعية أو مع فضالت‬
‫أخرى ‪ .‬وتصنف هذه الفضالت أو الطاقة الزائدة كمواد ملوثة عندما تسبب أضرارا لمواد أخرى‬
‫سواء أكانت هذه المواد حية ام غير حية ‪))3‬‬
‫كما عرف التلوث بأنه التغير الحاصل في الخواص الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية للهواء أو‬
‫التربة أو الماء ويترتب عليه ضررًا بحياة اإلنسان في مجال نشاطه اليومي والصناعي‬
‫والزراعي مسببًا الضرر والتلف لمصادر البيئة الطبيعية (‪)4‬‬

‫تلوث المياه وأثره على صحة اإلنسان‬

‫المياه العذبة هي المياه التي يتعامل معها اإلنسان بشكل مباشر ويومي‪ .‬وقد شهدت مصادر المياه‬
‫العذبة تدهورًا كبيرًا في اآلونة األخيرة لعدم توجيه قدرا وافرا من االهتمام لها‪ .))5‬ويمكن حصر‬
‫العوامل التي تتسبب في حدوث مثل هذا التدهور في‪:‬‬

‫عدم تنظيف خزانات المياه يشكل دوري و سليم األمر الذي يعد غاية في الخطورة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫قصور خدمات الصرف الصحي والتخلص من مخلفاته‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫التخلص من مخلفات الصناعة بدون معالجتها ‪ ،‬وإن عولجت فيتم ذلك بشكل جزئي‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫أما بالنسبة للمياه الجوفية ‪ ،‬ففي بعض المناطق نجد تسرب بعض المواد المعدنية إليها مثل‬
‫الحديد والمنجنيز والرصاص إلي جانب المبيدات الحشرية المستخدمة في األراضي‬
‫الزراعية‪.‬‬

‫آثار تلوث المياه العذبة على صحة اإلنسان‬

‫أبسط شئ يمكن قوله أنه يدمر صحة اإلنسان من خالل إصابته باألمراض المعوية ومنها‪:‬‬

‫المالريا‬ ‫الكوليرا‬
‫البلهارسيا‬ ‫التيفود‬
‫االلتهاب الكبدي الوبائي‬ ‫أمراض الكبد‬
‫حاالت تسمم‬ ‫الدوسنتاريا بكافة أنواعها‬

‫كما ال يقتصر ضرره على اإلنسان وما يسببه من أمراض(‪ ،)6‬وإنما يمتد ليشمل الحياة في مياه‬
‫األنهار والبحيرات حيث أن األسمدة والمخلفات الزراعية التي تتسرب إلى مياه الصرف تساعد‬
‫على نمو الطحالب والنباتات المختلفة مما يضر بالثروة السمكية إذ تعمل هذه النباتات على حجب‬

‫‪2‬‬
 ‫ضوء الشمس واألكسجين وتمنعه من الوصول إلى داخل المياه‪ ،‬كما أنها تساعد على تكاثر‬
‫الحشرات مثل البعوض والقواقع التي تسبب مرض البلهارسيا علي سبيل المثال‪.‬‬

‫يعتبر الماء مذيب جيد لكثير من المواد وحتى بعض المواد التي ال تذوب فيه تشكل معلقات‬
‫غروية تشبه المحاليل(‪ .)7‬وينزل الماء علي هيئة أمطار أو ثلج بصورة نقية خالية تقريبا من‬
‫الجراثيم أو الملوثات األخرى‪ ،‬لكن نتيجة للتطور الصناعي الكبير‪ ،‬تتعرض حتى مياه األمطار‬
‫أثناء سقوطها إلى الكثير من الملوثات لتصل األرض مشبعة بالغازات السامة الذائبة مما يجعله‬
‫غير صالح للشرب‪ ،‬ولعل أفضل مثال هو المطر الحمضي الذي سيتم شرحه الحقا‪. ))8‬‬
‫كذلك ظهر تلوث مياه البحار واألنهار و المياه الجوفية بالمواد البترولية والمواد المشعة والمعادن‬
‫الثقيلة وغيرها‪ .‬ويشكل التلوث بالمواد البترولية خطرا علي المياه حيث يكون طبقة رقيقة فوق‬
‫سطح الماء تمنع مرور الهواء واألوكسجين وثاني أكسيد الكربون والضوء إلي الماء‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى اختناق األحياء المائية وتعطيل معظم العمليات الحيوية الهوائية وبذلك تصبح الحياة المائية‬
‫شبه مستحيلة‪ .‬يدوم الهيدروكربون الناتج من تلوث البترول طويال في الماء وال يتجزأ بالبكتريا‬
‫ويتراكم في قاع البحر‪ .‬ويحتوي البترول علي مواد مسرطنة مثل بنزوبيرين الذي يؤثر علي‬
‫النباتات والحيوانات التي تتغذى عليها‪ .‬وهناك مواد كيماوية أخرى تسبب تلوث المياه مثل‬
‫المبيدات ‪ D.D.T‬والمعادن الثقيلة‪)9( .‬‬

‫المصادر الرئيسية لتلوث المياه‪:‬‬

‫‪ .1‬مصادر صناعية‬
‫‪ .2‬مصادر الصرف الصحي‬
‫‪ .3‬مصادر زراعية‬

‫المصادر الصناعية‬
‫تحتوي مياه المصانع وفضالتها ما نسبته ‪ 60‬بالمائة من مجموع المواد الملوثة للبحار والبحيرات‬
‫واألنهار‪ .‬ويصدر أغلب الملوثات من مصانع مثل مصانع الدباغة والرصاص والزئبق والنحاس‬
‫والنيكل ومصانع الدهانات واإلسمنت والزجاج والمنظفات ومصانع تعقيم األلبان والمسالخ‬
‫ومصانع تكرير السكر‪ .‬باإلضافة إلي التلوث بالهيدروكربون الناتج عن التلوث بالبترول‪.‬‬

