بوجداد

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 65

‫الفصل األول – مجموعة " أ "‬

‫المادة‪ :‬المدخل إىل علم السياسة‬

‫األستاذ‪ :‬أحمد بوجداد‬

‫السنة الجامعية ‪0201-0202‬‬

‫‪1‬‬
‫مدخل‬

‫ما من شك يف إن إلمبتدئ يف درإسة علم إلسياسة سيجد نفسه ملزما منذ‬


‫إلبدإية بمعرفة نقطتي إساسيتي قبل ر‬
‫إلشوع يف درإسة هذه إلمادة‪ .‬إالمر إالول‬
‫ه هويتها و ما هو‬‫هو محتوى ومكونات هذه إلمادة إلمقبلي عىل تعلمها‪،‬ما ي‬
‫ماه‬
‫ي‬ ‫ه غاية هذإ إلعلم و‬ ‫إلثان ما ي‬
‫ي‬ ‫تنتم إليه‪ .‬و إالمر‬
‫ي‬ ‫إلمعرف إلذي‬
‫ي‬ ‫إلحقل‬
‫إلت يمكن إن نجنيها من درإسته‪.‬‬
‫إلفائدة ي‬

‫إلسياس عان كثيإ من إرتباطه إلوثيق‬


‫ي‬ ‫يجمع عدد من إلعلماء بان إلعلم‬
‫بالسياسة وبالحياة إلسياسية‪ ،‬لنه غالبا ما يقرن علم إلسياسة بالدولة إو‬
‫بالسلطة‪.‬‬

‫فهذإ إلعمل إلذي بي أيديكم‪ ،‬هو مدخل لعلم إلسياسة وليس حول علم‬
‫إلسياسة‪ ،‬لذإ حرصنا عىل أن يكون بمثابة دليل للطلبة‪ ،‬ر‬
‫أكي منه كتاب بالمعت‬
‫إلحقيق للكلمة‪.‬‬
‫ي‬

‫إلسدإس إلول من إلسنة إلوىل يف‬


‫ي‬ ‫ؤن هذإ إلكتاب أعد خصيصا لطلبة‬
‫إإلجازة يف إلحقوق‪ -‬إلنظام إلجديد‪ -‬ليساعدهم عىل موإكبة إلمحاضإت‪،‬‬
‫وف نفس إلوقت دفعهم‬
‫وإستيعاب إلمقدمات إلساسية لمادة علم إلسياسة‪ ،‬ي‬
‫إلت حرصنا عىل‬
‫للبحث وإلتنقيب‪ ،‬من خالل إالستعانة بالمصادر وإلمرإجع ي‬
‫تثبيتها يف آخر كل فصل إو محور من هذإ إلدرس‪ ،‬أو تلك إلموجودة عقب كل‬
‫فكرة أو أطروحة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ؤن جهد إلمؤلف إنحرص يف تقديم خالصات مركزة وميجمة وأحيانا‬
‫أكي‪ ،‬لن‬‫تركيبة لمجموعة كبية من إلكتب وإلدرإسات إلرإئدة ف إلموضوع ال ر‬
‫ي‬
‫إلساس هو أن يجد إلطالب تحت ترصفه مادة جيدة تناسبه مستوإه‬
‫ي‬ ‫إلهاجس‬
‫إلعلم وإلكاديم‪ ،‬تتوفر عىل ر‬
‫إلشوط إلرصورية‪ ،‬تساعده عىل تطوير كفاءته يف‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫إلفهم ومهارإته يف إلتفسي و إلتحليل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫أوال‪ -‬لماذا ندرس علم السياسة ؟‬


‫وما هي أهداف التكوين في علم السياسة؟‬

‫ثانيا‪ :‬في ضرورة السياسة‬

‫‪4‬‬
‫إن طالب كمية الحقهق قمسا يجد أمامه كتابا جامعيا متكامال حهل السدخل‬
‫الى عمم الدياسية‪ .‬يجيب عن كل تداؤالته و استفداراته‪.‬‬

‫ىحه الهضعية نفديا تقخيبا عخفتيا بمجان عخيقة مثل فخندا ‪ ،‬بحيث نجج أن عجدا‬
‫من أساتحة العمهم الدياسية والقانهن العام يذيجون بأنفديم عمى نجرة السؤلفات في‬
‫‪.‬ىحا السهضهع‪.‬‬
‫‪p :19) YVES SCHEMEIL‬‬

‫ورغم السجههدات الفردية لعدد من األساتذة‪ ،‬يالحظ أن محتهى كتبهم ال‬


‫تتذابه و ال تتزسن نفس السحتهى وال نفس السشهج‪ ..‬فقمسا تتقاطع مع بعزها‬
‫‪.‬االمر الذي يطرح الدؤال ‪ ،‬هل عمم الدياسة هه نفده في كل مكان؟‪ .‬نجد‬
‫االنتاجات في السهضهع تختمف من مؤلف آلخر‪ ،‬مشها من يبدأ من األعمى‬
‫كدراسة الدولة واألحزاب و االنتخابات‪ ،‬ومشهم من يشطمق من األسفل من خالل‬
‫التركيز عمى السجتسع والتشذئة االجتساعية و الحركات االجتساعية‪ . .‬ربسا يعهد‬
‫سبب هذا إلى تخرص األساتذة و مجاالت اشتغالهم السفزمة‪ ،‬فالفئة األولى هم‬
‫أساسا أساتذة بكمية الحقهق‪ ،‬والفئة الثانية تشتسي في غالب األحيان إلى مجال‬
‫الدهسيهلهجيا‪.‬‬

‫جسيع الباحثين يطرحهن الدؤال السحير‪ ،‬هل هشاك عمم الدياسة؟ وإذا كان‬
‫مهجهدا فسا هه العمم؟‬

‫(انظر في فرندا كتاب جامع ‪،‬مركز و مخترر‪:‬‬

‫( ‪)Nouveau manuel de science politique -0212‬‬


‫اما في العالم الشاطق باالنجميزية ‪ ،‬فان الباحثين يتسيزون عن نظرائهم‬
‫اآلخرين بسشهجهم و أسمهبهم‪.‬فاألولهن يعسدون إلى استعراض جسيع األفكار و‬
‫األطروحات الدائدة دون أن يشاقذهها كثيرا‪،‬مركزين عمى ضرورة جعل هذا العمم‬
‫‪5‬‬
‫متاحا لمجسيع بدون استثشاء‪ .‬اذ عمى الجسيع فهم طريقة اشتغال مؤسدات‬
‫الدولة و السجتسع‪ .‬و هذا يخمق نهعا من الديسهمة واالندجام في االفكار ‪.‬‬

‫اما في فرندا فان الباحثين يتستعهن بحرية أكثر في التحميل وفي تقييم‬
‫اعسال اآلخرين‪ (. ..‬نفس السردر ص‪،) 21:‬كسا ان االنتاجات العمسية في‬
‫فرندا ضعيفة التراكم وتذيخ بدرعة مقارنة مع نظيرتها اإلنجميزية‪.‬‬

‫اوال‪ -‬لماذا ندرس علم السياسة؟‬

‫وما هي أهداف التكوين في علم السياسة؟‬

‫تختلف اإلجابات باختالف المعنٌٌن بالسؤال‪ ،‬فاألمر ٌختلف من األستاذ إلى‬


‫الطالب ‪،‬ومن المواطن العادي إلى المسئول السٌاسً‪...‬‬

‫فكثٌر من عناصر الجواب متضمنة فً محاور هذا الدرس‪ ،‬ولكننا آثارنا‬


‫طرح هذا السؤال فً البداٌة‪ ،‬من أجل التأكٌد على أهمٌة المادة فً حد ذاتها‪،‬‬
‫بالنسبة لتكوٌن الطالب وثمافته ومسٌرته العلمٌة والجامعٌة‪.‬‬

‫إن أول أهداف هذا الدرس هو أن تمكن الطالب من اسلوب متمٌز فً‬
‫التفكٌر و التحلٌل ‪ٌ،‬ختلف عن بالً اشكال التفكٌر السائدة ‪.‬كما ٌمدم للطالب‬
‫االدوات االساسٌة لفهم محٌطه و التفاعل معه‪،‬و رصد الوالع فً مستوٌاته‬
‫المختلفة والمتعددة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫و على غرار ما أورده أحد أساتذة األدب عندما لال بأن درسا فً الشعر ال‬
‫ٌمكن أن ٌجعل من طالب االدب شاعرا ‪ ،‬وال بناء نظرٌة نمدٌة أدبٌة‪ ،‬وال كتابة‬
‫نص إبداعً‪ ...‬ولكن الدرس األدبً ٌمكن الطالب بأن ٌفهم وٌتذوق بشكل أفضل‬
‫أحسن النصوص األدبٌة‪ ،‬إضافة إلى تعمٌك وتوسٌع معارفه الثمافٌة‪ ،‬فً مجال‬
‫تخصصه‪ ،‬نفس الشٌئ ٌنطبك على الدرس السٌاسً‪ ،‬فهذا الدرس ال ٌمكن أن ٌنتج‬
‫عالما سٌاسٌ ا ماهرا ومناورا كبٌرا‪ ،‬ولكن سٌؤهل الطالب لمماربة نوعٌة للوالع‬
‫السٌاسً المعمد فً جمٌع أبعاده‪ ،‬وٌمنحه مهارات جدٌدة‪ ،‬خاصة أمام الطلب‬
‫المتزاٌد على العلوم السٌاسٌة‪ ،‬واتساع دائرتها لتشمل مواضٌع ومحاور أخرى‬
‫كثٌرة متعلمة بخصوصٌة مجال علم السٌاسة الذي عمل على تجسٌر الهوة بٌن‬
‫التحلٌل العلمً والخبرة وممارسة السلطة واإلعالم والسٌاسة لٌشمل مواضٌع‬
‫جدٌدة كالطالة واألمن والهجرة والتنمٌة ومكافحة اإلرهاب‪ ...‬وبداٌة استغالل‬
‫البحث فً مجال عملٌة صنع المرار السٌاسً‪.‬‬

‫لمد حصر االستاذ شمٌل اٌف ثالثة أهداف من وراء تدرٌس علم السٌاسة‬
‫بالجامعة الفرنسٌة وهً ال تختلف كثٌرا عن أهدافنا‪ ،‬وهً‪:‬‬

‫الهدف األول ‪ :‬هو اطالع الطالب على الرصٌد المتراكم الذي حصل فً‬
‫مجال المعرفة السٌاسٌة حول مختلف المواضٌع‪ ،‬أكانت نظرٌة أو عملٌة‪.‬‬

‫فالهدف األساسً هنا هو منح الطالب تكوٌنا علمٌا متعددا ومنفتح على‬
‫المجاالت اللصٌمة باختصاصه كالتارٌخ وااللتصاد والسوسٌولوجٌا والمانون‪...‬‬
‫بطرٌمة تجعله ٌستوعب جٌدا محٌطه ومختلف التفاعالت والرهانات التً تخترله‬
‫أو تتجاذبه‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫أما الهدف الثاني ‪ :‬فهو تعرٌف الطلبة بطرق وأسالٌب التعامل مع الولائع‬
‫والظواهر السٌاسٌة‪ .‬وهذا الهدف هو ذو طابع منهجً‪ٌ ،‬مكن الطالب من المدرة‬
‫على تحلٌل اتخاذ لرار سٌاسً أو خطاب سٌاسً أو نصوص سٌاسٌة‪ ،‬كما ٌمكنه‬
‫كذلن المٌام بنفس الشًء بالنسبة ألحداث سٌاسٌة كمظاهرات أو احتجاجات‪...‬‬

‫وذلن عن طرٌك االستعانة باألدوات المنهجٌة المالئمة لهذا الغرض‪ .‬وذلن‬


‫بهدف كشف األسباب والعلل‪ ،‬وإزاحة الستار عن ما هو خفً‪ ،‬والنظر إلى الولائع‬
‫واألحداث بطرٌمة جدٌدة لم ٌسبك له أن نظر بها سابما‪.‬‬

‫إن هذا لن ٌتأتى إال إذا عرف كٌف ٌساءل الوالع وٌستنطمه‪ ،‬وكٌف ٌربط‬
‫بٌن الولائع المختلفة‪ ،‬والتً تتطلب منه تطوٌر مهاراته الذاتٌة‪ ،‬وكفاءاته‬
‫الشخصٌة‪ ،‬سواء على مستوى الكتابة أو التحرٌر أو المعارف المكتسبة‪ ،‬أو‬
‫المدرات التواصلٌة والتكنولوجٌة؛ هم طرٌك امتالكه للغات األجنبٌة وألدوات‬
‫التحلٌل والممارنة والتركٌب‪ .‬كما ٌتوجب علٌه أن ٌتمتع بأخالق عالٌة وتواضع‬
‫كبٌر‪ ،‬وأهمٌة احترام آراء أفكار الجمٌع مهما كان مولعها ومستواها ومصدرها‪.‬‬
‫هذه الخصال تسمح له بأن ٌتحدى الصعاب‪ ،‬وفً نفس الولت ٌتعلم كٌف ٌتجاوز‬
‫العرالٌل‪ ،‬و ٌطور شخصٌتة وٌكتسب شجاعة ثمافٌة‪ ،‬كما ٌتوجب علٌه تبنً وجهة‬
‫نظر نمدٌة‪ ،‬بمعنى أن ٌترن مسافة بٌنه وبٌن مواضٌع البحث والتحلٌل‪ ،‬أكانت‬
‫مكتوبة أو شفوٌة‪ ...‬ألنها مدخله إلى الموضوعٌة والعلمٌة‪ ،‬ورفع لدراته التنافسٌة‬
‫فً المجال العلمً‪ ،‬من شأن الفهم الجٌد للوالع إمكانٌة تطوٌره وإصالحه‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫والغاية األخيرة‪ ،‬من هذا الدرس السٌاسً هو دفع الطلبة إلى مجال البحث‬
‫العلمً السٌاسً فً افك فهم و تفسٌر الظاهرة السٌاسٌة‪ ،‬و امكانٌة تولع االحداث‬
‫السٌاسٌة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬في ضرورة الدياسة‬


‫إن اإلندان حيهان اجتساعي‪ ،‬أناني و جذع ولكن‪ ،‬في نفذ الهقت‪ ،‬ال‬
‫يسكشو االستغشاء عن اآلخخ‪.‬وبسا إن السرالح تختمف وتتزارب وتتشاقس ‪،‬فيشاك‬
‫شخيقتين لتدهيتيا ‪،‬إما بالعشف أو بالصخق الدمسية‪.‬‬

‫فالحاجة إلى الدياسية ىي ضخورة ‪ ،‬لتكاثف الجيهد و صيخىا وال‬


‫لتزاربيا‪ .‬من ىشا تظيخ ضخورة الجولة‪,,‬‬
‫فالدياسة ىي تجبيخ الرخاعات بصخيقة سمسية‪،‬و ىي فن العير داخل الجساعة‪،‬‬
‫مع أناس لم نختارىم‪ ،‬وليذ لجيشا أي عاشفة خاصة تجاىم‪ .‬فمه كان اإلندان‬
‫كامال فمن تكهن ىشاك حاجة لمجولة‪.‬‬
‫فمتفادي الرخاعات والسهاجيات‪،‬و التهصل الى تدهيات وتحالفات‪،‬و االتفاق عمى‬
‫حل السذاكل ‪،‬يفتخض االمخ وجهد حكهمة او كيان حاكم ‪،‬وإال سيدهد العشف و‬
‫تعم الفهضى‪.‬‬
‫بعج ذلك تصخح مدالة من يحكم و كيف يحكم ‪...‬‬

‫و رغم ان الدمصة في كل مكان‪ ،‬ولكن ال بج من سمصة واحجة عميا فهق الجسيع‪.‬‬


‫و يقهل الفيمدهف كانط في ىحا الرجد ان اإلندان ىه الحيهان الهحيج الحي عشجما‬
‫يعير مع اقخانو ىه في حاجة إلى سيج (حاكم)‪ ،‬ولكن ىحا الحاكم ال يهجج خارج‬
‫جساعتو انو واحج مشيم‪ .‬اال ان ىحا الديج الحاكم ىه نفدو في حاجة إلى من‬

