Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫أسباب خلاف العلماء‬

‫بالمذاهب الفقهية‬
‫كثيًرا ما نسمع عن بعض الأحكام‬
‫الفقهية أَّن فيها خلاًف ا بين‬
‫العلماء‪ ،‬فما أسباب الخلاف؟‬
‫وماذا يفعل الإ نساُن تجاه ذلك؟‬
‫الخلاف موجوٌد في بعض المسائل بين العلماء‪ ،‬في المسائل‬
‫الفرعية‪ ،‬لا في الأصول‪ ،‬الأصول ُم جمٌع عليها والحمد لله‪،‬‬
‫لكن توجد بعض المسائل الفرعية‪ :‬بعض مسائل الصلاة‪،‬‬
‫بعض مسائل الزكاة‪ ،‬بعض مسائل الصوم‪ ،‬بعض مسائل الحج‪،‬‬
‫بعض مسائل المعاملات‪ ،‬بعضها فيها خلاٌف بين العلماء‪.‬‬
‫وأسباب الخلاف أموٌر‪:‬‬
‫منها‪ :‬اختلاف الفهم‪ :‬ليست أفهاُم الناس واحدًة ‪ ،‬هذا يفهم‬
‫من النص شيًئا‪ ،‬والآخر يفهم خلافه‪ ،‬فالناس فهومهم مختلفة‪،‬‬
‫وذكاؤهم مختلف‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬عدم حفظ الأدلة‪ :‬هذا يحفظ من الأدلة كثيًرا‪ ،‬وهذا لا‬
‫يحفظ إلا قليًلا‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬كمال الحرص على طلب الحِّق وضعفه‪ :‬بعض الناس‬
‫عندهم حرٌص كامٌل على طلب الأدلة‪ ،‬والحرص عليها‪ ،‬حتى‬
‫يستوفي المقام‪ ،‬وبعض الناس يتساهل في طلب الأدلة‪،‬‬
‫ويكتفي بالقليل فُيخطئ‪.‬‬
‫وهناك أسباٌب أخرى‪.‬‬
‫األسباب‬
‫السبب الأول‪:‬‬
‫المعاصرة والاحتكاك‪ :‬والواقع أن ما ينشأ من الخلاف بين المعاصرين‪ ،‬أشد‬
‫عمقا واتساعا مما ينشأ بين غيرهم والمعاصرة سبب من أسباب ظهور الخلاف‬
‫قد لا يفطن له الكثيرون فلا يكاد الناس يعرفون لعالم قدره الا بعد ان يتوفاه‬
‫الله‪.‬‬
‫السبب الثاني‪:‬‬
‫الاجتهاد بالقياس‪ :‬وهو أوسع اختلافا‪ ،‬فان له أصلا وشروطا وعلة‪ ،‬والعلة‬
‫شروط ومسالك‪ ،‬وفي كل ذلك مجال للاختلاف‪ ،‬والاتفاق بالذات على أصل‬
‫القياس وما يجري فيه الاجتهاد وما لا يجري‪ :‬امر يكاد ان يكون غير متحقق‪،‬‬
‫كما ان تحقيق المناط (وهو التحقق من وجود العلة في الفرع)‬

‫مارك ريبوند‬
‫السبب الثالث‪:‬‬
‫التعارض الترجيح بين الأدلة‪ :‬وهو باب واسع اختلفت فيه الأنظار‪ ،‬وكثر‬
‫فيه الجدل وهو يتناول دعوة التأويل والتعليل والجمع والتوفيق والنثر‬
‫وعدمه‪ ،‬والتعارض اما بين النصوص او بين الاقيسة مع بعضها‪ ،‬والتعارض‬
‫في السنة قد يكون في الاقوال‪ ،‬او في الأفعال‪ ،‬او في التقريرات‪ ،‬وقد يكون‬
‫الاختلاف بسبب وصف تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم هل هو سياسة‬
‫او افتاء ويزال التعرض بأسباب أهمها‪ :‬الاحتكام الى مقاصد الشريعة‪،‬‬
‫واختلفت النظرة الى تقريب المقاصد‪.‬‬

