Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫تَحقَقَالردعَالدولََبأتباعَاساليبَ َ‬

‫ر‬
‫التهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبَوالدبلوماسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـةَ‬
‫التحريضية‪َ:‬المفاهيمَوالسمات َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ورقةَنقاشية‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫َ‬

‫المالزمَعبدَالوهابَالصعوبَ َ‬
‫دورةَالقياداتَاالمنيةَالمستقبلي َة َ‬
‫اكاديميةَ ر‬
‫الشطةَالملكية َ‬
‫‪َ 2023‬‬
‫َ‬
‫َ‬

‫المقدمةَ َ‬

‫القوم األمريكية‪ ،‬نظرة‬ ‫ألق برنارد برودي‪ ،‬أحد وضعاء ى‬


‫استاتيجية األمن‬ ‫ف عام ‪1946‬م‪ ،‬ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الرئيس للمؤسسات العسكرية لم يعد‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬
‫فاحصة عىل المستقبل أكد برودي بأن الهدف‬
‫تحقيق االنتصارات يف الميادين الحربية كما كان يف السابق‪ ،‬بل تفادي الرصاعات وتجنبها‬
‫‪(Brodie, 1946).‬‬
‫القاس الذي تعلمه العالم من تجارب الحروب‬ ‫وتأت تعليقات برودي هذه لتجسد الدرس‬ ‫ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫العشين‪ ،‬إضافة إىل ظهور األسلحة النووية‪ .‬وكان من‬‫ر‬ ‫العالميتي اللتي شهدتهما القرن‬
‫الواضح للجميع أن أي رصاع كبت قادم لن يكون هناك منترص فيه‪.‬‬
‫ً‬
‫األمريك كيندي خالل أزمة الصواري خ‬
‫ي‬ ‫الرئيس‬ ‫رصح‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫من‬ ‫تقريبا‬ ‫وبعد عقد ونصف‬
‫ً‬ ‫الكوبية‪ :‬ى‬
‫"حت ثمار االنتصار ستكون رمادا يف أفواهنا ‪" (Kennedy, 1962).‬منذ ذلك الحي‬
‫ً‬
‫وعقودا‪ ،‬تبع القادة األمريكيون نهج برودي وكيندي‪ ،‬وركزوا عىل الردع ومنع الخصوم من‬
‫التحركات الهجومية ف ى‬
‫استاتيجيتهم الدفاعية‪.‬‬ ‫ي‬
‫وعندما يتعلق األمر باستخدام القوة العسكرية كوسيلة للضغط‪ ،‬فإن األهداف يمكن تحقيقها‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫مباشة‪ ،‬ولكن أيضا من خالل التهديد بتوجيهها‪.‬‬ ‫ليس فقط عن طريق ممارسة هذه القوة‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫االستاتيجيات المبنية عىل تهديد القوة كل من التهيب والدبلوماسية التحريضية‪،‬‬ ‫تشمل‬
‫ى‬
‫ورغم وجود بعض الخصائص المتناقضة بينهما‪ ،‬إال أنهما يشتكان يف استخدام التهديد‬
‫كوسيلة لتحقيق األهداف المرجوة‪.‬‬

‫التهيبَالهجومَوالدفاعَ َ‬ ‫مفهومَالردعَوعالقتهَبَ ر‬

‫وشح مفهومها (‪.)Schelling 1966‬‬ ‫"التهيب" ر‬ ‫كان توماس شيلينغ أول من ابتكر كلمة ى‬
‫يصنف شيلينغ وسائل تحقيق األهداف باستخدام القوة العسكرية إىل حد كبت إىل القوة‬
‫ر‬ ‫ى‬
‫مباشة باستخدام القوة دون‬ ‫ه وسيلة لتحقيق هدف‬ ‫الضاربة والتهيب‪ .‬القوة الضاربة ي‬
‫اعتبار إلرادة الطرف اآلخر‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬تشمل تدمت األشياء أو قتل الناس الذين ال‬
‫التهيب وسيلة لتحقيق هدف‬ ‫يرغبون فيهم أو شقة ممتلكات اآلخرين بالقوة‪ .‬بالمقابل‪ ،‬يعد ى‬
‫عن طريق التأثت عىل الطرف اآلخر باستخدام التهديدات لجعلهم يترصفون بطريقة معينة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫سء معي‪ ،‬وفقا لمطالب‬ ‫بالتخىل عن ً ي‬
‫ي‬ ‫عىل سبيل المثال‪ ،‬الهدف هو إقناع الطرف اآلخر‬
‫التهيب‪ ،‬سيوافق الطرف اآلخر تلقائيا ويتبع المطالب بسبب‬ ‫الجهة المحرضة‪ .‬إذا نجح ى‬
‫التهديد‪ ،‬ى‬
‫حت لو لم يكن لديه النية األصلية لفعل ذلك‪.‬‬

