33

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 261

‫جامعة الفيوم‬

‫كلية الخدمة االجتماعية‬

‫قسم التنمية والتخطيط‬

‫البحث في الخدمة االجتماعية‬

‫إعداد‬

‫الدكتور‬ ‫األستاذ الدكتور‬

‫محمد عبد العال عبد العزيز‬ ‫سلوى رمضان عبد الحليم عبد العزيز‬

‫أستاذ مساعد بقسم التنمية والتخطيط‬ ‫أستاذ بقسم التنمية والتخطيط‬

‫‪0202‬م– ‪4112‬ه‬

‫‪-1-‬‬
‫جامعة‪ :‬الفيوم‬
‫كلية‪ :‬الخدمة االجتماعية‬
‫قسم‪ :‬التنمية والتخطيط‬
‫توصيف مقرر دراسي‬
‫‪ -4‬بيانات المقرر‬
‫الفرقة‪ :‬الثالثة‬ ‫اسم المقرر‪ :‬مناهج البحث في الخدمة‬ ‫الرمز الكودي‪:‬‬
‫االجتماعية‬
‫عملي‬ ‫نظري‬
‫عدد الوحدات الدراسية‪4 :‬‬ ‫التخــصص‪:‬خدمة اجتماعية‬

‫‪ 1/2‬تزويد الطالب بالمعرف والنظريات والمهارات المرتبطة بأسس‬ ‫‪ -0‬هدف المقرر‪:‬‬


‫البحث العلمي وادواته بما يخدم أغراض مناقشة المشكالت البحثية‬
‫ذات العالقة بالمجتمع عامة وبالمهنة خاصة ‪..‬‬
‫‪ 2/2‬تنمية مهارات الطالب في إجراء البحوث العلمية واستخدام‬
‫الطريقة المنهجية السليمة في البحث‪.‬‬
‫‪ -2‬المستهدف من تدريس المقرر‪:‬‬
‫طالب الفرقة الثالثة (انتظام‪ -‬انتساب)‬
‫بنهاية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار على ‪-:‬‬ ‫أ‪ -‬المعلومات والمفاهيم‪:‬‬
‫‪/3‬أ‪ 1/‬فهم طبيعة البحث العلمى واألسس التي يعتمد عليها‪.‬‬
‫‪/3‬أ‪ 2/‬شرح المراحل والخطوات األساسية للبحث العلمى‬
‫‪/3‬أ‪ 3/‬تحديد مناهج البحث العلمي المختلفة‬
‫‪/3‬أ‪ 4/‬تحديد مشكالت الدراسة ووضع نموذج لخطة بحث‬
‫وجمع وتحليل البيانات وكتابة التقرير النهائي للبحث‪.‬‬
‫‪/3‬أ‪ 5/‬تصميم أدوات جمع البيانات بما يتناسب مع طبيعة‬
‫المشكلة البحثية المختارة‪.‬‬
‫‪/3‬أ‪ 6/‬كيفية توثيق المصادر العلمية التي يستعين بها في‬
‫اجراء البحث‪.‬‬
‫‪/3‬أ‪ 7/‬يحدد القضايا والمشكالت االجتماعية القابلة للبحث‬

‫‪-2-‬‬
‫والدراسة‪.‬‬
‫بنهاية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار على ‪-:‬‬ ‫ب‪ -‬المهارات الذهنية‪:‬‬
‫‪/3‬ب‪ 1/‬تحليل االطار النظري لمشكلة الدراسة والدراسات‬
‫السابقة‪.‬‬
‫‪/3‬ب‪ 2/‬تحليل البيانات والمعلومات التي تم جمعها من‬
‫الميدان‪..‬‬
‫‪/3‬ب‪ 3/‬تصميم أدوات جمع البيانات الالزمة ‪.‬‬
‫‪/3‬ب‪ 4/‬اجراء ودراسة متعلقة بإحدى المشكالت المجتمعية‪..‬‬
‫‪/3‬ب‪ 5/‬تفسير نتائج البحث في ضوء الدراسات السابقة‬
‫والنظريات العلمية‪.‬‬
‫‪/3‬ب‪ 6/‬اقتراح حلوال للمشكالت المختلفة في المجتمع من‬
‫خالل اجراء البحث العلمي‪.‬‬
‫‪/3‬ب‪ 7/‬تقييم نتائج تنفيذ المشروعات والبرامج االجتماعية‪.‬‬
‫بنهاية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار على ‪-:‬‬ ‫جـ‪ -‬المهارات المهنية‬
‫‪/3‬ج‪ 1/‬تصميم ادوات جمع البيانات ‪.‬‬ ‫الخاصة بالمقرر‪:‬‬

‫‪/3‬ج‪ 2/‬استخدام جمع البيانات في البحث من الميدان‬


‫بشروطها‪.‬‬
‫‪/3‬ج‪ 3/‬كتابة التقارير الخاصة بالمراحل المرحلية والنهائية‬
‫للبحث‪.‬‬
‫‪/3‬ج‪ 4/‬جمع البيانات البحثية المطلوبة من عينة البحث ‪.‬‬
‫‪/3‬ج‪ 5/‬توظيف نتائج البحث لخدمة المجتمع المحلي‬
‫والقومي‪.‬‬
‫بنهاية تدريس المقرر يكون الطالب قاد ار على ‪-:‬‬ ‫د‪ -‬المهارات العامة‪:‬‬
‫‪/3‬د‪ 1/‬االطالع الجيد على المراحل العلمية بالمكتبات‪.‬‬
‫‪/3‬د‪ 2/‬استخدام تكنولوجيا المعلومات لجمع المادة العلمية‪.‬‬
‫‪/3‬د‪ 3/‬توظيف االحصاء في اختيار عينة وكذلك تحليل‬

‫‪-3-‬‬
‫البيانات والمعلومات التي تم الحصول عليها‪.‬‬
‫‪/3‬د‪ 4/‬وضع إطار أو خطة زمنية لتنفيذ مراحل البحث‪.‬‬
‫‪/3‬د‪ 5/‬تحديد المشكالت االجتماعية ذات العالقة بالبحث‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم اساسية في البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪ -1‬محتوى المقرر‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬خطوات ومراحل البحث العلمى‬


‫الفصل الثالث‪:‬أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث‬
‫الخدمة االجتماعية‬
‫الفصل الرابع‪:‬أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة‬


‫االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬العينات في بحوث الخدمة االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬تحليل المضمون فى بحوث الخدمة‬


‫االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل الثامن‪ :‬اخالقيات البحث العلمي‬


‫‪ -1‬المحاضرة‪.‬‬ ‫‪ -5‬أساليب التعليم‬
‫‪ -2‬العصف الذهني‪.‬‬ ‫والتعلم‪:‬‬

‫‪ -3‬المناقشة والحوار‪.‬‬
‫‪ -4‬العمل الفريقي‪.‬‬
‫‪ -5‬التعليم التعاوني‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف الطالب بمجموعة من المهام المنزلية‪.‬‬ ‫‪ -6‬أساليب التعليم‬
‫‪ -‬االرشاد االكاديمي ‪.‬‬ ‫والتعلم للطالب ذوي‬

‫‪ -‬الساعات المكتبية ‪.‬‬ ‫القدرات المحدودة‬

‫‪ -7‬تقويم الطالب‬

‫‪-4-‬‬
‫أعمال السنة (‪)33‬درجة االمتحان النهائي (‪ )73‬درجة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬األساليب المستخدمة‪:‬‬
‫‪ -1‬االنتظام والحضور‬
‫‪ -2‬اعداد ومناقشة االبحاث ‪.‬‬
‫‪ -3‬االسئلة الشفهية‪.‬‬
‫‪ -4‬اختبار منتصف العام‪.‬‬
‫‪ -5‬التفاعل والمناقشة‪.‬‬
‫‪ -6‬االمتحان النهائي‬
‫من بداية الفصل الدراسي وحتى نهايته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬التوقيت‪:‬‬

‫‪ 13‬درجات‬ ‫‪ -1‬اعداد ومناقشة االبحاث ‪.‬‬ ‫جـ‪ -‬توزيع الدرجات‪:‬‬


‫‪ 13‬درجات‬ ‫‪ -2‬حضور ومشاركة‬
‫‪ 13‬درجات‬ ‫‪ -3‬امتحان نصف الترم‬
‫‪ -8‬قائمة الكتب الدراسية والمراجع‪:‬‬
‫محمود محمود عرفان ‪:‬مناهج البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫أ‪ -‬مذكرات‬
‫‪،‬زرقاء اليمامة‪،‬الفيوم ‪.2316‬‬
‫ابراهيم عبد الرحمن رجب‪ :‬مناهج البحث في العلوم السلوكية‬
‫‪،‬دار الصحابة للنشر والتوزيع ‪،‬شبين الكوم ‪.2335‬‬
‫محمد عبيدات واخرون ‪:‬منهجية البحث العلمي ‪،‬دار وائل‬
‫للنشر ‪،‬عمان ‪.1111‬‬
‫أحمد مصطفى خاطر‪ :‬استخدام المنهج العلمي في بحوث‬
‫الخدمة االجتماعية ‪،‬المكتب الجامعي الحديث ‪،‬االسكندرية‬
‫‪.2337،‬‬
‫أحمد عبد الفتاح ناجي ‪ :‬تصميم البحوث في الخدمة‬
‫االجتماعية ‪،‬دار السحاب للنشر والتوزيع ‪،‬القاهرة ‪. 2331،‬‬
‫‪ -1‬عبد الحليم رضا عبد العال ‪ :‬البحث في الخدمة‬ ‫ب‪ -‬كتب ملزمة‪:‬‬
‫االجتماعية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنشر ‪1111.،‬‬

‫‪-5-‬‬
‫‪ -2‬عبد العزيز عبد اهلل مختار ‪ :‬طرق البحث في الخدمة‬
‫االجتماعية ‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪.1115 ،‬‬
‫محمد شفيق ‪ :‬البحث العلمي "الخطوات المنهجية إلعداد‬ ‫جـ‪ -‬كتب مقترحة‪:‬‬
‫البحوث االجتماعية" ‪ ،‬االسكندرية ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪.1111‬‬
‫‪Easton, David : Analysedusystem polique Paris‬‬ ‫د‪ -‬دوريات علمية أو‬
‫‪:Librairie Armandcolin,1974‬‬
‫نشرات ‪...‬إلخ‬

‫رئيس مجلس القسم‪:‬‬ ‫أستاذ المادة‪:‬‬


‫أ‪.‬د ‪ /‬س لوى رم ضان ع بدال ح ل يم‬

‫أ ‪.‬د ‪ /‬هالة خورشيد طاهر‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ /‬محمدعبدالعال عبدالعزيز‬

‫‪-6-‬‬
‫جامعة‪ :‬الفيوم‬
‫كلية‪ :‬الخدمة االجتماعية‬
‫قسم‪ :‬التنمية والتخطيط‬

‫الخريطة الزمنية الدراسية لمقرر (البحث فى الخدمة االجتماعية)‬


‫بالفصل الدراسي الثاني – العام الجامعي ‪0202/ 0200‬‬
‫خالل الفترة‬
‫محتوى المحاضرة‬ ‫رقم المحاضرة‬ ‫األسبوع‬ ‫م‬
‫إلى‬ ‫من‬

‫لقاء تعريفى مع الطالب حول‬ ‫األولى (مباشر بالكلية)‬


‫المنهج‬ ‫‪0202/0/46‬‬ ‫‪0202/0/40‬‬ ‫األول‬ ‫‪4‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الثانية (‪line‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم اساسية‬ ‫الثالثة (مباشر بالكلية)‬
‫في البحث العلمي‬ ‫‪0202/0/02‬‬ ‫‪0202/0/41‬‬ ‫الثاني‬ ‫‪0‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫الرابعة (‪line‬‬
‫الفصل الثانى‪ :‬خطوات ومراحل‬ ‫الخامسة (مباشر بالكلية)‬
‫البحث العلمى‬ ‫‪0202/2/0‬‬ ‫‪0202/0/06‬‬ ‫الثالث‬ ‫‪2‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫السادسة (‪line‬‬
‫استكمال الفصل الثانى‪ :‬خطوات‬ ‫السابعة (مباشر بالكلية)‬
‫ومراحل البحث العلمى‬ ‫‪0202/2/1‬‬ ‫‪0202/2/5‬‬ ‫الرابع‬ ‫‪1‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫الثامنة (‪line‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬أنواع الدراسات‬ ‫التاسعة (مباشر بالكلية)‬
‫المستخدمة في بحوث الخدمة‬

‫االجتماعية‪.‬‬ ‫‪0202/2/46‬‬ ‫‪0202/2/40‬‬ ‫الخامس‬ ‫‪5‬‬


‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫العاشرة (‪line‬‬
‫الستكمال باقى الفصل الثالث‬
‫الفصل الرابع‪:‬أنواع المناهج فى‬ ‫الحادية عشر (مباشر بالكلية)‬
‫بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫‪0202/2/02‬‬ ‫‪0202/2/41‬‬ ‫السادس‬ ‫‪6‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫الثانية عشر(‪line‬‬
‫إختبار الميدتيرم األول‬ ‫الثالثة عشر (مباشر بالكلية)‬
‫‪0202/2/22‬‬ ‫‪0202/2/06‬‬ ‫السابع‬ ‫‪7‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الرابعة عشر(‪line‬‬
‫استكمال الفصل الرابع‪:‬أنواع‬ ‫الخامسة عشر (مباشر بالكلية)‬
‫‪0202/1/6‬‬ ‫‪0202/1/0‬‬ ‫الثامن‬ ‫‪8‬‬
‫المناهج فى بحوث الخدمة‬

‫‪-7-‬‬
‫االجتماعية‬
‫‪)on‬‬ ‫السادسة عشر(‪line‬‬
‫الفصل الخامس‪:‬أدوات جمع البيانات‬ ‫السابعة عشر(مباشر بالكلية)‬
‫فى بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫‪0202/1/42‬‬ ‫‪0202/1/1‬‬ ‫التاسع‬ ‫‪1‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫الثامنة عشر(‪line‬‬
‫استكمال الفصل الخامس‪ :‬أدوات‬ ‫التاسعة عشر(مباشر بالكلية)‬
‫جمع البيانات فى بحوث الخدمة‬
‫االجتماعية‬
‫‪0202/1/02‬‬ ‫‪0202/1/46‬‬ ‫العاشر‬ ‫‪42‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫العشرون(‪line‬‬
‫الفصل السادس العينات فى‬ ‫الحادية والعشرون(مباشر‬
‫بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫بالكلية)‬ ‫‪0202/1/07‬‬ ‫‪0202/1/02‬‬ ‫الحادى عشر‬ ‫‪44‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬ ‫‪)on‬‬ ‫الثانية والعشرون(‪line‬‬
‫إختبار الميدتيرم الثاني‬ ‫الثالثة والعشرون(مباشر‬
‫بالكلية)‬ ‫‪0202/5/1‬‬ ‫‪0202/1/22‬‬ ‫الثاني عشر‬ ‫‪40‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الرابعة والعشرون(‪line‬‬
‫الفصل السابع‪:‬تحليل المضمون فى‬ ‫الخامسة والعشرون(مباشر‬
‫بجوث الخدمة االجتماعية‬ ‫بالكلية)‬
‫‪0202/5/44‬‬ ‫‪0202/5/7‬‬ ‫الثالث عشر‬ ‫‪42‬‬
‫السادسة والعشرون( ‪on‬‬
‫لقاء مع الطالب عبر الواتس‬
‫‪)line‬‬
‫الفصل الثامن أخالقيات البحث‬ ‫السابعة والعشرون(مباشر‬
‫العلمى‬ ‫بالكلية)‬ ‫‪0202/5/48‬‬ ‫‪0202/5/41‬‬ ‫الرابع عشر‬ ‫‪41‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الثامنة والعشرون(‪line‬‬
‫لقاء عام مع الطالب لتحديد‬ ‫التاسعة والعشرون(مباشر‬
‫الصعوبات التى ىواجه الطالب فى‬ ‫بالكلية)‬
‫المنهج‬ ‫‪0202/5/05‬‬ ‫‪0202/5/04‬‬ ‫الخامس عشر‬ ‫‪45‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الثالثون(‪line‬‬
‫لقاء نهائى مع الطالب إستعدادا‬ ‫الحادية والثالثون(مباشر‬
‫الختبار نهاية الفصل الدراسى الثانى‬ ‫بالكلية)‬ ‫‪0202/6/4‬‬ ‫‪0202/5/08‬‬ ‫السادس عشر‬ ‫‪46‬‬
‫‪)on‬‬ ‫الثانية والثالثون (‪line‬‬
‫أسبوعا طبقاً لألجندة الجامعية للعام الجامعي ‪/ 0200‬‬
‫ً‬ ‫فترة الدراسة بالفصل الدراسي الثاني ستة عشر‬
‫‪0202‬‬
‫بدء إمتحانات الفصل الدراسي الثاني ‪ 0202 / 0200‬إعتبا ارً من السبت ‪ 0202 / 6 / 2‬م‬

‫‪-8-‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫صدقًا ل َما بَ ْي َن يَ َد ْي ِه‬ ‫َاب بِا ْل َحق ُم َ‬ ‫(( َوأَن َز ْلنَا إِلَ ْي َك ا ْل ِكت َ‬
‫ّللاُ ۖ‬ ‫اح ُكم بَ ْينَ ُهم بِ َما أَن َز َل َ‬ ‫ب َو ُم َه ْي ِمنًا َعلَ ْي ِه ۖ فَ ْ‬ ‫ِم َن ا ْل ِكتَا ِ‬
‫َو َال تَتَبِ ْع أَ ْه َوا َء ُه ْم َع َما َجا َء َك ِم َن ا ْل َحق ۖ لِ ُكل َج َع ْلنَا‬
‫ّللاُ لَ َج َعلَ ُك ْم أُ َمةً َوا ِح َدةً‬
‫اجا ۖ َولَ ْو شَا َء َ‬ ‫ش ْر َعةً َو ِم ْن َه ً‬ ‫ِمن ُك ْم ِ‬
‫ت ۖ إِلَى‬ ‫ستَبِقُوا ا ْل َخ ْي َرا ِ‬‫َولَ ِكن ليَ ْبلُ َو ُك ْم فِي َما آتَا ُك ْم ۖ فَا ْ‬
‫ون))‬ ‫ّللاِ َم ْر ِج ُع ُك ْم َج ِمي ًعا فَيُنَبئُ ُكم بِ َما ُكنتُ ْم فِي ِه ت َْختَلِفُ َ‬
‫َ‬
‫سورة المائدة‬
‫أية‪18‬‬

‫‪-9-‬‬
‫فهرس الكتاب‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫‪44‬‬ ‫مقدمة‪.‬‬

‫‪14-42‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مفاهيم اساسية في البحث العلمي‪.‬‬

‫‪82-10‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬خطوات ومراحل البحث العلمى‬

‫‪18-84‬‬ ‫الفصل الثالث‪:‬أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة‬


‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪401-11‬‬ ‫الفصل الرابع‪:‬‬

‫الخدمة‬ ‫بحوث‬ ‫في‬ ‫المستخدمة‬ ‫المناهج‬ ‫أنواع‬


‫االجتماعية‪.‬‬

‫‪022-422‬‬ ‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة االجتماعية‪.‬‬

‫‪047-024‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬العينات في بحوث الخدمة االجتماعية‪.‬‬

‫‪026-048‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬تحليل المضمون فى بحوث الخدمة‬


‫االجتماعية‬

‫‪062-027‬‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬اخالقيات البحث العلمي‬

‫‪- 11 -‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي يقول الحق وهو يهدي السبيل‪ ،‬والصالة والسالم على نبينا محمد‬
‫خاتم النبيين وامام المرسلين‪ ،‬جدد اهلل به رسالة السماء‪ ،‬وأحيا ببعثته سنة األنبياء‪،‬‬
‫ونشر بدعوته آيات الهداية‪ ،‬وأتم به مكارم األخالق وعلى آلة وأصحابه الذين فقههم‬
‫اهلل في دينه؛ فدعوا إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فهدى اهلل بهم‬
‫العباد‪ ،‬وفتح على أيديهم البالد‪ ،‬وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقاً لسابق‬
‫وعده؛ فشكروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده‪ ،‬وجعلوا‬
‫مظهر شكرهم بذل النفس والنفيس في الدعوة إلى اهلل تعالى‪.‬‬
‫يرتبط البحث العلمي في تاريخه العتيق بمحاولة اإلنسان البدائبة للمعرفة وفهم‬
‫الكون الذي يعيش فيه‪،‬وقد ظلت الرغبة في المعرفة مالزمة لإلنسان منذ المراحل‬
‫األولى لتطور الحضارة‪،‬وعندما حمل المسلمون العرب شعلة الحضارة الفكرية‬
‫لإلنسانية‪،‬ووضعوها في مكانها السليم‪،‬وكان ذلك إيذاناً ببدء العصر العلمي القائم‬
‫على المنهج السليم في البحث‪ ،‬فقد تجاوز الفكر العربي اإلسالمي الحدود التقليدية‬
‫للتفكير اليوناني‪،‬وأضاف العلماء العرب المسلمون إلى الفكر اإلنساني منهج البحث‬
‫العلمي القائم على المالحظة والتجريب بجانب التّأمل العقلي‪ ،‬كما اهتموا بالتحديد‬
‫الكمي واستعانوا باألدوات العلمية في القياس‪،‬وفي العصور الوسطى بينما كانت‬
‫أوروبا غارقة في ظالم الجهل كان الفكر العربي اإلسالمي يفجر في نقلة تاريخية‬
‫كبرى ينابيع المعرفة‪.‬‬
‫وأصبحت الحاجة إلى البحث العلمى فى وقتنا الحاضر أشد منها فى أى وقت‬
‫مضى؛ حيث أصبح العالم في سباق محموم للوصول إلى أكبر قدر ممكن من‬
‫المعرفة الدقيقة المثمرة التى تكفل الراحة والرفاهية لإلنسان وتضمن له التفوق على‬
‫غيره؛ حيث تشهد مجتمعاتنا اليوم ونحن فى مطلع القرن الحادى والعشرين تغيرات‬
‫سريعة فى كافة المجاالت وعلى كل المستويات‪ ،‬ومع التغيرات السريعة تزداد‬
‫المشكالت االجتماعية فى كل المجاالت وعلى كافة المستويات‪ ،‬ونتوقع أنها ستزداد‬
‫تعقيداً فى ظل المتغيرات العالمية والمحلية الجارية والبد من إيجاد حلول جذرية لهذه‬
‫المشكالت حتى تواصل المجتمعات مسيرتها نحو التقدم والنمو‪ ،‬ووسيلتنا إلى ذلك‬
‫االعتماد على البحوث العلمية‪ ،‬فعن طريق النتائج التى نتوصل إليها يمكن التنبؤ‬
‫‪- 11 -‬‬
‫بالمشكالت‪ ،‬والتعرف على العوامل المؤدية إليها‪ ،‬ووضع البرامج الوقائية والعالجية‬
‫الكفيلة بمواجهتها والتغلب عليها‪.‬‬
‫كما يلعب البحث العلمى دو اًر أساسياً في قيام الحضارات فهو أسلوباً ووسيلة‬
‫ومنهاجاً وتمكننا من خالله تطويع اال مكانيات من أجل تحقيق التنمية والتقدم‬
‫للمجتمعات‪ ،‬ويشكل البحث العلمي حجر الزاوية في كل العلوم والمهن فعلى أساسه‬
‫يتم التوصل إلى النظريات والقوانين‪ ،‬وتتم على أساسه الممارسة المهنية‪ ،‬وقد القى‬
‫البحث العلمي عناية متزايدة في اآلونة األخيرة باعتباره األداة التي ال غنى عنها في‬
‫تحسين األداء في كل مجاالت الحياة والعمل في تخطيط وادارة وتنفيذ وتقويم أي‬
‫عمل يراد رفع درجة كفاءته وفاعليته لتحقيق النجاح المطلوب‪.‬‬
‫ويعد هذا الكتاب أحد المراجع المتخصصة فى مناهج البحث فى الخدمة‬
‫االجتماعية التى وضعت لطالب الدراسات العليا والبكالوريوس بكليات ومعاهد‬
‫الخدمة االجتماعية واألخصائيين االجتماعيين فى مؤسسات الممارسة المهنية‬
‫المختلفة‪ ،‬ويشتمل الكتاب على ثمانية فصول يتناول الفصل األول‪ :‬المفاهيم‬
‫االساسية للبحث العلمي واساسياته ومقوماته ‪ ،‬واهتم الفصل الثاني‪ :‬بالخطوات‬
‫والمراحل االساسية للبحوث في الخدمة االجتماعية ‪ ،‬وعالج الفصل الثالث‪ :‬أنواع‬
‫الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‪ ،‬وعرض الفصل الرابع ‪ :‬أنواع‬
‫المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية ‪ ،‬وتناول الفصل الخامس ‪:‬‬
‫أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة االجتماعية ‪ ،‬وشرج الفصل السادس‪:‬‬
‫العينات وأنواعها فى بحوث الخدمة االجتماعية‪ ،‬وتناول الفصل السابع‪ :‬تحليل‬
‫المضمون فى بحوث الخدمة االجتماية‪.‬وأخي ار جاء الفصل الثامن متناوالً أخالقيات‬
‫البحث العلمى‬

‫ونأمل أن يكون هذا الكتاب عوناً للمختصين فى الخدمة االجتماعية طالباً‬


‫وممارسين‪.‬‬

‫واهلل نسأل التوفيق‪.....‬‬

‫الفيوم في يناير ‪0202‬م‬

‫‪- 12 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‬
‫مفاهيم اساسية في البحث العلمي‬
‫أوالً‪ :‬مفهوم البحث العلمي والمفاهيم المرتبطة به‬
‫‪-4‬مفهوم العلم ووظائفه‬

‫‪ -2‬المنهجية البحثية‬

‫‪ -2‬التفكيرالعلمى المنطقى‬

‫‪ -1‬المعرفة‬

‫‪ -5‬تعريف البحث العلمي‬

‫ثانياً‪:‬أهمية البحث العلمى‬

‫ثالثاً ‪ :‬خصائص البحث العلمي‬

‫رابعاً‪:‬أسس ومقومات البحث العلمي‬

‫خامساً ‪ :‬تصنيفات البحوث العلمية‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أعــد هــذا الفصــل أ‪.‬م‪ .‬د‪ /‬محمــد عبــد العــال عبــدالعزيز‪ -‬أســتاذ مســاعد بقســم التنميــة‬
‫والتخطيط كلية الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم‬

‫‪- 13 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫أوالً‪ :‬مفهوم البحث العلمي والمفاهيم المرتبطة به‬


‫لشرح هذا المفهوم يتطلب األمر شرح مفهوم العلم ‪ ،‬وتمييزه عن بقيه المصطلحات‪.‬‬

‫‪ -4‬مفهوم العلم‪:‬‬
‫تستتخدم كلمتة علتم فتي عصترنا هتذا ‪ ،‬للداللتة علتى مجموعتة المعتارف المؤيتدة‬
‫باألدلة الحسية ‪ ،‬وجملة القوانين التي اكتشفت لتعليل حوادث الطبيعة تعليال مؤسستا علتى‬
‫تلك القوانين الثابتة وقد تستخدم للد اللة على مجموعة من المعارف لها خصائص معينة ‪،‬‬
‫كمجموعة الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا‪.‬‬

‫واذا رجعنا إلى تعريفه في اللغة واالصطالح‪ ،‬نجد أن كلمة " علم" في اللغة‬
‫تعني إدراك الشيء على ما هو عليه أي على حقيقته‪ ،‬وهو اليقين والمعرفة‪.‬العلم ضد‬
‫الجهل‪ ،‬ألنه إدراك كامل‪.‬‬

‫وأ ما في االصطالح فهو " ‪ :‬جملة الحقائق والوقائع والنظريات ومناهج البحث التي‬
‫تزخر بها المؤلفات العلمية‪.‬‬

‫ويمكن أن ُن ّعرف العلم بأنه نشاط (لغوي اجتماعي)‪ ،‬يهدف به اإلنسان إلى‬
‫زيادة قدرته في السيطرة على الطبيعة‪ ،‬وفي ذلك يقول "كروثر" العلم نظام يسيطر‬
‫به اإلنسان على الطبيعة كما يقول "جوليان هكسلى" ‪" Huxely Jullia‬العلم‬
‫عبارة عن ذلك النشاط الذي نحصل به على قدر كبير من المعرفة بحقائق الطبيعة‬
‫وعلى السيطرة عليها"‪.‬‬

‫وتدور جل محاوالت تحديد مفهوم العلم وتعريفه حول حقيقة أن العلم هو " جزء‬
‫من المعرفة‪،‬يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والنظريات والمعلومات الثابتة والمنسقة‬
‫والمصنفة ‪ ،‬والطرق والمناهج العملية الموثوق بها لمعرفة واكتشاف الحقيقة بصورة قاطعة‬
‫يقينية‪".‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويتضتح لنتا معنتى العلتم أكثتر‪ ،‬فتي تميتزه عتن غيتره متن المصتطلحات والمفتاهيم‬
‫المشابهة له واللصيقة به مثل المعرفة ‪ ،‬الثقافة ‪،‬الفن ‪...‬وغيرها من المصطلحات ‪ .‬وكذا‬
‫تحديد وبيان أهدافه ووظائفه‪.‬‬
‫أهمية العلم ‪:‬‬
‫‪-‬أهمية العلم للفرد‪:‬‬
‫تطا لاار‬ ‫يُسااد ا علم ااى اار طريياات كتي اان طن‪،‬ياات عة سااده لىينياان‬ ‫‪-‬‬
‫عألمور بحيث يتج بأف‪،‬دره حو عةيجدبين‪.‬‬
‫يُحنز علم ى عة سده ر لضع أهاعف ممينن من أجا علوواوأل ألمات‬ ‫‪-‬‬
‫مد حيث يُما ذلك من عألمور علتي طما عة سده بدلسمددة في اوأل يينتاتده‪ :‬ذ ذع‬
‫أردت حيدة سمياة فم ق حيدطك ر أهاعف ال ر أشخدص)‪.‬‬
‫يُرياات علم ااى لضااع علنااتد عالجتمااد ي ذ يتفااع منزلتاا بااين علنااد‬ ‫‪-‬‬
‫ليُ‪،‬سب قيمن بينهى لي ر عالحتتعم لعلت ايت منهى‪.‬‬
‫يجم علنتد قددرعً ر ح علمتدى علتي طمتتض بسهولن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يجم علنتد مسؤلالً لقددرعً ر باعء علتأي في ىدفن علمسدئ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬أهمية العلم في المجتمع‪:‬‬
‫يبني علم ى علمجتممدت ليُطورهاد فناتأ ا‬
‫أه علاالأل علمت امان طمتماا فاي‬ ‫‪-‬‬
‫ط امهد ر علم ى لعلت‪،‬نولوجيد علتي ألو تهد لر مد هي ي عآله‪.‬‬
‫ي ضاااي ااار علبطدلااان لعلن ااات فهاااو ي ااا فاااي لجااا ىااا ماااد يضااات‬ ‫‪-‬‬
‫بدلمجتمع لى مد زعد اد علمتم مين زعدت قوة علمجتمع‪.‬‬
‫يُحدرب علمددعت لعلت دليا علسيئن لعلتي طزيا جه علمجتماع لطتجاع با‬ ‫‪-‬‬
‫لر علورعء ىمد ليُاخ ى مد هو جايا لمنيا لر علمجتمع‪.‬‬

‫أهداف العلم وغاياته‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫فهم الظّواهر واألشياء‪ :‬أي تفسيرها‪ ،‬وتحليلها بشكل علمي ومنطقي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫تذكي لمتا ستيكون عليتته الحتال مستتقبالً‪ ،‬وهتو مبنتي علتتى‬


‫التنبـ ‪ :‬أي التخمتين ال ّ‬ ‫‪-‬‬
‫التفسير‪ ،‬والمعطيات‪.‬‬
‫الـــتحكما والضـــبط‪ :‬أي ال تتتح ّكم ب تتالظواهر وض تتبطها‪ ،‬والس تتيطرة عليه تتا‪ ،‬ووج تتود‬ ‫‪-‬‬
‫األدوات التتتي تستتاعد علتتى ضتتبط هتتذه الظّواهر‪.‬والوصتتول إلتتى نتتتائج دقيقتتة بعتتد د ارستتة‬
‫الظواهر وفحصها‪.‬‬

‫وظائف العلم‬
‫يضتطلع العلتم بوظيفتة أساستية تتمثتل فتي اكتشتاف النظتام الستائد فتي هتذا الكتون‪،‬‬
‫وفهم قوانين الطبيعة والحصول على الطرق الالزمة للسيطرة على قوى الطبيعة والتحكم‬
‫فيها‪ ،‬وذلتك عتن طريتق زيتادة قتدرة اإلنستان علتى تفستير األحتداث والظتواهر والتنبتؤ بهتا‬
‫وضبطها‪ ،‬وتنحصر وظائف العلم في تحقيق ثالثة أهداف رئيسية هى‪:‬‬

‫أ‪-‬االكتشاف والتعبير‪:‬وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة‬


‫والشاملة للظواهر واألحداث المتشابهة والمترابطة والمتناسقة عن طريق مالحظة ورصد‬
‫األحتداث والظتواهر وتصتنيفها وتحليلهتا عتن طريتق وضتع الفرضتيات العلميتة المختلفتة‪،‬‬
‫واجتراء عمليتات التجريتب العلمتي للوصتول إلتى قتوانين علميتة موضتوعية عامتة وشتاملة‬
‫تفسر هذا النوع والوقائع واألحداث‪.‬‬

‫ب‪-‬التنبـ العلمـي‪ :‬بمعنتى أن العلتم يستاعد علتى التنبتؤ الصتحيح لستير األحتداث‬
‫والظتواهر الطبيعيتة وغيتر الطبيعيتة المنظمتة بتالقوانين العلميتة المكتشتفة‪ ،‬مثتل التوقتع‬
‫والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف‪،‬وبمستقبل حالة الطقس‪ ،‬وبمستقبل تقلبات الرأي العام‬
‫اجتماعيتا إلتى غيتر ذلتك متن الحتاالت واألمتور التتي يمكتن التنبتؤ العلمتي‬
‫ً‬ ‫سياس ًتيا و‬
‫بمستقبلها وذلك بغرض أخذ االحتياطيات الالزمة لمواجهة ذلك‪.‬‬

‫وال يقصد بالتنبؤ هنا‪،‬التخمين أو التكهن بمعرفة المستتقبل‪،‬ولكن المقصتود هتو القتدرة‬
‫معينا‪،‬مع التذكير بأن التنبؤات العلمية‬
‫سير ً‬‫على توقع ما قد يحدث إذا سارت الظروف ًا‬

‫‪- 16 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ليست على نفس الدقة في جميع مجاالت العلم‪ ،‬ففتي العلتوم الطبيعيتة‪ ،‬تكتون أكثتر دقتة‬
‫منها في مجاالت العلوم السلوكية‪،‬ومجاالت المعرفة االجتماعية‪.‬‬

‫ج‪-‬الضـبط والـتحكم‪:‬يستهم العلتم والبحتث العلمتي فتي عمليتة الضتبط والتتحكم فتي‬
‫الظتواهر واألحتداث والوقتائع واألمتور والستيطرة عليهتا وتوجيههتا التوجيته المطلتوب‪،‬‬
‫واستتغالل النتتائج لخدمتة اإلنستانية‪ ،‬وبتذلك تمكتن اإلنستان بفضتل العلتم متن التتحكم‬
‫والضتبط( مثتال ذلتك ‪:‬فتي مستار األنهتار الكبرى‪،‬وميتاه البحتار والمحيطتات‪،‬والتحكم فتي‬
‫الجاذبيتة األرضتية واستتغالل ذلتك لخدمتة البشترية‪،‬كما أصتبح اليتوم بفضتل العلم‪،‬التتحكم‬
‫فتي األمتراض والستلوكيات البشترية وضتبطها وتوجيههتا نحتو الخير‪،‬وكتذلك التتحكم فتي‬
‫الفضاء الخارجي واستغالله لخدمة اإلنسانية جمعاء‪.‬‬

‫‪ -0‬مفهــوم المــنهج ‪:‬ـــــ يعتبتتر متتنهج البحتتث فتتي جميتتع حقتتول المعرفتتة‬
‫واحد‪،‬والهدف هو التوفيق بين النشاط الذاتي المبتدع والمعلومتات األوليتة والوستائل التتي‬
‫تظهتر فتي ستياق البحتث‪ ،‬علتى أن فضتائل البحتث عامتة‪،‬فهي فضتائل متصتلة بتالتكوين‬
‫السليم لإلنسان‪،‬ومن ثم باإلنسانيةجمعاء‪.‬‬

‫والمنهج العلمي هو الدراسة الفكرية الواعية للمناهج المختلفة التي تطبق في‬
‫مختلف العلوم وفقًا الختالف موضوعات هذه العلوم‪،‬وهي قستم متن أقستام المنطتق‪،‬إذ أن‬
‫المتنهج هتو خطتوات منظمتة يتبعهتا الباحتث أو التدارس فتي معالجتة الموضتوعات التتي‬
‫يقوم بدراستها إلى أن يصل إلتى نتيجتة معينتة‪ ،‬أي أن المتنهج هتو الطريتق المتؤدي إلتى‬
‫الكشتف عتن الحقيقتة فتي العلتوم المختلفتة عتن طريتق جملتة متن القواعتد العامتة التتي‬
‫تسيطر على سير العقل‪.‬‬

‫دور أساستيا فتي تتدوين معلومتات البحتث‪ ،‬فهتو يلتزم‬


‫ويلعتب متنهج البحتث ًا‬
‫الباحث على عدم إبداء رأيه الشخصي دون تعزيزه بآراء لها قيمتها‪ ،‬والتقيد بإخضاع أي‬
‫رأي للنقتاش مهمتا كانتت درجتة الثقتة بته‪ ،‬إذ ال توجتد حقيقتة راهنتة بتذاتها‪ ،‬وضترورة تقيتد‬
‫الباحتث بالدقتة فتي االعتمتاد علتى الروايتات واالقتباستات أو التتواري غيتر الواضتحة أو‬
‫غير الدقيقة‪ ،‬وكذلك ضرورة الدقة في شرح المدلوالت التي يسوقها الباحث‪ ،‬وباختصتار‬
‫‪- 17 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫أحيانتا‪،‬في التنفس متن شتعور‬


‫ً‬ ‫ينبغي‪،‬أن يتحلى الباحث بالصبر على ما قد يبعثه البحث‬
‫بالغربة والوحشة وما قد يعنيه من وحدة وانعزال وتأمل‪.‬‬

‫‪ -3‬المنهجيـة البحثيـة ‪:‬ــــكمتا جتاء فتي قـاموس وبسـتر‪ " :‬المعرفتة المنستقة التتي‬
‫تنشأ عن المالحظة والدراسة والتجريب ‪ ،‬والتي تقوم بغرض تحديد طبيعتة وأصتول وأستس‬
‫ما تتم دراسته "‪.‬‬

‫وجاء تعريفها فتي قتاموس أكسـفورد العـام بأنهتا " ذلتك الفترع متن الد ارستة‪،‬الذي يتعلتق‬
‫بجستد متترابط متن الحقتائق الثابتتة المصتنفة‪،‬والتي تحكمهتا قتوانين عامتة‪ ،‬تستتخدم طترق‬
‫ومناهج موثوق بها الكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة "‪.‬‬

‫وقد عرفه جوليان هكس لي في كتابه " اإلنسان في العالم الحديث" بأنه" ‪:‬هو النشاط‬
‫التذي يحصتل بته اإلنستان علتى قتدر كبيتر متن المعرفتة لحقتائق الطبيعتة وكيفيتة الستيطرة‬
‫عليها"‪.‬‬

‫‪ -1‬التفكير العلمي المنطقي‪-:‬هو نشاط عقلتي وذهنتي يمارسته الفترد إزاء حالتة أو‬
‫موقف ‪.‬قد تكون مثل هذه المواقف أو المشاكل جديدة عليه لم يتعامل معها من قبل‪ ،‬أو‬
‫تكون قد مرت عليه ولكنه صعب عليه التعامل معها بالطرق واألساليب الميسرة لته فتي‬
‫حينها‪.‬‬

‫الفكر ‪:‬هو نشاط عقلي يواجه به اإلنسان مشكلة ما تعترض طريقه‪.‬‬

‫والتفكير يدفع الفرد عادة إلى تحديتد حجتم الحالتة أو المشتكلة التتي يتعامتل معهتا‪ ،‬ثتم‬
‫يبتدأ بتالتعرف علتى متا يتعلتق بتلتك الحالتة أو المشتكلة متن معلومتات وحقتائق‪ ،‬ويقتوم‬
‫بجمعهتا وتحليلهتا متن أجتل التوصتل إلتى وضتع الحلتول المناستبة عتن طريتق التربط بتين‬
‫تلك المعلومات والحقائق حيث إن المشاكل تشتمل على جانبين أساسين‪ ،‬هما‪:‬‬

‫أ‪ -‬مشكلة تعرض أمام اإلنسان أو يتعرض لها هتو أو غيتره متن بنتي جنسته التذين‬
‫يعيشون أو يعملون معه‪.‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ب‪ -‬خطتة فكريتة وعقليتة توضتح لتحتدد متدى نجتاح ذلتك اإلنستان فتي حتل المشتكلة‬
‫ووضع اإلجابات المناسبة لها‪.‬‬

‫**أساليب التفكير‬
‫أ‪ -‬األسلوب العشوائي‪ :‬يعتمد على ردود الفعل االعتيادية المستخدمة مترات عديتدة‬
‫متكررة لمواقف وأحداث متشابهة اعترضت اإلنسان في حياته‪،‬أو لمواصلة حالة نشيطة‬
‫تصادفه برد فعل بسيط ال يحتاج إلى جهد ذهني أو تفكير كثير وكبير‪،‬أو قد ال يحتاج‬
‫إلتى تفكيتر إطالقًتا ‪.‬مثتال ‪:‬ستقوط شتيء متن يتد اإلنستان فيمتد يتده اللتقاطته‪،‬أو أن يطترد‬
‫بيده حشرة قد داهمته على وجهه‪،‬أو يعتترض طريتق ستيره عتارض بستيط فيحيتد عنته أو‬
‫يعبتره وأحيانتا قتد يتطتور األستلوب العشتوائى فيمتا بعتد إلتى نتوع متن العلميتة فتي مواجهتة‬
‫أغلب المواقف والمشاكل التي تحتاج إلى ردود فعل وايجاد الحلول المناسبة لها‪.‬‬

‫ب‪-‬األسلوب العلمي المبرمج‪:‬ــــــ يعتمتد علتى استتخدام اإلنستان تفكيتره بشتكل مركتز‬
‫وكبيتر‪ ،‬بحيتث يتناستب متع الحالتة أو الموقتف التذي يصتادفه ويعتترض حياتته ‪.‬وبهتذا‬
‫األسلوب يحتاج اإلنسان إلى تنظيم تفكيره وبرمجته‪ ،‬وترتيب الخطوات المطلوب إتباعها‬
‫لمجابهة حالة معينة أو مشكلة محددة تواجهه بغرض وضع الحلول المناسبة والوصول‬
‫إلى المعرفة التامة المفيدة المبنية على أسس مدروسة‪.‬‬

‫‪ -5‬المعرفة‪ :‬تعنتي المعرفتة فتي أبستط معانيهتا تصتو ار عقليتا إلدراك كنته الشتيء بعتد‬
‫أن كتان غائتب ا‪ ،‬وتتضتمن المعرفتة المتدركات اإلنستانية أثتر تراكمتات فكريتة عبتر األبعتاد‬
‫الزمانيتة والمكانيتة والحتض اريتة والعلميتة‪ ،‬أو بعبتارة أخترى المعرفتة هتي كتل ذلتك الرصتيد‬
‫الواسع والضخم من المعلومات والمعارف التي استطاع اإلنسان أن يجمعها عبر التتاري ‪،‬‬
‫بحواسه وفكره ‪.‬وهي تنقسم إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫ا‪-‬المعرفـة الحسـية ‪ :‬وتكتون بواستطة المالحظتات البستيطة والمباشترة والعفويتة‪ ،‬عتن‬


‫طريتق حتو اس اإلنستان المعروفتة ‪ ،‬مثتل تعاقتب الليتل والنهتار‪ ،‬طلتوع الشتمس وغروبته ا‪،‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫تهاطتل األمطتار‪ ...‬الت ‪ ،‬وذلتك دون إدراك للعالقتات القائمتة بتين هتذه الظتواهر الطبيعيتة‬
‫وأسبابها‪.‬‬

‫ب‪-‬المعرفـة الفلسـفية ‪ :‬وهتي مجمتوع المعتارف والمعلومتات التتي يتحصتل عليهتا‬


‫اإلنستان بواستطة استتعمال الفكتر ال ا لحتواس ‪ ،‬حيتث يستتخدم أستاليب التفكيتر والتأمتل‬
‫الفلسفي ‪ ،‬لمعرفة األسباب ‪ ،‬الحتميتات البعيتدة للظتواهر‪ ،‬مثتل التفكيتر والتأمتل فتي أستباب‬
‫الحياة والموت‪ ،‬خلق الوجود والكون‪.‬‬

‫ج‪-‬المعرفة العلمية والتجريبية ‪ :‬وهي المعرفتة التتي تتحقتق علتى أستاس المالحظتات‬
‫العلمية المنظمة ‪ ،‬والتجارب المنظمتة والمقصتودة للظتواهر واألشتياء ‪ ،‬ووضتع الفتروض ‪،‬‬
‫واكتشاف النظريات العامة والقوانين العلمية الثابتة ‪ ،‬القادرة على تفستير الظتواهر واألمتور‬
‫تفستي ار علميتا‪ ،‬والتنبتؤ بمتا ستيحدث مستتقبال والتتحكم فيته‪،‬إذ أن هتذا النتوع األخيتر متن‬
‫المعرفة‪ ،‬هو وحتده التذي َّ‬
‫يكتون العلتم‪ .‬والمعرفتة بتذلك تكتون مشتتملة علتى العلتم‪ ،‬وهتو جتزء‬
‫من أجزائها‪.‬‬

‫إن مفهتتوم المعرفتتة لتتيس مرادفتاً لمفهتتوم العلتتم‪ ،‬فالمعرفتتة أوستتع حتتدوداً ومتتدلوالً‪ ،‬أكثتتر‬
‫شتتموالً وامتتتداداً متتن العلتتم‪ ،‬والمعرفتتة فتتي شتتمولها تتضتتمن معتتارف علميتتة ومعتتارف غيتتر‬
‫علمية‪ ،‬وتقوم التفرقة بين االثنتين علتى أستاس قواعتد المتنهج وأستاليب التفكيتر التتي تُتبتع‬
‫ف تتي تحصت تتيل المعتتتارف‪ ،‬فت تتإذا اتبت تتع الباحتتتث قواع تتد الم تتنهج العلمتتتى فتتتي التعت تترف علتتتى‬
‫األشياء‪،‬والكشف عن الظواهر‪،‬فإن المعرفة حينئذ تصبح علمية‪.‬‬

‫**خصائص المعرفة العلمية‪:‬‬


‫أ‪ -‬التراكميـة ‪ :‬تعتود المعرفتة بجتذورها إلتى بدايتة الحضتارات اإلنستانية‪ ،‬وقتد بنيتت‬
‫معارفنتا فتوق معتارف كثيترة أستهمت فيهتا حضتارات إنستانية مختلفتة ‪ ،‬ألن المعرفتة تبنتى‬
‫هرميا من األسفل إلى األعلى‪ ،‬نتيجة تراكم وتطور المعرفة العلمية‪ .‬والتراكمية العلمية إما‬
‫أنها تأتي بالبديل ‪ ،‬فتلغي القديم مثل ‪ :‬فيزياء نيوتن التي اعتقد بأنهتا مطلقتة إلتى أن جتاء‬
‫انشتتاين بنستبيته ‪ ،‬وبالمثتل فتإن الكثيتر متن النظريتات والمعتارف العلميتة فتي مجتاالت‬

‫‪- 21 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫مختلفتة‪ ،‬استتغنى عنهتا اإلنستان واستتبدلها بنظريتات ومفتاهيم ومعتارف خاصتة فتي مجتال‬
‫العلوم اإلجتماعية التي تتسم بالتغير والنسبية‪.‬‬

‫ب‪-‬التنظيم ‪ :‬إن المعرفة العلمية معرفة منظمتة تخضتع لضتوابط وأستس منهجيتة ‪ ،‬ال‬
‫نستطيع الوصول إليها دون إتباع هذه األسس والتقيد بها‪.‬‬

‫كما أن التطور العلمي يقتضي من الباحث التخصص في ميدان علمتي محتدد‪ ،‬وذلتك‬
‫بحكتم التطتور العلمتي والمعرفتي ‪ ،‬وت ازيتد التخصصتات وتنتوع حقولته ممتا يستمح للباحتث‬
‫باالطالع على موضوعاته وفهم جزئياته وتقنياته‪.‬‬

‫ج‪ -‬السـببية ‪ :‬يعترف الستبب بأنته مجمتوع العوامتل أو الشتروط وكتل أنتواع الظتروف‬
‫التتي متتى تحققتت ترتتب عنهتا نتيجتة مطترد ة‪ ،‬ونستتطيع القتول بوجتود عالقتة ستببية بتين‬
‫متغيرين ‪ :‬سبب أو علة ونتيجة عندما نجري تجارب عديدة وبنفس الهدف نتحصل علتى‬
‫نفس النتيجة ‪.‬‬

‫د‪ -‬الدقـة ‪ :‬يخضتع العلتم لمبتادئ ومفتاهيم متعتارف عليهتا بتين ذوي االختصتاص‬
‫تتضتتمن مصتتطلحات ومعتتاني ومفتتاهيم دقيقتتة جتتدا ومحتتددة‪ .‬ويجتتب استتتعمال هتتذه‬
‫المصتطلحات بدقتة وتحديتد متدلولها العلمتي ‪ ،‬ألنهتا عبتارة عتن اللغتة التتي يتتداولها‬
‫المختصون في فرع من فروع المعرفة العلمية وتقتضي الدقة االستناد إلتى معتايير دقيقتة ‪،‬‬
‫والتعبير بدقة عن الموضوعات التي ندرسها‪.‬‬

‫ه ‪ -‬اليقـين ‪ :‬إن المعرفتة العلميتة ال تفترض نفستها إال إذا كانتت يقينيتة ‪ ،‬أي أن‬
‫صاحبها تيقن منها عمليا‪،‬فأصبح يستطيع إثباتها بأدلة وبراهين وحقائق وأسانيد موضوعية‬
‫ال تحمل الشك ‪ ،‬وهذا ما يعرف باليقين العلمي‪.‬فالنتائج التي نتوصل إليها يجتب أن تكتون‬
‫مستنبطة من مقدمات ومعطيات موثوق من صحتها‪.‬‬

‫و ‪ -‬الموضوعية ‪ :‬ينبغي على الباحث أن يكون حياديا في بحثه‪ ،‬يتجرد من ذاتيته‬


‫‪ ،‬وينقل الحقائق والمعطيات كما هي في الواقع ‪ ،‬وأن ال يخفي الحقائق التي ال تتوافق متع‬
‫وجهة نظره وأحكامه المسبقة‪.‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويفّرق بعض الباحثين بين المعرفتة والعلتم بتعتريفهم العلتم بأنته "المعرفتة المصتنفة" أو‬ ‫ُ‬
‫"المعرفتتة المنستتقة" ‪ ،‬بينمتتا يتتذهب فريتتق آختتر إلتتى تعريتتف العلتتم بأنتته عبتتارة عتتن "المعرفتتة‬
‫المنستتقة التتتي تنشتتأ متتن المالحظتتة والد ارستتة والتجريتتب‪ ،‬والتتتي تتتتم بهتتدف تحديتتد طبيعتتة‬
‫وأصول الظواهر التي تخضع للمالحظة والدراسة‪.‬‬

‫‪ -6‬البحث العلمي‬
‫يمثل البحث العلمي مرتكز محوري للوصول إلى الحقائق العلمية ‪،‬ووضعها في‬
‫إطار قواعد أو قتوانين أو نظريتات علميتة كجتوهر للعلوم‪،‬خاصتة وأن العلتم متدركات يقينيتة‬
‫مؤكدة ومبرهن عليها كتصديق مطلق‪ ،‬ويتم التوصل إلى الحقائق عتن طريتق البحتث وفتق‬
‫مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة‪ ،‬واستخدام أدوات ووسائل بحثية‪.‬‬
‫البحتتث العلمتتي بطبيعتتة الحتتال هتتو قتتوة التتدفع األساستتية وراء التحتتديث والتنميتتة‪ ،‬متتن ثتتم‬
‫يصتبح هتتو المقيتتاس المباشتتر للقتتوة والثتراء فتتي عتالم اليتتوم وهتتذا يتكامتتل متتع حقيقتتة أختترى‬
‫أعم وهي أن المعرفة هي المادة الختام لقتوة وثتراء األمتم بمعنتى أن البحتث العلمتي يعتمتد‬
‫على تراكم المادة الخام المعرفية ثم يقوم هو بتصنيعها أو إجرائها لتفسر في النهاية عتن‬
‫أفكتتار تقنيتتة قابلتتة للتطبيتتق مهمتهتتا أن تكتستتح األس تواق العالميتتة وتعتتود بماليتتين العملتتة‬
‫الصتتعبة وعلتتى ذلتتك فإنتته يمكتتن القتتول بتتأن البحتتث العلمتتي هتتو التتذي يصتتنع األوضتتاع‬
‫االجتماعية وليس بالعكس وهو يتمتع بخاصية الميكانيزم المستقبلي‪.‬‬
‫وقد أشار ‪ Van Dalen‬إلى تعريف البحث العلمي بأنه المحاولة الدقيقة النافذة‬
‫للتوصل إلى حلول للمشكالت التي تؤرق اإلنسان وتحيره‪.‬‬
‫وي ت تترى بع ت تتض العلم ت تتاء أن تعري ت تتف البح ت تتث يختل ت تتف ب ت تتاختالف أنت ت تواع البح ت تتوث‬
‫ومجاالتها وأهدافها ووسائلها وأدواتها‪ ،‬وبالتالي فإنه من األفضتل أال ينشتغل التدارس منتذ‬
‫بداية دراسته لمناهج البحث بمستألة التعتاريف ويكتفتي بالتأكيتد علتى نوعيتة البحتث الجيتد‬
‫وخصائصه‪.‬‬
‫البحث في العلوم االجتماعية‪:‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫عمومتتا‪ ،‬وعلتتى تقتتدم‬


‫ً‬ ‫تشتتهد حضتتارات العتتالم القتتديم علتتى تقتتدم الفكتتر االجتمتتاعي‬
‫الد ارستتات االجتماعيتتة بصتتفة خاصتتة‪ ،‬غيتتر أن الد ارستتات االجتماعيتتة لمفكتتري العصتتور‬
‫القديمتة ال يعبتتر عتن اهتمتتام ختاص بمعرفتتة الواقتتع االجتمتاعي لإلنستتان بقتدر متتا يعتترض‬
‫لالهتمامات المختلفة للتنظيمات االجتماعية الموجودة بالمجتمع‪ ،‬واذا كان هناك استثناء‬
‫فتتي هتتذه الصتتدد فيرجتتع لتتبعض الد ارستتات التتتي قتتام بهتتا الفيلستتوف اليونتتاني أرستتطو التتذي‬
‫حاول معرفة واقع االجتمتاع اإلنستاني متن ختالل د ارستات موضتوعية والتذي حتاول إقامتة‬
‫تنظيم اجتماعي جديد على أسس من المعرفتة بواقتع االجتمتاع اإلنستاني وذلتك باستتخدام‬
‫لبعض األساليب المعروفة اليتوم باستم أستاليب البحتث العلمتي‪ ،‬غيتر أن د ارستات أرستطو‬
‫االجتماعية العلمية كانت متفرقة ال يجمعها إطار منهجي محدد‬

‫ولتتيس متتن اليستتير أن نحصتتر كتتل التعريفتتات التتتي أطلقتتت علتتى مفهتتوم "البحتتث‬
‫العلمتتي"حيتتث تعتتددت تلتتك التعريفتتات وتنوعتتت تبعتتا ألهدافتته ومجاالتتته ومناهجتته ‪،‬ولكتتن‬
‫معظم تلك التعريفات تلتقي حول التأكيد علتى د ارستة مشتكلة متا بقصتد حلهتا وفقتا لقواعتد‬
‫علميتتة دقيقتتة وهتتذا يعطتتي نوعتتا متتن الوحتتدة بتتين البحتتوث العلميتتة رغتتم اختتتالف حياديتهتتا‬
‫وتعدد أنواعها‪.‬‬

‫وقتتد تنتتاول العدي تتد متتن البتتاحثين مفه تتوم البحتتث العلمتتي واختلف تتت متتداخلهم وتباين تتت‬
‫اتجاهتاتهم حتتول هتتذا المفهوم‪،‬فكتل متتنهم نظتتر إليته متتن زاويتتته الخاصتة وحستتب ميولتته أو‬
‫قناعته العلمية ‪.‬‬

‫وعنتتد تنتتاول مصتتطلح (البحتتث العلمتتي) يالحتتظ أنتته يتكتتون متتن كلمتتتين همتتا‬
‫(البح تتث)و(العلمي)‪ .‬أم تتا البح تتث لغوي تتا فه تتو مص تتدر الفع تتل الماض تتي (بحت تث) ومعن تتاه ‪:‬‬
‫"تتبع‪،‬ستتأل‪ ،‬تحرى‪،‬تقصتتى‪،‬حاول‪،‬طلب" وبهتتذا يكتتون معنتتى البحتتث هتتو ‪ :‬طلتتب وتقصتتي‬
‫حقيقة من الحقائق أو أمر من األمور‪،‬وهو يتطلب التنقيتب والتفكيتر والتأمتل وصتوالً إلتى‬
‫شيء يريد الباحث تحقيقه‪.‬‬

‫أما العلمي‪ :‬فهي كلمة منسوبة إلى العلم‪ ،‬والعلم(‪ :)Science‬يعني المعرفتة‬
‫والد اريتة وادراك الحقتائق‪ ،‬والعلتتم فتي طبيعتتته " طريقتة تفكيتر وطريقتتة بحتث أكثتتر ممتا هتتو‬
‫‪- 23 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫طائفة من القوانين الثابتة " وهو منهج أكثر مما هتو متادة للبحتث فهتو "متنهج لبحتث كتل‬
‫العالم األمبريقي المتأثر بتجربة اإلنسان وخبرته"‪.‬‬

‫أما العلم في منهجه فهو ‪":‬المعرفة المنسقة التي تنشتأ متن المالحظتة والتجريتب‬
‫‪ ،‬وأمتتا فتتي غايتتته فهتتو التتذي يتتتم بهتتدف تحديتتد طبيعتتة وأصتتول الظ تواهر التتتي تخضتتع‬
‫للمالحظتتة والد ارستتة ؛ فهدفتته صتتياغة الق توانين ألنتته لتتيس بحثتتا يجتتد فتتي طلتتب الحقيقتتة‬
‫العظمى النهائية وانما هوأسلوب في التحليل يسمح للعالم بالوصول إلتى قضتايا مصتاغة‬
‫صياغة دقيقة "‬

‫ويـــذكر بـــأن العلـــم ال يصـــلي أن نطلـــق عليـــه علمـــاً إال إذا تـــوفرت فيـــه الشـــروط‬
‫األساسية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬وجود طائفة متميزة من الظواهر يتخذها العلم موضوعاً للدراسة والبحث‪.‬‬

‫‪-2‬خضوع هذه المجموعة من الظواهر لمنهج البحث العلمي ‪.‬‬

‫‪-3‬الوصول في ضوء مناهج البحث إلى مجموعة من القوانين العلمية ‪.‬‬

‫ويضتتيف التتبعض بتتأن"العلم إمتتا أن يكتتون نظريتتا أو تطبيقيتتا فتتالنظري يتوجتته إلتتى‬
‫شرح للواقع ‪ ،‬والتطبيقي يتوجه إلى التأثير في الواقع وال غاية نفعيه للعلم النظري ‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫أما التطبيقي فينظر إلى اعتبارات المردود المادي والربح"‬

‫‪Scientific‬‬ ‫وعبت تتارة البحت تتث العلمت تتي مصت تتطلح متت تترجم عت تتن اللغت تتة اإلنجليزيت تتة “‬
‫‪ ،”Rese\;\\;arc‬فالبحث العلمي يعتمد على الطريقة العلمية ‪ ،‬والطريقة العلميتة تعتمتد‬
‫على األساليب المنظمة الموضوعة في المالحظة وتسجيل المعلومات ووصف األحداث‬
‫وتكوين الفرضيات‪.‬‬

‫فى حين يعرف البحث العلمى بأنه"عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص‬
‫يسمى (الباحث) من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى‬
‫(موضوع البحث) باتباع طريقة علمية منظمة تسمى (منهج البحث) بغية الوصول إلى‬

‫‪- 24 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫حلول مالئمة للعالج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكالت المماثلة تسمى نتائج‬
‫البحث‪.‬‬

‫ويؤكد هتذا التعريتف علتى عتدة أبعتاد أهمها‪ :‬ت ت حاجتة البحتث العلمتي متن الباحتث إلتى‬
‫التفكير العلمتي المتنظم ‪ ،‬وتحديتد موضتوع البحتث واتبتاع متنهج متنظم ‪ ،‬والحصتول علتى‬
‫نتائج صالحة للتعميم ؛ ومن ثم حل المشكالت‪.‬‬

‫وبعـــرف البحـــث العلمـــي بأنـــه "استقصتتاء متتنظم يهتتدف إلتتى إضتتافة معتتارف يمكتتن‬
‫ً‬
‫التحقق من صحتها عن طريق االختبتار العلمتي الشتامل والتدقيق لجميتع الشتواهد واألدلتة‬
‫التي يمكن التحقق منها‪ ،‬وهتذا التعريتف يضتيف لابعتاد الستابقة بتأن الهتدف متن التفكيتر‬
‫المنظم هو إضافة معارف يمكن التحقق من صحتها باالختبار العلمي ‪.‬‬

‫بأنـه التقصتي المتنظم باتبتاع أستاليب ومنتاهج علميتة محتددة للحقتائق‬ ‫ويراه الـبع‬
‫العلمية بقصد التأكد من صحتها وتعديلها أو إضافة معلومات جديدة لها"‪.‬‬

‫كمــا عــرف البحــث العلمــي بأنــه "الطريتتق المتتؤدي إلتتى الكشتتف عتن الحقتتائق فتتي‬
‫العلوم بواسطة طائفة من القواعتد العامتة ‪ ،‬تهتيمن علتى ستير العقتل وتحديتد عملياتته‬
‫حتى يصل إلى نتيجة معلومة أستبابها‪،‬وما يناستبها متن حلتول وذلتك بطريقتة محايتدة‬
‫غير متحيزة للمشكلة"‪.‬‬

‫األخــر تعريفــا للبحــث العلمــي بأنــه" طريقتتة أو متتنهج معتتين‬ ‫كمــا أورد الــبع‬
‫لفحتتص الوقتتائع وهتتو يقتتوم علتتى مجموعتتة متتن المعتتايير والمقتتاييس تستتهم فتتي نمتتو‬
‫المعرفتتة‪،‬ويتحقق البحتتث حتتين تخضتتع حقائقتته للتحليتتل والمنطتتق والتجربتتة واإلحصتتاء‬
‫مما يساعد على نمو النظرية"‪.‬‬

‫وهتتذا التعريتتف يحتتدد للبحتتث العلمتتي معتتايير يتتتم فتتي ضتتوئها إخضتتاع الحقتتائق‬
‫للتحليل والمنطق والتجربة واإلحصاء‪.‬‬

‫أم تتا (فــــان دالــــين) فق تتد ع تترف البح تتث العلم تتي بأن تته " المحاول تتة الدقيق تتة الناق تتدة‬
‫للتوصل إلى حلول للمشكلة التي تؤرق البشرية"‪.‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫"كمتا يعـرف البحـث العلمـي بانته البحتث النظتامي والمضتبوط الخبتري التجريبي‪،‬فتي‬
‫المقوالت االفتراضية عن العالقات المتصورة بين الحوادث الطبيعية "‪.‬‬

‫وفتى تعريتف أختر يترى البحـث العلمـى بأنته‪ :‬جهتد علمتى هتادف وعمليتة لوصتف‬
‫التفاعل المستمر بين النظريات والحقائق‪،‬من أجل الحصول على حقائق ذات معنى‪،‬وعلى‬
‫نظريات ذات قوى تنبؤية"‪.‬‬

‫وهتو "محاولتة الكتشتاف المعرفتة والتنقيتب عنهتا وتنميتته ا‪ ،‬وفحصتها وتحقيقهتا بتتقص‬
‫دقيق ‪ ،‬ونقد عميق ‪ ،‬ثم عرضها عرضتا مكتتمال بتذ كتاء وادراك‪ ،‬يستير فتي ركتب الحضتارة‬
‫العالمية ‪ ،‬ويسهم فيه إسهاما إنسانيا حيا شامال "‪.‬‬

‫وفـــى تعريـــف أخـــر للبحـــث العلمـــي يـــراه بأنـــه ‪ ":‬وس تتيلة للد ارس تتة يمك تتن بواس تتطتها‬
‫الوصول إلى حل لمشتكلة محتددة‪،‬وذلك عتن طريتق االستقصتاء الشتامل و التدقيق لجميتع‬
‫الشواهد واألدلة التي يمكن التحقق منها‪ ،‬والتي تتصل بهذه المشكلة المحددة ‪.‬‬

‫تعريفات البحث العلمي يمكن القول‪:‬‬ ‫السابق لبع‬ ‫ومن خالل العر‬

‫إن ك تتل تعري تتف منه تتا تناول تته م تتن زاوي تتة معين تتة‪،‬فالبعض أب تترز جان تتب األه تتداف‬
‫والبعض الثاني أبرز جانب الوظائف‪،‬والبعض الثالث أبرز جانب األهميتة أو جانتب‬
‫الخصائص‪،‬ولكنها في مجملها تعطي صورة واضحة لمفهوم البحث العلمي ‪.‬‬

‫من خالل كل هذه التعريفات فأن البحث العلمي األكاديمي هتو ‪ :‬االستتخدام المتنظم‬
‫لعتدد متن األستاليب واإلجتراءات للحصتول علتى حتل مناستب لمشتكلة متا‪ ،‬عمتا يمكننتا‬
‫الحصتول عليته بطترق أخترى‪ ،‬وهتو يفتترض الوصتول إلتى نتتائج ومعلومتات أو عالقتات‬
‫جديدة لزيادة المعرفة للناس أو التحقق منها"‪.‬‬

‫كما أنه وسيلة لالستعالم واالستقصاء المنظم والدقيق ‪ ،‬الذي يقوم به الباحث‪ ،‬بغرض‬
‫اكتشتاف معلومتات أو عالقتات جديتد ة‪ ،‬باإلضتافة إلتى تطتوير أو تصتحيح أو تحقيتق‬
‫المعلومتات الموجتودة فعتال ‪ ،‬علتى أن يتبتع فتي هتذا الفحتص واالستتعالم التدقيق‪ ،‬خطتوات‬
‫المنهج العلمي"‪.‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ماهية البحث في الخدمة االجتماعية‪:‬‬


‫البحث فتي الخدمتة االجتماعيتة هتو استتخدام للمتنهج العلمتي للتوصتل إلتى نتتائج‬
‫تفيد في إثراء القاعدة العلمية لمهنة الخدمة االجتماعية وتسهم في تحقيق أهدافها وتعمل‬
‫على تطوير الممارسة المهنية‪.‬‬
‫تعريف البحث االجتماعي من وجهة نظر مهنة الخدمة االجتماعية‪:‬‬
‫البحث االجتمتاعي يعنتي الجهتود المنظمتة التتي تستتهدف الستعي وراء الحصتول‬
‫على بيانات ومعلومات كافية ودقيقة متصلة بمشتكلة متن مشتكالت اإلنستان فتي صتورته‬
‫كف تترد أو كعض تتو ف تتي جماع تتة أو ص تتورته كمت تواطن يع تتيش ف تتي مجتم تتع وذل تتك باس تتتخدام‬
‫األسلوب العلمي‪.‬‬
‫بقصتتد بنتتاء وتنميتتة واث تراء البنتتاء المعرفتتي النظتتري‪ ،‬وتطتتوير وتحستتين واالرتقتتاء‬
‫بأستتاليب ممارستتتنا المهنيتتة عنتتد تعاملنتتا متتع المشتتكالت ومواقتتف الحيتتاة المختلفتتة‪ ،‬وذلتتك‬
‫يستهدف في النهايتة استتخدام هتذه البيانتات والمعلومتات فتي صتنع قت اررات تخطيطيتة متن‬
‫أجتتل تحقيتتق حيتتاة أفضتتل وزيتتادة معتتدل رفاهيتتة اإلنستتان عتتن طريتتق إشتتباع أقصتتى قتتدر‬
‫ممكن من حاجته وحل ومواجهة أكبر عدد ممكن من مشكالته‪.‬‬
‫كمتتا عتترف البحتتث فتتي الخدمتتة االجتماعيتتة بأنتته‪" :‬هتتو استتتخدام المتتنهج العلمتتي‬
‫للتوصتتل إلتتى نتتتائج تفيتتد فتتي إث تراء القاعتتدة العلميتتة لمهنتتة الخدمتتة االجتماعيتتة ولتنميتتة‬
‫إمكانياتها التقنية كي تصبح أكثر مقدرة على تحقيق أهدافها‪.‬‬
‫ومما سبق يتضي أن البحث في الخدمة االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1‬يعتمد على استخدام المنهج العلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتمد على المعارف النظرية إلثراء البناء المعرفي وتحسين األداء المهني‪.‬‬
‫‪ -3‬اس تتتخدام البيان تتات والمعلوم تتات الواقعي تتة لوض تتع قت ت اررات تخطيطي تتة تس تتهم ف تتي‬
‫تحقيق التنمية‪.‬‬
‫‪ -4‬يستتعى إلتتى تنميتتة اإلمكانيتتات التقنيتتة لتكتتون أكثتتر قتتدرة علتتى تحقيتتق األهتتداف‬
‫الفردية والجماعية والمجتمعية‪.‬‬
‫‪-7‬المتغير‪:Variable :‬‬

‫ويقصتتد بتته عامتتل متتن العوامتتل المتعلقتتة بحتتدوث الموقتتف والظتتاهرة أو المشتتكلة‬
‫موضوع الدراسة‬

‫‪- 27 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -8‬خطة البحث‪Research Proposal :‬‬


‫مش تتروع أو تص تتور مقت تترح للخطت توات المقبل تتة للبح تتث ومت تراحلهن وتش تتمل (فكت ترة‬
‫ومتتدخل تمهيتتدي عتتن الموضتتوع‪ -‬أهميتتته‪ -‬أهدافتته‪ -‬المتتنهج‪ -‬نتتوع الد ارستتة‪ -‬الفتتروض‪-‬‬
‫األدوات‪ -‬مجتمع البحث‪ -‬أقسام الدراسة ومشتمالتها‪ ...‬ال )‪.‬‬
‫‪ -1‬منهج الدراسة‪:Method :‬‬
‫هتتو الطريقتتة التتتي يتبعهتتا الباحتتث فتتي د ارستتته الكتشتتاف الحقيقتتة ولإلجابتتة علتتى‬
‫األستتئلة واالستفستتارات التتتي يثيرهتتا موضتتوع البحتتث‪ ،‬وهتتو البرنتتامج التتذي يحتتدد الستتبيل‬
‫للوصول إلى الحقائق وطرق اكتشافها‪.‬‬
‫‪ -13‬أهداف الدراسة‪:Object :‬‬
‫هي السبب أو األسباب التي متن أجلهتا قتام الباحتث بإعتداد الد ارستة وتنقستم إلتى‬
‫ه تتدف علم تتي (نظ تتري) إلثت تراء المعرف تتة العلمي تتة واش تتباع الفض تتول العلم تتي ودع تتم التت تراث‬
‫النظتتري‪ ،‬وهتتدف تطبيقتتي (عملتتي) باستتتخدام نتتتائج البحتتث وتطبيقاتتته للوصتتول إلتتى حتتل‬
‫للمش تتكلة الت تتي ق تتام الباح تتث بد ارس تتتها‪ ،‬أي جع تتل العل تتم ف تتي خدم تتة المجتم تتع م تتن خ تتالل‬
‫الوصول إلى حلول للمشكالت القائمة‪.‬‬
‫‪ -44‬أدوات الدراسة‪:Technique :‬‬
‫هتتي الوستتيلة المستتتخدمة فتتي جمتتع البيانتتات أو تصتتنيفها وجتتدولتها‪ ،‬وهتتي تنقستتم‬
‫إلى أدوات رئيسية (أساسية) وأدوات مساعدة (ثانوية) وأدوات عامة (أكاديمية) لكل منها‬
‫خصائص وايجابيات وسلبيات وظروف معينة لالستخدام‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أهمية البحث العلمي‬

‫تتمثَّل أهمية البحث العلمي في عديد من األوجه التي سوف نتعرف عليها عبر فقرات‬
‫المقال‪ ،‬وقبل أن نتطرق لذلك ينبغي أن نوضح لباحثينا أن الفرق بيننا وبين اآلخرين‬
‫شاسعا للغاية‪ ،‬والدور المنوط بهم على قدر كبير من األهمية‪ ،‬حيث إن البحث‬
‫ً‬ ‫أصبح‬
‫العلمي هو طوق النجاة لجميع ما يواجهنا من مشكالت‪ ،‬ويجب علينا بذل قصارى‬
‫الجهد لتضييق الهوة‪ ،‬واالرتقاء باألمة‪ ،‬واالبتعاد عن األسلوب النمطي في البحث‬

‫‪- 28 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫العلمي‪ ،‬فنحن في أمس الحاجة إلى الجديد‪ ،‬على أن ال نتجاهل قيمنا وتقاليدنا االيجابية‬
‫التي نشأنا وتأثرنا بها‪ ،‬والمجال مفتوح لإلبداع‪ ،‬ويجب أن ال يوقفنا في ذلك ضعف‬
‫اإلمكانيات‪ ،‬فالعقول هي رأس المال الحقيقي‪ ،‬والجهد والمثابرة هما عماد البحث العلمي‬
‫الحقيقي‪ ،‬من هنا تأتى أهمية البحث العلمى بالنسبة للباجثين من ناحية وللدول من‬
‫ناحية أخرى فيما يلى‪:‬ت‬

‫يساعد الباحث على اكتساب المعلومات الجديدة‪ :‬في طليعة أهمية البحث‬ ‫‪‬‬

‫العلمي مساعدة الباحث في التعرف على المعلومات الجديدة التي يكتسبها عن‬
‫طريق االطالع على المصادر والكتب في مجال التخصص المنوط به‪ ،‬والعلم‬
‫بال حدود وينبغي على الباحث أن ُينمي من معارفه كل يوم‪ ،‬فعلى سبيل‬
‫المثال الطبيب يجب عليه أن يواكب الجديد كل يوم‪ ،‬فهناك طفرات علمية‬
‫وتكنولوجية تحدث بوتيرة متسارعة‪ ،‬ومن لم يطالع كل ما هو حديث سوف‬
‫حتما‪ ،‬ويصبح في طي النسيان‪ ،‬وبالمثل كل المجالت‬
‫يتوقف عن النجاح ً‬
‫األخرى‪.‬‬

‫يســاهم فــي تبــو الباحــث للمكانــة الالئقــة‪ُ :‬يعتتد العلمتتاء ورثتتة األنبيتتاء‪ ،‬ومتتن بتتين أوجتته‬
‫أهمية البحث العلمي للباحث تحقيق الشهرة والوجاهة داختل الدولتة أو المجتمتع‪ ،‬وال شتك‬
‫أن الباحت تتث العلمت تتي لت تتيس كغي ت تره مت تتن األف ت تراد‪ ،‬فهت تتو مميت تتز بعلمت تته ومهارتت تته فت تتي مجت تتال‬
‫التخصص المتعلق به‪ ،‬وذلك األمر أدعى الحترامه من جانب المحيطتين‪ ،‬وأمامنتا كثيتر‬
‫من األمثلة التي توضح ذلك من العلماء المحليين فهم بحق فخر وذخيرة لنا‪ ،‬وينبغي أن‬
‫نسير علي دربهم‪.‬‬

‫القدرة على تحديد األهداف بدقة‪ :‬يساهم البحث العلمي في منح الدارس القدرة‬ ‫‪‬‬

‫على تحديد األهداف‪ ،‬والسعي وفقًا للطرق المنظمة والمناهج المتنوعة نحو‬
‫تحقيق تلك األهداف في النهاية‪ ،‬والهدف هو عماد البحث العلمي‪ ،‬ومن دونه‬
‫ال يستقيم األمر ويصبح عشوائيًّا‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫مني الباحث القدرة على تحليل الظواهر‪ :‬يتيح المنهج العلمي الذي يتعلمه‬ ‫‪‬‬

‫الباحث الفرصة في دراسة الظواهر بشكل متعمق عن طريق التفكير المنطقي‪ ،‬ومن‬
‫خالل عالقة السببية والتي تُعرف على أنها‪" :‬لكل حدث سبب"‪ ،‬ومن هذا المنطلق يقوم‬
‫الباحث بجمع المعلومات حول الظاهرة التي يدرسها‪ ،‬ويحللها عن طريق األدوات‬
‫الدراسية مثل االستبيان والمالحظات واالختبارات والمقابالت‪ ...‬حتى يصل إلى النتائج‬
‫ذات القرائن الواضحة‪ ،‬ومن ثم يضح حلول جذرية‪ ،‬ويعد ذلك من بين عناصر أهمية‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫اكتساب الصفات الحميدة‪ :‬تُعد اكتساب الصفات الحميدة من بين جوانب‬ ‫‪‬‬

‫أهمية البحث العلمي‪ ،‬فالباحث العلمي يتعلم األخالقيات العلمية ويدرسها باستفاضة‪،‬‬
‫وفي طليعة ذلك األمانة العلمية في النقل عن الغير‪ ،‬وذلك عند االستعانة بالكتب أو‬
‫المصادر التي يدونها العلماء السابقون‪ ،‬وكذلك يتعلم الباحث العلمي التواضع عند‬
‫التعامل مع اآلخرين‪ ،‬والمحافظة على أسرار المبحوثين الذين يقوم بفحصهم عند تنفيذ‬
‫إجراءات البحث العملية‪ ،‬باإلضافة إلى الصبر والجلد في مواجهة الصعوبات التي‬
‫تواجهه عن إعداد الدراسات واألبحاث‪.‬‬

‫ويعد ذلك في مقدمة أهمية البحث العلمي بالنسبة‬


‫تلبية الحاجات اإلنسانية األولية‪ُ :‬‬
‫للدول‪ ،‬فعن طريق البحث العلمي يمكن تطوير الزراعة‪ ،‬ومن ثم سد احتياجات أفراد‬
‫المجتمع من الغذاء وخاصة المحاصيل األساسية مثل األرز والقمح والشعير‪ ،‬ومن ثم‬
‫تحقيق االكتفاء الذاتي وعدم االعتماد على الغير‪ ،‬وكذلك يمكن تحقيق نهضة صناعية‬
‫وتجارية شاملة‪ ،‬وما كانت الدول الكبرى التي تزهو وتتفاخر حولنا لتقوم لها قائمة لوال‬
‫أنها اتخذت من البحث العلمي منصة لالنطالق نحو تحقيق كل ما ترغب فيه‪.‬‬

‫ردع المعتدين‪ :‬من بين عناصر أهمية البحث العلمي‪ ،‬امتالك الوسائل التي‬ ‫‪‬‬

‫تستطيع بها الدول أن تحمي نفسها ضد من تسول لهم أنفسهم االعتداء على‬
‫الغير‪ ،‬وخاصة في ظل عالم يسوده منطق القوة‪.‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫يحدثه البحث العلمي بعد االنتهاء‬


‫‪ ‬تحقيق الرفاهية‪ :‬وتأتي تلك المرحلة من بين ما ُ‬
‫كثير من الدول وصلت إلى اكتشاف وسائل نقل‬ ‫من سد االحتياجات الرئيسية‪ ،‬فنجد ًا‬
‫ذات سرعات هائلة‪ ،‬ونجد اآلالف من ناطحات السحاب التي يمكن الوصول إلى‬
‫أدوارها عن طريق السيارات أو الطائرات الخاصة دون أي معاناة لإلنسان‪ ،‬وكذلك‬
‫الروبوتات التي تستطيع القيام بأي عمل‪ ،‬ولقد وصل األمر إلى وجود تقنيات تستطيع‬
‫أن تق أر بصمة الصوت من أجل تصنيع األطعمة‪ ...‬والى جانب ما سبق نجد بعد‬
‫الدول وصلت إلى مراحل مبهرة في األجهزة اإللكترونية والحواسب اآللية والهواتف‬
‫الجوالة‪ ،‬فأهمية البحث العلمي ال حدود لها‪ ،‬وخاصة في الوقت الراهن‪ ،‬وما سبق ذكره‬
‫يسير بجوار ما يمكن أن يسهم فيه البحث العلمي‪.‬‬
‫باألحداث المستقبلية‪ :‬ويعد التنبؤ من بين عناصر أهمية البحث‬ ‫التنب‬ ‫‪‬‬

‫العلمي‪ ،‬وذلك ليس درًبا من دروب الكهانة أو السحر‪ ،‬ولكن البحث العلمي ساعد في‬
‫التعرف على مكنون تطور الظواهر ومن ثم وضع التصورات المتعلقة بها‪،‬؛ عن طريق‬
‫وضع أرقام واقعية‪ ،‬ومن أمثلة ذلك األرصاد الجوية وما تسهم به من وضع درجات‬
‫للح اررة في المستقبل‪ ،‬وكذلك وصف أرقام اقتصادية لاوضاع المالية في السنوات‬
‫المقبلة‪ ،‬ويوجد منهج كامل في البحث العلمي يعرف باسم المنهج االستقرائي الذي‬
‫يعتمد على دراسة الظواهر في الماضي والحاضر‪ ،‬ومن ثم التعرف على ما سوف‬
‫تكون عليه في المستقبل‪ ،‬والتنبؤ يفيد العلماء والباحثين في تجنب السلبيات المستقبلية‪.‬‬
‫معالجة الظواهر االجتماعية السلبية‪ :‬هناك كثير من المشكالت االجتماعية‬ ‫‪‬‬

‫التي تظهر في الدول‪ ،‬ومن أمثلتها‪ :‬انتشار المخدرات‪ ،‬أو البطالة‪ ،‬أو الزواج‬
‫المبكر‪ ...‬ومن بين أوجه أهمية البحث العلمي القدرة على تحليل تلك الظواهر‬
‫السلبية التي تمثل حجرة عثرة في سبيل تطور المجتمع وتقدمه‪ ،‬وعن طريق‬
‫البحث العلمي تتم دراسة تلك الظواهر بأسلوب منظم‪ ،‬ووضع أفضل الحلول‪،‬‬
‫وبأقل تكلفة‪.‬‬
‫حل اإلشكاليات العلمية المستعصية‪ :‬تظهر أهمية البحث العلمي بوضوح في‬ ‫‪‬‬