‫إن معظم المصانع في الدول النامية وحتى الدول المتقدمة ال تلتزم بضوابط الصرف الصناعي‪،‬‬
‫بل تلقي بفضالتها في المياه‪ .‬ففي الواليات المتحدة وجدت مخلفات سامة في مياه األنهار والبحار‬
‫المحيطة بالمصانع‪ .‬وفي القاهرة أجريت دراسة علي اثني عشر محطة لمعالجة مياه الشرب‬
‫ووجدت جميعها تعاني من عدم انضباط في تصريف النفايات السائلة الصناعية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلي أن الطرق التقليدية لتنقية المياه ال تقضي علي الملوثات الصناعية (مثل‬
‫الهيدروكربون) والملوثات غير العضوية والمبيدات الحشرية وغيرها من المواد الكيميائية‬
‫المختلفة‪ .‬وقد يتفاعل الكلور المستخدم في تعقيم المياه مع الهيدروكربونات مكونا مواد‬
‫كربوهيدراتية كلورينية متسرطنة‪ .‬ومن أشكال التلوث الصناعي هو استعمال بعض المصانع‬

‫‪3‬‬
 ‫ومحطات الطاقة لمياه األنهر والبحيرات في التبريد‪ ،‬وما ينتج عنة من ارتفاع في حرارة المياه‬
‫مما يؤثر سلبا على التفاعالت البيوكيميائية في المياه وكذلك على األحياء المائية‪)10( .‬‬

‫مصادر الصرف الصحي‬

‫تعتبر مياه المجاري واحدة من أخطر المشاكل علي الصحة العامة في معظم دول العالم الثالث‪،‬‬
‫ألن أغلب هذه الدول ليس لديها شبكة صرف صحي متكاملة‪ ,‬بل في بعض المدن الكبيرة ال توجد‬
‫شبكة صرف صحي وأكبر مثال علي ذلك مدينة جدة‪ .‬والمشكلة الكبرى عندما تلقي المدن‬
‫الساحلية مياه الصرف الصحي في البحار دون معالجة مسببة بذلك مشكلة صحية خطيرة‪ .‬كما أن‬
‫استخدام الحفر االمتصاصية في األماكن التي ال يتوفر فيها شبكة صرف صحي له أضراره علي‬
‫الصحة العامة خاصة إذا تركت مكشوفة أو ألقيت مخلفاتها في األماكن القريبة من المساكن حيث‬
‫يتوالد البعوض والذباب مما يسبب الكثير من األمراض باإلضافة إلي استخدام المبيدات المنزلية‬
‫التي لها أضرارها علي صحة اإلنسان‪.‬‬

‫تحتوي مياه المجاري علي كمية كبيرة من المواد العضوية وأعداد هائلة من الكائنات الحية الدقيقة‬
‫الهوائية والالهوائية‪ .‬وعند وصولها إلى المياه السطحية‪ ،‬تعمل الكائنات الدقيقة الهوائية على‬
‫استهالك األوكسجين لتحليل المواد العضوية مسببة نقصا في األوكسجين مما يؤدي إلى اختناق‬
‫الكائنات الحية التي تعيش في البحر وموتها‪ .‬عند موتها تبدأ البكتريا أو الكائنات الدقيقة الالهوائية‬
‫بتحليلها محدثة تعفن وفسادا أخر إلى السابق‪)11(.‬‬

‫تتوقف درجة فساد المياه السطحية وصالحيتها لالستعمال علي عدة عوامل منها‪:‬‬

‫سرعة تيار الماء في المجري المائي‬ ‫‪.1‬‬

‫كمية األوكسجين الذائب في الماء‬ ‫‪.2‬‬
‫السرعة التي تستطيع بها بعض أنواع البكتريا تحليل هذه الشوائب والفضالت‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ .4‬مدي حجم الشوائب والفضالت التي تلقي في هذا المسطح المائي البحر ونوعيتها‬

‫مكونات مياه الصرف الصحي‬

‫تتكون مياه الصرف الصحي من المياه المستخدمة في المنازل سواء في الحمامات أو المطابخ‬
‫وكذلك المياه المستخدمة في بعض الورش والمصانع الصغيرة ومحطات الوقود التي تقع داخل‬
‫المدينة‪.‬‬

‫تحتوي مياه الصرف الصحي علي نسبة عالية من الماء ‪ 99.9‬و الباقي مواد صلبة علي هيئة مواد‬
‫غروية وعالقة وذائبة‪ .‬وهذه المركبات هي‪:‬‬

‫الكربوهيدرات‪:‬وتشمل السكريات األحادية والثنائية والنشا والسليلوز‬ ‫‪.1‬‬

‫أحماض عضوية‪ :‬مثل حمض الفورميك‪ ,‬بروبونيك وغيرها‬ ‫‪.2‬‬

‫‪4‬‬
 ‫أمالح أحماض عضوية‬ ‫‪.3‬‬
‫الدهون والشحوم‬ ‫‪.4‬‬
‫المركبات العضوية النتروجية وتشمل البروتينيات‬ ‫‪.5‬‬
‫األصباغ‬ ‫‪.6‬‬
‫األمالح المعدنية‬ ‫‪.7‬‬
‫مواد أخري‬ ‫‪.8‬‬

