Professional Documents
Culture Documents
نسخة مترجمة من territorial-development-a-new-approach-to-development-qpqeraynyr
نسخة مترجمة من territorial-development-a-new-approach-to-development-qpqeraynyr
2013v10n2p8
خالصة
تسعى هذه المقالة إلى إظهار كيفية بناء عناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف).التنمية اإلقليميةويمكن للسياسة ،التي ترتكز
جذورها في تحليل التنسيق بين الجهات الفاعلة في مرحلة ما قبل الرأسمالية ،أن تتخذ شكًال أكثر واقعية في االقتصادات
النامية .فرضيتنا هي أن تطبيق هذا النموذج يعمل بمثابة عودة لعالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية ،والتي أعيد التحقق منها من
خالل الممارسات المحلية وتجددها الديناميكيات اإلقليمية .هل مثل هذه العودة إلى طرق ما قبل الرأسمالية ممكنة وواقعية
على الرغم من العقبات ،وإذا كان األمر كذلك ،فبأي ظروف؟ هذه هي األسئلة التي تسعى هذه الورقة إلى معالجتها ،من
خالل تحليل اقتصادي محدد يركز على ديناميكيات النظم اإلنتاجية .في الجزء األول ،نستعرض المبادئ األساسية لنموذج
التنمية اإلقليمية المبني على نظام محلي من الفاعلين ،والذي يفترض أنِإقِليم"مبني" ومتأسس وفق منهجنا على مبدأتخصيص.
وفي الجزء الثاني ،نقوم بتقييم جدوى هذا النموذج في االقتصادات النامية ،متذكرين أننا نبدأ من ممارسات قديمة بالفعل؛
.الممارسات التي تنطوي على مخاطر والتي تتطلب شروط معينة للتنفيذ
.الكلمات الدالة :التنمية اإلقليمية .الموارد اإلقليمية .االقتصاد اإلقليمي .النظم الغذائية الزراعية المحلية .الدول النامية
مقدمة
استجابة للتغيرات األخيرة في االقتصاد الدولي ،تظهر التنمية اإلقليمية كحل ممكن ليس فقط لالقتصادات
الصناعية ،ولكن أيضا القتصادات البلدان النامية .وفي سياق العولمة ،ال يبدو أن الحلول الليبرالية المتجذرة في مجال
االقتصاد الكلي وحدها توفر استجابات مبتكرة الحتياجات التنمية .ستيجليتز
(2006) has clearly demonstrated in this regard the obstinacy of the major international
organisations (IMF and World Bank) in refusing to recognise the relevance of the local
scale as an effective level for implementing development
1
Este artigo foi apresentado oralmente no VI Congresso Internacional Sistemas Agroalimentares Localizados
- os SIAL face às oportunidades e aos desafios do novo contexto global em maio de 2013, na cidade de
Florianópolis, SC, Brasil.
2
Professor do Institut de Géographie Alpine, Université Joseph Fourier, Grenoble, França. E-mail:
bernard.pecqueur@ujf-grenoble.fr
Esta obra foi licenciada com uma Licença Creative Commons - Atribuição 3.0 Não
Adapta
العمليات 3.وال يزال الحديث عن البعد االقتصادي الكلي للتنمية يهيمن على المناقشات بين الباحثين الجامعيين والمنظمات
الراعية الرئيسية على حد سواء .ومع ذلك ،فإن التحركات األخيرة التي اتخذتها الدول األفريقية الناطقة بالفرنسية نحو
.الالمركزية اإلدارية والسياسية هي دليل على اهتمام جديد بمعالجة المسائل على المستوى المحلي
في السنوات األولى من أزمة السبعينيات ،تم اتخاذ تدابير استجابة للهجرة الريفية ،وبصورة أعم ،لألضرار الناجمة
عن نقل األنشطة االقتصادية في أعقاب تسارع العولمة .وفي فرنسا ،تمكنت هذه المبادرات من اتخاذ شكل حركة "الدفع" التي
تعترف بوجود وديناميكية المساحات التي أنشأها أصحاب المصلحة المحليون .وفي الفترة نفسها ،أعاد االقتصاديون
اإليطاليون اكتشاف أشكال اإلنتاج اإلقليمية :المناطق الصناعية 4والتي تعتمد على عالقات التعاون بين الجهات الفاعلة التي ال
تتعلق بالسوق فحسب ،بل أيًض ا بالمعاملة بالمثل .ويعطي هذا األخير زخما جديدا للعالقة بين الهبة والهبة التي حددها علماء
األنثروبولوجيا في أعقاب أعمال مارسيل موس ،وخاصة في المجتمعات الريفية األفريقية ،والتي أصبح دورها مفهوما بشكل
.أفضل ،حتى في المجتمعات الصناعية
تستند هذه المنظورات الجديدة حول التنمية اإلقليمية إلى بعض الفرضيات التي دافع عنها المفكرون المعاصرون
حول التنمية .طرح سين ( )1999فكرة أن التنمية ال يمكن أن تنتج عن الميكانيكا السلوكية وأن النفعية البنثامية هي فكرة
تبسيطية .إن االقتصاد علم أخالقي ،بمعنى أن األخالق جزء ال يتجزأ من التنسيق بين الجهات الفاعلة .بالنسبة لسين ،تعتبر
الخصوصية الثقافية للجهات الفاعلة أمًرا ضرورًيا ،كما أن البحث عن العدالة أمر ال بد منه .وأشاد كروجمان ( )1995
باالقتصاديين " التنمويين" مثل ف .بيروكس وأ .هيرشمان ،مع التأكيد على ضرورة إعادة اكتشاف دور الجغرافيا في قضايا
التنمية .وهو في هذا يعزز عمل أ .مارشال وفكرته عن العوامل الخارجية ،وخاصة المحلية ،والتي يعرفها على النحو التالي:
"إن فكرة أن تجميع المنتجين في موقع معين يؤدي إلى مزايا ،وأن هذه المزايا بدورها تفسر مثل هذا التجميع ،هو قديم […]".