‫حل ما يواجه الدارسين أو الباحثين من مشكالت عن طريق إجراء التجارب‬

‫‪- 31 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫واالختبارات العلمية وفقًا لطرق وأساليب دراسية محددة‪ ،‬فلم يكن أحد يتصور عالج‬
‫حاالت الصلع بالطرق التكنولوجية الحديثة‪ ،‬ولم يكن أحد يعتقد في القرن الماضي أن‬
‫هناك من سيصل إلى أعماق الكون الواسع‪ ...‬إلى ما غير ذلك من ُمكتشفات‪ .‬وهناك‬
‫وجهة نظر أخرى ترى أن أهمية البحث العلمى تتمثل فيما يلى‪:‬ت ت‬

‫* ي م اب علبحااث علم م ا اي دلرعً ىبيااتعً فااي حياادة علبدحااث لفااي نساايت فهااو‬
‫يساامل ل بدحااث فااي عالكااقا اار ح اادئق لمنااده جاياااة لااى ي‪،‬اان اار ااى‬
‫لدرعين بهد فتسد اه في عختيدر عألفض منهد‬
‫* طتيل ل علنتون في عال تمادد ار نسا فاي جماع لىساب علمم ومادت‬
‫لطجم من علبدحث شخصين جاياة طزرا في دعخ علث ن بدلننس لعل ارة ار‬
‫علتن‪،‬يت لعلتأم لعىتسدب علس وك علجيا‪.‬‬
‫*يُماا اا علبحااث علم ماا اي أهاا اى أدعة متبماان فااي ممتفاان ح اادئق ل ااى عل‪،‬ااوه‬
‫لعلحياادة لعة سااده ىمااد ليسااد ا علبحااث علم م ا اي فااي ح ا ا علمتاا‪،‬قت علتااي قااا‬
‫يوعجههد علمجتمع من خقأل علتممق في هذه علمت‪ ،‬ن ث اى يجدد علح وأل لهد‪.‬‬
‫* الحاجة للبحث العلمي في وقتنا الحاضر أكبر منها في أي وقت مضى‪،‬‬

‫* أهى أدعة لتح يق علممتفن لفهى عل‪،‬وه لعة سده‪.‬‬


‫*علتر اااب اار علمتاا‪،‬قت بطتي اان ميااان بحتاان لماان خقلهااد ياات اى‬
‫طوفيت علوقت لعلجها علاذي يات اى هااره فاي علتوواا لار علمم ومادت‬
‫ن كتيق علتجتبن‪.‬‬
‫* يتااايل ل بدحاااث عال تمااادد ااار ذعطااا فاااي سااابي علوواااوأل لااار‬
‫علمم ومدت‪.‬‬
‫*علتطبياااق علمم ااااي لنتااادئ علبحااااث لعال تناااادا بهاااد اااان كتيااااق‬
‫و ليهد علبدحثوه‪.‬‬ ‫عالختتع دت علتي يتو ا‬
‫*طح يق علتفدهين لعلتعحن ل مجتممدت‪.‬‬
‫* طنمين عل وة عالقتصددين ل الأل‪.‬‬
‫*ططويت علممتفن علموجودة لعلتح اق منهد لعلوووأل لر مم ومادت‬
‫دقي ن‬
‫‪ :‬الخصائص االساسية للبحث العلمي‬

‫‪- 32 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫يتميز األسلوب العلمي عن بقية األساليب الفكرية بعدة خصائص أساسية أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الموضـوعية‪ :‬وتعنتي هنتا‪ ،‬أن الباحتث يلتتزم فتي بحثته بالمقتاييس العلميتة‬
‫الدقيقتة‪،‬ويقوم بتإدراج الحقتائق والوقتائع التتي تتدعم وجهتة نظره‪،‬وكتذلك الحقتائق التتي‬
‫تتضارب مع منطلقاته وتصوراته‪ ،‬فالنتيجة يجب أن تكون منطقية ومنسجمة متع الواقتع‬
‫وال تناقضه‪،‬وعلى الباحث أن يتقبل ذلك ويعتترف بالنتتائج المستخلصتة حتتى ولتو كانتت‬
‫ال تتطابق مع تصوراته وتوقعاته‪.‬‬

‫‪ -2‬اسـتخدام الطريقـة الصـحيحة والهادفـة‪:‬ويقصتد بتذلك‪ ،‬أن الباحتث عنتدما يقتوم‬


‫بد ارستة مشتكلة أوموضتوع معين‪،‬ويبحتث عتن حتل لها‪،‬يجتب أن يستتخدم طريقتة علميتة‬
‫صتحيحة وهادفتة للتوصتل إلتى النتتائج المطلوبتة لحتل هتذه المشتكلة‪ ،‬واال فقتدت الد ارستة‬
‫قيمتها العلمية وجدواها‪.‬‬

‫‪ -3‬االعتمـاد علـى القواعـد العلميـة ‪:‬يتعتين علتى الباحتث االلتتزام بتبنتي األستلوب‬
‫العلمتي فتي البحتث متن ختالل احتترام جميتع القواعتد العلميتة المطلوبتة لد ارستة كتل‬
‫موضوع‪ ،‬حيث إن تجاهل أو إغفال أي عنصر من عناصر البحتث العلمتي‪ ،‬يقتود إلتى‬
‫نتائج خاطئة أو مخالفة للواقع ‪.‬ومن هنا‪ ،‬فإن عدم استكمال الشروط العلمية المتعتارف‬
‫عليها في هذا الميدان‪ ،‬يحول دون حصول الباحث على النتائج العلمية المرجوة‪.‬‬

‫‪ -4‬االنفتاح الفكري‪ :‬ويقصتد بذلك‪،‬انته يتعتين علتى الباحتث الحترص علتى التمستك‬
‫بالروح العلمية والتطلع دائما إلى معرفة الحقيقة فقط واالبتعاد قدر اإلمكان عن التشدد‬
‫والتشتبث بالرؤيتة األحاديتة المتعلقتة بالنتتائج التتي توصتل إليهتا متن ختالل د ارستته‬
‫للمشتكلة‪،‬ويجب أن يكتون ذهتن الباحتث منفتحتا علتى كتل تغييتر فتي النتتائج التتى حصتل‬
‫عليها واالعتراف بالحقيقة وان كانت ال تخلو من م اررة‪.‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪- 5‬االبتعاد عن إصدار األحكام النهائية ‪:‬ال شك أن متن أهتم خصتائص األستلوب‬
‫العلمي في البحث التي ينبغي على الباحث التقيد بها‪ ،‬هي ضرورة التأني وعدم إصدار‬
‫األحكام النهائية‪،‬إذ يجب أن تصدر األحكام استنادا إلى البراهين والحجج والحقائق التي‬
‫تثبتت صتحة النظريتات واالقت ارحتات األوليتة‪ ،‬أي بمعنتى أدق‪ ،‬ضترورة اعتمتاد الباحتث‬
‫علتى أدلتة كافيتة قبتل إصتدار أي حكتم أو التحتدث عتن نتتائج تتم التوصتل إليهتا‪.‬فهنتاك‬
‫مجموعة أخرى من الخصائص والمميزات للبحث العلمي‪ ،‬نستطيع عرضها فيما يلى‪:‬‬

‫‪ -4‬البحث العلمي بحـث مـنظم ومضـبوط‪ :‬أي أن البحتث العلمتي نشتاط عقلتي متنظم‬
‫ومضتبوط ودقيتق ومخطتط ‪،‬حيتث أن المشتكالت والفتروض والمالحظتات والتجتارب‬
‫والنظريات والقوانين‪ ،‬قد تحققت واكتشفت بواسطة جهود عقلية منظمة ومهيأة جيدا لذلك ‪،‬‬
‫وليست وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية ‪ ،‬وتحقق هذه الخاصية للبحث العلمي‪ ،‬عامتل‬
‫الثقة الكاملة في نتائج البحث‪.‬‬

‫‪ -0‬البحث العلمي بحث نظري‪ :‬ألنه يستخدم النظرية إلقامة وصياغة الفرض‪ ،‬الذي‬
‫هو بيان صريح يخضع للتجارب واالختبار‪.‬‬

‫‪ -2‬البحث العلمي بحث تجريبي‪ :‬ألنه يقوم على أساس إجتراء التجتارب واالختبتارات‬
‫علتى الفتروض ‪ ،‬والبحتث التذي ال يقتوم علتى أستاس المالحظتات والتجتارب ال يعتد بحثتا‬
‫علميا ‪.‬فالبحث العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب‪.‬‬

‫‪ -1‬البحث العلمي بحث حركي وتجديدي‪:‬ألنه ينطوي دائما على تجديد واضافات في‬
‫المعرفة ‪ ،‬عن طريق استبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة بمعارف أحدث‪.‬‬

‫‪-5‬البحـث العلمـي بحـث تفسـيري‪ :‬أنته يستتخدم المعرفتة العلميتة لتفستير الظتواهر‬
‫واألشياء بواسطة مجموعة من المفاهيم المترابطة تسمى النظريات‪.‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪-6‬البحث العلمي بحث عام ومعمم‪:‬ألن المعلومات والمعارف ال تكتسب الطبيعة والصفة‬
‫العلمية ‪ ،‬إال إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شتخص‪ ،‬مثتل الكشتوف الطبيتة‪ .‬هتذه‬
‫بعض خصائص البحث العلمي التي تؤدي معرفتها إلى توسيع آفاق معرفة مفهوم البحث‬
‫‪:‬أسس ومقومات البحث العلمي‬
‫‪ -1‬تحديد األهداف البحثية بدقة ووضوح‪ :‬خاصة في اختيار الموضوع ‪ ،‬فماذا يريد‬
‫الباحث؟ وأي مشكلة أو ظاهرة تم اختيارها؟ وما هو التخصص الدقيق للباحث؟ وماذا يريد‬
‫وكيف ومتى والى أين؟‬

‫‪ -2‬قـدرة الباحـث علـى التصـور واإلبـداع‪ :‬واعمتال فكتره وموهبتته والمامته بتأدوات‬
‫البحث المتباينة والتمكن من تقنيات كتابة البحث العلمي‪.‬‬

‫‪-3‬دقـة المشـاهدة والمالحظـة‪ :‬للظتاهرة محتل البحث‪،‬وتحديتد المقتوالت حولهتا‪،‬‬

‫واعمتال الفكتر والتأمتل ممتا يقتود إلتى بحتث المتغيترات المحيطتة بالظتاهرة‪ ،‬بحيتث تكتون‬
‫المحصلة وضع قوانين تتفق مع واقع المالحظات والمتغيرات‪.‬‬

‫المفسـرة للظـاهرة‪:‬ليتتم إثباتهتا والبرهنتة عليهتا‪ ،‬وتوضتع كأفكتار‬ ‫‪-4‬وضـع الفـرو‬

‫مجتردة وموضتوعية ينطلتق منهتا الباحتث ‪ ،‬بحيتث تقتوده إلتى جمتع الحقتائق المفسترة‬
‫للفروض‪،‬وبالتالي إجراء التجارب على ضوئها‪ ،‬بعيدا عن تطويعها لما يريد الباحث إثباته‬
‫والوصول إليه‪.‬‬

‫‪ -5‬القـدرة علـى جمـع الحقـائق العلميـة بشـفافية ومصـداقية‪ :‬وذلتك متن مختلتف‬

‫المصادر والمراجع ‪ ،‬وغربلتها وتصنيفها وتبويبها وتمحيصها بدقة‪ ،‬ثم تحليلها‪.‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -6‬إجـراء التجـارب الالزمـة‪ :‬بهتدف الحصتول علتى نتتائج علميتة تتفتق متع الواقتع‬

‫العملي‪،‬وتتطلتب التجتارب فتي العلتوم االجتماعيتة تحليتل الستبب والمستبب والحجتج ‪،‬‬
‫واستم اررية متابعة المتغيرات ‪ .‬واختبار الفروض والتأكد من مدى صحتها‪.‬‬

‫‪ -7‬الحصـول علـى النتـائج واختبـار مـدى صـحتها‪ :‬وذلتك بتمحيصتها ومقارنتهتا‬

‫وصحة انطباقها على الظواهر والمشكالت المماثلة مع إثبات صحة الفرضيات‪.‬‬

‫‪ -8‬صياغة النظريات‪ :‬تعتبر النظرية إطار أو بناء فكري متكامل يفسر مجموعة من‬
‫الحقتائق العلميتة فتي نستق علمتي متترابط يتصتف بالشتمولية‪،‬ويرتكز علتى قواعتد منهجيتة‬
‫لمعالجة ظاهرة أو مشكلة ما‪.‬‬

‫وتمثتل النظريتة محتور القتوانين العلميتة المهتمتة بإيضتاح وترستي نتتائج العالقتات بتين‬
‫المتغيرات في ظل تفاعل الظواهر‪.‬فيجب أن تكون صياغتها وفق النتائج المتحصل عليها‬
‫متن البحث‪،‬بعتد اختبتار صتحتها والتتيقن متن حقائقهتا العلمية‪،‬وصتحتها مستتقبال للظتواهر‬
‫المماثلة‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬تصنيفات البحوث العلمية‬

‫‪: -4‬حسب االستعمال‪:‬‬

‫أ المقالة‪ :‬وهي بحوث قصيرة يقوم بها الطالب الجتامعي ‪ ،‬ختالل المرحلتة الجامعيتة‪،‬‬
‫بناء على طلب أساتذته فتي المتواد المختلفتة ‪ ،‬وتستمى عتادة بالمقالتة أو البحتوث الصتفية ‪.‬‬
‫نستبة إلتى الصتف أي القستم وتهتدف إلتى تتدريب الطالتب علتى تنظتيم أفكتاره‪ ،‬وعرضتها‬
‫بصورة سليمة‪ ،‬وعلى استخدام المكتبة ومصادرها‪،‬وتدريبه على اإلخالص واألمانة وتحمل‬
‫المسؤولية في نقل المعلومات ‪ ،‬وقد ال يتعدى حجم البحث عشر صفحات‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ب مشـروع البحـث‪:‬ويستمى عتادة " متذكرة التخترج " وهتو ُيطلتب فتي الغالتب كأحتد‬
‫متطلبتات التخترج بتدر جتة الليستانس أو البكتالوريوس‪،‬وهو متن البحتوث القصتيرة‪ ،‬إال أنهتا‬
‫أكثر تعمقا من المقال ‪،‬ويتطلب من الباحث مستوى فكري أعلى ومقدرة أكبر على التحليل‬
‫والمقارنة والنقد‪.‬‬

‫وهنتا يعمتل الباحتث متع أستتاذه المشترف علتى تحديتد إشتكالية ضتمن موضتوع معتين‬
‫يختتاره الباحتث‪،‬والغرض منته هتو تتدريب الطالتب علتى اختيتار موضتوع البحتث‪ ،‬وتحديتد‬
‫اإلشكالية التي ستيتعامل معهتا‪ ،‬ووضتع االقت ارحتات الالزمتة لها‪،‬واختيتار األدوات المناستبة‬
‫للبحث‪ ،‬باإلضافة إلى تدريبه على طترق الترتيتب والتفكيتر المنطقتي الستليم واالستتزادة متن‬
‫مناهل العلم‪،‬فليس المقصتود منته التوصتل إلتى ابتكتارات جديتدة أو إضتافات مستتحدثة‪ ،‬بتل‬
‫تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات ومصادر المعرفة‪،‬في مجتال معتين واالبتعتاد‬
‫عن السطحية في التفكير والنظر‪.‬‬

‫ج – الرسالة البحثية‪ :‬وهو بحث يرقى فتي مفهومته عتن المقالتة أو مشتروع البحتث ‪،‬‬
‫ويعتبر أحد المتممات لنيتل درجتة علميتة عاليتة عتادة متا تكتون درجتة الماجستتير‪.‬والهتدف‬
‫األول منهتا هتو أن يحصتل الطالتب علتى تجتارب فتي البحتث تحتت إشتراف أحتد األستاتذة‬
‫ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه‪.‬وتعتبر امتحانا يعطي فكرة عن مواهب الطالب ومدى‬
‫صتالحيته للحصتول علتى الماجيستتير أوالتدكتوراه ‪.‬وهتي فرصتة ليثبتت الطالتب ستعة‬
‫اطالعه وعمق تفكيره وقوته في النقد‪ ،‬والتبصر فيما يصادفه من أمور‪.‬‬

‫وتتصف الرسالة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من الموضوعات‪،‬أو تحقيق‬


‫مخطوطتة متن المخطوطتات التتي لتم يستبق إليها‪،‬وتعتالج الرستالة مشتكلة يختارهتا الباحتث‬
‫ويحتدده ا‪ ،‬ويضتع افت ارضتاتها‪ ،‬ويستعى إلتى التوصتل إلتى نتتائج جديتدة لتم تعترف متن‬
‫قبل‪،‬ولهذا فالرسالة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبي ا‪ ،‬قد تكون عاما أوأكثر‪.‬‬

‫ويتفق األساتذة ورجال العلتم علتى أن األطروحتة هتي بحتث علمتي أعلتى درجتة متن‬
‫الرستالة‪،‬وهي للحصتول علتى درجتة التدكتوراه‪ ،‬ولهتذا فهتي بحتث أصتيل يقتوم فيته الباحتث‬

‫‪- 37 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫باختيار موضوعه‪ ،‬وتحديتد اشتكاليته‪ ،‬ووضتع فرضتياته وتحديتد أدواتته واختيتار مناهجته ‪،‬‬
‫وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم والمعرفة‪.‬‬

‫وتختلف أطروحة الدكتوراه عن الماجستير في أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم‬


‫يجب أن يكون أوضح وأقوى‪ ،‬وأعمق وأدق وأن تكون على مستوى أعلى‪.‬‬

‫وقتد يمتتد التزمن بالباحتث ألكثتر متن ستنة أو ستنتين ربمتا عتدة أعتوام ‪.‬وتعتمتد‬
‫رسالة الدكتوراه على مراجع أوسع ‪ ،‬وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم المادة العلمية ‪،‬‬
‫ويجب أن تعطي فكرة عن أن مقدمها يستطيع االستتقالل بعتدها بالبحتث ‪ ،‬دون أن يحتتاج‬
‫إلى من يشرف عليه ويوجهه‪.‬‬

‫‪ -0‬حسب أسلوب التفكير‪:‬‬

‫أ ‪ -‬التفكيــر االســتقرائي‪:‬يهتتتم البحتتث االستتتقرائي بمالحظتتة الجزئيتتات والحقتتائق‬


‫والمعلومتات الفرديتة التتي تستاعد فتي تكتوين إطتار لنظريتة ويمكتن تعميمهتا‪ ،‬وقتد أختذ‬
‫"ستقراط "بهتذا األستلوب ‪ ،‬وتعترف علتى نتوعين منته‪ :‬االستتقراء التتام واالستتقراء الحدستي‬
‫لكتن عمليتة االستتقراء أختذت معنتى أكثتر دقتة وتحديتدا عنتد" هيتوم" ‪ ،‬التذي لخصتها بأنهتا‬
‫قضايا جزئية تؤدي إلى وقائع أو ظواهر وتعتبر مقدمة إلى قضتية عامتة ويمكتن اعتبارهتا‬
‫نتيجة تشير إلى ما سوف يحدث لعل من أشهر أمثلة االستقراء حادثتة ستقوط التفاحتة ومتا‬
‫استنتجه العالم نيوتن من النتائج والحقائق‪.‬‬

‫ويتفق الباحثون على أن البحث االستقرائي عادة ما ينتهي بمجموعة من الفروض‬


‫التي تستطيع تفستير تلتك المالحظتات والتجتارب ‪ ،‬ثتم تحقيتق هتذه الفتروض بعتد اختبارهتا‪،‬‬
‫فتالبحوث االستتقرائية تستهم فتي التوصتل إلتى اإلجابتات عتن األستئلة التقليديتة المعروفتة ‪:‬‬
‫ماذا‪ ،‬كيف ‪ ،‬من‪ ،‬أين‪ ،‬أي‪.‬‬

‫‪ -2‬التفكيـر االسـتنباطي‪:‬ويطلتق عليته أيضتا " طريتق القيتاس وهتو يستير فتي اتجتاه‬
‫معتاكس للتفكيتر االستتقرائي التذي يتبعته التجريبيتون‪ ،‬وهتذا يعنتي أنته مكمتل لاستلوب‬

‫‪- 38 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫االستقرائي وليس مناقضا له‪.‬وهذا األسلوب ينقل العالم الباحث بصورة منطقية من المبادئ‬
‫والنتائج التي تقوم على المسلمات العلمية إلى الجزئيات والى استنتاجات فردية معينة‪.‬‬

‫فاألسلوب االستقرائي يهدف إلى التحقق من الفروض واثباتها عن طريق االختبار أما‬
‫األسلوب االستنباطي فهو الذي ينشأ من وجود استفسار علمي‪ ،‬ثم يعمل الباحث على‬
‫جمع البيانات والمعلومات وتحليلها إلثبات صحة االستفسار أو رفضه‪.‬‬

‫ويمكن القول أن هنتاك عالقتة تبادليتة بتين االستتقراء واالستتنباط ‪ ،‬فاالستتقراء عتادة متا‬
‫يتقتدم القيتاس أو االستتنباط ‪ ،‬وبتذلك فتإن القيتاس يبتدأ متن حيتث ينتهتي االستتقراء ‪ ،‬وبينمتا‬
‫يحتاج االستقراء إلى القياس عندما يطبق على الجزئيات للتأكد من الفروض ‪ ،‬فإن القياس‬
‫يحتاج إلى االستقراء من أجل التوصل إلى القواعد والقوانين الكلية‪.‬‬

‫‪: -2‬حسب النشاط‪:‬‬

‫أ‪ -‬التنقيـب االكتشـافي‪:‬ويتركتز المجهتود والنشتاط العقلتي فيته علتى اكتشتاف حقيقتة‬
‫جزئيتة معينتة ومحتددة بواستطة إجتراء عمليتات االختبتارات والتجتارب العلميتة والبحتوث‬
‫التنقيبية من أجل ذلك ‪ ،‬وال يقصد به تعميم النتائج أو استخدامها لحل مشكلة معينة ‪ ،‬إنما‬
‫جمع الحقائق فقط دون إطالق أحكام قيمية عليها‪.‬‬

‫ومن أمثلة البحوث التنقيبية ‪ ،‬البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في معمله الختبار‬
‫دواء جديد ومدى نجاعته ‪ ،‬والبحوث عن السيرة الذاتية لشخصية إنسانية معينة ‪ ،‬والبحتث‬
‫الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة المصادر والم ارجتع المتعلقتة بموضتوع أو فكترة‬
‫معينة‪.‬‬

‫ب‪ -‬البحث التفسيري النقدي‪:‬وهو نتوع متن البحتوث العلميتة التتي تعتمتد علتى اإلستناد‬
‫والتبرير والتدليل المنطقي والعقلي ‪ ،‬من أجل الوصول إلى حل المشكل ‪ .‬ويتعلق هذا النوع‬
‫من البحوث غالبا ببحث وتفسير األفكار ال الحقائق والظواهر‪.‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعتبر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة ‪ ،‬للوصول إلى نتائج عند معالجة‬
‫المشتاكل التتي تحتتوي علتى قتدر ضتئيل متن المعلومتات والحقتائق ‪.‬ويشتترط فيته الشتروط‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬أن تعتمد المناقشة التفسيرية وتتركز حول األفكار والمبادئ المعروفة والمسلم بها‪،‬‬
‫أو على األقل أن تتالءم الدراسة والبحتث وتتفتق متع مجموعتة األفكتار والنظريتات المتعلقتة‬
‫بموضوع البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬يجتب أن يتؤدي البحتث التفستيري إلتى بعتض النتتائج والحلتول ‪ ،‬أو أن يتؤدي إلتى‬
‫الرأي الراجح في حل المشكلة المطروحة للدراسة‪.‬‬

‫‪ -3‬يجتب أن تكتون الحجتج والمبتررات واألستانيد و مناقشتتها أثنتاء الد ارستة التفستيرية‬
‫والنقدية واضحة ومعقولة ومنطقية ومضبوطة‪.‬‬

‫ج‪ -‬البحـث الكامـل‪:‬وهتو البحتث التذي يستتهدف إلتى حتل مشتكلة والتعمتيم منته ا‪،‬‬
‫ويستخدم هذا النوع من البحوث كال متن النتوعين الستابقين (التنقيبتي والتفستيري) أي جمتع‬
‫الحقتائق والتتدليل عليهتا‪ ،‬إال أن يتذ هتب إلتى أبعتد متن كليهما‪،‬حيتث يضتع االفت ارضتات‬
‫المناسبة ثم يقوم الباحث بجمع الحقتائق واألدلتة وتحليلته ا‪ ،‬متن أجتل قبتول االفت ارضتات أو‬
‫رفضها‪ ،‬وبالتالي يتوصل إلتى نتتائج منطقيتة ‪ ،‬تقتوم لحتل المشتكلة علتى التتدليل الحقتائقي ‪،‬‬
‫والتي تمكنه من وضع التعميمات التي تستخدم في الحاالت المماثلة‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫مفاهيم أساسية في البحث العلمي‬ ‫الفصل األول‬

‫المراجع المستخدمة‬

‫‪-4‬عبد اهلل العمر‪ ،‬ظاهرة العلم الحديث‪ ،‬ضمن سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬الكويت‪1983،‬‬

‫‪ -2‬كامتل المغربتي‪ ،‬أستاليب البحتث العلمتي الطبعتة األولتى ‪ ،‬عمتان ‪ ،‬دار الثقافتة‬
‫للنشر والتوزيع‪، 2002 ،‬‬

‫‪ -3‬حسين رشوان‪ ،‬العلم والبحث العلمتي‪ ،‬اإلستكندرية‪ ،‬المكتتب الجتامعي الحتديث‪،‬‬


‫‪1982‬‬

‫‪-4‬مهدي حسن ‪ ،‬علم النفس اإلداري ‪ ،‬المنظمة العربية للعلوم اإلدارية ‪ ،‬عمان‪،‬‬

‫‪-5‬طلعت الستروجي وآخترون‪ :‬متداخل منهجيتة فتي بحتوث الخدمتة االجتماعيتة‪،‬‬


‫القاهرة‪ ،‬مركز النشر وتوزيع الكتاب الجامعي‪2331 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬عتتزت عطتتوي ‪،‬أستتاليب البحتتث العلمتتي مفاهيمتته أدواتتته وطرقتته اإلحصتتائية‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪2337 ،‬م‪.‬‬

‫‪-7‬علي عبد الرزاق جلبي‪ :‬تصميم البحث االجتماعي األستس واالستتراتيجيات‪،‬‬


‫كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمود محمد محمود وأخترون‪ ،‬البحتث االجتمتاعي فتي الخدمتة االجتماعيتة‬


‫‪ ،‬مكتبة زهراء الشرق – القاهرة ‪.2337،‬‬

‫‪ -1‬محم ت تتد عبي ت تتدات وأخ ت تترون‪ ،‬منهجي ت تتة البح ت تتث العلم ت تتي ‪ ،‬القواع ت تتد والم ارح ت تتل‬
‫والتطبيقات‪،‬ط‪،2‬دار وائل للطباعة والنشر‪،‬عمان‪.1111،‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‬
‫خطوات ومراحل البحث العلمى في الخدمة االجتماعية‬
‫مقدمة‬

‫‪ -1‬الشعور بمشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -0‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد أبعاد البحث وأهدافه‪.‬‬

‫‪ -1‬استطالع الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ -5‬صياغة فرضيَّات البحث‪.‬‬

‫‪ -6‬تصميم البحث‪.‬‬

‫‪ -7‬جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬

‫‪ -8‬تجهيز البيانات والمعلومات وتصنيفها‪.‬‬

‫التوصل إلى النتائج‪.‬‬


‫‪ -1‬تحليل البيانات والمعلومات واختبار الفرضيَّات و ُّ‬
‫‪ -42‬كتابة البحث واإلجابة عن أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أعــد هــذا الفصــل أ‪.‬م‪ .‬د‪ /‬محمــد عبــد العــال عبــدالعزيز‪ -‬أســتاذ مســاعد بقســم التنميــة‬
‫والتخطيطا كليه الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم‬

‫‪- 42 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مقدمة‬

‫وتعددت فيه مشكالت‬ ‫نعيش عص اًر تفجَّرت فيه ينابيع العلم واتَّسعت قنوات المعرفة‪َّ ،‬‬
‫تقدمه‪ ،‬وتشعَّبت تطلُّعاته وطموحاته إلى حياة أكثر أمناً واستق ار اًر‬
‫ومعوقات ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫اإلنسان‬
‫ورفاهية لم تعد فيه فصو ُل المدارس وال قاعات الجامعات مواقع وحيدة لتحصيل العلم‬
‫والمعرفة‪ ،‬ولم يعد المعلِّمون وأساتذة الجامعات مصدر الخبرة والعلم والتعليم فقط‪ ،‬ولم‬
‫تعد الكتب المدرسيَّة والكتب الجامعيَّة بل وال سواها من ٍ‬
‫كتب وغيرها من أوعية المعرفة‬
‫هي وسائل العلم والتعلُّم والتعليم فقط‪ ،‬كما َّأنه لم تعد ثروات الشعوب وال أحجامها‬
‫َّ‬
‫السكانيَّة مقاييس لمكانتها‪ ،‬أو عوامل الستقرارها ورفاهيَّتها‪ ،‬أو وسائل لحلول مشكالتها‪،‬‬
‫أو أدوات لتحقيق تطلُّعاتها‪.‬‬

‫ات أساس تتيَّة وجوهرَّي تتة‪ ،‬وه تتذه الخطت توات‬‫تي الكام تتل الن تتاجح بخطت تو ٍ‬
‫تث العلم ت ُّ‬
‫ويم ت َّتر البح ت ُ‬
‫يعالجها الباحثون تقريباً بالتسلسل المتعارف عليه‪ ،‬ويختلف الزمن والجهتد المبتذوالن لك ِّتل‬
‫تث إلتتى آختتر وتتتتداخل‬ ‫خطتتوة متتن تلتتك الخط توات‪ ،‬كمتتا يختلفتتان للخطتتوة الواحتتدة متتن بحت ٍ‬
‫العلمي الكامل بحيث ال يمكتن تقستيم البحتث إلتى م ارحتل َّ‬
‫زمنيتة‬ ‫ِّ‬ ‫ات البحث‬‫وتتشابك خطو ُ‬
‫منفصلة تنتهي مرحلةٌ لتبدأ مرحلةٌ تالية‪ ،‬فإجراء البحوث العلميَّة عم ٌل لته أول ولته آختر‪،‬‬
‫الباحث بدقَّ ٍة ومهارة‪ ،‬ومهارةُ الباحث‬
‫ُ‬ ‫وما بينهما توجد خطوات ومراحل ينبغي أن يقطعها‬
‫تعتمتتد أساس تاً علتتى استتتعداده وعلتتى تدريبتته فتتي هتتذا المجتتال وعلتتى َّأيتتة حتتال فخط تو ُ‬
‫ات‬
‫العلمي ومراحله غالباً ما تتَّبع الترتيب اآلتتي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫البحث‬

‫‪ -4‬الشعور بمشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -0‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد أبعاد البحث وأهدافه‪.‬‬

‫‪ -1‬استطالع الدراسات السابقة‪.‬‬

‫‪ -5‬صياغة فرضيَّات البحث‪.‬‬


‫‪- 43 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -6‬تصميم البحث‪.‬‬

‫‪ -7‬جمع البيانات والمعلومات‪.‬‬

‫‪ -8‬تجهيز البيانات والمعلومات وتصنيفها‪.‬‬

‫التوصل إلى النتائج‪.‬‬


‫‪ -1‬تحليل البيانات والمعلومات واختبار الفرضيَّات و ُّ‬

‫‪ -42‬كتابة البحث واإلجابة عن أسئلة الدراسة وتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫ق بحي تتث‬ ‫تث تل تتك الخطت توات بش ت ٍ‬


‫تكل واض ت ٍتح ودقيت ت ٍ‬ ‫وعمومت تاً ال ب ت َّتد م تتن أن ُي حب ت لترز الباح ت ُ‬
‫يستتتطيع قتتارئ بحثتته معرفتتة كافَّتتة الخطتوات التتتي مت َّتر بهتتا متتن البدايتتة حتتتى النهايتتة؛ وهتتذا‬
‫تكل موضتتوعي‬ ‫متتن شتتأنه أن يستتاعد القتتارئ فتتي التعت ُّترف علتتى أبعتتاد البحتتث وتقويمتته بشت ٍ‬
‫ويتيح لباحثين آخرين إجراء دراسات موازيتة لمقارنة النتائج‪.‬‬

‫خطوات ومراحل البحث العلمي‬


‫يمر البحث العلمى بمجموعة من المراحل والخطوات الرئيسية يمكن تناولها فيما‬
‫يلى‪:‬ـ‬

‫اإلحساس بمشكلة البحث‬


‫ُ‬ ‫الشعور و‬
‫ُ‬ ‫أوالً‪:‬‬

‫تي‪ ،‬واإلحستاس‬ ‫اإلحساس بمشكلة البحث نقطتة البدايتة فتي البحتث العلم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫الشعور و‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫يعد‬
‫بالمشتتكلة م ترتبط باستتتعمال الفك ترة والتفكيتتر إليجتتاد الحلتتول المناستتبة بصتتورة موضتتوعيَّة‬
‫علميَّة‪ ،‬فهو إذن محك للفكر وإلثارة التفكيتر بصتورٍة مس َّ‬
‫تتمرة ومنتظمتة متا دامتت المشتكلة‬
‫قائمة وبحاجة إلى حتل ‪ ،‬وتنبتع مشتكلة البحتث متن شتعور الباحتث بحيترة وغمتوض تجتاه‬
‫َّ‬
‫العاديتتة‪،‬‬ ‫ي التمييتتز بتتين مشتتكلة البحتتث ومشتتكالت الحيتتاة‬
‫موضتتوع معتتيَّن‪ ،‬ومتتن الضتترور ِّ‬
‫كل ما يحتاج إلى حتل‬ ‫عرفها البعض ‪ُّ :‬‬ ‫فمشكلةُ البحث هي موضوع الدراسة‪،‬أو هي كما َّ‬
‫غامض يحتاج إلتى‬ ‫ٍ‬ ‫واظهار نتائج ‪ ،‬أو هي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع‬
‫تفس تتير‪ ،‬فق تتد ي تتدور ف تتي ذه تتن الباح تتث تس تتاؤ ٌل ح تتول أبع تتاد العالق تتة ب تتين المعلِّتتم والطال تتب‬
‫بويتة‪ ،‬وبالتتالي َّ‬
‫فإنته يقتوم بتإجراء د ارستة‬ ‫التعليميتة والتر َّ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫العمليتة‬ ‫وتأثيرها في تحقيق أهداف‬

‫‪- 44 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تلبي‬
‫تابي أو الست ُّ‬ ‫حتتول هتتذا الموضتتوع‪ ،‬ومشتتكلة البحتتث فتتي هتتذه الحالتتة هتتو الت تأثير اإليجت ُّ‬
‫لطبيعة العالقة بين المعلِّم والطالب‪ ،‬وتزول مشتكلةُ البحتث بتفستيرها أو بإيجتاد حتل لهتا‪،‬‬
‫فإنتته يكتتون قتتد حت َّتل المشتتكلة‬
‫توصتتل الباحتتث لطبيعتتة هتتذه العالقتتة وتحديتتد تأثيرهتتا َّ‬
‫فتإذا متتا َّ‬
‫دون أن يكتتون مطلوبتاً منتته أن يضتتع العتتالج لابعتتاد الستتلبيَّة فهتذه مشتتكلةٌ َّ‬
‫بحثيتةٌ أختترى‪،‬‬
‫عموماً فمشكلة الدراسة قد تكون نتيج ًة لما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬الشعور بعدم الرضا‪.‬‬


‫‪ -2‬اإلحساس بوجود ٍ‬
‫خطأ ما‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء جديد‪.‬‬ ‫‪ -3‬الحاجة ألداء‬
‫ٍ‬
‫مجال ما‪.‬‬ ‫‪ -4‬تحسين الوضع الحالي في‬
‫‪ -5‬توفير أفكار جديدة في ِّ‬
‫حل مشكلة موجودة ومعروفة مسبقاً‪.‬‬

‫**منابع المشكالت البحثية ومصادرها‪:‬‬

‫يعاني طتالَّب الد ارستات العليتا كبتاحثين مبتتدئين متن التوصُّتل إلتى مشتكالت أبحتاثهم‬
‫تض أولئ تتك‬‫ويلج تتأ بعض تتهم إل تتى االس تتتعانة بأس تتاتذتهم أو مرش تتديهم وق تتد يط تترح عل تتيهم بع ت ُ‬
‫ممتا‬
‫أقل حماستة وبالتتالي أقتل جهتداً ومثتابرة َّ‬ ‫ولكن ذلك يجعلهم ُّ‬‫تستحق الدراسة َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ٍ‬
‫مشكالت‬
‫توصتتلوا إلتتى تحديتتد مشت ل‬
‫تكالت د ارستتاتهم‬ ‫تات أدنتتى متتن أولئتتك التتذين َّ‬ ‫يجعلهتتم يحقِّقتتون نجاحت ٍ‬
‫ويوجَّهُ تتون إل تتى أه ت ِّتم مص تتادر ومن تتابع المش تتكالت‬
‫تح الب تتاحثون المبت تتدئون ُ‬
‫وي حنص ت ُ‬
‫بأنفس تتهم ُ‬
‫البحثيَّة ‪ ،‬وهي المصادر أو المنابع اآلتيتة‪:‬‬

‫تجارب عديدة ويكتسب كثي اًر من‬


‫ُ‬ ‫تمر في حياته‬ ‫أ‪ -‬الخبرة الشخصيَّة‪ :‬فالباحث ُّ‬
‫الت حول بعض األمور أو األحداث التي ال‬ ‫الخبرات‪ ،‬وهذه وتلك تثير عنده تساؤ ٍ‬
‫بحث لمحاولة‬‫ٍ‬ ‫يستطيع أن يجد لها تفسي اًر؛ وبالتالي فإنَّه قد يقوم بإجراء دراسة أو‬
‫بوي‬ ‫ٍ‬
‫تفسير لتلك الظواهر الغامضة‪ ،‬والخبرة في الميدان التر ِّ‬ ‫الوصول إلى شرٍح أو‬
‫ِّ‬
‫المتعددة‬ ‫بوي بعناصره‬
‫مصدر مهم الختيار مشكلة بحثيَّة‪ ،‬فالنظرةُ الناقدة للوسط التر ِّ‬
‫ٌ‬

‫‪- 45 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصدر غني لكثير من األسئلة التي تحتاج إلى‬


‫ٌ‬ ‫وأشكال التفاعل بين هذه العناصر‬
‫ٍ‬
‫أساس قوي وموثوق من المعرفة‪.‬‬ ‫إجابات مبنيَّة على‬

‫ب‪ -‬القراءة الناقدة التحليليَّة‪َّ :‬‬


‫إن القراءة الناقدة لما تحتويه الكتب والدوريَّات وغيرها‬
‫الت حول صدق‬ ‫عدة تساؤ ٍ‬‫من المراجع من أفكار ونظريَّات قد تثير في ذهن الباحث َّ‬
‫هذه األفكار‪ ،‬وتلك التساؤالت تدفعه إلى الرغبة في التحقُّق من تلك األفكار أو‬
‫فإنه قد يقوم بإجراء دراسة أو بحث حول فكرٍة أو نظريَّة ُّ‬
‫يشك في‬ ‫النظريَّات‪،‬وبالتالي َّ‬
‫صحَّتها‪.‬‬
‫أن البحوث والدر ل‬
‫اسات العلميَّة متشابكةٌ‬ ‫ج‪ -‬الدراسات والبحوث السابقة‪ :‬حيث َّ‬
‫بعضها البعض اآلخر؛ ومن هنا قد يبدأ أحد الباحثين دراسته من حيث انتهت‬ ‫ُ‬ ‫ويكمل‬
‫ُّ‬
‫تستحق الدراسة‬ ‫دراسةٌ لغيره‪ ،‬وكثي اًر ما نجد في خاتمات الدراسات إشارات إلى ميادين‬
‫صاحب الدراسة من القيام بها لضيق الوقت أو لعدم توفُّر اإلمكانات‬
‫ُ‬ ‫والبحث ولم َّ‬
‫يتمكن‬
‫أو َّأنها تخرج به عن موضوع دراسته الذي َّ‬
‫حدده في فصولها اإلجرائيَّة‪ ،‬فلفت النظر‬
‫متممة‪ ،‬ومن هنا قد يكون ذلك منبعاً لمشكالت بحثيَّة‬ ‫إلى ضرورة إجراء در ٍ‬
‫اسات ِّ‬
‫لباحثين آخرين‪.‬‬

‫أعلم منه في مجاله‬


‫ُ‬ ‫د‪ -‬آراء الخبراء والمختصِّين‪ :‬فالباحث يرجع إلى من هو‬
‫مستشي اًر ومستعيناً بخبرته‪ ،‬فالمشرف على دراسته الذي يكون في بادئ األمر مرشداً‪،‬‬
‫وأساتذة الجامعات‪ ،‬وغيرهم من الخبراء في ميادينهم ومجاالتهم وبخاصَّة أولئك الذين‬
‫العلمي وبصروا بخطواتلته ومراحله ومناهجه‬
‫ِّ‬ ‫جربوا البحث ومارسوه في إطار المنهج‬
‫َّ‬
‫وأدواتته‪.‬‬

‫الباحث‬
‫ُ‬ ‫ثانياً‪ :‬تحديد مشكلة البحث‪ :‬ــــ بعد الشعور واإلحساس بمشكلة البحث ينتقل‬
‫يسميها الباحثون أحيانا بموضوع‬
‫خطوةً بتحديدها؛ وتحديد مشكلة البحث ‪ -‬أو ما َّ‬
‫يتم قبل االنتقال إلى مراحل البحث األخرى‪،‬‬ ‫الدراسة ‪ -‬بشكل واضح ودقيق يجب أن َّ‬
‫ألن تحديد مشكلة البحث هو البداية البحثيَّة الحقيقيَّة‪ ،‬وعليه تترتَّب جودة‬
‫أمر مهم َّ‬
‫وهذا ٌ‬
‫الباحث ومنها سيتوصَّل إلى نتائج دراسته التي‬
‫ُ‬ ‫وأهميَّة واستيفاء البيانات التي سيجمعها‬
‫‪- 46 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بذلك‪ ،‬وهذا يتطلَّب منه دراسةً واعيةً وافيةً لجميع جوانبها ومن مصادر‬ ‫تتأثَّر أهميَّتُها‬
‫ٍ‬
‫بشكل واضح ودقيق على الرغم من أهميَّة ذلك‬ ‫أن تحديد مشكلة البحث‬ ‫مختلفة‪ ،‬علماً‬
‫الباحث دراسته وليس في ذهنه سوى‬
‫ُ‬ ‫قد ال يكون ممكناً في بعض األحيان‪ ،‬فقد يبدأ‬
‫فإنه‬ ‫ُّ‬
‫تستحق البحث واالستقصاء وبالتالي َّ‬ ‫ٍ‬
‫مشكلة ما‬ ‫ٍ‬
‫غامض بوجود‬ ‫ٍ‬
‫شعور‬ ‫عامة أو‬
‫فكرة َّ‬
‫بتقدم سير البحث ومرور الزمن‪َّ ،‬‬
‫ولكن هذا غالباً ما‬ ‫ال حرج من إعادة صياغة المشكلة ُّ‬
‫ف وقتاً وجهداً‪،‬إذا كانت مشكلة البحث َّ‬
‫مركبةً فعلى الباحث أن يقوم بتحليلها ِّ‬
‫وردها‬ ‫يكلِّ ُ‬
‫حل جزٍء من‬ ‫عية يساهم حلُّها في ِّ‬
‫عدة مشكالت بسيطة تمثِّل كل منها مشكلة فر َّ‬‫إلى َّ‬
‫المشكلة الرئيسة‪.‬‬

‫وهنت تتاك اعتبتتتارات تجت تتب علتتتى الباحتتتث مراعاتهت تتا عن تتد اختيت تتار مشت تتكلة بحثتتته وعنت تتد‬
‫تحديدها‪ ،‬وعند صياغتها الصياغة النهائيَّة‪ ،‬منها ما يأتتي‪:‬‬

‫َّات‬
‫أ‪ -‬أن تكون مشكلة البحث قابلةً للدراسة والبحث‪ ،‬بمعنى أن تنبثق عنها فرضي ٌ‬
‫علمياً لمعرفة مدى صحتها‪.‬‬
‫قابلة لالختبار ّ‬
‫ب‪ -‬أن تكون مشكلة البحث أصيلةً وذات قيمة؛ أي َّأنها ال تدور حول موضوٍع‬
‫يستحق الدراسة‪ ،‬وأالَّ تكون تك ار اًر لموضوع أشبع بحثاً وتحليالً في دراسات‬
‫ُّ‬ ‫تافه ال‬
‫سابقتة‪.‬‬

‫ج‪ -‬أن تكون مشكلة البحث في حدود إمكانات الباحث من حيث الكفاءة والوقت‬
‫والتكاليف‪ ،‬فبعض المشكالت أكبر من قدرات باحثيها فيضيعون في متاهاتها ويصابون‬
‫َّ‬
‫بردة فعل سلبيَّة‪ ،‬ويعيقون باحثين آخرين عن دراستها‪.‬‬
‫متغيرين واالَّ‬
‫د‪ -‬أن تنطوي مشكلةُ الدراسة بالطريقة التجريبيَّة على وجود عالقة بين ِّ‬
‫أصبح من غير الممكن صياغة فرضيَّة لها‪.‬‬

‫ه‪ -‬أن تكون مشكلة الدراسة قابلة أن تصاغ على شكل سؤال‪ ،‬ذكرت في‪.‬‬

‫أحد إلى دراستها‪ ،‬وذلك باالطِّالع‬ ‫و‪ -‬أن َّ‬


‫يتأكد الباحث َّ‬
‫بأن مشكلة دراسته لم يسبقه ٌ‬
‫على تقارير البحوث الجارية وعلى الدوريَّات‪ ،‬وباالتِّصال بمراكز البحوث وبالجامعات‪،‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتخصصة في مجال بحثه‬


‫ِّ‬ ‫وربَّما باإلعالن عن موضوع الدراسة في إحدى الدوريَّات‬
‫إذا كان بحثُته على مستوى الدكتوراه أو كان مشروعاً بنفس األهميَّة‪.‬‬

‫ثالثـاً‪ :‬تحديد أبعاد البحث وأسئلته وأهدافـه‪:‬ــــ إذا جاز اعتبار الخطوتين السابقتين‬
‫فإن المرحلة التالية لها وهي المرحلة الثانية تبدأ بهذه الخطوة التي تتألَّف من‬
‫مرحلةً َّ‬
‫خطوات ِّ‬
‫لتشكل هذه المرحلة‪ ،‬وأبرز هذه الخطوات ما يلى‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تحديد دوافع اختيار الباحث لموضوع بحثـه‪ :‬هنا تكون قد تبلورت لدى الباحث‬
‫أسباب ودوافع الختياره موضوع بحثه فعليه أن ِّ‬
‫يحددها بوضوح لتكون مقنعةً للقارئ‬ ‫ٌ‬
‫وي حنصح الباحثون‬
‫المختص ليتابع قراءة بحثه‪،‬ولتكون ممهِّدةً له الطريق للسير في بحثه‪ُ ،‬‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫أهميةً زائفة على أبحاثهم فسرعان ما‬ ‫في ذلك أالَّ يفتعلوا األسباب والدوافع ليضفوا‬
‫يكتشف المختصُّون ذلك فينصرفون عنها وعن االستفادة منها‪.‬‬
‫ب‪ -‬األبعاد المكانيَّة والزمانيَّة والعلميَّة لموضوع بحثـه‪ :‬على الباحث أن ِّ‬
‫يحدد‬
‫التطبيقي أي بتحديد المكان أو‬
‫ِّ‬ ‫أبعاد بحثه المكانيَّة والزمانيَّة والعلميَّة بإيضتاح مجاله‬
‫يحدد ذلك بمدارس مدينة عنيزة‪ ،‬أو بالمدارس‬‫المنطقة أو مجتمع البحث ومفرداته‪ ،‬كأن ِّ‬
‫زمني الالزم إلنجاز بحثه أو الفترة‬ ‫َّة ما‪ ،‬وأن ِّ‬
‫يحدد البعد ال َّ‬ ‫منطقة تعليمي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫المتوسِّطة في‬
‫اسي ‪ 2314/2313‬أو بسنتوات‬ ‫يتم فيها البحث كأن ِّ‬
‫يحددها بالعام الدر ِّ‬ ‫أو الحقبة التي ُّ‬
‫العلمي لبحثه بتحديد انتمائه إلى تخصُّصه‬
‫َّ‬ ‫الخطَّتة الخمسيَّة السادسة وأن ِّ‬
‫يحدد البعد‬
‫وتطورهما ومساهماتهما‬
‫ُّ‬ ‫العام والى تخصُّصه الدقيق مبيناً أهميَّة هذا وذلك التخصُّص‬
‫التطبيقيَّة في ميدانهما‪.‬‬

‫جـ‪ -‬أسئلة البحث‪:‬ـــ في ضوء ما سبق يمكن للباحث فى هذا الصدد أن ِّ‬
‫يحدد‬
‫البحث مستقبالً للتوصُّل إلى إجاباتها وذلك بصياغتها صياغة‬
‫ُ‬ ‫أسئلة بحثه التي يسعى‬
‫دقيقة كأن تكون مثالً لدراسة موضوع وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي‬
‫مجتمعها المحيط بها بصياغة األسئلة اآلتيتة‪:‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1‬ما وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها‬
‫العامة للتعليم في المملكة؟‬
‫بحسب أهدافها في السياسة َّ‬

‫‪ -2‬هل تقوم المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها‬
‫العامة للتعليم في المملكة؟‪.‬‬
‫بوظيفتها المرسومة لها في السياسة َّ‬

‫‪ -3‬هل تتأثَّر وظيفةُ المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها‬
‫بإمكاناتها البشريَّة؟‪.‬‬

‫‪ -4‬هل تتأثَّر وظيفةُ المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها‬
‫بإمكاناتها الماديَّة؟‪.‬‬

‫‪ -5‬هل يعي التربويُّون في المدرسة الثانويَّة وظيفتها في بيئتها الخارجيَّة وفي‬


‫مجتمعها المحيط بها وعياً يحقِّق األهداف المرسومة لذلك؟‬

‫أي حد يعي التربويُّون في المدرسة الثانويَّة وظيفتها في بيئتها الخ َّ‬


‫ارجية‬ ‫‪ -6‬إلى ِّ‬
‫وفي مجتمعها المحيط بها؟‬

‫‪ -7‬هل يعي المشرفون التربويُّون والمسؤولون في اإلدارة التعليميَّة وظيفة المدرسة‬


‫الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها وعياً يساعد تر ِّ‬
‫بويتيتها على‬
‫توجيههم إلى ذلك؟‬

‫‪ -1‬ما الخططُ المرسومة من قبل المدرسة الثانويَّة أو من قبل اإلدارة التعليميَّة‬


‫لتفعيل وظيفتها في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها؟‬

‫‪ -1‬هل يمكن أن تتحسَّن وظيفةُ المدرسة الثانويَّة بين واقعها وأهدافها؟‪.‬‬

‫د ‪ -‬أهداف البحث‪:‬ـــ الهدف من البحث يفهم عادة على َّأنه السبب الذي من أجله‬
‫قام الباحث ببحثه‪ ،‬ويمكن أن تشمل أهداف البحث بيان باالستخدامات الممكنة لنتائجه‬
‫تدل أهداف البحث على تحديد مشكلته‬ ‫وشرح قيمة هذا البحث‪ ،‬وعموماً ال يمكن أن َّ‬
‫فالباحث عادة وبعد أن ِّ‬
‫يحدد أسئلة بحثه ينتقل خطوةً إلى ترجمتها‬ ‫ُ‬ ‫(موضوعه)‪،‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ِّ‬
‫يوضحها تحت عنوان بارز‪ ،‬فالباحث حين يختار لبحثته‬ ‫ٍ‬
‫أهداف‬ ‫بصياغتها على شكل‬
‫موضوعاً معيَّناً (مشكلة بحثيَّة) يهدف في النهاية إلى إثبات قضيَّة معيَّنة أو نفيها أو‬
‫مفتاح النجاح في البحوث‪ ،‬فقد يشعر‬ ‫ُ‬ ‫استخالص نتائج َّ‬
‫محددة‪ ،‬وتحديد األهداف هو‬
‫الباحث أثناء البحث باإلحباط أو االرتباك‪ ،‬وقد ال يدري إن كانت الحقائق التي جمعها‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫المحددة‪ ،‬فتحديد األهداف‬ ‫مالئمة أو كافية‪،‬وال يسعفه في مثل هذه المواقف إالَّ األهداف‬
‫ذو صلة قويَّة بتحديد مشكلة البحث‪ ،‬وهو الحق ال سابق لتحديدها‪ ،‬والباحث الذي يجيد‬
‫تحديد أهداف‬
‫ُ‬ ‫تحديد وحصر موضوعه أكثر قدرةً على صياغة أهداف بحثه‪ ،‬وما‬
‫تحديد لمحاوره التي سيتناولها الباحث من خاللها‪ ،‬ومن المبادئ التي يمكن‬ ‫ٌ‬ ‫البحث إالَّ‬
‫االسترشاد بها عند كتابة أهداف البحث المبادئُ اآلتتية‪:‬ت ت‬

‫‪ -1‬أن تكون أهداف البحث ذات صلة بطبيعة مشكلة البحث‪.‬‬

‫العامة‪.‬‬
‫خير من األهداف َّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬أن َّ‬
‫يتذكر الباحث دائماً َّ‬
‫المحددة ٌ‬ ‫أن األهداف‬

‫‪ -3‬أن تكون األهداف واضحة ال غامضة تربك الباحث‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يختبر وضوح األهداف بصياغتها على شكل أسئلة‪.‬‬

‫ِّ‬
‫ومحددات البحث‪:‬‬ ‫هت ‪ -‬مصطلحات ومفاهيم وافتراضات‬

‫يستخدم الباحثون مفاهيم ومصطلحات وافتراضات معيَّنة (غير الفرضيَّات) في‬


‫ات الباحث إليها في‬
‫مما تلزم إشار ُ‬ ‫ِّ‬
‫بمحددات معيَّنة‪ ،‬وتلك َّ‬ ‫أبحاثهم‪ ،‬كما تعاق أبحاثهم‬
‫إجراءات بحثه‪.‬‬

‫ألي باحث من قيامه بتعريف المصطلحات‬ ‫*مصطلحات ومفاهيم البحث‪ :‬ال َّ‬
‫بد ِّ‬
‫ٍ‬
‫بدالالت غير دالالتها‬ ‫التي سوف يستخدمها في بحثه حتَّى ال يساء فهمها أو تفهم‬
‫المفاهيم والمعاني الخاصَّة ببعض المصطلحات‬ ‫المقصودة فيها بالبحث‪ ،‬فكثي اًر ما َّ‬
‫تتعدد‬
‫ُ‬
‫المستخدمة في األبحاث التربويَّة‪ ،‬لذلك ال َّ‬
‫بد أن ِّ‬
‫يحدد الباحث المعاني والمفاهيم التي‬
‫يف المصطلحات يساعد الباحث في‬ ‫تتناسب أو تتَّفق مع أهداف بحثه واجراءاته‪ ،‬وتعر ُ‬
‫إطار مرجعي يستخدمه في التعامل مع مشكلة بحثه‪ ،‬وتنبغي منه اإلشارةُ إلى‬ ‫وضع ٍ‬

‫‪- 51 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫مصادر تعريفات مصطلحات بحثه إذا استعارها من باحثين آخرين‪،‬أو أن ِّ‬


‫يحدد‬
‫تعر ٍ‬
‫يفات خاصَّة به‪ ،‬فمثالً يتألَّف عنوان د ارستة‪ :‬تقويم وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها‬
‫ٍ‬
‫مصطلحات علميَّة هي‪ :‬تقويم‪ ،‬وظيفة‪،‬‬ ‫الخارجيَّة والمجتمع المحيط بها من خمسة‬
‫مصطلحات تستخدمها َّ‬
‫عدةُ تخصُّصات علميَّة تختلف‬ ‫ٌ‬ ‫المدرسة‪ ،‬البيئة‪ ،‬المجتمع‪ ،‬وهي‬
‫ات العلميَّة لتلك المصطلحات من‬‫فيما بينها في مفاهيمها فتضيق وتتَّسع اإلطار ُ‬
‫َّ‬
‫وليمتد‬ ‫تخص ٍ‬
‫ُّص علمي إلى آخر‪ ،‬بل تختلف داخل التخصُّص الواحد من فرع إلى آخر‪،‬‬
‫بد من تحديدها بإيضاح‬ ‫ٍ‬
‫باحث إلى آخر في الفرع الواحد؛ لذا ال َّ‬ ‫االختالف من‬
‫ُ‬ ‫هذا‬
‫مفاهيمها التي سيستخدمها الباحث في هذا البحث لدفع احتمال لبس أو سوء فهم أو‬
‫تفسير متباين لبعضها ‪ ،‬هذا إضافة إلى ما سيستخدمه البحث من مصطلحات أخرى‬
‫ي من بحثته‪ ،‬ويمكن أن تكون‬ ‫ِّ‬
‫يوضح مفهومه لها في المبحث النظر ِّ‬ ‫على الباحث أن‬
‫مؤقَّتاً في مواضع استخدامها لتساعده على ُّ‬
‫تقدم بحثه لتنقل الحقاً إلى مكانها الذي‬
‫يعتاده الباحثون في صدر البحث‪.‬‬
‫تحديد معنى ِّ‬
‫كل‬ ‫ُ‬ ‫الفر ‪َّ :‬‬
‫لعل من الواجب على الباحث االلتزام به هو‬ ‫ويقول َّا‬
‫مفهوم‪ Concept‬يستخدمه في بحثه إلى جانب قيامه بتعريف المصطلحات العلميَّة‬
‫‪ Technical terms‬التي يستعين بها في تحليالته‪َّ ،‬‬
‫ألن مثل هذا وذاك خدمة له‬
‫عما يريد قوله بطريقة واضحة وسليمة بحيث ال‬ ‫ولقرائه‪ ،‬إ حذ َّ‬
‫يتمكن بذلك من التعبير َّ‬ ‫َّ‬
‫ينشأ بعدها جد ٌل حول ما يعنيه بهذه المفاهيم أو يقصده من تلك المصطلحات الفنيَّة‬
‫والعلميَّة‪ ،‬وكثي اًر ما يكون أساس الجدل واالختالف في الرأي نتيجة لعدم وضوح الباحث‬

‫مما قد يترتَّب عليه ٌ‬


‫فهم خاطئ لهذا الباحث ‪،‬‬ ‫فيما يرمي إليه من مفاهيم وتعابير َّ‬
‫والمفهوم هو الوسيلة الرمزيَّة ‪ Simbolic‬التي يستعين بها اإلنسان للتعبير عن األفكار‬
‫والمعاني المختلفة بغية توصيلها للناس‪ ،‬والمصطلحات هي أدوات تحصر المفاهيم‬
‫ِّ‬
‫وتحددها‪.‬‬ ‫وتقلِّصها‬
‫*افتراضات البحث‪ :‬ويقصد بها تلك العبارات التي تمثِّل أفكا اًر ُّ‬
‫تعد صحيحةً ويبني‬
‫وتسمى أحياناً بالمسلَّمات وهي حقائق‬
‫َّ‬ ‫الخاص ببحثه‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الباحث على أساسها التصميم‬
‫ُ‬

‫‪- 51 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫َّ‬
‫بصحتها وينطلق منها في إجراءات بحثه‪ ،‬فعلى الباحث أن يشير‬ ‫الباحث‬
‫ُ‬ ‫أساسيَّة يؤمن‬
‫يعدها صحيحةً وغير قابلة للتغيير‪ ،‬وعموماً ال ُّ‬
‫تعد‬ ‫إلى تلك االفتراضات التي ُّ‬
‫بيانات موضوعيَّة خاصَّة تدعمها‪ ،‬وتوافرت معرفةٌ‬
‫ٌ‬ ‫االفتراضات مقبولةً إالَّ إذا توافرت‬
‫منطقيَّة أو تجريبيَّة أو مصادر موثوقة يمكن االطمئنان إليها‪ ،‬ومثل تلك االفتراضات‬
‫في موضوع الد ارستة في المثال السابق افتراض يقول‪ :‬يمكن أن يكون لدى طالَّب‬
‫المدرسة ومعلِّميها وعياً بمشكالت مجتمعها المحيط بها أكبر من وعي غيرهم‪ ،‬وفي‬
‫موضوع در ٍ‬
‫اسة لتقويم البرامج التدريبيَّة التي ينفِّذها المشرفون التربويُّون لمعلِّمي محافظة‬
‫عنيزة‪ ،‬يمكن أن يكون من افتراضاتها‪ :‬يستطيع المعلِّمون أن يشاركوا في تقويم برامج‬
‫ِّ‬
‫للشك إذا كانت افتراضاته‬ ‫أي بحث سيكون عرضة‬ ‫َّ‬
‫المؤكد أن قيمة ِّ‬ ‫تدريبهم‪ ،‬ومن‬
‫األساسيَّة موضع تساؤالت؛ ولذلك َّ‬
‫فإن على الباحث أن يختار افتراضات بحثه بعناية‪،‬‬
‫يضمن جميع افتراضات بحثه مخطَّط بحثه‪ ،‬وأن َّ‬
‫يتذكر دائماً َّأنه من العبث أن‬ ‫ِّ‬ ‫وأن‬
‫ٍ‬
‫عالقة مباشرة بموضوع بحثه‪.،‬‬ ‫يضمن مخطَّط بحثه افتراضات ليست ذات‬
‫َّ‬

‫بد أن يتوقَّع وجود عوامل تعيق إمكانيَّة تعميم‬ ‫*محدِّدات البحث‪ُّ :‬‬
‫كل باحث ال َّ‬
‫أي ٍ‬
‫بحث‬ ‫سميها الباحثون ِّ‬
‫محددات البحث‪ ،‬فال يخلو ُّ‬ ‫نتائج بحثه‪ ،‬تلك العوامل هي ما ي ِّ‬
‫خصائص الصدق والثبات بصورة‬
‫ُ‬ ‫ألن البحث الذي تتمثَّل فيه‬ ‫ِّ‬
‫المحددات؛ َّ‬ ‫من مثل تلك‬
‫دات البحث في فئتين‪ ،‬في فئة تتعلَّق‬ ‫وتصنف ِّ‬
‫محد ُ‬ ‫َّ‬ ‫علمياً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫كاملة ال ُيتوقَّعُ أن يتحقَّق‬
‫بمفاهيم ومصطلحات البحث‪ ،‬فكثير من المفاهيم التربويَّة مثل التعلُّم‪ ،‬التحصيل‪،‬‬
‫عامة يمكن استخدامها بطرق مختلفة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫التشويق‪ ،‬الشخصيَّة‪ ،‬الذكاء هي مفاهيم‬
‫المحددة المستخدمة بالبحث تمثِّل تحديداً لنتائج البحث بحيث ال تصلح‬
‫َّ‬ ‫وتعريفاتها‬
‫المحددات تتعلَّق بإجراءات البحث‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫لتعميمها خارج حدود تلك التعريفات‪ ،‬وفي فئة من‬
‫فطريقة اختيار أفراد أو مفردات الدراسة وأدوات جمع بياناتها وأساليب تحليلها واجراءات‬
‫الباحث‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫المحددات‪ ،‬ولذلك حين يشعر‬ ‫تطوير أدواتها وغيرها أمثلة على هذه الفئة من‬
‫أن بعض إجراءات البحث غير مالئمة تماماً ولكنَّه ال يستطيع أن يجعلها أكثر مالءمةً‬‫َّ‬
‫فال حرج عليه إذا ما أفصح عن ذلك َّ‬
‫وعده أحد ِّ‬
‫محددات البحث التي استطاع أن‬
‫يميِّزها‪،‬‬
‫‪- 52 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ٍ‬
‫مرحلة جديدة من مراحل‬ ‫اربعـاً‪ :‬استطالع الدراسات السابقة‪:‬ـــ ُّ‬
‫تعد هذه الخطوة بداية‬
‫ي للبحث أو للدراسة وهي‬
‫اإلطار النظر ُّ‬
‫ُ‬ ‫طلق عليها وعلى الحقتها‬
‫البحث يمكن أن ُي ح‬
‫المرحلة الثالثة‪ ،‬فبعد الخطوات اإلجرائيَّة السابقة اتِّضحت جو ُ‬
‫انب الدراسة أو البحث‬
‫فتبيَّنت الطريق للباحث وعرف طبيعة البيانات والمعلومات والحقائق التي ستحتاجها‬
‫بعضها البعض‬
‫ُ‬ ‫دراسته أو بحثه‪ ،‬وبما َّ‬
‫أن البحوث والدراسات العلميَّة متشابكة ويكمل‬
‫ويتضمن استطالع الدراسات السابقة مناقشة وتلخيص‬
‫َّ‬ ‫اآلخر ويفيد في در ٍ‬
‫اسات الحقة‪،‬‬
‫الهامة الواردة فيها‪ ،‬وأهميَّة ذلك تتَّضح من عدة نو ٍ‬
‫اح‪ ،‬هي‪ :‬ت ت‬ ‫األفكار َّ‬

‫‪ -1‬توضيح وشرح خلفيَّة موضوع الدراسة‪.‬‬

‫‪ -2‬وضع الدراسة في اإلطار الصحيح وفي الموقع المناسب بالنسبة للدراسات‬


‫الثقافي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫والبحوث األخرى‪ ،‬وبيان ما ستضيفه إلى التراث‬

‫‪ُّ -3‬‬
‫تجنب األخطاء والمشكالت التي وقع بها الباحثون السابقون واعترضت‬
‫دراساتهم‪.‬‬

‫‪ -4‬عدم التكرار غير المفيد وعدم إضاعة الجهود في دراسة موضوعات بحثت‬
‫ٍ‬
‫بشكل جيِّد في دراسات سابقتة‪.‬‬ ‫ودرست‬

‫فمن مستلزمات الخطَّة العمليَّة للدراسة‪،‬دراسةُ الموضوعات التي لها عالقة بموضوع‬
‫ألن ذلك سيعطيه فكرة عن مدى‬‫بمسح لتلك الموضوعات‪َّ ،‬‬
‫ٍ‬ ‫الباحث‪ ،‬لذلك فعليه القيام‬
‫عما كتب‬
‫إمكانيَّة القيام ببحثه‪،‬ويثري فكره ويوسِّع مداركه وأفقه‪،‬ويكشف بصورة واضحة َّ‬
‫حول موضوعه‪ ،‬والباحث حين يقوم بمسحه للدراسات السابقة عليه أن ِّ‬
‫يركز على‬
‫انب اإلجرائيَّة في دراسته أو بحثه‪ ،‬وهي‪:‬ت ت ت ت ت‬ ‫َّ‬
‫جوانب تتطلبها الجو ُ‬
‫‪ -1‬أن يحصر عدد األبحاث التي عملت من قبل حول موضوع دراستته‪.‬‬

‫القوة والضعف في الموضوعات ذات العالقة بموضوع‬


‫‪ -2‬أن يوضِّح جوانب َّ‬
‫دراسته‪.‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬أن يبين االتجاهات البحثيَّة المناسبة لمشكلة بحثه كما تظهر من عمليَّة المسح‬
‫والتقويم‪.‬‬

‫ويمكن للباحث عن طريق استقصاء الحاسبات اآلليَّة في مدينة ما‪،‬أو في أحد‬


‫مركز المعينة‪ ، ،‬وعن طريق االطِّالع على بيبليوغرافيا الرسائل العلميَّة في الدراسات‬ ‫ال ا‬
‫المحكمة التي تنشر األبحاث في مجال موضولع دراسته أن‬ ‫َّ‬ ‫العليا وبيبليوجرافيا الدوريَّات‬
‫ٍ‬
‫ملخصات‬ ‫ويتعرف على مواقعها وربَّما عن‬
‫َّ‬ ‫يستكشف َّ‬
‫كل ما كتب عن موضوع دراسته‬
‫عنها‪.‬‬

‫مما يجب اطِّالع الباحث عليها‬


‫َّات ذات العالقة بموضوع الدراسة َّ‬ ‫كما ُّ‬
‫تعد النظري ُ‬
‫وفحصها بتطبيقها فيما يتَّصل بموضوعه‪،‬أو إثبات عدم صالحيَّتها في ذلك في‬
‫العلمي‪،‬ويجب أالَّ ينسى الباحث َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫مدخالتها ومخرجاتها‪،‬وأن يسلك في ذلك المنهج‬
‫أهم مصادر المعلومات والبيانات الجاهزة وال سيما الدوريَّات‬ ‫الدوريَّات العلميَّة ُّ‬
‫تعد من ِّ‬
‫العامة عادة‬
‫َّ‬ ‫المكتبات‬
‫ُ‬ ‫المتخصصة منها والتي لها عالقة بموضوع بحثه‪ ،‬وتخصِّص‬ ‫ِّ‬
‫تقدم للباحث أحدث ما كتب حول‬ ‫أهم ميزة للدوريَّات َّأنها ِّ‬
‫خاصاً بالدوريَّات‪ ،‬و ُّ‬
‫ّ‬ ‫قسماً‬
‫تعد مثار ٍ‬
‫جدل بين الباحثين بمختلف‬ ‫موضوعه‪ ،‬و َّأنها تلقي األضواء على الجوانب التي ُّ‬
‫ٍ‬
‫مشكالت جديرة بإجراء أبحاث بشأنها‪،‬‬ ‫حقول التخصُّص‪ ،‬وتلك الجوانب ُّ‬
‫تعد‬

‫خامساً‪ :‬صياغة فرضيَّات البحث‬


‫العلمي أن يقوم بوضع الفرضيَّة أو الفرضيَّات‬
‫ِّ‬ ‫يجب على الباحث في ضوء المنهج‬
‫بأنها‪:‬‬ ‫بأنها ِّ‬
‫تؤدي إلى تفسير مشكلة دراسته‪ ،‬ويمكن تعريف الفرضيَّة َّ‬ ‫يعتقد َّ‬
‫ُ‬ ‫التي‬

‫‪-1‬تفسير مؤقَّت أو محتمل يوضِّح العوامل أو األحداث أو الظروف التي يحاول‬


‫الباحث أن يفهمتها‪،‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تفسير مؤقَّت لوقائع معيَّنة ال يزال بمعزل عن اختبار الوقائع‪ ،‬حتى إذا ما اختبر‬
‫‪ٌ -2‬‬
‫إما فرضاً زائفاً يجب أن ُي حعدل عنه إلى غيره‪ ،‬وا َّما قانوناً يفسِّر‬
‫بالوقائع أصبح من بعد َّ‬
‫مجرى الظواهر‬

‫تفسير مقترح للمشكلة موضوع الدراسة‪،‬‬


‫‪ٌ -3‬‬
‫ويتبناه الباحث مؤقَّتاً لشرح بعض ما يالحظه من‬
‫َّ‬ ‫استنتاج ذكي يصوغه‬
‫ٌ‬ ‫تخمين و‬
‫ٌ‬ ‫‪-4‬‬
‫الحقائق والظواهر‪ ،‬ولتكون هذه الفرضيَّة كمرشد له في الدراسة التي يقوم بها‪.‬‬

‫يتم وضعها موضع االختبار‪.‬‬


‫‪-5‬جابةٌ محتملةٌ ألحد أسئلة الدراسة ُّ‬

‫عموماً تتَّخذ صياغـ ُة الفرضيَّة شكلين أساسيَّين‪:‬‬

‫اء‬
‫يثبت وجود عالقة سو ٌ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫أ‪ -‬صيغة اإلثبات‪ :‬ويعني ذلك صياغة الفرضيَّة‬
‫أكانت عالقة إيجابيَّة أم كانت عالقة سلبيَّة‪ ،‬مثال‪ :‬توجد عالقةٌ إيجابيَّة بين وظيفة‬
‫المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها وبين أعداد معلِّميها‪ ،‬أو‬
‫توجد عالقةٌ سلبيَّة بين وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها‬
‫المحيط بها وبين نوعيَّة مبناها‪.‬‬

‫اء‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ينفي وجود عالقة سو ٌ‬ ‫ب‪ -‬صيغة النفي‪ :‬ويعني ذلك صياغة الفرضيَّة‬
‫أكانت عالقة إيجابيَّة أم كانت عالقة سلبيَّة‪ ،‬مثال‪ :‬ال توجد عالقةٌ إيجابيَّة بين وظيفة‬
‫المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها وبين أعداد معلِّميها‪ ،‬أو‬
‫ال توجد عالقةٌ سلبيَّة بين وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها‬
‫المحيط بها وبين نوعيَّة مبناها‪.‬‬

‫األساسي‬
‫ُّ‬ ‫ومن العسير أن ُي حرسم خط فاص ٌل بين كل من الفرضيَّة والنظريَّة‪ ،‬والفرق‬
‫َّ‬
‫بالفرضيتة‪ ،‬وعند‬ ‫تسمى‬
‫بينهما هو في الدرجة ال في النوع‪ ،‬فالنظريَّة في مراحلها األولى َّ‬
‫اختبار الفرضيَّة بمز ٍيد من الحقائق بحيث تتالءم الفرضيَّة معها َّ‬
‫فإن هذه الفرضيَّة‬

‫‪- 55 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما القانون فهو يمثِّل النظام أو العالقة الثابتة التي ال تتغيَّر بين‬
‫تصبح نظريَّة‪َّ ،‬‬
‫ظاهرتين أو أكثر‪ ،‬وهذه العالقة الثابتة الضروريَّة بين الظواهر تكون تحت ظروف‬
‫أن القوانين ليست مطلقة‪ ،‬واَّنما هي محدودة بالظروف المكانيَّة أو‬
‫معيَّنة‪ ،‬ومعنى ذلك َّ‬
‫أن هذه القوانين تقريبيَّة؛ بمعنى َّأنها ُّ‬
‫تدل على مقدار معرفة‬ ‫الزمانيَّة أو غير ذلك‪ ،‬كما َّ‬
‫الباحثين بالظواهر التي يقومون بدراستها في ٍ‬
‫وقت معيَّن‪ ،‬وبالتالي فمن الممكن أن‬
‫تستبدل القوانين القديمة بقوانين أخرى جديدة أكثر منها دقَّةً واحكاما‪.‬‬

‫أهميَّة الفرضيَّة‪:‬‬
‫ويوجهها باتِّ ٍ‬
‫جاه‬ ‫ِّ‬ ‫تنبثق أهميَّة الفرضيَّة عن كونها النور الذي يضيء طريق الدراسة‬
‫ثابت وصحيح ‪ ،‬فهي تحقِّق ما يلى‪ :‬ت ت ت‬
‫ٍ‬
‫بشكل دقيق‪.‬‬ ‫‪ -1‬تحديد مجال الدراسة‬

‫‪ -2‬تنظم عمليَّة جمع البيانات فتبتعد بالدراسة عن العشوائيَّة بتجميع بيانات‬


‫ضروريَّة ومفيدة‪.‬‬

‫‪ -3‬تشكيل اإلطار المنظِّم لعمليَّة تحليل البيانات وتفسير النتائج‪.‬‬

‫مصادر الفرضيَّة‪:‬‬
‫َّ‬
‫تتكشف عنها المشكالت‪،‬‬ ‫تتع َّدد مصادر الفرضيَّة‪ ،‬فهي تنبعُ من نفس الخلفيَّة التي‬
‫فقد تخطر على ذهن الباحث فجأة كما لو كانت إلهاماً‪ ،‬وقد تحدث بعد فترة من عدم‬
‫ص من تهيؤ عقلي كان عائقاً دون التوصُّل إلى ِّ‬
‫حل المشكلة‪،‬‬ ‫النشاط تكون بمثابة تخلُّ ٍ‬
‫اجعة منظَّمة لادلَّة في عالقاتها بالمشكلة‬
‫الحل على وجه العموم يأتي بعد مر ٍ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ولكن‬
‫نظر مجد مثابر‪َّ ،‬‬
‫ولعل أهم مصادر الفرضيَّة ما يلى‪:‬‬ ‫وبعد ٍ‬

‫‪ -1‬قد تكون الفرضيَّة حدساً أو تخميناً‪.‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -2‬قد تكون الفرضيَّة نتيجة لتجارب أو مالحظات شخصيَّة‪.‬‬


‫‪ -3‬قد تكون الفرضيَّة استنباطاً من نظرَّي ٍ‬
‫ات علميَّة‪.‬‬

‫‪ -4‬قد تكون الفرضيَّة مبنيَّة على أساس المنطق‪.‬‬

‫‪ -5‬قد تكون الفرضيَّة باستخدام الباحث نتائج دراسات سابقتة‪.‬‬

‫الموضوعي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫وتتأثَّر مصادر الفرضيَّات ومنابعها لدى الباحث بمجال تخصُّصه‬
‫وبإحاطته بجميع الجوانب النظريَّة لموضوع دراسته‪،‬وقد يتأثَّر بعلوم أخرى وبثقافة‬
‫مجتمعه وبالممارسات العمليَّة ألفراده وبثقافاتهم‪ ،‬وقد يكون خيال الباحث وخبرته مؤثِّ اًر‬
‫مهماً لفرضيَّاته‪َّ ،‬‬
‫ولعل من شروط الفرضيَّات واإلرشادات الالزمة لصياغتها‪،‬ما يلى‪ :‬ت ت ت ت ت ت‬

‫تتضمنها‬
‫َّ‬ ‫‪ -1‬إيجازها ووضوحها‪ :‬وذلك بتحديد المفاهيم والمصطلحات التي‬
‫التعرف على المقاييس والوسائل التي سيستخدمها الباحث للتحقُّق‬
‫َّات الدراسة‪ ،‬و ُّ‬
‫فرضي ُ‬
‫من صحَّتها‪.‬‬

‫‪ -2‬شمولها وربطها‪ :‬أي اعتماد الفرضيَّات على جميع الحقائق الجزئيَّة المتوفِّرة‪،‬‬
‫وأن يكون هناك ارتباطٌ بينها وبين النظريَّات التي سبق الوصول إليها‪ ،‬وأن تفسِّر‬
‫الفرضيَّات أكبر عدد من الظواهر‪.‬‬

‫القي لمتيَّة‬
‫‪ -3‬قابليَّتها لالختبار‪ :‬فالفرضيَّات الفلسفيَّة والقضايا األخالقيَّة واألحكام ل‬
‫اختبارها في بعض األحيان‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يصعب بل يستحيل‬

‫الباحث عند‬
‫ُ‬ ‫استقر عليه‬
‫َّ‬ ‫‪ -4‬خلوها من التناق ‪ :‬وهذا األمر يصدق على ما‬
‫صياغته لفرضيَّاته التي سيختبرها بدراسته وليس على محاوالته األولى للتفكير في ِّ‬
‫حل‬
‫مشكلة دراستته‪.‬‬

‫ِّ‬
‫المتعددة يجعله يصل عند‬ ‫‪ -5‬تعدُّدها‪ :‬فاعتماد الباحث على مبدأ الفرضيَّات‬
‫اختبارها إلى ِّ‬
‫الحل األنسب من بينها‪.‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -6‬عدم تحيُّزها‪ :‬ويكون ذلك بصياغتها قبل البدء بجمع البيانات لضمان عدم‬
‫التحيُّز في إجراءات البحث‪.‬‬

‫‪ -7‬اتِّساقها مع الحقائق والنظريَّات‪ :‬أي أال تتعارض مع الحقائق أو النظريَّات‬


‫التي ثبتت صحَّتتُتها‪. ،‬‬

‫ُّ‬
‫يصح أن‬ ‫علمياً‪ :‬أي أن تكون مسبوقة بمالحظة أو تجربة إ حذ ال‬
‫ّ‬ ‫‪ -1‬اتِّخاذها أساساً‬
‫تأتي الفرضيَّة من فراغ‪.‬‬

‫يستقر آخر األمر على‬


‫َّ‬ ‫َّ‬
‫فرضيات أثناء دراسته حتى‬ ‫وغالباً ما يضع الباحث َّ‬
‫عدة‬
‫إحداها وهي التي يراها مناسبة لشرح جميع البيانات والمعلومات‪ ،‬وهذه الفرضيَّة النهائيَّة‬
‫شيء‬
‫ٌ‬ ‫تصبح فيما بعد النتيجة الرئيسة التي تنتهي إليها الدراسة‪ ،‬علماً َّ‬
‫أن نتيجة الدراسة‬
‫يختلف عن توصياتها‪ ،‬فتوصيات الدراسة هي اقتراحات إجرائيَّة يقترحها الباحث مبنيَّة‬
‫أن الفرضيَّات المرفوضة أو البدايات الفاشلة هي من جوانب‬ ‫على نتائج الدراسة‪ ،‬و َّ‬
‫نهائيتاً‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الدراسة التي ال يستطيع القارئ أن يطلع عليها‪ ،‬فالباحث استبعدها من دراسته ّ‬
‫يتم تعريف‬ ‫ٍ‬
‫بشكل دقيق‪،‬وأن َّ‬ ‫يتم تحديد فرضيَّات البحث‬
‫ومن الضروري أن َّ‬
‫ائياً‪ ،‬فذلك يسهِّل على الباحث صياغة‬
‫المصطلحات الواردة في الفرضيَّات تعريفاً إجر ّ‬
‫أسئلة استبانة دراسته أو أسئلة استفتائه أو أسئلة مقابلته للمبحوثين صياغة تمنع اللبس‬
‫أو الغموض الذي قد يحيتط ببعض المصطلحات‪ ،‬فصياغة الفرضيَّة صياغة واضحة‬
‫تساعد الباحث على تحديد أهداف دراسته تحديداً واضحاً‪ ،‬واذا َّ‬
‫تعددت الفرضيَّات التي‬
‫بد في‬ ‫ُّ‬
‫الحل فال َّ‬ ‫كحلول لمشكلة البحث بحيث يكون أحدها أو عدد منها هو‬‫ٍ‬ ‫اقترحت‬
‫ُّ‬
‫الحل والتفسير لمشكلة البحث‬ ‫هذه الحالة أن يكون اختيار الفرضيَّة التي ستكون هي‬
‫موضوعياً؛ أي أن يأتي هذا االختيار عن دراسة وتفهُّم للفرضيَّات جميعها‪ ،‬ثم‬
‫ّ‬ ‫اختيا اًر‬
‫اختيار فرضيَّة منها على أنَّها هي األكثر إلحاحاً من غيرها في إيجاد المشكلة‪ ،‬أو في‬
‫تتضمن فرضيَّات‬
‫َّ‬ ‫حل المشكلة بحلِّها‪ ،‬وتجب اإلشارة إلى أن بعض األبحاث قد ال‬ ‫ِّ‬
‫كالبحث الذي يستخلص مبادئ تربويَّة معيَّنة من القرآن الكريم‪ ،‬أو البحث الذي يكتب‬
‫تاري التعليم في منطقة ما‪ ،‬أو الذي يكتب سيرة مرب وتأثيره في مسيرة التربية والتعليم‪.‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سادساً‪ :‬تصميم البحث‬