‫‪9‬‬
‫يحكسو ايزا‪،‬ألنو حيهان سياسي مثميم‪ .‬واستحالة أن يكهن عادال من تمقاء نفدو‪،‬‬
‫فالبج أن يكهن فهقو شخز آخخ‪.‬‬
‫فسعزمة اإلندان‪،‬يتابع كانط‪ ،‬ىه انو مرشهع من خذب كمو عقج لجرجة‬
‫يرعب صشع ركائد مدبهكة و دقيقة االستقامة‪.‬‬

‫=============================‬

‫تصميم المادة‪:‬‬

‫يتضمن مقرر مادة المدخل الى علم السياسة ‪ 3‬فصول رئيسية‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬علم السياســــــــية ‪،‬محاولة في التعريــــــف والتحـــــديد‬

‫الفصل الثاني موضوع علم السياسة‬

‫الفصل الثالث‪ :‬الفاعلون السياسيون‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ :‬المجموعة "أ"‬

‫المدخل إلى علم السياسة‬

‫األستاذ‪ :‬أحمد بنجداد‬

‫الدرس الثانً‬

‫السنة الجامعٌة‪0201/0202 :‬‬


‫‪1‬‬
‫تذكٌر بالدرس السابك‬

‫تضمن الدرس االول إحاطة عامة بمادة علم السٌاسمة وهوٌتهما والحممل المرريمً‬
‫الذي تنتمً إلٌه‪ .‬وما هً غاٌة هذا الرل وما هً الفائدة التً ٌمكمن أن نجنٌهما ممن‬
‫دراسته‪ .‬والذي صٌغ على شكل أسئلة‪:‬‬

‫أوال‪ -‬لماذا ندرس عل السٌاسة ؟‬


‫ثانٌا‪ -‬يً ضرورة السٌاسة‪..‬‬

‫اما يً هذا الدرس الثانً يسنتطرق إلى عل السٌاسة سنحاول تررٌفه وتحدٌد ه‬
‫وذلن من خالل‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ماهٌة عل السٌاسة أو الرل السٌاسً وكٌف ت تطوٌره؟‪.‬‬

‫‪ -1‬من اكتشاف الرال إلى يه الرال‬

‫‪ -2‬التررٌفات‬

‫‪ -3‬تكرٌس الرل السٌاسً‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫*ملحهظة‪:‬‬
‫في نهاية كل درس سيتم طرح بعض األسئلة كتمرين اختياري ‪.‬‬
‫* تحرر األجهبة في حدود صفحة واحدة ويتم إرسالها على عنهان البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬

‫‪Sciencespolitiques01@gmail.com‬‬

‫‪0‬‬
‫الفصل األول‪ :‬علم السياســــــــية ‪ :‬تعريــــــف و تحـــــديد‬

‫تقديم‬

‫لقد شكل منضنع الحكم نأفضل أسالٌب تدبٌر شؤنن األفراد داخل‬
‫مجتمع منظم‪ ،‬انشغاال حقٌقٌا نمركزٌا لدى كلل ملن السفسلسة نالمسكلرٌن‬
‫نحتى الحاكمٌن أنسسمم‪ ،‬قدٌما نحدٌثا‪ .‬فالماجس الذي كان ٌؤرقمم جمٌعا‬
‫لن كٌف ٌمكن لألفلراد أن ٌعٌشلنا داخلل المدٌنلة بشلكل متنلامم نسل مً‪،‬‬
‫ٌللؤمن لك لل فللرد حقنقللك نٌكسللل لللك حرٌتللك ننشللالك‪ .‬ذ ٌسللتحٌل أن ٌتس ل‬
‫النللاس داامللا فٌمللا بٌللنمم ه للى مللا ٌمللم الجماهللة أن ٌتسقللنن ه للى أدنا‬
‫ننساال حل النزاها مثف‪.‬‬

‫نلذا لم ٌكن لٌتم بدنن تسكٌر سٌاسً لنٌل ٌسضلً للى ه لم أن فلن‬
‫حكم ن دارة شؤنن الناس‪ .‬سٌعرف الحقا بالرل السٌاسً‪.‬‬

‫ن عل السٌاسة أن الرل السٌاسً لن ه م حدٌث مقارنة مع بلاقً‬


‫الع نم األخرى‪ ،‬ذ لم ٌترسخ ال بعد سننا من الحرب العالمٌلة الثانٌلة‪،‬‬
‫فإلى حدند بداٌة القرن العشرٌن كلان ٌتلداخل ملع الس سلسة السٌاسلٌة نملع‬

‫‪3‬‬
‫التارٌخ السٌاسلً نالقلاننن الدسلتنري‪ ،‬نللم ٌثبل نجلندق ناسلتقفلٌتك ال‬
‫بعد صٌرنرة لنٌ ة‪ ،‬تراكم فٌما كثٌر من األهمال ناإلنتاجا الع مٌة‬

‫ناإلجتملادا ‪ ،‬كملا أنلك لللم ٌلدمن فلً بنٌللا مراكلز البحلث النلنٌللة‬
‫نللللم تنحلللد شلللكالٌا مخت لللف‬ ‫(‪)CNRS‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫السرنسلللٌة ال ابتلللدا ملللن‬
‫البللاحثٌن ه للى تعللدد تخصصللاتمم فللً الع للنم اإلجتماهٌللة ال مللع صللدنر‬
‫‪Traité de sciences( 1985‬‬ ‫المج للدا األربللع حللنل الع للم السٌاسللً سللنة‬
‫"جللللنن لنكللللا" ن "مللللادلٌن‬ ‫شللللراف األسللللتاذٌن‬ ‫‪ .)politiques‬تحلللل‬
‫كرافٌتزس"‪.‬‬

‫ال أن لللذا الع للم لللم ٌصللل لللى لللذق المرح للة ال بعللد مللرنرق مللن‬
‫محلللا هدٌللدةل أنلمللا نألممللا اإلسللمام الكبٌللر "لمٌكللافٌ ً" فللً القللرن‬
‫السللادس هشللر‪ ،‬الللذي نج ل فللً فصللل السٌاسللة هللن األخللف نأهلللى‬
‫ل سٌاسة استقفلما نمجالما الخاص‪.‬‬

‫نكذا سلمام "ملارتن للنثر" اللذي كلان معاصلرا "لمٌكٌلافٌ ً" اللذي‬
‫كللللرس فصللللل الدنلللللة هللللن الللللدٌن فللللً صللللفحاتك الدٌنٌللللة الشللللمٌرة‬
‫(البرنتستانتٌة)‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -1‬من اكتشاف الرال إلى يه الرال‬

‫نمع التحنال التً ستعرفما أنربا فلً القلرن ‪ XIX‬ألمملا الثلنرة‬


‫الصناهٌة نما نتن هنما من برنز مجتمع صلناهً نتكننللنجً متللنر‪،‬‬
‫فتح المجتمعا األنرنبٌة ه ى فضا ا جدٌلدة‪ ،‬سلمتما التقلدم الع ملً‬
‫نالتكننلنجٌللا التناص ل ٌة‪ ،‬نتلللنر نظرٌللا السللرد‪ ،‬نبللرنز التخصصللا‬
‫الع مٌة الدقٌقة‪.‬‬

‫نقلللد كلللان ملللن بلللٌن أللللم ملللا فلللرل نسسلللك بلللرنز ألمٌلللة الع لللنم‬
‫االجتماهٌللة‪ ،‬نظللرا لضللرنرة فمللم اشللتغال المجتمللع الجدٌللد نبنٌاتللك نفللً‬
‫مقلللدمتما الدنللللة ننظااسملللا‪ ،‬كملللا أن للللنل الحلللربٌن العلللالمٌتٌن األنللللى‬
‫نالثانٌلة‪ ،‬نظللالرة التحضلر نالتعمٌللر نالتصللنٌع‪ ...‬جع ل الحاجللة ماسللة‬
‫لتلنٌر الع نم االجتماهٌلة نالسٌاسلٌة خاصلة‪ ،‬ف ملذا اهتبلر اإلنسلان أنلك‬
‫الظرنف أن‬ ‫انتمى من اكتشاف العالم نه ٌك أن ٌسممك نٌشرحك‪ .‬نشا‬
‫ت عب النالٌا المتحدة األمرٌكٌة دنرا راادا فً لذا المجال‪ ،‬حٌث كان‬
‫تسللند السنضللى نالجمللند أنربللا بسعللل الحللرنب نالنزاهللا نتسللند بمللا‬
‫حٌلللث الحرٌلللة نالثلللرنة‪ ،‬مملللا جع ملللا ملللفذا نم جللل ل ع ملللا ناألدمغلللة‬
‫األنرنبٌة الباحثة هن االستقرار نالظرنف المفامة‪ .‬ضافة لى ما سب‬

‫‪5‬‬
‫فقللد اهتبللر المؤرخللنن (‪ )Brand‬ب ل ن تلللنر الع للم السٌاسللً بالنالٌللا‬
‫المتحدة راجع أساسا لى لمنح الباحثٌن نترسخ قناهد البحث المٌدانً‪.‬‬

‫فملللذا للللٌس بالصلللدفة بللل ن أنل مدرسلللة ل ع لللنم السٌاسلللٌة ستؤسلللس‬


‫بجامعللة كنلنمبٌللا سللنة ‪ ،1882‬أمللا بسرنسللا ف للم تؤسللس ال "مدرسللة حللرة‬
‫ل ع للنم السٌاسللٌة" سللنة ‪ 1870‬مللن لللرف ‪ ،E.Boutmy‬كللرد فعللل منللك ضللد‬
‫لزٌمللة فرنسللا أمللام ألمانٌللا سللنة ‪ ،1872‬معتبللرا أن لللذق المزٌمللة أساسللما‬
‫لزٌمة الع م (بكسر العٌن) السرنسً أمام الع لم األلملانً‪ ،‬نلزٌملة النخبلة‬
‫السٌاسللٌة السرنس لٌة الحاكمللة‪ ،‬نلللٌس لزٌمللة الدنلللة‪ ،‬نأن األنان قللد حللان‬
‫لتكنٌن نخبة سٌاسٌة جدٌدة قادرة ه لى مناجملة التحلدٌا ‪ ،‬نقلادرة ه لى‬
‫اسللتٌعاب تعقللد القضللاٌا السٌاسللة الرالنللةل ن هللداد اسللتراتٌجٌا ناجعللة‬
‫نمتسنقة‪ ،‬نأن الحاكمٌن بدنن اكتساب المعرفة السٌاسٌة الضرنرٌة ‪ ،‬لن‬
‫ٌتمكننا من النجاح فً االستمرار فً مناصبمم‪ ،‬نللذق المدرسلة الخاصلة‬
‫ستتنلى تكنٌن النخبة الفزمة ل دنلة نمؤسساتما‪ ،‬تحتلني برامجملا ه لى‬
‫التكنٌنا الضرنرٌة لمناكبة المسلتجدا ‪ .‬فمؤسلس المدرسلة كلان ٌلرى‬
‫ب ن الع م السٌاسً ٌت سس نٌقلنم ه لى التلارٌخ نللٌس ه لى القلاننن‪ ،‬ألن‬
‫ك ٌا الحقن كان تدرس ه م السٌاسة كمادة مكم ة ل قلاننن الدسلتنري‬
‫نامتدادا لما‪ .‬فمناك فر بٌن الع نم التجرٌبٌة ناالستنبالٌة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫سنف ٌتم ت مٌمما سنة ‪ ،1945‬نستصب معملد الدراسلا السٌاسلٌة‬
‫(‪ )IEP‬تابعللا لجامعللة بللارٌس‪ .‬نسللتتن بتجمٌللع ن دمللا هللدد مللن السللرنع‬
‫نالتخصصا الع مٌة فً لار ناحد نلن الحقل السٌاسلً‪ .‬نالملدف للن‬
‫تلنٌر ه م السٌاسة بسرنسلا‪ ،‬حٌلث سلٌتم ت سلٌس المج لة السرنسلٌة ل ع لنم‬
‫السٌاسللٌة نالجمعٌللة السرنسللٌة ل ع للنم السٌاسللٌة‪ ،‬نسللنف تنتشللر بالتللدرٌن‬
‫هدد من معالد الدراسا السٌاسٌة بعدد من المدن السرنسلٌة الكبلرى كلل‬
‫السٌاسلً‪ ،‬مملا قلاد للى تبلن للذا‬ ‫لذا سالم فً شعاع ن ازدلار النقلا‬
‫الع للم مكانللة خاصللة هللزز اسللتقفلك نكرسل تمٌللزق هللن بللاقً السللرنع‬
‫القرٌبة منك‪.‬‬

‫نمع الثنرة الس نكٌة ابتدا من الخمسٌنا سٌتلنر الع لم السٌاسلً‬


‫نحن مزٌد من التعم نالتدقٌ ‪ ...‬حٌث ستصب دراسة الس نك اإلنسلانً‬
‫ب داة المنمن الع مً أمرا ممكنلا بلل نمل نبلا نمرمنبلا فٌلك‪ ،‬األملر اللذي‬
‫سللٌجعل الع للم السٌاسللً ٌلللنر هفقللا منٌللة مللع بللاقً فللرنع الع للنم‬
‫االجتماهٌلة األخلرى‪ ،‬فلً مقلدمتما السنسلٌنلنجٌا ناالقتصلاد ناإلحصلا‬
‫نه للم الللنسس ناألنترنبنلنجٌللا‪ ،‬األمللر الللذي انعكللس ٌجابللا ه للى مجللال‬
‫الع نم السٌاسٌة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -2‬التررٌفات‪:‬‬

‫بادئ ذي بد ٌجب التمٌٌز بٌن السٌاسة نعل السٌاسة‪ .‬فالسٌاسة‬


‫بالدنلة أن بلالحكم‬ ‫لً جمٌع الظنالر اإلجتماهٌة المرتبلة بكل ما ٌتع‬
‫أن بالس لة أن بالعفقة بٌنمما نبٌن المجتمع‪.‬‬

‫أما الع م السٌاسً فمن الع م الذي ٌحلانل دراسلة الظلالرة السٌاسلٌة‬
‫دراسة ه مٌة سنا تع ل األملر بالدنللة أن بالسل لة‪ ،‬نسلنا أكانل بلٌن‬
‫األفراد أن داخل المجتمع‪ ،‬نذلك من أجل فممما نتسسٌرلا‪.‬‬

‫فع للم السٌاسللة ٌعتبللر الع للم الللذي ٌمللتم ب ل منر الحكللم نشللؤننك‪ ،‬أي‬
‫اللرٌقللة التللً تحكللم بمللا المجتمعللا ‪ ،‬ناألفكللار نالتصللنرا التللً تللدفع‬
‫النللاس لبنللا المؤسسللا التللً تللؤلر السٌاسللة ناألفكللار نالتمللثف ه للى‬
‫جمٌع المستنٌا ‪.‬‬

‫ن الللدارس المبتللدئ ل ع للم السٌاسللً‪ٌ ،‬تنجللب ه ٌللك بللادئ ذي بللد‬


‫ضللرنرة اإللمللام جٌللدا بالمللدلنل ال غللني ناالصلللفحً ل سظللً"عل م " ن‬
‫"سٌاسة"‪ ،‬ناضعا فً ذلنك أنك فً لذا المجال فإنلك ٌ خلذ للذٌن ال سظلٌن‬
‫فً ترجمتما السرنسٌة نفً جذنرلما الٌننانٌة‪ .‬كما ٌجلب االنتبلاق للى أن‬
‫أحٌانا كثٌرة المشاكل أكثر مما تح ما‪ ،‬نلكن رملم‬ ‫مس لة التعرٌسا تخ‬

‫‪8‬‬
‫لذق التحذٌرا ‪ ،‬نجلد أنسسلنا م لزمٌن لعلدة أسلباب بنضلع تعرٌلف مركلز‬
‫ندقٌ نمسٌد بالنسبة ل ل بة فً لذا المستنى من التع ٌم الجامعً‪.‬‬

‫)‪ : (Sience‬ن الع م لن مستنى هال من المعرفة ‪.‬فما‬ ‫عل‬


‫لن ذن الع م ؟ن متى ٌكنن لناك ه م؟‬

‫هرف فكرة الع م فلً مجلال الع لنم االجتماهٌلة نالمجلال السٌاسلً‬
‫خاصللة جللدال لامللا‪ ،‬مللن خللفل التسلللاؤل‪ :‬لللل ٌتمتللع لللذا الع للم بلللنسس‬
‫خصااص الع نم الدقٌقة‪ ،‬كالرٌاضٌا نالسٌزٌا ؟‬

