Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 23

‫التفاحة ال تسقط ابدا بعيدا عن الشجرة‪.

‬‬

‫سارة قاتلة منذ أن كانت في السادسة من عمرها‪ .‬في البداية كان ذلك ضد إرادتها ‪ ،‬ولكن من أجل حماية والدتها ‪ ،‬كان‬
‫عليها أن تفعل ذلك‪.‬‬

‫والد حكيم رجل عصابات ‪ ،‬ومنذ حوالي ‪ 16‬عاًم ا تم اختطاف زوجته‪ .‬لم يكن من السهل رفع مجموعة التوائم البالغة‬
‫من العمر عامين ‪ ،‬وكل ذلك حدث بينما لم يكن يعرف حتى أن زوجته حامل‪.‬‬

‫إذن ماذا سيحدث عندما تضرب المأساة مرة أخرى حياة سارة ويتعين عليها العيش مع والدها؟‬
‫الفصل األول ‪ -‬حكيم‬
‫مرحبا اسمي سارة‪.‬‬

‫لم أقابل والدي قط ولم أقابل أيًض ا إخوتي‪ .‬على الجانب المشرق ‪ ،‬كانت والدتي معي ‪ ،‬وكانت تتحدث عنها طوال‬
‫الوقت‪.‬‬

‫مما قالته ‪ ،‬لدي شقيقان أكبر منهما ‪ ،‬وهما توأمان وكبرني بسنتين‪.‬‬

‫أخبرتني أمي أن لدي الكثير من األعمام من جانب والدي ‪ ،‬كما أخبرتني أن والدي زعيم عصابة‪ .‬اسم عصابته هو‬
‫‪ .‬لماذا تسأل؟ ألن العصابة يركبون‬ ‫عصابة االشرار ولكن كل شخص خارج العالم اإلجرامي يسميهم‬
‫دراجاتهم النارية دائًما‪.‬‬

‫عصابة عصابة االشرار هي أكبر عصابة في تونس‪.‬‬

‫أنا ال أعرف حتى كيف هم األفضل ألنهم لو كانوا جيدين كما يقول الناس ‪ ،‬لكانوا قد وجدواني ووالدتي عندما كنا ال نزال‬
‫في صقلية‪.‬‬

‫ولكن ذلك كان منذ فترة طويلة‪...‬‬

‫اسم والدتي دليلة ‪ ،‬كانت تقول إنني أشبه والدي تماًما‪ .‬اسمه الخطيئة‪ .‬أسماء إخوتي األكبر سنًا طارق وشادي‪.‬‬

‫يكفي مع هديرتي ‪ ،‬فلنبدأ هذه القصة‬


‫زمارة ‪ ......‬زمارة ‪ ..........‬زمارة ‪......‬‬

‫اووه تعال! وال حتى ميتا يمكنني النوم بسالم!‬

‫زمارة ‪ ، ....‬صفير ‪...‬‬

‫قرف!!!!‬

‫لقد سئمت من هذه الضوضاء المزعجة!‬

‫أمممم ‪ .....‬ربما إذا استدرت فسوف تتركني وشأني‪.‬‬

‫أجل ‪ ،‬هذا بالضبط ما سأفعله‪.‬‬

‫ال أحد‬

‫ماجد ‪ -‬دكتور‬

‫ميار ‪ -‬ممرضة‬

‫"دكتور سمير أعتقد أن الفتاة ستستيقظ قريًبا"‬

‫"لماذا هذا نبيل؟"‬

‫"حسًن ا دكتور ‪ ،‬بالنسبة للمبتدئين عندما ذهبت لممارسة عضالتها ‪ ،‬قلبت نفسها في السرير دون أن يلمسها أحد ‪ ،‬كما أنها‬
‫تأوهت كما لو كانت تشتكي من شيء ما‪".‬‬

‫"اسماعيل وجهة نظرك يا نبيل‪ ،‬دعونا نذهب ونفحص ملكة جمال صغيرة غير معروفة‪".‬‬

‫~ بعد ‪ 25‬دقيقة ~‬
‫"ما راميك يا دكتور؟ هل ستستيقظ قريبًا؟ "‬

‫"ال أعرف على وجه اليقين ولكن األشياء بدأت بالتأكيد في البحث عن هذه السيدة الصغيرة‪".‬‬

‫غادر كل من الطبيب والممرض الغرفة وذهبا لرعاية مرضاهم اآلخرين‪.‬‬

‫في حيرة من أمري ‪ ،‬بدأت أنظر حولي‪ .‬لدي أنبوب أسفل حلقي ‪ ،‬وآخر في أنفي وأعتقد أن هناك شيًئ ا ما في األسفل ‪،‬‬
‫حيث ال ينبغي أن يكون هناك شيء…‪ .‬آالت تحيط بي ‪ ،‬أحدها مربوط بإصبعي ‪ ،‬بعد أن خرج الكبل من القطعة المتشبثة‬
‫بإصبعي ‪ ،‬اسماعيل آلة تسجل نبضات قلبي‪.‬‬

‫في محاولة إلزالة القطعة من إصبعي ‪ ،‬أرفع ذراعي وشعرت على الفور بشيء يقرصها ‪ ،‬ولم أترك ذراعي بعيًد ا جًد ا‪.‬‬
‫نظرت إلى المكان الذي شعرت فيه بالقرصة وراميت إبرة عالقة هناك‪.‬‬

‫كانت اإلبرة موصولة بكيس غريب مملوء بسائل شفاف‪ .‬أعتقد أن جمال أخبرني بذلك مرة واحدة ‪ ...‬السائل الصافي‬
‫يسمى المصل ويعمل على إبقائي رطًبا‪.‬‬

‫نظرت حولي مرة أخرى والحظت وجود بابين في هذه الغرفة‪ .‬أحدهما مصنوع من الخشب ‪ ،‬ومن المحتمل أن يكون‬
‫باب الحمام واآلخر مصنوع أيًض ا من الخشب وله نافذة زجاجية مدمجة ‪ ،‬يجب توصيلها بممر‪.‬‬

‫فجأة دخلت امرأة بالزي العسكري عبر باب غرفتي ونظرت إلى الداخل‪ .‬أنظر في عينيها وأراقبها ‪ ،‬أحاول معرفة ما إذا‬
‫كانت تمثل تهديًد ا أم مجرد امرأة عاجزة‪ .‬نظرت إلي ‪ ،‬وفجأة اتسعت عيناها البنيتان ومّر ت بها نظرة مفاجأة‪ .‬بسرعة‬
‫كبيرة تبتعد عن الباب وتغادر‪.‬‬

‫ال أعير اهتماًما كبيًر ا لحقيقة أن المرأة قد رحلت ‪ ،‬أعود انتباهي إلى اإلبرة الموجودة في يدي وأبدأ في إزالتها‪ .‬وال حتى‬
‫بعد عشر ثواٍن ‪ ،‬يفتح باب غرفة النوم ودخلت السيدة منذ لحظات ‪ ،‬وهذه المرة ليست وحدها ‪ ،‬فهي برفقة امرأة أخرى‬
‫ترتدي زي ممرضة‪.‬‬

‫تقترب مني المرأة الغريبة وأتعرف عليها على أنها الممرضة التي ساعدتني عندما دخلت والدتي في المخاض‪ .‬اقتربت‬
‫مني وبدأت في قياس درجة حرارتي ‪ ،‬بينما بدأت تتحدث معي‪.‬‬

‫"اهال عزيزي‪ .‬أنا الممرضة نبيل ‪ ،‬آسف لكوني غير حساس للغاية ‪ ،‬لكن هذا جزء من البروتوكول وعلي أن أسألك ‪،‬‬
‫هل تتذكر ما حدث من قبل ‪" -‬قاطعتها وأجبتها بسرعة‪.‬‬
‫”لألسف أنا أفعل‪ .‬هل يمكن أن تعطيني كوب ماء من فضلك؟ " انا قلت‪ .‬أتذكرها‪ .‬لقد كانت لطيفة معي وساعدت‬
‫والدتي حتى أكون مؤدًبا أيًض ا‪.‬‬