:قبل خمسة وعشرين عاًم ا ،كان أ .هيرشمان قد صاغ بالفعل أحد المبادئ األساسية للتنمية اإلقليمية
3
ومع ذلك ،سيالحظون في تقرير البنك الدولي لعام ،2009توسيع التحليل في مفاهيم وتطورات االقتصاد الجغرافي الجديد الذي يفضل مفاهيم
".الكثافة والمسافة والتقسيم (أي الفسيفساء اإلقليمية" بمختلف أنواعها)" ( انظر سكوت)2009 ،
4
انظر كورليه ( )2001لمناقشة ظاهرة المناطق وعواقبها على التنمية .للحصول على مراجعة عالمية لألدبيات حول هذا الموضوع (انظر بيكاتيني؛
.بيالندي؛ دا بروبريس)2009 ،
الكشف عن الموارد الخفية .وقد كرر في كتابه (هيرشمان )1986 ،ما أكده بالفعل في عام " :1958إن التنمية ال تعتمد كثيًرا
على إيجاد التركيبات المثلى لموارد وعوامل إنتاج معينة بقدر ما تعتمد على الدعوة والتجنيد ألغراض التنمية والموارد
”.والقدرات التي مخفية أو متناثرة أو سيئة االستخدام
وانطالًق ا من هذه األسس ،سيسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف)
للتنمية اإلقليمية ،والتي ترتكز جذورها في تحليل التنسيق بين الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية ،أن تتخذ شكًال أكثر واقعية
في التنمية .االقتصادات .وهكذا ،فمن ناحية ،كانت عالقة "الهدية/الهدية المضادة" موجودة قبل التبادل في السوق ،وهي ال
تزال قائمة بشكل واضح في البلدان النامية ،بينما يرتكز مفهوم الخصوصية ،من ناحية أخرى ،على مفهوم اإلنتاج المرتبط
بالخصائص الثقافية والخصائص الثقافية .األنماط التنظيمية ألولئك الذين يقومون باإلنتاج ،والتي تتوافق مع نظام التنسيق
.الذي سبق التبادل الرأسمالي القياسي للسلع والخدمات
فرضيتنا هي أن تطبيق "التنمية اإلقليمية" وثيق الصلة باالقتصادات النامية .يعمل هذا النموذج كإحياء لعالقات
اإلنتاج ما قبل الرأسمالية ،والتي أعيد تأكيد صحتها من خالل الممارسات المحلية وتجددها الديناميكيات اإلقليمية .هل مثل
هذه العودة إلى طرق ما قبل الرأسمالية ممكنة وواقعية على الرغم من العقبات ،وإذا كان األمر كذلك ،فبأي ظروف؟ هذه هي
األسئلة التي تسعى هذه الورقة إلى معالجتها .وهي متوازية مع تلك التي أثارها أميلهات وكوب ( ،)2011لكن مدخلنا
.اقتصادي بشكل أكثر تحديًدا ألنه يركز على النظام اإلنتاجي
في الجزء األول ،سنستعرض المبادئ األساسية لنموذج التنمية اإلقليمية المبني على نظام محلي من الفاعلين،
والذي يفترض أن اإلقليم “مبني” ومتأسس ،حسب منهجنا ،على مبدأ التحديد .وفي الجزء الثاني ،سنسعى إلى تقييم جدوى
النموذج في االقتصادات النامية ،مع األخذ في االعتبار أننا ننطلق من ممارسات قديمة بالفعل ،وممارسات تنطوي على
.مخاطر وتفرض شروًطا معينة للتنفيذ
يعتمد نموذج التنمية اإلقليمية على إنشاء كيان إنتاجي يرتكز بشكل أساسي على مساحة جغرافية .هنا سوف نتعرف
أوال
.كيف تنشأ منطقة ما حول نظام محلي ألصحاب المصلحة ،قبل دراسة ديناميكيات مواصفات المنتج
الحظنا أن التحدي المتمثل في التنمية المحلية يتمثل في " (PECQUEUR, 1989)،وفي "التنمية المحلية
إثبات وجود نظام يعطي قيمة لكفاءة العالقات ،وليس على أساس السوق حصرا ،بين مجموعة من الناس لتنمية
ثروة الموارد المتاحة لهم [ .]...إن هذه العودة إلى مفهوم "اإلقليم" ،الذي تمثل التنمية المحلية مظهرا ملموسا له،
تبين أننا نبدأ دورة جديدة طويلة من التصنيع [ .]...تعتبر المبادرات على المستوى المحلي والعالمي ،كجزء من
.عملية التكيف مع توقعات االقتصاد العالمي ،وجهين لنفس إجراء التكيف (ترجمة)
فبينما كان المرء يتحدث قبل خمسة عشر عامًا عن التنمية المحلية ،يبدو اليوم أنه من األفضل الحديث عن التنمية
اإلقليمية ،ألنها ال تعني مجرد التنمية على نطاق صغير .ما نعنيه بالمحلي ليس محلًيا (خاًص ا بمنطقة محلية معينة) ،لذلك
6
يجب علينا استخدام المصطلح إقليمي.
للوهلة األولى ،يمكن تعريف التنمية اإلقليمية على أنها أي عملية تعبئة الجهات الفاعلة التي تؤدي إلى خلق
استراتيجية للتكيف مع القيود الخارجية ،على أساس التماهي الجماعي مع الثقافة أو اإلقليم .وبالتالي يتضمن التعريف ثالثة
تأكيدات ،كل منها يتطلب تفسيرا دقيقا .باختصار ،ال يمكن إصدار أمر بالتنمية اإلقليمية ،وتظل مجرد بناء في أيدي الجهات
الفاعلة المحلية أو أصحاب المصلحة المحليين ،حتى لو كان من الممكن استخدام السياسات العامة المناسبة لتحفيزها بمرور
الوقت .وباعتبارها استراتيجية للتكيف مع آثار العولمة ،فإنها تمكن الجهات الفاعلة في مختلف األقاليم من إعادة تنظيم
االقتصاد المحلي استجابة للمنافسة المتزايدة على المستوى العالمي .أخيًر ا ،تعتمد آلية األقلمة على مبدأ تحديد األصول ،أي
البحث عن مورد خاص بالمنطقة يمكنه تمييز تلك المنطقة عن جارتها بدًال من ذلك
5
ال يزال يتعين إجراء معظم تحليل الجهات الفاعلة وأساليب التنسيق الخاصة بها .لمزيد من التفاصيل ،تتم إحالة القارئ إلى مقال حول هذا الموضوع
.بقلم جوموتشيان وآخرون ( .)2003وقد أشار كيتنغ ( )1995إلى هذا السؤال
6
يناقش إلدن ( )2010في مقال حديث مفهوم “اإلقليم” في أدب اللغة اإلنجليزية ويقول إنه وفًقا لرافستين ( “ :)1980إن مشكلة اإلقليمية هي واحدة من
أكثر المشاكل إهمااًل في الجغرافيا […] هذه الفكرة ال يزال يتعين القيام بها “ .بالنسبة إللدن ،فإن "اإلقليم" له عالقة بـ "األرض" أو "التضاريس" ولكنه
.أكثر منهما .ويمكن أن يكون مرتبًطا بقوة النضال المؤسسية (انظر ساسن)2006 ،
من التنافس معها في إنتاج السلع والخدمات القياسية .وبالتالي فإن النظام اإلقليمي للجهات الفاعلة قد يتخذ أشكااًل شديدة التنوع
( المناطق الصناعية ،أو التجمعات ،أو أي شكل آخر من أشكال التنظيم اإلنتاجي) .وتتمثل سمتها األساسية في إنشاء عملية
بناء من قبل الجهات الفاعلة المحلية ،كجزء من برنامج تنمية طويل .وبالتالي ،فإن عملية التنمية اإلقليمية ليست مجرد وسيلة
لتحسين األصول المعروفة بالفعل بوجودها ،ولكنها وسيلة للكشف عن الموارد غير المعروفة سابًقا ،وهي في هذا الصدد
.تشكل ابتكاًرا
على الرغم من أننا قد حددنا بالفعل النوع "اإلقليمي" من الديناميكية على أنه عملية تنمية أصلية ،إال أننا نواجه
صعوبة فيما يتعلق بوضع اإلقليم الذي يعمل بمثابة دعم لهذه العملية .في الواقع ،غالًبا ما يغطي الخطاب حول األرض
:تعريفين مختلفين
المنطقة المحددة :هذا هو الجزء المكون من الفضاء (في أغلب األحيان تقسيم دون وطني) الذي يكون موضوع -
المراقبة .في هذه الحالة ،نفترض وجود اإلقليم مسبًقا ونحلل ما يحدث هناك .في بعض النواحي ،هذه منطقة بديهية ،وال نسعى
إلى تحليل أصول أو ظروف البناء لها ،ولكنها تشكل دعًم ا .بشكل عام ،إنها منطقة مؤسسية :منطقة ،كانتون ،دائرة ،مقاطعة،
وما إلى ذلك؛ و
األراضي المبنية :في هذا المنظور ،تكون األراضي نتيجة لعملية البناء من قبل الجهات الفاعلة .لم يتم افتراض -
المنطقة ،ولكن تم مالحظتها بعديا .وهذا يعني أن األراضي المبنية ال توجد في كل مكان وأنه من الممكن العثور على
.مساحات تهيمن عليها قوانين الموقع الخارجية والتي ليست أقاليم
في الخطاب حول األرض ،غالًبا ما يتم الخلط بين مفاهيم المفهوم ويجب عدم استبعاد أحدهما لصالح اآلخر .لذلك
.من المهم أن نفهم أن األرض هي الحاوية ونتيجة عملية إعداد المحتوى
يغطي المؤهل "عام" جميع العوامل التقليدية للتعريف المكاني (أو عوامل الموقع لألنشطة االقتصادية) التي تتميز
.بالسعر (بما في ذلك تكاليف النقل) والتي تخضع لحسابات التحسين من قبل الوكالء
سيتم توضيح المواقف المختلفة المتعلقة بالموارد أو األصول العامة بمساعدة أربعة أمثلة :العمالة ورأس المال
:والمواد الخام والمعلومات .سيتم اعتبار هذه العوامل األربعة موارد عامة في الحاالت التالية
- العمالة غير الماهرة وغير المستخدمة؛
- يوجد مخزون من رأس المال على شكل مدخرات ،ولكنها سائلة تماًم ا أو غير مستخدمة (مكتنزة)؛ و
- توجد رواسب المواد الخام ولكن لم يتم استغاللها؛ المعلومات متوفرة في أ
7
النموذج القياسي ولكن ال يتم استخدامه (تفسيره) في سياق معين.