‫ٌعند السضل لنا لى " مٌل دنركاٌم" الذي ٌعتبر أنل من نقل لسظة‬
‫ه م من مجال الع نم الدقٌقة لى مجال الظنالر االجتماهٌة‪ ،‬بحٌلث كلان‬
‫ٌقللنل ب نللك ٌجللب اهتبللار النقللااع االجتماهٌللة ك شللٌا ‪ ،‬نبالتللالً ٌتنجللب‬
‫فصل الظنالر االجتماهٌة هن الذنا الناهٌة التً تمث ما‪.‬‬

‫ن الع لللم للللك دالال هدٌلللدة أنلملللا أنملللا مجمنهلللة المعلللارف التلللً‬
‫تخلللتص بمنضلللنع محلللدد نبملللنمن خلللاص بملللا‪ .‬نتقلللنم ه لللى معرفلللة‬
‫منضنهٌة قاب ة ل برلنةل فالع م ٌكنن هندما ٌكنن لناك تسكٌر منمجً‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫كما ٌعتبلر خللاب حلنل الحقٌقلة أي الناقلع‪ ،‬دنن تجلانز القلدرا‬
‫البشرٌة‪ .‬كما أن الع م قابل ل مراقبة حٌث ٌمكن ثباتلك أن تسنٌلدق ملن أجلل‬
‫ثبا ه مٌتك‪.‬‬

‫نبالتالً‪ ،‬الع م مٌر ثاب ‪ ،‬ذ تتم مراجعتك بشكل مسلتمر‪ ،‬ألن للٌس‬
‫لناك ه م من الع نم الحقة ٌتم تبنٌك بشكل مل ‪ .‬نباهتبارق ٌملتم بلالناقع‬
‫فمن ٌؤسس جز ملن الحقٌقلة تكلنن نسلبٌة‪ ،‬بعبلارة أخلرى الع لم معرفلة‬
‫دااما قٌد البنا نالتلنر‪.‬‬

‫كما أن الع نم االجتماهٌة تتمتلع بمٌلزة خاصلة تكملن صلعنبتما فلً‬


‫منضنهما الذي لن دراسة اإلنسلان داخلل المجتملع‪ ،‬ناإلنسلان معلرنف‬
‫ب نك ٌتمتع بقدرا نمؤلف تسم لك بالتكٌف نالتغٌر مع المحلٌل اللذي‬
‫فٌك‪.‬‬ ‫ٌعٌ‬

‫لللذا نجللد اإلنسللان ٌتصللرف بلرٌقللة تخت للف مللن مكللان نمنقللع لللى‬
‫آخر‪ ،‬فتصرفك فً حٌاتك الخاصلة (المنلزل) للن مٌلر تصلرفك فلً الحٌلاة‬
‫العامة (المكتب‪ ،‬الشارع‪ )...‬تماما كس نكك مع أصدقااك أن مع خصنمك‪.‬‬

‫لذق الخصنصٌة تجعلل تح ٌلل سل نك نأفكلار المجتملع للٌس هم ٌلة‬


‫سللم ة‪ ،‬لللذا ال ٌجللب النظللر لللى الع للنم االجتماهٌللة‪ ،‬نه للم السٌاسللة أحللد‬

‫‪12‬‬
‫مكنناتملا‪ ،‬بمثللل المنظللنر الللذي ننظللر بللك لللى الع للنم الدقٌقللةل لللذا ٌنصل‬
‫الع ما ب ن نعتمد كمقاربا لمنل السضا االجتماهً‪ ،‬مقاربا نسلبٌة‪،‬‬
‫ال لً مل قة نال شام ة ننمااٌة‪ ،‬بل جزاٌة نمؤقتة‪.‬‬

‫سٌاسممة (‪ :)Politique‬فمللذا ال سللظ "السٌاسممة" نعثللر ه ٌللك‬


‫فً كل مكان نٌسلتعم ك الجمٌلع فلً كلل مناسلبة‪ ،‬نلغاٌلا مخت سلة‪،‬‬
‫كمللا ٌ خللذ دالال مخت سللة نأحٌانللا متضللاربة‪ ،‬بحسللب ماٌللة نلللدف‬
‫مستعم ٌك‪.‬‬

‫لقد كان ل سظة "السٌاسة"(بولٌتٌن ) ب ثٌنا منذ القرن الخامس قبل‬


‫المٌفد‪ ،‬مكانلة مركزٌلة نجنلرٌلة فلً حٌلاة سلكان المدٌنلة‪ ،‬ألنملا تتع ل‬
‫ب فضلل لرٌقلة لتلدبٌر شلؤنن المدٌنللة نحكمملا‪ ،‬نقلد كانل للذق السٌاسللة‬
‫تمللارس بناسلللة الس ل لة التللً مللن خفلمللا ٌمكللن ضللبل نتللدبٌر شللؤنن‬
‫المجتمع‪ ،‬فً لار هفقة الحاكم بالمحكنم‪.‬‬

‫ن كان ٌعتبر"حك المدن" نلن أنبل الع نم نأسمالا‪ ،‬نلً تشمل‬


‫جمٌع السننن التً تمم الجماهة‪ .‬فالسٌاسة لً ه م حكم الدنل‬
‫اإلنسانٌة‪ .‬نالحكم ٌعنً الس لة المنظمة‪ ،‬أي مؤسسا‬ ‫نالمجتمعا‬
‫القٌادة ناإلكراق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫"ف رسلن" ٌعتبر أن لبٌعة اإلنسان ال تكتمل ال بإنتمااك‬
‫داخل المجتمع‪ ،‬نلذا لن ما‬ ‫ل مجتمع‪ ،‬فمن محكنم ب ن ٌعٌ‬
‫ٌعنً أن اإلنسان مدنً بلبعك‪ .‬أن حسب هبارة القدٌس تنماس‬
‫د كان "اإلنسان سٌاسً بالطبع لذلن هو اجتماعً"‪.‬‬

‫فمن من األلساظ الذي تتعلدد معانٌملا نظلرا لتعلدد نتكلرار اسلتعمالما‬


‫حسب األفراد نحسب الظرنف‪ ،‬ف حٌانا ٌ خذ المعنى األرسلً‪ ،‬أي فن‬
‫الحكم نالقٌادة داخل المجتملع‪ ،‬نأحٌانلا أخلرى ٌ خلذ دالللة أقلل ملن ذللك‪،‬‬
‫نتدل ه ى الممارسة الٌنمٌة لألحزاب السٌاسٌة فً مجال صراهما ه ى‬
‫الس لة نالمناصب‪ ،‬مع ما ٌتخ ل ذلك من استعمال الدٌمامنجٌة‪.‬‬

‫سة لً"مصدر فعل‬ ‫السٌَا َ‬


‫يحسب لسان الررب ولاموس المحٌط ف سظة ِّ‬
‫سةً أي ذا قام بك ‪ ،‬نلً القٌام ه ى الشً بما‬
‫اس‪ ،‬نساس األمر سٌَا َ‬
‫س َ‬‫َ‬
‫س فف ٌن أَم َر‬‫سك القنم ‪ :‬ذا جع نق ٌسنسمم ‪ ،‬نٌقال ‪ :‬س ِّن َ‬
‫س َّن َ‬
‫ٌص حك ‪ ،‬ن َ‬
‫س الرجل‬ ‫سة‪ ،‬نس ِّن َ‬ ‫بنً ففن أَي ك ِّف سٌاستمم‪ ،‬نس ْس الرهٌة سٌا َ‬
‫س َّم فاه ك ذا م ِّ َك أ َ َ‬
‫مرلم" ‪.‬‬ ‫أمنر الناس ه ى ما لم ٌ َ‬
‫ن "سٌاسة البفد تعنً ت َ َنلًِّ أمنرلا‪َ ،‬نتَسٌٌْر أَهْمالما الدَّاخ ٌَّة نالخارجٌَّة‬
‫َنت َ ْدبٌر شؤننما‪".‬‬

‫‪10‬‬
‫أما ابن خلدون فقد هرف السٌاسة الشرهٌة ب نما "حمل الكافة ه ى‬
‫مقتضى النظر الشرهً فً مصالحمم األخرنٌة نالدنٌنٌة الراجعة لٌما‪،‬‬
‫ذ أحنال الدنٌا ترجع ك ما هند الشارع لى اهتبارلا بمصال اآلخرة‪،‬‬
‫فمً فً الحقٌقة خففة هن صاحب الشرع فً حراسة الدٌن نسٌاسة‬
‫الدنٌا بك " (مقدمة ابن خ دنن)‪.‬‬

‫فالقٌام ب مر الناس بما ٌص حك‪ ،‬المقصند بك شؤنن الحكم نالدنلة‪،‬‬


‫مثال‪" :‬نلنا أمنركم أحسن الناس"‪( ،‬أنلً األمر منكم)‪.‬‬

‫المخت سة ل سظ السٌاسة )‪)Politique‬‬ ‫لى الدالال‬ ‫قبل التلر‬

‫س مة التً تقنم ه ٌما السٌاسة‪.‬‬


‫نرى من المناسب اإلحالة بالم َ‬

‫سلل َ َمة التالٌللة نلللن أنللك ال‬


‫ن السٌاسللة (‪ )Politique‬تقللنم ه للى الم َ‬
‫ٌمكن حلل جمٌلع النزاهلا نالتناقضلا التلً تبلرز داخلل المجتملع‪ ،‬نال‬
‫دملا الكلل بشللكل للنهً ن رادي‪ ،‬ألن النلاس ال ٌمكللن أن ٌتسقلنا داامللا‬
‫فٌما بٌنمم ه ى كلل شلً ‪ ،‬للذا نجلد السٌاسلة لحلل النزاهلا نالتنفٌل‬
‫بللٌن التناقضللا ناتخللاذ القللرار الصللال ل جمٌللع‪ ،‬أي المناسللب نالمفاللم‬
‫ل مجتمع برمتك‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫كما أن السٌاسً لن الذي ٌستنهب جمٌع الل با الناردة ه ٌك من‬
‫داخل المجتمع‪ ،‬نلن الذي ٌتنلى التنفٌ بٌنما‪ ،‬نتحنٌل ل بلا المجتملع‬
‫لى قرارا قاب ة ل تلبٌ ‪.‬‬

‫فمناك ه ى األقل ثفث دالال ل سظ السٌاسة ‪:‬‬

‫‪ -1‬السٌاسً (‪ )Le politique - polity‬للً بمثابلة داالرة سٌاسلٌة‬


‫أن فضا سٌاسً نٌقصد بك الس لة السٌاسٌة أن الحكم‪ ،‬أي قٌلادة األفلراد‬
‫داخللل المجتمللع‪ ،‬مللع مللا ٌقتضللٌك ذلللك مللن نجللند سل لة تحتكللر اسللتعمال‬
‫العنللف المشللرنع لضللبل نت ل مٌن النحللدة نالدٌمنمللة ل كٌللان االجتمللاهً‪،‬‬
‫حٌث ٌسندق التنافر نالتنازع بحكلم اخلتفف نتنلاقل المصلال ناألفكلار‬
‫ناالتجالا ‪.‬‬

‫فالسٌاسً لن اللذي ٌضلمن اسلتمرارٌة الحٌلاة داخلل المجتملع نملن‬


‫أجل لذق الغاٌة ٌنسصل الخاص هن العام‪.‬‬

‫‪ -0‬السٌاسمممة (‪ ،)La politique - politics‬نٌقصلللد بملللا الحٌلللاة‬


‫السٌاسلللٌة أن النشلللال السٌاسلللً‪ ،‬أي المجلللال أن السضلللا اللللذي ٌتصلللارع‬
‫نٌتنلللافس داخ لللك جمٌلللع السلللاه ٌن ملللن أجلللل النصلللنل للللى السللل لة‪ ،‬أن‬

‫‪14‬‬
‫المجمللندا التللً تبللذل مللن أجللل التلل ثٌر ه للى القللرارا التللً تتخللذلا‬
‫الس لة أن ه ى أس نب تنزٌعما‪.‬‬

‫‪ -3‬سٌاسمٌة ( ‪ ،)Policy - une politique‬للن العملل أن النشلال‬


‫‪ )action‬أتع للللل األملللللر ببلللللرامن الدنللللللة أن‬ ‫العملللللنمً (‪publique‬‬
‫بمخللاتما أن بتدخفتما فً مخت ف القلاها ‪ ،‬ك ن نتحدث هن السٌاسة‬
‫الخارجٌلللة أن السٌاسلللٌة الثقافٌلللة‪....‬أي نشلللالا السللل لة العمنمٌلللة فلللً‬
‫‪.‬‬ ‫قلاها معٌنة (السٌاسة العمنمٌة)‪.‬‬

‫كما لناك تعرٌسان آخران ل سٌاسة‪ ،‬تررٌف ضٌك وتررٌف واسع‪.‬‬


‫بالنسللبة ل تعرٌللف الضللٌ ‪ ،‬فللإن ه للم السٌاسللٌة لللن مجللال مللن المجللاال‬
‫المكننللة ل مجتمللع‪ٌ ،‬تمٌللز هللن بللاقً األنشلللة االجتماهٌللة بكننللك ٌخضللع‬
‫لقناهد نضنابل نماٌا تتمٌز بننهٌتما نخصنصٌتما‪.‬‬

‫أما بالنسبة ل تعرٌف الناسع‪ ،‬فإن السٌاسة تنجد فً كل مكان‪ ،‬نكل‬


‫شللً سٌاسللً ابتللدا مللن شللؤنن الحكللم نالس ل لة لللى اسللتمفك المللناد‬
‫الغذااٌة‪ ،‬مرنرا بالثقافة نبالسن ناآلداب‪ .‬ألن أي مشكل ٌمكلن أن ٌصلب‬
‫سٌاسٌا بٌنملا ال ٌعتبلر كلل مشلكل سٌاسلً‪ .‬فع لم السٌاسلة للن الع لم اللذي‬
‫ٌح ل القناهد التً ٌتنجب اتخاذلا أن اهتمادلا لحل مشلكل ملن المشلاكل‬

‫‪15‬‬
‫االجتماهٌللة‪ ،‬نكللذا اللرٌقللة التللً ٌللتم اهتمادلللا لحللل الخففللا فللً حالللة‬
‫نشنبما بٌن أفراد المجتمع‪.‬‬

‫ن ه لللم السٌاسلللة للللن الع لللم اللللذي ٌسلللم لنلللا بللل ن نسملللم الظلللالرة‬
‫السٌاسٌة بشكل جٌلد باختصلار أن منضلنع ه لم السٌاسلة ٌتع ل بلالنزاع‬
‫نأدنا ضبلك بناسلة الس لة داخل المجتمع‪.‬‬

‫نٌخت ف هدد من األسلاتذة نه ملا السٌاسلة فلً اتسلاقمم ه لى دالللة‬


‫ناحللدة أن معنللى ناحللد لع للم السٌاسللٌة‪ ،‬فمللنمم مللن ٌسضللل كمقابللل لللذلك ‪:‬‬
‫"سنسٌنلنجٌا السٌاسة" أن "السنسٌنلنجٌا السٌاسٌة"‪.‬‬

‫سب أن ق نا ب ن ه ما حلدٌثا كع لم السٌاسلة للم ٌسلتلع فلرل نسسلك‬


‫ناقتلاع مكانتك نمنقعلك الخلاص بلٌن بلاقً الع لنم االجتماهٌلة األخلرى‪،‬‬
‫ناكتساب مشلرنهٌتك ال بعلد اجتٌلازق لعراقٌلل هدٌلدة نتضلافر هلدد ملن‬
‫العنامللل المسللاهدة نالمفامللة لنمللنق نتلللنرق‪ ،‬ألللم لللذق العنامللل حسللب‬
‫األستاذ ‪ P.Favre‬لً‪:‬‬