‫أومأت إلّي مؤكدة أنها سمعتني ونظرت إلي بابتسامة حزينة‪.‬‬

‫"سأعود حاال ‪ ،‬عزيزي‪ ".‬تبلغني وتترك الغرفة‪.‬‬

‫عزيزتي ‪ ،‬كم هو غريب سماع هذه الكلمة من شخص آخر غير أمي‪.‬‬

‫"أم ‪ ...‬أهال ‪ ،‬اسمي سلمى‪ ".‬تتحدث المرأة األخرى التي بقيت معي في الغرفة‪ .‬أومأت برأسي إليها ألثبت أنني سمعتها‬
‫وأركز على نافذة غرفة نومي ‪ ،‬وأراقب السماء‪.‬‬

‫ضجيج من الممر يصرف انتباهي أنا وسلمى وأنا أنظر إلى باب غرفتي ‪ ،‬وسرعان ما ركضت نبيل وامرأتان أخريان‬
‫إلى غرفتي ‪ ،‬ركضت السيدتان اللتان ترافقان نبيل وبدأت في التحدث مًع ا في نفس الوقت وتركتني في حيرة من أمري ‪.‬‬

‫لماذا بحق الجحيم هؤالء الناس يتصرفون بهذه الطريقة الغريبة؟ ‪ -‬أتساءل لنفسي‪.‬‬

‫يأتي رجل يرتدي عباءة إلى غرفتي ويسعل لجذب انتباه الممرضة‪ .‬يصمتون ويقدم الرجل نفسه‪.‬‬

‫"مرحًبا آنسة ‪ ،‬من الجيد أن أراك مستيقًظ ا‪ .‬اسمي دكتور سمير وإذا كنت ال تمانع في إجراء بعض االختبارات عليك "‪.‬‬
‫نظرت إليه بريبة ‪ ،‬لكنني تركته يقترب على أي حال‪.‬‬

‫ووفًق ا لكلماته ‪ ،‬يجري الطبيب جميع الفحوصات التي يحتاجها ويغادر غرفتي‪.‬‬

‫في اللحظة التي يغادر فيها الممرضات تعود إلي ويبدأ الغربان في التحدث إلي‪ .‬على ما يبدو ‪ ،‬أحدهم يسمى مهرة‬
‫واآلخر هو سيليا‪.‬‬

‫تحيطني الممرضات األربع ويتحدثن عن كيف عرفن أنني سأعيش ؛ كيف أنا مقاتل وناجي وكيف كانوا يؤمنون بي‬
‫دائًما ولم يتخلوا أبًد ا عن فكرة أنني يوًم ا ما سأستيقظ وأستيقظ ‪ ...‬ال تجيبهم ‪ ،‬أنا فقط أتركهم يتحدثون‪.‬‬

‫كانوا معي لساعات‪ .‬تحدثوا عن كل ما خطر ببالهم‪ .‬أخرجوا كل محمدابيب مني وفصلوني عن اآلالت ‪ ،‬وأخرجوها من‬
‫الغرفة على الفور ‪ ،‬وأخيرًا قدموا لي الطعام‪.‬‬

‫بعد دقائق قليلة من انتهائي من تناول الطعام ‪ ،‬عاد د‪ .‬سمير بنتائج امتحاناتي ‪ ،‬غادرت سلمى وسيليا ومهرة الغرفة‬
‫وتركتني وحدي مع نبيل والدكتور سمير‪.‬‬
‫مما قالته سمير ‪ ،‬أنا بصحة جيدة‪ .‬اقترح أن أقوم ببعض العالج الطبيعي للمساعدة في تقوية عضالتي ‪ ،‬ولكن بخالف‬
‫ذلك ال شيء كثير‪.‬‬

‫"بما أنك مستيقظ ‪ ،‬فسوف أتصل بأخصائي اجتماعي لرعايتك‪ ".‬أبلغني الطبيب‪ .‬كان هذا أسوأ شيء يمكن أن يقوله‪.‬‬

‫بعد أن غادر الطبيب جاءت نبيل وأعطتني المالبس‪.‬‬

‫كانت أقرب شيء إلى أخت كبيرة لدي ولكن ‪ .....‬قبل أن أدخل في غيبوبة ‪ ،‬لم يكن لدي ثدي كبير أو فترات ‪ ،‬لذلك كان‬
‫عليها أن تشرح لي وتعلمني بعض األشياء ومن أجل ذلك ‪ ،‬سأكون مديًن ا لها دائًما‪.‬‬

‫غادرت نبيل إلعطاء بعض الخصوصية للتغيير وأثناء القيام بذلك أعطاني الوقت للتفكير و ‪ ...‬قررت أنني سأغادر‬
‫المستشفى محمد‪.‬‬

‫لم يكن أحد على مرمى البصر ‪ ،‬لذلك غادرت غرفتي وسرت في اتجاه مخرج المستشفى‪.‬‬
‫الفصل ‪2‬‬

‫كان كل شيء يسير بسالسة حتى ‪...‬‬

‫"محمدتباه إلى كل األمن ‪ ،‬والصبر الهارب ‪ ،‬أكرر الصبر في حالة فرار‪ .‬لديها شعر أشقر وعيون زرقاء‪ .‬كانت ترتدي‬
‫قميًص ا أحمر وسروال جميلةز أزرق داكن "‪ .‬أتعرف على الصوت ‪ ،‬إنه يخص دكتور سمير‪.‬‬

‫هذا الطبيب اللعين!‬

‫فقط تنفس سارة ‪ ،‬أنت تقريًبا عند المخرج ‪ ،‬ما عليك سوى المرور عبر هذه األبواب ‪ ،‬وركوب المصعد إلى ساحة‬
‫انتظار السيارات في الطابق السفلي وستكون خارج هنا‪.‬‬

‫نعم هذا هو‪ .‬تنفس‪-‬‬

‫فجأة أشعر بزوج من األذرع يمسك بي‪ .‬ذهبت هناك خطة هروبي في البالوعة‪.‬‬

‫"لقد حصلت على دكتورة سمير‪ ".‬قال الرجل ذو العضالت من خالل جهاز االتصال الالسلكي الخاص به‪.‬‬
‫قال الدكتور سمير من خالل جهاز االتصال الالسلكي‪" :‬أحضرها إلى الطابق الثالث"‪.‬‬

‫"طيب دكتور ‪ ،‬أنا في طريقي‪".‬‬

‫دقيقتان ‪ ،‬هذه هي المدة التي كنت أتدلى فيها من على ظهره رأسًا على عقب على كتف هذا القرد ‪ ،‬فهو ال يصدقني عندما‬
‫أخبره أنه سوف يندم على لمسي ‪ ،‬لكنه سيرى ‪...‬‬

‫فقط انتظر صديقي فقط انتظر ‪...‬‬

‫* دينغ *‬

‫أثناء خروجنا من المصعد راميت الطبيب يسير باتجاه نبيللي وسمعته يقول‪:‬‬

‫"هل يمكنك التعامل معها؟ إرضاء نبيل‪ .‬سوف أتصل برئيسي القديم لمعرفة ما إذا كان بإمكاني استعادة وظيفتي القديمة‪.‬‬
‫أمريكا هي الكثير من المتاعب‪ .‬الناس هنا مجانين‪ .‬أخيًر ا في تونس ‪ ،‬الوظيفة مدفوعة األجر "‪.‬‬

