Professional Documents
Culture Documents
السلطات الإدارية في الجزائر
السلطات الإدارية في الجزائر
اﻟﺳﻧﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ2016-2015:
ﻣﻘدﻣﺔ :
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻧﻌﻛس ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺗطورات اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أﺻﺑﺣت ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺧﺎﺻﺔ ،وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ،ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﺗﻛر اﻟﻘطﺎﻋﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺗﺎرﻛﺔ ﻣﺟﺎﻻ ﺿﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻟﯾﺣدث اﻟﻌﻛس ﻣطﻠﻊ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﺑﺎﻧﺳﺣﺎب
اﻟدوﻟﺔ ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻏﯾﺎب أي
)(2
. ﺗدﺧل ﻟﻠدوﻟﺔ وﺗرك اﻟﻣﺟﺎل ﻵﻟﯾﺎت اﻟﺳوق اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﺗوازﻧﻪ
ﯾﺻﻌب ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ ﺗطﺑﯾق اﻟﻧظرﯾﺔ ﺣرﻓﯾﺎ ﺑﺣﻛم اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻷﻧﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز
ﺑﻬﺎ اﻷﻋوان اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﻠو ﺗرﻛت اﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ دون ﺿﺑط أو ﺗدﺧل ﻣن
طرف اﻟ دوﻟﺔ ﺳﺗﻧﺷﺄ ﻟوﺑﯾﺎت ﺗﺗﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﯾﺗﺣول اﻷﻣر ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎر اﻟﻌﻣوﻣﻲ إﻟﻰ
ﺷراﺳﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ،ﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﺗوﻟدت ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻣﺣدد ﻟﺣرﯾﺔ
اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم أوﻟﻰ واﺟﺑﺎت اﻟدوﻟﺔ).(3
أدى اﻟﺗوﺟﻪ ﻧﺣو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق إﻟﻰ ظﻬور ﻣﻔﻬوم ﺟدﯾد ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﻣﺗدﺧﻠﺔ إﻟﻰ
ﺿﺎﺑطﺔ ،وﺗزاﻣن ذﻟك ﻣﻊ إﺣداث ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻧﺟد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟذي اﺳﺗﺣدث ﻷول ﻣرة ﺑﻣوﺟب
-1ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم 12-89ﻣؤرخ ﻓﻲ 28ﻓﺑراﯾر ،1989ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻧﺷر ﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗور اﻟﻣواﻓق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺗﺎء
،1989/02/23ج ر اﻟﻌدد ،9ﺻﺎدر ﻓﻲ ،1989/03/01دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر ،2015 ،ص .247
-2وﻟﯾد ﺑوﺟﻣﻠﯾن :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،2015،ص .247
-3ﺗﯾورﺳﻲ ﻣﺣﻣد :اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﻪ ،2015،ص267
)(1
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟذي زود ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت وﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ﻣﻧﺣﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 06-95
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-03اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ).(2
ﺑﺣﻛم اﺧﺗﻼف دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧطﯾط واﻟﺗوﺟﯾﻪ .ﻛﻣﺎ
ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ اﻟﺣر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ،واﻟﺗﻧﺎﻓس وﻓق ﻗواﻋد
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧزﯾﻬﺔ وﺷﻔﺎﻓﺔ ،وﻧظ ار ﻟﺛﺑوت ﻓﺷل اﻟﻧظﺎم اﻟﺗدﺧﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ
أﺛر ﺗﻌﺎﻗب اﻷزﻣﺎت اﻻرﺗدادﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻫزت ﻛﯾﺎن اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﺗﻲ رﺗﺑت اﻧﻌﻛﺎﺳﺎت
وﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺳت ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،وأدت ﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم اﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟذي اﻧﻔﺟر ﻋﻘب
أﺣداث أﻛﺗوﺑر . 1988
اﻧﻌﻛﺳت ﻫﺎﺗﻪ اﻷزﻣﺎت واﻟﺿﻐوطﺎت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر أواﺧر اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت وﻣطﻠﻊ
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺗﺑﻧﻰ ﻣن طرف اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث ﺗم اﻟوﻗوع ﻋﻠﻰ
ﺧﯾﺎر اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ﻛطرﯾق ﻻ رﺟﻌﺔ ﻓﯾﻪ ،ﺑوﺿﻊ ﻗواﻋد ﺟدﯾدة ذات طﺎﺑﻊ ﻟﯾﺑراﻟﻲ ﺗﺧﺗﻠف
)(3
ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﺿﻐوطﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،واﻟﺻراع اﻟدوﻟﻲ ﻋﻣﺎ ﻫو ﻗﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ
اﻟﻣﺣﻣوم ﺑﯾن اﻟﻣﻌﺳﻛر اﻟﺷرﻗﻲ واﻟﻐرﺑﻲ ،اﻟذي اﻧﺗﻬﻰ ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻹﻧﺷﺎء ﻧظﺎم
اﻗﺗﺻﺎدي ﻋﺎﻟﻣﻲ واﺣد ﺑﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌوﻟﻣﺔ أو اﻟﺷﻣوﻟﯾﺔ ).(4
اﻗﺗﺿت ظﺎﻫرة ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد إﻟﻰ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺣواﺟز اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟدول) (5ﺑﻐﯾﺔ ﻓﺗﺢ
اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻧﺗﻘﺎل ﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﻧﺗﺎج ﺑدون ﻗﯾود أو ﻋراﻗﯾل ﯾﻣﻛن أن ﺗﺿﻌﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف
-1ﻗﺎﻧون رﻗم ،06-65ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1995ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،9ﻣﻠﻐﻰ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9ﻓﺑراﯾر
.1995
-2أﻣر رﻗم ،03-03ﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2003ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،43ﺻﺎدر ﻓﻲ 20ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2003
ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
-3ﻧزﻟﯾوي ﺻﻠﯾﺣﺔ":ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ :آﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ " ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ
اﻟوطﻧﻲ ﺣول "ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ"،أﯾﺎم 24-23ﻣﺎي ،2007ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ.
-4رﺣﻣوﻧﻲ ﻣوﺳﻰ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﯾﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري إو دارة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،
، 2013ص01
-5
اﻟدول ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻷﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطﻧﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي أدى ﺑﺎﻟدوﻟﺔ إﻟﻰ اﻻﻧﺳﺣﺎب اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻣن
اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋن طرﯾق اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻐرﺑﻲ ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾﻘول اﺣد
اﻟﻛﺗﺎب >> ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد ﺷﻛل اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد ﻟﻸﻣم اﻷﺧرى ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﯾراد اﻟﻧظﺎم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﺳﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻛﻠﻪ ،وﺑدون اﺣﺗﻼل اﻷراﺿﻲ أو اﺳﺗﺛﻣﺎر
رؤوس اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ<< ).(1
ﺗﺣﺗم ظﺎﻫرة ظﺎﻫرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل ﻋﻠﻰ اﻟدول اﺳﺗﯾراد أﺣداث اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻻﻧﺿﻣﺎم اﻟدول اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻗﺗﺻﺎد ﻣﻌوﻟم ﺑدون ﺣدود) ،(2وذﻟك ﻓﻲ ﺧﺿم ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﺗﻐﯾرات
واﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﻧﻌﻛﺳت ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث ﻗﺎﻣت
ﺑﺎﺳﺗﯾراد اﻟﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﻌد ﻣن ﻗﺑل اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻻﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻧﻣوذج اﻟﻐرﺑﻲ.
ﺗم اﺳﺗﺣداث ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻠﻔت ﺑﻣﻬﻣﺔ
ﺿﺑط ا ﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ أو
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،وذﻟك ﻷداء اﻟوظﺎﺋف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ
اﻟﺳﻠطﺎت ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟﻬﺎز اﻟدوﻟﺔ ،ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ
اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،ﺣﯾث ﺗﻌد آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إذ ﺗﻌﻛس اﻟﺗﺣول ﻣن
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ وﺻوﻻ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ .
ﻓﺈﻟﻰ أي ﻣدى ﯾﺳﺗﺟﯾب اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠدور
اﻟﻣﻧوط ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ إطﺎر ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﺣر ؟ .
1
-ODELMAS-Marty m :" la mondialisation du droit ,chances et risques "D.H , 1999 ,p46
2
-ZOUAIMIA Rachid : les autorités administratives indépendantes et la régulation cinimique
en Alger ,éditions Houma ,Alger,2005 ,p5
اﻟﻔﺻل اﻷول
ﺗ ﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺎت ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻛﺗﻔﻲ ﺑﻣﺟرد اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر إو ﻧﻣﺎ ﻟﻬﺎ دور رﻗﺎﺑﻲ ،ﺑﻔرض رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،وﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟﺿﺑطﯾﺔ ﻛﻠﻔت ﺑﺑﻌض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣن اﺧﺗﺻﺎص
اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺣﯾث ﺗم ﻧﻘل اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻫﻲ
ﻫﯾﺋﺎت وطﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻻ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻻ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻛس اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ) اﻟﻣﺑﺣث اﻷول ( ،ﻛﻣﺎ أﺳﻧد ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
اﺳﺗﺧﻠﻔت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻣﻬﻣﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ) اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ( .
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
ﯾﺷﻛل اﺳﺗﺣداث ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺗﻛرﯾس ﻟﺗوﺟﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺧطوات
ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻧﺣو اﻟﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺑﺎب اﻟﻣﻔﺗوح ،وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ،
وﺗﻌد ﺗﺟرﺑﺔ ﺟزاﺋرﯾﺔ ﻣﻘﺗﺑﺳﺔ ﻣن ﺗﺟﺎرب دول أﺧرى ،ﺳﺑﻘت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ
ﺗﻘﻠﯾص ﺗدﺧﻼت اﻟ دوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﻌوﯾﺿﻬﺎ ﺑﻬﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﻛﺗﻔﺎء اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟدور اﻟﺿﺑطﻲ ﻹﺣداث اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻟﻧزﯾﻬﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﻻ ﺗﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ إﻻ ﻣن أﺟل ﺗﺄطﯾر آﻟﯾﺎت اﻟﺳوق ﺑﻬدف ﻣراﻋﺎة ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم ،وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن واﻟزﺑﺎﺋن ) (1وﻛذا اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ .
-1ﺣﺳﯾن ﻧوارة "اﻻﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓ ﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ " ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ
ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ 24-23،
ﻣﺎي 2007
ﺗﻌد اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﺟﻬﺎز اﻟدوﻟﺔ
)(1
) اﻟﻣطﻠب اﻷول ( ﻧظ ار ﻟﻠﺳﻠطﺎت واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ظﻬرت ﻷول ﻣرة ﺳﻧﺔ 1990
اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ إﯾﺎﻩ اﻟﻣﺷرع ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣل إﺗﻔﺎق ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗﺳﺟﯾل ﺣﺎﻻت
ﺗﻧﺎزع ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص ،وأﻣﺎم ﺳﻛوت اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻻ ﯾﺳﻌﻧﺎ اﻷﻣر إﻻ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻪ
اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ) اﻟﻣطﻠب
اﻟﺛﺎﻧﻲ ( .
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺣﺗم اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﻣﺎم اﻟظروف واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت
إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻛﻠﻔت ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺿﺑط ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻏﯾﺎب ﻛﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺑﻘﻰ ﻫذﻩ
اﻷﺧﯾرة اﻟﺿﺎﻣن اﻟوﺣﯾد ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،واﻟذي ﻟم ﯾﻛن اﻧﺳﺣﺎﺑﻬﺎ إﻻ ﺗﻌﺑﯾ ار ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺔ
وﻣﺣﺗوى دورﻫﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي اﺳﺗدﻋﻰ إﻋﺎدة ﺗﻛﯾﯾف وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ
اﻟﺟدﯾد) ، (2ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزل ﻋن ﺑﻌض ﺳﻠطﺎت وﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم
إﻧﺷﺎؤﻫﺎ )اﻟﻔرع اﻷول( أﺛﺎرت ﺿﺑط ﻣﺻطﻠﺢ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺟدﻻ وﻧﻘﺎﺷﺎ ﺣول
ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ)اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( .
اﻟﻔرع اﻷول
-1ﻟﺑﺎد ﻧﺎﺻر :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دون دار اﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر ، 2001،ص
101
-2ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ص 247
ﯾﻌد ﻣﻔﻬوم ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻠق اﻹﺟﻣﺎع ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ،ﻟذا ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ اﻟﺟذور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أدت إﻟﻰ ﻧﺷﺄﺗﻬﺎ أول ﻣرة واﻟﺗﻲ ﻣﻬدت اﻟطرﯾق ﻟﻧﺷﺄة ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻣﻘﺎرن) أوﻻ( ﺛم ظﻬورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )ﺛﺎﻧﯾﺎ(و اﻷﻣر ﺑﻼ ﺷك ﺳﯾﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط .
ظﻬرت اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،أو ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷول ﻣرة ﻓﻲ
اﻷﻧظﻣﺔ اﻷﻧﺟﻠوﺳﺎﻛﯾﺔ ﻓﻲ اﻟو.م.أ .إو ن ﻛﺎﻧت ﻟﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ،ﺣﯾث أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﺳم
اﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠـ ـ ــﺔ أو ﻟﺟـ ــﺎن اﻟﺿﺑـ ــط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠ ـ ــﺔ ،ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1889م ﻣﻊ إﻧﺷ ـ ــﺎء اﻟﻛـ ـ ــوﻧﻐرس
)(1
،ﺣﯾث أول ﻟﺟﻧ ـ ــﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،وذﻟك رﻏﺑﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﺻل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ﻋن داﺋرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ
ظﻬرت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻔﯾدراﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة وﻟﺟﻧﺔ اﻷﻣن واﻟﺻرف ...اﻟﺦ .ﺛم أﺻﺑﺣت ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،وﺑﻌد ﻣﺿﻲ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺗم وﺿﻊ اﻟوﻛﺎﻻت اﻷوﻟﻰ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن طرف اﻟﻛوﻧﻐرس،
ﺣﯾث أﻧﺷـﺄت اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت واﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ووﻓﻘﺎ ﻟﻣﻧطق ﺗدﺧل
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺣﻘق اﻟﺗواﻓق اﻟﯾﺑراﻟﻲ.
ظﻬرت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،ﻟﻛن ﺑﺗﺳﻣﯾﺔ ﻣﻐﺎﯾرة ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﺣﯾث
ﺗﺣﻣل اﺳم ﻛوﻧﻘوس ،واﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻌﺑﺎرة أﻧﻬﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻣﻧظﻣﺔ ﻏﯾر ﺣﻛوﻣﯾﺔ ﺷﺑﻪ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ) ،(2ﻣن
أﻣرﯾﻛﺎ ﻣرو ار ﺑﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗوﺣﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫذا اﻟﻧﻣوذج ،ﻓﺄول اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ ،1978ﺗﺣدﯾدا ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ واﻟﺣرﯾﺎت ،ﻓﻣﻊ
ﺗطور اﻹﻋﻼم وﺟدت ﻫﻧﺎك ﺿرورة ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣرﯾﺎت ،إو ﻋطﺎء ﺿﻣﺎﻧﺎت أﻛﺛر ﻟﻠﻣواطﻧﯾن ،ﻓﺗم
إﻧﺷﺎء اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺﻋﻼم اﻵﻟﻲ واﻟﺣرﯾﺎت ،واﻟﺗﻲ ﺗﺑﻘﻰ ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ
-1ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،2007،ص9
-2رﺣﻣوﻧﻲ ﻣوﺳﻰ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓرع ﻗﺎﻧون إداري إو دارة ﻋﺎﻣﺔ ، 2013،ص 15
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 08ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣذﻛور أﻋﻼﻩ .وﻗد ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ أن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻻ
ﺗﺧﺿﻊ ﻻ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻻ ﻟﻠوﺻﺎﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ .
ﺷﻬدت ﻓﺗرة ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت وﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،اﻧطﻼﻗﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻹﻧﺷﺎء اﻟﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺣﻠت ﻣﺣل اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺑﯾروﻗراطﯾﺔ ،أﻣﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﻧﺟد ﻣﺻر ﻋرﻓت ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﺷﺎﺑﻬﺎ ﻟﻧظﺎم اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
)(1
،وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻛن ﺗﺣت ﺗﺳﻣﯾﺎت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻧﺟد ﻫﯾﺋﺎت اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺻرﯾﺔ.
ﺗﻌﺗﺑر ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،أو ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺟدﯾدة ﻣن
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟ ﺟﻬﺎز اﻟدوﻟﺔ ،ظﻬرت ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑدﺧوﻟﻬﺎ إﻟﻰ
إﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق واﻟﺗﺧﻠﻲ اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻋن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوﺟﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻌد آﻟﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟدور اﻟدوﻟﺔ ﻣن
اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ،أي إﻛﺗﻔﺎء اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺟرد اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺿﺑط ،وﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻓرﺿﺗﻬﺎ
اﻟظروف واﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﺗﻐﯾرت ﻣﻌﻬﺎ أدوار اﻟدوﻟﺔ .
ﺗﺟﺳد ذﻟك ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻷول ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻺﻋﻼم ،أول ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗم إﻧﺷﺎؤﻩ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون رﻗم 07-90ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 59ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ :
)ﯾﺣدث ﻣﺟﻠس أﻋﻠﻰ ﻟﻺﻋﻼم وﻫو ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ...وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ( ) ،(2ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺗﺟﺎرب دول أﺧرى ﺗﺄﺧر اﻟﺟزاﺋر ﻋن إﻧﺷﺎء ﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣردﻩ ذﻟك إﻟﻰ ﻋدة اﻋﺗﺑﺎرات ﻟﻌل أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗوﺟﻪ اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ
اﻟﻣﺣﺗﻛرة واﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺷؤون ﻟﻛن ﺑﻌد ﻣﺑﺎﺷرة اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،اﻟذي ﺗوﻟد
ﻋﻧﻪ اﻟﺗﺣرر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن ﺑدأ ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳﻌﺎر ﻟﺳﻧﺔ ،1989اﻟﻬﺎدف إﻟﻰ ﺗﺣرﯾر
اﻷﺳﻌﺎر ﻣن ﻣراﻗﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻣرو ار ﺑﺗﻛرﯾس ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 37ﻣن
دﺳﺗور . 1996
-1ﻣﺻطﻔﻰ اﺑوزﯾد ﻓﻬﻲ :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر ،2003ص .22
-2ﻗﺎﻧون رﻗم ، 07-90ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﻣؤرخ ﻓﻲ 3أﻓرﯾل ، 1990ج ر ،اﻟﻌدد 14
اﻟﺗﺣوﻻت اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،واﻟﺗوﺟﻪ ﺑﺧطوات ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻟﺗﺑﻧﻲ
اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻠﺑراﻟﻲ ،أﻣﻠت ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﻌطﯾﺎت ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺳﺗﺔ ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻔﺗرة اﻟﻣﻣﺗدة ﻣﺎﺑﯾن ﺳﻧﺔ 1990إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ،2000ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،واﻟﻠﺟﻧﺔ
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ) ،(1ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ ﺳﻧﺔ ،1993وﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ) ،(2ووﺳط
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻺﻋﻼم اﻟذي ﺳﺑق وﻗﻣﻧﺎ ﺑذﻛرﻩ .
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﻊ دﺧول اﻟﺟزاﺋر اﻷﻟﻔﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﺗم إﻧﺷﺎء ﻋدة ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛﻣﺎ
ﺷﻬدت اﻟﻣرﺣﻠﺔ إﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت
وﻣن ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠ طﺎت ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،ﻻ اﻟﺣﺻر ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت
اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ) ،(3ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت)،(4اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد
)(7
...اﻟﺦ وﻣﻛﺎﻓﺣﺗﻪ) ،(5ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﯾﺎﻩ) ،(6ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻐﺎز واﻟﻛﻬرﺑﺎء
ﻧﺷﯾر إﻟﻰ إﻧﺣﺻﺎر ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻘط،
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد إﻟﻐﺎء وﺳﯾط اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻺﻋﻼم ،ﻓﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﻌد
ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺎت ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺻور اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﻋن ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻬدﻫﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
-1ﻗﺎﻧون 10-90ﻣؤرخ ﻓﻲ 14اوت 1990اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ج ر ،اﻟﻌدد ، 16ﻣﻠﻐﻰ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 11-03
ﻣؤرخ ﻓﻲ 26اوت ، 2003ج ر ،اﻟﻌدد ، 52ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم
-2ﻗﺎﻧون رﻗم 06-95ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﯾﻧﺎﯾر 1995اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔّ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﻗﺎﻧون رﻗم 03-2000ﻣؤرخ ﻓﻲ 5اوت 2000اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ،ج ر ،
اﻟﻌدد 48ﻟﺳﻧﺔ 2000
-4ﻗﺎﻧون رﻗم 04-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﯾﻔري ، 2006ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 07-95ﻣؤرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ج ر ،اﻟﻌدد 15ﺻﺎدرة 12ﻣﺎرس 2006
-5ﻗﺎﻧون رﻗم 01-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﯾﻔري 2006ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ،ج ر ،اﻟﻌدد 16ﺻﺎدر ﻓﻲ 8ﻣﺎرس
2006
-6ﻗﺎﻧون رﻗم 12-05ﻣؤرخ ﻓﻲ 4أوت 2005اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ،ج ر ،اﻟﻌدد .60
-7ﻗﺎﻧون رﻗم 01-02ﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻓﯾﻔري ، 2003ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﻧوات ،ج ر ،اﻟﻌدد 8اﻟﺻﺎدر
ﺳﻧﺔ .2002
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻟﺗدﻗﯾق أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﻠط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع
اﻟﻣواﻟﻲ.
ﻗﺑل اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﺗﻌرﯾف اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﺳﺗﺧدم ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺿﺑط ﻷول
ﻣرة ﻓﻲ اﻟو.م.أ ،ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻷزﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1929إذ ظﻬرت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ
وﺿﻊ ﻫﯾﺋﺎت ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳوق وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻧﻪ) ،(1ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺿﺑط
ﻷول ﻣرة ﺑﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون رﻗم 12-89اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،وﺑﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻧﺔ 2008ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون رﻗم ،(2)12-08ﺗم ﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ )
ﻛل إﺟراء أﯾﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺻﺎدر ﻋن ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺻوص إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم وﺿﻣﺎن ﺗوازن
ﻗوى اﻟﺳوق ،وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ (...
رﻏم ﻏﯾﺎب ﺗواﻓق ﺣول ﺗﻌرﯾف اﻟﺿﺑط إﻻ اﻧﻪ ﻫﻧﺎك ارﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺑﻣﺑدأ ﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻣن أﻫداف اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗطور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎن
وﺳﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك أداة اﻟﺿﺑط ،ذﻟك أن ﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻏﯾﺎب اﻟدوﻟﺔ
ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق وﺿﻣﺎن اﻟﺗوازﻧﺎت اﻟﻛﺑرى ،ﻓﻬﻲ ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﺿﻣﺎن ﻣﻧﺎخ
ﺧﺎﻟﻲ ﻣن اﻻﺣﺗﻛﺎرات ،وﻟن ﯾﺗﺄﺛر ذﻟك إﻻ ﺑﺗﻔﻌﯾل وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط ،ﺑﻐرض ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻌﻠﯾﺔ
وﻧزﯾﻬﺔ واﻟ ﻣﺳﺎس ﺑﻬﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻻن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﺗوﻗﻔﺔ
ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن أداء وظﯾﻔﺗﻬﺎ ) ،(3ﻋﻣوﻣﺎ اﻟﺿﺑط ﻫو طرﯾق ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘواﻧﯾن ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ
ﻟﺗدﺧل اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ﻋن طرﯾق اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ ﻟﻠﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ
ﺑﺎﻟﺿﺑط ﺣﺗﻰ ﺗﻣﺎرس وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﺑﻛل ﺣرﯾﺔ.
-1ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 16
-2ﻗﺎﻧون رﻗم 03-03ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻻﻣر رﻗم 03-03ﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2003ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ، 9اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟوان ، 2008ج ر ،اﻟﻌدد ،36وﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 05-10ﻣؤرخ ﻓﻲ 15اوت 2010ج
ر ،اﻟﻌدد 46ﻟﺳﻧﺔ .2010
ﯾﻌد اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻎ اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد ﺗﻌرﯾف ﺗواﻓﻘﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺿﺑط اﻟذي ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ
اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻫﯾﺋﺔ وطﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻻ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻻ ﻟﻠوﺻﺎﯾﺔ
اﻹدارﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻋﻛس اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إذ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋﺿوﯾﺔ ووظﯾﻔﯾﺔ ﺳواء ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،أو اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻫﻲ ﻻ ﺗﻘوم ﺑوظﯾﻔﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر
إو ﻧﻣﺎ ﺗﻣﺎرس وظﯾﻔﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋن طرﯾق اﻟﻣراﻗﺑﺔ واﻟﺗدﺧل إذا ﺗطﻠب اﻷﻣر
ﺑﺈﺻدار ﻗ اررات ﻗد ﺗﻛون ردﻋﯾﺔ ،إذ اﻗﺗﺿﻰ اﻷﻣر ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﻼزم ﻓﻲ اﻟﺳوق .
