Professional Documents
Culture Documents
هاجر كعب 4
هاجر كعب 4
من فعل دّو ن أي كتب ،ويقول أبي بكر الرازي " :الديوان بالكسر ،وقد دوّنت
الدواوين تدوينا " ،1أما الجوهري يقول :أن أصل الديّو ان دّو ان ،فعوض من إحدى الواوين
ألنه يجمع على دواوين ،ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين ،وقد دّو نت الدواوين ،2بينما
يقول ابن منظور أن الّد يوان هو الدفتر الذي يكتب فيه أسماء الجيش وأهل العطاء . 3
أما فيروز أبادي فيقول :الّد يوان مجتمع الصحف ،والكتاب يكتب فيه أهل
الجيش ،وأهل العّطية ،4واجتمع كل من ابن منظور وفيروز أبادي على أن أول من ّد ون
الّد يوان هو عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه ،5ومن خالل بعض التعريفات التي وّر دت في
المصادر يتضح أن لفظة دّو ن من الديوان .
تعريف التاريخ
لغة :تدل كلمة التاريخ أو التأريخ في اللغة العربية على االعالم بالوقت ، 6مضافا اليه
ما وقع في ذلك الوقت من أخبار ووقائع وهذا بالمعنى اللغوي والقديم . 7
- 1الرازي (محمد بن أبي بكر بن عبد القادر) ،مختار الصحاح ،د .ط ،مكتبة لبنان ،لبنان 1989 ،م ،ص 190
-2الجوهّر ي ( أبي نصر إسماعيل بن حّماد ) ،الصّحاح الّلغة و صّح اح العربية ،مرا :محمد محمد ثامر وآخرون ،د .ط ،
دار الحديث ،القاهرة 1430 ،هـ 2009 /م ،ص 396
- 3ابن منظور ،لسان العرب ،تح :عبد هللا علي الكبير و آخرون ،د .ط ،د .س ،ص 1362
- 4الفيروز أبادي ( مجد الدين محّمد بن يعقوب ) ،القاموس المحيط ،تح :محمد نعيم العرقسوسي ،ط ،8مؤسسة الرسالة
1326 ،هـ 2005 /م ،ص 1197
- 5ابن منظور ،المصدر نفسه ،ص ، 1362الفيروز أبادي ،المصدر نفسه ،ص 1197
- 6محمد بن صامل السلمي ،منهج كتابة التاريخ اإلسالمي وتدريسه ،ط ، 1دار الوفاء منصورة ،القاهرة 1408 ،هـ /
1988م ،ص47
- 7خاليد فؤاد طحطح ،في فلسفة التاريخ ،ط ، 1منشورات االختالف الجزائر ،الجزائر 1430 ،هـ 2009 /م ،ص
17
وقال الجوهري " :التاريخ تعريف الوقت والتوريخ مثله ،وأّر خت الكتاب بيوم
كذا ،ووّر خت بمعنى " ،1بينما السخاوي " :هو اإلعالم بالوقت يقال أرخت الكتاب ووّر خته
أي بينت وقت كتابته " ، 2أما حسب ابن منظور هو التعريف بالوقت فيقول " :تأريخ :
تعرف بالوقت والتوريخ مثله ،أّر خ كتاب ليوم كذا ...ابن برزخ :أرخت الكتاب فهو
مؤرخ ،وفعلت منه أرخت أرخا وأنا أرخ " . 3
ويعتبر الدين اإلسالمي أن التاريخ أساسا في عقيدته ،4قال اهلل تعالى { :لقد كان في
قصصهم عبرة ألولى األلباب } ،5وقال أيضا { :ومثال من الذين خلو من قبلهم وموعظة
للمتقين} ، 6وقال أيضا { :كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق } ، 7وتدل هذه اآليات على
اهتمام القرآن الكريم بالتاريخ بمعرفة األمم السالفة ،وبعض أعمال أنبيائها ،وصلحائها ،
وأخبار ملوكها ،وطغاتها ،وبذلك يكون القرآن الكريم هو أول كتاب تاريخي عربي إسالمي
أتى ممهدا للمسلمين سبل تكوين التواريخ العامة . 8
اصطالحا:
اختلفت عبارات العلماء المسلمين في تحديد تعريف للتاريخ ،ولعل ذلك راجع الى
سعة الموضوعات التي تدخل في مفهومه ،ففي القرون الثالثة األولى للهجرة لم يدونوا
تعريفا كامال له ،بل اكتفوا بذكر فوائده وأغراضه . 9
وهناك الكثير من العلماء والمؤرخين قد وضعوا تعريفا لهذا األخير ،نذكر منها :
قول العالمة ابن خلدون " :إن فن التاريخ من الفنون التي تتداوله األمم واألجيال ،وتشد
إليه الركايب والرحال ، ...إذا هو في ظاهره ال يزيد على أخبار عن األيام والدول
السوابق ، ...وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق ،وعلم بكيفيات
الوقائع ،وأسبابها عميق ،6 "...وبهذا فان التاريخ عند مؤسس فرع فلسفة التاريخ هو
تحليل ،وتعليل للوقائع ،واألحداث ،وال يقتصر على ذكرها فقط .
