Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 155

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعميم العالي والبحث العممي‬


‫جامعة ‪ 08‬مــــــــــــــاي ‪ 1945‬قالـــــــــــــمة‬
‫كمـــــــــــية الـــــعموم اإلنـــــــــــــسانية واالجتماعية‬
‫قسم التــــــــــــــــاريخ‬
‫تخصص‪ :‬تاريخ وحضارة المشرق اإلسالمي‬

‫الوضع االقتصادي للدولة العباسية زمن‬


‫البويهيين ‪447-334‬ه‪1055-945/‬م‬

‫مذكــــــــــرة مكممة لنيل شـــــــــــهادة المـــــــــاستر في تاريخ وحضارة المشرق اإلسالمي‬

‫إشراف األستاذ الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫رابح أوالد ضياف‬ ‫‪ -‬أماني همايمية‬
‫‪ -‬نور بوعنيبة‬
‫لجـــــــــــــنة المناقشة‬

‫الجامـــــــــــــــــــــــــــــــعة‬ ‫الصــــــــــــــفة‬ ‫الرتــــــــــــــــــــــــــبة‬ ‫األســـــــــــــــــــــــــــــــــــــتاذ‬


‫جامعة ‪ 08‬مام ‪ 1945‬قالمة‬ ‫رئي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػسا‬ ‫أستاذ محاضر ''ب''‬ ‫أحالـ يكسؼ‬
‫جامعة ‪ 08‬مام ‪ 1945‬قالمة‬ ‫م ػ ػػشرفا كمقر ار‬ ‫أستاذ التعميـ العالي‬ ‫رابح أكالد ضياؼ‬
‫جامعة ‪ 08‬مام ‪ 1945‬قالمة‬ ‫م ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػناقش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػا‬ ‫أستاذ مساعد (أ)‬ ‫عبد القادر مباركية‬

‫السنة الجامعية ‪2022-2021‬م‬


‫"شكر وتقدير "‬
‫الحمد ﵀ رب العالميف كالصالة كالسالـ عمى أشرؼ األنبياء كالمرسميف‬
‫نبينا محمد كعمى آلو كصحبو أجمعيف أما بعد‪:‬‬
‫أكال نشكر ا﵀ عز كجؿ عمى تكفيقو لنا في إنجاز ىذا العمؿ المتكاضع‪،‬‬
‫كاستنادا إلى قكؿ رسكؿ ا﵀ صمى ا﵀ عميو كسمـ «مف ال يشكر الناس ال‬
‫يشكر ا﵀» ك«مف أسدل إليكـ معركفا فكافئكه»‬
‫نتقدـ بأسمى عبارات الشكر كالتقدير إلى أستاذنا الفاضؿ األستاذ الدكتكر‬
‫''رابح أكالد ضياؼ'' بإشرافو عمى ىذه المذكرة‪ ،‬كما قدمو لنا مف تكجييات‬
‫متكاصمة كنصائح منذ أف كانت ىذه المذكرة فكرة إلى أف صارت عمى ما‬
‫ىي عميو اآلف‪ ،‬لذلؾ فإننا نسأؿ ا﵀ عز كجؿ أف يمده في عمره‪ ،‬كيزيد في‬
‫عممو‪ ،‬كيجعمو سندا لكؿ طالب عمـ‪ ،‬كأف يجعؿ ا﵀ ذلؾ في ميزاف حسناتو‪،‬‬
‫بارؾ ا﵀ فيو كأكثر مف أمثالو‪.‬‬
‫كما نتكجو بالشكر إلى األساتذة الكراـ أعضاء لجنة المناقشة الذيف‬
‫تفضمكا بقبكؿ مناقشة ىذه المذكرة كما تكبدكه مف جيد كعناء ألجؿ‬
‫قراءتيا كمراجعتيا‪.‬‬
‫كال يفكتنا أف نشكر كؿ مف ساىـ مف قريب كبعيد في مساعدتنا عمى‬
‫إتماـ العمؿ كلك بكممة طيبة‬
‫نرجك أف نككف كفقنا في إنجاز ىذه المذكرة المتكاضعة‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫أىدم ثمرة جيدم ىذه إلى مف قاؿ فييما الرحمف ﴿كأخفض ليما جناح الذؿ‬
‫مف الرحمة كقؿ ربي ارحميما كما ربياني صغي ار﴾‬
‫إلى عزيزم كعزم كعزتي ‪ ...‬إلى دفئ البيت كسندم المتيف ‪ ...‬إلى مف أحمؿ إسمو بكؿ‬
‫فخر أبي الغالي ''عبد ا﵀'' حفظو ا﵀ كأطاؿ في عمره كجعمو تاجا فكؽ رأسي‪.‬‬
‫إلى أُمتي كمأمني كأماني كايماني ‪ ...‬إلى شمعة حياتي التي تنير دربي ‪ ...‬إلى مف كاف‬
‫دعائيا سر نجاحي ‪ ...‬إلى كصية الرحمف أمي الحبيبة ''فضة''‬
‫حفظيما ا﵀ كجعؿ لي في كؿ يكـ تقكاىما كأيف ما حممت رضاىما‬
‫إلى مف تميزكا بالعطاء كالكفاء كساندكني كقت الحاجة أخكاتي العفيفات‪ ،‬كباألخص ''عقيمة''‪،‬‬
‫''منيرة''‪.‬‬
‫إلى العائمة الكريمة مف صغيرىا إؿ كبيرىا‪.‬‬
‫إلى كؿ مف شجعني كدعا لي بالنجاح مف قريب كبعيد‬
‫إلى مف كاف عكنا لي في جميع مراحؿ الدراسة مف أساتذة كأستاذات كزمالء كزميالت‬
‫لكـ جميعا أىدم ىذا العمؿ المتكاضع‪ ،‬راجية مف ا﵀ عز كجؿ أف أجد القبكؿ كالنجاح‬
‫كالتكفيؽ‪.‬‬