ومع ذلك ،عندما تصبح هذه الموارد أصواًل ،فإنها ال تتوقف عن كونها عامة .إنها ال تغير طبيعتها ولكنها "تتحقق"
وبالتالي تكتسب قيمة اقتصادية ،قيمة يمكن قياسها بسعر ما في ظل ظروف معينة .وهكذا يظل العمل غير ماهر ولكنه
مستخدم .إن القوى العاملة غير الماهرة والعاطلة عن العمل هي أصل وليست مجرد مورد ،ألنه حتى لو لم يتم استخدام اليد
العاملة فعلًيا ،فهي موجودة وتؤثر على سوق العمل وبالتالي قد تؤثر أيًض ا على مستويات الرواتب .يتم الكشف عن رأس
المال الجاهز لالستثمار ويصبح مدخرات نشطة .وتظل هذه المدخرات سائلة للغاية ،وبالتالي ال يمكن تخصيصها إال
لالستثمارات قصيرة األجل .يتم عمل المادة الخام .فالمعلومات ،في شكلها المعياريُ ،تستخدم بالفعل قبل أن تصبح ،في
بعض الحاالت ،مورًدا في عملية بناء المعرفة .ومن ثم ،من وجهة نظر مجازية ،تعتبر الموسوعة مصدًرا (يتم الرجوع
.إليه) ،والكتاب هو أحد األصول (يتم قراءته)
الموارد العامة ،مثل األصول العامة ،موجودة بالكامل في السوق .وهذا يعني أنه للحصول عليها ،هناك سعر
السوق .إنها قابلة للتحويل تماًم ا ومتاحة على الفور طالما أنك تدفع الثمن .بالنسبة لهذه األصول ،ال توجد قيود جغرافية
( باستثناء المواد الخام ،ولكن يمكن استبدالها) .وأخيرا ،فإن الحصول عليها ال يتطلب وجود وتفعيل أشكال التنسيق التي تكون
جزئيا خارج السوق ،مثلالشبكات .وفي هذه الحالة ،تكون العالقة بين األصول والموارد أقل تعقيًدا من ذي قبل .سنوضح هنا
.أن هناك فرًقا بين طبيعة األصل وطبيعة المورد
ويشير المصطلح الخاص إلى جميع العوامل ،سواء كانت قابلة للمقارنة أم ال ،والتي ترتبط قيمتها أو إنتاجها
باستخدام معين.أصول محددةومن ثم فإن لها تكلفة ال رجعة فيها والتي يمكن أن تسمى أيًض ا "تكلفة إعادة التخصيص" .وهذا
يعني أن األصل يفقد جزًء ا من قيمته اإلنتاجية إذا أعيد توزيعه في استخدام بديل .وبالعودة إلى األمثلة المستخدمة أعاله ،ال
يمكن أن يكون للمادة الخام طابع محدد نظرا ألن قيمتها السوقية ال تتعلق باستخدامها في المستقبل وال بالسياق االجتماعي
واالقتصادي المباشر .ومن ناحية أخرى ،فإن العمالة ستكون أصًال محددًا بمجرد ذلك
7
وهذا هو الحال بالنسبة للمعلومات الواردة في بنك البيانات أو الموسوعة أو الكتالوج ،على الرغم من أن هذه "المعلومات" هي في الحقيقة معرفة من
.حيث أنها تنقل تمثيالت
يصبح ماهرا .إن تدريب القوى العاملة الكتساب مهارة معينة هو تكلفة يتم دفعها جزئًيا خارج الشركة .سيكون لعملية النقل،
جزئًيا ،تكلفة إعادة تعيين للشركة التي تستخدم هذه العمالة .وبنفس الطريقة ،يصبح رأس المال أصال محددا عندما يتحول من
شكل من أشكال المدخرات السائلة إلى شكل من أشكال رأس المال المستثمر في المعدات .وأخيًرا ،تصبح المعلومات أيًضا
أصاًل محدًد ا عندما يتم إعدادها وتنظيمها بحيث تكون جاهزة الستخدامها في استخدام معين .ومن األمثلة الملموسة على ذلك
8
إعداد برامج تقنية للغاية تعمل على تركيز المعلومات الستخدامها في عملية إنتاج دقيقة للغاية تتعلق باستخدامات محددة.
موارد محددةلها طابع خاص فيما يتعلق بالفئات الثالث األخرى من األصول أو الموارد .أوًال ،ال تظهر هذه
الموارد إال في اللحظة التي يتم فيها دمج استراتيجيات الجهات الفاعلة لحل مشكلة جديدة .وبشكل أكثر تحديًدا ،فإن صياغة
المشكلة في نفس الوقت الذي يتم فيه حلها هو موضوع عملية إرشادية تتميز بالتجربة والخطأ والتكرارات المتعاقبة .ثانًيا،
هذه الموارد غير قابلة للقياس ،مما يعني أنه ال يمكن التعبير عنها من حيث السعر ،وبالتالي فهي غير قابلة للتحويل على
اإلطالق .ثالثًا ،إن وجود هذه الموارد جزئيًا خارج السوق ال يتعارض مع السوق ،بل يكمله .هذه الموارد هي نتيجة تاريخ
طويل ،وتراكم الذكريات ،والتعلم الجماعي المعرفي .وأخيًر ا ،قد يتم إنتاج هذه الموارد في منطقة ما ،والتي يتم بعد ذلك
"".الكشف عنها
وينتج إنتاج هذه الموارد من القواعد والعادات والثقافة التي تطورت في مساحة القرب الجغرافي والمؤسسي من
شكل متميز من التبادل في السوق ،أي التبادلية .على الرغم من أن التبادل يظل "قيًدا" (التزاًم ا اجتماعًيا) ،إال أنه قد يتم تأجيله
بمرور الوقت ،مع تاريخ متوقع للعودة قد يختلف بشكل كبير .وباإلضافة إلى ذلك ،فإن هذا العائد ليس بالضرورة نقدًيا ،بل قد
يكون على شكل ثقة أو مقابل أو اعتراف أو معرفة .إن المعاملة بالمثل باعتبارها أرًض ا خصبة لموارد محددة تشكل في أغلب
األحيان أساًسا للعالقات غير الرسمية التي تخلق "مناًخ ا صناعًيا" بالمعنى الذي قصده أ .مارشال في وصف تجمعات معينة
من الوحدات الصناعية الصغيرة في إنجلترا أو ألمانيا في بداية القرن التاسع عشر.ذ قرن .وبشكل أكثر منهجية ،فإن الشعور
(VEBLEN, 1899).باالنتماء إلى مكان ما أو تجارة ما ،أو "ثقافة الشركة" أو "روح الشركة" كلها جزء من موارد محددة
المورد المحدد الذي تم إنتاجه خالل
8
يوضح هارفي ( )2001أهمية اإليجار المكاني لالحتكار في حالة مصانع الجعة االسكتلندية أو النبيذ األسترالي .هذه المنتجات عادة ما تكون أصول
.محددة .هذه األمثلة قابلة للتحويل في سياقات االقتصادات الجنوبية
وبالتالي فإن عملية البناء اإلقليمي ،المتخذة على المستوى العالمي ،تظهر كنتيجة لعمليات التعلم الجماعي الطويلة التي تؤدي
إلى إنشاء القواعد ،والتي غالبا ما تكون ضمنية .وظيفة هذه القواعد ليست فقط فرز المعلومات واختيارها وتنظيمها في
ترتيب هرمي ،ولكن أيًض ا توجيه السلوك أو توجيهه ،وبالتالي توفير مساحة للجهات الفاعلة في اإلقليم تساعدهم على فهم
.العالم من حولهم ويمكن استخدامها للعمل
ويتوافق االنتقال من مورد عام إلى أصول محددة مع استراتيجية للتنمية يمكن تقسيمها إلى مرحلتين :االنتقال من
المورد إلى األصول ( العامة) ومن األصول العامة إلى األصول المحددة .يجب تحليل كل هذه المراحل كعمليات محددة تؤدي
إلى تغييرات عميقة في طبيعة األشياء المعنية .وهو بهذا المعنىالتحوليشار إليه على أنه تغيير هيكلي مع عدم الرجوع الكامل
بحيث ال يكون من الممكن دائًم ا العودة من األصل إلى المورد ومن الخاص إلى العام والعثور على نفس الحالة األولية تماًم ا.