‫ً‬ ‫يجمع شيلينغ ف هذا التصنيف بي القوة الضاربة ى‬


‫والتهيب‪ ،‬جنبا إىل جنب مع ما إذا كان‬ ‫ي‬
‫الهدف هو تغيت أو الحفاظ عىل الوضع الراهن‪ ،‬لتصنيف وظائف القوة العسكرية إىل أربعة‬
‫مجاالت (راجع الجدول)‪.‬‬

‫االكراه َ‬
‫َ‬ ‫القوةَالضارب َة َ‬ ‫َ‬
‫االجبا َر َ‬ ‫الهجو َم َ‬ ‫سيتغتَ َ‬
‫ر‬
‫نَ‬‫الوضعَالراه َ‬
‫عَ‬
‫الرد َ‬ ‫عَ‬
‫الدفا َ‬ ‫سيحافظَعىلَ َ‬
‫نَ‬‫الوضعَالراه َ‬

‫يتم تصنيف محاوالت تغيت الوضع الراهن باستخدام القوة الضاربة كهجوم‪ .‬يشت ذلك إىل‬
‫سء مملوك للطرف اآلخر بالقوة أو تدمته ‪ .‬عىل الجانب اآلخر‪ ،‬يتم تصنيف محاوالت‬ ‫ر‬
‫اتخاذ ي‬
‫الحفاظ عىل الوضع الراهن باستخدام القوة الضاربة كدفاع‪ .‬يف حال تعرضها لهجوم من قبل‬
‫يعت ذلك القضاء عىل الطرف اآلخر بالقوة لمنع أفعاله‪ .‬الردع هو محاولة‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬ي‬
‫التهيب‪ .‬الهدف هو‬ ‫تحقيق نفس الهدف ف الحفاظ عىل الوضع الراهن ولكن باستخدام ى‬
‫ي‬
‫منع الطرف اآلخر من اتخاذ إجراء معي يف المقام األول‪ ،‬من خالل طلب عدم أداء مثل هذا‬
‫اإلجراء وتهديده بتوجيه عقوبة أو منع اإلجراء باستخدام القوة الضاربة يف حالة المقاومة‪.‬‬

‫التهيب يتم‬‫"التهيب"‪ .‬وعىل عكس الردع‪ ،‬ف ى‬ ‫محاولة تغيت الوضع الراهن بالتهديد تسىم ى‬
‫ي‬
‫طرح مطالب عىل الطرف اآلخر التخاذ إجراء معي‪ .‬يحاول المحرض أن يجعل الطرف اآلخر‬
‫يترصف بالطريقة المطلوبة عن طريق التهديد بأنه سيواجه نتيجة ضارة أو سيتم تحقيق‬
‫الهدف عىل أي حال من األحوال باستخدام القوة الضاربة إذا لم ى‬
‫يلتموا‪ .‬أمثلة عىل المطالبات‬
‫المحددة تشمل تحفت الطرف اآلخر لبدء إجراء لم يفعله من قبل‪ ،‬أو التوقف عن إجراء يقوم‬
‫ً‬
‫حاليا‪ ،‬أو ى‬
‫التاجع عن إجراء أجراه الطرف اآلخر بالفعل‪ .‬يف كل هذه الحاالت‪،‬‬ ‫به الطرف اآلخر‬
‫يتم طرح مطالب عىل الطرف اآلخر للترصف بطريقة تغيت الوضع الراهن‪ .‬وب هذه الطريقة‪،‬‬
‫حت إذا كانت ى‬
‫استاتيجية‬ ‫التهيب هو ى‬
‫استاتيجية الستخدام التهديدات لتغيت الوضع الراهن‪ .‬ى‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫وف الوقت‬‫تعتمد عىل نفس التهديد‪ ،‬عىل عكس الردع‪ ،‬التهيب لديه طبيعة أكت نشاطا‪ .‬ي‬
‫التهيب إىل جعل الطرف اآلخر‬ ‫حت إذا كان الهدف هو تغيت الوضع الراهن‪ ،‬يهدف ى‬ ‫نفسه‪ ،‬ى‬
‫يتخذ اإلجراء بمحض إرادتهم‪ .‬وهذا يختلف عن الهجمات لتغيت الوضع الراهن باستخدام‬
‫القوة الضاربة‪.‬‬