‫أماين هاميلية‬
‫اإلهداء‬
‫بسـ ا﵀ الذم ال يخيب الرجاء كالحمد ﵀ الذم منحنا القدرة عمى تجاكز الصعاب‬
‫الحمد لؾ كالشكر لؾ يا ا﵀ كسبحانؾ العمي العظيـ الذم سقيتنا بالعمـ كمنحتنا القدرة عمى‬
‫التعمـ‬
‫أكؿ مف أفتح بو نكر بصيرتي كمنبع حناني أمي الحبيبة كالغالية ''ميمية''‬
‫كأختي الكحيدة مسندم كسندم كقكتي كممكي كمممكتي كضمعي الثابت الذم ال يميؿ ''دنيا''‬
‫إلى جدتي الغالية رحميا ا﵀ كأسكنيا فسيح جناتو‬
‫إلى صديقاتي خديجة‪ ،‬كخمكد‪ ،‬كداد‪ ،‬رحمة‪ ،‬ىبو‪ ،‬تيمة‪ ،‬جيينة‪ ،‬كخديجة‪ ،‬كىديؿ‪ ،‬رميساء‪،‬‬
‫سمسبيؿ‪.‬‬
‫إؿ أمي الثانية ''فضة'' ك ''منيرة''‬
‫إلى كؿ ىؤالء أىدم ىذا العمؿ‪ ،‬راجية مف ا﵀ تكفيقي في الحياة‬

‫نور بوعنيبة‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫مقدمة‬
‫إف مف أعظـ العصكر التي عرفيا التاريخ اإلسالمي ''العصر العباسي'' الذم داـ‬
‫ألكثر مف خمس قركف عمى مر الزماف منذ تكلي العباسييف الحكـ إلى غاية سقكط الدكلة‬
‫إثر الغزك المغكلي عاـ ‪656‬ق‪1258 /‬ـ‪.‬‬
‫مف القرف الثالث اليجرم بالقكة‬ ‫الثمث األكؿ‬ ‫تميز الحكـ العباسي حتى نياية‬
‫كاالزدىار ‪ ،‬فبسط الخمفاء أيدييـ عمى السمطة كمارسكا صالحياتيـ كخمفاء عظماء دكف أف‬
‫يقيد مف سمطتيـ أحد أك طائفة ‪ ،‬لكف دكاـ الحاؿ مف المحاؿ فالبد مف أف تدكر السنف‬
‫التاريخية دكرتيا‪ ،‬فتشب الدكؿ كيشتد عكدىا كلكف تعترييا فترات الضعؼ كالترىؿ‬
‫كاالضطراب ثـ السقكط في النياية‪ ،‬فسرعاف ما بدأ الضعؼ كاالنحالؿ يغمر أقطار الدكلة‬
‫العباسية‪ ،‬بعد فترة القكة كالعنفكاف‪.‬‬
‫كمف أسكأ الفترات التي مرت بيا الدكلة العباسية التي سبقت الغزك المغكلي نجد‬
‫عصر السيطرة البكييية التي تعتبر امتدادا لعصر نفكذ األتراؾ حيث امتدت مف ‪334‬ق‬
‫إلى‪447‬ىػ‪.‬‬
‫إذ يعد العصر البكييي مف أكثر العصكر تأثي ار عمى العالـ اإلسالمي في العصر‬
‫العباسي ‪ ،‬فظمت فترة ىيمنتيـ عمى الخمفاء كالدكلة ألكثر مف قرف مف الزماف‪.‬‬
‫حيث إنتقمت السمطة فعميا مف أيدم الخمفاء إلى أيدم أمراء بني بكيو القادميف مف بالد‬
‫الديمـ‪ ،‬كذلؾ راجع لتردم كضعؼ الخالفة العباسية‪ ،‬األمر الذم أدل إلى اضطراب أحكاؿ‬
‫الخالفة كتقيقرىا إضافة إلى كثرة الفتف كالصراعات السياسية كاإلدارية‪ ،‬كتراجع القدرات‬
‫االقتصادية ك اضطراب الحياة االجتماعية‪.‬‬
‫كىذا ما ىيأ لمسالطيف البكييييف السيطرة عمى مقاليد الحكـ‪ ،‬مع اإلبقاء عمى الخميفة‬
‫العباسي الذم لـ يبؽ لو مف الخالفة سكل لقبو ‪ ،‬فال أمر لو كال نيي‪.‬‬

