Professional Documents
Culture Documents
EXpo RR
EXpo RR
واإلجتماعي
واإلقتصادي .وللجزائر فلسفة وسياسة خاصة متميزة في أسسها ومبادئها وأهدافها وأساليبها في نطاق تطبيق النظام اإلداري
الالمركزي .وفي دراستنا لنظرية الالمركزية اإلدارية نتتبع المنهجية اآلتية لتبيين األركان التي يقوم عليها النظام الالمركزي
المبحث األول ثم نوضح األشكال التي تتخذها في المبحث الثاني على أن نتطرق أخيرا إلى تقدير وتقييم الالمركزية بيان
مزاياها وعيوبها المبحث الثالث.
خطة البحث:
المبحث األول :أركان الالمركزية.
يرجع بسبب ومبرر النظام الالمركزي إلى وجود مصالح أو شؤون محلية) ، (affaires localesتتمثل في التضامن الذي
يعب عن إهتمامات وإحتياجات سكان اإلقليم متميزة عن مجموعة مصالح العامة الوطنية محددة في نطاق واضح إقليميا
وجغرافيا أو فنيا مرفقيا ” ترتكز سياسة الالمركزية على توزيع متزن للصالحيات والمهام حسب تقسيم منطقي للمسؤولية
داخل إطار وحدة الدولة ،فعلى البلديات والواليات حل مشاكلها الخاصة بها ،وعلى السلطة المركزية البت في القضايا ذات
األهمية الوطنية ومن هنا ينبغي لالمركزية أن تخول الواليات والبلديات كامل الصالحيات للنظر في كل المشاكل ذات
المصلحة المحلية أو الجهوية بإمكانها حلها ،ويجب أن تشمل هذه الصالحيات الميادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية [1].
إن اعتراف القانون واعتداده بهذا التميز الموجود حقيقة بين المصالح المحلية لهيئات محلية باعتبارها األقدر على تلبيتها
وإشباعها ،ومن أهم المسائل التي بصدد تحديد المصالح المحلية تميز الجهة المختصة بذلك والكيفية المتبعة في عملة التحديد.
1-اإلختصاص:
إن ا لمشرع هو المختص بتحديد نطاق حجم المصالح اإلقليمية والجغرافية للهيئة أو الوحدة اإلدارية الالمركزية اإلقليمية،
والمصالح الفنية والموضوعية للمؤسسات والهيئات الالمركزية الفنية والمرفقية ،فالمشرع يقوم بتحديد الفاصل والعالقة بين
هذه المصالح اإلقليمية والموضوعية الفنية المتميزة وبين مصالح العامة الوطنية كشؤون الدفاع واألمن والخارجية ورسم
السياسة العامة في مجال التربوي واالقتصادي والتعليم العالي ،تاركة بقية المهام تسير من طرف األجهزة المحلية.
2-الكيفية:
يتم توزيع مظاهر ومجاالت الوظيفة اإلدارية بين اإلدارة المركزية واإلدارة الالمركزية وفق أسلوبين أساسيين هما:
ومؤداه أن بين المشرع (القانون) السلطات واالختصاصات المختصة باألجهزة الالمركزية على سبيل الحصر وعداها فهو
من اختصاصات اإلدارة المركزية باعتبارها من المصالح الوطنية.
مقتضى هذا األسلوب أو التصور أن يعمد المشرع إلى ذكر الميادين التي تدخل فيها اإلدارة المركزية على أن تترك مجاالت
وميادين عمل ونشاط الوحدات الالمركزية واسعة وغير محددة.
ولقد اعتمد المشرع الفرنسي في تنظيمه لإلدارة المحلية هذه الطريقة حينما ذكر السلطات والصالحيات التي تتمتع بها الوحدات
والهيئات الالمركزية وأن بصورة وكيفية عامة وغير محددة أي بطريقة حصرية nom limitativeهو األسلوب نفسه الذي
اعتمده المشرع الجزائري في تنظيمه اإلدارة المحلية [2].
ومن هذا قرر الفقهاء انه متى اتصلت المهام بإقليم واحد أمام شؤون محلية كشؤون المواصالت والسكن وغيرها ومتى كانت
تحصر مجموع المواطنين وكل المناطق فهي شان من شؤون السلطة المركزية ونتيجة هذا التنوع برر على المستوى الفقهي
مصطلح الشؤون البلدية والشؤون اإلقليمية والشؤون الوطنية [3].