ﺗﻌد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺔ ﻣن ﺟﻬﺗﯾن وﻗﺑل ذﻟك ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟوﻗوف
أﻣﺎم ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﻠطﺔ :اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺗﺳﻠط واﻟﺳﯾطرة :واﻟﺳﻠطﺔ ﻫو ﺣق ﻓﻲ أن ﺗوﺟﻪ اﻵﺧرﯾن
أو أن ﺗﺄﻣرﻫم ﺑﺎﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﯾك وطﺎﻋﺗك ،واﻟﺳﻠطﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟﻘوة ﻏﯾر أن اﻟﻘوة ﺑﻼ ﺳﻠطﺔ ظﻠم
)،(1
ﻓﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛﻣﺎ أﺷرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﺗﻌد واﺳﺗﺑداد وﻫﻛذا ﻓﺈن اﻟﺳﻠطﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺣق
ﺳﻠطﺎت ﻣن ﺟﻬﺗﯾن.
_1ﻣن ﺣﯾث اﻟوظﺎﺋف :ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺗﺳﯾﯾر إو ﻧﻣﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط ﻓﻬﻲ ﺗﻘوم ﺑﺗﺄطﯾر وﻣراﻗﺑﺔ
ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﯾق ﺗوازن ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق.
_2ﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺈﺻدار اﻟﻘ اررات ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ :ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣوﯾل اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﺧوﻟﺔ
ﻟوزﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻫﯾﺋﺔ ﺿﺑط ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ)،(2ﻧﻔس اﻟﺷﻲء
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣوﯾﻠﻬﺎ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ...اﻟﺦ.
-1ﺣدري ﺳﻣﯾر :اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،ﻓرع
ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ 2006،ص.33
2
-ZOUAIMIA Rachid :les autorités administratives indépendantes et la régulation
économique, Revue Idara ,N 02 ,2004 ,p30
اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺟﻌل ﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺣل ﻧﻘﺎش ﺣول ﻣدى
دﺳﺗورﯾﺔ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌد ﺳﻠطﺔ راﺑﻌﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺛﻼث وﻫﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺧوض ﺑﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣطﻠب اﻟﻣواﻟﻲ ،ذﻟك أن إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ وﻣﻧﺣﻬﺎ
اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ ،ﯾﺛﯾر اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت،ـ
وﺻﻼﺣﯾﺎت ،ﻧزﻋت ﻣن ا ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺔ اﻟردﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ
ﺟﻌل اﻟﺑﻌض ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺳﻠطﺎت ﺷﺑﯾﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،رﻏم ﻧزع اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﺟرﯾﻣﻲ ﻋن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺗم إﺻدارﻫﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﺔ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ،وﻣﺷددة ﺳواء
ﻛﺎﻧت ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻻﺣﻘﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ،وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻬدف ﻣن إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت
اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗزوﯾدﻫﺎ ﺳﻠطﺎت وﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ
ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻬﺎ ،أﺛﺎر اﻻﻋﺗراف ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻷول( واﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ( ﻣﺷﺎﻛل وﺻﻌوﺑﺎت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدﺳﺗور ،ﻧظ ار ﻟﺗﻛﻠﯾﻔﻬﺎ ﺑﺗطﺑﯾق
اﻟﻘﺎﻧون.
اﻟﻔرع اﻷول
ﻧص اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 164ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ >> ﯾﺧﺗص اﻟﻘﺿﺎء
ﺑﺈﺻدار اﻷﺣﻛﺎم<<) (3واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 157ﻣن ﻧﻔس اﻟدﺳﺗور ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺣرﯾﺎت ،وﺗﺿﻣن ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوﻗﻬم وﺣرﯾﺎﺗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻧﻼﺣظ أن
اﻟدﺳﺗور ﺧول ﺑﺷﻛل أﺻﯾل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻹﺻدار اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب ،ﻧﺗﺳﺎءل ﻋن
اﻷﺳﺎس اﻟذي ﺗﺳﺗﻣد ﻣﻧﻪ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺳﻠطﺗﻬﺎ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ؟.
ﻗدم اﻟﻔﻘﻪ ﺗﺑرﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻣﻧﻬم
ﻣن أﻗﺎم ﺗﺑرﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس وﺣدة اﻟﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ ﻓﯾرون أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
-1ﻋﺟﺎﺑﻲ ﻣﺣﻣد ":اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻹﺣداث ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ،دﯾﺳﻣﺑر
، 2014ﺟﺎﻣﻌﺔ ادرار ،ص 116
-2ﻣﻧﺻور دوود :اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم،
ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ، 2015،ص93
-3ﻗﺎﻧون رﻗم 01-16ﻣؤرخ ﻓﻲ 6ﻣﺎرس 2016ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ج ر ،اﻟﻌدد ، 14ﺻﺎدر 7ﻣﺎرس 2016
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻘﺗرب ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺿل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣوﺟﻪ
ﺗﻣﻠك ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﻣواطﻧﯾن ﺳﻠطﺔ ﺗﻣﺎﺛل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳﻠﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺟدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل
اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ).(1
ﻛﻣﺎ أﺳس اﺗﺟﺎﻩ أﺧر ﺗﺑرﯾرﻩ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣزدوج ﻣﺿﻣوﻧﻪ أن اﻟﻔرق ﺑﯾن
اﻟﺟزاء اﻹداري واﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﯾﺗﻣﺣور ﺣول اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ،وﻏﯾر اﻹداري ﻻﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم
ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻣﺎرس ﻋﻠﻰ أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﺗرﺑطﻬم ﺑﺎﻹدارة ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻷﻓراد اﻵﺧرﯾن ،أﻣﺎ اﻟﺟزاء اﻹداري ﻏﯾر اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﯾﻣﻛن أن ﯾﻣﺎرس ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﺗﻔﻘﯾن وﻫذا ﻣﺎ ﯾﻘرﺑﻪ ﻣن اﻟﺟزاءات اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ). (2
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب وﺟود اﺗﺟﺎﻩ أﺧر ﯾﺑرر اﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺿطﻠﻊ
ﺑوظﺎﺋف ﺷﺑﻪ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎب اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﻔض اﻟﻧزاﻋﺎت
ﻋن طرﯾق آﻟﯾﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن) ،(3ﻓﺗﺣول ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎب ﻟﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر
ﺗﻌﺑﯾ ر ﻋن رﻓض اﻟﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء أﺛﺑﺗت
ﻣﺣدودﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺗﻘﻧﻲ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ اﻷﻧﺳب ﻟﺗدﺧل
ﻓﻲ ﺿﺑط إو ﺣداث اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻋن طرﯾق إﺻدار اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت
واﻷواﻣر وﺣﺗﻰ ﻋﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻟﻣن ﯾﺧﺎﻟف اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﻣول
ﺑﻬﺎ). (4
ﯾﺳﺗوﺟب ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ،ﺷرطﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن :
-1ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن "اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور" ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول"ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ" أﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي ، 2007ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-2ﻋﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن" :اﻟﻬﯾ ﺋﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور ،ﻣﻠﺗﻘﻰ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص193
-4ﻧﺎﯾل ﻧﺑﯾل ﻣﺣﻣد :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ دراﺳﺔ ﻧظرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت
ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓ ﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ، 2013،ص02
اﻟﺷرط اﻷول أن ﻻ ﺗﻛون اﻟﺟزاءات ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﺷرط اﻟﺛﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺧﺿوع ﻫذﻩ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﻛﻔوﻟﺔ دﺳﺗورﯾﺎ أي
ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟذات اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ)،(1أي اﻧﻪ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻧﻔس اﻟﻧظﺎم اﻹﺟراﺋﻲ اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻪ أﻣﺎم
اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺿﻣﺎن واﺣﺗرام اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋﻧد
وﻗوﻓﻪ أﻣﺎم إﺣدى ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﯾث ﯾﻛﻔل ﻟﻪ ﺣق اﻟدﻓﺎع وﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﻣﺳﻠطﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻣﺛﻼ إذا ﻛﺎن اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﯾﻧﺎزع أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻹﺧﻼﻟﻪ
ﺑﺈﺣدى اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﻣن ﺣق
اﻟﻣﺗﻌﺎﻣل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﻪ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻣﺳﺗﺷﺎر ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق
ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﯾﯾن ﻣﻣﺛل أو ﻣﺣﺎﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ .
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺳﻠطﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻏﯾر ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﻘﻠص ﻣن ﺣﺟم
اﻟﺗﺟرﯾم اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،وﻫذا اﻷﻣر ﯾؤدي إﻟﻰ ظﻬور طرق ﺟدﯾدة ﻟﻘﻣﻊ اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ،
واﺳﺗﺑدال اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻛﺳﺣب اﻟرﺧص ،أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ،ﻣﺛﻼ اﻟﻌﻘوﺑﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ) ،(2أو ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻓرض ﻏراﻣﺎت ﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
إﺧﻼل اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﯾﺗدﺧل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻣﺎ ﺧوﻟﻪ
)(3
اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻓرض ﻏراﻣﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﺗم ﻧزع اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﻣﺟرد ﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣوﯾل اﺧﺗﺻﺎص
ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻏﯾر ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ ﻫو
اﻟﻣﺧﺗص ،وﻫذا اﻟﺗﺣول ﯾﻌﺑر ﻋن ﺣﯾﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻣن ﺷﺄن
اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺣد ﻣن ﺗدﺧﻼﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗزاﯾدة.
-1ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن " :اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور ،ﻣﻠﺗﻘﻰ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-2وﻟد راﺑﺢ ﺻﺎﻓﯾﺔ ":ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ" ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد 2ﻟﺳﻧﺔ ، 2013ص.52
-3اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 56إﻟﻰ 62ﻣن اﻷﻣر 03-03ﻣؤرخ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2003ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم،
ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎب ،اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ إﯾﺟﺎد ﺣﻠول ﻏﯾر ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﺿﺑط اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إذ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻘﺎب واﻟﺿﺑط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺗﺗﺻدى ﻟﻛل ﺧرق ﻟﻘواﻋد اﻟﻘطﺎع اﻟﻣراد ﺿﺑطﻪ
ﻋن طرﯾق ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻣن أﺟل إﺣداث اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾظﻬر دور إزاﻟﺔ
اﻟﺗﺟرﯾم ﺑواﺳطﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ،
إذن ﻏﺎﯾﺔ اﻟﻌﻘﺎب اﻷوﻟﻰ رﻗﺎﺑﯾﺔ وردﻋﯾﺔ ﻟﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﻔرﺿﻬﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻫﻲ ﻧوع ﻣن اﻟﺗﺣذﯾر واﻟﺗذﻛﯾر ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﻣوﺟود ﻗواﻋد
ﻓﻲ اﻟﺳوق ﯾﺟب اﺣﺗراﻣﻬﺎ .
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﻣﺎرس ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾم ،وذﻟك ﻓﻲ
ﻧطﺎق اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧل ﻓﯾﻬﺎ ،ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﺟﻬﺎز اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺧﺗص ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻘرض ،واﻟذي ﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺻﻐر
ﻟﻠﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ) ،(1ﯾﻘوم ﺑﺗﻘﻧﯾ ن ﻣﺟﺎﻻت ﻫﺎﻣﺔ ﺟدا ﻣﺛل ﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺟﻠس ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ ﻓﻘط
ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻧﻪ أداة ﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،أﻣﺎ ﻣﻬﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗﺄدﯾب ﻓﻘد ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ)،(2ﺧول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ،ﻟﻐرض ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن طرﯾق إﺻدار
اﻷﻧظﻣﺔ ،وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﺗطﺑﯾق ﻧﺻوص
ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ،ﻟذا ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،واﻟﻣﻼﺣظ أن
اﻟﻣﺷرع ﺧول ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻘط ،وﻟﯾس ﻛﻠﻬﺎ ﻛﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،وﻟﺟﻧﺔ
ﺗﻔﺎدﯾﺎ ﻟﻠﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﺎﻹطﻼع ﻋﻠﻰ ﻣواد اﻟدﺳﺗور
ﻟﺳﻧﺔ 1996وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد 85و 125ﻣن دﺳﺗور ،1996وﺑﻌد اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي
ط أر ﺳﻧﺔ 2016ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 143ﻣن اﻟدﺳﺗور ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ )ﯾﻣﺎرس رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﻏﯾر اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون) ،(1ﺗﻧدرج ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﯾﻌود ﻟﻠوزﯾر اﻷول ﻛﻣﺎ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 99ﻣن ﺗﻌدﯾل دﺳﺗور ﺳﻧﺔ
، 2016ﻋﻠﻰ ﺳﻬر اﻟوزﯾر اﻷول ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت ،ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدﺗﯾن
اﻟﻣذﻛورﺗﯾن ،أن اﻟدﺳﺗور ﻗد ﻓﺻل ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرس اﻟﻌﻣل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺣﯾث أوﻛل ﻟﻛل
ﻣن رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،واﻟوزﯾر اﻷول ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻐﯾ ـ ـ ــر ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺑــﻣوﺟب اﻷواﻣر،
أو اﻟﻠواﺋ ــﺢ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾــﺔ ﻓﻲ ﻧﻔ ــس اﻟوﻗت ﺻدرت ﻗواﻧﯾن أﻧﺷﺄت ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺧوﻟت ﻟﻬﺎ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان اﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ أﻋﻼﻩ اﻷﻣر اﻟذي ﯾدﻓﻌﻧﺎ إﻟﻰ
اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول ﻣدى دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾ ﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ،
ﻧﺷﯾر اﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد أي ﺗﺑرﯾر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣﺳﺄﻟﺔ وﻻ ﺣﺗﻰ اﺟﺗﻬﺎد ﻗﺿﺎﺋﻲ ،وﻟم ﯾﺗدﺧل اﻟﻣﺟﻠس
اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺣﯾث ﺗدﺧل اﻟﻣؤﺳس
اﻟدﺳﺗوري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﺗﺑرﯾر أﺳﺎس ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻟﺻﻼﺣﯾﺔ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ .
أﺛﺎر ﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ ،ﺑﺳﺑب ﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة
21ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﺗﻲ ﺗﺧول اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ) ،(2وﻫذا
دون إﻏﻔﺎل اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟرﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﺈﻣﺿﺎء اﻟﻣراﺳﯾم ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟوزراء
واﻷواﻣر) (3وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطق رأى اﻟﻔﻘﻪ أن ﺗﺣوﯾل اﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻣﻧﺣﻪ
ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺟرﯾد اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب ﻣﻬم ﻣن ﺳﻠطﺎﺗﻬم اﻟﻣﻛرس دﺳﺗورﯾﺎ .
-1اﻧظر اﻟﻣﺎدة 143ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 01-16ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-2ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن :اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور ،ﻣﻠﺗﻘﻰ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-MICHEL Gentot :les autorités administrative indépendantes ,paris ,édition Monchrestien
,1991,p75
ﻗدم اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﺑرﯾرات ﺣول اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﯾث اﻋﺗﺑر أن اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،ﻻ ﺗﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺣدودة ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺳﻠطﺔ ﺧﺎﺻﺔ
وﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻘواﻧﯾن واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﺣﺗرم ،وﻟﯾس ﻓﻘط اﻟﻘواﻧﯾن ﺑل أﯾﺿﺎ اﻷﻧظﻣﺔ)،(1
ﻓﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺗﻛﻔل وﺗﺧﺗص ﺑوﺿﻊ اﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﻘواﻋد
اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ أن ﻟدﯾﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎص ﺗﻛﻣﯾﻠﻲ ،ﺛم أن اﻋﺗراف اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﺗم ﺑﺷﻛل ﺿﯾق وﺻﺎرم ،ﻓﻬﻲ ﺳﻠطﺔ ﻏﯾر واﺳﻌﺔ،
وﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺿروري ﯾﺳﺗدﻋﯾﻪ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﺑﻌض اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣﺳﺎﺳﺔ
ﻛﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻣﺛﻼ .
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻻ ﯾوﺟد أي ﺗدﺧل ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري اﻟﺟزاﺋري
ﻟﺗﻘدﯾم ﺗﺑرﯾر ﺣول اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﻧﺣت اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻛﻘﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ). (2
ﻧﺎﻫﯾك أن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﻟم ﯾﺧول ﻟﻛل ﻫﯾﺋﺎت ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
إو ﻧﻣﺎ ﻟﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻘط ﻛﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﻣن ﻗﺑل ﺣﯾث ﺳﺑق ﻟﻧﺎ وان ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣدﯾد ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ
)(2
. ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،وﺗدﺧﻠﻬﺎ ﻣﺣدود ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻧص اﻟﻣﻧﺷﺊ ﻟﻬﺎ
ﻟم ﯾﻘﺗﺻر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ،وﻗﺻر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
اﻟﻬﯾﺋﺎت ،إو ﻧﻣﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﺷددت اﻟﺧﻧﺎق واﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ اﻷﻧظﻣﺔ ،ﻓﻣﺛﻼ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻣن ﻗﺑل ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ،ﺗﺣﺗﺎج ﻟﻘرار اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻣن طرف اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺑل ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ .
ﺗﺷدﯾد اﻹﺟراءات اﻟﺻﺎرﻣﺔ ﻟدى إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ،ﻣﻠزم ﺑﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻷﻧظﻣﺔ إﻟﻰ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ،
اﻟذي ﯾﺗﺎح ﻟﻪ ﻣدة 10أﯾﺎم ﻟطﻠب ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ ﺧﻼل اﻟﯾوﻣﯾن اﻟذﯾن ﯾﻠﯾﺎن ﻣواﻓﻘﺔ
اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﯾﻬﺎ) ،(3ﺑﻣﻌﻧﻰ أﺧر أن ﺳﻠطﺔ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ ﻻزاﻟت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ وﺑﺻورة ﻏﯾر
ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ،
ﺑﻌد إزاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣدى دﺳﺗورﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ
اﺳﺗﺣدﺛﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إطﺎر اﻟدور اﻟﺟدﯾد ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻻ ﺗﺑﺎدل ﻟﻸدوار
ﺣﯾث ﻣﻧﺣت ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺻﻼﺣﯾﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت واﺳﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ
اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺄة ﻟﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣدد ﺑﺻﻔﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط ﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑدﻻ ﻣن أن ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧل ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎم ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﯾق وﯾﻌرﻗل اﻧﺟﺎز اﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
إذا ﻛﺎﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻻﺷﺗراﻛﻲ ﻣﺗدﺧﻠﺔ وﻣﺳﯾطرة ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ،ﻋن
طرﯾق ﻓرض رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ وأﻧﻣﺎط ﺗﺳﯾﯾر ﻣﻣﺎ ﺗﺗﺧذﻩ ﻣن ﺗداﺑﯾر إﻟزاﻣﯾﺔ ﺑﺎﺳم اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﺣﺗﻰ
ﺗﺑﺳط ﺳﯾطرﺗﻬﺎ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ،وﻧﻔوذﻫﺎ اﻟﺗﺎم إﻻ أن اﻷﻣر اﺧﺗﻠف ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺑﺎﻟدﺧول إﻟﻰ اﻗﺗﺻﺎد
اﻟﺳوق اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة ،وﻓﻘﺎ ﻟﻧظرﯾﺔ دﻋﻪ ﯾﻌﻣل دﻋﻪ ﯾﻣر ،أي اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء ﻛل
اﻟﻘﯾود واﻟﻌراﻗﯾل ،أﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ،ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻻﺣﺗﻛﺎر ،ﻟم
ﯾﺗوﻗف اﻷﻣر ﻋﻧد إﺻدار اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺑل ﺗﺑﻌﻬﺎ ﺑﺎﺳﺗﺣداث ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣواد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛﻠﻔت ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،و ﻟﻛﻲ ﺗﻣﺎرس ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ
ﺑﺷﻛل ﺗﺎم ،ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺎت واﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ذات طﺎﺑﻊ ﺗﻧظﯾﻣﻲ رﻗﺎﺑﻲ ) اﻟﻣطﻠب اﻷول(
وﺳﻠطﺔ رﻗﺎﺑﯾﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ) اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺧول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺳﺑق
وأن أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﻟم ﯾﻌﻣﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل اﻟﺳﻠطﺎت ،واﻟﻬدف ﻣن ذﻟك ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﺑط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗدﺧل
ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻘط ،وﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗطﺑﯾق
ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ أي أﻧﻬﺎ ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ ﺣدود اﻹطﺎر اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ) ،(1ﻟذا ﯾطﻠق
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺑﻌض ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ) اﻟﻔرع اﻷول ( إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻧظﯾم
-1أﺣﻣد اﻋراب :ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،2007 ،ص .45
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت أﺳﻧد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﻬﻣﺔ رﻗﺎﺑﺔ
ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ (.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
اﻷﺻل أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟذي ﺧوﻟﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻟدﺳﺗور
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن أﺷرﻧﺎ ،ﻟﻛن ﻣﻧﺢ ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﺣﺻر وﻗﺻ ار ﻟﻠﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻘط ،واﻟذي ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ
اﻟذي ﻗﻠل ﻣن ﺗﺧوﯾل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﺗﻔﺎدي اﻟﺗﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ .
ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﺗﻛون ﺑﺈﺻدار ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،وﻏﯾر ﻓردﯾﺔ ﺗﻧﺷﺄ ﺣﻘوق أو
ﺗﻔرض اﻟﺗزاﻣﺎت ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌد ﺗﺻرف ﻋﺎم ﺻﺎدر ﻋن ﻫﯾﺋﺔ ﻏﯾر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،وﻫﻲ اﻟﻣﻬﻣﺔ
اﻟﻣﺣﺗﻛرة ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻣﻧﺢ ﻟﻬﺎ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻓﻘط ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع
اﻟذي ﺗﻧﺷط ﻓﯾﻪ ،وﺗﻣﺎرس رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ اﻟﻔﻌﻠﯾﺔ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺛم ﺗﺧوﯾل ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺑﻌض ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻹﺣداث اﻟﺗوازﻧﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋن طرﯾق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﻣن طرف
ﻫﯾﺋﺎت ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻋﺿوﯾﺎ ووظﯾﻔﯾﺎ ﻋن اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻗﺻد ﺿﻣﺎن ﺗﻛﯾﯾف اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
)،(1
إو ن ﻛﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ اﻷﻣر ﻣﺣدود وﻣﻘﺻور ﻣﻊ ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺳوق
ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺳﻠطﺎت ﻓﻘط.
ﺗﻣﺎرس اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ،ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
أو اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،ﻣﺛل ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺑرﻟﻣﺎن ﻣﺻﻐر ﻟﻠﺑﻧوك
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﯾﻘوم ﺑﺗﻘﻧﯾن ﻣﺟﺎﻻت ﻫﺎﻣﺔ ﺟدا ﻣﺛل ﺗﺣدﯾد اﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك
واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،أو ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟزﺑﺎﺋن وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻘرض ،إو ﺻدار ﻗ اررات ﻓردﯾﺔ ﯾﻧﻔذ ﺑﻬﺎ
ﻣﻧﺢ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻫو اﻷﺧر اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﺑﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﺳﻧﺔ ،(4)2008ﺗﺣدﯾدا ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 34ﻣﻧﻪ ،ﻓﯾﻣﻛن ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻬدف ﺿﺑط اﻟﺳوق
اﺗﺧﺎذ أي ﺗدﺑﯾر ﻓﻲ ﺷﻛل ﻧظﺎم ،أو ﺗﻌﻠﯾﻣﺔ ،أو ﻣﻧﺷور ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﺟزاﺋر ﺗﺳﻌﻰ ﺟﺎﻫدة
ﻟﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،واﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﯾوﻟﻲ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻸطر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘرة ،واﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺟو ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﻧزﯾﻪ وﺷﻔﺎف ﻷﺟل ذﻟك اﻧﺷﺄ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻷول ﻣرة ﺳﻧﺔ 1995ﺣﯾث ﻛﯾﻔﻪ ﺻراﺣﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ب "ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ "رﻏم اﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﻌرض ﻟﺗﻌرﯾﻔﻪ وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة
)،(5
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻘد ﻋرﻓﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺄﻧﻪ "ﺟﻬﺎز إداري 23ﻣن اﻷﻣر اﻟﺳﺎﺑق اﻟذﻛر
ﻣﺳﺗﻘل ذو طﺑﯾﻌﺔ ﻏﯾر ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﯾﻧﺻب ﻛﺳﻠطﺔ ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺳوق") .(6ﻋﻣوﻣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص
اﻟﻣﺎدة 23ﻓﺈن اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أﻣر ﻻ ﻧﻘﺎش ﻓﯾﻪ ،وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ
ﺳﻧﻧﺎﻗش ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ .
زود ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺈﻋﺗﺑﺎرﻩ ،ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟدﯾﻬﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﻌﻧوﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد إزاﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم واﻻﻧﺳﺣﺎب
اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟذي ﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي
-1ﺣﺳﯾن ﻧوارة":اﻹﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ" ،ﻣﻠﺗﻘﻰ وطﻧﻲ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ"،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﯾوﻣﯾﻰ23و 24ﻣﺎي.2007
-2اﻧظر اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،11-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3اﻧظر اﻟﻣﺎدة 83ﻣن اﻷﻣر 11-03اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ ﺑﻧص اﻟﻣﺎدة 60ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،04-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-4ﻗﺎﻧون رﻗم ، 12-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﯾوﻧﯾو ، 2008ج ر ،اﻟﻌدد 36ﺻﺎدر ﻓﻲ 2ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2008ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
-5اﻧظر اﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-6ﺗﯾورﺳﻲ ﻣﺣﻣد :اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .327
ﺗﻛرس دﺳﺗورﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 37ﻣن دﺳﺗور 1996واﻟﺗﻲ ﻋدﻟت ﺑﻌد ﺗﻌدﯾل دﺳﺗور ﻟﺳﻧﺔ
2016ﻟﺗﺻﺑﺢ اﻟﻣﺎدة 43ﻣﻊ إدﺧﺎل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﻌدﯾﻼت ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ).(1
ﺧول ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺿﺑط ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ ﺣﺳب ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 3
ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 12-08ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ )ﻛل إﺟراء أي ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻪ ﺻﺎدر ﻋن ﻫﯾﺋﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ
)(2
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﯾﻬدف ﺑﺎﻟﺧﺻوص إﻟﻰ ﺗدﻋﯾم وﺿﻣﺎن ﺗوازن ﻗوي وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ورﻓﻊ اﻟﻘﯾود(
ﻫو ﻛل إﺟراء ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ زودت ﺑﻬﺎﺗﻪ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﻬدف إﺣداث اﻟﺗوازن ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﺎع اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺷﻛل ﯾوازي ﺑﯾن ﻣﺻﺎﻟﺢ أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺗﺞ اﻟﻣوزع واﻟﻣﺳﺗﻬﻠك ،ﺑﺷﻛل ﻻ ﯾؤﺛر أي طرف ﻋﻠﻰ اﻷﺧر ﺳﻠﺑﺎ .
ﯾظﻬر دول ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻣن ﺧﻼل ﺿﺑط ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة
ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻬدد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ زود ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻷﺟل
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط وﻣﻧﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 34ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان اﺷرﻧﺎ إﻟﻰ
ذﻟك ﻓﻠﻪ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺑﺻﻔﺗﻪ ﺳﻠطﺔ ﻟﻪ ﺣق إﺻدار اﻟﻘ اررات
وﻟﯾس ﻣﺟرد ﻫﯾﺋﺔ اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،وﻻ ﯾﻘوم ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر
ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻣن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﺔ .
ﻓﺷل أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻹداري اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي أدى إﻟﻰ إﻋﺎدة
اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إو زاﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﺑﺗﺧﻠﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﻧظﯾم
اﻻﻧﻔرادي ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣوﺟب اﻟﻘ اررات واﻟﺗداﺑﯾر اﻻﻧﻔرادﯾﺔ ،اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن أﺣﻛﺎم
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﻣن ﺛم طرأت ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻘﻧﯾﺎت وﻗواﻋد ﺟدﯾدة ﺗﻧدرج ﺿﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،ﻓﺎﻧﺳﺣﺑت اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﺗرﻛت اﻟﺳوق ﯾﺄﺧذ ﻣﺳﺎرﻩ اﻟطﺑﯾﻌﻲ،
ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل واﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻋن طرﯾق إﻟﻐﺎء اﻻﺣﺗﻛﺎر،وﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻟﻌون اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ دون ﺗﻣﯾﯾز.
أدى اﻻﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣرﻛزي اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎدي اﻟوطﻧﻲ ،ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﺣر اﻟﻘﺎﺋم
ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة إﻧﺷﺎء أدوات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ وﺗﺳﺎﯾر اﻟﺗطورات اﻟﺣدﯾﺛﺔ ،اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ
ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﺟذرﯾﺎ ﻋن اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﻌﻬودة ﺑﻧظﺎﻣﻬﺎ
)(1
إﻟﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،ﻓﻧظﻣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻌددة ،واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺟرد إﺑداء اﻟرأي
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻛﻠن ﺣﺳب اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ .
-1ﻋﻠﯾﺎن ﻣﺎﻟك :رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ،اﻟﻌدد ،8ﻧوﻓﻣﺑر ،2014ص.11
ﺧول اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﺧﺗﺻﺎص اﻟرﻗﺎﺑﺔ،
ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺣﯾث ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻷول ﻣرة
ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض رﻗم 10-90ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 143ﻣﻧﻪ ،وﺑﺻدور اﻷﻣر رﻗم
11-03ﺗم ﺗﺄﻛﯾد ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،دون أي ﺗدﺧل ﻣن ﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ،
ﺣﯾث ﺗﻘوم ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﻓﻲ ﻣﻘراﺗﻬم ،ﻛﻣﺎ
ﺗﻘوم ﺑﺗﻧظﯾم ﺑراﻣﺞ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ،وﺗﺣدد ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﺗﻘدﯾم وﺻﯾﻐﺗﻪ وأﺟﺎل اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
واﻟوﺛﺎﺋق واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗراﻫﺎ ﻣﻔ ـ ـ ــﯾدة وﻟﻬﺎ أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻛل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﻬﺎ).(1
اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺗراﻗب وﺗﺗﺣﻘق ﻣن ﻣدى اﺣﺗرام اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ واﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ). (2
)(3
"ﺗﻧﺷﺄ ﺗﻣﺎرس ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺳﻠطﺎت رﻗﺎﺑﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 209
ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺻرف ﻛﺈدارة رﻗﺎﺑﺔ ،ﺗﻣﺎرس رﻗﺎﺑﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺷﺎط
اﻟﺗﺄﻣﯾن " ﯾﺑدو واﺿﺣﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة اﻟﻣذﻛورة أن اﻟﻘﺎﻧون ﺧول ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ
واﻹﺷراف ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺄﻣﯾن ،وﯾﻌﺗﺑر ﻫذا ﺗﺟﺳﯾدا واﺿﺣﺎ ﻟﻣﺎ
اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻔﻘﻪ أن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﻘوم ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻗطﺎع
ﻧﺷﺎط ﻣﺣدد) ،(4ﻟﻛون أن اﻟﻬﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ واﻋﻠم ﺑﻛل اﻷﻣور اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺗﺎﺑﻊ
إﻟﯾﻬﺎ.
ﺗﺷﻣل اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدﯾﻬﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺿﺑط ﺳوق اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻣراﻗﺑﺔ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن
إو ﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻣﯾن ووﺳطﺎء اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾن إو ﻋﺎدة
-1دﻣوش ﺣﻛﯾﻣﺔ :اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ،ص.51
-2اﻧظر اﻟﻣواد 110-109-108-105ﻣن اﻷﻣر رﻗم 11-03ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3ﻗﺎﻧون رﻗم 04-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 2006/02/20ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 07-95اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ج ر اﻟﻌدد 15
اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 21ﻣﺎرس2006
-4أرزﯾل ﻛﻬﯾﻧﺔ :دور ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺿﺑط ﺳوق اﻟﺗﺄﻣﯾن ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋدد،04،2008ص 298
اﻟﺗﺄﻣﯾن ،اﻟﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول ﻣﺻدر اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄت ﺑﻬﺎ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن إو ﻋﺎدة
اﻟﺗﺄﻣﯾن ،وﻛذﻟك ﺗﻠك اﻟﺗﻲ زادت ﻣن أرﺑﺎﺣﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ زودت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺑﺻﻼﺣﯾﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ
اﻟﺗدﺧل إو ﻟزام ﻣﺣﺎﻓظﻲ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن إو ﻋﺎدة اﻟﺗﺄﻣﯾن أو أﺣد ﻓروﻋﻬﺎ ﺑﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺿرورﯾﺔ ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻌﻣﻠون ﺑﻬﺎ).(1
ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻟﺗﺄﻣﯾن أﺧﺿﻊ
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﺟﻣﻌﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،إذ ﯾﻘم
ﺑﺣﺿر وﻣﻧﻊ اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،إو ﻧﻣﺎ ﻋﻣد إﻟﻰ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﻋن طرﯾق ﻓرض اﻟرﻗﺎﺑﺔ
ﻋﻠﯾﻬﺎ) ،(2ﺑﺷﻛل ﯾﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﯾط اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﻲ واﻟﺗطور اﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓﻲ اﻟﺳوق ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن ﺳﻠطﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻷﺧرى ﻗدﻣﻧﺎ
ﻧﻣﺎذج ﻓﻘط ﻟﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﺷﻛل ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟرﻗﺎﺑﻲ اﻟذي
ﺗﺿطﻠﻊ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻗطﺎﻋﻬﺎ اﻟﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﻧظ ار ﻟﻛوﻧﻬﺎ اﻻدرى واﻷﻋﻠم ﺑﻛل ﻣﺎ ﯾﺟري ﻣن ﺗﻔﺎﺻﯾل
دﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠك اﻟذي ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ ـ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟذي ﯾﻣﺎرس اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ط أر ﺗﺣول ﻓﻲ دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗوﺟﯾﻪ ،ﻣن اﻟﺗدﺧل واﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻹﺷراف
)(3
،إﻟﻰ دور ﺟدﯾد ﺿﺎﺑط وﺿﺎﻣن ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺗم ﻓك اﻟﻧظﺎم واﻟﺗوﺟﯾﻪ
اﻻﺣﺗﻛﺎري اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن ﻗﺑل اﻟدوﻟﺔ ،واﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ ﺗﻐﯾب دور اﻟدوﻟﺔ ﻓﻼ ﺳوق ﺑدون دوﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗدﺧل ﺑﻔرض ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إو ﺟراءات
ﻣﺣددة ﻟﺿﺑط اﻟﺳوق ﻣن أﯾﺔ ﺗﺟﺎوزات إو ﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﺑﺈﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي زودﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻔرض رﻗﺎﺑﺗﻬﺎ اﻟﺻﺎرﻣﺔ ﻣن اﺟل ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺗﺟﺎوزات واﻻﻧﺗﻬﺎﻛﺎت
ﻛرﺳت اﻟﻣﺎدة(1) 4ﻣن ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﺣرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن واﻷﺟﺎﻧب دون
ﺗﻣﯾﯾز ،وﻫو ﯾؤﻛد ﺗوﺟﻪ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺧطﺔ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻧﺣو اﻟﻠﺑراﻟﯾﺔ واﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ
)(2
وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ،وﺗﻌززت اﻟﻣﺎدة اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
أﻛﺛر ﺑدﺳﺗرﺗﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 43اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ) ﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر واﻟﺗﺟﺎرة ﻣﻌﺗرف ﺑﻬﺎ،
وﺗﻣﺎرس ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘﺎﻧون( .
ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ إو ﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺟب
ﻣراﻋﺎة اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻌﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻛﺎﻻﻟﺗزام ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺻرﯾﺢ
ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻋﻧد طﻠب اﻟﻣزاﯾﺎ ﻣن طرف اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻟوطﻧﻲ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻬو ﻣﻠزم
)(3
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﺣﺗرام ﺿﺎﺑط اﻟﺑﯾﺋﺔ ﺑﺈﺟراء اﻟﺗﺻرﯾﺢ ﺳواء طﻠب ﻣﻧﺢ اﻟﻣزاﯾﺎ أو ﻟم ﯾﻔﻌل
وﺿرورة وﺿﻊ ﻋﻣﻠﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ...اﻟﺦ .
ﺑدأت ﺗﺗﻼﺷﻰ ﺳﯾطرة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷطﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ،ﻓﺑﻌد إزاﻟت
اﻟﺗﻧظﯾم وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻌﻛس اﻧﺳﺣﺎب
اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﺎﺗﺣﺔ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﺧواص ،ﻟﻛن ﺑﺎﺳﺗﻘراء اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧﺟد
أن اﻟدوﻟﺔ ﻗد أﺑﻘت ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ أطﻠﻘت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﻣﻘﻧﻧﺔ ،ﺣﯾث ﺗرﻛت اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺗﺣدﯾدﻫﺎ ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺷﻛل اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻟﻣﺑدأ اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ
-1اﻧظر اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-01ﻣؤرخ 20أوت ،2001ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗطوﯾر اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ج ر ،اﻟﻌدد 47اﻟﺻﺎدر
ﻓﻲ 22أوت ،2001ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
-2واﻟﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.31
-3اﻟﻣﺎدة 4ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-01ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻰ ﺗﻧظﯾم ﻣﺎدة اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻧظﺎم
)(1
اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﻣﺳﺑق
ﯾﺗم ﻣﻧﺢ اﻟﺗرﺧﯾص أو اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻣن ﻗﺑل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،واﻟذي ﯾﺷﻛل
ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع ﻣﻌﯾن ،ﻓﺎﻟرﺧﺻﺔ ﺗﻌد اﻷداة اﻷﻛﺛر ﺑﺳﺎطﺔ واﻷﻗل ﺗﻌﻘﯾدا
ﺣﯾث ﺗﺷﺗرطﻬﺎ اﻹدارة ﻟﻔرض ﺗﻧظﯾم ﺑﻌض اﻟﻣﻬن اﻟﺑﺳﯾطﺔ ،ﻓﻲ ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﺟم) ،(2ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟرﺧﺻﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﻗل أﻫﻣﯾﺔ واﻷﻛﺛر ﺑﺳﺎطﺔ ﻛﺎﻟﺗﻧﻘﯾب اﻟﻣﻧﺟﻣﻰ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣواد اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻟﻣدة ﺳﻧﺔ واﺣدة
أﻣﺎ اﻟﺗرﺧﯾص :ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻷﻛﺑر ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻬو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻗدرات ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﻌﺗﺑرة ،ﻓﻣﺛﻼ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻟﺣﯾوﯾﺔ إو ﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻫذا
)(3
اﻟﻘطﺎع ﯾﺳﺗوﺟب اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗرﺧﯾص ﻹﻧﺷﺎء ﺑﻧك أو إي ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻹﻋﺗﻣﺎد :ﯾﺗﺿﻣن اﻹذن ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ أو ﻣزاوﻟﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ .ﻓﻔﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ
ﺑﻣﺟرد اﻟﺗرﺧﯾص ،ﻓﻌﻧدا اﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣن إﺟراءات اﻟﺗﺄﺳﯾس ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد
ﻟﻣزاوﻟﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺑﻧﻛﻲ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض). (4
ﻟم ﯾدرج اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ،
ذﻟك ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻧﺟم ﻋن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟدﻣﺞ،وﻟﻛن ﺑﻐﯾﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﺗم إﺧﺿﺎع اﻟﺗﺟﻣﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻣن طرف ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﺣﯾث زودﻩ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗدﺧل ﻋن طرﯾق ﺳﻠطﺔ اﻟﺗرﺧﯾص ،وﻟم ﯾﺣدد ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أي ﻣﻌﺎﯾﯾر
ﻟﻔرض اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وأﺷﺎر ﻓﻘط إﻟﻰ اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ
1
-ZOUAIMIA Rachid :les autorités administratives indépendantes et la régulation
économique en Algérie Edition Houma ,Alger ,2005,p65
-2ﻗﺎﻧوﻧرﻗم 0110ﻣؤرخ ﻓﻲ 3ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2001اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺟم ،ج ر اﻟﻌدد ،35ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
-3اﻧظر اﻟﻣواد ﻣن 85-84-82ﻣن اﻷﻣر رﻗم 11-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-4اﻟﻣﺎدة 42ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض
اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻣﻰ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺣد ﯾﻔوق %40ﻣن اﻟﻣﺑﯾﻌﺎت واﻟﻣﺷﺗرﯾﺎت اﻟﻣﻧﺟزة
ﻓﻲ ﺳوق ﻣﻌﯾﻧﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﯾﻌد إﻧﺷﺎء اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺟﺳﯾد ﻟﺗﺣول دور اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻣن اﻟﻣﺗدﺧل
إﻟﻰ اﻟدور اﻟﺿﺑطﻲ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازﻧﺎت ،إو ﯾﺟﺎد ﻓﺿﺎء ﻣﻧﺎﺳب وﺷﻔﺎف ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺣﻠت ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ﻣﺣل اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻟﺳوق ،ﻛﻣﺎ زودت
ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻣﺎ ﯾﺑﻌد ﺗدﺧل اﻟدول اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺣﻘل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .
أﺛﺎرت ﻓﻛرة ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﻣﻌﻲ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺷﺎت ) اﻟﻔرع اﻷول(
اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟدور اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟذي ﺗﻠﻌﺑﻪ ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ
ﺳﺎﯾر دﺧول اﻟﺟزاﺋر ﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق ،اﻧﺳﺣﺎب اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺗﻘﻠﯾل
ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺻﺎرﻣﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻻﻧﻔرادﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﻣﻧﺢ دور
ﻓﻌﺎل ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة
ﻣﻊ ﺧﺿوع اﻟﺳوق ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ واﻟﺗدﺧل ﻓﻲ ﺣﺎل اﻹﺧﻼل ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وان ﺗطﻠب
اﻷﻣر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗم ذﻟك دون اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﻧواة اﻟﺻﻠﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ).(1
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت ﻟﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻓﻲ ﺣﺎل
ﺧرق اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻧظﻣﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي أﺛﺎر ﻧﻘﺎش ﺣﺎد ،ﺣﯾث اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن اﻷﻣر ﯾﻌد
ﺗﺟﺎوز ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻠﻘﺿﺎء ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ اﻧﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠطﺔ واﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل
ﺑﺈﺻدار اﻷﺣﻛﺎم إو ﺟﺑﺎر اﻹﻓراد ﻟﻼﻣﺗﺛﺎل ﻷواﻣر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺧﺿوع ﻟﻠﻘﺎﻧون وﻫو
اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻛرس دﺳﺗورﯾﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 164ﻣن اﻟدﺳﺗور واﻟﺗﻲ ﺗﻧص " ﯾﺧﺗص
)(2
ﻛﻣﺎ ﯾﺿﻣن اﻟدﺳﺗور ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟذا اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺈﺻدار اﻷﺣﻛﺎم"...
ﯾطرح اﻟﺗﺳﺎؤل ﺣول أﺳﺎس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ وﻣﺷروﻋﯾﺗﻬﺎ وﻛﯾف ﻟﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗﺻدر
أﺣﻛﺎم وﻫﻲ ﻻ ﺗﻧﻌﻘد ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب).(3
أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟدﻻ ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء ،ﺑﯾن ﻣﻧﻛر ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺣﯾث ﯾﺷﻛل ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ،ﺛم أن اﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺑﻌض ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﯾﻌد ﺟﻣﻌﺎ
ﻟﺳﻠطﺗﯾن ﻓﻲ أن واﺣد وﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﻟﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺑﺣﻛم أن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺻدر ﻧﺻوص
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ.
ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻘﺎرن ﻧﺟد ﺗﻘﺑل ﻟﻠﻔﻛرة ﻟﻛن وﻓﻘﺎ ﻟﺷروط ﻓﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1967ﻣﻧﺣت ﻟﻠﻣﺷرع إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺣوﯾل ﺑﻌض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺎت
إدارﯾﺔ ﻟﻛن ﺑﺷرط ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻧواة اﻟﺻﻠﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ ،ﺳﻣﺣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻫﻲ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ 1970ﺑﺗﺑﻧﻲ ﻓﻛرة إزاﻟﺔ اﻟﺗﺟرﯾم ﻋن اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣس
ﺑﺎﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻟﻛن ﺑﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺟزاﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻘوﺑﺎت إدارﯾﺔ) ،(4اﻻﻋﺗراف
ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎﺑﯾﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أﺑﻌدت اﻋﺗراﺿﺎت اﻟﻔﻘﻪ ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ﻟﻣﺑﺎدئ اﻟدﺳﺗور
ﯾﺷﻛل ﻫذا اﻷﻣر وﺿﻊ ﺣد ﻟﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ذات طﺎﺑﻊ اﻗﺗﺻﺎدي وﻣﺎﻟﻲ ﻣﻊ
وﺟود ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻧظر واﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ أﻣﺎﻣﻪ وﺗﻘﯾﯾدﻩ ﺑﺎﻟزﻣن
ﻹﺻدار اﻷﺣﻛﺎم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻔﺻل ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﻛﻣﻲ وﻟﯾس ﻧوﻋﻲ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﺈن إﺧﺿﺎع اﻟﻔﺻل ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ رﻗﺎﺑﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
إو ﺣداث اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺳوق أﻓﺿل.
ﻣﺑدﺋﯾﺎ اﻟﻌﻘﺎب اﻹداري أﺻﺑﺢ ﯾﻣﺛل طرﯾﻘﺎ ﺑدﯾﻼ ﻟﻠدﻋوى اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﻋﺎم وﻟﻠدﻋوى
اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﺑوﺟﻪ ﺧﺎص) ،(1ﻓﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أﺻﺑﺣت ﺗﻣﺎرس ﺻﻼﺣﯾﺎت ﻫﻲ ﻓﻲ
اﻷﺻل ﻣن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺻﺎدرة
ذات طﺎﺑﻊ إداري ﻓﻘط اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺑرر ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﺣﯾث ﺗم ﻧزع اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺟزاﺋﻲ ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻧﺔ ،1995ﺗم ﻧزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟذي ﻛﺎن ﺻﺎﺣب
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑوﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺣرة ﻓﻲ ﺿل ﻗﺎﻧون 1989اﻟﻣﺗﻌﻠق
)(2
،ﻟﯾﻧﺗﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﻛد اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺷرع ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر
اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻻﺗﺟﺎﻩ ﻧﺣو ﺗﺣوﯾل ﻫﯾﺋﺎت ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﯾؤﻛد ﻫذا اﻟﺗﺣوﯾل ﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻠﻣﺑﺎدرة
اﻟﺧﺎﺻﺔ وﺣﯾﺎدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ وﻫو اﻷﻣر اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﺣد ﻣن اﻟﺗدﺧﻼت اﻟﻣﺗزاﯾدة .
ﻓﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ﯾﺳﺗوﺟب ﻣراﻋﺎة إﺟراءات
وﺷروط ﻣﻌﯾﻧﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﻔس اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻛﻔوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻣن
ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،وﻣﺑدأ اﻟﺗﻧﺎﺳب ،وﻣﺑدأ ﻋدم اﻟرﺟﻌﯾﺔ ،وﻗرﯾﻧﺔ اﻟﺑراءة واﺣﺗرام ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ﻛﻣﺎ
ﯾﺷﺗرط أن اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﻏﯾر ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻓﺎﻟﻌﻘوﺑﺔ اﻟﺟزاﺋﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﺧطورﺗﻬﺎ ﯾﺣﺎل ﺗوﻗﯾﻌﻬﺎ ﻟﻠﺟﻬﺎت
)(2
،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ وﺣدﻩ ﻫو ﻣن ﯾﺳﺗﺄﺛر ﺑﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺣﺻ ار
ﺣﯾن أن اﻹدارة ﻻ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ذﻟك ﻓﺎﻟﺣدود ﺑﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ واﻹدارة ﻫﻲ دﻗﯾﻘﺔ أﻧﻬﺎ ﻓﻛرة اﻟﻌﻘوﺑﺎت
اﻟﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ).(3
ﺧول ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وﺑﻣﺟرد
اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ،ﺗﻘوم اﻟﻠﺟﻧﺔ
ﺑﺎﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻼزﻣﺔ أو إﺻدار ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ وﻫو ﻣﺎ ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة
105ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض) ،(2ﻓﺎﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻋﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ
)(3
ﻓﻬﻲ ﺗﺗﺻدى ﻟﻛل ﺧرق ﻟﻘواﻋد اﻟﻧﺷﺎط ﯾﺣدث ﻓﻲ ﺷؤون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض واﻟذراع اﻟﻘﻣﻌﻲ ﻟﻬﺎ
اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻋن طرﯾق ﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻹﻋﺎدة اﻟﺗوازن واﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻸﻣور ﻓﻠﻬﺎ اﺗﺧﺎذ ﻛﺎﻓﺔ
اﻟﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎﺋﯾﺔ) ،(4وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺗداﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﺣذﯾر واﻷواﻣر،اﻋﺗرف ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض
ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺳﻠطﺔ ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻻ
ﺗﺗﻌدى اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻدر ﻋﻘوﺑﺎت ﺳﺎﻟﺑﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ.