‫السبب الرابع‪:‬‬
‫ظهور التقنيات الحديثة التي لم تكن موجودة في عصر الفقهاء السابقين‪:‬‬
‫فمن راي الفقهاء والمعاصرين ان الاخذ بهذه التقنية الحديثة لا يتعارض‬
‫مع نص ولا اجماع سابق‪ ،‬اعتبر هذه التقنية ناقلة للحكم السابق‪ ،‬ومن رأى‬
‫الفقهاء والمعاصرين ان هذه التقنية الحديثة لا يمكن ان يعول عليها في‬
‫الحكم لتغيير هذه التقنية وعدم توافرها في كل زمان او مكان‪ ،‬لم يعتبرها‬
‫ناقلة للحكم السابق‪.‬‬
‫السبب الخامس‪:‬‬
‫الاختلاف في القواعد الأساسية‪ :‬كل واحد من أهل العلم له‬
‫قواعد استنبطها من نصوص الشريعة وسار وَبنى عليها؛ وذلك‬
‫لضبط الاستدلال من النصوص‪ ،‬وهذه القواعد َيندرج تحتها‬
‫فروع كثيرة جًّد ا‪ ،‬ويختلف أهل العلم في هذه القواعد من حيث‬
‫الاستنباط والتنظير‪ ،‬وبالتالي يوجب الاختلاف في الفروع‬
‫المندرجة تحتها‪ ،‬فمثلًا يتفقون على أن القرآن أصل‪ ،‬وأن السَّنة‬
‫أصل‪ ،‬والإ جماع عند الجمهور أصل‪ ،‬ومنهم من لا يرى القياس‬
‫مثلًا فينازع في كثير من المسائل المثبتة بالقياس أو بجميع‬
‫الأقيسة‪ ،‬ومنهم من يرى قول الصحابي أصلًا وغيره لا يراه أصلًا‪،‬‬
‫فيستدل من يراه أصلًا بقول الصحابي ويخالفه الآخر بمعارضته‬
‫بأن قول الصحابي لا ُيحتُّج به‪ ،‬ومنهم من يرى الاستحسان‪،‬‬
‫ومنهم من يرى الاستصحاب‪ ،‬ومنهم من يرى العمل بالحديث‬
‫الضعيف أو الحسن‪ ،‬ومنهم من لا يرى ذلك‪ ،‬ومنهم من ينازع‬
‫في الاحتجاج بالحديث الضعيف أو الحسن في الأحكام‪ ،‬فإ ذا‬
‫استدَّل بالخبر الضعيف أو الحسن عمل به‪ ،‬ويخالفه من لا يرى‬
‫العمل به‪ ،‬إلى غير ذلك من الصور التي اختلف فيها أهل العلم‪،‬‬
‫والله أعلم‬
‫السبب السادس‪:‬‬
‫كون العالم لم يسمع بالدليل‪ .‬مثال ذ لك‪ :‬بلغ عائشة‬
‫رضي الله عنها أن عبد الله بن عمرو رضي االله عنهما‬
‫يـأمر النـساء إذا اغتسلن أن ينقضن رؤوسهن‪ ،‬فقالت يا‬
‫عجبًا لاب ن عمرو هذا يأمر النـساء إذا اغتـسلن أن‬
‫ينقـضن رؤوسهن‪ ،‬أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن؟‬
‫لقد كنت أغتسل أنا ورسول االله صلى االله عليه‬
‫وسـلم من إناء واحد‪ ،‬ولا أزيد على أن أفرغ على رأسي‬
‫ثلاث أفراغات‪.‬‬
‫السبب السابع‪:‬‬
‫يبلغ الحديث عالمين لكنه يكون صحيحًا عند عالم‪،‬‬
‫ضعيف عند العالم الآخر حيث لم يبلغه بسند صحيح‪.‬‬
‫مثال ذلك‪ :‬حديث العينة الذي رواه ابن عمر رضي االله‬
‫عن هما قال‪ :‬سمعت رسول االله صلى االله عليه‬
‫وسلم يقول‪( :‬إذا تبايعتم بالعينة‪ ،‬وأخذتم أذناب البقر‪،‬‬
‫ورضيتم بالزرع‪ ،‬وتركتم الجهاـد)‪.‬‬
‫السبب الثامن‪:‬‬
‫ان بعض العلماء يفهم من الحديث شيئا‪ ،‬ويفهم غيره‬
‫منه شيئا آخر‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬حديث ذي اليدين‪ :‬أن النبي‬
‫صلى االله عليه وسلم صلى بهم إحدى صلاتي العشي)‬
‫فسلم من ركعتين‪ ،‬فلما أخبروه صلى الركعتين الباقيتين‪،‬‬
‫ثم سلم ثم سجد سجدتين بعد السلام)‪.‬‬