‫أ‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫كىذا ما شد اىتمامنا لمبحث في تاريخ ىذه الفترة كالتعرؼ عمى البكييييف كخاصة‬
‫دراسة األكضاع االقتصادية آنذاؾ إباف سيطرتيـ عمى الخالفة‪ ،‬كىك المحكر األساسي الذم‬
‫تبحث فيو ىذه المذكرة ‪،‬مف حيث مدل آثار الييمنة البكييية عمى مؤسسة الخالفة كالدكلة‬
‫بشكؿ عاـ ‪ ،‬كىؿ يشكؿ التكجو السياسي كالخمفيات المذىبية األساس الذم تنبني عميو‬
‫الحركية االقتصادية ‪،‬كىؿ تشكؿ ازدكاجية السمطات داخؿ الدكلة الكاحدة عائقا لمتنمية‬
‫كلمتعرؼ عمى ىذا‬ ‫االقتصادية إذا ما قكرنت بتجميعيا في يد خمفاء العصر األكؿ ؟‬
‫المكضكع كمعالجتو ال بد مف طرح بعض األسئمة المتعمقة بو كاإلجابة عنيا‪:‬‬
‫فمف ىـ البكيييكف؟ كما ىي طبيعة التاريخ االقتصادم لمدكلة العباسية في عيدىـ؟ كما‬
‫مدل ىيمنتـ عمى الدكلة العباسية؟ كما ىي أبرز األنشطة اإلقتصادية التي إىتمكا بيا؟ كما‬
‫أثرىا عمى الحياة العامة؟ كما طبيعة النظاـ النقدم؟ كغيرىا مف األسئمة‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫اعتمدنا عمى المنيج التاريخي الكصفي كالتحميمي ألنيما األنسب لطبيعة ىذا المكضكع‬
‫‪،‬كقمنا بجمع المادة العممية مف المصادر كالدراسات الحديثة ‪ ،‬ككتب الجغرافيا كالرحالت‪،‬‬
‫إضافة إلى كتب األدب كالتراجـ‪ ،‬كالتحقؽ مف خالليا مف أجؿ استخراج ما يمكننا االستفادة‬
‫منو لحؿ اإلشكاليات كالتساؤالت المطركحة‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫الحدود الزمانية‪ :‬تنحصر الدراسة في الفترة الزمنية المحددة بيف ‪334‬ق‪447/‬ق‬
‫المكافؽ‪945‬ـ‪1055-‬ـ‪.‬‬
‫الحدود المكانية‪ :‬تنحصر الدراسة جغرافيا في جغرافية الدكلة اإلسالمية زمف العباسييف‬
‫كاألقاليـ المنضكية تحتيا‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫مبررات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬التعرؼ عمى بني بكيو كاظيار أحكاؿ عاصمة الخالفة العباسية بغداد إباف سيطرتيـ‬
‫عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء صكرة عف دكر األنشطة االقتصادية المختمفة كمدل تأثيرىا عمى الحياة العامة‬
‫في عيد الييمنة البكييية‪.‬‬
‫‪ -‬بياف مالمح النظاـ النقدم كمستكل األسعار أثناء السيطرة البكييية‪.‬‬
‫‪ -‬مدل تأثير التعدد المذىبي المتبايف (سني‪-‬شيعي)داخؿ الدكلة الكاحدة عمى الحياة العامة‬
‫كبشكؿ خاص الكضع االقتصادم‪.‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫يعالج ىذا البحث الكضع االقتصادم لمدكلة العباسية زمف البكييييف‪ ،‬حيث جاءت‬
‫خطتو عمى شكؿ ثالث فصكؿ كخاتمة كقائمة المصادر كالمراجع كبعض المالحؽ‪.‬‬
‫بالنسبة لمفصؿ األكؿ تطرقنا فيو إلى األكضاع العامة التي سادت في الدكلة العباسية‬
‫قبيؿ النفكذ البكييي‪ ،‬كقد قسمناه إلى خمسة عناصر تحدثنا فييا عف تدىكر أحكاؿ الخالفة‬
‫بتداء "بالمقتدر با﵀" إلى غاية "المستكفي با﵀" ‪295‬ق‪-‬‬
‫آنذاؾ كفترة حكـ الخمفاء العباسييف إ ن‬
‫‪334‬ق‪ ،‬كمف ىـ الكزراء الذيف تعاقبكا عمى ك ازرة الدكلة إلى أف ظير نظاـ إمرة األمراء‪،‬‬
‫كختمناه بالحديث عف األزمات اإلقتصادية‪.‬‬
‫أما الفصؿ الثاني قمنا بإعطاء نبذة تاريخية لمتعرؼ عف البكييييف مف خالؿ خمسة‬
‫عناصر تتبعنا أصميـ كقياـ دكلتيـ ككيؼ دخمكا إلى بغداد‪ ،‬كما ىك مذىبيـ كأىـ سالطينيـ‬
‫ككيؼ كانت عالقتيـ بالخالفة العباسية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمفصؿ الثالث درسنا فيو األكضاع اإلقتصادية في الدكلة العباسية زمف‬
‫البكي يييف كقسمناه إلى خمسة عناصر أيضا‪ ،‬بدأنا فييا بالحديث عف دكر بني بكيو في‬