)(5
،ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﺧﻼل اﺳﺗدﻋت اﻟﺿرورة ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ
اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﺣﯾث
ﺗﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت رادﻋﺔ وﺻﺎرﻣﺔ ﺗﻣس ﻣﺳؤوﻟﻲ اﻟﺑﻧك ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة واﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﺗﺗراوح
ﺑﯾن اﻹﻧذار واﻟﺗوﺑﯾﺦ إﻟﻰ ﺳﺣب اﻻﻋﺗﻣﺎد ﺣﯾث ﺣدث وأن ﺳﺣب اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻣن ﺑﻧك اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ
)(6
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻓرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 114ﻣن وﺑﻧك اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ واﻟﺗﺟﺎري
ﺗﻌد ﺳﻠطﺔ اﻟﻌﻘﺎب اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ رﻓﺿﺎ ﻟﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ
)(1
،ﻓﻔﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺗﻌﺑﯾ ار ﻋن ﺣﯾﺎد اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ
اﻟﺗﺄﻣﯾن ﺧول اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧظم ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ،(2) 241اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺣق ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف
ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺑﻔرض ﻋﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺷرﻛﺎت اﻟﺗﺄﻣﯾن إو ﻋﺎدة اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺧﻼل
ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ ،ﺗﺗراوح اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺑﯾن ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﻗﺗطﺎﻋﻬﺎ ودﻓﻌﻬﺎ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﺧزﯾﻧﺔ
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 243ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 04-06اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾن أﻣﺎ اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻐﯾر ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻓﻬﻲ ﺗﺗراوح ﻣﺎﺑﯾن اﻹﻧذار واﻟﺗوﺑﯾﺦ وﻫذا دون ﺗﺣدﯾد اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﯾﺎم ﺑذﻟك،
اﻟﻣﻼﺣظﺔ أن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻻ ﺗﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺻراﻣﺔ اﻟﺷدﯾدة،
ﺣﯾث اﻛﺗﻔﻰ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻷﻗل ﻣﻧﻬﺎ ﺷدة ،ﺣﯾث ﺗرك اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ).(3
ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗرار ﻓرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ
ﺣﺎل اﻹﺧﻼل ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ﻓﻣﺛﻼ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 59ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ "ﯾﻣﻛن
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ إﻗرار ﻏراﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ﻣﺑﻠﻎ ﺛﻣﺎﻧﻣﺎﺋﺔ اﻟف دﯾﻧﺎر ) (800.000ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻘرر ،ﺿد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﺗﻘدﯾم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎطﺋﺔ أو ﻏﯾر ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ أو ﺗﺗﻬﺎون ﻓﻲ ﺗﻘدﯾﻣﻬﺎ "...إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺳﻠطﺔ إﺻدار اﻷواﻣر) ،(1ﺣﯾث
ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺟﻠس ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣواد 45و 46ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻊ ﻋﻘوﺑﺎت إدارﯾﺔ ﻓﻌﻧد اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻠدﻋﺎوى
اﻟﻣرﻓوﻋﺔ أﻣﺎﻣﻪ ،إذا رأى اﻟﻣﺟﻠس ﻣن ﺧﻼل اﻷدﻟﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ أﻣﺎﻣﻪ ﻣﻘﻧﻌﺔ ﯾﺗﺧذ اﻷﻣر
ﺑوﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ) (2ﻧﺻت اﻟﻣواد ﻣن 56إﻟﻰ 62ﻣﻛرر اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﯾﺻدرﻫﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل إﺧﻼل ﺑﻘواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق ﻏﯾر أن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﯾﺻدرﻫﺎ اﻟﻣﺟﻠس ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺿﺎء ﺳواء ﻣن طرف ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء
)(4
ﻟﻠﺗﺟﻣﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﺎﻟرﻏم اﻟﺟزاﺋر) ،(3أو ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟرﻓض ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺗرﺧﯾص
ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻣﻧﺢ أو رﻓض اﻟﺗرﺧﯾص اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ إﻻ أن اﻟﻣﺎدة 21ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻧﺣت اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ ﺗﺟﺎوز اﻟﻣﺟﻠس ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ إذا اﺳﺗدﻋت
اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ أن ﯾﻘدم اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﻣﺣل رﻓض ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾر ﻛل ﻣن
وزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻗطﺎﻋﯾﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ،وﻫذا اﻷﻣر ﯾﺷﻛل ﻣﺳﺎﺳﺎ واﺿﺣﺎ
ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
-1ﺟﻼل ﺳﻌد :ﻣدى ﺗﺄﺛر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل
،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،2012،ص253
-2ﻗﻠوﻟﻲ ﺻﺎﻓﯾﺔ:ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﺳوق ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،2ﺳﻧﺔ ، 2013ص129
-3اﻧظر اﻟﻣﺎدة 63ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
-4اﻧظر اﻟﻣﺎدة 19ﻣن أﻣر رﻗم 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺳﻠطﺔ ردﻋﯾﺔ ﻋﻘﺎﺑﯾﺔ ﻹﺣداث اﻟﺗوازن وﺿﺑط
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻓﻲ ﺟو ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ووﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺗﺟﺎوزات واﻹﺧﻼﻻت ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻛﺗﻔﯾﻧﺎ ﺑﺗﻧﺎول ﻓﻘط ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ ﻓﺎﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻷﺧرى ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻛذﻟك
ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻛﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم وﻣراﻗﺑﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ ،وﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت
اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ...اﻟﺦ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺧرج ﻋن اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﻌدى
إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ
ﺗﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬر ﺳﻠطﺎت ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋﻠﻰ ﺿﺑطﻬﺎ ﻣﻣﺎ
ﯾﻔﺳر ﻟﻧﺎ ﻋدم ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﺑﻧظﺎم ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣوﺣد ،ﻟﻛن ﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم وﺟود ﻋﻧﺎﺻر ﻣﺷﺗرﻛﺔ
ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟذي ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻪ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب وﺟود اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺳﺑق ﻟﻧﺎ اﻟﺗطرق إﻟﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻣﺟرد ﻫﯾﺋﺎت اﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﺑل ﻟﻬﺎ
ﺣﺗﻰ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات واﻷواﻣر واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﻘل أﻫﻣﯾﺔ ﻋن اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
اﻷﺧرى )أوﻻ( وﻧﺗﻧﺎول ﺑﻌض اﻟﻧﻣﺎذج ﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠدور
اﻻﺳﺗﺷﺎري )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﺗﻌرف اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ )ﺗﻠك اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻛم ﺗﺧﺻﺻﻬﺎ ﺑﻬذﻩ اﻷﻣور
ﺗﻌﺗﺑر أﻗدر أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗزوﯾد وﺣدات اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟرأي واﻟﻣﺷورة ﻓﻲ ﺷؤون اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أو اﻟﻔﻧﯾﺔ ( ﻓﺎﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻫﻲ ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ
ﺗﺗﻛون ﻣن ﻓﻧﯾﯾن ذوي ﺧﺑرة واﺳﻌﺔ ﯾﻣﺛﻠون أطراف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﺳﻠطﺎت وﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ أو
ﺧﺎﺻﺔ ،أو ﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ أو ﺣرﻓﯾﺔ أو ﻧﻘﺎﺑﺎت ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺗﻣﺛﯾل اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﺣﯾث ﺗﻛون
ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺣوار وﺗﺑﺎدل اﻷﻓﻛﺎر وﻣﻧﺎﻗﺷﺗﻬﺎ).(1
اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺗﻌرف ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻘدﯾم أراء وﺗﺑﺎدل أﻓﻛﺎر ﻣن أﺻﺣﺎب اﻟﺗﺧﺻص وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت
اﺳﺗﺷﺎرة ﻓﻬﻲ ﻟﯾﺳت ﻣﻠزﻣﺔ ،وﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﻘوة اﻹﻟزاﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺿرورة ﺗﻧﻔﯾذ واﻷﺧذ ﺑﺎﻻﺳﺗﺷﺎرة
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻓﯾﻣﻛن ﻟطﺎﻟب اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ إو ﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة
ﻣن أﻫل اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻋدم اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ وﺗرﻛﻬﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ طﺎﻟﻣﺎ ﻻ
ﯾوﺟد اي ﻧص ﯾﻠزﻣﻪ ﺑﺎﻷﺧذ ﺑﻬﺎ وﻫذا ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻻﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ ،اﻣﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻹﺟﺑﺎرﯾﺔ
ﻓﺗﻛون ﻓﻲ ﺣﺎل وﺟود ﻧص ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﯾﻠزم اﻹدارة أن ﺗﺳﺗﺷﯾرﻩ ﺟﻬﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار دون أن
ﺗﻛون ﺗﻠك اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻣﻠزﻣﺔ ﺑﻬﺎ وﻟﻬﺎ ﻣطﻠق اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟرأي ﻣن ﻋدﻣﻪ) (2أﻣﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎرة
اﻟﻣرﻓﻘﺔ ﺑرأي واﺟب اﻷﺧذ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟرأي ﺑوﺟود
اﻟﻧص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،دو ار ﻓﻌﺎﻻ
اﺳﺗﺷﺎرﯾﺎ) ، (3ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﺣﺻر دورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ وﻗﺻرﻩ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت
ﻓﻘط ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺷﺎرك ﺑﻘوة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت إﻋداد اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﺗﻘدﯾم أراء
وﺗوﺻﯾﺎت) ،(4ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺔ ﺗﻘدﯾم آراء وﺗوﺻﯾﺎت ﻟدى اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻋﻧد إﻋداد ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻘواﻧﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣﺟﺎﻻت ﺿﺑطﻬﺎ ﺣﯾث ﺗم ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟذي
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻟﻪ ﻛل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ﻣﺎﻋدا وﻛﺎﻟﺗﻲ اﻟﻣﻧﺎﺟم وﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﯾﺎﻩ .
ﻻ ﯾﺗوﻗف اﻟدور اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ﻋن ﻣﺟرد ﺗﻘدﯾم آراء وﺗوﺻﯾﺎت ﺑل ﻟدﯾﻬﺎ
ﺣق ﺗﻘدﯾم اﻗﺗراﺣﺎت ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾ ﺔ وﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺿﺑطﻬﺎ إﻟﻰ
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺳﻣﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
-1اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري،اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم، 2004،ص.120
-2ﻣﻧﺻور دوود:ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق 105
-3ﺣﺳﯾن ﻧوارة :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق
-4ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص301
)،(1
رﻏم اﻟدور اﻟﻔﻌﺎل اﻻﺳﺗﺷﺎري اﻟذي ﺗﺧص ﻣﺟﺎل ﺗدﺧﻠﻬﺎ واﻗﺗراح اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗدﺧﻠﻬﺎ إﻻ اﻧﻪ ﻏﯾر ﻣﻔﻌل ﺑﺷﻛل ﺣﻘﯾﻘﻲ ﻧظ ار
ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﺷﺎرة ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان أﺳﻠﻔﻧﺎ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﯾﻠزم اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﺑطﻠب اﻻﺳﺗﺷﺎرة وﺣﺗﻰ واﻟزﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟطﻠب،ﻻ ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﺑﺎﻷﺧذ ﺑﻬﺎ اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻧﻘص ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟدور اﻻﺳﺗﺷﺎري رﻏم ﺗوﺳﯾﻊ ﻣن ﻧطﺎﻗﻪ
ﯾﻣﻛن ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط أن ﺗﺑدي أراء ﺑﺷﺄن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت
اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ) ،(3وﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﻘﺻوى ﻟﻠﺧدﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ
واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ وﻣﻼﺋﻣﺔ وﺿرورة اﻋﺗﻣﺎد ﻧص ﺗﻧظﯾﻣﻲ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻬذا اﻟﻘطﺎع،اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت ﺗطوﯾر
اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ،وﺗﻘدﯾم ﻛل ﺗوﺻﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻗﺑل ﻣﻧﺢ
ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺧﺑﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣﯾدان
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺧول ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺻﻼﺣﯾﺔ إﺑداء رأﯾﻪ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﺷﺎرﯾﻊ
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿ ر ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﺻﻼﺣﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أوﺳﻊ ﻧطﺎق ﻣن
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻷﺧرى ﺣﯾث ﯾﻣﺗد اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻟﻛل اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺻﻔﺔ
ﻋﺎﻣﺔ.
ﯾﺗم ﺗﻘدﯾم اﻻﺳﺗﺷﺎرة ﺳواء ﺑﻣﺑﺎدرة ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﺑطﻠب ﻣن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة وﻣن طرف اﻟﻐﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺑﻬدف ﺗﺷﺟﯾﻊ وﺿﻣﺎن اﻟﺿﺑط اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻠﺳوق ،وﺿﻣﺎن
اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ أو ﻗطﺎﻋﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﻲ ﺗﻧﻌدم ﻓﯾﻬﺎ
)،(3
ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 36ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ أو ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣﺗطورة ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ
)،(4
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺷﺎرة ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣﺷروع ﻧص ﺗﺷرﯾﻌﻲ أو ﺗﻧظﯾﻣﻲ ،ﻟﯾس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻓﻘط اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،إو ﻧﻣﺎ ﻣن اﻟذي ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة 35ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون
ﻓﻘد أﻗرت ﺣق اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺈﺑداء رأﯾﻪ ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﺳﺎﺋل واﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،واﺧﺗﺻﺎﺻﻪ
ﻓﻲ إﺑداء وﺗﻘدﯾم اﻗﺗراﺣﺎت اﻟﺣﻛوﻣﺔ وﻛذﻟك ﻟﻛل اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن واﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻟﺟﻣﻌﯾﺎت
اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻧﻘﺎﺑﯾﺔ وﻛذا ﺟﻣﻌﯾﺎت ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك.
ﯾﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﺟﻠس وﺟوﺑﺎ ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻷﺧذ ﺑﺎﻻﺳﺗﺷﺎرة واﻟﻌﻣل ﺑﻬﺎ أو ﺗرﻛﻬﺎ
ﺟﺎﻧب واﻟﺗﻐﺎﺿﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن :
-1اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 03-2000ﻣؤرخ ﻓﻲ 5اوت، 2000ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت
اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ،ج ر،اﻟﻌدد ، 48ﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 6اوت.2000
-2ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.305
-3ﺟﻼل ﺳﻌد :ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.270
-4اﻧظر اﻟﻣﺎدة 36ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 5ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ) ، (1وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧروج اﻟدوﻟﺔ
ﻋن ﻣﺑدأ ﺣرﯾﺔ اﻷﺳﻌﺎر ،ﺣﯾث ﺗﺗﺧذ ﺗداﺑﯾر ﺗﺣدﯾد ﻫواﻣش اﻟرﺑﺢ وأﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت أو
اﻟﺗﺳﻘﯾﻔﺎت أو اﻟﺗﺻدﯾق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراﺣﺎت اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ .
اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﺟﻣﯾﻌﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث ﻧص اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟراﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 17أن ﺗﻘدم
طﻠب ﻟﻠﻣﺟﻠس ﻟﯾﻔﺻل ﻓﯾﻪ ﻓﻲ أﺟل 3أﺷﻬر ﺣﯾث ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﻪ اﻟﺗﺄﻛد ،ﻣن ﻋدم ﻣﺳﺎس اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ
ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ واﻟﻧزﯾﻬﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق .
ﻣﺎ ﯾﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ اﻧﻪ رﻏم إﺿﻔﺎء اﻟطﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
اﻟذي ﺗﻣﺎرﺳﻪ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت ﺗدﺧﻠﻬﺎ ،واﻟﺗوﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎﻗﻪ اﻹﺟراﺋﻲ ،ورﻏم أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرة اﻟﺗﻲ
ﺗﻘدﻣﻬﺎ ﺑﺣﻛم دراﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻟﻣﺟﺎﻻت اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﺣﺳب ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣﺟرد
اﺳﺗﺷﺎرة ،و أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺗﻛون اﺧﺗﯾﺎرﯾﺔ اﻷﻣر اﻟذي ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻹﻧﻘﺎص ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرة
اﻟﻣﻘدﻣﺔ ،ﻧظ ار ﻟﻌدم وﺟود اﻟطﺎﺑﻊ اﻹﻟزاﻣﻲ ﺑﺿرورة اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻬﺎ
ﻋﻧد اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر واﻟﻘ اررات اﻟﻬﺎﻣﺔ .
-1اﻧظر اﻟﻣﺎدة 5ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 05-10ﻣؤرخ ﻓﻲ 15اوت ، 2001ج ر،اﻟﻌدد 46ﺻﺎدر ﻓﻲ ، 2010/8/18ﻣﻌدل
ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻓﺷل اﻟﻧﻣط اﻟﺗﺳﯾر اﻹداري اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻓﻲ اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﺗﻣﯾز ﺑﺳﯾطرة
اﻟدوﻟﺔ ورﻗﺎﺑﺗﻬﺎ اﻟﺷدﯾدة اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،أدى ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻹزاﻟﺔ
اﻟﺗﻧظﯾم ،ﺣﯾث ﺗم ﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓطرأت ﻋﻠﯾﻪ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺟدﯾدة ﺗﻧدرج ﺿﻣن
ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص ،وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﺑﻌﯾدا
ﻋن ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ واﻟﻘطﺎع اﻟﺧﺎص ﺑﺈﻟﻐﺎء
اﻻﺣﺗﻛﺎر+.
ﺗزاﻣﻧﺎ ﻣﻊ ذﻟك اﺧﺗﺎرت اﻟدوﻟﺔ اﻟظﻬور ﺑوﺟﻪ ﺟدﯾد ﻏﯾر اﻟﻣﺄﻟوف ،ﺣﯾث ﺗم ﻣﻧﺢ ﺳﻠطﺔ
اﻟﺿﺑط ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻣﻧﺣﻬﺎ ﺳﻠطﺎت واﺳﻌﺔ ،ووﺿﻌﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﺳﻠم اﻟﻬرﻣﻲ
اﻹداري ﻣﻊ ﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺣﺻﺎﻧﺔ ﻋدم ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻻ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ أوﻻ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ﻟﻛن ﻫذا ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺻدرﻫﺎ ﻣﺣﺻﻧﺔ ﺑل ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﻣﺑﺣث اﻷول( ،ﺣﺗﻰ
ﺗﻘوم ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑدورﻫﺎ اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻘﻲ ﺿﺑط اﻟﺳوق وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ،
ﻟﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ واﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﺳواء ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ أو اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول
أوﻛﻠت ﻣﻬﻣﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻟذﻟك أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﺗﺳﻣﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،اﻟﺗﻲ أﺻﺑﺣت اﻟﻣﺳﯾر اﻟوﺣﯾد ﻟﺿﺑط ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻧﺷﺎطﺎت
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ) ، (1ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋﺿوﯾﺔ ووظﯾﻔﯾﺔ ،ﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻟﺣﯾﺎد اﻟﺗﺎم ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ واﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣﺳب اﻟﻘطﺎع اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﻪ ﺑﺿﺑطﻪ.
1
-ﻣﺣﻣدي ﺳﻣﯾرة ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون،
ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،2014 ،ص.10
ﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟم ﯾﺟﻧﺑﻬﺎ اﻟﺧﺿوع ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻬﺎﺗﻪ اﻷﺧﯾرة ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺿﻣﺎن
اﻟﺗﺎطﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻔﻌﺎل ﻟﻌﻣل ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط ،إو ﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻶﻟﯾﺎت اﻟرﻗﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ظل دوﻟﺔ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﺗﻬدف ﻟﻠﺣد ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت) ،(1إو ﻧﻣﺎ ﻫدﻓﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت وﺿﻣﺎن ﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع ورﻗﺎﺑﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﻗ اررات ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت.ﺷﻛﻠت
ﺧﺿوع ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻟﻬذا اﻟﻣﺟﺎل ﻟذا ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﻬﺎ دراﺳﺔ
أﺳس اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل )اﻟﻣطﻠب اﻷول( ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺣدﯾد اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ،ﻗد ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﻟﻠﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﻣﺎ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻣن ﺳﻠطﺔ ﻗﻣﻌﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
اﻹﺧﻼل ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،وﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ ﻗ اررات ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ،ﺟﻌل أﻣر إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء أﻛﺛر ﻣن ﺿروري ،ﺧﺎﺻﺔ وان اﻟدﺳﺗور ﯾﻧص ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ،(2)157ﻋﻠﻰ
أن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺣﻣﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ واﻟﺣرﯾﺎت وﺗﺿﻣن ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ وﻟﻛل واﺣد اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ
ﺣﻘوﻗﻬم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،إو ذا ﻛﺎﻧت اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ وﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ
اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻻ ﺗﺛﯾر ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛوﻧﻬﺎ ﻻ ﺗرﻗﻰ إﻟﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻗ اررات إدارﯾﺔ ،أﻣﺎ
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ،ﻓﺎن ﺻدور أي ﻗرار ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻫذﻩ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت ﯾﺧﺿﻊ ﻻ
ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ).(3
1
- P.JAN : institutions administratives, 3eme édition, litec, 2004, p 135.
2
-أﻧظر اﻟﻣﺎدة ،157ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-ﻣﻧﺻور داود :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺷرﻋﯾﺔ ﻗ اررات ﺳﻠطﺎت ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة /،اﻟﻌدد ،12ص.564
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﻌد اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋن
اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ،ﻓﯾﻘﺿﻲ اﻷﻣر ﻣﻧﺎ اﻟﺑﺣث ﻋن أﺳﺎس اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص
اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ )أوﻻ( ،أو ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﯾﺣﺗل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣراﺗب اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﺻﺎدر اﻟﻘﺎﻧون ،وﻓﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻟذﻟك ﻓﺎن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،(1)01-98ﯾﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﺻدر اﻟذي ﯾﻧﺣدر ﻣﻧﻪ ﻣﺑدأ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ .
وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 171ﻣن اﻟدﺳﺗور) ،(2اﻟﺗﻲ ﺗﻧص "...ﯾﻣﺛل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻬﯾﺋﺔ
اﻟﻣﻘوﻣﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ" ،ﺟﺳدت ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ﻣﺑدأ اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،وﻓﻘﺎ ﻟدﺳﺗور ،1996ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 152ﻣﻧﻪ ،وﺑﺣﻛم اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري
ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺗﺄﻛد اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻓرض رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ،اﻟذي ﯾﻌد أﺳﺎس ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد
طﺑﯾﻌﺔ اﺣد أطراف اﻟﺧﺻوﻣﺔ) ،(3وﻗد ﻛرس اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون
1
-ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ،01-98ﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي ،1998ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ ،ج ر
اﻟﻌدد 37ﻟﺳﻧﺔ ،1998ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 13-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2011ج ر اﻟﻌدد 43ﻟﺳﻧﺔ
.2011
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 171ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-ﻧوﯾري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،2008 ،08
ص.44
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ،ﻛﺄﺻل ﻟﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء
اﻟﻌﺎدي ،وﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري .
وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 901ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻻدارﯾﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " :ﯾﺧﺗص
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛدرﺟﺔ أوﻟﻰ وأﺧﯾرة ،ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻔﺳﯾر وﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ،
ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ".
ﻛﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 98/01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﯾﺧﺗص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛدرﺟﺔ أوﻟﻰ وأﺧﯾرة ،ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ
دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻔﺳﯾر وﺗﻘدﯾر اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ .(1) "...
وﻣﺎ ﻧﻼﺣظﻪ ﻋدم إدراج ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻛﯾف ﯾﺑرر اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ إذن ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي؟ .ﺗﺷﯾر اﻟدراﺳﺎت ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ،اﻧﻪ ﻟم ﯾﺗم ذﻛرﻫﺎ ﺿﻣن اﻟﺳﻠطﺎت
اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻧظ ار ﻹدﻣﺎﺟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ) ،(2ﻟﺗﻘﺎرب
طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﻓﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﺎ ﻣﻌﯾﻧﺎ ﯾﻠﺑﻲ اﺣﺗﯾﺎﺟﺎت ﻣﺟﻣوﻋﺔ وطﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت
اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ).(3
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 9ﻣن ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ،01-98ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
-ﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﺎم اﻟوطﻧﻲ ،وﺗﺗﺣور ﻣﻬﻣﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧظﺎم
اﻟﻌﺎم.
3
-ﻗرﯾﻣس إﺳﻣﺎﻋﯾل :ﻣﺣل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري إو دارة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ،2013 ،ص.20
ﺗﻌد اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻔﺋﺔ اﻷﻧﺳب ﻟﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺟدﯾدة) ،(1إذ ﻻ ﯾﻣﻛن
إدراﺟﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻧﺳﺗﺑﻌد ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻣن ﺗﺿﻣﯾﻧﻬﺎ ﺿﻣن
اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،وﻫو اﻟرأي اﻟذي اﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺳﺗﺎذ رﺷﯾد زواﯾﻣﯾﺔ ﺣﯾث اﻋﺗﺑر أن
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺗﻪ ،إﻻ إذا اﻧدرﺟت ﺿﻣن
ﻓﺋﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،واﺳﺗﺑﻌﺎد ﺗﺻﻧﯾﻔﻬﺎ ﻛﺳﻠطﺎت ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣﻧظﻣﺎت ﻣﻬﻧﯾﺔ).(2
ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻣؤﺷرات ﺗﺷﯾر إﻟﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط ،وﻫو ﻣﺎ ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة 901ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
ﻓﻲ ﻧﺻﻬﺎ ... " :ﻛﻣﺎ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ".