‫طريق معالجة مياه الصرف الصحي‬

‫تتم معالجة مياه الصرف الصحي علي عدة خطوات(‪:)12‬‬

‫المعالجة األولية‪ :‬يتم فيها التخلص من المواد العالقة والصلبة بطريقة الترشيح والترسيب‬ ‫‪.1‬‬
‫المعالجة الثانوية‪ :‬وفيها تستخدم الطرق البيولوجية مثل البكتريا التي تؤكسد المواد العضوية‬ ‫‪.2‬‬
‫المعالجة الثالثية‪ :‬وهي المعالجة النهائية وفيها يتم التخلص من البكتريا والفيروسات والمواد‬ ‫‪.3‬‬
‫العضوية‬
‫بعد معالجة مياه الصرف الصحي يمكن استخدامها في األغراض الزراعية أو الصناعية‪.‬‬

‫المصادر زراعية‬
‫زاد في اآلونة األخيرة استخدام المبيدات الحشرية واألسمدة الكيميائية في الزراعة‪ ،‬ينجرف قسم‬
‫من هذه المواد مع مياه األمطار مياه الري لتصل إلى المياه السطحية والجوفية مسببا تلوث‬
‫كيميائي خطيرا للمصادر المائية‪.‬‬

‫أضرار تلوث الماء علي صحة اإلنسان‬

‫يعتبر التلوث الميكروبي أو الكيميائي للمياه من أكثر الملوثات ضرارا علي صحة اإلنسان‪.‬‬

‫تلوث الماء ميكروبيا‬

‫ثبت بما ال يدعوا للشك أن مياه الصرف الصحي إذا لم تعالج جيدا تسبب أمراضا خطيرة‬
‫لإلنسان وخاصة إذا تسربت لمياه الشرب‪ .‬يعتبر التلوث الميكروبي للمياه السبب في انتشار‬
‫وباء السالمونيال وااللتهاب الكبدي في عدد من دول العالم‪ .‬إن مياه الصرف الصحي بها‬
‫أعداد هائلة من الكائنات الدقيقة مثل البكتريا والفيروسات والطفيليات وبذلك تنقل العديد من‬
‫األمراض مثل الكوليرا والتيفود وشلل األطفال‪ .‬وتلعب الكائنات الحية الدقيقة دورا في‬
‫تحوالت الميثان والكبريت والفسفور والنترات‪ .‬فبكتريا الميثان تنتج غاز الميثان في الظروف‬
‫الهوائية والالهوائية‪ ,‬وبكتريا التعفن تنتج األمونيا التي تتأكسد إلي نترات والتي تكون ما‬
‫يعرف باخضرار الماء وتظهر علي شكل طبقة خضراء من األعشاب علي سطح خزانات‬
‫المياه والبحيرات وشواطئ البحار‪ ,‬وأكثر ما تكون في المياه الراكدة وتسبب في إعاقة تسرب‬
‫األوكسجين إلي الماء‪ ،‬وتسبب زيادة األعشاب الخضراء إلى مرض زرقة العيون لدي‬
‫األطفال‪.‬‬

‫‪5‬‬
 ‫تلوث الماء كيميائيا‬
‫تلوث الماء بالمواد الكيميائية يمكن أن يكون خطرا علي البيئة وعلى صحة اإلنسان‪ .‬ويمكن‬
‫تلخيص أهم المواد الكيميائية التي تلوث المياه‪:‬‬

‫مركبات حمضية أو قلوية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تعمل كل من المركبات الحمضية أو القلوية على تغيير درجة الحموضة للماء‪ .‬إن ارتفاع‬
‫درجة حموضة المياه له تأثير سلبي على صحة اإلنسان كما يؤدي إلى تكون الصدأ في‬
‫األنابيب وتآكلها‪ .‬أما التلوث بالقلويات يؤدي إلى تكون األمالح مثل كربونات وبيكربونات‬
‫وهيدروكسيدات والكلوريدات‪ .‬وتسبب كربونات وبيكربونات الكالسيوم والمغنيسيوم‬
‫عسر الماء كما أن مركبات الكلوريدات والسلفات تسبب ملوحة الماء‪.‬‬

‫مركبات النترات والفوسفات‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫تسبب هذه المركبات ظاهرة اخضرار الماء‪ .‬وتتكون األعشاب الخضراء من الطحالب وهي من‬
‫عناصر الكربون والنتروجين والفسفور‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن النترات تتحد مع الهيموجلوبين‬
‫وتمنع اتحاد األوكسجين معه مما يسبب االختناق‪.‬‬

‫المعادن الثقيلة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫أكثر المعادن الثقيلة انتشارا في مياه المجاري الرصاص والزئبق ‪ .‬يسبب تسرب الرصاص إلى‬
‫أنابيب المياه إلى تلف الدماغ وخاصة لألطفال‪ .‬يوجد الزئبق في الماء علي هيئة كبريتيد الزئبق‬
‫وهو غير قابل للذوبان ويتواجد علي شكل عضوي مثل فينول ومثيل وأخطرها هو مثيل الزئبق‬
‫الذي يسبب شلل الجهاز العصبي والعمى‪ .‬أما في األسماك فإن مثيل الزئبق يتراكم داخلها‬
‫بتركيزات عالية نتيجة التلوث وينتقل من األسماك إلى اإلنسان‪.‬‬

‫الحديد والمغنيسيوم‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫يسبب الحديد والمغنيسيوم تغير لون الماء إلي أشبه بالصدأ وال يسبب ضررا إال إذا كان بكمية‬
‫كبيرة وأكثر وجودهما في المياه الجوفية‪.‬‬

‫مركبات عضوية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫كثير من المركبات العضوية تسبب تلوث الماء وأشهرها التلوث بالبترول ومشتقاته والمبيدات‬
‫الحشرية والمبيدات الفطرية وغيرها من الكيماويات الصناعية‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫الهالوجينات‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يستخدم الكلور والفلور لتعقيم المياه من الميكروبات الضارة ولكن عند وجود مواد عضوية أو‬
‫هيدروكربونات في المياه‪ ،‬فإنها تتفاعل مع الكلور مكونة مركبات هيدروكربونية كلورية‬
‫مسرطنة‪.‬‬

