Vicious Book

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 4

‫سلسلة محاضرات مقياس االقتصاد السياسي‬

‫الدكتورة ‪ :‬بيرم ‪.‬ف كلية العلوم السياسية ‪ -‬جامعة قسنطينة ‪- 3‬‬

‫االشتراكية المثالية ( الجزء الثاني)‬


‫‪ -3‬االشتراكية الفوضوية لجوزيف برودون (‪:)1865 -1809‬‬
‫ول د الفيلس وف والمفك ر االش تراكي جوزي ف ب رودون في مدين ة يجانس ون الفرنس ية من أس رة‬
‫فق يرة‪ ،‬ت رك العدي د من المؤلف ات ن ذكر منه ا‪" :‬م ا هي الملكي ة" س نة ‪" ،1840‬الب ؤس" س نة ‪،1846‬‬
‫اعترافات ثوري سنة ‪.....1849‬الخ‪.‬‬
‫كان برودون متطرفا في كل شيء‪ ،‬هاجم النظام الرأسمالي وطالب بهدمه‪ ،‬كما انه هاجم الدولة‬
‫ومؤسساتها‪ ،‬لم يترك فكره وال نظام إال ووجه إليه انتقاد الذعا‪ ،‬عاش حياه بؤس وشقاء من المهد إلى‬
‫اللحد‪.‬‬
‫األفك ار األساس ية ال تي طغت على عق ل ب رودون هي‪ :‬فك ره العدال ة‪ ،‬الحري ة الفردي ة التام ة‬
‫والمساواة في الفرص‪ ،‬مما أدى به إلى رفض الدولة ومؤسساتها والى إقامة مجتمع جديد يتبع ما يطلق‬
‫عليه" الفوضوية اإليجابية" ‪.Anarchie positive‬‬
‫ولتفسير ذلك نتطرق إلى األفكار التالية‪:‬‬
‫الملكية هي السرقة‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫يعت بر ب رودون ب أن الملكي ة هي الس رقة بمع نى هي الوس يلة ال تي تس مح بالس رقة‪ ،‬فالملكي ة‬
‫الخاص ة لوس ائل اإلنت اج "األرض ‪ -‬أدوات العم ل‪ -‬رأس م ال"‪ ،‬هي الوس يلة البارع ة ال تي تس مح‬
‫لألشخاص المالكين بسرقة إنتاج عمل اآلخرين‪.‬‬
‫فص احب األرض مثال يس مح لنفس ه بس رقة ج زء من المحص ول ال ذي لم يتعب في الحص ول‬
‫عليه‪ ،‬مثلما هو الحال في الفائدة على رأس المال‪.‬‬
‫إذا هل يجب إلغاء الملكية الخاصة وتعويضها بالملكية العامة؟‬
‫هنا يجيب برودون بـ "ال" ألنه يعتبر بأن الملكية العامة فكرة عسير التطبيق وتتعارض مع مبدأ‬
‫العدالة‪ ،‬فعلى الرغم من هجومه الشديد الذي شنه على الملكية الفردية‪ ،‬فإنه ال يسعى إلغائها نهائيا‪ ،‬إنما‬
‫ظ ل متمس كا به ا‪ ،‬إن تمس كه بالملكي ة ينب ع من رفض ه الش ديد للش يوعية والرأس مالية على الس واء‪ ،‬فكال‬
‫النظامين يقودان باعتقاده إلى مجتمعات استبدادية‪ ،‬وهذا ما ال يتفق مع أسس مجتمعه المنشود‪ ،‬مجتمع‬
‫الحرية والعدالة‪.‬‬
‫إن المجتم ع المنش ود الب د أن ي وازن بين النظ امين‪ ،‬ان يحتف ظ بالملكي ة الفردي ة ولكن من عيوبه ا‬
‫ومن طابعها العدواني‪ ،‬بمعنى انه أراد أن ينتزع من حق الملكية الفردية الشيء الذي يجعل منها وسيلة‬
‫غير شريفة لكسب غير مشروع وال عادل‪ ،‬وذلك بتحويل حق الملكية الفردية إلى " حق التمتع"‪ ،‬وهذا‬
‫سيتم إذا ما جعلنا الملكية في متناول الجميع‪ ،‬أي إذا اعترفنا بحق حيازة كل فرد لوسائل اإلنتاج التي‬
‫يحتاجه ا‪ ،‬عن د ابن سيص بح الم زارع ح را وس يدا على أرض ه ال تي يس تغلها بنفس ه ويتص رف بمنتجاته ا‬
‫دون قيود‪ ،‬والعامل سيحصل على القيمة الكلية إلنتاج عمله دون أن يستغله الرأسمالي‪.‬‬
