النص السند

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫النص السند‪" :‬األساس التاريخي للوعي"‪ .‬ك‪.‬ماركس وف‪.

‬انجلس‬
‫‪:‬مدخل إشكالي ***‬
‫تخلص‪ :‬كشف النقد السابق عن مبررات العتراضات جذرية *‬
‫‪:‬تجاه التناول العقالني الميتافيزيقي إلشكالية اإلنية اإلنسانية‬
‫إن اختزال اإلنية اإلنسانية في ماهية كلية ثابتة وأزلية هي النفس ‪-‬‬
‫العاقلة أو بعبارة أخرى الذات الواعية واعتبار الجسد آخر يجب‬
‫إقصاؤه خارج تلك الماهية باعتباره جسما ماديا يتوقف عند حدود‬
‫البقاء العضوي وتتم إدانته كمصدر أخطاء وأوهام‪ ،‬لم يجد وجاهته‬
‫في الفكرالمعاصروالسيما التحليل النفسي مع فرويد عندما بين أن‬
‫إنية اإلنسان تكمن في الجسد أي هذا اآلخر كمنظومة من الغرائز‬
‫التي تقف بشكل غير واع وراء األحاسيس واألفكار والقرارات‬
‫خارج إطار الوعي وسيادة األنا مم يعني أن اإلنية اإلنسانية غيرية‬
‫قوامها الكثرة والتغير واالختالف والغريزة والالوعي وليس الوحدة‬
‫‪.‬والثبات والتماثل والعقل‬
‫إن هذا التظنن يتوسع أكثر ويزداد حدة عند مالحظة الغياب التام ‪-‬‬
‫للتاريخ كآخر في فهم اإلنية اإلنسانية وتعريفها‪ .‬فما يقدم على أنه‬
‫خصائص كلية توحد بين جميع الناس يكون في صيغة ماهية سمتها‬
‫الوحدة والثبات خارج إطار العالقة بالعالم االجتماعي وبالغير وما‬
‫تشهده تلك العالقة من تغير عبر الزمن يكون منتجا الختالفات‬
‫ثقافية واجتماعية واقتصادية تحدد معالم بنية المجتمع وطبيعة‬
‫العالقات بين األفراد وطبيعة أشكال الوعي والسلوك‪.‬إن هذا الغياب‬
‫للتاريخ في فهم اإلنية اإلنسانية والكيفية التي ينبغي اعتمادها في‬
‫‪:‬مقاربة العالقة بين اإلنسان والتاريخ ال يخلوان من إشكال‬
‫فهل من المشروع الحديث عن إنية قوامها خصائص كلية تتسم =‬
‫بالوحدة والثبات بالنسبة إلى إنسان يوجد في سياق تاريخ قوامه‬
‫التغير واختالف الخصوصيات االقتصادية والسياسية والفكرية؟‬
‫وهل أن التاريخ بما تتضمنه عصوره خصوصيات اقتصادية =‬
‫وسياسية وفكرية وبتحوالته السريعة هو نتاج وعي البشر بما‬
‫ينشئونه من تصورات ويتخذونه من قرارات ويحددونه من غايات؟‬
‫‪:‬اإلشكالية**‬
‫هل يحدد الواقع االجتماعي في سياق التاريخ كنتاج لوعي البشر؟‬
‫أم أن وعيهم نتاج لواقعهم االجتماعي؟ وماذا يترتب عن هذا‬
‫التعارض من تبعات على مستوى فهم اإلنية اإلنسانية‪ :‬هل يبقى من‬
‫الممكن القول إنها ذات واعية تحدد التاريخ كنتاج لمقاصدها؟ أم‬
‫إنها نتاج اجتماعي يحدده التاريخ كآخر مستقل عن وعيها‬
‫وإرادتها؟‬
‫أطروحة الكاتب‪ :‬إن إنية األفراد والكيفية التي بها يفكرون **‬
‫ويحيون هي نتاج غيرية مستقلة عن وعيهم وإرادتهم تتمثل في‬
‫الواقع االجتماعي كآخر يتحدد انطالقا من درجة تطور النشاط‬
‫‪.‬االقتصادي المادي الذي يقوم عليه‬
‫االطروحة المستبعدة‪ :‬نقد التصورين الديكارتي والهيقلي االول **‬
‫يحدد ماهية االنسان عبر الوعي المطلق بينما الثاني فيرى ان‬
‫‪.‬الوعي هو الذي يحدد الحياة المادية‬
‫‪:‬نظام البرهنة*‬
‫‪:‬في الوعي كلغة للواقع المادي ‪-‬‬
‫‪:‬اإليديلوجيا بما هي وعي مقلوب للواقع‪-‬‬
‫************************************‬
‫‪:‬التحلـيـل ***‬
‫قد يبدو للوهلة األولى أن التاريخ ليس إال حركة خطية ‪1 -‬‬