‫‪ -1‬ه منللة المجتمللع‪ ،‬فصللل السٌاسللة هللن الللدٌن‪ ،‬نبللرنز السٌاسللة‬


‫كنشال متسرد خار أي نصاٌة أن سٌلرة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ل تذكٌر فان االقتصلاد اسلتقل هلن السٌاسلة سلنة ‪ ،1776‬نقبلل ذللك‪ ،‬فلإن‬
‫حقل السٌاسة بدأ ٌبتعد هن األخف مع بداٌة القرن ‪ ،13‬نسنف ٌتكلرس‬
‫)‪ (1770-1831‬هنلدما‬ ‫بقنة مع "مٌكٌافٌ ً" ن "مارتن لنثر"‪ ،‬نمع "لٌغل"‬
‫فصل المجتمع المدنً هن الدنلة ‪.‬‬

‫‪ -0‬دمقرلة الحٌاة السٌاسٌة ناحترافٌة الساه ٌن المتدخ ٌن‪.‬‬

‫‪ -3‬العقفنٌللة‪ ،‬نلللً خضللنع تللدخل الدنلللة لمبللادئ نقناهللد ه مٌللة‬


‫نهقفنٌة‪ ،‬نلٌس لغٌرلا‪.‬‬

‫‪ -4‬ظمللنر دارة هصللرٌة نارتسللاع هللدد اإلدارٌللٌن‪ ،‬بحٌللث نفحللظ‬


‫بالمنازاة مع ذلك تلنر القاننن اإلداري نالع م السٌاسً‪.‬‬

‫‪ -5‬ظملللنر االقتلللراع العللللام سلللنة ‪ 1848‬الللللذي أدى للللى اتسللللاع‬


‫المشللاركة السٌاسللٌة‪ ،‬نأصللب كللل مللنالن لللن زبللنن سٌاسللً‪ ،‬نمشللارك‬
‫نالسعللل‬ ‫سٌاسللً محتمللل‪ ،‬األمللر الللذي قللاد لللى ضللرنرة تعمللٌم النقللا‬
‫السٌاسٌٌن‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -3‬تكرٌس الرل السٌاسً‪:‬‬

‫ن رمم اإلصفحا الجامعٌة التً أدخ ما بٌن سنتً ‪-1898‬‬


‫‪ 1877‬نالتً أهل ألمٌة كبٌرة ل ع نم السٌاسٌة‪ ،‬فإن التلنر سنف‬
‫ٌتعثر‪ ،‬نحل القاننن العام محل الع م السٌاسً‪.‬‬
‫فحسب بعل التعرٌسا فع م السٌاسة ٌمتم بدراسة للر اإلشلتغال‬
‫السع لللً ل مؤسسلللا ‪ ،‬أكثلللر ملللن التماملللك ببنٌاتملللا النظرٌلللة‪ .‬كملللا ٌملللتم‬
‫باللرٌقة التً تستعمل بما السل لة أكثلر ملن التماملك ب شلكالما القانننٌلة‬
‫التً تضبلما كالدستنر نالنصنص القانننٌة‪...‬‬

‫خفصلة لملا سلب فالسٌاسللة للً كلل ملا ٌللرتبل بحكلم المجتملع فللً‬
‫األمر بتدبٌرق أن بتسٌٌرق أن بتنجٌمك أن بإخضاهك‪.‬‬ ‫مجم ك‪ ،‬أتع‬

‫انتهى الدرس الثانً‬

‫‪-------------------------------------------------------------‬‬

‫تمرٌن اختٌاري‬

‫‪ -1‬هل (ي) تعرٌسا لكل من السٌاسة ن ه م السٌاسة؟‬


‫‪ -0‬لل ٌمكن اهتبار السٌاسة ه م كباقً الع نم األخرى؟‬

‫‪18‬‬
.

19
‫الفصل األول‪ :‬المجموعة "أ"‬

‫المدخل إلى علم السياسة‬

‫األستاذ‪ :‬أحمد بوجداد‬

‫الدرس الثالث‬

‫السنة الجامعية‪0201/0202 :‬‬

‫‪1‬‬
‫تذكير بالدرس السابق‬
‫تضمن الدرس الثاني تعريفا وتحديدا لعلم السياسة‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬
‫التطرق لماهية علم السياسة أو العلم السياسي وكيف تطور‪،‬و ذلك‬
‫من خالل العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬من اكتشاف العالم إلى فهم العالم‬
‫‪ -2‬التعريفات‬
‫‪ -3‬تكريس العلم السياسي‬
‫======‬
‫أما في هذا الدرس الثالث فسنتطرق إلى عالقة علم السياسة بباقي العلوم االجتماعية‬
‫األخرى‪:‬‬

‫‪ -1‬علم السياسة والفلسفة السياسية‬

‫‪ - 2‬علم السياسة والسوسيولوجيا‬

‫‪ -3‬علم السياسة والتاريخ السياسي‬

‫‪ -4‬علم السياسة والقانون الدستوري‬

‫‪ - 5‬علم السياسة والقانون العام‬

‫======================================================‬

‫إختياري‪.‬‬ ‫*ملحوظة‪ -‬في نهاية كل درس سيتم طرح بعض األسئلة كتمرين‬

‫‪ -‬تحرررر األجوبررة فرري حرردود صررفحة واحرردا ويررتم إرسررالها علررع عنرروان البريررد انلكترونرري‬
‫التالي‪siencespolitiques01@gmail.com :‬‬
‫‪0‬‬
‫عالقة علم السياسة بباقي العلوم االجتماعية األخرى‬

‫بي ينييا‬ ‫التيواير ااجتمالييية ذاي ال‪،‬ييابه السياسي‬ ‫لمييل السياسيية وحييدا يييدر‬ ‫ليي‬
‫فرولا لممية كالفمسفة السياسية والسوسيولوجيا السياسية والتاريخ السياس والقانون العال‪.‬‬

‫يذا التواير وإن كاني من جواني متتمفية ليذا تفادييا أل‬ ‫يذا العمول كمها تهتل بنف‬
‫تدات أو غموض بينهما وبين لمل السياسة نورد التوضيحاي التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬علم السياسة والفلسفة السياسية ‪:‬‬

‫إن الفمسفة السياسية ي ب‪،‬بيعتها تأممية ت‪،‬رح إشيكااي مجيردو ومنفةيمة لين الوا يه‬
‫بينما لمل السياسة لمل تجريب تن‪،‬مق إشكااته من الوا ه‪.‬‬

‫الفمسيفة السياسيية إلي إضيفاء المشيرولية لمي نتيال معيين أو التبشيير ب يد‬ ‫كما تهيد‬
‫وتفسير الو ائه ااجتمالية‪.‬‬ ‫بينما يكتف لمل السياسة بوة‬ ‫أفض‬

‫فالفمسفة ذاي ‪،‬ابه تأمم تهتل بما يج أن يكون بينما لمل السياسة يهتل بما يو ائل‪.‬‬

‫وا يترددان ف بناء فرضياي‬ ‫ولكن كال العممين يهتمان بمعرفة أفض لمعالل السياس‬

‫وإشكااي لممية تاةة بهما‪.‬‬

‫‪ - 2‬علم السياسة والسوسيولوجيا‪:‬‬

‫إن لمل السياسة يندرج ف مجا السوسيولوجيا‪ .‬فالسوسيولوجيا أوسه من لمل السياسة‬
‫ولكنييه يتمييي‬ ‫ألنهييا تهييتل بجميييه التييواير ااجتمالييية‪ .‬كمييا أن لمييل السياسيية لمييل اجتمييال‬
‫بممي اي تاةة سواء لم مستوى نشا‪،‬ه أو رياناته أو والدا أو ضواب‪،‬ه أو أدواته شر‪،‬‬
‫أن يكون مرتب‪،‬ا بالسم‪،‬ة السياسية فكرا وممارسة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ "E.‬ركي ي‬ ‫"‪DURKHEIM‬‬ ‫يالحت ليدد مين البياحيين بيأن السوسييولوجيا في بيدايتها ميه‬
‫أساسا لم الفضاء ااجتمال أكير من ايتمامها بالفضاء السياس ‪.‬‬

‫ويمكن تفسير يذا الالمبااو بةعود الدراساي الماركسية واكتساحها لمجامعة وسي‪،‬رو‬
‫تفسيراتها وفرضياتها لم لدد كبير من األساتذو والميقفين‪.‬‬

‫مين يمية البنيياي‬ ‫فالماركسية األريودوكسية كاني تعم من يمة البنياي التحتية وتبت‬
‫لمبنياي التحتية‪....‬‬ ‫أنها مجرد انعكا‬ ‫الفو ية (الدولة القانون) لم أسا‬

‫األمييير بالنسيييبة‬ ‫نفييي‬ ‫متيييأترو ااسيييتقال اليييذات لمسياسييي‬ ‫فالنيوماركسيييية ستكتشييي‬


‫بالتةائص الممي و لمحق السياس ‪.‬‬ ‫لسوسيولوجيا "بيير بورديو" الت ستعتر‬

‫فتراوح وضه لمل السياسة بين الميالية وبيين محاولية لمميية لمحيياو ااجتماليية ولكنهيا‬
‫تهم أيل األمور المرك ية لمسياس ‪.‬‬

‫فالتايرو السياسية ي ج ء من التايرو ااجتمالية‪ .‬فكي تيايرو سياسيية يي تيايرو‬


‫دائمييا ةييحيحا فف ي بعييض الحييااي يمكيين أن تتحييو م‪،‬ال ي‬ ‫لييي‬ ‫اجتمالييية إا أن العك ي‬
‫ةيدار يرار سياسي في‬ ‫مين الحكومية التيدت‬ ‫اجتمالية إل احتجاجاي ومتيايراي تت‪،‬مي‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫‪ - 3‬علم السياسة والتاريخ السياسي‪:‬‬

‫كيير من الباحيين يعتبرون أن ييذين الحقميين ميرتب‪،‬ين ومتيداتمين فيميا بينهميا؛ فالتياريخ‬
‫اليييذ يسيييتترجها أو يستتمةيييها مييين القيييوانين العامييية ومييين‬ ‫السياسييي يهيييتل بتعمييييل المعيييار‬
‫الحيااي التي يدرسيها بينميا لميل‬ ‫التوجيهاي الكبرى ف العناةر المشتركة من تال متتم‬
‫ةد فحةيها والمةياد ة لميهيا‬ ‫السياسة يهتل با ة اء إل بناء المفاييل واألشكا والنماذج‬
‫سوسييييولوجية‬ ‫والتأكيييد مييين ةيييد يتها‪ .‬لمييي مسيييتوى المييينهل فعميييل السياسييية يفضييي أبحيييا‬

‫‪4‬‬
‫التاريخ السياس الذ يفض التنقي لمي الوييائق وجميه‬ ‫وا تةادية وسيكولوجية لم تال‬
‫الشهاداي‪...‬‬

‫القييانون العييال أو الفمسييفة السياسييية يهييتل بدراسيية الو ييائه‬ ‫إن لمييل السياسيية لم ي تييال‬
‫األشكا الميالية ذاي المنح األتال ي‬ ‫والممارساي وأنما‪ ،‬السموكاي الفعمية الممموسة ولي‬
‫يمتها لادلية‬ ‫من تال‬ ‫الو ائه كمع‪ ،‬أو كمادو تامة ولي‬ ‫أو القانون ‪ .‬فعمل السياسة يدر‬
‫أن يكون‪.‬‬ ‫ما يج‬ ‫ما يو كائن ولي‬ ‫أو تالمة حقيقية أو م يفة‪ .‬فهو يدر‬

‫‪ -4‬علم السياسة والقانون الدستوري‪:‬‬

‫موضيييولهما واحيييد و واييييا مقاربتهميييا متتمفييية فالقيييانون الدسيييتور (ميييي القيييانون‬


‫ا دار ) يهتل أساسا بدراسة العال ة بين المؤسساي والسم‪،‬اي التشريعية والتنفيذية والقضائية‬
‫وبينهما وبين الموا‪،‬نين بحي نجد الدستور يو الذ يحدد اتتةاةاي وحقوق وواجباي ك‬
‫من المؤسساي والموا‪،‬نين تجاا بعضهما البعض‪.‬‬

‫إذ ينقي ليين جيذور يييذا السيم‪،‬اي وليين‬ ‫إلي أبعيد ميين ذلي‬ ‫بينميا لميل السياسيية ييذي‬
‫تيير وليين أسييمو و‪،‬بيعيية ممارسييتها‬ ‫العوامي التي حييددي تو يعهييا بهييذا الشييك دون شييك‬
‫وتوجيهاتها منقبا لن جميه العوام الكامنة وراء ييذا الوضيعية أكانيي سياسيية أو اجتماليية‬
‫ييييو لمييياذا ت‪ ،‬ييي مييييال السيييم‪،‬ة التنفيذيييية لمييي نتيراتهيييا‬ ‫أو تاريتيييية أو يقافيييية مييييا ذلييي‬
‫التشريعية أو لماذا تحض السم‪،‬ة القضائية بوضه تاص بين السم‪،‬تين‪.‬‬

‫فميال إذا كان مجيا ييذا‬ ‫إذن فمجا لمل السياسة أوسه وأرح من القانون الدستور‬
‫األتير يهتل أ ساسا بأنما‪ ،‬اا تراع أو المشاركة السياسية كاانتتابياي وأنوالهيا فعميل السياسية‬
‫يهتل بالميكان ماي الكامنة وراء ك يذا العناةر ميي اليدوافه والحيواف والتمفيياي السياسيية‬
‫لهذا المبادئ أو يذا التوجهاي دون األترى‪.‬‬ ‫وااجتمالية الكامنة وراء اتتيار النا‬

‫‪5‬‬
‫‪ – 5‬لمل السياسة والقانون العال ‪:‬‬

‫لم ي التييايرو السياسييية (الدوليية) يتييدات مييه القييانون العييال‬ ‫ف ي فرنسييا كييان التعيير‬
‫وتاةة فرليه األساسين القانون الدستور والقانون ا دار وكان من نتائل يذا التدات ‪:‬‬

‫لمسياس " بحيي ينحةير تةيور السياسي في‬ ‫(‪)Institutionnaliste‬‬ ‫"تةور مؤسسات‬
‫الهيئاي القانونية المنو‪ ،‬لها إةدار القوانين والتعميماي‪ .‬ومين دوافيه ذلي سيي‪،‬رو كبيار رجيا‬
‫القيانون لمي الدراسيياي الجامعيية الييذين منعيوا أ فهيل لمقييانون أو لعمميية إنتيياج لمقيانون تييارج‬
‫إ‪،‬ارا كالسياق السوسيوسياس ميال‪.‬‬

‫استقال لمل السياسة لن القانون العال تل لم المسيتوى المؤسسيات ؛ في البدايية أ المرحمية‬


‫‪ )Objet‬مين وجهية غييير‬ ‫(‪Politique‬‬ ‫جيدا مقاربية الموضييوع السياسي‬ ‫األولي كيان مين الةيع‬
‫انونييية‪ .‬ويشييير إل ي يييذا بالتفةييي األسييتاذ (بييودوان ‪ Baudouin‬ف ي كتابييه المييدت إل ي لمييل‬
‫السياسة) إذ أرجعها إل لنةرين‪ :‬العمماء والمؤسساي‪.‬‬

‫أ‪ -‬مساهمة العلماء ‪ :‬فمن بين كبار الباحيين الذين دشنوا ييذا المسيار ييو سي فريد‬
‫و ريمون رون و دوفرجيه‪.‬‬

‫الرائيدو التي‬ ‫مين الكتي‬ ‫)‪Siegfried : Tableau Politique de la France (1913‬‬ ‫يعتبر كتيا‬
‫منهييا ‪،‬بيعيية ا ميييل أو‬ ‫دشييني سوسيييولوجيا اانتتابيياي إذ أدتي لناةيير جديييدو في التحميي‬
‫الدائرو اانتتابية وبنية الممكية العقارية دات ك منها‪.‬‬

‫أما ريمون رون فقد استعان بيقافته الواسعة والعميقية في مجيا السوسييولوجيا وفمسيفة‬
‫التييياريخ فييي دراسييية أبعييياد جدييييدو ومتعيييددو ل نتمييية السياسيييية (الديمقرا‪،‬يييية و التوتاليتاريييية)‬
‫‪ )Démocratie‬وسوسييييولوجيا العال ييياي الدوليييية والتييياريخ النقيييد لمعميييول‬ ‫‪et‬‬ ‫(‪Totalitarisme‬‬