‫تصميم البحث من مراحل البحث العلمى والتى يتضمن تحقيقها مجموعة من‬ ‫ُّ‬
‫يعد‬
‫ُ‬
‫الخطوات التالية‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تحديد منهج البحث‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد مصادر بيانات ومعلومات البحث‪.‬‬

‫جت‪ -‬اختيار أداة أو أدوات جمع بيانات البحث‪.‬‬

‫أ ‪ -‬تحديد منهج البحث‪:‬‬

‫يحدد الباحث الطريقة التي سوف يسلكها في معالجة موضوع بحثه‬ ‫يقصد بذلك أن ِّ‬
‫وتسمى تلك الطريقة بالمنهج‪ ،‬وال َّ‬
‫بد من اإلشارة في الجانب‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫حلول لمشكلة بحثه‪،‬‬ ‫إليجاد‬
‫الباحث َّأنها األصلح‬
‫ُ‬ ‫ائي من الدراسة إلى المنهج أو المناهج التي يرى‬
‫ي واإلجر ِّ‬
‫النظر ِّ‬
‫لدراسته‪ ،‬فال يكفي أن يختارها ويسير في دراسته وفقها دون أن يشير إليها‪ ،‬لذلك يجب‬
‫عند كتابة منهج البحث أن يراعي الباحث ما يلتي‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون منهج البحث منظَّماً بحيث يتيح لباحث آخر أن يقوم بنفس البحث أو‬
‫يعيد التجارب ذاتها التي قام عليها منهج البحث‪.‬‬

‫الباحث للقارئ ما قام به من إجراءات وأعمال ونشاطات ليجيب عن‬


‫ُ‬ ‫‪ )2‬أن يوضِّح‬
‫التساؤالت التي أثارتها المشكلة موضوع البحث‪.‬‬

‫يحدد الباحث بدقَّة وموضوعيَّة المشكلة التي قام بدراستها وأن‬


‫والمقصود هنا أن ِّ‬
‫ٍ‬
‫حلول لها بحيث ال يترك لبساً أو‬ ‫يحدد األساليب والطرق والنشاطات التي اتَّبعها إليجاد‬
‫ِّ‬
‫غموضاً في أي من جوانبها‪ ،‬وهذا يتطلَّب معرفة اإلجراءات التي عملها وقام بها قبل‬
‫إنجازه بحثه أو دراسته‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ )1‬تخطيط كامل لما سيقوم به وما يلزمه من أدوات ووقت وجهد‪.‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )2‬تنفيذ المخطَّط بدقَّة بحسب تنظيمه مع ذكر ما يط أر عليه من تعديالت بالزيادة‬


‫أو بالحذف في حين حدوثها‪.‬‬

‫يتعرف الباحث على ما‬


‫مستمرة وشاملة حتى َّ‬
‫َّ‬ ‫‪ )3‬تقويم خطوات التنفيذ بصور‬
‫يتطلَّب تعديالً دونما ِّ‬
‫أي تأخير أو ضياع للوقت أو الجهد‪.‬‬

‫وعلى هذا فعليه أالَّ يحذف الباحث أيَّة تفصيالت مهما كانت غير َّ‬
‫مهمة أو غير‬
‫ألن حذفها ربَّما أثَّر على عدم إمكانيَّة باحث آخر بإعادة عمل‬
‫الزمة من وجهة نظره‪َّ ،‬‬
‫يعد من المآخذ التي تؤخذ على البحث وعلى الباحث‪ ،‬فقد أشار إلى ذلك‬‫البحث؛ وهذا ُّ‬
‫يدل على أن أفضل االختبارات التي تستعمل‬‫مما ُّ‬
‫أندرسون ‪ )Anderson‬بقوله‪َّ :‬إنه َّ‬
‫عامة والمنهج المستخدم فيه بصورة خاصَّة هو االختبار الذي‬ ‫أي ل‬
‫بحث بصورة َّ‬ ‫لتقويم ِّ‬
‫يكرر عمل البحث الذي‬
‫يجيب على السؤال الذي يتساءل عن استطاعة باحث آخر أن ِّ‬
‫األول مستعيناً بالمخطَّط الذي وضعه الباحث األول وما وصفه من‬
‫قام به الباحث َّ‬
‫طرق اتَّبعها في تطبيقه أم ال‪.‬‬
‫ومن هنا تظهر أهميَّة االهتمام بمنهج البحث المتبَّع من قبل الباحث إ حذ ال َّ‬
‫بد من‬
‫شرحه للكيفيَّة التي يطبِّق بها منهج دراسته حيث نجد أن هناك أمو اًر من األهمية بمكان‬
‫هي‪:‬‬

‫‪ )1‬تعميم نتائج بحثته‪.‬‬

‫‪ )2‬المنطق الذي على أساسه يربط بين المادة التجريبيَّة والقضايا النظريَّة‪.‬‬

‫‪ )3‬أفراد التجربة أو مفردات مجتمع البحث‪.‬‬

‫‪ )4‬العيِّنة في نوعها ونسبتها وأساليب اختيارها وضبطها‪.‬‬

‫‪ )5‬وسائل القياس المستخدمة في البحث‪.‬‬

‫‪ )6‬أدوات البحث األخرى‪.‬‬

‫‪ )7‬األجهزة المستخدمة في البحث‪.‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن وصف تلك األمور يساعد الباحثين اآلخرين على تتبُّع طريق الباحث‬ ‫وعموماً َّ‬
‫األول وتفهُّم ما يرمي إليه وما يتحقَّق لديه من نتائج وما صادفه من عقبات ومشكالت‬
‫وكيفيَّة تذليلها من قبله‪.‬‬

‫أن المنهج يرتبط بالعمليَّات العقليَّة نفسها الالزمة من أجل‬ ‫ويرى وتني ‪َّ Whitney‬‬
‫تتضمن وصف الظاهرة أو الظواهر المتعلِّقة‬‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫حل مشكلة من المشكالت‪ ،‬وهذه العمليَّات‬
‫ِّ‬
‫بحل المشكلة بما يشمله هذا الوصف من المقارنة والتحليل والتفسير للبيانات‬
‫ف على المراحل التاريخيَّة للظاهرة‪ ،‬والتنبؤ بما‬
‫التعر ُ‬
‫ُّ‬ ‫والمعلومات المتوفِّرة‪ ،‬كما ينبغي‬
‫يمكن أن تكون عليه الظاهرة في المستقبل‪ ،‬وقد يستعين الباحث بالتجربة لضبط‬
‫ِّ‬
‫المتغيرات المتباينة‪ ،‬كما ينبغي أن تكون هناك تعميمات فلسفيَّة ذات طبيعة كليَّة‬
‫اإلبداعي لإلنسان؛ وذلك حتى تكون دراسة المشكلة بشكل شامل‬
‫ِّ‬ ‫ودراسات للخلق‬
‫وكامل‪ ،‬وتكون النتائج أقرب ما تكون إلى الصحَّة والثقة‪.‬‬

‫االصطالحي المستعمل اليوم هو أنَّه‬


‫ِّ‬ ‫فإذا كان منهج البحث بوصفه السابق وبمعناه‬
‫العامة‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة طائفة من القواعد‬ ‫الطريق‬
‫فإن المنهج‬ ‫ِّ‬
‫وتحدد عمليَّاته حتى يصل إلى نتيجة معلومة‪َّ ،‬‬ ‫التي تهيمن على سير العقل‬
‫تأمليَّة مقصودة‪ ،‬وقد يكون نوعاً‬
‫بحسب هذا المفهوم قد يكون مرسوماً من قبل بطريق ُّ‬
‫أن اإلنسان في تفكيره إذا نظَّم‬ ‫الطبيعي للعقل لم َّ‬
‫تحدد أصوله سابقاً‪ ،‬ذلك َّ‬ ‫ِّ‬ ‫من السير‬
‫أفكاره ورتَّبها فيما بينها حتى تتأذى إلى المطلوب على أيسر وجه وأحسنه على ٍ‬
‫نحو‬
‫تأمل قواعد معلومة من قبل َّ‬
‫فإنه في هذا سار وفق‬ ‫طبيعي تلقائي ليس فيه تحديد وال ُّ‬
‫انينه لتتبيَّن‬
‫وسنت قو ُ‬ ‫التلقائي‪ ،‬أما إذا سار الباحث على منهج قد ِّ‬
‫حددت قواعده َّ‬ ‫ِّ‬ ‫المنهج‬
‫منها أوجهُ الخطأ واالنحراف من أوجه الصواب واالستقامة‪َّ ،‬‬
‫فإن هذا المنهج بقواعده‬
‫لي‪.‬‬
‫التأم ّ‬
‫قلي ُّ‬
‫يسمى بالمنهج الع ِّ‬
‫العامة الكليَّة ِّ‬
‫َّ‬

‫تعدداً جعل المشتغلين بمناهج البحث يختلفون في‬ ‫تتعدد أنواع المناهج ُّ‬
‫وعموماً َّ‬
‫ُّ‬
‫ويعد المناهج األخرى جزئيَّة‬ ‫َّ‬
‫فيتبنى بعضهم مناهج نموذجيَّة رئيسة‬ ‫تصنيفاتهم لها‪،‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫متفرعة منها‪ ،‬فيما ُّ‬


‫يعد هؤالء أو غيرهم بعض المناهج مجرد أدوات أو أنواع للبحث‬ ‫ِّ‬
‫وليست مناهج‪.‬‬

‫فيما َّ‬
‫صنف وتني ‪ ،Whitney‬مناهج البحث إلى ثالثة مناهج رئيسة‪ ،‬هي‪:‬‬

‫الوصفي‪ :‬وينقسم إلى البحوث المسحيَّة والبحوث الوصفيَّة طويلة‬


‫ُّ‬ ‫‪ -1‬المنهج‬
‫الوثائقي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المكتبي و‬
‫ِّ‬ ‫األجل وبحوث دراسة الحالة‪ ،‬وبحوث تحليل العمل والنشاط والبحث‬

‫التاريخي‪ :‬وهذا المنهج يعتمد على الوثائق ونقدها وتحديد الحقائق‬


‫ُّ‬ ‫‪ -2‬المنهج‬
‫يتم التأليف بين‬
‫التاريخيَّة‪ ،‬ومن بعد مرحلة التحليل هذه تأتي مرحلة التركيب حيث ُّ‬
‫الحقائق وتفسيرها؛ وذلك من أجل فهم الماضي ومحاولة فهم الحاضر على ضوء‬
‫التطورات الماضيتة‪.‬‬
‫األحداث و ُّ‬
‫الفلسفي الهادف إلى نقد الخبرة البشريَّة‬
‫ِّ‬ ‫التجريبي‪ :‬وينقسم إلى‪ :‬المنهج‬
‫ُّ‬ ‫‪-3‬المنهج‬
‫من ناحية اإلجراءات المتَّبعة في الوصول إليها وفي مضمون الخبرة أيضاً‪ ،‬والمنهج‬
‫ات معيَّنة في‬ ‫التنبؤي الساعي إلى الكشف عن الطريقة التي تسلكها أو تتَّبعها ِّ‬
‫متغير ٌ‬ ‫ِّ‬
‫َّ‬
‫المحددة‬ ‫االجتماعي الهادف إلى دراسة حاالت من العالقات البشريَّة‬
‫ِّ‬ ‫المستقبل‪ ،‬والمنهج‬
‫بتطور الجماعات البشريَّة‪ ،‬والتربية تستفيد في دراساتها من تلك المناهج‬
‫ُّ‬ ‫كما يرتبط‬
‫متفرعة منها وتصبغ بعضها بصبغة تربويَّة تكاد تجعلها قاصرةً‬ ‫الرئيسة وتستخدم مناهج ِّ‬
‫على موضوعاتها‪ ،‬وسترد إشارةٌ إليها الحقا‪ ،‬وال يقف الباحثون في التربية اإلسالميَّة عند‬
‫تصنيفات الكتب المتخصِّصة في طرق البحث في ميدان التربية وعلم النفس عند‬
‫الطرق السابقة بل َّ‬
‫يتعدونها ليضيفوا الطريقة االستنباطيَّة‪ ،‬تلك الطريقة التي كانت‬
‫أسلوب البحث في استنباط األحكام الفقهيَّة لدى الفقهاء المسلمين‪،‬‬

‫اختبار الفرضيَّات واستخدام مناهج البحث‪:‬‬


‫يهم الباحثين في دراساتهم هو عمليَّات اختبار فرضيَّاتهم‪ ،‬وهي ما ِّ‬
‫تركز‬ ‫َّ‬
‫إن ما ُّ‬
‫عليها طرق ومناهج البحث‪ ،‬فالطرق والمناهج المستخدمة في ِّ‬
‫حل مشكالت البحوث‬
‫توصل الباحث إلى حل صحيح إالَّ‬ ‫ذات أهميَّة بالغة؛ َّ‬
‫ألن استخدام المناهج الخاطئة ال ِّ‬

‫‪- 62 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالمصادفة‪ ،‬وعلى ذلك َّ‬


‫فإن الباحث يجب أن يتقن المناهج التي ثبت نجاحها في مجاله‬
‫العلمي‪ ،‬وأن يكتسب مهارة استخدامها بالممارسة العمليَّة بالدرجة األولى‪،‬واختيار‬
‫ِّ‬
‫المناهج الصحيحة يعتمد على طبيعة مشكلة الدراسة نفسها؛ ذلك أن المشكالت‬
‫ِّ‬
‫الحل‬ ‫أن البيانات المطلوبة للمعاونة في‬‫يتم حلُّها بنفس الطريقة‪ ،‬كما َّ‬
‫المختلفة ال ُّ‬
‫البحثي‬
‫ِّ‬ ‫تختلف بالنسبة لهذه المشكالت أيضاً‪ ،‬ونتيجة لذلك فينبغي قبل اختيار المنهج‬
‫ِّ‬
‫المميزة والبيانات‬ ‫الصحيح أن يدرس الباحث مشكلة دراسته في ضوء خواصِّها‬
‫والمعلومات المتوفِّرة‪.‬‬

‫تتضمن الخطوات الرئيسة‬


‫َّ‬ ‫ومناهج البحث باعتبارها الزمة الختبار الفرضيَّات‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ )1‬تحديد وتعيين مكان البيانات والمعلومات الضروريَّة وتجميعها فهي ِّ‬
‫تشكل‬
‫ألي حل لمشكلة الدراسة‪.‬‬
‫األساس ِّ‬
‫ٍ‬
‫فرض‬ ‫‪ )2‬تحليل وتصنيف البيانات والمعلومات المجموعة وذلك للوصول إلى‬
‫مبدئي يمكن اختباره والتحقُّق من صحَّته أو من خطئه‪.‬‬

‫وتنبغي اإلشارة إلى أنَّه من المرغوب فيه في أي دراسة استخدام منهجين أو أكثر‬
‫من مناهج البحث ِّ‬
‫لحل مشكلة الدراسة‪ ،‬فليس هناك من سبب يحول بين الباحث‬
‫ومحاولة الوصول إلى ِّ‬
‫حل مشكلة دراسته بدراسة تاريخها عن طريق فحص الوثائق وهو‬
‫ثم تحديد وضع المشكلة في الحاضر بنوع من‬
‫يخي َّ‬
‫الوثائقي أو التار ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ما يعرف بالمنهج‬
‫الوصفي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫المسح وهو ما يعرف بالمنهج‬

‫الباحث كامل الوضوح في ذهنه‪،‬وأن يكون‬


‫ُ‬ ‫المنهج الذي يختاره‬
‫ُ‬ ‫لذلك يجب أن يكون‬
‫عداً لشرح خطواته في سهولة‬ ‫ذلك المنهج َّ‬
‫محدداً في تفاصيله بحيث يكون الباحث مست ّ‬

‫‪- 63 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فإن ذلك يعني غموض خطَّته ومنهجه في ذهنه‬‫ووضوح‪ ،‬فإذا لم يستطع الباحث ذلك َّ‬
‫أمر بعيد االحتمال‪.‬‬ ‫ل ٍ‬ ‫وهذا يعني َّ‬
‫أن وصوله إلى نتائج ُم حرضية ٌ‬
‫طرق اختبار الفرضيَّات‪:‬‬

‫تسمى أحياناً‬
‫ات الفرضيَّات‪،‬وهي ما َّ‬
‫وعموماً هناك طرق علميَّة تسير فيها اختبار ُ‬
‫قواعد تصميم التجارب واختبارها‪ ،‬فقد درس ميل ‪ Mill‬مشكلة األسباب التي يتناولها‬
‫ٍ‬
‫خمس يمكن أن تفيد كمرشد في تصميم التجارب‬ ‫يبي وتوصَّل إلى قواعد‬
‫البحث التجر ُّ‬
‫واختبار الفرضيَّات والبحث عن تلك األسباب‪ ،‬ولكن ميل ‪ Mill‬حذر من َّ‬
‫أن هذه‬
‫القواعد ليست جامدةً كما أنَّها ال تصلح للتطبيق في جميع الحاالت‪ ،‬وفيما يلي تلك‬
‫الطرق والقواعد‪:‬‬

‫‪ -1‬طريقة اال تِّفاق‪ :‬وهي طريقة تعترف بمبدأ السببيَّة العام المتمثِّل في َّ‬
‫أن وجود‬
‫ِّ‬
‫المؤدية‬ ‫السبب ِّ‬
‫يؤدي إلى وجود النتيجة‪ ،‬وتشير هذه الطريقة إلى َّأنه إذا كانت الظروف‬
‫فإن هذا العامل يحتمل أن يكون‬ ‫حد جميعاً في عامل واحد مشترك َّ‬ ‫إلى حدث معيَّن تتَّ ُ‬
‫هو السبب‪ ،‬وبمعنى آخر يمكن التعبير عن هذه الفكرة بالطريق السلبيَّة بالقول‪ :‬بأنَّه ال‬
‫شيء معيَّن هو سبب ظاهرة معيَّنة إذا كانت هذه الظاهرة تحدث بدونه‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫يمكن أن يكون‬
‫والصعوبة التي تواجه الباحث عند استخدامه طريقة االتِّفاق تقع في تمييزه بين العوامل‬
‫ذات الداللة وذات العالقة بالمشكلة والعوامل التي ليس لها أي داللة أو عالقة‬
‫الحقيقي وأن يفصله عن‬
‫ِّ‬ ‫يتحرى عن السبب‬ ‫بالمشكلة‪ ،‬ومعنى ذلك َّأنه ال َّ‬
‫بد له أن َّ‬
‫السبب الظاهر‪.‬‬

‫‪ -2‬طريقة االختالف‪ :‬وتسير طريقة التباين أو االختالف في المقارنة بين حالتين‬


‫متشابهتين في جميع الظروف ما عدا ظرف واحد يتوفَّر في إحدى الحالتين فقط‪ ،‬بينما‬
‫ال يوجد في الحالة األخرى وتكون هذه الظاهرة نتيجة أو سبباً لهذا االختالف‪ ،‬وهذا‬
‫أن وجود السبب ِّ‬
‫يؤدي إلى وجود‬ ‫يعتمد أيضاً على مبدأ السببيَّة العام المتمثِّل في َّ‬
‫شيء‬
‫ٌ‬ ‫بأنه ال يمكن أن يكون‬‫النتيجة‪،‬ويمكن التعبير عن ذلك بطريقة سلبيَّة بالقول‪َّ :‬‬
‫معيَّن هو سبب ظاهرة معيَّنة إذا كانت هذه الظاهرة ال تحدث في وجوده‪ ،‬وعلى ِّ‬
‫كل‬
‫‪- 64 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حال فيمكن القول‪َّ :‬‬


‫إن الظروف المتشابهة بالنسبة لجميع العوامل فيما عدا عامل واحد‬
‫أو متغيِّر واحد ظروف نادرة بالنسبة للعلوم السلوكيَّة‪ ،‬وهذا ما استدعى من القائمين‬
‫بالبحوث كفالة الضمانات المطلوبة حتى ِّ‬
‫تؤدي هذه الطريقة إلى نتائج موثوق بها والى‬
‫تصميم التجارب بنجاح‪.‬‬

‫‪ -3‬طريقة االشتراك‪ :‬تستخدم بتطبيق الطريقتين السابقتين الختبار الفرضيَّات‪،‬‬


‫فيحاول الباحث أوالً بتطبيق طريق االتِّفاق العثور على العامل المشترك في جميع‬
‫يتقرر لدى‬
‫ثم يطبِّق طريقة االختالف أي أن َّ‬ ‫الحاالت التي تحدث فيها الظاهرة‪َّ ،‬‬
‫أن الظاهرة ال تحدث أبداً عند عدم وجود هذا العامل المعيَّن‪ ،‬فإذا َّأدت كال‬
‫الباحث َّ‬
‫فإن الباحث يكون واثقاً إلى حد كبير َّأنه وجد السبب‪.‬‬
‫الطريقتين إلى نفس النتيجة َّ‬
‫أن بعض مشكالت البحوث ال ُّ‬
‫تحل بأي من الطرق‬ ‫‪ -4‬طريقة البواقي‪ :‬حيث تبيَّن َّ‬
‫قدم طريقة العوامل المتبقِّية للعثور على السبب عن طريق‬
‫فإن ميل ‪َّ Mill‬‬
‫السابقة‪َّ ،‬‬
‫تسمى طريقة المرجع االخير‪ ،‬وهي َّأنه في حالة أن تكون‬
‫االستبعاد‪ ،‬وهذه الطريقة قد َّ‬
‫تؤدي إلى مجموعة من النتائج‪ ،‬فإذا أمكن إرجاع ِّ‬
‫كل النتائج ما‬ ‫المقدمات ِّ‬
‫مجموعة من ِّ‬
‫ِّ‬
‫المقدمة‬ ‫المقدمات فيما عدا ِّ‬
‫مقدمة واحدة أمكن ربط تلك‬ ‫ِّ‬ ‫عدا نتيجة واحدة إلى جميع‬
‫ِّ‬
‫المقدمة‬ ‫مما يكشف أو ِّ‬
‫يرجح وجود عالقة بينهما أي بين‬ ‫الباقية بتلك النتيجة الباقية؛ َّ‬
‫والنتيجة الباقيتين‪.‬‬

‫‪ -5‬طريقة التالزم‪ :‬إذا لم يكن باإلمكان استخدام الطرق السابقة َّ‬


‫فإن ميل ‪Mill‬‬
‫َّ‬
‫قدم للباحثين هذه الطريقة الخامسة التي تدعو في الواقع إلى َّأنه إذا كان هناك شيئان‬
‫فإن هذه ُّ‬
‫التغيرات التي تحدث في واحد منهما‬ ‫متغيران أو َّ‬
‫يتبدالن معاً بصفة منتظمة‪َّ ،‬‬ ‫ِّ‬
‫أن الشيئين يتأثَّران في ذات الوقت بسبب‬ ‫تنتج عن ُّ‬
‫التغيرات التي تحدث في اآلخر‪ ،‬أو َّ‬
‫واحد مشترك‪ ،‬ويكون هذا التالزم في التغيير فإذا تغيَّرت ظاهرة ما تغيَّرت معها ظاهرة‬
‫أخرى‪ ،‬وهذا يعني َّ‬
‫أن السبب في كال الظاهرتين واحد فتتغيَّر ظاهرة بتغيُّر األخرى‪ ،‬وقد‬
‫مما يتيح الفرصة ويفسح المجال بعد ذلك‬ ‫تكون الظاهرتان متالزمتين تالزماً شديداً َّ‬
‫للبحث عن العالقة الحقيقيَّة بينهما‪ ،‬علماً َّأنه إذا كانت هناك عالقةٌ سببيَّة بين ِّ‬
‫متغيرين‬

‫‪- 65 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫فال َّ‬
‫بد أن يكون هناك ترابط أو تالزم بينهما‪ ،‬فالتالزم ليس شرطاً للعالقة السببيَّة‪ ،‬ولكن‬
‫السببيَّة شرطٌ للتالزم‪.‬‬
‫مهمة في استخدام منهج ما ِّ‬
‫لحل مشكلة البحث‬ ‫شك في َّ‬
‫أن هناك ثالثة جوانب َّ‬ ‫وال َّ‬
‫َّ‬
‫تتحكم في نتائج الدراسة‪ ،‬هي‪:‬‬

‫عما إذا‬
‫‪ -1‬كفاية البيانات‪ :‬فعلى الباحث أن يسأل نفسه دائماً وقبل إنهاء دراسته َّ‬
‫قدمه ُّ‬
‫يعد كافياً لتدعيم وتأييد النتائج التي يصل إليها‪ ،‬وما مقدار الثقة‬ ‫كان الدليل الذي َّ‬
‫فيه؛ ذلك َّأنه إذا كان الدليل ضعيفاً أو غير ٍ‬
‫كاف َّ‬
‫فإن النتائج ال يمكن اعتبارها مقنعة‬
‫أو نهائيَّة‪.‬‬

‫‪ -2‬معالجة البيانات‪:‬إذ يجب أن ينظر الباحث إلى الدليل بحرص ونظرة ثاقبة‬
‫لل ُّ‬
‫تأكد من دقَّته وأصالته وصدقه‪،‬فاألخطاء قد تحدث إذا وجد تضليل في االستبيان‬
‫كاألسئلة اإليحائيَّة‪ ،‬أو عدم قراءة الوثيقة واالطِّالع عليها اطِّالعاً سليماً‪ ،‬أو عدم أخذ‬
‫كل هذه األخطاء يمكن أن تقضي على العمل الدقيق في‬ ‫المتغيرات في االعتبار‪ُّ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫جميع‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫عما تحتويه البيانات والمعلومات المعالجة‬ ‫‪ -2‬استخراج النتائج‪َّ :‬‬


‫إن فهماً يختلف َّ‬
‫يحمل الدليل ما‬
‫أن على الباحث أن يقاوم رغبته في أن ِّ‬ ‫ِّ‬
‫يؤدي إلى نتائج خاطئة‪،‬كما َّ‬
‫كان يتمنَّى أن يكون فيه‪.‬‬

‫متغيرات الدراسـة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫المستقل منها‬ ‫ي حست حك لم ُل الباحث عادةً عرض مناهج دراسته بإيضاح متغيراتها مبيِّناً‬
‫والتابع لها‪ ،‬باعتبار األولى هي المؤثِّرة بالثانية‪ ،‬و َّ‬
‫أن الثانية يقع عليها التأثير من األولى‬
‫العلمي في البحث‬
‫ِّ‬ ‫مكانياً بتغيُّر األولى‪ ،‬ففي التحليل الذي هو عماد المنهج‬
‫ّ‬ ‫فتتغيَّر‬
‫دور كبير في وجود وتحديد خصائص‬ ‫َّ‬ ‫تستخدم ِّ‬
‫ات مستقلة وهي التي يكون لها ٌ‬‫متغير ٌ‬
‫للمتغيرات المستقلَّة ويقع عليها‬
‫ِّ‬ ‫ات تتبع‬ ‫المتغيرات التابعة وتوزيعها‪ ،‬تلك التي هي ِّ‬
‫متغير ٌ‬ ‫ِّ‬
‫منها التأثير فتتغيَّر بتغيُّرها سلبتاً وايجاباً‪ ،‬وعلى الباحث أن يكون قاد اًر في البحوث‬

‫‪- 66 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ِّ‬
‫المتغيرات بحسب مستوى‬ ‫التربويَّة على التمييز بين المتغيِّر والثابت‪،‬وأن يصِّنف‬
‫ِّ‬
‫المتغيرات‬ ‫ِّ‬
‫المستقل والمتغيِّر التابع‪ ،‬وأن يميِّز بين‬ ‫القياس‪ ،‬وأن يميِّز بين المتغيِّر‬
‫التعرف على‬
‫المعدلة والمضبوطة والدخيلة‪ ،‬ليس ذلك فحسب بل وأن يكون قاد اًر على ُّ‬ ‫َّ‬
‫ِّ‬
‫المتغيرات‬ ‫الصور المختلفة للتعريفات اإلجرائيَّة‪ ،‬وأن يميِّز بين الطرق المتَّبعة في ضبط‬
‫الدخيلة‪ .‬في دراسة وظيفة المدرسة في بيئتها الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها ُّ‬
‫تعد‬
‫متغيرات مستقلَّة‪ ،‬فيما ُّ‬
‫تعد وظيفة المدرسة بأدوارها المختلفة‬ ‫المدرسة والبيئة والمجتمع ِّ‬
‫ِّ‬
‫متغيرات تابعة‪ ،‬فإذا تغيَّرت المدرسة في مبناها بين حكومي ومستأجر أو تغيَّرت في‬
‫مرحلتها التعليميَّة‪ ،‬أو إذا تغيَّرت البيئة الخارجيَّة للمدرسة بين بيئة زراعيَّة وبيئة رعويَّة‪،‬‬
‫أو إذا تغيَّر المجتمع المحيط بالمدرسة بين مجتمع حضري ومجتمع قروي ومجتمع‬
‫بدوي تغيَّرت وظيفة المدرسة‪.‬‬

‫ب‪ -‬تحديد مصادر بيانات ومعلومات البحث‪:‬‬


‫إن عمليَّات الحصول على المعلومات والبيانات الالزمة أليَّة در ٍ‬
‫اسة تتَّخذ المنهج‬ ‫َّ‬
‫ملماً بالكثير من مهارات جمع المعلومات‬ ‫َّ‬
‫العلمي مسا اًر تتطلب أن يكون الباحث ّ‬
‫َّ‬
‫والبيانات‪ ،‬تلك المهارات غالباً ما يطلق عليها تقنيَّات البحث أو أدواته‪ ،‬وحيث يكون‬
‫العلمي الجاد والذي يمثَّل عادة بدراسات الماجستير والدكتوراه هو‬
‫ِّ‬ ‫نهائي للبحث‬
‫الهدف ال ُّ‬
‫بناء النماذج والنظريَّات التي يمكن على أساسها التفاهم والتعميم والتنبؤ َّ‬
‫فإن تقنيَّات‬
‫البحث وأدواته تكون أكثر ضرورة للباحث ولبحثه وتكون ذات مستوى أعلى‪.‬‬

‫العلمي‪ ،‬ولكن تلك‬


‫ِّ‬ ‫هامة في عمليَّات البحث‬ ‫ُّ‬
‫تحتل مكانة َّ‬ ‫إ َّن مصادر المكتبة‬
‫أي‬
‫أن َّ‬ ‫نسبياً كلَّما كان البحث ِّ‬
‫متقدماً‪ ،‬وعلى أيَّة حال فإنَّه من المسلِّم به َّ‬ ‫تقل ّ‬‫األهميَّة ُّ‬
‫ٍ‬
‫فحص دقيق‬ ‫باحث مهما كانت نوعيَّة بحثه ومستواه َّ‬
‫فإن خطواته األولى تبدأ بعمليَّة‬ ‫ٍ‬
‫وتقص تام لمصادر المكتبة؛ وذلك بغرض حصر المصادر والمراجع حول موضوع‬
‫دراسته؛ لتكون عنده فكرة عميقة حول موضوعه من جميع الوجوه التي سبق أن درسها‬
‫باحثون قبله‪ ،‬وبهذا يتفتَّق ذه ُتنته ويعرف أين مكان دراسته من بين الدراسات السابقة‬
‫بد أن يكون لدى الباحث خبرة‬ ‫ٍ‬
‫موضوعات قريبة منه‪ ،‬وال َّ‬ ‫التي تناولت موضوعه أو‬

‫‪- 67 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومهارة في استخدام المكتبة ومعرفة محتوياتها‪ ،‬ومعرفة أساليب تصنيفها‪ ،‬وأساليب‬


‫التوصُّل إلى محتويات المكتبتة‪.‬‬

‫المصادر األوليَّة‪:‬هي المصادر التي يمكن اعتمادها كمصادر موثوق بصحَّتها‬


‫ِّ‬
‫الشك فيها مثل‪ :‬المخطوطات ومذكرات القادة والسياسيِّين‪،‬والخطب والرسائل‬ ‫وعدم‬
‫واليوميَّات‪،‬والمقابالت الشخصيَّة‪ ،‬والدراسات الميدانيَّة‪ ،‬والكتب التي تصف أحداثاً أو‬
‫موضوعات شاهدها مؤلِّفوها عن كثب‪ ،‬والق اررات الصادرة عن الندوات والمؤتمرات‪،‬‬
‫ونتائج التجارب العلميَّة واإلحصاءات التي تصدرها الدوائر المختصَّة والو ازرات‬
‫الشعر‬
‫ُ‬ ‫المؤسسات‪ ،‬وكما أشار بارسونز بأن المصادر األوليَّة يدخل في إطارها‬ ‫و َّ‬
‫والروايات والرسائل والتقارير واحصاءات التعداد والشرائط المسجَّلة واألفالم واليوميَّات‪.‬‬
‫فالمصادر األوليَّة أكثر دقَّة في معلوماتها وبياناتها حيث ُّ‬
‫تعد أصليَّة في منشئها‬
‫تتضمن‬
‫َّ‬ ‫وكتابتها بدون تغيير أو تحر ٍ‬
‫يف آلرائها وأفكارها بالنقل من باحث إلى آخر‪،‬كما‬
‫المصادر األوليَّة البيانات والمعلومات الواردة في استبانات الدراسات وفي المقابالت‬
‫الشخصيَّة التي يجريها الباحثون واالستفتاءات والدراسات الحقليَّة‪ ،‬والخطابات والسير‬
‫الشخصيَّة والتقارير اإلحصائيَّة والوثائق التاريخيَّة‪،‬وغيرها‪.‬‬

‫يتم تقويمها وتتمثَّل بجميع وسائل نقل‬


‫المصادر الثانويَّة‪ :‬هي المصادر التي ُّ‬
‫المعرفة عدا تلك التي تندرج تحت المصادر األوليَّة‪ ،‬وعموماً ليست المصادر الثانويَّة‬
‫كثير من األحيان على تحليالت وتعليقات ال‬ ‫قليلة الفائدة فهي أوفر عدداً وتشتمل في ٍ‬
‫تضم المصادر الثانويَّة الملخصات والشروح والتعليقات‬
‫ُّ‬ ‫توجد في المصادر األوليَّة‪.‬‬
‫أعدت عن‬‫النقديَّة على المصادر األوليَّة‪ ،‬فالمصادر الثانويَّة هي كتب وموضوعات َّ‬
‫طريق تجميع المعلومات والبيانات التي تأثَّرت بآراء كتَّاب تلك الكتب والموضوعات‪.‬‬

‫المصادر الجانبيَّة‪ :‬هي كتب استقت بياناتها ومعلوماتها من مصادر ثانويَّة‪.‬‬

‫ومن المهارات التي يجب على الباحث إتقانها هي مهارة تدويتن المالحظات‬
‫وتقصيه لمحتويات‬
‫ِّ‬ ‫والمعلومات والبيانات أثناء استطالعه للدراسات السابقة وفحصه‬

‫‪- 68 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ملماً‬
‫وباألخص مكتبات مراكز البحوث ومكتبات الجامعات‪ ،‬وأن يكون ّ‬
‫ِّ‬ ‫المكتبات‬
‫بأسلوب بطاقات جمع المعلومات وطرق تصنيفها والتسجيل والكتابة عليها وتخزينها‪،‬‬
‫العلمي من حيث تحديد‬
‫ِّ‬ ‫ومن زاوية أخرى ينظر إلى مصادر بيانات ومعلومات البحث‬
‫مفردات الدراسة ومجتمعها الذي منه تستقى البيانات والمعلومات فيتَّخذ تصنيفُها من‬
‫هذه الزاوية الشكلين التاليين‪ :‬ت ت ت‬
‫‪ -4‬المجتمع األصلي‪ :‬ويقوم الباحث بجمع البيانات والمعلومات عن ِّ‬
‫كل مفردة‬
‫داخلة في نطاق بحثه دون ترك أي منها‪ ،‬ففي دراسة وظيفة المدرسة الثانويَّة في بيئتها‬
‫قطاع تعليمي ما فإنَّه يجب على الباحث أن‬
‫ٍ‬ ‫الخارجيَّة وفي مجتمعها المحيط بها في‬
‫ٍ‬
‫مدرسة ثانويَّة في هذا القطاع دون استثناء‪،‬‬ ‫يحصل على بياناته ومعلوماته عن ِّ‬
‫كل‬
‫ُّ‬
‫وتعد دراسة مجتمع البحث ككل من األمور النادرة في البحوث العلميَّة نظ اًر للصعوبات‬
‫كل مفردة من مفردات المجتمع‬ ‫يتعرض لها الباحث في الوصول إلى ِّ‬ ‫الجمة التي َّ‬
‫َّ‬
‫األصلي وللتكاليف الباهظة التي تترتَّب على ذلك‪.‬‬

‫ولكن متى يكون ذلك كذلك؟ وهل يخضع األمر لتقدير الباحث أو لرغبته دون أن‬
‫الباحث مائة مدرسة مثالً مجتمعاً كبي اًر‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫فيعد‬ ‫يؤثِّر ذلك على قيمة بحثه ودراسته؟‬
‫بد أن يكون مقنعاً بعرض الصعوبات‬ ‫إن هذا األمر ال َّ‬
‫تصعب دراسته وترتفع تكاليفها‪َّ ،‬‬
‫التي سيلقاها الباحث لو درس المجتمع األصلي ِّ‬
‫بكل مفرداته‪ ،‬وبالتالي ال َّ‬
‫بد أن يكون‬
‫علمياً لغيره من الباحثين وقارئي دراسته‪ ،‬فقيمتُها العلميَّة‬
‫ّ‬ ‫بمبرراته مقنعاً‬
‫هذا العرض ِّ‬
‫األصلي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تتوقَّف على مدى القناعة العلميَّة بصعوبة دراسة المجتمع‬
‫ألنها أيسر تطبيقاً و ُّ‬
‫أقل‬ ‫‪ -0‬الع ِّينـة‪ :‬وهذه الطريقة أكثر شيوعاً في البحوث العلميَّة؛ َّ‬
‫األصلي؛ إ حذ َّأنه ليس هناك من حاجة لدراسة المجتمع‬ ‫ِّ‬ ‫تكلفة من دراسة المجتمع‬
‫بشكل يمثِّل المجتمع‬
‫ٍ‬ ‫نسبياً ومختارة‬
‫ّ‬ ‫األصلي إذا أمكن الحصول على عيِّنة كبيرة‬
‫ِّ‬
‫األصلي المأخوذة منه؛ فالنتائج المستتنبطة من در ل‬
‫اسة العيِّنة ستنطبق إلى حد كبير مع‬ ‫َّ‬
‫األصلي‬
‫ِّ‬ ‫األصلي‪ ،‬فالعيِّنة جزء من المجتمع‬
‫ِّ‬ ‫النتائج المستخلصة من دراسة المجتمع‬

‫‪- 69 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الكل بدراسة الجزء بشرط أن تكون العيِّنة ممثِّلةً للمجتمع المأخوذة‬


‫وبها يمكن دراسة ِّ‬
‫منه‪.‬‬

‫األصلي هي التوجُّه الشائع‬


‫ِّ‬ ‫وحيث َّ‬
‫أن الدراسة بواسطة عيَّنة مأخوذة من المجتمع‬
‫يلموا بأنواع‬ ‫بين الباحثين لصعوبة دراساتهم للمجتمعات األصليَّة َّ‬
‫فإن على الباحثين أن ُّ‬
‫العيِّنات وطرق تطبيقها ومزايا وعيوب ِّ‬
‫كل نوع منها‪ ،‬وطبيعة الدراسات المناسبة لتلك‬
‫األنواع‪.‬‬
‫األصلي من ٍ‬
‫بحث إلى آخر‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫العينات‪:‬للعيِّنات أنواعٌ تختلف من حيث تمثيلها للمجتمع‬
‫أنواع ِّ‬
‫األصلي بحسب موضوع الدراسة‬‫ِّ‬ ‫وبالتالي تختلف ميزاتها فصالحيَّتها لتمثيل المجتمع‬
‫التطبيقي‪ ،‬وتنقسم إلى مجموعتين‪ :‬عيِّنات االحتماالت‪ ،‬وهي العيِّنة‬
‫ِّ‬ ‫وباختالف جانبها‬
‫َّ‬
‫الطبقية‪ ،‬والعيِّنة المنتظمة‪ ،‬والعيِّنة المساحيَّة‪ ،‬وتلك يمكن تطبيق النظريَّة‬ ‫العشوائيَّة‪ ،‬والعيِّنة‬
‫األصلي‪ ،‬وهناك العيِّنات التي‬
‫ِّ‬ ‫صحيحة عن المجتمع‬‫ٍ‬ ‫لتمد الباحث بتقدير ٍ‬
‫ات‬ ‫اإلحصائيَّة عليها َّ‬
‫َّ‬
‫العمديتة فالنتائج التي يتوصَّل إليها‬ ‫حكم الباحث كالعيِّنة الحصصيَّة والعيِّنة‬ ‫َّ‬
‫يتدخل فيها ُ‬
‫الشخصي الذي ال يمكن عزله أو قياسه إحصائياً إالَّ‬ ‫ِّ‬ ‫الباحث باستخدامهما تعتمد على حكمه‬
‫ُ‬
‫ّ‬
‫َّات لتحديدها‪ ،‬وفيما يلي عرض ألنواع العيِّنات باآلتتي‪:‬‬ ‫إذا وضع فرضي ٍ‬

‫العينة العشوائيَّة‪ :‬وهي التي يتِّم اختيار مفرداتها من المجتمع األصلي عشو ّ‬
‫ائياً‬ ‫‪ِّ -4‬‬
‫مفردات المجتمع نفس الفرصة في االختيار‪ ،‬ومن الطرق المستخدمة‬ ‫ُ‬ ‫بحيث تعطى‬
‫األصلي على أوراق منفصلة‬
‫ِّ‬ ‫لتحقيق عشوائيَّة االختيار كتابة أسماء مفردات المجتمع‬
‫ائياً‪.‬‬
‫وخلطها جيِّداً واختيار العدد المطلوب منها عشو ّ‬
‫لي إلى‬
‫يتم الحصول عليها بتقسيم المجتمع األص ِّ‬
‫العينة الطبقيَّة‪ :‬وهي التي ُّ‬
‫‪ِّ -0‬‬
‫ِّ‬
‫كالسن أو الجنس أو مستوى التعليم‪،‬‬ ‫طبقات أو فئات وفقاً لخصائص معيِّنة‬

‫األصلي من سابقتها؛‬
‫ِّ‬ ‫العينة الطبقيَّة التناسبيَّة‪ :‬وهي أكثر تمثيالً للمجتمع‬
‫‪ِّ -2‬‬
‫األصلي فتؤخذ مفردات عيِّنة الدراسة‬
‫ِّ‬ ‫كل طبقة من المجتمع‬ ‫ألنه يراعى فيها نسبة ِّ‬
‫َّ‬
‫لكل طبقة أو فئة في مجتمع الدراسة‪،‬‬ ‫قيقي ِّ‬
‫بحسب الحجم الح ِّ‬

‫‪- 71 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫العينة المنتظمة‪ :‬وهي نادرة االستخدام من الباحثين‪ ،‬وتتَّصف بانتظام الفترة‬


‫‪ِّ -1‬‬
‫كل اختيار واختيار يليه يكون متساوياً في ِّ‬
‫كل‬ ‫أن الفرق بين ِّ‬
‫بين وحدات االختيار‪ ،‬أي َّ‬
‫الحاالت‪.‬‬

‫‪ -5‬العينة المساحيَّة‪ :‬وهذه العيِّنة ذات أهميَّة كبيرة عند الحصول على عيِّنات‬
‫تمثل المناطق الجغرافيَّة‪ ،‬وهذا النوع من العيِّنات ال يتطلَّب قوائم كاملة بجميع مفردات‬
‫البحث في المناطق الجغرافيَّة‪.‬‬
‫العينة الحصصيَّة‪ُّ :‬‬
‫يعد هذا النوع من العيِّنات ذا أهميَّة في بحوث الرأي العام‬ ‫‪ِّ -6‬‬
‫(االستفتاء) إ حذ َّأنها ُّ‬
‫تتم بسرعة أكبر وبتكاليف أق ّل‪ ،‬وتعتمد العينة الحصصيَّة على‬
‫اختيار أفراد العيِّنة من الفئات أو المجموعات ذات الخصائص المعيَّنة ‪.‬‬

‫العينة العمديَّـة‪َّ :‬‬


‫إن معرفة المعالم اإلحصائيَّة لمجتمع البحث ومعرفة‬ ‫ِّ‬ ‫‪-7‬‬
‫خصائصه من شأنها أن تغري بعض الباحثين باتِّباع طريقة العيِّنة العمديَّة التي َّ‬
‫تتكون‬
‫األصلي تمثيالً سليماً‪،‬‬
‫َّ‬ ‫من مفردات معيَّنة تمثِّل المجتمع‬

‫العينة الضابطة‪ :‬هي عيِّنة يتَّخذها الباحث لتالفي عيوب العيِّنة التي اختارها‬
‫‪ِّ -8‬‬
‫لتجميع بيانات دراسته‪ ،‬وهنا يشترط أن تكون العيِّنة الضابطة من نفس نوع عيِّنة‬
‫تمت بها اختيار عيِّنة الدراسة؛ بحيث تمثِّل َّ‬
‫كل‬ ‫تصمم بنفس الطريقة التي َّ‬
‫َّ‬ ‫البحث‪ ،‬وأن‬
‫األصلي للدراسة وبنفس النسب‪ ،‬حتى يمكن قياس أثر‬
‫ِّ‬ ‫الفئات المختلفة في المجتمع‬
‫المتغيِّر موضوع الدراسة في الموضوعات التي تتطلَّب ذلك‪.‬‬

‫جـ‪ -‬اختيار أداة أو أدوات جمع بيانات البحث‪:‬‬

‫وهذه هي الخطوة الثالثة من خطوات تصميم البحث‪ ،‬وفيها يقوم الباحث بتحديد‬
‫األداة أو األدوات التي سوف يستخدمها في جمع البيانات حول موضوع الدراسة‪،‬‬
‫وأدوات جمع بيانات الدراسة ِّ‬
‫متعددة‪ ،‬منها المالحظة‪ ،‬والمقابلة‪ ،‬واالستفتاء‪ ،‬واالستبيان‪،‬‬
‫تسمى أحيانتاً بوسائل البحث‪)*( ،‬‬
‫واألساليب اإلسقاطيَّة‪ ،‬والوثائتق وغيرها‪ ،‬تلك األدوات َّ‬
‫خصائص الصدق والثبات‬
‫ُ‬ ‫ومهما كانت أداة جمع البيانات َّ‬
‫فإنه يجب أن تتوافر فيها‬

‫‪- 71 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫والموضوعيَّة التي توفِّر الثقة الالزمة بقدرتها على جمع بيانات الختبار فرضيَّات‬
‫إيضاح بأهم أدوات جمع البيانات في الدراسات التر َّ‬
‫بويتة‪:‬‬ ‫ٌ‬ ‫الدراسة‪ ،‬وفيما يلي‬

‫تعرف المالحظة العلميَّة بأنها هي االعتبار المنتبه للظواهر أو‬


‫‪ -4‬المالحظة‪َّ :‬‬
‫تحكمها‪،‬‬ ‫ل‬
‫الوصول إلى القوانين التي‬ ‫ل‬
‫تفسيرها واكتشاف أسبابها وعواملها و‬ ‫الحوادث بقصد‬
‫ُ‬
‫وحيث يحتاج الباحثون في بعض أبحاثهم إلى مشاهدة الظاهرة التي يدرسونها أو قد‬
‫عدة أشكال ويكون لها‬ ‫ل‬
‫مالحظات الباحثين تأخذ َّ‬ ‫ل‬
‫مشاهدات اآلخرين َّ‬
‫فإن‬ ‫يستخدمون‬
‫وظائف ِّ‬
‫متعددة تبعاً ألغراض البحث وأهدافه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ومهمة تساعد فى الحصول على بيانات ومعلومات دقيقة‬
‫َّ‬ ‫وهناك عوامل رئيسة‬
‫بالمقابلة على الباحث أخذها باعتباره عند استخدامها‪ ،‬من أبرزها‪:‬‬

‫‪ )1‬تحديد األشخاص الذين يجب أن تُ حجرى المقابلةُ معهم بحيث يكونون قادرين‬
‫على إعطائه المعلومات الدقيقة‪ ،‬وأن يكون عددهم مناسباً للحصول على بيانات‬
‫ومعلومات كافية‪.‬‬

‫‪ )2‬وضع الترتيبات الالزمة إلجراء المقابلة بتحديد الزمان والمكان المناسبين‪،‬‬


‫ويستحسن أن تُ حستبق المقابلة برسالة شخصيَّة أو رسميَّة أو بواسطة شخص ثالث تمهيداً‬
‫للمقابلة‪.‬‬

‫‪ )3‬إعداد أسئلة المقابلة ووضع خطَّة لمجرياتها ليضمن حصوله على المعلومات‬
‫والبيانات المطلوبة‪ ،‬مع ضرورة األخذ باالعتبار مرونة باألسئلة إ حذ قد تفاجئه معلومات‬
‫لم يتوقَّعها‪.‬‬

‫‪ )4‬إجراء مقابالت تجريبيَّة تمهيداً للمقابالت الفعليَّة الالزمة للدراسة‪.‬‬

‫التدرب على أساليب المقابلة وفنونها لكي يكسب المستجيبين وال يثير مخاوفهم‬
‫‪ُّ )5‬‬
‫وال يحرجهم ويحصل على إجابات دقيقة وناجحتة‪.‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ُّ )6‬‬
‫التأكد من صحَّة المعلومات التي توفِّرها المقابالت بتالفي أخطاء السمع أو‬
‫المشاهدة‪ ،‬وأخطاء المستجيب للزمن والمسافات‪ ،‬وأخطاء ذاكرة المستجيب‪ ،‬وأخطاء‬
‫َّ‬
‫الشخصيتة‪.‬‬ ‫مبالغات المستجيب‪ ،‬وخلط المستجيب بين الحقائق واستنتاجاته‬

‫الباحث ذلك إذا‬


‫ُ‬ ‫يؤخر‬ ‫ٍ‬
‫مكتوب عن المقابلة بأسرع وقت ممكن‪ ،‬فال ِّ‬ ‫‪ )7‬إعداد سجل‬
‫َّ‬
‫يتمكن من تسجيل المقابلة في حينها‪ ،‬فهو عرضة للنسيان والخلط بين إجابات‬ ‫لم‬
‫المستجيبين‪ ،‬وعليه أن يستأذن المستجيب بتدوين إجاباته ويخبره بأهميَّتها في دراسته‪،‬‬
‫أخطاء بعدم اإلثبات أو بالحذف أو باإلضافة أو باالستبدال بسبب‬
‫ً‬ ‫فقد يرتكب الباحث‬
‫أن التسجيل بجهاز تسجيل يعطي دقَّة أكبر‪َّ ،‬‬
‫ولكن استخدام‬ ‫شك في َّ‬‫تأخير التسجيل‪،‬وال َّ‬
‫ذلك قد يؤثِّر على المقابلة‪.‬‬

‫الباحث جمع بيانات‬


‫ُ‬ ‫ثامنـاً‪ :‬تجهيز بيانات البحث وتصنيفها‪:‬ـــــ بعد أن ُيتل َّم‬
‫ومعلومات دراسته بأي من أدوات جمعها السابقة تبدأ المرحلةُ السادسة من مراحل‬
‫ٍ‬
‫باستعدادات ضرورَّية لها تتمثَّل بمراجعة البيانات‬ ‫ق عادةً‬
‫البحث بهذه الخطوة التي تٌ حستب ُ‬
‫والمعلومات المجموعة مراجعة علميَّة لتالفي القصور واألخطاء وعدم فهم أسئلة أداة‬
‫أن هناك‬ ‫ُّ‬
‫وللتأكد من َّ‬ ‫جمع المادة العلميَّة فهماً يتَّسق مع مطلب الباحث ومقصودة‪،‬‬
‫إجابات على مختلف أسئلة أداة جمع البيانات أو احتوائها على استجابات بنسبة معقولة‬
‫تسمح باستخالص نتائج ذات داللتة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتجهيز البيانات وتصنيفها خطوةٌ ال تنفصل عن الخطوات السابقة‪ ،‬فجميع خطوات‬
‫أن ِّ‬
‫المقدمات‬ ‫العلمي تترابطُ مع بعضها في خطَّة متماسكة متكاملة واضحة؛ أي َّ‬
‫ِّ‬ ‫البحث‬
‫يف جزءاً من التخطيط العام‬
‫العلمي تترابط مع النتائج‪ ،‬ومن هنا كان التصن ُ‬
‫ِّ‬ ‫في البحث‬
‫للبحث؛ وحتى يمكن التغلب على مشكالت التصنيف‪ ،‬البد من توافر اآلتي‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون لدى الباحث بيانات صالحة للتصنيف مثل‪ :‬األعمار‪ ،‬المؤهِّالت‪،‬‬
‫الجنسيَّة‪ ،‬الدرجات‪ ،‬أنواع الوسائل التعليميَّة‪ ،‬أنواع طرائق التدريس‪ ،‬سنوات الخدمة‬
‫للمعلِّمين‪.‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫َّ‬
‫المصنفة مع بعضها متجانسة ومتشابهة بحيث ال توضع‬ ‫‪ )2‬أن تكون المفردات‬
‫مفردةٌ واحدة في َّ‬
‫عدة أماكن من نفس المجموعتة‪.‬‬

‫منطقياً من العام إلى الخاص أو من الكبير‬


‫ّ‬ ‫‪ )3‬أن يتَّبع الباحث في تصنيفه نظاماً‬
‫أي نظام منطقي آخر‪َّ ،‬‬
‫ولعل ذلك‬ ‫إلى الصغير أو من الكثير إلى القليل أو بالعكس‪ ،‬أو ِّ‬
‫ُّ‬
‫يعد من أهم أغراض وأهداف التصنيف‪.‬‬

‫‪ )4‬أن يتَّبع الباحث نظام التدريج في عمليَّة التصنيف من األقسام أو الفئات‬


‫العريضة إلى الفئات أو األقسام الفرعيَّة إذا استدعى األمر‪.‬‬

‫نظام التصنيف شامالً لمختلف االستجابات الموجودة والبيانات‬‫ُ‬ ‫‪ )5‬أن يكون‬


‫المجموعة؛ أي أن يكون النظام نفسه مرناً يتَّسع لبعض التعديالت التي تتالءم مع‬
‫المجمعة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫طبيعة البيانات‬

‫الباحث بتصنيفها‪ ،‬ويبدو هذا األمر‬


‫ُ‬ ‫‪ )6‬أن َّ‬
‫تحدد مفاهيم ومعاني الفئات التي سيقوم‬
‫يسي اًر‪ ،‬ولكن واقع األمر يشير إلى َّ‬
‫أن كثي اًر من الباحثين يستخدمون ويفهمون الفئات‬
‫المختلفة بطر ٍ‬
‫يقة سطحيَّة غير َّ‬
‫محددة‪.‬‬

‫ألن تحديد‬ ‫ِّ‬


‫سيركز عليها بحثه في المشكلة‪،‬وذلك َّ‬ ‫الباحث الحاالت التي‬
‫ُ‬ ‫‪ )7‬أن ِّ‬
‫يحدد‬
‫سيقوم بوصفها والحاالت التي سيالحظها‬
‫ُ‬ ‫المشكلة بعناية سيضيِّق من المجاالت التي‬
‫ِّ‬
‫ويصنفها‪.‬‬

‫وتوحيد لاسس المتَّبعة في مالحظة المفردات‪ ،‬ذلك َّ‬


‫أن‬ ‫ٌ‬ ‫تقنين‬
‫‪ )1‬أن يكون هناك ٌ‬
‫هناك اهتماماً مباش اًر في بعض األحيان باألشياء التي يمكن مالحظتها وغالباً ما تمثِّل‬
‫هذه األشياء األفكار األكبر أو المجتمع األكبر‪.‬‬

‫َّ‬
‫المحددة المختلفة‪،‬وهذه المالحظة‬ ‫‪ )1‬أن يختار الباحث المقاييس الدالَّة على الفئات‬
‫مرتبطة إلى حد كبير بالمالحظة السابقتة‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدولياً‪ :‬وهذه الطريقة أكثر طرق عرض البيانات شيوعاً‪ ،‬كما‬


‫ّ‬ ‫البيانات‬ ‫‪ -2‬عر‬
‫َّأنها وسيلةٌ لتخزين كميَّات كبيرة من البيانات‪ ،‬ففي هذه الطريقة َّ‬
‫تصنف البيانات الكميَّة‬
‫ثم تحليلها وتصنيفها في ٍ‬
‫فئات واستخالص النتائج‬ ‫في جداول ليسهل استيعابها ومن َّ‬
‫منها‪ ،‬فعادة ما يعبَّر عن الحقائق الكميَّة ٍ‬
‫بعدد كبير من األرقام‪ ،‬فإن لم تعرض هذه‬
‫ُّ‬
‫وتعد‬ ‫ثم االستفادة منها‪،‬‬ ‫الحقائق بطرق منظَّمة َّ‬
‫فإنه ال يمكن اكتشاف أهميَّتها ومن َّ‬
‫أولياً وعرضها‬
‫الجداو ُل وسيلة شائعة لتخزين البيانات اإلحصائيَّة وتصنيفها تصنيفاً ّ‬
‫أن حقائقها تستوعب بطر ٍ‬
‫يقة أسهل‪،‬‬ ‫لتصنيفها إلى فئات‪ ،‬ومن ميزات هذه الطريقة َّ‬
‫وتتنوع الجداول بما‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫اإلحصائيةُ إلى جداول عاديَّة وجداول تك ارريَّة‪ ،‬بل‬ ‫وتتنوع الجداول‬
‫َّ‬
‫ق ِّ‬
‫متعددة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫يمكن من تصنيف بياناتها بطر ٍ‬

‫‪ )1‬تصنيفات تعتمد على اختالفات في النوع‪.‬‬

‫وتسمى بالتصنيفات‬
‫َّ‬ ‫‪ )2‬تصنيفات تعتمد على اختالفات في درجة خاصيَّة معيَّنة‪،‬‬
‫الكميَّة‪.‬‬

‫‪ )3‬تصنيفات تعتمد على التقسيمات الجغرافيَّة‪.‬‬

‫‪ )4‬تصنيفات السالسل الزمنيَّة‪.‬‬

‫ٍ‬
‫رسوم بيانيَّة توضِّح‬ ‫بيانياً‪ :‬وذلك بعرض البيانات المجموعة في‬
‫البيانات ّ‬ ‫‪ -3‬عر‬
‫بمجرد النظر إليها‪ ،‬فالعرض‬
‫َّ‬ ‫الباحث اكتشاف العالقة بينها‬
‫ُ‬ ‫مفرداتها‪ ،‬ومنها يحاول‬
‫البياني يوضِّح العالقة بين البيانات؛ وبذلك تمتاز هذه الطريقة على سابقتيها‪ ،‬وللرسوم‬
‫ُّ‬
‫البيانيَّة أنواع‪ ،‬منها األعمدة والدوائر النسبيَّة والمربَّعات والمستطيالت والمنحنيات‪،‬‬
‫المتجمع‪ ،‬وقد تستخدم‬
‫ِّ‬ ‫المدرج والمضلَّع التكراري‪ ،‬والمنحنى التكراري‬
‫َّ‬ ‫ومنها كذلك‬
‫الخرائط لعرض البيانات اإلحصائيَّة بأشكال رسومها السابقة‪.‬‬

‫تاسعـاً‪ :‬تحليل بيانات البحث وتفسيرها واختبار الفرضيَّات‬

‫‪- 75 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ُّ‬
‫يعد تحليل البيانات وتفسيرها خطوةً موصِّلة إلى النتائج‪ ،‬فالباحث ينتقل بعد إتمامه‬
‫تجهيز البيانات وتصنيفها إلى مرحلة تحليلها وتفسيرها واختبار فرضيَّاتها الستخالص‬
‫النتائج منها وتقدير إمكانيَّة تعميمها؛ أي َّ‬
‫أن الباحث لكي يصل إلى ذلك يحتاج إلى‬
‫تحليل بياناته‪ ،‬وقد كان تحليل المعلومات والبيانات حتى وقت قريب يقتصر على‬
‫ولكن االتِّجاه في الوقت المعاصر هو‬
‫َّ‬ ‫الفلسفي والمنطق ِّي والمقارنة البسيطة‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫التحليل‬
‫االعتماد على الطرق اإلحصائيَّة واألساليب الكميَّة؛ فهي تساعد الباحث على تحليل‬
‫بيانات دراسته ووصفها وصفاً أكثر دقَّة‪ ،‬وتساعد على حساب الدقَّة النسبيَّة للقياسات‬
‫المستخدمة‪.‬‬

‫العلمي وأخطرها‪ ،‬وعليها تتوقَّف‬


‫ِّ‬ ‫أهم مراحل البحث‬
‫وتعد مرحلة التحليل من ِّ‬‫ُّ‬
‫الباحث أن يوليها أكبر ٍ‬
‫قسط من العناية واالهتمام‪،‬‬ ‫ل‬ ‫التفسيرات والنتائج؛ ولهذا يجب على‬
‫وأن يكون حذ اًر ويقظاً واالَّ أصبحت نتائجه وتفسيراته مشكوكاً فيها؛ وهذا َّ‬
‫مما يقلِّل من‬
‫مهمة يرتكز‬
‫أمور َّ‬ ‫قيمة دراسته‪ ،‬وفي هذه المرحلة من مراحل البحث ِّ‬
‫يفكر الباحث في ٍ‬
‫المسلك هو الطريقة‬
‫ُ‬ ‫عليها نجاح بحثه‪ ،‬وهي‪ :‬المنهج ونوع البحث واألداة والمسلك‪ ،‬و‬
‫التي يسلكها الباحث حين يقترب أو يعالج موضوع البحث؛ أي من أي زاوية يبدأ وبماذا‬
‫يبدأ وبماذا ينتهي‪.‬‬

‫وجهد ال‬
‫ٌ‬ ‫عاش ارً‪ :‬نتائج الدراسة‪َّ :‬‬
‫إن عرض نتائج الدراسة ومناقشتها عم ٌل‬
‫ينفصل عن المرحلة السابقة‪ ،‬وهي مرحلةُ تحليل البيانات وتفسيرها واختبار الفرضيَّات‪،‬‬
‫لمجرد اإليضاح بالتفصيل‪ ،‬فالباحث‬
‫َّ‬ ‫وما جاء هذا الفص ُل بينهما تحت عنوانين إالَّ‬

‫فيثبت‬
‫ُ‬ ‫عندما يصل إلى مرحلة تحليل بيانات دراسته‪ ،‬ويختبر فرضيَّاتها في ضوء ذلك‬
‫ٍ‬
‫حينئذ يعرض ويكتب مادة دراسته ونتائجها‬ ‫أو ينفي صحَّتها أو صحَّة بعضها‪َّ ،‬‬
‫فإنه‬
‫يمكن القارئ من تفهُّمها فهماً‬ ‫ٍ‬
‫بشكل ِّ‬ ‫التي توصَّل إليها والتوصيات التي يوصي بها‬

‫‪- 76 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جيِّداً‪ ،‬وزيادة في إيضاح ذلك يمكن تقسيم ما تبقَّى من عمل الباحث وجهده في المرحلة‬
‫السابقة كاآلتي‪:‬‬

‫نتائج الدراسـة‪:‬‬

‫َّ‬
‫إن نتائج الدراسة هي خالصةُ ما توصَّل إليه الباحث من بيانات وما أجرى عليها‬
‫صمم الدراسة الختبارها ومعرفة‬ ‫من اختبار ٍ‬
‫ات نتيجة للفرضيَّات التي افترضها والتي َّ‬
‫مدى صحَّتها من عدمه‪ ،‬وعلى الباحث أن ِّ‬
‫يقدم في دراسته النتائج التي انتهتت إليها‬
‫فق مع توقُّعاته أو تختلف‬
‫بغض النظر عن رضاه عنها أو عدمه‪ ،‬وسواء أكانت تتَّ ُ‬
‫ِّ‬
‫عنها‪ ،‬فالنتيجة نتيجةٌ إن كانت إيجابيَّة أو سلبيَّة‪ ،‬والفائدة منها موجودة على أيَّة حال‪،‬‬
‫فإن كانت إيجابيَّة فقد أجابت عن تساؤالت الدراسة بنجاح‪ ،‬وان كانت َّ‬
‫سلبيةً فقد تساعد‬
‫في إعادة صياغة المنهج الذي ُي حنظر به إلى تلك الظاهرة المدروسة أو المشكلة‬
‫المطلوب حلَّها‪ ،‬فتنظيم النتائج يتيح للباحث وللقارئ االستفادة منها على شكلها الذي‬
‫الباحث؛ لذا تتطلَّب كتابتُها من الباحث أن تنظَّم على ٍ‬
‫شكل مفهوم ال لبس‬ ‫ُ‬ ‫توصَّل إليه‬
‫فيه وال إيهام مراعياً التوضيح في المعنى والمبنى قدر اإلمكان‪،‬‬

‫مناقشة نتائج الدراسة‪:‬‬

‫دور مناقشتها وتقويمها‪ ،‬والمناقشة‬ ‫ٍ‬ ‫بعد تنظيم النتائج على ٍ‬


‫اضح يأتي ُ‬
‫مفهوم و ٍ‬ ‫شكل‬
‫والتقويم تتطلَّب من الباحث ضمن ما تتطلَّبه منه األمور اآلتيتة‪:‬‬

‫عما إذا كانت تتوافق مع هواه أو ال تتوافق‪.‬‬ ‫‪ )1‬تفهُّمه للنتائج ِّ‬


‫بغض النظر َّ‬

‫‪ )2‬ترتيبه النتائج بصورة تظهر تناسقها وتماسكها وترابطها مع الدراسات‬


‫َّ‬
‫الشك في كيفيَّة وصوله إليها‪.‬‬ ‫واالختبارات التي َّأدت إليها‪ ،‬فعدم ذلك يثير‬

‫‪- 77 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ )3‬النظر في مدى تأييد نتائج دراسته التي توصَّل إليها لفرضيَّاتته التي وضعها‪،‬‬
‫وذلك في أدلَّة تأييدها أو رفضها‪ ،‬وبالتالي ماذا تعني هذه النتائج بالنسبة لدراسته‬
‫ولفرضيَّاته حتى َّ‬
‫يتمكن من مناقشتها وتقويمها‪.‬‬

‫‪ )4‬مناقشته لنتائج دراسته وتقويمها ضمن حدود الدراسة التي قام بها‪ ،‬فتلك النتائج‬
‫ال يمكن تعميمها قبل مناقشتها وتقويمها‪.‬‬

‫ائي‬
‫الباحث في اإلطار اإلجر ِّ‬
‫ُ‬ ‫‪ )5‬اإلجابة عن أسئلة دراسته‪،‬تلك األسئلة التي َّ‬
‫حددها‬
‫لدراسته عند تحديد مشكلتها‪.‬‬

‫ائي‪ ،‬ويكون ذلك‬


‫‪ )6‬تقويم دراسته في ضوء أهدافها الموضَّحة في إطارها اإلجر ِّ‬
‫بإيضاح المتحقِّق من أهدافها وبيان عوامله‪ ،‬وغير المتحقِّق من أهدافها وبيان أسباب‬
‫إعاقته‪.‬‬

‫قرائها من أسئلة‬ ‫‪ )7‬إدراكه َّ‬


‫أن خصوبة وقيمة دراسته تقاس بمقدار ما تثيره لدى َّ‬
‫غير تلك األسئلة التي أجابت عنها‪ ،‬وتكمن تلك الخصوبةُ والقيمة في مساهمتها في‬
‫ق جديدة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫مجاالت جديدة لتسهم في اكتشاف آفا ٍ‬ ‫ونموها ودفعها في‬
‫تطوير المعرفة ِّ‬

‫حادي عشر ‪ :‬توصيات الباحث ومقترحاته‪:‬‬

‫ويصل الباحث والبحث بعد ذلك إلى خطوة أخيرة‪ ،‬فالباحث في ضوء الخبرة التي‬
‫اكتسبها أثناء مراحل البحث فيما يتعلَّق بموضوع الدراسة وتصميمها واجراءاتها يستطيع‬
‫ِّ‬
‫بالحل أو الحلول التطبيقيَّة لمشكلة دراسته أي بتحديد الجوانب‬ ‫أكثر من غيره التوصية‬
‫النفعيَّة في مجالها‪ ،‬كما يستطيع تقديم مقترحاته بشأن استكمال دراسة جوانب الموضوع‬
‫يتم فيها ُّ‬
‫تجنب عوامل الضعف‬ ‫التي لم تستهدفها دراسته‪ ،‬وبشأن دراسات أخرى ُّ‬
‫والقصور التي أمكن تمييزها‪ ،‬وتطوير أدوات أكثر دقَّة واجراءات أكثر تحديداً واشتمال‬
‫هذه الدراسات على قطاعات أخرى من مجتمع الدراسة‪ ،‬وهكذا ينتهي البحث بنتيجة‬

‫‪- 78 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ِّ‬
‫وتؤكد حاجة اإلنسان إلى مواصلة‬ ‫ِّ‬
‫تعزز الطبيعة الحركيَّة المتنامية للمعرفة العلميَّة‪،‬‬
‫البحث ودوام السعي نحو المعرفة‪ ،‬وبعض الباحثين يفرد لعرض النتائج ومناقشاتها‬
‫ولتوصياته ومقترحاته فصالً يعنونه بخاتمة الدراسة يستهلُّه بخالصة تتناول الدراسة كلَّها‬
‫ي وتحليل بياناتها‪.‬‬
‫ائي والنظر ِّ‬
‫بإطارها اإلجر ِّ‬
‫المراجع المستخدمة‬
‫‪-1‬عدلي أبو طاحون‪ :‬مناهج واجراءات البحث االجتماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪1111 ،‬م‪.‬‬
‫‪-2‬عزيز داوود‪ :‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار المشرق الثقافي للنشر‬
‫والتوزيع‪2336 ،‬م‪.‬‬
‫‪-3‬علي عبد الرزاق جلبي‪ :‬تصميم البحث االجتماعي األسس النظرية‬
‫واالستراتيجيات‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪1116 ،‬م‪.‬‬
‫‪-4‬غريب سيد أحمد‪ :‬البحث االجتماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫‪1113‬م‪.‬‬
‫‪-5‬غريب عبد السميع غريب‪ :‬البحث العلمي االجتماعي بين النظرية اإلمبريقية‪،‬‬
‫ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪1111 ،‬م‪.‬‬
‫‪-6‬غنيم عثمان محمد‪ ،‬عليان ربحي مصطفى‪ :‬أساليب البحث العلمي األسس‬
‫النظرية والتطبيق العلمي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار صفاء للنشر‪2334 ،‬م‪.‬‬
‫‪-7‬فاديه عمر الجوالني‪ :‬طرق البحث العلمي‪،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬المكتبة المصرية‬
‫للنشر والتوزيع‪2332،‬م‪.‬‬
‫‪-1‬أحمد عبد الفتاح ناجى‪ :‬تصميم البحوث في الخدمة االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪،‬‬
‫دار السحاب للنشر والتوزيع‪2331 ،‬م‪.‬‬
‫‪-1‬جمال محمد أبو شنب‪ :‬أصول الفكر والبحث العلمي(المناهج والطرق‬
‫واألدوات)‪ ،‬ج‪ ،1‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪2334 ،‬م‪.‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫خطوات البحث في الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-13‬طلعت مصطفى السروجي وآخرون‪ :‬مداخل منهجية في بحوث الخدمة‬


‫االجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز النشر وتوزيع الكتاب الجامعي‪2331 ،‬م‬
‫‪-11‬محمد سيد فهمي‪ :‬تصميم وتنفيذ بحوث الخدمة االجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار‬
‫الوفاء لدنيا الطباعة والنشر‪2336 ،‬م‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة‬
‫االجتماعية‬

‫أوال‪ :‬الدراسات االستطالعية‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬الدراسات الوصفية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الدراسات التجريبية‪.‬‬


‫رابعا‪ :‬الدراسات التقويمية‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ /‬سلوى رمضان عبد الحليم عبد العزيز أستاذ بقسم التنمية والتخطيط كلية‬
‫الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم ‪.‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الفصل الثالث‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬

‫يتحدد نوع الدراسة على أساس مستوى المعلومات المتوفرة لدى الباحث وعلى أساس‬
‫الهدف من البحث فإذا كان ميدان الدراسة جديد كان البد من القيام بالدراسة الكشفية ‪،‬‬
‫واذا كان الموضوع محدد عن طريق بعض الدراسات التي سبق إجراؤها حول الموضوع‬
‫أمكن للباحث القيام بدراسة وصفية ‪ ،‬واذا كان الميدان أكثر تحديداً ودقة يمكن للباحث‬
‫أن يجرى دراسة تجريبية وفيما يلى عرض ألهم أنواع الدراسات االجتماعية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الدراسات الكشفية االستطالعية‬

‫الدراسة االستطالعية يلجأ إليها الباحثين حينما يكون ميدان البحث أو الظاهرة جديدة‬
‫ولم يطرقها الباحثون من قبل بالبحث والدراسة ‪ ،‬لذا يلجأ الباحث إلى الدراسات الكشفية‬
‫وهو يجهل الكثير عن الظاهرة التي يدرسها ‪ ،‬ولم يتوفر دالئل إحصائية كافية عنها‬
‫ويندر فيها الدراسات البحثية وأوراق العمل المتصلة بها اتصاال مباش ار ‪ ،‬وغالبا ما يجد‬
‫الباحث صعوبة في التعرف على المشكالت الجديرة بالدراسة والبحث أو في صياغة‬
‫مشكلة البحث صياغة دقيقة ‪.‬‬

‫إن التركيز األساسي للدراسة االستطالعية ينصب على اكتشاف األفكار الجديدة‬
‫واالستبصارات المتباينة التي تعين الباحث على فهم المشكلة المدروسة في البحث ‪.‬‬
‫وهذا معناه أن الدراسة االستطالعية تنصرف باهتمامها نحو التوصل إلى االستبصارات‬
‫أو بلورة فروض دون محاولة اختبار هذه الفروض أو حتى التدليل على صحتها ‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتهدف الدراسات االستطالعية إلى ‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرف على ظاهرة معينة باكتشاف معارف وأفكار جديدة عنها تساعد على تحديد‬
‫مشكلة بحثية معينة بدقة وبلورتها ‪(.‬أي تحدي معالم مشكلة البحث حينما تكون المشكلة‬
‫غير محددة لذا تستلزم مرونة في التصميم أكثر من غيرها من الدراسات ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد األولويات بين الموضوعات التي تحتاج إلى بحوث مستقبلية ‪ .‬وقد يهدف‬
‫إلى إحصاء المشكالت التي قد ينظر اليها المشتغلون بأحد الميادين االجتماعية‬
‫باعتبارها مشكالت ملحة تحتاج إلى بحث فوري ‪.‬‬

‫‪ -3‬استخالص فروض تنير الطريق لبحث تالي وعادة ما تستهدف هذه البحوث‬
‫‪.‬‬ ‫الوصول إلى صياغة مشكلة البحث والوصول إلى الفروض‬

‫‪ -4‬الدراسة االستطالعية يمكن أن تعتمد عليها باقي األنواع األخرى من البحوث بمعن‬
‫أنه يفيد في توضيح عالقة البحث االستطالعي بالبحوث االجتماعية األخرى فإذا كانت‬
‫هذه البحوث االستطالعية تختص بمهمة استكشاف الفروض فانه يمكن النظر إلى هذه‬
‫البحوث االستطالعية باعتبارها أول خطوة في سلسلة البحث االجتماعي وأن هناك‬
‫أنواعا أخرى من البحوث تنصرف باهتمامها نحو اختبار إمكانية تطبيق أو التحقق من‬
‫صحة وسالمة تلك الفروض التي قامت الخطوة األولى في البحث االستطالعي‬
‫ببلورتها ‪.‬‬

‫‪ -5‬قد تهدف الدراسة االستطالعية إلى توضيح بعض المفاهيم وتحديدها ‪.‬‬

‫‪ -6‬زيادة ألفة الباحثة بالظاهرة التي يرغب في دراستها في المستقبل دراسة دقيقة‬
‫ومتعمقة أو تعريفة بالمجال الذى يمكن أن تجري فبه الدراسة ‪.‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -7‬استطالع حقيقة الموقف الفعلي أو الواقع اإلمبيريقى الذى تجرى فيه الدراسة ومدى‬
‫اإلمكانيات العلمية التي تيسر أو تعوق تنفيذ البحث ‪ .‬حيث يوفر البحث االستطالعي‬
‫قدر كافي من المعرفة حول مشكالت لم يتوافر بصددها هذا القدر الكافي من المعرفة‬
‫بحيث يكون من المناسب تناول هذا النوع من المشكالت استنادا إلى إجراءات البحث‬
‫االستطالعي ‪.‬‬

‫اإلجراءات المنهجية في تصميم الدراسات االستطالعية ومستلزماتها ‪:‬‬

‫الخطوة األولي ‪ :‬تحديد المشكلة وصياغتها ‪:‬‬

‫يعد مرحلة تحديد المشكلة في الدراسة االستطالعية من أصعب مراحل البحث لذا‬
‫تتطلب القيام بعدة إجراءات أو مستلزمات نلخصها في االتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬استعراض التراث األدبي في الميدان االجتماعي والميادين األخرى ذات الصلة‬
‫بالموضوع ‪.‬‬

‫ب‪ -‬استشارة ذوى الخبرة والمهتمين بدراسة الموضوع أو لهم خبرة سابقة به ‪.‬‬

‫ج‪ -‬دراسة بعض الحاالت المثيرة لالستبصار لموضوع البحث ‪.‬‬

‫قد يلجأ الباحث الى كل هذه اإلجراءات وقد يكتفي بإجراء واحد أو أكثر لتحديد وبلورة‬
‫موضوع بحثة ‪ :‬وسنعرض شرح مبسط لهذه المستلزمات في السطور القادمة ‪:‬‬

‫التراث األدبي في الميدان االجتماعي والميادين األخرى ذات الصلة‬ ‫أ‪ -‬استع ار‬
‫بالموضوع‪:‬‬

‫ينبغي علي الباحث االطالع على كل المصادر العلمية التي لها صله مباشرة أو غير‬
‫مباشرة بموضوع دراسته سواء في المجال االجتماعي أو غيرة مثل ‪:‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬الكتب العلمية في المكتبات المركزية للجامعات ومكتبات الكليات التي ترتبط‬


‫تخصصاتها العلمية بموضوع بحثة ‪.‬‬

‫‪ -‬الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراه وكذا األبحاث العلمية المنشورة في المؤتمرات‬


‫والدوريات العلمية ومراكز البحوث العلمية ‪.‬‬

‫‪ -‬االطالع على النشرات الدورية والتقارير ذات الصلة بموضوع البحث والتي تصدرها‬
‫هيئات ومنظمات المجتمع المدني أو المراكز الحكومية المتخصصة أو مراكز‬
‫اإلحصاءات ‪.‬‬

‫ب‪ -‬استشارة ذوى الخبرة والمهتمين بدراسة الموضوع أو لهم خبرة سابقة به ‪:‬‬

‫بعد أن يطلع الباحث على التراث النظري في الدراسات والبحوث والمراجع المختلفة‬
‫علية أن ينزل الميدان لمقابلة الخبراء والمختصين من ذوى الخبرة واالتصال بموضوع‬
‫بحثة ليتعرف على آرائهم وأفكارهم حول الموضوع ويحدد المتغيرات المختلفة واألسباب‬
‫التي قد تكون وراء الظاهرة موضوع البحث ‪ ،‬ويفضل أن يعد الباحث استمارة مقابلة‬
‫لتسجيل المقابالت مع ذوى الخبرة ويجب أن تتميز استمارة المقابلة بالمرونة الكافية‬
‫ليتمكن ذوى الخبرة من التطرق إلى موضوعات لم ترد في االستمارة ‪ ،‬وأن تحوى‬
‫االستمارة عدد كبي ار من األسئلة ذات النهاية المفتوحة التي تسمح بالتعبير الحر والتي‬
‫ال تقيد األفراد بإجابات محددة ‪.‬‬

‫الحاالت المثيرة لالستبصار لموضوع البحث ‪:‬‬ ‫ج‪ -‬دراسة بع‬

‫توصل العلماء والباحثين في الميادين االجتماعية الجديدة التي لم يطرقها الباحثون من‬
‫قبل إلى أهمية الدراسة المتعمقة لبعض الحاالت المنتقاة يمكن أن تزود الباحثين‬

‫‪- 85 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫باستبصارات جديدة عن موضوعات ابحاثهم التي يرغبون في دراستها ومن هذه‬


‫الحاالت ‪-:‬‬

‫‪ -4‬الحاالت المحددة المعالم بالنسبة للظاهرة المدروسة ‪ :‬إذا أراد الباحث أن يدرس‬
‫ظاهرة االعتقاد في السحر والشعوذة في بعض المجتمعات التي ينتشر فيها ذلك هنا‬
‫ينتقي الباحث بعض الحاالت المعروف عنها االعتقاد والتمسك بهذه األفكار وكذا‬
‫مجموعة أخري عكس ذلك من األشخاص المعروف عنهم بعدم االيمان وعدم االعتقاد‬
‫في هذه األفكار ويدرس أفكار وصفات وخصائص كال المجموعتين حتي يستطيع‬
‫تحديد المتغيرات الدراسية في بحثة ويحدد صفات كل مجموعة وبالتالي يحدد المفاهيم‬
‫المختلفة في بحثه ‪.‬‬

‫‪ -0‬انطباعات الغرباء والهامشيين‪ :‬يالحظ دائما أن األشخاص الذين يزورون مجتمعا‬


‫للمرة األولى في حياتهم يكونون أكثر حساسية بخصائص المجتمع الجديد أكثر من‬
‫األشخاص الذين ولدوا وعاشوا في نفس المجتمع ‪ ،‬وكذلك الحال لافراد الهامشيين‬
‫الذين يعيشون على هامش ثقافتين إحداهما قديمة نشأوا عليها واألخرى جديدة انتقلوا‬
‫إليها بحكم الهجرة أو الدراسة ويرغبون في تكييف سلوكهم وفقا لقيمها السلوكية ‪ .‬فإذا‬
‫كان الباحث يدرس مشكالت المجتمع الريفي أو عاداته يستطيع أن يستبصر معلوماته‬
‫من الغرباء الذين قد يرون ويلمسون مشكالت ال يراها األهالي الذين ولدوا وعاشوا في‬
‫المجتمع من زمن طويل حيث أنهم ألفوا الحياه بمشكالتها وتعودوا عليها فلم تصبح‬
‫مشكله بالنسبة لهم بعكس األشخاص الغرباء الذين يروا بعين أخرى هذه المشكالت‬
‫ويشعرون بها‪ ،‬وقد يري البعض أن انطباعات الغرباء قد تتسم بالسطحية وعدم الدقة‬
‫إال أنها تفيد كثي ار في الكشف عن ظواهر ال يتبينها المقيمون في نفس المجتمع فال‬
‫ضرر من الرجوع إليهم ‪.‬كذلك بالنسبة لافراد الهامشيون الذين يعيشون في صراع‬