ومن أجل جعل فكرة الموارد أكثر وضوحا ،يمكننا الرجوع إلى عمل هيرشمان ( )1986الذي يؤكد أن
ال تعتمد التنمية االقتصادية كثيًر ا على إيجاد التركيبات المثلى لموارد وعوامل إنتاج معينة بقدر ما تعتمد على
.استدعاء وتجنيد الموارد والقدرات المخفية أو المتناثرة أو سيئة االستخدام ألغراض التنمية
وبهذا المعنى ،فإن المورد يختلف بوضوح عن عامل اإلنتاج .هذه الفكرة األخيرة ،وهي مصطلح أساسي في
االقتصاد القياسي لإلشارة إلى الموارد التي تدخل كمدخالت في عملية اإلنتاج ،هي في الواقع مقيدة للغاية وتقتصر على حالة
.األصل العام في صياغتنا
يمكن تصور حالتين من "التنشيط" :مورد محتمل وموجود مسبًقا (عام) ،ومورد افتراضي (محدد) .في الحالة
األولى ،السوق هو المكان أو وسيلة تنشيط الموارد .وفي الحالة الثانية ،قد يتم تنشيط المورد االفتراضي بعد عملية محددة.
.وهكذا ،من منظور مشابه لمنظورنا ،يالحظ ليفي ولوسو ()2003
إن الواقع الناتج عن العالم المادي أو البيولوجي ال يمكن أن يكون مورًدا إال إذا كانت هناك عملية إنتاج محددة
يمكن إدراجه فيها والتي ،بحكم التعريف ،تأتي من المجتمع [ .]...الموارد هي
لذلك دائمااخترع ،وأحياًن ا بعد فترة طويلة من اكتشافها مثل النفط كمصدر للطاقة أو الجبال العالية كمورد سياحي
(.ترجمة) [الخط المائل مضاف]
وبالمثل ،يعرف كبير ( )2004مفهوم المورد بأنه "نظام فوقي يربط بين شيء ما (الدراية ،المواد الخام،
المصنوعات اليدوية ،وما إلى ذلك) ونظام إنتاج ينتج سلعة أو خدمة (الترجمة)" .إنه نظام فوقي بمعنى أنه ينتج عن مزيج من
نظامين موجودين بالفعل :نظام الموضوع ونظام اإلنتاج ،أو باألحرى ،في رأينا ،نظام القواعد التي يتم إنتاجه من خاللها .ال
يمكن اختزال الكائن/المورد الذي سيكون بمثابة دعم إلنتاج األصل إلى أبعاده باعتبارهمدخلولكنها جزء من نظامها الخاص:
«قبل أن تنتج اللوح الخشبي ،تكون الشجرة شجرة .وهذا هو الحال حتى عندما يزرع لهذا الغرض (ترجمة)" (كبير.)2004 ،
ويمكن أيًض ا اعتماد نفس المنظور عند النظر في الموارد غير الملموسة التي تشكل المناظر الطبيعية ،أو التقاليد التراثية ،أو
المعرفة ،أو حتى رأس المال االجتماعي .وبالتالي فإن الكائن سوف يخضع لعملية التحول من خالل نظام القواعد التي تحوله
إلى مورد نشط" .إن نظام اإلنتاج (نظام القواعد في نظرنا) هو مكانتعريفوتنفيذ الموارد ]…[ .هنا تصبح ملموسة ،ويتم
وبعبارة أخرى ،فإن المورد عندما يصبح].أضيفت الحروف المائلة[ )" (KÉBIR، 2004تحويلها واستخدامها (ترجمة)
أصًال يتحول بواسطة نظام اإلنتاج ويغير طبيعته .في المرحلة االفتراضية ،يمكن ألي شيء أن يشكل موردًا ،ولكن ال يمكن
لكل شيء أن يصبح أصًال ميكانيكيًا ألن شروط التحول ليست في الشيء/المورد ولكن في استراتيجيات الجهات الفاعلة
.داخل عملية اإلنتاج
ومن ثم ،يتم استخدام الموارد وتحويلها ،ولكنها يمكن أيًض ا أن تتراجع وتصبح مرة أخرى إمكانات ،اعتماًدا على ما
إذا كانت تتطور كأصول أو ،من كونها أصول ،تعود إلى حالة المورد .ومع ذلك ،كما اقترحنا ،فإن التحول الذي يغير المورد
إلى أصل له معنى مختلف اعتماًدا على ما إذا كان مورًدا عاًم ا أو محدًدا .وفي حالة المورد العام ،القابل للتكرار في أي مكان،
فإن ما يجعل األصل يعود أو يتراجع إلى كونه مورًدا يعتمد ببساطة على التكاليف .تم إغالق حفرة الفحم األخيرة للتو في
لورين ،لكن هذا ال يعني أنه تم استخراج الفحم .يعود الفحم إلى حالة المورد التي كان عليها قبل افتتاح المنجم ،وإذا أصبح
.الفحم قادًر ا على المنافسة مرة أخرى ،فقد يصبح هذا المورد أحد األصول مرة أخرى (عمل)
في هذا الجزء األول من المقال ،حاولنا تعريف ديناميكيات الخصوصية كأساس لنموذج جديد من "التنمية
اإلقليمية" .فهل يمكن لمثل هذا النموذج ،المبني على خصوصية المنتجات والمستند إلى الممارسات المتبعة في البلدان
.النامية ،أن يعتبر مرة أخرى ذا صلة بالبلدان النامية؟ سيحاول الجزء الثاني من هذه الورقة اإلجابة على هذا السؤال
وبالتالي يمكن االفتراض أن عملية المواصفات ،التي تتكون من تأهيل وتمييز الموارد التي يكشف عنها أصحاب
المصلحة في محاولة حل مشاكلهم اإلنتاجية ،تشكل جهًدا متضافًر ا إلعادة هيكلة االقتصادات الصناعية وصيغة للتكيف مع
الخصائص الجديدة لعالم معولم . .وال يهم مبدأ البناء اإلقليمي هذا من قبل الجهات الفاعلة المحلية المنتجين فحسب ،بل
المستهلكين أيًض ا .وبالتالي ال يمكن فصل شروط إنتاج السلع والخدمات من قبل الفاعلين في اإلقليم عن منفذ السوق لهذه
المنتجات .وهذا ال يعني أن السوق يقتصر على المنطقة المحلية ،وهو ما من شأنه أن يعيدنا إلى النظام القديم للتمييز بين
المنتجات (المحاصيل المنتجة للغذاء مقابل محاصيل التصدير) ،ولكن هذا العرض ،عندما يكون محددا ،يتحدد جزئيا حسب
الطلب .وبالتالي يمكن التساؤل عما إذا كان مبدأ المواصفات هذا ضرورًيا لفهم التنمية اإلقليمية .وسندرس جدوى العملية في
مجتمعات الدول النامية على ثالث مراحل .أوًال ،سوف نبين أن ممارسات التنمية اإلقليمية ليست جديدة ،ولكنها موجودة
بالفعل بأشكال مختلفة .بعد ذلك ،سنحدد الحدود والمخاطر الكامنة في هذه الممارسات .وأخيرا ،سوف ندرس إمكانية
.وضرورة اتخاذ إجراء عام ،األمر الذي يتطلب تغييرا في الطريقة التي تعمل بها السلطات العامة
إن أمثلة التنمية االقتصادية القائمة على منتجات محددة مرتبطة بمساحة معينة موجودة منذ فترة طويلة .تكشف
-معهد البحوث االقتصادية( IREPDاألدبيات الفرنكوفونية حول هذا الموضوع أن الباحثين في
تطوير اإلنتاج) في غرونوبل ،فرنسا تم عرضه في وقت مبكر من عام 19949أن "التطورات الجديدة" موجودة ،خاصة في
آسيا ،لتفسير ظهور "الدول الصناعية الجديدة" .وفقا لكورليه ( ،)1994فإن مثل هذه الديناميكيات
تم تطويرها ألول مرة من خالل تحديث الزراعة؛ فهي ال تعتمد على الموارد المادية ،بل بشكل أساسي على
التعليم المعمم والمادة الرمادية [ ]...في هذه الحركة ،تصبح األرض "بيئة" ،مما يعني أنها ليست فقط القاعدة
الجغرافية لألنشطة االقتصادية ،ولكنها تتخذ شكًال البعد االجتماعي والثقافي الذي يلعب دورا مركزيا في عملية
.التنمية (الترجمة)
"ومن الواضح أن هذا النهج مستوحى من األعمال األولى في الجغرافيا االقتصادية حول التنمية "من األعلى