‫ااجتمالية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫دوفرجييه دورا كبيييرا في تعمييق الدراسياي السياسييية بحيي اسيت‪،‬اع منحهييا‬ ‫كميا لعي‬
‫(‪.)Théorie des partis politiques‬‬ ‫السياسية"‬ ‫مكانتها التاةة تاةة كتابه "نترية حو األح ا‬

‫‪ -‬مسراهمة المسسسرا ‪ :‬فيقةيد بهيا (‪ )IEP‬معهيد الدراسياي السياسيية (‪ )IEP‬الييذ‬


‫السنة كما تيل‬ ‫سنة ‪ 1945‬حي تل إدتا بعض المواد ف برامل الجامعة ابتداء من نف‬ ‫تأس‬
‫إحدا مراك لمبح ومجمة العمول السياسية (‪ )RESP‬الشهيرو‪.‬‬

‫كخالصة ‪:‬‬

‫إن العلم السياسي هو العلم الذي يدرس الظاهرا السياسية دارسة علمية‪.‬‬

‫والظاهرا السياسية هي تلك الصيرورا القرارية التي تسمح باتخاذ‬


‫قرارا باسم المجتمع ولفائدته‪.‬‬

‫فعندما تتخذ قرارا ذا طبيعة إلزامية ومفروضة علع المجتمع‪ ،‬سواء‬


‫قبلها طوعا أو كرها ‪ ،‬يمكن الحديث آنذاك عن الظاهرا السياسية ‪ ،‬وعن تنظيم‬
‫سياسي‪.‬‬

‫انتهع الدرس الثالث‬

‫‪---------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫تمرين إختياري‬

‫‪ -1‬اين يلتقي علم السياسة مع الفلسفة السياسية و اين يختلف؟‬


‫‪ -2‬في رأيك ‪،‬ما هي فائدا علم السياسة؟‬

‫‪7‬‬
8
‫الفصل األول‪ :‬فوج "أ"‬

‫المادة‪:‬المدخل الى علم السياسة‬

‫الرابع‪ :‬موضوع علم السياسة‬ ‫الدرس‬

‫األستاذ احمد بوجداد‬


‫الدرس الرابع‪ :‬موضوع علم السياسة‬

‫إن مسألة تحديد موضوع علم من العلوم هي من القضايا الشائكة جدا‪ ،‬فنادرا ما يتفق‬
‫الباحثون على تحديد دقيق وتام للموضوع‪ ،‬نظرا الختالف المشارب الفكرية والنظريةة لكة‬
‫عالم وباحث‪.‬‬

‫ويةةاداد هةةلا المشةةك فةةعوبة فةةي مجةةا العلةةوم االجتماعيةةة‪ ،‬نظةةرا لتعةةدد جوانب ةةا‬
‫وتجليات الظاهرة اال جتماعية التي تعتبر الظاهرة السياسية إحدى أهم مكونات ا‪.‬‬

‫مةةةا هةةةي الظةةةاهرة‬ ‫فمتةةةى يمكةةةن الحةةةديث عةةةن الظةةةاهرة السياسةةةةا وقبةةة هةةةلا ولا‬
‫السياسيةا ه هي ك ما يتعلق بالسلطةا أو بالدولةا أو بالحكومةا أم هي تل الفةيرورات‬
‫التي تنتج النظام العام‪ ،‬وتجسده على أرض الواقع‪ ،‬أم هي عمليةة مأسسةة البنةاال االجتمةاعي‪.‬‬
‫والسلطة نفس ا مالا نقفد ب اا ه هي فقط المؤسسة التةي تشةرف وتةنظم وترعةى وتضةبط‬
‫وتوجه السلوكات الفردية والعالقةات االجتماعيةة داخة المجتمةع‪ .‬إن علةم السياسةة هةو العلةم‬
‫اللي ي تم بطريقة اشتغا عالقات السلطة داخ المجتمع‪.‬‬

‫إن حةةدود علةةم ال سياسةةة هةةي حةةدود متحركةةة وةيةةر جامةةدة‪ ،‬وأن موضةةوعه مةةا فت ة‬
‫يتطور بحسب الباحثين وشروط تطور البحث العلمي‪ ،‬للا ما اا هلا الموضوع لحد اآلن‬
‫مح نقاش ةني بين مختلف الباحثين وخافةة فةي هةله المرحلةة التةي تجةددت فيةه عةدد مةن‬
‫مواضيعه‪،‬وخافةةة فةةي الواليةةات المتحةةدة ا مريكيةةة‪ ،‬وفرنسةةا‪ ،‬أهم ةةا السةةلوكات االنتخابيةةة‬
‫والسياسية العمومية‪ ،‬وتشةك النخةب والدراسةات ايقليميةة والج ويةة‪ ،...‬وا سةاليب الجديةدة‬
‫لتدبير الشأن العام‪.‬‬
‫(‪:)Etat‬‬ ‫‪ -I‬علم السياسة هو علم معرفة الدولة‬

‫يقوم هلا االتجاه على أن السياسة ال توجد إال في الدولة‪ .‬ساد هلا االتجاه منةل القةديم‪،‬‬
‫(أي أن هلا العلم ارتبط منل نشأته بأفض‬ ‫(‪)polis‬‬ ‫حيث ارتبط ظ ور السياسة بوجود الدولة‪.‬‬
‫طرق ووسائ تدبير شؤون دولة المدينة)‪.‬‬

‫إال أن اعتبةةار موضةةوع السياسةةة يقتفةةر فقةةط علةةى معرفةةة الدولةةة‪ ،‬وتفةةور أفض ة‬
‫الوسةةةائ والطةةةرق لتةةةدبيرها‪ ،‬أثةةةار انتقةةةادات وتحفظةةةات حول ةةةا‪ ،‬مرتكةةةاين علةةةى عةةةدد مةةةن‬
‫االعتبارات‪ ،‬أهم ا‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬أن الدولة كمؤسسة‪ ،‬كشك تةاريخي‪ ،‬تنظيمةي‪ ،‬لالجتمةاعي هةي ظةاهرة حديثةة‪،‬‬
‫كما أن بعض المجتمعات عرفت ا كظاهرة عابرة ةير مسةتقرة‪ .‬ن ةا لةم تكةن دائمةا موجةودة‬
‫بالشك الحالي‪.‬‬

‫كما أن ربط الدولة باحتكارها للقمع المشروع‪ ،‬كأهم خافية ل ا‪ ،‬مسألة في ا نظر‪ ،‬إل‬
‫تنعةةدم فةةي بعةةض الةةدو نظةةرا لخفوفةةية تشةةكيلت ا االجتماعيةةة واالقتفةةادية‪ ،‬حيةةث تطغةةى‬
‫داخل ةا السةلطة الطائفيةة‪ ،‬أو سةةلطة العشةيرة أو القبيلةة أو سةةلطة النقابةة أو سةلطة العفةةابات‬
‫ايجرامية المنظمة‪ ...‬ويالحظ في الوقةت الحةالي‪ ،‬أن سةلطة الدولةة‪ ،‬بة وحتةى كيةان الدولةة‬
‫نفسه‪ ،‬أفبح مفيره موضوع نقةاش‪ ،‬فعلةى المسةتوى الةدولي فةطن سةلطة الدولةة فةي تراجةع‬
‫أمام تطور االتحادات والتكتالت الدولية الج وية وايقليمية كاالتحاد ا وربي مثال‪.‬‬

‫كما يالحظ تراجع أيضةا علةى المسةتوى الةداخلي لفائةدة ال يئةات والجماعةات المحليةة‬
‫الالمركاية أو الج وية‪ ،‬أو لفائدة بعض التنظيمات الحرفية أو المجتمعات الروحية‪،...‬‬

‫(‪)Pouvoir‬‬ ‫‪-II‬علم السياسة علم السلطة‪:‬‬

‫وهنا من يعتبر بأن موضوع علم السياسة هو علم السلطة‪ ،‬ويظ ر أنه ا قرب إلةى‬
‫الموضةةوعية وإلةةى منطةةق ا شةةياال‪ ،‬علةةى أسةةام أن الدولةةة مةةا هةةي إال مظ ةةرا مةةن مظةةاهر‬
‫ممارسة السلطة داخ المجتمع‪ ،‬وأن الدولة في شكل ا الحالي‪ ،‬ظاهرة حديثة‪.‬‬
‫فةةال يمكةةن تفةةور وجةةود مجتمةةع بةةدون سةةلطة وال مجتمعةةات ال تخترق ةةا نااعةةات‬
‫وتوترات‪ ،‬إال أن السلطة هي أحد ا بعاد ا ساسية داخ حياة كة مجتمةع‪ .‬فةأي جماعةة مةن‬
‫الجماعات يستحي استمرارها بدون تنظيم ا وهيكلت ا‪ ،‬فالعالقات التةي تةربط فيمةا بين ةا هةي‬
‫من طبيعة سلطوية‪ ،‬مثا لل سلطة الرج على المرأة أو على أسرته أو سلطة الكبار على‬
‫الفغار‪ ،‬وسلطة ا ستال على التلميل‪...‬‬

‫إن المؤسسات التي توجد على هامش سلطة الدولة تمارم سلطة وتأثيرا تق أو تكثر‬
‫بحسب الامان والمكان‪.‬‬

‫للا‪ ،‬يتوجب دراست ا على نفم مستوى سلطة الدولة‪ ،‬حيث تساهم في تنظةيم وضةبط‬
‫المجتمةةع ن ةةا تسةةتعم فةةي ممارسةةت ا حةةدا معينةةا مةن النفةةول أو السةةلطة م مةةا قة ‪ ،‬وبالتةةالي‬
‫تشار بطريقة أو بأخرى في سلطة الدولة‪.‬‬

‫إال أنةةه ال يجةةب اعتبةةار أي عالقةةة سةةيطرة م مةةا كانةةت‪ ،‬هةةي عالقةةة سياسةةية‪ ،‬فةةالنفول‬
‫اللي يتمتع به ا ب على ابنه أو ا ستال على تالملته‪ ،‬هو نفول ةير سياسي‪.‬‬

‫متى تصبح السلطة سياسيةا‬

‫تفبح السلطة سياسة عندما تتضمن أوامر وتعليمات ت م المجتمع برمتةه وال تسةتثني‬
‫أحدا فالسلطة هي التةي تحتكةر العنةف المشةروع علةى مجمةوع التةراب الةوطني ولةيم ن ةا‬
‫تةةدبر وتةةدمج بطريقةةة سةةلمية جميةةع المفةةالح المتضةةاربة والمتناقضةةة علةةى ايقلةةيم الخاضةةع‬
‫لسةةلطت ا‪ .‬إن السةةلطة السياسةةة هةةي خاف ةية يعتةةرف ب ةةا لشةةخص مةةا يفةةدار القةةوانين أو‬
‫استعما القوة الحترام ما فرضه على الجميع‪.‬‬

‫فطلا كان الحاكم يمارم سةلطته السياسةية ولكنةه ال يحتكةر العنةف فةا مر سةيكون فةي‬
‫هله الحالة ال يتعلق بالدولة‪ ،‬بقدر ما يتعلق بتجمع قبلي‪ ،‬عرفي تقليدي‪.‬‬
‫فالدولةةة الحديثةةة نجحةةت فةةي فةةرض نفسة ا علةةى وعةةي ا فةةراد‪ ،‬واعتبارهةةا ضةةرورة‬
‫يتوجب طاعت ا‪ ،‬نظرا لكون ا ضامنة للنظام داخ المجتمةع‪ .‬هةلا النظةام الةلي يسةمح بحريةة‬
‫تداو السلع وحماية الملكية الفردية‪.‬‬

‫مفهوم السلطة‪ :‬إن السلطة كما رأينا سابقا‪ ،‬حاضرة باستمرار في ك تجمع بشري‪،‬‬
‫وهي خافية مالامة لك كيان م ما فغر أو كبر‪ .‬فأي تجمع بشري منظم تنسج العالقات‬
‫داخلة‪ ،‬بحسب طبيعة ا هداف التي يروم تحقيق ا‪ .‬فال دف اللي يتجمةع النةام مةن أجلةه هةو‬
‫اللي يحدد طبيعة وجودهم‪.‬‬

‫إن كلمة السلطة ‪ ،Pouvoir‬مشتقة من اللفظ الالتيني" ‪ ،"Potere‬اي "أن تكةون قةادرا‬
‫على‪"...‬‬

‫ولها ‪ 5‬دالالت‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تكون ل القدرة على القيام بفع ما‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون ل الحق أو الرخفة أو ايلن للقيام بعم ما‪.‬‬

‫‪ -3‬تد على القوة والقدرة على القيام بعم ‪...‬‬

‫‪ -4‬الداللة السياسية هي المفةدر الةلي يسةمح لفةرد مةا بفةرض سةيادته علةى شةخص‬
‫آخر وتعاد إلى حد ما لفظ السلطة‪.‬‬

‫‪ -5‬وأفةةبح اسةةتعما كلمةةة " ‪ "Le Pouvoir‬تعنةةي المؤسسةةات التةةي تمةةارم السةةلطة‬
‫السياسية أي الحكومية‪..‬‬

‫و لقد اعتبر عدد من الباحثين والعلماال أن مف وم السلطة هو مف وم شام ‪ ،‬ومن شأن‬


‫دراسته ايحاطة بموضوع علم السياسة بامتياا‪.‬‬
‫إل فمةةةن خةةةال دراسةةةة تجلياتةةةه وتمظ راتةةةه يمكننةةةا أن نتعةةةرف أكثةةةر علةةةى طبيعةةةة‬
‫وخفائص السلطة‪ ،‬والعكم فحيح‪ ،‬أي من خال دراسة السلطة يمكننا معرفة تمظ رات ا‬
‫وتجليات ا‪ ،‬خافة في جانب ا السياسي‪.‬‬

‫فالسلطة (‪ )Pouvoir‬يمارس ا اينسان على نفسه كالتحكم فةي لاتةه مةثال‪ ،‬أو يمارسة ا‬
‫على اآلخةرين‪ ،‬ولكةن االسةتعما الغالةب هةو ممارسةت ا علةى اآلخةرين‪ ،‬ل ةلا نالحةظ ارتبةاط‬
‫مف وم السلطة بالسيطرة وبالدولة‪.‬‬

‫السياسةةةية( ‪système‬‬ ‫إن السةةةلطة هةةةي ميكةةةانيام نةةةوعي يعمةةة أساسةةةا داخةةة النظيمةةةة‬
‫السلطة هي أداة ضرورية لتحقيق الغايات وا هداف الجماعية العليا ف ةي تضةمن‬ ‫‪.)politique‬‬

‫فعالية العم العمومي‪ ،‬وتسمح بالتالي للسياسي لكي يقوم بوظيفته بالشك المالئم والجيةد أي‬
‫بشك متناةم‪.‬‬

‫فالسةةلطة ‪ ،‬كمةةا يقةةو العةةالم الفرنسةةةي ‪ ،Crozier‬هةةي عالقةةة متبادلةةة ‪،‬ولكن ةةا ةيةةةر‬
‫متواانة‪.‬‬

‫ال يمكن اختزال السلطة في االقتصاد ‪،‬كما ال يمكن اختزال السلطة أيضا في العنف‪.‬إذ‬
‫يتوجب التوقف عن الوصف السلبي السلطة وآثارها‪ ،‬اي إنها تستبعد وتقمع وتهمش و تراقب‬
‫وتجرد وتخفي‪..‬فالسلطة ال تمارس حتما بالعنف ‪،‬ولكن ما يجعل أن هناك حدودا للمجتمع‬
‫المنضبط هو مآل العنف‪ ،‬هي مخاطر رفض الخضوع‪.‬‬

‫لقد تم التركيز كثيرا على الطابع اإلكراهي والقمعي للسلطة وللدولة ‪،‬بينما أكبر قوة‬
‫تملكها هي جعل الناس يتحدثون‪ ،‬يناقشون مواضيع مفروضة‪( ...‬قامع ‪ +‬مقموع)‬

‫وسيكون في المجحف اختاا السلطة في مجرد احتكار العنف واستعماله من طةرف‬


‫الحاكم‪ ،‬فالسلطة ليست في حاجة إلى الت ديد باستعما القوة حتى يخاف جانب ا‪ ،‬أو ال حاجة‬
‫ل ا ن تلجأ للتخويف حتى تطاع‪.‬‬
‫إن السةةلطة سةةابقة علةةى القةةانون‪ ،‬ولكةةن القةةانون هةةو مةةن يشةةرعن السةةلطة‪ ،‬يعااهةةا‬
‫ويثبت ا‪ ،‬ولكنه ال يقدر على خلق السلطة‪.‬‬

