Article 4

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫املجلد ‪ / 51‬الع ــدد ‪( 15‬جوان ‪ ،) 25‬ص ‪78 -19‬‬ ‫حوليات جامعة قاملة للعلوم االجتماعية واإلنسانية‬

‫التأصيل النظري للبطالة وآليات الحد من تفاقمها في الجزائر‬


‫‪Theoretical rooting of unemployment and mechanisms to reduce‬‬
‫‪its aggravation in Algeria‬‬
‫‪2‬‬
‫حورية بن حمزة ‪ ،5‬فاطمة غاي‬
‫‪houria ben hamza ,fatma ghai‬‬
‫‪1‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الشاذلي بن جديد‪ ،‬الطارف(الجزائر)‪،‬‬
‫‪houriabenhamza@yahoo.fr‬‬
‫‪ 2‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬جامعة عبد الحميد مهري‪ ،‬قسنطينة‪( 2‬الجزائر)‪،‬‬
‫‪fatmaghai1992@gmail.com‬‬

‫تاريخ النشر‪2321/30/03 :‬‬ ‫تاريخ القبول‪2323/11/31 :‬‬ ‫تاريخ االستالم‪2323/30/03 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ّ‬
‫يستمد موضوع البطالة أهميته من خالل أثاره املختلفة على جميع امليادين‪ ،‬متعديا الطابع‬
‫حتمية االهتمام بموضوع‬ ‫االقتصادي للموضوع إلى الجانب النفس ي والثقافي ّ‬
‫وحتى البعد الزمني‪ ،‬هذا ما أفرز ّ‬
‫البطالة من طرف األكاديميين والباحثين وكذا املجتمع املدني والدولي‪ ،‬والجزائر واحدة منها لم تعرف البطالة‬
‫نسبيا‪ ،‬أصبحت اآلن تعرف معدالت بطالة مرتفعة نتيجة التحول الفجائي إلى النظام الرأسمالي وما‬ ‫حينها ولو ّ‬
‫كليا أو ّ‬
‫جزئيا‪.‬‬ ‫مومية‪ ،‬وما نتج عنه من فقد للوظائف ّ‬
‫أسفره من خصخصة للمؤسسات االقتصادية الع ّ‬
‫ومن خالل هذه الدراسة سوف يتم التطرق إلى تحديد التأصيل النظري للبطالة وأهم أنواعها‪،‬‬
‫وعوامل انتشارها‪ ،‬وآليات الحد من تفاقمها‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬البطالة‪ ،‬الطابع االقتصادي‪ ،‬املجتمع املدني‪ ،‬خصخصة املؤسسات‪.‬‬


‫‪Abstract:‬‬
‫‪Theoretical rooting for unemployment and mechanisms to reduce its‬‬
‫‪aggravation.‬‬
‫‪The issue of unemployment derives its importance through its different effects on‬‬
‫‪all fields, going beyond the economic nature of the subject to the psychological and‬‬
‫‪cultural aspect and even the time dimension, this is what resulted in the‬‬
‫‪inevitability of interest in the topic of unemployment by academics and researchers‬‬
‫‪as well as civil and international society, and Algeria is one of which did not know‬‬
‫‪unemployment at that time, even relatively. Now high unemployment rates are‬‬
‫‪known as a result of the sudden shift to the capitalist system and the resultant‬‬
‫‪privatization of public economic institutions, and the resulting total or partial loss‬‬
‫‪of jobs.‬‬

‫‪‬املؤلف املرسل‪ :‬فاطمة غاي‪ ،‬اإليميل‪fatmaghai1992@gmail.com :‬‬


‫‪95‬‬
Through this intervention, it will be addressed to determine the theoretical origin
of unemployment and its most important types, the reasons for its spread, and
mechanisms to limit its exacerbation.
key words:
Unemployment, economic character, civil society, enterprise privatization.

Résumé:
Enracinement théorique du chômage et mécanismes pour réduire son
aggravation.
La question du chômage tire son importance de ses différents effets sur tous les
domaines, allant au-delà de la nature économique du sujet jusqu'à l'aspect
psychologique et culturel et même la dimension temporelle, c'est ce qui a entraîné
l'inévitabilité de l'intérêt pour le thème du chômage par les universitaires et
chercheurs ainsi que la société civile et internationale, et l'Algérie est une de celles
qui ne connaissaient pas le chômage à cette époque, même relativement.
Aujourd'hui, des taux de chômage élevés sont connus en raison de la transition
soudaine vers le système capitaliste et de la privatisation des institutions
économiques publiques qui en résulte et de la perte totale ou partielle d'emplois
qui en résulte.
A travers cette intervention, il sera abordé pour déterminer l'origine théorique du
chômage et ses types les plus importants, les raisons de sa propagation, et les
mécanismes pour limiter son exacerbation.
mots clés:
Chômage, caractère économique, société civile, privatisation des entreprises