‫استاتيجية ى‬
‫أيضا ألكسندر جورج بشكل كبت ف البحث حول ى‬ ‫ً‬
‫التهيب بجانب شيلينغ‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ساهم‬
‫دفاع حيث يتعي عىل الطرف اآلخر تغيت‬ ‫يمكن استخدام ى‬
‫التهيب كما قدمه شيلينغ بشكل‬
‫ًي‬ ‫ً‬
‫الهجوم حيث يتم تحفت‬
‫ي‬ ‫سلوكه ردا عىل إجراءهم الذي ال يحظ بالقبول‪ ،‬فضال عن شكله‬
‫التهيب‬‫الطرف اآلخر الذي لم يتخذ أي إجراء التخاذ إجراء محدد‪ .‬يفصل جورج بي ى‬
‫الدفاع الذي ُيعرف ب "الدبلوماسية‬
‫ي‬
‫"االبتاز"‪ ،‬ى‬
‫والتهيب‬ ‫ى‬ ‫الهجوم‪ ،‬الذي يطلق عليه‬
‫ي‬
‫‪.‬‬
‫التحريضية")‪ (George et al. 1971; George and Simons 1994‬ويوسع مناقشات‬
‫التكت عىل الجوانب الدبلوماسية‪ ،‬مثل المفاوضات‪ ،‬وليس فقط‬ ‫مشتا إىل أهمية ى‬
‫ً‬ ‫األختة‪،‬‬
‫عىل التهديدات والضغوط‪ ،‬كوسيلة لتحقيق أهداف معينة باستخدام مصطلح الدبلوماسية‬
‫التحريضية‪ .‬بينما يحلل شيلينغ سمات ى‬
‫التهيب باستخدام نظريته يف األلعاب‪ ،‬يقوم جورج‬
‫وزمالؤه بدراسة رشوط نجاح الدبلوماسية التحريضية بطريقة استقرائية عن طريق دراسة‬
‫حاالت مقارنة‪.‬‬

‫ى‬
‫االستاتيجيات ّ‬
‫الفعالة‪ .‬يف مقارنتها‬ ‫التهيب والدبلوماسية التحريضية تعد من‬ ‫استاتيجيات ى‬
‫ى‬
‫أكت إذا ما اعتمد‬
‫بتحقيق األهداف باستخدام القوة الضاربة‪ ،‬يمكن تحقيق الهدف بكفاءة ر‬
‫الثات عىل المطالب المقدمة من خالل التهديدات‪ .‬هناك أوقات تتطلب فيها طبيعة‬ ‫ي‬ ‫الطرف‬
‫مباش‪ ،‬ويمكن تحقيقها فقط من خالل إجبار الطرف‬ ‫الهدف تغيتات تصعب تحقيقها بشكل ر‬
‫اآلخر عىل تغيت سلوكه‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬عندما نسىع لمنع دولة أخرى من امتالك أسلحة‬
‫دمار شامل‪ ،‬يمكن التخلص من األسلحة الحالية بواسطة القوة الضاربة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتعي‬
‫التخىل عن برنامج تطوير أسلحة الدمار الشامل بمحض إرادته‪ ،‬وال‬
‫ي‬ ‫عىل الطرف اآلخر قرار‬
‫التهيب والدبلوماسية‬ ‫يمكن تحقيق ذلك بواسطة القوة الضاربة‪ .‬وب هذه الطريقة‪ ،‬يعتت ى‬
‫ر‬
‫فعالتي للتأثت عىل إرادة الطرف اآلخر‪ ،‬ويتم استخدامهما عىل نطاق‬ ‫التحريضية وسيلتي ّ‬
‫متساو مع الردع‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫واسع يف جميع أنحاء العالم بشكل‬
‫االلتباسَفَالمصطلحاتَوالمفاهيمَ َ‬

‫الت وضحها شيلينغ وجورج يشت إىل أن التهديد هو مفهوم يجمع بي‬ ‫ى‬
‫تلخيص المفاهيم ي‬
‫ً‬
‫مفهوما يهدف إىل نوع معي من‬ ‫مكونات ى‬
‫التهيب والردع‪ ،‬بينما تعد الدبلوماسية التحريضية‬
‫ى‬
‫التهيب (راجع الشكل)‪.‬‬