‫مصادر السلطة‪ :‬إن ممارسة السلطة تتطلب من الحاكم أن يتوفر على حد أدنةى مةن‬
‫المفادر والموارد والوسائ أكانت مادية أو معنوية‪ ،‬حتى بمةارم سةلطته‪ ،‬ن المجتمةع ال‬
‫يقبة دائمةةا قراراتةةه وتعليماتةةه خوفةةا منةةه ايكةةراه ب ة لكونةةه يثةةق فةةي حكمةةه ويحضةةى بثقتةةه‬
‫المشروعية‪.‬‬

‫فحسب ةالبرايت هنا ‪ 3‬مفادر للسلطة‪:‬‬

‫‪ -1‬قوة الشخفية‪.‬‬

‫‪ -2‬الملكية أو الثروة‪.‬‬

‫(‪.)organisation‬‬ ‫‪ -3‬التنظيم‬

‫وك مفدر في هله المفادر له أداته الخافة وهي على التوالي‪:‬‬

‫‪ -1‬الردع بالنسبة للعنفر ا و ‪.‬‬

‫‪ -2‬القوة أو السلطة التوايعية بالنسبة للعنفر الثاني‪.‬‬

‫‪ -3‬القوة أو سلطة االقناع بالنسبة للعنفر الثالث‪.‬‬

‫وتعتبر سلطة االقناع هي أهم ةا علةى ايطةالق‪ ،‬ن ةا أكثةر براعةة وأكثةر فعاليةة فةي‬
‫النشةةةاط االقتفةةةادي والمؤسسةةةات السياسةةةية علةةةى سةةةواال‪ .‬فاسةةةتعما هةةةله ا دوات يختلةةةف‬
‫بةةاختالف الامةةان والمكةةان وأنةةواع المجتمعةةات وكةةلا المحةةيط التةةي تتبلةةور فيةةه وتتفاعة فيةةه‬
‫مفادرها‪.‬‬

‫نستنتج بأن داخ ك سلطة هنا من يقبة وهنةا مةن يةرفض‪ ،‬يقة أو يكثةر عةددهم‬
‫بحسب طبيعت ا وظرفيت ا‪ .‬فليم هنا إكراه مطلق أو قبو مطلق‪ ،‬ودائما هنا من ينافةر‬
‫الحةةاكم ولةةو كةةانوا مجموعةةة فةةغيرة فقةةط مةةن أتباعةةه‪ ،‬فالسةةلطة إلن هةةي خلةةيط مةةن القبةةو‬
‫وايكراه‪.‬‬

‫السلطة وأشكال السيطرة‪:‬‬

‫إن السةةلطة االجتماعيةةة مةةا هةةي إال تلة الوظيفةةة االجتماعيةةة التةةي تقتضةةي أو تتطلةةب‬
‫إقامة أو الحفاظ أو معاقبة أو تطبيق القانون أو مالءمة أو تعديل عند الحاجة‪.‬‬

‫‪ -‬فالسلطة كما رأينا هي وظيفة أساسية وضرورية لوجود أي جماعة واستمراريت ا‪،‬‬
‫وضرورية لتحقيق أهداف ا وةايات ا‪ .‬وتفبح هله السلطة سياسية منل اللحظةة التةي تمةارم‬
‫في ا داخ مجتمع مدني‪ ،‬منظم ومستقر‪.‬‬

‫فالسلطة السياسية تتميا بتفردها بضمان ا مةن والنظةام واسةتعما العنةف المشةروع‪.‬‬
‫ال يمكةةن ي سةةلطة سياسةةية أن تسةةتغني عةةن اسةةتعما القةةوة‪ ،‬ن القةةوة ضةةرورية الحتةةرام‬
‫القانون واجر ومعاقبة المخالفين‪ .‬الدولة تلجأ للعنف ييقاف العنف‪.‬‬

‫وهنةا مةةن يةربط بةةين السةلطة السياسةةية والدولةة كةةان أحةدهما يقابة اآلخةر‪ .‬والدولةةة‬
‫تةتلخص بةةدورها فةةي ا فةراد الةةلين يمسةةكون بامةةام ا مةور‪ ،‬أي بالسةةلطة والمؤسسةةات التةةي‬
‫تتةةولى عمليةةة الضةةبط االجتمةةاعي‪ ،‬بواسةةطة مختلةةف ا دوات وا سةةاليب الالامةةة لمعالجةةة‬
‫ومواج ةةة جميةةع أنةةواع التةةوترات والنااعةةات التةةي مةةن شةةأن ا ايخةةال بالبنةةاال االجتمةةاعي‬
‫وتواانه‪ ،‬أو ت ديد استمرار يته‪...‬‬

‫فليم فدفة أو مجانيا قيام السلطة السياسية باحتكار العنةف المشةروع‪ ،‬وتبةوال ال ةرم‬
‫االجتماعي على خالف باقي السلط‪ ،‬كالسلطة االقتفادية وايدارية والثقافية مثال‪...‬‬

‫إال أن هلا ال يعني أن هله السلطة ا خيرة منففلة عةن الدولةة‪ ،‬بة هةي جةاال من ةا‪،‬‬
‫وأداة من أدوات ا‪.‬‬

‫وحو موضوع اشكالية السلطة ومدى قبول ا أو طاعة النام ل ا‪ ،‬يتوجب استحضار‬
‫نظريةةة مةةاكم فيبةةر فةةي الموضةةوع‪ ،‬ونقفةةد ب ةةا ا نمةةاط الثالثةةة للمشةةروعية التةةي تلخةةص‬
‫المحطات التاريخية الكبرى التي مرت من ا المجتمعةات‪ ،‬فةأي حةاكم هةو روسةو م مةا كةان‬
‫قويا‪ ،‬ف و ليم قويا بما فيةه الكفايةة‪ ،‬أو حاكمةا فعةال‪ ،‬إى إلا نجةح فةي تحوية قوتةه إلةى حةق‬
‫وطاعته إلى واجب‪.‬‬

‫‪ -‬السلطة سيطرة‪ :‬يعرف ماكم فيبةر السةيطرة بأن ةا ا وامةر والتعليمةات التةي تلقةى‬
‫اسةةتجابة وطاعةةة مةةن طةةرف جماعةةة معينةةة مةةن ا فةةراد‪ .‬فالسةةيطرة عنةةده ال تنففةة عةةن‬
‫المشروعية‪ ،‬أي االعتقاد الجماعي للمحكومين في أحقية الحاكمين‪ .‬ولكي تكون السلطة فعالة‬
‫وناجعة ال بد من أي سلطة أخرى داخ المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع السيطرة‬

‫حسب ماكم فيبر فطن السيطرة المشروعة هي ‪ 3‬أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬سيطرة لات طابع عقالني‪.‬‬

‫‪ -‬سيطرة لات طابع تقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬سيطرة لات طابع كارياماتي‪.‬‬

‫‪ -I‬إن السيطرة ذات الطابع العقالني تقوم على االعتقاد بشرعية ا نظمةة والقةوانين‪،‬‬
‫فالسةةيطرة الشةةرعية لات القيةةادة اي داريةةة البيروقراطيةةة كمةةا وردت بقلةةم ويبةةر فةةي كتابةةه "‬
‫اقتفاد ومجتمع ج‪ "1‬تقوم على أسم خمسة‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون‪ ،‬حيث ةايته وقيمته عقالنية‪،‬ما هو م م هو طاعته واالمتثا له‬

‫‪ -2‬من يشرع القانون هو أو من يطيعه‪.‬‬

‫‪ -3‬ا فراد في طاعت م داخ المجتمع ال يطيعون ا شخاص ف ي ثالثة‪:‬‬

‫* إدارة عمومية‪.‬‬

‫* تحديد مجا االختفافات بدقة وكلل مجا التنفيل‪.‬‬


‫*‪ -‬وجود نظةام إداري تراتبةي‪ ،‬يتضةمن ضةبط االختفافةات ونظةام للمراقبةة يعتمةد‬
‫على‪ :‬أ‪ -‬إعداد الموظف م نيا حتى يقوم بوظيفته على أحسةن وجةه‪ ،‬و (ب) ففة الموظةف‬
‫عن أدوات عمله أي أدوات ووسائ ايدارة‪ .‬و(ج) إعداد النفوص القانونية المنظمة للعم‬
‫ايداري‪.‬‬

‫أما السيطرة الشرعية الخافة كما يتفورها ماكم ويبر ف ةي ايدارة البيروقراطيةة‬
‫التةةي كانةةت وراال والدة الدولةةة الغربيةةة الحديثةةة‪ ،‬والتةةي تولةةت الرأسةةمالية تمويل ةةا‪ ،‬إن هةةلا‬
‫الج اا يتكون من موظفين أفراد‪,‬‬

‫‪ -2‬السيطرة التقليدية ‪:‬‬

‫إن هةةله السةةيطرة تقةةوم علةةى اييمةةان بقداسةةة القواعةةد والضةةوابط الموروثةةة تاريخيةةا‬
‫والرضا بحكم الحاكمين فالطاعة داخة هةلا النظةام تةتم علةى االحتةرام وايجةال الةلي يكنةه‬
‫ا فراد لشخص الحاكم‪.‬‬

‫فالحاكم داخ هله السيطرة ال يعتبر رئيسا ولكنه سيد (‪ )Seigneur‬ا مةر الةلي يترتةب‬
‫عنه أنه الج ةاا ايداري الةلي تحةت إمرتةه ال يوجةد بةه موظفةون بة خةدام (‪ )Serviteurs‬لةه‪،‬‬
‫والمحكومون هم شركاال أو رعايا‪.‬‬

‫فالعالقةةةة التةةةي تةةةربط الحةةةاكم بةةةالمحكوم ليسةةةت عالقةةةة موضةةةوعية‪ ،‬بةةة تقةةةوم علةةةى‬
‫ايخالص والوالال لشخص الحاكم‪.‬‬

‫فالطاعةةة هنةةا ال تكةةون للقةةوانين بةة لشةةخص الحةةاكم‪ .‬فلمةةالا تعتبةةر مؤسسةةات هةةله‬
‫السيطرة التقليدية‪ ،‬يقو ماكم ويبر تقليديةا ن التقليد هو اللي يحدد محتواها‪ ،‬وأن الحاكم‬
‫ال تحد سلطته حدود معلومة‪ ،‬كما أن أسلوب الحكم وممارسة السيطرة بحسب رةبة الحاكم‪.‬‬
‫‪ -3‬السيطرة الكارزماتية ‪:‬‬

‫يقفد بالكارياما (‪ )Charisme‬تلة الخفةلة االسةتثنائية التةي تتفةف ب ةا شخفةية‬


‫معينة‪ ،‬بسبب القوة االستثنائية التي يتمتةع ب ةا‪ ،‬إمةا لكون ةا خةارج الطبيعةة أو تفةوق مقةدرات‬
‫اينسان العادي‪ ،‬أو اعتباره مبعوثا من هللا‪ ،‬أو قائدا واعيما مل ما‪.‬‬

‫إن خضةةوع ا فةةراد فةةي ظة هةةله السةةيطرة دائمةةا حسةةب ويبةةر تةةتم علةةى أسةةام الثقةةة‬
‫وايعجةةاب بةةالاعيم والمحبةةة‪ ،‬والخضةةوع لةةه هةةو تلبيةةة لندائةةه‪ ،‬واالعتةةراف بسةةلطته‪ ،‬الةةلي‬
‫يكتنف ا الحمام والطموح‪.‬‬

‫أما طبيعة ايدارة في إطار هله السةيطرة‪ ،‬ليسةت ل ةم موظفةون لات مةؤهالت م نيةة‬
‫وحرفية‪ ،‬فتوظيف م يتم على أسم يقاب والالهم للاعيم‪ ،‬ومتطلباته وخفةائص نظامةه وهةي‬
‫خفا كاراماتية‪ ،‬وهي هنةا خفةلة الثقةة (‪ ،)La confiance‬فرجةا الثقةة هةم المالئمةون ل ةلا‬
‫النوع من السيطرة‪ ،‬هلا النظام ال يحتاج إلى تراتبية أو تعيين أو مسار م ني‪ ،‬إل يكفي تدخ‬
‫الاعيم ليحسم ك شيال‪ .‬فاالحترام يساوي الواجب‪.‬‬

‫إن السيطرة الكاراماتية‪ ،‬تتعارض مع ك من السيطرة التقليدية والسيطرة العقالنية‪،‬‬


‫ن ا تلغي الماضي وتدخ فيه االضطراب وهي من جانب آخر لات جوهر ثوري‪.‬‬

‫فالسيطرة هي شرعية في حدود الكارياما التي يتمتع ب ا شخص الحاكم‪.‬‬

‫وهله السيطرة ةالبا ما تنت ي بغياب أو موت الشخص اللي يتمتةع بالكاريامةا‪ ،‬ن ةا‬
‫خفلة شخفية‪ ،‬ال يمكةن توريث ةا‪ ،‬كمةا أن جميةع المشةروعيات تتعكة مةع الةامن إل لةم يةتم‬
‫تجديده‪.‬‬

‫الخالصة هو انه أفبح هنا تداخ كبير بين علم السياسة وممارسةة السةلطة‪ ،‬فمةثال‬
‫إن عمليات استقراال الرأي العةام تةؤثر نتائجةه علةى اتخةال القةرار السياسةي‪ ،‬بة وحتةى علةى‬
‫أسلوب الحكم والعالقة بين القوى السياسية‪.‬‬
‫األماكن الجديدة للسياسي‪:‬‬
‫بتطور المجتمع و تطور أسلوب حياته و تعدد نشاطه ‪،‬تغيرت أشكال تدبيره‪.‬و قد رصد‬
‫عدد من الباحثين بروز ممارسة للسياسة من األسفل‪،‬فالحوافز ودوافع التعبئة‬
‫الجماهرية المحلية و الوطنية لم تعد تأتي من األعلى‪ ..‬بل من األسفل ‪.‬فالقوى السياسية‬
‫التقليدية يظهر بأنها بدأت تعجز عن استيعاب فاعلين جدد ومطالب جديدة ‪.‬‬
‫‪،‬و قد اوردوا على سبيل المثال نوادي مشجعي فرق كرة القدم )‪. (club de supporters‬و‬
‫قد اعتبروها قطاعات وفضاءات جديدة تضم فاعلين عديدين تهرب من مجال علم السياسية‬
‫ومن البحث العلمي السياسي‪.‬‬
‫و ان المالعب الرياضية الجديدة لم تعد مالعب فقط‪ ،‬بل أصبحت مركبات متكاملة‬
‫للحياة االجتماعية‪ .‬فيها كل متطلبات العمل والحياة‪ ،‬من أسواق ومحالت وسكن ومدارس‪...‬‬
‫فكيف تشتغل إدارة هذه المركبات؟؟‬
‫هذه النوادي تختلف عن باقي التنظيمات السياسة التقليدية كاألحزاب السياسية‪.‬اذ‬
‫أظهرت أسلوبا جديدا في التنظيم و التاطير‪،‬اذ تجمع بين األبعاد اإلقليمية و العرقية‬
‫واالجتماعية و اإلنسانية والرياضية‪..‬‬
‫هذه التنظيمات اصبحت لها مطالب جديدة ومصالح جديدة تعبر عنها و تناضل من اجلها‬
‫باسلوبها و بطريقتها الخاصة‪.‬‬
‫والالفت للنظر انه أصبحت هناك بدائل جديدة للسياسة محليا ووطنيا ‪ ،‬على مستوى طبيعة‬
‫االلتزام ومستوى النضال ونوعية المطالب‪...‬‬
‫و قد عبر احد األساتذة المحاورين بانه بقدر تصبح السياسة رياضة‪،‬بقدر ما تتسيس‬
‫الرياضة‪،‬و يقصد بالرياضة هنا لعبة كرة القدم ‪.‬يعتبر نموذج حزب ‪ forza italia‬الذي‬
‫أسسه رجل األعمال االيطالي بيرلوسكوني‪،‬والذي كان يملك في نفس الوقت الفريق االيطالي‬
‫اسي ميالن ‪ .‬فقد استلهم من الفريق الكروي نموذج حزبه‪.‬الذي اعتبر ماكنة انتخابية‬
‫بامتياز‪،‬وخلفية اقتصادية لمقاولة اقتصادية‪.‬‬
‫الدرس الخامس‬