‫إال ان ه ثم ة تن اقض في أراء ب رودون‪ ،‬فه و يط الب بتجزئ ه الملكي ة وت ولي ع دد كب ير من ص غار‬
‫المنتجين النشاطات الزراعية والصناعية‪ ،‬فان هؤالء المنتجين الصغار لن يكون حظهم أفضل من حظ‬
‫أقرانهم السابقين‪ ،‬فكما توصل برودون نفسه في سياق تحليله للطريقة التي حطم بها اإلنتاج الصناعي‬
‫الرأس مالي ص غار المنتجين في العص ور الماض ية‪ ،‬ف ان ترك ز رأس الم ال من جدي د ال ب د أن يق ود إلى‬
‫نفس النتيجة التي انتهت إليها األمور في السابق إذ سيتحطم عالم المنتجين الصغار ثانية‪.‬‬
‫زوال الدولة والفوضوية اإليجابية‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫بما أن الملكية الخاص ة تحولت إلى" حق التمتع" فان الطبقات ستزول‪ ،‬ويصبح ال داعي لوجود‬
‫الدولة‪ ،‬ألن وظيفة الدولة كانت تساهم في تقسيم المجتمع إلى طبقات متفاوتة فيجب إذا أن تزول ويحل‬
‫محله ا المجتم ع الفوض وي بك ل مع نى الكلم ة‪ ،‬وه و المجتم ع ال ذي تنتفي في ه الحكوم ة وكاف ه مؤسس تها‬
‫ليتمت ع األف راد بالحري ة التام ة والكامل ة وألن جمي ع األف راد متس اوون‪ ،‬وهو م ا يطلق علي ه "بالفوض وية‬
‫اإليجابية" والتي تعتبر نتيجة منطقية لمبدأ العدالة وتطبيقا له‪ ،‬وما المطالبة بجوال الدولة إال تحقيقا لهذا‬
‫المبدأ‪ ،‬وبالتالي كنتيجة نصل إليها هي أن كل أفكاره خيالية ال صلة لها بالواقع وبعيده المنال‪.‬‬
‫االشتراكية العلمية‪ -‬الماركسية‪ ( -‬الجزء األول)‬
‫‪ -1‬تعريفها‪:‬‬
‫تج د مص درها في كتاب ات ك ارل م اركس‪ ،‬ال ذي جع ل من االش تراكية نظام ا يخض ع في نش أته‬
‫للتحلي ل العلمي ال لمج رد التص ور‪ ،‬وجوهره ا ه و تحلي ل الت اريخ للوق وف على الق وانين ال تي تحكم‬
‫تط وره‪ ،‬حيث ح اول بن اء أفك اره باالعتم اد على المنهج العلمي ك أداة رئيس ية في تحلي ل القض ايا‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تميزه على سابقيه ومعاصريه ممن تعرض لهذا الموضوع‪.‬‬
‫يرج ع الفض ل إلى ك ارل م اركس في بل ورة األفك ار االش تراكية‪ ،‬حيث ينس ب إلي ه أهم وأق وى‬
‫المذاهب االشتراكية تأثيرا في الحياة العملية‪ ،‬كما أنه يمثل اعنف هجوم على النظام الرأسمالي وعلى‬
‫كل المؤيدين له‪.‬‬
‫حيث بدأ ماركس تحليله االقتصادي بنقد موضوع ومنهج االقتصاد السياسي الكالسيكي وذلك بناء‬
‫على األساس التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتجاه ل الكالس يك الكي ف‪ ،‬أي المظه ر الكيفي للظ واهر االقتص ادية‪ ،‬اذ يمتص تحلي ل المظه ر‬
‫الكمي(القاب ل للقي اس) ك ل اهتم امهم‪ ،‬ف إذا م ا جردن ا من الكي ف أص بحت الظ واهر ال تي تج ري دراس تها‬
‫متجانسة‪ ،‬أي ال فرق كيفي بينها‪ ،‬والواقع أن الظواهر ليست كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى ذلك يربط الكالسيك هذا الكل المتجانس من الظواهر االقتصادية بحاجات فرد‬
‫اقتص ادي ل ه طبيع ة أناني ة وحاس بة‪ ،‬وه و‪ :‬الرج ل االقتص ادي ال ذي يس تمد قواع د س لوكه من الطبيع ة‬