يقصد بهذا الركن أن هذه الهيئات المحلية والمصلحية استقلت عن السلطة المركزية وهذا االستقالل يمكنها من حق اتخاذ
القرار وتسيير شؤونها بيدها دون تدخل من الجهاز المركزي ومنه يجب اإلعتراف للوحدة اإلدارية المحلية أو المرفقية
بالشخصية المعنوية (يتم اإلعالن الرسمي لفصلها عن الدولة ) ومما يحولها االستقالل القانوني من حيث قدرتها الذاتية على
اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ومنه أن تشكيل تلك األجهزة المحلية باالنتخاب يعد من شروط قيام النظام الالمركزي،
فمتى يتحقق استقالل الهيئات والوحدات اإلدارية والالمركزية عن السلطات اإلدارية المركزية البد من اعتماد أسلوب اإلنتخاب
في اختيار األعضاء المسيرة لإلدارة المركزية الذاتية لها للهيئات والمصالح الالمركزية ولكي يتجسد مبدأ الديمقراطية اإلدارية
ومبدأ المشاركة.
النظام القانوني الذي يحكم اإلدارة الذاتية المستقلة يشتمل على ثالث عناصر محاور أساسية هي:
.1اإلستقالل عن طريق التشخيص القانونية للهيئات الالمركزية ومنحهم سلطة البت النهائي.
.2أسلوب اإلنتخاب في انتقاء واختيار أعضاء األجهزة والهيئات اإلدارية الالمركزية كما ورد في المادة 16من
الدستور (يمثل المجلس المنتخب قاعدة المركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية).
.3تحديد نطاق والمصالح الجهوية اإلقليمية المتميزة عن المصالح العامة الوطنية.
بما أن أسلوب النظام اإلداري الالمركزي هو مجرد وسيلة فنية وقانونية إدارية لتقنين وتوزيع سلطات وامتيازات الوظيفة
اإلدارية فقط بين السلطات اإلدارية المركزية والسلطات اإلدارية الالمركزية ضمن وفي نطاق مبدأ وحدة الدولة الدستورية
والسياسية والوطنية وليسير أسلوب من أساليب تقنين فكرة السيادة الوطنية والسلطات الدستورية والسياسية والتشريعية وعليه
فإن األمر يستلزم قيام عالقة بين اإلدارة المركزية ووحدات اإلدارة الالمركزية في صورة رقابة أو وصاية إدارية تختلف في
جوهرها عن السلطة الرئاسية القائمة بين الرئيس والمرؤوس في ظل النظام المركزي ،فما هي مظاهر الرقابة اإلدارية
المبسوطة على وحدات اإلدارة الالمركزية؟ ..وما هي المبادئ والقواعد األساسية التي تحكم تلك الرقابة وتميزها ،خاصة عن
السلطة الرئاسية؟.
تتجلى الرقابة في النظام الالمركزي في الرقابة أو الوصاية اإلدارية المبسوطة والمنصبة أما على:
من حيث إنشاء وحل وحدات اإلدارة الالمركزية البلدية من إختصاص القانون يتم بموجب قانون صادر عن السلطات اإلدارية
المركزية فإن ذلك القانون المنشئ لتلك الوحدات يخول السلطات اإلدارية المركزية سلطة إيقاف وحل أجهزة اإلدارة
الالمركزية دون المساس بالشخصية المعنوية لتلك اإلدارة.
أ -اإليقافsuspension:
يمكن لإلدارة المركزية (سلطة الوصاية) طبقا للشروط واإلجراءات القانونية أن تعمد إلى إيقاف وتعطيل نشاط وسير أعمال
مجلس أو هيئة لفترة معينة ،تستند إلى مبدأ المشروعية.
ب -الحلdissolution:
يقصد به اإلعدام القانوني للمجلس وتجريد األعضاء من صفتهم كمنتخبين” وهذا من أخطر مظاهر الرقابة والوصاية اإلدارية
لمساسه بمبدأ الديمقراطية واالختبار الشعبي ،ولكن هذا الحل يجب أن يكون في حدود القانون المتمثل في استقالل وحدات
اإلدارة الالمركزية.