‫‪- 86 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نفسي بين نوعين من الثقافات فإنهم يكونوا أكثر حساسية بما يسود المجتمع الجديد من‬
‫مشكالت وعادات ثقافية ويمكن االستفادة من آرائهم واالستبصار بها في بلورة مشكلة‬
‫البحث االستطالعي ‪.‬‬

‫‪ -2‬الحاالت المرضية ‪ :‬قد يستفيد الباحث في بحثة عن مدمني المخدرات في تفهم‬


‫حاالت غير المدمنين ‪ .‬حيث تري سيلتيز أن التحليل النفسي قد أسهم إلى حد كبير في‬
‫فهم الشخصية السوية عن طريق دراسته الحاالت المرضية ‪ .‬أي يستطيع الباحث‬
‫لدراسته عن سمات شخصية غير المنحرفين أن يحدد سمات المنحرفين ومن ثم يوضح‬
‫مفاهيم ومتغيرات بحثة ‪.‬‬

‫‪ -1‬األفراد الذين يشغلون مراكز اجتماعية متفاوتة ‪ :‬األفراد الذين يشغلون مراكز‬
‫اجتماعية مختلفة ينظرون إلى األمور من زوايا مرتبطة بمراكزهم لذا فإن االتصال‬
‫بأفراد مختلفين في مكاناتهم االجتماعية كثي ار ما يزيد من استبصار الباحث بموضوع‬
‫بحثه ‪ ،‬فإذا كان الباحث مثال يرغب في القيام بدراسة أحد المصانع فإن استطالع رأى‬
‫العامل ال يقل أهمية عن استطالع رأي المشرف أو المهندس أو المدير وغيرهم داخل‬
‫المصنع ‪.‬‬

‫‪ -5‬الجماعات في فترات االنتقال ‪ :‬إن دراسة األفراد والجماعات عبر فترات تاريخية‬
‫مختلفة أو استطالع آرائهم عبر مراحل تاريخية يمر بها المجتمع قد تلقى الضوء علي‬
‫ما يسود المجتمعات من تغيرات عبر هذه المراحل المختلفة سواء تغيرات سياسية أو‬
‫اقتصادية أو اجتماعية ‪.‬‬

‫كل ما سبق عرضة بعض حاالت االستبصار المفيدة في الدراسات االستطالعية وليس‬
‫شرط أن يلجأ الباحث الي كل هذه الحاالت ولكن قد يستفيد من بعضها حسب طبيعة‬

‫‪- 87 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫بحثة ‪ .‬ويستطيع الباحث من دراسة هذه الحاالت من بلورة مشكلة بحثة وطرح‬
‫التساؤالت وتحديد األهداف كخطوه أولي في تصميم البحث االستطالعي ‪:‬‬

‫الخطوة الثانية‪ :‬طرح التسا الت ‪ :‬في هذه الخطوة يطرح الباحث عدد من التساؤالت‬
‫التي يجيب عليها البحث من خالل استخدام األدوات المناسبة لجمع البيانات ‪ ،‬وهنا‬
‫يجب اإلشارة الي أن الدراسة االستطالعية ال تختبر فروضا أي ال تضع فروضا‬
‫لالختبار ولكن ممكن أن تتوصل الي فروض تختبرها دراسات تالية‪.‬‬

‫الخطوة الثالثة‪ :‬تحديد المناهج والطرق العلمية المناسبة ‪ :‬يطبق الباحث خطوات‬
‫المنهج العلمي مستخدما بعض الطرق المنهجية المناسبة لطبيعة بحثة وأهدافه ونوع‬
‫وطبيعة البيانات التي تم جمعها في المرحلة األولي باالستعانة باألساليب سالفة الذكر‬
‫من مستلزمات اجراء الدراسات االستطالعية ‪ .‬مثل المسح االجتماعي بنوعية الشامل ‪/‬‬
‫المسح االجتماعي بالعينة ‪ ،‬طريقة تحليل محتوى الوثائق والسجالت إن وجدت للظاهرة‬
‫المدروسة طريقة دراسة الحالة المتعمقة ‪.‬‬

‫الخطوة الرابعة ‪ :‬أدوات جمع البيانات ‪ :‬يستطيع الباحث االعتماد على استمارة المقابلة‬
‫بأنواعها كأداة أساسية في الدراسات االستطالعية ‪ ،‬كما يمكن االعتماد على استمارة‬
‫االستبيان هذا يتحدد حسب طبيعة ثقافة المجتمع الذي يدرس فيه الظاهرة موضوع‬
‫البحث ونوعية الخصائص السكانية المحددة للسكان خاصا المستوي التعليمي والثقافي‬
‫للمجتمع ‪ .‬كما تعد استمارة المالحظة أداه أساسية من أدوات جمع البيانات في‬
‫الدراسات االستطالعية نظ ار لحداثة الظواهر التي يهتم بدراستها الباحثين في مثل هذه‬
‫األنماط من البحوث ‪.‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الخطوة الخامسة ‪ :‬جمع البيانات من الميدان واستخالص النتائج ‪ :‬هنا يقوم الباحث‬
‫بجمع البيانات بنفسة أو باالستعانة بباحثين مدربين ثم يراجع البيانات للتأكد من‬
‫اك تمالها وثباتها ثم يقوم بتفريغ البيانات في جداول إحصائية ثم إخضاعها للتحليل‬
‫االحصائي الكمي والتحليل الكيفي بتفسير هذه الدالالت اإلحصائية ومن ثم استخالص‬
‫النتائج والتوصيات للبحث ‪ .‬ثم صياغة المقترحات العلمية وكتابة تقرير البحث ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ -‬الدراسات الوصفية‬


‫الد ارسات الوصفية هي الدراسة التي تستخدم لوصف وتحديد سمات وصفات‬
‫وخصائص ظواهر معينة أو وقائع من خالل جمع الحقائق والمعلومات والمالحظات‬
‫الخاصة بها وبحيث يرسم ذلك كله صورة واقعية لها وتحديدها تحديدا كيفياً أو كمياً‪،‬‬
‫هذا وقد ال تكتفى تلك البحوث بمجرد وصف الواقع أو تشخيصه وتهتم بتقرير ما ينبغي‬
‫‪.‬‬ ‫أن تكون عليه األشياء أو الظواهر موضوع البحث‬

‫أهداف الدراسات الوصفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تستهدف البحوث الوصفية تقرير خصائص ظاهرة معينة أو موقف تغلب عليه‬
‫صفة التحديد وتعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها الستخالص دالالتها‬
‫والوصول عن طريقها إلى إصدار تعميمات بشأن الموقف أو الظاهرة التي يقوم الباحث‬
‫بدراستها ‪.‬‬

‫‪ -2‬تستهدف أيضا حصر العوامل المختلفة المؤثرة في الظاهرة وقد تتضمن فروضا‬
‫مبدئياً تربط بين متغيرين أو أكثر كما أنها تتجه إلى الوصف الكمي أو الكيفي للظاهرة‪.‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3‬يعالج البحث الوصفي أو الدراسات الوصفية موقفا يتطلب أسلوبا للمالحظة أو‬
‫وسيلة أساسية لجمع البيانات ويحتاج في نفس الوقت إلى انتقاء جمهوره بعناية ورسم‬
‫حدوده بوضوح ُيمكنه من جمع البيانات ويستلزم األمر بعد ذلك تنظيم هذه البيانات‬
‫وعرضها بطريقة مرتبة ومنسقة حتى يمكن استخالص نتائج ثابتة ودقيقة وصادقة ‪.‬‬

‫خصائص الدراسات الوصفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تتميز البحوث الوصفية بأنها تدور حول مواقف راهنة أو ظواهر الحاضر والنظر‬
‫فيما وراءه‪.‬‬

‫‪ -2‬تتنوع أهداف البحوث الوصفية ما بين دراسة خصائص السكان في المجتمع أو‬
‫اإلمكانيات المتاحة أو المشكالت االجتماعية أو عناصر التنظيم االجتماعي أو‬
‫االتجاهات نحو قضايا وأوضاع هامة داخلية أو وصف عما إذا كان هناك ارتباط بين‬
‫متغيرات معينة مثل (هل تزيد نسبه السكان بين سكان الريف عن نسبتها في سكان‬
‫الحضر مثال ) ‪.‬‬

‫‪ -3‬البحوث الوصفية تستخدم عندما يتوفر سلفا قدر كبير من المعرفة حول المشكلة‬
‫التي يدور حولها البحث ‪ .‬أي سبق وأجريت دراسات في هذا المجال ( أي توفر‬
‫الصياغة الواضحة لما يريد الباحث وصفة والذين نصفهم وأساليب جمع البيانات‬
‫والمناهج المناسبة للوصف ‪.‬‬

‫‪ -4‬تختلف البحوث الوصفية عن البحوث االستطالعية في درجة المرونة ‪ ،‬فالبحوث‬


‫الوصفية يستلزم األمر أن تكون اإلجراءات المستخدمة مخططة بعناية وأن يتوخى‬
‫تصميم البحث الوصفي البعد عن التحيز بالمقارنة بالبحوث االستطالعية ‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -5‬تتجه البحوث الوصفية إلى الوصف الكمي أو الكيفي للظواهر المختلفة بالصورة‬
‫التي هي عليها في المجتمع للتعرف على تركيبها وخصائصها ‪.‬‬

‫‪ -6‬قد تتضمن فروضا مبدئية تربط بين متغيرين أو أكثر ‪ ،‬إال أن هذه الفروض ليست‬
‫من النوع الذى يقول بأن متغي اًر ما يسبب أو يحدث المتغير اآلخر ‪ .‬فالنوع األخير‬
‫يناسب الدراسات التجريبية كونها دراسات أكثر دقة وعمقا ‪.‬‬

‫اإلجراءات المنهجية في تصميم البحوث الوصفية ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحيد أهداف البحث وصياغة المشكلة ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد المفاهيم المستخدمة ‪ :‬في البحث وطرح التساؤالت أو الفروض ‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد أنواع المناهج المستخدمة ‪ :‬في الدراسات الوصفية وهنا يستعين الباحثين‬
‫بالمسح االجتماعي ‪ ،‬ومنهج دراسة الحالة حينما يلجأ إلية الباحث بقصد التعرف على‬
‫خصائص الظاهرة التي يدرسها ال بقصد اختبار فروض سببية ‪.‬‬

‫‪ -4‬تصميم أدوات جمع البيانات ‪ :‬وهنا يمكن االستعانة بأكثر من أداة لجمع البيانات‬
‫التي تحتاج إليها الدراسة مثل المقابلة – االستبيان – المالحظة – المقاييس )‬

‫‪ -5‬اختيار جمهور البحث وتصميم العينة‪ :‬تعد عملية اختيار عينة البحث أحد‬
‫العناصر األساسية في البحوث الوصفية ‪ ،‬إذا تتطلب العناية والدقة لما لها من أهمية‬
‫في نجاح البحث الوصفي ‪ .‬وهنا ليس شرط اجراء البحث على كل مفردات المجتمع بل‬
‫يمكن أخذ عينه ممثلة ‪ ،‬وهنا يلتزم الباحث بشروط وطرق اختيار العينات البحثية ‪.‬‬
‫فينبغي أن تكون العينة على مستوى من التمثيل الدقيق للمجتمع األصلي الذى تؤخذ‬
‫منه ‪ ،‬بمعنى أنه البد أن تسحب العينة بطريقة تجعل النتائج التي تستخلص منها أكثر‬

‫‪- 91 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تطابقا مع تلك النتائج التي كان باإلمكان التوصل اليها من دراستنا للمجتمع األصلي‬
‫للبحث وهذا يتطلب العناية والدقة عند تصميم البحث ‪ .‬ويراعى أن هدف البحث هو‬
‫الذى يحدد وحده العينة ‪ .‬فإذا كان الهدف دراسة الطالق بين األسر في الحضر تعد‬
‫األسرة هنا هي وحدة العينة ‪ ،‬وكذلك البد من تحديد طريقة سحب العينة من المجتمع‬
‫فقد تكون طريقة العينة العشوائية أو العشوائية المنتظمة أو الطبقية أو المساحية أو‬
‫العمدية ‪.‬‬

‫‪ -6‬جمع البيانات من الميدان‪ :‬يتم جمع البيانات من عينة البحث وقد يستعن الباحث‬
‫بباحثين لجمع البيانات بعد تدريبهم ‪ ،‬وينبغي مراجعة البيانات للتأكد من صحتها وعدم‬
‫تحيزها ‪.‬‬

‫‪ -7‬تحليل البيانات وتفسيرها‪ :‬تتكون عملية التحليل من خطوات ترميز اإلجابات التي‬
‫تم جمعها بواسطة األداة التي استخدمت في جمع البيانات ثم جدوله البيانات ثم إجراء‬
‫المعالجات اإلحصائية ثم التفسير للنتائج واستخالصها والتوصل الي التوصيات ‪،‬‬
‫وتوضيح المدى الذى يمكن الذهاب إليه في تعميم نتائج البحث إلى مواقف أخرى‬
‫مشابهة لموقف البحث ‪.‬‬

‫الفرق بين الدراسة االستطالعية والدراسة الوصفية ‪:‬‬

‫‪ -4‬من حيث المشكلة ‪ :‬في الدراسة االستطالعية المشكلة غير محددة أما في الدراسة‬
‫الوصفية المشكلة يغلب عليها صفة التحديد حيث سبق إجراء العديد من الدراسات‬
‫عليها ‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -0‬من حيث حدود الدراسة وأهدافها ‪ :‬تميل الدراسات الوصفية إلى نوعين من‬
‫الوصف إما الوصف الكمي واما الوصف الكيفي للظاهرة بغرض تقرير خصائصها‬
‫وتحليلها ‪ ،‬أما الدراسة االستطالعية تقف عند حد االستطالع فقط ‪.‬‬

‫‪ -2‬من حيث التصميم المنهجي ‪ :‬الدراسات االستطالعية تستلزم درجة عالية من‬
‫المرونة في التصميم حيث يجهل الباحث الكثير عن طبيعة الظاهرة المدروسة ‪ ،‬بينما‬
‫الدراسة الوصفية ال تحتاج إلى درجة كبيرة من المرونة ألن الباحث يلجأ إلى هذه‬
‫الدراسة وقد وضحت أمامه الرؤيا تماما فيما يتعلق بالتصميم المنهجي ‪.‬‬

‫العلمية ‪ :‬في الدراسات االستطالعية ال يلجأ الباحث إلى‬ ‫‪ -1‬استخدام الفرو‬


‫صياغة فروض أو اختبارها وانما يطرح تساؤالت ‪ ،‬ولكن ممكن أن تنتهى الدراسة‬
‫االستطالعية باستنباط فروض أما في الدراسات الوصفية قد تتضمن فروضاً مبدئية‬
‫تربط بين متغيرين أو أكثر إال أن هذه الفروض ليست من النوع الذى يقول بأن متغي اًر‬
‫ما يسبب أو يحدث المتغير اآلخر ‪.‬‬

‫‪ -5‬أهم المناهج واألدوات المستخدمة ‪ :‬يستخدم الباحث لتحقيق أهداف الدراسات‬


‫الكشفية منهج المسح االجتماعي والمنهج التاريخي وكذا المالحظة واالستبيان واستثارة‬
‫ذوى الرأي ‪ .‬بينما يستخدم الباحث في الدراسة الوصفية العديد من المناهج منها المسح‬
‫االجتماعي ‪ ،‬ومنهج دراسة الحالة حينما يلجأ إلية الباحث بقصد التعرف على‬
‫خصائص الظاهرة التي يدرسها ال بقصد اختبار فروض سببية ‪ ،‬وكذا دراسة الحالة ‪،‬‬
‫وتحليل المحتوى والمقابلة المقننة والمالحظة ‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثالثا ‪ :‬الدراسات التجريبية‬

‫هذا النوع من البحوث تهتم باختبار الفروض السببية وهى أكثر دقة وأحكاما من‬
‫البحوث األخرى كما إن إمكانيات التعميم فيها عالية جدا لصعوبة اإلجراءات المتبعة‬
‫في الوصول إلى النتائج وتحقيقها لذلك يطلق على هذا النوع من البحوث بحوث التحكم‬
‫في المتغيرات وتحديد طبيعة العالقات التأثيرية فيها وهذه البحوث تقوم على فكرة السبب‬
‫الذى يتحمل مسئولية أحداث األثر والذى يمكن أن يأخذ عدة صور منها ‪:‬‬

‫‪ -‬التالزم في األحداث ففي الوقت الذى يحدث فيه (أ) يحدث (ب) وقبلية األحداث‬
‫بحيث يحدث (أ) أوال ثم يحدث (ب) ‪.‬‬

‫‪ -‬بعدية األحداث حيث ال يحدث (ب) إال إذا اكتمل حدوث (أ)‬

‫وتستهدف الدراسة التجريبية جمع المعلومات وتنظيمها بشكل يؤدى إلي القاء الضوء‬
‫على مدى صحة فرض أو مجموعة من الفروض ‪ .‬وبقدر ما تكون طريقة جمع‬
‫البيانات وتنظيمها دقيقة ال تحتمل الطعن تكون القيمة العلمية لهذه الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -‬خطوات إجراء البحث التجريبي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التعرف على المشكلة وتحديدها‬

‫‪ -2‬صياغة الفروض واستنباط ما يترتب عليها‬

‫‪ -3‬وضع تصميم تجريبي يتضمن جميع النتائج وشروطها وعالقاتها وقد يستلزم ذلك‬

‫(أ) اختيار عينة من المبحوثين لتمثل مجتمعا معينا‬

‫(ب) تصنيف المبحوثين إلى مجموعات أو المزاوجة بينهم لضمان التجانس‬

‫‪- 94 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫(ج) تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها (تحديد المتغير التجريبي – المتغير‬
‫الضابط )‬

‫(ح) اختيار أو تصميم الوسائل الالزمة لقياس نتائج التجربة والتحقق منها‬

‫(خ) إجراء اختبارات استطالعية الستكمال نواحي القصور في األدوات أو في‬


‫التصميم التجريبي‬

‫(د) تحديد مكان إجراء التجربة واجراءها والمدة التي تستغرقها‬

‫‪ -4‬إجراء التجربة‬

‫‪ -5‬تنظيم البيانات الخام واختصارها بطريقة تؤدى إلى أفضل تقدير غير متحيز لاثر‬
‫الذى يفترض وجوده‬

‫‪ -6‬تطبيق اختبار ذو داللة مناسب لتحديد مدى الثقة في نتائج الدراسة‬

‫هذا ويستعين الباحث االجتماعي في اختباره للفروض السببية بعدد من المناهج أهمها‬
‫المنهج التجريبي ‪ ،‬والمنهج التاريخي ‪ ،‬ومنهج دراسة الحالة ‪ ،‬وذلك حينما يحاول‬
‫الباحث استخالص الحقائق عن الحالة الفردية وديناميتها للتحقق من صدق أحد‬
‫‪.‬‬ ‫الفروض السببية‬

‫رابعا ‪ :‬البحوث التقويمية‬

‫يعرف البحث التقويمي على أنه عملية جمع البيانات وتحليلها من أجل التأكد من‬
‫تحقيق األهداف أو من أجل الوصول إلى قرار معين حول كفاءة وفاعلية وأثر برنامج‬
‫أو مشروع معين حيث ترتبط الكفاءة بتحليل التكلفة (األموال – الزمن – التسهيالت –‬
‫الناس) والتي تم تكبدها أثناء تنفيذ البرامج مقارنة بالعائد منه ‪ ،‬وترتبط الفاعلية بالتغيير‬

‫‪- 95 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الذى حدث في معارف ومهارات واتجاهات عمالء برنامج معين واألثر الذى يرتبط‬
‫كما يعرف بأنه أحد أنواع‬ ‫بالتغيرات الدائمة والمستمرة في الفئات السكانية المستهدفة‬
‫البحوث التطبيقية تستخدم مناهج وأدوات جمع وتحليل البيانات المستخدمة في البحوث‬
‫االجتماعية بصفة عامة لتحقيق أهداف معينة ‪ ،‬فعندما يكون الهدف من إجراء البحث‬
‫هو تحديد درجة نجاح البرنامج أو المشروع في تحقيق أهدافه ‪ ،‬أو يكون الهدف هو‬
‫البحث عن آثار أو نتائج البرنامج ‪ ،‬أو يكون الهدف هو البحث عما إذا كان البرنامج‬
‫يؤدى أعماله وفقا لما هو متوقع ‪ .‬فإن العملية البحثية هنا يمكن اعتبارها من نوع تقوم‬
‫البرامج والمشروعات ‪.‬‬

‫أهداف البحث التقويمي ‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫يهدف البحث التقويمي إلى‬

‫أوال ‪ :‬القياس الموضوعي والمنظم للنتائج المتوقعة وغير المتوقعة التي يسفر عنها‬
‫برنامج عمل اجتماعي أو مشروع ما ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختبار صحة بعض الفروض المتعلقة بعوامل التغير االجتماعي أو أسباب‬
‫المشكالت االجتماعية ‪.‬‬

‫خطوات البحث التقويمي ‪ :‬يمكن حصرها في خمسة خطوات رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تصور أهداف البرنامج ونتائجه غير المتوقعة‬

‫‪ -2‬تصور تصميم البحث واجراءاته المنهجية ومعايير البرهنة على فعالية البرنامج‬

‫‪ -3‬تحديد معايير لتقييم فعالية البرنامج أو مؤشرات لقياس النتائج‬

‫‪- 96 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -4‬تنفيذ البحث مع االهتمام والحرص على تقليل أخطاء القياس‬

‫‪ -5‬تفسير وفهم نتائج البرنامج وأسباب النجاح والفشل في تحقيق أهدافه أو فعاليته‬

‫أنواع التقييم ‪:‬‬

‫‪ -4‬أنواع التقييم من حيث توقيت إجرائه ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقييم المبدئي‬

‫ب‪ -‬التقييم التكويني‬

‫ج‪ -‬التقييم النهائي‬

‫‪ -0‬أنواع التقييم من حيث نوعية البيانات المتوافرة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقييم الكمي‬

‫ب‪ -‬التقييم الكيفي‬

‫ج‪ -‬التقييم الكمي والكيفي‬

‫‪ -2‬أنواع التقييم حسب طبيعة التقييم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقييم الكلى‬

‫ب‪ -‬التقييم الجزئي‬

‫‪ -1‬أنواع التقييم حسب القائمين به ‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقييم الداخلي‬

‫ب‪ -‬التقييم الخارجي‬

‫‪- 97 -‬‬
‫أنواع الدراسات المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المراجع المستخدمة‬

‫‪ -1‬عبد الباسط محمد حسن ‪ :‬أصول البحث االجتماعي ‪ ،‬ط‪،14‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة‬


‫وهبة ‪.2311 ،‬‬

‫‪ -2‬على عبد الرازق جلبى ‪ :‬تصميم البحث االجتماعي األسس واالستراتيجيات‬


‫‪،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية ‪.1116 ،‬‬

‫جمال شحاتة حبيب ‪ :‬مناهج البحث العلمي في الخدمة االجتماعية والعلوم‬ ‫‪-3‬‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪. 2313 ،‬‬

‫‪ -4‬صالح مصطفى الفوال ‪ :‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة‬


‫غريب ‪.1112،‬‬

‫‪ -5‬غريب عبد السميع غريب ‪ :‬البحث العلمي االجتماعي بين النظرية واإلمبيريقية‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪.1111 ،‬‬

‫‪ -6‬عبد العزيز عبد اهلل مختار ‪ :‬بحوث الخدمة االجتماعية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الحكيم‬
‫للطباعة والنشر‪.1112 ،‬‬

‫‪ -7‬إبراهيم عبد الرحمن رجب‪ :‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية والسلوكية ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬دار الصحابة للنشر والتوزيع ‪.2335 ،‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفصل الرابع‬

‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث‬


‫الخدمة االجتماعية‬

‫المبحث األول ‪ :‬منهج المسي االجتماعي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬منهج دراسة الحالة‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المنهج التجريبي‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬المنهج التاريخي‬

‫أ‪.‬د‪ /‬سلوى رمضان عبد الحليم عبد العزيز ‪ -‬أستاذ بقسم التنمية والتخطيط كلية‬
‫الخدمة االجتماعية ‪ -‬جامعة الفيوم ‪.‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الفصل الرابع‬

‫مناهج البحث المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬

‫تعريف المنهج ‪:‬‬

‫يعرف المنهج بأنه الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف الحقيقة أو‬
‫مجموعة األطر واإلجراءات والخطوات التي يضعها الباحث عند دراسته لمشكلة بحثه ‪.‬‬

‫ويري آخرون أن المنهج يعني مجموعة من القواعد التي يتم وضعها بقصد الوصول‬
‫إلى الحقيقة في العلم أو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة الكتشاف‬
‫الحقائق ‪ ،‬وهو أيضا فن التنظيم الصحيح لسلة من األفكار العديدة إما من أجل الكشف‬
‫عن الحقيقة حين نكون بها جاهلين ‪ ،‬واما من أجل البرهنة عليها لآلخرين حين نكون‬
‫بها عارفين ‪.‬‬

‫وتختلف المناهج باختالف موضوعات البحوث ولكل منهج وظيفته وخصائصه التي‬
‫يستخدمها كل باحث في ميدان اختصاصه ‪ .‬إذا كان البحث حول موضوع تاريخي فإنه‬
‫يتعين على الباحث أن يعتمد على المنهج التاريخي ‪ ،‬واذا كان البحث حول دراسة‬
‫ظاهرة معينة من تصرفات األفراد وردود فعلهم فإن ذلك يتطلب استعمال منهج دراسة‬
‫الحالة ‪ ،‬وفى بعض الحاالت يجد الباحث نفسه مجب ار على استخدام منهجين أو أكثر‬
‫وذلك إذا كانت طبيعة المشكلة التي يدرسها تتطلب ذلك ‪.‬‬

‫وبناء علي ما سبق يمكن أن نحصر المناهج األساسية للبحث في أربعة مناهج هي‪:‬‬

‫‪ -2‬منهج دراسة الحالة‬ ‫‪ -1‬منهج المسح االجتماعي‬

‫‪ -4‬المنهج التاريخي‬ ‫‪ -3‬المنهج التجريبي‬

‫‪- 111 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أوالً ‪ :‬منهج المسي االجتماعي‬

‫يعرف المسح االجتماعي بأنه الدراسة العلمية للظواهر الموجودة في جماعة معينة وفى‬
‫المجتمع وحاجاته بقصد‬ ‫مكان معين في الوقت الحاضر ‪ ،‬وكذا دراسة ظروف‬
‫الحصول على بيانات ومعلومات كافية يمكن االستفادة منها في وضع وتنفيذ برنامج‬
‫إنشائي لإلصالح االجتماعي ‪.‬‬

‫ويعرفه آخرون بأنه طريقة عملية تستخدم في الدراسات الوصفية بهدف وصف أو تقرير‬
‫واقع معين لمجتمع أو لجماعة أو لنظام محدد في فترة زمنية محددة بوقت إجراء‬
‫الدراسة ‪ ،‬وتهدف طريقة المسح إلى الحصول على المعلومات الالزمة عن المجتمع‬
‫المبحوث مستعينة في ذلك بالعديد من أدوات البحث العلمي شريطة أن تكون تلك‬
‫المعلومات مرتبة ومصنفة بدرجة تسمح باستثمارها في المستقبل القريب ‪.‬‬

‫فوائد وأهمية المسي االجتماعي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يستفاد بالمسح االجتماعي في عمليات التخطيط القومي التي تستهدف تنمية الحياة‬
‫االجتماعية واالقتصادية وتوفير الرخاء ألفراد المجتمع في فترة زمنية محدودة ‪.‬‬

‫‪ -2‬يستفاد بالمسح االجتماعي دائما في دراسة المشكالت االجتماعية القائمة وتحديد‬


‫مدى تأثيرها على أفراد المجتمع وتحديد مدى معرفة األفراد والجماعات المهتمة بحل‬

‫هذه المشكالت ‪ ،‬وتقدير الموارد واإلمكانيات الموجودة التي يمكن استخدامها لعالج‬
‫المشكالت‪.‬‬

‫‪ -3‬يستفاد بالمسح االجتماعي في بحوث التسويق وقياس اتجاهات الرأي العام نحو‬
‫مختلف الموضوعات ‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬يستفاد بالمسح االجتماعي في إحصاءات ومسوح السكان والمنازل ونفقات األسرة‬


‫والصحة والتعليم وغيرها من المسوح الحكومية بشكل عام‬

‫‪ -5‬تستخدم المسوح في وصف خصائص المجتمع‪ ،‬وفي الدراسات التتابعية لمعرفة‬


‫آثار برنامج معين أو تقديم ناتج مشروع معين عن طريق جمع المعلومات‬

‫‪ -6‬ينصب المسح االجتماعي على الوقت الحاضر حيث يتناول أشياء موجودة بالفعل‬
‫وقت إجراء المسح وليست ماضية ‪.‬‬

‫يتعلق المسح االجتماعي بالجانب العملي إذ يحاول الكشف عن األوضاع القائمة‬ ‫‪-7‬‬
‫لمحاولة النهوض بها ووضع خطة أو برنامج لإلصالح االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬المسح االجتماعي ليس مجرد حصر لما هو قائم بالفعل ولكنة عملية تحليلية‬
‫وتعريف وقياس فهو تعريف بمجتمع معين كما أنه قياس لمستوى هذا المجتمع‬
‫والظروف المحيطة به‪.‬‬

‫‪ -1‬المس ح ال ينبغي أن يكون مجرد وسيلة لجمع الحقائق ولكن المسح يمكن أن يكون‬
‫وسيلة اختبار وارساء قواعد ومبادئ لمقارنة الماضي بالحاضر وللتعرف على‬
‫االتجاهات المختلفة وبالتالي تقديم أساس سليم للعمل االجتماعي والسياسي والتجاري‬
‫وكذلك يمكن االسترشاد باإلحصاءات والبيانات التي تم جمعها من المسوح االجتماعية‬

‫في استشراف المستقبل لكثير من الظواهر المجتمعية سواء كانت اجتماعية أو سكانية‬
‫أو صحية ‪ ....‬ال‬

‫أنواع المسوح االجتماعية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬من ناحية مجال الدراسة ‪ :‬تصنف المسوح االجتماعية من ناحية مجال الدراسة‬
‫‪:‬‬ ‫في مجموعتين هما‬

‫‪- 112 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬المسوح العامة ‪ :‬يقصد بها تلك المسوح التي تغطى أو تشمل الدراسة خالالها‬
‫مجاالت عريضة لمجتمعات متعددة بمعنى أن تشمل الدراسة مختلف جوانب الحياة‬
‫المجتمعية لقرية أو لحى أو لمدينة أو إقليم أو الوطن ككل ‪.‬كدراسة الجوانب السكانية‬
‫والتعليمية والصحية والزراعية ‪...‬ال ‪.‬‬

‫ومن مزايا المسوح العامة ‪:‬‬

‫أن بياناته غالبا ما تعتبر ركيزة للخطط التنموية المختلفة عالوة على ما تمثله المسوح‬
‫العامة في رأى عدد من علماء المنهجية كمثير الهتمامات الناس حول الموضوعات أو‬
‫المسائل التي تضمنتها تلك المسوح ‪.‬‬

‫‪ -0‬المسوح الخاصة ‪ :‬فيقصد بها تلك المسوح التي تعنى بدراسة مجاالت خاصة من‬
‫مجاالت الحياة المجتمعية ‪ ،‬كدراسة مجال الصحة أو اإلسكان أو التعليم أو البطالة أو‬
‫الهجرة أو انحراف االحداث ‪ ....‬ال أي دراسة قطاع واحد مخصص من المجتمع ‪.‬‬
‫ومن مزايا المسوح الخاصة‪:‬‬

‫فهي أكثر مناسبة مع مقتضيات العصر من حيث قلة التكلفة والدقة في النتائج خاصة‬
‫مع صعوبة تمثيل مختلف البيانات المتوافرة في المجتمع ‪.‬‬

‫ب) من ناحية المجال البشري ‪ :‬تصنف المسوح االجتماعية من ناحية المجال‬


‫البشري في مجموعتين هما‪-:‬‬

‫‪ -4‬المسوح الشاملة ‪ :‬وهى التي تقوم بدراسة شاملة لجميع مفردات المجتمع أي عن‬
‫طريق الحصر الشامل ‪ ،‬وتستخدم عادة في إحصاءات السكان أو عندما يكون المجتمع‬
‫الذى سنقوم بدراسته صغير وعدد وحداته أو مفرداته محدودة ‪ ،‬ويعاب على هذا النوع‬
‫كثرة التكاليف واستغراق وقت أطول وامكانيات طائلة قد ال تتوفر كلها أو بعضها‬
‫للباحثين ‪.‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -0‬المسي بطريقة العينة ‪ :‬ويكتفى فيه بدراسة عدد محدود من الحاالت أو المفردات‬
‫في حدود الوقت والجهد واإلمكانيات المتوفرة لدى الباحث ‪ ،‬وهذا النوع يغلب استخدامه‬
‫بين الباحثين نظ ار لمزاياه التي تتلخص في قلة التكاليف والوقت والجهد ‪ .‬لكن ذلك كله‬
‫مشروط باختيار العينة على أسس سليمة بحيث تكون ممثلة للمجتمع العام أصدق‬
‫تمثيل‪.‬‬

‫والباحث من خالل الدراسات التي تعتمد على المسوح ال يلجأ إلى أي من النمطين‬
‫اعتباطا وانما تدفعه إلى ذلك اعتبارات منهجية معينة لعل أهمها ما يتوافر تحت يده من‬
‫إمكانيات بشرية ومادية عالوة على الوقت ‪.‬‬

‫ويراعى أن التفريق بين نمطى المسوح الشاملة والمسوح بالعينة يرتكز على جمهور‬
‫البحث ‪ ،‬بينما يرتكز التفريق بين نمطى المسوح العامة والمسوح الخاصة على مجال‬
‫الدراسة من حيث العمومية أو الخصوصية‪.‬‬

‫ج) من ناحية الهدف ‪ :‬تصنف المسوح االجتماعية من ناحية الهدف إلى مجموعتين‬
‫هما‪-:‬‬

‫‪ -4‬المسوح الوصفية ‪ :‬وفيها يتم التركيز فقط على وصف سلوك جمهور البحث أو‬
‫قياسه وفقاً لمتغيرات الدراسة أي أن هدف المسوح هنا هو وصف البيانات المجموعة وال‬
‫تتقدم خطوة نحو تحليلها وتفسيرها ‪.‬‬

‫‪ -0‬المسوح المتعمقة ‪ :‬وهنا تتخطى أهداف المسوح مجرد الوصف أو القياس للبيانات‬

‫التي تم جمعها إلى تصنيف البيانات المتوافرة وتحليلها وتفسيرها ‪.‬‬

‫د) من الناحية الزمنية ‪ :‬تصنف المسوح االجتماعية من الناحية الزمنية إلى ثالثة‪:‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬المسي القبلي ‪ :‬ويتم إجراء المسح قبل تنفيذ البرامج والمشروعات التي تستهدف‬
‫اشباع احتياجات الجماهير حيث يتم جمع البيانات والمعلومات عن رغبات الجماهير‬
‫ومشكالتها وترتيبها وتصنيفها قبل البدء في البرامج المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -0‬المسي الدوري ‪ :‬يتم جمع البيانات من الجماهير أثناء تنفيذ البرامج والمشروعات‬

‫المخططة إلشباع احتياجات الجماهير وحل مشاكلهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬المسي البعدي ‪ :‬يتم هنا جمع البيانات والمعلومات عقب تنفيذ البرامج‬
‫والمشروعات المخططة إلشباع احتياجات الجماهير وحل مشاكلهم ‪.‬‬

‫‪ -‬أدوات المسي االجتماعي ‪:‬‬

‫يتوقف اختيار الباحث الذى يستخدم المسح االجتماعي لاداة الالزمة لجمع البيانات‬
‫على مجموعة من العوامل منها خطة المسح ومداه الزماني والمكاني والبشرى ونوع‬
‫المعلومات المطلوبة ‪ .‬ومن أكثر األدوات استخداما في المسوح االجتماعية (المالحظة‬
‫– والمقابلة – واالستبيان – وتحليل المحتوى) ‪.‬‬

‫‪ -‬الخطوات المنهجية للمسي االجتماعي ‪:‬‬

‫يرى بعض علماء المنهجية أن المسح االجتماعي يمر بأربعة خطوات أساسية هي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الخطوة التخطيطية ‪ :‬ويتم فيها وضع تصميم للبحث يتضمن تحديد الغرض منه‬
‫وتحديد القضايا الرئيسية والفرعية التي يتضمنها البحث ‪ ،‬وتحديد مجاالته البشرية‬
‫والمكانية والزمانية وتحديد األدوات البحثية المستخدمة في جمع البيانات المطلوبة ‪،‬‬
‫وتقدير الميزانية وخطة العمل الميدانية وتهيئة جامعي البيانات ألداء مهامهم واعداد‬
‫المجتمع نفسة للتعاون مع الباحثين ‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ب‪ -‬الخطوة الميدانية ‪ :‬وتتضمن نزول الباحثين الميدان لجمع البيانات مع ضرورة‬
‫توافر اتصال مباشر بين جامعي البيانات والهيئة المشرفة على المسح لتالفى أي‬
‫أخطاء قد تحدث أثناء جمع البيانات فور حدوثها ومتابعة سير العمل الميداني ‪.‬‬

‫ج‪ -‬الخطوة التحليلية ‪ :‬ويتم فيها مراجعة ما تم جمعة من بيانات ثم العمل على‬
‫تصنيفها ضمن مجموعات متجانسة تمهيدا للتعامل معها إحصائيا ‪.‬‬

‫د‪ -‬الخطوة النهائية ‪ :‬وفيها يتم عرض النتائج التي انتهت إليها المسوح من خالل‬
‫التقرير النهائي للمسح مع بيان مدى تطابق النتائج المتحصل عليها مع تلك التي كانت‬
‫مستهدفة وفق خطة المسح عالوة على إبراز وجهة نظر الباحث بالنسبة ألية انحرافات‬
‫أبرزتها النتائج المعروضة مع بيان إمكانية استثمار تلك النتائج والتوصيات في هذا‬
‫المجال ‪.‬‬

‫‪ -‬مزايا المسي االجتماعي ‪:‬‬

‫‪ -4‬يفيد المسح بصفة خاصة في وصف خصاص وسمات أعداد كبيرة من الناس‬

‫‪ -2‬يتيح المسح استخدام عينات كبيرة وهو ما يؤدى بالتالي إلى دقة الوصف وتناول‬
‫العديد من المتغيرات ‪.‬‬

‫‪ -3‬يتميز المسح بالمرونة حيث يمكن طرح العديد من األسئلة في ناحية واحدة مما‬
‫يعطى الباحث مرونة في التحليل ‪.‬‬

‫‪ -4‬االستبيانات المقننة هي أساس عملية القياس بصفة عامة فتصميم أي مقياس‬


‫يتطلب القيام بالمسوح المختلفة ‪.‬‬

‫‪ -‬عيوب المسي االجتماعي ‪:‬‬

‫‪ -1‬التركيز على قضايا عامة أكثر من التعمق في هذه القضايا‬

‫‪- 116 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬لجمع بيانات كمية عن بيئة من البيئات البد من توجيه عدد كبير من األسئلة‬
‫للمبحوثين وقد يؤدى ذلك إلى ضيق الناس وعدم تعاونهم مع الباحثين ‪ ،‬وفى حالة‬

‫االقتصاد على عدد محدود من األسئلة قد ال تكون البيانات التي يحصل عليها كافية‬
‫لمعرفة حاجات البيئة والتعرف على مشكالتها ‪.‬‬

‫‪ -3‬تتوقف أهمية المسح على عدد أفراد العينة ‪ .‬فإذا كان العدد قليال فإن نتائج المسح‬
‫ال يمكن االعتماد عليها ألنها تعطى صورة ناقصة عن الجماعة أو الظاهرة المراد‬
‫دراستها ‪.‬‬

‫‪ -4‬نظ اًر ألن المسح االجتماعي يركز على دراسة الحاضر فإنه ال يصلح في الدراسات‬
‫التطورية التي تعتمد على الربط بين الماضي والحاضر‬

‫‪ -5‬على الرغم من أن المسوح الحديثة تتضمن الجانبين النظري والعملي على السواء‬
‫إال أنه يصعب االعتماد على المسح في إصدار تعميمات واسعة أو في الوصول إلى‬
‫‪.‬‬ ‫نظريات علمية‬

‫‪- 117 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ثانياً ‪ :‬منهج دراسة الحالة‬

‫تعريف منهج دراسة الحالة ‪:‬‬

‫المقصود بمنهج دراسة الحالة ‪ :‬المنهج الذى يتجه إلى جمع البيانات المتعلقة بأي‬
‫وحدة سواء كانت فردا أو مؤسسة أو نظاما اجتماعيا أو مجتمعا محليا أو مجتمعا‬
‫عاما وهو يقوم علي أساس التعمق في دراسة مرحلة معينه من تاري الوحدة أو دراسة‬
‫جميع المراحل التي مرت بها وذلك بقصد الوصول إلي تعميمات عملية متعلقة بالوحدة‬
‫المدروسة وبغيرها من الوحدات المشابهة لها ‪.‬‬

‫وقد ذهب أؤدم ‪ Odum‬وجوشر ‪ Jocker‬إلى أن أول من طبق طريقة دراسة الحالة‬
‫هم علماء التاري حينما اهتموا بتقديم دراسات وصفية عن الشعوب واألمم تبعتها بحوث‬
‫تفصيلية عن جماعات أصغر وقبائل وحاالت فردية ‪.‬‬

‫خصائص منهج دراسة الحالة ‪:‬‬

‫‪ -4‬دراسة الحالة منهج يقوم على الدقة والوصف الكامل لموضوع الدراسة ‪ ،‬ويركز‬
‫اهتمامه على خطوتي القيام بالمالحظة التمهيدية واالستفادة بالنظريات العلمية في‬
‫مجال التطبيق وهما من الخطوات الرئيسية في البحث العلمي ‪.‬‬

‫‪ -0‬يقوم منهج دراسة الحالة على أساس االهتمام بالموقف الكلى ‪ ،‬والنظر إلى‬
‫الجزئيات من حيث عالقتها بالكل الذى يحتويها أي يقوم على دراسة الوحدات‬
‫االجتماعية بصفتها الكلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬ليس من الضروري أن تكون الحالة جماعة أو نظاماً اجتماعيا محليا فقط تكون‬
‫فرداً أو أسرة ‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -1‬طالما أن هذا المنهج ينصب على دراسة الوحدات االجتماعية سواء كانت وحدات‬
‫كبيرة أو صغيرة فإن الوحدة الصغيرة قد تكون جزءاً من حالة في احدى الدراسات بينما‬
‫تكون حالة قائمة بذاتها في دراسة أخري ‪.‬‬

‫‪ -5‬يقوم منهج دراسة الحالة على أساس التعمق في دراسة الوحدات المختلفة وعدم‬
‫االكتفاء بالوصف الخارجي أو الظاهري للموقف ‪ .‬لذا تزودنا دراسة الحالة باستبصارات‬
‫يصعب أن تتحقق عن طريق االعتماد على األسلوب اإلحصائي وحدة ‪.‬‬

‫‪ -6‬يهدف منهج دراسة الحالة إما إلى تحديد مختلف العوامل التي تؤثر في الوحدة‬
‫المدروسة أو الكشف عن العالقات السببية بين أجزاء الظاهرة ‪.‬‬

‫‪ -7‬يعد منهج دراسة الحالة وسيلة فعالة في البحوث العلمية كافة وبحوث الخدمة‬
‫‪.‬‬ ‫االجتماعية بوجه خاص‬

‫مبررات استخدام دراسة الحالة في البحوث العلمية‬

‫حدد علماء المنهجية مبررات استخدام دراسة الحالة في البحوث العلمية في الحاالت‬
‫اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -4‬عندما يراد دراسة مختلف المواقف دراسة تفصيلية تلم بكل الجوانب االجتماعية‬
‫والثقافية عالوة على ما تضمنه الثقافة من قيم وعادات وتقاليد فضال عن اآلراء‬
‫واألفكار وما قد يسود من اتجاهات ‪.‬‬

‫‪ -0‬عند دراسة التاري التطوري لشخص أو لمكان أو لموقف ما ‪.‬‬

‫‪ -3‬عندما يراد الغوص في أعماق شخصية الفرد من خالل دراسة دوافعه واهتماماته‬
‫وحاجاته عالوة على طبيعة عالقاته وتفاعالته في إطار الجماعات التي يحيا فيها ‪.‬‬

‫‪- 119 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -1‬عندما يراد الكشف عن حقائق موقف اجتماعي ما ‪ ،‬أو التوصل إلى طبيعة‬
‫العمليات االجتماعية المختلفة في المجتمع والتي تحدث نتيجة للتفاعل بين األفراد‬
‫كعمليات التنافس والصراع ‪ ،‬كل ذلك بهدف وصفها بدقة وتقديم تحليل لها ‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫من خالل ارتكاز دراسة الحالة على أسلوبين رئيسين ‪ ،‬يعرف أولهما "بتاري الحالة"‬
‫ويعرف األسلوب الثاني "بالتاري الشخصي للحياة" ‪.‬‬

‫خطوات إجراء دراسة الحالة ‪:‬‬

‫‪ -4‬تحديد الوحدة محل الدراسة ( جماعة‪ -‬منظمة‪ -‬مجتمعا محليا ‪ -‬موقف ) والمراد‬
‫دراستها وتحديد أهداف الدراسة‬

‫‪ -2‬االستعداد للعمل الميداني‬

‫‪ -3‬الحصول على مدخل مشروع للتعامل مع الوحدة المدروسة‬

‫‪ -4‬جمع البيانات وتحليلها‬

‫‪ -5‬إعداد البيانات وتحليلها وتفسيرها‬

‫وسائل جمع البيانات في منهج دراسة الحالة ‪:‬‬

‫الباحث الذى يستعين بمنهج دراسة الحالة يستخدم عدداً من وسائل جمع البيانات من‬
‫بينها المالحظة والمقابلة واالستبيان والوثائق والسجالت والمالحظات والخطابات ‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الفرق بين دراسة األفراد والمجتمعات باستخدام منهج دراسة الحالة‬

‫( أ ) دراسة األفراد ‪:‬‬

‫يعرف منهج دراسة الحالة حينما تكون الوحدة فردا بأنه الطريقة المنظمة لجمع بيانات‬
‫كافية عن شخص معين باعتباره وحدة من وحدات المجتمع بقصد التعرف على طبيعة‬

‫‪- 111 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المراكز التي يشغلها في المجتمع ‪ ،‬واألدوار التي يقوم بها وكذا الطريقة التي يتصرف‬
‫بها في المواقف االجتماعية المختلفة ‪ .‬وقد ينصب مجال الدراسة على جانب واحد من‬
‫حياه الفرد االجتماعية ‪ .‬وقد يتناول الباحث بالدراسة مختلف الظروف التي أحاطت‬
‫بالفرد منذ نشأته ‪ ،‬وفى دراسة الحاالت الفردية ينبغي التأكد مما يأتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬كفاية البيانات‪ :‬وذلك بجمع بيانات متعمقة عن مختلف جوانب الحالة‬

‫‪ - :2‬صدق البيانات ‪ :‬ينبغي الرجوع إلى مصادر كافية ومراجعة البيانات التي إدلي‬
‫بها المبحوث‬

‫‪ -3‬ضمان سرية التسجيل ‪ :‬ضرورة العمل على منع تسرب البيانات والحفاظ علي‬
‫سريتها‬

‫‪ -4‬ضمان صحة التعميمات العلمية‪ :‬بأن تكون متمشية مع النتائج التي حصل عليها‬
‫الباحث وفي حدود الحاالت التي دخلت في نطاق البحث وكذلك الحاالت المشابهة لها‬

‫‪ -‬وسائل جمع البيانات عن الحاالت الفردية ‪:‬‬

‫‪ -‬المالحظة‬

‫‪ -‬المقابلة (االستبار)‬

‫‪ -‬الوثائق الشخصية ‪ :‬وتتضمن تواري الحياة والسير الخاصة واليوميات والخطابات‬

‫(ب) دراسة المجتمعات المحلية ‪:‬‬

‫يعرف منهج دراسة الحالة حينما تكون الوحدة مجتمعا محليا بأنه الطريقة المنظمة لجمع‬
‫بيانات كافية عن مجتمع محلى معين بحيث تساعد هذه البيانات على تكوين صورة‬
‫واضحة عن الحياه في داخل المجتمع ككل ‪ .‬وقد ينصب مجال الدراسة على نسق أو‬

‫‪- 111 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نظام واحد من أنظمة المجتمع أو تشمل عدة أنظمة وقد يشمل جميع األنظمة القائمة‬
‫في المجتمع ليتمكن الباحث من الوصول إلى مزيد من الدقة والفهم ‪.‬‬

‫ما ينبغي مراعاته عند دراسة المجتمعات المحلية باستخدام منهج دراسة الحالة ‪:‬‬

‫‪ -4‬ينبغي أن يحدد الباحث مشكلة الدراسة تحديدا دقيقا ويجعلها علي درجة كبيرة من‬
‫الوضوح ‪.‬‬

‫‪ -2‬ينبغي على الباحث أن يحدد المجتمع الذى يدرسه تحديدا واضحا‬

‫‪ -3‬ينبغي على الباحث قبل أن يقرر اختياره النهائي لمجتمع ما أن يكون متأكداً من‬
‫توفر اإلحصاءات والبيانات والمصادر التاريخية التي تعطى صورة واضحة عن‬
‫المجتمع وخصائصه وتطوره والصعوبات التي قد تعترض سير البحث ‪.‬‬

‫‪ -4‬ينصح بعض المشتغلين بمناهج البحث بعدم دراسة المجتمعات المحلية في حالة‬
‫التغير لقلة المصادر التاريخية عن تلك المجتمعات ولكثرة الصعوبات التي قد تعترض‬
‫الباحث في دراسته‬

‫‪ -5‬يجب تحديد الطريقة التي تجمع بواسطتها البيانات تحديدا دقيقاً مثل الخرائط‬
‫والرسوم في حال دراسة المجتمع ككل أو الوثائق والسجالت في حال دراسة األنظمة‬

‫والجماعات أو مالحظات كبار السن والمالحظة بالمشاركة والنزول الى الميدان أو‬
‫االستبيانات‬

‫‪ -6‬يفضل أن يكون جامعو البيانات غرباء على المجتمع وذلك لاسباب اآلتية‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كان جامعو البيانات من خارج المجتمع فإن نظرته تكون أكثر موضوعية‬
‫وواقعية‬

‫‪- 112 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ب‪ -‬يفضل الناس الشخص الغريب عن مجتمعهم عند إعطاء البيانات ألنه يترك‬
‫المجتمع بعد االنتهاء من مهمته وليس من صالحة أن يستغل المعلومات لصالح فريق‬
‫من الناس دون آخر‬

‫ج‪ -‬قد يتحرج الناس من التحدث عن مشكالتهم أمام شخص يعرفونه ولكنهم ال‬
‫يشعرون بالحرج أمام شخص غريب عنهم وعن مجتمعهم‬

‫‪ -7‬ينبغي على الباحث إعداد المجتمع لعملية البحث قبل البدء حتى يضمن المساعدة‬
‫الكافية من جانب المبحوثين‬

‫‪ -1‬ينبغي أن يتجه الباحث بعد جمع البيانات وتصنيفها وتحليلها إلى تعميم النتائج‬
‫التي وصل إليها على المجتمعات المتشابهة ألن الوصول إلى التعميم هو الهدف من‬
‫الدراسات العلمية ‪.‬‬

‫الصعوبات في استخدام دراسة الحالة ‪.‬‬ ‫بع‬

‫‪ -1‬التحيز الشخصي سواء من جانب المبحوثين أو الباحثين علي السواء ‪ .‬وهنا من‬
‫الضروري أن يكون الباحث قاد اًر على نقد تصرفاته فيتوقف باستمرار عند كل مرحلة‬
‫من مراحل البحث ليطمئن إلى أنه لم يستغرق في دراسة الحياة بطريقة تنطبع فيها‬
‫تصرفاته وآراءه الشخصية ‪.‬‬

‫‪ -0‬تعذر استخدام المنهج مع الجماعات المختلفة ثقافيا إذ أن النتائج التي يصل إليها‬
‫الباحث في مثل هذه الجماعات ال تمثل في الغالب السلوك الشخصي وانما اتجاهات‬
‫الجماعة ‪ .‬كما انها تمثل إجابات يسودها الشك ‪.‬‬

‫‪ -3‬عدم إمكانية تعميم النتائج التي يصل اليها الباحث عن طريق استخدام منهج دراسة‬
‫الحالة وذلك الختالف الحالة عن غيرها من الحاالت ‪ .‬ولكن يمكن القول بأن ال يمكن‬
‫اعتبار كل حالة فريدة في خصائصها وانما تشترك مع غيرها في كثير من الخصائص‪.‬‬
‫‪- 113 -‬‬
‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4‬يتكبد الباحث في دراسته للحاالت كثي ار من الوقت والجهد والمال وهذا يقلل من‬
‫أهمية هذا المنهج ومدى االعتماد علية في البحث ‪ .‬وهذا قد ال يعتبر عيباً فقد يتكبد‬
‫الباحث في دراسته بعض الجهد والوقت والمال طالما أنه يرغب في الوصول إلى نتائج‬
‫متعمقة لها داللتها العلمية ‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم صدق البيانات التي يجمعها الباحث باستخدام هذا المنهج وهذا يرجع الى‬
‫سجالت الحياه التي يستخدمها الباحث في جمع البيانات والتي ال تعطى نتائج صادقة‬

‫ويمكن التغلب على ذلك بالرجوع إلى مصادر أخرى موثوق بها كالتقارير والبيانات‬
‫الرسمية وأن عدم الصدق هنا يرجع الي طبيعة وسائل جمع البيانات المستخدمة في‬
‫المنهج وليس في منهج دراسة الحالة ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬المنهج التجريبي‬


‫تعريف المنهج التجريبي ‪:‬‬

‫هو المنهج الذى تتضح فيه معالم الطريقة العلمية في التفكير عند حل المشاكل ألنه‬
‫يتضمن تنظيما يجمع الب ارهين بطريقة تسمح باختبار الفروض والتحكم في مختلف‬
‫العوامل التي يمكن أن تؤثر في الظاهرة موضوع الدراسة ‪ ،‬والوصول إلى العالقات بين‬
‫األسباب والنتائج ‪.‬‬

‫ويعتمد المنهج التجريبي على التحكم في الظروف والشروط التي تسمح بإجراء تجربة‬
‫من خالل المالحظة ‪ ،‬والكشف عن العالقات السببية بين المتغيرات المختلفة التي‬
‫تتفاعل مع الديناميات أو القوى التي تحدث في الموقف التجريبي‪ .‬وتمتاز التجربة‬
‫العلمية بأفكار إعادة إجرائها بواسطة أشخاص آخرين مع الوصول إلى نفس النتائج إذا‬
‫توحدت الظروف ‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ويمكن تعريف التجربة بأنها مالحظة الظواهر بعد تعديلها تعديال كبي ار أو قليال ‪ ،‬أي‬
‫التحكم في الظروف والشروط عن طريق بعض الظروف المصطنعة‬

‫تصنيفات التجارب العلمية ‪ :‬يمكن تصنيف التجارب العلمية الي ‪:‬‬

‫‪ -4‬التجارب الصناعية والتجارب الطبيعية ‪:‬‬

‫التجربة الصناعية تعتمد على عناصر أساسية أهمها التحديد والضبط والتحكم من‬
‫جانب الباحث ‪ ،‬أما التجربة الطبيعية فهي التي تتم في ظروف غير مصطنعة دون أن‬
‫يسعى الباحث إلى تهيئتها أو خلق الظروف الالزمة لها ‪ ،‬ويتم فيها اختبار الفروض‬

‫بجمع المعلومات من الظواهر الموجودة في الطبيعة بدال من اصطناعها ‪ .‬والقائم‬


‫بالتجربة الطبيعية ال يتحكم في الظاهرة التي يدرسها وال يستطيع أن يوجدها في أي‬
‫وقت يشاء كما هو الحال في التجربة الصناعية ‪.‬‬

‫‪ -0‬التجارب ذات المدى القصير والتجارب ذات المدى الطويل ‪:‬‬

‫تتطلب بعض التجارب فترة زمنية قصيرة إلجرائها ‪ ،‬على حين أن البعض اآلخر‬
‫يتطلب فترة زمنية طويلة حتى يتسنى للباحث تحقيق الفرض والتثبت من صحته ‪.‬‬

‫‪ -3‬التجارب التي تستخدم فيها مجموعة واحدة والتجارب التي تستخدم فيها أكثر من‬
‫مجموعة ‪:‬‬

‫يلجأ الباحث في بعض األحيان إلى استخدام مجموعة واحدة من األفراد في التجربة‬
‫فيقيس اتجاهاتهم بالنسبة لموضوع معين ثم يدخل المتغير التجريبي الذى يرغب في‬
‫معرفة أثره ‪ ،‬وبعد ذلك يقيس اتجاه أفراد المجموعة للمرة الثانية فإذا وجد أن هناك فروقاً‬
‫جوهرية في نتائج القياس في المرتين افترض أنها ترجع إلى المتغير التجريبي ‪.‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ويلجأ الباحث أحياناً أخرى إلى استخدام مجموعتين من األفراد يطلق على إحداهما‬
‫"المجموعة التجريبية" ويطلق على األخرى "المجموعة الضابطة" ويفترض في هاتين‬
‫المجموعتين أنهما متكافئتان من حيث المتغيرات الهامة في الدراسة ‪ .‬ثم يدخل المتغير‬
‫التجريبي الذى يرغب في معرفة أثره على المجموعة التجريبية فقط دون أن يعرض له‬

‫المجموعة الضابطة‪ ،‬وبعد انتهاء التجربة تقاس المجموعتان ويعتبر الفرق في نتائج‬
‫القياس بين المجموعتين راجعا إلى المتغير التجريبي ‪.‬‬

‫خطوات المنهج التجريبي ‪:‬‬

‫خطوات المنهج التجريبي هي خطوات المنهج العلمي بوجه عام‪،‬فهي تبدأ أوال بمالحظة‬
‫الظواهر أو الوقائع الخارجة عن العقل ويعقب ذلك بوضع الفروض ثم القيام بإجراء‬
‫التجارب للتثبت من صحة الفروض وأخي ار محاولة الوصول إلى القوانين التي تكشف‬
‫عن العالقات الموجودة بين الظواهر ‪ :‬وتتمثل هذه الخطوات في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مالحظة مشكلة البحث وتحديد معالمها وصياغتها‬

‫‪ -2‬صياغة الفرضيات التي تمس جوانب مشكلة البحث واستنباط ما يترتب عليها‬

‫‪ -3‬تحديد المتغير المستقل والمتغير التابع وكيفية قياس المتغير التابع وتحديد الشروط‬
‫الضرورية للضبط والتحكم والوسائل المتبعة في إجراء التجربة ‪.‬‬

‫المتغير المستقل (التجريبي) ‪ :‬هو العامل أو المتغير الذى نريد اختبار تأثيره في‬
‫ظاهرة ما‬

‫المتغير التابع ‪ :‬هو المتغير الذى نريد معرفة أثر المتغير المستقل علية (مثال دراسة‬
‫أثر تدريس مناهج الخدمة االجتماعية علي تنمية قيم الوالء واالنتماء لدى الطالب )‬

‫‪- 116 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يكون المتغير المستقل (مناهج الخدمة االجتماعية) والمتغير التابع ( الوالء واالنتماء‬
‫للوطن )‬

‫‪ -4‬وضع تصميم تجريبي الختبار الفروض وقياس أثر المتغير المستقل على المتغير‬
‫التابع وقد يتطلب ذلك من الباحث القيام بما يأتي ‪-:‬‬

‫أ‪ -‬اختيار عينة من المبحوثين تمثل مجتمعا معينا وفق أهداف البحث وموضوع‬
‫المشكلة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تصنيف المبحوثين في مجموعات متجانسة (مجموعة تجريبية ‪ ،‬وأخري مجموعة‬


‫ضابطة)‪.‬‬

‫‪ -‬المجموعة التجريبية ‪ :‬هي المجموعة التي تتعرض لتأثير المتغير السببي‬

‫‪ -‬المجموعة الضابطة ‪ :‬هي التي ال تتعرض لتأثير المتغير السببي ‪ .‬ففي المثال‬
‫السابق تعد (مناهج الخدمة االجتماعية ) هي المتغير التجريبي (السببي)‬

‫ج‪ -‬تحديد العوامل غير التجريبية وضبطها ‪.‬‬

‫د‪ -‬تحديد الوسائل والمتطلبات الخاصة بقياس نتائج التجربة والتأكد من صحتها ‪.‬‬

‫هت‪ -‬القيام باختبارات أولية استطالعية بغية استكمال النواقص والقصور الموجودة في‬
‫الوسائل والمتطلبات أو في التصميم التجريبي‪.‬‬

‫و‪ -‬تعيين مكان التجربة ووقت إجرائها والفترة التي تستغرقها ‪.‬‬

‫‪ - 5‬القيام بالتجربة المطلوبة ‪.‬‬

‫‪ -6‬تنظيم البيانات وتحديدها بشكل يؤدى إلى تقدير جيد وغير متحيز ‪.‬‬

‫‪ -7‬تطبيق اختبار دالله مناسب لتحديد مدى الثقة في نتائج التجربة ‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهم أشكال التصميمات التجريبية ‪:‬‬

‫هنا ألنماط التصميمات التجريبية الرئيسية بشيء من التفصيل كما عرضها‬ ‫سنعر‬
‫األستاذ الدكتور (عبد الباسط محمد حسن في كتابه أصول البحث االجتماعي )‬

‫أ ‪ :‬التجربة القبلية – البعدية باستخدام مجموعة واحدة من األفراد والقياس قبل‬


‫التجربة وبعدها‪:‬‬

‫ويعد هذا التصميم من التصميمات البسيطة يستخدم فيه مجموعة واحدة ثابتة كمجموعة‬
‫تجريبية ومجموعة ضابطة في نفس الوقت ذاته ‪ ،‬يقوم الباحث بقياس المجموعة قبل‬
‫ادخال المتغير التجريبي عليها ‪ ،‬ثم يدخل المتغير التجريبي عليها (أي اخضاع‬
‫المجموعة للتجربة ) ويعيد القياس ‪ ،‬ويقارن بين القياسين من الناحية اإلحصائية أي‬
‫قبل اخضاع الجماعة للتجربة وبعد اخضاعها للتجربة ‪ ،‬والفرق الحادث بين القياسين‬
‫يفترض أن يرجع الي المتغير التجريبي ( والمثال التالي يوضح ذلك)‪.‬‬
‫إذا أراد الباحث قياس مدى اقبال جماعة ما علي برامج تنظيم األسرة يتم قياس مستوى‬
‫اقبال الجماعة على برامج تنظيم األسرة قبل اخضاعهم للبرنامج ثم يتم اخضاع‬
‫الجماعة ذاتها لنفس البرنامج لمدة محددة ثم يتم القياس مرة أخري بعد اخضاعهم‬
‫للبرنامج ‪ ،‬فإذا كانت نتيجة القياس البعدي تشير الي وجود فروق جوهرية من الناحية‬
‫اإلحصائية بين القياس في المرة األولى والمرة الثانية افترض أنها ترجع إلى المتغير‬
‫التجريبي ‪.‬‬

‫وي خذ على التصميم التجريبي للمجموعة الواحدة بالقياس قبل – وبعد التجربة‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن الفروق في القياس قبل التجربة وبعدها قد تكون راجعة إلى عوامل أخرى تحدث‬
‫أثرها في الفترة الزمنية بين عمليتي القياس ‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -2‬أن قياس المجموعة الواحدة مرتين قد يزيد من حساسية األفراد نحو موضوع البحث‬
‫وقد يدعو إلي مللهم نتيجة تكرار القياس وقد يدفعهم إلى التمسك بموقفهم األول‬
‫فيحتفظون بنفس اإلجابات األ ولى ‪ ،‬وقد يؤدى ذلك الي تشوية النتائج وال يعطى صورة‬
‫صادقة لما يحدثه المتغير التجريبي من تغيير ‪.‬‬

‫ومن المميزات الموجودة لهذا التصميم التجريبي اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يوفر هذا النوع من التصميم على الباحث اختيار مجموعات متكافئة ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يستلزم وجود أفراد كثيرين الختيار مجموعات متكافئة من بينهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬شرط التكافؤ في المجموعات يكون كامال في هذا النوع من التصميم التجريبي الن‬
‫كل فرد يمثل نفسة قبل التجربة وبعدها ‪.‬‬

‫ب ‪ :‬التجربة البعدية باستخدام مجموعتان تجريبية وضابطة والقياس بعد التجربة‬

‫يطلق علي هذا النوع من التصميم اسم "التجارب البعدية" ألن الباحث ال يقيس أثر‬
‫المتغير التجريبي علي أفراد المجموعتين إال بعد انتهاء التجربة ‪ ،‬ويقوم الباحث عند‬
‫استخدام هذا التصميم التجريبي باختيار مجموعتين عشوائيتين من مجتمع البحث‬
‫يدخل المتغير التجريبي على المجموعة‬
‫ويفترض فيهما التكافؤ في جميع الوجوه ‪ ،‬ثم ُ‬
‫التجريبية دون المجموعة الضابطة ‪ ،‬وبعد انتهاء التجربة تقاس المجموعتان ‪ ،‬ويقارن‬
‫الفرق بينهما‪ ،‬وتختبر داللة هذا الفرق باألساليب اإلحصائية للتأكد مما إذا كان الفرق‬
‫ذا دالله إحصائية أم ال ‪ .‬ونضرب مثاال لتجربة من هذا النوع ‪:‬‬

‫نفترض أن الباحث يريد اختبار الفرض القائل بأن البرامج الثقافية التي تقدمها كلية‬
‫الخدمة االجتماعية للفرقة الرابعة تؤدي إلي زيادة الوعي بقيم المواطنة الرقمية ‪ .‬كي‬
‫نتحقق تجريبيا من صحة هذا االفتراض يمكن اختيار مجموعتين متكافئتين من طالب‬
‫المرحلة الرابعة بكلية الخدمة االجتماعية ‪ ،‬احداهما تجريبية واألخرى ضابطة ثم‬

‫‪- 119 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تتعرض المجموعة األولى للمتغير التجريبي بأن تحضر البرنامج الثقافي عن المواطنة‬
‫الرقمية ‪ ،‬وبعد انتهاء البرنامج نقيس اتجاهات أفراد المجموعتين فإذا اختلفت اتجاهات‬
‫األفراد الذين حضروا الدورة (المجموعة التجريبية) عن اتجاهات أفراد المجموعة الذين‬
‫لم يحضروا الدورة (المجموعة الضابطة) اختالفاً له داللته اإلحصائية كان ذلك داعيا‬
‫إلى االطمئنان إلى صحة الفرض‪ .‬ويرجع ذلك الي المتغير التجريبي‪.‬‬

‫وي خذ على التجربة البعدية اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬يؤخذ على التجارب البعدية أنها تفترض تكافؤ المجموعات من جميع الوجوه وهذا‬
‫أمر يصعب التأكد منه نظ اًر لتعدد المتغيرات واحتمال وجود متغيرات أخري لم يتعرف‬
‫عليها الباحث‬

‫‪ -2‬إن قياس األفراد بعد التجربة فقط ال يعطى صورة صادقة لما كان عليه األفراد قبل‬
‫التجربة ‪ ،‬ومن المحتمل أن تكون الفروق بين أفراد المجموعتين سابقة للتجربة ذاتها‬

‫‪ -3‬إن المجموعتين التجريبية والضابطة قد تتعرضان لتأثير عوامل أخرى خالل الفترة‬
‫المحددة للبحث مما يجعل من العسير الحكم على أن التغير ناتج عن المتغير التجريبي‬
‫وحده دون غيرة من العوامل ‪.‬‬

‫ج‪ :‬التجربة القبلية – البعدية باستخدام مجموعتين والقياس قبل التجربة للمجموعة‬
‫الضابطة وبعد التجربة للمجموعة التجريبية ‪:‬‬

‫يتم هذا النوع من التجارب باختيار مجموعتين عشوائيتين من مجتمع البحث ويفترض‬
‫فيهما التكافؤ في جميع الوجوه ‪ ،‬وتجرى عملية القياس القبلية على المجموعة الضابطة‬
‫دون المجموعة التجريبية ‪ ،‬ويتم ادخال المتغير التجريبي على المجموعتين ‪ ،‬بينما‬
‫تجرى عملية القياس البعدية على المجموعة التجريبية ‪ .‬ويعتبر الفرق بين القياس القبلي‬

‫‪- 121 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الذى أجرى على المجموعة الضابطة والقياس البعدي الذى أجرى على المجموعة‬
‫التجريبية ناشئاً عن تأثير المتغير التجريبي ‪.‬‬

‫د‪ :‬التجربة القبلية – البعدية باستخدام مجموعتين ضابطة واألخرى تجريبية والقياس‬
‫قبل التجربة وبعدها لكال المجموعتين ‪:‬‬

‫يستخدم في هذا النوع مجموعتان متكافئتان إحداهما ضابطة واألخرى تجريبية وتقاس‬
‫المجموعتان قبل التجربة ‪ .‬ثم يدخل المتغير التجريبي على المجموعة التجريبية فقط ‪،‬‬
‫ثم تقاس المجموعتان ‪ ،‬ويعتبر الفرق في نتائج القياس ناتجاً عن المتغير التجريبي‬
‫وحده حيث أن المجموعتين تعرضتا للقياس القبلي والبعدي ولنفس الظروف الخارجية‬
‫المحيطة بالتجربة ‪.‬‬

‫وي خذ على هذا التصميم ‪:‬‬

‫يعتبر هذا النموذج كافيا إلى حد كبير للتغلب على عيوب التصميمات التجريبية السابقة‬
‫إال أنه ُوجد أن القياس قبل إدخال المتغير التجريبي قد يؤثر في نوع االستجابة ألفراد‬
‫المجموعة التجريبية إذ يحاولون الثبات على آرائهم والتمسك باإلجابات التي سبق لهم‬
‫أن أعطوها للباحث‬

‫ه‪ :‬التجربة القبلية – البعدية باستخدام مجموعة تجريبية ومجموعتين ضابطتين‬

‫يضاف إلى هذا النوع من التصميم مجموعة ضابطة ثانية وال يجرى عليها عمليات‬
‫القياس القبلي ولكنها تتعرض للمتغير التجريبي ‪ ،‬ثم يجرى عليها القياس بعد تعرضها‬
‫لهذا المتغير‪ ،‬ولما كان اختيار المجموعات الثالثة يتم بطريقة عشوائية فإننا نفترض أن‬
‫نتائج القياس األول للمجموعتين األخريين يمكن أن يعطى صورة صادقة لنتائج القياس‬
‫بالنسبة لهذه المجموعة لو أنه تم فعال ‪ .‬ويمكن االستدالل على ذلك بأخذ متوسط‬
‫القياس قبل التجربة للمجموعتين التجريبية والضابطة األولى ‪ ،‬وليس من شك في أن‬

‫‪- 121 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫هذا النوع من التصميم يجنب أفراد هذه المجموعة اآلثار التي تترتب على عملية القياس‬
‫القبلي ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬المنهج التاريخي‬


‫يقصد بالمنهج التاريخي في البحوث االجتماعية الوصول إلى المبادئ والقوانين العامة‬
‫عن طريق البحث في أحداث التاري الماضية وتحليل الحقائق المتعلقة بالمشكالت‬
‫اإلنسانية والقوى االجتماعية التي شكلت الحاضر ‪.‬‬

‫والمنهج التاريخي في البحث هو منهج تعول علية العلوم التي تدرس الماضي بسجالته‬
‫ووثائقه ‪ ،‬ويعتمد هذا المنهج على الجمع واالنتقاء والتصنيف وتأويل الوقائع ‪ .‬ومن ثم‬
‫كان العمل األول للمؤرخ هو االهتداء إلى الواقعة التي اختفت في الماضي والتثبت‬
‫منها‪ ،‬إذ أنها نقطة البدء في المنهج التاريخي نتعقبها في الوثيقة ونتناول الوثائق‬
‫بالدراسة والتحليل كعمل نقدي بالدرجة األولي ‪ ،‬وللنقد التاريخي مرحلتان ‪:‬‬

‫‪ -‬التثبت من صحة الوثيقة واالستعانة بمجموعة من العلوم المساعدة ‪.‬‬

‫‪ -‬التثبت من الواقعة في إطار نقد وثائقي ال إرادية تدور حولها ‪.‬‬

‫أما العمل الثاني للمؤرخ فهو عملية التركيب التاريخي حين ندمج الوقائع في مجموعة‬
‫حضاري شامل يدور في نفس الوقت في سياق زمنى واحد‪.‬‬

‫إن الطريقة التاريخية هي الطريقة التي تُتبع للبحث في أي علم من العلوم ‪ ،‬وأي‬
‫تخصص من التخصصات ‪ ،‬ولذا فهي ال تقتصر علي علم التاري كما يعتقد البعض ‪،‬‬
‫والطريقة التاريخية المنتجة هي التي تمكن الباحث من األقوال باألفعال ‪ ،‬الستنباط‬
‫العبر منها ومقارنتها مع ما يحدث اليوم وذلك ألجل التعرف على عوامل القوة والضعف‬

‫‪- 122 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫في الزمنين الماضي والحاضر ومعرفة األسباب التي كانت وراء كال منهما وتثبيت ما‬
‫هو مفيد وابعاد ما هو ضار وتصحيح األسباب التي كانت وراء ذلك من أجل وضع‬
‫خطط علمية مبنية على فلسفة هذه الطريقة المنتجة للجديد في مجاالت العلم والمعرفة‬
‫لتساهم في بناء مستقبل خالي من االنحراف عن القيم الحميدة ‪ ،‬وعلية فمن أراد أن‬
‫يستخدم الطريقة التاريخية علية أن يراعي ‪ ( :‬وحدة الزمن واتصاله وفقا للمحتوى الذي‬
‫يحمله )‪ ،‬واذا أردنا لهذه الطريقة خي ار علينا أن نحرر التاري من السيطرة السياسية‬
‫‪.‬‬ ‫التي تهيمن عليه وتزج به في مواقع ال يليق دخولها‬

‫وتعتبر المعرفة التاريخية معرفة جزئية بحيث ال يمكن الحصول علي معرفة كاملة‬
‫للماضي بسبب طبيعة مصادر المعرفة وتعرضها للتلف والتزوير‪ ،‬ويتم جمع البيانات‬
‫في البحث التاريخي من خالل مصدرين ‪:‬‬

‫‪ -4‬المصادر األولية ‪ :‬وهى المصادر التي قد تكون وثيقة أصلية مثل أسماء الكتب‬
‫والرسائل ‪ ،‬واألطروحات أو قد يكون المصدر شاهد عيان حضر الحادث ‪.‬‬

‫‪ -0‬المصادر الثانوية ‪ :‬وهى المصادر التي تمثل نسخة عن الوثيقة األصلية أو تقرير‬
‫مكتوب لشخص أجرى مقابلة مع شاهد عيان ‪.‬‬

‫بيانات البحث التاريخي إلى نوعين من النقد للحكم على مدى مالءمتها ‪:‬‬ ‫وتتعر‬

‫أ‪ -‬نقد خارجي ‪ :‬وهو الذى يتعلق بموثوقية الوثيقة التي أخذت منها البيانات ويتعلق‬
‫كذلك بسالمتها أو اكتمالها ‪.‬‬

‫ب‪ -‬نقد داخلي ‪ :‬وهو الذى يتعلق بدرجة الثقة والمصداقية الخاصة بما تحتويه الوثيقة‬
‫من حيث مدى مالءمة لغة الوثيقة للزمن الذى يفترض أنها كتبت فيه ‪ ،‬وكذلك من‬
‫حيث مدى توافق محتوى الوثيقة مع محتويات وثائق أو أدلة أخرى ‪ .‬وتختلف البحوث‬

‫‪- 123 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المسحية عن البحوث التاريخية في أن البحوث المسحية تعمل على عرض وتفسير‬


‫الواقع الحالي ‪ ،‬بينما البحوث التاريخية تعمل على عرض وتفسير الظواهر التي حدثت‬
‫في فترة زمنية سابقة ‪.‬‬

‫االعتبارات الواجبة لتطبيق منهج البحث التاريخي ‪-:‬‬

‫وهناك اعتبارات هامة لتطبيق منهج البحث التاريخي في البحوث حيث أن الدراسة‬
‫التاريخية ال تنحصر في جمع المعلومات والبيانات عن الظاهرة ‪ ،‬بل تتطلب بعض‬
‫المهارات واالعتبارات التي ينبغي على الباحث مالحظتها إذا ما أراد أن يطبق طريقة‬
‫علمية في البحث وهذه االعتبارات هي ‪- :‬‬

‫‪ -1‬إن الحقائق واألحداث والبيانات ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة للوصول إلى‬
‫نتائج قائمة على التحقيق واإلثبات والتفسير وعلية ينبغي اال ينظر إليها بصورة منعزلة‬
‫عن عصرها وأبعاد الحياة ومكوناتها التي أثرت فيها وتأثرت بها ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن المادة التاريخية تجربة ليست تجربة يمكن إعادتها والتأكد من صحتها ولذلك‬
‫يلجأ الباحث إلى السجالت واألثار الباقية ‪ ،‬وعلى مشاهدات وروايات ولذا فإنها تحتاج‬
‫إلى معايير دقيقة للنقد الداخلي والنقد الخارجي والتحقق من صحتها وصدق مضمونها‪.‬‬

‫‪ -3‬إن معظم الظواهر التاريخية ال يفسرها سبب واحد تفسي ار كافيا بل هناك عدة‬
‫أسباب متعددة ومتنوعة وهذا يتطلب من الباحث عدم االعتماد على أهم األسباب‬
‫والظروف المسببة للحادثة ‪ .‬بل كل ما يرتبط بها ‪ ،‬ويتفاعل معها ‪.‬‬

‫‪ -4‬هناك خصائص واتجاهات ينبغي توافرها في كل باحث خاصة في ميدان البحث‬


‫التاريخي للتأكد من صحة الفكرة التي ال يمكن إخضاعها للمالحظة المباشرة ‪ ،‬وهى ‪:‬‬

‫مراعاة الدقة ‪ ،‬والصحة ‪ ،‬واألمانة الفكرية ‪ ،‬وعدم التحيز لاهواء والرغبات الشخصية‬
‫والعنصرية والعقائدية ‪ ،‬وتوخي كفاية األدلة للتوصل إلى النتائج واألحكام ‪.‬‬

‫‪- 124 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أهمية المنهج التاريخي في البحث االجتماعي‪:‬‬

‫‪ -1‬أن التاري من عناصر التجديد والقوة في البناء االجتماعي على اعتبار أن الجانب‬
‫األكبر من الحياة االجتماعية متغير ومتطور وعن طريق دراستنا الماضي يمكن أن‬
‫يسير الحاضر سي اًر سوياً‪.‬‬

‫‪ -2‬تساعد دراسة التاري على االستقراء العلمي وصياغة القوانين االجتماعية ‪.‬‬

‫الباحث االجتماعي في الوقوف على العوامل المؤثرة في‬ ‫‪ -3‬تساعد دراسة التاري‬
‫المشكالت االجتماعية الراهنة ‪ ،‬وايجاد أساس صحيح للتخطيط االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن استخدام التاري عند علماء االجتماع والخدمة االجتماعية يعطي أساساً واقعياً‬
‫للتعريفات واالفتراضات واألسس المستخدمة في قياس العوامل المختلفة عند صياغة‬
‫النظرية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -5‬عن طريق المنهج التاريخي يمكن الكشف عن أصول األشكال االجتماعية‬


‫المعاصرة إذ ال يمكن أن نقيم تعميما متصالً بشكل من األشكال ما لم نقم عليه الدليل‬
‫التاريخي الذي يدعمه ‪.‬‬

‫‪ -6‬أن األشكال االجتماعية المعاصرة تعد نتائج تاريخية ال يتسنى فهمها أو مقارنتها‬
‫بغيرها إال بالرجوع إلى أبعادها؛ لذلك فالتاري يوسع من مجال استخدام المنهج المقارن‪.‬‬

‫‪ -7‬إن الرغبة البارزة لدى علماء االجتماع والخدمة االجتماعية في التوصل إلى ما‬
‫يسمى بالعوامل ذات الخلفية البعيدة تحتم الرجوع إلى التاري ‪.‬‬

‫‪ -1‬يرى بعض علماء االجتماع والخدمة االجتماعية أن فهم أي مجتمع ال يتحقق إال‬
‫إذا وضعناه في إطار فترة زمنية محددة فالسياق الزمني والتاريخي هو قالب األشكال‬
‫االجتماعية ‪.‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫خصائص البحث التاريخي‪:‬‬

‫يمكن ذكر خصائص البحث التاريخي كما لخصها إيزاك ومايكل (‪1117‬م) فيما يلي‬

‫‪ -1‬يعتمد البحث التاريخي على بيانات ومشاهدات اآلخرين ‪.‬‬

‫‪ -2‬يتطلب البحث التاريخي التعمق في التحليل والدقة في التصنيف والشمولية في‬


‫مراجعة المصادر ‪.‬‬

‫‪ -3‬يعتمد البحث التاريخي على المصادر األولية كون الباحث يتعامل معها مباشرة‬
‫كشهود عيان ‪ ،‬أو الوثائق والمخطوطات ‪ ،‬كما يعتمد على المصادر الثانوية‬
‫حيث إن الباحث ينقل عن اآلخرين أو ينقل من وثائق غير الوثائق األصلية ‪.‬‬

‫‪ -4‬يختلف البحث التاريخي عن مراجعة الدراسات السابقة التي تجري في البحوث‬


‫األخرى ‪ .‬ألنه أكثر شمولية فهو يذهب إلى أبعد مما تذهب إلية الدراسات السابقة ‪،‬‬
‫ويبحث عن البيانات المنشورة وغير المنشورة مهما كان قدمها من خالل مراجعة‬
‫جميع المصادر المتاحة ‪.‬‬

‫خطوات البحث التاريخي ‪:‬‬

‫يمر البحث التاريخي في خطوات رئيسية هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد مشكلة البحث‬

‫‪ -2‬جمع الحقائق المتعلقة بالمشكلة‬

‫‪ -3‬تصنيف الحقائق وتحليلها ومحاولة الربط بينها‬

‫‪ -4‬عرض النتائج‬

‫‪ -4‬كتابة التقرير النهائي للبحث‬

‫‪- 126 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫مزايا البحث التاريخي ‪:‬‬

