Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 25

‫‪http://dx.doi.org/10.5007/1807-1384.

2013v10n2p8‬‬

‫إقليمي‬ ‫تطوير‪.‬‬ ‫أ‬ ‫جديد‬ ‫يقترب‬ ‫ل‬ ‫عمليات التنمية‬


‫‪1‬‬
‫القتصادات الدول النامية‬
‫‪2‬‬
‫برنارد بيكوير‬

‫خالصة‬
‫تسعى هذه المقالة إلى إظهار كيفية بناء عناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف)‪.‬التنمية اإلقليميةويمكن للسياسة‪ ،‬التي ترتكز‬
‫جذورها في تحليل التنسيق بين الجهات الفاعلة في مرحلة ما قبل الرأسمالية‪ ،‬أن تتخذ شكًال أكثر واقعية في االقتصادات‬
‫النامية‪ .‬فرضيتنا هي أن تطبيق هذا النموذج يعمل بمثابة عودة لعالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية‪ ،‬والتي أعيد التحقق منها من‬
‫خالل الممارسات المحلية وتجددها الديناميكيات اإلقليمية‪ .‬هل مثل هذه العودة إلى طرق ما قبل الرأسمالية ممكنة وواقعية‬
‫على الرغم من العقبات‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فبأي ظروف؟ هذه هي األسئلة التي تسعى هذه الورقة إلى معالجتها‪ ،‬من‬
‫خالل تحليل اقتصادي محدد يركز على ديناميكيات النظم اإلنتاجية‪ .‬في الجزء األول‪ ،‬نستعرض المبادئ األساسية لنموذج‬
‫التنمية اإلقليمية المبني على نظام محلي من الفاعلين‪ ،‬والذي يفترض أنِإقِليم"مبني" ومتأسس وفق منهجنا على مبدأتخصيص‪.‬‬
‫وفي الجزء الثاني‪ ،‬نقوم بتقييم جدوى هذا النموذج في االقتصادات النامية‪ ،‬متذكرين أننا نبدأ من ممارسات قديمة بالفعل؛‬
‫‪.‬الممارسات التي تنطوي على مخاطر والتي تتطلب شروط معينة للتنفيذ‬
‫‪.‬الكلمات الدالة‪ :‬التنمية اإلقليمية‪ .‬الموارد اإلقليمية‪ .‬االقتصاد اإلقليمي‪ .‬النظم الغذائية الزراعية المحلية‪ .‬الدول النامية‬

‫مقدمة‬

‫استجابة للتغيرات األخيرة في االقتصاد الدولي‪ ،‬تظهر التنمية اإلقليمية كحل ممكن ليس فقط لالقتصادات‬
‫الصناعية‪ ،‬ولكن أيضا القتصادات البلدان النامية‪ .‬وفي سياق العولمة‪ ،‬ال يبدو أن الحلول الليبرالية المتجذرة في مجال‬
‫االقتصاد الكلي وحدها توفر استجابات مبتكرة الحتياجات التنمية‪ .‬ستيجليتز‬

‫‪(2006) has clearly demonstrated in this regard the obstinacy of the major international‬‬
‫‪organisations (IMF and World Bank) in refusing to recognise the relevance of the local‬‬
‫‪scale as an effective level for implementing development‬‬
‫‪1‬‬
‫‪Este artigo foi apresentado oralmente no VI Congresso Internacional Sistemas Agroalimentares Localizados‬‬
‫‪- os SIAL face às oportunidades e aos desafios do novo contexto global em maio de 2013, na cidade de‬‬
‫‪Florianópolis, SC, Brasil.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Professor do Institut de Géographie Alpine, Université Joseph Fourier, Grenoble, França. E-mail:‬‬
‫‪bernard.pecqueur@ujf-grenoble.fr‬‬

‫‪Esta obra foi licenciada com uma Licença Creative Commons - Atribuição 3.0 Não‬‬
‫‪Adapta‬‬
‫العمليات‪ 3.‬وال يزال الحديث عن البعد االقتصادي الكلي للتنمية يهيمن على المناقشات بين الباحثين الجامعيين والمنظمات‬
‫الراعية الرئيسية على حد سواء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التحركات األخيرة التي اتخذتها الدول األفريقية الناطقة بالفرنسية نحو‬
‫‪.‬الالمركزية اإلدارية والسياسية هي دليل على اهتمام جديد بمعالجة المسائل على المستوى المحلي‬
‫في السنوات األولى من أزمة السبعينيات‪ ،‬تم اتخاذ تدابير استجابة للهجرة الريفية‪ ،‬وبصورة أعم‪ ،‬لألضرار الناجمة‬
‫عن نقل األنشطة االقتصادية في أعقاب تسارع العولمة‪ .‬وفي فرنسا‪ ،‬تمكنت هذه المبادرات من اتخاذ شكل حركة "الدفع" التي‬
‫تعترف بوجود وديناميكية المساحات التي أنشأها أصحاب المصلحة المحليون‪ .‬وفي الفترة نفسها‪ ،‬أعاد االقتصاديون‬
‫اإليطاليون اكتشاف أشكال اإلنتاج اإلقليمية‪ :‬المناطق الصناعية‪ 4‬والتي تعتمد على عالقات التعاون بين الجهات الفاعلة التي ال‬
‫تتعلق بالسوق فحسب‪ ،‬بل أيًض ا بالمعاملة بالمثل‪ .‬ويعطي هذا األخير زخما جديدا للعالقة بين الهبة والهبة التي حددها علماء‬
‫األنثروبولوجيا في أعقاب أعمال مارسيل موس‪ ،‬وخاصة في المجتمعات الريفية األفريقية‪ ،‬والتي أصبح دورها مفهوما بشكل‬
‫‪.‬أفضل‪ ،‬حتى في المجتمعات الصناعية‬
‫تستند هذه المنظورات الجديدة حول التنمية اإلقليمية إلى بعض الفرضيات التي دافع عنها المفكرون المعاصرون‬
‫حول التنمية‪ .‬طرح سين (‪ )1999‬فكرة أن التنمية ال يمكن أن تنتج عن الميكانيكا السلوكية وأن النفعية البنثامية هي فكرة‬
‫تبسيطية‪ .‬إن االقتصاد علم أخالقي‪ ،‬بمعنى أن األخالق جزء ال يتجزأ من التنسيق بين الجهات الفاعلة‪ .‬بالنسبة لسين‪ ،‬تعتبر‬
‫الخصوصية الثقافية للجهات الفاعلة أمًرا ضرورًيا‪ ،‬كما أن البحث عن العدالة أمر ال بد منه‪ .‬وأشاد كروجمان ( ‪)1995‬‬
‫باالقتصاديين " التنمويين" مثل ف‪ .‬بيروكس وأ‪ .‬هيرشمان‪ ،‬مع التأكيد على ضرورة إعادة اكتشاف دور الجغرافيا في قضايا‬
‫التنمية‪ .‬وهو في هذا يعزز عمل أ‪ .‬مارشال وفكرته عن العوامل الخارجية‪ ،‬وخاصة المحلية‪ ،‬والتي يعرفها على النحو التالي‪:‬‬
‫"إن فكرة أن تجميع المنتجين في موقع معين يؤدي إلى مزايا‪ ،‬وأن هذه المزايا بدورها تفسر مثل هذا التجميع‪ ،‬هو قديم […]‪".‬‬
‫‪:‬قبل خمسة وعشرين عاًم ا‪ ،‬كان أ‪ .‬هيرشمان قد صاغ بالفعل أحد المبادئ األساسية للتنمية اإلقليمية‬

‫‪3‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬سيالحظون في تقرير البنك الدولي لعام ‪ ،2009‬توسيع التحليل في مفاهيم وتطورات االقتصاد الجغرافي الجديد الذي يفضل مفاهيم‬
‫‪".‬الكثافة والمسافة والتقسيم (أي الفسيفساء اإلقليمية" بمختلف أنواعها)" ( انظر سكوت‪)2009 ،‬‬
‫‪4‬‬
‫انظر كورليه (‪ )2001‬لمناقشة ظاهرة المناطق وعواقبها على التنمية‪ .‬للحصول على مراجعة عالمية لألدبيات حول هذا الموضوع (انظر بيكاتيني؛‬
‫‪.‬بيالندي؛ دا بروبريس‪)2009 ،‬‬
‫الكشف عن الموارد الخفية‪ .‬وقد كرر في كتابه (هيرشمان‪ )1986 ،‬ما أكده بالفعل في عام ‪" :1958‬إن التنمية ال تعتمد كثيًرا‬
‫على إيجاد التركيبات المثلى لموارد وعوامل إنتاج معينة بقدر ما تعتمد على الدعوة والتجنيد ألغراض التنمية والموارد‬
‫‪”.‬والقدرات التي مخفية أو متناثرة أو سيئة االستخدام‬
‫وانطالًق ا من هذه األسس‪ ،‬سيسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف)‬
‫للتنمية اإلقليمية‪ ،‬والتي ترتكز جذورها في تحليل التنسيق بين الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية‪ ،‬أن تتخذ شكًال أكثر واقعية‬
‫في التنمية‪ .‬االقتصادات‪ .‬وهكذا‪ ،‬فمن ناحية‪ ،‬كانت عالقة "الهدية‪/‬الهدية المضادة" موجودة قبل التبادل في السوق‪ ،‬وهي ال‬
‫تزال قائمة بشكل واضح في البلدان النامية‪ ،‬بينما يرتكز مفهوم الخصوصية‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬على مفهوم اإلنتاج المرتبط‬
‫بالخصائص الثقافية والخصائص الثقافية‪ .‬األنماط التنظيمية ألولئك الذين يقومون باإلنتاج‪ ،‬والتي تتوافق مع نظام التنسيق‬
‫‪.‬الذي سبق التبادل الرأسمالي القياسي للسلع والخدمات‬
‫فرضيتنا هي أن تطبيق "التنمية اإلقليمية" وثيق الصلة باالقتصادات النامية‪ .‬يعمل هذا النموذج كإحياء لعالقات‬
‫اإلنتاج ما قبل الرأسمالية‪ ،‬والتي أعيد تأكيد صحتها من خالل الممارسات المحلية وتجددها الديناميكيات اإلقليمية‪ .‬هل مثل‬
‫هذه العودة إلى طرق ما قبل الرأسمالية ممكنة وواقعية على الرغم من العقبات‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك‪ ،‬فبأي ظروف؟ هذه هي‬
‫األسئلة التي تسعى هذه الورقة إلى معالجتها‪ .‬وهي متوازية مع تلك التي أثارها أميلهات وكوب ( ‪ ،)2011‬لكن مدخلنا‬
‫‪.‬اقتصادي بشكل أكثر تحديًدا ألنه يركز على النظام اإلنتاجي‬
‫في الجزء األول‪ ،‬سنستعرض المبادئ األساسية لنموذج التنمية اإلقليمية المبني على نظام محلي من الفاعلين‪،‬‬
‫والذي يفترض أن اإلقليم “مبني” ومتأسس‪ ،‬حسب منهجنا‪ ،‬على مبدأ التحديد‪ .‬وفي الجزء الثاني‪ ،‬سنسعى إلى تقييم جدوى‬
‫النموذج في االقتصادات النامية‪ ،‬مع األخذ في االعتبار أننا ننطلق من ممارسات قديمة بالفعل‪ ،‬وممارسات تنطوي على‬
‫‪.‬مخاطر وتفرض شروًطا معينة للتنفيذ‬