بينما يعرفه السخاوي :هو التعريف بالوقت الذي تضبط به األحوال من مولد الرواة ،
واألئمة ،ووفاة ،وصحة ،وعقل ،وبدن ،ورحلة الحج ،وحفظ ،وتوثيق ،وتصحيح ،
وما أشبه هذا مما مرجعه الفحص عن أحوالهم في ابتدائهم ،وحالهم ،واستقبالهم ،ويلتحق
به ما يتفق من الحوادث ،والوقائع الجليلة ، ...وغير ذلك من أمور األمم الماضية ، 7أما
- 1محي الدين عبد الحسين عرار ،التدوين التاريخي في العصر اليوناني وصدر اإلسالم ،ط ، 1دار اإلعصار العلمي ،
عمان 1437 ،هـ 2016 /م ،ص22
- 2شاكر مصطفى ،التاريخ العربي والمؤرخون ،ج ، 1ط ، 3دار العلم للماليين ،بيروت ،لبنان 1983 ،م ،ص64
- 3محي الدين عبد حسين عرار ،المرجع السابق ،ص22
- 4الصولي ( أبي بكر محمد بن يحي ) ،أدب الكتاب ،تص وتع :محمد بهجة األثري ،د .ط ،المطبعة السلفية ،مصر ،
1341هـ ،ص ،ص 180 ، 179
- 5محي الدين عبد الحسين عرار ،المرجع السابق ،ص22
- 6عبد الرحمن ابن خلدون ،المقدمة ،مرا :سهيل زكار ،ضبط :خليل شحادة ،د .ط ،دار الفكر للطباعة والتوزيع ،
بيروت ،لبنان 1421 ،هـ 2001 /م ،ص 06
- 7السخاوي ،المصدر السابق ،ص 18
الخليفة خياط فيقول " هذا الكتاب التاريخ ،وبالتاريخ عرف الناس أمر حجهم ،وصومهم ،
وانقضاء عدد نسائهم ،ومحل ديونهم " . 1
أما المقريزي يقول " :إن علم التاريخ من أجل العلوم قدرا ،وأشرفها عند العقالء
مكانة ،خطرا لما يحويه من المواعظ ،واإلنذار بالرحيل إلى اآلخرة عن هذه الدار ،
والطالع على مكارم األخالق ليقتدي بها ، 2 "...فبذلك فان التاريخ عند المقريزي هو
3
اإلخبار عما حدث في العالم الماضي .
ومن خالل بعض التعريفات التى وردت في المصادر يتضح لنا أن التاريخ هو البحث
،ودراسة ألخبار الناس ،وحركتهم ،وأحوالهم الماضية ،أما موضوعه فهو الحياة
اإلنسانية في امتدادها الزمني على األرض منذ بدء الخلق إلى اليوم ،وما يحكم هذه الحياة
4
من عوامل ،وأسباب .
لما جاء االسالم انتشرت في بالد المسلمين حركة تاريخية واسعة النطاق تركت في
اثرها مادة تاريخية ضخمة ،وقد كان لذلك الجهد بواعث هامة ودوافع رئيسية جعلت هذا
العلم "علم التاريخ " يصبح من أهم العلوم عند المسلمين ،ومن أهمها مايلي :
_1حاجة المسلمين في تفسير األيات القرآنية الى معرفة مناسباتها وسبب نزولها ،
والموضع التي نزلت فيه (مكي ،مدني ،ليلي ،نهاري ) ،وما الى ذلك مما يسمى ماحول
النص ،ولمعرفة هذه األشياء تحتاج إلى بحث تاريخي في حوادث اإلسالم ،وبذلك يكون
5
التفسير من العوامل التي دعت الى التدوين التاريخي .