:‫ مقدمة‬.5
‫التي تواجه معظم دول‬ ّ ‫السياسية‬
ّ ‫تمثل قضية البطالة في الوقت الراهن إحدى املشكالت‬
ّ ّ ّ
‫ فلم تعد‬،‫العالم باختالف املستويات في تقدمها وأنظمتها االقتصادية واالجتماعية السياسية‬
،‫البطالة مشكلة العالم الثالث فحسب بل أصبحت واحدة من أخطر مشاكل الدول املتقدمة‬
‫التي توجد في الدول املتقدمة والنامية على‬ ّ ‫العاملية‬
ّ ‫ولعل أسوأ وأبرز سمات األزمة االقتصادية‬
‫حد السواء هي تفاقم مشكلة البطالة أي التزايد املستمر املطرد في عدد األفراد القادرين على‬
.‫العمل والراغبين فيه والباحثين عنه دون أن يعثروا عليه‬
‫حيث يعتبر مفهوم البطالة من املفاهيم التي أخذت أهمية كبرى في املجتمعات املعاصرة من‬
‫حيث البحث والتحليل؛ لذا استحوذ موضوع البطالة بشكل رئيس ي على عناية أصحاب‬
‫ باعتباره‬،‫ وكذلك على اهتمام الباحثين في املجالين االجتماعي و االقتصادي‬،‫القرارات السياسية‬
ً
‫موضوعا يفرض نفسه بشكل دائم وملح على الساحة الدولية عموما و الساحة العربية‬
‫ لذا ال تكاد تصدر دورية علمية متخصصة ذات عالقة بعلم االقتصاد واالجتماع إال و‬.‫خصوصا‬
.‫تتعرض ملوضوع البطالة بالتحليل والنقاش‬
‫ومن خالل هذا الطرح يمكن طرح التساؤالت التالية‪ " :‬ما املقصود بالبطالة؟ وما هي‬
‫التي من خاللها يمكن‬‫أنواعها وما هي العوامل املساعدة على انتشارها ؟ وما هي أهم اآلليات ّ‬
‫الحد من تفاقمها؟"‬
‫ومنه تهدف هذه املداخلة إلى تحديد التأصيل النظري للبطالة وأهم أنواعها وعوامل‬
‫التي يتم االعتماد عليها للحد من تفاقمها‪.‬‬‫انتشارها‪ ،‬واآلليات ّ‬
‫أوال‪ :‬املفاهيم واإلطار النظري للبطالة‪:‬‬
‫‪/5‬ـ تعريف البطالة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫البطالة في اللغة ‪ :‬بطل الش يء يبطل بطال ويطوال وبطالنا ‪ ،‬ذهب ضياعا وخسرا ‪ ،‬فهو باطل ‪.‬‬
‫بالرغم من شيوع استخدام لفظ البطالة في مجال الدراسات االقتصادية والدراسات‬
‫االجتماعية ‪ ،‬إال انه ال يوجد اتفاق بين االقتصاديين بشأن تحديد ماهيته ‪ ،‬ويرجع هذا‬
‫االختالف إلى اختالف الرأي حول تحديد مفهوم البطالة ‪ ،‬التي تستخدم لوصف ظواهر عديدة‬
‫مختلفة ‪ ،‬كما أنها تعني أشياء مختلفة في بالد مختلفة ‪.‬‬
‫أن الشخص املتعطل هو الشخص القادر على مزاولة عمل له قيمة اقتصادية واجتماعية‬
‫ويسعى إلى الحصول عليه وال يجده ‪.‬‬
‫وجاء في معجم مصطلحات القوى العاملة البطالة هي ‪ :‬عدم توافر فرص العمل للعمال‬
‫القادرين على العمل والراغبين فيه والباحثين عنه ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور راشد البراوي ‪ :‬البطالة في أوسع معانيها عبارة عن عدم استخدام عامل من‬
‫عوامل اإلنتاج ‪ .‬وجرى العرف على استخدام مصطلح البطالة عند الحديث عن العمل ‪.‬‬
‫ً‬
‫وطبقا لهذا املفهوم يكون العاطلون هو األفراد القادرون على العمل والراغبون فيه ‪ ،‬ولكن ال‬
‫تتوافر لهم فرصة الحصول عليه ‪.‬‬
‫يمكن تعريف البطالة على أنها تلك الفترة التي يقضيها العامل أو القادرون عن العمل (والذين‬
‫يدخلون ضمن القوى العاملة) بدون عمل‪ ،‬وهنا البد من التفريق بين البطالة ونقص العمالة‪،‬‬
‫فهذه األخيرة تعني نقص أيام العمل أو ساعاته أو نقص وسائل العمل‪ ،‬مما يحول دون العمل‬
‫بكفاءة‪.‬‬
‫ففي إيطاليا مثال ال يعمل العمال املؤقتين أكثر من ‪ 101‬يوما في السنة‪ ،‬في حين يعمل العمال‬
‫الدائمين طول السنة‪.‬‬
‫من جملة القادرين عن العمل في األرياف‪.‬‬ ‫وفي الهند مثال يقوم باإلنتاج الزراعي‬
‫أما بالنسبة لنقص العمالة في املجال الصناعي فله معنى آخر‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في املصانع التي‬
‫تعاني من أزمة مالية أو كساد في منتجاتها بسبب عدم وجود أسواق داخلية أو خارجية‪ ،‬وبالتالي‬
‫يلجأ املشرفون إلى تخفيض ساعات العمل حفاظا على عدد العمال‪.‬‬
‫بعد هذا العرض الوفي للتركيب االقتصادي واالجتماعي للسكان فالبد من التطرق إلى مجال‬
‫النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫أما سوق العمل ‪ :‬تتوقف سوق العمل أو فرص العمل التي يمكن أن تتوفر على الظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية للدولة‪ ،‬وهذه الظروف تتأثر إلى حد كبير بالسلم والحرب واالستقرار‬
‫السياس ي واملخططات التنموية املنتهجة‪ ،‬وهذه الشروط تختلف من دولة أخرى فاالزدهار‬
‫الصناعي واالستقرار السياس ي في الدول املتقدمة أدى إلى وفرة سوق العمل‪ ،‬وبالتالي أدى ذلك‬
‫إلى استقطاب اليد العاملة من دول أخرى‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وهكذا يتضح مما تقدم انه ليس من السهل إن نجد تعريفا عاما شامال للبطالة ‪ ..‬ولكن يمكننا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحديد البطالة بأنها {الحالة التي يكون فيها الشخص قادرا على العمل وراغبا فيه ‪ ،‬ولكن ال‬
‫يجد العمل واألجر املناسبين}‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يقصد بمصطلح البطالة في القواميس املتخصصة بأنها حالة عدم االستخدام التي تشير إلى‬
‫ّ‬
‫األشخاص القادرين على العمل والذين ليست لديهم فرص سانحة للعمل‪.‬‬
‫التي يكون فيها الشخص قادرا على العمل‬ ‫بينما تعرف البطالة " بشكل عام" بوصفها الحالة ّ‬
‫وراغبا فيه‪ّ ،‬‬
‫ولكنه ال يجد العمل واألجر املناسبين‪.‬‬
‫ألن الفرد ال يعد عاطال إال‬ ‫أن هذا التعريف في مضمونه العام غير محدد وغير دقيق‪ّ ،‬‬ ‫" بيدا ّ‬
‫يمكنه أن يعمل عنده"‪ ،‬كذلك يوجد بعض األفراد القادرين على‬ ‫بعدد أن يصل إلى عمر معين ّ‬
‫ألنهم أحيطوا تماما من جراء البحث عن العمل‪ ،‬باإلضافة إلى ّ‬
‫أن‬ ‫ولكنهم ال يبحثون عنه‪ّ ،‬‬‫العمل ّ‬
‫ّ‬
‫هناك بعض األفراد الذين يعملون لبعض الوقت على غير إرادتهم ويرغبون في العمل طيلة‬
‫الوقت‪ ،‬ومثل هؤالء األفراد ال يدخلون ضمن العاملين لو كانوا يعملون ساعة واحدة في‬
‫األسبوع‪ ،‬وبالتالي ال يصلح هذا التعريف لقياس مفهوم البطالة‪ ،‬ولذلك وضعت منظمة العمل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أساسية لتحديد مفهوم العاطل ( ‪ )1‬بأنه الفرد الذي ال يعمل أكثر من‬ ‫الدولية "‪ "ILO‬شروطا‬
‫ولكنه قادر على العمل ويبحث عنه بنشاط (‪.)2‬‬ ‫ساعة واحدة أثناء اليوم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الكالسيكية‬ ‫ولقد برزت اتجاهات مختلفة في تناول مفهوم البطالة‪ ،‬ولعل أبرز هذه املفاهيم‬
‫التي يكون عليها أولئك األفراد املنتمون‬ ‫الذي يعرف البطالة بوصفها تلك الحالة ّ‬ ‫ّ‬
‫شيوعا هو ذلك‬
‫قوة العمل‪ ،‬والراغبون في العمل والقادرون عليه " م حيث التأهيل أو التدريب أو الخبرة أو‬ ‫إلى ّ‬
‫كل ذلك أو بعضه" والباحثين عنه وأكنهم ال يجدونه‪)3( .‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدولية‬ ‫وفقا لذلك يجمع الخبراء واملختصون على التعريف الذي أوصت به منظمة العمل‬
‫التي يكون فيها الفرد قادرا على العمل وراغبا فيه‪ ،‬ويبحث عنه‪ ،‬ويقبله‬ ‫بأنها الحالة ّ‬ ‫للبطالة ّ‬
‫عند مستوى األجر السائد‪ ،‬لكن دون جدوى‪)4( .‬‬
‫حدتها من دولة‬ ‫التي تهدد استقرار األمم والدول‪ ،‬وتختلف ّ‬ ‫تعد البطالة من أخطر وأكبر املشاكل ّ‬
‫ّ‬
‫االجتماعية‪ ،‬وتمثل‬ ‫ألخرى ومن مجتمع آلخر‪ ،‬فالبطالة تشكل السبب الرئيس ي ملعظم األمراض‬
‫تهديدا واضحا على االستقرار السياس ي‪.‬‬
‫ّ‬
‫الدولية‪ ،‬والذي ينص على ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أن "‬ ‫في التعريف الشاسع للبطالة الذي أوصت به منظمة العمل‬
‫ّ‬
‫العاطل عن العمل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بال عمل وهو قادر على العمل‬