).وآخرون(ARROUS; KI-ZERBO, 2006; STÖHR)2001 ،
ومن ثم فإن الخصائص العامة القتصاد ما بعد الفوردي الذي ال يزال غير واضح المعالم هي التي تظهر ليس في
االقتصادات المتقدمة فحسب ،بل في االقتصادات الناشئة أيًض ا .إن الظاهرة األكثر وضوحًا التي يمكن مالحظتها هي التطور
المكاني المتناقض إلى حد ما الذي يشهد استعادة المنطقة المحلية ألهميتها في عالم أصبح معولمًا بشكل متزايد .ووفقا لكورليه
(" :)1994إن "العالمي" يفرض نفسه بينما يقفز "المحلي" علينا [ ]...ومن هذا المنظور يجب فهم فكرة التنمية الداخلية
(الترجمة)" .يعيد البعد المكاني الجديد إطالق دور قرب الجهات الفاعلة في بناء األرض ومواردها .وكان ريكوير-
التبادالت( ديجاردان ( )1996قد لفت االنتباه بالفعل إلى أهمية القرب في عمليات التنمية على أساس أمثلة ملموسة متنوعة
عبر الحدود في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ،وخاصة على حدود نيجيريا ،والتبادالت عبر الحدود في أفريقيا جنوب
).على الحدود بين المكسيك والواليات المتحدة،maquiladorasالصحراء الكبرى ،وال سيما على حدود نيجيريا
األدب األنجلوسكسوني 10كما طورت هذا الرابط بين الفضاء المحلي والتنمية .وقد طرح كروجمان ( )1995فكرة
االقتصادات الخارجية المحلية التي تم ذكرها في الجزء األول من هذه المقالة .هذه العوامل الخارجية واضحة في تطور
:المجموعات .فكرة الكتلة ,تم تعريف منتج المناطق الصناعية اإليطالية بشكل أكثر دقة بواسطة بورتر ()2000
المجموعة عبارة عن مجموعة متقاربة جغرافًيا من الشركات المترابطة والمؤسسات المرتبطة بها في مجال
معين ،والتي تربطها قواسم مشتركة و
9
.انظر المؤتمر الذي نظمه كورليه ()1994
10
.وقد اقترح ستوهر ( ،)2003أحد رواد التنمية "من األسفل" ،مؤخرًا إجراء مراجعة وتحديث للعمل ،خاصة فيما يتعلق بالتجارب في البلدان النامية
التكامل .يمكن أن يتراوح النطاق الجغرافي للكتلة من مدينة أو والية واحدة إلى دولة أو حتى مجموعة من الدول
.المجاورة
وبالتالي يعتبر التجمع وسيلة تنظيمية ذات صلة بالصناعة في البلدان النامية ،كما يتضح من مالحظات كورميك (
)2003.بعد دراسة إمكانية تعزيز التجمعات الصناعية في أفريقيا
ومع ذلك ،ال يزال مفهوم الكتلة غير واضح نسبًيا ،كما يظهر في تطبيقه على نطاقات مكانية مختلفة جًدا .وبشكل
وهو نظام محلي لتجهيز األغذية SYAL (Système Agro-alimentaire Localisé)، ،أكثر تحديًدا ،فإن فكرة نظام
تعمل على توسيع نطاق المجموعة من خالل عدم تقييد نفسها بأسلوب تنظيم يتركز جغرافًيا مع عدد كبير من الجهات الفاعلة
يمكن مقارنته ،في مجال تجهيز األغذية ،بقرب المناطق الصناعية في بعدها الثقافي .موشنيك ( SYAL )2002المحلية .إن
:على أساس ثالث خصائص 11 SYALحدد
وإنشاء اقتصادات خارجية تتعلق بكثافة الشركات الموجودة في مكان ما ،والقرب بين الجهات الفاعلة؛ -
تنمية المعرفة غير القابلة للتحويل .تعتمد المهارات وعالقات العمل والدراية الفنية لألفراد والشركات على تاريخ -
مشترك ينتقل في المعرفة والممارسات والقواعد والتمثيالت الجماعية؛ و
تجمع أساليب التنظيم ،بطريقة متداخلة إلى حد ما ،بين آلية السوق وعناصر المعاملة بالمثل وإعادة التوزيع -
الراسخة في الهوية االجتماعية .يشكل التنظيم الجماعي موردا محددا للنظام اإلنتاجي المحلي ،ومصدرا لالستقرار والتكاثر
(.الترجمة)
(COLLETIS; PECQUEUR, 1993).وهنا نواجه مسألة الخلقموارد محددةبالمعنى الذي حددناه سابًقا
وهكذا ،يمكننا أن نالحظ أن مبادئ التنمية اإلقليمية قد تم تطبيقها بالفعل لفترة طويلة في االقتصادات النامية .ومع ذلك،
أصبحت مثل هذه الممارسات أكثر صلة بالعولمة ،ألن هذا يجعلها ال غنى عنها بالنسبة للمهيمن عليهم
11
مخترع الفكرة ،يجري دراسة موضوعية حول نفس CIRAD - équipe TERA)،محاضرة تمهيدية في المؤتمر الذي نظمه( موشنيك ()2002
)،الغذاء المحلي -نظام المعالجة وبناء األراضي ( ": "Système agro-alimentaire localisé et Construction des Terrasseالموضوع
مونبلييه .وتجدر اإلشارة أيًض ا إلى المؤتمر" :التنظيم المكاني وإدارة الموارد واألراضي الريفية" [ التنظيم المكاني وإدارة الموارد واألقاليم
.مونبلييه 27-25 ،فبراير UMR SAGERT، 2003نظمته ,CIRAD، CNEARC، ENGREF،الريفية]
على االقتصادات أن تميز منتجاتها بشكل متزايد بحيث ال تتعرض جميع أنشطتها لمخاطر المنافسة .ومع ذلك ،فإن التطبيق
.المتزايد لمبادئ التنمية اإلقليمية ال يخلو من الصعوبات ،ولكن يجب أال يؤدي ذلك إلى خنق محاوالت إيجاد الحلول
يمثل االقتصاد غير الرسمي المثال األكثر وضوحا للتنمية اإلقليمية التي تنطوي على جهات فاعلة في عالقات
القرب .مفهوم االقتصاد غير الرسمي الذي ظهر في بداية السبعينيات 12تم تعريفه من قبل المكتب الدولي للعمل (مكتب العمل
:الدولي) بأنه نظام يتميز بما يلي
تسهيالت دخول السوق ،واالعتماد على الموارد المحلية لإلنتاج ،والملكية العائلية للشركات ،واإلنتاج على نطاق
صغير ،والتكنولوجيات كثيفة العمالة المستخدمة (التي يمكن "تكييفها") ،والدراية المكتسبة خارج النظام
.المدرسي ،وعدم التنظيم األسواق التنافسية (أسيدون[ )2000 ،ترجمة]
لقد كان ُينظر إلى دائرة التنمية هذه لفترة طويلة على أنها متميزة عن "القطاع الحديث" من حيث أنها تجاوزت
المراحل الواضحة لتكوين القيمة وخاصة تكوين األسعار قبل الوصول إلى المرحلة النهائية لتبادل السوق .يشكل القطاع غير
إنشاء اقتصادات خارجية SYAL: ،الرسمي أساًسا للتنمية المحلية حيث أنه يأخذ الخصائص المذكورة أعاله لبرنامج
.واستخدام المعرفة غير القابلة للتحويل وأساليب محددة لتنظيم المجتمع
:مع كل ذلك فإن مبدأ االقتصاد غير الرسمي يبدو محدودا من الناحية التنموية .لفيرنيير ()2003
إن طبيعة الجزء األكبر من أنشطتها (غير الرسمية )ال تؤدي في الواقع إلى تراكم قوي لرأس المال ،سواء كان
مادًيا أو بشرًيا [ ]...عالوة على ذلك ،فإن حوافز التقدم التقني ،المرتبطة بالمنافسة ،محدودة نظًر ا ألن إن أي
.منافسة تتم بشكل أساسي بين الشركات غير الرسمية وال يتضمن سوى القليل نسبًيا الشركات الحديثة [ترجمة]
وقد تم استخدام صيغ أكثر دقة ،يشار إليها باسم "التنمية التشاركية" ،لعدة سنوات للتخفيف من هذه العيوب وتنظيم
