Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫‪ ‬‬

‫سكرتارية املطرانًة‬
‫صادر ‪831 /‬‬
‫مرفمات ‪8 /‬‬
‫التاريخ ‪0202 / 4 / 81‬م‬
‫رسالة رعىية (( ‪)) 0202 - 4‬‬

‫دروس من عًد القًامة اجملًد‬

‫ممدمة ‪:‬‬
‫يسرنى يا أبائى وأخوتى وأبنائى ‪ ,‬أن أهنئكم تهنئة للبية ‪ ,‬بعيد الميامة المجيد ‪ ,‬طالبا ً من هللا أن يكون‬
‫هذا العيد ‪ ,‬سبب بركة لنا جميعا ً ‪ ,‬وللكنيسة ‪ ,‬ولبالدنا العزيزة مصر ‪ ,‬وللعالم أجمع ‪.‬‬
‫لكن ال يفوتنا أن نشير‪ ,‬فى هذه المناسبة الممدسة ‪ ,‬والتى هى عيد ليامة السيد المسيح من بين األموات ‪.‬‬
‫إلى ملحوظة هامة وهى ‪ :‬وباء فيروس كورونا ‪ ,‬الذى اجتاح العالم كله ‪ ,‬وكان وال يزال له أثاره الضارة ‪,‬‬
‫على غالبية جوانب الحياة ‪.‬‬
‫إال أن تزامن هذه المحنة ‪ ,‬مع الصوم الكبير ‪ ,‬وعيد الميامة المجيد‪ ,‬وما بهما من عطايا روحية ‪ ,‬للكنيسة‬
‫واإلنسان والعالم بأسره ‪:‬‬
‫‪ – 8‬يذكرنا بمدرة هللا ‪ ,‬فى المضاء على هذا الوباء عالميا ً ‪.‬‬
‫ألنه وإن كانت لدرة هللا ‪ ,‬لادرة على إلامة األموات من موت الخطية ‪ ,‬ومن الموت الجسدى ‪ ,‬أال تستطيع‬
‫أن تحول الشر إلى خير ؟ ألول لكم ‪ ,‬وكلى إيمان وثمة فى لدرة هللا ‪ ,‬بأنها لادرة أن تحول الشر إلى خير‬
‫( تن ‪ . ) 02 : 52‬وذلن برجوع الناس هلل ‪ ,‬من خالل توبتهم وحفظهم لوصاياه ‪ ,‬ورجوع المخافة إلى‬
‫للوبهم ‪ ,‬وحثهم على الصالة والصوم ‪ ,‬والعمل الروحى ‪ ,‬وفعل الخير ‪ .‬إذا ً سماح هللا بهذه التجربة العالمية‬
‫للبشرية ‪ ,‬هو لخيرها الروحى ولتمويمها ‪ ,‬ال لتحطيمها وإبادتها ‪.‬‬
‫وكما سمحت المدرة اإللهية ‪ ,‬بنوعية هذه التجربة وبداية ظهورها بين الناس ‪ ,‬سوف تضع حدا ً ونهاية‬
‫لها ‪ ,‬وهذا حسب وعده الصادق المائل ‪ (( :‬هللا أمين ‪ ,‬الذى ال يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون ‪ ,‬بل سيجعل‬
‫مع التجربة أيضا ً المنفذ ‪ ,‬لتستطيعوا أن تحتملوا )) ( ‪8‬كو ‪. ) 83 : 82‬‬
‫فواضح أن هذه التجربة ‪ ,‬التى سمح بها الرب للبشرية ‪ ,‬هى تجربة ولتية ‪ ,‬على لدر االحتمال ‪ ,‬وجعل‬
‫معها المنفذ ‪ ,‬أى كما كان لها بداية زمنية ‪ ,‬سوف يكون لها نهاية زمنية لريبة ‪ ,‬من أجل نعمته ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلن ‪ ,‬وكما أن لدرة هللا ‪ ,‬تستطيع أن تحول الشر إلى خير ‪ ,‬وأن تضع حدا ً ونهاية لهذه‬