‫لكنه ال يجده"‪)5( .‬‬‫وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى أجر سائد ّ‬
‫التي يمكن أن يعتبر فيها األفراد عاطلين عن‬ ‫بإثراء التعريف السابق يمكن أن تحدد الحاالت ّ‬
‫العمل فيما يلي‪:‬‬
‫ّ‬
‫فعلية ويرغبون في العمل‪ ،‬ولكنهم لم يحصلوا عليه‬ ‫‪ ‬العمال املحبطين وهم في حالة بطالة ّ‬
‫عملية البحث عن عمل‪ ،‬ويكون عددهم‬ ‫ّ‬ ‫ويئسوا من كثرة ما بحثوا‪ ،‬لذا فقد تخلوا عن‬
‫كبيرا خاصة في فترات الكساد الدوري‪.‬‬
‫مدة أقل من وقت العمل الكامل وهم يعملون بعض الوقت دون‬ ‫الذين يعملون ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬األفراد‬
‫ّ‬
‫إرادتهم‪ ،‬في حين أنه بإمكانهم العمل كامل الوقت‪.‬‬
‫ولكنهم أثناء ّ‬ ‫الذين لهم وظائف ّ‬ ‫ّ‬
‫عملية إحصاء البطالة تغيبوا بصفة مؤقتة لسبب‬ ‫‪ ‬العمال‬
‫من األسباب كاملرض والعطل وغيرها من األسباب‪.‬‬
‫إضافية غير مستقرة ذات دخول منخفضة وهم من يعملون‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ ‬العمال الذين يعملون أعماال‬
‫لحساب أنفسهم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ ‬األطفال‪ ،‬املرض ى‪ ،‬العجزة‪ ،‬كبار السن والذين أحيلوا على التقاعد‪.‬‬
‫والذين بصدد ّ‬ ‫ّ‬
‫تنمية مهاراتهم‪.‬‬ ‫‪ ‬األشخاص القادرين على العمل وال يعملون مثل الطلبة‪،‬‬
‫‪ ‬األشخاص املالكين للثروة واملال القادرين عن العمل ولكنهم ال يبحثون عنه‪.‬‬
‫‪ ‬األشخاص العاملين بأجور معينة وهم دائمي البحث عن أعما أخرى أفضل‪.‬‬
‫كل من يبحث عن عمل‬ ‫كل من ال يعمل عاطال‪ ،‬وفي ذات الوقت ليس ّ‬ ‫" وعليه يتبين ّأنه ليس ّ‬
‫يعد ضمن دائرة العاطلين‪".‬‬
‫‪ -2‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -5.2‬الدراسات املحلية‪:‬‬
‫‪-‬الدراسة األولى ل ـ شريفي صارة وحداد محمد‪2158 ،‬م‪ ،‬بعنوان دراسة تحليلية لظاهرة‬
‫البطالة في الجزائر خالل الفترة ( ‪257 – 5911‬م)‪ ،‬هدفت هذه الدراسة إلى عرض وتحليل‬
‫ظاهرة البطالة في الجزائر من جذورها التاريخية من خالل التعرف على واقعها ومختلف البرامج‬
‫وسياسات التشغيل التي سعت الحكومات املتعاقبة إلى انتهاجها في ظل الزيادة املستمرة‬
‫للداخلين الجدد إلى سوق العمل‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى أن الحد من مشكلة البطالة في‬
‫الجزائر يبقى مرتبط من جهة باالبتعاد عن الحلول الترقيعية خاصة تلك التي تمس جانب‬
‫التشغيل املؤقت‪ ،‬ومن جهة أخرى تبني نمط تنموي جديد يرمي إلى تطوير القطاعات األكثر‬
‫إنتاجية كالقطاع الزراعي والصناعي‪ ،‬مما سوف يزيد من فرص املنظمين إلى السوق من إيجاد‬
‫مناصب عمل كل حسب تطلعاته‪.6‬‬
‫‪ -‬الدراسة الثانية ل ـ نيميزار فاطمة‪2151 ،‬م‪ ،‬بعنوان دور سياسة التشغيل في التخفيض من‬
‫البطالة في الجزائر‪ ،‬حيث تهدف هذه الدراسة إلى اكتشاف دور سياسة التشغيل في التقليص‬
‫من البطالة في الجزائر‪ ،‬حيث قدمت الباحثة في دراستها مدخل عام إلى البطالة والتشغيل‪،‬‬
‫كذلك تطرقت إلى سياسة اإلصالحات االقتصادية ومدى تأثيرها على البطالة والتشغيل‪ ،‬كما‬
‫قمت بإبراز أجهزة التشغيل املستحدثة ودورها في معالجة البطالة في الجزائر‪ ،‬حيث توصلت‬
‫الدراسة إلى نتيجة أساسية مفادها أن البطالة في الجزائر لم تكن متغيرا نسبيا منذ االستقالل‬
‫حيث كانت الدولة هي املسئولة عن التوظيف من خالل إستراتيجية التنمية املرتكزة على‬
‫فلسفة التخطيط املركزي والتوجيه اإلداري وقد نتج عن ذلك توظيف العمال على مستوى‬
‫‪7‬‬
‫املؤسسات اململوكة للدولة حيث كان القطاع العام هو املنشأ واملحرك لفرص العمل‬
‫‪ -‬الدراسة الثالثة ل ـ بوزار صفية‪2152 ،‬م‪ ،‬بعنوان فعالية وانعكاسات سياسات التشغيل‬
‫على البطالة والفقر في الجزائر خالل الفترة ( ‪ 2152 – 5991‬م) في امللتقى الدولي حول تقييم‬
‫سياسات اإلقالل من الفقر في الدول العربية في ظل العوملة‪ ،‬حيث تم التطرق خالل هذه‬
‫الدراسة إلى أهم آليات التشغيل في الجزائر خالل هذه الفترة مع محاولة في تقييم نجاعتها في‬
‫التقليل من زاهرة الفقر والبطالة‪ ،‬حيث توصلت هذه الدراسة إلى أنه حققت آليات التشغيل‬
‫نتائج إيجابية خالل فترة الدراسة‪ ،‬وبالتالي أدت إلى تخفيض وتقليص معدالت البطالة‪ ،‬ومن ثم‬
‫الفقر في الجزائر‪ ،‬إال أنه تبقى تلك السياسات ومناصب الشغل ظرفية مما قد يؤدي إلى تكرار‬
‫‪8‬‬
‫تفاقم الظاهرة‬
‫‪-‬الدراسة الرابع ل ـ روابح عبد الباقي ‪2152‬م‪ ،‬بعنوان البطالة وتدابير الدعم والحماية‬
‫االجتماعية في الجزائر‪ ،‬حيث هدفت هذه الدراسة إلى إبراز أهمية تدابير الحماية والدعم‬
‫االجتماعي للحد من اتساع ظاهرة البطالة والتخفيف من انعكاساتها املختلفة للمحافظة على‬
‫النسيج االجتماعي‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إلى ضرورة تركيز عمليات الدعم والحماية ملستحقيها‬
‫من الفئات الهشة واملؤسسات الصغيرة واملتوسطة املنتجة للثروة ذات التكنولوجيات املتوسطة‬
‫‪9‬‬
‫والعالية في إطار سياسة تنموية‬
‫‪ -2.2‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسة األولى ل ـ محمد مازن األسطل‪2152 ،‬م‪ ،‬بعنوان العوامل املؤثرة في معدل البطالة‬
‫في فلسطين (‪2152 – 5991‬م)‪ ،‬هدفت هذه الدراسة إلى دراسة ظاهرة البطالة في الفكر‬
‫االقتصادي وقياس أثر بعض املتغيرات في معدل البطالة في فلسطين‪ ،‬ومن ثم الوصول إلى‬
‫مجموعة من االقتراحات والتوصيات املوجهة للحكومة الفلسطينية للعمل ببها من أجل التقليل‬
‫من مشكلة البطالة في فلسطين‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إلى أن سوق العمل الفلسطيني يعاني‬
‫من مجموعة من االختالفات والتذبذبات الناتجة عن السياسات واملمارسات اإلسرائيلية‪ ،‬أما‬
‫من الناحية التطبيقية توصلت الدراسة إلى وجود عالقات إرتباطية وعكسية ذات داللة‬
‫إحصائية وتتفق مع النظرية االقتصادية بين املتغيرات املستقلة واملتغير التابع املتمثل في‬
‫‪10‬‬
‫البطالة‬
‫‪ -‬الدراسة الثانية ل ـ جالل عبد القادر‪2151 – 2152 ،‬م‪ ،‬بعنوان دور املؤسسات الصغيرة‬
‫واملتوسطة في معالجة مشكلة البطالة ودعم سياسات التشغيل بالبلدان العربية‪ ،‬حيث‬
‫هدفت الدراسة إلى إبراز دور املؤسسات الصغيرة واملتوسطة في خلق فرص عمل والتخفيف من‬
‫حدة البطالة بالبلدان العربية واملتوسطة في خلق فرص عمل واقع البطالة في الدول العربية‬
‫وسبل معالجتها عن طريق مختلف برامج التشغيل املعتمدة هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫تهدف إلى تفعيل سبل دعم املؤسسات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬حيث توصلت الدراسة إلى افتقار‬
‫البلدان العربية إلى سياسات واستراتيجيات واضحة املعالم في انب تشغيل عنصر الشباب‪ ،‬كما‬
‫توصلت الدراسة إلى الدور املهم والفعال الذي تلعبه مختلف عمليات الدعم املوجهة‬
‫للمؤسسات الصغيرة واملتوسطة مما يساهم في نجاحها‪ ،‬نموها وتطورها خاصة في جانب توفير‬
‫‪11‬‬
‫مناصب شغل جديدة‬
‫‪ -‬الدراسة الثالثة ل ـ مؤيد سلطان‪2152 ،‬م‪ ،‬بعنوان بناء نموذج للتنبؤ بحجم البطالة في‬
‫مصر‪ ،‬حيث هدفت الدراسة إلى بناء نموذج ‪ ARIMA‬ملشكلة البطالة في مصر هذا من جهة‬
‫ومن جهة ثانية التنبؤ بمعدالت البطالة املستقبلية في مصر وفقا للنموذج املتنبأ به‪ .‬حيث‬
‫توصلت الدراسة إلى وضع نموذج ملشكلة البطالة مقبول اقتصاديا‪ ،‬إحصائيا‪ ،‬وقياسيا‪ ،‬كما‬
‫توصلت الدراسة إلى التنبؤ بمعدالت البطالة املستقبلية للسنوات القادمة مثال ‪ 3..0‬مليون‬
‫سنة ‪231.‬م‪.12‬‬