ﺣرﺻت اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء ﺟو ﺗﻧﺎﻓﺳﻲ ﺷﻔﺎف وﻧزﯾﻪ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،أدى ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﺳﺗﺣداث ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي،
ﺗﻣﺎرس اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻓق اﻟﻣﻧظور اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟدﯾد ﺑدﻻ ﻣن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ .ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ،ﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻧﺻت
ﻋﻠﻰ رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺗﻌﺎﻣﻼﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
)(3
. اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻘراء ﺑﻌض اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻧﺟد ﺧﺿوﻋﻬﺎ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﺎﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ اﻟﺻﺎدرة ﻣن طرف ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد
واﻟﻘرض أو اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ـ ،ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 65ﻣن
اﻷﻣر رﻗم ،(4)11-03ﺣﯾث ﺧوﻟت اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ
1
-ﻣﺣﻣدي ﺳﻣﯾر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.14
2
- ZOUAIMIA RACHID : le régime contentieuse des autorités administratives indépendant
en droit algérien, Revue Idara, N° 29, 2005, p 06.
3
-راﺷدي ﺳﻌﯾدة :ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠط ﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،اﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي ،2007ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ.2007 ،
4
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻻﻣر رﻗم ،11-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻟﺻﺎدرة ﻣن طرف ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟطﺑﯾﻌﯾﯾن أو اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن اﻟذﯾن
رﻓﺿت طﻠﺑﺎﺗﻬم ﺑﻣﻧﺢ اﻟﺗراﺧﯾص أو اﻻﻋﺗﻣﺎد ،اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺑطﻼن ،ﺷرط ﺻدور ﻗ اررﯾن
ﺑﺎﻟرﻓض ،وﻻ ﯾﺟوز ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ،إﻻ ﺑﻌد ﻣﺿﻲ 10أﺷﻬر ﻣن ﺗﺑﻠﯾﻎ أو رﻓض اﻟطﻠب
اﻷول).(1
ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة 17ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣددة ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت ﻋﻠﻰ
اﻧﻪ" ،ﯾﺟوز اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،(2) "...إذا ﻛﺎن
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﻧﺷﺎ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟذي
ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻪ إﻻ اﻧﻪ ﺑﺈﻧﺷﺎﺋﻪ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺳﻊ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺗﻣﺗد رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻟﺗﺷﻣل
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺑﺣﻛم اﻟدور اﻟﻔﻌﺎل اﻟذي ﯾﺿطﻠﻊ ﺑﻪ ،اﺳﺗوﺟب اﻷﻣر ﺿرورة
إﺧﺿﺎﻋﻪ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،اﻷﻣر اﻟذي أﻛدﻩ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺷﺄ ﻟﻪ اﻟذي ﺳﺟل اﻹﺳﺗﺛﻧﺎء ﺑﻧﺻﻪ ﻋﻠﻰ
ازدواﺟﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ،ﺣﯾث اﺧﺿﻊ اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن رﻓﺿﻪ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠطﻌن
أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ).(3
ﯾﻣﻛن ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻣﺎ ﯾﺗرﺗب ﻋن اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ أﺿرار ﺳﻠﺑﯾﺔ ،وﺗﺧل ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ
اﻟﺳوق رﻓض ﺗﻘدﯾم اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ﺑﻌد اﺧذ رأي اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،وﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣﺎدة 19ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وذﻛرﻧﺎ ،ﺗم ﻋﻘد اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظر ﺑﺎﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗرار
رﻓض اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ،وﻣرد ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،إﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟطﻌن
ﻓﻲ ﻗرار اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ،دون ﻣراﻋﺎة أن اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻧظ ار ﻟﻠطﺑﯾﻌﺔ اﻟو ازرﯾﺔ
ﻟﻠﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﺑرﻓض اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ.
ﻗدﻣﻧﺎ ﻧﻣﺎذج ﻓﻘط ﻟﺧﺿوع ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻛرﺳت
ﻫﺎﺗﻪ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻬﺎ ،إذ ﺗم إرﺳﺎء وﺗﺟﺳﯾد ﻣﻌﺎﻟم اﻟرﻗﺎﺑﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻣن ﺧﻼل ﻧﺻوﺻﻬﺎ اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻧﻘﺎﺋص اﻟﺗﻲ
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 64ﻣن اﻻﻣر رﻗم ،11-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،03-2000ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 19ﻣن اﻻﻣر رﻗم ،03-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺗﺛﯾرﻫﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻻﺣظﻧﺎ أن ﺳﻠطﺔ واﺣدة ﯾﻣﻛن أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺟﻬﺗﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﺗﯾن ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﻧﺎﻫﯾك ﻋن اﻹﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺎر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻗﯾﻣﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر
ﺑدﺳﺗورﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن
أن اﻟدﺳﺗور ﯾﺟﻌل اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ ﺗﺗﺣدد ﺑﻘﺎﻧون ﻋﺿوي وﻟﯾس ﻋﺎدي).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺧﺿوع ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﺗم إﻗ اررﻩ ﺑﻣوﺟب اﻟﻧﺻوص
اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم 01-98اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻟﻛن ﺑﺣﻛم ﺳﻣو اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻧﺑﺣث ﻋن ﻣدى
دﺳﺗورﯾﺔ اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﺑﺎﻻﺳﺗﺛﻧﺎء إﻟﻰ ﻣوﻗف اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري )أوﻻ( ،واﻟﺑﺣث ﻓﻲ رأي
اﻟﻔﻘﻪ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﯾﺧﺗص اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﻋدم
ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻛوﻧﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣدى ﺧﺿوع ﻫذﻩ
اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻟﻠدﺳﺗور ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣرور ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ﻣن إﻧﺷﺎء أو ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر ،إﻻ أن اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻟﺣد اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻟم ﯾﺑث ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ دﺳﺗورﯾﺗﻬﺎ .ﺛم أن اﻟﺗﺳﻠﯾم
ﺑﺎﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻻ ﯾﺗﺣﻘق إﻻ ﺑﻣطﺎﺑﻘﺔ
ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻷﺣﻛﺎم دﺳﺗور).(2
1
-ﺑرﻛﺎت ﺟوﻫرة ،ﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﺷﺎط ﺳﻠطﺗﻲ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﺗﺣوﻻت
اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو ،2007 ،ص .19
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 172ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻏﻠب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أﻗرت ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
ﻓﻲ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ ،وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﻧﺟد أن اﻟﻣﺎدة 172ﻣن اﻟﺗﻌدﯾل
اﻟدﺳﺗوري ﻟﺳﻧﺔ " 2016ﯾﺣدد ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي ﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﺗﻧﺎزع "...إذا ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺎدة اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﺗﺷﺗرط ﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣوﺟب
ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﯾس ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﺷرع إﻗرار ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣوﺟب
ﻗﺎﻧون ﻋﺎدي ،ﺑﻣﺎ أن اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺻدرت ﺑﻣوﺟب ﻗواﻧﯾن
ﻋﺎدﯾﺔ).(1
ﻛﻣﺎ أﻛد اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري _ﻋﻠﻰ ﺳﻣو اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ ﺗدرج اﻟﻘواﻧﯾن)،(2
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﺗﻌدﯾل ﻣﺿﻣون ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي ﺑﻘﺎﻧون ﻋﺎدي ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون،
ﻓﻣﻧﺢ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑواﺳطﺔ
ﻗواﻧﯾن ﻋﺎدﯾﺔ ،ﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎﻫل اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﺗوزﯾﻊ اﻟدﺳﺗوري ﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن ،اﻟﻌﺿوي
واﻟﻌﺎدي ،وﻟﻣﺑدأ ﺗدرج اﻟﻘواﻧﯾن اﻟذي ﯾﺣدد ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘواﻋد ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ).(3
ﯾﺳﺎﻫم اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ إو زاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض واﻟﻠﺑس اﻟذي ﻗد
ﯾﻌرﯾﻬﺎ ،ﺑﻣﺎ ﯾﻘدﻣﻪ ﻣن أراء ﺗﺛري اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻏﯾر أن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﺳﺎﻟﺔ دﺳﺗورﯾﺔ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﺳﺎﻫم ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎف ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﯾض ﻣن ﻧظﯾرﻩ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،اﻟذي أﺛﺎر ﺟدل
ﻓﻘﻬﻲ ﻣن زاوﯾﺔ ﺧﺿوع اﻷﻋﻣﺎل ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﯾﺷﻛل ﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻓﻛرة اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز ﻫﯾﺋﺎت
اﻟﺿﺑط ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﻋﺗﺑر اﻟﺑﻌض أن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻻﺑد ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون).(4
1
-ﺣددت اﻟﻣﺎدة 141ﻣن اﻟدﺳﺗور اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﺣﯾث ﺗﺗم اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ
وﺟوﺑﺎ ﺑﺎﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻣن اﻟﻧواب وأﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺟوﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري.
2
-رأي ر/10ردم ،2000/ﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﻣﺎي ، 2000ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﺷﻌﺑﻲ اﻟوطﻧﻲ ،ج ر اﻟﻌدد
46ﻟﺳﻧﺔ .2000
3
- ZOUAIMIA RACHID, le régime contentieux des autorités administratives indépendantes
en droit algérien, Revue Idara, N° 29, 2005, p11.
4
-رﺣﻣوﻧﻲ ﻣوﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.57
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑوﺣدة اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﺎﻟدول اﻻﻧﺟﻠو-ﺳﺎﻛﺳوﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺛﺎر ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ
اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ،إو ﻧﻣﺎ ﺗﺛﺎر ﻟدى اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر ،ﻓﻬﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ أﺛﯾرت ﻣﻊ إﻧﺷﺎء ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻓرﻏم اﻟطﺎﺑﻊ
اﻹداري اﻟﻣﻣﯾز ،وأﺧذا ﺑﺎﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﺻﺎﺣب اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻷﺻﯾل )اﻟﻔرع اﻷول(،
إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺧروﺟﺎ ﻋن اﻷﺻل اﺧﺿﻊ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ
)(1
ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي واﻹداري )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(. اﻟﻣزدوﺟﺔ
اﻟﻔرع اﻷول
ﯾﺷﻛل اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري اﻟﻣﻣﯾز ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي أﺳﺎس ﻣﻧﺢ اﺧﺗﺻﺎص
ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﻣس ﺑﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن ،ﺣﯾث ﻣﻛﻧﻬم اﻟﻘﺎﻧون ﻣن رﻓﻊ اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ذﻟك
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗد ﯾﺷوب اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق ،واﻷﻣر ﻟﯾس ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺳﺎس ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،إو ﻧﻣﺎ ﯾﻧدرج
ﺿﻣن أن ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻷﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﺗطﺑق اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻛﺎن ﻟزاﻣﺎ إﺧﺿﺎع
اﻷﻣر ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺈﺳﻧﺎد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ )أوﻻ( ،ﻋن اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘ اررات
اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،09-08ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
أوﻻ :أﺳﺎس اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
ﯾؤﻛد اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
واﻋﺗﺑﺎرﻩ أﻋﻠﻰ ﻗﻣﺔ ﻫرم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري ) ،(1وﺗﺄﻛد اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﺑﺻدور اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي رﻗم 01-98اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،وﺗﺣدﯾد اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻪ وﻋﻣﻠﻪ ،ﻓﺈﻟﻰ
ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ،اﻟذي ﯾﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﻪ ﯾوﺟد ﻣﻌﯾﺎر ﻣوﺿوع
اﻟطﻌن ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟطﻌن ﻟﺗﺟﺎوز اﻟﺳﻠطﺔ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﺗﻔﺳﯾر ،واﻟطﻌن ﻟﺗﻘدﯾر
اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻫﻲ ﺛﻼث ﻣواﺿﯾﻊ ﺗﺣدد ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻘرار ،أي إﻟﻰ أﻫﻣﯾﺔ
اﻟﻘرار).(2
ﺑﻌد إﺳﻧﺎد اﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠطﻌن إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﺗم ﺑﻣوﺟب اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧﺷﺎة
ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻫﻲ ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ
ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗراﻋﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺷرع ،ﻓﻬﻲ ﺗﺣﻘق اﻟﺷرطﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﻣﺎ
ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ ﻣﺣﺗوى اﺟﺗﻬﺎد اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻋن طرﯾق إﺿﺎﻓﺔ اﺧﺗﺻﺎص
ﯾﺗﻔق ﻣوﺿوﻋﻪ ﻣﻊ ﻣﺿﻣون اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻟﻌﺿوي ،واﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻر
اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ،
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 152ﻣن دﺳﺗور .1996
2
-ﺑوﺟﻣﻠﯾن وزﻟﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.232
3
-اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،13-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2011ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،01-98ﻣؤرخ ﻓﻲ
30ﻣﺎي ،1998ج ر اﻟﻌدد 43ﻟﺳﻧﺔ .2011
4
-راي رﻗم /02ر م د 11/ﻣؤرخ ﻓﻲ 6ﯾوﻟﯾو ﺳﻧﺔ ، 2011ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣراﻗﺑﺔ ﻣطﺎﺑﻘﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﻟﻠﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي رﻗم 0198اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎﯾو 1998واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ ،ج ر اﻟﻌدد 43
ﺻﺎدر 3أوت .2011
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ) ،(1اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻧﺳﺟم ﻛذﻟك ﻣﻊ ﻧص اﻟﻣﺎدة ،901ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣوﺟب ﻧﺻوص ﺧﺎﺻﺔ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻗد ﺗﻣس ﺑﺎﻟﺣﻘوق
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻔرﺿﻪ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺎت ﺗﻛون ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق
واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻛرﺳﺔ دﺳﺗورﯾﺎ ،إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﻛرس ﺣق ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺑﻔرض
ﻋﻘوﺑﺎت ﯾﺑﻘﻰ ﻣﺟرد ﻗﻣﻊ إداري ،ﻣﻊ إزاﻟﺔ اﻟطﺑﺎع اﻟﺗﺟرﯾﻣﻲ ﻓﻼ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون اﻟﻌﻘوﺑﺔ ﺳﺎﻟﺑﺔ
ﻟﻠﺣرﯾﺔ ،ﻓﻬﻲ ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻧﻔرد ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻓﻘط دون ﻏﯾر.
ﻋﻠﻰ ﻛل ﻓﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل واﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘ اررات ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻓردﯾﺔ ،ﻣﺛﻼ
رﻓض اﻻﻋﺗﻣﺎد أو ﺗﺣدﯾد ﻣﺟﺎﻻت ،وﻫو ﻣﺎ ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 9ﻣن اﻟﻣرﺳوم
اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،(3)10/93ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم
اﻟﺗﺄدﯾﺑﻲ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻧﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻣن ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻬﺎ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﯾﻘﺔ اﻷﻣر ﺷﻛل اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ،ﺣﯾث اﺧﺿﻊ ﻓﻘط ﻗرار رﻓض ﻣﻧﺢ
اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،أﻣﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘ اررات أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء
)(4
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز اﻟﻌﺎدي ،ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 139ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 01/02
1
-ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .233
2
-رﺣﻣوﻧﻲ ﻣوﺳﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .61اﻧظر اﻟﻣﺎدة ،9ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم 10/93ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎي
1993ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،34ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،04-03ج ر اﻟﻌدد .11
3
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 139ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 02-01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﻋن طرﯾق اﻟﻘﻧوات ،ج ر اﻟﻌدد .08
4
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،03/2000ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﻧوات ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻗ اررات ﻟﺟﻧﺔ اﻟﺿﺑط ﻣﺑررة ،وﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون
ﻣوﺿوع طﻌن ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ" ،وﺣﺳب اﻟﻣﺎدة 137ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﺳﺗﺛﻧت
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن ﺿدﻫﺎ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﻣﺎدة 17ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،03/2000ﻧﺻت ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ إﺧﺿﺎع اﻟﻘ اررات
اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،أﻣﺎ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺳواء
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻘ اررات اﻟﻔردﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻣﻧﺢ اﻟﺗراﺧﯾص ﻣﺛﻼ ،واﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﺧﺿﻌت اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺣﻛﯾﻣﯾﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ﻓﻧﻼﺣظ ﺗذﺑذب ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات
اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﯾوﺟد ﻧص ﺻرﯾﺢ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 65ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،11-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد
واﻟﻘرض اﻟذي أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات اﻟﻐﯾر ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ
ﻛﺎﻟﺗرﺧﯾص واﻻﻋﺗﻣﺎد ،اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻹﺑطﺎل دون ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ،
ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﻘ اررات اﻟﺗﺄدﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﻧد اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﺟﻌل اﻟﻘﺎﻧون
اﺧﺗﺻﺎص اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ).(1
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺳﺑق ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ ﻧﻣﺎذج ﻓﻘط ﻟﺧﺿوع اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺿﻣﺎن اﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ﺳﻛوت
اﻟﻣﺷرع ﻋن ﻣﺳﺎﻟﺔ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺿد ﻗ اررات ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻋدم ﺗﺣدﯾد
اﻟﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﻻ ﯾﻛﺳﺑﻬﺎ اﻟﺣﺻﺎﻧﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﺳﺗﻧﺎدا إﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 161ﻣن
اﻟدﺳﺗور) ، (2واﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺧﺿوع اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم
اﻟ ﻘﺿﺎء ،ﻓﯾﺑﻘﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻣراﻗﺑﺔ وﻋﯾن اﻟﻌداﻟﺔ ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون وﻓرض اﺣﺗراﻣﻪ وﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت .
1
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة ،107ﻣن اﻻﻣر رﻗم 11-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 161ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-16ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻟم ﯾﻌﺗرف ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﺣﯾث اﺧﺿﻊ ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻪ
ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻣزدوج ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي واﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص رﻓض ﻣﻧﺢ اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻓﻘد اﺳﺗﺑﻌد ﻛﻠﯾﺎ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻟم ﯾﻛﯾﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
اﺧﺿﻊ ﺟﺎﻧب ﻣن ﻣﻧﺎزﻋﺎﺗﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وﺟزء ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي).(1
ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺗم ﺗﺣوﯾل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )أوﻻ( ،ﺣﯾث اﺳﻧد اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﺿد ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ،وﺗﺧﺗص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ
ﻗﺿﺎﯾﺎ إﺑطﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وطﻠﺑﺎت اﻟﺗﻌوﯾض )ﺛﺎﻟﺛﺎ(.
أوﻻ :ﻧﻘل اﺧﺗﺻﺎص رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي
ﺷﻛل إﺧﺿﺎع اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي
ﻧﻘﺎﺷﺎ ﻓﻘﻬﯾﺎ ،ﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻪ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻛﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ
واﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،وﻣﻊ ذﻟك ﻣﻧﺢ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي.
ﻗدﻣت ﺗﺑرﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺣول ﻫﺎﺗﻪ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ،ﺣﯾث ﺑررت ﻓﻲ ﻛون اﻟﻘﺎﻧون ﯾﻬدف إﻟﻰ
ﺗوﺣﯾد ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﺣت رﻗﺎﺑﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة ،ﻟﺗﻔﺎدي أي ﺧﻼف ﺣول
ﺗﻔﺳﯾر ﻗواﻋد اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻗدم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺑرر ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ،اﻟذي ﻟم ﯾﻌد ﻣﻘﺻو ار
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي ،اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم ،وﺗﻛوﯾن اﻟﺟﯾد ﻟﻠﻘﺿﺎة ،ﺑل ﺗطور ﻓﻲ
اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﻧظر واﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ،اﻟﻣﺷرع ﻧﻘل
1
-ﺑرﻛﺎت ﺟوﻫرة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.33
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أﺧرى ،ﻣن اﺟل ﺗوﺣﯾد ﺗطﺑﯾق وﺗﻔﺳﯾر
أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون ﻣﻌﯾن).(1
اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻧﻘل ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺣﯾث اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ
ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﻣﻧﻪ ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘ اررات ﻣﺟﻠس
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي وﻫو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾد اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ دون اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟذﻟك.
ﺑﺣﻛم أن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،وﯾﺗﻣﯾز ﺑﺎﻟطﺑﺎع اﻹداري ﻓﻬو وﻓﻘﺎ
ﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﯾﺧﺿﻊ ﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،وﺑﺎﻻطﻼع ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 9ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗﻛم ،01-98ﻓﻬذا ﯾﻌﻧﻲ أن ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم ﺗﺧﺿﻊ
ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ .
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان ﺗطرﻗﻧﺎ ﻟﻠﻣﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﻗﺑل ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟرأي اﻟدﺳﺗوري اﻟذي اﻋﺗﻣدﻧﺎ إﻟﯾﻪ،
ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع ﻛرس ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑطرﯾﻘﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر
ﻟﯾس ﺑﺎﻟوﺿوح اﻟﻣطﻠوب ،ﻣﻊ ﻏﯾﺎب ﻷي ﺗدﺧل دﺳﺗوري ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻏﯾﺎب أي
ﻗﺎﻧون ﻣﺳﺗﻘل ﯾﺗﻧﺎول ﺷروط اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺣدﯾد اﺟل ﺷﻬر
ﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ وان اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻘﺿﺎﯾﺎ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﯾﺗطﻠب اﻷﻣر ﺳرﻋﺔ اﻟﺑث ﻓﯾﻬﺎ.
ﺗﺧﺗص اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﻋن رﻗﺎﺑﺔ اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة
ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣﺎ ﻋدا اﻟﻘ اررات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﻓض اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة
63ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،(2)03-03اﻟﺗﻲ ﺗﻧص "ﺗﻛون ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم
1
-ﻣﺣﻣد ﺑﺎﻫﻲ اﺑو ﯾوﻧس ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
،2000ص .227
2
-أﻧظر اﻟﻛﺎدة 63ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،03-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣن ﻗﺑل اﻷطراف اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،أو ﻣن ﻗﺑل
اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﺟل ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ﺷﻬ ار واﺣدا اﺑﺗداءا ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﻘرار" .ﺑﻌد
ﺗﺣوﯾل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﺳﻠطﺔ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻗ اررات
ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺔ ،وﻟﯾﺳت ﻛدرﺟﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ
ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ).(1
اﻟطﻌون ﻓﻲ ﻗ اررات اﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔﯾزﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ،1/3
ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗرﻓﻊ ﻓﻲ اﺟل أﻗﺻﺎﻩ 20ﯾوﻣﺎ وﻧﻼﺣظ ﺗﻣدﯾد ﻓﻲ اﻵﺟﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﺗﻌدﯾل
ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟﺳﻧﺔ ،25008ﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ظل اﻷﻣر رﻗم 03-03ﻣﺣددة ﺑﺄﺟل أﻗﺻﺎﻩ
10أﯾﺎم.
ﻋﻣوﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﯾ ارﻗب ﻣدى ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗواﻓﯾﻪ
ﻣن ﺣﯾث ﻣدى اﺣﺗرام ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣواﺟﻬﺔ وﺣﻘوق اﻟدﻓﺎع وﻗواﻋد اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ وﻛذا اﺣﺗرام
اﻟﻘواﻋد اﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻘ ارراﺗﻪ ،وﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﺑﺻﻔﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻫذﻩ
اﻟرﻗﺎﺑﺔ ).(2
ﺣﯾث ﺗﺗﺣدد ﺳﻠﻔﺎ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺿد ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻣﺗﻧﺎزع ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺔ
إﻟﻐﺎء اﻟﻘ اررات ،إذا ﻛﺎﻧت ﻏﯾر ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ،أو ﺗﻌدﯾل ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس ﺑﻣراﺟﻌﺗﻪ أو
ﺗﻐﯾرﻩ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺄﻣر ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻹﺟراءات اﻟﺗﺣﻔظﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺟﻠس أو
ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ).(3
وﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﺄﯾﯾد اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻰ اﻟطرف اﻟﻣﻌﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ،رﻓﻊ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣراﻗﺑﺔ ﻟﻣدى ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون.
1
-ﻣﺎدﯾو ﻟﯾﻠﻰ ،ﺗﻛرﯾس اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ ،أﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي .2007
2
-ﻟﺧﺿﺎري اﻋﻣر ،إﺟراءات اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ أﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي .2007
3
-ﻟﺧﺿﺎري اﻋﻣر ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم إﺑطﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻧﻬﺎ
إن إﻧﺷﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻛﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺳوق ،وﺗزوﯾدﻩ ﺑﺎﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻼزﻣﺔ
ﻟذﻟك ﺣﺗﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺳﺗﺑﻌﺎد دور اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوق ،ﺑل
أﺑﻘﻰ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،ﺣﯾث ﯾﺿل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺗﺟﺎري واﻟﻣدﻧﻲ ﻣﺟﺎﻻ ﻣن
)(1
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺈﺑطﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )أ( وﻛذا اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض اﻻﺧﺗﺻﺎص
ﻋن أﺿرار اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ )ب( .