‫الفاعلون السياسيون‬
‫إن أي سياسة تتطور بتطور مستوى وعي األفراد (الفاعلين) وتنظيماتهم‪.‬‬
‫كل سلطة تخضع لقوانين كونية ليس هناك مجتمع بدون سلطة أو مجتمعات بدون دولة‪.‬‬
‫فمن أجل التنظيم‪ ،‬البد من أحد يأمر يتحمل مسؤولية القرارات الجماعية‪.‬‬
‫جميع المجتمعات تفرض قواعد إما لتمنع أو لتحد من تراكم دائم للسلطة في يد‬
‫نفس األشخاص‪ ,‬لكي يكون هناك نظام سياسي البد من تراكم كاف للسلطة للحفاظ على‬
‫النظام وضطبه‪،‬‬

‫ولكن كثير من السلطة تؤدي إلى الفوضى‪ ،‬فالمبالغة في الطلبات التي ال يمكن تلبيتها‬
‫تؤدي الى الثورة أو الهجرة أو المنفى‪.‬‬

‫فلكما كان هناك تنظيم اجتماعي إال وكانت هناك تراتبية‪.‬‬

‫ومن جهة مقابلة نجد أن السياسيات العامة وما يترتب عنها تساهم في تكوين الفاعلين‬
‫والمتدخلين في الحقل السياسي‪ ،‬فأي تحسن في كفاءتهم أو زيادة في قدراتهم التدبيرية‬
‫النظرية والمادية تنعكس في جودة ونوعية الحياة السياسية‪ ،‬فأي إقصاء للفاعلين في حقل‬
‫سياسي أو في غيره‪ ،‬يعرض نشاط وفعل الحقل السياسي برمته إلى االضطراب ونزع‬
‫الشرعية عنه‪.‬‬

‫الفعل السياسي والفعل لعمومي‬

‫قبل الخوض في الموضوع يجب التمييز بين الفعل السياسي والفعل لعمومي ‪ .‬فالفعل‬
‫العمومي هو الفعل او العمل التي تقوم به الدولة او مؤسساتها‪،‬سواء تعلق األمر بإعداد‬
‫مشاريع منشات كبرى او مشاريع صغيرة كإعداد نصوص قانونية‪،‬أكان ذلك على المستوى‬
‫القطاعي او على المستوى الشمولي‪.‬كما‪،‬نعني به ايضا النشاط الذي تقوم به الحكومة او‬
‫العمل الحكومي‪.‬و كثيرا ما تستعمل كمرادف للسياسة العمومية‪،‬أي ما تقوم به الدولة و ليس‬
‫ما تقول انها تفعله او تقوم به‪.‬‬
‫فهو مفهوم دقيق و محدد‪،‬و يعني به الممارسة الفعلية و الملموسة أما الفعل السياسي‬
‫للسياسة على ارض الواقع‪.‬و هو مجموع برامج العمل المتعلقة بشؤون الجماعة و الحكم‪.‬‬

‫ماذا يقصد بالفاعل السياسي؟ وما هي الساحة التي يتحرك أو يعمل فيها؟‬

‫إن الفاعل السياسي يمكن أن يكون تقليديا أو حديثا ‪،‬فردا أو جماعة (فاعل جماعي)‬
‫(منظمات‪ ،‬جمعيات‪ ،‬هيئات‪،)...‬ظاهرا أو خفيا‪.‬‬

‫إن الفاعل لكي يكون فاعال يجب أن يكون قادرا على الفعل االستراتيجي‪،‬و ان يساهم‬
‫بدور فعال‪ .‬فالفاعل يجب ان يترتب على فعله أو تدخله أو نشاطه آثار ملموسة تنعكس على‬
‫صيرورة سياسة قائمة‪.‬‬

‫أما المجال الذي يتحرك فيه الفاعلون السياسيون يطلق عليه "الحقل السياسي" ( ‪champ‬‬
‫‪.)Politique‬‬

‫فظهور الدولة الحديثة وتميز الحقل السياسي داخلها‪ ،‬وتطور أساليب تدبير الصراع‬
‫وممارسة الحكم‪ ،‬أدى إلى ظهور فاعلين سياسيين رئيسيين وثانويين ‪ ،‬يؤثثون الحقل‬
‫السياسي بالبالد‪ .‬يختلف عدد وطبيعة الفاعلين بحسب خصوصيات كل نظام سياسي‪.‬‬
‫ويختلف عدد أو طبيعة الفاعلين السياسيين باختالف المجال الذي يتدخلون فيه‪ ،‬ففي المجال‬
‫االجتماعي نجد أن الفاعلين الرئيسيين هم النخب ‪ ،‬وهؤالء يمكن أن يكونوا نخبة واحدة أو‬
‫نخبا متعددة‪.‬‬

‫أما في المجال السياسي فنجد أهم الفاعلين هم األحزاب السياسية وجماعات الضغط أو‬
‫جماعات المصالح و الرأي العام وجماعات الضغط و الحركات االجتماعية الجديدة‪ ،‬و‬
‫المجتمع المدني الدولي‪.‬‬

‫الحقل السياسي‬
‫ما هي الساحة التي يتحرك فيها الفاعل السياسي؟‬

‫نعتمد في هذا التعريف على مداخلة العالم الكبير ماكس فيبر حول الحقل السياسي‪.‬‬

‫الحقل االجتماعي يتشكل من عدة حقول‪ ،‬يتفاوت استقاللها الذاتي‪ ،‬كان نتحدث مثال‬
‫عن الحقل الفني أو االقتصادي أو السياسي‪.‬‬

‫فالحقل هو حقل يمارس داخله صراع بين فاعلين أو وكالء‪ ،‬ويتنافسون داخله من‬
‫أجل الحصول على رساميل نوعية بهدف السيطرة على الحقل‪.‬‬

‫فداخل كل حقل هناك مصالح ومزايا‪ ،‬قد ال تكون موجودة بالضرورة داخل حقول‬
‫أخرى‪ ،‬أو ال تكتسي أهمية كبيرة من الحقول‪ ،‬المهم هو أن تثق في رهاناته وتتقاسم أفكاره‬
‫والعناصر المكونة له‪ ،‬وأن يعلبوا لعبته على أن يتم صيانته واالعتناء به‪ .‬وداخل هذا الحقل‬
‫الفاعلون ينسجون عالقات وثيقة‪ ،‬رغم أنهم يصطدمون ويواجهون بعضهم بعضا‪ ،‬إال أن‬
‫مصالحهم مشتركة‪ ،‬وأهم مصلحة هي المحافظة على الحقل‪.‬‬

‫وداخل كل حقل يحاول كل عنصر االستئثار بالسلطة‪ ،‬فكل عنصر يصارع من أجل‬
‫الحفاظ على مواقعه أو تحييها وتطويرها‪.‬‬

‫فالحقللل السياسللي هللو المكللان التللي تبللرز فيلله‪ ،‬فللي خضللم الصللراع والمنافسللة بللين‬
‫الفاعلين‪ ،‬منتجات سياسية (قضايا – بلرامج – تحلليالت‪ ،)...‬حيلث يتوجلب عللى الملواطنين‬
‫العاديين الذين هم مجرد مستهلكين والذين يتوجب عليهم االختيار من بينها من يالءم هم‪.‬‬

‫إن القوة السياسية لفكرة‪ ،‬ما ليست نتيجة لحقيقتها أو لجوهرها بقدر ما هي قوة‬
‫الجماعة أو الفئة التي تستخدمها‪...‬‬

‫فكل فاعل داخل الحقل السياسي يستمد جزءا كبيرا من قوته‪ ،‬من القوة التي يستطيع‬
‫تعبئتها خارج هذا الحقل السياسي‪.‬‬
‫إن االستقالل الذاتي للحقل السياسي هو استقالل نسبي وذلك في الحدود التي‬
‫يخوض فيها الفاعلون لعبة مزدوجة (ينافسون خصومهم ويرتبط مصيرهم بمصيرهم في‬
‫نفس اآلن)‪.‬‬

‫الحقل السياسي هو فضاء يتمتع باستقالل ذاتي‪ ،‬وداخله يتم خوض لعبة لها قواعدها‬
‫تختلف باختالف كل حقل‪.‬‬
‫الدرس السادس‬

‫األحزاب السياسية‬
‫و‬ ‫اس‬ ‫و ا لىقو اسوووب س ل سيو‬ ‫ان ظهو ا ازاووااس اسية عووة لى و ل و‬
‫ودليل على ارتباط الدولة الحديثة بعقلنة العمل السياسي‪ ،‬أي بتنظيم الصررا والتنرا ع علرى‬
‫السررلطة رأالحزاب السياسررية تتررولى تررأطير الحيرراا السياسررية وتنارريط ا‪ ،‬عبررر تعب ررة اد ررراد‬
‫وتكوين م واقتراح البدا ل كما تتناوب على السلطة تبعا للقواعد الديمقراطية الليبرالية التري‬
‫يلتزم ب ا الجميع ادحزاب عالمة نضج سياسي وأداا إلاراك المجتمع ي الحياا السياسية‬

‫‪ -‬األحزاب السياسية‪:‬‬

‫يتعين علينا اوال تعريف الحزب السياسي وإبراز أهم خصا صر العامرة الريي يجمرع‬
‫علي ا عدد كبير من الباحثين هناك عدا تعريفرا‪ ،،‬التعريرف ادول هرو أن الحرزب السياسري‬
‫هو تجمع من اد راد يؤمنون بنفع العقيدا السياسية‪ ،‬وتعريف آخر هو أن الحزب هو اركل‬
‫سياسي وبنية تنظيمية للديمقراطية‬

‫‪ -‬تعريف الحزب السياسي‪:‬‬

‫(‪)4‬‬ ‫وقد قام عالمين أمريكيين بمحاولة إعطرا تعريرف للحرزب السياسري لخصرا ري‬
‫أربعة عناصر‪ ،‬تعتبر ي حالة ما إيا تو ر‪ ،‬تاكل حزبا سياسيا‬

‫‪ -1‬العنصررر ادول‪ :‬هررو عنصررر اتسررتيرارية أي أن الحررزب السياسرري ال يجررب أن‬


‫يكون هي ة مرتبطة باخصية اد رراد‪ ،‬ورهينرة بوجرودهم وهريا العنصرر يسرما لنرا برالتمييز‬
‫بين تنظيما‪ ،‬بسيطة ومؤقتة أو عابرا‪ ،‬وبين تنظيم م يكل دا م ومستمر‪ ،‬ل أهرداف وبررامج‬
‫بعيدا المدى‬
‫‪ -2‬العنصر الثاني‪ :‬هو أن يتو ر الحزب على شبكة تنظييية يتكايلة‪ ،‬تغطي مجمرل‬
‫التراب الوطني‪ ،‬المركزي والمحلي والج وي‪ ،‬وداللة هيا العنصر هرو أن ال يكرون الحرزب‬
‫مجرد تنظيم يقتصر وجود على المركز قط أو على ج ة أو منطقة معينة من البالد‬

‫‪ -3‬العنصر الثالث‪ :‬الوصول إلى السلطة‪ ،‬ويكتسي هيا العنصر أهمية بالغة‪ ،‬إي هناك‬
‫تنظيمررا‪ ،‬ارربي ة بررالحزب‪ ،‬ولكن ررا ال تريررد الوصررول إلررى سرردا الحكررم‪ ،‬كالنقابررة‪ ،‬والوداديررا‪،‬‬
‫والنرروادي‪ ،‬هرري ادخيرررا الترري يررتلخس هررد ا ادساسرري رري الررد ا عررن مصررالا أعضررا ا‬
‫بواسطة الضغط‪ ،‬أو هناك الحزب الثوري اليي ي ردف إلرى تغييرر النظرام السياسري الريي قرد‬
‫مرا سربو قولر ‪ ،‬كران يتخلرى الحرزب‬ ‫يحصل ي ظروف سياسية معينة‪ ،‬وتحوال‪ ،‬قد تنراق‬
‫الثوري عن هد ويصبا حزبا عاديا‪ ،‬أو قد تتحول منظمة نقابية إلى حرزب سياسري‪ ،‬أو قرد‬
‫تنبثو عن ما‪ ،‬باتصال أو اناقاق أحزاب أخرى‬

‫‪ -4‬البحث عن الدعم الشرعبي والميرارير ‪ ،‬وهريا العنصرر مررتبط بجميرع العناصرر‬


‫السررابقة‪ ،‬وخاصررة العنصررر ادول‪ ،‬عبررر التررراب الرروطني‪ ،‬وهرريا يررتم أساسررا مررن أجررل تررأطير‬
‫]‬ ‫المواطنين على اختالف ات م وطبقات م‬

‫‪ -‬ظهور األحزاب السياسية‪:‬‬

‫ظراهرا حديثرة‪ ،‬يرجرع عردد مرن البراحثين تراري‬ ‫(‪)parti politique‬‬ ‫إن الحزب السياسري‬
‫ي بريطانيا والواليرا‪ ،‬المتحردا ادمريكيرة‪ ،‬والريي ارتربط وجودهرا‬ ‫‪XIX‬‬ ‫ظ ورها إلى القرن‬
‫بتجررير الممارسررة الديمقراطيررة الليبراليررة حينمررا جرريور العميقررة تضرررب رري بريطانيررا سررنة‬
‫‪ 1741‬عندما نارر الفيلسروف دا يرد هيروم ‪ Hume David‬مقرالتين تحردف ي مرا عرن يحرزبيني‬
‫‪ Tories‬و ‪Whigs‬‬ ‫يلعبان دورا م ما ي الحياا السياسية لبريطانيا وهما‬

‫و ي هيا الموضو ‪ ،‬يمكن الرجو إلى أحد أقطاب ق ا القانون الدستوري بفرنسا‬
‫اليي نار كتابا ي الموضو سنة ‪ 1951‬يحمل‬ ‫(‪)M.Duverger‬‬ ‫وهو ادستاي موريع دو رجي‬
‫عنوان ادحزاب السياسية‬

‫يرجع دو رجي ناأا ادحزاب السياسية إلى صنفين‪:‬‬

‫أ‪ -‬أحزاب ذات أصل انتخابي وبرلياني‪:‬‬


‫وهرري مرتبطررة بالممارسررة الديمقراطيررة الليبراليررة حيررف االنتخابررا‪ ،‬تعتمررد الوسررا ل‬
‫ادساسرية رري تنظريم التنررا ع السياسري‪ ،‬وإحرردى أدوا‪ ،‬الماراركة السياسررية المرواطنين الرريي‬
‫خالل تنبثو ال ي ا‪ ،‬التمثيلية العليا التي يتقلد الحاصل علرى ادللبيرة داخل را السرلطة‪ ،‬أصرل‬
‫هيا النرو مرن اد حرزاب‪ ،‬بردأ‪ ،‬عنردما بردأ‪ ( ،‬ري إطرار االنتخابرا‪ )،‬تظ رر هي را‪ ،‬انتخابيرة‬
‫تارف على ترأطير وتوجير النراخبين نارأ‪ ،‬عالقرا‪ ،‬توطرد‪ ،‬مرع الرزمن برين هري ال ي را‪،‬‬
‫وبين الفرق البرلمانية‪ ،‬وتأسس‪ ،‬ي اكل تنظيم متكامل وداعم‬
‫ب‪ -‬أحزاب ذات الينشأ الخارمي‪:‬‬

‫يقصرد ب ري ادحرزاب‪ ،‬تلررك التنظيمرا‪ ،‬التري رأ‪ ،‬النررور خرارس المسرار البرلمرراني أو‬
‫االنتخابي‪ ،‬أي تلرك التري يعرود تأسيسر ا إلرى جمعيرا‪ ،‬وتنظيمرا‪ ،‬كانر‪ ،‬متواجردا وتنارط ري‬
‫‪J. Birnbaum‬‬ ‫حقرول قريبررة من ررا‪ ،‬ولكن ررا سرتتطور الحقررا لكرري تصرربا أحزابررا سياسرية ويحرردد‬
‫أربعة أنوا من التنظيما‪ ،‬التي تطور‪ ،‬إلى أحزاب نسرد من ا ‪ 3‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬تنظييررات ذات الينشررأ الن ررابي‪ :‬نرراك عرردا نقابررا‪ ،‬عالميررة تحولرر‪ ،‬إلررى أحررزاب‬
‫سياسية‪ ،‬مثال يلك حزب العمل البريطاني‬