‫‪ ‬تم االستفادة من هذه الدراسات في معرفة واقع البطالة في الجزائر بشكل خاص وفي‬
‫الدولة العربية بشكل عام مثل فلسطين ومصر‪ ،‬كما تبين لنا أن الجزائر تعمل على تبني‬
‫العديد من البرامج والسياسات التي تساعد على الحد من مشكلة البطالة وزيادة‬
‫تفاقمها‪ ،‬وهذا ما تم إبرازه وتأكيده في دراستنا من خالل إبراز آليات الحد من البطالة‪.‬‬

‫‪ -2‬أنواع البطالة‪:‬‬
‫يمكن تحديد أنواع البطالة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 5‬ـ البطالة االحتكاكية‬
‫هي البطالة التي تحدث بسبب التنقالت املستمرة للعاملين بين املناطق و املهن املختلفة الناتجة‬
‫عن تغيرات في االقتصاد الوطني‪ .‬يتمتع العمال املؤهلين العاطلين بااللتحاق بفرص العمل‬
‫املتاحة‪ .‬و هي تحدث نتيجة لنقص املعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل و أصحاب‬
‫األعمال‪ ،‬كما تكون بحسب الوقتت الذي يقضيتته الباحثتون عن العمل(‪ .)13‬وقد تنشأ عندما‬
‫ينتقل عامل من منطقة أو إقليم جغرافي إلى منطقة أخرى أو إقليم جغرافي آخر‪ ،‬أو عندما تقرر‬
‫ربة البيت مثال الخروج إلى سوق العمل بعد أن تجاوزت مرحلة تربية أطفالها و رعايتهم‪.‬‬
‫تفسر هذه البطالة استمرار بعض العمال في التعطل على الرغم من توفر فرص عمل تناسبهم‬
‫مثل ‪ :‬صغار السن و خريجي املدارس و الجامعات ‪...‬الخ‪.‬‬
‫يمكن أن نحدد األسباب التي تؤدي إلى ظهور هذا النوع من البطالة فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬االفتقار إلى املهارة و الخبرة الالزمة لتأدية العمل املتاح ‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة التكيف الوظيفي الناش ئ عن تقسيم العمل و التخصص الدقيق‪.‬‬
‫‪ -‬التغير املستمر في بيئة األعمال و املهن املختلفة‪ ،‬األمر الذي يتطلب اكتساب مهارات متنوعة و‬
‫متجددة باستمرار‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة الهيكلية‪:‬‬
‫إن هذه البطالة جزئية‪ ،‬بمعنى أنها تقتصر على قطاع إنتاجي أو صناعي معين‪ ،‬و هي ال‬
‫تمثل حالة عامة من البطالة في االقتصاد ‪ .‬يمكن أن ينتشر هذا النوع من البطالة في أجزاء‬
‫واسعة ومتعددة في أقاليم البلد الواحد‪.‬‬
‫ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للتحوالت االقتصادية التي تحدث من حين آلخر في‬
‫هيكل االقتصاد كاكتشاف موارد جديدة أو وسائل إنتاج أكثر كفاءة‪ ،‬ظهور سلع جديدة تحل‬
‫محل السلع القديمة(‪.)14‬‬
‫تعرف البطالة الهيكلية على أنها البطالة التي تنشأ بسبب االختالف و التباين القائم‬
‫بين هيكل توزيع القوى العامل تتة و هيكل الطلب عليها‪ .‬يقترن ظهورها بإحالل اآللة محل العنصر‬
‫البشري مما يؤدي إلى االستغناء عن عدد كبير من العمال‪ ،‬كما أنها تحدث بسبب وقوع تغيرات‬
‫في قوة العمل كدخول املراهقين و الشباب إلى سوق العمل بأعداد كبيرة‪ .‬قد عرفت البلدان‬
‫الصناعية املتقدمة نوعا جديدا من البطالة الهيكلية بسبب إفرازات النظام العالمي الجديتتد و‬
‫الذي تسارعت وتيرتة عبر نشاط الشركات املتعددة الجنسيات التي حولت صناعات كثيرة منها‬
‫إلى الدول الناميتتة بسبب ا ارتفاع معدل الربح في هذه األخيرة ‪ .‬هذا االنتقال أفقد كثيرا من‬
‫العمال الذين كانوا يشتغلون في هذه الدول مناصب عملهم وأحالهم إلى بطالة هيكلية طويلة‬
‫املدى(‪.)15‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة الدورية أو املوسمية‪:‬‬
‫ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة ركود قطاع العمال و عدم كفاية الطلتتب الكلي على‬
‫العمل‪ ،‬كما قد تنشأ نتيجة لتذبذب الدورات االقتصادية ‪ .‬يفسر ظهورها بعدم قدرة الطلب‬
‫الكلتتي على استيعاب أو شراء اإلنتاج املتاح مما يؤدي إلى ظهور الفجوات االنكماشية في‬
‫االقتصاد املعني بالظاهرة‪.‬‬
‫تعادل البطالة املوسمية الفرق املوجود بين العدد الفعلي للعاملين و عددهم املتوقع‬
‫عند مستوى اإلنتاج املتتتاح و عليته فعندما تعادل البطالة املوسمية الصفر فإن ذلك يعني أن‬
‫عدد الوظائف الشاغرة خالل الفترة يستاوي عتدد األشختاص العاطلين عن العمل(‪.)16‬‬
‫تعتبر البطالة املوسمية إجبارية على اعتبار أن العاطلون عن العمل في هذه الحالة هي‬
‫على استعداد للعمل باألجور السائتدة إال أنهم لم يجدوا عمال‪.‬‬
‫يتقلب مستوى التوظيف و االستخدام مع تقلب الدورات التجارية أو املوسمية بين‬
‫االنكماش و التوسع ( يزيد التوظيف خالل فترة التوسع و ينخفض خالل فترة الكساد ) و هذا‬
‫هو املقصود بالبطالة الدورية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تصنيفات أخرى للبطالة‬
‫إضافة ملا تم تحديده من أنواع للبطالة‪ ،‬يضيف الباحثون في مجال االقتصاد الكلي لذلك‬
‫التصنيفات التالية للبطالة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 5‬ـ البطالة االختيارية و البطالة اإلجبارية‪:‬‬
‫البطالة االختيارية هي الحالة التي ينسحب فيها شخص من عمله بمحض إرادته‬
‫ألسباب معينة‪ ،‬أما البطالة اإلجبارية فهي توافق تلك الحالة التي يجبر فيها العامل على ترك‬
‫عمله أي دون إرادته مع أنه راغب و قادر على العمل عند مستوى أجر سائد‪ ،‬وقد تكون البطالة‬
‫اإلجبارية هيكلية أو احتكاكية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة املقنعة و البطالة السافرة‪:‬‬
‫تنشأ البطالة املقنعة في الحاالت التي يكون فيها عدد العمال املشغلين يفوق الحاجة‬
‫الفعلية للعمل‪ ،‬مما يعني وجود عمالة فائضة ال تنتج شيئا تقريبا حيث أنها إذا ما سحبت من‬
‫أماكن عملها فأن حجم اإلنتاج لن ينخفض‪ .‬أما البطالة السافرة فتعني وجود عدد من‬
‫األشخاص القادرين و الراغبين في العمل عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه‪ ،‬فهم‬
‫عاطلون تماما عن العمل ‪ ،‬قد تكون البطالة السافرة احتكاكية أو دورية(‪.)17‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة املوسمية و بطالة الفقر‬
‫تتطلب بعض القطاعات االقتصادية في مواسم معينة أعدادا كبيرة من العمال مثل‬
‫الزراعة‪ ،‬السياحة ‪ ،‬البناء وغيرهتا و عند نهاية املوسم يتوقف النشاط فيها مما يستدعي إحالة‬
‫العاملين بهذه القطاعات ما يطلق عليه بالبطالة املوسمية‪ ،‬و يشبه هذا النوع إلى حد كبير‬
‫البطالة الدورية و الفرق الوحيد بينهما هو أن البطالة املوسمية تكون في فترة قصيرة املدى‪ .‬أما‬
‫بطالة الفقر فهي تلك الناتجة بسبب خلل في التنمية و تسود هذه البطالة خاصة في الدول‬
‫املنهكة اقتصاديا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ‪ 2‬ـ البطالة الطبيعية‬
‫تشمل البطالة الطبيعية كال من البطالة الهيكلية و البطالة االحتكاكية و عند‬
‫مستتتوى العمالة الكامل تتة‪،‬و يكون الطلب على العمل مساويا لعرضه‪ ،‬أي أن عدد الباحثين عن‬
‫العمل مساو لعدد املهن الشاغترة أو املتوفرة‪ ،‬أما الذين هم في حالة بطالة هيكلية أو احتكاكية‬
‫فيحتاجون لوقت حتى يتم إيجاد العمل املناسب‪ .‬و عليه فإن مستوى البطالة الطبيعي يسود‬
‫فقط عندما يكون التشغيل الكامل‪.‬‬
‫عندما يبتعد االقتصاد الوطني عن التوظيف الكامل فإن معدل البطالة السائد يكون‬
‫أكبر أو أقل من معدل البطالة الطبيعي‪ ،‬أي أنه عندما تسود حالة االنتعاش يكون معدل‬
‫البطالة السائد أقل من معدل البطالة الطبيعي‪ ،‬أما في حالة االنكماش فإن معدل البطالة‬
‫السائد يكون أكبر من معدل البطالة الطبيعي و بذلك تعم البطالة الدورية‪.‬‬
‫‪ -1‬عوامل انتشار ظاهرة البطالة في الجزائر‪:‬‬
‫ّ‬
‫اإلفريقية املزدحمة بالسكان‪ ،‬وهي من أكبر‬ ‫تعد الجزائر إحدى الدول‬‫أسباب البطالة في الجزائر ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫واإلفريقية مساحة‪ ،‬حيث يتركز اقتصادها على قطاع النفط (املحروقات)‪،‬‬ ‫الدول العربية‬
‫واعتماده كوسيلة أولية لتمويل إيرادات الدولة‪ ،‬ويتراوح ّ‬
‫معدل البطالة في البالد العربية حوالي‬
‫‪ ،%11‬بينما ترتفع نسبة البطالة في الجزائر إلى حوالي ‪ %13‬وذلك حسب إحصائيات عام‬
‫‪ ،2313‬كما ّ‬
‫تتعدد أسباب ظهور البطالة في الجزائر وتتفاوت من مجتمع آلخر‪ ،‬وتعود مشكلة‬
‫البطالة فيها إلى العوامل اآلتية(‪:)18‬‬
‫ّ‬
‫خارجية‪:‬‬ ‫‪ ‬عوامل‬
‫ّ‬
‫هي مجموعة العوامل التي ال دخل للدولة بها ومنها ‪:‬قلة الوظائف وفرص العمل؛ بسبب الزيادة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫الكبيرة في عدد السكان مقارنة بالوظائف التي توفرها الدولة ‪.‬الركود واالنكماش االقتصادي‪،‬‬
‫أزمات مالية في حال انخفاض أسعار النفط واملحروقات؛ وذلك بسبب تركز‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫والتعرض إلى‬
‫اقتصادها على قطاع النفط‪ ،‬وجعله الطريقة الوحيدة كمصدر ريع للدولة ‪.‬قلة تمويل املشاريع‬
‫ّ‬
‫النمو االقتصادي في الدول الصناعية ‪.‬تأثر إيرادات خزينة‬ ‫ّ‬
‫االقتصادية لزيادة إنتاجيتها‪ ،‬وتراجع‬
‫ّ‬
‫متعددة‪ ،‬وبالتالي عدم‬ ‫تعرض الدولة ألزمات ّ‬
‫مالية‬ ‫الدولة بتغير أسعار النفط؛ وهذا أدى إلى ّ‬
‫قدرة الدولة على االستمرار في تمويل املؤسسات التي كانت قائمة عليها‪.‬‬
‫ّ‬
‫داخلية‪:‬‬ ‫‪ ‬عوامل‬
‫ّ‬
‫هي مجموعة العوامل التي تؤثر على اإلنتاج‪ّ ،‬‬
‫وتؤدي إلى البطالة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‬
‫ومنها ‪:‬التباين في التوزيع الجغرافي للسكان‪ ،‬حيث تتفاوت بعض املناطق في توزيع السكان‪ ،‬كما‬
‫تتزايد نسبة البطالة في املناطق التي تحتوي على ّ‬
‫تجمعات سكانية أكثر من املناطق التي يقل فيها‬
‫نسبة عدد السكان‪ ،‬وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الطلب على الخدمات االجتماعية وفرص‬
‫مما ّ‬
‫يؤدي إلى زيادة الضغط على اإلنتاج واختالل سوق العمل ‪.‬قلة التنسيق بين سوق‬ ‫العمل؛ ّ‬
‫العمل ومخرجات التكوين سواء الجامعي أو املنهي والتعليم‪ ،‬باإلضافة إلى احتياجات العمل‪،‬‬
‫إن هناك تراجع في عائد التعليم بسبب عدم التنسيق بين التعليم والتوظيف؛ وذلك‬ ‫حيث ّ‬
‫ّ‬
‫نتيجة تولي مناصب عمل دون مراعاة التخصصات التعليمية التي تتبع في الغالب نفس طريقة‬
‫يؤدي إلى زيادة عدد الخريجين عن سوق العمل‪ ،‬ووجود‬ ‫مما ّ‬ ‫نمط التعليم دون أن ّ‬
‫تطوره‪ّ ،‬‬
‫فائض في عدد الخريجين في تخصصات دون األخرى ‪.‬صعوبة وجود كفاءات معينة ذات خبرات‬
‫ومهارات مطلوبة من األيدي العاملة للحرف والصناعات املوجودة ‪.‬عزوف الشباب عن‬
‫ّ‬
‫التنمية‪ ،‬وتفضيلهم للنشاط التجاري‬ ‫االستثمار املولد ملناصب العمل التي من شأنها أن ترفع من‬
‫الذي ال ينشأ عنه مناصب عمل كثيرة؛ وذلك بسبب عدم تقديم الدولة ألي مساعدات مالية أو‬
‫ّ‬
‫اجتماعية‬ ‫قروض بنكية ملساعدة الشباب على االستثمار الجيد ‪.‬طريقة التفكير نتيجة لعوامل‬
‫ّ‬
‫وثقافية‪ ،‬والتي تنشأ عن تفضيل العمل املأجور على غيره‪ ،‬مما يؤدي إلى إضعاف روح املبادرة‬
‫واملنافسة بين الشباب ‪.‬ضعف الحركة والنقل في بعض املناطق الجنوبية والهضاب العليا في‬
‫يؤدي إلى رفض فرص عمل‪ ،‬أو عدم تلبية بعض‬ ‫الدولة؛ وهذا يعود إلى العامل الجغرافي الذي ّ‬