‫المواد المشعة‪:‬‬ ‫‪-5‬‬

‫مثل الراديوم الذي يسبب السرطان وخاصة سرطان العظام‪.‬‬

‫‪Advanced water‬‬ ‫طرائق متقدمة في معالجة مياه التلوث‬

‫‪treatment methods‬‬
‫ان الهدف من عمليات معالجة المياه وإزالة المواد الصلبة العالقة وذلك باالرتقاء بمستوى المياه‬
‫الى المستوى المرغوب فيه وقد استخدمت طرائق عديدة لهذا الغرض منها ‪-:‬‬
‫‪.1‬استخدام األكسدة الكيميائية (‪ )Chemical oxidation‬لمعالجة تلوث المياه بأستخدام عوامل‬
‫مؤكسدة قوية كاألوزون واألوكسجين الجزيئي وبيروكسيد الهيدروجين وبرمنكنات‬
‫البوتاسيوم‪.‬‬
‫‪.‬استخدام منظومة التبادل األيوني (‪ )Ion exchange‬إلزالة الفلزات والمواد العضوية من مياه‬
‫الفضالت وكذلك إزالة الفسفور واالمونيا‬
‫‪.‬استخدام الراتنجات الصناعية على هيئة مبادالت ايونية وكذلك استخدمت مجموعة من المواد‬
‫الطبيعية كالزيواليت للغرض نفسه‬
‫‪.4‬كذلك باالمكان استخدام التناضح العكسي (‪ ) )Reverse osmosis‬وفي حالة وجود تراكيز‬
‫عالية من الملوثات في المياه باالمكان استخدام طريقة االستخالص الكيميائي (‪Chemical‬‬
‫‪)extraction‬‬

‫وفي حالة وجود ملوثات عضوية ذات تراكيز واطئة جدا والتي يمكن إزالتها وبشكل كبير بواسة‬
‫امتزازها على أسطح بعض المواد ذات الطبيعة المسامية مثل الكاربون النشط (‪Activated‬‬
‫‪ )carbon‬وهالم السيلكا (‪ )Silica gel‬واألطيان المسامية (‪)Porous clay‬‬

‫‪7‬‬
 ‫الفصل‬
‫الثاني‬
‫االمتزاز‬

‫‪8‬‬
 ‫اإلمتزاز ‪-: Adsorption‬‬

‫ظاهرة تجمع مادة بشكل جزيئات او ذرات او ايونات على سطح مادة اخرى‪ .‬مثل امتزاز حامض‬
‫الخليك على الفحم الحيواني وفيه تتجمع جزيئات الحامض على سطوح دقائق الفحم‪ .‬وامتزاز‬
‫الهيدروجين على بعض الفلزات كالنيكل والحديد تجمع غاز الهيدروجين على هيئة جزيئات او‬
‫ذرات على سطحي هذين الفلزين يصحب اإلمتزاز عادة نقص في الطاقة الحرة ‪ ∆G‬للسطح‬
‫الذي يحدث عليه كما يرافقه نقص في االنتروبي (∆‪ )S‬ألن الجزيئات التي تعاني اإلمتزاز تصبح‬
‫مقيدة بسبب ارتباطها بذرات السطح‪,‬وذلك تفقد بعض درجة حريتها قياسا بالحالة التي كانت عليها‬
‫قبل اإلمتزاز‪ .‬ويترتب على نقص الطاقة الحرة (‪ )∆G‬واالنتروبي (‪ ) ∆S‬في الوقت واحد نقص‬
‫المحتوى الحراري (‪ )∆H‬حسب المعادلة التي تربط الكميات الثالثة معا عند درجة حرارة معينة‬
‫‪))T : 13‬‬

‫تسمى المادة التي تعاني اإلمتزاز على سطح بالممتزة (‪ , )Adsorbate‬كما يسمى السطح الذي‬
‫يحدث عليه االمتزاز بالماز(‪ .)Adsorbent‬وقد يقتصر االمتزاز على تكوين طبقة جزيئة واحده‬
‫على السطح الماز‪ ,‬وتدعى الظاهرة عندئذ باإلمتزاز ّاحادي الجزيئة (‪Unimolecular‬‬
‫‪ )Adsorption‬ويشمل اإلمتزاز احيانا على تكوين عدة طبقات جزيئية على سطح اإلمتزاز ‪,‬اي‬
‫ان طبقة اإلمتزاز تكون بسمك عدة جزيئيات ‪ ,‬وتسمى العملية عندئذ باإلمتزاز متعدد الجزيئات (‬
‫‪ ( .)Multi molecular Adsorption‬ويمكن أن يكون االمتزاز موضعيًا (‪Local‬‬
‫‪ )Adsorption‬وفيه ال تمتلك الدقيقة الممتزة القابلية أو القدرة على الحركة والتنقل وقد يكون‬
‫االمتزاز متنقًال (‪, )Mobile Adsorption‬إن العملية المعاكسة لعملية االمتزاز هي االبتزاز (‬
‫‪ )Desorption‬وهي انفصال الدقائق الملتصقة بالسطح ألماز وعودتها إلى الطور المنتشرة فيه‬
‫وتحدث هذه العملية عادة عند ارتفاع درجة الحرارة إلى حد يكفي لكسر قوة الترابط بين السطح‬
‫ألماز والمادة الممتزة أما عملية تخلخل الدقيقة الممتزة لطور السطح ألماز وانتشارها فيه فيطلق‬
‫عليها االدمصاص (‪. )Absorption‬وكثيرًا ما تحدث عمليتا االمتزاز واالدمصاص معًا فيطلق‬
‫عليهما بالتشرب (‪)Sorption‬‬
‫وغالبًا ما تحدث هذه العملية على السطح المسامية ويكون انثالبي هذه العملية موجب على األكثر‬
‫ًا‬
‫لحاجة عملية االنتشار داخل طور السطح الماز إلى الطاقة فتكون العملية ماصة للحرارة (‬
‫‪))14 )Endothermic‬‬