‫‪ -4‬البحث التاريخي هو األسلوب الوحيد الذى يدرس ظواهر التطور في الحضارة‬


‫اإلنسانية والطبيعية في مختلف مجاالت الحياة ‪.‬‬

‫‪ -2‬يعتمد المنهج التاريخي كغيرة من المناهج على خطوات البحث العلمي مثل تحديد‬
‫المشكلة ‪ ،‬ووضع التساؤالت أو الفرضيات وجمع المعلومات واختبار الفرضيات‬
‫والوصول إلى نتائج وتعميمات ‪.‬‬

‫عيوب البحث التاريخي ‪:‬‬

‫‪ -4‬عدم قدرة المنهج التاريخي على تفسير األحداث التاريخية بدالله الموقف واألفراد‬
‫والثقافات األصلية للفترة التاريخية موضوع الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -0‬عدم مقدرة الباحث على التعامل مع الحقائق التاريخية وتفسيرها في ضوء‬


‫افتراضات رئيسية ‪.‬‬

‫‪ -2‬إن المنهج التاريخي يقوم على تحليل الباحث لمصادر مدونة أصال من قبل آخرين‬
‫سبقوه وهذا يجعل المعلومات التاريخية عرضة للهوى والتفسير الذاتي ‪ ،‬كما أنه ليس‬
‫هناك مقياس علمي دقيق لتقرير صدق األدلة والبراهين في البحث التاريخي ألنه يعتمد‬
‫إلى حد كبير على أسلوب التحليل الكيفي ‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المراجع المستخدمة‬

‫‪ -4‬عبد الباسط محمد حسن ‪ :‬أصول البحث االجتماعي ‪ ،‬ط‪،14‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة وهبة‬
‫‪.2311 ،‬‬

‫‪ -0‬محمد عويس ‪ :‬البحث العلمي في الخدمة االجتماعية "الدراسة والتشخيص في‬


‫بحوث الممارسة" ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.‬‬
‫‪ -2‬غريب عبد السميع غريب ‪ :‬البحث العلمي االجتماعي بين النظرية واإلمبيريقية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للنشر ‪.1111 ،‬‬

‫‪ -4‬أحمد بدر‪ :‬أصول البحث العلمي ومناهجه ‪ ،‬الدوحة ‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪1114 ،‬‬

‫‪ -5‬صالح مصطفى الفوال ‪ :‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية ‪،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة‬


‫غريب ‪.1112 ،‬‬

‫‪ -6‬عبد العزيز عبد هللا مختار‪ :‬طرق البحث للخدمة االجتماعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬دار‬
‫المعرفة الجامعية ‪.5991 ،‬‬

‫‪ -7‬خليل عبد المقصود وآخرون ‪ :‬أصول البحث االجتماعي في الخدمة االجتماعية ‪،‬‬
‫الفيوم ‪ ،‬مكتبة الصفوة ‪.2333،‬‬

‫‪ -1‬محمد طلعت عيسى ‪ :‬تصميم وتنفيذ البحوث االجتماعية الطبعة األولي القاهرة ‪،‬‬
‫مكتبة القاهرة ‪.1171،‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم عبد الرحمن رجب ‪ :‬مناهج البحث في العلوم االجتماعية والسلوكية‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬دار الصحابة للنشر والتوزيع ‪.2335 ،‬‬
‫‪-13‬حسين عبد الحميد رشوان ‪ :‬ميادين علم االجتماع ومناهج البحث العلمي ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪.1177 ،‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫أنواع المناهج المستخدمة في بحوث الخدمة االجتماعية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -11‬عبد الرحمن بدوى ‪ :‬مناهج البحث العلمي ‪ ،‬ط‪ ،3‬الكويت ‪ ،‬وكالة المطبوعات ‪.‬‬
‫‪.1177‬‬
‫‪ -12‬عمار بوحوش ‪ ،‬محمد محمود الذنيبات ‪ :‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد‬
‫البحوث ‪ ،‬ط‪ ،4‬الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.‬‬

‫‪ -13‬محمد محمد قاسم ‪ :‬المدخل الي مناهج البحث العلمي‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية للطباعة والنشر ‪.1111،‬‬

‫‪ -14‬عقيل حسين عقيل ‪ :‬خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة إلى تفسير‬
‫النتيجة ‪ ،‬دار ابن كثير ‪ ،‬د‪ .‬ت ‪.‬‬

‫‪ -15‬رحيم يونس كرو العزاوي ‪ :‬مقدمة في منهج البحث العلمي ‪ ،‬األردن ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫دار دجلة ‪.2337 ،‬‬

‫‪ -16‬سالم بن سعيد القحطاني وآخرون ‪ :‬منهج البحث في العلوم السلوكية مع تطبيقات‬


‫على ‪ SPSS‬ط‪،،2‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬جامعة الملك سعود ‪.2334 ،‬‬

‫‪ -17‬ذوقان عبيدان وآخرون ‪ :‬البحث العلمي ‪ :‬مفهومة‪ ،‬وأدواته ‪ ،‬وأساليبه ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫دار مجدالوى للنشر والتوزيع ‪.4118 ،‬‬

‫‪ -11‬صالح حمد العساف ‪ :‬المدخل إلى البحث في العلوم السلوكية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مكتبة‬
‫العبيكان ‪. 1115 ،‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫الفصل الخامس‬
‫أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة‬
‫االجتماعية‬
‫المبحث األول‪ :‬المالحظة كأداة جمع البيانات‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االستبيان كأداة جمع البيانات‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المقابلة (االستبار)‪ :‬كأداة جمع البيانات‪.‬‬

‫أ‪.‬د‪ /‬سلوى رمضان عبد الحليم عبد العزيز ‪ -‬أستاذ بقسم التنمية والتخطيط كلية‬
‫الخدمة االجتماعية ‪-‬جامعة الفيوم ‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬


- 131 -
‫الفصل الخامس‬

‫أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة االجتماعية‬

‫مقدمة‬

‫تتعدد أدوات جمع البيانات المطلوب الحصول عليها للتحقق من صحة فروض‬
‫البحث أو الرد علي التساؤالت المطروحة من قبل الباحث ‪ ،‬كما تختلف أدوات جمع‬
‫البيانات حسب طبيعة المعلومات المطلوب جمعها وحسب طبيعة أهداف البحث والعينة‬
‫المختارة وخصائصها وطبيعة الظاهرة المراد دراستها ‪ .‬كما تختلف األدوات حسب نوع‬
‫الدراسة والمنهج المستخدم ‪ ،‬فاالستبيان مثال يفيد عنما يكون المجتمع كبير والمنهج‬
‫المستخدم هو المسح االجتماعي والدراسة وصفيه ومفردات البحث علي درجة من‬
‫الثقافة والتعليم ‪ ،‬بينما تصلح أداة المالحظة مع الظواهر السلوكية وتصلح المقابلة أكثر‬
‫عندما يكون األشخاص عينة البحث من األميين أو األطفال ‪ .‬ويمكن للباحث استخدام‬
‫أكثر من وسيلة أو أداة في البحث الواحد لتجنب عيوب إحداهما ولدراسة الظاهرة من‬
‫كافة الجوانب ‪.‬‬

‫تعريف األداة‪:‬‬

‫تعرف األداة بأنها الوسيلة العملية أو الوسائل واألساليب التي سوف يستخدمها الباحث‬
‫في جمع بياناته من المفردات في المجتمع الذي يحدده للدراسة ‪ ،‬والتي جميعها ترجمة‬
‫لكلمة ‪ Tools‬حيث يستخدمها الباحث للحصول علي المعلومات التي تساعده في‬
‫‪.‬‬ ‫اختبار الفروض أو في مرحلة الدراسة والتشخيص للتدخل المهني‬

‫‪- 132 -‬‬


‫وتعتمد اختيار أدوات جمع البيانات في بحوث الخدمة االجتماعية علي المحكات‬
‫اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬نوع المعلومات المراد الحصول عليها‬

‫‪ -‬حجم المجتمع المبحوث‬

‫‪ -‬نوع الدراسة المتبع‬

‫‪ -‬نوع المنهج المستخدم‬

‫‪ -‬خصائص االفراد المبحوثين‬

‫‪ -‬قدرة الباحث العلمية والمادية‬

‫‪ -‬قابلية األداة للتصديق العلمي‬

‫وبوجه عام يمكن تقسيم وسائل وأدوات جمع البيانات إلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬المالحظة‬

‫‪ -2‬االستبيان (االستخبار أو االستقصاء)‬

‫‪ -3‬االستبار (المقابلة )‬

‫‪ -4‬المقاييس العلمية‬

‫وسوف نتناول هذه األدوات بشيء من التفصيل في المباحث األتية ‪:‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫المبحث األول‬

‫‪ :‬المالحظة كأداة لجمع البيانات‬


‫تعرف المالحظة بأنها ‪ :‬توجيه الحواس لمشاهدة ومراقبة سلوك معين أو ظاهرة معينة‬
‫وتسجيل جوانب ذلك السلوك أو خصائصه ‪ .‬والمالحظة أحد أساليب البحث العلمي‬
‫وأداة من أدوات جمع البيانات الخاصة ببحوث الخدمة االجتماعية تتم من خالل‬
‫المشاهدة المنظمة وتوجيه‬

‫عقل الباحث أو الممارس وحواسه حول تقييم ظاهرة معينة من الظواهر االجتماعية بما‬
‫ُيمكن الباحث من فهم سلوك الفرد أو الجماعة وظروفهم المحيطة مع استقراء ما يحدث‬
‫من ردود أفعال من خالل الربط بين المشاهد والمسموع والمحسوس والمدرك ‪ .‬وتتضمن‬
‫المالحظة تسجيل ما يتم مشاهدته في فترة محددة ‪ ،‬ويتم االستفادة من ذلك في التوصل‬
‫‪.‬‬ ‫الي المعرفة العلمية المراد الوصول إليها أو المستهدفة‬

‫‪ -1‬تتطلب المالحظة توفر عدة متطلبات منها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬تحديد زمن المالحظة ألنها تشتمل علي لحظة حدوث الشيء المالحظ‬

‫ب‪ -‬تحديد هدف أو أهداف المالحظة‬

‫ج‪ -‬توفير مالحظ لديه القدرة والمهارة علي القيام بإجراءاتها ألنها تركز علي المعاينة‬
‫لما هو محسوس‬

‫د‪ -‬تحديد من يتم مالحظتهم‬

‫هت ‪ -‬توفير أدوات للمالحظة علي درجة من الصدق‬

‫‪- 134 -‬‬


‫و‪ -‬تدوين المالحظات وتفسيرها علميا وفق زمن محدد‬

‫الفرق بين المالحظة والمشاهدة ‪:‬‬

‫المشاهدة ‪: Observation‬يقصد بالمشاهدة رؤيه الشيء المراد رؤيته باالقتصار‬


‫علي حاسة البصر (العين) في مشاهدة االشكال واألعمال والسلوك والصور وتمكن‬
‫الباحث من الوصف لما شاهده‬

‫وتوجد عالقة ترابطية بين المشاهدة والمالحظة تتمثل في أن المالحظة عميقة وواسعة‬
‫وتحتوي علي االستنتاج العقلي أما المشاهدة فتحتوي علي المعاينة بالعين للشيء وذلك‬
‫عن طريق تفحصه ككل وكجزء بنظرة فاحصة أي أن المعاينة بالمشاهدة تتم لاشكال‬
‫والصور واألجسام وحركتها والتعرف علي مكوناتها ‪ .‬لذا فالمشاهدة هي وسيلة علي‬
‫أهمية عالية للمالحظة‪ .‬ويمكن تحديد الفرق والرابط بينهما في االتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تعتمد المشاهدة علي ما تراه العين ولكن ليس كل ما تراه العين هو حقيقة وذلك‬
‫ألن الظاهر قد ال يكون الباطن ولهذا فاالعتماد علي المشاهدة في القضايا العلمية‬
‫مساله غير يقينيه فيصعب التسليم بمصداقيتها " قال تعالى وترى الناس سكارى وما‬
‫هم بسكارى " ولهذا فاالعتماد علي المشاهدة في القضايا العلمية مسألة غير يقينية‬
‫فيصعب التسليم بمصداقيتها ولهذا فإن االعتماد على حاسة البصر (العين) في‬
‫المقارنات العلمية غير كاف وليس دقيق ‪.‬‬

‫‪ -2‬ترتبط المالحظة بالموضوع وال تنفصل عنه ألنها إذا انفصلت عنة تصبح غير‬
‫علمية فمثال المالبس واالشكال والصور تشاهد وال تالحظ أما االحترام والتقيد بالذوق‬
‫العام يالحظ وال يشاهد (بمعني أن المالحظة ال تتوقف عند حد الصور واألشكال كما‬
‫هو في المشاهدة بل المالحظة تتعداها الي المعاني واأللفاظ وما يحاول أن يخفيه‬
‫المبحوث أو المالحظ أثناء دراسة حالته ‪.‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫‪ -3‬المالحظة أكثر أداة إلثبات الحقائق وتكون المشاهدة خير دليل وشاهد عليها‬

‫‪ -4‬فالمشاهدة هي الوقوف عن كثب علي الشيء المراد رؤيته ألنها مقتصرة على‬
‫العين في مشاهدة األشكال واألفعال وتمكن الباحث من الوصف لما يشاهده ‪.‬‬
‫والمالحظة هي الربط بين المشاهد والمسموع ألنها األداة المستعملة لحاستي السمع‬
‫والبصر والعقل في وقت واحد فيالحظ اإلنسان بأذنيه كما يالحظ بعينية ولكنة ال‬
‫يستطيع المشاهدة بحاسة السمع‬

‫‪ -5‬المالحظة تشمل على لحظة حدوث الشيء فيالحظ في حينها (وقت حدوث الفعل)‬
‫وهذه قد تكون عن رؤية ‪ ،‬وقد تكون عن استماع مباشر واع ومقصود ‪ ،‬وتتفق‬
‫المشاهدة والمالحظة على أهمية الحضور لكي تتم عملية الرؤية المباشرة للمصدر ذو‬
‫العالقة بالموضوع ‪.‬‬

‫‪ -6‬المشاهدة تحتوى علي المعاينة بالعين للشيء بالمشاهدة وذلك عن طريق تفحصه‬
‫ككل وكجزء بنظرة نافذة أي أن المعاينة بالمشاهدة تتم لاشكال والصور واألجسام‬
‫وحركتها والتعرف على مكوناتها‬

‫‪ -7‬المالحظة تمكن الباحث من استقراء التاري واستنباط العبر منه فمن خالل مشاهده‬
‫اآلثار والنقوش والزخارف والوثائق يتم التعرف علي أحداث أو حضارات قد سادت‬
‫وبادت ‪.‬‬

‫‪ -1‬المالحظة تفسيرية إلي جانب كونها وصفية ألنها تعتمد على الحس والعقل وتتعلق‬
‫بالظاهر والكامن ‪.‬‬

‫‪ -1‬أما المشاهدة فهي أداة استطالعية وتقتصر على الوصف أي أن المشاهدة تصف‬
‫السلوك والمالحظة تصف ما يترتب عليه من ردود أفعال أو افتعاالت وانفعاالت وهى‬
‫كذلك تفسر بنظرة اختباريه فاحصة وتصفه بوعى ‪.‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫لذا فالمالحظة والمشاهدة هما أداتان هامتان لوسيلة المقابلة أي من خالل المقابلة يمكن‬
‫مشاهدة المبحوث وتصرفاته ويمكن مالحظة ردود أفعاله على األسئلة المطروحة عليه‬
‫من قبل الباحث‬

‫أهمية المالحظة ‪ :‬ترجع أهمية المالحظة عن غيرها من أدوات جمع البيانات بأنها‬
‫تفيد في ‪:‬ــــ‬

‫‪ -1‬جمع بيانات تتصل بسلوك االفراد الفعلي في بعض المواقف الواقعية في الحياة‬
‫بحيث يمكن مالحظتها دون عناء كبير أو التي يمكن تكرارها بدون جهد ‪.‬‬

‫‪ -2‬تفيد في جمع البيانات في األحوال التي يبدي فيها المبحوثين نوعا من المقاومة‬
‫للباحث ويرفضون اإلجابة علي أسئلته ‪.‬‬

‫‪ -3‬تعتبر المالحظة من أهم وسائل جمع البيانات ألنها ال تعتمد علي التقرير اللفظي‬
‫للمبحوثين مما يقلل تدخل العوامل الذاتية التي تهدد صدق البيانات التي يتم جمعها‬
‫بوسائل أخري كالمقابلة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تفيد الباحث في جمع بيانات لها أهميه في الدراسات الكشفية والوصفية والتجريبية‪.‬‬

‫‪ -5‬تمكن الباحث من االستقراء واالستنباط ‪.‬‬

‫‪ -6‬تمكن الباحث من معرفة ردود األفعال ‪.‬‬

‫‪ -7‬تفيد في دراسة ديناميكية األفراد والجماعات والمجتمعات ‪.‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫الحاالت التي ال يتيسر فيها استخدام المالحظة في البحث وهي ‪:‬‬ ‫هناك بع‬

‫أ‪ -‬الحاالت الماضية وكذلك الحاالت التي يرغب فيها الباحث في دراسة أنواع معينة‬
‫من السلوك كالسلوك الجنسي أو بعض األزمات والخالفات األسرية ‪ ،‬وكذا المواقف‬
‫التي يصعب فيها علي الباحث أن يتنبأ بأنواع السلوك المطلوب دراستها ‪.‬‬

‫ب‪ -‬ومما يزيد صعوبة المالحظة أن الحواس كثي ار ما تخدع الباحث عن رؤية األشياء‬
‫كما حدثت فعال وكثي ار ما يكون العقل نفسه هو مصدر الخطأ في عملية المالحظة إذ‬
‫أنه يحاول ملء الثغرات دون وعي وفقا للخبرة والمعرفة السابقة ‪ ،‬وقد ال يالحظ اإلنسان‬
‫من الظواهر إال ما يتصل باهتمامه أو ما يتفق مع اتجاهاته وأغراضه‪ ،‬ويحدث أيضا‬
‫أن يخلط العقل بين الفكرة والواقعة بمعني أن الوقائع قد ال تظهر كما هي ‪ .‬بل يحيلها‬
‫العقل إلي أفكار مجردة وهذه األفكار قد ال يكون لها أصل في الواقع فتكون من خلقه‬
‫وتفكيره هو‪.‬‬

‫القدرات والمهارات الواجب توافرها في الباحث عند استخدام أداه المالحظة ‪:‬‬

‫‪ -1‬القدر علي االنصات الواعي لآلخرين وتفهم وجهات نظرهم‬

‫‪ -2‬القدرة علي التذكر والتصور والتخيل والتفكير وفقا لما هو متوقع وغير متوقع‬

‫‪ -3‬القدرة علي التمييز بين المعايير التي يحتكم األفراد والجماعات والمجتمعات إليها‬

‫‪ -4‬القدرة علي تحديد الرؤية لما يجب أن يحدث ومتابعة ما يحدث بالفعل‬

‫‪ -5‬االهتمام بجميع المتغيرات التي يمكن أن تؤثر علي الموضوع المدروس وتبني‬
‫التفكير في المتغيرات الجديدة ووضع معايير لها‬

‫‪ -6‬القدرة علي االتصال باآلخرين ووحدة التعامل التي يتعامل معها‬

‫‪- 138 -‬‬


‫خطوات إجراء المالحظة‬

‫تتطلب عملية تصميم المالحظة عددا من الخطوات المتتابعة نستعرضها في اآلتي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحديد الهدف من المالحظة ‪:‬يبدأ الباحث بتحديد الهدف من المالحظة والذي‬
‫يستقيه من األهداف الرئيسية للدراسة وفرضياتها ‪ ،‬ويصاغ الهدف في عبارة واحدة أو‬
‫اكثر حسب طبيعة البحث وأهدافه ‪ .‬مثال ( ممكن صياغة الهدف في تحديد مستوي‬
‫السلوك العدواني للطفل أثناء تفاعله مع األطفال بالحضانة )‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد المتغيرات محل الدراسة ‪:‬ويقصد هنا تحديد السلوكيات أو األفعال المراد‬
‫مشاهدتها في الحالة محل الدراسة أو مفردات العينة وترجع أهميه ذلك الي أن الباحث‬
‫يشاهد أشياء كثيره أثناء إجراء المالحظة ومن الصعب علية تسجيل كل المشاهدات‬
‫والمالحظات لذا يجب أن يركز علي ما يهدف إلي مشاهداته ومالحظته في عينة‬
‫البحث ويسجلها حتي ال يشتت ذهنه وقدراته ويسجل مشاهدات ليس لها أهمية في‬
‫تحقيق أهداف البحث حيث يعد ذلك مضيعة لوقت وجهد الباحث ‪ ( .‬في المثال السابق‬
‫ممكن نحدد المتغيرات في مالحظة السلوك العدواني أثناء تفاعل الطفل مع أقرانه في‬
‫الحضانة أثناء اللعب ‪ /‬أثناء تناول الطعام ‪ /‬أثناء الدرس ) ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تحديد وحدة السلوك لكل متغير ‪ :‬ويقصد بها تحديد الجزء من السلوك الذي‬
‫يجب علي الباحث أن يالحظه ‪ .‬بمعني أنه إذا قام الباحث بتحديد المتغيرات التي يريد‬
‫دراستها فإن كل متغير يحتوي علي عدد من السلوكيات التي يصعب علي الباحث‬
‫مالحظتها وتسجيلها إضافة الي أن تحديد وحده السلوك للمتغير المدروس يساعد في‬
‫تحديد النتائج بدقة ‪ .‬في المثال السابق وحد السلوك هي أشكال أو أنماط السلوك‬
‫تكرره في الزمن الذي يحدده‬
‫العدواني أثناء تفاعل الطفل مع أقرانه في الحضانة وعدد ا‬
‫الباحث لمالحظة ذلك السلوك ‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫رابعا‪ :‬تحديد الظرف المناسب إلجراء المالحظة‪ :‬ألن موضوع المالحظة يتأثر ويؤثر‬
‫في الظرف الزماني والمكاني لذا ينبغي على الباحث إجراء المالحظة في الظروف‬
‫الطبيعية لها لكى يتحصل علي معلومات غير متأثره بظروف خارجية ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬تحديد نموذج المالحظة وأسلوب التسجيل ‪ :‬في هذه الخطوة يقوم الباحث‬
‫بتصميم نموذج من خالله يتم تسجيل وحدة السلوك متي ما حدثت أثناء المالحظة‬
‫ولعل أفضل طريقة هي كتابة وحدة السلوك في عمود وكتابه عدد مرات تكرارها أثناء‬
‫المالحظة في عمود مواز ويمكن أضافه عمود للفترات الزمنية ألتيان السلوك المالحظ‬
‫‪ .‬أو أضافه عمود ثالث لشكل أو نمط السلوك كما في حاالت السلوك العدواني ‪ .‬كما‬
‫هو موضح في المثال السابق ‪ .‬أما بالنسبة ألسلوب التسجيل فيعد مسألة فنية من حيث‬
‫التقنية ومن حيث األسلوب فقد يستوجب الموضوع أن يكون التسجيل أثناء زمن حدوث‬
‫الفعل أو السلوك المشاهد والمالحظ وقد يتطلب الموضوع أن يكون التسجيل في نهاية‬
‫المشاهدة والمالحظة ‪ ،‬وقد يكون التسجيل بعلم المبحوث ‪ ،‬وقد ال يكون بعلمة ‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬االختبار األولي لنموذج المالحظة ‪ :‬يقوم الباحث في هذه المرحلة بتطبيق‬
‫النموذج واخت باره علي عينة من المبحوثين (عينة عشوائية من ‪ )6-4‬مفردة ‪ ،‬ويكتب‬
‫الباحث مالحظاته حول النموذج المستخدم من حيث نواحي النقص في النموذج ومن‬
‫حيث كفايته وكفاءته في وصف السلوك المستهدف مالحظته حتي يتم تطويره ليحقق‬
‫أهداف الباحث من إجراء المالحظة ‪.‬‬

‫سابعاً ‪ :‬اختيار وتدريب المالحظين ‪:‬يجب اختيار المالحظين بعناية حتي يتم الحصول‬
‫علي بيانات ومالحظات دقيقيه تفي بأغراض البحث لذا يجب توافر بعض المهارات‬
‫الالزمة لذلك في القائمين بالمالحظة مثل درجه الذكاء العالية وامتالك مهارات لغوية‬
‫جيدة ولديهم حافز للعمل كمالحظين ‪ .‬وبعد أن يتم اختيار المالحظين يتم تدريبهم علي‬
‫األداة باتباع عدة خطوات منها ( شرح الهدف من البحث وأهميته وشرح نموذج‬

‫‪- 141 -‬‬


‫المالحظة وأهدافه والوحدات السلوكية المراد مالحظتها ‪ ،‬ثم اخضاعهم لالختبار لمعرفة‬
‫مدي فهمهم لنموذج المالحظة ثم عرض مواقف مشابهة من الواقع للحالة التي سيتم‬
‫مالحظتها ثم تدريبهم علي حاالت واقعية مشابهة لعينة البحث بعد تدريبهم عن طريق‬
‫الفيديو ‪.‬‬

‫ثامناً ‪ :‬إجراء المالحظة ‪ :‬يقوم الباحث في هذه المرحلة في تطبيق نموذج المالحظة‬
‫علي عينة البحث ومن ثم تفريغها وتحليلها وتفسيرها الختبار فرضيات البحث التي‬
‫سبق وأن طرحها الباحث ‪.‬‬

‫طرق إجراء المالحظة ‪:‬تتم المالحظة بأحدي طريقتين هما ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المالحظة عن طريق المشاركة ضمن المجموعة ‪:‬وهذه الطريقة تتضمن اشتراك‬
‫الباحث في حياة وأنشطة المجموعة التي يقوم بمالحظتها كعضو في الجماعة سواء‬
‫مشاركة (كليه – أو جزئية) لفترة زمنية مؤقتة هي فترة إجراء المالحظة ‪ ،‬وتتضمن هذه‬
‫الطريقة أن ال يكشف الباحث عن نفسة أو يفصح عن شخصيته ليظل سلوك الجماعة‬
‫تلقائيا بعيدا عن التصنيع والرياء ‪ ،‬أو قد يعلن الباحث عن نفسة بشكل صريح بأنه‬
‫يرغب العمل مع الجماعة كباحث ويكشف عن غرضة وبمرور الوقت يألفه أفراد‬
‫المجتمع ويصبح وجودة أم ار طبيعيا‪ ،‬وقد شاع استخدام أسلوب المالحظة بالمشاركة في‬
‫ميدان األنثروبولوجيا االجتماعية في دراسة الوحدات االجتماعية الصغيرة كاألسرة‬
‫والقبيلة ‪ ،‬وفي دراسة الوحدات الكبيرة كالقرية والمدينة ‪.‬‬

‫مميزات وعيوب طريقة المالحظة بالمشاركة‬

‫‪ -1‬تتميز المالحظة بالمشاركة في أن الباحث يتفاعل مع المجموعة بشكل أكبر ولديه‬


‫فرصة أكبر لفهم سلوكياتها وقيمها ‪.‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫‪ -2‬كما أنها قد تزيل الرهبة والخوف عن المبحوثين وبالتالي تقل السلوكيات المفتعلة‬
‫من قبل المبحوثين مما يزيد من الثقة بالنتائج التي يتوصل إليها الباحث ‪.‬‬

‫ومن عيوبها ‪:‬‬

‫‪ -1‬تعذر تسجيل المالحظات بالكامل خاصة إذا لم يفصح الباحث عن هويته حيث‬
‫يضطر الباحث إلي االعتماد على ذاكرته وكذلك احتمال تدخل الباحث بغير قصد‬
‫لتغيير سلوك المجموعة إلي ما يريده كباحث مما يؤثر في دقة البيانات ‪.‬‬

‫‪ -2‬الخوف من تحيز الباحث الحدي الجماعات أو األفراد وتكوين عالقات قوية مع‬
‫البعض دون اآلخر فيؤدي الي التضليل في النتائج ‪.‬‬

‫ب‪ -‬طريقة المالحظة بدون مشاركة الباحث ضمن المجموعة أو عينة البحث‬

‫وفي هذه الطريقة يقوم الباحث بالمشاهدة والمالحظة دون أن يشترك في أي نشاط تقوم‬
‫به الجماعة أو العينة موضوع المالحظة‪ .‬حيث تتطلب بعض البحوث أال يتفاعل‬
‫الباحث مع المجموعة ‪ ،‬وأال يكشف هويته حتي ال يتأثر المبحوثين بحضور الباحث‪،‬‬
‫أو بمعرفتهم أنهم تحت المالحظة ‪ ،‬ويتم ذلك عادة من خالل استخدام الشاشة البصرية‬
‫أو الفيديو‪.‬‬

‫مزايا وعيوب طريقه المالحظة بدون مشاركة ‪:‬‬

‫‪ -1‬تهيئ للباحث فرصة مالحظة السلوك الفعلي للجماعة في صورته الطبيعية وكما‬
‫يحدث فعال في مواقف الحياه الحقيقية وهنا يضمن قلة تأثير المالحظ علي تعديل‬
‫وتوجيه السلوك المالحظ‪.‬‬

‫‪ -2‬تجنب الباحث األخطاء التي قد يقع فيها لو أنه استعان بأداة أخري لجمع البيانات‬
‫كاالستبيان ‪.‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫‪ -3‬تالفي عيوب المالحظة بالمشاركة التي سبق ذكرها ‪.‬‬

‫ومن عيوبها ‪ :‬أنها مكلفة من ناحية مادية وكذلك صعوبة الحصول علي إذن مسبق‬
‫من المسؤولين عن عينة البحث ‪.‬‬

‫أنواع المالحظة ‪:‬‬

‫‪ -1‬المالحظة البسيطة‪Simple observation :‬‬

‫‪ -‬وفيها يتم مالحظة الظواهر كما تحدث تلقائيا في ظروفها الطبيعية دون إخضاعها‬
‫للضبط العلمي وبغير استخدام أدوات دقيقة للقياس للتأكد من دقة المالحظة‬
‫وموضعيتها‬

‫‪ -‬يستخدم هذا النوع في الدراسات االستطالعية لجمع البيانات األولية عن جماعة‬


‫معينة من الناس في بيئة معينة وتحت ظروف معينة من حيث أوجه نشاطهم وطرق‬
‫معيشتهم ‪ ،‬حيث ال تكون لدى الباحث فكرة قبلية محددة عن أنواع السلوك التي يتوقع‬
‫أن تصدر عن أولئك الذين يحاول رصد سلوكهم ‪،‬كدراسة أوجه النشاط التي يمارسها‬
‫األهالي في منطقة ريفية أو أنواع العالقات بين جماعة من العمال ‪.‬‬

‫‪ -0‬المالحظة المنظمة ‪:Systematic Observation :‬ت ت هي المالحظة العلمية‬


‫التي تتم في ظروف مضبوطة ضبطا علميا دقيقا وتخضع لدرجة عالية من الضبط‬
‫بالنسبة للمالحظ القائم بالمالحظة أو بالنسبة لافراد المالحظين أو بالنسبة للموقف‬
‫الذى تجرى فيه المالحظة ‪ .‬وتحدد فيه ظروف المالحظة كالزمان والمكان ‪ ،‬وتنحصر‬
‫في موضوعات محددة سلفا وتقتصر على إجابة األسئلة أو تحقيق الفروض التي‬
‫وضعها الباحث ‪ .‬ويستخدم هذا النوع في الدراسات الوصفية والدراسات التي تختبر‬
‫فروضا سببية لما تتميز به المالحظة المنظمة من دقة وعمق وتركيز ‪.‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫مميزات المالحظة كأداة لجمع البيانات ‪:‬‬

‫‪ -1‬درجة الثقة في المعلومات التي يحصل عليها الباحث بواسطة المبحوث (المالحظ)‬
‫أكبر منها في بقية أدوات البحث بسبب أن المعلومات تنتج عن سلوك طبيعي غير‬
‫متكلف ‪ ،‬بينما أدوات البحث األخرى قد يدلي المبحوث ببيانات صحيحة أو بيانات‬
‫مصطنعة ‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة بعض السلوكيات التي يتعذر جمع بيانات عنها عن طريق استخدام‬
‫االستبانة أو المقابلة ‪ .‬حيث تساعد في الحصول علي بيانات حول سلوك من ال‬
‫يستطيعون التعبير عن أنفسهم قوال أو كتابه كاألطفال والصم والبكم والحيوانات وغيرها‪.‬‬

‫‪ -3‬تساعد أداة المالحظة الباحث أن يدرس األلفاظ والحركات الجسدية وكذا ما وراء‬
‫السلوك واالنفعاالت ‪.‬‬

‫‪ -4‬أفضل طريقة مباشرة لدراسة أنواع من الظواهر والسلوك اإلنساني ‪.‬‬

‫عيوب المالحظة كأداة لجمع البيانات‬

‫‪ -1‬احتمال تحيز الباحث عن طريق تفاعله مع الموقف أو تأثره بقيمه الخاصة‬


‫واتجاهاته نحو الموضوع محل الدراسة مما يؤثر علي نتائج دراسته ‪.‬‬

‫‪ -2‬اندماج الباحث مع المجموعة ومعرفة هويته من قبل المبحوثين قد يجعلهم يغيرون‬


‫سلوكهم بشكل مغاير لسلوكهم قبل أو بعد انتهاء الدراسة ‪.‬‬

‫‪ -3‬صعوبة ترميز البيانات التي يتم جمعها عند دراسة بعض المشاكل ومن ثم صعوبة‬
‫تحليلها إحصائيا ‪.‬‬

‫‪ -4‬قد تتدخل عوامل خارجية تعوق أسلوب المالحظة كالعوامل الشخصية الطارئة او‬
‫الظروف الفيزيقية أو وقوع أحداث أخري بديلة ‪.‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫‪ -5‬إمكانية تحيز الباحث عند تسجيله للنمط السلوكي المالحظ فقد يتجه اهتمام‬
‫الباحث بما يؤيد مسلمات سابقة لدية ومن ثم يضخم أو يقلل من قيمة بعض المظاهر‬
‫يالحظها‪.‬‬ ‫السلوكية التي‬

‫‪ -4‬ما تثيره المالحظة من جدل بين علماء الدراسات اإلنسانية حول مخالفة المبادئ‬
‫األخالقية عندما ال يتم إخبار األفراد تحت الدراسة للمالحظة ‪.‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫‪ :‬االستبيان (االستقصاء)‬
‫تعريف االستبيان ‪ :‬أداة أو وسيلة لجمع البيانات والحصول علي الحقائق عن الظواهر‬
‫والمشكالت والظروف االجتماعية القائمة بالفعل قوامها االعتماد علي مجموعة من‬
‫األسئلة تعد وفق أسس علمية وأهداف محدده ترسل لعدد كبير نسبيا من أفراد المجتمع‬
‫(عينه البحث) المحددة مسبقا من قبل الباحث دون تدخل من الباحث في التقرير الذاتي‬
‫للمبحوثين في هذه البيانات ‪ .‬ويطلق علي هذه الوسيلة "االستفتاء" أو "االستقصاء" أو‬
‫"االستبيان " وجميعها ترجمة للكلمة اإلنجليزية " ‪. Questionnaire‬‬

‫ويعتبر االستبيان من أكثر األدوات المستخدمة في جمع البيانات بخاصة في العلوم‬


‫االجتماعية ‪ .‬ومن أكثر أدوات جمع البيانات شيوعا واستخداما في منهج المسح‬
‫االجتماعي وذلك إلمكانية استخدامه في جمع المعلومات عن موضوع معين من عدد‬
‫كبير من األفراد يجتمعون أو ال يجتمعون في مكان واحد ‪.‬‬

‫طرق تطبيق االستبيان "االستقصاء"‪:‬‬

‫يطبق االستبيان أو االستقصاء بطريقتين اساسيتين هما ‪:‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫أوال ‪ :‬الطريقة المباشرة ‪ :‬ويطلق عليها االستبيان غير البريدي وفيها يقوم الباحث أو‬
‫أحد مندوبية بتوزيعة االستبيان وجمعة من المبحوثين ‪ ،‬ويستخدم في الحاالت التي‬
‫يمكن فيها جمع المبحوثين في مكان واحد وتوزيع االستمارات عليهم كما هو الحال‬
‫بالنسبة للطلبة في الجامعات والمدارس والعمال في المصانع والموظفين في المكاتب ‪.‬‬

‫ومن مزايا االستبيان غير البريدي‬

‫‪ -4‬أنه قليل التكاليف‬

‫‪ -2‬يضمن للباحث أن المجيب على أسئلة االستبيان هو الشخص المطلوب وليس أي‬
‫شخص آخر‬

‫‪ -3‬كما أن نسبة الردود من االستمارات تزداد زيادة كبيرة عنها في االستبيان البريدي‬

‫‪ -4‬البيانات التي يدلي بها المبحوث تكون أكثر صدقا ودقة لوجود الباحث بنفسه‬
‫وتأكيده لمفردات البحث سرية البيانات وازالة المخاوف والشكوك من نفوسهم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الطريقة غير المباشرة ‪ :‬ويطلق عليها االستبيان البريدي وتتعدد أساليبه‬
‫منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬االستبيان البريدي ‪ :‬الذي يرسله الباحث عبر البريد وهو من أقدم وأكثر الطرق‬
‫شيوعا حيث يتم إرسال استمارات االستبيان إلي المبحوثين عن طريق البريد بدال من‬
‫‪.‬‬ ‫تسليمها باليد‬

‫ب‪ -‬االستبيان عبر استخدام الشبكات اإللكترونية ‪ :‬من األساليب المستحدثة التي‬
‫ارتبطت بظهور شبكات االتصال الرقمية توظيف المواقع الخاصة بالسير الذاتية لافراد‬
‫أو الموضوعات أو المشاركة في المؤتمرات أو البريد اإللكتروني توظيف مثل هذه‬
‫األساليب في استفتاء او استقصاء البيانات أو المعلومات خاصه في الدول أو المناطق‬

‫‪- 146 -‬‬


‫البعيدة عن حدود إمكانيات الباحث في االنتقال إلجراء االستبيان يدوي‪ ،‬وكذا الدول‬
‫المتقدمة التي أصبحت تعتمد علي الكمبيوتر والشبكات في معظم أعمالها وتنفيذ مهامها‬
‫ومنها المهام العلمية حيث تتميز بقلة الجهد والوقت والتكلفة في عملية جمع البيانات‬
‫العلمية ‪ ،‬وهذه األساليب أصبحت بديال علميا ومنهجيا لاساليب الورقية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬االستبيان عبر استخدام الهاتف أو التليفون ‪ :‬حيث يلتقي الباحث والمبحوث من‬
‫خالل الحديث التليفوني لجمع المعلومات الخاصة بموضوع الدراسة من خالل االستبيان‬
‫الذى يعد مقدما ويراعي فيه "التقنين" وذلك حتى يتم التركيز في المحادثة على حدود‬
‫المعلومات المستهدفة ‪ ،‬وال يؤدى إلى ملل المبحوث من الحديث التليفوني المطول ‪.‬‬

‫ويتميز االستبيان التليفوني بأنه يحقق نسبة استجابات أعلى وأسرع من االستبيان‬
‫البريدي ويوفر كثي اًر من النفقات والجهد والوقت ‪.‬‬

‫مميزات االستبيان "االستقصاء" كأداة لجمع البيانات ‪:‬‬

‫‪ -4‬يتميز االستبيان بأنه يفيد الباحث عندما يكون عينة البحث كبيرة ومتفرقة في أماكن‬
‫بعيده يصعب علي الباحث الوصول إليهم حيث يستخدم الباحث هنا طريقة البريد أو‬
‫عبر استخدام الشبكات اإللكترونية والبريد االلكتروني أو الهاتف أو التليفون ‪ .‬حيث‬
‫يوفر له الوقت والجهد‬

‫‪ -0‬يتميز االستبيان بقله التكلفة من حيث الوقت والجهد والمال حيث أن بإمكان‬
‫الباحث جمع المعلومات باستخدام االستبيان من أفراد ال يعرفهم بغض النظر عن بعد‬
‫أماكنهم ‪.‬‬

‫‪ -2‬ال يحتاج استخدام االستبيان في جمع البيانات إلي عدد كبير من جامعي البيانات‬
‫نظ ار ألن اإلجابة علي االستبيان ال تتطلب إال وجود المبحوث وحده وال يلزم وجود‬
‫الباحث ‪.‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫‪ -1‬يسمح االستبيان البريدي للمبحوث بكتابة البيانات في األوقات التي يراها مناسبة له‬
‫دون التقيد بوقت معين ‪.‬‬

‫‪ -5‬تتوفر لالستبيان ظروف التقنين أكثر مما يتوفر لوسيلة أخري من وسائل جمع‬
‫البيانات وذلك نتيجة للتقنين في االلفاظ وترتيب األسئلة وتسجيل االستجابات ‪.‬‬

‫‪ -6‬يساعد االستبيان في الحصول علي بيانات حساسة أو محرجة ألنها تسهم في‬
‫برية أمام الباحث كأن‬
‫المحافظة علي هوية المجيب حيث يخشي المبحوث التصريح أ‬
‫يدلي برأيه في سياسة الحزب الحاكم مثال أو يتحدث في أمور محرجة ‪ .‬ومن ناحية‬
‫أخري فإن الحفاظ علي هوية المجيب تزيد احتمال صحة البيانات التي يدلي بها وهذا‬
‫يؤدي إلي زيادة الثقة بالنتائج التي يتوصل إليها الباحث ‪.‬‬

‫‪ -7‬يؤدي االستبيان إلي استبعاد تحيز الباحث ذلك أنه ال يعتمد علي تفسيره للكلمات‬
‫التي يسمعها إذا تم جمع البيانات عن طريق المقابلة أو االنفعاالت أو اإليماءات التي‬
‫يشاهدها كما الحال عند استخدام المالحظة ‪ .‬كما أنه ال يتفاعل مباشرة مع المجيب‬
‫األمر الذى قد يجعل اإلجابة أكثر موضوعية ‪.‬‬

‫‪ -1‬تتميز االستبانة بسهولة الترميز لاسئلة وتحليل البيانات عند استخدام البيانات ذات‬
‫اإلجابات المغلقة ‪.‬‬

‫عيوب االستبيان ‪:‬‬

‫‪ -1‬نظ ار ألن االستبيان يعتمد على القدرة اللفظية فإن ال يصلح إال إذا كان المبحوثين‬
‫مثقفين أو على األقل ملمين بالقراءة والكتابة‬

‫‪ -2‬انخفاض نسبة المردود من االستبيان إذا يكون قليل وال يمثل مجتمع البحث تمثيال‬
‫صحيحا‬

‫‪- 148 -‬‬


‫‪ -3‬عدم إمكانية تأكد الباحث من صدق المعلومات التي ترد إليه من خالل االستبيان‬
‫البريدي لبعده عن المبحوث وعدم مالحظة سلوكه العام أو عدم إمكانية مشاهدة بعض‬
‫الظواهر التي تؤكد صدق أو عدم صدق المعلومات التي يدلى بها مما يزيد من‬
‫احتمالية عدم صدق نتائج الدراسة المعتمدة عليه‪،‬كما قد يستعين بعض المبحوثين‬
‫بأخرين في اإلجابة على استمارة االستبيان وبالتالي تكون المعلومات خالية من‬
‫المصداقية ‪.‬‬

‫‪ -4‬وجود أسئلة غير مجاب عليها من قبل المستجيبين ألسباب تتعلق بنوع األسئلة أو‬
‫أسباب شخصية تتعلق بالمبحوث ويمكن تالفي ذلك بصياغة األسئلة بشكل جيد‬
‫وتجنب طرح أسئلة شخصية قدر اإلمكان ‪.‬‬

‫‪ -5‬عدم فهم المستجيب لبعض األسئلة وبالتالي تكون إجاباته مختلفة أو مغايره لقصد‬
‫الباحث ويمكن تالفي ذلك بواسطة العناية بصياغة األسئلة بلغة مفهومة وسهلة تناسب‬
‫مستوي المبحوثين‬

‫خصائص االستبيان الجيد ‪:‬‬

‫‪ -4‬يوجه أسئلة كي يحصل على معلومات لتحقيق أهداف البحث‬

‫‪ -2‬يتضمن أسئلة ذات عالقة بالدراسة وال يتضمن أسئلة ليست هامة أو بعيدة عن‬
‫الموضوع‬

‫‪ -3‬ال يهدف للحصول على معلومات يمكن الحصول عليها بوسائل أخري مثل‬
‫المالحظة مثال‬

‫‪ -4‬ال يتضمن أسئلة مفتوحة إال إذا كان ذلك ضروريا لموضوع البحث‬

‫‪ -5‬ال يتضمن أسئلة خارج إطار ذاكرة المبحوث‬

‫‪- 149 -‬‬


‫‪ -6‬يتضمن أسئلة يمكن إجابتها بسهولة وسرعة قدر اإلمكان‬

‫‪ -7‬أن يتضمن كل سؤال إجابة واحدة‬

‫‪ -1‬أن ال تثير األسئلة الطرف المستجيب "المبحوث"‬

‫خطوات تصميم واعداد استمارة االستبيان‬

‫تمر عملية إعداد استمارة االستبيان بالخطوات األتية ‪:‬‬

‫‪ :1‬تحديد الهدف من استمارة االستبيان‬

‫‪ :2‬تحديد أطار البيانات التي يرغب الباحث في الحصول عليها‬

‫‪ :3‬تحديد شكل األسئلة وصياغتها وتسلسلها واالستجابات‬

‫‪ :4‬الصياغة المبدئية ألسئلة االستبيان‬

‫‪ :5‬اختبار صالحية االستمارة قبل تعميم تطبيقها علي المبحوثين عينة الدراسة‬

‫‪ : 6‬إجراء التعديالت الالزمة علي االستمارة وتنسيقها وصياغتها في شكلها النهائي‬


‫للتطبيق‬

‫وفيما يلي شرح مفصل لهذه الخطوات ‪:‬‬

‫‪ :4‬تحديد الهدف من استمارة االستبيان والمتغيرات الرئيسية لها ‪:‬‬

‫بيان الهدف من استمارة االستبيان يرتبط بعنوان البحث وأهدافه أي في ضوء صياغة‬
‫المشكلة واالهداف والتساؤالت ‪ ،‬وهنا يعد الباحث أسئلة االستبيان في ضوء التساؤل‬
‫الرئيسي للبحث والتساؤالت الفرعية والتي يجب أن ترتبط بجوانب مشكلة الدراسة ‪،‬‬
‫وتحول الي محكات في االستمارة ‪ .‬وكل محك أو ٌبعد يصاغ تحته مجموعة من‬
‫األسئلة أو العبارات تعبر عنة ‪ .‬ويسبق هذه الخطوة إطالع الباحث علي التراث النظري‬
‫‪- 151 -‬‬
‫المرتبط بموضع بحثة واالطالع علي األدوات البحثية التي استخدمت في الموضوعات‬
‫البحثية المتصلة ببحثة اتصال مباشر أو غير مباشر لالستفادة منها في اعداد أداه‬
‫بحثة‬

‫‪ :0‬تحديد أطار البيانات التي يرغب الباحث في الحصول عليها ‪:‬‬

‫بعد أن يقوم الباحث بتقسيم االستمارة الي أبواب أو حقول كل منها له هدف منبثق من‬
‫أهداف البحث حتي يسهل تحديد نوع البيانات المطلوبة لكل حقل من هذه الحقول ‪ .‬ثم‬
‫يحدد الباحث عدد األسئلة الالزمة لكل حقل من حقول االستمارة وليكن عشرة أسئلة‬
‫وترتب ترتيبا منطقيا متسلسال ‪ .‬وليس شرط التقيد بعدد متساوي من األسئلة لكل الحقول‬
‫ولكن ينبغي أن يتناسب عدد األسئلة مع أهميه كل حقل أو ُبعد من أبعاد االستمارة‬
‫ويغطيه في تحقيق الهدف منه ‪.‬‬

‫‪ :2‬تحديد شكل األسئلة وصياغتها ومواصفاتها واالستجابات ‪ :‬يمكن تحديد شكل‬


‫األسئلة في ثالث أنواع هى‪ :‬ت ت ت‬

‫أ‪ -‬األسئلة المفتوحة ‪ :‬تترك للمبحوث حرية التعبير عن أرائه حيث ال يوجد استجابات‬
‫لها لكي يختار منها المبحوث ‪ .‬مثال (ما رايك في األسباب االجتماعية الم دية إلى‬
‫طالب المدارس؟) ‪.‬‬ ‫انحراف بع‬

‫وهذا النوع من األسئلة المفتوحة لها فائدتها والتي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬إذا كان ميدان البحث جديد ‪ ،‬لذا تصلح عاده االستمارات ذات األسئلة المفتوحة‬
‫في البحوث االستطالعية ‪،‬‬

‫‪ -2‬كما أنها تساعد الباحث علي التعرف علي األسباب والعوامل والدوافع التي تؤثر‬
‫علي اآلراء والحقائق ‪.‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫‪ -3‬كما تعتبر األسئلة المفتوحة خطوة الزمة إلعداد استمارات ذات أسئلة مغلقة حتي‬
‫تكون نابعة من واقع الحياه االجتماعية وليس نتيجة التفكير الذاتي للباحث وحدة ‪.‬‬

‫ولكن يعاب على األسئلة المفتوحة أن كثير من البيانات المطلوبة قد ال يتيسر‬


‫الحصول عليها من توجيه األسئلة المفتوحة ألن المبحوث قد يغفل اإلجابة عن بعض‬
‫النقاط المهمة بالنسبة للبحث ‪ .‬ومن العيوب أيضا أن البيانات التي يحصل عليها‬
‫الباحث يصعب تحليلها إحصائياً‪.‬‬

‫ب‪ -‬األسئلة المغلقة أو المقيدة ‪:‬وهى أسئلة محدودة الخيارات حيث يطلب من‬
‫المبحوث اختيار اإلجابة الصحيحة من مجموعة إجابات محددة مثل (نعم) أو (ال) أو‬
‫(ال أعرف) وقد تتدرج االستجابات في كل سؤال من النفي المطلق إلى النفي المعتدل‬
‫إلى التأييد المعتدل إلى التأييد المطلق ‪ .‬مثال (أوافق‪ -‬أوافق نوعا ما‪ -‬ال أدرى – ال‬
‫أوافق نوعا ما – ال أوافق ) ويطلب من المبحوث اختيار استجابة واحده ‪ .‬ويتميز هذا‬
‫النوع من األسئلة بانة يساعد هذا النوع من األسئلة في الحصول على معلومات‬
‫وبيانات أكثر مما يساعده على معرفة العوامل والدوافع واألسباب ‪ ،‬وهذا النوع من‬
‫األسئلة يسهل اإلجابة علية حيث ال يتطلب وقتا طويال من المبحوثين ‪ ،‬كما ال يتطلب‬
‫من المبحوث أن يأتي بإجابات من عنده ‪ ،‬كما يتميز بسهولة تفريغ وتصنيف البيانات‬
‫المجمعة وارتفاع نسبة الردود ‪ ،‬ويعاب عليها تقيد المبحوث في إجابات محدودة وال‬
‫تسمح له بأن يعبر عن نفسه تعبي ار كامال ‪.‬‬

‫ج‪ -‬األسئلة المغلقة المفتوحة ‪ :‬وهي أسئلة مغلقة لها استجابات محددة ويضاف لها‬
‫سؤال مفتوح تعطيه الحرية في اإلجابة عن أمور لم يسأل عنها‪ .‬أي األسئلة التي‬
‫يصاحبها مجموعة من اإلجابات االختيارية وتنتهى باستجابة (أخرى تذكر) مثال عند‬
‫سؤال المبحوث عن أماكن قضاء عطلة األسبوع تكون االستجابات المغلقة والمفتوحة‬
‫كاآلتي ‪.‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫أين تقضى عطلة نهاية األسبوع ؟‬

‫( )‬ ‫(‪ )2‬عند األقارب‬ ‫(‪ )1‬في المنزل ( )‬

‫(‪ )4‬أماكن أخري تذكر(‪)...................‬‬ ‫(‪ )3‬في نادي رياضي ( )‬

‫د‪ -‬األسئلة المقفلة المفتوحة ‪:‬‬

‫وهي األسئلة المركبة من الصيغتين المقفلة والمفتوحة والتي تتطلب إجابتين في وقت‬
‫واحد ‪ .‬مثال‪:‬هل أنت راضي عن الوضع االقتصادي ألسرتك ؟ ولماذا ؟‬

‫هنا يجيب المبحوث باستجابة مغلقة (نعم أو ال ) ثم يبرر اإلجابة بنعم أو ال بطريقة‬
‫مفتوحة بها حرية في التعبير عن آرائه ‪.‬‬

‫هذا ويجوز أن يجمع الباحث في االستبيان بين األسئلة المغلقة والمفتوحة واألسئلة‬
‫المقفلة المفتوحة لخدمة أغراض البحث مع مراعاة عيوب ومميزات كل منها ‪.‬‬

‫‪ -0‬شكل األسئلة ومواصفات صياغتها وتسلسلها ‪:‬‬

‫االستبيان المعد إعدادا جيدا يسهم مساهمة فعالة في جمع المعلومات لذا هناك قواعد‬
‫أساسية يجب أن يلتزم بها الباحث بشأن صياغة األسئلة نذكر منها اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن تكون لغة السؤال سهلة وبسيطة وواضحة ومتمشية مع مستوى ثقافة‬
‫المبحوثين‬

‫‪ -‬االبتعاد عن األسئلة المزدوجة وهى األسئلة التي تستهدف إجابتين من خالل سؤال‬
‫واحد قد يختلف الرأي فيهما وتعتمد صياغتها على حرف العطف أو البدل مثل (هل‬
‫توافق على الزواج المبكر للفتاه ؟ وأي عمر تفضل زواجها؟ أوافق ( ) ال أوافق ( )‬
‫وهنا اإلجابة ال تحتمل إال استجابة واحده للسؤال المزدوج حيث ال مجال لتسجيل الرأيين‬
‫‪.‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫‪ -‬االبتعاد عن األسئلة الكيفية كلما أمكن يستخدم المقاييس الكمية أفضل مثال( ال‬
‫نسأل عن الوقت الذى يستغرقه المبحوث في الوصل الي العمل طويل أو قصير ) بل‬
‫نسأل عن الزمن بالساعات أو بالدقائق ) أي االبتعاد عن المصطلحات التي ليس لها‬
‫مقياس معياري مثل كثير ‪ /‬قليل ‪ /‬ضعيف ‪ /‬قوى ‪.‬‬

‫‪ -‬يتجنب الباحث صياغة األسئلة السالبة وهي األسئلة التي تسأل بالنفي أو تسأل عن‬
‫الجانب السلبى في موضوع السؤال فتسبب حيرة للمبحوث في االجالة مثل ( من بين‬
‫األسباب المؤدية الي حدوث الجريمة ‪ .‬حدد األسباب التي ال توافق عليها ؟‬

‫التشدد في‬ ‫)‬ ‫الفقر الزائد (‬ ‫تفكك األسرة ( ) ارتفاع المستوي االقتصادي ( )‬
‫التربية ( )‬

‫‪ -‬تجنب األسئلة اإليحائية حيث تسبب تحي از واضحا في اإلجابة ألن المبحوث قد‬
‫يستشعر من خالل السؤال أن هناك إجابة مستهدفة يوافق عليها ويظهر اإليحاء في‬
‫تقديم السؤال أو في بنائه اللفظي الذى يحتوى على بعض العبارات العاطفية التي‬
‫تستميل المبحوث الى إجابة معينة مثل‪:‬‬

‫• األعمال الدرامية التي يقدمها التلفزيون تحمل أفكار وثقافة مستوردة من الغرب وتجعل‬
‫التلفزيون يساعد على انحراف الشباب ؟‬

‫فالمقدمة التي بدأ بها السؤال تعطي إيحاء‬ ‫)‬ ‫ال أوافق (‬ ‫)‬ ‫(‬ ‫أوافق‬
‫للمبحوث بالموافقة علي هذا الرأي ‪ .‬فكان يجب صياغة السؤال كاآلتي (يشارك‬
‫الي حد ما ( )‬ ‫نعم ( )‬ ‫التلفزيون في المسئولية عن انحراف الشباب ؟‬
‫ال ( )‬

‫أو يسأل المبحوث (اعتقد انك موافق علي كذا ) بل نسأل ( ما رأيك في كذا ؟ )‬

‫‪- 154 -‬‬


‫‪ -‬تجنب األسئلة المحرجة التي قد تسبب حرجا في اإلجابة عليها تلك المرتبطة‬
‫باألعراف والتقاليد االجتماعية والتي ال تتوقع من المبحوث أن يجيب إلي ما يخالفها ‪.‬‬
‫أو األسئلة التي تمثل تهديدا للمبحوث نتيجة مخالفة السلوك فيها لتقاليد المجتمع مثل‬
‫(السؤال عن مشاهدة التمثيليات الخارجة عن اآلداب ؟ أو التأييد لبعض األفكار الدخيلة‬
‫عن المجتمع ‪ .‬واألصح أن يسأل الباحث السؤال بصيغة غير مباشره غير موجهة‬
‫لشخص المبحوث كأن يقول ( في رأيك ما الذي يجعل بعض الشباب يشاهدون‬
‫المسلسالت الخارجة عن اآلداب ؟‬

‫‪ -‬إذا كانت األسئلة من النوع المحدد فيجب إعطاء جميع اإلجابات المحتملة عليها ‪،‬‬
‫وفى حال عدم التأكد من أن اإلجابات ال تمثل جميع االستجابات الممكنة ينبغي‬
‫‪.‬‬ ‫إضافة جملة ‪ :‬بيانات أخرى تذكر‬

‫‪ -‬يجب صياغة بعض األسئلة بأكثر من صيغة للتأكد من صحة اإلجابات التي يدلى‬
‫بها المبحوث ‪ .‬ويعرف هذا النوع من األسئلة باسم أسئلة المراجعة (فالسؤال عن السن‬
‫‪.‬‬ ‫قد يعززه سؤال آخر عن تاري الميالد )‬

‫‪ -‬يجب أن يحدد الباحث نوع وطريقه اإلجابة المطلوبة من المبحوث ‪ .‬هل المطلوب‬
‫وضع عالمة معينة مثال وضع عالمة (√)أو اإلجابة بكلمة ‪ ،‬أم يترك للمبحوث يعبر‬
‫عن راية بحرية‬

‫‪ -‬يجب أن تكون األسئلة محدودة العدد بقدر اإلمكان وبالصورة التي تخدم أغراض‬
‫البحث فقط ويكون صياغة السؤال قصير الن طول السؤال قد يؤدى إلى عدم فهم‬
‫المبحوث له ‪.‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫‪ -‬تجنب األسئلة التي تستهدف معلومات تفصيلية قد ال يتمكن المبحوث من تذكرها أو‬
‫استعادتها فتشكل صعوبة في اإلجابة تجعله يهمل السؤال مثل السؤال عن العدد أو‬
‫الكم مثال ( كم عدد الساعات التي قضيتها أمام التلفاز خالل األسبوع األخير ؟‬

‫‪ -‬يجب علي الباحث أن يحدد نوع المقياس المستخدم في االستجابات علي األسئلة‬
‫مثال لذلك‪:‬‬

‫• المقياس االسمى والذي يحدد االستجابات وفق أوزان ثالثة (أوافق‪ -‬محايد – ال‬
‫أوافق )‬

‫• المقياس الرتبي والذى يحدد االستجابات وفق أوزان خماسية ( ال أوافق بشدة ‪ -‬ال‬
‫أوافق – غير متأكد – موافق – أوافق بشدة )‬

‫• مقياس الفترات ( ما عمرك ؟ (‪ )37 -32( – )31 -27( – )26 -21‬فوق ال ‪31‬‬

‫• ترت يب االستجابات على السؤال مثال ‪ :‬رتب الجوانب التالية في المادة التي تدرسها‬
‫) ‪ -‬مهارات‬ ‫‪ -‬المحتوي العلمي (‬ ‫‪ -‬أسلوب التدريس ( )‬ ‫حسب أهميتها ؟‬
‫أستاذ المادة ( )‬

‫تسلسل األسئلة‪:‬‬

‫يعد الهدف من تسلسل وترتيب األسئلة تيسير اإلجابة على المبحوث وتوفير الوقت‬
‫والجهد في بداية االستبيان األمر الذى يجعله يسترسل في اإلجابة على باقي األسئلة‬
‫لذا يجب أن تتدرج األسئلة بحيث يساعد تدرجها على إثارة اهتمام األفراد الذين يجيبون‬
‫عنها‪ .‬ويخضع هذا الترتيب لرؤية الباحث والهدف من البحث وطبيعة العينة‬
‫وخصائصها وطبيعة مجتمع العينة ‪ .‬ويفضل أن يبدأ الباحث باألسئلة السهلة ويتدرج‬
‫الى األصعب كعامل استثارة للمبحوث لالستجابة على االستبيان واالنتقال من األسئلة‬
‫العامة الى األسئلة المحددة ‪ ،‬كذلك بالنسبة لاسئلة المفتوحة إن وجدت في االستبيان‬

‫‪- 156 -‬‬


‫يفضل أن ترحل في أخر االستبيان ألنها تتطلب جهد فكري ووقت من المبحوث ‪.‬‬
‫وأيضا األسئلة المحرجة إن وجدت ‪ .‬ويقترح البعض وضع األسئلة المتعلقة بخصائص‬
‫العينة (البيانات األولية) في نهاية االستبيان ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الصياغة المبدئية ألسئلة االستبيان ‪:‬وتتطلب هذه المرحلة من الباحث‬


‫صياغة االستبيان في صورته المبدئية تمهيدا إلخضاعه للصدق والثبات ‪ .‬حيث يقوم‬
‫بترقيم األسئلة وترتيبها وفق الحقول المحددة في االستبيان أي وفق أبعاد االستبيان‬
‫المرتبطة بتساؤالت البحث وأهدافه ودراسة محتوى كل سؤال وبيان أهميته ووضع‬
‫تصور مستقبلي للنتائج التي قد تترتب على االستجابات من كل سؤال ‪ .‬ومراجعة‬
‫الصياغة اللغوية والمطبعية ألسئلة االستمارة ومن حيث الشكل والمحتوى والتأكد من‬
‫مالءمة أسلوب صياغة األسئلة مع خصائص المبحوثين االجتماعية والثقافية ‪.‬‬

‫ويراعي الباحث في استمارة االستبيان من حيث الشكل اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -‬تصميم غالف استمارة االستبيان بحيث يحتوى علي اسم الجهة التي ينتمي إليها‬
‫البحث والباحث وشعارها ‪ ،‬واسم الباحث وبياناته ورقم للتواصل مع المبحوث ‪ ،‬وعنوان‬
‫البحث‬

‫‪ -‬يكتب في الورقة األولى بعد الغالف مقدمة مختصرة الستمارة االستبيان تحتوى علي‬
‫أهداف البحث والتساؤالت أو الفرضيات والتأكيد علي سرية المعلومات وأي تعليمات‬
‫لتوجيه المبحوث في عملية اإلجابة على استمارة االستبيان ‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬اختبار صالحية االستمارة قبل تعميم تطبيقها علي المبحوثين عينة‬
‫الدراسة‬

‫يقوم الباحث في هذه الخطوة باختبار صالحية استمارة االستبيان قبل تطبيقها على‬
‫عينة الدراسة وتتطلب هذه الخطوة إجراءين هما ‪:‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫أ‪ -‬اختبار صدق استمارة االستبيان ‪:‬‬

‫يقصد بصدق األداة التأكد من أن األسئلة التي يتضمنها كل حقل أو بعد من أبعاد‬
‫استمارة االستبيان يقيس بالفعل ما وضع من أجلة ‪ ،‬ولتحقيق ذلك يتم عرض األداة‬
‫على عدد من أصحاب االختصاص في موضوع البحث‪ .‬وفى مناهج البحث ‪ ،‬وفى‬
‫اإلحصاء ‪ .‬ثم حساب درجة اتفاقهم والتي غالبا ما يحددها العلماء في حدود (‪%75‬‬
‫إلى ‪ )% 13‬ثم إجراء التعديالت المطلوبة والتي يمكن أن تتلخص في (حذف أو إضافة‬
‫‪ ،‬وذلك للتخلص‬ ‫أو دمج أو ترحيل بعض األسئلة) وتعديل صياغات بعض األسئلة)‬
‫من أي قصور أو أخطاء علمية أو منهجية قد تؤثر على موضوعية األداة وصدق‬
‫محتواها وبنائها ‪ .‬ويسمى ذلك بالصدق الظاهري ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اختبار ثبات استمارة االستبيان ‪ :‬ويقصد بالثبات استقرار استجابات المبحوثين‬
‫باختالف الفارق الزمني إلعادة التطبيق ‪ .‬بمعنى إذا طبقت االستمارة على مجموعة من‬
‫مجتمع البحث وتم تك ار ار التطبيق مرة أخرى على نفس المجموعة وتحت نفس الظروف‬
‫بفارق زمنى وليكن (خمسة عشر يوما) لحصلنا على نفس االستجابات ‪ .‬وتعرف هذه‬
‫الطريقة بإعادة االختبار ويحسب ذلك إحصائيا باستخدام معامل ارتباط سيبرمان أو‬
‫بيرسون ‪ .‬ويشترط أن تكون المجموعة التي تم التطبيق عليها الختبار الثبات متفقه في‬
‫خ صائصها وصفاتها مع مفردات عينة البحث بحيث يمكن االسترشاد بإجاباتهم في‬
‫عملية التعديل على االستمارة‬

‫ويفيد عملة إجراء الثبات على استمارة االستبيان في ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد مدى تناسب صياغة األسئلة مع ثقافة المبحوثين ومدى الصعوبة في اللغة‬
‫واأللفاظ ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد الزمن الذى تستغرقه االستمارة في التطبيق ‪.‬‬

‫‪- 158 -‬‬


‫‪ -‬تحديد ردود أفعال واستجابات العينة على االستمارة وأسئلتها بصفة عامة والتعليقات‬
‫التي ممكن أن يستفاد منها المبحوث في التعديل ‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬إجراء التعديالت الالزمة علي االستمارة و وصياغتها في شكلها‬


‫النهائي للتطبيق ‪.‬‬

‫بعد أن ينتهى الباحث من الخطوات السابقة ويقوم بإجراء التعديالت التي أسفر عنها‬
‫اختبار الصدق والثبات يقوم بمراجعة نهائية لكل خطوه وتصبح االستمارة صالحة‬
‫لتحقيق أغراض البحث وتم إعدادها بطريقة منسقة ومشوقة للمبحوث يتم تصويرها بعدد‬
‫مفردات عينة البحث ويتم تطبيقها بالطرق المباشرة أو بالطرق غير المباشرة عبر البريد‬
‫اإللكتروني أو شبكات التواصل ويراعي الباحث في حال التطبيق بالطرق المباشرة مع‬
‫المبحوثين أن يكون حجم االستمارة مناسب ونوع الورق والتصوير جيد وواضح وكذا نوع‬
‫الخط يكون واضح واذا كان حجم االستمارة كبير يمكن أن تكون على شكل كراسة‬
‫ل تقليل الحجم ‪ ،‬كما يجب طباعتها على وجه واحد لتكون سهلة القراءة ‪ ،‬ويجب ترك‬
‫مسافة كافية لالستجابات خاصة في األسئلة المفتوحة ‪.‬‬

‫‪- 159 -‬‬


‫نموذج استمارة استبيان بعنوان ‪:‬‬

‫آليات تكيف كبيرات السن في المجتمع العربي السعودي‬

‫اعداد ‪ :‬د‪ /‬سلوى رمضان عبد الحليم عبد العزيز‬

‫البيانات األولية ‪:‬‬

‫( )‬ ‫ب‪-‬من ‪73-63‬‬ ‫أ‪ -‬أقل من‪ 63‬عام ( )‬ ‫‪:‬‬ ‫العمر‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬من ‪13-13‬‬ ‫ج‪ -‬من ‪) ( 13-73‬‬


‫هت‪ 13 -‬عام فأكثر ( )‬
‫ب‪ -‬تق أر وتكتب ( )‬ ‫أ‪ -‬ال تق أر وال تكتب ( )‬ ‫‪ -2‬الحالة التعليمية ‪:‬‬

‫د‪ -‬تعليم ثانوي ( )‬ ‫ج‪ -‬تعليم ابتدائي ( )‬

‫ج‪ -‬أرمل ( )‬ ‫ب‪ -‬مطلقة ( )‬ ‫‪-3‬الحالة االجتماعية‪ :‬أ‪ -‬متزوجة ( )‬

‫أ‪ -‬معاش التقاعد من وظيفتها أو معاش الزوج ( )‬ ‫‪ -4‬مصدر الدخل‪:‬‬


‫( )‬ ‫ج‪ -‬يتكفل بها الزوج‬ ‫ب‪ -‬راتب ضمان اجتماعي ( )‬

‫( )‬ ‫ه‪ -‬مصدر آخر‬ ‫( )‬ ‫د‪ -‬يتكفل بها األبناء‬

‫‪ -5‬من تعيش معهم ‪:‬‬

‫أ‪ -‬في منزل العائلة (مع الزوج واألبناء معيشة مشتركة) ( )‬

‫( )‬ ‫ح‪ -‬تعيش لحالها‬ ‫ب‪ -‬مع أحد األبناء ( )‬

‫‪ -6‬الحالة االقتصادية‪ :‬أ‪ -‬عالي ( ) ب‪ -‬متوسط ( ) ج‪ -‬أقل من الوسط ( )‬

‫‪- 161 -‬‬


‫ب‪ -‬منطقه حضريه ( )‬ ‫أ‪ -‬منطقة ريفية ( )‬ ‫‪ -7‬مكان السكن‪:‬‬

‫ب‪ -‬جدة ( )‬ ‫أ‪ -‬األم ( )‬ ‫‪ -8‬صلة القرابة بالمستجيبة‪:‬‬


‫هت ‪ -‬ام الزوج ( )‬ ‫د‪ -‬عمة ( )‬ ‫ج‪ -‬خالة ( )‬

‫أبعاد االستبيان‬

‫أوافق محايد ال‬ ‫البعد األول ‪ :‬التكيف الشخصي لدي كبيرات السن في مجتمع الدراسة‬
‫أوافق‬
‫من أسرتها‬ ‫تستطيع دخول الحمام واالستحمام اليومي وارتداء المالبس دون مساعدة أحد‬ ‫‪1‬‬
‫تهتم بنظافتها الشخصية وتغير مالبسها يوميا دون أن يطلب منها أحد‬ ‫‪2‬‬
‫تهتم بمظهرها ترتدي الحلي وتتزين وتتعطر وتضع نقوش الحناء)‬ ‫‪3‬‬
‫تحرص علي شراء ثوب جديد لكل مناسبة في العائلة بنفسها‬ ‫‪4‬‬
‫تهتم بترتيب غرفتها والحفاظ علي أغراضها الشخصية‬ ‫‪5‬‬
‫التمارين الرياضية البسيطة كتحريك المفاصل واالسترخاء والمشي‬ ‫تمارس بع‬ ‫‪6‬‬
‫تحرص علي زيارة الطبيب من وقت ألخر إلجراء تحاليل لالطمئنان علي صحتها‬ ‫‪7‬‬
‫تحرص علي تناول نوعية الغذاء التي تناسب عمرها وحالتها الصحية‬ ‫‪1‬‬
‫تعتمد علي نفسها في إعداد وتناول طعامها دون مساعدة من أحد‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 13‬تصنع أدوا ارً بديلة تعوضها عن األدوار والمكانة التي فقدتها في مرحلة الرشد‬
‫‪ 11‬تمارس هوايات تشغل وقت فراغها مثل التطريز وشغل اإلبرة والرسم ونقش الحناء‬
‫األعمال المنزلية كالطبخ وغسل األواني وغيرها‬ ‫‪ 12‬تسلي وقتها ببع‬
‫‪ 13‬تحرص على حضور مجالس الذكر و حلقات تحفيظ القران‬
‫‪ 14‬تحرص علي قراءة أو سماع القرآن الكريم وحفظ آياته‬
‫البرامج الدينية والمسلسالت بالتلفزيون أو الراديو‬ ‫‪ 15‬تتابع بع‬
‫‪ 16‬تدرك طبيعة المرحلة العمرية التي تعيشها وتتقبلها‬
‫‪ 17‬تستوعب قيمة الوقت وتقدره‬
‫األمور العائلية حينما يطلب منها‬ ‫‪ 11‬تتحمل مسئولية بع‬
‫القرارات الخاصة بالعائلة‬ ‫‪ 11‬لديها قدرة علي اتخاذ بع‬
‫‪ 23‬تدير شئون اآلخرين بمهارة عندما يحتاجون‬

‫‪- 161 -‬‬


‫‪ 21‬تدرك بوعي التغيرات التي طرأت علي المجتمع والفروق بين األجيال‬
‫‪ 22‬تبتكر آليات جديدة للتعامل مع األحفاد تتفق وأحداث الحياة المتغيرة‬
‫‪ 23‬تواظب علي أداء الصلوات والعبادات في أوقاتها دون وجود موانع جسدية (صحية)‬
‫‪ 24‬تتقبل حياتها الحاضرة وتشعر بتحقيق كل اآلمال والتطلعات‬
‫‪ 25‬لديها صورة ايجابية تفا لية عن نفسها وانها مازالت قادرة علي القيام بدور ايجابي في‬
‫الحياة‬
‫‪ 26‬لديها آليات للسيطرة علي انفعاالتها ومشاعرها في حال وقوعها تحت أي ضغط‬
‫‪ 27‬تشعر بالرضي والسعادة عن حالتها الحالية من كبر السن‬
‫البعد الثاني ‪ :‬التكيف البيئي لدي كبيرات السن في مجتمع الدراسة‬
‫تستعمل الجوال وبرامج التواصل الحديثة للتواصل مع اآلخرين (الواتسا فيسا‬ ‫‪5‬‬

‫انستجرام)‬
‫تتبادل الزيارات مع الجيران واألقارب واألبناء‬ ‫‪2‬‬

‫تحرص علي دعوة أبنائها في المناسبات واألعياد‬ ‫‪3‬‬

‫تحرص علي ممارسة أدوارها كربه أسرة‬ ‫‪4‬‬

‫تشارك أبنائها الرأي في أمورهم الحياتية‬ ‫‪1‬‬

‫تحظي بتقبل واحترام من زوجات أبنائها وأزواج بناتها‬ ‫‪6‬‬

‫تحافظ علي دورها في تربية األحفاد فتكثر السوالف والتحاور معهم‬ ‫‪7‬‬

‫تجد من أفراد أسرتها من يسهر علي راحتها وخدمتها‬ ‫‪8‬‬

‫لديها قدرة علي التفاعل مع اآلخرين وتشاركهم الحوار‬ ‫‪9‬‬

‫تندمج بأنشطة الحياة اليومية مع المحيطين بها لتشعرهم بوجودها‬ ‫‪51‬‬

‫‪ 55‬تتابع أحداث الحياة العصرية لتواكب حياه األحفاد‬


‫تسعي إلي تقوية الروابط والعالقات بينها وبين اآلخرين للقضاء علي الوحدة‬ ‫‪52‬‬

‫تشعر بالفرح عندما يأتون لزيارتها أبنائها المتزوجين وأحفادها‬ ‫‪53‬‬

‫تفتعل المشاكل مع زوجات أبنائها أو أزواج بناتها لالستحواذ علي اهتمام المحيطين‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫تشكو دائما من إهمال وتجاهل األبناء واألحفاد لها حتى تلفت االنتباه‬ ‫‪51‬‬

‫تحرص على إجابة الدعوة من أبنائها أو بناتها لالندماج مع المحيطين‬ ‫‪56‬‬

‫تكره الخروج من المنزل لزيارة اآلخرين أو حضور الحفالت العائلية‬ ‫‪57‬‬

‫لديها خادمة خاصة فيها ترعاها وترافقها في أي مكان‬ ‫‪58‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫تشارك في األعمال التطوعية والخيرية بالحي الذي تسكن فيه لتحظي بمكانة مجتمعية‬ ‫‪59‬‬

‫لديها غرفة داخل المنزل في موقع مناسب ومريي لها‬ ‫‪21‬‬

‫تعاني بعد الحمام عن غرفتها مما يسبب لها مشكلة في المشي للوصول إلية‬ ‫‪25‬‬

‫‪ 22‬تواجه مشكلة في صعود الدرج بالمنزل للتواصل مع أحفادها‬


‫تواجه صعوبة في التجول بالمنزل لقضاء حاجتها لتكدسه باألثاث الحديث‬ ‫‪23‬‬

‫تواجهه صعوبة في استعمال أدوات المطبخ الحديثة‬ ‫‪24‬‬

‫تعاني صعوبة الطلعات خارج المنزل لعدم توفر سيارة خاصة بها‬ ‫‪21‬‬

‫تجد صعوبة في صعود السيارة للرحلة مع أبنائها أو عائلتها‬ ‫‪26‬‬

‫البعد الثالث ‪ :‬التكيف االقتصادي لدي كبيرات السن في مجتمع الدراسة‬


‫تهتم باألمور المادية كثي ار حيث يعطيها مكانة قوية في العائلة‬ ‫‪5‬‬

‫تتعمد طلب النقود من أبنائها المتزوجين لالستحواذ علي اهتمامهم بها‬ ‫‪2‬‬

‫تتظاهر بالفقر والضيق لتستحوذ علي اهتمام وعطف اآلخرين‬ ‫‪3‬‬

‫تشعر بالحزن والنقص ألن أبنائها هم المتكفلين بأمورها المادية‬ ‫‪4‬‬

‫تدعي الحاجة وحرمان أبنائها من الصرف عليها لتثير االنتباه والعطف‬ ‫‪1‬‬

‫وضعها المادي يمثل لها قلق في ها المرحلة العمرية‬ ‫‪6‬‬

‫تسعي إلي السيطرة علي األمور المالية ألبنائها المتزوجون‬ ‫‪7‬‬

‫تتعمد التدخل في أمور أبنائها المادية لتشعر بالسلطة والسيطرة‬ ‫‪8‬‬

‫تشكو من ارتفاع أسعار األدوية التي تحتاجها نظ ار لكبر عمرها‬ ‫‪9‬‬

‫تشكو من قلة مدخولها مقابل األعباء المالية ومتطلبات الحياة‬ ‫‪51‬‬

‫تشكو من ارتفاع أسعار الغذاء والمالبس بالمقارنة بمدخولها المادي‬ ‫‪55‬‬

‫تقتصر في الصرف علي مالبسها واحتياجاتها الشخصية فقط حفاظا علي الثروة فهي‬ ‫‪52‬‬

‫مصدر قوتها في ها العمر‬


‫تكثر من شراء الذهب والمجوهرات كمصدر للمكانة االجتماعية في العائلة‬ ‫‪53‬‬

‫البعد الرابع ‪ :‬العوامل الصحية التي تواجه كبيرات السن في مجتمع‬


‫الدراسة‬
‫تعاني من ضعف جسمي وسوء تغذية‬ ‫‪5‬‬

‫تعاني من فقدان الشهية للطعام‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 163 -‬‬


‫المعدة والجهاز الهضمي‬ ‫تعاني من أم ار‬ ‫‪3‬‬

‫تعاني من فشل كلوي‬ ‫‪1‬‬

‫تعاني من هشاشة العظام وصعوبة الحركة‬ ‫‪6‬‬

‫تشكو دائما آالم الرقبة والظهر والكسور‬ ‫‪7‬‬

‫تعاني من آالم روماتيزمية‬ ‫‪8‬‬

‫القلب والجهاز الدوري‬ ‫تعاني من أم ار‬ ‫‪9‬‬

‫تعاني من ضغط الدم‬ ‫‪51‬‬

‫السكر‬ ‫تعاني من مر‬ ‫‪55‬‬

‫تعاني من سقوط األسنان‬ ‫‪52‬‬

‫صدرية‬ ‫تعاني من أم ار‬ ‫‪53‬‬

‫العيون‬ ‫تعاني من ضعف البصر وأم ار‬ ‫‪54‬‬

‫تعاني من ضعف السمع‬ ‫‪51‬‬

‫تعاني من ضعف الذاكرة‬ ‫‪56‬‬

‫تعاني من الصداع باستمرار‬ ‫‪57‬‬

‫تشعر بالتعب واإلرهاق المستمر‬ ‫‪58‬‬

‫ينتابها حاالت إغماء وتوهان عن المحيطين‬ ‫‪59‬‬

‫ترغب كثي ار بالنوم وعدم مفارقة السرير حتى لو كانت غير مري‬ ‫‪21‬‬

‫البعد الخامس‪ :‬العوامل الشخصية التي تواجه كبيرات السن في مجتمع‬


‫الدراسة‬
‫تغضب ألتفه األسباب وينفذ صبرها بسهولة مع اآلخرين‬ ‫‪5‬‬

‫يتغير مزاجها دون سبب ظاهر‬ ‫‪2‬‬

‫أعصابها مشدودة وكثيرة الصراخ‬ ‫‪3‬‬

‫تجد صعوبة في ضبط انفعاالتها‬ ‫‪4‬‬

‫تبكي ألتفه األسباب مثل األطفال‬ ‫‪1‬‬

‫تشعر بالخوف من األيام القادمة وتفكر في الموت‬ ‫‪6‬‬

‫متوترة وعصبية المزاج ويسهل استثارتها‬ ‫‪7‬‬

‫ضعيفة الشخصية ويسيطر أبنائها عليها‬ ‫‪8‬‬

‫ينتابها الشك والريبة من اآلخرين‬ ‫‪9‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫لتصرفات اآلخرين‬ ‫كثيرة النق‬ ‫‪51‬‬

‫تنزعج من ضعفها كثيرا‬ ‫‪55‬‬

‫اإلساءات‬ ‫تشعر بالظلم الواقع عليها داخل األسرة لتعرضها إلي بع‬ ‫‪52‬‬

‫تختلق المواقف داخل األسرة إلظهار شفقة اآلخرين‬ ‫‪53‬‬

‫البعد السادس‪ :‬العوامل المجتمعية التي تواجه كبيرات السن في مجتمع‬


‫الدراسة‬
‫تهتم الحكومة بخدمات المرأة المسنة بالحي أو القرية التي تسكن فيها‬ ‫‪5‬‬

‫متوفر أماكن ترفيهية مخصصة للمرأة المسنة بالقرية أو الحي الذي تسكن فيها‬ ‫‪2‬‬

‫متوفر بالحي أو القرية دور رعاية ونادي للمرأة المسنة‬ ‫‪3‬‬

‫متوفر في الجمعيات الخيرية برامج تهتم بمشكالت وحاجات المرأة المسنة‬ ‫‪4‬‬

‫يقدم التلفزيون السعودي مسلسالت وبرامج تهتم بالمرأة المسنة‬ ‫‪1‬‬

‫خدمات الضمان االجتماعي الخاصة بالمرأة المسنة تشبع حاجاتها‬ ‫‪6‬‬

‫تتاح الفرصة لمشاركة المرأة المسنه في األعمال الخيرية والتطوعية‬ ‫‪7‬‬

‫تجد المرأة المسنة اهتمام وتشجيع من خدمات األسر المنتجة‬ ‫‪8‬‬

‫يوجد أماكن مخصصة للمرأة المسنة بالمحالت التجارية والموالت‬ ‫‪9‬‬

‫المرأة المسنة علي وعي تام بخدمات الرعاية االجتماعية المتاحة لها من المجتمع‬ ‫‪51‬‬