‫عروض العمل التي تأتي من خارج املنطقة ‪.‬اللجوء إلى سياسة العقد في العمل مما يؤدي إلى‬
‫عدم توفر عمل بشكل دائم ‪.‬تعرض بعض املؤسسات االقتصادية لإلفالس؛ نتيجة ضعف نمو‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبالتالي ّ‬
‫يؤدي إلى زيادة تكاليف إنتاجها ويؤثر على العامل ويؤدي إلى‬ ‫ّ‬ ‫املشاريع‬
‫تصريحه من العمل إما بشكل جزئي أو كلي ‪.‬‬
‫‪ -1‬آليات الحد من تفاقم البطالة‬
‫تعتتد البطالتتة باعتبارهتتا ظتتاهرة عامليتتة متتن بتتين أهتتم وأخطتتر املشتتكالت التتتي تعتتاني منهتتا‬
‫معظتتم التتنظم االقتصتتادية فتتي العتتالم بتتالنظر آلثارهتتا الستتلبية فتتي مختلتتف مجتتاالت و نتتوا ي الحيتتاة‬
‫االقتصت تتادية و االجتماعيت تتة و الثقافيت تتة وحتت تتى السياست تتية األمت تتر الت تتذي جعت تتل منهت تتا محت تتل اهتمت تتام‬
‫الحكومات التي عملت من خالل مختلتف وستائلها و إمكانياتهتا علتى إيجتاد الحلتول التتي متن شتانها‬
‫أن تعم ت ت تتل عل ت ت تتى خفت ت ت تتض نس ت ت تتب البطال ت ت تتة ومع ت ت ت تتدالتها والتخفي ت ت ت تتف م ت ت ت تتن ح ت ت ت تتدة أثاره ت ت ت تتا‪.‬‬
‫وتعتتد دول العتتالم الثالتتث متتن أكثتتر دول العتتالم التتتي تعتتاني متتن ارتفتتاع معتتدالت البطالتتة ويرجتتع‬
‫الستتبب فتتي هتتذا إلتتى قصتتور النمتتو االقتصتتادي عتتن مالحقتتة النمتتو الستتكاني وكتتذا جتتز املتتدخرات‬
‫املحليتتة عتتن تمويتتل االستتتثمارات الالزمتتة لتتتوفير فتترص العمتتل األمتتر التتذي دفتتع بهتتا إلتتى دق نقتتوس‬
‫الخطتتر و العمتتل علتتى وضتتع بترامج واليتتات و استتتراتيجيات بغيتتة التقليتتل متتن أثارهتتا علتتى اعتبتتار أن‬
‫ارتفتتاع نس تتبها إل تتى هتتذه املس تتتويات س تتينعكس عليه تتا ستتلبا ويجعله تتا تع تتيمل فتتي دوام تتة م تتن املش تتاكل‬
‫(‪)19‬‬ ‫االقتص ت ت ت ت تتادية و االجتماعي ت ت ت ت تتة الت ت ت ت ت تتي ت ت ت ت ت تتؤدي إل ت ت ت ت تتى زعزع ت ت ت ت تتة اس ت ت ت ت تتتقراره السياست ت ت ت ت ت ي‪.‬‬
‫ومن بين اآلليات التي انتهجتها دول العالم الثالث بغية الحد من ظاهرة البطالة و حققت نجاحا‬
‫كبيرا نجد املؤسسات الصغيرة و املتوستطة فهتذه األخيترة قتد احتلتت مكانتة هامتة فتي مختلتف دول‬
‫الع تتالم س تتواء املتقدم تتة منه تتا أو الس تتائرة ف تتي النم تتو ب تتالنظر مل تتا له تتا م تتن أهمي تتة جوهري تتة ف تتي تنش تتيط‬
‫االقتصاد وتحقيق التطور الهيكلي والتقتدم ورعايتة االبتكتارات التكنولوجيتة ‪ ،‬ناهيتك عتن دورهتا‬
‫الب تتارز ف تتي مج تتال محارب تتة البطال تتة‪ ،‬فاملش تتروعات الص تتغيرة واملتوس تتطة تس تتاهم بش تتكل فع تتال ف تتي‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل تأثيرها علتى بعتض املتغيترات االقتصتادية الكليتة مثتل‬
‫إجم ت تتالي الن ت تتاتج املحل ت تتي‪ ،‬االس ت تتتهالك ‪ ،‬العمال ت تتة ‪ ،‬االدخ ت تتار واالس ت تتتثمار والص ت تتادرات ‪ ،‬إل ت تتى جان ت تتب‬
‫مس ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتاهمتها ف ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتي تحقيت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتق العدال ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة االجتماعي ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة واإلقليمي ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت ت تتة‪.‬‬
‫فاملؤسسات الصغيرة واملتوسطة بإمكانها أن تلعب دورا هامتا فتي التخفيتف متن حتدة البطالتة متن‬
‫خالل مساهمتها في توفير مناصب عمل جديدة‪ ،‬وإعادة إدماج العمال املسترحين متن املؤسستات‬
‫العموميتتة وبالتتتالي التخفتتيض متتن نستتب البطالتتة خاصتتة بعتتد عمليتتات الخوصصتتة التتتي تشتتهدها‬
‫الكثي تتر م تتن البل تتدان النامي تتة ف تتي إط تتار التع تتديالت الهيكلي تتة‪ .‬إل تتى جان تتب كونه تتا ق تتادرة عل تى اس تتتيعاب‬
‫العمال تتة غي تتر امل تتاهرة أو النص تتف م تتاهرة والت تتي تش تتكل النس تتبة الكبي تترة م تتن ق تتوة العم تتل ف تتي ال تتدول‬
‫النامية ‪ ،‬وبتكلفة منخفضة نسبيا‪.‬‬
‫واملؤكد إن البطالة داء خطير إذا أصاب اقتصاد أي بلد فانه حتما سوف يصيبه في مقتل فيما‬
‫لو غض الطرف عنه وتباطأ وتعثرت جهود الحد من انتشاره ومعالجته بشكل علمي مدروس‪.‬‬
‫وليس من املنطقي والعدل إن تلقي تبعات وتكاليف املعالجة على قطاع ما بعينه دون بقية‬
‫القطاعات األخرى حيث انه كما معروف في علم االقتصاد إن جميع القطاعات املنتجة للسلع‬
‫والخدمات بشقيها العام والخاص ترتبط بمصير مشترك تؤثر وتتأثر فيما بينها‪ .‬وعليه فان طرق‬
‫معالجة البطالة تتقاسمها جميع القطاعات دون استثناء الن الجميع تقع عليه واجبات‬
‫والتزامات كما لهم من حقوق‪) 20(.‬‬