‫مع ذلك ‪ ،‬غادر وجاء نبيل نحونا بتعبير منزعج‪.‬‬

‫"يا صاح ‪ ،‬هل تمانع في وضعني على األرض!؟" صرخت‬

‫"بدأت أشعر بالدوار‪ ".‬أكاذيب ‪ ،‬لقد كنت أرفع رأسي ألعلى‪.‬‬

‫كان على وشك أن يقول شيًئ ا لكن نبيل قطعه‪.‬‬

‫"ال بأس يا كمال‪".‬‬

‫"أخيرا‪ .‬لدي ساقان هل تعلم؟ استطيع المشي‪ ".‬صدمت هذا الرجل كمال وأطلقت الخناجر عليه‪.‬‬

‫أعطتني نبيل نظرة منزعجة وربطت ذراعيها على صدرها‪ .‬أوه ‪ ،‬ها هي محاضرة ‪...‬‬

‫"كنت ستتمكن من المشي إذا لم تحاول الهروب من المستشفى ‪ ،‬جميلة‪ .‬بماذا كنت تفكر ؟" من الواضح أن نبيل منزعج‬
‫من محاولتي الهرب ‪ ،‬لكنني لم أكن أهتم كثيًر ا‪ .‬وفي حال كنت في حيرة من أمرك حول سبب اتصالها بي جميلة ‪ ،‬دعني‬
‫أشرح لك ذلك‪ .‬بينما كنت في غيبوبة ‪ ،‬أعطتني الممرضات اسم جميلة حتى يتمكنوا من االتصال بي بشيء ما بدًال من‬
‫اإلشارة إليها بالفتاة المجهولة‪ .‬وعندما استيقظت ‪ ،‬لم أخبرهم بعناد باسمي ‪ ،‬لذلك استمروا في مناداتي بـ جميلة‪.‬‬

‫"أم ‪ ...‬دعني اسماعيل ‪ "...‬أسخر منها ووضعت أصابعي على ذقني لتزييف تعبير تفكير‪ .‬ترفع نبيل حاجبها من طرقي‬
‫المسرحية وتبدأ في ضرب قدمها على األرض ‪ ،‬من الواضح أنها منزعجة مني‪ .‬ابتسمت ‪ ،‬وعندما لم تتوقع ذلك على‬
‫األقل ‪ ،‬صدمتها بوقاحة بينما أشعلت ذراعي بجنون وأقوم بإيماءات‪.‬‬

‫"كنت أفكر في الخروج من هنا قبل أن يصل األخصائي االجتماعي إلى هنا ويختفي كما كان من المفترض أن أفعل ذلك‬
‫منذ وقت طويل‪ ".‬نبيل يقفز عائًد ا من أفعالي وينظر إلّي بقلق‪.‬‬

‫"جميلة ‪ ،‬ما الخطأ ‪ ،‬لماذا تفعل هذا؟ لماذا ال تسمحون لنا بالدخول؟ لماذا ال تسمح لي بالدخول؟ أنا ‪ -‬نريد فقط‬
‫مساعدتك ‪" ...‬مسكينة نبيل ‪ ،‬على وشك البكاء تحاول جعلي أتحدث ‪...‬‬

‫لن يحدث! قد أحبك لكن ال تسيء صبري‪ .‬أنا ال أقول هذا بصوت عاٍل ‪ ،‬لكنني متأكد من أن وجهي يظهر لها راميي‬
‫في الموضوع‪.‬‬

‫"ألن نبيل ‪ ،‬مثلما أخبرتك في اليوم الذي التقينا فيه ألول مرة ‪ ،‬فأنا شبح والناس ال يرون أو يسمعون األشباح ناهيك عن‬
‫االعتناء بهم ومحاولة مساعدتهم‪".‬‬

‫‪" -‬أوقع على محاوالتها وأبدأ بتدليك صدغي‪ .‬هذه المرأة تصيبني بصداع ‪ ،‬لو كنا في‬ ‫"جميلة ‪ ،‬أنت لست شبًح ا‬
‫المافيا ‪ ...‬كانت ستموت‪.‬‬

‫دكتور سمير‬

‫‪.‬‬ ‫تعال ‪ ،‬هيا التقط‬

‫"ماذا تريد سمير؟" يتردد صدى صوت مديري القديم المزعج عبر الهاتف‪ .‬الرجل غاضب ‪ ،‬والخاطئ الغاضب‬
‫خطير ‪ ،‬من األفضل أن أختار كلماتي بشكل صحيح وإال قد أقتلك أثناء نومي‪.‬‬

‫اللعنة ‪ ،‬سمير ‪ ،‬توقف عن التأتأة! أصفى حلقي وأكرر ما أريد أن أقوله‪" .‬هل يمكنني استعادة وظيفتي ‪،‬‬
‫من فضلك يا رئيس ‪ ،‬أتوسل إليك هل يمكنني استعادة وظيفتي القديمة‪ ".‬أنا مثير للشفقة ‪ ،‬لم أفكر أبًد ا في أنني سأتوسل‬
‫للعودة ‪...‬‬

‫"أممم ‪ ...‬ال أعرف أنني قد قمت بتغطيتها بالفعل ‪ ،‬لكن لماذا تسأل سمير؟ غير راٍض عن أمريكا؟ " يضحك في نهاية‬
‫عقوبته‪ .‬أنا متأكد من أنه من الممتع سماع طبيبة تتوسل عبر الهاتف للحصول على وظيفة ‪ ،‬لتتغلب عليها ‪ ،‬تتوسل‬
‫للحصول على وظيفة في المافيا‪.‬‬
‫"أرجوك أيها الرئيس ‪ ،‬أتوسل إليك‪ "-‬هذا مهين‪.‬‬

‫لقد قطعني حديث نبيل مع محمدسة غير معروفة‪.‬‬

‫"يا صاح ‪ ،‬هل تمانع في وضعني على األرض؟" اشتكت جميلة ‪ ،‬كما اتصلت بها الممرضات ‪ ،‬إلى كمال‪.‬‬

‫"ال بأس يا كمال‪ ".‬طمأن نبيل كمال ‪ ،‬وتم وضع جميلة على األرض‪.‬‬

‫"أخيرا‪ .‬لدي أرجل تعلمون أنني أستطيع المشي "‪ .‬قطعت جميلة وبدأت في إلقاء الخناجر الصارخة على الحارس‪ .‬أنا‬
‫متأكد من أنها لو كانت رجًال وأكبر من كمال لكان خائًف ا‪ .‬النظرة في عينيها تجعلني أرتجف‪ .‬قد ال تكون رجًال ‪ ،‬لكنها‬
‫متأكدة أن الجحيم مخيف!‬

‫"كنت ستتمكن من المشي إذا لم تحاول الهروب من المستشفى ‪ ،‬جميلة‪ .‬بماذا كنت تفكر ؟" تبدو نبيللي وتبدو منزعجة‬
‫للغاية من هذا األمر ‪ ،‬لقد بدأت أكره تلك الفتاة‪ .‬إنها تسبب نبيل المسكينة في الصداع وتسبب لها القلق عندما ال تحتاج إلى‬
‫ذلك!‬

‫"أوه! هذا هو سبب رغبتك في استعادة وظيفتك في تونس ‪ ،‬أليس كذلك سمير؟ بسبب الهروب قليال؟ " الخاطئ الملعون‬
‫‪ ،‬يسخر مني دائًما‪ .‬لكنه يدفع جيدا ‪...‬‬

‫"جزء من رد الفعل ‪ ،‬نعم‪ ".‬سارةيب بعد قليل‪.‬‬

‫"اللعنة ‪ ،‬هذا مسلي‪ .‬لقد شعرت بالملل حًق ا هنا في المكتب ‪ ،‬ومحمد أنت تعطيني دراما المستشفى عبر الهاتف لم أتخيل‬
‫مطلًق ا أنني سأصل إلى هذه النقطة‪.‬‬