إنشاء مشاريع تنموية صغيرة ،وال سيما من خالل المنظمات غير الحكومية .بروحصغير هو
12
.انظر حمض ( )2000أو ليفي ولوسو ()2003
جميل والهدف من هذه المشاريع هو إيجاد حل لعدم الكفاءة التي كانت في كثير من األحيان مشكلة في المشاريع الكبرى التي
يدعمها الرعاة الماليون .وهنا مرة أخرى ،يمكن تحديد العديد من القيود .ويالحظ فيرنيير ( )2003أنه في كثير من األحيان
" يمنع حجم المجتمعات الحالية أي فوائد من وفورات الحجم التي قد تكون ممكنة من الناحية الفنية .وكذلك فإن العادات
اليوم أكثر تفصيًال من الحل غير SYALالمتعلقة بتوزيع الثروة قد تتعارض مع أهداف التراكم (الترجمة)" .تبدو صيغة
13
الرسمي كشكل حديث للتنظيم اإلقليمي لإلنتاج ،ال سيما في البلدان النامية .هذا النوع من التنظيم يولد االبتكارات الرئيسية
بدًال من معارضة التقاليد والدراية القديمة SYAL، ،في مجال األنشطة الزراعية وإنتاج الغذاء .وعلى وجه الخصوص ،فإن
يوفر حًال جزئًيا على SYALيجعل من الممكن ربطها بابتكارات العمليات وجودة اإلنتاج .ولذلك يمكن القول أن برنامج
األقل للقيود المفروضة على االقتصاد غير الرسمي المذكورة أعاله .ومع ذلك ،هناك قيود أخرى ناتجة عن هذه العملية،
المنتجون خارج النظام يراقبون ما يحدث ويريدون االستفادة من نجاحه ،لكن من دون SYAL.والتي تظهر عندما ينمو
.التكاليف األولية وفترات التجربة
هو وجود حواجز الدخول .النقطة الحاسمة في النظام تكمن في قدرته على SYALوبالتالي فإن القيد األول لنمو
التمييز بين النظام وما هو خارجه .وإذا كان من السهل "غزو" النظام من قبل الغرباء ،فإن تأثير التمييز يصبح أضعف
وتختفي الميزة النسبية لالنتماء إلى النظام بالنسبة ألعضائه ،مما يؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على النظام نفسه.
في البلدان النامية ،ال توجد آليات وقائية موجودة في البلدان الصناعية ،مثل SYALsباإلضافة إلى ذلك ،في معظم برامج
ولذلك ،هناك خطر أكبر للغزو من الخارج ،مما يؤدي إلى حافز أقل ).وما إلى ذلك (AOC، IGP،عالمات ضمان الجودة
.لالستثمار
عندما يقوم المنتجون بتمييز SYAL.ويتعلق الحد الثاني بضعف السوق المحتملة ،وهو منفذ المنتجات من
إنتاجهم ،يكون ذلك بهدف التمكن من زيادة السعر من خالل الجودة ،ال سيما مع المنتجات العضوية ،ولكن أيًضا من خالل
.الصورة أو السمات التي تبرر خلق الجودة
13
العالقات: Fournier and Requier-Desjardins (2002)،في منطقة الساحل األفريقي SYALبالنسبة لمجموعات صغار المزارعين في
لعام ،2002المذكور أعاله ،أظهر ،في CIRADاألفقية داخل النظم الغذائية الزراعية المحلية :حالة القضية .دراسات الحالة في بنين ،في مؤتمر
حالة إنتاج "الكاري" (الكسافا) وزيت النخيل في بنين ،أن مستويات المعيشة السنوية مبنية على عالقات أفقية معقدة مع وجود "الطنتين" (المدخرات
المحلية والموارد الطبيعية) .أنظمة التمويل الموجودة في المجتمعات التقليدية) ،وجمعيات تناوب العمل ،واألشكال األصلية للتعاون في مجال
.التسويق
شبه اإليجار على المنتج (بالمعنى الذي استخدمه أ .مارشال) .ولتوليد هذا شبه ،ال بد من إيجاد الطلب المذيب ،وهو أمر ليس
في المناطق المنخفضة في ساحل العاج (وادي بانداما) ،تباطأ SYALممكنا دائما في األسواق القريبة .وهكذا ،في نموذج
التوسع في حقول األرز بسبب انخفاض مستوى المالءة المالية للطلب المحلي والمنافسة من األرز األرخص ولكن األقل
.جودة ،واألرز المستورد من فيتنام
وأخيرًا ،يتعلق القيد الثالث بانخفاض القدرة المؤسسية على التعلم .يتم إدراج شبكة الجهات الفاعلة التي تم إنشاؤها
في نظام العالقات االجتماعية والثقافية على أساس التقاليد .وفي كثير من الحاالت ،يتعارض النجاح SYALفي سياق
االقتصادي مع التقاليد الراسخة ويكشف عن صراعات حول تقاسم الثروة 14المتعلقة بالقرب الجغرافي وأشكال الحراك
االجتماعي .مثل هذا الصراع هو الجانب العكسي الدائم لديناميات المجتمع .لقد مكنت الرأسمالية في كثير من األحيان االبتكار
من خالل االنفصال عن اإلطار الثقافي واالجتماعي للمجتمع .إن إنشاء منتجات وعمليات جديدة دون كسر اإلطار التقليدي
.ليس بالمهمة السهلة
(SYALs)،ولذلك قد نتساءل ما إذا كانت الممارسات الراسخة ،حتى عندما يتم تنشيطها من خالل صيغ جديدة
.تواجه القيود المتأصلة في نجاحها والتي تحكم عليها بالبقاء هامشية
ونحن ال نعتقد أن هذا هو الحال ونرى أنه من المهم أن نأخذ في االعتبار العمليات الجديدة إلنشاء الموارد أثناء
السعي للتغلب على القيود المذكورة أعاله .وهذا يتطلب تكاماًل أكثر وضوًحا للعالقات خارج السوق في تحليل عمليات البناء
اإلقليمي والصناعي .إن خلق الموارد والبناء اإلقليمي يعيدنا إلى مسألة المنافسة وحقيقة أن هذا لم يعد يقتصر على الشركات
.فحسب ،بل أيًض ا بين المواقع الموجودة في مساحات محددة
كل شيء يحدث كما لو أن الشركات ،في التنافس مع بعضها البعضُ ،تشرك مناطقها في نفس المنافسة .وبعيًدا
عن االقتصار على تقديم عوامل اإلنتاج بشكل سلبي ،والتي ينبع مزيجها الخاص من موهبة معينة ،تميل
.المجاالت إلى بناء أو تعزيز القدرة التنافسية
14
طور توري ( ،)2000بعد العمل النظري حول القرب (جيلي؛ توري ،)2000 ،مفهوم الصراع كجزء ال يتجزأ من التنسيق بين الجهات الفاعلة في
.عالقات القرب
المزايا […] يعتمد هذا التحليل على إعادة تعريف طبيعة الشركة ،والتي ،من كونها المكان الذي يحتوي على
المزيج األمثل من عوامل اإلنتاج العامة ،تصبح مكاًنا للجمع بين المهارات وتعلم معارف جديدة بناًء على عوامل
.؛ بيكوير[ )1993 ،ترجمة] ) (COLLETISمحددة
وال يتم بالضرورة تحديد الموارد وتطويرها أو "تنشيطها" من خالل عملية السوق وحدها من حيث تكاليف
المعامالت وتكاليف التنفيذ .على العكس من ذلك ،فإن عمليات تفعيل الموارد ،التي تولد مستوى أكبر أو أقل من خصوصية
اإلنتاج ،تفترض تعبئة الجهات الفاعلة في عمليات التعاون ،والتي تسلط الضوء على دور العالقات خارج السوق وجوانب
التنسيق المرتبطة بها .ومن بين هذه الجهات الفاعلة ،تلعب السلطات دوًرا حاسًم ا .وبالتالي فإن إعادة تعريف السياسات العامة
تتطلب تغييرًا في الحجم وتغييرًا في الطبيعة .ومن الصعب هنا أن نقترح ما هو الموضوع الذي يمكن إجراء المزيد من
.البحث المتعمق فيه ،ولكن يمكننا على األقل تحديد القضايا الرئيسية
