‫احملور الثالث‪ :‬مفاهيم عامة حول املسري‬

‫اوال‪ :‬مفهوم املسري‬

‫هو ذلك الشخص الذي يستطيع القيام ابالعمال واجناز املهام من خالل االخرين فهو خمطط‪ ،‬ومنشط‪ ،‬ومراقب‪،‬‬
‫ومنسق جلهود االخرين لبلوغ غرض مشرتك‪ .‬وعليه يعترب من الناحية االصولية ‪ ،‬مسريا كل مسؤول عن اعمال‬
‫االخرين‪ ،‬والبد من ان تكون للمسري سلطة معينة الختاذ القرارات‪ ،‬واال فانه يفقد صفته كمسري ويتحول عمليا اىل‬
‫منفذ فحسب ‪( .‬الطيب‪ ،2011 ،‬صفحة ‪)18‬‬

‫هو الشخص املسؤول عن توجيه األعمال وتنفيذها بواسطة أشخاص آخرين‪ ،‬ومن وجهة نظر أخرى فهو املسؤول‬
‫عن اإلجناز واإلسهام يف حتقيق نتائج وأهداف املؤسسة وقدرهتا على استخدام مزيج مناسب من املوارد واستخدام‬
‫طريقة علمية للوصول إىل النتائج‪)2021 ،mohamed( .‬‬

‫اثنيا‪ :‬مسات املسري‬

‫ال يتوفر يف الوقت احلاضر مسات مثالية‪ ،‬ميكن ان يتحلى هبا املسري‪ ،‬فكل موقف يواجهه يتطلب منوذج معني‬
‫للشخصية وسلوك يتاثر هبا ‪ .‬وابلرغم من ذلك هناك السمات اليت يتعني على املسري حماولة اكتساهبا وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬املعرفة‪ :‬جيب ان يبحث املسري عن املعرفة اي كان مصدرها‪ ،‬فاملعرفة مشكلة ال هناية هلا‪ .‬واملسري الذي‬
‫يكتسب املعرفة ابلتعلم فقط‪ ،‬ال تكتمل هلاسباب النجاح‪ ،‬وامنا جيب استغالل هذه املعرفة يف التفكري الذي‬
‫يساعده على اكتساب املهارات التسيريية وتستمد املعرفة من التعليم واملمارسة‪ ،‬ومن مث تساعد على تكوين‬
‫املفاهيم واملبادئ والنظرايت‪ ،‬اليت تؤدي بصاحبها اىل املوضوعية وجتنب احملاابة‪ ،‬والنزوة يف مواجهة املواقف‬

‫‪ -2‬اخليال‪ :‬جيب ان يتحاى املسري ابملقدرة على التخيل‪ ،‬وترمجة هذا التخيل اىل واقع‪ ،‬واملقدرة على التخيل‬
‫تتطلىب سعة االفق‪ ،‬وهذه ال تكتسب اال بعد تدريب الفكر على التمييز بني احلقيقة والوهم‪.‬‬

‫‪ -3‬املخاطرة‪ :‬جيب ان يكون املسري قادرا على املخاطرة وحتمل نتائجها ‪.‬واملخاطرة تنطوي على مواجهة اجملهول‬
‫ابالسلوب العلمي وعلى التخلي عن الطرق التقليدية ألداء االشياء ‪،‬فبدال من االلتزام ابملهام ابلطرق التقليدية‪،‬‬
‫قد يكون من املفيد طرح هذه الطرق جانبا‪ ،‬واالقدام على ماهو جديد‪ .‬والرتدد‪ ،‬يف الوقت الذي جيب على املسري‬
‫فيه ان يتقدم‪ ،‬هو امر معوق وخطري‪ .‬ولكن املسري املقدام يستعذب الصدمات ويقابل التحدايت ابليقظة التامة‪.‬‬
 ‫‪ -4‬التفكري‪ :‬جيب ان يتمتع املسري ابملقدرة على التفكري العلمي‪ ،‬الن التفكري العلمي يساعده على وضع‬
‫الفروض‪ ،‬وعلى املوازنة بني امكان االعتماد على هذه الفروض وخماطر عدم االعتماد عليها‪ .‬كما يساعده على‬
‫التحليل والتقييم واصدار االحكام الصائبة ‪ ،‬ويتطلب ذلك حتديد امليادين اليت يستطيع التفمكري فيها‪ ،‬الن املسري‬
‫ال ميكنه امتالك مسة التفكري العلمي يف كل امليادين‪.‬‬