‫التنمية اإلقليمية‪ :‬المبادئ والتعاريف ‪1‬‬

‫يعتمد نموذج التنمية اإلقليمية على إنشاء كيان إنتاجي يرتكز بشكل أساسي على مساحة جغرافية‪ .‬هنا سوف نتعرف‬
‫أوال‬
‫‪.‬كيف تنشأ منطقة ما حول نظام محلي ألصحاب المصلحة‪ ،‬قبل دراسة ديناميكيات مواصفات المنتج‬

‫ظهور التنمية اإلقليمية‪ :‬النظام المحلي للجهات الفاعلة‪1.1 5‬‬

‫الحظنا أن التحدي المتمثل في التنمية المحلية يتمثل في ‪" (PECQUEUR, 1989)،‬وفي "التنمية المحلية‬

‫إثبات وجود نظام يعطي قيمة لكفاءة العالقات‪ ،‬وليس على أساس السوق حصرا‪ ،‬بين مجموعة من الناس لتنمية‬
‫ثروة الموارد المتاحة لهم [‪ .]...‬إن هذه العودة إلى مفهوم "اإلقليم"‪ ،‬الذي تمثل التنمية المحلية مظهرا ملموسا له‪،‬‬
‫تبين أننا نبدأ دورة جديدة طويلة من التصنيع [‪ .]...‬تعتبر المبادرات على المستوى المحلي والعالمي‪ ،‬كجزء من‬
‫‪.‬عملية التكيف مع توقعات االقتصاد العالمي‪ ،‬وجهين لنفس إجراء التكيف (ترجمة)‬

‫فبينما كان المرء يتحدث قبل خمسة عشر عامًا عن التنمية المحلية‪ ،‬يبدو اليوم أنه من األفضل الحديث عن التنمية‬
‫اإلقليمية‪ ،‬ألنها ال تعني مجرد التنمية على نطاق صغير‪ .‬ما نعنيه بالمحلي ليس محلًيا (خاًص ا بمنطقة محلية معينة)‪ ،‬لذلك‬
‫‪6‬‬
‫يجب علينا استخدام المصطلح إقليمي‪.‬‬
‫للوهلة األولى‪ ،‬يمكن تعريف التنمية اإلقليمية على أنها أي عملية تعبئة الجهات الفاعلة التي تؤدي إلى خلق‬
‫استراتيجية للتكيف مع القيود الخارجية‪ ،‬على أساس التماهي الجماعي مع الثقافة أو اإلقليم‪ .‬وبالتالي يتضمن التعريف ثالثة‬
‫تأكيدات‪ ،‬كل منها يتطلب تفسيرا دقيقا‪ .‬باختصار‪ ،‬ال يمكن إصدار أمر بالتنمية اإلقليمية‪ ،‬وتظل مجرد بناء في أيدي الجهات‬
‫الفاعلة المحلية أو أصحاب المصلحة المحليين‪ ،‬حتى لو كان من الممكن استخدام السياسات العامة المناسبة لتحفيزها بمرور‬
‫الوقت‪ .‬وباعتبارها استراتيجية للتكيف مع آثار العولمة‪ ،‬فإنها تمكن الجهات الفاعلة في مختلف األقاليم من إعادة تنظيم‬
‫االقتصاد المحلي استجابة للمنافسة المتزايدة على المستوى العالمي‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬تعتمد آلية األقلمة على مبدأ تحديد األصول‪ ،‬أي‬
‫البحث عن مورد خاص بالمنطقة يمكنه تمييز تلك المنطقة عن جارتها بدًال من ذلك‬
‫‪5‬‬
‫ال يزال يتعين إجراء معظم تحليل الجهات الفاعلة وأساليب التنسيق الخاصة بها‪ .‬لمزيد من التفاصيل‪ ،‬تتم إحالة القارئ إلى مقال حول هذا الموضوع‬
‫‪.‬بقلم جوموتشيان وآخرون (‪ .)2003‬وقد أشار كيتنغ (‪ )1995‬إلى هذا السؤال‬
‫‪6‬‬
‫يناقش إلدن (‪ )2010‬في مقال حديث مفهوم “اإلقليم” في أدب اللغة اإلنجليزية ويقول إنه وفًقا لرافستين ( ‪“ :)1980‬إن مشكلة اإلقليمية هي واحدة من‬
‫أكثر المشاكل إهمااًل في الجغرافيا […] هذه الفكرة ال يزال يتعين القيام بها “‪ .‬بالنسبة إللدن‪ ،‬فإن "اإلقليم" له عالقة بـ "األرض" أو "التضاريس" ولكنه‬
‫‪.‬أكثر منهما‪ .‬ويمكن أن يكون مرتبًطا بقوة النضال المؤسسية (انظر ساسن‪)2006 ،‬‬
‫من التنافس معها في إنتاج السلع والخدمات القياسية‪ .‬وبالتالي فإن النظام اإلقليمي للجهات الفاعلة قد يتخذ أشكااًل شديدة التنوع‬
‫( المناطق الصناعية‪ ،‬أو التجمعات‪ ،‬أو أي شكل آخر من أشكال التنظيم اإلنتاجي)‪ .‬وتتمثل سمتها األساسية في إنشاء عملية‬
‫بناء من قبل الجهات الفاعلة المحلية‪ ،‬كجزء من برنامج تنمية طويل‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن عملية التنمية اإلقليمية ليست مجرد وسيلة‬
‫لتحسين األصول المعروفة بالفعل بوجودها‪ ،‬ولكنها وسيلة للكشف عن الموارد غير المعروفة سابًقا‪ ،‬وهي في هذا الصدد‬
‫‪.‬تشكل ابتكاًرا‬

‫األراضي المبنية واألراضي المعطاة ‪1.2‬‬

‫على الرغم من أننا قد حددنا بالفعل النوع "اإلقليمي" من الديناميكية على أنه عملية تنمية أصلية‪ ،‬إال أننا نواجه‬
‫صعوبة فيما يتعلق بوضع اإلقليم الذي يعمل بمثابة دعم لهذه العملية‪ .‬في الواقع‪ ،‬غالًبا ما يغطي الخطاب حول األرض‬
‫‪:‬تعريفين مختلفين‬
‫المنطقة المحددة‪ :‬هذا هو الجزء المكون من الفضاء (في أغلب األحيان تقسيم دون وطني) الذي يكون موضوع ‪-‬‬
‫المراقبة‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬نفترض وجود اإلقليم مسبًقا ونحلل ما يحدث هناك‪ .‬في بعض النواحي‪ ،‬هذه منطقة بديهية‪ ،‬وال نسعى‬
‫إلى تحليل أصول أو ظروف البناء لها‪ ،‬ولكنها تشكل دعًم ا‪ .‬بشكل عام‪ ،‬إنها منطقة مؤسسية‪ :‬منطقة‪ ،‬كانتون‪ ،‬دائرة‪ ،‬مقاطعة‪،‬‬
‫وما إلى ذلك؛ و‬
‫األراضي المبنية‪ :‬في هذا المنظور‪ ،‬تكون األراضي نتيجة لعملية البناء من قبل الجهات الفاعلة‪ .‬لم يتم افتراض ‪-‬‬
‫المنطقة‪ ،‬ولكن تم مالحظتها بعديا‪ .‬وهذا يعني أن األراضي المبنية ال توجد في كل مكان وأنه من الممكن العثور على‬
‫‪.‬مساحات تهيمن عليها قوانين الموقع الخارجية والتي ليست أقاليم‬
‫في الخطاب حول األرض‪ ،‬غالًبا ما يتم الخلط بين مفاهيم المفهوم ويجب عدم استبعاد أحدهما لصالح اآلخر‪ .‬لذلك‬
‫‪.‬من المهم أن نفهم أن األرض هي الحاوية ونتيجة عملية إعداد المحتوى‬

‫عملية المواصفات ‪1.3‬‬

‫في المنافسة بين األقاليم‪ ،‬يتم توفير الخدمات للشركات‬


‫مهم‪ .‬في أبسط الحاالت‪ ،‬سيجذب الموقع األعمال التجارية من خالل تقديم خدمات تعتمد على األصول األكثر وفرة‪ :‬توافر‬
‫العمالة الرخيصة وغير الماهرة‪ ،‬والموارد الطبيعية‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬وفي كثير من األحيان‪ ،‬يحدد موقع هذه الموارد أو ندرتها‬
‫نوع التطوير المستخدم للمشروع‪ .‬الموقع‪ ،‬كما يتضح من تلك المناطق التي ظل تطويرها يعتمد على توفر الفحم أو الفوالذ أو‬
‫على القرب من البحر أو وجود األراضي الخصبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يعتمد عرض الموقع على األصول التي لم يتم‬
‫تقديمهاأوًال ولكنها تنتج إما عن عملية طويلة من تراكم المعرفة أو عن إنتاج سلع جماعية تمولها السلطة المحلية وال يستولي‬
‫عليها إال المستخدمون‪ .‬يتم عرض هذا النوع من الخصائص‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من خالل موقع يقدم عمالة متخصصة‬
‫هناك نهج ‪ (BAZIN-BENOÎT, 1996).‬وماهرة‪ ،‬والتي ستتمكن الشركات الموجودة في الموقع من االستفادة منها‬
‫‪.‬استراتيجي يتوافق مع كل نوع من هذه األنواع المختلفة من العروض‬
‫وبالتالي فإن الموارد ذات طبيعة مختلفة اعتماًدا على ما إذا كانت معطاة أم مبنية‪ .‬سيكشف تصنيف هذه الموارد عن‬
‫التحديات اإلستراتيجية المختلفة التي تواجه مقدمي الخدمات مثل المدن‪ .‬ويصبح هؤالء األخيرون منتجين للقيمة ولم يعودوا‬
‫مجرد منتجين لمساحات أو منافذ استهالكية‪ ،‬حيث تكون الشركات فقط هي التي تخلق القيمة‪ .‬إن التصنيف الذي استخدمناه‬
‫يميز بين األصول والموارد‪ ،‬ثم يؤهل هذه )‪ Colletis; Pecqueur, 1993‬لالطالع على صياغته األولى‪ ،‬انظر( هنا‬
‫‪.‬األصول والموارد وفًقا لما إذا كانت عامة أو محددة‬
‫ونقصد باألصول العوامل "العاملة في النشاط"‪ ،‬في حين أن الموارد هي بالفعل عوامل يجب استغاللها أو تنظيمها‬
‫أو الكشف عنها‪ .‬تشكل الموارد‪ ،‬على عكس األصول‪ ،‬احتياطًيا أو إمكانات كامنة أو افتراضية يمكن تحويلها إلى أصول إذا‬
‫‪.‬سمحت ظروف اإلنتاج أو خلق التكنولوجيا بذلك‬
‫يتم تعريف الموارد أو األصول العامة من خالل حقيقة أن قيمتها أو إمكاناتها مستقلة عن مشاركتها في أي عملية‬
‫إنتاج‪ .‬وبالتالي فإن األصول والموارد قابلة للتحويل بشكل كامل‪ ،‬وقيمتها هي قيمة تبادلية‪ .‬المكان الذي يتم فيه هذا التبادل هو‬
‫السوق‪ .‬السعر هو معيار قياس قيمة التبادل‪ ،‬والذي يتم تحديده من خالل التفاعل بين العرض والطلب الكمي‪ .‬بمعنى آخر‪،‬‬
‫‪.‬العامل العام مستقل عن "روح المكان" الذي يتم إنتاجه فيه‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬على الرغم من وجود أصول محددة في حد ذاتها‪ ،‬فإن قيمتها تعتمد على شروط استخدامها‪ .‬في‬
‫حين أن األصل العام قابل للتحويل بالكامل‪ ،‬أ‬
‫أصول محددة تنطوي على تكلفة تحويل عالية إلى حد ما وغير قابلة لالسترداد‪ .‬توجد موارد محددة فقط في حالة افتراضية‬
‫وال يمكن نقلها بأي حال من األحوال‪ .‬تولد هذه الموارد من العمليات التفاعلية وبالتالي يتم إنشاؤها في تكوينها‪ .‬إنها تعبير عن‬
‫العملية المعرفية التي يتم القيام بها عندما يقوم ممثلون ذوو مهارات مختلفة بإنتاج معرفة جديدة من خالل تجميع هذه‬
‫المهارات‪ .‬عندما يتم الجمع بين المعرفة والدراية غير المتجانسة‪ ،‬يتم إنتاج معرفة جديدة يمكن أن تساهم بدورها في تكوينات‬
‫جديدة‪ .‬وبالتالي فإن خلق التكنولوجيا هو نتيجة لعملية تتميز بظهور موارد محددة ناتجة عن عملية معرفية مرادفة للتعلم‬
‫‪.‬التفاعلي‬
‫األصول العامة ال تسمح لمنطقة ما بتمييز نفسها بطريقة دائمة‪ ،‬بحكم التعريف؛ فهي موجودة في مكان آخر ويمكن‬
‫نقلها‪ .‬إن التمايز الدائم‪ ،‬أي أنه من غير المرجح أن يتم التشكيك فيه من خالل حركة العوامل‪ ،‬ال يمكن إنشاؤه إال من موارد‬
‫محددة ال يمكن أن توجد بشكل مستقل عن الظروف التي تم إنشاؤها فيها‪ .‬وبالتالي فإن التحدي الذي تواجهه استراتيجيات‬
‫التنمية اإلقليمية يتمثل بشكل أساسي في فهم هذه الظروف والبحث عن وتحديد ما يمكن أن يشكل اإلمكانات التي يمكن‬
‫تحديدها لإلقليم‪ .‬وال يمكن تعريف هذه الشروط بطريقة مجردة‪ .‬وهي تعتمد على السياق الذي تتم فيه العملية اإلرشادية التي‬
‫‪.‬تؤدي إلى إنشاء موارد محددة‬