‫إن مشكلة البطالة هي من اخطر املشكالت التي تواجه اقتصاديات العالم النامي‬
‫عموما واقتصاديات البلدان العربية خصوصا نظرا ملا لها من آثار سلبية خطيرة على املستويات‬
‫االقتصادية واالجتماعية واألمنية فعلى املستوى االقتصادي تفقد األمة عنصرا هاما من‬
‫عناصر التنمية أال وهو عنصر املوارد البشرية وذلك سواء من خالل تعطيل قدراتهم نتيجة‬
‫البطالة أو من خالل هجرتهم إلى الخارج أما على املستوى االجتماعي فان البطالة توفر األرض‬
‫الخصبة لنمو املشكالت االجتماعية وجرائم العنف والسرقة والقتل واالغتصاب واالنتحار ‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم التوصيات التي من شانها ان تجعل من عملية مكافحة البطالة امرأ ممكنا فيما‬
‫لو خلصت النية وتوفر القابلية على التضحية من اجل الجميع دون التركيز على املنافع والعوائد‬
‫الخاصة ومنها‪)21(:‬‬

‫‪ -‬يقوم عالج مختلف صنوف البطالة على إيجاد فرص عمل كافية يوظف فيها العاملون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قدراتهم ألقص ى حد بما يحقق كفاءة إنتاجيه عالية ومتزايدة من ناحية ويوفر كسبا مرتفعا‬
‫ً‬
‫ومتناميا يكفل إشباع الحاجات األساسية للناس في املجتمع وارتقاء مستوى لرفاه البشرى مع‬
‫الزمن من ناحية أخرى‪ .‬ويعنى هذا الهدف املركب خلق فرص عمل أفضل من املتاح حاليا على‬
‫جانبي اإلنتاجية والكسب على حد سواء وأكثر بكثير من املطلوب ملجرد مواجهة البطالة السافرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بحيث يمكن للمشتغلين فعال في أي نقطة زمنية االنتقال ألعمال أعلى إنتاجية وأوفر كسبا‪.‬‬