‫ج‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫النشاط الزراعي كالتجارة كحركة األسكاؽ كالصناعة كالحرؼ‪ ،‬كما تحدثنا عف النظاـ النقدم‬
‫كمستكل األسعار‪ ،‬إضافة إلى المقاييس كالمكاييؿ كالمكازيف‪.‬‬
‫كفي األخير خاتمة تضمنت النتائج التي كصمت إلييا الدراسة‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬تفرؽ المادة العممية كانتشارىا في العديد مف المصادر كالمراجع أخذ منا كقتا كثي ار مف‬
‫أجؿ تجميع المعمكمات كتنظيميا‪.‬‬
‫‪ -‬قمة الدراسات الميتمة بيذه الفترة في مجاؿ التاريخ االقتصادم مما يصعب ميمتنا في‬
‫جمع مادتو كعناصره ‪،‬لكف كجكد الدراسات المتعمقة بيذه الفترة في المجاؿ السياسي‬
‫كاالجتماعي كالثقافي كالفكرم كانت عكنا لنا بما كفرتو لنا مف مادة مكممة لمكضكعنا‪.‬‬
‫نقد المصادر‪:‬‬
‫‪ -‬المقدسي‪ُ :‬يعد كتاب ''أحسف التقاسـ في معرفة األقاليـ" لشمس الديف أبي عبد ا﵀ أحمد‬
‫ضـ معمكمات إقتصادية كاجتماعية كفكرية كجغرافية‪ ،‬إذ يعطي كصفا دقيقا‬
‫بف أبي بكر‪ّ ،‬‬
‫لكؿ مدينة مف مدف العراؽ‪ ،‬كما تحدث عف اإلنتاج الزراعي كالنشاط التجارم‬
‫كالمعامالت المالية‪ ،‬كالمكاييؿ كالمكازيف‪.‬‬
‫‪ -‬مسكويه ‪ :‬يعتبر كتاب ''تجارب األمـ كتعاقب اليمـ'' لمسككيو أبي الخازف أحمد بف‬
‫يعقكب(ت‪421 :‬ق) مف المصادر الميمة التي إعتمدنا عمييا كثيرا‪ ،‬ألنو حدثنا عف‬
‫الدكلة البكييية‪ ،‬فيك شاىد عياف عمى فترة عصر الدكلة‪ ،‬لقد أفادنا في الحديث عف‬
‫نسب البكييييف كبدايتيـ كعالقاتيـ الخارجية كانجازاتيـ اإلقتصادية كالسياسية كالعممية‪،‬‬
‫ألنو عاصر الحدث‪ ،‬كما أنو خدـ البكييييف كأميف لمكتبة ركف الدكلة البكييي‪ ،‬ككتاب‬
‫تجارب األمـ كتاب في التاريخ العاـ‪ ،‬يبدأ مف الخميفة كينتيي إلى سنة ‪369‬ق‪979/‬ـ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الجوزي‪ :‬يعتبر كتاب ''المنتظـ في تاريخ الممكؾ كاألمـ'' لعبد الرحمف ابف الجكزم‪،‬‬
‫مف أكؿ الكتب التي عالجت المرحمة األخيرة مف الحكـ البكييي‪ ،‬حيث أخبرنا بالتاريخ‬

‫د‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫اإلسالمي لغاية ‪575‬ق‪1179/‬ـ‪ ،‬كيقدـ لنا ىذا الكتاب الكثير مف المعمكمات عف‬
‫األحكاؿ السياسية خالؿ العصر البكييي التي عرفت العديد مف الصراعات كالفتف داخؿ‬
‫األسرة البكييية‪.‬‬
‫‪ -‬ابن األثير‪ :‬أما كتاب ''الكامؿ في التاريخ'' لعز الديف بف الحسف بف أبي الكرـ المعركؼ‬
‫بابف األثير‪ ،‬ىك مف أبرز المصادر التي عرفيا التاريخ اإلسالمي‪ ،‬أفادنا بمعمكمات‬
‫مفصمة عف بني بكيو كلـ يقتصر كالمو عمى العراؽ فقط أك عكاصـ الدكيالت المستقمة‬
‫بؿ تحدث عف أكضاع الكاليات التابعة أيضا‪ ،‬فتكمـ عف الجانب السياسي كاألكضاع‬
‫العسكرية كاإلقتصادية كاإلدارية كاإلجتماعية خاصة خالؿ عيد عضد الدكلة‪.‬‬
‫‪ -‬ابن خمكان‪ :‬كتاب ''كفيات األعي اف كأبناء الزماف'' ألبي العباس شمس الديف أحمد بف‬
‫محمد‪ ،‬إ ستفدنا منو مف خالؿ ترجمة بعض الشخصيات مف ضمنيـ األمراء البكييييف‬
‫كبعض الشخصيات البارزة آنذاؾ‪.‬‬
‫‪ -‬ابن الطقطقي‪:‬يعتبر كتاب ''الفخرم في اآلداب السمطانية كالدكؿ اإلسالمية'' لمحمد بف‬
‫عمي بف طباطبا‪ ،‬مف أىـ الكتب المعتمدة في ىذه الدراسة ككنو يحتكم عمى معمكمات‬
‫ىامة عف كزراء بني العباس في مختمؼ عصكرىـ‪ ،‬كعف بداية البكييييف كتأسيس دكلتيـ‬
‫كعالقتيـ بالخمفاء العباسييف في بغداد‪ ،‬كمكقفيـ منيا عند دخكليـ سنة ‪334‬ق‪945/‬ـ‪.‬‬
‫الدراسات الحديثة‪:‬‬
‫‪ -‬كتاب ''تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم'' لعبد العزيز الدكرم الذم يعتبر‬
‫مف أىـ الكتب التي تناكلت الحياة اإلقتصادية في العراؽ إباف السيطرة البكييية‪ ،‬إذ تناكؿ‬
‫فيو أحكاؿ األرض كالزراعة‪.‬‬
‫‪ -‬ككتابو المسمى''دراسات في العصكر العباسية المتأخرة'' الذم تحدث فيو عف ضعؼ‬
‫الخالفة العباسية ابتداء مف فترة الخميفة الكاثؽ با﵀ حتى نياية العيد البكييي‬
‫‪447‬ق‪1055/‬ـ‪.‬‬