‫الموارد واألصول العامة ‪1.3.1‬‬

‫يغطي المؤهل "عام" جميع العوامل التقليدية للتعريف المكاني (أو عوامل الموقع لألنشطة االقتصادية) التي تتميز‬
‫‪.‬بالسعر (بما في ذلك تكاليف النقل) والتي تخضع لحسابات التحسين من قبل الوكالء‬
‫سيتم توضيح المواقف المختلفة المتعلقة بالموارد أو األصول العامة بمساعدة أربعة أمثلة‪ :‬العمالة ورأس المال‬
‫‪:‬والمواد الخام والمعلومات‪ .‬سيتم اعتبار هذه العوامل األربعة موارد عامة في الحاالت التالية‬
‫‪-‬‬ ‫العمالة غير الماهرة وغير المستخدمة؛‬
‫‪-‬‬ ‫يوجد مخزون من رأس المال على شكل مدخرات‪ ،‬ولكنها سائلة تماًم ا أو غير مستخدمة (مكتنزة)؛ و‬
‫‪-‬‬ ‫توجد رواسب المواد الخام ولكن لم يتم استغاللها؛ المعلومات متوفرة في أ‬
‫‪7‬‬
‫النموذج القياسي ولكن ال يتم استخدامه (تفسيره) في سياق معين‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬عندما تصبح هذه الموارد أصواًل ‪ ،‬فإنها ال تتوقف عن كونها عامة‪ .‬إنها ال تغير طبيعتها ولكنها "تتحقق"‬
‫وبالتالي تكتسب قيمة اقتصادية‪ ،‬قيمة يمكن قياسها بسعر ما في ظل ظروف معينة‪ .‬وهكذا يظل العمل غير ماهر ولكنه‬
‫مستخدم‪ .‬إن القوى العاملة غير الماهرة والعاطلة عن العمل هي أصل وليست مجرد مورد‪ ،‬ألنه حتى لو لم يتم استخدام اليد‬
‫العاملة فعلًيا‪ ،‬فهي موجودة وتؤثر على سوق العمل وبالتالي قد تؤثر أيًض ا على مستويات الرواتب‪ .‬يتم الكشف عن رأس‬
‫المال الجاهز لالستثمار ويصبح مدخرات نشطة‪ .‬وتظل هذه المدخرات سائلة للغاية‪ ،‬وبالتالي ال يمكن تخصيصها إال‬
‫لالستثمارات قصيرة األجل‪ .‬يتم عمل المادة الخام ‪ .‬فالمعلومات‪ ،‬في شكلها المعياري‪ُ ،‬تستخدم بالفعل قبل أن تصبح‪ ،‬في‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬مورًدا في عملية بناء المعرفة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬من وجهة نظر مجازية‪ ،‬تعتبر الموسوعة مصدًرا (يتم الرجوع‬
‫‪.‬إليه)‪ ،‬والكتاب هو أحد األصول (يتم قراءته)‬
‫الموارد العامة‪ ،‬مثل األصول العامة‪ ،‬موجودة بالكامل في السوق‪ .‬وهذا يعني أنه للحصول عليها‪ ،‬هناك سعر‬
‫السوق‪ .‬إنها قابلة للتحويل تماًم ا ومتاحة على الفور طالما أنك تدفع الثمن‪ .‬بالنسبة لهذه األصول‪ ،‬ال توجد قيود جغرافية‬
‫( باستثناء المواد الخام‪ ،‬ولكن يمكن استبدالها)‪ .‬وأخيرا‪ ،‬فإن الحصول عليها ال يتطلب وجود وتفعيل أشكال التنسيق التي تكون‬
‫جزئيا خارج السوق‪ ،‬مثلالشبكات‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تكون العالقة بين األصول والموارد أقل تعقيًدا من ذي قبل‪ .‬سنوضح هنا‬
‫‪.‬أن هناك فرًقا بين طبيعة األصل وطبيعة المورد‬

‫موارد وأصول محددة ‪1.3.2‬‬

‫ويشير المصطلح الخاص إلى جميع العوامل‪ ،‬سواء كانت قابلة للمقارنة أم ال‪ ،‬والتي ترتبط قيمتها أو إنتاجها‬
‫باستخدام معين‪.‬أصول محددةومن ثم فإن لها تكلفة ال رجعة فيها والتي يمكن أن تسمى أيًض ا "تكلفة إعادة التخصيص"‪ .‬وهذا‬
‫يعني أن األصل يفقد جزًء ا من قيمته اإلنتاجية إذا أعيد توزيعه في استخدام بديل‪ .‬وبالعودة إلى األمثلة المستخدمة أعاله‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن يكون للمادة الخام طابع محدد نظرا ألن قيمتها السوقية ال تتعلق باستخدامها في المستقبل وال بالسياق االجتماعي‬
‫واالقتصادي المباشر‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن العمالة ستكون أصًال محددًا بمجرد ذلك‬

‫‪7‬‬
‫وهذا هو الحال بالنسبة للمعلومات الواردة في بنك البيانات أو الموسوعة أو الكتالوج‪ ،‬على الرغم من أن هذه "المعلومات" هي في الحقيقة معرفة من‬
‫‪.‬حيث أنها تنقل تمثيالت‬
‫يصبح ماهرا‪ .‬إن تدريب القوى العاملة الكتساب مهارة معينة هو تكلفة يتم دفعها جزئًيا خارج الشركة‪ .‬سيكون لعملية النقل‪،‬‬
‫جزئًيا‪ ،‬تكلفة إعادة تعيين للشركة التي تستخدم هذه العمالة‪ .‬وبنفس الطريقة‪ ،‬يصبح رأس المال أصال محددا عندما يتحول من‬
‫شكل من أشكال المدخرات السائلة إلى شكل من أشكال رأس المال المستثمر في المعدات‪ .‬وأخيًرا‪ ،‬تصبح المعلومات أيًضا‬
‫أصاًل محدًد ا عندما يتم إعدادها وتنظيمها بحيث تكون جاهزة الستخدامها في استخدام معين‪ .‬ومن األمثلة الملموسة على ذلك‬
‫‪8‬‬
‫إعداد برامج تقنية للغاية تعمل على تركيز المعلومات الستخدامها في عملية إنتاج دقيقة للغاية تتعلق باستخدامات محددة‪.‬‬
‫موارد محددةلها طابع خاص فيما يتعلق بالفئات الثالث األخرى من األصول أو الموارد‪ .‬أوًال‪ ،‬ال تظهر هذه‬
‫الموارد إال في اللحظة التي يتم فيها دمج استراتيجيات الجهات الفاعلة لحل مشكلة جديدة‪ .‬وبشكل أكثر تحديًدا‪ ،‬فإن صياغة‬
‫المشكلة في نفس الوقت الذي يتم فيه حلها هو موضوع عملية إرشادية تتميز بالتجربة والخطأ والتكرارات المتعاقبة‪ .‬ثانًيا‪،‬‬
‫هذه الموارد غير قابلة للقياس‪ ،‬مما يعني أنه ال يمكن التعبير عنها من حيث السعر‪ ،‬وبالتالي فهي غير قابلة للتحويل على‬
‫اإلطالق‪ .‬ثالثًا‪ ،‬إن وجود هذه الموارد جزئيًا خارج السوق ال يتعارض مع السوق‪ ،‬بل يكمله‪ .‬هذه الموارد هي نتيجة تاريخ‬
‫طويل‪ ،‬وتراكم الذكريات‪ ،‬والتعلم الجماعي المعرفي‪ .‬وأخيًر ا‪ ،‬قد يتم إنتاج هذه الموارد في منطقة ما‪ ،‬والتي يتم بعد ذلك‬
‫‪"".‬الكشف عنها‬
‫وينتج إنتاج هذه الموارد من القواعد والعادات والثقافة التي تطورت في مساحة القرب الجغرافي والمؤسسي من‬
‫شكل متميز من التبادل في السوق‪ ،‬أي التبادلية‪ .‬على الرغم من أن التبادل يظل "قيًدا" (التزاًم ا اجتماعًيا)‪ ،‬إال أنه قد يتم تأجيله‬
‫بمرور الوقت‪ ،‬مع تاريخ متوقع للعودة قد يختلف بشكل كبير‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذا العائد ليس بالضرورة نقدًيا‪ ،‬بل قد‬
‫يكون على شكل ثقة أو مقابل أو اعتراف أو معرفة‪ .‬إن المعاملة بالمثل باعتبارها أرًض ا خصبة لموارد محددة تشكل في أغلب‬
‫األحيان أساًسا للعالقات غير الرسمية التي تخلق "مناًخ ا صناعًيا" بالمعنى الذي قصده أ‪ .‬مارشال في وصف تجمعات معينة‬
‫من الوحدات الصناعية الصغيرة في إنجلترا أو ألمانيا في بداية القرن التاسع عشر‪.‬ذ قرن‪ .‬وبشكل أكثر منهجية‪ ،‬فإن الشعور‬
‫‪ (VEBLEN, 1899).‬باالنتماء إلى مكان ما أو تجارة ما‪ ،‬أو "ثقافة الشركة" أو "روح الشركة" كلها جزء من موارد محددة‬
‫المورد المحدد الذي تم إنتاجه خالل‬
‫‪8‬‬
‫يوضح هارفي (‪ )2001‬أهمية اإليجار المكاني لالحتكار في حالة مصانع الجعة االسكتلندية أو النبيذ األسترالي‪ .‬هذه المنتجات عادة ما تكون أصول‬
‫‪.‬محددة‪ .‬هذه األمثلة قابلة للتحويل في سياقات االقتصادات الجنوبية‬
‫وبالتالي فإن عملية البناء اإلقليمي‪ ،‬المتخذة على المستوى العالمي‪ ،‬تظهر كنتيجة لعمليات التعلم الجماعي الطويلة التي تؤدي‬
‫إلى إنشاء القواعد‪ ،‬والتي غالبا ما تكون ضمنية‪ .‬وظيفة هذه القواعد ليست فقط فرز المعلومات واختيارها وتنظيمها في‬
‫ترتيب هرمي‪ ،‬ولكن أيًض ا توجيه السلوك أو توجيهه‪ ،‬وبالتالي توفير مساحة للجهات الفاعلة في اإلقليم تساعدهم على فهم‬
‫‪.‬العالم من حولهم ويمكن استخدامها للعمل‬