‫ولكن‪ ،‬مع تقدم البحوث وتعدد وجهات نظر العلماء يف هذا المجال‪ ،‬أدى ذلك إىل االرتباك‪.‬‬
‫عىل سبيل المثال‪ُ ،‬يشت مصطلح "التهديد" ف بعض األحيان إىل ى‬
‫استاتيجية توجيه الفرد يف‬ ‫ي‬
‫"التهيب" يف الشكل (‪ .)Pape 1996‬باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬يتم‬ ‫الموقع الذي يظهر فيه ى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحيانا ليشمل كل من ى‬
‫التهيب والردع بدال من‬ ‫استخدام مصطلح "الدبلوماسية التحريضية"‬
‫ى‬
‫"التهديد" يف الشكل)‪ ،)Sperandei 2006‬وقد أقتح آخرون مصطلحات جديدة مثل‬
‫التهيب" و"الدبلوماسية التحريضية" ‪.‬يظهر ذلك أن المناقشات بي علماء مختلفي‬ ‫"حرب ى‬
‫يتم باستخدام مصطلحات متنوعة‪.‬‬

‫الفعىل‪ .‬يف الردع‪،‬‬


‫ي‬ ‫واحدة من نقاط الجدل يف تحديد المفاهيم تتعلق بمدى استخدام القوة‬
‫موقفا يتخذه الطرف اآلخر ً‬ ‫ً‬
‫بناء‬ ‫يمثل اتخاذ قرار باللجوء إىل العمل العسكري ‪-‬بعد التهديد‪-‬‬
‫عىل تنفيذ إجراء معي ضد المطالب‪ ،‬وبالتاىل يعت فشل الردع‪ .‬الردع هو ى‬
‫استاتيجية سلبية‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وثابتة‪ .‬التوقع هو أنه بعد وضع خط وتوجيه التهديدات‪ ،‬لن يتجاوز الطرف اآلخر هذا الخط‬
‫ونتيجة لذلك لن يضطر المرهب إىل اتخاذ إجراء‪.‬‬

‫التهيب استخدام القوة العسكرية الفعلية‪،‬‬‫عىل النقيض من ذلك‪ ،‬يمكن أن يتضمن ى‬


‫التهيب‪ ،‬فإن الجانب‬‫نظرا ألن الوضع الراهن ال ُيفضل حالة ى‬
‫باإلضافة إىل التهديد بالقوة‪ً .‬‬
‫التهيب يحتاج إىل اتخاذ مبادرة يف إقناع الطرف اآلخر‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬هناك‬‫الذي يستخدم ى‬
‫ً‬
‫معينا‪.‬‬ ‫حت يقبل الطرف اآلخر المطالب ويتخذ إجر ًاءا‬
‫حاجة لتطبيق الضغط بشكل مستمر‪ ،‬ى‬
‫فتض أن استخدام القوة الفعلية ف ى‬
‫التهيب يظهر المعاناة والرصر الذي سيتم تكبيده إذا لم‬ ‫ُي ى‬
‫ي‬
‫يتم االستجابة للمطالب‪ .‬من خالل التأثت عىل حساب الفائدة والتكلفة للطرف اآلخر‪ ،‬يهدف‬
‫إىل دفع الطرف اآلخر إىل اتخاذ قرار بقبول مطالب المحرض من أجل تجنب حدوث مزيد‬
‫من الرصر‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬هناك اختالف يف وجهات نظر العلماء بشأن ما إذا كان الفعل يندرج تحت تصنيف‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫التهيب أو الدبلوماسية التحريضية استنادا إىل مدى استخدام العمل العسكري‪ .‬بالطبع‪ ،‬إذا‬
‫ر‬
‫مباشة باستخدام القوة العسكرية‪ ،‬فإن هذا هو استخدام القوة الضاربة‬ ‫تم تحقيق الهدف‬
‫حت يمكن اعتبار حاالت استخدام القوة بشكل‬ ‫التهيب‪ .‬وف الوقت نفسه‪ ،‬ى‬ ‫ويعت فشل ى‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫واسع يف نطاق التهيب‪ ،‬إذا كان الهدف هو تغيت ترصف الطرف اآلخر دون تحقيق الهدف‬
‫ى‬
‫اتيج‬
‫يعتت حمالت القصف االست ر ي‬ ‫باستخدام القوة الضاربة ‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬هناك بحث ر‬
‫التهيب (عىل الرغم من أن األمر‬ ‫خالل الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام أمثلة عىل ى‬
‫ى‬
‫يختلف إذا كانت محاوالت التهيب ناجحة أم ال) (‪ .)Pape 1996‬يف حالة جورج‪ ،‬ر‬
‫يعتت‬
‫الت تكون فيها القوة المستخدمة محدودة أمثلة عىل الدبلوماسية التحريضية‪،‬‬ ‫ى‬
‫الحاالت ي‬
‫يعت يف حد ذاته فشل الدبلوماسية التحريضية‪ .‬من‬
‫ويناقش أن استخدام القوة بشكل كامل ي‬
‫نفس المنظور‪ ،‬هناك بعض العلماء الذين قاموا بتقسيم المفاهيم‪ ،‬بما يف ذلك إدخال‬
‫مصطلحات جديدة‪ ،‬مثل ترسيم حدود اإلكراه يف زمن الحرب و الدبلوماسية التحريضية‬
‫فعىل للقوة‬
‫ي‬ ‫(‪ .)Art and Greenhill 2018‬وأختا‪ ،‬هناك علماء ال يذكرون أي استخدام‬
‫حيث أنهم ينظرون إىل الدبلوماسية التحريضية عىل أنها استخدام للتهديدات فقط ‪(Haun‬‬
‫‪2015) .‬‬