‫"جميلة ‪ ،‬ما الخطأ ‪ ،‬لماذا تفعل هذا؟ لماذا ال تسمحون لنا بالدخول؟ لماذا ال تسمح لي بالدخول؟ أنا ‪ -‬نريد فقط‬
‫مساعدتك "‪ .‬من خالل نبرة صوتها ‪ ،‬أستطيع أن اسماعيل أن نبيل تتألم‪.‬‬

‫"ألن نبيل ‪ ،‬مثلما أخبرتك في اليوم الذي التقينا فيه ألول مرة ‪ ،‬فأنا شبح والناس ال يرون أو يسمعون األشباح ناهيك عن‬
‫االعتناء بهم ومحاولة مساعدتهم‪ ".‬ماذا بحق الجحيم هذه الفتاة؟ هل تعرف بالفعل نبيل؟‬

‫"جميلة ‪ ،‬أنت لست شبًح ا‪" -Y .‬حاولت نبيل أن تقول شيًئ ا لطيًف ا ولكن الفتاة الوقحة والمشاكسة لم تستطع االحتفاظ‬
‫بفظاظتها لنفسها‪.‬‬
‫"أوه ‪ ،‬أغلقها نبيل‬
‫(أنت فقط تتعامل معي حتى تتمكن من إرسالي إلى رعاية التبني‪ .‬هذا القرف أسوأ بكثير من التعذيب الذي كان علي أن‬
‫أتحمله خالل حياتي)‬

‫"ماذا او ما؟" ال أحد يفهم ما قالته‪ .‬إنها تجعلنا في حيرة من أمرنا ‪ ،‬من النجاة من رصاصة في الرأس إلى التحدث‬
‫باللغة اإليطالية‪ .‬من أين جاءت هذه الفتاة بحق الجحيم ؟!‬

‫قالت جميلة وأدارت ظهرها لكمال ونبيل ‪ ،‬واستعدت لمغادرة المستشفى‪.‬‬

‫"أنت لن تذهب إلى أي مكان أيتها الفتاة الصغيرة‪ ".‬قال كمال‪.‬‬

‫"جربني‪ ".‬تحدثت جميلة بهدوء ولكن في عينيها ‪ ،‬كان هناك بريق قاتل يرسل أجراس تحذير تدق في رأسي تحذرني من‬
‫خطر وشيك‪.‬‬

‫"ماذا قالت بحق الجحيم؟" تمتم بصوت عال‪ .‬لقد نسيت أمر مديري السابق على الهاتف للحظة ‪ ،‬وعندما تحدث ‪ ،‬قفزت‬
‫من بشرتي بدهشة‪.‬‬

‫"هي سا" اللعنة على هذا الرجل ‪...‬‬

‫"يا رب يا رب أخفتني‪ .‬لقد نسيت أنك كنت على الهاتف معي "‪ .‬كما قلت هذا ‪ ،‬وضعت يدي على قلبي المتسارع‬
‫وحاولت تهدئته‪.‬‬

‫(أنت كس‪ ).‬هذا الرجل يعرف فقط كيف يهينني‪.‬‬ ‫"‬

‫‪ ".‬أبلغته بجفاف‪.‬‬ ‫"رئيس قد ال أعرف اإليطالية لكني اعتدت على مناداتك لي‬

‫"هل تريدين معرفة ما قالته الفتاة أم ال؟" يسألني بنبرة مريرة‪.‬‬

‫‪"-‬‬ ‫"نعم أريد رئيس ‪ ،‬آسف على‬

‫*يصطدم*‬

‫(وداعا األحمق)‪ ".‬قاطعتني الفتاة مرة أخرى‪ .‬أنا متأكد تماًما من أنها كسرت شيًئ ا ما وأهانت‬
‫شخًص ا ما‪.‬‬
‫قام الرئيس بترجمة كل ما قالته جميلة ‪ ،‬وفي النهاية أضاف‪" :‬يا لها من فتاة مثيرة لالهتمام لديك سمير هناك‪".‬‬

‫قبل أن أتمكن من اإلجابة عليه ‪ ،‬جاءت ممرضة عشوائية ركضت نحوي ‪ ،‬وتوقفت المرأة أمامي وقالت‪" :‬دكتور سمير‬
‫تعال بسرعة ‪ ،‬ذهبت الفتاة ‪ ،‬ونحن بحاجة إلى إجراء عملية كمال بسرعة‪ ".‬بعد قول هذا هرعت المرأة مبتعدة وتوجهت‬
‫نحو غرفة الجراحة‪.‬‬

‫"يبدو أنني يجب أن أذهب ‪ ،‬رئيس‪ .‬تركت الفتاة الدمار وهي في طريقها للخروج‪ .‬إنها تشبهك "‪ .‬اخبرته‪.‬‬

‫"ال أعرف لماذا تشبهني ولكن إذا كنت ترغب في استعادة وظيفتك فستعود بعد أسبوع مع أخي وابنه‪ ".‬يا له من رجل‬
‫مرير يا جيش!‬

‫"سوف تفعل رئيس‪ ".‬أنهى المكالمة وركضت إلى غرفة الجراحة‪ .‬حان الوقت إلصالح هذه الفوضى ‪...‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫سارة‬

‫مرت اندفاع مفاجئ من األدرينالين من خاللي والشيء التالي الذي أعرفه أنني أمسكت بذراع الرجل وأرسلته يطير على‬
‫بابين زجاجيين تحطما بفعل تأثير جسده‪.‬‬

‫سرعان ما توجه انتباه الناس نحو الحارس الذي سقط ‪ ،‬وبدأت الممرضات بسرعة في محمددفاع لمساعدة رجل كمال‪.‬‬

‫بينما كان الحادث يشتت انتباه الجميع ‪ ،‬خرجت وكأن شيًئ ا لم يحدث‪ .‬في اللحظة التي خطوت فيها قدمي خارج‬
‫المستشفى لفت انتباهي الغراب األسود‪.‬‬

‫"القرف المقدس!" صرخت ‪ ،‬متفاجًئ ا لرؤيته هنا‪.‬‬

‫"رامي رامي! ال أصدق أنك انتظرتني كل هذا الوقت "‪ .‬صرخت‪ .‬رامي رامي هو غربي ‪ ،‬لقد كان معي لسنوات‪ .‬لقد‬
‫أنقذته أنا وأمي من قطة ومنذ تلك اللحظة كان دائًما إلى جانبنا‪ .‬ال أصدق أنه كان هنا ينتظرني‪.‬‬

‫بصدق ‪ ،‬ال أعتقد أنه سيظل هنا بعد كل شيء ‪ ،‬فهو حيوان بري يحب العيش معنا ولعب بطاقة الحيوانات األليفة المخيفة‬
‫إلبعاد الزحف‪.‬‬

‫"تعال هنا رامي‪ ".‬اتصلت به وأنا بسط ذراعي ليهبط عليها‪.‬‬


‫لقد هبط على ذراعي ودعني أضعه على رأسه‪.‬‬

‫"اشتقت لك ‪ ،‬أنت تعرف رامي‪ ".‬اعترفت بذلك وقبلت منقاره‪ .‬أحدث رامي ضوضاء من تلقاء نفسه كما لو كان يقول‬
‫"اشتقت إليك أيًض ا يا سارة" وشعر بشعري‪.‬‬

‫ربت على رأس رامي للمرة األخيرة قبل أن أتركه يطير بعيًد ا‪.‬‬

‫محمد ‪ ،‬إذا كنت أتذكر بشكل صحيح ‪ ،‬فقد تركت سيارتي في ساحة انتظار السيارات‪ .‬شققت طريقي إلى هناك لمحاولة‬
‫العثور على السيارة ولكن ‪...‬‬