‫التنشيط والمواصفات‪ :‬عملية التحول ‪1.3.3‬‬

‫ويتوافق االنتقال من مورد عام إلى أصول محددة مع استراتيجية للتنمية يمكن تقسيمها إلى مرحلتين‪ :‬االنتقال من‬
‫المورد إلى األصول ( العامة) ومن األصول العامة إلى األصول المحددة‪ .‬يجب تحليل كل هذه المراحل كعمليات محددة تؤدي‬
‫إلى تغييرات عميقة في طبيعة األشياء المعنية‪ .‬وهو بهذا المعنىالتحوليشار إليه على أنه تغيير هيكلي مع عدم الرجوع الكامل‬
‫بحيث ال يكون من الممكن دائًم ا العودة من األصل إلى المورد ومن الخاص إلى العام والعثور على نفس الحالة األولية تماًم ا‪.‬‬
‫ومن أجل جعل فكرة الموارد أكثر وضوحا‪ ،‬يمكننا الرجوع إلى عمل هيرشمان (‪ )1986‬الذي يؤكد أن‬

‫ال تعتمد التنمية االقتصادية كثيًر ا على إيجاد التركيبات المثلى لموارد وعوامل إنتاج معينة بقدر ما تعتمد على‬
‫‪.‬استدعاء وتجنيد الموارد والقدرات المخفية أو المتناثرة أو سيئة االستخدام ألغراض التنمية‬

‫وبهذا المعنى‪ ،‬فإن المورد يختلف بوضوح عن عامل اإلنتاج‪ .‬هذه الفكرة األخيرة‪ ،‬وهي مصطلح أساسي في‬
‫االقتصاد القياسي لإلشارة إلى الموارد التي تدخل كمدخالت في عملية اإلنتاج‪ ،‬هي في الواقع مقيدة للغاية وتقتصر على حالة‬
‫‪.‬األصل العام في صياغتنا‬
‫يمكن تصور حالتين من "التنشيط"‪ :‬مورد محتمل وموجود مسبًقا (عام)‪ ،‬ومورد افتراضي (محدد)‪ .‬في الحالة‬
‫األولى‪ ،‬السوق هو المكان أو وسيلة تنشيط الموارد‪ .‬وفي الحالة الثانية‪ ،‬قد يتم تنشيط المورد االفتراضي بعد عملية محددة‪.‬‬
‫‪.‬وهكذا‪ ،‬من منظور مشابه لمنظورنا‪ ،‬يالحظ ليفي ولوسو (‪)2003‬‬

‫إن الواقع الناتج عن العالم المادي أو البيولوجي ال يمكن أن يكون مورًدا إال إذا كانت هناك عملية إنتاج محددة‬
‫يمكن إدراجه فيها والتي‪ ،‬بحكم التعريف‪ ،‬تأتي من المجتمع [‪ .]...‬الموارد هي‬
‫لذلك دائمااخترع‪ ،‬وأحياًن ا بعد فترة طويلة من اكتشافها مثل النفط كمصدر للطاقة أو الجبال العالية كمورد سياحي‬
‫‪(.‬ترجمة) [الخط المائل مضاف]‬

‫وبالمثل‪ ،‬يعرف كبير (‪ )2004‬مفهوم المورد بأنه "نظام فوقي يربط بين شيء ما (الدراية‪ ،‬المواد الخام‪،‬‬
‫المصنوعات اليدوية‪ ،‬وما إلى ذلك) ونظام إنتاج ينتج سلعة أو خدمة (الترجمة)"‪ .‬إنه نظام فوقي بمعنى أنه ينتج عن مزيج من‬
‫نظامين موجودين بالفعل‪ :‬نظام الموضوع ونظام اإلنتاج‪ ،‬أو باألحرى‪ ،‬في رأينا‪ ،‬نظام القواعد التي يتم إنتاجه من خاللها ‪.‬ال‬
‫يمكن اختزال الكائن‪/‬المورد الذي سيكون بمثابة دعم إلنتاج األصل إلى أبعاده باعتبارهمدخلولكنها جزء من نظامها الخاص‪:‬‬
‫«قبل أن تنتج اللوح الخشبي‪ ،‬تكون الشجرة شجرة‪ .‬وهذا هو الحال حتى عندما يزرع لهذا الغرض (ترجمة)" (كبير‪.)2004 ،‬‬
‫ويمكن أيًض ا اعتماد نفس المنظور عند النظر في الموارد غير الملموسة التي تشكل المناظر الطبيعية‪ ،‬أو التقاليد التراثية‪ ،‬أو‬
‫المعرفة‪ ،‬أو حتى رأس المال االجتماعي‪ .‬وبالتالي فإن الكائن سوف يخضع لعملية التحول من خالل نظام القواعد التي تحوله‬
‫إلى مورد نشط‪" .‬إن نظام اإلنتاج (نظام القواعد في نظرنا) هو مكانتعريفوتنفيذ الموارد‪ ]…[ .‬هنا تصبح ملموسة‪ ،‬ويتم‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن المورد عندما يصبح‪].‬أضيفت الحروف المائلة[ )‪" (KÉBIR، 2004‬تحويلها واستخدامها (ترجمة)‬
‫أصًال يتحول بواسطة نظام اإلنتاج ويغير طبيعته‪ .‬في المرحلة االفتراضية‪ ،‬يمكن ألي شيء أن يشكل موردًا‪ ،‬ولكن ال يمكن‬
‫لكل شيء أن يصبح أصًال ميكانيكيًا ألن شروط التحول ليست في الشيء‪/‬المورد ولكن في استراتيجيات الجهات الفاعلة‬
‫‪.‬داخل عملية اإلنتاج‬
‫ومن ثم‪ ،‬يتم استخدام الموارد وتحويلها‪ ،‬ولكنها يمكن أيًض ا أن تتراجع وتصبح مرة أخرى إمكانات‪ ،‬اعتماًدا على ما‬
‫إذا كانت تتطور كأصول أو‪ ،‬من كونها أصول‪ ،‬تعود إلى حالة المورد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كما اقترحنا‪ ،‬فإن التحول الذي يغير المورد‬
‫إلى أصل له معنى مختلف اعتماًدا على ما إذا كان مورًدا عاًم ا أو محدًدا‪ .‬وفي حالة المورد العام‪ ،‬القابل للتكرار في أي مكان‪،‬‬
‫فإن ما يجعل األصل يعود أو يتراجع إلى كونه مورًدا يعتمد ببساطة على التكاليف‪ .‬تم إغالق حفرة الفحم األخيرة للتو في‬
‫لورين‪ ،‬لكن هذا ال يعني أنه تم استخراج الفحم‪ .‬يعود الفحم إلى حالة المورد التي كان عليها قبل افتتاح المنجم‪ ،‬وإذا أصبح‬
‫‪.‬الفحم قادًر ا على المنافسة مرة أخرى‪ ،‬فقد يصبح هذا المورد أحد األصول مرة أخرى (عمل)‬
‫في هذا الجزء األول من المقال‪ ،‬حاولنا تعريف ديناميكيات الخصوصية كأساس لنموذج جديد من "التنمية‬
‫اإلقليمية"‪ .‬فهل يمكن لمثل هذا النموذج‪ ،‬المبني على خصوصية المنتجات والمستند إلى الممارسات المتبعة في البلدان‬
‫‪.‬النامية‪ ،‬أن يعتبر مرة أخرى ذا صلة بالبلدان النامية؟ سيحاول الجزء الثاني من هذه الورقة اإلجابة على هذا السؤال‬

‫التنمية االقتصادية اإلقليمية في البلدان النامية‪ :‬هل هي ممكنة؟ ‪2‬‬

‫وبالتالي يمكن االفتراض أن عملية المواصفات‪ ،‬التي تتكون من تأهيل وتمييز الموارد التي يكشف عنها أصحاب‬
‫المصلحة في محاولة حل مشاكلهم اإلنتاجية‪ ،‬تشكل جهًدا متضافًر ا إلعادة هيكلة االقتصادات الصناعية وصيغة للتكيف مع‬
‫الخصائص الجديدة لعالم معولم‪ . .‬وال يهم مبدأ البناء اإلقليمي هذا من قبل الجهات الفاعلة المحلية المنتجين فحسب‪ ،‬بل‬
‫المستهلكين أيًض ا‪ .‬وبالتالي ال يمكن فصل شروط إنتاج السلع والخدمات من قبل الفاعلين في اإلقليم عن منفذ السوق لهذه‬
‫المنتجات‪ .‬وهذا ال يعني أن السوق يقتصر على المنطقة المحلية‪ ،‬وهو ما من شأنه أن يعيدنا إلى النظام القديم للتمييز بين‬
‫المنتجات (المحاصيل المنتجة للغذاء مقابل محاصيل التصدير)‪ ،‬ولكن هذا العرض‪ ،‬عندما يكون محددا‪ ،‬يتحدد جزئيا حسب‬
‫الطلب‪ .‬وبالتالي يمكن التساؤل عما إذا كان مبدأ المواصفات هذا ضرورًيا لفهم التنمية اإلقليمية‪ .‬وسندرس جدوى العملية في‬
‫مجتمعات الدول النامية على ثالث مراحل‪ .‬أوًال‪ ،‬سوف نبين أن ممارسات التنمية اإلقليمية ليست جديدة‪ ،‬ولكنها موجودة‬
‫بالفعل بأشكال مختلفة‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬سنحدد الحدود والمخاطر الكامنة في هذه الممارسات‪ .‬وأخيرا‪ ،‬سوف ندرس إمكانية‬
‫‪.‬وضرورة اتخاذ إجراء عام‪ ،‬األمر الذي يتطلب تغييرا في الطريقة التي تعمل بها السلطات العامة‬