‫‪ -2‬ذات الينشررأ الررديني ‪ :‬بحيررف تحولرر‪ ،‬جمعيررا‪ ،‬دينيررة أو صررو ية أو دعويررة إلررى‬
‫أحررزاب سياسررية‪ ،‬وادمثلررة كثيرررا سرروا رري أوربررا أو رري ليرهررا فرري أوربررا نج رد الكنيسررة‬
‫الكاثوليكية تساهم وتاجع تأسيع أحزاب سياسية‪ :‬ديمقراطية مسيحية‬

‫‪ -3‬األحزاب ذات الينشأ اليهني ‪ :‬ويقصرد ب را تلرك ادحرزاب التري كانر‪ ،‬ري ادصرل‬
‫جمعيررا‪ ،‬أو رردراليا‪ ،‬م نيررة‪ ،‬كفدراليررة أربرراب العمررل‪ ،‬أو جمعيررا‪ ،‬الفالحررين والررزارعين‬
‫ادحزاب االسكندينا ية التي كان‪ ،‬ري ادصرل‬ ‫إلى بع‬ ‫‪J.Birnbaum‬‬ ‫وكمثال على يلك ياير‬
‫جمعيا‪ ،‬الحي أو زراعية‬

‫‪ -4‬وييكن إضافة نرو خخرر يرن األحرزاب السياسرية‪ ،‬الريي يظ رر بفعرل االنارقاقا‪،‬‬
‫الحزبية‪ ،‬وادمثلة كثيرا سوا ي أوربا أو ي المغرب‪ ،‬ي رنسرا مرثال هنراك مرثال الحرزب‬
‫الايوعي اليي ناأ بعد انفصال عن الحزب االاتراكي الفرنسي سنة ‪ 1920‬واالتحاد الوطني‬
‫للقوا‪ ،‬الاعبية اليي انفصل عن حزب االستقالل‬

‫إن طبيعة بنية كل حزب تؤثر على طريقة ااتغال ‪ ،‬يمكن تقسيم ادحزاب السياسية‪،‬‬
‫مثال إلى أحزاب ادعيان والنخب أو ادطر‪ ،‬أو إلى ادحزاب الجماهيرية‪ ،‬رادولى لالبرا مرا‬
‫يكرومن عمل را محصررور النطراق رري أهرم المحطررا‪ ،‬أو المناسربا‪ ،‬السياسررية‪ ،‬بينمرا ادحررزاب‬
‫الجماهيرية يكون عمل ا مستمرا ومنتارا عبر التراب الوطني‬

‫أمررا بالنسرربة للرردول الحديثررة الع ررد باالسررتقالل والرريي ال تنتمرري إلررى منظومررة الرردول‬
‫الديمقراطية الليبرالية (الغربية) إن ظ ور ادحزاب السياسية عرف منحى خاصا ادحزاب‬
‫لم تظ ر ي ا نتيجة االنتخابا‪ ،‬أو النظام البرلماني‪ ،‬بل ظ ر‪ ،‬أساع من أجل تحرير البالد‬
‫من االستعمار‪ ،‬واسترجا االستقالل‬

‫الباحثين من يقرن ظ ور ادحزاب السياسرية ري العرالم الثالرف‪ ،‬بظ رور‬ ‫ناك بع‬
‫الدولة أو بتأسيس ا أو باستقالل ا وتحديث ا‬

‫‪ -‬وظائف األحزاب السياسية‪:‬‬


‫إن وظيفة ادحزاب السياسية لالبا ما يرتم تحديردها ري دسرتور الربالد‪ ،‬إي ترنس علرى‬
‫أن ررا تسرراهم إلررى جانررب هي ررا‪ ،‬أخرررى رري تررأطير المررواطنين وترروعيت م بحقرروق م وواجبررات م‬
‫ربط بين ما وبين الديمقراطية‪ ،‬ال ديمقراطية بردون‬ ‫وتنايط الحياا السياسية حتى أن البع‬
‫أحزاب سياسية‪ ،‬وال أحزاب بدون ديمقراطيرة ردورها ري االنتخابرا‪ ،،‬وداخرل المؤسسرا‪،‬‬
‫التمثيلية‪ ،‬وصوال إلى تقلد مناصب المسؤولية أمر ال يست ان ب‬

‫نخلس إلى وجود نوعين أساسيين من الوظا ف‪:‬‬

‫‪ -1‬وظا ف بارزا (ظاهرا) و‪ -2‬وظا ف خفية (ضمنية)‬

‫وهناك من يقسم وظا ف ادحزاب السياسرية إلرى نروعين يعتبرهرا أساسريين وهمرا‪-1 :‬‬
‫ضررا لتنظرريم النقرراا السياسرري داخررل الرربالد‪ ،‬وأداا الاررتراك الجميررع داخل ررا و‪ -2‬إن ررا آال‪،‬‬
‫انتخابية‬

‫وهاتين الوظيفتين تتكامالن وتتدخالن‪ ،‬انطالقا من ادهداف الكبرى لألحرزاب‪ ،‬وهري‬


‫تتضمن‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوصول إلى السلطة‬


‫و ب‪ -‬إغناء الن اش السياسي ب دف إقنرا أكبرر عردد مرن المرواطنين عراديين أو‬
‫نخب بالمااركة السياسية والمساهمة ي إنجاح الممارسة الديمقراطية‬

‫نرراك ‪ 3‬أنرروا مررن الوظررا ف مرتبطررة بالنارراط‬ ‫‪SG S-Schwartzenberg‬‬ ‫تبعررا لألسررتاي‬
‫الحزبي وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تكوين الرأي العام‬


‫ب‪ -‬انتقا النخب السياسية‬

‫س‪ -‬تأطير المنتخبين‬

‫‪ -2‬الوظائف الخفية‪:‬‬

‫تسرراهم ادحررزاب السياسررية بطريقررة ليررر مباارررا رري الحررراك االجتمرراعي‪ ،‬تنتقررل‬
‫بمقتضا أ راد أو ا‪ ،‬اجتماعية من مستوى أدنى إلى مستوى أعلرى‪ ،‬وكريا ري إنتراس نخبرة‬
‫جديدا تغيي الحياا السياسية بدم جديد‪ ،‬قبل أن تعزز بنية الحزب‬

‫ويالحظ أحد الباحثين بأن بقدر ما يبتعد حزب عن المااركة ي السلطة بقدر ما ينتج‬
‫اد كار والنظريا‪( ،‬اإليديولوجية) والعكع صحيا‪ ،‬بقدر ما ياارك حزب ي السلطة بقردر‬
‫ما يكون التصاق بالواقع والد ا عن ‪ ،‬يغلب علي العمل أكثر من النظر‬

‫أنوا األحزاب السياسية وأصنافها ‪:‬‬

‫إن ادحررزاب السياسررية يمكررن تصررنيف ا بحسررب طبيعررة بنيت ررا أو بحسررب حجم ررا أو‬
‫بحسررب إيررديولوجيات ا كمررا يمكررن تصررنيف ا علررى أسرراع امركزهررا‪ ،‬نرراك أحررزاب وطنيررة‬
‫وأحزاب محلية أو ج وية‪ ،‬أو رعا لحزب أو حركة سياسية دولية‬

‫‪ -1‬أحزاب النخبة أو أحزاب األطر‬

‫يرجع ادستاي دو رجي هيا النو من ادحزاب إلى كون من ادصرناف ادولرى التري‬
‫رأ‪ ،‬النور‬

‫رري تضررم رري صررفو ا اخصرريا‪ ،‬وأطررر ل ررا وزن ررا االجتمرراعي والسياسرري‪ ،‬تارركل‬
‫صفوا المجتمع‪ ،‬قادرا بما تملك من توظيف إمكانيات ا وتحويل ا إلى دعم سياسي عري‬

‫كما أن هي ادحزاب لالبا ما تتاكل مرن هي را‪ ،‬وتنظيمرا‪ ،‬رعيرة تررتبط يمرا بين را‬
‫بروابط تنظيمية‬

‫كما تتميز هي ادحزاب بكون ا أقل أدلوجة من ليرهرا مرن ادحرزاب‪ ،‬إي تركرز أكثرر‬
‫على البرامج والحصول على أكبر عدد من المقاعد‬
‫(‪)Partis de cadres‬‬ ‫أحزاب األطر‬

‫يعتبر ادستاي دو رجي هيا النو من ادحزاب إلى كون مرن ادصرناف ادولرى التري‬
‫رأ‪ ،‬النور‬

‫وهرريا الصررنف مررن ادحررزاب يتميررز بكون ر عبررارا عررن مجموعررة مغلقررة‪ ،‬يلعررب ي ررا‬
‫أعضررا ا دورا م مررا وحاسررما‪ ،‬بسرربب الرروزن االجتمرراعي أو االقتصررادي أو الثقررا ي الرريين‬
‫يتمتعررون ب ر ‪ ،‬والرريي يوظفون ر رري المجررال السياسرري‪ ،‬إي يحولون ر إلررى قيمررة سياسررية تنررا ع‬
‫وتراهن داخل الحقل السياسي‬

‫ولالبررا مررا تكررون قاعرردت ا الجماهيري رة نسرربيا ضرريقة‪ ،‬رري إمررا تعتمررد علررى رصرريدها‬
‫الجماهيري أو المعنوي‪ ،‬أو على كفا ت ا وخبرت ا‪ ،‬أو على حضوت ا المحلية‬

‫(‪)Partis de masses‬‬ ‫‪ -2‬األحزاب المياررية‬

‫(‪،)Les militants‬‬ ‫أول صفة يتسم ب ا هيا النو من ادحزاب هو تاكل من المناضلين‬
‫ري ادوسراط الارعبية‬ ‫هد ادساسي هو استقطاب أكبر عدد من ادعضا ‪ ،‬وتوسيع صفو‬
‫اكثر من هاجع الحصول على مقاعد برلمانية‬

‫ونظرا لطبيعة بنيت ‪ ،‬و يحتاس إلى هياكل تنظيمية متماسكة وأج زا دا مة تس ر‬
‫على سير الحزب و روع ‪ ،‬وإيديولوجية تضمن ل وال أتباع وتمسك م ب و نفقا‪ ،‬تغطي‬
‫جميع هي ادنظمة‬
‫بنية األحزاب السياسية‬ ‫‪-‬‬

‫كررل حررزب لكرري ياررتغل ررو رري حاجررة إلررى تنظرريم دقيررو وتراتبيررة هرميررة‪ ،‬لرريا نجررد‬
‫ادحرزاب تت يكرل بصرفة عامرة مرن ‪ 4‬هياكرل أساسرية‪ :‬نجرد ري القمرة ادمرين العرام أو ر ريع‬
‫الحزب‪ ،‬تحيط ب اللجنة التنفيييرة صراحبة صرنع القررار والمنبثقرة عرن مرؤتمر الحرزب الريي‬
‫يعتبر ال ي ة العليا‪ ،‬أو عن لجنة مركزية المنبثقة بدورها‬

‫كمررا هنررراك الفررررو ‪ ،‬وهررري لالبررا مرررا تكرررون ررري المرردن خرررارس العاصرررمة والمراكرررز‬
‫الحضرية‪ ،‬هد ا استقطاب عدد أكبر من المنخرطين‪ ،‬ل يا نجد حتى داخل المردن الكبررى‪،‬‬
‫عدا ررو ‪ ،‬من را مرا يوجرد علرى مسرتوى ادحيرا الكبررى‪ ،‬أو المقاطعرا‪ ،،‬أو حترى ادحيرا‬
‫العادية وال دف هو الحفاظ على اتصال دا م بالمواطنين‪ ،‬وتزايد أهمية هي الفررو بحسرب‬
‫نوعية الحزب وإيديولوجيت وطبيعة تنظيم‬

‫ادحررزاب يا‪ ،‬التنظرريم الصررارم‪،‬‬ ‫هرري البنيررة نجرردها لرردى بع ر‬ ‫(‪)cellule‬‬ ‫‪ -3‬الخليررة‪:‬‬
‫كادحزاب الايوعية أو ادحزاب التاريخية الكبرى يا‪ ،‬العمو الجماهيري والتنظيمي‬

‫القطاعرا‪ ،‬اإلنتاجيرة والم نيرة مروازاا‬ ‫كما يمكن أن يك ون للحزب خاليرا داخرل بعر‬
‫مع التنظيم النقابي‬

‫‪ -4‬اليليشيات‪ :‬هيا أصبا اآلن نادر الوجود‪ ،‬باستثنا ادحزاب المتطر ة أو المتاددا‪ ،‬اليي‬
‫تعد أج زا اب مسلحة‪ ،‬ب دف تحقيو أهدا ا‬
‫‪-‬أحزاب نضالية وأحزاب انتخابية‬
‫) ‪(partis de militants‬‬

‫ادحزاب ادولى لالبا ما تكون قاعردت ا عريضرة‪ ،‬ول را ماررو ت ردف إلرى تحقيقر‬
‫عند وصول ا إلى السلطة‪ ،‬هيا المارو يتابف ب المناضلون ويعتنقون مباد‬

‫أما ادحزاب االنتخابية غاليا مرا تكرون مناسرباتية‪ ،‬تاركيل ا أو ناراط ا يكرون مرتبطرا‬
‫بفترا االنتخابا‪ ،،‬ب ردف الحصرول علرى أكبرر عردد مرن ادصروا‪ ،‬ال ليرر‪ ،‬وهري ادحرزاب‬
‫تكررون نسرربة اإليديولوجيررة واد كررار ضررعيفة رري برامج ررا‪ ،‬ولالبررا مررا تعتمررد علررى ارربكا‪،‬‬
‫أعضا ا المحلية أو الوطنية‬

‫الحزب‪ -‬الدولة)‪(le Parti-Etat‬‬

‫لم يكن احد يتوقع بان تنتصر الثرورا‪ ،‬الفالحيرة‪ ،‬و خاصرة بالقرارا ادسريوية حيف‬
‫تطور اقتصادها باكل ملف‪ ،‬مني ‪2008‬‬

‫نجراح الحرزب‪ -‬الدولرة ري كرل مرن الصررين منري سرنة ‪ 1979‬و الفيتنرام منري سررنة‬
‫‪ 1986‬ي ابقا سيطرا سياسية مطلقة على الدولة و المجتمع ‪،‬مع انفتاح مرا علرى‬
‫اقتصاد السوق عكع بلدان مجاورا‬

‫لقرد قامر‪ ،‬هري االحررزاب الاريوعية بتعب رة واسررعة للفالحين معتمردا علرى تطرروير‬
‫نظام زعامة متميز و بنية حزبية خاصة‪،‬انطلق‪ ،‬من ادطراف نحو المدن برأدوا‪،‬‬
‫تعب ة رهيبة تقوم على ادمان و الوضوح‪،‬مكنت ا من انجاز اإلصالحا‪،‬‬

‫نجرراح اإلصرررالحا‪ ،‬هررريا قرروى دور الحرررزب الدولرررة ‪ ،‬و اعرراد النظرررر ررري دورهرررا‬
‫ووظيفت ا و مكن ا من التدبير كاحزاب حاكمة متداخلة مع المؤسسا‪ ،‬العمومية‬
‫الحركات اتمتياعية المديدة ‪ ..‬تحد لألحزاب السياسية‬

‫يعتبر ظ ور الحركا‪ ،‬االجتماعية الجديدا تحديا حقيقيا لالحزاب السياسية‪،‬و بخاصة على‬
‫المستوى التنظيمي‪،‬بحيف تتميز ببنيات ا المرنة و البسيطة عكع بنية االحزاب ال رمية‬
‫الصارمة‬

‫و هي الحركا‪ ،‬تستعمل ي نااط ا ادوا‪ ،‬بسيطة مثل الرايا‪ ،‬و الامو و وااح يا‪،‬‬
‫انوا معينة وقمصان او معاطف بيضا ‪،‬اقنعة‪ ،‬اطباق الطب ‪،‬اضا ة الى الوقفا‪،‬‬
‫االحتجاجية و احتالل الفضا ا‪ ،‬العمومية‬

You might also like