‫‪ -5‬احلسم‪ :‬جيب ان يتسم املسري ابحلسم يف الوقت املناسب‪ .‬وهذه السمة تظهر امهيتها عند االقدام على اختاذ‬
‫القرارات فعندما تتضح له نواحي القوة والضعف يف نتائج اي قرار‪ ،‬وتظهر له احتماالهتا‪ ،‬فالبد له من حسم‬
‫املواقف‪ .‬كما علي ه ان يفهم ابن اعادة النظر يف امر ما‪ ،‬ال ينطوي على ما يعيبه هو االستمرار يف االلتزام بقرار‬
‫خاطئ‪.‬‬

‫‪ -6‬مدير التسويق‪ :‬يستخدم هذا اللقب لوصف مركز املدير الذي يعين بتوجيه جمموعة من العاملني خيتصون‬
‫خبلق املنافع املكانية والزمانية والشكلية‪ ،‬عن طريق توصيل السلع واخلدمات‪)2021 ،mohamed( .‬‬

‫اثلثا‪ :‬أدوار املسري‬

‫‪ -1‬االدوار العالئقية‪:‬‬

‫تستهدف اتمني سري العمل بصورة منتظمة وهي‪:‬‬

‫‪-‬الواجهة‪ :‬الذي يقصد منه إفهام اآلخرين أبنه املسري‪ ،‬وهو املمثل او صاحب االمر يف وحدته او دائرته‪.‬‬

‫‪ -‬القائد‪ :‬يتمثل هذا الدور يف توجيه املرؤوسني ونصحهم وتدريبهم‪.‬‬

‫‪ -‬الرابط‪ :‬حيث ميثل املسري دور مهزة الوصل بني وحدته وبني املسريين واملسؤولني االخرين من داخل التنظيم‬
‫وخارجه‪.‬‬

‫‪ -2‬االدوار االعالمية‪:‬‬

‫تستهدف احلصول على املعلومات وايصاهلا اىل اجلهات املعنية‪:‬‬

‫امللتقط للمعلومات اليت تفيده يف تسيري شؤون وحدته‪.‬‬

‫‪ -‬املوصل لتعريف املرؤوسني على جمرايت االمور‪.‬‬

 ‫‪ -‬املتحدث مع اجلهات الرمسية او صاحبة النفوذ يف الداخل واخلارج‪.‬‬

‫‪ -3‬االدوار التقريرية‪:‬‬

‫تتمثل هذه االدوار يف اختاذ القرارات‪:‬‬

‫‪ -‬املستحدث‪ ،‬حيث يقوم املسري ابملبادرات الالزمة للتكيف والتطور وزايدة االنتاجية‪.‬‬

‫‪ -‬معاجل املشاكل‪ ،‬يتفادى املشكالت قبل وقوعها‪ ،‬ويقوم مبعاجلتها عندما تقع‪.‬‬

‫‪-‬موزع املوارد‪ ،‬فهو الذي يوزع املهام والوسائل‪ ،‬وحيدد االشخاص املعنيني ابداء املهام وابستعمال الوسائل‪.‬‬

