Professional Documents
Culture Documents
Document
Document
Document
يمكن أن نعّر ف الغيرة عند األطفال على أنها انفعال أو شعور سلبي تجاه أمر أو شخص
معين ،ويتميز هذا الشعور بالنظرة السلبية نحو الذات واآلخرين؛ فينظر الطفل لذاته على أنه
أقل شأنًا وحظًا من أقرانه ،وينظر لآلخرين على أنهم يملكون الكثير من األشياء التي يفتقدها
في شخصه أو أسرته أو قدراته أو ممتلكاته.
وتقوم الغيرة على مجموعة من مشاعر الغضب واألنانية والحسد والتوتر الدائم ،وعادًة ما
يحدث هذا االنفعال عند مالحظة الطفل أن الشخص الذي يغار منه يتمتع بأشياء ومميزات هو
ال يملكها ويفتقدها.
ومن هنا ،فإن شعور الغيرة قد يؤدي إلى الغضب ،وربما بعض التصرفات العدوانية أو كبت
مشاعر الحقد والكراهية في بعض األحيان تجاه مسبب الغيرة ،هذا باإلضافة إلى أن الطفل
الغيور يشعر بالنقص عن اآلخرين وقد يفقد جزءًا من ثقته بنفسه.
أعراض الغيرة عند األطفال:
الغيرة هي انفعال طبيعي موجود لدى كل البشر صغارًا وكبارًا ،ذكورًا وإناثًا ،فمن ال يشعر
بهذه الغيرة يمكن أن يوصف بأنه مريض ولديه برود في مشاعره ،ولكن يبقى هذا االنفعال
طبيعيًا طالما كانت التصرفات التي يعبر عنه من خاللها طبيعية ،ولكن عندما يصبح التعبير
عن هذه المشاعر زائدًا عن حده ومبالغ فيه ويأخذ أشكاًال مؤذية للذات واآلخرين ،يمكننا هنا
تسمية هذا االنفعال بالغيرة المرضية (.)Pathological Jealousy
ومن هنا يمكن تصنيف أعراض الغيرة إلى نوعين :
-الغيرة الطبيعية
-االنزعاج في حال حضور من يغار منهم الطفل ،فالطفل الذي يغار من المولود الجديد سيشعر
باالنزعاج ،كلما رآه في أحضان والديه ويهتمان به.
-الحسد والحزن واالكتئاب لفترة ودرجة محدودة ،ويحدث ذلك إذا استمر الطفل بالتفكير في
الموقف الذي أدى لشعوره بالغيرة باستمرار كحال التلميذ الذي يغار من زميله المتفوق.
-محاوالت إثبات الذات ،من خالل تطوير القدرات وزيادة الرغبة في المنافسة بهدف التفوق
على الشخص الذي يغار منه.
-محاوالت التقليل من قدرات ومميزات الشخص الذي يغار منه ،كالتربص بأخطائه ،فعندما
يخطئ الزميل المتفوق في الدراسة مثًال في حل أحد التمارين في المدرسة ،تجد الطفل الذي
يغار منه يبالغ بالسخرية منه وتحجيم قدراته.
-الكذب بدافع إظهار قدرات وإمكانيات غير محدودة وغير واقعية ،كاألطفال الذين يكذبون
على أصدقائهم حول المركز الذي يتمتع به والداهم ،أو األلعاب والمالبس التي يملكونها وهذا
ما يسمى بالكذب االدعائي.
-الغيور يحاول لفت االنتباه إليه بشكل دائم ،كالحديث بصوت مرتفع أو إثارة المشاكل
باستمرار والشجار مع الزمالء واألقران واألخوة.
الغيرة المرضية
-تصرفات تعبر عن النكوص ،وذلك مثل :مص األصابع ،وقضم األظافر ،والتبول الالإرادي.
(النكوص regressionهو االرتداد إلى مرحلة باكرة في حياة الفرد ،ويمثل إحدى اآلليات
الدفاعية التي يلجأ إليها الفرد ليتجنب ما يعانيه من صراع أو قلق جزئي أو كلي بالعودة إلى
مرحلة أو نمط سابق في حياته).
-االعتداء على الشخص الذي يغار منه ،فالطفل الذي يشعر بغيرة كبيرة من المولود الجديد؛ قد
يحاول إيذاءه كأن يقرصه أو يعضه أو يضربه في حال غياب الوالدين.
-االستسالم لنوبات الغضب الحادة ألتفه األسباب.
-السرقة ،مثل سرقة ممتلكات زميل المدرسة المتفوق حتى يزعجه أو سرقة النقود من
الوالدين ،كي يصرفها أمام األطفال الذين يغار منهم ،لتعويض شعوره بالنقص والدونية.