‫الممارسات الراسخة ‪2.1‬‬

‫إن أمثلة التنمية االقتصادية القائمة على منتجات محددة مرتبطة بمساحة معينة موجودة منذ فترة طويلة‪ .‬تكشف‬
‫‪-‬معهد البحوث االقتصادية( ‪ IREPD‬األدبيات الفرنكوفونية حول هذا الموضوع أن الباحثين في‬
‫تطوير اإلنتاج) في غرونوبل‪ ،‬فرنسا تم عرضه في وقت مبكر من عام ‪ 19949‬أن "التطورات الجديدة" موجودة‪ ،‬خاصة في‬
‫آسيا‪ ،‬لتفسير ظهور "الدول الصناعية الجديدة"‪ .‬وفقا لكورليه (‪ ،)1994‬فإن مثل هذه الديناميكيات‬

‫تم تطويرها ألول مرة من خالل تحديث الزراعة؛ فهي ال تعتمد على الموارد المادية‪ ،‬بل بشكل أساسي على‬
‫التعليم المعمم والمادة الرمادية [‪ ]...‬في هذه الحركة‪ ،‬تصبح األرض "بيئة"‪ ،‬مما يعني أنها ليست فقط القاعدة‬
‫الجغرافية لألنشطة االقتصادية‪ ،‬ولكنها تتخذ شكًال البعد االجتماعي والثقافي الذي يلعب دورا مركزيا في عملية‬
‫‪.‬التنمية (الترجمة)‬

‫"ومن الواضح أن هذا النهج مستوحى من األعمال األولى في الجغرافيا االقتصادية حول التنمية "من األعلى‬
‫‪).‬وآخرون‪(ARROUS; KI-ZERBO, 2006; STÖHR)2001 ،‬‬
‫ومن ثم فإن الخصائص العامة القتصاد ما بعد الفوردي الذي ال يزال غير واضح المعالم هي التي تظهر ليس في‬
‫االقتصادات المتقدمة فحسب‪ ،‬بل في االقتصادات الناشئة أيًض ا‪ .‬إن الظاهرة األكثر وضوحًا التي يمكن مالحظتها هي التطور‬
‫المكاني المتناقض إلى حد ما الذي يشهد استعادة المنطقة المحلية ألهميتها في عالم أصبح معولمًا بشكل متزايد‪ .‬ووفقا لكورليه‬
‫(‪" :)1994‬إن "العالمي" يفرض نفسه بينما يقفز "المحلي" علينا [‪ ]...‬ومن هذا المنظور يجب فهم فكرة التنمية الداخلية‬
‫(الترجمة)"‪ .‬يعيد البعد المكاني الجديد إطالق دور قرب الجهات الفاعلة في بناء األرض ومواردها‪ .‬وكان ريكوير‪-‬‬
‫التبادالت( ديجاردان (‪ )1996‬قد لفت االنتباه بالفعل إلى أهمية القرب في عمليات التنمية على أساس أمثلة ملموسة متنوعة‬
‫عبر الحدود في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ ،‬وخاصة على حدود نيجيريا‪ ،‬والتبادالت عبر الحدود في أفريقيا جنوب‬
‫‪).‬على الحدود بين المكسيك والواليات المتحدة‪،maquiladoras‬الصحراء الكبرى‪ ،‬وال سيما على حدود نيجيريا‬
‫األدب األنجلوسكسوني‪ 10‬كما طورت هذا الرابط بين الفضاء المحلي والتنمية‪ .‬وقد طرح كروجمان (‪ )1995‬فكرة‬
‫االقتصادات الخارجية المحلية التي تم ذكرها في الجزء األول من هذه المقالة‪ .‬هذه العوامل الخارجية واضحة في تطور‬
‫‪:‬المجموعات‪ .‬فكرة الكتلة‪ ,‬تم تعريف منتج المناطق الصناعية اإليطالية بشكل أكثر دقة بواسطة بورتر (‪)2000‬‬

‫المجموعة عبارة عن مجموعة متقاربة جغرافًيا من الشركات المترابطة والمؤسسات المرتبطة بها في مجال‬
‫معين‪ ،‬والتي تربطها قواسم مشتركة و‬

‫‪9‬‬
‫‪.‬انظر المؤتمر الذي نظمه كورليه (‪)1994‬‬
‫‪10‬‬
‫‪.‬وقد اقترح ستوهر (‪ ،)2003‬أحد رواد التنمية "من األسفل"‪ ،‬مؤخرًا إجراء مراجعة وتحديث للعمل‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالتجارب في البلدان النامية‬
‫التكامل‪ .‬يمكن أن يتراوح النطاق الجغرافي للكتلة من مدينة أو والية واحدة إلى دولة أو حتى مجموعة من الدول‬
‫‪.‬المجاورة‬

‫وبالتالي يعتبر التجمع وسيلة تنظيمية ذات صلة بالصناعة في البلدان النامية‪ ،‬كما يتضح من مالحظات كورميك (‬
‫‪ )2003.‬بعد دراسة إمكانية تعزيز التجمعات الصناعية في أفريقيا‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال يزال مفهوم الكتلة غير واضح نسبًيا‪ ،‬كما يظهر في تطبيقه على نطاقات مكانية مختلفة جًدا‪ .‬وبشكل‬
‫وهو نظام محلي لتجهيز األغذية‪ SYAL (Système Agro-alimentaire Localisé)، ،‬أكثر تحديًدا‪ ،‬فإن فكرة نظام‬
‫تعمل على توسيع نطاق المجموعة من خالل عدم تقييد نفسها بأسلوب تنظيم يتركز جغرافًيا مع عدد كبير من الجهات الفاعلة‬
‫يمكن مقارنته‪ ،‬في مجال تجهيز األغذية‪ ،‬بقرب المناطق الصناعية في بعدها الثقافي‪ .‬موشنيك ( ‪ SYAL )2002‬المحلية‪ .‬إن‬
‫‪:‬على أساس ثالث خصائص ‪ 11 SYAL‬حدد‬
‫وإنشاء اقتصادات خارجية تتعلق بكثافة الشركات الموجودة في مكان ما‪ ،‬والقرب بين الجهات الفاعلة؛ ‪-‬‬
‫تنمية المعرفة غير القابلة للتحويل‪ .‬تعتمد المهارات وعالقات العمل والدراية الفنية لألفراد والشركات على تاريخ ‪-‬‬
‫مشترك ينتقل في المعرفة والممارسات والقواعد والتمثيالت الجماعية؛ و‬
‫تجمع أساليب التنظيم‪ ،‬بطريقة متداخلة إلى حد ما‪ ،‬بين آلية السوق وعناصر المعاملة بالمثل وإعادة التوزيع ‪-‬‬
‫الراسخة في الهوية االجتماعية‪ .‬يشكل التنظيم الجماعي موردا محددا للنظام اإلنتاجي المحلي‪ ،‬ومصدرا لالستقرار والتكاثر‬
‫‪(.‬الترجمة)‬
‫‪ (COLLETIS; PECQUEUR, 1993).‬وهنا نواجه مسألة الخلقموارد محددةبالمعنى الذي حددناه سابًقا‬
‫وهكذا‪ ،‬يمكننا أن نالحظ أن مبادئ التنمية اإلقليمية قد تم تطبيقها بالفعل لفترة طويلة في االقتصادات النامية‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫أصبحت مثل هذه الممارسات أكثر صلة بالعولمة‪ ،‬ألن هذا يجعلها ال غنى عنها بالنسبة للمهيمن عليهم‬

‫‪11‬‬
‫مخترع الفكرة‪ ،‬يجري دراسة موضوعية حول نفس ‪ CIRAD - équipe TERA)،‬محاضرة تمهيدية في المؤتمر الذي نظمه( موشنيك (‪)2002‬‬
‫‪)،‬الغذاء المحلي‪ -‬نظام المعالجة وبناء األراضي ( "‪: "Système agro-alimentaire localisé et Construction des Terrasse‬الموضوع‬
‫مونبلييه‪ .‬وتجدر اإلشارة أيًض ا إلى المؤتمر‪" :‬التنظيم المكاني وإدارة الموارد واألراضي الريفية" [ التنظيم المكاني وإدارة الموارد واألقاليم‬
‫‪.‬مونبلييه‪ 27-25 ،‬فبراير ‪ UMR SAGERT، 2003‬نظمته ‪,CIRAD، CNEARC، ENGREF،‬الريفية]‬
‫على االقتصادات أن تميز منتجاتها بشكل متزايد بحيث ال تتعرض جميع أنشطتها لمخاطر المنافسة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التطبيق‬
‫‪.‬المتزايد لمبادئ التنمية اإلقليمية ال يخلو من الصعوبات‪ ،‬ولكن يجب أال يؤدي ذلك إلى خنق محاوالت إيجاد الحلول‬

‫المخاطر الكامنة في نمو ممارسات التنمية اإلقليمية ‪2.2‬‬

‫يمثل االقتصاد غير الرسمي المثال األكثر وضوحا للتنمية اإلقليمية التي تنطوي على جهات فاعلة في عالقات‬
‫القرب‪ .‬مفهوم االقتصاد غير الرسمي الذي ظهر في بداية السبعينيات ‪ 12‬تم تعريفه من قبل المكتب الدولي للعمل (مكتب العمل‬
‫‪:‬الدولي) بأنه نظام يتميز بما يلي‬

‫تسهيالت دخول السوق‪ ،‬واالعتماد على الموارد المحلية لإلنتاج‪ ،‬والملكية العائلية للشركات‪ ،‬واإلنتاج على نطاق‬
‫صغير‪ ،‬والتكنولوجيات كثيفة العمالة المستخدمة (التي يمكن "تكييفها")‪ ،‬والدراية المكتسبة خارج النظام‬
‫‪.‬المدرسي‪ ،‬وعدم التنظيم األسواق التنافسية (أسيدون‪[ )2000 ،‬ترجمة]‬

‫لقد كان ُينظر إلى دائرة التنمية هذه لفترة طويلة على أنها متميزة عن "القطاع الحديث" من حيث أنها تجاوزت‬
‫المراحل الواضحة لتكوين القيمة وخاصة تكوين األسعار قبل الوصول إلى المرحلة النهائية لتبادل السوق‪ .‬يشكل القطاع غير‬
‫إنشاء اقتصادات خارجية‪ SYAL: ،‬الرسمي أساًسا للتنمية المحلية حيث أنه يأخذ الخصائص المذكورة أعاله لبرنامج‬
‫‪.‬واستخدام المعرفة غير القابلة للتحويل وأساليب محددة لتنظيم المجتمع‬
‫‪:‬مع كل ذلك فإن مبدأ االقتصاد غير الرسمي يبدو محدودا من الناحية التنموية‪ .‬لفيرنيير (‪)2003‬‬

‫إن طبيعة الجزء األكبر من أنشطتها (غير الرسمية )ال تؤدي في الواقع إلى تراكم قوي لرأس المال‪ ،‬سواء كان‬
‫مادًيا أو بشرًيا [‪ ]...‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن حوافز التقدم التقني‪ ،‬المرتبطة بالمنافسة‪ ،‬محدودة نظًر ا ألن إن أي‬
‫‪.‬منافسة تتم بشكل أساسي بين الشركات غير الرسمية وال يتضمن سوى القليل نسبًيا الشركات الحديثة [ترجمة]‬