‫اختالف اآلراء بشأن استخدام القوة أدى إىل اختالفات يف تقييم ما إذا كانت الحالة ناجحة‬
‫كتهيب أم دبلوماسية تحريضية (‪ .)Bratton 2005‬عند االستخدام المحدود للقوة ‪ ،‬يصبح‬ ‫ى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫عتت "محدودا" مسألة مهمة وحاسمة (‪ .)Jakobsen 2011‬ومن ناحية‬ ‫السؤال حول ما ي ر‬
‫التهيب لتحقيق الهدف قبل اللجوء إىل القوة الضاربة‪ ،‬فإن جميع أشكال‬‫أخرى‪ ،‬عندما نعتت ى‬
‫ر‬
‫استخدام القوة لتغيت الوضع الراهن ‪ -‬بما يف ذلك معظم الحروب يف التاري خ‪ -‬ستكون‬
‫ترهيب‪.‬‬
‫ر‬
‫مباشة‬ ‫الت تحقق األهداف‬ ‫ً‬
‫أنواعا محدودة من العمليات العسكرية ى‬ ‫االستثناءات تشمل‬
‫ي‬
‫بغض النظر عن إرادة الطرف اآلخر‪ ،‬مثل إنشاء حدث واقع‪ ،‬وحرب اإلبادة‪ ،‬وإنقاذ الرهائن‬
‫ُ‬
‫باستخدام القوات الخاصة‪ .‬وعند اتخاذ هذا الموقف‪ ،‬يجب أن ال تفصل النتائج ببساطة إىل‬
‫حت قبل‬‫بناء عىل مدى استخدام القوة ى‬ ‫نجاح أو فشل‪ ،‬ولكن يجب تقييم مدى نجاحها ً‬
‫الطرف اآلخر بالمطالب‪ .‬عىل سبيل المثال‪ ،‬يف حالة قبول الطرف اآلخر للمطالب بعد بضع‬
‫معارك‪ ،‬وحالة قبول الطرف اآلخر للمطالب فقط بعد دفعهم إىل حافة الهزيمة بعد حرب‬
‫كتهيب‪(Pape 1996).‬‬ ‫شاملة‪ ،‬ستكون لديها درجة أعىل من النجاح ى‬

‫وعىل هذا النحو تختلف المصطلحات وتعريفات المفاهيم بي العلماء يف مجال اإلجبار‬
‫والدبلوماسية التحريضية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬عند التطرق إىل المناقشات الفردية‪ ،‬يجب االنتباه‬
‫إىل ذلك وكيف يتم تعريف المصطلحات والمفاهيم فيها‪.‬‬

‫العقاب والرفض‬
‫التهيب والدبلوماسية التحريضية‬‫عىل غرار الردع‪ ،‬يمكن تصنيف الضغط الذي يستخدم ف ى‬
‫ي‬
‫إىل (العقوبة والرفض)‪ .‬ورغم أن كل منهما يحاول التأثت يف تقييم الفوائد والتكاليف للطرف‬
‫ه تهديد بفرض عقوبة عىل السلوكيات‬ ‫اآلخر‪ ،‬إال أن الجانب الذي يتأثر يختلف‪ .‬العقوبة ي‬
‫الت يمكن أن يحققها من تلك السلوكيات‪ .‬أما‬ ‫ى‬
‫الحالية للطرف اآلخر بتكلفة تتجاوز الفوائد ي‬
‫الت يتوقع الطرف اآلخر تحقيقها من سلوكياته الحالية‬ ‫ى‬
‫الرفض‪ ،‬فهو تهديد بعرقلة الفوائد ي‬
‫(‪.)Johnson el al. 2002‬‬