1
-ﻟﯾﻧﺎ ﺣﺳن زﻛﻲ ،ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻣﻧﻊ اﻻﺣﺗﻛﺎر ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري واﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻷوروﺑﻲ ،دار
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،2006 ،ص.357
2
-أﻧظر اﻟﻣواد 8و 9ﻣن اﻻﻣر رﻗم ،03-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-ﻛﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ،اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،2006 ،ص .357
ب .اﻟﺗﻌوﯾض اﻷﺿرار اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
اﻛﺗﻔﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ رﻓﻊ دﻋﺎوى اﻟﺗﻌوﯾض ﺿد اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ
ﻋن ارﺗﻛﺎب اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وذﻟك أﻣﺎم اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ)،(1
ﺣﯾث أﻛدت اﻟﻣﺎدة 48ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ ﺣق ﻛل ﺷﺧص ﺳواء ﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أو
ﻣﻌﻧوﯾﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺿرروا ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،رﻓﻊ اﻟدﻋوى طﺑﻘﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣﻌﻣول
ﺑﻪ ،ﯾﻔﻬم ﻣن ﻫذا أن اﻟﻣﺷرع أﺣﺎل إﻟﻰ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻣﺿرور ﺗﺄﺳﯾس دﻋواﻩ
ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻘﺻﯾرﯾﺔ ،طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 124ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ،ﻓﻛل ﻣن ﺗﺳﺑب
ﻟﻠﻐﯾر ﺑﺎﻟﺿرر ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﺟﺑر ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض.
رﻏم ﻋدم ﺗدرج ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠم اﻹداري وﻋدم ﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ
اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ واﻟوﺻﺎﯾﺔ ،وﺗﻣﺗﻌﻬﺎ ﺑﻧوع ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻓﻬذا ﻻ
ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺣﺻﻧﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ،ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻣﺟرد ﻫﯾﺋﺎت ﺗﻣﺎرس وظﺎﺋف
ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻐرض رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ
وﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺑﺣث اﻟﻣواﻟﻲ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺿﺑط اﻹداري اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻫو ﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار وﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘود دون اﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ،أو
رﻗﺎﺑﯾﺔ ﺳواء ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ،أو اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﻧﺣو ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﺳﻠم اﻟﺗدرﺟﻲ
اﻟﻣﻌروف ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،ﺛم أن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻟﯾﺳت إدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺗﻘﻠﯾدي
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﻻ ﺗﻌد ﻣرﻓﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﯾﺳﻬر
ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم ﺧدﻣﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬور ﺑﺎﺳم اﻟدوﻟﺔ.
1
-ﻣﻧﺻور داود ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.362
ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻻ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ
اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ وﻻ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع ﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ )(1أﺧﺿﻌﻬﺎ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ،
ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﺑﺎﺳم اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻛﺄﺻل ﻋﺎم
ﻧظ ار ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻹداري اﻟﻣﻣﯾز ﻟﻬﺎ ،واﺳﺗﺛﻧﺎءا ﺗﺧﺿﻊ ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ،ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺑﻣوﺟب اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﻬﺎ ،ﺣﯾث ﻧﺻت اﻏﻠب اﻟﻘواﻧﯾن ﻋﻠﻰ
اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﺄول ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻧﺷﺎت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺑﻌد ﺗﻛرﯾس اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺟﻠس
اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻸﻋﻼم) ،(2ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﺣدﯾدا اﻟﻣﺎدة 23ﻣﻧﻪ ،ﻧﺻت ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺳﻠطﺎت ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻬﻲ ﻏﯾر
ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ اﻟﺗﺳﯾﯾر ﻓﻘط ،إو ﻧﻣﺎ ﺗراﻗب ﻧﺷﺎط ﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗوازن) .(3وﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﻛون وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي
)اﻟﻣطﻠب اﻷول( واﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ )اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت ﺟدﯾدة ﻣن ﻣؤﺳﺳﺎت ﺟﻬﺎز اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر) ،(4اﺳﺗﺣدﺛت ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺿﺑط وأﺣداث اﻟﺗوازن ،ﺑﻌد ﺗﺣرﯾر اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻻﻧﺳﺣﺎب اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي إو زاﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﺗواﻟت ﺻدور اﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻣﻧذ 1990ﻟﯾﺻل ﺗﻌدادﻫﺎ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ 2015إﻟﻰ 23ﻫﯾﺋﺔ،
وان ﻛﺎن اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ،ﻟم ﺗﺳﺗﺣدث ﺷﻛل ﻓﻌﻠﻲ ،ﻛﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﻘل ،واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواد
اﻟﺻﯾدﻻﻧﯾﺔ.
1
-ﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟﻌدد ،2015 ،11ص.233
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 59ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم 07-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 3اﻓرﯾل ،1996ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ج ر اﻟﻌدد 14ﻟﻠﺳﻧﺔ .1990
3
Frison-ROCHE , (M.A) lr droit de la régulation, Dalloz, N° 07 , 2001 , p 614. -
4
-ﻟﺑﺎد ﻧﺎﺻر،اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ادارة ،اﻟﻌدد 1ﻟﺳﻧﺔ ،2001ص.7
اﻟﻬدف ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،ﻟوﺿﻊ ﺣد ﻟﻼﺳﺗﺑدادﯾﺔ واﻻﻧﻔرادﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ
اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ،
وﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻟم ﯾﻘم ﺑﺗوﺣﯾد اﻟﻧظﺎم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﻣطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ ،ﺛم أن ﻣﺳﺎﻟﺔ وﺟود اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋﺿوﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ او ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻣن ﺑﯾن
اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ أﺛﺎرت ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺿﺑط )اﻟﻔرع
اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
اﻟﻔرع اﻷول
طﺎﺑﻊ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﯾﺷﻛل اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟذي ﻧﻣﯾز ﺑﻪ ﺑﯾن ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﻹدارة
اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﺗﺟﺳد اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ،ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ وأﺳﻠوب
اﻟﺗﻌﯾﯾن ،اﻟذي ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺗﻌﯾﯾن اﻏﻠب رؤﺳﺎء ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،وﻣن
ﺣﯾث ﻣدة اﻟﺧدﻣﺔ وطرﯾﻘﺔ اﻟﻌﻣل.
ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌدد أﻋﺿﺎء اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﺧﺗﻼف ﻣراﻛزﻫم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،إﻟﻰ
ﺟﺎﻧب اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠوﻧﻬﺎ ،ﻣن اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ
واﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧﻼﺣظ اﻧﺗﻣﺎﺋﻬﺎ إﻟﻰ ﻗطﺎﻋﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،وﻟﯾس ﻣﺣﺻورة ﻓﻲ ﻗطﺎع واﺣد ﻛﺎﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،واﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ وﻗطﺎع اﻟﻘﺿﺎء،
واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗطﺎع اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ،ﻓﻬﻲ ﻣزﯾﺞ ﻣﺧﺗﻠط ﻣن ﻋدة ﻗطﺎﻋﺎت ذوي اﻟﺧﺑرة
واﻟﻛﻔﺎءة .
ﻓﻣﺛﻼ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﻣن رﺋﯾس و 6أﻋﺿﺎء )،(1
ﯾﺗوزﻋون ﻋﻠﻰ ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﯾﺗم اﻗﺗراﺣﻪ ﻣن ﻗﺑل وزﯾر اﻟﻌدل ،وﻋﺿو ﯾﺗم
1
-ﻗﺎﻧون رﻗم 04-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻗﺗراﺣﻪ ﻣن ﻗﺑل وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﺳﺗﺎذ ﺟﺎﻣﻌﻲ ،ﯾﻘﺗرح ﻣن طرف وزﯾر اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ،وﻋﺿو
ﯾﻘﺗرح ﻣن ﻗﺑل ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ،ﻋﺿو ﻣﺧﺗﺎر ﻣن اﻟﻣﺳﯾرﯾن ﻟﻸﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧوﯾﯾن
اﻟﻣﺻدرة ﻟﻠﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،وﻋﺿو ﯾﻘﺗرﺣﻪ اﻟﻣﺻﻧف اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺧﺑراء اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن وﻣﺣﺎﻓظﻲ
اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ،واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﯾن اﻟﻣﻌﺗﻣدﯾن ،ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ وﺿوح اﻟﺗﺑﺎﯾن واﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن
أﻋﺿﺎء ﻣن ﺣﯾث ﻛﻔﺎءﺗﻬم وﺗﻧوع اﻧﺗﻣﺎءاﺗﻬم ،ﻫذا ﻛﻠﻪ ﯾﺻب ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ اﻟﻠﺟﻧﺔ ).(1
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺎﻣﯾن اﻷﻣر اﻟذي ﻧﺳﺗﻧﺗﺟﻪ ﻧﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة
209ﻣﻛرر ،2ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺎﻣﯾن) ،(2ﻓﺎﻟﺗرﻛﯾﺑﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﺗﺗﺷﻛل
ﻣن ﻗﺎﺿﯾﯾن اﺛﻧﯾن ،وﻣﻣﺛل ﻋن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺧﺑﯾر ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ﻧﻼﺣظ
ﺗﻐﻠﯾب ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺳﻠطﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻠب اﻟﺟﺎﻧب اﻹداري ،وﻫذا
اﻹﺻﺑﺎغ ﻟﻠطﺎﺑﻊ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻣرﻓوض ﻷﻧﻪ ﻣن ﺷﺎﻧﻪ
أن ﯾﻘﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﺎع اﻹداري ﻟﻠﺟﻧﺔ) ،(3ﺿف إﻟﻰ أن اﻟﻌدد ﻗﻠﯾل ﻣﻣﺎ ﯾﻘﻠص ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻠﺟﻧﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﻣراﻗﺑﺔ ﺳوق اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ.
ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻛﻠﻣﺎ وﺟدﻧﺎ ﻣﻣﺛﻠﯾن ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﻗطﺎﻋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣن
ﺷﺎن اﻷﻣر ﺿﻣﺎن ﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﺗدﻋﯾﻣﻪ أﻛﺛر ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﺣﺎل إذا ﻛﺎن ﺟﻣﯾﻊ أﻋﺿﺎء
ﺳﻠطﺔ إدارة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،آﯾﺎ ﻛﺎﻧت إذا ﻛﺎﻧوا ﯾﻧﺗﻣون إﻟﻰ ﺳﻠك واﺣد ،ﻣن ﺷﺎن اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﺎﻟﺣﯾﺎد اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ .
ﺗﺗﺑﺎﯾن وﺗﺧﺗﻠف اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻟﺗﻌﯾد أﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﻫﯾﺋﺔ
ﻷﺧرى ،ﯾﺗم اﻻﻗﺗراح ﻣن ﻗﺑل أﻋﺿﺎء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻣن ذوي اﻟﺧﺑرة واﻟﻛﻔﺎءة ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
1
-ﻣﻧﺻور داود ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.123
2
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 209ﻣﻛرر 2ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،04-069ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
3
-ارزﯾل ﻛﺎﻫﯾﻧﺔ ،دور ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺿﺑط ﺳوق اﻟﺗﺎﻣﯾن ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ 23 ،و 24ﻣﺎي ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ.2007 ،
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺗﻣﺛل ﻛل ﻣن وزﯾر اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ ،وﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر،
ووزﯾر اﻟﻌدل ووزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ...اﻟﺦ.
ﻋﻠﻣﺎ أن اﺧﺗﻼف ﺟﻬﺔ اﻻﻗﺗراح ﻣظﻬر ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻷﻧﻪ ﻟو ﻛﺎﻧت
ﻣﻬﻣﺔ اﻗﺗراح أﻋﺿﺎء ﻣﺧوﻟﺔ ﻟﺟﻬﺔ واﺣدة ﻓﻘط ،ﻓﻠن ﺗﻛون أﻣﺎم ﻧﻔس درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ)،(1
ﻧﻼﺣظ أن ﺟﻬﺔ اﻻﻗﺗراح ﺗم ﻗﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻊ إﻗﺻﺎء ﺟﻬﺎت اﻟﺗﻣﺛﯾل اﻟوطﻧﯾﺔ
رﻏم ﺗﻌدد اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻟﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﻋدة ﺟﻬﺎت ،إﻻ أن
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻓﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﻛون ﻣن طرف ﺟﻬﺔ واﺣدة ،ﺣﯾث ﯾﺗم اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣن طرف رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ وﻫو ﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻓﻣن اﻟﺿروري أن
ﯾﺗﻘﺎﺳم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﺑﻐرﻓﺗﯾﻪ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن).(2
ﻣن اﻟﺿ روري ﻋدم ﺣﺻر ﺳﻠطﺔ اﻻﻗﺗراح ﻓﻲ ﯾد ﺟﻬﺔ واﺣدة ﻓﯾﺟب اﻟﺗﻧوﯾﻊ ﻓﻲ ﺟﻬﺎت
اﻻﻗﺗراح ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛل ﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺟﺎل
اﻟﻣﺧﺻص ﻟﻬﺎ وأﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﯾﺟب ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ ﺿﻣن ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﺳﻠطﺎت إدارﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻋدم ﻗﺻرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻘط.
ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻧﺗداب أﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط إﺣدى اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻟﻘﯾﺎس وﺟود اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن ﻋدﻣﻬﺎ ،ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻋدم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣدة وﺗرﻛﻬﺎ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ،ﺗﺟﻌل ﻣن
اﻟﻌﺿو أو اﻟرﺋﯾس ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻌزل ﻓﻲ أي وﻗت ،ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن طﺑﻘﺎ
ﻟﻘﺎﻋدة ﺗوازي اﻷﺷﻛﺎل وﻣن ﺷﺎن اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ .
ﻧﻼﺣظ أن ﻧظﺎم اﻟﻌﻬ دة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻗﺑل ﺳﻧﺔ
،2000ﺣﯾث ﻛﺎن اﻷﻋﺿﺎء ﯾﺗﻣﺗﻌون ﺑﻧظﺎم اﻟﻌﻬدة ،أﻣﺎ ﻣﺎ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ،2000ﺑدا ﯾﺗﺿﺢ
1
-ﺣدري ﺳﻣﯾر ،اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إو ﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ 23 ،و 24ﻣﺎي .2007
2
- ZOUAIMIA RACHID, le statut juridique du conseil de la monnaie et du crédit, RASJEP,
janvier 2005, P 35.
ﺗوﺟﻪ ﺟدﯾد ﺑﻌدم ﺗﻛرﯾس ﻧظﺎم اﻟﻌﻬدة ﻟﺗﻌظﯾم اﻟﺳﻠطﺎت ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،وأﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺗم اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﻌﻬدة ﻣﻊ ﺻدور اﻷﻣر رﻗم 03-03
اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 24ﻣﻧﻪ ﺣﯾث ﯾﻣﺎرس اﻷﻋﺿﺎء ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻟﻣدة 8ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ
ﻟﻠﺗﺟدﯾد وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم اﻷﻋﺿﺎء أﺛﻧﺎء ﻓﺗرة اﻟﻌﻬدة إﻻ ﻷﺳﺑﺎب اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ،
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﺣﯾث اﻧﻪ ﯾﺗﺷﻛل
ﻣن 17ﻋﺿوا ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣدﯾد ،ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم ،وﯾﻛون ﻣﻘﺗرﺣﺎ ﻣن طرف وزﯾر
اﻻﻗﺗﺻﺎد ،ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ اﻟﻣؤﻫﻼت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺑﻌد
اﺳﺗﺷ ﺎرة ﻟﺟﺎن اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾﻧﻪ ﻟﻣدة 5ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد
ﻣرة واﺣدة).(1
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺻﻔﺔ ﺗﻌﻛس أن ﯾﻛون اﻟﻣﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ ﻻ ﯾﺗﻠﻘﻰ أواﻣر وﻻ اﻗﺗراﺣﺎت ﻣن آﯾﺔ
ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧت ،ﻓﻠدﯾﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات دون ﺗﺑﻌﯾﺔ أو ﺿﻐط ،اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﻧﺷﺎة
ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،أﻗرت ﺑﺻﻔﺔ ﺻرﯾﺣﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،وﻟم ﺗﺧﺿﻌﻬﺎ
ﻻ ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟوﺻﺎﺋﯾﺔ وﻻ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺳﺗﺑﻌدﻫﺎ ﻣن اﻟﺧﺿوع ﻟﻘراﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﺿﻣﺎﻧﺎ
ﻟﻠﺣﯾﺎد وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن.
واﻗﻌﯾﺎ أو ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻻ ﯾﻛﻔﻲ إﻋطﺎء اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﻣن اﻟﺿروري ﺗواﻓر ﻣظﺎﻫر اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﻟﻧؤﻛد وﺟودﻫﺎ ،ﻟﻛن
ﺑﺗﻔﺣص اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺗﻌطﻲ ﻟﻧﺎ ﺻورة ﻋن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ
وﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ ﻣﻣﺎ أدى اﻟﺑﻌض ﻟﯾﺻﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣظﻬرﯾﺔ واﻓﺗراﺿﯾﺔ...اﻟﺦ.
1
-ﺟﻼل ﻣﺳﻌد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .260
اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻏﯾر ﻣﻛﺗﻣﻠﺔ ﻧظ ار ﻻﺣﺗﻔﺎظ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﻌض وﺳﺎﺋل اﻟﺗﺄﺛﯾر) ،(1ﻓرﻏم
ﻧﻘل اﺧﺗﺻﺎص ﺑﻌض ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،إﻻ أﻧﻬﺎ ﻣﺎ زاﻟت
ﺗﻣﺎرس اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑطرق ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣن ﺑﯾن أﻫم ﻣﺎ ﯾﻌﯾق وﯾﻣس اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي
ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻧذﻛر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣد وﯾﻘﻠص ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،وﯾظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن رﺋﯾس ﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ وﻣﺎ ﻋدا ﺑﺻﻔﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ رﺋﯾس ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺑورﺻﺔ ،وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ اﻟذي ﯾﻌﯾن ﻣن ﻗﺑل اﻟوزﯾر اﻷول وﻫو ﻣﺎ ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 2
ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم .(3)175-94
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻋﺿﺎء اﻏﻠﺑﻬم ﯾﺗم ﺗﻌﯾﻧﻬم ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻣوﻗﻊ ﻣن طرف رﺋﯾس
اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺎ ﻋدا أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ،وأﻋﺿﺎء ﻏرﻓﺔ اﻟﺗﺣﻛﯾم
ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز) .(4ﺑﺈﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺑورﺻﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟذي أﻧﺷﺎﻫﺎ ﯾﺿﻣن ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻧظ ار
ﻟﻛون ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن ﺟﻬﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ﻧﺎﺋب رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟرﺋﯾس
اﻷول ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ،ورﺋﯾس اﻷول ﻟدﯾوان اﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺎت ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ،
رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ،رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻣن
1
-ﺣدري ﺳﻣﯾر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
2
-ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .361
3
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 175-94ﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﺟوان ،1994ﯾﺗﺿﻣن ﺗطﺑﯾق اﻟﻣواد ،29 ،22 ،21
ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،10-93ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎي ،1993اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،41ﺻﺎدر
ﻓﻲ 26ﺟوان .1994
4
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 134ﻣن ﻗﺎﻧون رﻗم ،01-02اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺧﻼل ﻫﺎﺗﻪ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻧﻼﺣظ ﻏﯾﺎب ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻣﻊ ﻟﺗﺗدﺧل
ﻓﻘط ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن اﻟرﺋﯾس واﻋﺗﻣﺎد ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻣدﯾر واﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم).(1
ﻋﻛس اﻟﺣﺎل ﻋﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺣﯾث ﻧﻼﺣظ اﺣﺗﻛﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﻫو ﻣﺎ ﻣن ﺷﺎﻧﻪ أن ﯾﻘﻠص ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻓﺄﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض
ﻣﺛﻼ ﻛﻠﻬم ﻣﻌﯾﻧون ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ،وﻣن ﺧﻼل طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﺗﺻور ﺗﻘﻠﯾص
ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬم واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬم ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺗﺷﻛل ﻣظﻬر ﻣن
ﻣظﺎﻫر ﺗﻘﻠﯾص اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،رﻏم اﻧﻪ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺎﺑطﺔ ﺗوزﯾﻊ
اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻗﺗراح اﻷﻋﺿﺎء إﻟﻰ ﻋدة ﺟﻬﺎت ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺣﺗﻛر رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق
ﺑﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض دون ﺗدﺧل آﯾﺔ ﺟﻬﺔ).(2
ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻘﺎﻋدة ﺗوازي اﻷﺷﻛﺎل ﻓﺎن أﻋﺿﺎء ورﺋﯾس ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذﯾن
ﯾﺗم ﺗﻌﯾﻧﻬم ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻣﻬﺎﻣﻬم ﺑﻧﻔس اﻟطرﯾﻘﺔ ،إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺧطﺎ
ﻣﻬﻧﻲ ﺟﺳﻣﻲ أو ﻧﺗﯾﺟﺔ ظروف اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،ﻧﺻت ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺟزاﺋري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻟﺔ إﻧﻬﺎء
ﻣﻬﺎم أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،وﻟﻛن دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أﺳﺑﺎﺑﻪ ،وﻟﻛن وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،وﺑﻣﺎ
أن اﻷﻋﺿﺎء ﯾﻣﺎرﺳون ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻟﻣدة 8ﺳﻧوات ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺟدﯾد ،ﻓرﺑﻣﺎ ﯾﻘﺻد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري
اﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم اﻷﻋﺿﺎء أﺛﻧﺎء أداء ﻣﻬﺎﻣﻬم ﻷﺳﺑﺎب اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ،وﻣن ﺷﺄن اﻷﻣر أن
ﻻ ﯾﺧدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ وﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠس).(3
اﻷﻣر اﻟذي ﻻ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،اﻟذي ﺗﻌﺎﻣل ﺑﺻراﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ﺳواء
ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﺎﻟﻣواظﺑﺔ واﻻﻧﺿﺑﺎط ،ﻓﻛل ﻋﺿو ﻻ ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ ﺛﻼث ﺟﻠﺳﺎت ﻋﻣل ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ
1
- THOMASSET Pierre Sylvie, l’autorité de régulation boursière face aux garanties
processuelles fondamentales, LJDJ, Paris, 2003, p 87.
2
- ZOUAIMIA RACHID, les autorités de régulation financière en Algérie, édition Belkise,
Alger, 2013, P 47.
3
-ﺟﻼل ﻣﺳﻌد ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .262
ﺑدون ﻣﺑرر ،وﻛل ﻋﺿو ﻻ ﯾﺑﻠﻎ ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻧﺷﺎط اﻗﺗﺻﺎدي ،أو ﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ،أو ﯾﺷﺎرك ﻓﻲ
ﻣداوﻻت ﻟﻪ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺻﻠﺣﺔ ،ﺗﺗم إﻗﺎﻟﺗﻪ ﺑﺷﻛل ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻣن طرف اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد).(1
ﯾﻌﺗﺑر ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻧﺗداب اﻟرﺋﯾس أو أﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣن ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻣن ﺷﺎن ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘرار ﻋﻣل اﻷﻋﺿﺎء واﻟرﺋﯾس،
ﻓﻧظﺎم اﻟﻌﻬدة ﯾﻣﻧﺢ ﻟﻠﻌﺿو ﺣﺻﺎﻧﺔ طوال ﻣدﺗﻬﺎ ،ﻟﻛن ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻌﯾﺎر ﻣدة
اﻟﻌﻬدة دون اﻟﺗﺄﻛد ﻣن أن ﻫؤﻻء اﻷﻋﺿﺎء ﻻ ﯾﻣﻛن إﻗﺎﻟﺗﻬم ﻋن ﻫذﻩ اﻟوظﺎﺋف إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت
اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ).(2
ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻧﺟد اﻟﻣﺎدة 25ﻣﻧﻪ ،ﺣددت ﻣدة ﻋﻬدة اﻷﻋﺿﺎء،
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﺣدد ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض) ،(3ﻣدة اﻟﻌﻬدة ﺑ ـ 5ﺳﻧوات ،ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻸﻋﺿﺎء اﻷرﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻼف اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟذي ﻟم ﺗﺣدد ﻣدة ﻋﻬدﺗﻪ ،ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺣﺎل ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون رﻗم 10-96اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد اﻟﻘرض ﺗﺣدﯾد اﻟﻧص اﻟﻣﺎدة 22ﻣﻧﻪ ،ورﻏم
اﻧﻪ آﻧذاك اﻟﻣﺷرع ﻛرس ﻧظﺎم اﻟﻌﻬدة ،وﻣﻊ ذﻟك ﺗم إﻧﻬﺎء ﻣﻬﺎم ﻣﺣﺎﻓظ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر واﻟذي ﻫو
رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ ﻓﻲ 21ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،1992ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﻣن
اﻟﺗﻌﯾﯾن .
اﻷﻣر اﻟذي ﻟدﯾﻪ أﻛﺛر ﻣن دﻻﻟﺔ ،أﻫﻣﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻧﺳﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻧظ ار ﻟﺻراﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫذا اﻷﻣر ﯾﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ ﻣﺑدأ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
وﻋدم ﺗﺑﻌﯾﺗﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻟﻛن ﻫذا ﻧظرﯾﺎ ﻓﻘط اﻟﻣﺣﺎﻓظ ،ﺛم ﻋزﻟﻪ ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻌﯾﻧﻪ ،رﻏم
ﺗﻣﻧﺣﻪ ﺑﻌﻬدة ﻟﻣدة 6ﺳﻧوات ،وﯾرﺟﻊ ﺳﺑب ﻋزل ﻫذا اﻷﺧﯾر إﻟﻰ ﺗﺷددﻩ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺳك،
1
-اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ.