‫"رجال الشرطة اللعين أخذوا سيارتي‪ ".‬في يوم من األيام ‪ ،‬سُأنهي هؤالء األوغاد ‪ ،‬دائًما ما يضعون أنوفهم في المكان‬
‫الذي ال ينبغي أن يكون فيه‪.‬‬

‫كنت غاضًبا جًد ا ‪ ...‬ولكن بعد ذلك عادت كلمات والدتي إلى ذهني‪.‬‬

‫"فقط تنفس يا حكيم ‪ ،‬تنفس‪ .‬عندما تكون غاضًبا ‪ ،‬عليك أن تأخذ أنفاًس ا عميقة لتهدأ ‪ ،‬وإذا كنت ال تزال غاضًبا بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬فابحث عن مكان هادئ بعيًد ا عن الناس‪ .‬عندما تجد مساحتك الهادئة ‪ ،‬فقط اجلس وفكر‪ .‬ابق هناك حتى تشعر‬
‫بالهدوء الكافي حتى ال تصطدم بالناس وبعد ذلك عد إلى المنزل "‪.‬‬

‫هذا ما فعلته‪ .‬أخذت أنفاس عميقة بطيئة للداخل والخارج وبعد أن هدأت بدأت أنظر حولي‪ .‬لم أر أي شيء من موقف‬
‫السيارات وبدأت أتجول حتى نظرت عبر الطريق وراميت حديقة خضراء كبيرة‪ .‬نظرت إلى جانبي الطريق وقمت‬
‫بالعبور‪.‬‬

‫الحديقة جميلة‪ .‬بها أشجار كبيرة مورقة ‪ ،‬أزهار في كل مكان وشجيرات ‪ ،‬بعضها بالفاكهة والبعض اآلخر مزخرف ‪،‬‬
‫هذه الحديقة مثالية بالنسبة لي‪ .‬أنت حتى ال ترى روًح ا حولك!‬

‫دخلت الحديقة واتبعت مساًر ا قديًما كانت األشجار نصفه مخفًيا‪ .‬كنت بالفعل في منتصف الطريق ‪ ،‬عندما راميت رامي‬
‫يطير بجواري ‪ ،‬ابتسمت له وواصلت المشي‪.‬‬

‫لقد وصلت إلى نهاية الطريق وال أشعر بخيبة أمل على اإلطالق‪ .‬توجد أمامي بحيرة ‪ ،‬وبجانبها شجرة كبيرة مورقة‬
‫خضراء تعطي الكثير من الظالل‪.‬‬

‫اعتقدت "رائع!"‬
‫مشيت إلى الشجرة وجلست في الظل على جذعها‪ .‬في المسافة ‪ ،‬بالقرب من البحيرة ‪ ،‬كان هناك الكثير من الفراشات‬
‫الجميلة التي ترفرف حولها ‪ ،‬ومن األشجار المنتشرة في جميع أنحاء المكان ‪ ،‬كانت الطيور مخفية وهي تبارك أذني‬
‫بلحنها‪.‬‬

‫أشعر باالسترخاء وبعيًد ا عن الخطر ‪ ،‬أغمض عيني‪ .‬لم أستطع مقاومة إغراء القيام بذلك‪ .‬أسندت رأسي على جذع‬
‫الشجرة ‪ ،‬وألول مرة منذ سنوات ‪ ،‬تركت حذري تماًما‪.‬‬

‫مع استمرار إغالق عيني ‪ ،‬بدأت أفكر في كل ما حدث في هذه السنوات الماضية‪ .‬بعد بضع دقائق ‪ ،‬شعرت أن رامي‬
‫رامي يهبط بجانبي ‪ ،‬ولم أكترث واستمررت في التفكير‪.‬‬

‫ماذا سأفعل محمد؟‬

‫أمي ماتت ‪ ،‬لبيب (أخي الصغير) مات أيًض ا ‪ ،‬والدي ال يعرف عني وال أعرف حتى أين أنا‪ .‬الشيء الجيد الوحيد في‬
‫هذا هو أن شاهر وعاهرة أجاثا قد ماتا‪.‬‬

‫أعتقد أن ساعة قد مرت عندما بدأت أشعر بحضور غريب بالقرب مني‪.‬‬

‫غريب ‪ ،‬ظننت‪ .‬ال أسمع أي شيء ‪ ،‬ربما أتخيل األشياء فقط‪.‬‬

‫تأكدت شكوكي عندما أقلع رامي فجأة بالطائرة وهبط على فرع فوق رأسي‪ .‬صمتت جميع الطيور األخرى في المنطقة‪.‬‬

‫بدأت أسمع حركة بالقرب من الشجرة وأغمضت عيني بسرعة مرة أخرى‪.‬‬

‫اعتقدت أن الشخص سيغادر‪.‬‬

‫مرت الدقائق عندما شعرت بشيء ما يشد قميصي‪ .‬فتحت عيني وقوبلت على الفور بـ…‪.‬‬
‫الفصل ‪ - 4‬محمد‬
‫سارة‬

‫فتحت عيني وقوبلت على الفور بعيون بنية كبيرة‪ .‬هذه العيون تخص طفل‪.‬‬

‫"أهال !" قال الصبي الصغير‪.‬‬


‫"أهال‪ ".‬أجبته مرة أخرى‪.‬‬

‫أعترف بذلك ‪ ،‬لقد شعرت ببعض اإلحراج أثناء التحدث مع هذا الطفل الصغير وأنا أعلم أنني كنت رد فعل على أن أخي‬
‫الصغير ليس على قيد الحياة‪.‬‬

‫"أنا قابيل‪ .‬ما هو اسم؟ تبدو حزينا‪ .‬هل كنت شخًصا جديًد ا؟ كنت تفترض ميو زيو‪( .‬ما هو اسمك؟ هل كنت تائًها؟‬
‫تبدو مثل عمي‪" ).‬الطفل لطيف ‪ ،‬إنه مثلي تماًم ا عندما كنت في مثل عمره وأتعلم اللغة محمدجليزية ‪ ،‬كنت أمزج كل‬
‫شيء‪ .‬اعتاد شاهرة ورجاله على ضربي كثيًر ا بسبب ذلك ‪ ،‬لم يفهموا القرف ‪...‬‬

‫‪ ،‬آسف! أنا أخلط الفرنسية مع العربية ‪ ،‬ما زلت مريًض ا "‪ .‬اعتذر الطفل وحبس وكأنه يشعر بالخجل‪.‬‬ ‫"أوه! ‪E‬‬
‫أبقى رأسه منخفًض ا وذلك عندما الحظت عينيه المسيل للدموع‪.‬‬

‫(ال بأس‪ .‬كنت‬ ‫"فا بين‪ .‬إيرو تعال تي كواندو ستافو إمباراندو لينجليز‪.‬‬
‫مثلك عندما كنت أتعلم اللغة محمدجليزية‪ .‬إذا كنت مرتاًح ا أكثر يمكنك التحدث باإليطالية معي‪" ).‬رفع قابيل رأسه سريًع ا‬
‫عندما سمعني أتحدث باللغة اإليطالية وأعتقد أنه قد كسر رقبته! كانت عيناه تتألقان بشدة عندما تحدثت معه بلغتنا األم‪.‬‬

‫"ال بأس ‪ Io ،‬يجب أن يعرقل‪( .‬يجب أن أتعلم‪" ).‬رفض قابيل بسرعة اقتراحي وطلب مني أن أعلمه اللغة محمدجليزية‪.‬‬

‫"اسمي حكيم بالمناسبة‪ .‬لكن ال تخبر أحدا بخير؟ " تلمع عيون قابيل البنية الكبيرة اللطيفة ويومئ برأسه‪.‬‬