-إضمار مشاعر الحقد والكراهية ،وهذا يفسر الدخول في منافسات ومشاحنات كالمية مبالغ
فيها مع الشخص الذي يغار منه ومعارضته في كل شيء دون وجود أسباب أو حجج مقنعة.
أسباب الغيرة عند األطفال:
عند الحديث عن األسباب التي تدفع الطفل نحو سلوك الغيرة ،ال يمكن تحديد سبب بيولوجي أو
نفسي أو اجتماعي نفسر من خالله شعور الغيرة عند األطفال ،إذ إن أسباب الغيرة متغيرة
بحسب الموقف أو العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في طريقة التعبير عنها ،لذلك يمكننا
تصنيف أسباب الشعور بالغيرة عند األطفال إلى نوعين ،وهما كاآلتي:
أ -أسباب تتعلق بالطفل نفسه
-الشعور بالنقص وعدم الثقة بالنفس ،وهذا ما يدفع الكثير من األطفال للغيرة من كل
المحيطين بهم من أطفال آخرين وكبار أيضًا.
-الخوف من فقدان المكانة في المجتمع المحيط به ،فالطفل الذي اعتاد أن يتمتع بمكانة
ومميزات معينة ،عند شعوره بأن هناك شيئًا ما سيهدد مكانته من الطبيعي أن يشعر بالغيرة
واالنزعاج.
-شدة األنانية عند بعض األطفال وحب التملك واالستئثار بالرعاية واالهتمام؛ فالكثير من
األطفال يرغبون بأن يكونوا محور اهتمام ومديح وإطراء الجميع وال يريدون أن يروا غيرهم
يتمتع بهذه المميزات.
ب -أسباب تتعلق بالبيئة الخارجية
-قدوم مولود جديد إلى األسرة.
-ظروف األسرة االقتصادية ،فبعض األسر ال تستطيع تأمين الكثير من احتياجات طفلها بينما
يالحظ الطفل وجود ما ينقصه عند رفاقه وزمالئه فيشعر بالغيرة.
-تفضيل بعض األطفال على اآلخرين ،مثل تفضيل الذكور على اإلناث أو العكس أو تفضيل
االبن األكبر أو األصغر.
-مقارنة الطفل بأطفال آخرين ،إذ يقع بعض اآلباء واألمهات في هذا الخطأ اعتقادًا منهم أن
هذه المقارنة ستحفز الطفل على المنافسة والتقليد ،ولكن هذه المقارنة كثيرًا ما تأتي بنتائج
عكسية على شخصية الطفل وثقته بنفسه.
-كثرة الحديث عن أحد األطفال وتوجيه المديح له.
أنواع الغيرة عند األطفال:
تتنوع المواقف التي يشعر فيها األطفال بالغيرة بتنوع األسباب التي تؤدي لهذا االنفعال ،فهناك
الغيرة التي تتعلق بالعواطف أو الممتلكات أو اإلمكانيات ،كما يوجد من أنواع الغيرة ما يتعلق
باألهمية والرغبة في إثبات الذات ،وبذلك يمكننا تحديد أنواع الغيرة عند األطفال ،وهي كما
يأتي:
الغيرة من المولود الجديد :وهذا النوع يعتبر األكثر شيوعًا بين األطفال ،حيث يالحظ -
الطفل أنه بدأ يخسر عناية والديه لصالح الطفل المولود ،وبالتالي يعتقد أنه فقد حبهما
أيضًا.
الغيرة من الزمالء الذين يتفوقون في التحصيل الدراسي :ويتمتعون باالهتمام من قبل -
المعلمين والوالدين.
غيرة اإلناث من الذكور :فالكثير من األسر ،خاصة في المجتمعات النامية تفرق بين -
أطفالها على أساس الجنس ،وهذه المسألة تؤدي إلى غيرة اإلناث من الذكور ،وبالتالي
حدوث العديد من المشاكل واالضطرابات النفسية.
غيرة األخوة من األخ المدلل :ألي سبب (المريض أو األصغر سنًا أو األكبر ،الذكر -
الوحيد أو األنثى الوحيدة).
غيرة الطفل من أحد أقرانه أصدقاء اللعب أو زمالء الدراسة أو األقرباء :بسبب تمتعه -
باهتمام أكبر من قبل الكبار أو المتالكه األلعاب أو المالبس والكثير من األغراض
األخرى.
غيرة الطفل عند مالحظة أن والديهم يهتمون بطفل غريب :سواء كان من األقرباء أو -
الجيران أو من أبناء األصدقاء.
