Professional Documents
Culture Documents
رسالة القيامة 2020
رسالة القيامة 2020
سكرتارية املطرانًة
صادر 831 /
مرفمات 8 /
التاريخ 0202 / 4 / 81م
رسالة رعىية (( )) 0202 - 4
ممدمة :
يسرنى يا أبائى وأخوتى وأبنائى ,أن أهنئكم تهنئة للبية ,بعيد الميامة المجيد ,طالبا ً من هللا أن يكون
هذا العيد ,سبب بركة لنا جميعا ً ,وللكنيسة ,ولبالدنا العزيزة مصر ,وللعالم أجمع .
لكن ال يفوتنا أن نشير ,فى هذه المناسبة الممدسة ,والتى هى عيد ليامة السيد المسيح من بين األموات .
إلى ملحوظة هامة وهى :وباء فيروس كورونا ,الذى اجتاح العالم كله ,وكان وال يزال له أثاره الضارة ,
على غالبية جوانب الحياة .
إال أن تزامن هذه المحنة ,مع الصوم الكبير ,وعيد الميامة المجيد ,وما بهما من عطايا روحية ,للكنيسة
واإلنسان والعالم بأسره :
– 8يذكرنا بمدرة هللا ,فى المضاء على هذا الوباء عالميا ً .
ألنه وإن كانت لدرة هللا ,لادرة على إلامة األموات من موت الخطية ,ومن الموت الجسدى ,أال تستطيع
أن تحول الشر إلى خير ؟ ألول لكم ,وكلى إيمان وثمة فى لدرة هللا ,بأنها لادرة أن تحول الشر إلى خير
( تن . ) 02 : 52وذلن برجوع الناس هلل ,من خالل توبتهم وحفظهم لوصاياه ,ورجوع المخافة إلى
للوبهم ,وحثهم على الصالة والصوم ,والعمل الروحى ,وفعل الخير .إذا ً سماح هللا بهذه التجربة العالمية
للبشرية ,هو لخيرها الروحى ولتمويمها ,ال لتحطيمها وإبادتها .
وكما سمحت المدرة اإللهية ,بنوعية هذه التجربة وبداية ظهورها بين الناس ,سوف تضع حدا ً ونهاية
لها ,وهذا حسب وعده الصادق المائل (( :هللا أمين ,الذى ال يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ,بل سيجعل
مع التجربة أيضا ً المنفذ ,لتستطيعوا أن تحتملوا )) ( 8كو . ) 83 : 82
فواضح أن هذه التجربة ,التى سمح بها الرب للبشرية ,هى تجربة ولتية ,على لدر االحتمال ,وجعل
معها المنفذ ,أى كما كان لها بداية زمنية ,سوف يكون لها نهاية زمنية لريبة ,من أجل نعمته .
باإلضافة إلى ذلن ,وكما أن لدرة هللا ,تستطيع أن تحول الشر إلى خير ,وأن تضع حدا ً ونهاية لهذه
الضيمة العالمية ,هكذا تستطيع أن تمى وتحفظ ,وتشفى من هذا الوباء ,بل وأيضا ً أن تمضى عليه كلية من
الوجود ,ألن لدرة هللا (( :تستطيع كل شئ ,وال يعسر عليها أمر )) ( أى . ) 0 : 40
لذلن يجب أال نعطى لهذه األزمة ,مجاال ً للتشكين فى إمكانية لدرة هللا للتخلص منها ,والمضاء عليها :
(( ألن غير المستطاع عند الناس ,مستطاع عند هللا )) ( لو . ) 02 : 81
من جانب آخر ,ليامة السيد المسيح من بين األموات ,لها دور فى :
– 0تغيير نظرة الناس إلى الموت ,واإليمان بميامتهم من الموت الجسدى .
ألنه كان لديما ً ,لبل مجئ المسيح وصلبه وموته وليامته ,يعد الموت أكبر عدو للبشرية ,إال أن بمجيئه
فى الجسد وصلبه وموته وليامته من بين األموات ,تغيرت نظرة الناس إلى الموت ,بل وأصبح الموت هو
مجرد طريك ,يعبر بهم من عالمنا األرضى الفانى ,إلى العالم اآلخر البالى ,إلى أبد اآلبدين .