‫‪ -‬يتعين االرتقاء بنوعية رأس املال البشرى من خالل االستثمار املكثف فى التعليم والتدريب‬
‫املستمرين وفى الرعاية الصحية مع إبالء عناية خاصة للمستضعفين الفقراء والنساء حتى‬
‫يتأهل األفراد فى سوق العمل لفرص العمل األفضل‪ .‬وهذه مهمة تاريخية ليس لها إال الدولة‬
‫وعلى حد وفائها بهذه املهمة سيتحدد مدى خدمتها لغاية التقدم‪.‬‬

‫‪ -‬حيث ال ُيتوقع أن يتمكن رأس املال الكبير من خلق فرص العمل الكافية ملواجهة تحدى‬
‫ً‬
‫البطالة نظرا لتركيزه على األنشطة االقتصادية كثيفة رأس املال وخفيفة العمالة فيتعين توفير‬
‫البنية املؤسسية املواتية لقيام املشروعات الصغيرة بدور مهم فى خلق فرص العمل مع تخليق‬
‫تضافر فعال بين املشروعات الصغيرة وقطاع األعمال الحديث‪ .‬ويطلب تحقيق ذلك الهدف‪،‬‬
‫تمكين عموم الناس خاصة الفقراء من األصول اإلنتاجية باإلضافة إلى رأس املال البشرى‪ .‬ويأتي‬
‫على رأس القائمة االئتمان بشروط ميسرة واألرض واملاء فى املناطق الريفية حيث يعيمل أكثر‬
‫الفقراء‪ .‬كذلك يتعين توفيرا لبيئة القانونية واإلدارية لتسهيل قيام املشروعات الصغيرة ورعايتها‬
‫حيث تتسم هذه املشروعات بالضعف وارتفاع احتمال الفشل‪ .‬ويمثل ذلك التوجه ‪ -‬إن قام ‪-‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحوال جذريا في بيئة االستثمار الحالية التي توفر الحوافز كل الحوافز لرأس املال الكبير بينما‬
‫تترك املستثمر الصغير قليل الحيلة بالتعريف يرزح تحت ثقل أقس ى العوائق التمويلية واإلدارية‬
‫والتسويقية‪.‬‬

‫‪ -‬وقد تتطلب مكافحة البطالة ‪ -‬خاصة فى البداية ‪ -‬توفير فرص عمل من خالل اإلنفاق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحكومي على مشروعات البنية األساسية مما يحقق غرضا مزدوجا‪:‬‬

‫‪ ‬تشغيل مكسب للفقراء‪.‬‬


‫‪ ‬تحسين البنية األساسية والتي هي بحاجة لتطوير ضخم ومستدام‪.‬‬

‫‪-‬ويتضح من التوجهات املوص ى بها ضخامة العبء امللقى على الدولة ولن يقوم به طرف آخر‬
‫مما يثير مفارقة قوية بين الحد من دور الدولة في سياق إعادة الهيكلة الرأسمالية في إطار‬
‫سياسات التكيف الهيكلي من ناحية وبين مهام الدولة في حفز التنمية املولدة لفرص العمل‬
‫الكافية ملكافحة فعالة للفقر من ناحية أخرى‪ .‬وفى النهاية فإن بلوغ التوجهات اإلستراتيجية‬
‫السابقة غاياتها فى مكافحة البطالة يتطلب تغييرات مؤسسية بعيدة املدى فى البنية االقتصادية‬
‫والسياسية تشمل‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة كفاءة سوق العمل فى سياق تدعيم تنافسية األسواق عامة وضبط نشاطها فى إطار‬
‫من سيادة القانون التامة‪.‬‬
‫‪ ‬استقالل للقضاء على التبعية استقالل غير منقوص‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح الخدمة الحكومية وإقامة نظم فعالة للضمان االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬إصالح نظم الحكم لتصبح معبرة عن الناس بشفافية ومسئولة أمامهم بفعالية‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين وتقوية مؤسسات املجتمع املدني الجماهيرية بحق حتى يصبح لعموم الناس وللفقراء‬
‫خاصة صوت مسموع في الشأن العام‪.‬‬
‫‪ ‬دعم وتشجيع القطاع الخاص املحلي ليأخذ دوره في املشاركة في تقليل نسب البطالة عن‬
‫طريق مساهمته في خلق فرص عمل تتناسب وقدراته‪.‬‬
‫‪ ‬التوسع في برامج التدريب وإعادة التدريب والتأهيل للقوى البشرية العاملة وتلك التي تقف‬
‫في طابور البحث عن فرصة للعمل‪.‬‬
‫‪ ‬االرتقاء بمستوى التعليم والصحة واإلسكان والرعاية االجتماعية من خالل االستثمارات‬
‫املوجهة واملدروسة باتجاه البنية التحتية‪.‬‬
‫‪ ‬إصدار القوانين الخاصة بجذب االستثمار األجنبي مع مراعاة تحديد سبل ووسائل‬
‫االستثمار األجنبي بحيث ال تؤدي الى نتائج ضارة وسلبية على االقتصاد حيث إن رأس املال‬
‫األجنبي ال يهتم إال بتحسين مستويات عوائده الربحية سواء عن طريق االستفادة من‬
‫االمتيازات املمنوحة له أو من خالل مساهماته في تهريب رؤوس األموال إلى الخارج دون‬
‫إعادة استثمارها من جديد في اقتصاد الدولة املضيفة‪ .‬فضال عن دور رأس املال األجنبي‬
‫الذي يعمل وفق أجندته التي تكفل له حماية عوائده املتحققة فضال عن سياساته‬
‫التشغيلية من خالل استخدام العمالة الخارجية التي تتسم بالكفاءة املتطورة واالبتعاد‬
‫عن استخدام العمالة املحلية إال في حدود العمل الغير ماهر األمر الذي يضعف من إمكانية‬
‫استفادة العمالة املحلية من تطوير إمكانياتها‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على وضع قاعدة معلومات حديثة للقوى العاملة تشتمل على التصنيفات‬
‫ً‬
‫والتفريعات األساسية‪ ،‬وذلك نظرا ألهميتها في تسهيل عملية البحث العلمي‪ ،‬ولدعم دقة‬
‫نتائجه في تمثيل الواقع ووصفه وتقييمه‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬نظرا الرتفاع نسبة تمثيل املرأة في التركيبة السكانية ومحدودية خيارات العمل املتاحة لها‬
‫في الوقت الراهن يتعين إتاحة الفرصة أمامها بشكل أكبر لإلسهام في قوة العمل وذلك من‬
‫خالل توسيع مجاالت نطاق عمل املرأة وتنويعها وعدم حصرها في مهن محددة‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ اإلجراءات املناسبة لتسهيل حركة انتقال األيدي العاملة من مهنة إلى أخرى ‪ ،‬وإزالة‬
‫ما يعترض هذه الحركة من صعوبات تتعلق باعتبارات اجتماعية أو نفسية معينة أو‬
‫إدارية‪ ،‬و تحقيق نمو متوازن في نسب العمالة الوطنية في جميع املناطق بإتباع سياسة‬
‫مناسبة لتوطين الصناعة وفق ظروف كل منطقة‪.‬‬
‫‪ ‬اتخاذ اإلجراءات والوسائل لزيادة عائد الصادرات و تجنب التقلبات العنيفة في هذا العائد‬
‫و تشجيع االستعانة برأس املال األجنبي ووضع التسهيالت املناسبة له حتى ال تتعرض‬
‫سياسات العمالة إلى صعوبات تؤدي إلى فشلها نتيجة اختالل في ميزان املدفوعات في‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬وأخيرا فان مستوى حجم االستثمارات و بالتالي مدى سرعة التغلب على البطالة أو مدى‬
‫امتصاص العاطلين يتوقف على مدى كفاية رأس املال الالزم لحجم االستثمارات املطلوبة‬
‫و اتخاذ الوسائل الكفيلة بتقييد االستهالك وإعادة توزيعه بحيث تتجه كل زيادة ممكنة‬
‫من الناتج القومي إلى االستثمار ‪ ،‬و في مقدمة هذه الوسائل إتباع سياسة مالية فعالة و‬
‫سياسة هادفة لألجور وسياسة إدارية حازمة‪.‬‬
‫فإن من أهم آليات الحد من تفاقم ظاهرة البطالة في الجزائر هو العمل على تطوير‬ ‫ومنه ّ‬
‫ّ‬
‫والزراعية وتوسيعها بشكل أفضل في العمل‪ ،‬وعدم‬ ‫ّ‬
‫واالقتصادية‬ ‫ّ‬
‫اإلنتاجية األخرى‬ ‫القطاعات‬
‫ناحية ّ‬
‫ثانية التنسيق بين‬ ‫ناحية‪ ،‬ومن ّ‬
‫االرتكاز فقط على النفط كمصدر ريع للدولة هذا من ّ‬
‫نظام التعليم وسوق العمل‪ ،‬وذلك الستيعاب التخصصات املطلوبة والعمل على تشغيل املنفعة‬
‫ّ‬
‫العالية من خالل وضع برنامج معين يتيح لكافة العمال العاطلين‬ ‫العامة من الكثافة السكا ّنية‬
‫ّ‬
‫وتنمية‬ ‫بالعمل واإلنتاج في سوق العمل‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك مساعدة الدولة على تشجيع الشباب‬
‫روح املبادرة لديهم من خالل تقديم قروض ّ‬
‫بنكية ومساعدات للقيام بمشاريع استثمارية‬
‫ّ‬
‫التنمية‪.‬‬ ‫واملساعدة في رفع‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تعد مشكلة البطالة كما أوضحنا في البحث واحدة من أخطر املشكالت التي تواجه‬
‫ً‬
‫املجتمعات العربية‪ ،‬كما تعتبر أيضا أحد التحديات التي يجب على الدول العربية االنتباه لها‬
‫حاليا ‪ .‬حيث يتوجب عليها أن تسرع في العمل على إيجاد السياسات و االستراتيجيات التي‬
‫يمكن من خاللها مواجهة هذه املشكلة حتى ال تتفاقم املشكالت املترتبة عليها‪ .‬وعليه وجتب‬
‫ضرورة اتخاذها التدابير التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬السعي لتحقيق التعاون والتكامل االقتصادي العربي ‪.‬‬
‫‪ -‬ربط البرامج التعليمية والتدريبية في الدول العربية باحتياجات سوق العمل بها‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بالصناعات الصغيرة والحرف اليدوية و التي من شأنها استقطاب عدد كبير‬
‫من اليد العاملة إذا ما لقيت الدعم الالزم من طرف الحكومات العربية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير رؤوس األموال و ذلك من خالل اعتماد إستراتيجية عربية موحدة السترداد األموال‬
‫العربية املهاجرة‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة بعث نشاط لجان الزكاة لتمويل بعض املشروعات الفردية الخاصة و التي من شأنها‬
‫التقليل من أزمة البطالة‪.‬‬