‫الضيمة العالمية ‪ ,‬هكذا تستطيع أن تمى وتحفظ ‪ ,‬وتشفى من هذا الوباء ‪ ,‬بل وأيضا ً أن تمضى عليه كلية من‬
‫الوجود ‪ ,‬ألن لدرة هللا ‪ (( :‬تستطيع كل شئ ‪ ,‬وال يعسر عليها أمر )) ( أى ‪. ) 0 : 40‬‬
‫لذلن يجب أال نعطى لهذه األزمة ‪ ,‬مجاال ً للتشكين فى إمكانية لدرة هللا للتخلص منها ‪ ,‬والمضاء عليها ‪:‬‬
‫(( ألن غير المستطاع عند الناس ‪ ,‬مستطاع عند هللا )) ( لو ‪. ) 02 : 81‬‬
‫من جانب آخر ‪ ,‬ليامة السيد المسيح من بين األموات ‪ ,‬لها دور فى ‪:‬‬
‫‪ – 0‬تغيير نظرة الناس إلى الموت ‪ ,‬واإليمان بميامتهم من الموت الجسدى ‪.‬‬
‫ألنه كان لديما ً ‪ ,‬لبل مجئ المسيح وصلبه وموته وليامته ‪ ,‬يعد الموت أكبر عدو للبشرية ‪ ,‬إال أن بمجيئه‬
‫فى الجسد وصلبه وموته وليامته من بين األموات ‪ ,‬تغيرت نظرة الناس إلى الموت ‪ ,‬بل وأصبح الموت هو‬
‫مجرد طريك ‪ ,‬يعبر بهم من عالمنا األرضى الفانى ‪ ,‬إلى العالم اآلخر البالى ‪ ,‬إلى أبد اآلبدين ‪.‬‬
‫ومع ذلن بميامة المسيح من بين األموات ‪ ,‬صار ‪ (( :‬باكورة الرالدين )) ( ‪8‬كو‪ . ) 02 : 85‬وأعطى‬
‫للبشرية ولنا ‪ ,‬عربون الميامة من الموت الجسدى ‪ ,‬بل وأصبحت الميامة من بين األموات ‪ ,‬عميدة إيمانية ‪,‬‬
‫وحياة معاشة فى حياتنا ‪ ,‬وحياة بمية المؤمنين ‪ ,‬ونعلن هذا جليا ً ‪ ,‬فى لانون اإليمان المسيحى ‪ ,‬الذى نصليه‬
‫كل يوم وفيه نمول ‪ (( :‬وننتظر ليامة األموات ‪ ,‬وحياة الدهر اآلتى )) ‪.‬‬
‫‪ 1 ‬‬
‫‪ ‬‬
‫لذلن يجب علينا أن نجتهد فى العمل بوصايا الرب ‪ ,‬والجهاد الروحى ‪ ,‬وعمل الخير ‪ ,‬اللتناء الفضائل ‪,‬‬
‫وذلن للوصول للكمال المسيحى ‪ ,‬المطالب به كل إنسان ‪ ,‬ولكى نكافأ بعد ليامتنا ‪ ,‬ال لكى ندان ( يو‪01 : 5‬‬
‫– ‪. ) 02‬‬
‫ومع ذلن من الدروس الهامة ‪ ,‬التى يمدمها لنا ‪ ,‬عيد الميامة المجيد ‪ ,‬هو ‪:‬‬
‫‪ – 3‬درس الرجاء ‪.‬‬
‫ولهذا شهد الرسول بطرس ‪ ,‬فى رسالته األولى بموله ‪ (( :‬الذى حسب رحمته الكثيرة ‪ ,‬ولدنا ثانية ‪,‬‬
‫لرجاء حى ‪ ,‬بميامة يسوع المسيح من األموات )) ( ‪8‬بط ‪. ) 3 : 8‬‬
‫فواضح أن من تعاليم ال رسول ‪ ,‬حول ليامة المسيح من بين األموات ‪ ,‬أنها تعطى الرجاء لجميع الناس ‪,‬‬
‫وال سيما المؤمنين ( ‪8‬تى ‪. ) 82 : 4‬‬