- 1خليفة بن خياط ( أبي عمرو خليفة بن خّياط بن أبي هبيرة اليثي العصفري ملقب شباب ) ،تاريخ خليفة بن خياط ،
مرا ،وضب :مصطفى نجيب فواز وحكمت كشلي فّو از ،ط ، 1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان 1415 ،هـ 1995 /م
،ص13
-2تقي الدين المقريزي ( تقي الدين أحمد علّي بن عبد القادر المقريزي ) ،المواعظ االعتبار في ذكر الخطط واآلثار ،تح:
أيمن فؤاد سّيد ،د.ط ،مؤسسة الفرقان للتراث اإلسالمي ،لندن 1416 ،هـ 1995 /م ،ص 04
- 3خاليد فؤاد طحطح ،المرجع السابق ،ص 17
- 4نفسه
- 5حسين نصار ،نشأة التدوين التاريخي عند العرب ،د .ط ،مكتبة النهضة المصرية ،القاهرة ،ص 08
_2اهتمام المسلمين بسيرة ومغازي النبي صلي اهلل عليه وسلم ،وبذلك ليفسروا بها
القرآن الكريم ،واالسترشاد بها في أحكام الدين ،واالعتماد عليها في التشريع كمصدر ثان
بعد القرآن ،1كذلك لالقتداء بالرسول صلى اهلل عليه وسلم في أفعاله ،واالستناد اليها في
سلوك السوي في الحياة ،كما أن غزواته صلى اهلل عليه وسلم وغزوات أصحابه كانت لون
من ألوان المعرفة المعرفة التي تبصر الناس بحياة نبيهم لما ترتب عليها من أحكام ، 2قال
اهلل تعالى { :لقد كان لكم في رسول اهلل اسوة حسنة لمن كان يرجوا اهلل واليوم اآلخرة
وذكر اهلل كثيرا } ، 3ولتحقيق هذه الحاجة بدأ العمل في جمع وتدوين السيرة النبوية الشريفة
.
وقد ذكر المسعودي أن معاوية كان يستمر إلى ثلث ليل يستمع الى أخبار العرب
وأيامها والعجم وملوكها ،وسياستها لرعيتها وسير ملوك األمم وحروبها ومكايدها
وسياسيتها لرعيتها وغير ذلك من أخبار األمم السالفة ، ...ثم يدخل فينام ثلث الليل ثم يقوم
فيقعد فيحضر الدفاتر سلوك الملوك وأخبارها والحروب والمكايد ،فيقرأ ذلك غلمان له
مرتبون ،وقد وكلوا بحفظها وقراءتها ،فتمر بسمعه كل ليلة جملة من األخبار والسير
واألثار وأنواع السياسات ،ثم يخرج فيصلي الصبح ،ثم يعود فيفعل ذلك كل يوم .5
- 1شوقي الجمل ،علم التاريخ نشأته وتطوره ووضعه بين العلوم األخرى ومناهج البحث فيه ،د .ط ،المكتب المصري
لتوزيع المطبوعات ،ص 28
- 2نجيب بن خيرة ،التدوين التاريخي عند المسلمين دوافعه وتطّو راته خالل القرون الثالثة األولى للهجرة ،جامعة األمير
عبد القادر ،قسنطينة ،ص ،ص 149 ، 148
- 3القرآن الكريم ،سورة األحزاب اآلية 21 ،
- 4شوقي الجمل ،المرجع السابق ،ص29
- 5المسعودي ،مروج الذهب ومعادن الجوهر ،مرا :كمال حسن مرعي ،ج ، 3ط ، 1المكتبة العصرية ،بيروت ،
2005م ،ص 32
_4تقدير الجزية والخراج ،1عن طريق معرفة فتوح البلدان وذلك ألغراض ودوافعه
،وما يترتب عن ذلك من حقوق 3
شرعية ، 2وتمييز بين ما فتح صلحا وما فتح عنوة
بالنسبة لتقدير قيمة الخراج المفروض على األرض ،وأدى هذا إلى ظهور نمط من كتابة
التاريخية يهتم بفتوح البلدان بقصد التعرف على ظروف الفتح ،ومن أمثلة ذلك كتاب "
فتوح مصر أخبارها " لعبد الرحمن بن عبد الحكم ،وجاء هذا النمط من الكتابة التاريخية
استجابة للحاجات التي نجمت عن حركة الفتوح اإلسالمية. 4
_5نظام العطاء والجند ،كان مرتبا حسب األنساب ،وحسب األسبقية إلى اإلسالم ،
5
وقد استلزم شؤون الدولة المالية االهتمام بهذا النوع من التاريخ فظهرت كتب الطبقات