‫ق‬
‫مقدمة‪............................................................................... :‬‬

‫‪ -‬كتاب ''الخالفة العباسية في عيد تسمط البكييييف'' لكفاء محمد عمي''‪ ،‬غير أف ىذا‬
‫الكتاب ضـ ما تضمنو كتاب ''تجارب األمـ'' حرفيا‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب ''تاريخ الدكلة البكييية السياسي كاإلقتصادم كالثقافي – مقاطعة فارس ‪-334-‬‬
‫‪447‬ق‪1055_945/‬ـ'' لحسف منيمة‪ ،‬تعرفنا مف خاللو عمى أحكاؿ الدكلة البكييية‪،‬‬
‫كشؤكف الخالفة التي دامت أكثر مف قرف خاصة في عاصمة الخالفة بغداد‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب ''الخالفة العباسية ''السقكط كاالنييار'' لفاركؽ عمر فكزم‪ ،‬تناكؿ فيو المؤلؼ‬
‫سيطرة السالطيف عمى مؤسسة الخالفة حيث سمبكا مف الخميفة كامؿ صالحيتو فمـ يبقى‬
‫لو مف الخالفة إال المقب فقط‪ ،‬كدرس فيو اإلقطاع العسكرم كأشار إلى أنو أداة لمخراب‬
‫اإلقتصادم كلمفساد اإلدارم‪.‬‬
‫‪ -‬كما إعتمدنا في كتابة ىذه الرسالة عمى بعض الرسائؿ الجامعية التي ليا عالقة‬
‫بالمكضكع المراد دراستو كتمكنا مف خالليا إلى الكصكؿ إلى بعض المصادر كالمراجع‪،‬‬
‫أفادتنا بالكثير مف بينيا ''كاقع الحياة العامة في العراؽ زمف البكييييف'' لمحمد نكاؼ عبد‬
‫ربو أبكست‪ ،‬كرسالة ''ضعؼ المجتمع اإلسالمي في ظؿ الخالفة العباسية أياـ السمطنة‬
‫البكييية ‪447-334‬ق‪1055-945/‬ـ أسبابو كآثاره'' إضافة إلى رسالة الماجستير التي‬
‫أعدىا الطالب عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة ''العراؽ خالؿ عصر عضد الدكلة‬
‫البكييي''‬
‫‪ -‬كبعض المكسكعات كالمحاضرات المتعمقة بالدراسة‬
‫كنرجكا أف نككف قد كفقنا في معالجة المكضكع بما يتطمبو عمميا كمنيجيا‪ ،‬كا﵀ المكفؽ‬
‫كاليادم إلى سكاء السبيؿ‪.‬‬

‫ك‬
‫الفصل األول‪ :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية‬

‫قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ .1‬تدهور أحوال الخالفة‬


‫‪ .2‬الخمفاء العباسيون ‪334-295‬ه‪945-907/‬م‬
‫‪ .3‬الوزارة والوزراء‬
‫‪ .4‬عصر إمرة األمراء ‪334-324‬ه‪945-935/‬م‬
‫‪ .5‬األزمات االقتصادية‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ .1‬تدهور أحوال الخالفة‬