‫متوفر قوانين وسياسات لرعاية المرأة المسنة‬ ‫‪55‬‬

‫متوفر مراكز للعالج الطبيعي للمرأة المسنة‬ ‫‪52‬‬

‫متوفر مراكز صحية مخصصة لعالج المرأة المسنة بالقرية أو الحي الذي تسكنه‬ ‫‪53‬‬

‫للمرأة المسنة لعمل مشروعات صغيرة‬ ‫توفر البنوك بالمجتمع قرو‬ ‫‪54‬‬

‫توفر الدولة إعانات للمرأة المسنة التي لم يسبق لها العمل‬ ‫‪51‬‬

‫تنظم الدولة برامج توعية وارشاد للمرأة المسنة في المجاالت النوعية المختلفة‬ ‫‪56‬‬

‫تنظم الدولة ب ارمج تدريبية لتثقيف القائمين علي رعاية المرأة المسنة‬ ‫‪57‬‬

‫تهتم الدولة باستثمار خبرات المرأة المسنة في القري واألحياء الحضرية‬ ‫‪58‬‬

‫‪- 165 -‬‬


‫المبحث الثالث‬

‫المقابلة " االستبار" ‪:‬‬


‫تعريفها ‪ :‬المقابلة هي محادثة موجهة يقوم بها فرد مع آخر أو مع أفراد بهدف‬
‫الحصول على أنواع من المعلومات الستخدامها في بحث علمي ‪.‬فهي أداة لجمع‬
‫المعلومات التي تمكن الباحث من اإلجالة على تساؤالت البحث أو اختبار فرضياته ‪،‬‬
‫وتعتمد على مقابلة الباحث للمستجيب وجها لوجه بغرض طرح عدد من األسئلة‬
‫لإلجابة عنها ‪ .‬وتعتبر المقابلة استبيانا شفويا ‪.‬‬

‫ولكى تتحقق األهداف المرجوة من وراء المقابلة ينبغي أن تتوفر درجة من التعاون‬
‫والتفاعل اإليجابي بين الباحث والمبحوث ‪ .‬وعلى الباحث طمأنة المبحوث واقناعه‬
‫بأهمية المعلومات التي يدلي بها في التوصل إلى النتائج اإليجابية التي يسعى الباحث‬
‫للوصول إليها ‪ .‬كما ينبغي على الباحث اإلصغاء إلى المبحوث وتعليقاته وتسجيلها‬
‫‪.‬‬ ‫بأمانة وموضوعية‬

‫‪:‬‬ ‫شروط المقابلة الناجحة‬

‫‪ -1‬تحديد الموضوع تحديداً دقيقا‬

‫‪ -2‬وضوح الهدف من إجراء المقابلة لدي الباحث والمبحوث‬

‫‪ -3‬وضوح المفاهيم والمصطلحات حتى ال يكون هناك لبس في المعاني‬

‫‪ -4‬مراعاة الظرف الزماني للمقابلة‬

‫‪ -5‬مراعاة الظرف المكاني للمقابلة‬

‫‪- 166 -‬‬


‫‪ -6‬مرونة األسئلة وتنوعها‬

‫‪ -7‬تحفيز المبحوث على االستجابة لاسئلة‬

‫‪ -1‬االنتباه ورحابة الصدر من الباحث‬

‫‪ -1‬عدم االستهزاء بالمبحوث‬

‫‪ -13‬تسجيل إجابات المبحوث‬

‫مميزات المقابلة كأداة لجمع البيانات‪:‬‬

‫‪ -1‬تسمح المقابلة للباحث بالتعمق في أغوار المبحوث لمعرفة أفكاره وآرائه ومعتقداته‬
‫ودوافعه من خالل الحوار المتصل والمناخ الودى الذى يعكس نظام المقابلة ‪ .‬وبهذا‬
‫يمكن أن يتعرف على أبعاد جديدة في الدراسة ال يصل إليها من خالل األساليب‬
‫األخرى ولذلك يطلق عليها مصطلح االستبار‬

‫‪ -2‬من مميزات وفوائد المقابلة أنها تصلح في المجتمعات التي تكون فيها نسبة األمية‬
‫مرتفعة وهنا القائم بالمقابلة هو الذى يقوم بقراءة األسئلة على المبحوث ومن ثم تسجيل‬
‫االستجابات ‪.‬‬

‫‪ -3‬تتميز المقابلة بأنها تجمع بين الباحث والمبحوث في موقف مواجهة وهذا يتيح‬
‫للباحث فرصة التعمق في فهم الظاهرة التي يدرسها ومالحظة سلوك المبحوث‬

‫‪ -4‬قد ال يتوفر في بعض الدراسات القدر الكافي من البيانات أو المعلومات التي‬


‫تسمح بتحديد المشكلة أو الظاهرة تحديدا دقيقا أو الصياغة الدقيقة لفروض الدراسة لذا‬
‫المقابلة تسمح باالقتراب من الظاهرة ومفردات البحث والتعرف عن قرب على أبعاد‬
‫جديدة فيها ال توفرها أساليب أخري ‪ .‬لذا تصلح المالحظة في الدراسات االستطالعية‬
‫حيث المجال أو الظاهرة مازالت جديدة ‪.‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫‪ -5‬إن المرونة التي يوفرها أسلوب المقابلة تسمح بالتغلب على الصعوبات العديدة التي‬
‫تؤدى إلى التحريف في اإلجابات أو نقص استجابات المبحوث التي تظهر في‬
‫االستبيان حيث تسمح المقابلة للباحث بشرح األسئلة الغامضة وتوضيح معاني الكلمات‬
‫وااللفاظ في األسئلة ‪.‬‬

‫‪ -6‬توجه األسئلة في المقابلة بالترتيب والتسلسل الذى يريده الباحث فال يطلع المبحوث‬
‫على جميع األسئلة قبل اإلجابة عليها كما يحدث في االستبيان ‪.‬‬

‫‪ -7‬تضمن المقابلة للباحث الحصول على معلومات من المبحوث دون أن يتناقش مع‬
‫غيرة من الناس أو يتأثر بآرائهم لذا تكون آراء المبحوث معبرة عن رأيه الشخصي‬

‫‪ -1‬تحقق المقابلة تمثيال أكبر وأدق للمجتمع ألن القائم بالمقابلة يستطيع الحصول‬
‫على بيانات من جميع المبحوثين‬

‫‪ -1‬يحصل القائم بالمقابلة على إجابات لجميع األسئلة واذا كانت اإلجابات ناقصة فإنه‬
‫يستطيع االتصال بالمبحوثين ويقوم بمقابلة أخري الستكمال النقص في البيانات ‪.‬‬

‫عيوب المقابلة كأداة لجمع البيانات ‪:‬‬

‫‪ -4‬تحتاج إلى وقت طويل ويصعب استخدامها في الدراسات التي تحتاج عينات كبيرة‬
‫العدد ‪.‬‬

‫‪ -2‬تحتاج المقابلة إلى كوادر من الباحثين يتوافر لديهم مهارات كثيرة للقيام بها مما قد‬
‫ال يتوافر في كثير من األحيان ‪.‬‬

‫‪ -3‬كثرة تكاليف االنتقال التي يتكبدها القائمون بالمقابلة وضياع كثير من الوقت في‬
‫التردد على المبحوثين ‪.‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫‪ -4‬لما كانت المقابلة تعتمد على التقرير اللفظي للمبحوث فإن الفرد قد ال يكون صادقا‬
‫فيما يدلى به من بيانات فيحاول تزييف اإلجابات في االتجاه الذى يتوسم أنه يتفق مع‬
‫اتجاه القائم بالمقابلة ‪.‬‬

‫‪ -5‬كثي اًر ما يمتنع المبحوث عن اإلجابة على األسئلة الخاصة أو األسئلة التي يخشى‬
‫أن يصيبه ضرر مادى أو أدبى إذا أجاب عليها ‪.‬‬

‫أنواع المقابلة ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬من حيث درجة المرونة في موقف المقابلة تنقسم إلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقابلة المقننة ‪ :‬هي المقابلة التي تتسم بالتحديد الدقيق لألسئلة التي توجه‬
‫للمبحوثين سواء من حيث عدد األسئلة أو من حيث ترتيبها أو من حيث صياغتها‬
‫أو إلقاء األسئلة على المبحوثين‪.‬‬

‫وفي هذا النوع من المقابالت ال يسمح للباحث بالخروج عن الحدود المرسومة فاألسئلة‬
‫تحدد مقدما ‪ .‬وتوجه إلى كل مبحوث بنفس الصياغة والترتيب الموجود في االستمارة‬
‫وعادة ما تستخدم األسئلة ذات النهايات المغلقة ‪ .‬واذا ما استخدمت األسئلة ذات‬
‫النهايات المفتوحة فتكون ألغراض االستيضاح أو معرفة األسباب والدوافع ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المقابلة غير المقننة ‪ :‬يقصد بها تلك التي ال تحدد أسئلتها أو فئات االستجابات‬
‫لهذه األسئلة تحديداً سابقا ‪ ،‬وقد أُستخدم هذا النوع من المقابالت في البحوث‬
‫األنثروبولوجيه واإلكلينيكية والسوسيولوجيه ثم أُستخدم في مجال البحوث االجتماعية‬
‫للحصول على بيانات متعمقة عن االتجاهات والدوافع االجتماعية ‪.‬‬

‫ويتميز هذا النوع من المقابالت بالمرونة في إدارة المقابلة وتوجيه األسئلة والحديث ‪،‬‬
‫كما يترك الحرية للمبحوث في التعبير عن آرائه وأفكاره ومعتقداته ‪ .‬وهذا النوع من‬
‫المقابلة يحتاج مهاره عالية من الباحث في إدارتها ‪ ،‬واستثارة المبحوث إلى الحديث عن‬
‫‪- 169 -‬‬
‫الموضوعات المستهدفة وتكييف األسئلة والحوار بما يتفق ومناخ المقابلة‪ .‬وتتخذ‬
‫المقابلة غير المقننة أسماء مختلفة أو حسب الموقف حيث يطلق عليها المقابلة غير‬
‫الموجهة عندما تستهدف معرفة الدوافع واالتجاهات واألفكار والمعتقدات من خالل‬
‫للمبحوث‬ ‫الحوار والحديث المتصل بين أطراف المقابلة في جو من األلفة الذى يتيح‬
‫الحرية الكاملة في عرض المالمح التي تعكس الدوافع واالتجاهات واألفكار ويصل إليها‬
‫القائم بالمقابلة من خالل هذا الحوار ‪.‬‬

‫وتتخذ شكل المقابلة الب رية أو الممركزة عندما تركز على خبرة معينة مر بها الفرد‬
‫مثل المقابالت التي تتم بعد عرض فيلم سينمائي أو تليفزيوني يرتبط بمهارة معينة أو‬
‫التعرض لموضوع معين في الصحف أو االستماع إلى برنامج معين كالبرامج التعليمية‬
‫أو اإلرشادية بحيث يقتصر الحديث أو الحوار حول هذا الموضوع فقط ويكون دور‬
‫القائم بالمقابلة هو استثارة المبحوث للحديث وتوجيه نحو الموضوع مع ترك الحرية‬
‫كاملة للمبحوث في التعبير عن رأيه كامال ‪.‬‬

‫وبصفة عامة تستخدم المقابلة غير المقننة في الدراسات االستطالعية ‪ ،‬والدراسات التي‬
‫تستهدف معرفة الدوافع واالتجاهات واألفكار والمعتقدات حيث تسمح بالتعمق في‬
‫شخصية المبحوث ولكنها تواجه بصعوبة الصياغة الكمية للمعلومات والبيانات ‪ .‬لعدم‬
‫وجود إطار موحد يتم تصنيف وتبويب المبحوث في التعبير عن آرائه وأفكاره بطريقته‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫تنقسم إلى ‪:‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬من حيث الغر‬

‫أ‪ -‬المقابلة لجمع البيانات ‪ :‬حيث يتجه الباحث إلى جمع البيانات والحصول على‬
‫معلومات متعلقة باألشخاص المبحوثين والمواقف المحيطة بهم ‪.‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫ب‪ -‬المقابلة التشخيصية ‪ :‬حيث يهدف الباحث من وراء هذه المقابلة إلى التعرف‬
‫على العوامل األساسية المؤثرة في خلق المشكلة التي يعانى منها العميل وتحديد األبعاد‬
‫األساسية للموقف المحيط به ‪.‬‬

‫ج‪ -‬المقابالت العالجية ‪ :‬حيث يسعى الباحث الى رسم خطة عالج العميل وتخفيف‬
‫حدة التوتر الذى يشعر به مع االستفادة من إمكانياته وامكانيات المجتمع المتاحة ‪.‬‬

‫وينبغي اإلشارة إلى أن المقابالت التي تجرى بقصد الدراسة أو التشخيص أو العالج‬
‫تتداخل فيما بينها تداخال تاما بحيث يصعب إقامة الحدود الفاصلة بينها ‪ .‬والقائم‬
‫بالمقابلة حينما يجرى مقابالت من أي نوع ال يحاول أن يقيم حدودا بين األنواع الثالثة‬
‫‪ ،‬كل ما في األمر أنه يقوم بإبراز هدف واحد في كل خطوة من خطوات العمل فتتسم‬
‫مقابالته األولى بسمة الدراسة بينما تتسم مقابالته التالية بسمة التشخيص في حين أن‬
‫مقابالته األخيرة تتسم بسمة العالج ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬من حيث عدد المبحوثين ‪:‬تنقسم إلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المقابلة الفردية ‪ :‬وتتم بين القائم بالمقابلة وبين شخص واحد من المبحوثين حتى‬
‫يشعر بالحرية واالطمئنان ويكون تعبيره عن نفسه أكثر صدقا واكتماالً ‪ .‬ويتطلب هذا‬
‫النوع كثير من النفقات والوقت والجهد ‪ .‬ورغم ذلك فهو النوع األكثر شيوعا في‬
‫الدراسات النفسية واالجتماعية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬المقابلة الجماعية ‪:‬‬

‫وهى التي تتم بين الباحث وبين عدد من األفراد في مكان واحد ووقت واحد ليسهل‬
‫إشراكهم جميعا في المناقشة أثناء إجراء المقابلة‪ .‬وتمتاز المقابلة الجماعية بتوفير الوقت‬
‫والجهد ‪ .‬وبكونها تقدم معلومات أكثر فائدة فعندما ُيجمع عدد من األفراد من خلفيات‬
‫متقاربة أو متباعدة للكشف عن مشكلة معينة أو لتقويم مشروع ما يكون بمقدورهم‬

‫‪- 171 -‬‬


‫تغطية مساحة واسعة من المعلومات ‪ ،‬فضال عن تقديمهم وجهات نظر متباينة حول‬
‫الموضوع ‪ ،‬كما يستطيعون مساعدة بعضهم البعض في استدعاء المعلومات أو تثبيتها‬
‫والتحقق من صحتها ‪ ،‬وقد تشجع المقابلة الجماعية األفراد على الصراحة واالسترسال‬
‫في الحديث ما داموا يشاهدون ويسمعون في االجتماع ‪ ،‬وما داموا يرغبون في أن يكون‬
‫لهم الدور في الحديث والمناقشة الجارية ‪.‬‬

‫وتفيد المقابلة الجماعية كثي اًر إذا ما أجريت مع جماعة الجانحين أو تقويم نزالء السجون‬
‫أو حل بعض المشكالت االجتماعية في إحدى الهيئات أو األوساط االجتماعية‬

‫ومن النقاط التي تؤخذ علي المقابلة الجماعية هي إحجام بعض األفراد عن التعبير عن‬
‫بعض األمور أو القضايا ‪ .‬أما المجموعة فيكونوا متحفظين في إجاباتهم وقد يكون‬
‫شخص واحد أكثر امتالكا للمعلومات أو أكثر سيطرة على جو المناقشة مما ال يفسح‬
‫المجال لاخرين من الكشف عن وجهات نظرهم ‪ .‬فضال عن ذلك فإنه يصعب التعرف‬
‫فيما إذا كان الرأي المطروح هو تغبير صريح وصادق لرأي الفرد نفسه أم انه مستوحى‬
‫من رأى الجماعة ‪.‬‬

‫كيفية إجراء المقابلة‬

‫‪ -4‬استثارة الدافع لالستجابة‪:‬ــــ ينبغي على القائم بالمقابلة أن يعمل على كسب ثقة‬
‫المبحوثين فيبدأ بمقدمة مختصرة عن الغرض من المقابلة ‪ ،‬والطريقة التي تم اختيارهم‬
‫بها ‪ ،‬ويبن لهم أن البيانات المطلوبة سرية ولن تستخدم إال لغرض البحث العلمي ‪ .‬وأن‬
‫البحث يهدف إلى الوقوف على مجموع آراء األفراد واتجاهاتهم دون البحث عن آراء فرد‬
‫بذاته كما ينبغي عليه االستعداد لتقديم ما يثبت شخصيته إذا تطلب األمر ذلك ‪.‬‬

‫‪ -0‬تهيئة جو المقابلة ‪ :‬ـــ ينبغي أن يخصص للمقابلة الوقت المناسب مع تهيئة‬


‫المكان والظروف المناسبة ويقتضى األمر في كثير من األحيان أن تكون المقابلة‬

‫‪- 172 -‬‬


‫مقصورة على كل من القائم بالمقابلة والمبحوث ألن وجود أفراد آخرين قد يثير مخاوف‬
‫المبحوث ويدفعه إلى العدول عن أقواله ‪.‬‬

‫‪ -2‬توجيه األسئلة ‪ :‬ـــــ ينبغي أن يتدرج المبحوث في إلقاء األسئلة فال يبدأ بتوجيه‬
‫أسئلة منصبة على الموضوع رأسا‪ ،‬فقد تثير بعض جوانب الخوف والمقاومة لدى‬
‫المبحوث ‪ ،‬وبفضل أن تكون األسئلة األولى من النوع الذى يثير اهتمام المبحوث ‪،‬‬
‫تليها أسئلة متخصصة لها صلة وثيقة بموضوع البحث ثم أسئلة أكثر تخصصا مع‬
‫مراعاه التدرج في توجيه األسئلة متمشيا مع تدرج العالقة الودية التي تنشأ بين القائم‬
‫بالمقابلة وبين المبحوث ‪ .‬وال يجب توجيه أكثر من سؤال في وقت واحد ‪ ،‬وفى حال‬
‫استخدا م المقابلة غير المقننة ينبغي توجيه األسئلة بالطريقة التي يفهمها المبحوث ‪ ،‬وقد‬
‫يلجأ الباحث إلى تفتيت السؤال الواحد إلى جملة أسئلة ليتدرج في استخالص البيانات‬
‫من المبحوث حسب مستواه الثقافي ‪ .‬أما في المقابلة المقننة فمن الضروري توجيه‬
‫األسئلة بنفس األسلوب وبنفس الترتيب لجميع المبحوثين ‪.‬‬

‫‪ -1‬الحصول على اإلجابة ‪ :‬ــــ ينبغي على الباحث أن يحصل على إجابات لكل‬
‫األسئلة ‪ .‬فإذا وجد أن المبحوث قد أجاب على السؤال في سؤال سابق فال ينبغي أن‬
‫يتخلى عن ذلك السؤال ‪ .‬فمثل هذا السؤال غالبا ما قد يوضع للتأكد من صحة اإلجابة‬
‫األولى ‪ .‬أما إذا كانت اإلجابات ناقصة فعليه أن يحاول استكمال المعلومات الناقصة‬
‫والتي يرى أنها ضرورية للبحث ‪.‬‬

‫‪ -5‬تسجيل إجابات المبحوثين ‪ :‬ينصح فريق من المشتغلين بمناهج البحث االجتماعي‬


‫بعدم تسجيل إجابات المبحوثين أثناء المقابلة حتى ال يثير مخاوف المبحوثين ويدفعهم‬
‫إلى االفتعال والتكلف وعدم التعبير الصريح عن أراءهم وأن يكتفي الباحث بتسجيل‬
‫االسم والعنوان والسن والوظيفة وما إلي ذلك من بيانات أولية قد تتعرض للنسيان ‪،‬‬
‫ولكن ال ينصح بتأجيل تدوين اإلجابات إلى ما بعد المقابلة فقد أظهرت الخبرة الميدانية‬
‫أن تسجيل إجابات المبحوثين يشعرهم بجدية الموقف ويجعلهم يهتمون بالتدقيق في‬
‫اإلجابة ‪ ،‬أضافة إلى أن عدم تدوين إجابات المبحوثين وقت سماعها يؤدى إلى نسيان‬
‫‪- 173 -‬‬
‫كثير من المعلومات وتشويه كثير من الحقائق ‪ .‬وعلية من األفضل تدوين إجابات‬
‫المبحوثين بعد أن ينتهوا من إجاباتهم مباشرة وأن يتم ذلك على مرأى منهم ‪.‬‬

‫خطوات إعداد استمارة المقابلة ‪:‬‬

‫ُيتبع في أعداد استمارة المقابلة نفس الخطوات التي تتبع في إعداد استمارة االستبيان‬
‫والتي ذكرت من قبل عند الحديث عن االستبيان كأداة لجمع البيانات ‪.‬‬

‫نموذج الستمارة االستبار (المقابلة)‬

‫استبار للنساء الريفيات المتزوجات في سن الحمل بقرية الحميدية مركز الفيوم‬

‫عنوان الدراسة ‪:‬‬

‫دور االخصائي االجتماعي في مساعدة وحدات تنظيم األسرة بالريف في‬


‫تحقيق أهدافها‬

‫الدراسة أجريت لنيل درجة الماجستير في الخدمة االجتماعية عام ‪4110‬م‬

‫البيانات األولية ‪:‬‬

‫س‪ 4‬العمر ‪:‬‬

‫ب‪ -‬من ‪ – 23‬أقل من ‪ 33‬عام ( )‬ ‫أ‪ -‬أقل من ‪ 23‬عاما ( )‬

‫د‪ -‬من ‪ 43‬عاما فاكثر ( )‬ ‫ج‪ -‬من ‪ – 33‬أقل من ‪ 43‬عاما ( )‬

‫س‪ 0‬المستوى التعليمي ‪:‬‬

‫( )‬ ‫ب‪ -‬تق أر وتكتب‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬أمي‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬إعدادي‬ ‫ج‪ -‬ابتدائي ( )‬

‫و‪ -‬تعليم متوسط ( )‬ ‫ه‪ -‬ثانوي ( )‬

‫‪- 174 -‬‬


‫ى‪ -‬تعليم عالي ( )‬

‫س‪ -2‬الحالة االجتماعية ‪:‬‬

‫ب‪ -‬ال تعمل ( )‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬تعمل‬

‫س‪ 1‬الدخل ‪:‬‬

‫ب‪ -‬من ‪ 53‬جنية – ‪) ( 133‬‬ ‫أ‪ -‬أقل من ‪ 53‬جنية ( )‬

‫د‪ -‬من ‪ 153‬جنية فاكثر ( )‬ ‫ج‪ -‬من ‪ 133‬جنية – ‪) ( 153‬‬

‫س‪ – 5‬كان عمرك أد أية لما أتجوز تي ؟‬

‫( )‬ ‫ب‪ -‬من ‪2‬خ – ‪ 25‬سنه‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬أقل من ‪ 23‬سنه‬

‫ج‪ -‬من ‪ 25‬سنه فاكثر ( )‬

‫س‪ -6‬بقالك أد أية متجوزه ؟‬

‫ب‪ -‬من ‪ 13 – 5‬سنوات ( )‬ ‫أ‪ -‬خمس سنوات ( )‬

‫د‪ -‬من ‪ 23 – 15‬سنه ( )‬ ‫ج‪ -‬من ‪ 15 – 13‬سنه ( )‬

‫هت ‪ -‬من ‪ 23‬سنه فأكثر ( )‬

‫س‪ -7‬انجبتي أد أيه من العيال دلوقتى ؟‬

‫ب‪ -‬اثنان ( )‬ ‫أ‪ -‬عيل واحد ( )‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬أربعة‬ ‫( )‬ ‫ج‪ -‬ثالثة‬

‫( )‬ ‫ه ‪ -‬سته‬ ‫( )‬ ‫و‪ -‬خمسة‬

‫ى‪ -‬سبعة فأكثر ( )‬

‫البعد الثاني ‪ :‬المعرفة بوحدة تنظيم االسرة بالقرية وخدماتها ؟‬


‫‪- 175 -‬‬
‫س‪ -1‬ياترى سمعتي عن وحدة تنظيم االسرة بالقرية ؟‬

‫ب‪ -‬لم اسمع عنها ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم سمعت ( )‬

‫س‪ -1‬في حال اإلجابة بنعم يسأل ( سمعتي عنها من مين) ؟‬

‫ب‪ -‬األخصائي االجتماعي بالقرية ( )‬ ‫أ‪ -‬الرائدة الريفية ( )‬

‫د‪ -‬األقارب والجيران ( )‬ ‫ج‪ -‬الوحدة الصحية بالقرية ( )‬

‫و‪ -‬ميكرفون الواعظ (الجامع) ( )‬ ‫هت ‪ -‬الداية ( )‬

‫س‪ -42‬طيب انتى بتروحى وحدة تنظيم االسرة بالقرية ؟‬

‫ال ( )‬ ‫أحيانا ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم ( )‬

‫س‪ -44‬انتي تروحي تحضري الندوات اللي تنظمها الوحدة عن تنظيم األسرة بالقرية؟‬

‫ب‪ -‬احضرها أحيانا ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم أحضرها باستمرار ( )‬

‫ج‪ -‬ال احضرها اطالقا ( )‬

‫س‪ -40‬في حال اإلجابة نعم ا أحيانا يسأل (طيب استفدت منها أيه) ؟‬

‫أ‪ -‬عرفت يعني أية تنظيم األسرة ( )‬


‫ب‪ -‬عرفت حاجات صح عن وسائل منع الحمل ( )‬

‫ج‪ -‬عرفت أضرار الحمل المتكرر ( )‬

‫د‪ -‬عرفت خدمات وحدة تنظيم األسرة ( )‬

‫ه‪ -‬عرفت فوائد وأهمية االسرة صغيره الحجم ( )‬

‫س‪ -42‬في حال اإلجابة علي س ال ‪44‬بال يسأل ( انتى مش بتروحى وحدة تنظيم‬
‫االسرة بالقرية ليه ) ؟‬

‫‪- 176 -‬‬


‫أ‪ -‬عدم وجود الطبيبة بصفة مستمرة ( )‬

‫ب‪ -‬عدم االهتمام بالكشف قبل صرف الوسيلة المناسبة ( )‬

‫( )‬ ‫ت‪ -‬عدم توافر وسائل تنظيم االسرة بكل أنواعها‬

‫( )‬ ‫ث‪ -‬عشان انا مش موافقة على تنظيم االسرة‬

‫( )‬ ‫ج‪ -‬عشان معنديش وقت اروح الوحدة‬

‫( )‬ ‫ح‪ -‬عشان اللي بيكشف طبيب وليس طبيبة‬

‫خ‪ -‬عشان انا مش ها نظم االسرة دلوقي وعاوزة اخلف تاني ( )‬

‫البعد الثالث ‪ :‬دور القيادات في القرية في نشر الوعى بتنظيم االسرة ؟‬

‫س‪ -41‬انتى تعرفي االخصائي االجتماعي بوحدة تنظيم االسرة بالقرية ؟‬

‫ال ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم ( )‬

‫س‪ -45‬في حال اإلجابة بنعم يسأل (تعرفي االخصائي بيعمل ايه من الحاجات دي) ؟‬

‫( )‬ ‫أ‪ -‬بقابل المترددات علي وحدة تنظيم األسرة‬

‫( )‬ ‫ب‪ -‬يكلمهم عن فوائد تنظيم األسرة‬

‫( )‬ ‫ج‪ -‬بعرفهم خدمات وحدة تنظيم االسرة‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬وحدة تنظيم االسرة بالقرية‬

‫( )‬ ‫ه‪ -‬بسجل أسماؤهم في بطاقات وسجالت‬

‫( )‬ ‫و‪ -‬يكلمهم عن مخاطر الخلفة الكثير وفوائد االسرة الصغيرة‬

‫( )‬ ‫ى‪ -‬ال يفعل شيء من ذلك‬

‫س‪ -46‬سمعت عن الرائدة الريفية بالقرية ؟‬


‫‪- 177 -‬‬
‫( )‬ ‫ال‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬نعم‬

‫س‪ -47‬سمعتي إمام المسجد يتكلم عن تنظيم االسرة في خطبة يوم الجمعة ؟‬

‫ب‪ -‬ال ( )‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬نعم‬

‫س‪ -48‬هل يشارك إمام المسجد في الندوات اللي بتعملها وحدة تنظيم االسرة بالقرية ؟‬

‫ب‪ -‬ال ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم ( )‬

‫البعد الرابع ‪ :‬المعارف عن تنظيم االسرة بالقرية ‪.‬‬

‫س ‪ -48‬تعرفي تقولي يعني أية تنظيم االسرة من الحاجات دي ؟‬

‫( )‬ ‫أ‪ -‬ان الواحدة تخلى فترة بين كل والدة والثانية‬

‫ب‪ -‬ان الواحدة تمنع الحمل بعد ما تجيب عيلين ثالثة ( )‬

‫( )‬ ‫ج‪ -‬ان الواحدة تأخذ وسائل منع الحمل‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬ان الواحدة تتخلص من الحمل‬

‫( )‬ ‫هت ‪ -‬ان الواحدة تمنع الحمل خالص‬

‫س‪ -41‬تفتكري ان تنظيم األسرة حرام وال حالل ؟‬

‫أ‪ -‬تنظيم األسرة حرام ( ) ب – ال اعرف ( ) ج‪ -‬تنظيم األسرة حالل (‬


‫)‬

‫س‪ -02‬ياترى ايه هو العدد المناسب لأل والد من وجهة نظرك ؟‬

‫( )‬ ‫ب‪ -‬ثالثة‬ ‫( )‬ ‫أ‪ -‬اثنان‬

‫( )‬ ‫د‪ -‬خمسة‬ ‫( )‬ ‫ج‪ -‬أربعة‬

‫د‪ -‬ستة فأكثر ( )‬

‫‪- 178 -‬‬


‫س‪ -04‬تفتكري ان كتر الحمل والوالدة ي ثر على صحة الست وال دي إشاعة ؟‬

‫ب‪ -‬ال يؤثر عليها ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم يؤثر عليها ( )‬

‫ج‪ -‬دي حاجة بآمر ربنا ( )‬

‫س‪ -00‬لو الواحدة خلفت طفلها االول وهى في سن ‪ 46‬أو ‪ 47‬سنة ده ي ثر على‬
‫صحتها ؟‬

‫ب‪ -‬ال ميأثرش عليها ( )‬ ‫أ‪ -‬نعم يؤثر ( )‬

‫د‪ -‬ده حسب حالتها الصحية ( )‬ ‫ج‪ -‬دي حاجة بأمر ربنا ( )‬

‫س‪ -02‬يا ترى انتي عاوزة تخلفي تانى وال اكتفتي بالعدد اللي عندك ؟‬

‫ب‪ -‬دي حاجة بأمر ربنا ( )‬ ‫أ‪ -‬عاوزه أخلف تانى ( )‬

‫ذ‪ -‬ال مش عاوز اخلف تانى ( )‬

‫‪- 179 -‬‬


‫المبحث الرابع‪ :‬القياس‬

‫بدأ القياس منذ وجود اإلنسان على وجه األرض فقد استخدم اإلنسان‬
‫البدائي القياس عندما كان يحفر مغارة لنفسه لتناسب حجمه‪ ،‬وعندمايرغب فى‬
‫الوقوف على قدرتهعلى حمل شيء وغيرها‪ ،‬ويعتبر "فرانسيس جالتون" الرائد‬
‫الحقيقي للقياس ومن منجزاته صفارة جالتون التي تستخدم لقياس أعلى مقام‬
‫سمعي عند اإلنسان أما "جيمس ماكين" فيعتبر ذو أثر كبير في تطوير القياس‬
‫النسبي وعلم النفس التجريبي؛ وقد يتعجب اإلنسان قديما هل يمكن قياس العقل‬
‫البشري وهو غير مادي؟ألنه ال يثق بقدرته على ابتكار الوسائل التي يتمكن‬
‫بواسطتها قياس عقله أو قياس كثير من األمور التي تهمه مثل الشعور أو الرغبة‬
‫أو الميل‪ ،‬واستمر اإلنسان بالتطور حتى تمكن من إيجاد المقاييس البدائية مثل‬
‫استعمال الحبل لقياس الطول ولقياس الوزن وال يزال الحبل موجود في القرى ثم‬
‫تطور حتى وصل إلى ما وصل إليه اآلن من تقدم في المقاييس الطبيعية الدقيقة‬
‫جداً مثل المقاييس الحساسة والمقاييس االلكترونية‪.‬‬
‫قطعت العلوم الطبيعية شوطاً كبي اًر في عملية تحويل المفاهيم إلى متغيرات‬
‫كمية يمكن قياسها؛ إليجاد مقاييس مقننه علمياً يمكن االعتماد عليها في قياس‬
‫مختلف الظواهر التي تتعامل معها‪ ،‬وقد ساعد تقدم العلوم الطبيعية في هذا‬
‫المجال أنها تتعامل مع ظواهر محدده وثابتة‪،‬وتعتمد في الوقت نفسه على‬
‫تصميمات "أجهزة القياس"تجعل نتائج عملية القياس مدركة لجميع المهتمين؛‬
‫ولذلك ال يثور جدل أو اختالف جوهري حولها‪،‬فمثال إذا أردنا أن نقيس مساحة‬
‫قطعة أرض في جمهورية مصر العربية فإننا نحصر المتر كوحدة قياس األطوال‬
‫فنقيس طول األرض وعرضها ثم نحسب المساحة الكلية لقطعة األرض بضرب‬
‫الطول ‪ X‬العرض فمثال لو كانت قطعة أرض طولها ‪23‬م ولو كانت نفس هذه‬
‫القطعة موجودة في أي مكان آخر من العالم وليكن مدينة مكة بالمملكة العربية‬
‫‪- 181 -‬‬
‫السعودية لو طبقنا نفس المقياس فإن مساحة المنطقة ال تتغير أما بالنسبة للعلوم‬
‫االجتماعية فإن األمر يبدو أكثر صعوبة إليجاد مقاييس علمية مقننه يمكن‬
‫االعتماد عليها في قياس الظواهر االجتماعية التي يمر بها اإلنسان ألنه ال توجد‬
‫وحدة قياس يمكن إذا طبقت على شخص ما في دولة عربية أو اخرى في دولة‬
‫أوربية أن تودي نفس النتيجة بل قد تختلف داخل القطر الواحد الختالف ثقافة‬
‫المجتمع واختالف القيم والتقاليد السائدة؛ ولكن ليس معنى ذلك أن تقف العلوم‬
‫االجتماعية ومنها مهنة الخدمة االجتماعية مكتوفة األيدي أمام ذلك؛ ولكن عليها‬
‫أن تهتم بتطوير إطارها المعرفي وتحاول باالستمرار في بناء مقاييس متعددة‬
‫لمختلف المشكالت والعالقات االجتماعية والتجاهات التي تتعامل معها حتى‬
‫يمكن الوصول إلى مقياس يمكن االعتماد على نتائجها بدرجة مقبولة؛ ألن‬
‫القياس عملية جوهرية للتقدم للمهنة حيث يمكن من خاللها االرتقاء بمستوى‬
‫النتائج التي يتم التوصل إليها‪ ،‬وتحديد المفاهيم إجرائياً وفي اختبار الفروض‪ ،‬كما‬
‫يؤدي في الوقت نفسه إلى موضوعية المالحظات والقدرة على وصفها بدقة وفيما‬
‫يلي سيتناول المبحث‪:‬معنى القياس‪،‬وأهميته‪ ،‬وأنواع القياس‪ ،‬وخطوات بناء‬
‫المقياس في بحوث الخدمة االجتماعية‪.‬‬
‫مفهوم القياس‪.:‬‬
‫يعرف القياس بأنه‪ :‬تحديد درجه امتالك شئ او شخص لصفة معينة‬
‫ويعتترف ايضتتا انتته هتتو نتتوع متتن المقارنتته التتتى تعتترض فتتي ش تكل رقمتتى وتبتتدأ المقارنتتة‬
‫بتتالنواحى الكيفيتتة وتنتهتتى بتتالنواحى الكميتته وتكشتتف النتواحى الكيفيتتة عتتن وجتتود صتتفه او‬
‫خاصتتيه معينتتة زمتتدى اختالفهتتا متتن الصتتفات والخصتتائص االختترى امتتا الن تواحى الكميتتة‬
‫فتكشف عن مقدار وجود الصفة او مستواها فهى بذلك تحدد درجة وجودها‬
‫كمتتا يع تترف القي تتاس االجتم تتاعى ‪ .:socimetry‬قيتتاس العالق تتات االجتماعي تتة واالختب تتار‬
‫السوسيومترى ليس هدفا فى حد ذاته وانا وسيلة فنية لقياس موضوعات معينة‪.‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫يشير القياس بمفهومه الواسع إلى الجوانب الكمية التي تصف خاصية أو‬
‫سمة معينة مثل ارتفاع سائاو حجم كرة أو التحصيل الدراسي للطالب‪،‬ويشير إلى‬
‫عملية جمع المعلومات وترتيبها بطريقة منتظمة؛ وبذلك يتضمن القياس عملية‬
‫جمع المعلومات وتنظيمها‪ ،‬ويعرف القياس في اللغة‪ :‬قاس الشيء يقيسه قياساً‬
‫والقياس هو تقدير الشيء وبيان مساحته أو قدرة‪ ،‬والمقياس أداة تستخدم في بيان‬
‫مقدار األشياء المادية في حياة الناس‪ ،‬ومن ذلك المتر والكيلومتر لقياس‬
‫المساحات‪،‬والميزان يقاس به مقدار الموزونات‪ ،‬ومع تقدم األبحاث في مجال‬
‫العلوم االجتماعية والنفسية والتربوية أصبح الباحثون يصممون نوعاً من المقاييس‬
‫يستخدمونها كأداة لقياس مدى مطابقة سلوك العينة المدروسة ومدى انحرف‬
‫سلوكها عن السلوك السوي‪.‬‬
‫يعرف القياس اصطالحاً بأنه نوع من المقارنة التي تعرض من شكل رقمي‬
‫وتبدأ المقارنة بالنواحي الكيفية وتنتهي إلى النواحي الكمية‪ ،‬ويعرف بأنه مجموعه‬
‫مرتبه من المثيرات التي أعدت لتقيس بطريقة كمية وكيفية بعض العمليات العقلية‬
‫أو السمات أو الخصائص النفسية والمثي ارت قد تكون أسئلة شفوية أو أسئلة‬
‫تحريرية مكتوبة أو قد تكون سلسلة من األعدادأو بعض األشكال الهندسية‬
‫أوالرسومات‪ ،‬وهناك من يعرف القياس بأنه طريقة مقننة للمقارنة بين فردين أو‬
‫أكثر‪ ،‬ويقصد به كال من الدرجة التي نحصل عليها والعملية المستخدمة‪،‬أما‬
‫"نانلي"فيعرف القياس بأنه يشتمل على قواعد تعيين أرقام لاشياء بطريقة تمثل‬
‫كميات الخصائص‪ ،‬بعني أن القياس يتألف من ثالثة أبعاد أساسية هي‪:‬واقعة‬
‫امبريقية قابلة للمالحظة والقياس "جماعة أو شخصا أو فكرة" ووجود رقم أو عدد‬
‫أو مقدار‪ ،‬وأخي ار وجود قاعدة أو مجموعة من القواعد تربط منطقيا بين الواقعة‬
‫والمقدار‪.‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫ويرى البعض األخر أن القياس هو عملية تحديد (قيمة)كمية أو نوعية‬
‫للمتغير‪ ،‬ويعرف (محمد شفيق) القياس على أنه تقدير الظواهر موضوع القياس‬
‫تقدي اًر كمياً مع وصف البيانات وتقدير األشياء والمستويات في صورة رقمية‪،‬‬
‫ويمكن تعريف القياس على أنه قياس العالقات ودراسة االتجاهات واآلراء بالكشف‬
‫عن مظاهر األلفة والنفور والموافقة والرضا تجاه موضوع معين فهو وسيلة توضح‬
‫في بساطة عالقات الجذب والنفور وتقدير الظواهر موضع القياس تقدي ار كميا‪.‬‬
‫ويشير تعريف القياس كما يراه "ستيفنز"إلى التركيز على ضرورة وجود‬
‫قواعد محددة تستند إليها عملية تحديد القيمة أو الرمز الدال على السمة المعينة‪،‬‬
‫المفاهيم السابقة‬ ‫الشيء الذي يبعدنا عن التخمين والعشوائية‪ ،‬ومن خالل عر‬
‫يمكن صياغة مفهوماً اجرائياً للقياس على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -1‬يعني تقدير الظواهر موضوع القياس تقدي اًر كمياًأي مقدار تواجد الصفة‬
‫أومستواها‪.‬‬
‫‪ -2‬ال يستطيع القياس قياس وحدة كاملة بل يهتم بقياس صفة من صفات‬
‫هذه الوحدة‪.‬‬
‫‪ -3‬يشير القياس إلى مجموعة اإلجراءات المقننة التي تكون نتائجها قابلة‬
‫للمعالجة اإلحصائية‪.‬‬
‫‪ -4‬القياس يقيس ماصمم له فقط‪.‬‬
‫‪ -5‬القياس يصف البيانات في صورة رقمية‪.‬‬
‫‪ -6‬القياس هو تقدير األشياء والمستويات تقدي اًر كمياً وفق إطار معين من‬
‫المقاييس المدرجة‪.‬‬
‫‪ -7‬يهتم القياس بتحديد مدى توفر الصفات أو المعارف أو االتجاهات أو‬
‫العالقات في األشخاص الذين يريد قياسهم‪.‬‬
‫‪ -1‬يتطلب القياس درجة عالية من التجريد‪.‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫‪ -1‬مدخل لوصف العالقات اإلنسانية والظواهر االجتماعية األخرى في‬
‫مصطلحات كمية أو قياسية‪.‬‬
‫‪ .‬أهمية القياس‪.:‬‬
‫يقتتوم العلتتم الحتتديث علتتى القيتتاس الرقمتتى لظ تواهر هتتذا الكتتون وعلتتى تصتتنيف نتتتائج هتتذا‬
‫القيت تتاس فت تتى ق ت توانين ونظريت تتات مت تتوجزه واضت تتحة منطقيت تتة تفست تتر نتت تتائج القيت تتاس الرقمت تتى‬
‫للمالحظات الدقيقة والنتتائج العلميتة ويقتاس تقتدم العلتوم والمهتن بدرجته الدقتة التتى تصتل‬
‫اليها فى القيلس غير ان عملية القيتاس فتى العلتوم االجتماعيتة والمهتن االجتماعيته اعقتد‬
‫واشتتق متتن العلتتوم الماديتتة نظ ت ار الن موضتتوع القيتتاس هتتو االنستتان التتذى يتميتتز بالمرونتته‬
‫والتغيير كما انه اقل الكائنات قابليه للتحكم والتجريب‬

‫فمت تتن ناحيت تته يجت تتب ان تخت تتوض العلت تتوم االجتماعيت تتة تجربت تته القيت تتاس وان تست تتتخدم تلت تتك‬
‫االستراتيجية فى محاوالتها الكتساب موضوعية متزايده‬
‫ومن ناحيه اخري فان منهجيه بناء المقاييس ستوف تنمتى كلمتا بنيتت مقتاييس وانتقضتت‬
‫وعتتدلت وبهتتذا االستتلوب وحتتده يمكتتن للعلتتوم االجتماعيتتة ان تقتتوى متتن استتتراتيجيتها فتتى‬
‫القياس فنجد فيما مضى كان الزمن يقاس بالوحدات االكبر من السنين والشهور‬
‫مااليقتتاس اليتتوم يقتتاس غتتدا اذ ان تكنولوجيتتا القيتتاس تجتتذب المفتتاهيم االكثتتر تجديتتدا م تره‬
‫اخرى الى الواقع االمبيريقى‬
‫اعتبارات خاصة لبناء المقياس كأداة جمع بيانات‪:‬‬
‫‪ -1‬التعرف على طبيعة استخدام المقياس والغرض منه ونوعية البيانات‪.‬‬
‫‪ -2‬التحديد بدقة للمفاهيم األساسيةللموضوع المراد قياسه‪.‬‬
‫‪ -3‬تكرار المقياس أكثر من مرة حتى يتم الحصول على مقياس يتميز بدرجة‬
‫من الثبات والصدق‪.‬‬
‫‪ -4‬إلمام كامل بالموضوع المراد قياسه‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يتناسب المقياس مع نوع الدراسة وأهدافها‪.‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫‪ -6‬أن يؤدي المقياس إلى نتائج دقيقة بدرجة كافية ومناسبة مع هدف الدراسة‪.‬‬
‫‪ -7‬أن يتناسب المقياس مع نوعية وأعمار المبحوثين‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تكون البيانات التي يتم الحصول عليها يمكن ثبوتها واجراء المعامالت‬
‫اإلحصائية عليها‪.‬‬
‫‪ -1‬أن تكون فقرات المقياس يمكن صياغة أوزان معيارية لها‪.‬‬
‫أن يتوائم المقياس مع المكان والوقت المحددين لالستخدام‪.‬‬ ‫‪-13‬‬
‫أن تكون العمليات المصاحبة للمقياس سهلة ومفسرة فعال لمحتويات‬ ‫‪-11‬‬
‫المقياس‪.‬‬
‫أنتصاغعبارات المقياس في شكل يسمح لفهمهاواإلجابة عليها‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫أنواع المقاييس‪:‬‬
‫يشكل القياس أحد األساليب المنهجية للبحث العلمي في مجال العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬ويصنف القياس إلى أنواع أساسية لكل منها وظيفته العلمية في‬
‫مجال البحث العلمي وهي‪:‬‬
‫‪ -4‬المقاييس االسمية‪:‬يعتبر القياس األسمى أقل مستويات القياس في بحوث‬
‫الخدمة االجتماعية فهو يهتم بتصنيف المعلومات المتوفرة لدى الباحث أو‬
‫تصنيف المفاهيم فقط‪ ،‬ويعتبر كيفي أكثر منه كمي‪ ،‬أي أن الباحث يضع‬
‫المفاهيم أو الصفات ليس لها آية داللة حسابية‪،‬وهو أقل أنواع المقاييس وتسمى‬
‫مقاييس الفئات المختلفة أو المقارنة الثنائية وتعطى لهذا النشاط نتيجة‬
‫قياسية(نقاط) لكي نعالج بها أحكام المبحوثين وهذه الطريقة تعطي أسماء لخاصية‬
‫معينة مختلفة وبفرق قليل الحدوث للمفحوصين بين االثنين‪،‬والقياساالسمي‬
‫يتلخص في أنه عبارة عن ألفاظ أو أسماء تلحق بالشيء المراد قياسه أو الصفة‬
‫المراد وصفها‪ ،‬ويستخدم بشكل خاص للمتغيرات النوعية‪:‬ومن األمثلة على هذا‬
‫المستوى‪ :‬أرقام الالعبين‪ -‬إعطاء أرقام للداللة على الجنس‪ -‬أرقام الشوارع‪-‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫أرقام البيانات‪ ،‬ومن خصائصه أنه ال يوجد لديه صفر مطلق‪ ،‬وال يوجد أبعاد‬
‫متساوية بين أجزائه؛ وتتوزع تلك المقاييس االسمية بين‪:‬‬
‫المقاييس التي تنبع من االستخدامات العادية وتستخدم في حاالت مثل‪:‬‬ ‫أ)‬

‫المستوى‬ ‫أو‬ ‫العمر‬ ‫أو‬ ‫بالجنس‬ ‫األشخاص‬ ‫بين‬ ‫التمييز‬


‫التعليمي‪.......‬ال ‪.‬‬
‫ب) المقاييس التى نستنتجها من بعض أنواع البيانات حيث تشير إلى الجهد‬
‫المبذول من الباحث إليجاد الفئات االسمية التي تلخص مختلف‬
‫اإلجابات على أساس درجة من التشابه بين اإلجابات أو كثرة تكرار‬
‫بعضها‪.‬‬
‫‪-0‬المقاييس الترتيبية أو المتدرجة‪ :‬يعتبر مقياس الرتبة أكثر تقدماً من المقاييس‬
‫االسمية؛ حيث يمكن تصنيف المفاهيم أو المتغيرات في ترتيب محدد وواضح؛ إال‬
‫أن المسافة بين التصنيف واالخر غير معروفة وفى الوقت نفسه غير متساوية‬
‫مثل تسلسل األرقام ‪ 4 ،3 ،2 ،1‬أو تسلسل حسب الكلمات‪ :‬دائما‪ ،‬كثيرا‪ ،‬أحيانا‪،‬‬
‫نادرا‪ ،‬أبدا‪ ،‬وفي مثل هذه المقاييس يقوم الباحث بترتيب المفردات واعطائها رتب‬
‫وفق ما تحتويه من الخاصية كترتيب الوظائف المختلفة وفق ما تتضمنه من‬
‫مسؤوليات‪.‬‬
‫إن القياس الرتبي باإلضافة إلى إمكانياته لتصنيف األشياء فإنه أيضا‬
‫يرتبها حسب درجة امتالكها لسمة معينة‪ ،‬وبمعنى آخر فإنه يمكن ترتيب األفراد‬
‫من األعلى إلى األدنى ومن األكثر إلى األقل‪ ،‬وتقسم وحدة القياس في هذا‬
‫المستوى إلى فئات كما هو الحال في وحدة قياس المستوى االسمي‪ ،‬وال يشترط‬
‫أن تكون المسافات بين الفئات متساوية ومثال ذلك عندما نرتب عالمات طالب‬
‫فصل معين ثم نقول هذا األول وهذا الثاني والثالث وهكذا فال يشترط أن يكون‬
‫الفرق بين األول والثاني يساوي الفرق بين الثالث والرابع وهكذا‪ ،‬ولعل التمييز بين‬

‫‪- 186 -‬‬


‫المقياس الرتبي واالسمي يكون اعتباطياً ويعتمد على طريقة التفكير في الهدف‬
‫من التصنيف‪ ،‬كما يمكن في هذا المستوى إيجاد قيم إحصائية وصفية مثل‬
‫المنوال‪،‬والوسيط‪ ،‬والعالقات المتطرفة‪ ،‬ونرى أن مستوى قياس الرتبة ليس من‬
‫الضروري أن تتساوى الفروق بين القيم التي رتب األفراد على أساسها على الرغم‬
‫من تساوي الفروق بين كل رتبة وما تليها بمعنى آخر أن المسافات بين الوحدات‬
‫غير متساوية على الرغم من تساوي الرتب وتنظيمها؛ مثال الفرق في الرتبة بين‬
‫الطالب (س) والطالب (ص) =‪ 1‬بينما الفرق في درجة نسبة الذكاء=‪.3‬‬
‫ويشير القياس الترتيبي إلى تسلسل الدرجات أو القيم وبذلك تكون الخواص‬
‫األساسية للمقاييس الترتيبية مماثلة للخصائص التي تتم بها المقاييس االسمية‬
‫وهي الشمول‪ ،‬إال أن المقاييس االسمية تقدم لنا تسلسالًأو ترتيباً للفئات أو‬
‫الطبقات ويتوفر لها خاصية االنتقالية‪.‬فعلى المثال إذا كانت س أكبر من ص‪،‬‬
‫وأيضا ص أكبر من ع فان س إذا أكبر من ع وعليه ال تكون ع أكبر من س أو‬
‫ص‪.‬‬
‫‪ -2‬مستوى المسافات المتساوية‪:‬يبرز في هذا المقياس الحديث عن وحدة‬
‫القياس التي ترتبط بالرقم أو القيمة الدالة على السمة‪ ،‬وبذلك فاألرقام في هذا‬
‫المستوى تحمل المعنى الكمي مما يبرز استخدام مفاهيم أكبر‪/‬أصغر‪ ،‬وتكون‬
‫وحدات القياس متساوية وتعكس مقادير متساوية من السمة بخالف الرتب‪ ،‬وهذا‬
‫ما يتيح الفرصة لتحديد الفروق في السمة مقدرة بالوحدات فنقول أن الفرق بين‬
‫العالمتين ‪15‬و‪13‬هو ‪5‬عالمات‪ ،‬والى جانب وضع األشياء في ترتيب محدد‬
‫بوضوح نستخدم بعض الوسائل لتوفير مسافات متساوية البعد لعملية القياس‪،‬‬
‫وهذا المقياس أكثر دقة من المقاييس السابقة بحيث نجد فيه المسافات بين‬
‫األجزاء متساوية ولكنه ينقصه الصفر المطلق مثل ميزان درجة الح اررة حيث‬
‫يكون الصفر فيه افتراضي واختبار الذكاء وغيرها من االختبارات؛ نستنتج من‬

‫‪- 187 -‬‬


‫خالل ذلك أن مقياس المسافة تعني المسافة بين نقط عديدة تعتبر ثابتة نسبياً عند‬
‫أي نقطة على المقياس بمعنى مثال الدرجات البد أن تكون ثابتة ومتشابهة وأن‬
‫اختلفت فإنها تختلف اختالف طفيف‪،‬وأن درجة الصفر ال تعبر عن غياب تام‬
‫للظاهرة المقاسة‪.‬‬
‫‪ -1‬المقاييس الكيفية أو النوعية‪ :‬وفي مثل هذه المقاييس يقوم الباحث بالتفريق‬
‫بين المفردات أو الوحدات المقاسة على أساس الفروق في الكيف أو النوع‪ ،‬كأن‬
‫يقوم الباحث بتقسيم األفراد إلى ذكور واناث‪ ،‬ونظ اًر ألن القيم القياسية للمجموعات‬
‫هي التك اررات التي تحتويها هذه المجموعات‪ ،‬فإن أدوات التحليل اإلحصائي التي‬
‫تستخدم بالنسبة لهذا النوع من البيانات هي التي تتطلب وجود تك اررات‪.‬‬
‫‪ -5‬المقاييس الفاصلية‪ :‬وهي مقاييس تحدد المقدار الذي تتصف به المفردات‬
‫من الخاصية تحديداً كمياً‪ ،‬فال يكتفي المقياس الفاصلي بتحديد عالقة الكبر أو‬
‫الصغر أي الرتب‪ ،‬وانما يحدد حجم الفروق‪ ،‬ويعتبر مقياس الح اررة مثال لهذا‬
‫النوع من المقاييس‪ ،‬فمقياس الح اررة يعطي تقدي اًر للح اررة في صورة وحدات القياس‬
‫الح اررية ويحدد الفروق بين قراءتين مختلفتين‪ ،‬ونظ اًر لطبيعة هذا المقياس‪ ،‬فان‬
‫أدوات التحليل اإلحصائي الممكن تطبيقها هي تلك التي تتطلب وجود قيم كمية‬
‫ممكن جمعها وطرحها مثل المتوسط الحسابي واالنحراف المعياري ومعامل‬
‫االرتباط البسيط ومعامل االرتباط المتعدد‪ ،‬ويمثل المقياس الفاصلي مستوى من‬
‫القياس يعني بخواص المقاييس الترتيبية‪ ،‬وهو ال يسمح ببيانات أكثر أو أقل‬
‫فحسب ولكن يسمح لنا أيضا ببيانات عن مدى الكثرة أو القلة أو المسافة أن‬
‫يكون الفاصل بين نقاط المقاييس متساوية‪ ،‬وعليه باإلضافة إلى خاصية المنع‬
‫والشمول واالنتقالية والتناسق فإن المقياس الفاصلي يتميز بخاصية اإلضافة‬
‫وتعني أنه يمكننا حرفياً أن نضيف أو نطرح‪.‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫‪ -6‬القيــاس النســـبي‪ :‬وهتتو أرقتتى أن تواع القيتتاس ويمكتتن بتته التحتتدث عتتن كميتتات‬
‫النستتب المئويتتة ويمكننتتا التحتتدث بالضتتبط عتتن الفتتروق الفرديتتة‪،‬وان القيتتاس النستتبي‬
‫يناسب بشكل خاص المتغيرات الفيزيائية التي يمكن إن يكون الصفر الحقيقي فيها‬
‫ممثال ألقل قيمة يمكن أن يأخذها ذلك المتغير‪ ،‬وتخضع األرقام فتي هتذا المستتوى‬
‫لجميع العمليات الحسابية والمعالجات الكمية‪ ،‬كما أن التمييتز بتين مستتوى القيتاس‬
‫الفئتوي والنستبي نتتاد ار متا يكتتون مهمتا ألغتراض التحليتل اإلحصتتائي‪ ،‬وهتذا المقيتتاس‬
‫متتن أدق المقتتاييس الن المستتافات بتتين أج ازئتته متستتاوية ويوجتتد فيتته الصتتفر المطلتتق‬
‫مثتتل ميتزان كلفتتن للحت اررة‪ ،‬وهنتتاك بعتتض األستتاليب فتتي ط ارئتتق القيتتاس موجتتودة فتتي‬
‫مصادر عديدة منها األساليب السوسيومترية‪ :‬وهي إحدى الطرائق لقياس العالقات‬
‫االجتماعية ولقياس العالقة بين األفراد وعالقات الرفض والقبول‬
‫‪.‬اسس القياس‪.:‬‬
‫تعتمد الفكرة االساسية للقياس على الفروق الفردية في مستويات النشاط فاالفراد يختلفون‬
‫في مقدار ما يملكتون متن صتفات وفتي ضتوء هتذا يجتب ان يظهتر المقيتاس هتذه الفتروق‬
‫بشكل واضح واال انعدمت فائدته‬
‫يقرر(‪ )thorndike‬ان كل ما يوجد بمقدار يمكن ان يقتاس وبتذلك يصتبح اي تغييتر فتي‬
‫السلوك تغيي ار كميا يصلح للقياس‬
‫ان عينتته ستتلوك الفتترد فتتي الموقتتف االختب تاري يتتدل علتتي ستتلوكه فتتي المواقتتف المشتتابهه‬
‫والحياه العمليه كلها تقوم علي فكره العينه بشرط ان تكون ممثله للكل تمثيال حقيقيا‬
‫ان الدرجتته الختتام التتتي يحصتتل عليهتتا الفتترد فتتي اختبتتار متتا ال تعبتتر عتتن شتتئ وال يمكتتن‬
‫اس تتتخالص اي ش تتئ منه تتا م تتا ل تتم ت تترد ال تتي ن تتوع م تتن المع تتايير المقاب تتل له تتا ومت تن اش تتهر‬
‫المعايير وابسطها المئويات‬
‫ان مشكله قياس النشاط البشتري ال تقتوم فتي جوهرهتا علتي استتحاله عمليته القيتاس وانمتا‬
‫تتلخص في الكشف عن المقياس المناسب والوحدات الجزئيه التي تصلح لها‬

‫‪- 189 -‬‬


‫شروط القياس‪-:‬‬
‫‪-1‬ضتتروره ان يكتتون القيتتاس متجانستتا ويتحقتتق هتتذا بتركيتتز القيتتاس علتتي شتتئ واحتتد فتتي‬
‫وقتتت واحتتد وان يكتتون التركيتتز واضتتحا ودقيقتتا بقتتدر االمكتتان فتتاذا كانتتت المستتطره متتثال ‪:‬‬
‫مخصصه لقياس الطول وحسب اال تركز علي خاصيه اخري غير الطول كالوزن مثال‬
‫يقستتم القيتتاس التتي مستتافات متستتاويه بقتتدر االمكتتان متتن ختتالل مجموعتته متتن التتنقط التتتي‬
‫تحدد هذه المسافات ضروره التأكتد ان كتل موضتع وكتل نقطته فتي القيتاس موضتوعه فتي‬
‫مكانها الصحيح بالنسبه للنقط االخري‬
‫‪-2‬ان يستتمح القيتتاس باالضتتافه المتجمعتته الدالتته وهتتذا الشتترط بمعنتتي وضتتع احتمتتاالت‬
‫مقتتادير الخاصتتيه المقاستته فتتي االعتبتتار فتتاذا كنتتا متتثال بصتتدد قيتتاس اعتراض متترض متتن‬
‫االمراض وفقتا لدرجته خطورتهتا يجتب ان يستاعد المتصتل علتي التأكتد متن ان العترض د‬
‫لدي المريض يعني وجود االعراض أ‪-‬ب‪-‬ج لديه في نفس الوقت‬
‫‪-3‬نظ ت ار الن طبيعتته القيتتاس ت ترتبط بتتالبنود المنتقتتاه فيجتتب ان تمثتتل هتتذه البنتتود القيتتاس‬
‫تمثتتيال دقيقتتا ويتستتني للباحتتث تقيتتق هتتذا بالاللمتتام بموضتتوع القيتتاس وتحديتتد المالحظتتات‬
‫ومعرفه خصائص الجماعه او المجتمع الذي سوف يطبق عليه المقياس‬
‫‪-4‬يضاف الي كل ما سبق وجود اطار تصوري واضح ومحدد لمفاهيم القضايا جوهري‬
‫في المتغيرات المراد قياسها وتوزيع العينه في ضوئها‬
‫قياس االتجاهات ‪:‬‬
‫ثمه مجموعه كبيره من المقاييس التي عرفت بأستماء البتاحثين التذين قتاموا بتطويرهتا فتي‬
‫ضوء القياسات السابقه وهي تستخدم بدرجات متفاوته في البحوث االجتماعيه والسياسيه‬
‫بمتا فتي ذلتك التشتويق والترأي العتام ولعتتل متن اكثرهتا استتخداما فتي البحتوث السياستيه متتا‬
‫يعرف بمقاييس االتجاهات واشتهرت منها مقاييس (ثرستون _ وبوجتاردوس _ ليكترت _‬
‫جوتمان )‬
‫‪Thurstome Scale‬‬ ‫أ‪ -‬مقياس ثرستون ‪-:‬‬
‫وهو من اقدم مقاييس االتجاهات حيث تمت صياغته في العشرينات من القرن الماضتي‬
‫بالواليات المتحده ويتطلب تصميمه مشتاركه عتدد متن الخبتراء فتي موضتوع محتل البحتث‬

‫‪- 191 -‬‬


‫اذا يقوم تتون ب تتاقتراح قائم تته تتض تتمن ع تتدد م تتن العب تتارات او العم تتل الت تتي تغط تتي جوان تتب‬
‫الموضوع نفسه ثم يطلب الباحث من بعض اعضاء مجتمع الدراسه ابتداء رأيهتم فتي كتل‬
‫عباره من تلك القائمه وذلك لتقدير االهميه النسبيه لكل منها ثم يختتار الباحتث العبتارات‬
‫ذات التقتتدير االعلتتي ليتتدخلها فتتي المقيتتاس ويعتتود يستتأل المحكمتتين أنفستتهم البتتداء رأيهتتم‬
‫النهتتائي بالموافقتته علتتي العبتارات التتتي تتتدخل المقيتتاس او برفضتتها وتشتتير د ارستتات كثي تره‬
‫ال تتي ان مقيت تتاس ثرستتتتون اذا احس تتن اعتتتداده فان تته يك تتون مفي تتدا ج تتدا ف تتي عمليت تته قيتتتاس‬
‫االتجاهتتات اذاء القضتتايا محتتل البحتتث غيتتر ان هنتتا االعتتداد يتطلتتب جهتتاد كبي ت ار ووقتتتا‬
‫اطول نسبيا مما يحتاجه غيره من المقاييس وتعترضه صعوبات ليس من السهل التغلتب‬
‫عليها مثل صعوبه توصل المحكمين لتحديد الوزن النسبي لكل عباره متن العبتارات التتي‬
‫تعرض عليهم‬
‫‪Likert Scale‬‬ ‫ب‪ -‬مقياس ليكرت ‪-:‬‬
‫يتفتتق كثيتتر م تتن البتتاحثين ان مقيتتاس ليك تترت هتتو ابستتط مق تتاييس االتجاهتتات متتن حي تتث‬
‫تصميمه وتطبيقه فهو مقياس تجميعي بسيط تتوقف نتيجته علي عدد وشده االستجابات‬
‫التي يبتديها المبحوثتون بشتأن مجموعته متن العبتارات والمطلتوب متن المبحتوث ان يختتار‬
‫اجابه من خمس اجابات علي كل عباره لكل منها درجه معينه كاالتي ‪-:‬‬
‫(اوافتتق بشتتده = ‪ 5‬درجتتات) (اوافتتق = ‪ 4‬درجتتات ) (ال ادري = ‪ 3‬درجتتات ) (ارفتتض =‬
‫‪ ( )2‬ارفض بشتده =‪ )1‬بعتد ذلتك يتتم جمتع التدرجات التتي اعطاهتا المبحتوث لكتل عبتاره‬
‫وتقس تتما عل تتي عتتتددها فيك تتون الن تتاتج داال علتتتي م تتدي ش تتده تأيي تتده او ق تتوه اتج تتاه بشت تتأن‬
‫الموض تتوع وب تتالرغم م تتن ق تتدم ه تتذا المقي تتاس ال تتذي ت تتم تط تتويره ف تتي الثالثيني تتات م تتن الق تترن‬
‫الماضتتي اال انتته يقتتدم م ازيتتا متعتتدده اهمهتتا ستتهوله تصتتميمه وتطبيقتته واالنتقتتاد الرئيستتي‬
‫الذي يوجه لمقياس ليكرت هو ان الفئات المستخدمه فيه يتم قياسها علي‬
‫المستتتوي الترتيبتتي دون بيتتان المستتافه بتتين كتتل فئتته واختتري االمتتر التتذي يعنتتي ان درجتته‬
‫االختالف بين فئه (اوافق بشده) وفئه (اوافق) قد ال تكون بالضروره واحده بالنسبه‬
‫لجميع المبحوثين ومن ثتم فتان الخطتأ جمتع التدرجات (التتي يعطيهتا المبحوثتون للعبتاره )‬
‫وحساب متوسط لها لمعرفه شده اتجاه مفردات العينه بشأن الموضوه محل البحث‬

‫‪- 191 -‬‬


‫‪Guttman Scale‬‬ ‫ج‪ -‬مقياس جوتمان ‪-:‬‬
‫هو متن المقتاييس الترتيبيته ويستتخدم لقيتاس االتجاهتات بشتأن الفجتوات االجتماعيته التتي‬
‫يمكتتن ترتيبهتتا بالنستتبه لخاصتتيه معينتته ترتيبتتا متتن االدنتتي التتي االعلتتي بحيتتث ان رفتتض‬
‫عباره معينه يعني حتما رفض العباره ( او العبارات)التي قبلها وقبتول احتدها يعنتي قبتول‬
‫كتتل العبتتارات التتتي بعتتدها وذلتتك حيتتث ترتيتتب تمنتتع كتتل عبتتاره بالخاصتتيه موضتتع الد ارستته‬
‫ويعتمد مقياس جوتمان علتي مستلمه مفادهتا ان بعتض االتجاهتات ( الستلوكيات ) تترتبط‬
‫فيمتتا بينهتتا بحيتتث ان قبتتول اتجتتاه معتتين او اتيتتان ستتلوك متتا قتتد يكتتون اصتتعب او يتطلتتب‬
‫جهدا اكبر مما يتطلبه تبني اتجاه او اتيان سلوك اختر وعلتي ستبيل المثتال توضتع كثيتر‬
‫من الدراسات ان التصويت في االنتخابتات يعبتر عتن الحتد االدنتي متن النشتاط السياستي‬
‫وبالتالي اذا قام شخص بالتصويت فال يمكن ان نفترض بثقه انه شارك ايضا في بعض‬
‫المنظمتات السياستيه او انتته ستعي للحصتتول علتي منصتب عتتام امتا اذا كتتان الشتخص لتته‬
‫نشاط كبير في منظمه سياسيه فيمكن ان نفترض بثقه انه قد شتارك فتي انشتطه سياستيه‬
‫اقتتل درجتته مثتتل التصتتويت ومتتن االنتقتتادات التتتي توجتته لمقيتتاس جوتمتتان انتته ال يضتتمن‬
‫تس تتاوي البع تتد ب تتين الفئ تتات المس تتتخدمه ف تتي المقي تتاس كم تتا ان تته م تتن الص تتعوبه بمك تتان ان‬
‫يتوصتل الباحتث بدقته التي المستتتوي التذي يتطلبته هتذا المقيتاس متتن التتدرج فتي كثيتر متتن‬
‫الظاهر السياسيه وبالتالي يستخدم هذا االسلوب فتي حالته د ارسته االتجاهتات التتي تتميتز‬
‫بالوضوح في تدرجها او ترتيبها‬
‫‪Bogardus Scale‬‬ ‫د‪ -‬مقياس بوجاردوس ‪-:‬‬
‫يستخدم هذا المقياس ايضا لقياس الفجوه االجتماعيه وقد تم تطويره في الواليات المتحده‬
‫االمريكيت تته التت تتي تضت تتم عت تتددا كبي ت ت ار مت تتن الجماعت تتات ذات االع ت تراف واللغت تتات والت تتديانات‬
‫المختلفتته وهتتو يقتتيس حجتتم الفجتتوه بتتين افتراد عينتته بحثيتته وبتتين مجموعتته متتن االشتتخاص‬
‫ينتمتتون التتي جنستتيات او اعت تراف اختتري والتتي اي متتدي يك تتون الفتترد متتن عينتته الد ارس تته‬
‫مستعدا الالقتراب من ذوي جنسيه او عترف اختر ولتطبيتق هتذا المقيتاس يتتم وضتع عتدد‬
‫متتن العبتتارات التتتي تشتتير التتي درجتتات متفاوتتته متتن التقتتارب بتتين مفتتردات العينتته وبتتين‬

‫‪- 192 -‬‬


‫مواقفهم من احد اشتخاص ذلتك المجتمتع االختر وهتل يمكتن ان يقبلتوه علتي ستبيل المثتال‬
‫ان يكون ‪-:‬‬
‫قريبا عن طريق الزواج‬
‫صديقا شخصيا‬
‫جا ار من السكن‬
‫زميال في العمل‬
‫شخصا مرغوبا في زياره بلده‬
‫ويعطي لكل عباره قيمه او درجه ثم تحسب قيم كل عباره وتقوم بترتيبها طبقا للقيم‬
‫االجماليتته التتتي حصتتلت عليهتتا كتتل عبتتاره وكلمتتا زادت القيمتته او الدرجتته دل ذلتتك علتتي‬
‫اشتتاع الفجتتوه االجتماعيتته ويمكتتن القتتول كتتذلك انتته كلمتتا قتتل القبتتول بعمتتل عالقتتات متتع‬
‫اشتتخاص ذوي انتمتتاءات عرقيتته مختلفتته قتتوي الشتتعور الستتلبي نحتتو هتتذا المقيتتاس ويتستتم‬
‫بدرج تته عالي تته م تتن الثب تتات والمص تتدتقيه وله تتذا يس تتتخدم عل تتي نق تتاط واس تتع ل تتدي الب تتاحثين‬
‫االجتمتتاعيين بصتتفه خاصتته لتتيس فقتتط فتتي قيتتاس الفج توات االجتماعيتته وانمتتا ايضتتا فتتي‬
‫موضوعات اخري مثل مجاالت التسويق والتعرف علي الصوره القوميه للشعوب االخري‬
‫لدي شعب معين‬
‫الخطوات الواجب مراعاتها عند القيام بعملية القياس‪:‬‬
‫‪ -1‬اختيار وحدات القياس المناسبة للمقياس المراد تطبيقه في الدراسة‪.‬فمن‬
‫المعروف أنه في بعض الظواهر أو المشاكل يمكن استخدام أكثر من قياس‬
‫للتعرف على مدى وجود خاصية معينة‪ ،‬وهذه المقاييس تتدرج في مالءمتها‬
‫حسب موضوع البحث ودرجة الدقة المطلوبة؛ لذلك يجب على الباحث تحديد‬
‫وحدات القياس المناسبة التي تفي بالغرض‪،‬فعملية تحديد المقياس المناسب عملية‬
‫غير سهلة وتتطلب خبرة من قبل الباحث لتحديد مقياس الخاصية أو الظاهرة‬
‫المراد بحثها؛ إذن على الباحث أن يتأكد من صدق المقياس في قياس الهدف‬
‫الذي يقوم عليه بحثة‪.‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫‪-2‬تحديد نقطة البداية في المقياس‪ :‬ويقصد بذلك نقطة الصفر والتي يتدرج بعدها‬
‫المقياس إلى مراتب أعلى‪،‬واذا كان هذا األمر سهال في المقاييس المادية والعلمية‬
‫فإنه صعب بعض الشيء في المقاييس الخاصة بالنواحي اإلنسانية واالجتماعية‪،‬‬
‫وهنا يجب على الباحث أن يراعي شمولية المقياس لكافة الجوانب المحتملة‬
‫للمبحوثين‪.‬فال يجوز مطلقاً أن يكون المقياس ينطبق على حاالت معينة دون‬
‫غيرها‪،‬وهنا تتجلى أهمية إلمام الباحث بجوانب الموضوع وخصائص مجتمع‬
‫الدراسة لكي يتمكن من تحديد نقطة الصفر على المقياس‪ ،‬ويجب أال يتم اختيار‬
‫نقطة الصفرعشوائياًأو تقديرياً بل في ظل مبررات مقنعة يقدمها الباحث في ضوء‬
‫خبرته ودرجة إلمامه بالموضوع أو مشكلة البحث‪.‬‬
‫‪-3‬تحديد مجتمع الدراسة‪ :‬أي تحديد المكان أو الجماعة المراد دراستها وهذا مهم‬
‫جدا ألن ما يسود في مجتمع ما قد ال يناسب جماعه أخرى وما يناسب قياس‬
‫جماعة ما قد ال يناسب جماعة أخرى‪.‬إذ يتوجب على الباحث أن يتأكد من وجود‬
‫الظاهرة في مكان الدراسة ومدى مالئمة وحدات القياس المقترحة‪.‬‬
‫‪-4‬إجراء خطوات تجريبية للتأكد من دقة وثبات المقياس المقترح‪ :‬فإذا ما توصل‬
‫الباحث إلى تصميم القياس المقترح فعليه أن يتأكد من صالحية هذا المقياس من‬
‫خالل تجربته عدة مرات فإن كانت النتائج متطابقة فإن ذلك يدل على ثبات‬
‫وصالحية المقياس أما إذا كانت النتائج متباينة فالبد للباحث من تصميم مقياس‬
‫أكثر صالحية‪ ،‬واعادة اختبار المقياس هي أكبر دليل على صدقه وصالحيته‬
‫للبحث‪.‬‬
‫‪-5‬قد يكون من المفيد للباحث إن يستطلع أراء الخبراء والباحثين السابقين لبيان‬
‫مدى مالئمة المقياس المقترح لموضوع الدراسة( الصدق الظاهري) أو ما يطلق‬
‫عليه صدق المحكمين‬

‫‪- 194 -‬‬


‫مجاالت استخدام القياس االجتماعي‪:‬‬
‫‪ -1‬دراسة البناء االجتماعي للجماعة‪ :‬يستخدم القياس االجتماعي في تحديد‬
‫األدوار والمراكز وعالقات الجذب والتنافر داخل الجماعة باإلضافة إلى‬
‫عوامل التماسك والتفكك والتغير للجماعة‪ ،‬وهو ما يبرز أهمية هذا القياس في‬
‫البناء االجتماعي للجماعات الصغيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬مجال التنظيمات الصناعية‪ :‬للقياس االجتماعي أهمية كبيرة تبرز من خالل‬
‫استخدامه في دراسة العالقة بين التنظيم االجتماعي الرسمي والغير رسمي‬
‫لدى جماعات العمال في التنظيمات الصناعية‪ ،‬وتحديد أثر القيادة على إنتاج‬
‫الجماعة وتماسكها‪.‬‬
‫‪ -3‬مجال التنظيمات العسكرية‪ :‬كحاجة أي تنظيم إلى دراسة البناء االجتماعي‬
‫للجماعة كان للمجال العسكري استخدام كبير للقياس االجتماعي في تكوين‬
‫الجماعات العسكرية ودراسة الروح المعنوية للقادة والجنود قبل العمليات‬
‫العسكرية وأثنائها وبعدها‪ ،‬باإلضافة إلى استخدام هذا القياس في قياس‬
‫اتجاهات الجنود نحو األعداء وقضايا االختالف وفي األخير النتيجة النهائية‬
‫للعمليات العسكرية‪.‬‬
‫‪ -4‬المجال التربوي‪ :‬يستخدم القياس السوسيومتري في المجال التربوي للتعرف‬
‫على طبيعة العالقة بين التالميذ بعضهم البعض وبينهم وبين هيئة التدريس‬
‫باإلضافة إلى استخدامه في إعادة بناء الجماعات الدراسية ومساعدة‬
‫المنعزلين والعمل علي إدماجهم في جماعة وممارسة أنشطتها‪ ،‬والتقليل من‬
‫عمليات الغياب والتسرب‪ ،‬ومساعدة التالميذ على التكيف الدراسي‪.‬‬
‫‪ -5‬مجال العالج النفسي واالجتماعي‪ :‬كان للقياس السوسيومتري استخدام واسع‬
‫في المجال النفسي فقد ظهرت مقاييس متنوعة طبقت في مجاالت عديدة‬
‫(المدارس والجيوش والمصانع والعالج النفسي) ويستخدم أيضا في الخدمة‬

‫‪- 195 -‬‬


‫التعرف على األفراد الذين يعانون من سوء التوافق‬ ‫االجتماعية بغرض‬
‫االجتماعي مع باقي أعضاء الجماعة التي ينتمون إليها‪.‬‬
‫‪ -6‬مجال القيم واالتجاهات‪ :‬استخدم القياس السوسيومتري لدراسة القيم في العلوم‬
‫االجتماعية حسب تحديد خصائص القيم لكل علم منها وذلك لالختالف في‬
‫تحديد تعريف محدد لها‪ ،‬ولقد تنوعت مقاييس القيم بتنوع األدوات واألساليب التي‬
‫استخدمت في قياسها كالمقابلة المقننة واستمارة البحث وتحليل المضمون‬
‫واالختبارات النفسية فضال عن االختبارات التي صممت لقياس القيم في مجال‬
‫علم النفس االجتماعي كاختبار "فرنون" ومقياس القيم "لبرنس"‪.‬‬
‫القواعد األساسية لصياغة عبارات المقياس‪:‬‬
‫‪ -1‬اإليجاز في صياغة عبارات المقياس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تصاغ العبارات بطريقة واضحة ومفهومة تناسب ثقافة المبحوثين‪.‬‬
‫‪ -3‬يجب أن ال توحي العبارات بإجابة معينة‪.‬‬
‫‪ -4‬يجب االبتعاد قدر اإلمكان عن المصطلحات العلمية المعقدة‪.‬‬
‫‪ -5‬يجب أن ترتبط عبارات المقياس بالموضوع المراد قياسه‪.‬‬
‫‪ -6‬يجب استعمال الصيغة اإليجابية كلما أمكن‪.‬‬
‫‪ -7‬صياغة عبارات المقياس بأسلوب الحاضر‪.‬‬
‫‪ -1‬يجب أن يكون هناك اتزان في عبارات كل بعد‪.‬‬
‫‪ -1‬أن يحدد الباحث مستويات صعوبة العبارات‪.‬‬
‫‪ -13‬أال تتطلب عملية اإلجابة على عبارات المقياس جهد وتفكير عميق من‬
‫المبحوث‪.‬‬
‫‪ -11‬االبتعاد عن التعميمات المطلقة‪.‬‬
‫‪ -12‬صياغة العبارات صياغة لغوية سليمة‪.‬‬
‫‪ -13‬تجنب العبارات المنفية مرتين‪.‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫‪ -14‬تضمين عبارات المقياس عبارات سالبة‪.‬‬
‫‪ -15‬تجنب العبارات التي يقبلها جميع أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -16‬تحديد أوزان عبارات المقياس‪.‬‬
‫‪ -17‬تحديد داللة الدرجات المعيارية لعبارات المقياس والتى تعتبر افتراض‬
‫نظري تقيس درجة قرب أو بعد المبحوث من طرفي المتصل‪ ،‬لحساب‬
‫داللة الدرجات المعيارية على المقياس يتم حساب الدرجة النظرية الكلية‬
‫العظمى للمقياس عن طريق حاصل ضرب مجموع عبارات المقياس ‪x‬‬
‫الوزن‪.‬‬

‫المراجع المستخدمة‬

‫‪ -1‬محمد عويس ‪ :‬البحث العلمي في الخدمة االجتماعية "الدراسة والتشخيص في‬


‫بحوث الممارسة"‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪.2331،‬‬

‫‪ -0‬محمد بكر نوفل ‪ ،‬فلاير محمد أبو عواد ‪ :‬التفكير والبحث العلمي‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار‬
‫المسيرة ‪. 2313 ،‬‬

‫‪ -3‬عقيل حسين عقيل ‪ :‬خطوات البحث العلمي من تحديد المشكلة الي تفسير النتيجة‬
‫‪ ،‬دار ابن كثير ‪ ،‬د‪ .‬ن ‪. ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد الباسط محمد حسن ‪ :‬أصول البحث االجتماعي ‪ ،‬ط‪ ،14‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة‬
‫وهبة ‪.2311 ،‬‬

‫‪ -5‬إبراهيم عبد الرحمن رجب ‪ :‬مناهج البحث في العلوم في العلوم االجتماعية‬


‫والسلوكية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المنوفية ‪ ،‬دار الصحافة للنشر والتوزيع ‪.2335 ،‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫‪ -6‬سالم سعيد القحطاني وآخرون‪ :‬منهج البحث في العلوم السلوكية مع تطبيقات علي‬
‫(‪، ) SPSS‬ط‪ ،2‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬الرياض ‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية ‪،‬‬
‫‪.2334‬‬

‫‪ -7‬علي معمر عبد المؤمن ‪ :‬البحث في العلوم االجتماعية ‪ ،‬الوجيز في األساسيات‬


‫والمناهج والتقنيات ‪ ،‬منشورات جامعة ‪ 6‬أكتوبر ‪ ،‬اإلدارة العامة للمكتبات ‪. 2331،‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد ‪ :‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب‬
‫‪.2333 ،‬‬

‫‪ -1‬ماهر أبو المعاطي علي ‪ :‬االتجاهات الحديثة في البحوث الكمية والبحوث الكيفية‬
‫ودراسات الخدمة االجتماعية‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث ‪.2314 ،‬‬

‫‪ -13‬رجاء وحيد دويدري ‪ :‬البحث العلمي أساسياته النظرية وممارسته العملية ‪ ،‬بيروت‬
‫‪ ،‬لبنان ‪ ،‬دار الفكر المعاصر ‪.2333‬‬

‫‪ -11‬منذر عبد الحميد الضامن‪ ،‬أساسيات البحث العلمي ‪ ،‬عمان ‪ ،‬دار المسيرة ‪،‬‬
‫‪.2337‬‬

‫‪ -12‬طه حميد حسن العنبكي ‪ ،‬نرجس حسين زاير العقابي ‪ :‬أصول البحث العلمي في‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬ط‪ ،1‬منشورات االختالف الجزائر ‪ ،‬دار أوما ‪.2315 ،‬‬