-6الحركة الشعوبية :6إن تميز العرب عرقيا وسياسيا وعسكريا كان يمنحهم
امتيازات ومصالح ومنافع مادية اقتصادية واسعة ،هذا التميز الذي عرفه العرب جعلهم
محط اهتمام أبناء الشعوب األخرى ،ومحاولة تحطيمهم للمشاركة في المكاسب المادية
والغنائم الحكم واستغالل الطبقات الدنيا في المجتمع . 7
والشعوبيون هم الذين يحقدون على العرب اليرون لهم فضال عن غيرهم ،فيصغرون
شأنهم ويهاجمون رسالتهم ويصفونهم بأحقر األوصاف ،وكانت وسيلتهم للوصول إلى
غايتهم هو التشويه والدس على العرب يغمر تاريخهم وإ براز مقالبها وتقصيها . 8
ولما فتح المسلمون هذه البالد سنة ( 94هـ 712 /م ) تعلموا هذه الصناعة ،ثم لم
يلبثوا أن أدخلوا عليها تحسينات جوهرية ،فاستخرجوا الورق من الكتان ،والنباتات ذات
األلياف ،كما استخرجوه من الخرق القطنية التي تحتاج صناعته منها إلى مهارة يدوية
حرفية عالية ،ومن سمرقند التي امتازت بكاغدها ( كاغد سمرقند ) ،نقل المسلمون
صناعة الورق إلى بغداد إذ تمكن الفضل بن يحي البرمكي والي الخليفة هارون رشيد على
خرسان من تأسيس أول مصنع للورق في مدينة بغداد عام ( 178هـ 794 /م ) ،وقد
أعانت هذه الصناعة بشكل واضح حاسم على نقل التدوين الفكري من الذاكرة إلى شكل
مكتوب . 6
لغة :ألف بمعنى جمع بين شيئين بعد التفرق فتألفا وأتلفا ،ويقال ألف مؤلفة أي
مكمّلة ،تألفه على اإلسالم ومنه المؤلفة قلوبهم ، 1قال اهلل تعالى ِ {:إِليَٰل ِف ُقَر ۡي ٍش (ِ )1إۦَٰل ِفِه ۡم
ِر ۡح َلَة ٱلِّش َت ٓاِء َو ٱلَّص ۡي ِف ( ، 2 } )2ألف قريش الرحلتين فتتصال وال تنقطعا ، 3وقال أيضا { :
َو َأَّلَف َب ۡي َن ُقُلوِبِه ۚۡم َلۡو َأنَفۡق َت َم ا ِفي ٱَأۡلۡر ِض َج ِم يٗع ا َّمٓا َأَّلۡف َت َب ۡي َن ُقُلوِبِه ۡم َو َٰل ِكَّن ٱَهَّلل َأَّلَف َب ۡي َن ُهۚۡم ِإَّن ُهۥ
َع ِز يٌز َح ِك يٞم ( ، 4})63أي جمع بين قلوب المهاجرين واألنصار ، 5ويقول ابن فارس ألفت
الشيء ألفه ،األلفة مصدر االئتالف ،والفك الذي كل شيء ضممت بعضه إلى بعض فقد
ألفته تأليفا . 6
بينما يقول الفيروز آبادي :وكان تجار قريش يختلفون إلى هذه األمصار بجبال
هذه ،...وألف بينهما تأليفا ،أوقع األلفة وألفا خطها واأللف كمله ،والمؤلفة قلوبهم من
سادة العرب ،أمر النبي صلى اهلل عليه وسلم بتآلفهم ،وإ عطائهم ليرغبوا من ورائهم
اإلسالم ،وهم األقرع بن جابس ،وجبير بن مطعم ...وهشام بن عمرو رضي اهلل عنهم
7
ن وتألف فالنا داره وقاربه ،ووصله حتى يستميله إليه والقوم اجتمعوا ك ائتلفوا
ويقول ابن منظور :ألف الشيء ،وألفت فالنا إذا أنسب له ،وألفت بينهم تأليفا ،إذا
جمعت بينهم بعد التفرق ،وألفت الشيء تأليفا إذا وصلت بعضه ببعض ومنه تأليف
8
الكتب.
لغة :التصنيف في اللغة هو تمييز األشياء بعضها من بعض ،وصنف الشيء ميز
2
بعضه من بعض ،وتصنيف الشيء جعله أصنافا ،والصنف الصفة حسب ابن منظور ،
أما حسب ابن فارس " :الصاد والنون والفاء أصل صحيح مّطرد في معنيين أحدهما
الطائفة من الشيء واآلخر تمييز األشياء بعضها عن بعض ،فاألول الصّنف طائفة من كل
شيء ،وهذا صنف من األصناف أي نوع ،فأما الثوب ، ...أما الثاني التصنيف تمييز
3
األشياء بعضها عن بعض" .