‫شكمت كاقعة مقتؿ المتككؿ عمى ا﵀ سنة ‪247‬ق‪861/‬ـ بداية إنحطاط كانقساـ الدكلة‬
‫العباسية‪ ،‬ذلؾ بعد إستفحاؿ قكاده األتراؾ الذيف إصطنعيـ(‪ .)1‬فكانت تمؾ الحادثة إيذانا‬
‫ببداية عيد جديد مف اإلضطراب كاالنقساـ كالتدىكر(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كأحمد بف‬ ‫كيصؼ اليعقكبي خالفة المنتصر بقكلو‪'' :‬ككاف الغالب عميو أكتامش‬
‫(‪)4‬‬
‫كالحاؿ نفسو بالنسبة لخالفة المستعيف إذ "غمب عمى أمره أكتامش التركي‪،‬‬ ‫الخصيب‬
‫كشجاع بف القاسـ‪ -‬كاتب أكتامش‪ -‬كأحمد بف الخصيب‪ ،‬حتى لـ يبؽ ألحد معيـ أمر''‬
‫كيضيؼ المسعكدم بقكلو‪'' :‬كالمستعيف ال أمر لو‪ ،‬كاألمر لبغا ككصيؼ‪ ،‬حتى قاؿ فيو أحد‬
‫(‪)5‬‬
‫الشعراء‪:‬‬
‫بيف كصيؼ كبغا‬ ‫خميفة في قفص‬
‫كما تقكؿ الببغا‬ ‫يقكؿ ما قاال لو‬

‫‪ -1‬حسف منيمة‪ ،‬تاريخ الدكلة البكييية السياسي كاإلقتصادم كاإلجتماعي كالثقافي – مقاطعة فارس‪447-334 -‬ق‪-945/‬‬
‫‪1055‬ـ‪ ،‬الدار الجامعية‪1987 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -2‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬ضعؼ المجتمع اإلسالمي في ظؿ الخالفة العباسية أياـ السمطنة البكييية ‪-334‬‬
‫‪447‬ق‪1055-945/‬ـ أسبابو كآثاره‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة اليرمكؾ‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬أكتامش‪ :‬أحد قادة األتراؾ‪ ،‬استكزره الخميفة المستعيف سنة ‪247‬ق‪861/‬ـ‪ ،‬كأطمؽ يده في بيكت األمكاؿ حتى صارت‬
‫أمكاؿ الخميفة تذىب إلى بيتو‪ ،‬فحقد عميو كؿ مف كصيؼ كبغا التركييف‪ ،‬فأكع از العساكر األتراؾ ضده حتى قتمكه سنة‬
‫‪249‬ـ‪863/‬ـ‪ .‬الطبرم‪ ،‬محمد بف جرير‪ ،‬تاريخ الرسؿ كالممكؾ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دارسكيداف‪،‬‬
‫‪1967‬ـ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .263‬مسككيو‪ ،‬أحمد بف محمد أبك عمي الرازم‪ ،‬تجارب األمـ كتعاقب اليمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬سيد كسركم‬
‫حسف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .151-150‬ابف األثير‪ ،‬عز الديف أبك الحسف عمي بف محمد‬
‫بف محمد الشيباني‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك الفداء عبد ا﵀ القاضي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪1،1995‬ـ‬
‫ج‪ ،5‬ص‪.313‬‬
‫‪ -4‬أحمد بف الخصيب‪ :‬الجرجرائي أبك العباس الكاتب كاف يكتب لممنتصر كىك أمير فمما تكلى الخالفة كتكلى لو البيعة‬
‫عمى الناس فكاله الك ازرة‪ ،‬كلـ يزؿ كزيره حتى مات كاستخمؼ المستعيف فأقره عمى ك ازرتو شيريف ثـ نكبو‪ .‬الطبرم‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .240‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .141‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.311‬‬
‫‪ -5‬المسعكدم‪ ،‬عمي بف الحسيف‪ ،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد الحميد‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتبة العصرية‪،‬‬
‫‪1988‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.145‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫أما عف خالفة المعتز فيقكؿ اليعقكبي‪'' :‬كغمبعمى األمر – يعني صالح بف كصيؼ‬
‫كصير في بيت‪ ،‬كأخذ‬
‫َ‬ ‫فيـ المعتز بجمع األتراؾ‪ ،‬ثـ دخؿ عميو‪ ،‬فأزالو مف مجمسو‪،‬‬
‫التركي‪ّ -‬‬
‫رقعتو بخمع نفسو(‪ .)1‬كحسب إ عتقاد ابف خمدكف فقد كصؼ حاؿ الخالفة العباسية بعد مقتؿ‬
‫المتككؿ بقكلو‪'' :‬ضعفت الدكلة العباسية بعد اإلستفحاؿ‪ ،‬كتغمب عمى الخميفة فييا األكلياء‬
‫كالقرابة كالمصطنعكف‪ ،‬كحدثت الفتف ببغداد''(‪.)2‬‬
‫فأخذت بعض الدكيالت اإلسالمية في المشرؽ اإلسالمي باإلستقالؿ عف الخالفة‬
‫العباسية‪ ،‬كأصبح العمكية إلى النكاحي مظيريف دعكتيـ‪ ،‬فدعا أبك عبد ا﵀ الشيعي سنة‬
‫‪286‬ق‪899/‬ـ بإفريقيا في طاعة عبيد ا﵀ الميدم كظير بطبرستاف الحسيف بف زيد(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫كممكيا‪ ،‬كظير باليمف يحي بف‬ ‫كيعرؼ بالداعي سنة ‪250‬ق‪864/‬ـ أياـ المستعيف‬
‫الحسيف بف القاسـ الرسي ابف إبراىيـ طباطبا الممقب بالرئيس حيث أظير دعكة الزيدية فممؾ‬
‫بالد اليمف(‪.)5‬‬
‫كقد إستقؿ عدد مف الدكيالت اإلسالمية في بالد المشرؽ اإلسالمي عف الدكلة العباسية‬
‫إستقالال شبو تاـ‪ ،‬إستبقى الخميفة فييا بالخطبة عمى منابرىا كسؾ إسمو عمى عممتيا كبدأت‬