2
-ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .361
3
-اﻧظر اﻟﻣﺎدة 106ﻣن أﻣر رﻗم ،11-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺑﻧك اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ رﺳم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻟﺳﻧﺔ
.(1)1996
ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻟﻌﻬدة ﻣن اﻟﻣؤﺷرات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﻣﻊ ذﻟك ﻧﺟد ﺑﻌض ﺳﺟﻼت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻣدة اﻟﻌﻬدة ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل اﻋﺿﺎء ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط
اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﻣن ﺷﺎﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ ،ﺿف
ﻟذﻟك اﻟﻔﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻫﺎ ﻛﺄﻋﺿﺎء ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ،ﻟم ﯾﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﻣﺳﺗواﻫﺎ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﻲ،
وﻻ طﺑﯾﻌﺔ ﺗﻛوﯾﻧﻬﺎ ،وﻻ ﺣﺗﻰ اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗواﻓرﻫﺎ ﻓﯾﻬم) ،(2ﻣن ﺷﺄن اﻷﻣر اﻟﻣﺳﺎس
ﺑﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻋﻣل ﺳﻠطﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأﻧﻬﺎ ﺗﻣﺎرس اﻟﺿﺑط ﺿﻣن ﻗطﺎع وﺣﯾوي ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ ﻻ
ﯾﺟب ﺗرﻛﻪ ﻟﻠوﻻء ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻷﻋﺿﺎء ﺑل ﯾﺳﺗوﺟب وﺿﻊ ﺷروط دﻗﯾﻘﺔ ﻻﻧﺗﻘﺎﺋﻬم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
اﻟﺧﺑرة واﻟدرﺟﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻛﻔﺎءة واﻟﺗﻔﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل .
ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﺎل اﻟﺗﺎﻣﯾن ،ﻓﺄﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻟم ﯾﺣدد
اﻟﻘﺎﻧون ﻣدة اﻧﺗداﺑﻬم ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌﻠﻬم ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻌزل اﻟﻌﺷواﺋﻲ) ،(3أﻛﯾد ﻣﺛل ﻫذا اﻷﻣر ﻣن
ﺷﺎﻧﻪ ﺗﺄﺛﯾر ﺳﻠﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻣل اﻷﻋﺿﺎء ،ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻷﻋﺿﺎء ﻣﻬددﯾن ﺑﺎﻟﻌزل ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣن
طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌﯾﯾن إو ﻧﻬﺎء اﻟﻣﻬﺎم ،ﯾﺗوﻗف
اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺻب ﻟﻣدى اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﻷﻫواء اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن
ﻗﺿﯾﺔ اﺣﺗرام اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻌد ﻣﺳﺎﻟﺔ ﺛﺎﻧوﯾﺔ ،إن ﻟم ﻧﻘل ﺗﺎﻓﻬﺔ أﻣﺎم ﺿرورة
ﺗطﺑﯾق اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ اﻟﻣرﺳوﻣﺔ).(4
ﻋﻠﻰ ﺿوء دراﺳﺗﻧﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣن ﻣظﺎﻫر ﺗﺟﺳﯾد اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،ﻧﺧﻠص أن
اﻟﻧص ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻣﻧﺷﺎة ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﯾوﺿﺢ اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون ﺗﺣدﯾدا اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،دون اﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر اﻷوﺿﺎع
1
-ﻛﺎﯾس ﺷرﯾف ،اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،اﻟﻌدد ،2ﺳﻧﺔ ،2010ص.41
2
-واﻟﻲ ﻧﺎدﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.129
3
-ارزﯾل ﻛﺎﻫﻧﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .296
4
-ﻛﺎﯾس ﺷرﯾف ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .42
واﻟظروف اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ،ﻓﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ ﺟد ﻣﺣدودة ﻧﺗﯾﺟﺔ
اﻷﺳﺎﻟﯾب وﺻراﻣﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺎرﺳﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻧظرﯾﺎ وﻋﻣﻠﯾﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﺿﻔﻲ اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﺷﻛﻠﻲ ﻟﻼﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻧﻌﻛس ﺑﻼ ﺷك ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎﻓﯾﺔ وﻧزاﻫﺔ وﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﺳﻠطت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﻣوﻛﻠﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ
اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ
ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي ،ﺑل ﺗﺗﻣﺗﻊ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل
اﻟوظﯾﻔﻲ ،ﻓﻼ ﺗﺧﺿﻊ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ ،ﻷﯾﺔ أواﻣر أو ﺗوﺟﯾﻬﺎت ﻣن أي ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧت،
ﺳواء ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣﺟﺳدة ﻓﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺔ أو اﻟﺑرﻟﻣﺎن).(2
درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ إﻟﻰ أﺧرى ،ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ
وﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ ،اﻟﺗﻲ ﺗﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﺑﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻷﺳﻠوب اﻟﺗﻘﻠﯾدي اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ
أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،ﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﻣﯾز ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺑﯾن ﻣظﺎﻫر ﺗﻣﺗﻊ
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ اﻟوظﺎﺋف )اﻟﻔرع اﻷول( ،وﺑﯾن وﺟود
أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺣد ﻣﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻧظر اﻟﺗدﺧل اﻹدارة اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺑوﺳﺎﺋﻠﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﻣدة ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ(.
-1ﺣدري ﺳﻣﯾر "اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إو ﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻣﻠﺗﻘﻰ وطﻧﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ 23،و 24ﻣﺎي .2007
-2ﺣﺳﯾن ﻧوارة ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
اﻟﻔرع اﻷول
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﺟﺳد ﺑﺷﻛل واﺿﺢ ﻓﺎﻧﺗﻘﺎل
اﻟدوﻟﺔ ﻣن دوﻟﺔ ﺣﺎرﺳﺔ إﻟﻰ دوﻟﺔ ﺿﺎﺑطﺔ ،ﺳﺎﯾرﺗﻪ إﺻﻼﺣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف
اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،ﺧﺎﺻﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﺣﯾث ﺗم ﺗﺟرﯾد اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن ﺑﻌض ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ
وﻣﻧﺣﻬﺎ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﻧﺢ ﺑﻌض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻟﻣﺟﻠس
اﻟﻣﻧﺎ ﻓﺳﺔ ،ﺑﻌد ﻧزﻋﻬﺎ ﻋن اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻌض اﻻﺧﺗﺻﺎﺻﺎت
اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗم ﻧﻘﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض.
ﯾﻌﻛس اﻟﺗوﺳﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟواﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ أوﻟﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻛواﺟﻬﺔ ﻟﻼﻧﻔﺗﺎح اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ ،واﻟﺗﻘﻠﯾص ﻣن ﺣﺟم ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻣن ﺑﯾن
اﻟﻣؤﺷرات واﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻛس وﺟود اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري )أوﻻ(،
وﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ،وﻛذﻟك اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،رﻏم اﻧﻪ ﻟﯾس
)(1
)ﺛﺎﻟﺛﺎ(. ﯾﻌﺎﻣل ﺣﺎﺳم )ﻗﯾﺎس درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ )أ( ،واﻻﺳﺗﻘﻼل
اﻹداري )ب(.
ﻻ ﯾﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻋﺎﻣل ﺣﺎﺳم ،ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﻘﻠﺻﻬﺎ ،وان ﻛﺎن ﯾﺛﯾر ﺗﺳﺎؤﻻت ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋدم ﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺎت
ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻹداري اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻧﻣﯾز ﻣن
ﺑﯾن ﺣﺎﻻت اﻋﺗرف ﻟﻬﺎ اﻟﻣ ﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻷﻣر
رﻗم " ،(1)03-03ﺗﻧﺷﺎ ﻟدى رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ...ﺗﺗﻣﺗﻊ ،....واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ".
اﻋﺗرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 20
ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،(2)10-93ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ
واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ،ﺗﻌد أﻛﺛر اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻣﺎﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻷﺧرى ،ﺣﯾث
ﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻛﺗﻔﺎء ﻣن ﻣواردﻫﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻣﺳﺗﻐﻧﯾﺔ ﻋن اﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟدوﻟﺔ،
ﻓﻔﻲ ﺗﺻرﯾﺢ ﻟﻺﻋﻼم ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾﺳﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ
ﺻرﺣت رﺋﯾﺳﺔ أن ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ، 2007اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺻﻠت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ أﻋﻠﻰ
ﻣن اﻟﻣوارد اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ،ﻓﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﻟﺿﺑط ﺗﺷﻣل ﻣوارد ﻫﺎﻣﺔ)،(3
وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺑﺷﻛل
ﺻرﯾﺢ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 10ﻣن اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،03-2000اﻟذي ﯾﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﯾظﻬر اﺳﺗﻘﻼل ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻹداري ،اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘوم ﺑﺗﺣدﯾد ﻣﻬﺎم اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﯾن ،وﺗﺻﻧﯾﻔﻬم ،وﺗﺣدﯾد رواﺗﺑﻬم ،ﻛﻣﺎ أن ﺗﻧﺷﯾط وﺗﻧﺳﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﯾﻛون ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ رﺋﯾس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ).(3
ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻹداري
ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﺳﻠطﺎﺗﻬﺎ دون آﯾﺔ ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،وﻫو ﻣﺎ ﺗؤﻛدﻩ اﻟﻣﺎدة 3ﻣن ﻧظﺎم رﻗم
،(4)03-2000اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم وﺳﯾر اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ ،واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺑورﺻﺔ وﺗرﻗﯾﺗﻬﺎ ﺣﯾث ﺗﻧص "ﺗﺣدد ﻣﻬﺎم وﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﺑﻘرار
ﻣن رﺋﯾس اﻟﻠﺟﻧﺔ".
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻹداري ،ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺷﻛل ﺻرﯾﺢ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،ﺣﯾث ﺗﻧص "ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ
ﺗﺗﺟﻠﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺣﺳب ﻫذا اﻟﻣظﻬر ،ﻓﻲ ﺣرﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﺟﻣوع اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻧﻘرر ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﺳﯾرﻫﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻧظﺎم
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذي ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ أﻋﺿﺎﺋﻬﺎ) ،(2واﻟﻘواﻋد اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﺧدﻣﯾﻬﺎ دون ﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺟﻬﺎت
أﺧرى ،ﺧﺎﺻﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﺑﻌﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻟﻧظﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ.
ﯾﺟ ﺳد اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﻓﻲ ﻋدم ﺧﺿوع اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ وﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺗﻪ ﻟﻠﻧﺷر ،ﯾﺷﻛل ﻫذا اﻟﻣظﻬر دﻋﺎﻣﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت
اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ.
ﻣﻧﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،(4)10-93
اﻟﺣق ﻓﻲ وﺿﻊ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ،واﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻷﻋﺿﺎء ﻓﻲ أول اﺟﺗﻣﺎع ﻟﻬﺎ
-1اﻧظر اﻟﻣﺎدة 2ﻣن ﻧظﺎم رﻗم ،44-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1996ﯾﺣدد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،ج ر
اﻟﻌدد ،5ﺻﺎدر ﻓﻲ 21ﺟﺎﻧﻔﻲ .1996
-2أﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص.235
-3دﻣوش ﺣﻛﯾﻣﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .49
-4أﻧظر اﻟﻣﺎدة 26ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،10-93ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
ﺑﻌﯾدا ﻋن أي ﺗﺄﺛﯾر ﻧﻣﻧت طرف اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺧول اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد
واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﯾﻛﯾﺔ ﺳﻠطﺔ ﺗﺣدﯾد ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ).(1
اﻋﺗرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،إﻻ أن
اﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ ،ﺗﺣدﯾدا ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض واﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،وﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ﻋﻛس اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذي ﻻ ﯾﻌﺗرف ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إﻻ ﻓﻲ اﻵوﻧﺔ اﻷﺧﯾرة واﻟﺑﻌض ﻣﻧﻬﺎ).(2
ﻻ ﺗﻌد اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ﻋﺎﻣﻼ ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻟﻘﯾﺎس درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻏﯾﺎﺑﻬﺎ ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺳﯾر اﻟﻌﺎدي ﻟﻠﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺎت ﻟوظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻛﻣل وﺟﻪ وﯾرﺟﻊ ذﻟك
ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ إﻛﺳﺎب اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،وأﻫﻠﯾﺔ
إﺑرام اﻟﻌﻘود ،وﺗﺣﻣل اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎرف ﻋﻠﯾﻬﺎ.
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد
اﻟﻣﺎدة 23ﻣن اﻷﻣر رﻗم 03-03اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧص "ﺗﻧﺷﺎ ﻟدى رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ...ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،"...ﺑﺎﻟرﺟوع ﻛذﻟك ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة (3) 10ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ،03- 2000اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ " ﺗﻧﺷﺎ ﺳﻠطﺔ ﺿﺑط ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ...ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ "...
ﯾﻘﺿﻲ ﺗﻣﺗﻊ اﻟﻣﺟﻠس ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﻣﺗﻌﻪ ،ﺑذﻣﺔ ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وﺗﻣﺗﻌﻪ
ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻗد ،ﻓﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺣﻣل اﻟﻣﺟﻠس ﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺗﺻرﻓﺎﺗﻪ ،ﺣﯾث
ﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أن ﺗرﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ
ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟﻣظﺎﻫر واﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺳد اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺣﯾﺎن ﻗد ﺗﺻطدم ﻫذﻩ اﻟﻣظﺎﻫر واﻟﻣﻌﺎﻟم ﺑﻘﯾود
وﻋراﻗﯾل ﺗﺣد ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ ،ﺑﻣوﺟب ﻣﺎ ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣن ﺳﻠطﺎت.
اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ،ﺑﺻﻔﺔ ﻧﺳﺑﯾﺔ وﻟﯾﺳت ﻣطﻠﻘﺔ،
ﻧظ ار ﻟﺧﺿوﻋﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ ﻟﺗﺑﻌﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣد وﯾﻘﻠص ﻣن
درﺟﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات
واﻷواﻣر دون أن ﺗﻛون ﻷﯾﺔ ﺟﻬﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻠطﺔ ﻹﻟﻐﺎﺋﻬﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ.
ﺗﺗﺟﺳد اﻟﻘﯾود واﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟوظﯾﻔﻲ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،ﻓﻲ اﻟﺗﻘرﯾر
اﻟﺳﻧوي اﻟذي ﺗﻘوم ﺑﺈﻋدادﻩ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ،وﻣن ﺛﻣﺔ ﺗرﺳﻠﻪ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ )أوﻻ( ،إو ذا ﻛﺎﻧت ﺑﻌض
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺳﻠطﺔ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ ،ﻓﺎن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻدر إﻻ ﺑﻌد
ﻣواﻓﻘﺔ اﻟو ازرة اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ( ،ﻛﻣﺎ ﯾﺣد ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،ﻋدم ﻗدرة
ﺳﻠطت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن وﺿﻊ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻟوﺿﻌﻪ )ﺛﺎﻟﺛﺎ(.
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات إو ﺻدار اﻷواﻣر ،وﻋدم
اﻟﺧﺿوع ﻷﯾﺔ رﻗﺎﺑﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت رﺋﺎﺳﯾﺔ أو وﺻﺎﺋﯾﺔ ،ﻟﻛن ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻧﺻت ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد اﻟﻣﺎدة 27ﻣن أﻣر رﻗم ،(1)03-03ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ
ﯾر ﺳﻧوﯾﺎ ﻋن ﻧﺷﺎطﻪ إﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﺣﻛوﻣﺔ واﻟﻰ
"ﯾرﻓﻊ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺗﻘر ا
اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة" ،ﻟم ﯾﻛﺗف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟزام ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺈرﺳﺎل اﻟﺗﻘرﯾر
اﻟﺳﻧوي ،ﺑل اﺷﺗرط ﻋﻠﯾﻪ ﻧﺷر اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ أو ﻓﻲ أي وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻷﺧرى.
ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ،
ﺑﻣوﺟب ﻧص اﻟﻣﺎدة 4/30ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،(2)10-93ﻓﺎﻟﻠﺟﻧﺔ ﻣﻠزم ﺑﻌرض
ﺗﻘرﯾر ﺳﻧوي ﻟﻠﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺑﯾن ﻓﯾﻪ ﻧﺷﺎط اﻟﺳوق ،اﻟﻐرض ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻘرﯾر ﻫو ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺣﻛوﻣﺔ
ﻟﻣداﺧﯾل اﻟﻠﺟﻧﺔ وﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻرﻓﻬﺎ).(3
إﻟزام إﻋداد اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي ﺣول اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺳﻧوﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻻ
ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ ،ﺑل ﻧﺟد ﻣﺛل ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻟﺟﻧﺔ ﺿﺑط اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻐﺎز) ،(4وﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد
واﻟﻣواﺻﻼت) ،(5ﻣﻣﺎ ﺷﻛل ﺗﻘﯾﯾدا ﻟﺣرﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻠﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻘص ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ وظﺎﺋﻔﻬﺎ.
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق إﺻدار أﻧظﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺎﻻت أو اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﺣرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ،ﺑل ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﻧون ﻟرﺳم
ﺣدود وﻗﯾود ﻹﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺣدود ﻣوﺿوﻋﯾﺔ أو إﺟراﺋﯾﺔ ،ﻣن اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﺗﺻدر اﻷﻧظﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻘط أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ،
ﻓﺗﺧﺿﻊ ﻹﺟراءات وﺷﻛﻠﯾﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻗﺑل إﺻدارﻫﺎ.
اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،أﺧﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻗﺑل ﺻدورﻫﺎ ﻟﻠﻘراﺑﺔ
اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻟوزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ) ،(1ﻓﯾﻌد ﻣﺻﺎدﻗﺔ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﻰ اﻷﻧظﻣﺔ ،ﺗرﺳل وﺟوﺑﺎ إﻟﻰ
اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺧوﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﺟل 10أﯾﺎم ،ﻟطﻠب ﺗﻌدﯾﻼت أن وﺟدت ،وﺑﻌد ذﻟك
ﯾﻘوم اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﺑﺎﺟﺗﻣﺎع ﻣﻊ أﻋﺿﺎء اﻟﻣﺟﻠس ﻓﻲ اﺟل 5أﯾﺎم ،ﻟﻌرض اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن
طرف اﻟوزﯾر ﯾﺗﺻدر ﺑﻌد ذﻟك اﻷﻧظﻣﺔ).(2
ﻣﻣﻛن ﻟﻸﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض رﻓض اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻘدم ﺑﻬﺎ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف
ﺑﺎﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻘﺎﻧون أﻟزم ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺑﺈﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ،ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ إﻋﺎدة اﻟﻧظر
ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾﻼت إذا طﻠب اﻷﻣر ذﻟك اﻟوزﯾر.
ﺗﻣﺎرس ﻟﺟﻧﺔ ﺗﻧظﯾم اﻟﺑورﺻﺔ وﻣراﻗﺑﺗﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق إﺻدار ،ﻟﻛن ﺑﻌد
ﻣواﻓﻘﺔ وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ) ،(3اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻬﺎ اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻧﺟدﻫﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﻣواﻓﻘﺔ
اﻟوزﯾر ،وأﺣﯾﺎﻧﺎ أﺧرى ﻣرﻓﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺻطﻠﺣﯾن ﯾؤدﯾﺎن ﻧﻔس اﻟﻣﻌﻧﻰ)،(4
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺎن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷﻧظﻣﺔ إو ﻧﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﺄﺷﯾرة
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤﻛد وﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة.
-1ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد ،ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .285
-2أﻧظر اﻟﻣﺎدة 63ﻣن اﻷﻣر رﻗم ،11-03ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق.
-3أﻧظر اﻟﻣﺎدة 1ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،102-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 11ﻣﺎرس ،1996اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدة 32ﻣن
اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،10-93ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎي ،1993اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،18ﺻﺎدر ﻓﻲ
20ﻣﺎرس .1996
-4أﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص .252
أﺻﺑﺢ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون رﻗم ،12-08وﻫو
اﺧﺗﺻﺎص ﺟدﯾد ﺗم اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻪ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة ،(1)34ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺳﻠطﺗﯾن ﺳﺎﺑﻘﺗﯾن ﻟم ﯾﺗم
إﺧﺿﺎع اﻷﻧظﻣﺔ ﻟﻣواﻓﻘﺔ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة ،ﻟﻛن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻗﻠص ﻣن اﻻﺧﺗﺻﺎص
اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ﺣﯾث ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻣﺛﻼ اﻟﻣﺎدة 21ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﺗﺣﯾل إﻟﻰ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﺗﺣدﯾد ﺷروط طﻠب اﻟﺗرﺧﯾص ﺑﺎﻟﺗﺟﻣﯾﻊ وﻛﯾﻔﯾﺎﺗﻪ ،ﺣﯾث ﺻدر ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﺻدد اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،(2)219-05اﻟذي ﯾﺣدد ﺗﻛوﯾن اﻟﻣﻠف ،ﺑﺷﻛل اﻟطﻠب وﻛﯾﻔﯾﺔ
إﯾداع واﻟﺗﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻘﻧﯾﺔ ﻛﺎن ﯾﻣﻛن ﺗرﻛﻬﺎ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ) ،(3اﻷﻣر
اﻟذي ﯾﻌﻛس ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﺗدﺧل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻟوظﺎﺋف
اﻟﻣﺧوﻟﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻪ .
ﺛﺎﻟﺛﺎ :وﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﯾﺟﺳد وﺟود اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺣرﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑوﺿﻊ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ،دون
ﺗدﺧل ﻣن ﻗﺑل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ﻟم ﯾﺄﺧذ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣوﻗﻔﺎ
ﻣوﺣدا ﻟﻛل ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث أﻋطﻰ ﻣﺳﺎﻟﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺑﻌض
اﻟﻬﯾﺋﺎت) ،(4ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وان ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻔرع اﻷول ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ،ﻟﻛن
ﺗوﺟد ﺳﻠطﺎت أﺧرى ﺟردﻫﺎ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣرﯾﺔ.
ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟذي ﺣرد ﻣن اﻣﺗﯾﺎزاﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺢ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧون رﻗم
06-95وﻗد ورد ذﻟك ﻓﻘﻲ اﻟﻣﺎدة ..." 34ﯾﺣدد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﻣرﺳوم
رﺋﺎﺳﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻗﺗراح رﺋﯾس ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺑﻌد ﻣﺻﺎدﻗﺔ اﻟﻣﺟﻠس ﻋﻠﯾﻪ" ،ﻟﻛن اﻟﻣﺷرع
ﻏﯾر ﻣوﻗﻔﻪ وأﺻﺑﺢ ﯾﻧص ﻓﻲ أﻣر رﻗم ،03-03ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 31اﻟﻣﻌدﻟﺔ واﻟﻣﺗﻣﻣﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻧص "ﯾﺣدد ﺗﻧظﯾم ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﺳﯾرﻩ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي") ،(5وﻫذا اﻷﻣر ﯾدل ﻋﻠﻰ
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﺣدد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺈﺻدار
ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ ،ﺣﯾث اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺎﻟﻧص ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 209ﻣﻛرر 3ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺗﺎﻣﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﯾﻠﻲ "ﯾﺣدد اﻟﻧظﺎم اﻟد اﺧﻠﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻧظﯾﻣﺎﻫﺎ وﺳﯾرﻫﺎ ،ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي ﺣرم ﻓﯾﻪ
اﻟﻣﺷرع ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣن وﺿﻊ ﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ) ،(3ﻛﺎﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ واﻟوﻛﺎﻟﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﯾوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻣﻧﺟﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ
ﺑﻣوﺟب ﻣرﺳوم أو ﻗرار وزاري.
أﺑﻘت اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﺑﻌﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻛن ﺑدرﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ﻣن ﺳﻠطﺔ أﺧرى ،ﻓﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﺻدد ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﻻ
ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،إذ ﯾﺗم ﺗﻣوﯾﻠﻪ ﻣن ﻗﺑل ﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ،وﺗﺣدﯾدا ﻣن طرف ﺑﻧك
اﻟﺟزاﺋر ،وﻋﻠﯾﻪ ﺗﻌد اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻪ ﻧﺳﺑﯾﺔ.