‫"تمام‪ ".‬أجاب‬

‫مرت الثواني حتى سأل‪:‬‬

‫"لكن لماذا ؟" كانت عيناه الكبيرتان اللطيفتان واسعتان مع الدهشة والعالمة جعلت قلبي يشعر بالدفء‪.‬‬

‫قابيل؟ (ألنه سر‪ .‬هل يمكنك االحتفاظ بسري‬ ‫‪ .‬سألته‬ ‫“‬


‫قابيل؟) "‬

‫‪( .‬نعم أستطيع‪" ).‬سرعان ما أخبرني وأومأ برأسه بسرعة كبيرة‪.‬‬ ‫”‬
‫‪ .‬ديكونو تشي سونو تروبو بيكولو‪( .‬ال تثق عائلتي في االحتفاظ باألسرار‪ .‬يقولون إنني صغير‬
‫جًد ا‪" ).‬في نهاية حديثه الصغير ‪ُ ،‬يظهر وجه قابيل الصغير قدًر ا كبيًر ا من الحزن ويحطم قلبي عندما أراه هكذا ‪.‬‬

‫"أنا أثق في أن تحافظ على سري‪ ".‬أخبرته بسرعة‪ .‬اختفى الحزن من مالمحه وبارك لي بابتسامة كبيرة‪.‬‬
‫"هل تريد أن تلعب معي؟" سألني قابيل الصغير‪.‬‬

‫"بالطبع أريد أن ألعب معك يا لطيف‪".‬‬

‫"أنا لست لطيفا‪ .‬أنا وسيم !" صرخ وانهار في نوبة من الضحك‪ .‬سرعان ما انضممت إليه وكنا نضحك على األرض‪.‬‬

‫~ بعد ثالثين دقيقة تقريًبا ~‬

‫كنا نلعب ألعاب الكلمات لمساعدة قابيل في لغته الفرنسية وقد مر ما يقرب من ثالثين دقيقة عندما أتذكر شيًئ ا ما‪.‬‬

‫أين والدا قابيل؟ أنا متأكد من أنه ال ينبغي أن يكون هنا بمفرده‪ .‬لذلك قررت أن أسأله‪.‬‬

‫"قابيل ‪ ،‬أين والديك؟"‬

‫أمي (أمي) في تونس واشتراني أبي (أبي) معه لكل إشارة جلي أفاري دي أون غراند أومو‪".‬‬
‫(للتعامل مع أعمال الرجل الكبير‪ .‬كنا خارج الحديقة عندما تلقى أبي مكالمة هاتفية وشعرت بالملل ودخلت الحديقة)‬
‫‪.‬ووجدتك‪ " .‬هو شرح‬

‫"أال يقلق والدك عندما يالحظ أنك رحلت؟" لقد سالته‪.‬‬

‫"ال‪ ".‬هو قال‪.‬‬

‫"ال ؟" سألته متفاجئا‪ .‬أي نوع من األب ال يقلق عندما يفقد أطفاله؟‬

‫"ال‪ ".‬أكد قابيل مرة أخرى‪.‬‬

‫"سيكون هنا في ‪ "... 1 .... 2 .... 3‬كما فعل قابيل العد التنازلي ‪ ،‬كان يقلل من األصابع التي رفعها لتتناسب مع الرقم‬
‫الذي قاله بصوت عاٍل ‪ .‬وسرعان ما سمعنا رجًال مسعوًر ا ينادي قابيل‪.‬‬

‫"قابيل! الكاميرا !! حمامة سي فيجليو !؟ (أين أنت يا بني!؟) "‬

‫(هذا ليس مضحكا تعال هنا محمد!) "‬ ‫"قابيل!‬


‫الحظت أن قابيل لن يجيب ‪ ،‬لذلك فعلت‪.‬‬

‫"إنه هنا سيدي‪ ".‬صرخت بصوت عاٍل بما يكفي ليسمعني الرجل‪.‬‬

‫بعد مرور خمس دقائق فقط ‪ ،‬جاء رجل يركض في اتجاهنا وأخذ قابيل بين ذراعيه وهو يحضنه‪.‬‬

‫"قابيل ‪ ،‬كم مرة قلت لك أال تهرب مني؟" وبخ الرجل قابيل بمحمدجليزية‪.‬‬

‫"تقنًيا مشيت بعيًد ا ‪ ،‬ولم أركض‪ ".‬رد قابيل على والده مرة أخرى مع ساس‪ .‬يعرف القليل من األذى الفرنسية أكثر مما‬
‫يسمح به‪.‬‬

‫قلت لنفسي ‪ ،‬لقد بدأت أحب هذا الطفل أكثر وأكثر‪.‬‬

‫ال حكيم ال يمكنك االرتباط به‪ .‬لن تراه مرة أخرى لذا ابتعد عن سارة‪ .‬ذهب بعيدا فقط‪.‬‬

‫"توقف عن أن تكون وقًح ا معي‪ .‬أنت فقط مثل والدتك "‪ .‬اشتكى والد قابيل‪.‬‬

‫"أمي علمتني جيًد ا‪ ".‬رد قابيل بابتسامة متكلفة‬

‫"ولد األم‪ ".‬سخر والد قابيل من قابيل ولكن بدًال من اإلساءة رد قابيل بالقول‪:‬‬

‫"وأنا فخور!" بابتسامة كبيرة على وجهه‪.‬‬

‫ال يسعني إال أن أضحك على ذلك‪.‬‬

‫"مرحبا‪ ،‬إلى أين أنت ذاهب؟ عد إلى هنا‪ .‬لو سمحت!" ناشدني قابيل‪ .‬محمد لم يكن قابيل يراقبني فحسب ‪ ،‬بل كان‬
‫يراقب والده أيًض ا‪ .‬عمل جيد في الحفاظ على صورة حكيم منخفضة ‪ ،‬عمل جيد حًقا‪.‬‬

‫يبدو أنني ال أفلت منهم بتكتم كما اعتقدت‪.‬‬

‫"أبي ‪ ،‬هل يمكننا تبنيها؟" سأل قابيل فجأة‪.‬‬


‫قل أيها الفتى الصغير!؟‬

‫"انتظر ماذا ؟!" كان والده مصدوًما مثلي‪.‬‬

‫"أنا آسف عليه‪ .‬إنه يريد فقط من يلعب معه ألن أبناء عمومته في المدرسة طوال الوقت‪ .‬أوه ‪ ،‬وشكرا لك على االعتناء‬
‫به "‪ .‬أخبرني األب بعد بضع ثواٍن من الصمت‪.‬‬

‫"على الرحب والسعة‪ ".‬اخبرته‪.‬‬

‫"لكن أبي! أريد أن أتبناها! " في هذه الجملة ‪ ،‬نزل رامي من الشجرة وهبط على كتفي‪ .‬لقد نسيت في الواقع أنه كان‬
‫هنا‪.‬‬

‫"مرحًبا ‪ ،‬رامي رامي‪ ".‬لقد استقبلته وأنا أداعب ريشه‪.‬‬

‫أثار هذا اإلجراء خوف األب واالبن وجعل رامي يبدأ في إصدار أصوات‪.‬‬

‫"توقف رامي رامي ‪ ،‬أنت تخيف قابيل‪ ".‬طاعني الغراب على مضض وصمت‪.‬‬

‫"هل هو لطيف ؟" يسألني قابيل بينما يراقب رامي رامي‪.‬‬

‫"نعم ‪ ،‬إنه لطيف للغاية‪ ".‬اخبرته‪.‬‬

‫"‪ - Ca‬هل يمكنني مداعبته ‪ ،‬قل قل؟" عند االستماع إلى سؤال ابنه راميت وجه والده يبدأ في الشعور ببعض الذعر‪.‬‬

‫"يمكنك ذلك ‪ ،‬ولكن اسأل والدك أوًال ‪ ،‬يبدو أنه سيموت‪ ".‬استدار قابيل بسرعة إلى والده وبدأ في التسول‪.‬‬