‫للزمان تتعاقب في نطاقها األحداث االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسية والثقافية كنتاج إلرادة البشر ومقاصدهم الواعية‪،‬‬
‫فالتاريخ في حدوثه ومعناه هو من صنع اإلنسان مما يعني أمه ليس‬
‫آخر بالنسبة إليه بل مماثل له لكونه نتاجا لما أراده وخطط له‬
‫وفعله‪.‬إن هذا الفهم في نضر ماركس مثالي ميتافيزيقي لكونه يجعل‬
‫من اإلنسان كائنا مجردا يتعالى على التاريخ فيحدده دون أن يتحدد‬
‫به و يعزل تصوراته عن الواقع االجتماعي و نشاط الناس المادي ‪.‬‬
‫لذلك يتعين دحضه و تجاوزه نحو فهم مادي للتاريخ يقارب كحركة‬
‫تتحدد انطالقا من شروط موضوعية اقتصادية و تطبيقية مستقلة‬
‫عن وعي اإلنسان مما يعني قلبا للعالقة بين اإلنسان و التاريخ‬
‫حيث يصبح اإلنسان في أنيته نتاجا للتاريخ كآخر يسهم في إنتاجه‬
‫‪:‬دون وعي واضح به و تحكم حقيقي في مساره‬
‫إن الفهم المادي للتاريخ كما يقترحه كارل ماركس يعني اإلقرار ‪-‬‬
‫بأسبقية الممارسة العملية عل أشكال الوعي في تحديد طبيعة‬
‫الواقع االجتماعي وشبكة العالقات التي تقوم بين اإلنسان و‬
‫اإلنسان في نطاقه و أشكال الوعي األخالقي و الديني و السياسي و‬
‫الفني و الفلسفي التي بها يتمثلون ذلك الواقع ويفهمونه‪ .‬وتعني‬
‫الممارسة في هذا السياق الماركسي العالقة بين البشر و الطبيعة‬
‫من جهة وفيما بينهم من جهة أخرى في نطاق اإلنتاج االقتصادي‪.‬‬
‫فكل مجتمع يقوم على قاعدة اقتصادية مهما كانت بساطتها أو‬
‫تعقيدها تتحدد انطالقا من طبيعة القوى المادية و البشرية المعتمدة‬
‫في اإلنتاج االقتصادي وطبيعة عالقات الملكية التي تقترن بها ‪.‬‬
‫فنعد تحليل طبيعة القاعدة االقتصادية التي قام عليها المجتمع‬
‫اليوناني أو الروماني القديم يمكن االنتباه إلى أنه يتأسس على‬
‫ممارسة إنتاجية قوامها قوة إنسانية أساسية تتمثل في العبيد (في‬
‫عالقة باألرض و األدوات المادية ) ‪ .‬وهذه القوة اإلنتاجية اقترنت‬
‫بعالقات ملكية تمثلت في ملكية السادة للعبيد و لبقية وسائل اإلنتاج‬
‫مما جعل المجتمع طبقيا ينقسم إلى طبقتين متناقضتين المصالح‬
‫وهما طبقة السادة و طبقة العبيد ‪ .‬أما عند تحليل طبيعة القاعدة‬
‫االقتصادية للمجتمع األوربي الحديث ابتداء من القرن السابع‬
‫عشر ‪ ,‬فيمكن مالحظة أن هناك تغيرات قد طرأت على مستوى‬
‫قوى اإلنتاج المادية حيث فقدت األرض و األقنان دورهم اإلنتاجي‬
‫األساسي لفائدة النشاط التجاري والمالي ثم الصناعي‪ ،‬إنه عصر‬
‫المال واآللة فكان ذلك منطلق تغير من نمط إنتاج إقطاعي إلى آخر‬
‫رأسمالي أصبح في حاجة إلى قوة إنتاج جديدة هم العمال‪ .‬عندئذ‬
‫انقسم المجتمع طبقيا إلى بورجوازية تملك الرأسمال وإلى عمال‬
‫أجراء‪ .‬ويتضح من خالل ما تقدم أن طبيعة قوى اإلنتاج‬
‫االقتصادي هي التي تحدد بنية المجتمع الخاصة وتركيبته الطبقية‪.‬‬
‫إن هذه الممارسة المادية التي تشكل قاعدة المجتمع االقتصادية هي‬
‫‪".‬ما يسميه ماركس" البنية التحتية‬
‫إن الممارسة العملية كعالقة اقتصادية إنتاجية بين البشر والطبيعة ‪-‬‬
‫من جهة وفيما بينهم من جهة أخرى هي التي تحدد اإلطار‬
‫الموضوعي لنشأة أشكال الوعي واإلنتاج الفكري في المجتمع‪ ،‬من‬
‫هنا يتجاوز كل من ماركس وأنجلس التناول الميتافيزيقي المثالي‬
‫الذي يعتقد أن البشر بوعيهم وبقيمهم وقراراتهم وأفعالهم الواعية‬
‫هم الذين يحددون الواقع االجتماعي ويغيرون التاريخ‪ .‬يقول‬