‫‪Types of adsorption‬‬ ‫انواع اإلمتزاز‬

‫يمكن تصنيف اإلمتزاز اعتمادا على نوع االرتباط وقوته بين جزيئات المادة الممتزة والمادة‬
‫المازة والحرارة التي تصاحب عملية اإلمتزاز‪ .‬حيث يبدا بالقوى األضعف (قوى فاندرفال) او‬
‫مايسمى باإلمتزاز الفيزيائي وحتى األواصر األقوى في حالة اإلمتزاز الكيميائي ويقسم اإلمتزاز‬
‫استنادا الى هذا التصنيف (‪-: )15‬‬

‫‪.1‬اإلمتزاز الفيزيائي ‪Physical adsorption‬‬

‫تعد سطوح بعض المواد خاملة في عملية االمتزاز بسبب التشبع االلكتروني لذراتها ‪,‬‬
‫وكذلك نتيجة لألواصر التي ترتبط بها تلك الذرات مع بعضها في المادة نفسها ‪ ,‬إذ يتم االمتزاز‬

‫‪9‬‬
 ‫على هذه السطوح بوساطة قوى التجاذب الطبيعي ويدعى هذا النوع من االمتزاز باالمتزاز‬
‫الطبيعي أو الفيزيائي وفي بعض األحيان يسمى بامتزاز فاندر فال (‪Vander Waals‬‬
‫‪ .)20()Adsorption‬وهذا النوع من التأثرات الجزيئية (‪ )Molecular Interaction‬المتبادلة‬
‫بين السطح الماز والمادة الممتزة يشبه قوى التشتت (‪ )Dispersion forces‬أو قوى التأثرات‬
‫ثنائية القطب (‪ )Dipolar Interaction forces‬أو تأثيرات قوى فاندرفال ‪ .‬أن هذا االمتزاز‬
‫يحدث على كل السطوح وال توجد سطوح مختصة بهذا االمتزاز‪ ,‬فعلى سبيل المثال يمكن لغاز‬
‫النتروجين أن يعاني امتزازًا فيزيائيًا على سطح أية مادة صلبة‪ ,‬شرط أن تكون درجة الحرارة‬
‫اقل من درجة غليان المادة الممتزة‪.‬‬

‫‪.2‬اإلمتزاز الكيميائي ‪Chemical adsorption‬‬

‫هنالك سطوح أخرى من المواد تعد نشطة في عملية االمتزاز بسبب عدم التشبع االلكتروني‬
‫لذراتها ‪ ,‬وتبقى ذرات هذه السطوح غير مشبعة الكترونيًا بالرغم من تكّو ن األواصر بينها وبين‬
‫الذرات المجاورة لذلك تميل هذه السطوح إلى تكوين أواصر كيميائية مع الذرات أو الجزيئات‬
‫التي يتم امتزازها على السطح ويدعى هذا النوع من االمتزاز باالمتزاز الكيميائي‪ .‬ويحدث هذا‬
‫النوع من االمتزاز على سطوح معينة في ظروف معينة وقد ال يحدث على سطوح أخرى عند‬
‫توفير تلك الظروف أو على السطح نفسه عند تغيير تلك الظروف المناسبة‬
‫في هذا النوع من االمتزاز تلتصق الجزيئات على السطح التصاقًا كيميائيًا بأواصر تساهمية‪,‬‬
‫وتحاول أن تحدد لها مواقع معينة مع السطح الماز مكِّو نة طبقة واحدة ممتزة على السطح وهنا‬
‫البد من اإلشارة إلى أن االمتزاز الكيميائي يحدث في درجات حرارية تزيد عن درجة غليان‬
‫المادة الممتزة‪ ,‬وتؤدي درجة الحرارة دورًا مهمًا في حدوث االمتزاز فقد يحدث امتزاز فيزيائي‬
‫في درجة حرارة واطئة‪ ,‬ويتحول إلى امتزاز كيميائي عند درجات الحرارة العالية كما في حالة‬
‫امتزاز الهيدروجين على سطح ألنيكل والشكل اآلتي يوضح انتقال االمتزاز من فيزيائي إلى‬
‫كيميائي عند ارتفاع درجات الحرارة‪( .‬‬

‫جدول (‪ )1-1‬مقارنة بين االمتزاز الفيزيائي والكيميائي (‬

‫االمتزاز الفيزيائي ‪physisorption‬‬ ‫االمتزاز الكيميائي ‪chemisorption‬‬

‫• يحدث فقط في درجات الحرارة األقل‬ ‫• يحدث في كل درجات الحرارة‬
‫من درجة غليان المادة الممتزة‬
‫• حرارة االمتزاز تكون أكثر من (‪ • kJ 200‬حرارة االمتزاز تكون أقل من (‪kJ 40‬‬
‫‪) mol-1‬‬ ‫‪)mol-1‬‬
‫• االمتزاز ال يعتمد الضغط بالنسبة للغازات • تزداد كمية المادة الممتزة بزيادة الضغط‬
‫‪ - 4‬كمية المادة الممتزة تعتمد طبيعة المادة‬ ‫• كمية المادة الممتزة تعتمد طبيعة كل من‬
‫القابلة لالمتزاز اكثر من اعتمادها على طبيعة‬ ‫السطح الماز والمادة الممتزة‬
‫السطح الماز‬
‫• تتكون فقط طبقة واحدة من المادة الممتزة ‪ -5‬تتكون عدة طبقات‬
‫• تحدث عملية االمتزاز بشكل غير انعكاسي ‪ -6‬تحدث بشكل انعكاسي‬
‫‪ -7‬التحدث مثل هذه المساهمة االليكترونية‬ ‫اليكترونيا بين الجزيئات‬
‫ﹰ‬ ‫• يحدث أسهاما‬
‫ﹰ‬
‫الممتزة والسطح الماز‬
‫‪ -8‬اليحتاج الى طاقة تنشيط‬ ‫• يحتاج ٳلى طاقة تنشيط‬