‫وقد تم استخدام صيغ أكثر دقة‪ ،‬يشار إليها باسم "التنمية التشاركية"‪ ،‬لعدة سنوات للتخفيف من هذه العيوب وتنظيم‬
‫إنشاء مشاريع تنموية صغيرة‪ ،‬وال سيما من خالل المنظمات غير الحكومية‪ .‬بروحصغير هو‬

‫‪12‬‬
‫‪.‬انظر حمض (‪ )2000‬أو ليفي ولوسو (‪)2003‬‬
‫جميل والهدف من هذه المشاريع هو إيجاد حل لعدم الكفاءة التي كانت في كثير من األحيان مشكلة في المشاريع الكبرى التي‬
‫يدعمها الرعاة الماليون‪ .‬وهنا مرة أخرى‪ ،‬يمكن تحديد العديد من القيود‪ .‬ويالحظ فيرنيير (‪ )2003‬أنه في كثير من األحيان‬
‫" يمنع حجم المجتمعات الحالية أي فوائد من وفورات الحجم التي قد تكون ممكنة من الناحية الفنية‪ .‬وكذلك فإن العادات‬
‫اليوم أكثر تفصيًال من الحل غير ‪ SYAL‬المتعلقة بتوزيع الثروة قد تتعارض مع أهداف التراكم (الترجمة)"‪ .‬تبدو صيغة‬
‫‪13‬‬
‫الرسمي كشكل حديث للتنظيم اإلقليمي لإلنتاج‪ ،‬ال سيما في البلدان النامية‪ .‬هذا النوع من التنظيم يولد االبتكارات الرئيسية‬
‫بدًال من معارضة التقاليد والدراية القديمة‪ SYAL، ،‬في مجال األنشطة الزراعية وإنتاج الغذاء‪ .‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬فإن‬
‫يوفر حًال جزئًيا على ‪ SYAL‬يجعل من الممكن ربطها بابتكارات العمليات وجودة اإلنتاج‪ .‬ولذلك يمكن القول أن برنامج‬
‫األقل للقيود المفروضة على االقتصاد غير الرسمي المذكورة أعاله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك قيود أخرى ناتجة عن هذه العملية‪،‬‬
‫المنتجون خارج النظام يراقبون ما يحدث ويريدون االستفادة من نجاحه‪ ،‬لكن من دون ‪ SYAL.‬والتي تظهر عندما ينمو‬
‫‪.‬التكاليف األولية وفترات التجربة‬
‫هو وجود حواجز الدخول‪ .‬النقطة الحاسمة في النظام تكمن في قدرته على ‪ SYAL‬وبالتالي فإن القيد األول لنمو‬
‫التمييز بين النظام وما هو خارجه‪ .‬وإذا كان من السهل "غزو" النظام من قبل الغرباء‪ ،‬فإن تأثير التمييز يصبح أضعف‬
‫وتختفي الميزة النسبية لالنتماء إلى النظام بالنسبة ألعضائه‪ ،‬مما يؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء على النظام نفسه‪.‬‬
‫في البلدان النامية‪ ،‬ال توجد آليات وقائية موجودة في البلدان الصناعية‪ ،‬مثل ‪ SYALs‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬في معظم برامج‬
‫ولذلك‪ ،‬هناك خطر أكبر للغزو من الخارج‪ ،‬مما يؤدي إلى حافز أقل ‪).‬وما إلى ذلك ‪ (AOC، IGP،‬عالمات ضمان الجودة‬
‫‪.‬لالستثمار‬
‫عندما يقوم المنتجون بتمييز ‪ SYAL.‬ويتعلق الحد الثاني بضعف السوق المحتملة‪ ،‬وهو منفذ المنتجات من‬
‫إنتاجهم‪ ،‬يكون ذلك بهدف التمكن من زيادة السعر من خالل الجودة‪ ،‬ال سيما مع المنتجات العضوية‪ ،‬ولكن أيًضا من خالل‬
‫‪.‬الصورة أو السمات التي تبرر خلق الجودة‬

‫‪13‬‬
‫العالقات‪: Fournier and Requier-Desjardins (2002)،‬في منطقة الساحل األفريقي ‪ SYAL‬بالنسبة لمجموعات صغار المزارعين في‬
‫لعام ‪ ،2002‬المذكور أعاله‪ ،‬أظهر‪ ،‬في ‪ CIRAD‬األفقية داخل النظم الغذائية الزراعية المحلية‪ :‬حالة القضية‪ .‬دراسات الحالة في بنين‪ ،‬في مؤتمر‬
‫حالة إنتاج "الكاري" (الكسافا) وزيت النخيل في بنين‪ ،‬أن مستويات المعيشة السنوية مبنية على عالقات أفقية معقدة مع وجود "الطنتين" (المدخرات‬
‫المحلية والموارد الطبيعية)‪ .‬أنظمة التمويل الموجودة في المجتمعات التقليدية)‪ ،‬وجمعيات تناوب العمل‪ ،‬واألشكال األصلية للتعاون في مجال‬
‫‪.‬التسويق‬
‫شبه اإليجار على المنتج (بالمعنى الذي استخدمه أ‪ .‬مارشال)‪ .‬ولتوليد هذا شبه‪ ،‬ال بد من إيجاد الطلب المذيب‪ ،‬وهو أمر ليس‬
‫في المناطق المنخفضة في ساحل العاج (وادي بانداما)‪ ،‬تباطأ ‪ SYAL‬ممكنا دائما في األسواق القريبة‪ .‬وهكذا‪ ،‬في نموذج‬
‫التوسع في حقول األرز بسبب انخفاض مستوى المالءة المالية للطلب المحلي والمنافسة من األرز األرخص ولكن األقل‬
‫‪.‬جودة‪ ،‬واألرز المستورد من فيتنام‬
‫وأخيرًا ‪ ،‬يتعلق القيد الثالث بانخفاض القدرة المؤسسية على التعلم‪ .‬يتم إدراج شبكة الجهات الفاعلة التي تم إنشاؤها‬
‫في نظام العالقات االجتماعية والثقافية على أساس التقاليد‪ .‬وفي كثير من الحاالت‪ ،‬يتعارض النجاح ‪ SYAL‬في سياق‬
‫االقتصادي مع التقاليد الراسخة ويكشف عن صراعات حول تقاسم الثروة ‪ 14‬المتعلقة بالقرب الجغرافي وأشكال الحراك‬
‫االجتماعي‪ .‬مثل هذا الصراع هو الجانب العكسي الدائم لديناميات المجتمع‪ .‬لقد مكنت الرأسمالية في كثير من األحيان االبتكار‬
‫من خالل االنفصال عن اإلطار الثقافي واالجتماعي للمجتمع‪ .‬إن إنشاء منتجات وعمليات جديدة دون كسر اإلطار التقليدي‬
‫‪.‬ليس بالمهمة السهلة‬

‫الشروط التي تحكم جدوى التنمية اإلقليمية ‪2.3‬‬

‫‪ (SYALs)،‬ولذلك قد نتساءل ما إذا كانت الممارسات الراسخة‪ ،‬حتى عندما يتم تنشيطها من خالل صيغ جديدة‬
‫‪.‬تواجه القيود المتأصلة في نجاحها والتي تحكم عليها بالبقاء هامشية‬
‫ونحن ال نعتقد أن هذا هو الحال ونرى أنه من المهم أن نأخذ في االعتبار العمليات الجديدة إلنشاء الموارد أثناء‬
‫السعي للتغلب على القيود المذكورة أعاله‪ .‬وهذا يتطلب تكاماًل أكثر وضوًحا للعالقات خارج السوق في تحليل عمليات البناء‬
‫اإلقليمي والصناعي‪ .‬إن خلق الموارد والبناء اإلقليمي يعيدنا إلى مسألة المنافسة وحقيقة أن هذا لم يعد يقتصر على الشركات‬
‫‪.‬فحسب‪ ،‬بل أيًض ا بين المواقع الموجودة في مساحات محددة‬

‫كل شيء يحدث كما لو أن الشركات‪ ،‬في التنافس مع بعضها البعض‪ُ ،‬تشرك مناطقها في نفس المنافسة‪ .‬وبعيًدا‬
‫عن االقتصار على تقديم عوامل اإلنتاج بشكل سلبي‪ ،‬والتي ينبع مزيجها الخاص من موهبة معينة‪ ،‬تميل‬
‫‪.‬المجاالت إلى بناء أو تعزيز القدرة التنافسية‬
‫‪14‬‬
‫طور توري (‪ ،)2000‬بعد العمل النظري حول القرب (جيلي؛ توري‪ ،)2000 ،‬مفهوم الصراع كجزء ال يتجزأ من التنسيق بين الجهات الفاعلة في‬
‫‪.‬عالقات القرب‬
‫المزايا […] يعتمد هذا التحليل على إعادة تعريف طبيعة الشركة‪ ،‬والتي‪ ،‬من كونها المكان الذي يحتوي على‬
‫المزيج األمثل من عوامل اإلنتاج العامة‪ ،‬تصبح مكاًنا للجمع بين المهارات وتعلم معارف جديدة بناًء على عوامل‬
‫‪.‬؛ بيكوير‪[ )1993 ،‬ترجمة] )‪ (COLLETIS‬محددة‬
‫وال يتم بالضرورة تحديد الموارد وتطويرها أو "تنشيطها" من خالل عملية السوق وحدها من حيث تكاليف‬
‫المعامالت وتكاليف التنفيذ‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإن عمليات تفعيل الموارد‪ ،‬التي تولد مستوى أكبر أو أقل من خصوصية‬
‫اإلنتاج‪ ،‬تفترض تعبئة الجهات الفاعلة في عمليات التعاون‪ ،‬والتي تسلط الضوء على دور العالقات خارج السوق وجوانب‬
‫التنسيق المرتبطة بها‪ .‬ومن بين هذه الجهات الفاعلة‪ ،‬تلعب السلطات دوًرا حاسًم ا‪ .‬وبالتالي فإن إعادة تعريف السياسات العامة‬
‫تتطلب تغييرًا في الحجم وتغييرًا في الطبيعة‪ .‬ومن الصعب هنا أن نقترح ما هو الموضوع الذي يمكن إجراء المزيد من‬
‫‪.‬البحث المتعمق فيه‪ ،‬ولكن يمكننا على األقل تحديد القضايا الرئيسية‬
‫تغيير الحجم‪ :‬إن تدخل الدولة ال يكون دائما هو الحل األمثل‪ ،‬حيث أن العمل ال يقع على مستوى النظام اإلنتاجي‬
‫الوطني‪ .‬كما أن الالمركزية البسيطة لن تكون متوافقة بعد اآلن مع التغيرات الملحوظة اليوم‪ .‬على الرغم من أن إدارة اإلنتاج‬
‫أصبحت أكثر تنوعا‪ ،‬مع األخذ في االعتبار الوظائف الثانوية‪ ،‬فقد لوحظ بعض التبلور في شكل مساحات ذات الى‬
‫هذا مجموعات من الجهات الفاعلة المعروفة باسم المناطق‪ .‬ومن منظور المشروع‪ ،‬يجب أن يكون العمل العام قادًرا على‬
‫التدخل على هذا النطاق اإلقليمي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن تلعب سلطة الدولة دوًرا نشًطا إذا أريد لالمركزية أن تنجح‪ .‬وهذه هي‬
‫المفارقة التي تواجه العديد من البلدان (خاصة في منطقة الساحل األفريقي) التي دخلت في عملية الالمركزية مع دولة ضعيفة‬
‫( في العديد من هذه البلدان‪ ،‬يتجاوز إجمالي ميزانية المنظمات غير الحكومية ميزانية الدولة بكثير)‪ .‬وبالتوازي مع تطوير‬
‫السلطات المحلية‪ ،‬يجب إنشاء بعثة حكومية تقوم بثالث وظائف على األقل‪ :‬إعادة التوزيع والوساطة والتنسيق‪ .‬يتم تبرير‬
‫إعادة التوزيع بشكل أساسي على أساس أن األراضي ليست متساوية‪ .‬ستتعامل الوساطة مع الجوانب الدولية والحكومة‬
‫المحلية وأصحاب المصلحة المحليين‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يشير التنسيق إلى التنسيق الرأسي‪ ،‬المتعلق بالحكومة المحلية‪ ،‬والتنسيق‬
‫‪.‬األفقي‪ ،‬فيما يتعلق بالعالقات بين المشاريع وبين أصحاب المصلحة في اإلقليم‬
‫تغير الطبيعة‪ :‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن دور السلطات العامة يتجاوز التوصل إلى اتفاق مع مختلف الجهات الفاعلة‬
‫بشأن التعويض النقدي مقابل إنتاج قيمة ال يقرها السوق أو تحفيز وظيفة ال يشجعها السوق (خلق فرص العمل‪ ،‬وما إلى‬
‫ذلك)‪ . .‬السلطات العامة‬
‫يجب أن يسمح بتقارب السوق بين الوظائف والمنتجات الثانوية التي ال يمكن تسويقها بشكل صارم من أجل تحفيز إنتاج‬
‫عرض مركب من قبل األقاليم‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب أن تهدف السياسات أيًض ا إلى إدارة المشكلةإعادة التوزيعمن أي إيرادات ناتجة‬
‫عن هذا العرض المركب ومنع أي منتجين خارجيين من االستفادة من الخدمات غير المدفوعة لآلخرين‪ .‬ومن ثم ينبغي‬
‫للسلطات العامة (الدولة وكذلك السلطات المحلية) أن تنظم تدفقات القيمة التي تنشأ خارج السوق على أساس موارد إنتاجية‬
‫‪.‬جديدة‬
‫لقد تزامنت الزيادة في العمليات اإلقليمية مع العولمة‪ ،‬مما أدى إلى خلق مساحة مفتوحة للعمل العام بين الدولة‬
‫‪.‬وأصحاب المصلحة األفراد‪ .‬كما الحظ فور (‪)2001‬‬