‫يف سياق العقوبة الرصفة‪ ،‬تضاف تكاليف عىل الطرف اآلخر دون التأثت عىل قدرته عىل‬
‫وبالتاىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫(وف بعض الحاالت‪ ،‬قد ال يتم تحقيق هذه العواقب)‪.‬‬ ‫استمرار سلوكياته الحالية ي‬
‫بغض النظر عن مدى استمرارية فرض هذه التكاليف‪ ،‬يمكن للطرف اآلخر أن يواصل تنفيذ‬
‫سلوكياته الحالية‪ ،‬ويظل لديه الخيار يف قبول مطالب المحرض بتغيت تلك السلوكيات‬
‫خص لجعل الطفل يتوقف عن‬ ‫(‪ُ .)Freedman 1998‬‬
‫ويعد التهديد بتقليل المرصوف الش‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫شائعا عىل العقوبة‪ .‬فالتهديد بتقليل المرصوف ال يمنع الطفل‬‫ً‬ ‫لعب ألعاب الفيديو مثاًل‬
‫ر ً‬
‫مباشة من لعب تلك األلعاب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من خالل حساب الفائدة اإلجمالية مقابل التكلفة‪،‬‬
‫المتوقع أن يختار الطفل اإلجراء الذي يتضمن التوقف عن لعب تلك األلعاب‪.‬‬ ‫من ُ‬
‫ً‬
‫سواء عن طريق تقليل قدرته‬ ‫أما يف حالة الرفض‪ ،‬يكون الهدف تغيت سلوكيات الطرف اآلخر‪،‬‬
‫ُ‬
‫عىل استمرار تنفيذ تلك السلوكيات أو عن طريق تقديم موقف يعيق استمرارها باستخدام‬
‫وبالتاىل‪ ،‬إذا تم تنفيذ الرفض بشكل مستمر‪ ،‬سيفقد الطرف اآلخر القدرة عىل‬ ‫ي‬ ‫القوة الضاربة‪.‬‬
‫مواصلة السلوكيات الحالية‪ ،‬مما يؤدي إىل تحقيق الهدف باستخدام القوة الضاربة‬
‫التهيب والدبلوماسية‬ ‫(‪ .)Freedman 1998‬وب هذا المعت‪ ،‬يمكن فهم الفرق بي ى‬
‫التحريضية من خالل الرفض وتحقيق الهدف باستخدام القوة الضاربة عىل أنها قوة الدرجة‬
‫(‪ .)Byman and Waxman 2002‬مثال عىل الرفض هو تهديد باستخدام القوة لمنع‬
‫‪.‬‬ ‫ً‬
‫وف األبحاث الحالية‪ ،‬تشت‬ ‫ي‬ ‫الشخص‬
‫ي‬ ‫مرصوف‬ ‫ال‬ ‫تقليل‬ ‫من‬ ‫بدال‬ ‫الطفل من لعب تلك اللعبة‬
‫أكت فعالية من العقوبة ( ‪Pape 1996; Art and Cronin‬‬ ‫المناقشات إىل أن الرفض هو ر‬
‫ى‬
‫‪ .)2003‬ولكن هناك حاجة إىل إجراء مزيد من البحوث حول نوعية الظروف ي‬
‫الت تجعل‬
‫العقوبة ر‬
‫أكت فعالية‪.‬‬