‫‪ -1‬اليعقكبي‪ ،‬أبك العباس أحمد بف إسحاؽ بف جعفر بف كىب بف كاضح‪ ،‬تاريخ اليعقكبي‪ ،‬النجؼ‪ ،‬مطبعة الغرل‪،‬‬
‫‪1939‬ـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.504‬‬
‫‪ -2‬ابف خمدكف‪ ،‬عبد الرحمف بف محمد‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف المسمى العبر كديكاف المبتدأ كالخبر في أياـ العرب كالعجـ‬
‫كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم السمطاف األكبر‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪2003 ،2‬ـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.344‬‬
‫‪ -3‬الحسف بف زيد‪ :‬ىك الحسف بف زيد محمد بف إسماعيؿ بف الحسف بف زيد بف الحسف بف عمي بف أبي طالب‪ ،‬ظير سنة‬
‫‪250‬ق‪864/‬ـ‪ ،‬ككثر جيشو كاستكلى عمى جرجاف كىزـ جيكش الخمفاء ثـ أخذ الرم كصاىر الديمـ‪ ،‬تكفي سنة‬
‫‪270‬ق‪883/‬ـ‪ .‬الذىبي‪ ،‬شمس الديف أبك عبدا﵀ محمد بف أحمد بف عثماف بف قايماز‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬بشار‬
‫عكاد‪ ،‬بيركت‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪،‬ط‪ ،9‬ج‪ ،13‬ص‪ .137-136‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ج‪ ،9‬ص‪.271‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .271‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.155‬‬
‫‪ -5‬العاصمي‪ ،‬المكي عبد الممؾ بف حسيف بف عبد الممؾ‪ ،‬سمط النجكـ العكالي في أنباء األكائؿ كالتكالي‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬الشيخ‬
‫عادؿ أحمد عبد المكجكد‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬ط‪1998 ،1‬ـ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.539‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫دكلة بف الصفار في الظيكر سنة ‪254‬ق‪867/‬ـ بعد أف إستكلى صاحبيا عمى سجستاف‬
‫كممؾ السامانيكف ما كراء النير سنة ‪261‬ق‪870/‬ـ(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫كىراة مف خرساف‬
‫(‪)3‬‬
‫بالبصرة في خالفة الميتدم العباسي سنة‬ ‫كقد كاف خركج صاحب الزنج‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫بالظيكر في سكاد الككفة سنة ‪278‬ق‪889/‬ـ‬ ‫‪255‬ق‪868/‬ـ(‪ ،)4‬بعدىا بدأ أمر القرامطة‬
‫(‪)6‬‬
‫كفي سنة ‪286‬ق‪899/‬ـ عظـ أمرىـ كاشتد في البحريف كظير ابف طكلكف‬ ‫‪278‬ق‪889/‬ـ‬
‫طكلكف سنة ‪254‬ق‪868/‬ـ‪ ،‬كبدأ في إقامة دكلتو حتى شمؿ ممكو مصر كالشاـ(‪.)7‬‬
‫كأ عتبرت حادثة إغتياؿ المتككؿ األكلى مف نكعيا في تاريخ الخمفاء العباسييف(‪ ،)8‬بعد‬
‫أف قتمو جماعة مف األتراؾ عمى رأسيـ كصيؼ كبغا المعركؼ بالشرابي‪ ،‬كذلؾ بعد إنتياء‬
‫مجمس شراب الخميفة كبقاءه كحده في حالة سكر رفقة الفتح بف خاقاف الذم قُتؿ كىك يدافع‬
‫عف سيده‪ .‬ككاف ذلؾ ناتجا عف إنحراؼ المتككؿ عف المنتصر‪ ،‬كذلؾ باختالؼ ميكؿ‬
‫المنتصر عف ميكؿ أبيو المتككؿ‪ ،‬فاألكؿ كاف يميؿ إلى الشيعة كآؿ عمي‪ ،‬عمى عكس‬
‫المتككؿ الذم كاف يكره العمكييف أشد الكره(‪.)9‬‬
‫كسار المنتصر في دسائس الترؾ الذيف أركا في سياسة المتككؿ أجميـ فقرركا التخمص‬
‫منو فكجدكا كلي العيد حميفا ليـ‪ ،‬فعمؿ المنتصر عمى تقكية مكانتو بينيـ فكاف يجتذب قمكب‬