غيرة الطفل الذكر من والده أو األنثى من أمها :وهذا ما تحدث عنه عالم النفس سيغموند -
فرويد في إطار نظريته عن عقدتي أوديب وألكيترا النفسيتين ،فالطفل يغار من والده
عندما يالحظ توجه اهتمام والدته نحو الوالد؛ وبنفس الطريقة تشعر الطفلة بالغيرة من أمها
ألن والدها يهتم باألم وتشعر بأن هذا االهتمام من حقها.
عالج الغيرة عند األطفال:
ينزعج كثير من اآلباء واألمهات من شعور الغيرة لدى أطفالهم ،ولكن عندما تمعن النظر في
أسبابها ،يمكنك مالحظة أن األهل في بعض تصرفاتهم أو الكثير منها هم أنفسهم من يغذون
هذا الشعور لديهم ،لذلك عندما ترغب بمواجهة مشكلة الغيرة عند طفل ما عليك سوى التعامل
بصبر معه ،ومن ثم اتباع مجموعة من الخطوات الوقائية ،التي نذكر بعضها فيما يأتي:
-محاول تعزيز ثقة طفل بنفسه ومساعدته على تطوير قدراته وتنمية شخصيته ،كي يتمكن
من التفوق على من يغار منهم.
-تجنب مقارنة طفلك باألطفال اآلخرين والتقليل من إمكانيته وإعالء شأن إمكانياتهم بهدف
تحفيزه على تقليدهم واالقتداء بهم ،فهذه المسألة تعتبر من أكثر األشياء التي تزعج األطفال
وتشعرهم بالنقص والغيرة.
-عدم تأنيب الطفل أمام األطفال اآلخرين ،خاصة إذا كان يغار منهم؛ فهذا سوف يشعر الطفل
بالخجل ويزعزع ثقته بنفسه ،ويجعله يعتقد أنه أقل شأنًا منهم ،وربما يعتقد أنهم يسخرون منه.
-غرس في طفل قيمة القناعة والرضا عن النفس ،فالكثير من األسر ذات اإلمكانيات
االقتصادية المحدودة ال تستطيع أن تؤمن لطفلها الكثير من األلعاب واألغراض ،التي يراها
عند أصدقائه وأقرانه ،وال يمكن مواجهة هذه المسألة إال من خالل تعليمه بأن القناعة كنز ال
يفنى وتعويده على الرضا بالحال.
-زرع في طفل روح المنافسة ،ولكن عند تعرضه للفشل يجب أن تعليمه تقبل ذلك بصدر
رحب وروح معنوية عالية ،إذ إن هناك دائمًا فرصة أخرى للنجاح ويجب عدم الشعور باليأس.
-محاول أن إشعار الطفل بأهميته وأنه مقبول لدى الجميع ،كما ينبغي أن تشعره بأن اآلخرين
ليسوا أفضل منه ،فاألفراد يختلفون في قدراتهم فما ينقصه من الطبيعي أن يكون موجودًا لدى
غيره ،ولكن من جهة أخرى فما هو موجود لديه ينقص الكثيرين غيره.
-تحقيق أجواء العدالة والمساواة بين األطفال في المنزل أو المدرسة ،وعدم تمييز أحد عن
اآلخر في المعاملة أو في الحقوق والواجبات.
-عدم تدليا الطفل بشكل مبالغ فيه وتعويده على أن كل شيء له ومن حقه ،فالواجب توعيته
بالواجبات ومسؤوليات التي يجب أن يلتزم بها.
الخوف عند األطفال :
هو شعور من عدم االرتياح ،يصيب الطفل كرّد فعل مفهوم لتعرض الطفل لتغيير ما أو حدث
مؤثر يتعرض له الطفل ،ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق من وقت آلخر ،مثل
بداية دخول الطفل للحضانة أو المدرسة ،وكذلك االنتقال لمنزل جديد.
إال أن هناك بعض األطفال الذين يؤثر القلق على سلوكهم وأفكارهم بشكل يومي ،سواء في
الدراسة أو المنزل ،وحتى الحياة االجتماعية ،حيث يشعر هؤالء االطفال بالقلق من مواقف
مختلفة وأمور عديدة ،وليس تجاه موقف واحد ،كما أن هؤالء األطفال يشعرون بالقلق والخوف
معظم الوقت بدون سبب محدد ،وهذا هو القلق الذي يستدعي استشارة متخصص لوضع خطة
مناسبة لـ عالج الخوف عند االطفال أو ما يعرف باضطراب القلق في مرحلة الطفولة.