‫‪ -13‬أبو النجا محمد العمرى ‪ :‬أسس البحث في الخدمة االجتماعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،‬‬
‫المكتب العلمي للنشر والتوزيع ‪.1111 ،‬‬

‫‪ -14‬غريب عبد السميع غريب ‪ :‬البحث العلمي االجتماعي بين النظرية واإلمبيريقية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة ‪.1111 ،‬‬

‫‪- 198 -‬‬


، ‫ دار دجلة‬، ‫ عمان‬، ‫ مقدمة في منهج البحث العلمي‬:‫ رحيم يونس كرو العزاوي‬-15
.2331

‫ دار‬،‫ اإلسكندرية‬،‫ أساليب البحث العلمي بين النظرية والتطبيق‬:‫ محمد شفيق‬-16
.2335 ،‫المعرفة الجامعية‬

‫ دار المعرفة‬،‫ اإلسكندرية‬،‫ الطبعة األولى‬،‫ البحث االجتماعي‬:‫ محمد علي محمد‬-17
.1115 ، ‫الجامعية‬

،‫ بنغازي‬،1‫ ط‬،‫ مقدمة في مبادئ وأسس البحث االجتماعي‬:‫ مصطفى عمر التير‬-11
1113. ،‫دار الكتب الوطنية‬

.1115 ،‫دار الشروق‬، ‫ عمان‬،‫ مناهج البحث في علم االجتماع‬:‫ معن خليل عمر‬-11

،‫ الطبعة األولى‬،‫ منهجية البحث في العلوم اإلنسانية‬:‫ نبيل أحمد عبد الهادي‬-23
.2336،‫ األهلية للنشر والتوزيع‬،‫عمان‬
ّ
22- Aaron Rosen, Enola K. Proctor(1998) Social work research
and the quest for effective practice, National Association of Social
Worker, Inc.
23- Allen Rubin, Earl R. Babbie)2008|) Research methods for
social work, sixth Edition, (BASW) The British Association of
Social Workers.
24- Barker, K. L., & Thyer, B. A. (2005). An empirical
evaluation of the editorial practices of social work journals:
Voices of authors published in 2000. Journal of Social Service
Research, 32.
25- Bruce A. Thyer: Research on Social Work Practice, 2012,
Florida State University, Journal Citation Reports.
26- Cimino, T., Lach, L. M., Mechan, K., Saini, M., Nimigon-
Young, J .
27- Enola K. Proctor(2005) Social Work Research ,National
Association of Social Workers, Washington.
- 199 -
28- Fraser, M. W. (2004). Intervention research in social work:
Recent advances and continuing challenges. Research on Social
Work Practice, 14.
29- McNeill, T., . . . Rosenbaum, P. (2011). Quality of abstracts in
the context of a systematic review on parenting of children with

- 211 -
‫الفصل السادس‬
‫العينات في بحوث الخدمة االجتماعية‬
‫أوال ‪ :‬تعريف العينة والمفاهيم أساسية المرتبطة بها‬

‫ثانياً‪ :‬لماذا تستخدم العينات في البحث العلمي‬


‫ثالثاً‪ :‬أنواع العينات‬

‫رابعا‪ :‬أسباب استخدام العينات‬


‫خامساً‪ :‬مراحل وخطوات اختيار العينات‬
‫رابعاً‪ :‬حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أعــد هــذا الفصــل أ‪.‬م‪ .‬د‪ /‬محمــد عبــد العــال عبــدالعزيز‪ -‬أســتاذ مســاعد بقســم التنميــة‬
‫والتخطيط ا كلية الخدمة االجتماعية جامعة الفيوم‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫مرحتل الهامتة للبحتث ‪.‬وال شتك أن‬
‫يعتبتر اختيتار الباحتث للعينتة متن الخطتوات وال ا‬
‫الباحث يبدأ بالتفكير في عينة البحث منذ البدء في تحديتد مشتكلة البحتث وأهدافته‪ ،‬ألن‬
‫طبيعة البحث هي التتي تتتحكم فتي نتوع العينتة واألدوات المناستبة للقيتام بالبحتث ‪.‬هنتاك‬
‫أسلوبان رئيسيان في جمع البيانات األولية من مصادرها الشاملة وهما ‪:‬أسلوب الحصر‬
‫الشامل وأسلوب العينة‪.‬‬

‫إن اختيار العينة بشكل دقيق ومناسب يعطي نتائج مشابهة إلى حد كبير للنتائج‬
‫التي يمكن الحصول عليه عند دراسة كامل مجتمع الدراسة‪ ،‬وبشكل عام كلما كان‬
‫حجم العينة اكبر كلما زاد تمثيلها لخصائص المجتمع موضوع الدراسة‪ ،‬لذلك يمكن‬
‫تعميم النتائج التي يتم التوصل إليها من خالل دراسة العينة على مجتمع الدراسة‬
‫األصلي‪ ،‬باإلضافة إلى ان زيادة أفراد العينة يزيد من فرص رفض الفرضية الصفرية‬
‫عندما تكون خاطئة‪ ،‬وهذا يؤدي إلى تقليل الخطأ اإلحصائي من النوع األول ‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف العينة والمفاهيم أساسية المرتبطة بها‬


‫يمكــن تعريــف العينــة بأنهــا‪ ":‬اختيتتار فئتتة تمثتتل مجتمتتع البحتتث ي ارعتتى فيهتتا التمثيتتل‬
‫الصحيح‪ ،‬يجري عليها البحث‪ ،‬ثم تعمم النتائج على جميع وحدات المجتمع أو الحاالت‬
‫المشابهة"‪.‬‬

‫كمـا تعـرف بأنهـا‪ :‬مجموعته جزئيتة متن مجتمتع الد ارستة يتتم اختيارهتا بطريقتة‬
‫مناستبة‪ ،‬واجتراء الد ارستة عليهتا ومتن ثتم استتخدام تلتك النتتائج‪ ،‬وتعميمهتا علتى‬
‫كامل مجتمع الد راسة األصلي فالعينة تمثل جزءا من مجتمع الدراسة من حيث‬
‫الخصتائص والصتفات ويتتم اللجتوء إليهتا عنتدما تغنتي الباحتث عتن د ارستة كافتة‬
‫وحدات المجتمع‬

‫وهناك مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالعينة يمكن تناولها فيما يلى‪:‬ـــــ‬

‫‪- 212 -‬‬


‫‪ -1‬أسـلوب الحصـر الشـامل ‪ :‬ويستمى أحيانتا أستلوب التعتداد لكتل مفتردة متن مفتردات‬
‫المجتمتع اإلحصتائي وذلتك بتجميتع بعتض البيانتات المتعلقتة بتبعض المتغيت ارت عتن‬
‫جميتع مفتردات المجتمتع األصتلي ‪ .‬ومتن أمثلته أستلوب الحصتر الشتامل التعتداد‬
‫الستكاني والصتناعي‪ ،‬حيتث متن نتتائج مثتل هتذه الد ارستات مؤشترات إحصتائية يمكتن‬
‫االهتداء بهتا فتي عمليتة التخطتيط ‪.‬ويعتاب علتى هتذا األستلوب تعتذر استتخدامه فتي‬
‫الدرسة األصلي كبير حيث ذلك يتطلب‬
‫كثير من البحوث وبخاصة إذا كان مجتمع ا‬
‫جهد ووقت وتكلفة‪.‬‬

‫وبمجتترد أن يقتتوم الباحتتث بتحديتتد مفتتاهيم ثتتم أستتئلة البحتتث الخاضتتعة للقيتتاس‪ ،‬لعتتل‬
‫الت تتذهن ينصت تترف بع ت تتدها للمفت تتردات أو الموضت تتوع مح ت تتل الد ارست تتة "الحت تتاالت واألح ت تتداث"‬
‫وض تتمانة للدق تتة والمص تتداقية يج تتب إخض تتاع كاف تتة وح تتدات مجتم تتع البح تتث للد ارس تتة أو‬
‫المستتح اإلحصتتائي الجتتاري "العينتتة الكليتتة التتتي تشتتمل مجتمتتع البحتتث بأكملتته" والشتتك أن‬
‫هتتذه فرضتتية صتتعبة التطبيتتق خاصتتة فتتي مجتمعتتات البحتتث كبي ترة العتتدد‪ ،‬ومتتن ثتتم يلجتتأ‬
‫الباحثون الختيار عينة ممثلة لمجتمتع البحتث هتذا ولكتن فتي البحتوث الكميتة يتتم اختيتار‬
‫هتتذه العينتتة الممثلتتة لمجتمتتع البحتتث بطريقتتة عش توائية ضتتمانة للحيتتدة والن ازهتتة وضتتمانة‬
‫أخرى لتحقيق المساواة بالفرص أمام كافة مفردات مجتمتع البحتث للتمثيتل بالعينتة (يترى‬
‫البعض ضرورة تطبيق نظرية العينات للتواصل لعينة تمثل مجتمع البحث الكمتي تمثتيالً‬
‫موضوعياً حيادياً)‪.‬‬

‫‪-0‬مجتمع البحث ‪:‬يقصد به جميع المشاهدات موضع الدراسة ‪ .‬أو هي كافة مفردات‬

‫ع وح دات ال د ار سة ف ي ال بحث‪ ،‬ف قد ي ش ير مج تمع ال د ار سة إل ى جمي‬


‫ي كون مج تمع ال د ار سة األط باء‪ ،‬ال م ع لم ين‪ ،‬ال م ه ند س ين‪ ،‬أو س كان‬
‫ال مدي نة‪ ،‬أو ط ل بة ال س نة ال ثان ية ف ي ك ل ية ال ص يدل ة ‪ .‬وي ت كون‬
‫ال مج تمع اإلح صائ ي من ال وحدات اإلح صائ ية ال تي ت دخل ضمن ه ذا‬

‫‪- 213 -‬‬


‫دف ال مج تمع‪ .‬أما ال مج تم ع ق يد ال د ار سة ي ط لق ع ل ي ه ال مج تمع ال م س ت ه‬
‫)‪(Target population‬عليهوه و ال مج تمع ال ذي ت عمم ن تائ ج ال بحث ل ي ه‬
‫وي قوم ال باحث ه نا ب إج راء ه ذا ال ن وع من ال ت عم يم من خ الل ت عم يم‬
‫ال ن تائ ج من ع ي نة ال د ار سة إل ى مج تمع ال د ار سة إذا اخ ت ي رت ال ع ي نة‬
‫ب ش كل ع ش وائ ي م ن ه أو ت عم يم ال ن تائ ج من ال مج تمع ال مم كن‬
‫ما ي س تدعي من ال باحث ال ق يام ب جمع ل لمج تمع ال م س ت هدف وه ذا‬
‫ال م ع لومات ل ي قرر مدى ال ت شاب ه ب ين ك ال ال مج تم ع ين‬

‫‪ -3‬حجم العينة‪ :‬يتوقف حجم العينة على عدة اعتبارات‪ ،‬منها‪:‬‬


‫متجانستا أمكتن تصتغير حجتم العينتة‪،‬‬
‫ً‬ ‫أ‪ .‬درجة تجانس المجتمع األصلي‪ :‬كلما كان المجتمتع‬
‫أما إن كان المجتمع غير متجانس من ناحية‪( :‬العرق‪ ،‬أو الدين‪ ،‬أو االتجاهات)‪ ،‬فيحتم‬
‫على الباحث توسعة حجم العينة؛ لتمثل كافة شرائح المجتمع‪.‬‬
‫ب‪ .‬االعتبارات المادية‪ :‬كلما كانت القدرة المادية للباحث ضعيفة لجأ الختيار عينتة صتغيرة؛‬
‫حتى يتمكن من االتصال بكافة عناصرها دون عناء أو تعب‪.‬‬
‫ج‪ .‬عامل الزمن‪ :‬كبر حجم العينة احتاج الباحث لوقت أكبر؛ حتى يتواصل مع أفرادها‪ .‬فتي‬
‫الغالتتب يكتتون الباحتتث مقيت ًتدا بفتترة زمنيتتة محتتددة إلنجتتاز بحثتته‪ ،‬لتتذلك يجتتب عليتته م ارعتتاة‬
‫الفترة الزمنية التي سينجز فيها البحث‪.‬‬
‫د‪ .‬مــنهج وأدوات البحــث‪ :‬يتتتأثر حجتتم العينتتة بطبيعتتة متتنهج البحتتث‪ ،‬وأدوات جمتتع البيانتتات‪.‬‬
‫مثال‪ :‬الذي سيجمع معلوماته عن طريق المقابلتة تكتون عينتته أقتل ممتن يجمتع معلوماتته‬
‫ً‬
‫عن طريق االستبيان‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬لماذا تستخدم العينات في البحث العلمي؟‬

‫‪- 214 -‬‬


‫قتد يقتول قائتل أن الد ارستة كامتل مفتردات مجتمتع الد ارستة األصتلي هتو أفضتل متن‬
‫إجتراء الد ارستة علتى جتزء متن هتذا المجتمتع ألنته يعطينتا نتتائج أكثتر دقتة وأكثتر واقعيتة‬
‫وقابلتة للتعمتيم ‪.‬يبتدو هتذا منطقيتا‪ ،‬إال أن هنتاك العديتد متن األستباب التتي تتدفع الباحتث‬
‫إلتى اللجتوء إلتى استتخدام العينتات فتي د ارستة الظتاهرة موضتع البحتث وهتي تتمثتل فتي‬
‫التالي ‪:‬ت‬

‫‪-1‬تجـانس مفـردات مجتمـع البحـث األصـلي ‪:‬فهنتاك بعتض أنتواع األبحتاث التتي‬
‫يكون فيها عناصر مجتمع الدراسة األصلي متجانسة بشكل كبير‪ ،‬حيث أن نفس النتائج‬
‫يتم الحصول عليها سواء تمت الدراسة على جزء من المجتمع األصلي أم كامل مفردات‬
‫المجتمع ‪.‬مثال على ذلك فحص دم المريض للتحقق من اختبارات معينة‪ ،‬فسواء اجري‬
‫الفحتص علتى عينتة متن التدم أم التدم بالكامتل فالنتيجتة واحتدة ‪.‬ففتي مثتل هتذه الحالتة ال‬
‫ضرورة إلجراء الدراسة على كامل مفردات المجتمع األصلي‪.‬‬

‫‪-2‬ارتفاع التكلفة والوقت والجهد ‪:‬إذا كتان مجتمتع الد ارستة كبيتر ومتباعتد جغرافيتا‬
‫يجعتل متن الصتعب علتى الباحتث القيتام بد ارستة مجتمتع البحتث األصتلي بالكامتل لمتا‬
‫يتطلتب ذلتك متن وقتت وجهتد وتكلفتة مرتفعتة‪ .‬فلتو كتان موضتوع الد ارستة هتو د ارستة‬
‫المستتوى المعيشتي لالجئتين الفلستطينيين فتي التداخل والختارج‪ ،‬فتان إجتراء الد ارستة علتى‬
‫جميع المبحوثين يتطلب تكلفة عالية لتجميع البيانات وتحليلها كذلك يتطلب جهد ووقت‬
‫طويل لتجميع البيانات وتحليلها ‪.‬زيادة على ذلك فان االنتشار الجغرافي للمبحتوثين فتي‬
‫جميع بقاع األرض تقريبا قد يجعل استخدام أسلوب الحصر الشامل في د ارستة الظتاهرة‬
‫شبة مستحيل‪.‬‬

‫‪ -3‬ضعف الرقابة واالشراف ‪:‬عندما يكون مجتمع الدراسة كبير فان ذلتك قتد يتدفع‬
‫الباحث إلى استخدام مساعدين في جمع البيانات وتحليلها ‪.‬ولكن إمكانيات الباحث فتي‬
‫الضبط والرقابة قد تضعف مع ازدياد حجم البيانات والجهد المطلوب لجمعها وتحليلها‪،‬‬
‫وعلى الرغم من تدريب المساعدين في جمع البيانات قد يخفف من حتدة المشتكلة ولكتن‬
‫ال يقضي عليها كليا‪.‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫‪-4‬عدم إمكانية حصر كامـل مفـردات مجتمـع البحـث األصـلي ‪ :‬فهنتاك العديتد متن‬
‫الد ارستات التتي يصتعب فيهتا حصتر كامتل مفتردات مجتمتع الد ارستة ‪ ،‬وهتذا يحتتم علتى‬
‫الباحتث استتخدام العينتات فتي د ارستة الظتاهرة موضتع البحتث ‪.‬مثتال علتى ذلتك د ارستة‬
‫ظتاهرة المتدمنين علتى المختدرات‪ ،‬حيتث متن الصتعب حصتر المتدمنين فتي المجتمتع‪،‬‬
‫وكتذلك لتيس متن الستهل الحصتول علتى كامتل المعلومتات عتن المتدمنين متن الجهتات‬
‫المختصة ألن المعلومات قد تكون سرية ال يمكن البوح بها‪.‬‬

‫‪-5‬عدم إمكانية إجراء دراسـة علـى كامـل مفـردات مجتمـع البحـث األصـلي ‪:‬مثتال‬
‫تقتوم معظتم التدول بتإجراء فحتص علتى المنتجتات المستتوردة للتأكتد متن مطابقتهتا‬
‫للمواصتفات‪ ،‬فقتد يكتون متن غيتر المجتدي أن يتتم إجتراء الفحتص علتى كامتل الوحتدات‬
‫المستوردة ألن الوحدات التي تفحص تصبح غير صالحة لالستعمال أو األكل وبالتالي‬
‫ال يمكن بيعها الحقا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أنواع العينات; ‪. Types of Samples‬‬


‫)‪:‬يمكن تقسيم العينات إلى مجموعتين هما‪:‬ـــــ‬

‫* العينات االحتمالية) العشوائية(‬

‫* العينات الغير احتمالية‬

‫المجموعة األولى‪ :‬العينات االحتمالية) العشوائية ‪( Probabilistic Samples‬‬

‫فتي هتذه األنتواع متن العينتات تعطتى فترص متستاوية أو معروفتة لكتل مفتردة متن‬
‫مفردات مجتمع الدراسة في احتمال اختيارها في عينة الدراس‪ .‬في هذا النوع جميتع أفتراد‬
‫مجتمع الدراسة معروفين‪.‬‬

‫إن استتخدام هتذا النتوع متن العينتات هتو ضتمان للحصتول علتى عينتة ممثلتة غيتر‬
‫متحيتزة لتيس للباحتث أي دختل فتي اختيتار مفرداتهتا ولتذلك يمكتن تعميمهتا علتى جميتع‬
‫مفردات مجتمع الدراسة األصلي‪.‬ومن العينات االحتمالية ما يلي‪:‬‬

‫‪- 216 -‬‬


‫‪-1‬العينة العشوائية البسيطة ‪ Random Sample :‬يتم اللجوء إلى هذا النوع‬
‫من العينات في حالة توفر شرطين أساسيين هما‪-:‬‬

‫أ ‪-‬أن تكون جميع أفراد مجتمع البحث معروفين‪. -‬‬

‫ب أن يكون تجانس بين هؤالء االفراد‪.‬‬

‫ويتم اختيار العينة العشوائية البسيطة وفق األساليب التالية‪:‬‬

‫أ ‪-‬أسلوب القرعة ‪:‬حيتث يتتم تترقيم أفتراد المجتمتع األصتلي وكتابتة هتذه األرقتام فتي‬
‫بطاقات ورق صغيرة ومتشابهة ثم يتم وضعها في صندوق ثم يتم سحب العدد المطلوب‬
‫من الصندوق بشكل عشوائي ‪.‬وهذا النوع من األساليب يناسب سحب العينات الصتغيرة‬
‫فقط من المجتمعات الصغيرة‪.‬‬

‫ب جدول األرقام العشوائية ‪:‬هنا يتتم تترقيم جميتع أفتراد مجتمتع الد ارستة األصتلي ثتم‬
‫نضعهم في جتدول‪،‬ويختار الباحتث منته سلستلة متن األرقتام العموديتة أو األفقيتة إلتى أن‬
‫يتم اختيار حجم العينة المناسب‪.‬‬

‫مثال‪ :‬ت ت ت ت لو أردنا الحصول على عينة مكونة من ‪ 211‬مفرد من مجتمع حجمه ‪950‬‬
‫مفردة ‪.‬هنا يتم ترقيم المفردات ال ‪ 950‬على أن يتكون كل عدد من ثتالث خانتات مثتل‬
‫‪ ،111‬حيتث عتدد الخانتات فتي أقتل األرقتام يجتب أن يتستاوى متع أكبتر األرقتام فتي‬
‫المجتمع ‪.‬بعد ذلك يتم تحديد بداية االختيار عشوائيا ثم نستمر إلى النهاية‪.‬‬

‫ويمكتن إن يكتون االختيتار العشتوائي باإلرجتاع متن مجتمتع محتدود‪ ،‬وبتدون إرجتاع‬
‫يمكن استخدام ط ريقة االختيار بدون إرجاع إذا توفر شرطان‪:‬‬

‫‪-1‬احتمال اختيار أفراد المجتمع األصلي متساوي في السحب األول‪.‬‬

‫‪-2‬بعد السحب األول‪ ،‬يجتب أن يكتون لكتل فترد متن البتاقين فتي المجتمتع األصتلي‬
‫فرص متساوية في االختيار في السحب الثاني وهكذا‪.‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫أما طريقة اختيار العينة باإلرجاع فيكون من خالل سحب المفتردة ثتم إرجاعهتا إلتى‬
‫الصتندوق ويتكترر الستحب واإلرجتاع إلتى أن يتتم ستحب العينتة المطلوبتة ‪.‬والمغتزى متن‬
‫إرجاع المفردات المسحوبة ثانية إلى الصندوق هو إعطاء فرص متكافئة لجميع مفردات‬
‫مجتمع الد ا رسة في احتمال اختيارها في عينة البحث‪.‬‬

‫ومن الممكن بهذه الطريقة اختيار نفس المفردة أكثر متن مترة ‪.‬إال أن هتذا األستلوب‬
‫غير عملي ونادر استخدامه في البحوث االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -2‬العينة العشوائية المنتظمة ‪ - :Systematic Random Sample‬يستخدم‬


‫هذا النوع من العينات عند دراسة المجتمعات المتجانسة والتي ال تتباين مفرداتها كثي ار ‪.‬‬
‫وسميت بالعينة المنتظمة النتظام المسافات بين المفردات المختارة من مجتمع الدراسة ‪.‬‬
‫ويتم عادة اختيار العينة المنتظمة من خالل حصر مفردات مجتمع الدراسة األصلي ثم‬
‫يعطى كل فرد رقما متسلسال ‪.‬بعدها يتم قسمة عتدد مفتردات مجتمتع البحتث علتى حجتم‬
‫العينة المطلوبة فينتج الرقم الذي سيفصل بين كل مفردة يتم اختيارها فتي عينتة الد ارستة‬
‫والمفردة التي تليها ‪.‬وعادة يتم اختيار المفردة األولى عشوائيا‬
‫وتمتت تتاز العينتتتة المنتظمتتتة بست تتهولة اختيت تتار مفرداتهت تتا‪ ،‬حي تتث يق تتوم الباحتتتث باختيت تتار‬
‫العنصتر األول متن العينتة بطريقتة عشتوائية‪ ،‬ت كمتا ستبق بيانته ت‪ ،‬ثتم يختتار بقيتة عناصتر‬
‫تثال‪ :‬يريتد‬
‫تاويا‪ .‬م ً‬
‫العينة بصورة منتظمة‪ ،‬بحيث يكون الفارق بين كتل وحتدة واألخترى متس ً‬
‫الباح تتث عين تتة تمث تتل (‪ )%13‬م تتن المجتم تتع األص تتلي‪ ،‬س تتتكون النس تتبة (‪ ،)1:13‬بع تتدها‬
‫يحتتدد نقطتتة البدايتتة بصتتورة عش توائية‪ .‬افتتترض أنتته اختتتار ال ترقم (‪ ،)7‬بتتذلك تكتتون العينتتة‬
‫مكونة من األسماء التي تحمل أرقام‪ .)...57 ،47 ،37 ،27 ،17 ،7( :‬يمكتن اللجتوء‬
‫للمعادلة اآلتية الحتساب مسافة االختيار‪:‬‬
‫م أ= ن ع‬
‫ـــــــــ‬
‫هم‬
‫م أ = مسافة االختيار‪.‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫ن ع = حجم العينة المختارة‪.‬‬
‫ن م = حجم مجتمع البحث‪.‬‬
‫شخصتتا‪ ،‬تحستتب‬
‫ً‬ ‫شخصتتا‪ ،‬ومجتمتتع البحتتث (‪)15.333‬‬
‫ً‬ ‫مثتتال‪ :‬حجتتم العينتتة (‪)333‬‬
‫مسافة االختيار كاآلتي‪:‬‬
‫‪1‬‬ ‫م أ= ‪333‬‬
‫ـــــــــ = ـــــــــ‬
‫‪53‬‬ ‫‪1533‬‬
‫شخصتتا فتتي مجتمتتع البحتتث‪ .‬افتتترض اختيتتر‬
‫ً‬ ‫أي كتتل شتتخص فتتي العينتتة يمثتتل (‪)53‬‬
‫تادا علتتى مستتافة اختيتتار واحتتد ستتتكون وحتتدات العينتتة‬
‫رقتتم (‪ )5‬كترقم عشتوائي أولتتي‪ ،‬اعتمت ً‬
‫شخصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫(‪ ).....155 ،135 ،55 ،5‬إلى أن يصل إلى العدد المطلوب (‪)333‬‬

‫‪ -3‬العينـة الطبقيـة العشـوائية ‪ - Stratified Random Sample :‬يستتخدم‬


‫هذا النوع من العينات في المجتمعات الغير متجانسة والتي تتباين مفرداتها وفقا لخواص‬
‫معينتة‪ ،‬مثتل المستتوى التعليمتي لمفتردات مجتمتع الد ارستة‪ ،‬الجتنس‪ ،‬نتوع التخصتص ‪.‬‬
‫ويمكتن تقستيم مجتمتع الد ارستة إلتى طبقتات وفقتا لهتذه الختواص وعتادة تتجتانس مفتردات‬
‫الطبقة الواحدة فيما بينها وتختلف الطبقات عن بعضها البعض ‪.‬ويعتبتر هتذا النتوع متن‬
‫العينتات األنستب للمجتمعتات المتباينتة حيتث تكتون العينتة ممثلتة لكافتة فئتات مجتمتع‬
‫الدراسة ويتم اختيار العينة العشوائية الطبقية عبر الخطوات التالية ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تقسيم المجتمع إلى فئات أو مجموعات متجانسة وفقا لخاصية معينة‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد عدد مفردات العينة الكلية‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد نسبة كل طبقة في العينة المختارة إلى إجمالي حجم المجتمع األصلي‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد عدد األف ا رد لكل طبقة في العينة المختارة ‪.‬وقد يتم استخدام األسلوب‬
‫المتستاوي حيتث يتستاوى تمثيتل كتل طبقتة فتي عينتة الد ارستة بغتض النظتر عتن التوزن‬
‫النسبي لكل طبقة في مجتمع الدراسة وهذا األسلوب غير دقيق وبخاصة في ظل عدم‬

‫‪- 219 -‬‬


‫تستاوي التمثيتل النستبي لكتل طبقتة فتي مجتمتع الد ارستة ‪ .‬وقتد يتتم استتخدام التوزيتع‬
‫المتناسب حيث تمثل كل طبقة وفقا لوزنها النسبي في مجتمع الدراسة ‪ .‬وهتذا األستلوب‬
‫أفضل وأكثر موضوعية واألنسب في المجتمعات الطبقية الغير متجانسة‪.‬‬

‫‪-4‬العينة العنقودية‪ - Cluster Sample :‬في العينتات العشتوائية الستابقة البتد‬


‫أن تتوفر قائمة بعناصر المجتمع ‪.‬أحيانتا قتد يتعتذر تتوفر مثتل هتذه القائمتة بينمتا تتتوفر‬
‫تجمعات طبيعية ضمن ذلك المجتمع‪ ،‬تسمى هذه التجمعات عناقيد‪ ،‬واذا اخت رنا عينة‬
‫عشوائية من هذه العناقيد تسمى بالعينة العنقودية‪.‬‬

‫مثتال ‪ :‬لتو أردنتا د ارستة التدخل الستنوي لاسترة فتي مدينتة القتدس‪ ،‬فقتد نختتار عينتة‬
‫عنقودية على مرحلتين كالتالي‪:‬‬

‫‪-1‬نعتبر العناقيد فتي المرحلتة األولتى أحيتاء المدينتة‪ ،‬وقتد نقستم المدينتة إلتى أحيتاء‬
‫ونأخذ منها عينة بحجم مناسب مع حجم الحي‪.‬‬

‫‪ -2‬نقسم كتل حتي متن األحيتاء المختتارة إلتى عمتا ا رت ونختتار متن كتل منهتا عتدد‬
‫مناسب من الشقق ثم نختار دخل األسر التي تسكن هذه الشقق المختارة ‪.‬وبهذا نحصل‬
‫على عينة عنقودية من مرحلتين‪.‬‬

‫‪-5‬العينة المكانية) وحيدة ومتعددة الم ا رحل‪(Single Stages ::‬‬

‫يقوم هذا النوع من العينات على أساس جغرافي‪ ،‬حيث يتم اللجوء إلى هذا النوع من‬
‫العينات عندما يكون مجتمع الدراسة منتشر في منا طق جغرافية عدة) معال‪1994 (. ،‬‬
‫وتكون العينتة ذات مرحلتة واحتدة إذا تتم اختيارهتا متن منتاطق جغرافيتة متفاوتتة‪ ،‬أمتا إذا‬
‫اقتضى األمر أن نقسم كل منطقة إلى مناطق أصغر وحا ارت‪ ،‬فان العينتة هنتا تصتبح‬
‫مكانية متعددة المراحل ‪.‬‬

‫المجموعة الثانية ‪:‬العينـات الغيـر احتماليـة ‪Non Probabilistic Samples :‬‬


‫وهتي العينتات التتي يتتم اختيارهتا بشتكل غيتر عشتوائي وال تتتم وفقتا لاستس االحتماليتة‬
‫المختلفتة‪ ،‬وانمتا تتتم وفقتا ألستس وتقتدي ا رت ومعتايير معينتة يضتعها الباحتث‪ ،‬وفيهتا‬

‫‪- 211 -‬‬


‫يتتدخل الباحتث فتي اختيتار العينتة وتقتدير متن يختتار ومتن ال يختتار متن افتراد مجتمتع‬
‫البحتث األصتلي ‪.‬ومتن عيتوب هتذا النتوع متن العينتات هتو احتمتال تحيتز الباحتث فتي‬
‫االختيار‪.‬‬

‫ومن أبرز أنواع هذه العينات ما يلى‪:‬‬

‫العينة الغرضية ‪ Purposive Sample :‬سميت هذه العينة بهذا االسم نظ ار الن‬
‫الباحتث يقتوم باختيارهتا طبقتا للغترض التذي يستتهدف تحقيقته متن ختالل البحتث‪ ،‬ويتتم‬
‫اختيارها على أساس تتوفر صتفات محتددة فتي مفتردات العينتة تكتون هتي الصتفات التتي‬
‫تتصف بها مفردات المجتمع محل البحث‪.‬‬

‫ويقوم الباحث لمن أجل تحقيق هذا الغرض باختيار عدد من األفراد ممن عاصروا‬
‫فترة زمنيتة معينتة‪ ،‬تستمى مثتل هتذه العينتة بالعينتة الغرضتية أو الهادفتة‪ ،‬أو القصتدية أو‬
‫الحكمية كتذلك إذا اراد باحتث د ارستة أراء المستتهلكين حتول صتنف متن أصتناف القهتوة‬
‫سريعة الذوبان ‪ ،‬فعلية أن يختار عينة متن األفتراد التذين لتديهم بعتض التجربتة والمعرفتة‬
‫بهذا الصنف من القهوة‪ ،‬ألنه من الغير المنطقي إن تتضمن العينة افراد ال يشربون هذا‬
‫الصنف من القهوة‪.‬‬

‫‪-2‬العينة الحصصية ‪ Quota Sample :‬يتم اختيار هذا النوع من العينات على‬
‫أساس تقستيم مجتمتع الد ارستة إلتى طبقتات طبقتا للخصتائص التتي تترتبط بالظتاهرة محتل‬
‫البحث‪ ،‬ثم يختار الباحث عينة من كل طبقة من هتذه الطبقتات بحيتث تتكتون متن عتدد‬
‫من المفردات يتناسب مع حجم الطبقة في المجتمع‪.‬‬

‫مثال‪ ،‬قد يسأل باحث المارة في أحد الشوارع عن آ ارئهم حول موضوع معين‪ ،‬ولكنة‬
‫يختار من المارة أشخاصا من أعمار مختلف لكي يمثل كل الفئات العمرية فتي مجتمتع‬
‫البحتث ‪.‬متن المالحتظ أن هتذه العينتة تشتبه إلتى حتد كبيتر العينتة العشتوائية الطبقيتة فتي‬
‫تقسيم مجتمع الد ارستة إلتى طبقتات‪ ،‬تتم يتتم االختيتار متن هتذه الطبقتات بمتا يتناستب متع‬
‫وزنها النسبي في مجتمع الدراسة ‪.‬إال إن الفارق بينهما هو أسلوب اختيار أف ا رد كل‬

‫‪- 211 -‬‬


‫طبقتة‪ ،‬إذ ال يستتعمل األستلوب العشتوائي فتي االختيتار فتي العينتة الحصصتية‪ ،‬بتل يتتم‬
‫استعمال أسلوب الصدفة والقصد ‪.‬ويستخدم هذا النوع من العينات في دراسة الرأي العام‬
‫وفي الدراسات التربوية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪-3‬عينـة الصـدفة ‪ Accidental Sample :‬تتكتون العينتة متن األفتراد التذين‬


‫يقابلهم الباحث بالصدفة ‪ .‬فلو أراد الباحث إن يقتيس الترأي العتام للجمهتور حتول قضتية‬
‫ما فانه يختتار عتدد متن النتاس ممتن يقتابلهم بالصتدفة ستواء فتي الشتارع أو فتي البتاص ‪.‬‬
‫ويؤخذ على هذه العينة هو أنها ال تمثل المجتمع األصلي وال يمكن تعميم نتائجها على‬
‫المجتمع ‪ ،‬إن هذه العينة تمثل‬

‫نفستها فقتط‪ ،‬ولكنهتا ستهلة االستتخدام وتعطتي فكترة عتن آراء االفتراد حتول القضتية‬
‫المبحوثة وبسرعة وكلما ازداد حجم العينة ازدادت دقة النتائج‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬أسباب استخدام العينات‬


‫هناك أسباب كثيرة تمنع الباحث أو ال تساعده إلجراء الدراسة على كامل مجتمع‬
‫الدراسة‪ ،‬مضط ار بذلك إلجراء الدراسة على جزء من مجتمع الدراسة يتم اختياره بطريقة‬
‫معينة‪ ،‬ونوجز هذه األسباب بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التكلفة والجهد وطول الوقت ‪ :‬فقد يكون مجتمع الدراسة يقع على مساحة‬
‫جغرافية كبيرة مما يضطر الباحث للتنقل مسافات طويلة لفحص عناصر‬
‫المجتمع‪ ،‬مما يكلف ماال وجهدا ووقتا طويال‪ ،‬كما هو الحال لو كان موضوع‬
‫الدراسة؛ العالقة بين دخل األسرة المصرية ومستوى التعليم لرب األسرة‪ ،‬فإن‬
‫وجهدا كبيرين‬
‫ً‬ ‫إجراء الدراسة على كامل األسر المصرية يتطلب تكلفة عالية‬
‫لجمع البيانات‪ ،‬خاصة إذا كانت الدراسة لمساعدة متخذي القرار على اتخاذ‬
‫قرار مناسب وسريع‪ ،‬لذلك يمكن إجراء الدراسة على عينة ممثلة ومن ثم‬
‫تعميم النتائج‪.‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫‪ .2‬ضعف الرقابة واإلشراف والدقة ‪ :‬إن كبر مجتمع الدراسة يؤدي إلى ضعف‬
‫الضبط والرقابة في جمع البيانات‪ ،‬لتعدد العاملين على جمعها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى أن طريقة المسح الشامل تستغرق وقتا طويال‪ ،‬فتحدث تغيرات على‬
‫مجتمع الدراسة‪ ،‬كما لو كانت الدراسة على سكان بلد كبير مثل الهند أو‬
‫الصين والتي تستغرق وقتا طويال تحدث خالله الكثير من الوالدات والوفيات‬
‫مما يؤثر في نتائج الدراسة‪.‬‬

‫‪ .3‬التجانس التام ‪ :‬فعندما تكون عناصر المجتمع متجانسة بشكل تام فإن نفس‬
‫النتائج يمكن الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع أو‬
‫بتركيز معين‬ ‫على أجزاء منه‪ ،‬فعند إجراء الدراسة على مادة كيماوية‬
‫لمختبرات و ازرة التربية يكفي إجراء التجربة على جزء من المادة ألن المادة‬
‫متجانسة‪.‬‬

‫‪ .4‬تلف العناصر نتيجة اخذ المشاهدات عليها‪ :‬لمعرفة مدى صالحية منتج‬
‫معين من المعلبات ال يعقل فتح جميع العلب للفحص والمعاينة‪.‬‬

‫‪ .5‬عدم إمكانية حصر مجتمع الدراسة ‪ :‬فإذا كان موضوع الدارسة اختبار فعالية‬
‫عالج معين جديد لمرض السرطان فال يمكن حصر جميع المصابين‬
‫والذين سيصابون بالمرض مستقبال‪.‬‬

‫‪ .6‬حساسية التجربة ‪ :‬إذا كان موضوع الدراسة طريقة جديدة لتعليم مبحث ما‪،‬‬
‫فال يعقل تطبيق الطريقة الجديدة على جميع الطلبة قبل التأكد من فعاليتها‪،‬‬
‫ومن المنطقي إن تجرى التجربة على عينة من الطلبة‪ ،‬وفي ضوء النتائج يتم‬
‫اتخاذ القرار المناسب بشأنها‪.‬‬
‫‪ .7‬العينة أقل تكلفة مادية وجهد بدني من المسح الشامل‪.‬‬
‫وتفصيال‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ .1‬العينة تيسر الوصول إلى معلومات أكثر دقة‬
‫‪ .1‬العينة تناسب الباحث إن لم يتوفر لديه الوقت الكافي‪.‬‬

‫‪- 213 -‬‬


‫‪ .13‬العينة إذا اختيرت بطريقة صحيحة ستمثل مجتمع البحث‬

‫خامساً‪ :‬مراحل اختيار العينة ‪.‬‬


‫تمر عملية اختيار العينة بأربع مراحل أساسية ‪:‬ت‬

‫‪ -1‬تحديـد المجتمـع األصـلي للدراسـة ‪:‬يجتب علتى الباحتث أن يحتدد منتذ البدايتة‬
‫هدف الدراسة ونوعهتا واألف ا رد التذين تشتملهم وال تشتملهم الد ارستة ‪ .‬وهتذا يستاعد فتي‬
‫تحديد مجتمع الدراسة األصلي تحديدا دقيقا وواضحا ‪ .‬فإذا اراد الباحث أن يتعرف على‬
‫القتدرة التنافستية للصتناعة ‪ ،‬عليته إن يحتدد مجتمتع البحتث األصتلي ‪:‬هتل هتو جميتع‬
‫الصتناعات القائمتة‪ ،‬أم الصتناعات فتي منطقتة متا‪ ،‬أم الصتناعات فتي جهتة محتددة‪ ،‬أم‬
‫قطاع صناعي معين‪.‬‬

‫‪-2‬إعتداد قائمتة بتأفراد المجتمتع األصتلي للد ارستة ‪ :‬وهتذا يتتم بعتد تحديتد المجتمتع‬
‫األصتلي للد ارستة بدقتة ‪.‬فتإذا تتم تحديتد المجتمتع األصتلي للد ارستة علتى انته قطتاع‬
‫الصناعات الخشبية في منطقة ما‪ ،‬فانه عليه أن يعد قائمة بأستماء هتذه المصتانع ‪.‬وقتد‬
‫يتم تحديد أسماء المصانع متن ختالل الرجتوع إلتى ستجالت و ازرة الصتناعة ‪ ،‬أو الرجتوع‬
‫إلتى إصتدارات اإلحصتاء ‪.‬ويحتذر علتى الباحتث الرجتوع إلتى الستجالت القديمتة أو غيتر‬
‫الكاملتة‪ ،‬ويجتب أن يتتم التأكتد أن المصتادر المستتخدمة فتي تحديتد مفتردات المجتمتع‬
‫األصلي كاملة وحديثة‪.‬‬

‫‪-3‬اختيار عينة ممثلة ‪ :‬بعد حصتر جميتع مفتردات مجتمتع الد ارستة األصتلي‪ ،‬يتتم‬
‫اختيتار عينتة الد ارستة‪ .‬ويجتب أن يتتم التأكتد متن أن العينتة تمثتل مجتمتع الد ارستة تمثتيال‬
‫صادقا حتى يمكن أن يتم تعميم النتائج على المجتمع األصلي ‪.‬فلو كان مجتمع الدراسة‬
‫هتو قطتاع الصتناعات الخشتبية فتى منطقتة متا‪ ،‬فيجتب علتى الباحتث أن يتعترف علتى‬
‫خصائص هذا المجتمع من حيث متدى التجتانس والعتدد ‪.‬إن العينتة الستليمة هتي العينتة‬
‫هي التي تمثل مجتمع الدراسة تمثيال صادقا‪.‬‬

‫‪- 214 -‬‬


‫االخر أن عملية اختيار العينة تمر بعدة خطوات نوضحها فيما‬ ‫ويرى البع‬
‫يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تحديد مجتمع الدراسة بشكل واضح ودقيق من حيث التسمية والسمات‬


‫والخصائص التي تميز أفراده عن غيرهم‪ ،‬ليستطيع تبين حجم المجتمع ومدى‬
‫تجانسه الن ذلك يؤثر في عدد أفراد العينة ونوعية العينة التي سيختارها‪.‬‬

‫‪ -2‬تحديد أفراد المجتمع األصلي للدراسة وترتيبهم في جداول بأرقام متسلسلة‬


‫إن أمكن ذلك‪ ،‬الن ذلك يسهل في اختيار عينة ممثله للمجتمع بشكل افضل‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد متغيرات الدراسة وذلك لضبط اكبر عدد ممكن من المتغيرات غير‬
‫المدروسة وتقليل المتغي ارت الدخيلة ‪ ،‬ففي دراسة ( أثر طريقة االستقصاء في‬
‫التدريس للمرحلة الثانوية على مستوى التحصيل) فإن هناك متغيرات غير واضحة‬
‫في الدراسة بشكل مباشر مثل الظروف واالمكانات التي توفرت للطالب في المرحلة‬
‫االساسية‪ ،‬مدى معرفة بعض الطلبة لهذا الطريقة سابقا‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد العدد المناسب ألفراد العينة وذلك بناءا على عدة معايير هي‪:‬ت‬

‫تجانس أو تباين المجتمع ‪ ،‬فكلما زاد التجانس بين أفراد المجتمع‬ ‫‪‬‬
‫كان العدد الالزم لتمثيل المجتمع أقل‪ ،‬والعكس بالعكس كلما زاد التباين كان‬
‫العدد الالزم لتمثيل المجتمع اكثر وال يوجد عدد معين يحدد أفراد العينة وانما‬
‫ما يراه الباحث مناسبا ومبررا‪.‬‬

‫أسلوب البحث المستخدم ‪ :‬فالدراسات المسحية تحتاج إلى اكبر‬ ‫‪‬‬


‫عدد ممكن من أفراد المجتمع لتمثيله‪ ،‬أما الدراسات التجريبية فيعتمد عدد أفراد‬
‫العينة على عدد المجموعات التجريبية والضابطة في الدراسة‪.‬‬

‫على هذه‬ ‫درجة الدقة المطلوبة ‪ :‬فكلما كان القرار المعتمد‬ ‫‪‬‬
‫الدراسة مهما كلما كانت الدقة المتوخاة مهمة وبالتالي بحاجة إلى عدد اكثر‬
‫ألفراد العينة الممثلة لتعطي الثقة الالزمة لتعميم النتائج‪.‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫المراجع‬

‫‪ -1‬رياض أمين حمزاوي‪ ،‬طلعت مصطفى السروجي‪ :‬البحث في الخدمة‬


‫االجتماعية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬ط‪ ،1‬دبي‪ ،‬دار القلم للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫‪1111‬م‪.‬‬

‫‪ -2‬سمير نعيم‪ :‬المنهج العلمي في البحوث االجتماعية‪ ،‬ط‪ ،7‬القاهرة‪،‬‬


‫جامعة عين شمس‪2333 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -3‬طلعت إبراهيم لطفي‪ :‬أساليب وأدوات البحث االجتماعي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬


‫غريب للطباعة والنشر‪1115 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -4‬عبد العزيز السيد عبد العزيز‪ :‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬
‫النهضة العربية للنشر والتوزيع‪2337 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -5‬عبد اهلل إبراهيم‪ :‬البحث العلمي في العلوم االجتماعية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬


‫المغرب‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪2331 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -6‬عزت عطوي‪ :‬أساليب البحث العلمي مفاهيمه أدواته وطرقه‬


‫اإلحصائية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪2337 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -7‬على محمد علي‪ :‬البحث االجتماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار المعرفة‬


‫الجامعية‪.1115 ،‬‬

‫‪ -1‬محمد غريب‪ :‬تصميم وتنفيذ البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،2‬اإلسكندرية‪ ،‬دار‬


‫المعرفة الجامعية‪.1113 ،‬‬

‫‪ -1‬محمد محمود الجوهري‪ :‬أسس البحث االجتماعي‪ ،‬دار المسرة‪،‬‬


‫األردن‪ ،‬عمان‪2335 ،‬م‪.‬‬

‫‪- 216 -‬‬


‫‪ -13‬المختار محمد إبراهيم‪ :‬مراحل البحث االجتماعي وخطواته اإلجرائية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار الفكر العربي‪2336 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -11‬مصطفى حلمي مناهج في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ط‪ ،1‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬


‫الكتب العلمية للنشر‪2335 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -12‬مصطفى عمر التير‪ :‬مقدمة في مبادئ وأسس البحث االجتماعي‪،‬‬


‫ليبيا‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن‪2331 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -13‬نبيل أحمد عبد الهادي‪ :‬منهجية البحث في العلوم اإلنسانية‪ ،‬ط‪،1‬‬


‫عمان‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪2336 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -14‬وائل عبد الرحمن التل‪ :‬البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‬


‫واالجتماعية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪2337 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -15‬وفيق السيد اإلمام‪ :‬البحث العلمي(إعداد مشروع البحث وكتابة التقرير‬


‫النهائي)‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المكتبة العصرية للنشر والتوزيع‪2331 ،‬م‪.‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫الفصل السابع‬
‫تحليل المضمون فى بحوث الخدمة االجتماعية‬

‫أوالً‪ :‬تحليل المضمون‪ :‬ر ية تاريخية‬

‫ثانياً‪:‬مفهوم تحليل المضمون والمفاهيم المرتبطة به‬


‫ثالثاً ‪ :‬ـخصائص تحليل المضمون‬
‫رابعاً‪ :‬استخدامات تحليل المضمون‪:‬‬

‫خامساً‪ :‬األنواع الرئيسة لتحليل المضمون‬

‫سادساً‪:‬مميزات وعيوب تحليل المضمون‬


‫سابعاً‪:‬ـخطوات تحليل المضمون في البحث العلمي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أعد هذا الفصل أ‪.‬م‪ .‬د‪ /‬محمد عبد العال عبدالعزيز‪ -‬أستاذ مساعد بقسم التنمية‬
‫والتخطيط ـ كلية الخدمة االجتماعية اجامعة الفيوم‪.‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫أوالً‪ :‬تحليل المضمون‪ :‬ر ية تاريخية‬
‫ال يوجد تاري واضح يشير إلى بداية تحليل المحتوى‪ ،‬ولكن تعود بدايته الفعلية إلى‬
‫عام ‪1133‬م على يد المفكر الزويل وأصحابه في مدرسة الصحافة الواقعة في كولومبيا‬
‫فتتي الواليتتات المتحتتدة األمريكيتتة‪ ،‬ومتتن ثتتم عمتتل بعتتده المفكتتر ستتبيد علتتى إج تراء د ارستتات‬
‫لوضتتع مقارنتتة بتتين التغيتتر النتتاتج عتتن حتتد صتتحف نيويتتورك‪ ،‬بعتتد زيتتادة توزيتتع صتتحيفة‬
‫نيويورك تايمز مع تخفيض ثمنها وزيادة عدد صفحاتها‪.‬‬

‫ظهرت مجموعة من الد ارسات التي استخدمت نموذج التحليل‪ .‬وأصبحت من أهم‬
‫الدراسات المميزة في هذا األسلوب البحثي العلمي‪ .‬ومنها دراسات ويلي البحثية العلمية‬
‫للصحف اإلقليمية المشابهة لدراسات الصحف البحثية العلمية اإلقليمية األسبوعية‪ .‬التي‬
‫طبقت خالل حرب استقالل أمريكا‪ ،‬إذ استخدمت الفئات والمقاييس ذاتها في الدراسات‪.‬‬
‫واستخدم أسلوب التحليل بشكل منتظم في عام ‪1143‬م في البحث العلمي الخاص في‬
‫الصحافة‪ .‬من خالل الدراسات المقدمة من ليتس والزويل عن طريق دراسات المعارف‬
‫المرتبطة بدعاية جامعة شيكاغو‪.‬‬

‫صدرت العديد من الدراسات البحثية العلمية الخاصة في التحليل باعتباره أسلوباً علمياُ‪.‬‬
‫ومنها بحث باركوس الذي أجرى ‪ 1711‬بحثاً علمياً فيه‪ .‬وصنفت الحقاً على مجموعة‬
‫من الفئات من أجل تفسيرها‪ ،‬وعقد المؤتمر القومي االمريكي في عام ‪1167‬م حول‬
‫أسلوب التحليل‪ .‬ويعد المؤتمر البحثي العلمي األول الذي اهتم في مناقشة الكثير من‬
‫األبحاث العلمية الخاصة في أسلوب التحليل‪.‬‬

‫وبدأ ظهوره في الدول العربية ضمن الدراسات االجتماعية‪ ،‬ومن ثم في مجال اإلعالم‬
‫بعد إنشاء مصر لكلية اإلعالم في عام ‪1173‬م‪ ،‬إذ أصبحت الدراسات البحثية‬
‫اإلعالمية تعتمد على استخدام أسلوب وأدوات التحليل‪ ،‬في الدراسات البحثية العلمية‬
‫لمرحلة الدراسات العليا‪.‬‬

‫‪- 219 -‬‬


‫ثانياً‪:‬مفهوم تحليل المضمون والمفاهيم المرتبطة به‬
‫إن تحليتتل المضتتمون كغي تره متتن المفتتاهيم االجتماعيتتة ‪،‬لتتم يحستتم بتعريتتف جتتامع‬
‫مانع ( محدد بدقة ) إلى حتد االتفتاق التتام فتي ظتل مشتكالت حتدود تطبيقاتته واجراءاتته‬
‫على المنجز األدبي ‪،‬واللغوي ‪،‬والشكلى ‪.‬‬
‫وبالرغم من التطور والتوسع الذي شهده فتي استتخدام األستاليب والتقنيتات علتى المستتوى‬
‫الت تتدولي ‪ ،‬وفيمت تتا يت تتأتي بعت تتض التعريفت تتات التت تتي أوردهت تتا د‪.‬احمت تتد بت تتدر فت تتي أحت تتد م ارجت تتع‬
‫االتصال ‪،‬واتخذه على أساس أغراضه اإلجرائية كأداة للبحث العلمي‬
‫ولقتد اختلتف العلمتتاء والبتاحثون فتتي منهجيتة البحتث حتتول مفهتوم تحليتتل المضتمون حيتتث‬
‫يرى البعض أن تحليل المضتمون يستتهدف الوصتف التدقيق والموضتوعي وبعضتهم يترى‬
‫أنه يهدف إلى التصنيف الكمي لمضمون معين البعض اآلخر يرى أنته تصتنيف ستمات‬
‫األدوات الفكريتتة فتتي فئتتات وفيمتتا يلتتى مجموعتتة متتن الجهودالفكريتتة التتتى حاولتتت تحديتتد‬
‫هوية المفهوم من وجهات النظر المختلفة يمكن عرضها فيما يلى‪ :‬ت‬
‫مفهوم تحليل المحتوى ووجهات النظر حوله‪:‬‬
‫التحليل ً‬
‫لغة واصطالحاً‪:‬‬

‫التحليـل لغـ ًة‪ :‬حلّل الشيء‪ :‬أرجعته إلتى عناصتره أي ج ّتزأه‪ ،‬وحلّتل الشتيء‪ :‬درسته وكشتف‬
‫خباياه ‪.‬‬
‫التحليل اصطالحا‪ ًً :‬تجزئتة الشتيء إلتى مكوناتته األساستية وعناصتره التتي يتركتب منهتا‪،‬‬
‫فعتتل ستتبيل المثتتال نقتتول فتتي تحليتتل الموضتتوع اإلنشتتائي (التعبيتتري) ّإنتته يتكتتون متتن فك ترة‬
‫عام تتة وأفك تتار جزئي تتة‪ ،‬وشت تواهد قرآني تتة وأحادي تتث نبوي تتة‪ ،‬وأبي تتات ش تتعرية وق تتيم واتجاه تتات‬
‫ومقدمة وعرض وخاتمة‪ .‬أما عند تحليل القصيدة الشعرية فنقول أنها تتكون من مفتردات‬
‫وأفك تتار وعاطف تتة وخي تتال وص تتور بياني تتة وجمالي تتة وق تتيم‪ .‬إذا فك تتل ش تتيء إذا قمن تتا بتحليل تته‬
‫لوجدنا بأنه يتكون من عناصر ومكونات وأجزاء تشكل بمجموعها وعنتد تآلفهتا وتناغمهتا‬
‫ذلك الشيء‪.‬‬

‫‪- 221 -‬‬


‫أن المقص ت ت تتود ب ت ت تتالمحتوى ه ت ت تتو المعالج ت ت تتة التفص ت ت تتيلية‬
‫ويمكننت ت تتي أن نس ت ت تتتخلص ّ‬
‫لموضوعات المقرر في الكتب‪ ،‬فإن كان المقرر قد ُحدد ووضع في فهرس الكتتاب‪ ،‬فتإن‬
‫التنتتاول التفصتتيلي لهتتذه الموضتتوعات كمتتا وردت فتتي الكتتتاب المدرستتي هتتي التتتي يطلتتق‬
‫عليهتتا محتتتوى المتتنهج‪ ،‬ويشتتمل عتتادة علتتى حقتتائق ومعتتارف ومفتتاهيم وتعميمتتات ومبتتادئ‬
‫وقوانين ونظريات‪.‬‬

‫المضمون لغة واصطالحاً‪:‬‬

‫تجمع‪ ،‬والمحتوى‪ :‬بيتوت النتاس متن التوبر مجتمعتة‬


‫المضمون لغ ًة‪ :‬حوى الشيء حوايةً‪ّ ،‬‬
‫على ماء‬

‫المضمون اصطالحاً‪ :‬من التصور اللغوي السابق ينطلق مفهوم المحتتوى االصتطالحي‪،‬‬
‫ونقصتتد بتته ك ت ّل متتا تضتتمنته دفّتتتا كتتتاب متتن معلومتتات وحقتتائق وأفكتتار ومفتتاهيم‪ ،‬تحملهتتا‬
‫رمتتوز لغويتتة‪ ،‬ويحكمهتتا نظتتام معت ّتين متتن أجتتل تحقيتتق هتتدف متتا‪ ،‬كتتأن يكتتون هتتذا الهتتدف‬
‫تزويت تتد اآلخ ت ترين بالجديت تتد فت تتي موضت تتوع معت ت ّتين‪ ،‬أو تغييت تتر بعت تتض مت تتا يعرفونت تته فت تتي هت تتذا‬
‫الموضت تتوع‪ ،‬أو مست تتاعدتهم علت تتى إدراك أهميت تتة أفكت تتار معينت تتة‪ ،‬أو التعت تتاطف مت تتع مواقت تتف‬
‫مح تتددة‪ ،‬أو المشتتتاركة ب تتين المؤلتتتف وبيتتتنهم عل تتى مس تتتوى األفك تتار والحقت تتائق‪ ،‬أو القتتتيم‬
‫واالتجاهات‪ ،‬أو المشاعر واألحاسيس‪.‬‬

‫مفهوم تحليل المضمون‪:‬‬

‫تختلت تتف تعريفت تتات تحليت تتل المضت تتمون تبع ت تاً للزوايت تتة التت تتي ينطلت تتق منهت تتا واضت تتعو‬
‫التعريفتتات‪ ،‬حيتتث يتستتع عنتتد بعضتتهم ليشتتمل الخط توات اإلجرائيتتة‪ ،‬ويضتتيق عنتتد آخ ترين‬
‫ليقتصتتر تعريفتته علتتى أداة متتن أدوات البحتتث‪ .‬ولوتتبعنتتا تعريفتتات تحليتتل المضتتمون منتتذ‬
‫أربيعنيات القرن الماضي إلى الوقتت ال ّتراهن فإننتا ال نكتاد نلمتس فرقتاً جوهريتاً أو اختالفتاً‬
‫ملحوظاً في تعريفه‪ ،‬وهذه بعض التعريفات التي تبين ما ذكرناه آنفاً‪:‬‬

‫‪- 221 -‬‬


‫يذكر بيرلسون بأن تحليل المضمون هو أحد أساليب البحث العلمي التي تهدف‬
‫إلت ت تتى الوصت ت تتف الموضت ت تتوعي والمت ت تتنظم الكمت ت تتي للمضت ت تتمون الظت ت تتاهر لمت ت تتادة مت ت تتن م ت ت تواد‬
‫االتصال(‪.)www.gslis.utexas.edu‬‬

‫وتحليتتل المحتتتوى كمتتا يتراه حستتين (‪ )1113‬يطلتتق علتتى األستتلوب البحثتتي التتذي‬
‫يغطّي المتطلبات اآلتية‪:‬‬
‫تحليل الخصائص اللغوية أو الداللية للرموز االتصالية المستخدمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تحدي تتد تكت ت اررات أو ظه تتور أو ورود أو ح تتدوث ه تتذه الخص تتائص بدج تتة عالي تتة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتحديد القيم الكمية لهذه التك اررات‪.‬‬

‫عامة‪.‬‬
‫إمكانية تمييز هذه الخصائص بمصطلحات ذات صبغة ّ‬ ‫‪-‬‬

‫إمكانية تمييزها باصطالحات ذات صلة بفروض الدراسة ومجاالتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الضبط الدقيق المحكم لهذه االصطالحات المستخدمة في إمكانية التعترف علتى‬ ‫‪-‬‬
‫الخصائص الرمزية التي تمت دراستها)‪.‬‬

‫وذكر اللقاني (‪ )1111‬بأن تحليل المضتمون هتو‪ :‬أحتد األستاليب الشتائعة التذي‬
‫يستخدم في وصف المواد التعليمية ولتقويم المناهج من أجل تطويرهتا‪ ،‬وهتو يعتمتد علتى‬
‫تحديد أهداف التحليل ووحدة التحليل؛ للتوصل إلى مدى شتيوع ظتاهرة أو أحتد المفتاهيم‪،‬‬
‫أو فكرة أو أكثر‪ ،‬وبالتالي تكون نتائج هذه العملية‪ ،‬إلى جانب ما يتم الحصول عليه من‬
‫نتائج‪ ،‬من خالل أساليب أخرى مؤشرات تحدد اتجاه التطوير فيما بعد‪.‬‬

‫فيما يرى المطلس(‪ )1117‬بأن مفهوم تحليل المضمون يقصد به تجزئة المنهج‬
‫وتقسيم ما يتضمنه من معارف واتجاهات وقيم ومهارات إلى عناصرها المكونتة‪ ،‬ويشتمل‬
‫ذلك ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد األجزاء المكونة للمحتوى‪ ،‬أي تحليل العناصر‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد العالقات بين هذه األجزاء‪ ،‬أي تحليل العالقات‪.‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫‪ -‬تحديتتد طتترق تنظتتيم العالقتتات بتتين األج تزاء فتتي بنيتتة المضتتمون‪ ،‬أي تحليتتل‬
‫المبادئ واألسس‪.‬‬

‫وقد أورد موقع المنشاوي اإللكتروني تعريفات عدة لتحليل المضمونا نذكر منها‪:‬‬

‫ّأنه "عملية مالزمة للفكر اإلنستاني تستتهدف إدراك األشتياء بوضتوح‪ ،‬متن ختالل‬
‫ع تتزل عناص تترها بعض تتها ع تتن بع تتض‪ ،‬ومعرف تتة خص تتائص أو س تتمات ه تتذه العناص تتر‬
‫وطبيعة العالقات التي تقوم بينها"‬

‫وم تتن تعاريف تته بأن تته‪ :‬مجموع تتة الخطت توات المنهجي تتة الت تتي تس تتعى إل تتى اكتش تتاف‬
‫المعتتاني الكامنتتة فتتي المضتتمون‪ ،‬والعالقتتات االرتباطيتتة بهتتذه المعتتاني‪ ،‬متتن ختتالل البحتتث‬
‫الكمي الموضوعي‪ ،‬والمنظم للسمات الظاهرة في هذا المضمون‪.‬‬

‫وهو‪ :‬أسلوب ضمن األساليب البحثية التي تستخدم فتي تحليتل المتواد اإلعالميتة‬
‫بهتتدف التوصتتل إلتتى استتتدالالت واستتتنتاجات صتتحيحة ومطابقتتة فتتي حالتتة إعتتادة البحتتث‬
‫والتحليل‬

‫وقتتتد است تتتعرض حستتتين (‪ )1113‬تعريفت تتات تحليت تتل المضت تتمون وتتبعهت تتا تاريخي ت تاً‬
‫ليخلص في نهاية المطاف في تعريفه لتحليتل المضتمون بإعتبتاره أستلوب أو أداة للبحتث‬
‫العلمتتي يمكتتن أن يستتتخدمها البتتاحثون فتتي مجتتاالت بحثيتتة متنوعتتة‪ ...‬لوصتتف المحتتتوى‬
‫الظتتاهر والمضتتمون الص تريح للمتتادة الم تراد تحليلهتتا متتن حيتتث الشتتكل والمضتتمون‪ ،‬تلبيتتة‬
‫لالحتياج ت تتات البحثي ت تتة المص ت تتاغة ف ت تتي تس ت تتاؤالت البح ت تتث أو فروض ت تته األساس ت تتية‪ ،‬طبقت ت تاً‬
‫للتصتتنيفات الموضتتوعية التتتي يحتتددها الباحتتث‪ ،‬وذلتتك بهتتدف استتتخدام هتتذه البيانتتات بعتتد‬
‫ذلك‪ ،‬إما في وصتف هتذه المتادة العلميتة التتي تعكتس الستلوك االتصتالي العلنتي للقتائمين‬
‫باالتصتتال‪ ،‬أو الكتشتتاف الخلفي تة الفكريتتة أو الثقافيتتة أو السياستتية أوالعقائديتتة التتتي تنبتتع‬
‫منهتتا المتتادة العلميتتة‪ ،‬أو للتعتترف علتتى مقاصتتد القتتائمين باالتصتتال متتن ختتالل الكلمتتات‬
‫والجمتل والرمتتوز والصتور واألستتاليب التعبيريتتة كافتة – شتتكالً ومضتتموناً‪ -‬التتي يعبتتر بهتتا‬

‫‪- 223 -‬‬


‫القتتائمون باالتصتتال عتتن أفكتتارهم ومفتتاهيمهم‪ ،‬وذلتتك بشتترط أن تتتتم عمليتتة التحليتتل بصتتفة‬
‫منتظمة‪ ،‬ووفق أسس منهجية‪ ،‬ومعتايير موضتوعية‪ ،‬وأن يستتند الباحتث فتي عمليتة جمتع‬
‫البيانات وتبويبها وتحليلها على األسلوب الكمي بصفة أساسية‪.‬‬

‫كمتتا أشتتار كتتابالن إلتتى أن تحليتتل المضتتمون هتتو المعنتتى اإلحصتتائي ‪Statistical‬‬
‫‪Semantics‬لاحاديث والخطب السياسية ‪.‬‬
‫أما بيزلتي ) ‪ :(Paisley‬فيترى أن تحليتل المضتمون هتو أحتد أطتوار تجهيتز المعلومتات‬
‫حي تتث يتح تتول في تته المحت تتوى االتص تتالي إل تتى بيان تتات يمك تتن تلخيص تتها ومقارنته تتا وذل تتك‬
‫بالتطبيق الموضوعي والنسقي لقواعد التصنيف الفئوي‪(Categorization Rule ) .‬‬
‫بينما يرى بيرلسون ) ‪ : ( Berelson‬إن تحليل المضمون هتو أحتد األستاليب البحثيتة‬
‫التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة اإلعالمية وصفاً‬
‫موضتتوعياً‪،‬منتظماً ‪ ،‬كمي تاً‪ .‬كمتتا عرفتته علتتى انتته أستتلوب البحتتث التتذي يهتتدف إلتتى تحليتتل‬
‫المحت تتوى الظ تتاهري أو المض تتمون الصت تريح لم تتادة االتص تتال ووص تتفها وص تتفاً موض تتوعياً‬
‫ومنهجياً وكمياً باألرقام‬
‫ف تتى ح تتين ي تترى ال تتبعض األخ تتر أن تحلي تتل المض تتمون يع تتد بمثاب تتة مجموع تتة الخطت توات‬
‫المنهجية التي تستعى إلتى اكتشتاف المعتاني الكامنتة فتي المحتتوى ‪،‬والعالقتات االرتباطيتة‬
‫لهذه المعتاني متن ختالل البحتث الكمتي ‪،‬الموضتوعي ‪،‬والمتنظم للستمات الظتاهرة فتي هتذا‬
‫المضمون)‬
‫أمتتا الزويــل‪ :‬فيتترى أن تحليتتل المضتتمون يستتتهدف الوصتتف التتدقيق و الموضتتوعي كمتتا‬
‫يقال عن موضوع معين في وقت معين ت‬
‫يرى كابالن ‪ Kaplan‬أن تحليل المضمون يهدف إلى التصتنيف الكمتي لمضتمون‬
‫معتتين فتتي ضتتؤ نظتتام للفئتتات صتتمم ليعطتتي بيانتتات مناستتبة لفتتروض محتتددة خاصتتة‬
‫بهذا المضمون‪.‬‬
‫أمتتا جــانيس ‪ Janis‬يتترى تحليتتل المضتتمون بأنتته أستتلوب لتصتتنيف ستتمات األدوات‬
‫الفكرية في فئات طبقاً لبعض القواعد التي يراها المحلل كباحث علمي‪.‬‬

‫‪- 224 -‬‬


‫ويعترف بيرلستون ‪ Berelson‬تحليتل المضتمون بأنته أحتد أستاليب البحتث العلمتي‬
‫التتي تهتدف إلتى الوصتف الموضتوعي والمتتنظم والكمتي للمضتمون الظتاهر متن متواد‬
‫االتصال‪.‬‬
‫بينما أشار عبد الباسط محمد حسن إلى تحليل المضمون بأنته‪ :‬أستلوب يهتدف إلتى‬
‫الوصف الموضوعي المنظم الكمي للمحتوى الظاهر لالتصال‪.‬‬
‫فتى حتين ُيعترف تحليتل المضتمون بأنته‪:‬أستلوب أو أداة للبحتث العلمتي يمكتن أن‬
‫يستخدمه الباحثون في مجاالت بحثية متنوعة‪ ،‬لوصف المحتوى الظاهر والمضمون‬
‫الصريح للمادة اإلعالمية المراد تحليلها من حيث الشكل والمضمون‬
‫أمـــا زيـــدان عبـــد البـــاقي يتترى أن تحليتتل المضتتمون متتن وجهتتة نظ تره م تتنهج و أداة‬
‫للوصتتف الموضتتوعي المتتنظم والكمتتي للمحتتتوى الظتتاهر لالتصتتال وأنتته يستتتخدم فتتي‬
‫تصوير األوضاع االجتماعية واالقتصادية والسياسية القائمة في المجتمع‬
‫بينمتتا أشتتار بــود ‪ Budd‬أن تحليتتل المضتتمون‪ :‬أستتلوب متتنظم لتحليتتل مضتتمون‬ ‫‪-1‬‬
‫رسالة معينة ‪ ،‬أنه أداة لمالحظة وتحليل السلوك الظاهر لالتصتال بتين مجموعتة منتقتاة‬
‫من األفراد القائمين باالتصال‪.‬‬
‫ويش تتبر حستتتين الهب تتائلي إلت تتى تحليت تتل المض تتمون بأن تته البح تتث ع تتن المعلومت تتات‬ ‫‪-2‬‬
‫الموجودة داخل وعاء ما‪،‬والتفسير الدقيق للمفهوم أو المفاهيم التي جتاءت فتي التنص أو‬
‫الحديث أو الصورة‪،‬والتعبير عنها بوضوح وموضوعية وشمولية ودقة‪.‬‬
‫أما محمد الجوهري فيرى أن تحليل المضتمون طريقتة تمكتن عتالم االجتمتاع متن‬ ‫‪-3‬‬
‫مالحظة سلوك األفراد بطريقة غير مباشرة من خالل تحليله لاشياء‪.‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة يتضي أن مفهوم تحليل المضمون يتميز بمجموعة من‬
‫الخصائص هى‪:‬ـــــ‬
‫‪ -1‬يتسم أسلوب تحليل المضمون بالموضوعية ‪.‬والموضوعية سمة مميزة للبحث‬
‫العلمي ‪.‬وفي هذا اإلطار على الباحث أن يتحرر من أي نزعة شخصية‪ ،‬وأن ال‬
‫يصدر أحكامه بناء على ما يجب أن يكون ‪.‬ففي إطار موضوعية البحث‪ ،‬ال‬
‫يمكن للباحث أن يتحيز ألي موقف أثناء دراسته للظاهرة محل اإلهتمام‪ ،‬حتى‬

‫‪- 225 -‬‬


‫يمكن لغيره أن يصل إلى نفس النتائج إذا ما أعيد تطبيق نفس المنهجية من قبل‬
‫باحثين آخرين‪ ،‬فيصلوا جميعاً إلى درجة الصدق والثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬يجب أن يتم تحليل مضمون بطريقة منظمة وموضوعية تتمشى وقواعد البحث‬
‫العلمي ‪.‬فالباحث في هذه الحالة ال يختار المادة التي تستهويه ويستبعد ما عدا‬
‫ذلك‪ ،‬ولكنه يختار ما ينبغي دراسته بناء على أسس علمية‪ ،‬متمثلة في اختيار‬
‫عينة عشوائية إلى جانب االلتزام بمستوى أو وحدة التحليل المناسبة‪،‬حتى يمكن‬
‫الوصول إلى تعميمات علمية سليمة‪.‬‬
‫‪ -3‬يرتبط تطبيق أسلوب تحليل المضمون بوصف الظاهرة أو الظواهر المدروسة‬
‫كمياً ويستلزم في هذا األسلوب استخدام لغة األرقام وذلك عن طريق رصد‬
‫تك اررات الفئات المختلفة لوصف الظاهرة المدروسة‪.‬‬
‫‪ -4‬يهتتم هتذا األستلوب بد ارستة المضتمون الظتاهر ‪ ،‬أي يكتون التحليتل محصتو اًر فتي‬
‫إطار النص محل االهتمام والدراسة‪ ،‬دون تجاوز الباحث للنص المدروس أثناء عمليتة‬
‫الوصف المبدئي للظاهرة المدروسة‬
‫إن االختالف هذه التعاريف في تحديد مفهتوم تحليتل المضتمون يعكتس فتي حقيقتة األمتر‬
‫اختالف األساليب و اإلجراءات و األهداف التي يتوخهتا الباحتث‪:‬فبعض البحتوث تكتفتي‬
‫بتحليتتل مضتتمون وستتائل اإلعتتالم لد ارستتة و تحليتتل المتتادة اإلعالميتتة أو لتحليتتل مضتتمون‬
‫بعتتض المجتتاالت التتتي تتناولهتتا‪،‬في حتتين أن التتبعض األختتر يهتتتم بالعالقتتات الدوليتتة و‬
‫مظتتاهر الصتراعات ‪،‬بينمتتا تهتتدف د ارستتات أختترى إلتتى د ارستتة بعتتض القضتتايا و الظتواهر‬
‫في الدول الحديثة مثل الديمقراطية ‪،‬حقوق اإلنسان ‪،‬المشكالت االجتماعية ‪.‬‬
‫الفرق بين تحليل المحتوى وتحليل المضمون والمنهج الوثائقي‬
‫متتن ختتالل استع ارضتتنا لع تتدد متتن تعريفتتات البتتاحثين اتض تتح أن هنتتاك خلتتط واضتتح ف تتي‬
‫مفهتتوم تحليتتل المحتتتوى ‪ ،‬فمتتنهم متتن يتحتتدث عتتن المتتنهج الوثتتائقي تحتتت مستتمى تحليتتل‬
‫المحتوى ومنهم متن يتدرج تحليتل المضتمون تحتت متنهج تحليتل المحتتوى حتتى أن كتتاب‬
‫ستتمير محمتتد حستتين (تحليتتل المضتتمون تعريفاتتته ومفاهيمتته ومحدداتتته) وهتتو يريتتد بتتذلك‬
‫تحليل المحتوى ‪ .‬ولكن هناك فرق بينهما في التعريف واستعماالت كل واحد منهم‪:‬‬
‫‪- 226 -‬‬
‫فتحليل المضمون ‪ :‬هو ما يقوم به الباحث من تحليل للمعلومات الوثائقية في أي منهج‬
‫يعتمد على المصادر األصيلة كمنهج التحليل الوثائقي والمتنهج التتاريخي وغيترهم ‪ ،‬فهتو‬
‫يشترك في معظم مناهج البحث عند اإلشارة في تحليل مضمون البيانات‪.‬‬
‫أمـــا المـــنهج الوثـــائقي‪ :‬فهتتو استتتخراج األدلتتة والب تراهين متتن الوثتتائق المتعلقتتة بموضتتوع‬
‫الدراسة عن طريق التحليل الشامل‪.‬‬
‫تحليل المحتوى هو‪ :‬عبارة عن طريقة بحث يتم تطبيقها متن أجتل الوصتول إلتى وصتف‬
‫كمي هادف ومنظم لمحتوى أسلوب االتصال‪.‬‬
‫ولهذا يخطئ كثير من الباحثين حين يرون أن تحليل المضتمون هتو تحليتل المحتتوى أو‬
‫التحليتتل الوثتتائقي ‪ ،‬إال أن تحليتتل المحتتتوى يقصتتد بتته التكمتتيم التتذي يطبتتق علتتى الظتتاهرة‬
‫المدروستتة وثائقي تتا أي ع تتد وح تتدات التحلي تتل وال يتج تتاوز ه تتذا الع تتدد إل تتى التعلي تتل أو رب تتط‬
‫السبب بالنتيجة أو معرفة العالقات ‪ .‬أي أق أر الوصف وال أتجاوزه إلى غيتره ‪ .‬وهتو أشتبه‬
‫ما يكون بالمنهج المسحي في معرفة الواقع فهو يصتف فقتط ولكتن ال يجيتب علتى ستؤال‬
‫لماذا؟ ‪ ،‬واذا كان المنهج المسحي يطبق على المباني والبشر واألجهزة فتحليتل المحتتوى‬
‫يطبق لوصف كمي للظاهرة المدروسة أو للمقارنة بين ظتاهرتين أو تقتويم لظتاهرة معينتة‬
‫من خالل معرفة االتجاه الغالب حولها ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬ـخصائص تحليل المضمون‬

‫تتخداما ‪ ،‬ولته العديتد متن الميتزات‬


‫ً‬ ‫تيوعا واس‬
‫يعد التحليل من أكثتر أدوات البحتث العلمتي ش ً‬
‫والخصائص التي تميزه عن أدوات البحث العلمي األخرى ‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫‪- 227 -‬‬


‫الوصـــف‪ :‬ت ت يه تتدف التحلي تتل بش تتكل أساس تتي إل تتى الوص تتف الموض تتوعي لطريق تتة االتص تتال‬
‫والمحتوى قيد التحليل وفقًا لسلسلة من المعايير واألسس المحددة‪.‬عند تحديد الخصائص‬
‫والس تتمات المميت تزة لك تتل فئ تتة م تتن ه تتذه الفئ تتات ‪ ،‬يج تتب عل تتى الباح تتث هن تتا الحف تتاظ عل تتى‬
‫الموضوعية والحياد وقبول نتائج التحليل سواء كانت مؤيدة أو معارضتة وتجنتب األهتواء‬
‫واآلراء الشخصية عند التحليل‪.‬‬

‫الموضوعية ‪:‬ـــ الموضوعية تعني االلتزام بالحياد وغياب التحيز ‪ ،‬وهي خاصية أساستية‬
‫للبح تتث العلم تتي‪ .‬والموض تتوعية تعن تتي التحلي تتل ك تتأداة للبح تتث العلم تتي ؛ أوالً‪ :‬كفاءت تته ف تتي‬
‫وصف وتحليل طريقة االتصال وتحديد االتجاهات والخصائص التي تميز الظاهرة محل‬
‫وثانيتتا‪ :‬إمكانيتتة إعتتادة‬
‫البحتتث‪ .‬متتا يعتترف فتتي مجتتال البحتتث العلمتتي بصتتالحية األداة ‪ً ،‬‬
‫استخدام األداة لتحليل محتوى أو نفس المادة بواسطة نفس الباحث أو غيره من الباحثين‬
‫متتع الحصتتول علتتى نفتتس النتتتائج ‪ ،‬وهتتي المعتتروف فتتي مجتتال البحتتث العلمتتي باستتتقرار‬
‫األداة‪.‬‬

‫المنهجية‪:‬ت وهذا يعني تنفيذ التحليل وفقًا لمتطلبات خطة البحث أو الفرضيات العلميتة‬
‫‪ ،‬وك تتذلك تحدي تتد اإلط تتار الع تتام للتحلي تتل وع تترض فئ تتات التحلي تتل وفقً تتا لطبيع تتة المحت تتوى‬
‫والغرض من التحليل ؛ بشكل عام‪ .‬ويجب إجراء التحليل وفقًا لخطوات واجراءات محددة‬
‫بحيت تتث يرضت تتي التحليت تتل مجموعت تتة عناصت تتر وجوانت تتب المحتت تتوى الخاضت تتع للتحليت تتل وفقًت تتا‬
‫لمتطلبات الفرضيات العلمية المحددة مسبقًا‪.‬‬

‫ي ة ل تح ل يل ال مح ت وىال طري قة ال كم ‪:‬ـيعتمتد التحليتل بشتكل أساستي علتى التقيتيم‬


‫الكمتي لعنصتر االتصتال ‪ ،‬حيتث يستتجل الباحتث مالحظاتته ويترجمهتا بتالطرق الرياضتتية‬
‫واإلحصائية والعددية ‪ ،‬أو يستجل تكترار أو تكترار الظتاهرة المعنيتة‪ .‬وتتميتز هتذه الطريقتة‬
‫بإمكانيتتة التحقتتق متتن صتتحتها وموثوقيتهتتا وامكانيتتة التك ترار أو التك ترار العتمادهتتا علتتى‬
‫تقديرات كمية ورقمية‪.‬‬

‫ال م ن هج ال ع لمي ‪ :‬يتسم تحليل المحتوى ‪ ،‬كما ذكرنتا ستابقًا ‪ ،‬بالموضتوعية والصتدق‬
‫واالتس تتاق ‪ ،‬وه تتي م تتن أه تتم س تتمات الم تتنهج العلم تتي‪ .‬كم تتا تتمي تتز بالعدي تتد م تتن الس تتمات‬
‫‪- 228 -‬‬
‫والخصت تتائص األخت تترى للطريقت تتة العلميت تتة ‪ ،‬ومنهت تتا د ارست تتة الظت تتاهرة بهت تتدف الكشت تتف عت تتن‬
‫العالقتتات بتتين العناصتتر المكونتتة لهتتا متتن أجتتل شتترح وتحليتتل الظتتاهرة‪ .‬وضتتع تعريفتتات‬
‫إجرائيتة لفئتات التحليتتل المختلفتة المستتتخدمة وتنظتيم وتنستتيق فئتات التحليتتل وفقًتا للغتترض‬
‫من التحليل لتسهيل الفهم والتقييم‪.‬‬
‫يتعلق بظاهر ال ّنصا وهو ما يطلق عليه ديفرجيه أنه أقرب إلى السطحية‪.‬‬
‫‪Manifest Content‬‬
‫يتميز تحليل المحتوى بأن نتائجه أقرب إلى السطحية‪ ،‬ويعزى ذلك إلى المبالغة‬
‫في التبسيط في إجراءات التحليل أو االقتصار على المعالجات اإلحصائية المحددة أو‬
‫التغير الهامشي للنتائج‪ ،‬وعدم التعمق فيما ُيسفر عنه من نتائج‪ ،‬أو مجرد سرد‬
‫الظواهر‪.‬‬

‫إن دائرة عمل الباحث بتحليل المضمون تسند إليه مهمة الكشف عن‪:‬‬‫ّ‬
‫‪ -1‬أهداف القائم باالتصال (المرسل)‪.‬‬
‫‪ -2‬الخلفيات العامة التي تنبع منها الرسالة‪.‬‬
‫‪ -3‬االستجابات التي يسعى القائم باالتصال(المرسل) لتحقيقها‪.‬‬
‫‪ -4‬العالقة بين خصائص المضمون شكالً ومضموناً بالمرسل‪.‬‬
‫‪ -5‬المقارنة بين خصائص المضمون وخصائص المتلقين(حسين‪.)13 ،‬‬
‫أي أن عملية تحليل المحتوى من الضروري أن تقوم بتحقيق هدف وصف‬
‫ّ‬
‫طبيعة المحتوى الصريح‪ ،‬وهدف كشف النوايا الخفية للمضمون‪ ،‬على مستويين‪:‬‬
‫اء المباشر أو غير المباشر‪.‬‬
‫المستوى الوصفي‪ ،‬والمستوى التحليلي سو ً‬

‫ُيستخدم في مجال العلوم االجتماعية ‪Social Sciences‬‬


‫كانتتت النظ ترة لمتتنهج تحليتتل المحتتتوى أنتته ختتاص بتتالعلوم االجتماعيتتة‪ ،‬ويتفتتق‬
‫البتتاحثون علتتى أنتته قتتد نشتتأ فتتي أحضتتان الصتتحافة واإلعتتالم‪ ،‬وهتتي متتن صتتميم العلتتوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬لكنه سرعان ما انتقل إلى مجاالت أوسع‪ ،‬ليشمل مجتاالت العلتوم اإلنستانية‬