‫قائمة اإلحاالت والهوامش‪:‬‬


‫(‪)1‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ :‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار املسيرة للنشر والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪2333‬م‪ ،‬ص ‪.032‬‬
‫(‪)2‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.030‬‬
‫(‪)3‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.030‬‬
‫(‪)4‬رمزي زكي‪ :‬االقتصاد السياس ي للبطالة‪ ،‬مجلة عالم املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،220‬الكويت‪ ،‬أكتوبر ‪333.‬م‪،‬‬
‫ص ‪.03‬‬
‫(‪)5‬بشير الدباغ وعبد الجبار الجرمود‪ ،‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪2330 ،1‬م‪ ،‬ص ‪.031‬‬
‫(‪)6‬صارة شريفي ومحمد حداد‪ :‬دراسة تحليلية لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة ( ‪– 1300‬‬
‫‪231.‬م)‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬املجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪2310‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )7‬فاطمة نيميزار‪ :‬دور سياسة التشغيل في التخفيض من البطالة في الجزائر‪ ،‬مجلة مقاالت‬
‫ومحاضرات صادرة عن مخبر البحث ‪ ،LANCOMNET‬العدد ‪2311 ،0‬م‪ ،‬ص ‪.11.‬‬
‫( ‪ )8‬صارة شريفي ومحمد حداد‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫(‪ )9‬سليم مجلخ‪ :‬محددات البطالة في الجزائر‪ :‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم اإلنسانية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪2310‬م‪.01 ،‬‬
‫( ‪ )10‬سليم مجلخ‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.00 – 02‬‬
‫( ‪ )11‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪12‬‬
‫( ) املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫ّ‬
‫الهيكلية واملحبطة منها‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬ ‫(‪ )13‬البشير عبد الكريم‪ :‬تصنيفات البطالة ومحاولة قياس‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬العدد (‪2331 ،)31‬م‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫(‪ )14‬بشير الدباغ وعبد الجبار الجرمود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.030‬‬
‫(‪ )15‬رمزي زكي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫(‪ )16‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫(‪ )17‬بشير الدباغ وعبد الجبار الجرمود‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.003‬‬
‫ّ‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪2331 ،‬م‪ ،‬ص ‪.110‬‬ ‫(‪ )18‬علي عبد الرزاق جلبي‪ :‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار املعرفة‬
‫ّ‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪2330 ،‬م‪ ،‬ص ‪.0.1‬‬ ‫(‪ )19‬مصطفى عمر حمادة‪ :‬دراسات في علم السكان‪ ،‬دار املعرفة‬
‫(‪ )20‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ :‬الفقر واملجتمع‪ ،‬دراسة في علم االجتماع‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪233. ،‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )21‬رمزي زكي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬ص‪.230-230 ،‬‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫(‪ )1‬مصطفى خلف عبد الجواد‪ :‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار املسيرة للنشر والطباعة‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪2333‬م‪.‬‬
‫(‪ )2‬رمزي زكي‪ :‬االقتصاد السياس ي للبطالة‪ ،‬مجلة عالم املعرفة‪ ،‬العدد ‪ ،220‬الكويت‪ ،‬أكتوبر ‪133.‬م‪.‬‬
‫(‪ )0‬بشير الدباغ وعبد الجبار الجرمود‪ :‬مقدمة في االقتصاد الكلي‪ ،‬دار املناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫ط‪2330 ،1‬م‪.‬‬
‫(‪ )1‬صارة شريفي ومحمد حداد‪ :‬دراسة تحليلية لظاهرة البطالة في الجزائر خالل الفترة (‪-1300‬‬
‫‪231.‬م)‪ ،‬مجلة دراسات اقتصادية‪ ،‬املجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪2310‬م‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫(‪ )1‬فاطمة نيميزار‪ :‬دور سياسة التشغيل في التخفيض من البطالة في الجزائر‪ ،‬مجلة مقاالت‬
‫ومحاضرات صادرة عن مخبر البحث ‪ ،LANCOMNET‬العدد ‪2311 ،0‬م‪ ،‬ص ‪.11.‬‬
‫(‪ )0‬سليم مجلخ‪ :‬محددات البطالة في الجزائر‪ :‬دراسة تطبيقية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم‬
‫اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬املجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪2310‬م‪،‬‬
‫ّ‬
‫الهيكلية واملحبطة منها‪ ،‬مجلة اقتصاديات‬ ‫(‪ ).‬البشير عبد الكريم‪ :‬تصنيفات البطالة ومحاولة قياس‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬العدد (‪2331 ،)31‬م‪.‬‬
‫ّ‬
‫الجامعية‪ ،‬مصر‪2331 ،‬م‪.‬‬ ‫(‪ )0‬علي عبد الرزاق جلبي‪ :‬علم اجتماع السكان‪ ،‬دار املعرفة‬
‫ّ‬
‫(‪ )3‬مصطفى عمر حمادة‪ :‬دراسات في علم السكان‪ ،‬دار املعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪2330 ،‬م‪.‬‬
‫(‪ )13‬حسين عبد الحميد أحمد رشوان‪ :‬الفقر واملجتمع‪ ،‬دراسة في علم االجتماع‪ ،‬مؤسسة شباب‬
‫الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪233. ،‬م‪.‬‬

You might also like