من المهم أن نفهم ما هو الخوف الطبيعي ومتى يتطلب الخوف منا اهتماما اضافيا حتى نتمكن
من مساعدة األطفال الذين يشعرون به.
أعراض الخوف عند األطفال :
تتوافق التصرفات التي تنم عن الخوف مع معاناة جسدية أو عاطفية أو ذهنية .قد يقمع بعض
األطفال انزعاجهم العاطفي أو الذهني ،لكن األهل األذكياء يستطيعون ان يكتشفوا عدم رضا
طفلهم من خالل مراقبة األعراض الجسدية والسلوكية.
األعراض الجسدية:
·اضطرابات النوم.
·اضطرابات الجهاز الهضمي.
·اضطرابات الطعام.
·اإلنهاك.
·مشاكل التنفس (مثل الربو).
·آالم الرأس وألم الرأس النصفي (الشقيقة).
األعراض العاطفية والذهنية:
·قلة الثقة بالنفس.
·الشعور بالعزل.
·االرتباك وعدم القدرة على التركيز.
·اليأس.
.الغضب.
·الحزن.
·الشعور بالذنب.
األعراض السلوكية:
·االنكفاء على الذات.
·النتائج المدرسية المتدنية.
·العدائية.
·اإلجفال السريع.
·تجنب الخروج من البيت والحاجة الدائمة لالحتماء بشيء ما.
·النوم في سرير األهل.
أسباب مخاوف األطفال :
هناك عدة أسباب نذكر منها:
األسباب المكتسبة :أي التنشئة التي يّت بعها األهل فتؤثر على ثقة الطفل بنفسه ،والبيئة التي -
يوفرونها له وانعكاسات هذه البيئة عليه.
األسباب الفطرية :أي التكوين الجيني للطفل وطبيعة نمّو ه اللذان يؤثران على مدى -
استعداده ألن يخاف وأن يكون دائم القلق.
الوراثة :أي انتقال الخوف من اآلباء إلى األبناء ،فمثاًل األم التي تخاف من الحشرات من -
الطبيعي أن يقّلدها ابنها ويظهر عنده الخوف من الحشرات كذلك.
جذب االنتباه :قد يكون مجّر د وسيلة لجذب انتباه األهل ،فيشعر الطفل عند إظهار الخوف -
برعاية أهله وحّبهم له فيستمر في هذه الطريقة.
العقاب :فاألهل كثيرو العقاب من الطبيعي أن يصبح ابنهم كثير الخوف من أي فعل يقوم -
به حتى ال ينال العقاب إن لم ينل رضا أهله.
تخويف الطفل :أحياًن ا ودون أن ننتبه نقول لألطفال بعض القصص أو نشاهد معهم بعض -
مشاهد التلفزيون التي ُتخيفهم دون أن يعّبروا عن ذلك في نفس الوقت لكن تظهر فيما بعد
بتصّر فاتهم.
الوقاية و طرق العالج من الخوف:
-إحاطة الطفل بجو من الدفء العاطفي والحنان والمحبة ،مع الحزم المعتدل والمرن.
-إذا صادف الطفل ما يخيفه يجب علي األم أال تساعده علي النسيان حتى ال تصبح مخاوف
مدفونة ،فبالتفهم والطمأنينة وإجابة األسئلة التي ُتحِّيرُه يستطيع التخلص من مخاوفه.
-تربية روح االستقالل واالعتماد علي النفس في الطفل ..بالتقدير وعدم السخرية وعدم
المقارنة.
-توفير جو عائلي هادئ ومستقر يشبع حاجاته النفسية.
-اتزان وهدوء سلوك اآلباء (بال هلع وال فزع) في المواقف المختلفة خاصة عند مرضه ،أو
إصابته بمكروه؛ لتفادي اإليحاء والتقليد والمشاركة.
-يجب أن يعلَم الوالدان أَّن بعَض المخاوف جِّيدة ،حيث يجب أن يكوَن لدى الطفل حذٌر
صِّح ي ،فقد يكون الناُس الغرباء خطيرين.
-تعليم الطفل كيفَّية مواجهة المخاوف ،حيث يستطيع األطفاُل تعُّلَم مهارات سلوكية تجعلهم
يشعرون أَّن هم يستطيعون التحُّك َم بشكٍل أكبر بمخاوفهمُ .يمكن تعليُم الطفل أن يأخَذ نفسًا عميقًا،
أو أن يستخدَم خياله لتحويل الشبح المخيف إلى شبح ُمضِحك ،أو أن يضع الطفُل كَّش افًا بجانب
سريره وُيشعله عندما ُتطفأ األنوار.