‫‪- 229 -‬‬


‫والنفسية والتاريخية والسياسية واألدبية والتربوية إل ‪ .‬بل لقد شمل تحليل المحتوى الكتتب‬
‫والمذكرات والصور ال ّشمسية واألبحاث والرسومات والشرائح‪ ،‬حتى التفاعل اللفظي صار‬
‫باإلمكت تتان تحليلت تته‪ .‬واتست تتعت الت تتدائرة بتقت تتدم الت ت ّتزمن لتشت تتمل أست تتاليب الدعايت تتة والموست تتيقى‬
‫والمقابالت ومجاالت الفيزياء والكيماء واألحياء والرياضيات وجل العلوم الطبيعية‪.‬‬
‫له منطلقات لمصداقيته‪:‬‬
‫يعتمتتد أستتلوب تحليتتل المضتتمون كستتائر أستتاليب البحتتث العلمتتي علتتى عتتدد متتن‬
‫المنطلقات التي ينبغي األخذ بها لكي يتسم تحليلنا بالمصداقية‪ ،‬من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬أن المعاني التي يستوعبها المحتوى هي نفسها التي يقصدها المرسل‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون الوحدات المكونة للرسالة متوازنة إلى حد ما‪.‬‬
‫شكل من أشكال علم الداللة‪:‬‬
‫أي أن الوحت تتدات التت تتي يت تتتم تحليلهت تتا ليست تتت الكلمت تتات عموم ت تاً بت تتل مت تتدلول هت تتذه‬
‫معان‪ .‬فالعبرة إذن في التحليل وليست في األسلوب ذاته‪.‬‬ ‫الكلمات‪ ،‬وما تحمله من ٍ‬
‫أسلوب مبسط‪:‬‬
‫إن تحليتل المضتمون ال‬‫ولعل هذا سبب إجراءاته وسرعة الوصول إلى النتائج‪ّ ،‬‬
‫يشمل من الفنيات وآليات العمل ما قد يشتمله غيره من األستاليب البحثيتة متن تعقيتد‬
‫أو تعدد إجراءات‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬استخدامات تحليل المضمون‪:‬‬
‫هنتاك عتدة أستباب تجعتل الباحتث فتي مجتال علتم االجتمتاع وبقيتة فتروع العلتوم‬
‫االجتماعية األخرى‪ ،‬يستخدمون أسلوب تحليل المضمون‪ ،‬ويمكن تلخيص هذه األسباب‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫تحليتل مضتمون المتادة التتي ترمتي إليهتا وستائل االتصتال الجمتاهيري‪ ،‬مثتل‬ ‫‪-1‬‬
‫الصتحف والمجتالت‪ ،‬وبترامج اإلذاعتة المرئيتة والمستموعة ‪.‬فالباحتث التذي يرمتي إلتى‬
‫تحليتل محتتوى المتادة التتي ترمتي إليهتا وستائل االتصتال يتستاءل عتادة علتى مضتمون‬
‫الرسالة االتصالية‪ ،‬إلى جانب التساؤل عن عناصر العملية االتصالية المتمثلة في (من‬
‫يقول ماذا‪ ،‬إلى من‪ ،‬كيف وما هو األثر؟) حيث ‪،‬نلحتظ أن األدبيتات تزختر بهتذا النتوع‬
‫‪- 231 -‬‬
‫من الدراسات النظرية والتطبيقية‪ .‬فوسائل االتصال الجماهيري ترمي عادة إلى توصيل‬
‫رسائل محددة إلى قرائهتا عتن طريتق الرمتوز االجتماعيتة والسياستية وغيرهتا متن الرمتوز‬
‫األخرى‪.‬‬
‫تحليل النص للوصول إلى االستنتاجات عن المرسل من ناحية‪ ،‬وعن‬ ‫‪-2‬‬
‫األسباب أو خلفيات الرسالة االتصالية من ناحية أخرى ‪.‬فمن خالل تحليل‬
‫مضمون النصوص يمكن للباحث التمييز بين كتاب أو مؤلفين‪ ،‬حيث يمكن‬
‫تمييز باحث عن آخر من خالل الكلمات أو التعبيرات المميزة لكل منهم‬
‫على حدة‪.‬‬
‫يستخدم تحليل المضمون الستنتاج أوجه التغير الثقافي والثقافة عن‬ ‫‪-3‬‬
‫طريق قيام الباحث مثالً بتحليل مضمون األدبيات السائدة في أكثر من‬
‫ثقافة مختلفة ‪.‬ومن أمثلة الدراسات في هذا اإلطار الدراسة التي قام بها‬
‫ديفيد مكيالند للتمييز بين عدة ثقافات عن طريق تحليل مضمون األدبيات‬
‫السائدة في ثقافات متباينة‪.‬‬
‫يستخدم تحليل المضمون في دراسة الجمهور المستمع أو القارئ أو‬ ‫‪-4‬‬
‫المشاهد وتأثير االتصال على الجمهور‪ ،‬وذلك للكشف عن االتجاهات‬
‫واالهتمامات والقيم السائدة في الجماعات المختلفة‪ ،‬وتحديد محور االهتمام‬
‫في محتوى االتصال‪ ،‬ووصف تأثير مادة االتصال في تغيير االتجاهات‬
‫واألساليب السلوكية للجمهور المستمع أو القارئ أو المشاهد‪.‬‬
‫يستخدم تحليل المضمون في الدراسات المتعلقة بالرأي العام بهدف‬ ‫‪-5‬‬
‫التعرف على المشاكل التي تحظى باهتماماته واتجاهاته وردود أفعاله تجاه‬
‫قضايا معينة‪ ،‬إلى جانب معرفة مدى تأثر الرأي العام بالدعاية الموجهة إليه‬
‫ومدى مقاومته أو انقياده لها‪.‬‬

‫‪- 231 -‬‬


‫خامساً‪ :‬األنواع الرئيسة لتحليل المضمون‬

‫هندك أ وعا متمادة لتح ي علمضموه ي جأ علبدحث ليهد نا علتتلا فر بحث‬


‫يم‪،‬ن تضهد فيمد ي ر‪:‬ـ‬

‫التحليــل العملــي‪ :‬يقصتد بتته اإلجتراءات التتتي يتتتم متن خاللهتتا تصتتنيف ظتواهر المحتتتوى‬
‫وفقًا ألسبابها أو عواقبها المحتملة ‪ ،‬على سبيل المثال ‪ ،‬عدد مرات ذكتر "الشتعر الحتر"‬
‫‪ ،‬وما يترتب على ذلك من تكوين مواقف إيجابية أو سلبية تجاهه‬

‫التحليل الداللي‪ :‬والتي نشتير متن خاللهتا إلتى اإلجتراءات التتي يتتم متن خاللهتا تصتنيف‬
‫ظواهر المحتوى وفقًا للمعاني التي تدل عليها ‪ ،‬بغض النظر عن الكلمات الفرديتة التتي‬
‫تم استخدامها في عملية االستدالل ‪ ،‬على سبيل المثتال ‪ ،‬عتدد الكلمتات أو الجمتل التتي‬
‫تشير إليها في معانيها‪" .‬الشعر الحر"‪ ،" .‬على الرغم متن أن المؤلتف لتم يستتخدم كلمتة"‬
‫الشعر الحر "‪ .‬الشعر الحر‪.‬‬

‫التحليــــل اإلنشــــائي‪ :‬تعن تتي اإلجت تراءات الت تتي ي تتتم م تتن خالله تتا تص تتنيف المحت تتوى وفقً تتا‬
‫للخصتتائص الماديتتة والمجازيتتة ألقستتام المحتتتوى ‪ ،‬مثتتل الحقتتائق والمفتتاهيم والتعميمتتات ‪،‬‬
‫التت تتي تشت تتكل بنيت تتة المحتت تتوى أو خص ت تائص األست تتلوب التت تتي تميت تتز المحتت تتوى كنت تتوع مت تتن‬
‫المحتوى‪ .‬المفردات والجمل والفقرات المستخدمة‪.‬‬

‫*التحليتتل المفتتاهيمي أو المفتتاهيمي‪ :‬تقليتتديا ‪ ،‬الغتترض منتته هتتو اختيتتار المفتتاهيم واختبتتار‬
‫تكرارها في النص المراد تحليله ودراسته ‪ ،‬والتمييز بين المصطلحات والمفتاهيم وحيادهتا‬
‫(إظه تتار إيجابياته تتا أو س تتلبيتها) باس تتتخدام القت تواميس واألس تتاليب الخاص تتة بحي تتث تك تتون‬
‫متماسكة وذات مغزى‪ .‬؛ للمساعدة في عملية التدريس‪.‬‬

‫*التحليل الداللي (العالئقي)‪ :‬وهذا النوع يقوم على أساس التحليل المفاهيمي أو المفاهيمي‬
‫كما يلي ‪ ،‬ويقوم على اختبار العالقات بين المفاهيم المستخرجة والمصنفة والمصنفة ‪-‬‬

‫‪- 232 -‬‬


‫تاء علتتى متتا تمتتت د ارستتته أو تحليلتته‪ .‬هتتدفها هتتو جعتتل عمليتتة االتصتتال بتتين‬ ‫حستتبه‪ -‬بنت ً‬
‫المرست تتل والمتلقت تتي بأفضت تتل طريقت تتة ممكنت تتة ‪ ،‬حيت تتث ال يمك تتن القيت تتام ب تتذلك دون وضت تتوح‬
‫العالقات التي تحكم الرستالة‪ .‬فتي الستنوات األخيترة ‪ ،‬قتام هتذا النتوع متن التحليتل بتحليتل‬
‫أكثر من خمسمائة مفهوم مفاهيمي العالقات‪.‬‬

‫سادساً‪:‬مميزات وعيوب تحليل المضمون‬

‫نفهم من خالل مميزات وعيوب تحليل الضمون أن التحليتل لته فوائتد عديتدة‪ .‬ويستتخدمه‬
‫الباحتتث أو المحلتتل بشتتكل أساستتي لتكتتوين وجهتتة نظتترهم حتتول الموضتتوع والتعبيتتر عتتن‬
‫آرائهتم واتختتاذ القت اررات ذات الصتلة وحتتل المشتتكالت‪.‬كما يتتم استتتخدامه ألغتراض عديتتدة‬
‫هى ‪:‬‬

‫أداة بحث مهمة تستخدم في مجال البحث العلمي للتعرف على متغيرات البحتث‬ ‫‪.1‬‬
‫وخصائصتتها‪ .‬و كتتذلك جمتتع المعلومتتات والبيانتتات بطريقتتة منظمتتة وموضتتوعية ‪ ،‬حيتتث‬
‫يستتاعد عتتدم التواصتتل المباشتتر متتع العنصتتر البشتتري علتتى تجنتتب التتذات والتحيتتز‪ . .‬فتتي‬
‫جمتتع المعلوم تتات ‪ ،‬ويمك تتن تك ترار التحلي تتل أكث تتر متتن متترة ومقارن تتة النتتتائج للتحق تتق م تتن‬
‫صحتها‪.‬‬
‫في مجال التعليم ‪ ،‬يمكن االعتماد علتى عمليتة التحليتل لتحديتد مخرجتات التتعلم‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ،‬واختيت تتار محتت تتوى المنت تتاهج التعليميت تتة ‪ ،‬واختيت تتار وتقيت تتيم وتقيت تتيم األست تتاليب واألست تتاليب‬
‫التربويتة المختلفتة‪ .‬تقيتيم أداء الطتتالب متن ختالل مقارنتة متتا درستوه ومتا تعلمتته بالفعتتل ؛‬
‫كما أنها تستخدم في مجال التقييم لتحديد مفردات االختبار‪.‬‬
‫أيضتتا فتتي تطتتوير واعتتداد خطتتط تعليميتتة يوميتتة وربتتع ستتنوية و كتتذلك‬ ‫يستتتخدم ً‬ ‫‪.3‬‬
‫ست تتنوية ‪ ،‬وتحديت تتد األهت تتداف التعليميت تتة ‪ ،‬واختيت تتار االست تتتراتيجيات واألست تتاليب والتقنيت تتات‬
‫التعليمية المناسبة ‪ ،‬واعداد اختبارات األداء وفقًا لمعايير وأسس علمية محددة‪.‬‬

‫‪- 233 -‬‬


‫يست تتتخدم المعلمت تتون أيضت تتا التحليت تتل لتحديت تتد نقت تتاط القت تتوة والضت تتعف فت تتي الكتت تتب‬ ‫‪.4‬‬
‫المدرسية ولتحليل قدرات الطالب لمراعاة الفتروق الفرديتة والكفتاءات بتين الطتالب ‪ ،‬ممتا‬
‫إيجابا على كفاءة وقدرة المعلم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ينعكس‬
‫متتن ختتالل التحليتتل يمكتتن االحتفتتاظ بالمعلومتتات التاريخيتتة لفتترات طويلتتة ويمكتتن‬ ‫‪.5‬‬
‫الرج تتوع إليه تتا عن تتد الض تترورة‪.‬كما يس تتاهم ف تتي التحلي تتل اإلحص تتائي ‪ ،‬وه تتو أح تتد األدوات‬
‫التفاعلية التي ال تسبب ضائقة للمستخدمين األفراد قيد الدراسة‪.‬‬
‫من السهل الوصول إلى استنتاجات ثاقبة وتفسيرات واضتحة حتول المحتتوى قيتد‬ ‫‪.6‬‬
‫الدراسة‪.‬‬

‫عيوب تحليل المضمون‪:‬‬

‫الحاجة إلى وقت طويل جداً لتطبيق عملية التحليل‪.‬‬ ‫‪.1‬‬

‫ظهور أخطاء زائدة عند محاولة تحقيق مستوى أفضل من التفسير‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫غي تتاب قاع تتدة نظري تتة تس تتاهم ف تتي الوص تتول إل تتى اس تتتنتاجات ذات معن تتى مت ترتبط‬ ‫‪.2‬‬
‫بالتأثيرات‪ ،‬و كذلك العالقات الخاصة بالدراسات‪.‬‬
‫تجاهل السياق الخاص في النص‪ ،‬تحديداً بعد أن يتم إنتاجه‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫قد يكون من الصعوبة إضافة التحليل إلى نظام حاسوبي‬ ‫‪.4‬‬

‫سابعاً‪:‬ـخطوات تحليل المضمون في البحث العلمي‬

‫توجتتد مجموعتتة متتن الخط توات التتتي يجتتب علتتى الباحتتث إتباعهتتا عنتتد استتتخدام أستتلوب‬
‫تحليل المحتوى وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬اختيار عينة المصادر وذلك عن طريق تحديد مجتمع البحث‪.‬‬

‫‪ -2‬اختيار العينة الزمنية وذلك عن طريق تحديد الفترة الزمنية التتي ستيتم إجتراء البحتث‬
‫فيها‪.‬‬
‫‪- 234 -‬‬
‫‪ -3‬اختيار عينة الوحدات وهي خطوة بحثية رئيستية تضتمن تحديتد التوجهتات األساستية‬
‫للبحث‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديت تتد كيفيت تتة تحقيت تتق األهت تتداف وذلت تتك عت تتن طريت تتق تحديت تتد وست تتائل جمت تتع البيانت تتات‬
‫والمعلومات‪.‬‬

‫‪ -5‬تحديد العينة األساسية‪.‬‬

‫‪ -6‬تصنيف المعلومات والمواد التي تم جمعها من العينة‪.‬‬

‫‪ -7‬تحليل البيانات‪.‬‬

‫فإذا أردت أن تقوم بخطوات تحليل المضمون على أكمل وجه ال بد وأن تقوم بمجموعة‬
‫من الخطواتا وأهم هذه الخطوات ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تصــــنيف وترتيــــب عناصــــر المضــــمون‪:‬يعتب تتر التص تتنيف ه تتو أول الخطت توات‬
‫المتعلقتتة بتحلي تتل المحت تتوى ف تتي البح تتث العلم تتي‪ ،‬تس تتاعد عملي تتة تص تتنيف المحت تتوى عل تتى‬
‫تبستتيط الفك ترة الخاصتتة بالبحتتث العلمتتي‪ ،‬وتعتبتتر هتتذه الخطتتوة مهمتتة جت ًتدا‪ ،‬ألنهتتا تجعلتتك‬
‫تضمن عزيزي الباحث أن تصل الفكرة الخاصة بدراستك إلى األفراد‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطبيق تحليـل المحتـوى علـى وحـدات التحليـل ‪:‬تعتبتر وحتدات التحليتل عبتارة عتن‬
‫خمتتس وحتتدات أساستتية‪ ،‬وهتتذه الوحتتدات هتتو عبتتارةٌ عتتن الكلمتتة‪ ،‬والموضتتوع والشخصتتية‬
‫وكذلك الوحدة‪ ،‬وهذه الوحدات يتم استخدامها في توصيل كافة األفكار إلى كافتة األفتراد‪،‬‬
‫تر الزمني تتة‪ ،‬ونعن تتي بالزمني تتة هن تتا أن يس تتتطيع الكات تتب أن يح تتدد كاف تتة الكلم تتات الت تتي‬
‫أخي ت ًا‬
‫تناسب المحتوى الخاص بالباحث‪ ،‬ويحدد الباحث الزمن المالئم لرؤية المحتوى‪.‬‬

‫ج‪ -‬تنفيـــذ االســـتمارة الخاصـــة بالتحليـــل‪ :‬لعل تتك تتس تتاءل م تتا ه تتي االس تتتمارة الخاص تتة‬
‫بالتحليل؟ تعتبر االستمارة في تحليل المحتوى في البحث العلمي هي عبارة عتن استتمارة‬

‫‪- 235 -‬‬


‫يكتبهتتا كاتتتب المحتتتوى ويضتتع فيهتتا مجموعتتة متتن المعلومتتات بخصتتوص محتتتوى بحثتته‪،‬‬
‫وستجد في هذه االستمارة مجموعة من المالحظات على المقال الذي يكتبه الكاتب‪.‬‬

‫د‪ -‬تصميم الجداول‪:‬يجب عليك أن تقوم بتصميم مجموعة من الجداول يتتم استتخدامها‬
‫لتفري تتغ كاف تتة البيان تتات فيه تتا‪ ،‬ويق تتوم الباح تتث ف تتي ه تتذه الخط تتوة بعملي تتة التفري تتغ الكم تتي‪،‬‬
‫شكال مبسطًا يساعد على وصف المعلومات‪.‬‬
‫ويستخدم ً‬

‫ه‪ -‬توضيي النتائج الخاصة بعملية تحليل المضمون‪ :‬وفي هذه الخطتوة يصتل الكاتتب‬
‫إلى مجموعة من النتائج النهائية التي تساعد الكاتب على انهاء المهمة الخاصتة بته فتي‬
‫تحليل المحتوى‪.‬‬

‫المراجع المستخدمة‬
‫‪-1‬كميمن رشاي تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية‪ .‬دعر علن‪،‬ت‬
‫علمتبي‪.‬عل دهتة ‪1987‬‬
‫‪ -2‬كميمن رشاي ذ‪ )2114‬تحليل المحتوى في العلوم اإلنسانية‪ :.‬دعر‬
‫علن‪،‬ت علمتبي‪ .‬عل دهتة‬
‫دلى‬ ‫‪ -3‬عل د ي أحما حسين ‪،‬المناهج بين النظرية والتطبيق مصت‪:‬‬
‫عل‪،‬تب عل دهتة ‪1981‬‬
‫‪ -4‬مصطنر بتعهيى لعلزيدت أحما المعجم الوسيط علم‪،‬تبن عةسقمين‪1972.‬‬
‫علطبمن عألللر‬ ‫‪-5‬حسين سميت محما تحليل المضمون‪ .‬مصت‪:‬‬
‫عل دهتة ‪.1983‬‬

‫‪ -6‬صابر‪ ،‬فاطمة عوض؛ خفاجة‪ ،‬ميرفت علي ‪،‬أسس البحث العلمي‪ ،‬مطبعة‬
‫اإلشعاع‪ ،‬األسكندرية ‪2332 ،‬‬

‫‪- 236 -‬‬


‫الفصل الثامن‬
‫أخالقيات البحث العلمي‬
‫مقدمـة ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬البحث العلمي واألخالق‬
‫ثانيا ‪ :‬مصادر المبادئ األخالقيـة‬
‫ثالثا‪ :‬أهميــة االلتزام األخالقي‬
‫رابعاً‪ :‬لماذا نهتم باألخالق في الجامعة‬
‫خامساً‪ :‬المبادئ األخالقية األربعة المتفق عليها في البحث العلمي‬
‫سادساً‪ :‬الضوابط واالعتبارات األخالقية في تنفيذ البحث العلمي‬
‫سابعاً‪ :‬صفات البحث العلمي الجيد‬
‫ثامنا‪ :‬مسئولية االلتزام بأخالقيات وضوابط البحث العلمي‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أعد هذا الفصل أ‪.‬م‪ .‬د‪ /‬محمد عبد العال عبدالعزيز‪ -‬أستاذ مساعد بقسم التنمية‬
‫الفيوم‪.‬‬ ‫والتخطيط ت كلية الخدمة االجتماعية ‪،‬جامعة‬

‫‪- 237 -‬‬


‫مقدمـة ‪:‬‬
‫إن التقدم العلم يفي شتى العلوم يحتاج إلى قيم وأخالقيات في شكل ميثاق ودليل‬
‫أساسا ألعضاء هيئة التدريس للوقوف مع النفس في لحظة صدق‬
‫ومرشدا و ً‬
‫ً‬ ‫مرجعا‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫أو لحظات قناعة حقيقية ‪ ،‬وذلك ضرورة حتمية من ضرورات نجاح المؤسسات‬
‫وعالما بارًعا بدون مصداقية ‪ ،‬فاألخالق والصدق أساس‬
‫ً‬ ‫مبدعا‬
‫ً‬ ‫الجامعية ‪ ،‬فلم نجد‬
‫النجاح ‪ ،‬والنجاح العلمي أساس تقدم األمم ‪ ،‬وهذا ما يحتاج إليه الوطن من تكاتف كل‬
‫المبدعين والعلماء بالعمل الجاد بكل الشفافية والمصداقية واألخالق الحميدة ‪.‬‬

‫كما يعد البحث العلمي من أهم الواجبات الملقاة على عاتق الجامعات من خالل‬
‫األقسام العلمية والمراكز البحثية والمختبرات التخصصية فيها‪ ،‬إضافة إلى دورها في‬
‫تأهيل الكوادر العلمية للنهوض بالمجتمع ‪ ،‬فالجامعات عيون على المجتمع لتشخيص‬
‫مواطن الخلل وجذور المشاكل التي يعانى منها ‪ ،‬وبالتالي وضع السبل والخطط‬
‫لدراستها وايجاد الحلول الناجعة لها ‪.‬‬

‫ُيزاد على ذلك اتساع رقعة البحث العلمي وتناوله مجاالت لم يسبق للعلم أن طرقها‬
‫من قبل ‪ ،‬وما كان المجتمع ينظر إليها من قبل على أنه من مجال الخيال العلمي‬
‫وأصبح اآلن في متناول الواقع ‪ ،‬ومن ثم أصبح على المجتمع أن يتعامل معه من‬
‫خالل قيم وضوابط جديدة ‪.‬‬

‫‪- 238 -‬‬


‫أوالً‪ :‬البحث العلمي واألخالق‬
‫أوالً‪ :‬ماهية األخالق ؟األخالقيات هي المبادئ األساسية التي تقوم عليها القوانين‬
‫واألعراف وفقا للقواعد المعمول بها التي تلتزم بها الفئات المهنية المتخصصة‪.‬‬

‫وهي قواعد بناءة لضبط السلوك‪ ،‬وتستهدف تحديد األفعال والعالقات‬


‫والسياسات التي ينبغي اعتبارها صحيحة أو خاطئة‪.‬‬

‫كما أنها‪ :‬ما يجب عليك أن تفعله ‪ ،‬وبتحديد أكثر أن تعرف ما التصرف الصحيح‬
‫وما التصرف الخاطئ " ‪.‬‬

‫*تعريف " االلتزام األخالقي " ‪ :‬توعي المعلم بحجم ونوع اآلثار الخلقية‬
‫لتصرفاته لخلق البيئة األخالقية المالئمة لاللتزام الخلقي وتطوره سواء على‬
‫مستوى الفرد أو الجماعة‬

‫*تعريف أخالق المهنة ‪ ":‬هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير‬


‫مرجعا يوجه سلوكهم في أثناء‬
‫ً‬ ‫الرسمية التي يستخدمها أعضاء هيئة التدريس‬
‫أدائهم لوظائفهم وتستخدمها اإلدارة والمجتمع للحكم على التزامهم " ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مصادر المبادئ األخالقيـة ‪ :‬تستمد المصادر األخالقية من مصدرين‬


‫رئيسين‪:‬‬

‫المصدر األول ‪ :‬القيم اإلنسانية األساسية المنبثقة من الديانات السماوية ‪.‬‬

‫" إنما بعثت ألتمم مكارم األخالق "‪ " ،‬وانك لعلى خلق عظيم " ( سورة القلم‬
‫اآلية ‪. ) 4‬‬

‫المصدر الثاني ‪ :‬الثقافة السائدة في المجتمع وما يفعله اآلخرون ‪ ،‬وما يشاهده‬
‫عضو هيئة التدريس في سلوكيات اآلخرين ( وبخاصة من هم في موقع السلطة أو القوة‬
‫) فال شك أنه سيكون مقياساً للحكم على البدائل السلوكية الممكنة أو المرفوضة ‪.‬‬

‫‪- 239 -‬‬


‫ثالثا‪ :‬أهميــة االلتزام األخالقي ‪:‬‬

‫‪ ‬التزام أعضاء هيئة التدريس باألخالق في العمل يسهم بشكل إيجابي‬


‫في االرتقاء بالمستوى العلمي‪ ،‬إ حذ تسود العدالة ويتمتع األعضاء بتكافؤ‬
‫الفرص‪ ،‬وتقل الممارسات غير العادلة وبخاصة فيما يتعلق بإجراءات الترقي‬
‫والحوافز والمكافآت ‪...‬وغيرها ‪.‬‬

‫‪ ‬التزام الجميع بأخالقيات العمل يسهم في خلق البيئة المالئمة للتنافس‬


‫الشريف بين أعضاء هيئة التدريس فيما يتعلق بالبحث العلمي ‪ ،‬وزيادة إنتاجهم‬
‫العلمي من الكتب والمراجع العلمية ‪ ،‬مما ينعكس أثرة في االرتقاء بالمستوى‬
‫العلمي للطالب(كمخرجات)‪ ،‬ويتيح فرص التفوق واكتساب ميزة التنافس‬
‫بتخريج طالب متميزين وفقاً لمتطلبات سوق العمل ‪ ،‬ويتمتعون باألخالق‬
‫راقية‪،‬‬ ‫علمية‬ ‫وبمؤهالت‬ ‫الكريمة‬
‫ويتمسكون بالمواثيق األخالقية سواء على المستوى اإلقليمي أو العالمي‬

‫تطبيق آليات ضوابط وأخالقيات الميثاق األخالقي يدعم اإلحساس‬ ‫‪‬‬

‫بالرضا والمصداقية في نزاهة وشفافية اإلدارة والقيادات األكاديمية ‪ ،‬ويسهم في‬


‫خلق الثقة بالنفس بين الجميع واشاعة جو من االستقرار والقناعة طالما تتحقق‬
‫العدالة والقانون في جميع التعامالت ‪ ،‬فاألخالق ضرورة من ضرورات الحياة‬
‫المتحضرة ومطلب أساسي لتنظيم مجتمع الجامعة وخاصة في مجال البحث‬
‫العلمي‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬لماذا نهتم باألخالق في الجامعة ؟‬

‫الجامعة منظومة أخالقية تعنى بالبناء العلمي واألخالقي للطالب ومن غير‬
‫المعقول أن تنجح الجامعة في تخريج الكوادر واجراء البحوث من غير أن يتجه سلوك‬
‫أساتذتها وطالبها إلى السلوكيات األخالقية الحميدة واإليجابية ‪ ،‬لذلك نجد أن االهتمام‬
‫باألخالق داخل الحرم الجامعي يسهم في ‪ :‬ت‬

‫‪- 241 -‬‬


‫& تحسين المجتمع الجامعي ككل ‪.‬‬

‫‪ ‬شيوع الشعور بالرضا االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ ‬إتمام العمل بكفاءة تشعر الطالب واألساتذة بالثقة بالنفس ‪.‬‬

‫‪ ‬االلتزام األخالقي بالجامعة يؤمنها ضد المخاطر بدرجة كبيرة ‪.‬‬

‫‪ ‬االلتزام بأخالقيات العمل يدعم عدداً من البرامج األخرى مثل ( برامج الجودة‬
‫الشاملة‪ ،‬برامج التخطيط االستراتيجي ‪ ،‬برنامج التنمية البشرية‪.‬‬

‫‪ ‬االلتزام بمواثيق أخالقية صارمة يدفع المتعاملين إلى اللجوء في تعامالتهم إلى‬
‫الجهات الملتزمة أخالقياً ‪ ،‬فالممارسة الجيدة تطرد الممارسة السيئة من ساحة‬
‫العمل ‪.‬‬

‫‪ ‬التمسك باألخالقيات في الجامعة يخلق بيئة مناسبة للعمل بروح الفريق مما‬
‫يؤدى إلى زيادة الدافعية للتقدم والرقى في مجال البحث العلمي ‪.‬‬

‫‪ ‬حرص الكليات على وجود ميثاق أخالقي بها هو دليل يسترشد به الجميع عند‬
‫ظهور خالفات حول سلوك معين ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المبادئ األخالقية األربعة في البحث العلمي ‪ :‬ــ‬

‫هناك أربع مبادئ أخالقية رئيسة يجب االلتزام بها عند القيام بالبحث العلمي‬
‫وهى ‪ :‬ـ‬

‫‪ .1‬احترام األفراد ويتفرع منه احترام استقالل ذوي األهلية ‪ ،‬وحماية غير‬
‫القادرين على االستقالل بأنفسهم ‪.‬‬

‫‪ .2‬المنفعة والتي تشمل واجب الخير ‪.‬‬

‫‪ .3‬االمتناع عن إحداث الضرر ‪ ،‬أو االلتزام بعدم الضرر ‪.‬‬

‫‪- 241 -‬‬


‫‪ .4‬العدالة وهذا المبدأ األخير هو الذى يزعم القانون تحقيقه في المقام‬
‫األول ‪ ،‬إال أن القانون استخدم تاريخياً وفى األزمنة الحديثة ليس فقط من أجل‬
‫حماية العدالة‪ ،‬بل كذلك لحماية احترام األشخاص ومنع حدوث الضرر‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬الضوابط واالعتبارات األخالقية في تنفيذ البحث العلمي ‪ :‬ــ‬

‫إن عملية البحث العلمي تمر بعدة مراحل قبل أن يخرج البحث من طور الفكرة إلى‬
‫حيز النشر والتنفيذ‪ ،‬وهذه الخطوات هي ‪ :‬ت‬

‫‪ .1‬اختيار موضوع البحث ‪.‬‬

‫‪ .2‬تقييم البحث العلمي ‪.‬‬

‫تنفيذ البحث ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪ .4‬تقرير البحث العلمي ونشر معلوماته واستخدام نتائجه في التطبيق‬


‫العملي ‪.‬‬

‫وفى جميع هذه الخطوات البد أن تراعى النواحي األخالقية في البحث العلمي ‪،‬‬
‫وال يكفى أبداً أن تراعى القواعد األخالقية في مرحلة من مراحل البحث العلمي ونهملها‬
‫في مرحلة أخرى ‪ ،‬واالّ أصبح البحث غير أخالقي ‪ ،‬فقد يصمم البحث تصميماً جيداً‬
‫من النواحي األخالقية العملية ‪ ،‬ولكن عند تنفيذ البحث قد ال تتبع الضوابط التي‬
‫وضعت عند تصميم البحث ‪ ،‬وفى مثل هذه األحوال يصبح البحث غير أخالقي ‪ُ ،‬يزاد‬
‫على ذلك أن البحث األخالقي في فكرته وتصميمه وتنفيذه قد يصبح غير أخالقي إذا‬
‫لم يراع الباحث الضوابط األخالقية عند نشر تقرير البحث‪ ،‬واستخدام نتائجه في‬
‫التطبيق العملي ‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من االعتبارات أخالقية أخرى يمكن عرضها فيما يلى‪:‬‬
‫تعتقتتد بعتتض المؤسستتات أن إج تراء استتتبيان علتتى مجموعتتة متتن الطلبتتة بالمتتدارس أو‬
‫المؤسسات تعليمية الستطالع رأيهم بموضوع ما ال يشترط الحصول على موافقة مستبقة‬

‫‪- 242 -‬‬


‫متتن ه تؤالء إذ ال يترتتتب علتتى إج تراء مثتتل هتتذا المستتح اإلحصتتائي أي ضتتر أو خطتتر قتتد‬
‫يلحق بهم وخاصة عندما‪:‬‬

‫‪ ‬يكون المستجيب على علم فعلياً وواقعياً بالبحث الجاري‪.‬‬

‫‪ ‬إذا أخبر الطالب أو المستجيب بأن هذا المسح اإلحصائي يعد جزءاً ال‬
‫يتج أز من عملية التقييم لنتائجه النهائية‪.‬‬

‫‪ ‬أو إذا علتتم بتتأن نتتتائج هتتذا التحليتتل والمستتح اإلحصتتائي لتتن تختترج عتتن‬
‫جدران الفصل الدراسي‪.‬‬

‫‪ ‬ضت تترورة التت تتذكير المست تتتمر للمست تتتجيبين بت تتان مست تتاهمتهم أو مشت تتاركتهم‬
‫بالبحث تطوعية بدون جبر من أحد عليهم‪.‬‬

‫‪ ‬عتتدم التطتترق لجمتتع أي بيانتتات حساستتة للمستتتجيب قتتد تستتبب فيمتتا بعتتد‬
‫ضر اًر معنوياً أو جسدياً‪.‬‬

‫‪ ‬أن يص ت تتمم االس ت تتتبيان بطريق ت تتة عمي ت تتاء ال توض ت تتع بيان ت تتات المس ت تتتجيب‬
‫الشخصية إذا حاول البعض التعرف أو الوصول لهذه البيانات‪.‬‬

‫م تتا نخل تتص إلي تته هن تتا أن ثم تتة د ارس تتات وبح تتوث ق تتد تس تتتلزم ب تتدورها مع تتايير أخالقي تتة‬
‫خاصة‪ ،‬فمثالً‪ ،‬ومع التوسع فتي استتخدام المستوح اإلحصتائية متن ختالل شتبكة اإلنترنتت‬
‫أضتتحى متتن الصتتعوبة بمكتتان التواصتتل أو االتصتتال بالمستتتجيبين التتذي ينتشتترون بطتتول‬
‫العالم وعرضه‪ ،‬فالمالحظ حالياً أن الكثير من المؤسسات البحثية على المستوى العالمي‬
‫تق تتوم باس تتتغالل قت توائم األس تتماء للبري تتد اإللكترون تتي ف تتي إرس تتال اس تتتبيانات واجت تراء مس تتوح‬
‫إحصتتائية حيتتال قضتتايا وموضتتوعات محتتددة يتترى الكثيتترون أن مثتتل هتتذه الطريقتتة التتتي‬
‫تعتبتتر عتتدواناً علتتى خصوصتتية المستتتجيب تنتهتتك حتتق أصتتيالً لتته فتتي الموافقتتة المستتبقة‬
‫عل ت تتى ال ت تتدخول أو المش ت تتاركة بمث ت تتل ه ت تتذه البح ت تتوث وتت ت تتيح التقني ت تتات الحديث ت تتة لإلنترن ت تتت‬
‫واالتصتتاالت إمكانيتتة التتتخلص متتن هتتذه الرستتائل المزعجتتة بستتهولة لكتتن تظتتل المشتتكلة‬
‫كامنة في استغالل بيانات أو عنتاوين بريديتة إلكترونيتة متن قبتل الشتركات المنظمتة لهتذه‬

‫‪- 243 -‬‬


‫الخدمات دون الرجوع للحصول على موافقة من أصحابها هتي متن أهتم المشتكالت التتي‬
‫ترتبط بانتهاك الخصوصية وسرية البيانات على شبكة اإلنترنت‪.‬‬

‫"أنظ تتر ف تتي ذل تتك د ارس تتات الرابط تتة األمريكي تتة للتق تتدم العلم تتي وتقاريره تتا ح تتول‬
‫أخالقيتتات البحتتث العلمتتي علتتى شتتبكة اإلنترنتتت وبخاصتتة أعمتتال ومستتاهمات كتتال متتن‬
‫"سيلنج & فرانكلين ‪" 1111‬ولكتن متا يميتز هتذه البحتوث التتي تتتم عبتر شتبكة اإلنترنتت‬
‫أنها غالباً ما تقلص بشدة من كمية أو بينت هذه التقارير أن دائمتاً وأبتداً ستتظل البحتوث‬
‫التي تتم عبر اإلنترنت وغيرها غير مجانية ودائماً تستهدف إعالء قيمة أو تأكيد فرضية‬
‫مح تتددة أو الت تترويج لفك تتر م تتا عل تتى حس تتاب أفك تتار أخ تترى ولك تتن وبص تتفة عام تتة نج تتد أن‬
‫الخصوصت تتية والحص ت تتول عل ت تتى الموافق ت تتة المس ت تتبقة إلج ت تراء البح ت تتث ت ت تتزل قض ت تتية ش ت تتائكة‬
‫وتس تتتدعي ض تترورة وج تتود مع تتايير أخالقي تتة مرن تتة تتقب تتل المتغيت ترات واألوض تتاع الجدي تتدة‬
‫(مرونة مفهوم الخصوصية عبر اإلنترنت وصعوبة الحفاظ على سرية البيانات التي يتتم‬
‫تخزينها بصورة رقمية)‪.‬‬

‫وقتد ذكرنتا بفصتول ستابقة أنته متتن الضتروري وجتود معتايير أو مبتادئ أخالقيتة عامتتة‬
‫يتقيد بها الباحثون وان كان من الممكن أيضاً أن يكون لكل منظمة بحثية أو لكل منهج‬
‫بحثي المعايير األخالقية الخاصة به والتي ال يجب بأي حتال متن األحتوال أن تتعتارض‬
‫مع المعايير واإلرشادات األخالقية العالمية المتفق عليها مثالً وفيما يتعلق باإلحصاءات‬
‫الخاصة بالبحوث الكمية مثالً‪ ،‬يجب على الباحث مراعاة اآلتي‪:‬‬

‫‪ -‬توضيح الخطوط الفاصلة بين البحث العلمتي وغيتر العلمتي فيمتا يتعلتق‬
‫بالبيانتتات الواجتتب الحصتتول عليهتتا‪ ،‬أي أن يتتدرك جيتتداً كيفيتتة توظيتتف البيانتتات‬
‫المجمعة بالبحث الدائر‪.‬‬

‫‪ -‬ضتترورة لفتتت نظتتر المستتتجيب لالستتتبيان متتثالً بتتأن التحليتتل اإلحصتتائي‬


‫لهت تتذه البيانت تتات الت تتواردة بصت تتلب االست تتتبيان تمثت تتل ضت تترورة ومكت تتون هت تتام وحيت تتوي‬
‫بالبحث‪.‬‬

‫‪- 244 -‬‬


‫‪ -‬االستتتعداد لتصتتحيح أي خطتتأ قتتد يقتتع بعمليتتة الحصتتول علتتى البيانتتات‬
‫الالزمة للبحث من المستجيبين وتوجيه هذه العملية التجاه البحث فقط‪.‬‬

‫‪ -‬المحافظة على سرية البيانات المجمعة مع تضتييق نطتاق الوصتول لهتا‬


‫إال على فريق البحث الموثوق فيهم فقط‪.‬‬

‫‪ -‬التربط بتتين النقتتد وبتتين االستتتبيان فقتتد دون التعتترض لجوانتتب أو الستتمات‬
‫الشخصية للمستجيب‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬صفات البحث الجيد‬


‫ينبغتي أن تتتوفر فتي البحتث الجيتد مجموعتة متن الشتروط والمستتلزمات البحثيتة‬
‫األساسية‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪( -4‬العنـوان الواضـي والشـامل للبحـث (‪:‬إن االختيتار المناستب لعنتوان البحتث أو‬
‫الرسالة أمر ضروري للتعريف بالبحث منذ الوهلة األولى لقراءته من قبتل اآلخترين‪،‬‬
‫وينبغي أن تتوفر ثالث سمات رئيسة في العنوان‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫أ ‪-‬الشـمولية ‪:‬أي أن يشتمل العنتوان بعب ارتته المجتال التدقيق المحتدد للموضتوع‬
‫البحثي‬

‫ب ‪-‬الوضـوح ‪:‬يجتب أن تكتون مصتطلحات العنتوان وعبا ارتته المستتخدمة‬


‫واضحة‬

‫ج‪-‬الداللة ‪:‬أي أن يكون العنوان شتامال لموضتوع البحتث ودا ًً ال عليته داللتة‬
‫واضحة وبعيدا عن العموميات‪.‬‬

‫‪). -0‬تخطيط حدود البحث ‪:‬ضرورة صياغة موضوع البحث ضمن حتدود‬
‫موضوعية وزمنية ومكانية واضحة المعالم‪ ،‬وتجنتب التختبط والمتاهتة فتي أمتور‬
‫ال تختص موضتوع البحتث‪ ،‬ألن الختوض فتي العموميتات غيتر محتددة المعتالم‬
‫واألهداف تبعد الباحث عن البحث بعمق بموضوع‬

‫‪- 245 -‬‬


‫‪ -‬بحثه المنصوص عليه في العنوان‪.‬‬

‫‪. 2 -‬اإللمـام الكـافي بموضـوع البحـث ‪:‬يجتب أن يتناستب البحتث‬


‫وموضوعه مع إمكانيات الباحث الذي يجب أن يكون ملما بشكل وافتي بمجتال‬
‫موضتوع البحتث نتيجتة لخبرتته أو تخصصته فتي مجتال البحتث‪ ،‬أو لقراءاتته‬
‫الواسعة والمتعمقة‪.‬‬

‫‪. 1 -‬توفر الوقت الكافي للباحـث ‪:‬ضترورة التقيتد بتالفترة الزمنيتة إلنجتاز‬
‫البحتث‪ ،‬علتى أن يتناستب الوقتت المحتدد للبحتث أو الرستالة متع حتدود البحتث‬
‫الموضتوعية والمكانيتة ‪.‬فمتثال أن معظتم بحتوث الماجستتير والتدكتوراة تتطلتب‬
‫تفرغا تاما إلنجازها ‪.‬عموما الباحث الجيد عادة يعمل على‪:‬‬

‫‪ -‬أ‪ -‬تخصيص ساعات كافية من وقته لمتابعة وتنفيذ البحث‬

‫‪ -‬ب‪ -‬برمجتة هتذه الستاعات وتوزيعهتا علتى م ارحتل وخطتوات البحتث‬


‫المختلفة بشكل يكفل إنجاز البحث بالشكل الصحيح‪.‬‬

‫‪ -1‬اإلسـناد ‪:‬ضترورة اعتمتاد الباحتث فتي كتابتة بحثته علتى الد ارستات الستابقة‬
‫واآلراء األصتلية المستندة‪ ،‬وأن يكتون دقيقتا فتي سترد النصتوص وارجاعهتا‬
‫لكاتبهتا األصتلي‪ ،‬واالطتالع علتى اآلراء واألفكتار المختلفتة المتتوفرة فتي‬
‫مجال البحث ‪.‬فاألمانة العلمية باالقتباس ونقلها أمر في غاية األهمية في‬
‫كتابة البحوث‪ ،‬وترتكز األمانة العلميتة فتي البحتث علتى جتانبين أساستين‪،‬‬
‫وهما‪:‬‬

‫أ ‪.‬اإلشتارة إلتى المصتدر أو المصتادر التتي استتقي الباحتث منهتا معلوماتته‬


‫وأفكاره‪ ،‬مع ذكر البيانات األساستية الكاملتة للمصتدر كعنتوان المصتدر‪ ،‬والستنة‬
‫التي نشتر فيهتا‪ ،‬والمؤلتف أو المؤلفتون‪ ،‬والناشتر‪ ،‬والمكتان‪ ،‬ورقتم المجلتد‪ ،‬وعتدد‬
‫الصفحات‪.‬‬

‫‪- 246 -‬‬


‫ب ‪.‬التأكد من عدم تشويه األفكار واآلراء المنقولة من المصادر‪ ،‬فعلى الباحث‬
‫أن يذكر الفكرة أو المعلومة التي قد استفاد منها بذات المعنى الذي وردت فيه‪.‬‬

‫ج ‪).‬وضـوح األسـلوب ‪:‬يجتب أن يكتون البحتث الجيتد مكتتوب بأستلوب واضتح‪،‬‬


‫ومقتروء‪ ،‬ومشتوق‪ ،‬متع م ارعتاة الستالمة اللغويتة‪ ،‬وان تكتون المصتطلحات المستتخدمة‬
‫موحدة في متن البحث‪.‬‬

‫د‪ -‬التـرابط بـين أجـزاء البحـث ‪:‬ضترورة تترابط أقستام البحتث وأجتزاءه المختلفتة‬
‫وانستجامها‪ ،‬كمتا يجتب أن يكتون هنتاك تترابط تسلستل منطقتي‪ ،‬وتتاريخي أو موضتوعي‪،‬‬
‫يتربط الفصتول متا بينهتا‪ ،‬ويكتون هنتاك أيضتا تترابط وتسلستل فتي المعلومتات متا بتين‬
‫الفصول‪.‬‬

‫هـــ اإلسهام واإلضافة إلى المعرفة في مجال تخصص الباحـث ‪:‬الباحتث الجيتد هتو‬
‫التذي يبتدأ متن حيتث أنتهتي اآلخترون بغترض مواصتلة المستيرة البحثيتة واضتافة‬
‫معلومات جديدة في نفس المجال‪.‬‬

‫و‪. -‬توفر المصادر والمعلومات عن موضوع البحث ‪:‬ضرورة توفر معلومات كافيتة‬
‫ومصادر وافية عن مجال موضوع البحث‪ ،‬وقد تكون هذه المصادر مكتوبة أو مطبوعة‬
‫أو اإللكترونية متوفرة في المكتبات أو مراكز المعلومات أو اإلنترنت‪.‬‬

‫صفات الباحث الجيد‬


‫‪-1‬ينبغتي أن تتتوفر بعتض الستمات فتي الباحتث العلمتي كتي يكتون ناجحتا فتي إنجتاز‬
‫بحثه واعداده وكتابته بشكل جيد‪ ،‬ومن أهم هذه السمات ما يلي‪:‬‬

‫‪. -0‬توفر الرغبة في موضوع البحث ‪ :‬تعتبر رغبة الباحث في مجال وموضوع البحث‬
‫وميلته نحتوه عامتل مهتم فتي إنجتاح عملته وبحثته ‪.‬فالرغبتة الشخصتية دائمتا هتي عامتل‬
‫مساعد ودافع فعال يؤدي للنجاح‪.‬‬

‫‪- 247 -‬‬


‫‪. -2‬القابليـة علـى التحمـل والصـبر‪ :‬الباحتث النتاجح بحاجته إلتى تحمتل المشتاق فتي‬
‫التفتيش المستمر والمضني والطويل أحيانا عتن مصتادر المعلومتات المناستبة والتعتايش‬
‫معها بذكاء وصبر وتأني‪.‬‬

‫‪. -1‬التواضـع ‪ :‬يجتب أن يتصتف الباحتث العلمتي بالتواضتع مهمتا وصتل إلتى مرتبتة‬
‫متقدمتة فتي علمته وبحثته ومعرفتته فتي مجتال وموضتوع محتدد‪ ،‬فانته يبقتى بحاجته إلتى‬
‫االستتزادة متن العلتم والمعرفتة‪ ،‬لتذا فانته يحتتاج إلتى التواضتع أمتام نتاجتات وأعمتال‬
‫اآلخرين‪ ،‬وعدم استخدام عبتارة" أنتا "فتي الكتابتة‪ ،‬أي أن ال يتذكر وجتدت أو عملتت‪ ،‬بتل‬
‫يستخدم عبارة وجد الباحث أو عمل الباحث‪ ،‬وهكذا بالنسبة للعبارات المشابهة األخرى‪.‬‬

‫‪ -5‬التركيز وقوة المالحظة‪ :‬يجتب أن يكتون الباحتث الجيتد يقظًتا عنتد تحليتل معلوماتته‬
‫وتفستيرها وأن يتجنتب االجتهتادات الخاطئتة فتي شترحه المعلومتات التتي يستتخدمها‬
‫ومعانيهتا ‪.‬لتذا فإنته يحتتاج إلتى التركيتز وصتفاء التذهن عنتد الكتابتة والبحتث‪ ،‬وأن يهيتئ‬
‫لنفسه مثل هذه المواصفات مهما كانت مشاغله الوظيفية أو اليومية وطبيعة عمله‪.‬‬

‫‪ -6‬قدرة الباحث على إنجاز البحث‪ :‬يجب أن يكون الباحث قادر على البحث والتحليل‬
‫والعرض بالشكل المناسب ألن تطوير قابليات الباحث ومنهجين أمر مهم بحيث يتمكن‬
‫من التعمق في تفسير وتحليل المعلومات الكافية المجمعة لديه‪.‬‬

‫منظما متن ختالل عملته متن حيتث تنظتيم‬


‫ً‬ ‫‪ -7‬الباحث المنظم ‪ :‬يجب أن يكون الباحث‬
‫ساعاته وأوقاته وتنظيم وترتيتب معلوماتته المجمعتة بشتكل منطقتي وعملتي بحيتث يستهل‬
‫مراجعتهتا ومتابعتهتا وربطهتا متع بعتض بشتكل منطقتي ‪.‬والتنظتيم لته متردود كبيتر علتى‬
‫إنجاح عمل الباحث واختصار واستثمار الوقت المتاح‪.‬‬

‫توعيا فتتي كتابتتته وبحثتته‪ ،‬وهتتذا‬


‫‪ -8‬الموضــوعية‪:‬يجتتب أن يكتتون الباحتتث النتتاجح موضت ً‬
‫يتطلب في االبتعاد عن العاطفة المجردة من البحث من اجل الوصول إلى الحقائق‪ ،‬أي‬
‫يج تتب أن يبتع تتد ع تتن إعط تتاء أراء شخص تتيه أو معلوم تتات غي تتر مع تتززه ب تتاآلراء المعتم تتدة‬
‫والشواهد المقبول‬

‫‪- 248 -‬‬


‫سابعاً‪ :‬األخطاء يقع فيها الباحث خالل مراحل إجراءات البحث العلمي ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬ــ األخطاء عند اختيار مشكلة البحث ‪ :‬ــ‬

‫اختيار موضوع البحث العلمي أو مشكلة البحث بشكل عشوائي‪ ،‬وبمجرد أن‬ ‫‪‬‬
‫تخطر على بال الباحث للوهلة األولى‪ ،‬أو يقترح له من غير تعمق في أهميتها أو‬
‫اتفاقها مع قدراته وطموحاته المستقبلية ‪ ،‬قد تؤدي إلى أبحاث ليست ذات قيمة علمية‪،‬‬
‫ومتسرعة ‪ ،‬بل يجب على الباحث أن يراجع ويطلع على المجالت العلمية ‪ ،‬وشبكة‬
‫اإلنترنت ‪ ،‬والنشرات والدوريات العلمية في مجال تخصصه ليستطيع التوصل باقتدار‬
‫إلى فكرة البحث التي ال تتعارض مع القيم األخالقية والثقافية والدينية للمجتمع ‪ ،‬وأن‬
‫يتعمق في مراجعة التراث الفكري للموضوع ‪.‬‬

‫قد يختار الباحث فروضا أو تساؤالت غير قابلة للقياس ‪ ،‬مما يؤدى إلى إغفال‬ ‫‪‬‬
‫مقصود أو غير مقصود لعامل أو جانب مهم في البحث ‪.‬‬

‫التساهل في تطوير خطة ممكنة مدروسة للبحث ‪ ،‬فيفقد الباحث بذلك أداة‬ ‫‪‬‬
‫منظمة موجهة للمسئوليات المقررة للحصول على الحلول المرجوة لمشكلته ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬أخطاء مراجعة الدراسات واألبحاث السابقة ( المرتبطة بموضوع البحث) ‪:‬‬

‫سرعة إجراء مراجعة للدراسات واألبحاث السابقة ‪ ،‬قد تؤدى بالباحث إلى أن‬ ‫‪‬‬
‫يتجاوز في نتائج البحث عن بعض المعلومات المهمة لبحثة ‪ ،‬أو يؤدى به لبحث‬
‫مشكلة مدروسة للتو ‪.‬‬

‫عدم إجراء دراسة كافية باالطالع على مزيد من البحوث المرتبطة ‪ ،‬واالعتماد‬ ‫‪‬‬
‫على المصادر الثانوية بدرجة كبيرة ‪ ،‬أو االكتفاء بملخصات األبحاث فقط ‪.‬‬

‫التركيز على نتائج الدراسات السابقة دون طرقها وقياساتها وأساليب معالجتها‬ ‫‪‬‬
‫للبيانات‪ ،‬مما قد يؤدى إلى أن يفقد الباحث بعض المعلومات ‪ ،‬أو األفكار الموجهة‬
‫ألدوات واجراءات وطرق بحثه‪.‬‬

‫‪- 249 -‬‬


‫‪ ‬عدم الدقة أو الخطأ في كتابة أسماء الباحثين الذين أعدوا الدراسات واألبحاث‬
‫السابقة للبحث ‪ ،‬أو إغفال سنوات إعدادها ‪ ،‬ويدخل هذا الخطأ ضمن‬
‫أخالقيات البحث العلمي ‪،‬إذ يجب أال ينقل الباحث أي فكرة أو نتيجة‬
‫معلومة دون اإلشارة إلى المرجع الذى اقتبس أو نقل منه المعلومة للتأكد‬
‫من مصداقيتها ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أخطاء منهجية البحث ‪ :‬ـ‬


‫التهاون في اقتراح منهجية متكاملة تأخذ بعين االعتبار كافة خطوات البحث‬ ‫‪‬‬
‫العلمي وما يتطلبه كل منها من تنفيذ وأدوات وقياسات ومعالجة إحصائية وتفسير‬
‫للنتائج ‪ ،‬مما قد يؤدى إلى البطء في إنجاز البحث وتخبط عملياته أو انحرافه عن‬
‫الهدف الموضوع من أجله ‪.‬‬

‫اإلهمال في توصيف دقيق لمواد البحث األمر الذى يؤدى الختيار عينات‬ ‫‪‬‬
‫وبيانات قد ال تمثل بالكامل مشكلة البحث المراد حلها ‪.‬‬

‫استخدام أعداد قليلة لعينة البحث مما يعطى بيانات غير ذات قيمة علمية أو‬ ‫‪‬‬
‫تطبيقية عامة ‪.‬‬

‫استعمال أدوات وقياسات وأساليب غير مالئمة لطبيعة عينة البحث ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫باإلضافة إلى عدم معرفة الباحث لكيفية استخدام أدوات القياس فيؤدي ذلك إلى‬
‫الحصول على نتائج غير دقيقة ‪.‬‬
‫رابعاً ‪ :‬أخطاء جمع البيانات ‪ :‬ــ هناك مجموعة من األخطاء التي يمكن‬
‫أن يقع فيها الباحث عن محاولته إج ارء البحث العلمي يمكن تحديدها فيما‬
‫يلى‪:‬ت ت ت‬
‫‪ ‬االفتقار إلى األلفة بين الباحث وأفراد عينة البحث قد يؤثر بشكل مباشر في‬
‫صالحية إجراءات تنفيذ البحث والقياسات والحصول على بيانات محكمة‬
‫ودقيقة ‪.‬‬

‫‪- 251 -‬‬


‫قد يلجأ الباحث إلى تعديل بيئة البحث أو عوامل البحث تسهيالً للحصول على‬ ‫‪‬‬
‫البيانات المطلوبة مشوهاً بذلك طبيعة حدوث النتائج بالصيغة التي قصدها البحث‬
‫أساساً ‪.‬‬
‫استخدام أدوات غير صالحة للقياس مما يعطى نتائج خاطئة أو استخدام أدوات‬ ‫‪‬‬
‫ال يستطيع الباحث تشغيلها بطريقة صحيحة لعدم كفاءته العلمية أو الوظيفية‪ ،‬فيكون‬
‫الوصول إلى نتائج غير دقيقة وال تتناسب مع أخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬
‫خامساً ‪ :‬أخطاء التحليل اإلحصائي ‪ :‬ــ‬
‫االكتفاء بتقرير الحقائق دون دمجها معاً‪ ،‬وصياغة استنتاجات غير منطقية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تفسير النتائج بشكل غير منطقي وناقص ‪،‬أو وفقا ألهواء الباحث وميوله‬ ‫‪‬‬
‫الشخصية مما يفقد البحث مصداقيته في تحقيق الهدف الذى وضع من‬
‫أجله‬
‫نتائج البحث وتفسيرها ‪:‬‬ ‫سادساً ‪ :‬أخطاء فى عر‬
‫يؤدى إهمال الباحث لتجميع األفكار والبيانات والمالحظات التي تتوافر في‬ ‫‪‬‬
‫أثناء تنفيذ إجراءات البحث إلى فقدان الباحث لها نتيجة عامل النسيان غالباً ‪ ،‬لذا‬
‫تظهر الحاجة ماسة إليها خالل عرض وتفسير نتائج البحث ‪.‬‬

‫يجب أن يكون البحث أخالقياً في تصميمه وتفسير نتائجه أي يكون سليماً من‬ ‫‪‬‬
‫الناحية العلمية واألخالقية ( حجم العينة ٍ‬
‫كاف إلعطاء نتائج دقيقة ومعالجتها إحصائياً‬
‫‪ ،‬الدقة في األدوات واألجهزة المستخدمة ‪ ،‬كتابة المراجع العلمية التي تم االستعانة بها‬
‫بكل المصداقية ‪ ....‬ال )‪.‬‬

‫تقديم فقرة أو فصل من الدراسات واألبحاث السابقة بصيغ وجمل مشتتة ‪ ،‬ويقدم‬ ‫‪‬‬
‫الباحث في كل منها معلومات غير مهمة في بعض األحيان دون دمجها معاً بأسلوب‬
‫منطقي مفيد يتعلق بموضوع البحث ‪.‬‬

‫‪- 251 -‬‬


‫استعمال االقتباس الحرفي بكثرة ودون مناسبة أحياناً مع عدم ذكر المؤلف‬ ‫‪‬‬
‫الحقيقي الذى تنسب إليه المعلومات المقتبسة ‪ ،‬يتنافى مع حقوق الملكية الفكرية‪،‬‬
‫ويعرض الباحث للمساءلة القانونية ‪.‬‬

‫إهمال لغة ودقة وتسلسل عبارات وفقر ٍ‬


‫ات عند تفسير وتحليل البيانات ونتائج‬ ‫‪‬‬
‫البحث أو استخالص النتائج المالئمة أو التهاون في كتابة المراجع العلمية بطريقة‬
‫سليمة ‪ ،‬واغفال أحد أسماء المؤلفين يتعارض مع أخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬

‫إغفال وصف أو أكثر جزئياً أو كلياً يخص البحث ‪ ،‬كما يالحظ في عرض‬ ‫‪‬‬
‫مشكلة البحث وما يتبعها عادة من خلفية وأهداف وأسئلة وفروض ‪ ،‬أو في كتابة‬
‫منهجية البحث بمكوناتها العلمية واإلحصائية المتنوعة ‪ ،‬أو في تحليل وتفسير البيانات‬
‫واستخالص االستنتاجات المناسبة أو تعريف مصطلحات البحث ‪.‬‬

‫سابعاً ‪ :‬ــ اخطاء تقييم البحث ‪ :‬ـــ‬

‫عدم توافر معايير مدروسة للحكم على البحث ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قيام غير المتخصصين في مجال التخصص بتقييم البحث ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫خضوع تقييم األبحاث لاهواء الشخصية والمجامالت‬ ‫‪‬‬

‫ثامنا‪ :‬مسئولية االلتزام بأخالقيات وضوابط البحث العلمي ‪ :‬ــ‬

‫أوال ‪ :‬ــ الباحث العلمي ‪ :‬ــ‬

‫يتحمل الباحث المسئولية الكاملة عن بحثه ‪ ،‬ولذلك يجب أن يكون مدرباً تدريباً جيداً‬
‫على إدراك اإلحساس بإرشادات أخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬

‫‪- 252 -‬‬


‫ثانيا ‪:‬ــ م سسات البحث العلمي ‪:‬‬

‫إن مؤسسة البحث العلمي مسئولة عن النواحي األخالقية في مجال البحوث التي‬
‫تجرى فيها ‪ ،‬والبد أن تراجع البحوث المزمع إجراؤها وتقرها أو ترفضها أخالقياً بوساطة‬
‫اللجان األخالقية ‪ ،‬وتقدم النصح والمشورة للباحثين الذين يقومون بعمل إجراء البحوث‬
‫‪ ،‬وأن تكون هذه اللجان مستقلة تماما عن الباحثين بوساطة لجان األخالقيات قبل‬
‫البد ء في إجراء أي بحث ‪.‬‬

‫محررو المجالت العلمية ‪ :‬ت‬


‫ثالثاً ‪ّ :‬‬
‫ال يجب قبول أو نشر أبحاث ال تتفق مع األخالق المتعارف عليها ‪ ،‬ويجب أن‬
‫يصاحب التقرير العلمي ما يفيد إقرار البحث من لجنة األخالقيات في الجامعة ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬وكاالت التمويل والمنظمات ‪ :‬ال يجب تمويل أي بحث علمي من قبل أي‬
‫وكالة دولية أو قومية إال ًّإذا أبدت بوضوح الجوانب األخالقية للبحث ‪ ،‬وقدمت‬
‫ضمانات مراقبة المبادئ األخالقية للبحث ‪ ،‬وموافقة اللجان األخالقية التي يجرى فيها‬
‫البحث ‪.‬‬

‫أخالقيات الباحث العلمي ‪ :‬ــ‬

‫الباحث والعالم أو األكاديمي مؤتمن على علمه الذى هو هبة من عند اهلل لينتفع به‬
‫الناس ‪ ،‬ال لينتفع به وحده ‪ ،‬وهذا يترتب عليه مسئوليات شتى ‪ ،‬فالباحث يجب أن‬
‫يبحث إلنجاز هدف معين يعود بفائدة للناس ‪ ،‬واال ًّأصبح البحث عبثياً إذا كان‬
‫لغرض البحث فقط أو للترف العلمي ‪ ،‬وهذا يعد هد اًر وتبذي اًر للموارد بدون طائل ‪ ،‬كما‬
‫يجب على الباحث أن يكون أمينا ًًفي نقل المعلومة عن اآلخرين ‪ ،‬وال يبخس أبحاث‬
‫غيره من الباحثين في مجال عمله ‪ ،‬وأن يكون نقده للجهد العلمي لغيره من الباحثين‬
‫نقداً موضوعياً أميناً هادفاً ‪ ،‬ال ألغراض التجريح أو االنتقاص‪.‬‬

‫ابتداء من جمع البيانات أو‬


‫ً‬ ‫وعلى الباحث أيضا أن يكون أميناً في آليات البحث‬
‫االستبيانات مرو اًر بالمعالجة اإلحصائية ‪ ،‬أو غيرها من المعالجات التي يجريها على‬

‫‪- 253 -‬‬


‫البيانات وصوال إلى عرض وتفسير النتائج التي يتوصل إليها الباحث ‪ ،‬وعلى الباحث‬
‫أن يكون حيادياً وال ينحاز ألهوائه الشخصية خالل مراحل البحث ‪ ،‬ألن هذه النتائج قد‬
‫تعتمد من قبل آخرين التخاذ ق اررات أو إنجاز أعمال تمس حياة األفراد ‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫أي خطأ من قبل الباحث سيدفع ثمنه األخرون ‪.‬‬

‫كما يجب أال تكون األهداف المادية والكسب من وراء البحث العلمي ‪ ،‬وال ضير أن‬
‫تكون المردودات المالية حاصل الجهد العلمي المتميز على سبيل المكافأة من الجامعة‬
‫أو المؤسسات الراعية للبحث ‪.‬‬

‫إن الظروف التي تمر بها مختلف الكليات تحثنا أكثر على االلتزام بأخالقيات‬
‫ومنهجيات البحث العلمي ‪،‬ألننا أحوج ما نكون إلى ثمار هذا البحث ‪ ،‬كما أن صعوبة‬
‫الظروف ال تبرر تجاوز أخالقيات ومنهجيات البحث العلمي الرصين ‪ ،‬ألن البحث‬
‫عندما يوثق وينشر وتتناوله أجيال الباحثين ‪ ،‬ال يقال عنه إنه نشر أو أنجز في‬
‫ظروف صعبة أو غير عادية بل إنه سيخضع للتقويم والتصويب والنقد دون األخذ بهذه‬
‫المبررات ‪ ،‬كما أن موضوع الترقيات ليست هدفاً من أهداف البحث العلمي‪ ،‬فالباحث‬
‫عندما يذكر أنه منشغل ببحث ألجل الترقية فإنه بذلك يكون قد ابتعد عن أهداف‬
‫البحث العلمي ‪ ،‬وخرج عن سياقات العمل البحثي ‪ ،‬فعلى الباحث أن يترك أمر الترقية‬
‫تحصيل الحاصل ‪ ،‬لما قدمه من خدمة للمجتمع من خالل جهده البحثي ‪ ،‬وحينئذ‬
‫سيقدم للترقية جهدا علميا قطفت ثماره قبل الترقية وستكون الترقية العلمية حينئذ مشرفة‬

‫كما تقتضى أخالقيات الباحث العلمي احترام حقوق األخرين وآرائهم‬


‫وكرامتهم ‪ ،‬سواء أكانوا من الزمالء الباحثين ‪ ،‬أم من المشاركين في البحث ‪ ،‬أو من‬
‫المستهدفين من البحث ‪ ،‬وتتبنى مبادئ أخالقيات البحث العلمي عامة قيمتي " العمل‬
‫اإليجابي " و "تجنب الضرر " وهاتان القيمتان يجب أن تكونا ركيزتي االعتبارات‬
‫األخالقية خالل عملية البحث ‪.‬‬

‫‪- 254 -‬‬


‫االعتبارات بالنسبة للسلوك األخالقي للباحث العلمي تتضمن ما‬ ‫وهناك بع‬
‫يأتي ‪ :‬ــ‬

‫أوالً ‪ :‬المصداقية ‪ :‬ـيجب أن تكون نتائج البحث منقولة بصدق وأن يكون الباحث‬
‫أميناً فيما ينقله ‪،‬وأال يكمل أية معلومات ناقصة أو غير كاملة معتمدا على ما يعتقده قد‬
‫تم ‪ ،‬وال يحاول الباحث إدخال بيانات معتمداً على نتائج النظريات‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬الخبـرة ‪ :‬ـــيجب أن يكون العمل الذى يقوم به الباحث مناسبا لمستوى‬
‫خبرته وتدريبه ‪ ،‬واعداده للعمل الميداني‪ ،‬ومحاولة فهم النظريات بدقة قبل تطبيق‬
‫المفاهيم أو اإلجراءات ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬الســالمــة ‪ :‬ـيجب على الباحث أال يعرض نفسة ألي خطر جسدي أو‬
‫أخالقي ‪ ،‬من خالل ترتيب االحتياطات الالزمة عند إجراء التجارب ‪ ،‬كما يراعي‬
‫الباحث عدم تعريض أفراد عينة البحث ألية أخطار بدنية أو نفسية خالل تنفيذ‬
‫إجراءات البحث ‪.‬‬

‫رابعاً ‪ :‬الثقـــة ‪ :‬ـالبد أن يحرص الباحث على بناء جسر من الثقة بينه وبين أفراد‬
‫العينة الذين يتعامل معهم خالل تنفيذ إجراءات البحث ‪،‬ليحصل على استم اررية تعاونهم‬
‫معه حتى االنتهاء من إجراءات البحث ‪.‬‬

‫خامساً ‪ :‬الموافقة ‪ :‬ـعلى الباحث أن يتأكد من الحصول على موافقة سابقة من‬
‫أفراد العينة لالشتراك طواعية في إجراءات البحث ‪ ،‬واذا كان أفراد العينة صغار السن‬
‫فيجب الحصول على اشتراكهم في تنفيذ إجراءات البحث من أولياء أمورهم ‪.‬‬

‫سادساً ‪ :‬االنسحاب ‪ :‬ـمن حق أي فرد من أفراد العينة أن ينسحب من االستمرار‬


‫في إجراءات تنفيذ البحث ألسبابه الخاصة ‪ ،‬وفى هذه الحالة على الباحث أن يعاملهم‬
‫باحترام ‪ ،‬ويضع ذلك في حسبانه منذ البداية ‪.‬‬

‫سابعاً ‪ :‬التسجيل الرقمي ‪ :‬ــيجب على الباحث أالّ يقوم بتسجيل األصوات أو‬
‫التقاط الصور أو تصوير الفيديو دون موافقة أفراد العينة ‪ ،‬بل يجب الحصول على‬

‫‪- 255 -‬‬


‫موافقتهم السابقة قبل البدء في التسجيل وليس بعد التسجيل ‪ ،‬ألن ذلك يتنافى مع‬
‫أخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬

‫ثامناً ‪ :‬التغذيـة الراجعـة ‪ :‬ــ على الباحث أن يحرص على تزويد أفراد العينة أو‬
‫المستهدفين من البحث بالتغذية الراجعة وبالنتائج كاملة ‪ ،‬وفى حالة عدم قدرته على‬
‫ذلك ‪ ،‬يكتفى بإعطائهم ملخصاً أو أهم التوصيات التي تهمهم‪ ،‬كما تحتم األمانة‬
‫العلمية للباحث أن يعرض عليهم الصور واألصوات أو النصوص المطبوعة للعبارات‬
‫التي ذكروها سابقا قبل النشر لعدم وقوع أي ضرر جسدي أو معنوي عليهم ‪.‬‬

‫تاسعاً‪ :‬مراعاة مشاعر اآلخرين ‪:‬ــــ قد يواجه الباحث بعض أفراد عينة البحث‬
‫الذين يكونون أكثر عرضة للشعور باالنهزامية ‪ ،‬أو االستسالم بسبب عامل السن أو‬
‫المرض أو عدم القدرة على الفهم أو التعبير ‪ ،‬وعلى الباحث فيهذه الحالة مراعاة‬
‫مشاعرهم والرأفة بهم ‪..‬‬
‫الثاني عشـر ‪ :‬سرية المعلومات ‪ :‬ـ ـمن أهم جوانب أخالقيات الباحث العلمي‬
‫حماية هوية أفراد عينة البحث في أثناء تنفيذ إجراءات البحث ‪ ،‬فاألمانة العلمية‬
‫واألخالق التي يتحلى بها الباحث تفرض علية عدم الجهر بأسمائهم أو الكشف عن‬
‫هويتهم الحقيقية وذلك من خالل تحويل األسماء إلى أرقام أو رموز ‪.‬‬
‫ولكى يحقق البحث العلمي أهدافه يجب أن يتحلى الباحث بما يأتي ‪ :‬ــ‬
‫اإليمان بأن عمله لوجه اهلل ولخدمة أفراد المجتمع ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أخالقي ات الباحث وأيديولوجيته التي تحكم أعماله وتوجهها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الخبرة العالية التي تمكن الباحث من تخطيط البحث وتنفيذه وتعميم‬ ‫‪‬‬
‫نتائجه في ضوء االلتزام بأخالقيات البحث العلمي ‪.‬‬
‫تخلى الباحث عن األنانية والرغبات الشخصية التي قد تعتري الخاطرة‬ ‫‪‬‬
‫اإلنسانية أحياناً في سبيل الوصول لهدف أسمى يتمثل في استنتاجات جديدة‬
‫ذات قيمة علمية أو تطبيقية تمثل إسهاماً في الحضارة البشرية ‪.‬‬

‫‪- 256 -‬‬


‫شجاعة شخصية في سبيل الوصول إلى النتائج المطلوبة ‪ ،‬والقدرة‬ ‫‪‬‬
‫على تحمل مسئولية هذه النتائج مع عدم التردد أو التأخير في إعالنها ‪.‬‬
‫أخالقيات وقيــــم البحث العلمي فيما يتعلق بكل من ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬المشكالت األخالقية الخاصة بأفراد العينة ‪.‬‬
‫ثانياً ‪ :‬المشكالت األخالقية الخاصة بالمستفيدين والجهات الحكومية‬
‫ثالثاً ‪ :‬أخالقيات ما بعد االنتهاء من البحث ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬المشكالت األخالقية الخاصة بأفراد العينة ‪ :‬ــ‬

‫من الضروري لكل باحث أن يوازن بين فوائد البحث وتكاليف تلك الفوائد ‪ ،‬والبد أن‬
‫يناقش ذلك قبل الشروع في البحث العلمي ‪ ،‬فإن كانت التكاليف األخالقية للبحث تفوق‬
‫النتائج المرجوة فعليه أن يحل هذه اإلشكالية ويصرف نظره عن االستمرار في تنفيذ‬
‫إجراءات البحث ‪.‬‬

‫ومن المسائل األخالقية التي يجب أن يتنبه لها الباحث كما ذكرها كل من بابى‬
‫"‪1115‬ودان ‪ ،1113‬وجود‪ "1111‬وآخرون ‪:‬‬

‫الحرية في المشاركة في إجراءات البحث ‪ :‬ت‬ ‫‪.1‬‬

‫وتعنى مشاركة أفراد عينة البحث طواعية دون أي ضغوط ‪ ،‬وهذا بدوره سيجعل الباحث‬
‫أمام مشكلة يجب أن يحلها من خالل موازنته بين نتائج البحث المرجوة والتكاليف‬
‫األخالقية لهذه النتائج ‪.‬‬

‫كما يعد أسلوب المالحظة المستخدم في جمع البيانات انتهاكا لحرية الفرد في‬
‫الموافقة أو عدم الموافقة ‪ ،‬إالّ أنه في أحيان كثيرة ال يحبذ إخبار الفرد بأنه تحت‬
‫الدراسة لكى ال يؤثر علمه بذلك في نتائج البحث ‪ ،‬وهذا بطبيعة الحال ال يخدم البحث‬
‫‪.‬‬

‫‪- 257 -‬‬


‫حق تقرير الذات ‪ :‬ت ويعنى اإليمان بأن الفرد يستطيع أن يتخذ ق ارره‬ ‫‪.2‬‬
‫بنفسه ‪ ،‬وحين يحدث الباحث تغييرات جوهرية في سلوك الشخص المشارك في‬
‫البحث فإن هذا يعد انتهاكاً لمبدأ حق تقرير الذات ‪.‬‬

‫وقد يقال في أغلب األحيان أن الفرد ليست لديه القدرة على صنع ق ارره بنفسه ‪،‬‬
‫ألنه ليس مؤهالً بالمعرفة والمعلومة الكافية ‪ ،‬ومن هنا البد من الرجوع إلى القادرين‬
‫على القيام بذلك نيابة عنه‪.‬‬

‫الضرر الجسدي والنفسي ‪ :‬يعنى بذلك الضرر الذى قد يتعرض له‬ ‫‪.3‬‬
‫الفرد مع سبق اإلصرار ‪ ،‬كأن يتعرض أحد أفراد عينة البحث لضرر نفسى أو‬
‫جسدي عمداً وبتخطيط سابق من الباحث ‪ ،‬كأن يقع في مواقف محرجة تسبب‬
‫القلق أو الفشل أو تفقدها لالحترام الذاتي و ماشابه ذلك‬

‫إخفاء حقيقة هدف البحث عن أفراد العينة ‪ :‬ت بعض المشاركين في البحوث‬ ‫‪.4‬‬
‫يدرك أنه تحت الدراسة ‪ ،‬ولكنهم ال يعلمون حقيقة البحث أو الهدف منه أو يعلمون‬
‫جزءاً من ذلك ‪ ،‬وتخفى عليهم بقية الحقيقة من هدف البحث ‪ ،‬أو يعطى هدفاً غير‬
‫ٍ‬
‫مناف لحق الفرد ‪ ،‬ويقلل من كرامته اإلنسانية ‪.‬‬ ‫حقيقي‪ ،‬وهذا‬

‫‪ -5‬تضليل المشارك بإخفاء التجربة التي سيمر بها ‪ :‬تويقصد بذلك أن الباحث‬
‫ال يفصح ألفراد العينة عن التجربة التي سيمرون بها ‪ ،‬بل يوهمهم بأن كل شيء‬
‫طبيعي ‪ ،‬والواقع أن هناك تخطيطاً يدفعه إلى الرشوة والكذب وما شابه ذلك من‬
‫سلوكيات خاطئة‪ ،‬وهناك من يقول إن هذا التضليل وسيلة مشروعة لتطوير علم‬
‫السلوك اإلنساني وهو بذلك يعد مخالفا ًًللرأي الذى يعد انتهاكاً لحرية الفرد‬
‫المشارك في البحث ‪ ،‬وعدم احترامه لذاته ‪ ،‬ومن هنا يجب على الباحث أن يكون‬

‫‪- 258 -‬‬


‫دقيقاً جداًفي الموازنة بين النتائج واألضرار ‪ ،‬مع ضرورة إخبار المشارك بعد‬
‫االنتهاء من البحث بسبب عدم توضيح األمور له منذ البداية ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬المشكالت األخالقية الخاصة بالمستفيدين من البحث والجهات الحكومية ‪:‬‬

‫يرتكب كثير من الباحثين بعض الممارسات األخالقية السلبية التي تخل بجودة‬
‫بحوثهم ‪ ،‬بل إن بعضها يؤدى إلى اتخاذ ق اررات خاطئة من قبل الجهات المستفيدة من‬
‫البحث نظ ار لعدم سالمة البحث ‪ ،‬وهذه االمور متعلقة باالقتباس وجمع البيانات وتحليها‬
‫ونشرها وهى ‪:‬‬

‫السرقات العلمية ‪ :‬ت قد يلجأ بعض الباحثين إلى اقتباس بعض الفقرات‬ ‫‪.1‬‬
‫ٍ‬
‫مناف لحقوق الملكية‬ ‫من مراجع عربية أو أجنبية وينسبونها إلى أنفسهم ‪ ،‬وهذا‬
‫الفكرية ‪ ،‬وعلى الباحث أن يوثق كل ما يقتبسه من اآلخرين بالطرق العلمية‬
‫والمنهجية التي تعفيه من المساءلة القانونية ‪ ،‬حتى وان كان االقتباس من كتبه‬
‫وبحوثه السابقة‪ ،‬وأالّ يبخس اآلخرين حقوقهم ‪ ،‬وأن يلتزم بأخالقيات البحث العلمي‬
‫في هذا المجال ‪ ،‬ألن عدم التوثيق ُيع ُّد سرقة تعرض صاحبها للعقاب ‪.‬‬

‫‪ -1‬أوجه القصور في البحث ‪ :‬على الباحث أن يذكر ويوضح نقاط القصور في‬
‫بحثه بكل الموضوعية والشفافية ‪ ،‬وهذا في حد ذاته سوف يزيد من قوة‬
‫البحث على عكس ما يتوقعه البعض ‪ ،‬فالقصور في العلوم السلوكية‬
‫واالجتماعية وارد بسبب قياس المتغيرات أو طرق جمع البيانات أو تحليلها‬
‫‪ .....‬إل ‪.‬‬

‫النتائج السلبية ‪ :‬ــ هناك اعتقاد خاطئ مفاده أن النتائج السلبية ال‬ ‫‪-2‬‬
‫وبناء عليه يعمد بعض الباحثين إلى تجاهل‬
‫ً‬ ‫تستحق الذكر كالنتائج اإليجابية ‪،‬‬
‫النتائج السلبية لعدم العالقة بين متغيرات الدراسة فال داعى لذكرها ‪ ،‬والصحيح أن‬

‫‪- 259 -‬‬


‫عدم العالقة بين المتغيرات ال يقل أهمية عن وجود عالقة فكلتا النتيجتين مفيدتان‬
‫للمجتمع والهيئة األكاديمية ‪.‬‬

‫‪-1‬حدوث النتائج ‪ :‬تبعض الباحثين يتوصل إلى النتائج بمحض الصدفة ‪ ،‬إالّ أنه‬
‫يذكر في بحثه بأن ذلك كان مخططا ًًله ‪ ،‬وكثير من الباحثين ال يصيغ فروضه‬
‫إالّ بعد االنتهاء من تحليل البيانات ‪ ،‬واستخراج النتائج ‪ ،‬والمعلوم في أخالقيات‬
‫البحث العلمي أن صياغة الفروض أو التساؤالت تكون قبل البدء في جمع‬
‫البيان تتات وتحليلها‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬أخالقيات ما بعد االنتهاء من البحث‪ :‬ــ‬

‫هناك اعتبارات أخالقية يجب على الباحث بعد االنتهاء من بحثه أن يلتزم بها‬
‫وبخاصة إذا ارتكب بعض الممارسات غير األخالقية تجاه أفراد عينة البحث المشاركين‬
‫إذ يجب عليه أن يوضح لهم ما يأتي‪:‬‬

‫طبيعة البحث ‪ ،‬وأهميته ‪ ،‬وقيمته العلمية للمجتمع ‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫أهمية إسهامهم في البحث وقيمة المعلومات التي قدموها للمجتمع ‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫أوجه التضليل التي تم ارتكابها ‪ ،‬مع كشفها لهم ‪.‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫المبررات التي دعته إلى ارتكاب ممارسات غير أخالقية ‪.‬‬ ‫د‪.‬‬

‫االعتذار عن أي مضايقات سببها لهم الباحث أو سببتها ممارستهم في‬ ‫ه‪.‬‬


‫البحث ‪.‬‬

‫سرية المعلومات وسرية هوية أفراد عينة البحث ( المشاركين ) ‪ ،‬وعدم‬ ‫ل‪.‬‬
‫استخدام هذه المعلومات لغير األغراض العلمية ‪ ،‬وعدم الكشف عن شخصية‬
‫المشاركين مهما كانت األسباب ‪.‬‬

‫‪- 261 -‬‬


‫ر ية كلية الخدمة االجتماعية – جامعة الفيوم ‪:‬‬
‫تسعى كلية الخدمة االجتماعية بجامعة الفيوم أن‬
‫تكون مؤسسة تعليمية معتمدة ومتميزة محليًا‬
‫‪.‬‬ ‫واقليميًا‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رسالة كلية الخدمة االجتماعية – جامعة الفيوم ‪:‬‬
‫تلتزم كلية الخدمة االجتماعية بجامعة الفيوم بإعداد‬
‫خريج مثقالً بالمهارات المعرفية والذهنية والمهنية‬
‫والعامة طبقاً للمعايير القومية األكاديمية القياسية‪ ،‬قاد اًر‬
‫التطور‬ ‫مواكباً‬ ‫واقليمياً‪،‬‬ ‫محلياً‬ ‫المنافسة‬ ‫على‬
‫التكنولوجي‪ ،‬متفرداً في إجراء البحث العلمي لمواجهة‬
‫المشكالت واألزمات المجتمعية في إطار من القيم‬
‫واألخالقيات‪ ،‬مشاركاً في تحقيق التنمية المستدامة‬

‫‪- 261 -‬‬

You might also like