‫"هل يمكنني أبي ‪ ،‬من فضلك !!!"‬

‫"الغراب لن يهاجمنا ‪ ،‬أليس كذلك؟" سألني األب مع الكثير من عدم اليقين وهو يضغط على كلماته‪.‬‬

‫"ال‪ .‬يمكنني أن أؤكد لكم أنه لن يجرؤ على ذلك "‪.‬‬


‫"‪".....‬‬

‫" حسنا اذا‪ ".‬أجاب والده أخيًر ا‪.‬‬

‫"أوه ‪ ،‬وأنا محمد‪ ".‬هو قال‪.‬‬

‫"يمكنك مناداتي قل كما يفعل قابيل‪ ".‬تصافحنا وبدأ قابيل يداعب رامي من قبضة والده‪.‬‬

‫كان قابيل يحب حًق ا الشعور بمداعبة رامي‪ .‬كان سعيدا جدا!‬

‫"إذن يا أم ‪ ...‬قل أين والديك ‪ ،‬أال يشعروا بالقلق من خروجك متأخًر ا جًد ا؟ أعني أنه حان وقت العشاء بالفعل "‪ .‬سألني‬
‫محمد في وقت ما‪.‬‬

‫"بالفعل !؟" صرخت‪.‬‬

‫"اللعنة !" أغمغم "محمد كيف من المفترض أن أصل إلى هناك إذا كنت بالكاد أتذكر الطريق في النهار حتى أسوأ في‬
‫الليل‪ ".‬ما زلت أغمغم‪.‬‬

‫"أبي ‪ ،‬هل يمكننا أخذها معنا إلى المنزل من فضلك ‪ "...‬الطفل لطيف للغاية ‪ ،‬لكنني لست جرًو ا ضائًع ا يمكنه أن يتوسل‬
‫إلى والده ليأخذها إلى المنزل‪.‬‬

‫"ال يمكنك األصدقاء‪ ".‬قلت بهدوء‬

‫"لما ال ؟" يسألني وهو على وشك البكاء‪.‬‬

‫"ألن صديقي أريد أن أجد أمي وأخي الصغير‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬لدي بعض األشياء التي يجب حلها هنا وربما في العام المقبل‬
‫سأذهب إلى تونس ‪ ،‬إذا حصلت على المال الذي هو "‪ .‬شرحت له‪.‬‬

‫"لماذا ال نذهب ونأخذ والدتك وأخيك ونأخذك معنا إلى تونس؟" اقترح أن يبحث بيني وبين والده‪.‬‬

‫"قابيل ‪ ،‬أسقطها فقط‪ ".‬يقول والده رؤية انزعاجي‪.‬‬

‫"أقصى ما يمكننا القيام به هو أخذ سارة إلى المنزل ومساعدتها في البحث عن عائلتها بينما ال نزال هنا‪".‬‬
‫"ليس عليك أن السيد محمد‪".‬‬

‫"أجل أقبل‪ ".‬أجابني محمد بعناد‪.‬‬

‫"لقد اعتنيت بطفلي وجعلته سعيًد ا جًد ا لدرجة أنه ال يريد تركك‪ .‬لذلك هذا هو الحد األدنى الذي يمكنني فعله "‪ .‬كاد‬
‫حديثه الصغير أن يجعلني أشعر بالسعادة ‪ ...‬لكن ال تقلق ‪ ،‬ما زلت ‪ ،‬من يسموني كثيرون ‪ ،‬عاهرة‪.‬‬

‫"شكرا لك ‪ ،‬محمد‪".‬‬

‫"على الرحب والسعة ‪ ،‬طفل‪".‬‬

‫~ بعد بضع دقائق ‪ ،‬في سيارة محمد ~‬

‫قام محمد بتشغيل المحرك وبدأ بالقيادة‪ .‬على الفور تقريبا نام قابيل‪.‬‬

‫"لذا يا فتى ‪ ،‬أين تعيش؟"‬

‫"أنا أعيش ******" "" ***** "جعل محمد وجًها غريًبا عندما أخبرته عنواني ولكني تجاهلت ذلك‪.‬‬

‫"هل لديك أحد في المنزل؟ ألنه إذا لم تكن كذلك فال سبيل في الجحيم ألتركك هناك‪ .‬هذا ليس مكاًن ا يعيش فيه المراهق‬
‫"‪.‬‬

‫"حسًن ا ‪ ،‬إًذ ا محظوظ بالنسبة لي هذا هو المكان الذي أعيش فيه‪ .‬االختالف الوحيد هو أنني أعيش وحدي محمد "‪.‬‬

‫"ماذا عن والدك أو ابن والدتك؟" كان عليه فقط الذهاب إلى هناك ‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫"األول ال يعرف أنني موجود ألنه لم يأت أبًد ا إلنقاذ أمي من الجحيم الذي نسميه الحياة ‪ ،‬والثاني ال بد لي من العثور على‬
‫المقبرة حيث دفنوها هي وطفلها‪ .‬محمد ‪ ،‬إذا توقفت عن طرح أسئلة شخصية علّي ‪ ،‬والتي أشعر بغرابة أنني أستطيع‬
‫اإلجابة عليها ‪ ،‬فسأكون ممتًن ا حًقا "‪.‬‬

‫مرت الدقائق وقرر محمد فتح فمه مرة أخرى‪.‬‬


‫"كم عمرك يا فتاة؟"‬

‫"ال أعرف ما هو تاريخ اليوم والسنة؟"‬

‫"كيف بحق الجحيم ال تعرف السنة؟" رفع محمد عينيه عن الطريق ونظر لي نظرة عدم تصديق‪.‬‬

‫"بسيط ‪ ،‬حاول الوقوع في غيبوبة وسترى مدى معرفتك بالتاريخ‪" .‬‬

‫"إنه ‪ 25‬يونيو ****"‬

‫"يا هللا ‪ ،‬لم أنم قط بهذا القدر ‪ ،‬ثالث سنوات!" اللعنة ‪ ،‬يا لها من غفوة كبيرة أخذتها!‬

‫"أنا آسف‪ ".‬بدا محمد متأسًف ا بصدق على إيماني ولكني لم أفعل ذلك‪ .‬بهذه الطريقة لن يكون القنافذ ورائي‪ .‬بعد كل‬
‫شيء ‪ ،‬يجب أن يعتقدوا أنني ميت! لي حظ‪.‬‬

‫"ال تكن أنت من يحاول قتلي‪ .‬ولإلجابة على سؤالك أبلغ من العمر ‪ 15‬عاًما "‬

‫كان كل شيء صامًت ا لبضع ثوان حتى الحظت النظرة في عيني محمد ‪ ،‬كان غاضًبا‪.‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫سارة’‬

‫"ماذا او ما‪ .‬حدث‪ .‬إلى‪ .‬لك‪ .‬كتف‪ ".‬قال محمد بين أسنانه القاسية‪.‬‬

‫نظرت إلى أسفل وراميت كم القميص قد سقط وكتفي األيسر معروًض ا بالكامل بجانب كل الندوب التي تزينه‪.‬‬

‫"ال شيء تقلق بشأنه‪ ".‬قلت له دفاعا‪.‬‬

‫"من فعل ذلك الحكيم!"‬

‫محمد انا غاضب‪ .‬كيف يعرف اسمي؟ أعلم أنه لم يكن قابيل‪ .‬كان معي طوال الوقت‪.‬‬
‫"كيف تعرف اسمي اللعين!؟" أنا أهمس بالصراخ ‪ ،‬أقسم أنه إذا كان جاسوًس ا سأضرب مؤخرته حتى ال يستطيع المشي‬
‫مرة أخرى‪.‬‬