ومع ذلن بميامة المسيح من بين األموات ,صار (( :باكورة الرالدين )) ( 8كو . ) 02 : 85وأعطى
للبشرية ولنا ,عربون الميامة من الموت الجسدى ,بل وأصبحت الميامة من بين األموات ,عميدة إيمانية ,
وحياة معاشة فى حياتنا ,وحياة بمية المؤمنين ,ونعلن هذا جليا ً ,فى لانون اإليمان المسيحى ,الذى نصليه
كل يوم وفيه نمول (( :وننتظر ليامة األموات ,وحياة الدهر اآلتى )) .
1
لذلن يجب علينا أن نجتهد فى العمل بوصايا الرب ,والجهاد الروحى ,وعمل الخير ,اللتناء الفضائل ,
وذلن للوصول للكمال المسيحى ,المطالب به كل إنسان ,ولكى نكافأ بعد ليامتنا ,ال لكى ندان ( يو01 : 5
– . ) 02
ومع ذلن من الدروس الهامة ,التى يمدمها لنا ,عيد الميامة المجيد ,هو :
– 3درس الرجاء .
ولهذا شهد الرسول بطرس ,فى رسالته األولى بموله (( :الذى حسب رحمته الكثيرة ,ولدنا ثانية ,
لرجاء حى ,بميامة يسوع المسيح من األموات )) ( 8بط . ) 3 : 8
فواضح أن من تعاليم ال رسول ,حول ليامة المسيح من بين األموات ,أنها تعطى الرجاء لجميع الناس ,
وال سيما المؤمنين ( 8تى . ) 82 : 4
بنا ًء عليه الرجاء يعطينا السالم والطمأنينة ,بدال ً من الخوف .والفرح بدال ً من الحزن .كما أن الرجاء ,
يمنح الحموق للمظلومين وينصفهم .
ومن الجوانب الهامة فى الرجاء ,أن ليامة المسيح ,حدثت بعد صلبه وموته ,ودفنه بين األموات ,هكذا
ليامة الشهداء والمديسين ,من بين األموات ,تتم بعد جهادهم وعذاباتهم واستشهادهم ,وموتهم ودفنهم
مثل البشر .
كما أننا ال ننسى ,أن الفرج يأتى من بعد الكرب والضيك .واألبواب المغلمة يفتحها الرب بعد غلمها ,
أو يدخلها وهى مغلمة لتالميذه وخاصته ,وكأنها لم تكن موجودة أو مغلمة ,كما فعل مع دانيال وهو فى جب
األسود ونجاه من أفواههم ,وكما فعل مع الفتية الثالثة ,ونجاهم من أتون النار المحماة سبعة أضعاف.
وهكذا كما فعل مع التالميذ وهم فى العلية ,بعد ليامته ,وأعطاهم السالم والطمأنينة ,والكهنوت
وسلطانه ورئاسته .
باإلضافة إلى أن الرب أرسل مالكه ,إلى المديس بطرس الرسول ,وهو فى السجن ,وفن الميود الحديدية
التى فى يديه ورجليه ,وفتح له أبواب السجن وأخرجه منه .
ويكتمل رجاؤنا ,بميامتنا من بين األموات ,ومثولنا أمام كرسى هللا ديان الجميع ,وصدور الحكم اإللهى
بالمصير األبدى ,على كل واحد منا ,سواء كان بالميراث األبدى فى ملكوت السموات ,أو النار األبدية
( مت . ) 46 , 48 , 34 : 05
ختاما ً :
طالبا ً من هللا فى هذا العيد المبارن ,بأن يفتمدنا جميعا ً ,ويفتمد كنيستنا الممدسة ,وبالدنا العزيزة مصر ,
والعالم أجمع ,برحمته الغنية العظيمة ,غير المحصاة ,والجديدة فى كل صباح ,بأن يتحنن ويتراءف علينا
جميعا ً ,برفع هذه المحنة العالمية سريعا ً ,ال من أجل استحمالنا ,بل من أجل محبته الفائمة نحونا ,ونعمه
التى يفيض بها علينا ,بصفة دائمة .