تمارس السلطة الوصية إجراءات رقابتها على األشخاص المعنيين بالوحدات الالمركزية كما يمكن الرقابة على األشخاص ][4
المنتخبين ومثال ذلك النظام اإلداري الجزائري مركز الوالي على مستوى الوالية كذلك المدير العام للمؤسسات العامة اإلدارية
والشركات والدواوين الوطنية والمكاتب العمومية ] [5ومن أهم هذه المظاهر للمراقبة اإلدارية على األشخاص واألفراد
القائمين على إدارة وتسيير الهيئات المحلية في:
توقيف العضو باإلدارة الالمركزية لمدة محددة عن ممارسة المهام (شهرا مثال).
اإلقالة ألسباب عملية ،كتولي العضو لمهام إدارية في جهة أخرى.
العزل أو الطرد أو الفصل بسبب ارتكاب أعمال مخالفة للقانون (جرائم).
ال يمكنها (سلطة الوصاية) تعديل أي تصرفات وقرارات الهيئات الالمركزية ،ألنه يشكل في الحقيقة أمرا الحقا لها من شأنه
المس باستقاللها.
2-التصديق واإللغاء:
إخضاع بعض قرارات اإلدارة المحلية لتزكية السلطة المركزية وأطلق عليه بالمصادقة وتكون صريحة ضمنية.
المصادقة الصريحة :عندما تلجأ السلطة المركزية أو الجهة الوصاية إلى إصدار قرار يفصح فيه صراحة عن
تزكيتها للقرار الصادر عن الجهة التابعة لها.
المصادقة الضمنية :عندما تلزم سلطة اإلشراف الصمت وإزاء العمل المعروض عليها وذلك لمدة حددها القانون
وبعد انتهاء المدة دليل على قبول وموافقة على العمل أو القرار المعروض عليها وقد اعتبرت المحكمة العليا أن
للقرار الضمني نفس آثار القرار الصحيح [6].
وفي نفس الصياغ فإن سلطة اإللغاء المحدودة والمخولة للسلطة الوصية بالنسبة لبعض قرارات اإلدارة الالمركزية يمكن
طلب مراجعتها والظفر فيها أمام السلطات اإلدارية (والئيا أو رئاسيا) أو أمام الجهة القضائية المختصة برفع دعوى قضائية
إللغائها.
الحلـول:
يقصد به حلول السلطة المركزية أو سلطة الوصاية محل السلطة الالمركزية في اتخاذ القرارات التي تؤمن سير المصالح
العامة ][7ومن هذا التعريف أن الحلول يعد إجراء خطيرا لذا وجب تقييده بشروط تكفل وتضمن استقالل الهيئات الالمركزية
وهو يتمثل أساسا فيما يلي:
ال حلول إال إذا ما ألزم القانون اإلدارة الالمركزية بالقيام بعمل معين كما هو الحال لنفقات اإللزامية [8] dépenses
obligatoires.تقاعس وامتناع اإلدارة الالمركزية رغم إعذارها وتنبيهها عن القيام بذلك العمل.
تبيان أهم المبادئ والقواعد واألسس التي تستند إليها الرقابة أو الوصاية والتي تميزها عن السلطة الرئاسية.
بينما ممارسة السلطة الرئاسية في النظام المركزي مفترضة فالوالي ال يتدخل في شؤون البلدية بممارسة الوصاية والرقابة
عليها طبقا لنص قانون البلدية.
من حيث إمكانية الطعن في قرارات وتصرفات السلطة الوصية حيالها للدفاع عن مصالحها المحلية المتميزة.
تبقى جهة السلطة الرئاسية مسؤولة إلى جانب مسؤولية المرؤوس بينما الهيئة الالمركزية تتحمل مسؤوليتها.
وهي الصورة الواضحة والكاملة لتطبيق النظام الالمركزي وقد استندت الدولة إلى هذا النوع اإلداري إلشباع رغبات حاجات
أفرادها بعد أن الحظت أن لكل منطقة داخل الدولة مميزاتها المختلفة والمتنوعة والتي لم تتمكن السلطات المركزية من تحقيق
كل مطالب وحاجات األفراد المختلفة من إقليم إلى آخر ،ألن لكل إقليم مميزاته الخاصة به.
هذا األمر فرض على الدولة اعتماد الالمركزية اإلقليمية التي ترتكز على االختصاص اإلقليمي بواسطة هيئات المركزية
معترف لها بالشخصية المعنوية تسير الشؤون المحلية في نطاق جغرافي معين ،كما هو الشأن بالنسبة لوحدات اإلدارة المحلية
(البلدية والوالية).