‫مما ال شك فيه أن النظام السياسي المحلي يمر بفترة من االضطرابات اإلقليمية الكبيرة‪ ،‬وهي االضطرابات التي‬
‫المناطق المحلية( "‪ "terroirs‬عززتها‪ ،‬على نحو متناقض‪ ،‬عملية العولمة‪ ،‬التي تعتمد أيًض ا على ديناميكيات‬
‫‪.‬وشبكات األقاليم والتجمعات الحضرية‪ .‬الحداثة [ترجمة] ‪)،‬المتخصصة‬

‫إن نتيجة هذا التنسيق المتزايد بين الجهات الفاعلة على المستوى اإلقليمي هي تغيير في مبدأ السياسة االقتصادية‬
‫كعمل خارجي يهدف إلى تعديل التدفقات االقتصادية الكلية بهدف تصحيح االختالالت االجتماعية واالقتصادية‪ .‬ويهدف هذا‬
‫المفهوم الشبيه بالكينزية إلى تحسين عرض الوظائف على مستوى سوق العمل العام في البالد‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يمكننا أن‬
‫نردد األسئلة التي أثارها ساليس ( ‪“ :)1998‬كيف يمكنك تصور العمل العام الذي ال يتطابق مع سياسة الدولة؟ فهل توجد‬
‫‪ :‬إجراءات عامة ال تقوم على مبدأ العمومية القاطعة (الترجمة)؟ بداية الرد مقدمة من كومايل وجوبرت (‪)1998‬‬

‫إن عمليات اتخاذ القرار تنتج بشكل أقل من تدخل السلطة المركزية‪ ،‬أو فرض الحكم غير المتجانس‪ ،‬بقدر ما‬
‫تنتج من الحكم الذاتي المنظم‪ .‬وفي الترتيبات المؤسسية‪ ،‬يبدو أن تكوين الفاعلين االجتماعيين له أهمية أكبر من‬
‫تدخل السلطة السياسية‪ .‬إن تعدد السلطات‪ ،‬والجهات الفاعلة التي تأسست في ظل استقالل نسبي متزايد‪ ،‬مع‬
‫‪.‬هوامش جديدة للتدخل‪ ،‬يمكن تشبيهه بتعدد المراكز الحقيقي ألشكال تنظيم الحياة االجتماعية والسلطة السياسية‬

‫ولذلك نحن بحاجة إلى االنتقال من السياسات العامة إلى العمل العام‪ .‬أما األخير فيشمل جهات فاعلة محلية وليس‬
‫سلطة قسرية خارجية‪ .‬قد يتعلق األمر بالجهات الفاعلة الخاصة بمجرد التنسيق فيما بينها إلنتاج خدمة جماعية‪ .‬قد يتخذ العمل‬
‫العام اإلقليمي أشكااًل شديدة التنوع‪ .‬قد تكون هذه‬
‫استيعاب العناصر التي يجمعها علماء السياسة مًع ا في مفهوم الحكم‪ .‬ويمكن تعريفها في شكلها التنظيمي المحلي بأنها نموذج‬
‫للتنسيق بين الجهات الفاعلة التي تسعى إلى دمج اآلليات اإلنتاجية والمؤسسية المحلية (القرب الجغرافي والقرب التنظيمي)‬
‫من ناحية‪ ،‬والعالقات العالمية من ناحية أخرى‪ .‬ويبدو أن الحكم اإلقليمي هو "تعبير عن التحكيم بين المصالح المختلفة على‬
‫‪" (CHIA; TORRE, 1999).‬المستوى المحلي‬

‫خاتمة‬

‫في هذه الورقة‪ ،‬حاولنا إظهار أن التنمية اإلقليمية تشكل نموذًجا تنموًيا بخصائص محددة جًدا تعتمد أساًسا على‬
‫‪.‬عملية " تحديد" الموارد من قبل مجموعة من الجهات الفاعلة العاملة في إقليم ما‬
‫وفي رأينا‪ ،‬يبدو أن مثل هذا النموذج يعيد إحياء المفاهيم الرائدة التي تم تطويرها في وقت مبكر من ستينيات القرن‬
‫العشرين من خالل التنمية من القاعدة إلى القمة والتنمية الداخلية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن مساهمة النموذج اإلقليمي تكمن أساًسا في‬
‫‪.‬استخدام مفهوم القرب (الجغرافي والمؤسسي) لشرح التنسيق بين الجهات الفاعلة‬
‫وهذا يثير تساؤالت حول العمل العام ألنه لم يعد من الممكن اختزاله ببساطة في عمل الدولة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الدولة‬
‫الدستورية القادرة على الفعل (بدًال من الدولة الغائبة و‪/‬أو العاجزة) تظل شرًطا ضرورًيا‪ ،‬وإن لم يكن كافًيا في حد ذاته‪،‬‬
‫‪.‬للتعبير عن العمل العام اإلقليمي‬
‫وأخيرا‪ ،‬تظهر القيود والعقبات الهامة أن النموذج ال يعتمد على عملية عفوية وأنه يتطلب العمل العام المناسب‪ .‬على‬
‫الرغم من أن فعالية التنمية اإلقليمية قد تم إثباتها في الحاالت المذكورة أعاله‪ ،‬إال أنه ال يزال هناك قدر كبير من النقاش‬
‫والجدال حول روابطها بالعولمة وتطبيقها المحتمل في األماكن التي يهيمن عليها اإلنتاج العام حيث ال توجد إمكانية واضحة‬
‫‪.‬لتحديد الموارد‬
‫التنمية اإلقليمية‪ .‬نهج جديد في عمليات التنمية القتصادات البلدان النامية‬

‫ملخص‬
‫يسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف) للتنمية اإلقليمية‪ ،‬والتي ترتكز أصولها في‬
‫تحليل تنسيق أعمال الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية‪ ،‬أن تكتسب شكًال أكثر واقعية في البلدان النامية‪ .‬ونحن نؤكد أن تطبيق‬
‫هذا النموذج يعمل بمثابة إحياء لعالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية‪ ،‬ولكن يتم إعادة التحقق منها من خالل الممارسات المحلية‬
‫وتجديدها من خالل الديناميكيات اإلقليمية‪ .‬يشير محور الخط‪ ،‬المدعوم بالتحليل االقتصادي‪ ،‬إلى الظروف الممكنة لهذا‬
‫االنتعاش لمعايير ما قبل الرأسمالية اليوم‪ .‬في الجزء األول‪ ،‬يتم فحص المبادئ األساسية للنموذج‪ ،‬بناًء على عمليات "بناء"‬
‫المنطقة من قبل الجهات الفاعلة المحلية‪ .‬وفي الجزء الثاني‪ ،‬يتم تحليل مدى جدوى هذا النموذج في السياق الحالي للبلدان‬
‫النامية‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬فمن المفترض أننا نبدأ من الممارسات القديمة‪ ،‬التي تنطوي على مخاطر وتتطلب شروطا محددة‬
‫‪.‬لتنفيذها بشكل متسق‬
‫‪.‬الكلمات الدالة‪ :‬التنمية اإلقليمية‪ .‬الموارد اإلقليمية‪ .‬االقتصاد اإلقليمي‪ .‬النظم الغذائية الزراعية المحلية‪ .‬الدول النامية‬

‫التنمية اإلقليمية‪ .‬نهج جديد في عمليات التنمية القتصادات البلدان النامية‬

‫ملخص‬
‫يسعى هذا المقال إلى إظهار كيف يمكن لعناصر النموذج (المرن والقابل للتكيف) للتنمية اإلقليمية‪ ،‬والتي ترتكز أصولها في‬
‫تحليل تنسيق أعمال الجهات الفاعلة ما قبل الرأسمالية‪ ،‬أن تكتسب شكًال أكثر واقعية في البلدان النامية‪ .‬يقترح أن هذا التطبيق‬
‫يفترض عودة عالقات اإلنتاج ما قبل الرأسمالية‪ ،‬ولكن يتم إعادة التحقق منها من خالل الممارسات المبتكرة على المستوى‬
‫المحلي وتجديدها من خالل الديناميكيات اإلقليمية‪ .‬يشير محور الخط‪ ،‬المدعم بالتحليل االقتصادي‪ ،‬إلى شروط إمكانية هذا‬
‫اإلنقاذ الحالي لمعايير ما قبل الرأسمالية‪ .‬في الجزء األول‪ ،‬يتم فحص المبادئ األساسية للنموذج‪ ،‬بناًء على عمليات "بناء"‬
‫المنطقة من قبل الجهات الفاعلة المحلية‪ .‬وفي الجزء الثاني‪ ،‬يتم تحليل مدى جدوى هذا النموذج في السياق الحالي للبلدان‬
‫النامية‪ .‬وبهذا المعنى‪ ،‬يفترض أننا ننطلق من الممارسات القديمة التي تنطوي على مخاطر وتتطلب شروطًا محددة لتنفيذها‬
‫‪.‬بشكل متسق‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬التنمية اإلقليمية‪ .‬الموارد اإلقليمية‪ .‬االقتصاد اإلقليمي‪ .‬النظم الغذائية الزراعية المحلية‪ .‬الدول‬
‫‪.‬النامية‬
‫مراجع‬