أما الجوهري فيقول " :تصنيف الشيء جعله أصنافا وتمييز بعضها عن بعض "، 4
بينما يعرفه الّر ازي " :النّو ع والّض رب وفتح الّص اد لغة فيه ،وتصنيف الشيء جعله
أصنافا ،وتمييز بعضها عن بعض ، 5أما حسب فيروز آبادي فالتصنيف هو بالكسر ،
والفتح الّنوع والّض رب جمعه أصناف ،وصنوف ، ...وصّنفه تصنيفا جعله أصنافا ،
وميز بعضها عن بعض .6
اصطالحا :من خالل ما وّر دت في المصادر لتعريف الّلغوي لتصنيف يمكن القول
أن التصنيف هو تمييز األشياء عن بعضها البعض .وهو تمييز لمواد المعرفة ذات موضوع
7
وترتيبها ووضعها
العالقة بين التصنيف والتدوين والتأليف هي عالقة عموم وخصوص مطلق فكل
تصنيف تأليف ،وليس تأليف تصنيف ،والفرق الجوهري بين التصنيف ،والتأليف هو أن
التصنيف ال يتضمن الشيء ،ونقيضه بعكس التأليف الذي بتضمن الشيء ونقيضه ،
1
والتصنيف ،والتأليف كالهما يدل على التوين المنظم والدقيق
وهذا الفرق من البيان الّلغوي ،يعلل لنا لماذا استخدم العلماء التصنيف دون غيرهما
إلفادة معنى التدوين العلمي الدقيق والمنظم للمعرفة ،لذلك اشترطوا في التصنيف أن يكون
جامعا ومانعا لموضوعه ،لذلك األشباه اللغوية كقّيد ،ودّو ن ،وكتب ال تدل بّذ اتها على ما
أفادته كلمة ّد ون صنف ،إذ كلمة قّيد ،وّد ون وكتب ال تدل على الجمع ،والمنع كما دّلت
عليه لفظة صنف وألف . 2
ويقول صاحب الفروق الّلغوية في هذا الصدد " :تأليف الكتاب هو جمع لفظ إلى
لفظ ،ومعنى إلى معنى فيه حتى يكون كالجملة الكافية ،فيما يحتاج إليه سواء كان متفقا
3
أو مختلفا ،والتصنيف مأخوذ من الصّنف وال يدخل في الصنف غيره "
- 1نفسه
- 2نفسه ،ص ،ص 217 ، 216
- 3أبي هالل العسكري ،الفروق اللغوية ،تح :محمد إبراهيم سليم ،د.ط ،دار العلم والثقافة ،القاهرة ،مصر ،ص
146
قامت في بالد المغرب اإلسالمي العديد من الدول والحضارات ،منذ الفتح اإلسالمي
إلى غاية نهاية الفترة الوسيطة ،أولهم دولة األدارسة 1بالمغرب األقصى ،والرستميين
بالمغرب األوسط ،و األغالبة 2التي كانت بالمغرب األدنى ( افريقية ) ،ثم اندثرت علي يد
الفاطميين ليسطر المذهب الشيعي في المغرب اإلسالمي خاصة المغرب األدنى ،وفي نفس
الفترة كان الزيريين ،3والحماديين بالمغرب األوسط ،لتعاقب وراء سقوط هذه الدول كل
من المرابطين ، 4ثم الموحدين 5الذين وحدوا بالد المغرب اإلسالمي .
- 1األدارسة :تأسست علي يد إدريس بن عبد هللا سنة 172هـ 788 /م ،بالمغرب األقصى أجمع ،وبعض المغرب
األوسط ،كان مذهبها سنيا ،سقطت سنة 311هـ 923 /م على يد الفاطميين ( للمزيد انظر إلى محمود إسماعيل ،
األدارسة 176هـ 375 /هـ ،ط ، 1مكتبة مدبولي ،القاهرة 1411 ،هـ 1991 /م ،ص من 55وما بعدها ،سعدون
عباس نصر هللا ،دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي 172هـ223 -هـ 788 /م – 835م ،ط ، 1دار النهضة
العربية ،بيروت 1408 ،هـ 1987 /م ،ص 59وما بعدها ،.مبارك بن محمد الميلي ،تاريخ الجزائر في القديم والحديث
،ىتق ،تص :محمد الميلي ،ج ، 2ط ، 2017 .دار الكتاب العربي ،الجزائر 2017 ،م ،ص ص . 422 ، 411
- 2األغالبة :تأسست سنة( 184هـ800 /م ) بافريقية على يد إبراهيم بن األغلب ،حكمت افريقية والمغرب األوسط ،ثم
توسع حكمها بعد غزو كل من صقلية ،وسواحل ايطاليا ،ومالطة ،كان مذهبها سنّيا ألنها كانت تابعة لدولة العباسية
بالمشرق ،سقطت على يد الفاطميين سنة ( 296هـ 909 /م ) ،ابن وردان ،تاريخ مملكة األغالبة ،تح ،وتع :محمد