‫‪10‬‬
 ‫العوامل المؤثرة في عملية اإلمتزاز ‪Factors affecting‬‬
‫‪adsorption process‬‬
‫هناك عدة عوامل تؤثر في عملية اإلمتزاز في المحلول وهي (‪-: )16‬‬

‫‪.1‬طبيعة السطح الماز ‪Nature of Adsorbent‬‬

‫تعتمد سعة اإلمتزاز على خصائص السطح الماز من‪ ,‬حيث طبيعته ‪ ,‬تركيبه الكيميائي ‪ ,‬وحجم‬
‫المسامات ‪ ,‬ومساحته السطحية ‪ ,‬وكذلك فان توزيع الشحنة على السطح الماز لها دور مهم في‬
‫عملية اإلمتزاز ويتأثر اإلمتزاز بشكل كبير على المساحة السطحية للسطح الماز ‪ ,‬إذ ان المساحة‬
‫السطحية لوزن معين من السطح الماز تتناسب عكسيا مع حجم الحبيبيات ‪ ,‬ويستنتج من هذا انه‬
‫كلما قل حجم الحبيبيات كلما زادت المساحة السطحية (زادت المسامات)‪ ,‬وبالتالي يزداد عدد‬
‫المواقع الفعالة على السطح الماز ‪ ,‬مما يؤدي الى زيادة سعة اإلمتزاز (‬

‫‪.2‬طبيعة المادة الممتزة ‪Nature of Adsorbate‬‬

‫ان عملة اإلمتزاز تتأثر بطبيعة المادة الممتزة من حيث خصائصها الفيزيائية والكيميائية‪ ,‬ومن‬
‫هذه الخصائص (القطبية‪ ,‬حجم الجزيئات‪ ,‬الكيمياء الفراغية ووجود المجاميع الفعالة )كل هذه‬
‫الصفات تؤثر في سعة اإلمتزاز إذ ان السطح الماز يميل الى امتزاز المكونه االكثر قطبية في‬
‫المحلول ‪ .‬وكذلك تزداد سعة اإلمتزاز بزيادة الوزن الجزيئي للمادة الممتزة ‪ .‬كما ان هناك‬
‫تأثير لقابلية ذوبان المادة الممتزة في المذيب على عملية اإلمتزاز ‪ ,‬إذ تقل كمية المادة الممتزة‬
‫بزيادة ذوبانيتها في المذيب ‪ .‬وكلما كانت المادة قابلة للذوبانفي المذيب تقل شدة وقوة امتزازها‬
‫على المادة المازة‪.‬‬

‫‪.3‬تركيز المادة الممتزة ‪Concentration Of Adsorbate‬‬

‫ان سعة اإلمتزاز لوزن معين من السطح الماز تزداد بزيادة تركيز المادة الممتزة‪ ,‬وذلك عند‬
‫ثبوت درجة الحرارة ولكن في بعض الحاالت قد يكون اإلمتزاز محددا بطبقة واحدة من المادة‬
‫الممتزة المذابة ‪ ,‬لذلك فان الزيادة في تركيز المذاب قد ال يؤدي الى زيادة اإلمتزاز بسبب التغطية‬
‫الحاصلة للشبكية البلورية للسطح الماز‬

‫‪.4‬تأثير درجة الحرارة ‪Effect Of Temperature‬‬

‫ان تأثير درجة الحرارة في عملية اإلمتزاز يعتمد على نوع اإلمتزاز وطبيعة كل من المادة المازة‬
‫والمادة الممتزة وبصورة عامة يزداد اإلمتزاز بإنخفاض درجة الحرارة ‪ ,‬وهذا يعني ان‬
‫اإلمتزاز عملية باعثة للحرارة (‪, )Exothermic process‬وحسب قاعدة لي شاتليه (‪Le-‬‬
‫‪ )Chateliers‬فأن نقصان درجة حرارة النظام يؤدي الى زيادة سعة اإلمتزاز (على افتراض‬
‫عدم حصول انتشار داخل مسامات السطح الماز‪ ,‬وكذلك عدم حصول عملية امتصاص ‪ ,‬ويعزى‬
‫هذا الى ان زيادة هذا الى ان زيادة درجة الحرارة يؤدي الى زيادة الطاقة الحركية للجزيئات‬

‫‪11‬‬
 ‫الممتزة على السطح الماز مما يؤدي الى انفصالها من على السطح وعودتها الى داخل المحلول‬
‫وبذلك تزداد عملية االبتزاز (‪ ,)Desorption‬في حين تكون عملية اإلمتزاز المصحوبة بعملية‬
‫االمتصاص او االنتشار داخل المسامات ماصة للحرارة (‪ ,)Endothermic process‬وبالتالي‬
‫زيادة الطاقة الحركية للجزيئات الممتزة تزيد من قابليتها على دخول مسامات الطور الصلب‬
‫وتزيد من سرعة انتشارها فيه‪ ,‬لذلك تزداد عملية االمتزاز بزيادة درجة الحرارة اما في حالة‬
‫االمتزاز الكيميائي فان كمية المادة الممتزة ربما تقل او تزداد عند زيادة درجة الحرارة‪ ,‬اعتمادا‬
‫على نوع االرتباط والتداخل بين السطح الماز وجزيئات المادة الممتزة‬