‫اإلنس انية ال تي ال تتغ ير ع بر الت اريخ‪ ،‬في ه ذه الحال ة تك ون الق وانين االقتص ادية نت اج الحال ة النفس ية‬
‫لإلنسان عندما يمارس نشاطه االقتصادي‪ ،‬وهو ما ينتقده ماركس‪ ،‬فالقوانين االقتصادية بالنسبة له نتاج‬
‫الروابط االقتصادية بين األفراد" وهي روابط اجتماعية" تنشأ على نحو ملموس في المجتمع‪ ،‬فالظواهر‬
‫حسبه تستمد صفاتها االقتصادية من أنها عالقات اجتماعية تنشأ بين أفراد المجتمع‪ ،‬فما هو اقتصادي‬
‫يتجدد اجتماعيا وليس لخاصية مجردة مرتبطة بالفرد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬النقد الثالث مرتبط باعتبار الكالسيك يعتبرون الظواهر االقتصادية ظواهر أبدية ال تتغير‪ ،‬وما‬
‫يترتب عليه من اعتبار القوانين االقتصادية النظرية صالحة لكل زمان ومكان‪ ،‬أما ماركس فيرى عكس‬
‫ذلك بان الظواهر االقتصادية لها طبيعة ديناميكية ديالكتيكية‪ ،‬ومن ثم يكون للقوانين التي تحكمها ذات‬
‫الطبيعة‪ ،‬فالحركة من طبيعة هذه الظواهر التي هي اجتماعية‪.‬‬
‫فمن وجه ه النظ ر الماركس ية‪ ،‬تمث ل االش تراكية المرحل ة األولى للش يوعية وأساس ها االقتص ادي‬
‫الملكي ة الجماعي ة لوس ائل اإلنت اج وقاع دتها السياس ية الجم اهير الكادح ة بقي ادة الطبق ة العامل ة‪ ،‬فم اركس‬
‫يعتقد أن التاريخ صراع بين المالكين والعمال‪ ،‬وان االشتراكية ستنهي هذا الصراع الطبقي وتحل محل‬
‫الرأسمالية‪ ،‬حيث تسيطر الطبقة العاملة على الحكم والتقييم ما اسماه ديكتاتورية البروليتارية‪.‬‬
‫‪ -2‬تعريف كارل ماركس (‪ 8‬ماي ‪ 1818‬الى ‪ 14‬مارس ‪:)1883‬‬
‫ك ان فيلس وف ألم اني‪ ،‬سياس ي و ص حفي و منظ ر اجتم اعي‪ ،‬ق ام بت أليف العدي د من المؤلف ات في‬
‫الفلس فة والت اريخ واالقتص اد والسياس ة إال أن نظريت ه المتعلق ة بالرأس مالية وتعارض ها م ع مب دأ أج ور‬
‫العمال هو ما أكسبه شهرة عالمية لذلك يعتبر مؤسس الفلسفة الماركسية‪ ،‬ويعتبر مع صديقه فريدريك‬
‫انجل ز المنظ رين األساس يين للفك ر الش يوعي‪ .‬فبع د ع دة مناقش ات م ع بعض هم البعض وج د الص ديقان‬
‫بأنهما قد توصل إلى أفكار متطابقة حول طبيعة المشاكل الثورية‪ ،‬لذلك عمال معا وتعاونا لتفسير أسس‬
‫ومبادئ االشتراكية العلمية‪ ،‬والعمل على دفع الطبقة العاملة لتعمل وتتفانى من اجل تلك المبادئ‪.‬‬
‫من أهم مؤلفاته‪" :‬بؤس الفلسفة" سنة ‪" ،1847‬بيان الحزب الشيوعي" سنة ‪" ،1848‬نقد االقتص اد‬
‫السياس ي" س نة ‪" ،1859‬رأس الم ال" ال ذي لم ينش ر من ه إال الج زء األول‪ ،‬أم ا الث اني والث الث فق ام‬
‫بإنهائهما ونشرهما بعد وفاته صديقه فريدريك انجلز‪.‬‬
‫يعتبر البيان الشيوعي دستور االشتراكية الماركسية‪ ،‬حمل شعار" يا عمال العالم اتحدوا"‪ ،‬كان‬
‫الهدف األساسي منه هو اإلعالن على المأل أن انحالل الطبقة البرجوازية هو القدر المحتوم الذي البد‬
‫من ه‪ ،‬تح دث في ه عن مس اوئ الطبق ة البرجوازي ة‪ ،‬ال تي ت ؤدي إلى س وء أح وال الطبق ة العامل ة في ه ذا‬
‫المجتمع البرجوازي‪ ،‬هذه الطبقة الفقيرة هي التي ستنقلب على البرجوازية‪.‬‬

You might also like