‫سرسورة "‪ .‬فعال؟‬ ‫"انا ال‪ .‬لقد انزلق للتو‪ .‬سارة هو أقرب اسم للكنية‬

‫"عودة إلى الموضوع المطروح ‪ ،‬من فعل ذلك بك؟ قل لي ‪ ،‬حتى أتمكن من االعتناء بمن كان! "‬

‫"ليست هناك حاجة لذلك‪".‬‬

‫"توقف عن حماية اللقيط الذي فعل ذلك!" صرخ في وجهي‪.‬‬

‫"أنا ال أحمي أي شخص!" صرخت عائدة‪.‬‬

‫"لقد مات بالفعل!" صرخت‪.‬‬

‫"ستبقى معي وقابيل في الفندق‪ .‬سأساعدك في العثور على والدتك وفي نهاية األسبوع ستأتي معي إلى تونس ‪ ،‬حيث‬
‫سأعتني بأوراق التبني "‪.‬‬

‫"ال يمكنني الذهاب معك ‪ ،‬ال يزال لدي أشياء أفعلها هنا‪".‬‬

‫”ما األشياء سارة؟ لقد فقدت كل شيء لديك هنا‪ .‬أريد أن أمنحك حياة جديدة ‪ ،‬بداية جديدة‪ .‬ما راميك أن والدتك تريد‬
‫هاه؟ "‬

‫"ليس لديك الحق في التحدث إلي مثل هذا حتى أقل من إحضار والدتي الميتة وماذا تريد منك أيها الوغد! ولمعلوماتك ‪،‬‬
‫تريدني أن أذهب ألجد والدي وأعيش معه‪ .‬لكني ال أريد أن أقابل العاهرة الصغيرة بعد‪ .‬أعلم أنه لن يقبلني ألنه لديه‬
‫ورثته بالفعل ‪ ،‬فهو ال يحتاج إلى فتاة صغيرة مثيرة للشفقة في حياته غير القانونية الغبية عندما يكون معه أشقائي األكبر‬
‫سنًا‪ .‬ومن ما أخبرتني أمي أنه كان يجب أن يكون قادًر ا على إيجادنا وإنقاذك‪" -‬‬

‫*رنين رنين*‬

‫تم قطع هيجاني عن طريق رنين الهاتف‪.‬‬

‫نظرت إلى محمد واسماعيل تالميذه المتوسعة ينظرون إلي‬


‫"ال تحاول أن تتصرف مع كل سبب بريء ‪ ،‬فال أعتقد أنني لم أر بندقيتك‪ ".‬كان فكه على األرض مع تعليقي األخير‪.‬‬

‫"ألن ترد على هاتفك؟" قوبلت بالصمت لكن الهاتف لم يتوقف عن الرنين‪.‬‬

‫حلقة‪...‬‬

‫حلقة‪.....‬‬

‫رين‪-‬‬

‫"ماذا او ما !"‬

‫قال الرجل على الجانب اآلخر من الهاتف شيًئ ا لم أفهمه ‪ ،‬ومهما كان ما قاله الرجل جعل محمد غاضًبا‪.‬‬

‫"اخرس لقيط‪ ".‬قال محمد للهاتف‪.‬‬

‫‪.......‬‬

‫"محمد أنت تخبرني أن الهرة ستعود إلى تونس معي ومع ابني ؟! حسًن ا ‪ ،‬يجب أن أحذرك من أنني سأحضر فتاة‬
‫صغيرة‪" -‬‬

‫"أوه ال ‪ ،‬أنت لست كذلك!" كنت سأستمر في توبيخه عندما الحظت ضوًءا أحمر من زاوية عيني‪.‬‬

‫يجب أن تفكر؟ "يا إلهي ‪ ،‬إنها قنبلة!" لكنها ليست كذلك‪ .‬إنه مسجل‪.‬‬

‫لقد كان يسجل كل شيء قلته منذ اللحظة التي أضع فيها مؤخرتي داخل سيارة فوكينغ هذه!‬

‫‪،‬‬ ‫مي هاي ريجستراتو دا كواندو سونو إنتراتو نبيال توا داناتا ماكينا‪.‬‬ ‫"‬
‫كاتزو! " (أنت ابن العاهرة! لقد كنت تسجلني منذ أن ركبت سيارتك الملعونة‪ .‬سأقتلك!)‬

‫"قل ال تقل محمد!" على األقل كان ذكًيا بما يكفي لعدم نطق اسمي بصوت عاٍل ‪ .‬ال أريد أن يعرف الناس اسمي‪.‬‬
‫"أوه ‪ ،‬لقد حصلت على الفتاة التي هربت من المستشفى والتي جعلت سمير تريد العودة إلى تونس‪ .‬أنا منبهر يا أخي "‪.‬‬
‫هذه المرة تحدث الرجل بصوت عاٍل بما يكفي لسماعه‪.‬‬

‫لذلك كان هذا هو الرجل الذي كان على الهاتف مع الطبيب سمير بينما كنت أعتني برجل األمن ‪...‬‬

‫محمد لدي خياران ‪ ،‬رؤية أن الفندق الذي يقيمون فيه على بعد ‪ 10‬أميال فقط من منزلي القديم يمكنني القفز من السيارة‬
‫محمد ومحمدعطاف يساًر ا مشًيا على بعد ‪ 10‬أميال إلى المنزل حتى أسرق سيارة‪ .‬أو يمكنني الذهاب معهم إلى الفندق‬
‫وتناول وجبة لذيذة ‪ ،‬والتمتع بليلة نوم جيدة واالستيقاظ في الصباح قبل هذين االثنين والذهاب إلى منزلي‪ .‬من هناك ‪،‬‬
‫سأحصل على كل األشياء التي أحتاجها إلعالم الناس بأنني عدت (لتلقي مكالمات من أشخاص لديهم بعض الوظائف التي‬
‫تدفع لي أموااًل جيدة) وللعثور على عائلتي (أمي وأخي الصغير) ‪.‬‬

‫أممم ‪ ...‬دعنا نذهب مع ‪ ...‬الخيار األول‪ .‬أخيًر ا ‪ ،‬ستنهي المكالمة ولن يتمكن أي شخص من مشاركة المعلومات حول‬
‫ما يعرفه عني‪.‬‬

‫إذا كنت سأفعل هذا فيجب أن يكون محمد!‬

‫خلعت حزام األمان بسرعة ‪ ،‬وفتحت باب السيارة وقفزت إلى الخارج‪.‬‬

‫في اللحظة التي هبطت فيها على األرض سمعت أن السيارة توقفت وراميت أن رامي توقف عن تعقب السيارة ليتبعني‪.‬‬
‫لم أضيع المزيد من الوقت وبدأت في الجري‪.‬‬

‫‪ -‬في غضون ذلك في السيارة ‪-‬‬

‫محمد‬

‫كنت ال أزال أتجادل مع أخي سين حول عودة سارة معي إلى المنزل وكيف عرفت بطريقة ما أنني كنت رجل عصابات‬
‫عندما راميت سارة يقفز من السيارة المتحركة‪.‬‬

‫"المريمية !" صرخت بصوت عاٍل لدرجة أن ابني استيقظ‪.‬‬

‫"ماذا حدث؟" يسألني وسين وقابيل في نفس الوقت‪.‬‬

‫"لقد قفزت من السيارة!" وأنا أقول لهم‪.‬‬

‫"إنها مجنونة مثلك تماًم ا!" أصرخ‪ .‬كما قلت هذا سمعت "سين" يتذمر من أنني لست أول من قارن االثنين‪.‬‬
‫"أبي أوقف السيارة التي لدينا للمساعدة قل قل إنها يمكن أن تتأذى‪".‬‬

‫استدرت بسرعة وأعود إلى المكان الذي قفزت فيه وأبدأ في اتباع نفس المسار الذي سلكته‪.‬‬

You might also like