زينهم محمد عزب ،ط ، 1مكتبة مدبولي ،القاهرة 1405 ،هـ 1988 /م ،ص ،ص ، 33 ،32 ،مبارك بن محمد الميلي
،المرجع نفسه ،ص من 434إلى 441
- 3الزيرين :تأسست سنة 362هـ على يد بلكين بن الزيري ،أدارت هذه الدولة واليات افريقية ماعدا صقلية وطرابلس
بأمر من الفاطميين بعدما ارتحالهم الى مصر سنة 362هـ 973 /م ،من أشهر أمرائها المعّز بن باديس ،سقطت على يد
النورمان سنة 543هـ 1148 /م ،بن حاج ميلود ،دول البربر في تاريخ المغرب واألندلس من ظهور الدولة الزيرية إلى
سقوط المرابطين ( 362هـ541 -هـ 973 /م1147 -م ) دراسة في أسباب قيام والنتائجه " ،مجلة العلوم القانونية
واالجتماعية" ،مجلد الخامس ،العدد الرابع ،جامعة زيان بن عاشور ،الجلفة ،ديسمبر ، 2020ص ،ص ، 472
، 474ممدوح حسين ومصطفى شاكر ،الحروب الصليبية في شمال إفريقيا وأثرها الحضاري ،ط ، 1دار عمار للنشر ،
عمان 1419 ،هـ1998 /م ،ص 105
- 4المرابطيين :كان يطلق عليهم الملثمين ،ثم أسموهم فيما بعد بالمرابطين ،تأسست هذه الدولة بالصحراء على يد عبد هللا
ياسين ( كان قاضيا وفقيه ) سنة 434هـ ،ويعتبر المؤسس الروحي لها ،وثبتت قدمها بالمغرب بتأسيس مراكش سنة
454هـ ،واستقر أمرها بالجزائر منذ تأسيس تاقرارت ( تلمسان الجديدة ) سنة 474هـ ،بلغت أوجها في عهد يوسف بن
تاشفين ،انتهت هذه الدولة بالجزائر بموت تاشفين سنة 539هـ ،وبالمغرب بفتح مراكش سنة 541هـ .مبارك بن محمد
الميلي ،المرجع نفسه ،ج 2ص ، 589أحمد حسن محمود ،قيام دولة المرابطين صفحة مشرقة من تاريخ المغرب في
العصور الوسطى ،د .ط ،دار الفكر العربي ،د.س.ن ،ص ص 40 ،39
- 5الموحدين :تأسست على يد عبد المؤمن بن علي سنة 524هـ 1130 -م ،ويعتبر مهدي بن تومرت المؤسس الروحي
لها ،عرفت هذه الدولة باهتمامها بالعلم و التعليم ،سقطت سنة 668هـ 1269 /م ،مبارك بن محمد الميلي ،المرجع
السابق ،ج ، 2ص 605
إلى غاية نهاية الفترة الوسيطة ،أولهم دولة األدارسة 1بالمغرب األقصى ،
والرستميين بالمغرب األوسط ،و األغالبة 2التي كانت بالمغرب األدنى ( افريقية ) ،ثم
اندثرت علي يد الفاطميين ليسطر المذهب الشيعي في المغرب اإلسالمي خاصة المغرب
األدنى ،وفي نفس الفترة كان الزيريين ،3والحماديين بالمغرب األوسط ،لتعاقب وراء
سقوط هذه الدول كل من المرابطين ، 4ثم الموحدين 5الذين وحدوا بالد المغرب
االسالمي .
- 1األدارسة :تأسست علي يد إدريس بن عبد هللا سنة 172هـ 788 /م ،بالمغرب األقصى أجمع ،وبعض المغرب
األوسط ،كان مذهبها سنيا ،سقطت سنة 311هـ 923 /م على يد الفاطميين ( للمزيد انظر الى محمود إسماعيل ،
األدارسة 176هـ 375 /هـ ،ط ، 1مكتبة مدبولي ،القاهرة 1411 ،هـ 1991 /م ،ص من 55وما بعدها ،سعدون
عباس نصر هللا ،دولة األدارسة في المغرب العصر الذهبي 172هـ223 -هـ 788 /م – 835م ،ط ، 1دار النهضة
العربية ،بيروت 1408 ،هـ 1987 /م ،ص 59وما بعدها ،.مبارك بن محمد الميلي ،تاريخ الجزائر في القديم والحديث
،تق ،تص :محمد الميلي ،ج ، 2ط ، 2017 .دار الكتاب العربي ،الجزائر 2017 ،م ،ص ص . 422 ، 411
- 2األغالبة :تأسست سنة( 184هـ800 /م ) بافريقية على يد إبراهيم بن األغلب ،حكمت افريقية والمغرب األوسط ،ثم
توسع حكمها بعد غزو كل من صقلية ،وسواحل ايطاليا ،ومالطة ،كان مذهبها سنّيا ألنها كانت تابعة لدولة العباسية
بالمشرق ،سقطت على يد الفاطميين سنة ( 296هـ 909 /م ) ،ابن وردان ،تاريخ مملكة األغالبة ،تح ،وتع :محمد