‫رشوطَالنجاح َ‬
‫منذ أبحاث شيلينغ وجورج وزمالؤه‪ ،‬قام العديد من العلماء باستكشاف رشوط نجاح‬
‫التهيب والدبلوماسية التحريضية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ما زالت هناك توافقات لم تتحقق بعد‪ .‬ومن‬‫ى‬
‫حت اآلن يف األدبيات ‪ ،‬أشار العديد من العلماء إىل أهمية رشوط‬
‫الت تم فحصها ى‬
‫ى‬
‫الشوط ي‬
‫ر‬
‫مثل‪:‬‬
‫أكت ودوافع أقوى‬
‫الت تسبب التصادم‪ ،‬يكون لدى المحرض مصالح ر‬ ‫ى‬
‫بالنسبة لألمور ي‬ ‫‪.1‬‬
‫من الطرف اآلخر‪.‬‬
‫التهديد جاد ومعتمد‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫استخدام الحوافز اإليجابية (استخدام الجزرة باإلضافة إىل العصا)‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫داخىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫وجود دعم‬ ‫‪.4‬‬
‫وجود قيادة قوية‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫عدم وجود دعم من الخارج للطرف اآلخر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫باإلضافة إىل ذلك‪ ،‬عىل الرغم من وجود اختالف يف الرأي بشأن األهمية‪ ،‬هناك باحثون‬
‫يشتون إىل أهمية رشوط مثل‪:‬‬
‫‪ .1‬مدى ووضوح وعلنية المطالب‪.‬‬
‫‪ .2‬درجة األولوية والخطورة المصاحبة للمطالب‪.‬‬
‫‪ .3‬استخدام القوة العسكرية النموذجية‪.‬‬
‫الدوىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪ .4‬وجود الدعم‬
‫ه الفروق يف الحاالت المستخدمة يف‬ ‫ر‬
‫إحدى أسباب االختالف يف الرأي بشأن شوط النجاح ي‬
‫التهيب والدبلوماسية التحريضية عىل سياقات‬ ‫الدراسات التجريبية‪ .‬يمكن تطبيق مفاهيم ى‬
‫هاما للنجاح ف سياق واحد قد ال يكون ً‬
‫مهما يف سياق آخر‪ ،‬أو قد ال‬ ‫متنوعة‪ .‬لذا‪ ،‬فإن رش ًطا ً‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫تكون هناك توقعات بتحقيق ذلك يف المقام األول اعتمادا عىل السياق‪ .‬عىل سبيل المثال‪،‬‬
‫اإلنسات أو العمليات‬ ‫التهيب أو الدبلوماسية التحريضية يف سياق التدخل‬ ‫عند استخدام ى‬
‫ي‬
‫نظرا ألن التدخل يتم كطرف ثالث يف نزاع بي األطراف األخرى‪ ،‬فإنه من الصعب‬ ‫السلمية‪ً ،‬‬
‫ً‬
‫أكت ودوافع أقوى من الطرف اآلخر"‪.‬‬ ‫أساسا تحقيق رشط "أن يكون لدى المحرض مصالح ر‬
‫التهيب أو الدبلوماسية التحريضية يف مثل هذا الوضع إىل أن هناك‬ ‫يمكن أن يشت نجاح ى‬
‫ً‬
‫وبناء عىل ذلك‪،‬‬ ‫حاجة إىل رشوط تختلف عن تلك المرتبطة بشكل عميق بمصالح المحرض‪.‬‬
‫نوعا ما بشكل ر‬‫الشوط ً‬ ‫ً‬
‫مفيدا لفهم ر‬
‫أكت‬ ‫يعتت تنفيذ دراسات متمحورة عىل سياقات محددة‬ ‫ر‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تحديدا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬هناك مجموعة جديدة من البيانات تركز حرصيا عىل التهيب‬
‫والدبلوماسية التحريضية‪ ،‬مما يمكن من إجراء أبحاث كمية باستخدام بيانات عن حاالت‬
‫كبتة (‪ .)Sechser 2011‬من المتوقع أن يساهم إجراء الدراسات ‪-‬بوسائل متعددة ‪ -‬يف‬
‫أكت‪.‬‬
‫توضيح العالقات السببية بشكل ر‬