‫‪.‬النظريات االقتصادية للتنمية‪.‬باريس‪ :‬االكتشاف‪، E.2000 ،‬أسيدون‬

‫أملهات‪ ،‬أ‪.‬ل‪ .‬كوب‪ ،‬ك‪.‬من العالم الغربي إلى الجنوب العالمي والعودة مرة أخرى‪ :‬إعادة النظر في التكرارات العالمية‬
‫‪ PHG. 2011.‬لمصطلح "اإلقليم" كمفهوم في نماذج التطوير‪ .‬مقدم إلى‬

‫بازان بينوا‪ ،‬س‪ .‬سياسات جذب األعمال التجارية المحلية‪ ،‬من المنطق التنافسي إلى المنطق التنظيمي ‪ .‬أطروحة (الدكتوراه)‬
‫‪ -.‬دكتوراه في االقتصاد‪ ،‬جامعة ليل‪1996 ،‬‬

‫بيكاتيني‪ ،‬ج‪.‬؛ بيالندي‪ ،‬م‪.‬؛ دا بروبريس‪ ،‬إل‪( ،‬محرران)‪.‬دليل المناطق الصناعية‪.‬شلتنهام‪ ،‬المملكة المتحدة‬
‫‪.‬ونورثهامبتون‪:‬إدغار الجار‪2009 ،‬‬

‫‪.‬عروس‪ ،‬م‪ .‬ب‪.‬؛ كي زيربو‪ ،‬ج‪.‬الدراسات األفريقية في الجغرافيا من األسفل‪ .‬داكار‪ :‬كودريسيا‪2006 ،‬‬

‫العلوم االجتماعية‪ ،‬ن‪ ،8 .‬ص‪ Comté AOC..68-49 .‬شيا‪ ،‬إي‪ .‬توري‪ ،‬أ‪ .‬القواعد والثقة في النظام المحلي‪ .‬حالة إنتاج‬
‫‪1999.‬‬

‫كوليتيس‪ ،‬ج‪ .‬؛ بيكيور‪ ،‬ب‪ .‬تكامل المساحات وشبه التكامل بين الشركات‪ :‬نحو لقاءات إنتاجية جديدة؟مراجعة االقتصاد‬
‫‪.‬اإلقليمي والحضري‪ ،‬رقم ‪ ،3‬ص‪1993 .508-489 .‬‬

‫‪: LGDJ، 1998.‬كومايل‪ ،‬ج‪.‬؛ جوبرت‪ ،‬ب‪.‬تحوالت التنظيم السياسي‪ .‬باريس‬

‫‪.‬جامعة جرينوبل‪ 21-20 ،‬أكتوبر ‪ IREPD، 1994‬كورليه‪ ،‬ج‪.‬الديناميات الصناعية الجديدة واقتصاديات التنمية‪ .‬مؤتمر‬

‫‪.‬كورليه‪ ،‬ج‪.‬األقاليم واألقاليم‪ ،‬المنسية الكبرى في التنمية االقتصادية‪.‬باريس‪ :‬الرماتان‪2001 ،‬‬

‫‪.‬إلدن‪ ،‬س‪.‬األرض‪ ،‬التضاريس‪ ،‬اإلقليم‪ -‬التقدم في الجغرافيا البشرية‪ .‬اآلية ‪ ،34‬ن‪ ،6 .‬ص‪2010 .817-799 .‬‬
‫العمل العام المحلي بين اإلقليمية واألقاليم واألقاليم‪.‬كاييه ليل لالقتصاد وعلم االجتماع‪ ،‬عدد خاص‪FAURE، A. :‬‬
‫‪.‬السياسات المحلية الجديدة‪ ،‬الفصل الثاني‪ ،‬ص‪2001 .46-27 .‬‬

‫العالقات األفقية داخل أنظمة األغذية الزراعية المحلية‪ :‬حالة ‪ REQUIER-DESJARDINS, D.‬فورنييه‪ ،‬س‪.‬؛‬
‫‪.‬القضية‪.‬دراسات الحالة في بنين‪,‬ندوة سيراد‪2002 ،‬‬

‫‪.‬جيلي‪ ،‬جي بي؛ توري‪ ،‬أ‪( .‬محرران)‪.‬الديناميات المحلية‪ .‬باريس‪ :‬الرماتان‪2000 ،‬‬

‫الممثل‪ ،‬هذا نسي‪، E.‬جوموشيان‪ ،‬هـ؛ جراسيت‪ ،‬إي؛ الجارج‪ ،‬ر‪.‬؛ روكس‬
‫‪ِ.‬إقِليم‪ .‬باريس‪ :‬أنثروبوس‪2003 ،‬‬

‫‪.‬هارفي‪ ،‬د‪.‬مساحات رأس المال‪:‬نحو جغرافية نقدية‪ .‬لندن‪ :‬روتليدج‪2001 ،‬‬

‫‪.‬هيرشمان‪ ،‬أ‪.‬و‪.‬نحو اقتصاد سياسي موسع‪ .‬باريس‪ :‬طبعات منتصف الليل‪1986 ،‬‬

‫كيتنغ‪ ،‬م‪ .‬التنمية االقتصادية المحلية‪ :‬سياسة أم سياسة‪ .‬في‪ :‬والزر‪ ،‬ن‪.‬التنمية االقتصادية المحلية‪ .‬بولدر كولورادو‪ :‬مطبعة‬
‫‪.‬ويست فيو‪ .1995 ،‬ص‪30-13 .‬‬

‫‪.‬الموارد والتنمية‪:‬النهج المؤسسي واإلقليمي‪ ,‬أطروحة (دكتوراه)‪ ،‬العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة نوشاتيل‪KEBIR, L. 2004 ،‬‬

‫التنمية والجغرافيا والنظرية االقتصادية‪ .‬كامبريدج‪ :‬مطبعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪، P.117 .1995 ،‬كروجمان‬
‫‪.‬صفحة‬

‫‪.‬؛ لوسولت‪ ،‬م‪.‬معجم الجغرافيا ومساحة المجتمعات‪ .‬بيلين‪، J.2003 ،‬ليفي‬

‫‪.‬ال‪ ،196 .‬يناير‪/‬فبراير‪ ACP-EU,2003 .‬كورميك‪ ،‬دي إم‪ .‬هل يجب علينا تشجيع التجمعات الصناعية في أفريقيا؟ساعي‬

‫‪.‬جامعة مونبلييه‪ CIRAD، 2002 ،‬موشنيك‪ ،‬ج‪.‬محاضرة تمهيدية‪.‬مؤتمر نظمه‬


‫‪.‬بيكير‪ ،‬ب‪.‬التنمية المحلية‪.‬باريس‪ :‬سيروس‪1989 ،‬‬

‫؛ فيلدمان‪ ،‬النائب؛ جيرتلر‪ ،‬م‪.‬س‪.‬دليل أكسفورد‪، GL‬بورتر‪ ،‬م‪ .‬استراتيجية الشركة لمجموعات المواقع‪ .‬في‪ :‬كالرك‬
‫‪.‬للجغرافيا االقتصادية‪.‬أكسفورد‪ :‬مطبعة جامعة أكسفورد‪ .2000 ،‬ص‪274-253 .‬‬

‫‪.‬من أجل جغرافية السلطة‪.‬باريس‪ :‬تقنية المكتبات‪، C.1980 ،‬رافستين‬

‫د‪ .‬ريكوييه ديجاردان اقتصاديات التنمية واقتصاديات األقاليم‪ :‬نحو نهج متكامل؟ في‪ :‬عبد المالكي‪ ،‬ل‪.‬؛ كورليه‪ ،‬ج‪ .‬المنطق‬
‫‪.‬الجديد للتنميةباريس‪ :‬الرماتان‪ .1996 ،‬ص ‪55-41‬‬

‫‪:‬العمل العام واالتفاقيات‪ :‬المخزون‪ .‬في‪ :‬كومايل‪ ،‬ج‪.‬؛ جوبرت‪ ،‬ب‪.‬تحوالت التنظيم السياسي‪.‬باريس ‪SALAIS, R.‬‬
‫‪.‬ص‪LGDJ، 1998. 82-55 .‬‬

‫ساسين‪ ،‬س‪.‬اإلقليم‪ ،‬السلطة‪ ،‬الحقوق‪ :‬من العصور الوسطى إلى التجمعات العالمية‪ .‬برينستون‪ :‬مطبعة جامعة برينستون‪،‬‬
‫‪2006.‬‬

‫سكوت‪ ،‬أ‪.‬ج‪ .‬مراجعة كتاب‪ :‬تقرير التنمية في العالم‪ .‬إعادة تشكيل الجغرافيا االقتصادية‪ ،‬مجلة الجغرافيا االقتصادية‪ ،‬ن‪،9 .‬‬
‫‪.‬ص‪2009 .586-583 .‬‬

‫‪.‬سين‪ ،‬أ‪.‬االقتصاد هو علم أخالقي‪ .‬باريس ‪:‬ال ديكوفرت‪1999 ،‬‬

‫‪.‬ستيجليتز‪ ،‬ج‪.‬إنجاح العولمة‪.‬نيويورك‪ :‬كتب البطريق‪2006 ،‬‬

‫ستور‪ ،‬دبليو؛ جوزيفا‪ ،‬إس إي؛ ديفياني‪ ،‬م‪( .‬محرران)‪.‬الالمركزية والحوكمة والتخطيط الجديد للتنمية المحلية‪ .‬ويستبورت‪:‬‬
‫‪.‬مطبعة غرينوود‪2001 ،‬‬

‫ليفيسك‪ ،‬سي‪.‬اإلصالح ‪، JL.‬التطور من أقل من عشرين عاًم ا بعد ذلك‪ .‬في‪ :‬فونتان‪ ،‬جي إم؛ كالين ‪STÖHR، W.‬‬
‫االقتصادي والتنمية اإلقليمية‪.‬مونتريال‪ :‬مطابع جامعة كيبيك‪ .2003 ،‬ص‪143-119 .‬‬

‫‪.‬الثقة في السؤال‪ .‬باريس‪ :‬الرماتان‪، M.2000 ،‬توري‪ ،‬أ‪ .‬هل يجب أن نثق في تقنيات إنتاج الثقة؟ في‪ :‬الوفر‪ ،‬ر‪.‬؛ أوريالرد‬
‫‪.‬فيرنيريس‪ ،‬م‪.‬التنمية البشرية‪:‬االقتصاد والسياسة‪ .‬باريس‪ :‬إيكونوميكا‪2003 ،‬‬

‫‪.‬نظرية الطبقة الترفيهية‪.‬باريس‪ :‬غاليمار‪، T.١٨٩٩ ،‬فيبلين‬

‫‪Dossiê:‬‬
‫‪Recebido em: Outubro de 2013 Aceito‬‬
‫‪em: Novembro de 2013‬‬

You might also like