لذا كان من الحتمي وجود نظام الرقابة والوصاية اإلدارية التي تمارسها إال في حدود القانون والنصوص ،السلطات اإلدارية
المركزية على السلطات اإلدارية الالمركزية من أجل ضمان الحفاظ على وحدة الدولة الدستورية والسياسية والوطنية من
مخاطر الشطط والخروج عنها من قبل السلطات والهيئات اإلدارية الالمركزية خاصة اإلقليمية وتعريض كيان الدولة لإلنهيار
والتهديم ،وتتفرغ الهيئات اإلدارية الالمركزية اإلقليمية أو الفنية إلى اإلضطالع بإدارة وتسيير الشؤون الجارية واليومية
إلشباع الحاجات العامة المحلية للمواطنين بما يحقق المصلحة العامة في كافة المجاالت االقتصادية واالجتماعية والثقافية.
.1من حيث وجود المصالح المتميزة يقوم الشكالن على أساس اإلعتراف بوجود مصالح متميزة ذات طابع محلي
وإقليمي في الالمركزية اإلقليمية (اإلدارة المحلية ) وذات طابع فني وتقني في الالمركزية المرفقية.
.2من حيث استقالل الهيئات :تتمتع الهيئات في شكل الالمركزية بالشخصية المعنوية بكل ما ترتب على ذلك من نتائج،
فإذا كانت طريقة اإلنتخاب تشكل وسيلة مثلى لدعم استقالل وحدات اإلدارة المحلية بموجب تسييرها وإدارتها من
طرف مجالس منتخبة محليا ،فإن إدارة الشخص المعنوي المرفقي عادة ما تستند إلى فئة الخبراء األدرى بمصلحة
الهيئة الالمركزية المرفقية.
.3من حيث الوصاية (الرقابة اإلدارية) :يخضع شكال الالمركزية إلى نظام وصائي محفوف باعتبارات سياسية في
الالمركزية اإلقليمية وباعتبارات فنية في الالمركزية المرفقية.
والالمركزية اإلدارية يطلق عليها المشرع الجزائري المؤسسات العامة اإلدارية مثل :التعليم ،النقل ،الصحة ….الخ،
فالالمركزية المرفقية أو المصلحية ترتكز على اإلختصاص الموضوعي والوظيفي.
1-الجانب السياسي:
يشكل نظام الالمركزية اإلدارية مجاال لترقية ممارسة الحريات العامة.
يكرس النظام الالمركزي مبدأ الديمقراطية بتمكين الشعب من تسيير شؤونه بنفسه عن طريق ممثليه في المجالس
المحلية المنتخبة فالالمركزية أداة فعالة لتجسيد فكرة الديمقراطية ،بل هناك من قال أن الديمقراطية من الناحية
السياسية تظل نظاما أجوفا إذا لم تالزمها ديمقراطية إدارية والحقيقة أن هناك من اعتبر الميزة عيبا فقيل أن
الالمركزية تتيح استقاللية للوحدات اإلدارية المختلفة وهو من شانه يشكل خطرا على وحدة الدولة وتماسكها.
يشفع النظام الالمركزي أنه األقوى على تحمل ومواجهة األزمات ذلك أنه بالتجربة في أوقات الحرب وعند اعتماد
النظام المركزي وأن احتالل العاصمة وحده كاف للتأثير على بقية أجزاء اإلقليم على خالف الوضع.
2-الجانب اإلداري:
تخفيف العبئ عن اإلدارة المركزية بموجب نقل وتحويل كثير من المهام األول الهيئات الالمركزية لتتفرغ األولى
للقضايا ذات البعد الوطني.
تحسين الوظيفة اإلدارية نظرا إلدارة وتسيير الشؤون الالمركزية من طرف أشخاص لهم مصالح مباشرة وحقيقية
مما يدفعهم األول زيادة اإلهتمام لتلبية اإلحتياجات المحلية في صورة الالمركزية اإلقليمية.
تجنب الروتين اإلداري وما يترتب عنه من آثار سلبية من حيث تبسيط اإلجراءات اإلدارية وتقريب اإلدارة من
المواطن.
يكفل النظام الالمركزي للمنتخبين فرصة للتدريب على العمل اإلداري والمشاركة في دراسة الشؤون المحلية ويمكن
لهؤالء االرتقاء لمهام القيادة.
3-الجانب االجتماعي:
يترتب على النظام الالمركزي من الجانب االجتماعي خلق نوع من التضامن والتعاون فيما بين أفراد الجماعة الواحدة فتتظافر
جهودهم من اجل بلوغ هدف واحد منشود.