‫‪Effect of pH‬‬ ‫‪.5‬تاثير الدالة الحامضية‬

‫للدالة الحامضية للمحلول (‪ )pH‬وتغير قيمتها تاثير كبير في عملية االمتزاز من المحلول‪ ,‬وذلك‬
‫لتاثيرها في كل من السطح الماز ‪ ,‬والمادة الممتزة‪ ,‬والمذيب ‪ ,‬إذ يظهر هذا التاثير من خالل‬
‫التنافس بين أيونات (‪ )+H‬و (‪ )OH‬والمادة الممتزة ‪ ,‬أو المذيب على التداخل مع السطح‬
‫الماز ‪,‬وان نتيجة هذا التنافس يؤدي الى الويادة او التقليل من سعة االمتزاز ‪ .‬ففي حالة السطوح‬
‫الحاوية على مواقع مستقطبة او مشحونة فان كمية االمتزاز للمذاب تزداد إذا اكتسب السطح‬
‫شحنة مخالفة لشحنة الدقائق الممتزة من خالل تاثير الحامضية ‪ ,‬وبالعكس تقل كمية االمتزاز إذا‬
‫اكتسب السطح والدقائق الممتزة شحنة مشابهة ‪.‬‬

‫‪.6‬تأثير الشدة االيونية ‪Effect Of Ionic Strength‬‬

‫بصورة عامة تؤثر الشدة االيونية لألمالح االلكتروليتية في عملية االمتزاز ‪ ,‬إذ تؤثر على ذوبانية‬
‫المادة الممتزة ‪ ,‬وعلى الصفات الفيزيائية للسطح الماز فإذا كانت ذوبانية االمالح المستخدمة‬
‫تفوق ذوبانية المادة المذابة (الممتزة) في المذيب‪ ,‬فان ذلك سيؤدي الى زيادة سعة االمتزاز هذا‬
‫من جهة ومن جهة اخرى‪ ,‬إذا كانت المادة الممتزة ايونية فان زيادة الشدة االيونية تؤدي الى زيادة‬
‫ذوبانية المادة الممتزة‪ ,‬لذلك يتوقع ان تقل سرعة االمتزاز‪ ,‬إذ يمكن ان تمتز ايونات الملح‬
‫المستخدم على السطح الماز ‪.‬‬
‫وفي بعض الحاالت قد تحصل منافسة بين المادة الممتزة واالمالح االيونية على االمتزاز على‬
‫السطوح المازة‪ ,‬فإذا كانت سرعة امتزاز هذه االمالح اسرع من المادة الممتزة‪ ,‬فان هذا يؤدي‬
‫الى التقليل من سعة االمتزاز اعاله‬

‫نظريات االمتزاز ‪theories Adsorption‬‬

‫إن دقة نموذج االيزوثيرم على العموم يعتمد كونه دالة لعدد من المتغيرات المستقلة‬
‫بينما العالقة الشائعة لتطبيق العملية إنما هو مؤشر على بساطة تلك العالقة الرياضية ومن أكثر‬
‫ﹰ هي (‪-: )17‬‬ ‫النظريات استعماال‬
‫‪ -‬نموذج ايزوثيرم فريندليش ‪Freundlich isotherm model‬‬
‫غالبا ما يستعمل هذا النموذج في االمتزاز على السطوح غير المتجانسة وغير محدد بطبقة‬
‫واحدة ويعبر عن معادلة فريندليش بالمعادلة الخطية التالية ‪-:‬‬
‫‪ꞈ‬‬
‫‪Qe = Kf Ce )1-1(--------------------‬‬
‫وبأخذ اللوغاريتم للطرفين نحصل على ‪-:‬‬
‫)‪Log Qe = log Kf + (1/n ) log Ce --------------------(2-1‬‬
‫‪ n , Kf‬هما‬ ‫حيث إن‪:‬‬
‫ثابتا فريندليش ‪ Qe‬كمية المادة الممتزة و ‪ Ce‬تركيز المادة غير الممتزة إذ يعطي رسم العالقة‬
‫بين ‪ Log Qe‬مقابل ‪ log Ce‬خطا مستقيما بميل (‪ )n/ 1‬الذي يمثل مقياسا لشدة االمتزاز وتقاطعا‬
‫ﹰ‬
‫‪12‬‬
 ‫مقداره ‪ log Kf‬الذي يمثل دالة لسعة االمتزاز بحسب ما في الشكل (‪ . )4-1‬ٳذ ٳن القيم‬
‫العالية ل(‪ )n/ 1‬دليل قوي على أن قوى االمتزاز هي القوى المفضلة والسائدة في النظام لذلك‬
‫حددت قيم ‪ n‬بين (‪ )10-1‬التي تمثل االمتزاز المفضل ‪.‬‬