‫السبب التاسع‪:‬‬
‫اختلافهم في مسألة أصولية مما يؤدي إلى ا لخلاف في بعض‬
‫الأحكام‪ ،‬وذلك كاختلاف أهـل العلم في الاحتجاج بقول الصحابي‬
‫أو فعله إذا كان في مسألة لا يدخلها الاجتهاد ولم يخالفه صـحابي‬
‫آخر هل هو حجة أم لا؟ ) مثال ذلك‪ :‬فعل ابن عمر في رفع ي ديه‬
‫في التكبيرات على الجنازة ‪ ،‬ولكن بعض ا لعلماء لم يختر هذا‬
‫الحكم لأنه لا يعمل بهذا النوع من الأدلة)‬
‫السبب العاشر‪:‬‬
‫أن بعض العلماء يفهم من الحديث شيئا‪ ،‬ويفهم‬
‫غيره منه شيئا آخر‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬حديث ذي اليدين‪:‬‬
‫أن النبي صلى االله عليه وسلم صلى بهم إحدى‬
‫صلاتي العشي) فسلم من ركعتين‪ ،‬فلما أخبروه صلى‬
‫الركعتين الباقيتين‪ ،‬ثم سلم ثم سجد سجدتين بعد‬
‫)السلام‬
‫ما الواجب عىل المؤمن ؟‬
‫الواجب عىل المؤمن في مسائل الخالف إن كان‬
‫طالَب علٍم ‪ :‬أن يتحرى األدلة‪ ،‬وينظر في األدلة‪،‬‬
‫ويأخذ بالدليل الذي ظهر له معناه‪ ،‬وقال به بعُض‬
‫َم ن مضى من أهل العلم‪ُ ،‬يوافقه إذا ظهر له أَّن‬
‫الحَّق معهم بالدليل‪ :‬من آيٍة ‪ ،‬أو حديٍث ‪ ،‬وال يتبع‬
‫هواه ويتبع األسهل‪ ،‬ال يأخذ بالدليل‪ ،‬ولو كان‬
‫أشّد‪ ،‬ما دام ظهر له أنه أقرب إىل األدلة الشرعية‪.‬‬
‫أما إن كان ليس بطالب علٍم ‪ ،‬أو طالًبا صغيًرا ال‬
‫يقوى عىل فهم األدلة‪ ،‬فهذا يسأل أهَل العلم‪،‬‬
‫يسأل األساتذة‪ ،‬وال سيما خيارهم‪ ،‬وَم ن يظن فيه‬
‫الخير منهم‪ ،‬والعناية‪ ،‬والفهم‪ ،‬والعلم‪ ،‬يسألهم‬
‫‪.‬ويجتهد؛ حتى ُيرشدوه إىل الَّص واب‬
‫المصادر‬
‫موقع ابن باز‬
‫‪/https://binbaz.org.sa/fatwas/15760‬‬
‫موقع الالوكة الشرعية (افاق الشريعة)‬
‫‪/ https://www.alukah.net/sharia/0/73860‬‬
‫موقع مستند أسباب خلاف العلماء‬
‫‪https://shms-‬‬
‫‪/prod.s3.amazonaws.com/media/editor/140558‬‬

‫عمل الطالبة ‪ :‬ضي القحطاني‬

You might also like