‫بنا ًء عليه الرجاء يعطينا السالم والطمأنينة ‪ ,‬بدال ً من الخوف ‪ .‬والفرح بدال ً من الحزن ‪ .‬كما أن الرجاء ‪,‬‬
‫يمنح الحموق للمظلومين وينصفهم ‪.‬‬
‫ومن الجوانب الهامة فى الرجاء ‪ ,‬أن ليامة المسيح ‪ ,‬حدثت بعد صلبه وموته ‪ ,‬ودفنه بين األموات ‪ ,‬هكذا‬
‫ليامة الشهداء والمديسين ‪ ,‬من بين األموات ‪ ,‬تتم بعد جهادهم وعذاباتهم واستشهادهم ‪ ,‬وموتهم ودفنهم‬
‫مثل البشر ‪.‬‬
‫كما أننا ال ننسى ‪ ,‬أن الفرج يأتى من بعد الكرب والضيك ‪ .‬واألبواب المغلمة يفتحها الرب بعد غلمها ‪,‬‬
‫أو يدخلها وهى مغلمة لتالميذه وخاصته ‪ ,‬وكأنها لم تكن موجودة أو مغلمة ‪ ,‬كما فعل مع دانيال وهو فى جب‬
‫األسود ونجاه من أفواههم ‪ ,‬وكما فعل مع الفتية الثالثة ‪ ,‬ونجاهم من أتون النار المحماة سبعة أضعاف‪.‬‬
‫وهكذا كما فعل مع التالميذ وهم فى العلية ‪ ,‬بعد ليامته ‪ ,‬وأعطاهم السالم والطمأنينة ‪ ,‬والكهنوت‬
‫وسلطانه ورئاسته ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن الرب أرسل مالكه ‪ ,‬إلى المديس بطرس الرسول ‪ ,‬وهو فى السجن ‪ ,‬وفن الميود الحديدية‬
‫التى فى يديه ورجليه ‪ ,‬وفتح له أبواب السجن وأخرجه منه ‪.‬‬
‫ويكتمل رجاؤنا ‪ ,‬بميامتنا من بين األموات ‪ ,‬ومثولنا أمام كرسى هللا ديان الجميع ‪ ,‬وصدور الحكم اإللهى‬
‫بالمصير األبدى ‪ ,‬على كل واحد منا ‪ ,‬سواء كان بالميراث األبدى فى ملكوت السموات ‪ ,‬أو النار األبدية‬
‫( مت ‪. ) 46 , 48 , 34 : 05‬‬
‫ختاما ً ‪:‬‬
‫طالبا ً من هللا فى هذا العيد المبارن ‪ ,‬بأن يفتمدنا جميعا ً ‪ ,‬ويفتمد كنيستنا الممدسة ‪ ,‬وبالدنا العزيزة مصر ‪,‬‬
‫والعالم أجمع ‪ ,‬برحمته الغنية العظيمة ‪ ,‬غير المحصاة ‪ ,‬والجديدة فى كل صباح ‪ ,‬بأن يتحنن ويتراءف علينا‬
‫جميعا ً ‪ ,‬برفع هذه المحنة العالمية سريعا ً ‪ ,‬ال من أجل استحمالنا ‪ ,‬بل من أجل محبته الفائمة نحونا ‪ ,‬ونعمه‬
‫التى يفيض بها علينا ‪ ,‬بصفة دائمة ‪.‬‬

‫وكل عام وأنتم جميعا ً بخير ‪.‬‬


‫تحريرا ً فى ‪ 0202 / 4 / 81‬م‬
‫بنعمـة اهلل‬
‫األنبـا أغاثــىن‬
‫أسقـف كرسى مغـاغـه والعـِدوه‬
‫ورئًس رابطة خرجيى الكلًة اإلكلرييكًة‬

‫ت ‪ –930 /4402933 , 930/ 4402933 :‬فاكس ‪ , 930/4402233 :‬ص ب ‪ 3 :‬مغاغه‬


‫السكرتاريه ‪anba_aghathon@yahoo.com 92234939249‬‬
‫‪ 2 ‬‬

You might also like