‫الخاتم َة َ‬
‫التهيب والدبلوماسية التحريضية بأهميتهما ودورهما يف تغيت الوضع‬ ‫ّبي البحث مفاهيم ى‬
‫فعالتي يف التأثت عىل‬ ‫ى‬
‫االستاتيجيتي قد تكونا ّ‬ ‫الدوىل‪ .‬لقد أظهرت األوراق السابقة أن هذه‬
‫ي‬
‫سلوك الدول وتوجيهها نحو تحقيق أهداف محددة دون اللجوء إىل القوة العسكرية‪ .‬ومع‬
‫ى‬
‫االستاتيجيات‪ .‬تتمثل المشكلة يف‬ ‫مستخدم هذه‬ ‫ذلك‪ ،‬ى‬
‫تبق التحديات والمخاطر ماثلة أمام‬
‫ي‬
‫الت يرفض فيها الطرف اآلخر التنازل عن مواقفه أو االمتثال للتهديدات‪ .‬يف مثل‬‫ى‬
‫تلك الحاالت ي‬
‫االستاتيجيات من تهديدات إىل إجراءات عملية وقد تستلزم‬ ‫ى‬ ‫هذه األوقات‪ ،‬تتحول هذه‬
‫حت يتم التوصل إىل تسوية مقبولة للطرفي‪.‬‬ ‫متابعة تنفيذ الضغط ى‬
‫الدوىل زيادة توترات التاع والتنافس بي القوى العالمية يف العرص‬ ‫الواقع‬ ‫ظهر‬‫ي‬‫ف الختام‪ُ ،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫يعت أن االستاتيجيات السياسية والعسكرية ستستمر يف تطويرها وتكييفها مع‬ ‫الحاىل‪ ،‬مما ي‬
‫ي‬
‫الدوىل بشكل عام أن يكون لديهم‬
‫ي‬ ‫تلك التحديات المتنوعة‪ .‬عىل الواليات المتحدة والمجتمع‬
‫ى‬
‫التهيب والدبلوماسية التحريضية‪ .‬هذا يتطلب االعتاف بأن هناك‬ ‫فهم أفضل لفعالية وقيود ى‬
‫استاتيجيات ر‬
‫أكت قوة‬ ‫االستاتيجيات الحالية وأنه يجب تطوير ى‬ ‫ى‬ ‫تهديدات حقيقية تهدد‬
‫وفاعلية لضمان األمن والسالم الدوليي‪.‬‬
References
1. Art, Robert J., and Kelly M. Greenhill. “Coercion: An Analytical
Overview.” In Coercion: The Power to Hurt in International Politics,
edited by Kelly M. Greenhill and Peter Krause, 3-32. New York:
Oxford University Press, 2018.
2. Art, Robert J., and Patrick M. Cronin, The United States and
Coercive Diplomacy. D.C.: United States Institute of Peace Press,
2003.
3. Blechman, Barry M., and Tamara Cofman Wittes,“Defining
Moment: The Threat and Use of Force in American Foreign Policy,”
Political Science Quarterly114, no.1 (1999): 1-30.
4. Bratton, Patrick C. “When Is Coercion Successful? And Why Can’t
We Agree on It?” Naval War College Review58, no.3 (2005): 99-
120.
5. Byman, Daniel and Matthew Waxman. The Dynamics of Coercion:
American Foreign Policy and the Limits of Military Might.
Cambridge: Cambridge University Press, 2002.
6. Freedman, Lawrence. “Strategic Coercion.” In Strategic Coercion:
Concepts and Cases, edited by Lawrence Freedman, 15-36.
Oxford: Oxford University Press, 1998.
7. George, Alexander L., David K. Hall and William E. Simons. The
Limits of Coercive Diplomacy: Laos, Cuba, Vietnam. Boston: Little,
Brown and Company, 1971.
8. George, Alexander L., and William E. Simons, eds. The Limits of
Coercive Diplomacy. 2nd ed. Boulder: Westview Press, 1994.
9. Haun, Phil. Coercion, Survival, and War: Why Weak States Resist
the United States. Stanford: Stanford University Press, 2015.
10. Jakobsen, Peter Viggo. “Pushing the Limits of Military
Coercion Theory.” International Studies Perspectives12, no.2
(2011): 153-170.
11. Johnson, David E., Karl P. Mueller, and William H. Taft, V.
Conventional Coercion Across the Spectrum of Operations: The
Utility of U.S. Military Forces in the Emerging Security
Environment. Santa Monica: RAND, 2002.
12. Pape, Robert A. Bombing to Win: Air Power and Coercion in
War. Ithaca: Cornell University Press, 1996.
13. Schaub, Gary, Jr. “Compellence: Resuscitating the Concept.”
In Strategic Coercion: Concepts and Cases, edited by Lawrence
Freedman, 37-60. Oxford: Oxford University Press, 1998.
14. Schelling, Thomas C. Arms and Influence. New Haven: Yale
University Press, 1966.March 2019 .
15. Sechser, Todd S. “Militarized Compellent Threats, 1918-
2001.” Conflict Management and Peace Science28, no.4 (2011):
377-401.
16. Sperandei, Maria. “Bridging Deterrence and Compellence:
An Alternative Approach to the Study of Coercive Diplomacy.”
International Studies Review8, no.2 (2006): 253-280.

You might also like