زينهم محمد عزب ،ط ، 1مكتبة مدبولي ،القاهرة 1405 ،هـ 1988 /م ،ص ،ص ، 33 ،32 ،مبارك بن محمد الميلي
،المرجع نفسه ،ص من 434إلى 441
- 3الزيرين :تأسست سنة 362هـ على يد بلكين بن الزيري ،أدارت هذه الدولة واليات افريقية ماعدا صقلية وطرابلس
بأمر من الفاطميين بعدما ارتحالهم إلى مصر سنة 362هـ 973 /م ،من أشهر أمرائها المعّز بن باديس ،سقطت على يد
النورمان سنة 543هـ 1148 /م ،بن حاج ميلود ،دول البربر في تاريخ المغرب واألندلس من ظهور الدولة الزيرية إلى
سقوط المرابطين ( 362هـ541 -هـ 973 /م1147 -م ) دراسة في أسباب قيام والنتائجه " ،مجلة العلوم القانونية
واالجتماعية" ،مجلد الخامس ،العدد الرابع ،جامعة زيان بن عاشور ،الجلفة ،ديسمبر ، 2020ص ،ص ، 472
، 474ممدوح حسين ومصطفى شاكر ،الحروب الصليبية في شمال إفريقيا وأثرها الحضاري ،ط ، 1دار عمار للنشر ،
عمان 1419 ،هـ1998 /م ،ص 105
- 4المرابطيين :كان يطلق عليهم الملثمين ،ثم أسموهم فيما بعد بالمرابطين ،تأسست هذه الدولة بالصحراء على يد عبد هللا
ياسين ( كان قاضيا وفقيه ) سنة 434هـ ،ويعتبر المؤسس الروحي لها ،وثبتت قدمها بالمغرب بتأسيس مراكش سنة
454هـ ،واستقر أمرها بالجزائر منذ تأسيس تاقرارت ( تلمسان الجديدة ) سنة 474هـ ،بلغت أوجها في عهد يوسف بن
تاشفين ،انتهت هذه الدولة بالجزائر بموت تاشفين سنة 539هـ ،وبالمغرب بفتح مراكش سنة 541هـ .مبارك بن محمد
الميلي ،المرجع نفسه ،ص ، 589أحمد حسن محمود ،قيام دولة المرابطين صفحة مشرقة من تاريخ المغرب في
العصور الوسطى ،د .ط ،دار الفكر العربي ،د.س.ن ،ص ص 40 ،39
- 5الموحدين :تأسست على يد عبد المؤمن بن علي سنة 524هـ 1130 -م ،ويعتبر مهدي بن تومرت المؤسس الروحي
لها ،عرفت هذه باهتمامها بالعلم و التعليم ،سقطت سنة 668هـ 1269 /م ،مبارك بن محمد الميلي ،المرجع السابق ،ج
، 2ص 605
بعد سقوط الموحدين سنة 668هـ 1269 /م ،عرفت بالد المغرب قيام ثالث دول
أخرى وهي :بني حفص في المغرب األدنى ،وبني واد بالمغرب األوسط ،وبني مرين
بالمغرب األقصى ،كان لهذه الدول إنتاجا ثقافيا واسعا شمل كل المجاالت ،وبروز ثلة من
العلماء الذين تركوا وراءهم العديد من المؤلفات تثبت إنتاجهم العلمي ،والفكري والثقافي ،
خاصة الرستميين ،والموحدين ،والحماديين إضافة إلى حفصيين ،و مرنيين،
والزيانيين ،فمن هم ابرز علماء هذه الدول؟ ومن ها هي أهم مؤلفاتهم ؟
2_1بني حفص :ازدهرت الحياة العلمية والثقافية في افريقية خالل الحكم الحفصي
ازدهارا كبيرا ،فكثرت المؤسسات التعليمية كالكّتاب ، 1والرّباط ،2والمساجد مثل مسجد
القصبة ، 3ولم يكن التعليم ينحصر في هذه المؤسسات فقط بل عرفت الدولة الحفصية
- 1الكّت اب :تعتبر الكتاتيب من أول أعمال التي قامت بها البعثة العمرية ببالد المغرب اإلسالمي ،كان يتم فيها تحفيظ
الصغار للقرآن الكريم ،واألحاديث النبوية الشريفة ،وقواعد اللغة العربية ،وكانت تعتبر المرحلة اإلعدادية ،للمزيد أنظر
إلى :محمد مرغيث ،البعثة العمرية وأثرها في توطين اإلسالم والعربية ببالد المغرب اإلسالمي ،قسم العلوم اإلنسانية ،
جامعة أدرار ،ص . 109
- 2الرّباط :جمعها ربط ،والرباط في األصل اسم حربي لثغر الذي يرابط فيه الجنود لمجاهدة العّدو ،ثم أطلق على
الدار التي يرابط فيها المتصوفون لمجاهدة النفس ،أنور محمود الزناتي ،معجم المصطلحات التاريخ والحضارة