‫شكل (‪ )4-1‬الصورة الخطية اليزوثيرم فريندلش لالمتزاز‪.‬‬

‫نموذج ايزوثيرم النكماير ‪model Langmuir isotherm‬‬

‫اشتق أول اشتقاق علمي يستند على أساس األيسوثرم االمتزاز من قبل ‪ Langmuir‬سنة (‬
‫‪ )1918‬وهو مثالي للسطوح المتجانسة والسطوح المسامية ‪ microporous‬وهذا النموذج‬
‫(‪ )1‬حدوث االمتزاز بطبقة واحدة على السطوح المتجانسة أي أن جميع مواقع‬ ‫يفترض‪-:‬‬
‫(‪ )2‬إن الجزيئات الممتزة ال تتفاعل مع بعضها البعض ‪.‬‬ ‫االمتزاز متكافئة‬
‫(‪ )4‬في‬ ‫(‪ )3‬يحدث كل االمتزاز باآللية نفسها‬
‫حالة االمتزاز األقصى‪ ،‬تتشكل طبقة رقيقة‪ :‬ال تتوضع الجزيئات الممتزة على جزيئات أخرى‬
‫سبق امتزازها‪ ،‬وإنما على السطوح الحرة فقط للمادة المازة‪ .‬أي يعتمد أصال أساس حركيات‬
‫التفاعل ويعبر عنه بما يأتي (‪-: )18‬‬
‫)‪Ce/ Qe =1/bQₒ+Ce/Qₒ --------------------(3-1‬‬
‫إذ أن ‪-:‬‬
‫‪ b,ₒQ‬هما ثوابت ايزوثيرم النكماير ويمثالن طاقة االمتزاز و سعة االمتزاز على التوالي‬
‫ويمكن حساب قيم ‪ b ,Qₒ‬من رسم العالقة الخطية بين ‪ Ce/ Qe‬مقابل ‪ Ce‬التي تعطي ميال مقداره‬
‫ﹰ مقداره ‪bQₒ /1‬بحسب ما في الشكل (‪ .)5-1‬ومن الخصائص أألساسية في‬ ‫‪ Qₒ/1‬وتقاطعا‬
‫معادلة النكماير هو عامل الفصل ( ‪ ) r‬الذي يمكن حسابه من المعادلة التالية ‪-:‬‬
‫)‪r = --------------------(4-1‬‬
‫إذ ٳن ‪Co‬هو التركيز االبتدائي للمادة الممتزة ‪ .‬إن انخفاض قيم ‪ r‬مع ارتفاع درجات الحرارة‬
‫يدل بوضوح على أن عملية االمتزاز تكون أفضل بكثير في درجات الحرارة العالية (‪)19‬وبذلك‬
‫تتبين معالم شكل األيسوثرم وفقا لذلك بحسب ما في الجدول (‪. )2-1‬‬

‫جدول (‪ )2-1‬المتغيرات التي تحدد شكل االيزوثيرم‬

‫‪r value‬‬ ‫‪r>1‬‬ ‫‪r=1‬‬ ‫‪r < 1 <0‬‬ ‫‪r=0‬‬
‫‪Type of‬‬
‫‪Unfavourable‬‬ ‫‪Linear‬‬ ‫‪Favourable‬‬ ‫‪Irreversible‬‬
‫‪isotherm‬‬

‫‪13‬‬
 ‫) الصورة الخطية االيزوثيرم النكماير‬5-1(‫شكل‬
‫المصادر‬
References
)8(‫ مجلة الكوفة لعلوم الكيمياء العدد‬,‫ رجاء عبد االمير‬,‫ رقية عبد الباقي‬,‫)ماجدة حميد‬1(
2013 ‫لسنة‬

Aljlil A.,Alsewailem D.,Athens Journal of Natural & Formal )2(

Sciences .P21(2014)

Qnundi Y.,Mamum A.,Int.J.Env. Sci Tech.,7(4),751(2010) )3(

. ‫ تلوث البيئة‬-‫ الدكتور صبري ميخائيل فروحة‬1989 ‫ جامعة بعداد‬-4

Abdulsalam A. Shyaa, Omar A. Hasan and Ahmed M. Abbas., -5

"Synthesis and characterization of polyaniline/zeolite nanocomposite for
the removal of chromium(VI) from aqueous solution" Journal of Saudi
Chemical Society (2012)
Barnhart , Regulatory toxicol . pharmacol. 26 (1997) .3 -6
S.E.Fendorf ,Geoderma . (1995), Vol. 67, p:55 -7
Sengupta A K and Clifford D.," Some unique characteristics of -8
chromate ion exchange." React. Polym.., (1986), Vol.4, pp: 113-130

14
 Brian Oram PG., Dr. Sid Halsor PG and Dr. Brian Edmond PG, " -9
Water quality Your Private Well: What do the results mean? " Wilkes
.university ,(2011)
Barceloux. D.G.; toxicol. Clin . Toxicol . (1999), Vol.37,p:173 -10
John. S.W.; and Christy M., “Minerals for Good Health” American -11
.Council on Pharmaceutical Education (ACPE) (2000), p: 83-91
Timothy J.M.; “Chromium Containing Education Module”(ACPE) -12
.Oct. (1999)
Dionex Corporation "Direct Determination of Metal Cyanides by Ion -13
Chromatography with UV Absorbance Detection" Application
Update147,( 2006),pp:200-206
Reza Ansari , Nilofar Khoshbakht Fahim and Ali Fallah Dellavar., -14
"Removal of thiocyanate ions from aqueous solutions using polypyrrole
and polyaniline conducting electroactive polymers" J. Iranian Chemical
Research, 2009,Vol.2 , pp:163-171
- 114 -
Ray. A. B., Ma, J.H., and Borst, M., "Adsorption of surfactants on -15
clays". Hazardous wast and hazardous materials., (1995),Vol.12, pp:357-
364

Gueu, S.; Yao, B.; Adouby, K.; Int. J.Environ. Sci. Tech., )16(
4 (1), 11-17(2007)
Hall.D.G.,J.,chem.Soc.Faraday Trans.II,76,125(1980) )17(
Hossain M.A., Hao Ngo,W.S., Int. J. of Geomate , J. of )18(
Geomate, June ,2(2) ( 2012)

)1(‫) العدد‬4(‫) حميد مجيد بشائر جواد مجلة الكوفة للعلوم الزراعية المجلد‬19(
2012

15