تغيير الحجم :إن تدخل الدولة ال يكون دائما هو الحل األمثل ،حيث أن العمل ال يقع على مستوى النظام اإلنتاجي
الوطني .كما أن الالمركزية البسيطة لن تكون متوافقة بعد اآلن مع التغيرات الملحوظة اليوم .على الرغم من أن إدارة اإلنتاج
أصبحت أكثر تنوعا ،مع األخذ في االعتبار الوظائف الثانوية ،فقد لوحظ بعض التبلور في شكل مساحات ذات الى
هذا مجموعات من الجهات الفاعلة المعروفة باسم المناطق .ومن منظور المشروع ،يجب أن يكون العمل العام قادًرا على
التدخل على هذا النطاق اإلقليمي .ومع ذلك ،يجب أن تلعب سلطة الدولة دوًرا نشًطا إذا أريد لالمركزية أن تنجح .وهذه هي
المفارقة التي تواجه العديد من البلدان (خاصة في منطقة الساحل األفريقي) التي دخلت في عملية الالمركزية مع دولة ضعيفة
( في العديد من هذه البلدان ،يتجاوز إجمالي ميزانية المنظمات غير الحكومية ميزانية الدولة بكثير) .وبالتوازي مع تطوير
السلطات المحلية ،يجب إنشاء بعثة حكومية تقوم بثالث وظائف على األقل :إعادة التوزيع والوساطة والتنسيق .يتم تبرير
إعادة التوزيع بشكل أساسي على أساس أن األراضي ليست متساوية .ستتعامل الوساطة مع الجوانب الدولية والحكومة
المحلية وأصحاب المصلحة المحليين .وأخيرا ،يشير التنسيق إلى التنسيق الرأسي ،المتعلق بالحكومة المحلية ،والتنسيق
.األفقي ،فيما يتعلق بالعالقات بين المشاريع وبين أصحاب المصلحة في اإلقليم
تغير الطبيعة :وفي هذا الصدد ،فإن دور السلطات العامة يتجاوز التوصل إلى اتفاق مع مختلف الجهات الفاعلة
بشأن التعويض النقدي مقابل إنتاج قيمة ال يقرها السوق أو تحفيز وظيفة ال يشجعها السوق (خلق فرص العمل ،وما إلى
ذلك) . .السلطات العامة
يجب أن يسمح بتقارب السوق بين الوظائف والمنتجات الثانوية التي ال يمكن تسويقها بشكل صارم من أجل تحفيز إنتاج
عرض مركب من قبل األقاليم .وبالتالي ،يجب أن تهدف السياسات أيًض ا إلى إدارة المشكلةإعادة التوزيعمن أي إيرادات ناتجة
عن هذا العرض المركب ومنع أي منتجين خارجيين من االستفادة من الخدمات غير المدفوعة لآلخرين .ومن ثم ينبغي
للسلطات العامة (الدولة وكذلك السلطات المحلية) أن تنظم تدفقات القيمة التي تنشأ خارج السوق على أساس موارد إنتاجية
.جديدة
لقد تزامنت الزيادة في العمليات اإلقليمية مع العولمة ،مما أدى إلى خلق مساحة مفتوحة للعمل العام بين الدولة
.وأصحاب المصلحة األفراد .كما الحظ فور ()2001
مما ال شك فيه أن النظام السياسي المحلي يمر بفترة من االضطرابات اإلقليمية الكبيرة ،وهي االضطرابات التي
المناطق المحلية( " "terroirsعززتها ،على نحو متناقض ،عملية العولمة ،التي تعتمد أيًض ا على ديناميكيات
.وشبكات األقاليم والتجمعات الحضرية .الحداثة [ترجمة] )،المتخصصة
إن نتيجة هذا التنسيق المتزايد بين الجهات الفاعلة على المستوى اإلقليمي هي تغيير في مبدأ السياسة االقتصادية
كعمل خارجي يهدف إلى تعديل التدفقات االقتصادية الكلية بهدف تصحيح االختالالت االجتماعية واالقتصادية .ويهدف هذا
المفهوم الشبيه بالكينزية إلى تحسين عرض الوظائف على مستوى سوق العمل العام في البالد .وبعبارة أخرى ،يمكننا أن
نردد األسئلة التي أثارها ساليس ( “ :)1998كيف يمكنك تصور العمل العام الذي ال يتطابق مع سياسة الدولة؟ فهل توجد
:إجراءات عامة ال تقوم على مبدأ العمومية القاطعة (الترجمة)؟ بداية الرد مقدمة من كومايل وجوبرت ()1998
إن عمليات اتخاذ القرار تنتج بشكل أقل من تدخل السلطة المركزية ،أو فرض الحكم غير المتجانس ،بقدر ما
تنتج من الحكم الذاتي المنظم .وفي الترتيبات المؤسسية ،يبدو أن تكوين الفاعلين االجتماعيين له أهمية أكبر من
تدخل السلطة السياسية .إن تعدد السلطات ،والجهات الفاعلة التي تأسست في ظل استقالل نسبي متزايد ،مع
.هوامش جديدة للتدخل ،يمكن تشبيهه بتعدد المراكز الحقيقي ألشكال تنظيم الحياة االجتماعية والسلطة السياسية
ولذلك نحن بحاجة إلى االنتقال من السياسات العامة إلى العمل العام .أما األخير فيشمل جهات فاعلة محلية وليس
سلطة قسرية خارجية .قد يتعلق األمر بالجهات الفاعلة الخاصة بمجرد التنسيق فيما بينها إلنتاج خدمة جماعية .قد يتخذ العمل
العام اإلقليمي أشكااًل شديدة التنوع .قد تكون هذه
استيعاب العناصر التي يجمعها علماء السياسة مًع ا في مفهوم الحكم .ويمكن تعريفها في شكلها التنظيمي المحلي بأنها نموذج
للتنسيق بين الجهات الفاعلة التي تسعى إلى دمج اآلليات اإلنتاجية والمؤسسية المحلية (القرب الجغرافي والقرب التنظيمي)
من ناحية ،والعالقات العالمية من ناحية أخرى .ويبدو أن الحكم اإلقليمي هو "تعبير عن التحكيم بين المصالح المختلفة على
" (CHIA; TORRE, 1999).المستوى المحلي
خاتمة
في هذه الورقة ،حاولنا إظهار أن التنمية اإلقليمية تشكل نموذًجا تنموًيا بخصائص محددة جًدا تعتمد أساًسا على
.عملية " تحديد" الموارد من قبل مجموعة من الجهات الفاعلة العاملة في إقليم ما
وفي رأينا ،يبدو أن مثل هذا النموذج يعيد إحياء المفاهيم الرائدة التي تم تطويرها في وقت مبكر من ستينيات القرن
العشرين من خالل التنمية من القاعدة إلى القمة والتنمية الداخلية .وبالتالي ،فإن مساهمة النموذج اإلقليمي تكمن أساًسا في
.استخدام مفهوم القرب (الجغرافي والمؤسسي) لشرح التنسيق بين الجهات الفاعلة
وهذا يثير تساؤالت حول العمل العام ألنه لم يعد من الممكن اختزاله ببساطة في عمل الدولة .ومع ذلك ،فإن الدولة
الدستورية القادرة على الفعل (بدًال من الدولة الغائبة و/أو العاجزة) تظل شرًطا ضرورًيا ،وإن لم يكن كافًيا في حد ذاته،
.للتعبير عن العمل العام اإلقليمي
وأخيرا ،تظهر القيود والعقبات الهامة أن النموذج ال يعتمد على عملية عفوية وأنه يتطلب العمل العام المناسب .على
الرغم من أن فعالية التنمية اإلقليمية قد تم إثباتها في الحاالت المذكورة أعاله ،إال أنه ال يزال هناك قدر كبير من النقاش
والجدال حول روابطها بالعولمة وتطبيقها المحتمل في األماكن التي يهيمن عليها اإلنتاج العام حيث ال توجد إمكانية واضحة
.لتحديد الموارد
التنمية اإلقليمية .نهج جديد في عمليات التنمية القتصادات البلدان النامية
ملخص
يسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف) للتنمية اإلقليمية ،والتي ترتكز أصولها في