اإلسالمية ،ط ، 1دار الزهران ،عمان ، 2001،ص ، 178وقد ورد ذكر الرباط في القرآن الكريم لقوله تعالى { :
َو َأِع ُّد وْا َلُهم َّما ٱۡس َت َط ۡع ُت م ِّمن ُقَّو ٖة َو ِمن ِّر َباِط ٱۡل َخ ۡي ِل ُتۡر ِهُبوَن ِبِهۦ َع ُد َّو ٱِهَّلل َو َع ُد َّو ُك ۡم } سورة األنفال ،اآلية ، 60وقوله تعالى
أيضآَٰ { :ي َأُّيَه ا ٱَّلِذيَن َء اَم ُن وْا ٱۡص ِبُر وْا َو َص اِبُر وْا َو َر اِبُط وْا َو ٱَّتُقوْا ٱَهَّلل َلَع َّلُك ۡم ُتۡف ِلُحوَن ( ، })200سورة آل عمران ،اآلية ، 200
والرباط لفظ مشترك بين معاني الخيل ،وانتظار الصالة بعد صالة واالقامة على الجهاد على العدو بالحرب ،للمزيد أنظر
إلى :شهاب الدين األلوسي ( شهاب الدين السيد محمود االلوسي البغدادي ) ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع
المثاني ،تح ك شكري األلوسي ،ج ، 10د.ط ،دار التراث العرب ،بيروت ،لبنان ،د.س.ن ،ص ،25بينما يرى أبي
جعفر محمد الطبري أن أصل الرباط ارتباط خّيل للعدو كما ارتبط عّدوهم لهم خيلهم ،أبي جعفر محمد بن جرير الطبري ،
جامع البيان عن تأويل القرآن ،تح :عبد هللا بن المحسن التركي ،ج ، 6ط ، 1دار هجر ،القاهرة 1422 ،هـ/
2001م ،ص ، 337ويلخصها LUCIEN GOLRINلفظا ومعنى ووظيفة بأنها مدينة محصنة يسكنها رجال الدين
والحرب يتعلم فيها فنون الحرب قصد االستعداد للجهاد ،وتقضى أوقات الفراغ فيه في العبادة و تبادل المعرف والثقافات ،
الطاهر بونابي ،الحركة الصوفية في المغرب األوسط خالل القرنين 9 8هجريين ،مقدمة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه
في التاريخ الوسيط ،قسم التاريخ ،جامعة الجزائر 1429 ،هـ 1430 -هـ2008 /م 2009-م ،ص . 34
- 3مسجد القصبة :يذكر ان مؤسس أركان الدولة الحفصية أبو زكرياء يحي هو الذي بنى الجامع وصومعته الجميلة ونقش
اسمه عليها ،وتكون القصبة مدينة صغيرة داخل مدينة كبيرة ،وكان والي المدينة وكبار الموظفين يصلون فيه صالة
الجمعة ،ومن بين الذين درسوا بهذا الجامع نكر ابوعبد هللا محمد مهتار ،وكان راوي للحديث به ،ابن أبي الدينار (محمد
بن أبي قاسم الرعيني القيرواني ) ،المؤنس في أخبار افريقية وتونس ،ط ، 1مطبعة تونسية بحاضرتها المحمية ،
1286هـ ،ص ،299رحماني عائشة ورحماني مريم ،الحركة العلمية في الدولة الحفصية 625هـ981 -هـ 1227 /م-
1574م ،تخصص تاريخ عام ،قسم التاريخ ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،جامعة قالمة 2016 ،م ،2017 /ص
. 33
أيضا وجود مدارس مثل مدرسة الشماعين ،1وقد تخرج من هذه المؤسسات علماء
كثر من أمثال ابن االبار ،والغبريني ،وابن الشماع ،والبرزلي ن وغيرهم من العلماء ،
فازدهرت حركة التأليف في العلوم النقلية ،ولعقلية ،وبروز ظاهرة التصوف ( 2الطرق
الصوفية ) التي انتشرت في عهد هذه الدولة
- 1مدرسة الشماعين ك مؤسسها هو أبو زكريا يحي األول سنة 633هـ 1235/م ،بعدما اتم بناء صومعة مسجد
الموحدين ،وقد بناها بالقرب من الجامع األعظم وقريبة من سوق العطارين ( يعتبر هذا السوق في العهد الحفصي من اهم
المراكز التجارية ) ،وهي تقع بسوق البالغجية زنقة الشماعين ( لهذا السبب أطلق عليها اسم الشناعين ) ن من أشهر
مشايخها أبو قاسم ابن البراء ن وأبو العباس القلشالي ،ابن الشماع (،أبو عبد هللا محمد بن أحمد ابن الشماع ) ،األدلة
البينية النوازلية في مفاخر الدولة الحفصية ،تح :الطاهر بن محمد المعموري ،د.ط ،دار العربية للكتاب 1984 ،م ،ص
. 56
- 2