‫‪ -‬املفاوض‪ ،‬هو الذي يربم العقود‪ ،‬ويقبل االلتزامات‪ ،‬ويقدم التنازالت‪.‬‬

‫ان االمهية النسبية لالدوار السابقة ختتلف تبعا الختصاص املسري او املسؤول فمدير املبيعات‪ ،‬مثال يركز على‬
‫االدوار العالئقية‪ ،‬فبينما يركز مسؤول االنتاج على االدوار التقريرية‪.‬اما املستشار فريكز على االدوار االعالمية‪.‬‬
‫(الطيب‪ ،2011 ،‬الصفحات ‪)28-27‬‬

‫رابعا‪ :‬مستوايت املسري‬

‫ميكن تقسيمها إىل ثالثة مستوايت تتمثل يف اآليت‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلطارات العليا‪:‬‬
‫ميارس املسريون يف هذا املستوى مهامهم يف قمة اهلرم التنظيمي‪ ،‬ويقومون برسم املسار العام للمؤسسة‪،‬‬
‫وخيتصون يف حتديد األهداف الشاملة هلا وحتديداً اإلسرتاتيجية والسياسات التشغيلية‪ ،‬ويتمثل عملهم األساسي يف‬
‫التخطيط ورسم السياسة العامة وتنسيق وظائف املسريين األواسط‪ ،‬والتأكد من سالمة املخرجات النهائية يف‬
‫مستوى مسريي الطبقة الدنيا‪ ،‬كما عليهم وضع األهداف ومراقبة تنفيذها‪ ،‬وعليهم أن يكونوا واعني بكل العوامل‬
‫احمليطة ابملؤسسة والتغريات احملتملة فيها واليت ستنعكس على املؤسسة فهم مبثابة الدماغ الذي يوجه كامل أطراف‬
‫اجلسم‪ ،‬وتتميز غالبية القرارات اليت يتخذوهنا يف هذا املستوى بسمات عديدة أمهها‪.‬‬

‫‪-‬الكلية‪ :‬أي هأهنا تؤثر يف املؤسسة بشكل عام‪.‬‬

‫‪-‬األجل الطويل‪ :‬أي أ هن قرار اهتم يكون أتثريها على املؤسسة مستمر لسنوات عديدة‪.‬‬
‫‪-‬الشمولية‪ :‬أي أ هن قراراهتم غالباً تشمل على جوانب متع هددة مالية اقتصادية‪ ،‬اجتماعية…اخل‪.‬‬
‫‪ -2‬املسريون األواسط‪:‬‬
 ‫يلعبون دور الوسطاء بني املسريين يف الطبقة العليا‪ ،‬واملسريين يف الطبقة الدنيا‪ ،‬وخيتصون أساساً بتنفيذ‬
‫السياسات واإلسرتاتيجيات املوضوعة من طرف مسريي الطبقة العليا‪ ،‬ويتخذون القرارات املرتبطة بتسيري املؤسسة‬
‫أو القطاعات األساسية هلا‪ ،‬ويقضون معظم أوقاهتم يف كتابة التقارير وحضور االجتماعات وإجراء االتصاالت‬
‫وأتمني احلصول على املعلومات الضرورية وتوزيعها على اجلهات املعنية‪.‬‬
‫‪-3‬اإلطارات الدنيا‪:‬‬
‫يقومون ابإلشراف على املستخدمني‪ ،‬وعلى استعمال املوارد يف أدىن املستوايت التنظيمية‪ ،‬وهم يف عالقة‬
‫مباشرة مع من ينفذون العمل اليومي وكذلك يقومون بتنفيذ التوجيهات‪ ،‬والسياسات‪ ،‬وقرارات املسريين يف الطبقة‬
‫الوسطى ويتخذون قرارات دورية روت ينية لسري العمل اليومي يف الوحدات التسيريية اليت يشرفون عليها‪ ،‬وما مييز هذا‬
‫املستوى أنهه يوجد مسريين أدىن منهم بل هم يشرفون على العمال واملوظفني ويساعدوهنم على تنفيذه املهام وعليهم‬
‫تقسيم األعمال بني العاملني واالستفادة من مهارهتم وكفاءاهتم‪.‬‬