‫ماركس‪ «:‬إن التمثالت والتفكير وعالقات البشر تظهر هنا أيضا‬
‫كانبثاق مباشر لسلوكهم المادي‪ ».‬ويضيف في موقع آخر‪ «:‬ليس‬
‫وعي األفراد هو الذي يحدد وجودهم بل وجودهم االجتماعي هو‬
‫»‪.‬الذي يحدد وعيهم‬
‫يتضح مما سبق أن الجدلية التي تحكم حركة التاريخ كآخر =‬
‫‪.‬بالنسبة إلى اإلنسان من وعيه وسيادة إرادته‬
‫إن أشكال الوعي بمختلف مجاالتها ومضامينها التي تؤلف ما ‪2-‬‬
‫يسميه ماركس"البنية الفوقية" ليست تصورات مفككة ومتناقضة بل‬
‫تؤلف رؤية منسجمة للعالم تمكن الناس من التفسير والفهم والتبرير‬
‫واتخاذ القرارات وتحديد التصورات‪ .‬إن هذه الرؤية للعالم التي‬
‫تسود في مجتمع ما أثناء لحظة معينة من التاريخ تعبير عن طبيعة‬
‫اإلنتاج االقتصادي لذلك المجتمع وبنيته الطبقية وصراع المصالح‬
‫داخله هي ما يسميه ماركس اإليديولوجيا‪ .‬غير أن اإليديولوجيا في‬
‫نظره ترتبط بوعي زائف يعوق األفراد عن فهم واقعهم االجتماعي‬
‫على نحو موضوعي لتكرس خضوعهم للقوى المهيمنة اقتصاديا‬
‫‪: .‬في ذلك المجتمع خدمة لمصالحها‬
‫إن وظيفة اإليديولوجيا مزدوجة تجمع بين فهم الواقع على ‪-‬‬
‫مستوى ذهني وتوجيه الممارسة على مستوى عملي بواسطة‬
‫منظومة من التصورات والقيم‪ .‬كتب عالم االجتماع الفرنسي‬
‫ريمون أرون في تعريف اإليديولوجيا‪ «:‬هي نسق شمولي من‬
‫التصورات تمكن من تأويل العالم التاريخي والسياسي‪ ».‬وأضاف‬
‫المؤرخ ماكسيم رودنسون‪ «:‬إن وظيفتها هي إعطاء توجيهات‬
‫‪.» .‬عملية لألفراد والجماعات‬
‫إن اإليديولوجيا بوظيفتها النظرية والعملية هي منطلق وعي ‪-‬‬
‫زائف يشوه فهم الناس لواقعهم ألنها تخفي عنهم وظيفتها الحقيقية‬
‫وهي تبرير مصالح قوى الهيمنة في المجتمع‪ .‬فهي تخفي عنهم أنها‬
‫تعبير عن واقع المجتمع بممارساته االقتصادية وصراعاته الطبقية‬
‫ليتوهموا أنها نتاج إلبداع الناس واختياراتهم الحرة‪ ،‬فيكون تبعا‬
‫لذلك واقعهم االجتماعي نتاجا لوعيهم‪.‬هذا اإلخفاء هو ما يكشفه‬
‫النقد الماركسي‪.‬بناءا على ما سبق يمكن فهم المماثلة التي عقدها‬
‫ماركس بين اإليديولوجيا من جهة وآلة التصوير واإلبصار في كل‬
‫من الغرفة المعتمة آللة التصوير وشبكية العين‪ .‬فكما أن آلة‬
‫التصوير التصور والعين التبصر إال بقلب األشياء في كل من‬
‫الغرفة المعتمة والشبكية فإن اإليديولوجيا أن تنتج وعيا بالواقع إال‬
‫بقلب العالقة بينهما فيبدو الوعي منتجا للواقع والحال أنه نتاج له‬
‫‪.‬ومحدد به‬
‫‪:‬رهانات النص‪ :‬ما تم كسبه**‬
‫‪:‬نظريا*‬
‫اكتشاف التالزم الوثيق بين الوعي والزيف مم يوجب التخلي عن ‪-‬‬
‫المطابقة بين الوعي والمعرفة‪ .‬فاإليديولوجيا السائدة التي تؤطر‬
‫تصورات الناس وقيمهم وممارساتهم تخفي عنهم شروطها‬
‫االقتصادية واالجتماعية الموضوعية وتوهمهم أنها مستقلة والحال‬
‫أنها نتاج شروط مستقلة عن إرادتهم وتبرر مصالح الطبقة المهيمنة‬
‫‪.‬اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا‬
‫ال توجد إنية ثابتة بل هي تتشكل في إطار آخر مستقل عنها هو ‪-‬‬
‫التاريخ المادي لتكون إنية متحولة دوما وفي تشكل متواصل‬
‫‪.‬وموسومة باالختالف‬
‫عمليا ‪ :‬التاريخ اليتحدد باإلنسان وال من أجل اإلنسان بل هو *‬
‫مسار يتحدد انطالقا من اإلنتاج االقتصادي وصراع الطبقات دون‬
‫‪.‬بواعث وال غايات‬

You might also like