4-المجال االقتصادي:
يمكن تبرير األخذ بالالمركزية اإل دارية استنادا األول مبدأ :مركزية التخطيط والمركزية التنفيذ من توضع الخطة العامة
بالدولة من طرف اإلدارة المركزية وال يمكن تطبيقها إال بواسطة أجهزة وهيئات المركزية.
تتجلى عيوب ومساوئ الالمركزية اإلدارية وهي ضئيلة مقارنة بمزاياها في المخاوف الذي يبديها البعض من حيث ما قد
يترتب عنها خاصة في المجال السياسي واإلداري والمالي:
1-المجال السياسي:
إن النظام الالمركزي يؤدي أوال بالمساس بوحدة الدولة من جراء توزيع الوظائف واالعتراف باستقاللية بعض
أجزاء اإلقليم عن الدولة وتمتعها بالشخصية المعنوية ،غير أن هذه اإلستقاللية ال تعطي للهيئة المحلية المستقلة حق
اإلنفصال عن الدولة وتعترف لها بسلطة التشريع بل تظل تابعة للدولة األم في كثير من المسائل ،ويجب أال يغيب
عن بالنا أيضا أن الموارد المالية للهيئات المحلية تعتمدها وتمنحها السلطة المركزية من ثم نرى أن هذه اإلستقاللية
ال يمكن أن تشكل أي خطر في المجال السياسي.
2-المجال اإلداري:
عرف بعض الفقهاء على النظام الالمركزي كونه يؤدي األول ظاهرة عدم التجانس في القيام بالعمل اإلداري وذلك
لسبب لجو ء ممثلي اإلدارة المحلية خاصة المنتخبين منهم األول تفضيل الشؤون المحلية على الوطنية وإذا كنا
مقتنعين من أن النظام المركزي يضمن تجانسا للعمل اإلداري بحكم وحدة الجهة المختصة بالفصل في الملفات
وإصدار القرار ،فإن ذلك ال يعني العمل بالنظام المركزي والتخلي عن الالمركزية تحت هذه الحجج اإلدارية ،بل
إن هذه العدالة التي تسعى النظم القانونية األولى تحقيقها يمكن توفيرها عن طريق وضوح التشريعات عامة،
والتشريعات المتعلقة باإلدارة المحلية خاصة.
كما يمكن تحقيقها بتفعيل أجهزة الرقابة ومنها الرقابة الوصائية ،وكذلك عقد لقاءات بين الفترة واألخرى تضم المنتخبين
المحليين لتكون بمثابة فرصة لطرح بعض الحلول بهدف ضمان التجانس في أداء العمل اإلداري.
3-المجال اإلداري:
لعل أهم نقد وجه للنظام المركزي أن تطبيقه في الوسط اإلداري ينجم عنه ظاهرة تبديد النفقات العامة ،ذلك أن
اإلعتراف لألجهزة المحلية والمرافق العامة على اختالف أنواعها باإلستقالل المالي سيتبعه دون شك تحمل الخزينة
العامة لمبالغ ضخمة سنويا ونفقات كثيرة.
و مقولة “شارل بران” تقول“ :النظام المركزي يؤدي األول إقتصاد في النفقات” وذلك بحكم التقليل من أحد األمرين بالصرف
وهو ممثل ي السلطة المركزية ،إذا إستقاللية اإلقليم من الناحية القانونية وكذلك إستقاللية المرفق تفرض اإلعتراف بذمة مالية
مستقلة عن الدولة.
][1أنظر المادة 35من الدستور الجزائري الصادر في نوفمبر .1976
][2في تحديد لصالحيات البلدية لم يضع قانون البلدية (المواد من 84إلى 111إال إطارا عاما لذلك مثل ما ورد في المادة
84منه).
] [3الدكتور خالد قباني الالمركزية ومسألة تطبيقها في لبنان ،نشر مشترك بيروت باريس ،منشورات البحر المتوسط
ومنشورات عويدات 1981ص .47
][4أنظر المواد 137+49+33+3حتى نهاية نص المادة 149من قانون الوالية.
][5قانون التسيير اإلشتراكي للمؤسسات.
][6قرار المحكمة العليا (الفرقة اإلدارية) بتاريخ 1983/1/8المجلة القضائية العدد الرابع 1989ص .207
][7الدكتور خالد قباني المرجع السابق ،ص.105
][8أنظر المادة 154من القانون البلدي رقم .08-90
][9أنظر حول ذلك خاصة.