تحليل تنسيق أعمال الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية ،أن تكتسب شكًال أكثر واقعية في البلدان النامية .ونحن نؤكد أن تطبيق
هذا النموذج يعمل بمثابة إحياء لعالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية ،ولكن يتم إعادة التحقق منها من خالل الممارسات المحلية
وتجديدها من خالل الديناميكيات اإلقليمية .يشير محور الخط ،المدعوم بالتحليل االقتصادي ،إلى الظروف الممكنة لهذا
االنتعاش لمعايير ما قبل الرأسمالية اليوم .في الجزء األول ،يتم فحص المبادئ األساسية للنموذج ،بناًء على عمليات "بناء"
المنطقة من قبل الجهات الفاعلة المحلية .وفي الجزء الثاني ،يتم تحليل مدى جدوى هذا النموذج في السياق الحالي للبلدان
النامية .وبهذا المعنى ،فمن المفترض أننا نبدأ من الممارسات القديمة ،التي تنطوي على مخاطر وتتطلب شروطا محددة
.لتنفيذها بشكل متسق
.الكلمات الدالة :التنمية اإلقليمية .الموارد اإلقليمية .االقتصاد اإلقليمي .النظم الغذائية الزراعية المحلية .الدول النامية
ملخص
يسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف) للتنمية اإلقليمية ،والتي ترتكز أصولها في
تحليل تنسيق أعمال الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية ،أن تكتسب شكًال أكثر واقعية في البلدان النامية .يقترح أن هذا التطبيق
يفترض عودة عالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية ،ولكن يتم إعادة التحقق منها من خالل الممارسات المبتكرة على المستوى
المحلي وتجديدها من خالل الديناميكيات اإلقليمية .يشير محور الخط ،المدعم بالتحليل االقتصادي ،إلى شروط إمكانية هذا
اإلنقاذ الحالي لمعايير ما قبل الرأسمالية .في الجزء األول ،يتم فحص المبادئ األساسية للنموذج ،بناًء على عمليات "بناء"
المنطقة من قبل الجهات الفاعلة المحلية .وفي الجزء الثاني ،يتم تحليل مدى جدوى هذا النموذج في السياق الحالي للبلدان
النامية .وبهذا المعنى ،يفترض أننا ننطلق من الممارسات القديمة التي تنطوي على مخاطر وتتطلب شروطًا محددة لتنفيذها
.بشكل متسق
الكلمات الدالة :التنمية اإلقليمية .الموارد اإلقليمية .االقتصاد اإلقليمي .النظم الغذائية الزراعية المحلية .الدول
.النامية
مراجع
أملهات ،أ.ل .كوب ،ك.من العالم الغربي إلى الجنوب العالمي والعودة مرة أخرى :إعادة النظر في التكرارات العالمية
PHG. 2011.لمصطلح "اإلقليم" كمفهوم في نماذج التطوير .مقدم إلى
بازان بينوا ،س .سياسات جذب األعمال التجارية المحلية ،من المنطق التنافسي إلى المنطق التنظيمي .أطروحة (الدكتوراه)
-.دكتوراه في االقتصاد ،جامعة ليل1996 ،
بيكاتيني ،ج.؛ بيالندي ،م.؛ دا بروبريس ،إل( ،محرران).دليل المناطق الصناعية.شلتنهام ،المملكة المتحدة
.ونورثهامبتون:إدغار الجار2009 ،
.عروس ،م .ب.؛ كي زيربو ،ج.الدراسات األفريقية في الجغرافيا من األسفل .داكار :كودريسيا2006 ،
العلوم االجتماعية ،ن ،8 .ص Comté AOC..68-49 .شيا ،إي .توري ،أ .القواعد والثقة في النظام المحلي .حالة إنتاج
1999.
كوليتيس ،ج .؛ بيكيور ،ب .تكامل المساحات وشبه التكامل بين الشركات :نحو لقاءات إنتاجية جديدة؟مراجعة االقتصاد
.اإلقليمي والحضري ،رقم ،3ص1993 .508-489 .
.جامعة جرينوبل 21-20 ،أكتوبر IREPD، 1994كورليه ،ج.الديناميات الصناعية الجديدة واقتصاديات التنمية .مؤتمر
.إلدن ،س.األرض ،التضاريس ،اإلقليم -التقدم في الجغرافيا البشرية .اآلية ،34ن ،6 .ص2010 .817-799 .
العمل العام المحلي بين اإلقليمية واألقاليم واألقاليم.كاييه ليل لالقتصاد وعلم االجتماع ،عدد خاصFAURE، A. :
.السياسات المحلية الجديدة ،الفصل الثاني ،ص2001 .46-27 .
العالقات األفقية داخل أنظمة األغذية الزراعية المحلية :حالة REQUIER-DESJARDINS, D.فورنييه ،س.؛
.القضية.دراسات الحالة في بنين,ندوة سيراد2002 ،
.جيلي ،جي بي؛ توري ،أ( .محرران).الديناميات المحلية .باريس :الرماتان2000 ،
الممثل ،هذا نسي، E.جوموشيان ،هـ؛ جراسيت ،إي؛ الجارج ،ر.؛ روكس
ِ.إقِليم .باريس :أنثروبوس2003 ،
.هيرشمان ،أ.و.نحو اقتصاد سياسي موسع .باريس :طبعات منتصف الليل1986 ،
كيتنغ ،م .التنمية االقتصادية المحلية :سياسة أم سياسة .في :والزر ،ن.التنمية االقتصادية المحلية .بولدر كولورادو :مطبعة
.ويست فيو .1995 ،ص30-13 .
.الموارد والتنمية:النهج المؤسسي واإلقليمي ,أطروحة (دكتوراه) ،العلوم االقتصادية ،جامعة نوشاتيلKEBIR, L. 2004 ،
التنمية والجغرافيا والنظرية االقتصادية .كامبريدج :مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، P.117 .1995 ،كروجمان
.صفحة
.ال ،196 .يناير/فبراير ACP-EU,2003 .كورميك ،دي إم .هل يجب علينا تشجيع التجمعات الصناعية في أفريقيا؟ساعي
؛ فيلدمان ،النائب؛ جيرتلر ،م.س.دليل أكسفورد، GLبورتر ،م .استراتيجية الشركة لمجموعات المواقع .في :كالرك
.للجغرافيا االقتصادية.أكسفورد :مطبعة جامعة أكسفورد .2000 ،ص274-253 .
د .ريكوييه ديجاردان اقتصاديات التنمية واقتصاديات األقاليم :نحو نهج متكامل؟ في :عبد المالكي ،ل.؛ كورليه ،ج .المنطق
.الجديد للتنميةباريس :الرماتان .1996 ،ص 55-41
:العمل العام واالتفاقيات :المخزون .في :كومايل ،ج.؛ جوبرت ،ب.تحوالت التنظيم السياسي.باريس SALAIS, R.
.صLGDJ، 1998. 82-55 .
ساسين ،س.اإلقليم ،السلطة ،الحقوق :من العصور الوسطى إلى التجمعات العالمية .برينستون :مطبعة جامعة برينستون،
2006.
سكوت ،أ.ج .مراجعة كتاب :تقرير التنمية في العالم .إعادة تشكيل الجغرافيا االقتصادية ،مجلة الجغرافيا االقتصادية ،ن،9 .
.ص2009 .586-583 .
ستور ،دبليو؛ جوزيفا ،إس إي؛ ديفياني ،م( .محرران).الالمركزية والحوكمة والتخطيط الجديد للتنمية المحلية .ويستبورت:
.مطبعة غرينوود2001 ،
ليفيسك ،سي.اإلصالح ، JL.التطور من أقل من عشرين عاًم ا بعد ذلك .في :فونتان ،جي إم؛ كالين STÖHR، W.
االقتصادي والتنمية اإلقليمية.مونتريال :مطابع جامعة كيبيك .2003 ،ص143-119 .
.الثقة في السؤال .باريس :الرماتان، M.2000 ،توري ،أ .هل يجب أن نثق في تقنيات إنتاج الثقة؟ في :الوفر ،ر.؛ أوريالرد
.فيرنيريس ،م.التنمية البشرية:االقتصاد والسياسة .باريس :إيكونوميكا2003 ،
Dossiê:
Recebido em: Outubro de 2013 Aceito
em: Novembro de 2013