ﻟم ﯾﻌﺗرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻣن ﺑﯾن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ
ﺗﺣد ﻣن اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ) ،(4ﻣﻣﺎ ﺟﻌل ﻣن اﻟﻠﺟﻧﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺻﻔﺔ ﻛﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن اﻋﺗراف اﻟﻣﺷرع ﺑﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻟﻛن ﻟﯾس ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﻌﺑﺎرة ،ﻧظ ار ﻟﺗدﺧل اﻟدوﻟﺔ ﺑﻔرض رﻗﺎﺑﺔ ﺻﺎرﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾر ﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻓﺳﻠطﺔ ﺿﺑط اﻟﺑرﯾد واﻟﻣواﺻﻼت ،رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗظﻬر وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺎﻟﯾﺎ ،إﻻ أن
ﻧﻼﺣظ ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﺗردد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻣﻧﺢ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
ﺳواء اﻟﻌﺿوﯾﺔ ،أو اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻣن وﻗوﻋﻪ ﻓﻲ ﺗﻧﺎﻗض ﻓﻲ وﺿﻌﻪ ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ،
ﻓﺎﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ
اﻓﺗراﺿﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻛﺎﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻛﺎﻟﺑﻧك اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ
وﺻﻧدوق اﻟﻧﻘد اﻟدوﻟﻲ ﻟﯾس إﻻ).(2
ﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﯾﻌﻧﺎت ﻣرﺣﻠﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺟزاﺋر ،ﺑﺗﺑﯾﻧﻬﺎ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑراﻟﻲ
اﻟﺣر اﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎدرة اﻟﻔردﯾﺔ ،وﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎل ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺑدون
ﺗﻣﯾﯾز ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺷﻔﺎف وﺗﺣﻔﯾزي.
ﺻﺎﺣب اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺷرﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،اﻧﺳﺣﺎﺑﺎ اﻟﺗدرﯾﺟﻲ ﻣن
اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،اﻟذي ﺗﺟﺳد ﻓﻲ ﺧوﺻﺻﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد إو ﻟﻐﺎء اﺣﺗﻛﺎرات اﻟدوﻟﺔ ﻟﻣﻌظم
اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،وﺗﻛرﯾس ﺣرﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻛﻣﺎ ﺗﺑﻠور اﻧﺳﺣﺎب
اﻟدوﻟﺔ ،ﻋﻠﻰ إزاﻟﺔ اﻟﺗﻧظﯾم ﯾﺑﺧ ﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺗﻧظﯾم اﻻﻧﻔرادي ﻟﻠﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻟﻛن ﻫذا
ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﻧﺳﺣﺎب ﻛﻠﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﻘل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﺣﯾث ﺳﺎﯾر اﻻﻧﺳﺣﺎب ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت
إدارﯾﺔ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺷﻲء ﻟﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﺎﺋﻔﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺿﺑط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﻫﻲ ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺳﺗوﺣﺎة ﻣن اﻟﻧﻣوذج اﻟﻐرﺑﻲ.
اﻧﺷﺎت اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ
اﻟﺳوق ،ﺣﯾث ﺗم ﻧﻘل اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ إﻟﯾﻬﺎ ،اﻷﻣر اﻟذي أﺛﺎر ﺟدﻻ
ﺑﯾن اﻟﻔﻘﻬﺎء واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﺣول ﻣدى دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺎت واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت ﻟﻠﺑﻌض ﻣن
اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻘ ط ،ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺗدﺧل اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﻟﺗﺑرﯾرﻫﺎ ،ﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺑﻘﻲ اﻷﻣر
ﻏﺎﻣﺿﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻧﻘص اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،ﺣﯾث اﻧﺷﺎت إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ 23 ،2015ﻫﯾﺋﺔ إدارﯾﺔ
ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﺿﺑط ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧﻔس
اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻓﻘد وﻗﻊ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻓوﺿﻰ وﺗردد ﺑﯾن ﺗﻛرﯾس اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻟﺑﻌض
اﻟﻬﯾﺋﺎت وﺗﻘﻠﯾﺻﻬﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻷﺧرى ،واﻻﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ
ﻟﺑﻌض ووﺿﻊ ﺣدود وﻗﯾود ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أﺧرى ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﺳد ﺣﺎﻟﺔ أﻟﻼﺳﺗﻘرار
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ،أﻧﻬﺎ ﻓوﺿﻰ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ .
زود اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺷﻲء ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ وظﯾﻔﺔ
اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﻊ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻋﺿوﯾﺔ أو وظﯾﻔﺔ ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ
ﻧﺳﺑﯾﺔ ﺧﯾﺎﻟﯾﺔ ﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻼﺳﺗﻬﻼك اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻧظ ار ﻟﻠﺣدود واﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ
ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻋﻣﺎﻟﻬﺎ.
ﻻ ﯾﻛﻔﻲ ﻣﺟرد إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺎت إدارﯾﺔ وﻣﻧﺣﻬﺎ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،ﻟﻛن ﺗﺑﻘﻰ ﻧﺳﺑﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗدﺧل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل ﺗﺑﻌﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ،ﻣﻣﺎ ﯾﻧﻘص ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ دورﻫﺎ ﻓﻲ
ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺳوق ﺑﺣﯾث أﺻﺑﺣت ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣﺟرد ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻏﯾر
ﻓﻌﺎﻟﺔ ،ﻓﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓ ﺳﺔ ﻣﺛﻼ رﻏم اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﻧﺗﺷرة ﻟﻛن ﺗدﺧﻼﺗﻬﺎ ﺗﻛﺎد
ﺗﻛون ﻣﻧﻌدﻣﺔ.
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ
أوﻻ :ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ
أ .اﻟﻛﺗب
.1ﺗﯾورﺳﻲ ﻣﺣﻣد :اﻟﺿواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻧﺎﻓﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﻫوﻣﻪ .2015،
.2اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ﻣﺣﻣد :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري،اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري ،ﻋﻧﺎﺑﺔ ،دار
اﻟﻌﻠوم. 2004،
.3ﻛﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف :ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻣﻧﺷورات ﺑﻐدادي ،اﻟﺟزاﺋر
.2010،
.4ﻟﺑﺎد ﻧﺎﺻر :اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺗﻧظﯾم اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،دون دار
اﻟﻧﺷر ،اﻟﺟزاﺋر. 2001 ،
.5ﻟﯾﻧﺎ ﺣﺳن زﻛﻲ ،ﻗﺎﻧون ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﻣﻧﻊ اﻻﺣﺗﻛﺎر ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري
واﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻷوروﺑﻲ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة.2006 ،
.6ﻣﺣﻣد ﺑﺎﻫﻲ اﺑو ﯾوﻧس ،اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺟزاءات اﻹدارﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،دار
اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ.2000 ،
.7ﻣﺻطﻔﻰ اﺑوزﯾد ﻓﻬﻲ :اﻟوﺳﯾط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت
اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،ﻣﺻر .2003
.8وﻟﯾد ﺑوﺟﻣﻠﯾن :ﻗﺎﻧون اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،دار ﺑﻠﻘﯾس ،اﻟﺟزاﺋر. 2015 ،
ب .اﻟرﺳﺎﺋل واﻟﻣذﻛرات
اﻟرﺳﺎﺋل
.1ﺟﻼل ﺳﻌد :ﻣدى ﺗﺄﺛر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﺑﺎﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟدﻛﺗوراﻩ
ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق .2012،
.2ﺟﻣﻠﯾل ﻧوارة ،اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ،أطروﺣﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل درﺟﺔ
اﻟدﻛﺗوراﻩ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ
.3ﻛﺗو ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف ،اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻧﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري.2006 ،
.4ﻣﻧﺻور داوود :اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،أطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة دﻛﺗو ارﻩ ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ . 2015،
.5واﻟﻲ ﻧﺎدﯾﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر وﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻪ ﻓﻲ اﺳﺗﻘطﺎب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .2015،
اﻟﻣذﻛرات
.1أﺣﻣد اﻋراب :ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ،
.2007
.2أﺣﻣد أﻋراب ،اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﻗﺎﻧون ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس.2007 ،
.3ﺑرﻛﺎت ﺟوﻫرة ،ﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻧﺷﺎط ﺳﻠطﺗﻲ اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل
درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﻓرع ﺗﺣوﻻت اﻟدوﻟﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺗﯾزي وزو،
.2007
.4ﺑوﺟﻣﻠﯾن وﻟﯾد :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾ ر ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻓرع اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ .2007،
.5ﺣدري ﺳﻣﯾر :اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣذﻛرة
ﻟﻧﯾل درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑوﻣرداس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ . 2006،
.6دﻣوش ﺣﻛﯾﻣﺔ :اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﺑدون ﺳﻧﺔ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ.
.7رﺣﻣوﻧﻲ ﻣوﺳﻰ :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
،ﻣذﻛرة ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﯾﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون إداري
إو دارة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ .2013 ،
.8ﻗرﯾﻣس إﺳﻣﺎﻋﯾل :ﻣﺣل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋري ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل
درﺟﺔ اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري إو دارة ﻋﺎﻣﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ.2013 ،
.9ﻣﺣﻣدي ﺳﻣﯾرة ،ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل
ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري،
.2014
.10ﻣﺷﯾد ﺳﻠﯾﻣﺔ :اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ﻓﻲ
اﻟﺟزاﺋر،ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ،ﺗﺧﺻص ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر
،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق .2004،
.11ﻧﺎﯾل ﻧﺑﯾل ﻣﺣﻣد :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
دراﺳﺔ ﻧظرﯾﺔ ،ﻣذﻛرة ﺿﻣن ﻣﺗطﻠﺑﺎت ﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻓرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم
،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .2013،
ت .ﻣﻘﺎﻻت
.1أرزﯾل ﻛﻬﯾﻧﺔ :دور ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺿﺑط ﺳوق اﻟﺗﺄﻣﯾن ،اﻟﻣﺟﻠﺔ
اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﻋدد.04،2008
.2ا ﻗﻠوﻟﻲ ﺻﺎﻓﯾﺔ:ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﺳوق ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ
ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،2ﺳﻧﺔ . 2013
.3ﺣﺳن ﻏرﺑﻲ ،ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺑﺣوث
واﻟدراﺳﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺳﻛﯾﻛدة ،اﻟﻌدد .2015 ،11
.4ﻋﺟﺎﺑﻲ ﻣﺣﻣد ":اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻹﺣداث ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي" ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون
واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،اﻟﻌدد اﻟراﺑﻊ ،دﯾﺳﻣﺑر ، 2014ﺟﺎﻣﻌﺔ ادرار .
.5
ﻋﺟﺔ اﻟﺟﯾﻼﻟﻲ :اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﺻﺎرم
ﻟﺷؤون اﻟﻧﻘد واﻟﻣﺎل ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد02
،ﺳﻧﺔ .2009
.6ﻋﻠﯾﺎن ﻣﺎﻟك :رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﻘود اﻻﻣﺗﯾﺎز ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻣﺟﻠﺔ
اﻟﺑﺣوث واﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﯾﺣﻲ ﻓﺎرس ،اﻟﻌدد ،8ﻧوﻓﻣﺑر .2014
.7ﻛﺎﯾس ﺷرﯾف ،اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺑﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ واﻟﺗطﺑﯾق ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ
ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،اﻟﻌدد ،2ﺳﻧﺔ .2010
.8ﻟﺑﺎد ﻧﺎﺻر،اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ادارة ،اﻟﻌدد 1ﻟﺳﻧﺔ .2001
.9ﻣﻧﺻور داود :اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺷرﻋﯾﺔ ﻗ اررات ﺳﻠطﺎت ﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة ،اﻟﻌدد .12
.10ﻧوﯾري ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺗطورﻫﺎ وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد .2008 ،08
.11وﻟد راﺑﺢ ﺻﺎﻓﯾﺔ ":ﻣﺟﻠس اﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ﺳﻠطﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺿﺑط اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻣﺻرﻓﻲ"
،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣوﻟود ﻣﻌﻣري ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم
اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،اﻟﻌدد 2ﻟﺳﻧﺔ . 2013
ج .ﻣﻠﺗﻘﯾﺎت
.1ارزﯾل ﻛﺎﻫﯾﻧﺔ ،دور ﻟﺟﻧﺔ اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ﻓﻲ ﺿﺑط ﺳوق اﻟﺗﺎﻣﯾن ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ
اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ 23 ،و 24ﻣﺎي،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ.2007 ،
.2ﺣدري ﺳﻣﯾر ،اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إو ﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ 23 ،و 24ﻣﺎي
.2007
.3ﺣﺳﯾن ﻧوارة "اﻻﺑﻌﺎد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ "
ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ 24-23،ﻣﺎي 2007
.4راﺷدي ﺳﻌﯾدة :ﻣﻔﻬوم اﻟﺳﻠطﺎت اﻻدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ،اﻋﻣﺎل اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت
اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،اﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي ،2007ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺟﺎﯾﺔ.2007 ،
.5ﻋﯾﺳﺎوي ﻋز اﻟدﯾن "اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور" ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ
اﻟوطﻧﻲ ﺣول"ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ" أﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي
، 2007ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة ﺑﺟﺎﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
.6ﻟﺧﺿﺎري اﻋﻣر ،إﺟراءات اﻟطﻌن ﻓﻲ ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول
ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺟﺎﯾﺔ أﯾﺎم 23و24
ﻣﺎي .2007
.7ﻣﺎدﯾو ﻟﯾﻠﻰ ،ﺗﻛرﯾس اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري،
اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺟﺎﯾﺔ ،أﯾﺎم 23و 24ﻣﺎي .2007
.8ﻧزﻟﯾوي ﺻﻠﯾﺣﺔ":ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ :آﻟﯾﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺗدﺧﻠﺔ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺿﺎﺑطﺔ " ،ﻣداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻠﺗﻘﻰ اﻟوطﻧﻲ ﺣول "ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﻣﺎﻟﻲ"،أﯾﺎم 24-23ﻣﺎي ،2007ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺟﺎﯾﺔ.
ﻧﺻوص ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
.1ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ،01-98ﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي ،1998ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ وﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ ،ج ر اﻟﻌدد 37ﻟﺳﻧﺔ ،1998ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم
13-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2011ج ر اﻟﻌدد 43ﻟﺳﻧﺔ .2011
.2اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ،13-11ﻣؤرخ ﻓﻲ 26ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2011ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي رﻗم ،01-98ﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي ،1998ج ر اﻟﻌدد 43ﻟﺳﻧﺔ .2011
.3ﻗﺎﻧون رﻗم 12-89ﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﯾوﻟﯾو ، 1989ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺳﻌﺎر ،ج ر ،اﻟﻌدد29
،اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 19ﯾوﻟﯾو ) 1989ﻣﻠﻐﻰ(.
.4ﻗﺎﻧون رﻗم ، 07-90ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ﻣؤرخ ﻓﻲ 3أﻓرﯾل ، 1990ج ر ،اﻟﻌدد 14
.5ﻗﺎﻧون 10-90ﻣؤرخ ﻓﻲ 14اوت 1990اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻧﻘد واﻟﻘرض ،ج ر ،اﻟﻌدد 16
،ﻣﻠﻐﻰ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 11-03ﻣؤرخ ﻓﻲ 26اوت ، 2003ج ر ،اﻟﻌدد ، 52ﻣﻌدل
وﻣﺗﻣم
.6ﻗﺎﻧون رﻗم ،06-95ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1995ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،9
ﻣﻠﻐﻰ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 9ﻓﺑراﯾر .1995
.7ﻗﺎﻧون رﻗم 07-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 3اﻓرﯾل ،1996ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﻋﻼم ،ج ر اﻟﻌدد 14ﻟﻠﺳﻧﺔ
.1990
.8ﻗﺎﻧون رﻗم 03-2000ﻣؤرخ ﻓﻲ 5اوت 2000اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرﯾد
واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛﯾﺔ واﻟﻼﺳﻠﻛﯾﺔ ،ج ر ،اﻟﻌدد 48ﻟﺳﻧﺔ 2000
.9ﻗﺎﻧون رﻗم 02-01اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﻋن طرﯾق اﻟﻘﻧوات ،ج ر اﻟﻌدد .08
.10ﻗﺎﻧون رﻗم 01-02ﻣؤرخ ﻓﻲ 5ﻓﯾﻔري ، 2003ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻛﻬرﺑﺎء وﺗوزﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﺑواﺳطﺔ
اﻟﻘﻧوات ،ج ر ،اﻟﻌدد 8اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ .2002
.11اﻻﻣر رﻗم 03-03ﻣؤرخ ﻓﻲ 19ﺟوﯾﻠﯾﺔ 2003ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ،ج ر اﻟﻌدد 9
،اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 12-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﺟوان ، 2008ج ر ،اﻟﻌدد
،36وﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم 05-10ﻣؤرخ ﻓﻲ 15اوت 2010ج ر ،اﻟﻌدد 46ﻟﺳﻧﺔ .2010
.12ﻗﺎﻧون رﻗم 12-05ﻣؤرخ ﻓﻲ 4أوت 2005اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﯾﺎﻩ ،ج ر ،اﻟﻌدد .60
.13ﻗﺎﻧون رﻗم 04-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﯾﻔري ، 2006ﯾﻌدل وﯾﺗﻣم اﻷﻣر رﻗم 07-95
ﻣؤرخ ﻓﻲ 1995/01/25اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ج ر ،اﻟﻌدد 15ﺻﺎدرة 12ﻣﺎرس
2006
.14ﻗﺎﻧون رﻗم 01-06ﻣؤرخ ﻓﻲ 20ﻓﯾﻔري 2006ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد ،ج ر،
اﻟﻌدد 16ﺻﺎدر ﻓﻲ 8ﻣﺎرس 2006
.15ﻗﺎﻧون رﻗم ، 12-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﯾوﻧﯾو ، 2008ج ر ،اﻟﻌدد 36ﺻﺎدر ﻓﻲ 2
ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2008ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
.16ﻗﺎﻧون رﻗم 01-10ﻣؤرخ ﻓﻲ 3ﺟوﯾﻠﯾﺔ ،2001اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺟم ،ج ر اﻟﻌدد ،35
ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم.
.17ﻗﺎﻧون رﻗم 05-10ﻣؤرخ ﻓﻲ 15اوت ، 2001ج ر،اﻟﻌدد 46ﺻﺎدر ﻓﻲ
، 2010/8/18ﻣﻌدل ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ.
اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ :
-اﻟﻣراﺳﯾم اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ
.1ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ،44-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 17ﺟﺎﻧﻔﻲ ،1996ﯾﺣدد اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻣﺟﻠس
اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،5ﺻﺎدر ﻓﻲ 21ﺟﺎﻧﻔﻲ .1996
-اﻟﻣراﺳﯾم اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
.2ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 175-94ﻣؤرخ ﻓﻲ 13ﺟوان ،1994ﯾﺗﺿﻣن ﺗطﺑﯾق اﻟﻣواد ،21
،29 ،22ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،10-93ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎي ،1993اﻟﻣﺗﻌﻠق
ﺑﺑورﺻﺔ اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،41ﺻﺎدر ﻓﻲ 26ﺟوان .1994
.3اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،102-96ﻣؤرخ ﻓﻲ 11ﻣﺎرس ،1996اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗطﺑﯾق اﻟﻣﺎدة
32ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ رﻗم ،10-93ﻣؤرخ ﻓﻲ 23ﻣﺎي ،1993اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺑورﺻﺔ
اﻟﻘﯾم اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ،ج ر اﻟﻌدد ،18ﺻﺎدر ﻓﻲ 20ﻣﺎرس .1996
.4اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ،219-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 22ﺟوان ،2005ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗرﺧﯾص
ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﻣﻊ ،ج ر اﻟﻌدد .43
.5ﻣرﺳوم ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ، 113-08ﻣؤرخ ﻓﻲ 9أﻓرﯾل ، 2008اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻬﺎم ﻟﺟﻧﺔ
اﻹﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت ،ج ر اﻟﻌدد .20
II. Articles
ZOUAIMIA Rachid :les autorités administratives indépendantes et .1
la régulation économique, Revue IDARA ,N 02 ,2004 .
ZOUAIMIA Rachid : le régime contentieuse des autorités .2
administratives indépendant en droit algérien, Revue IDARA, N°
29, 2005.
FRISON-Roche , (M.A) le droit de la régulation, Dalloz, N° 07 , .3
2001.
ZOUAIMIA Rachid, le statut juridique du conseil de la monnaie et .4
du crédit, RASJEP, janvier 2005
ZOUAIMIA Rachid, les fonctions répressives des autorités .5
administratives indépendantes en matière économique, Revue
IDARA, N° 28, 2004.
ZOUAIMIA Rachid, le conseil de la concurrence et la régulation .6
des l’arches on droit algérien , Revue , IDARA , N° 02, 2008.
ص اﻟﻔﻬرس
01 ﻣﻘدﻣﺔ ..........................................................................
04 اﻟﻔﺻل اﻷول :اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.......................
04 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي.......................
05 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ظﻬور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي..................................
05 اﻟﻔرع اﻷول :ﻧﺷﺎط ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي....................................
06 أوﻻ:ظﻬور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻘﺎرن...................................
07 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ظﻬور ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر.........................................
11 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟدﺳﺗور....................
11 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣدى دﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي............
12 أوﻻ :أﺳﺎس اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ......................................................
13 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷروط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ.............................................
15 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي........................
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي19 ............................
19 اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾم واﻟرﻗﺎﺑﺔ..............................................
20 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ....................................................
23 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟدور اﻟرﻗﺎﺑﻲ ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي......................
23 أوﻻ :ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ أداة ﺟدﯾدة ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ..................................
25 ﺛﺎﻧﯾﺎ :وﺳﺎﺋل ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ......................................................
28 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ واﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي..........
28 اﻟﻔرع اﻷول :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ......................................................
31 أوﻻ :ﺳﻠطﺔ ﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌﻘﺎب ﻟﺑﻌض ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط..................................
33 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ ﻟﻌﻘﺎب..................................
35 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ..................................................
35 أوﻻ :ﺗﺣدﯾد اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ....................................................
37 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟدور اﻻﺳﺗﺷﺎري ﻟﺑﻌض ﻫﯾﺋﺎت اﻟﺿﺑط اﻻﻗﺗﺻﺎدي...........................
40 اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺧﺿوع ﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط ﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء وﻧﺳﺑﯾﺔ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬﺎ...........
40 اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :اﻟﺧﺿوع ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ........................................
41 اﻟﻣطﻠب اﻷول :أﺳس اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ............................................
42 اﻟﻔرع اﻷول :أﺳﺎس اﻟرﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.............................................
42 أوﻻ :اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ..........................................................
44 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺄﺳﯾﺳﯾﺔ ﻟﺳﻠطﺎت اﻟﺿﺑط........................................
46 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻣدى دﺳﺗورﯾﺔ اﻟرﻗﺎﺑﺔ................................................
46 أوﻻ :ﻣوﻗف اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري....................................................
47 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣوﻗف اﻟﻔﻘﻪ................................................................
48 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ازدواﺟﯾﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ.....................................
48 اﻟﻔرع اﻷول :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري..........................................
49 أوﻻ :أﺳﺎس اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.............................................
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻷﻋﻣﺎل واﻟﻘ اررات اﻟﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ50 ..................................
52 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي اﺳﺗﺛﻧﺎءا..................................
52 أوﻻ :ﻧﻘل اﺧﺗﺻﺎص رﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي.
53 ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻟﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر...........................
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم إﺑطﺎل اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻣﻘﯾدة ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺗﻌوﯾض ﻋن اﻷﺿرار 55
اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻧﻬﺎ .....................................................................
56 اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻧﺳﺑﯾﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ.................................................
57 اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي...................................................
58 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣظﺎﻫر اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ .......................................
58 أوﻻ :ﺗﻌدد اﻷﻋﺿﺎء واﺧﺗﻼف ﻣراﻛزﻫم وﺻﻔﺎﺗﻬم....................................
59 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺗﻌدد واﺧﺗﻼف اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﻟﻸﻋﺿﺎء...................................
60 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻧﺗداب اﻟرﺋﯾس واﻷﻋﺿﺎء.........................................
61 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣدود اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻌﺿوﯾﺔ..........................................
62 أوﻻ :ﺗﻣﺗﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻌﯾﯾن.......................................
63 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ظروف اﻧﺗﻬﺎء ﻋﺿوﯾﺔ اﻟرﺋﯾس واﻷﻋﺿﺎء...................................
64 ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺗﺣدﯾد ﻣدة اﻧﺗداب اﻟرﺋﯾس واﻷﻋﺿﺎء.........................................
66 اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟوظﯾﻔﻲ..................................................
67 اﻟﻔرع اﻷول :ﻣظﺎﻫر اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ.........................................
67 أوﻻ :اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻹداري....................................................
70 ﺛﺎﻧﯾﺎ :وﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟداﺧﻠﻲ...................................
71 ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ.........................................................
72 اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣدود اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟوظﯾﻔﯾﺔ...........................................
72 أوﻻ :إﻋداد اﻟﺗﻘرﯾر اﻟﺳﻧوي........................................................
74 ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﻣواﻓﻘﺔ اﻟو ازرة اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ
75 ﺛﺎﻟﺛﺎ :وﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ.....
76 راﺑﻌﺎ :ﺗﺑﻌﯾﺔ ﺑﻌض ﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻣﺎﻟﯾﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ...............
78 ﺧﺎﺗﻣﺔ ............................................................................
80 ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ ..................................................................
89 اﻟﻔﻬرس .......................................................................