‫‪ -1‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.502‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.514‬‬
‫‪ -3‬فيصؿ السامر‪ ،‬ثكرة الزنج‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار المدل لمثقافة كالنشر‪ ،‬ط‪2000 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ -4‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،9‬ص‪ .410‬المسعكدم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .194‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬‬
‫ج‪ ،4‬ص‪.223‬‬
‫‪-5‬سييؿ زكار‪ ،‬أخبار القرامطة في اإلحساء –الشاـ‪-‬العراؽ‪ -‬اليمف‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار حساف‪ ،‬ط‪1982 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪ .6‬ميكاؿ ياف‬
‫ياف دم خكيو‪ ،‬القرامطة نشأتيـ دكلتيـ كعالقاتيـ بالفاطمييف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار ابف خمدكف‪ ،‬ط‪1978 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -6‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪ .23‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.354 -353‬‬
‫‪ -7‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،339‬كج‪ ،6‬ص‪.18‬‬
‫‪ -8‬فكزم فاركؽ عمر‪ ،‬الخالفة العباسية في عصر الفكضى العسكرية ‪334-247‬ىػ‪946-861/‬ـ‪ ،‬دراسة تاريخية لبكادر‬
‫التسمط العسكرم عمى الخالفة العباسية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬ط‪1977 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -9‬الدكرم عبد العزيز‪ ،‬دراسات في العصكر العباسية المتأخرة‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة السرياف‪1945 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.56‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كانتيى ىذا التحالؼ بمصرع المتككؿ ليمة األربعاء يكـ الثالثاء ‪ 4‬شكاؿ ‪247‬ىػ(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫األتراؾ‬
‫‪247‬ىػ(‪.)2‬‬
‫فكانت ىذه الحادثة فاتحة بالء عمى الخالفة كاعالف لزكاؿ حرمتيا‪ ،‬كفتح باب الفكضى‬
‫لمدكلة العباسية(‪ .)3‬كلـ يكف ىذا األمر مجرد إغتياؿ لممتككؿ‪ ،‬فيك يمثؿ البداية األكلى لزكاؿ‬
‫لزكاؿ سمطاف الخميفة‪ ،‬كالنتيجة الحتمية لغمبة العناصر غير العربية عمى الجيش كالسياسة‬
‫معا(‪.)4‬‬
‫أما بالنسبة لتعييف كعزؿ الخميفة كحتى في طريقة قتمو فكاف محككما بمشيئة القائد‬
‫التركي أك الديممي‪ .‬فالخميفة المنتصر با﵀ (‪248-247‬ق)ػ مات مسمكما قبؿ أف يكمؿ‬
‫عامو األكؿ في الخالفة(‪ ،)5‬كذبح المستعيف بعد عزلو(‪ ،)6‬أما الخميفة المعتز فنيايتو كانت‬
‫مؤلمة عمى يد القادة األتراؾ حيث تخمى عف الخالفة بعد أف ضربكه كعذبكه‪ ،‬كأكقفكه في‬
‫الشمس إذ كاف يرفع رجال كيضع أخرل مف شدة الحر فمات عطشا(‪ .)7‬كيصؼ ابف‬
‫الطقطقي الحالة أياـ الخميفة المعتز بقكلو‪'' :‬إف االتراؾ قد إستكلكا منذ قتؿ المتككؿ عمى‬
‫المممكة‪ ،‬كاستضعفكا الخمفاء‪ ،‬فكاف الخميفة بيدىـ كاألسير‪ ،‬إف شاءكا أبقكه كاف شاءكا خمعكه‬

‫‪ -1‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،11‬ص‪.64‬‬


‫‪ -2‬الدكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ -4‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -5‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .251‬المسعكدم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .134‬السيكطي‪ ،‬جالؿ الديف عبد‬
‫الرحمف بف كماؿ أبك الفضؿ‪ ،‬تاريخ الخمفاء مف الخالفة الراشدة إلى سنة ‪903‬ق‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد غساف نصكح غرقكؿ‬
‫الحسيني‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار المناىج‪ ،‬ط‪2013 ،2‬ـ ص‪.357‬‬
‫‪-6‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.358‬‬
‫‪ -7‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪ .390-389‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.360‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كاف شاءكا قتمكه''(‪.)1‬أما الميتدم فقتؿ سنة ‪256‬ىػ‪869/‬ـ بعد محاكلتو إبعاد القادة األتراؾ‬
‫كاقصائيـ عف السياسة كالسيطرة عمى مؤسسة الخالفة(‪.)2‬‬
‫لذلؾ يرل حمزة األصفياني أف مرحمة تدىكر الخالفة العباسية قد بدأت بعد مركر ثالثة‬
‫عشر سنة مف خالفة المقتدر ‪308‬ىػ‪920/‬ـ‪ .‬إذ يقكؿ‪'' :‬فعندما بدأت األحداث كالفتف في‬
‫دار مممكتيـ‪ ،‬فأزالت عف الجند كالرعية ىيبتيـ‪ ،‬كأخمت مف األمكاؿ خزائنيـ‪ ،‬كمف ذخائر‬
‫(‪)3‬‬
‫أكائميـ بيكت أمكاليـ‪ ،‬ككانت مدة لبث ىذه األحداث في دار مممكتيـ خمس كعشريف سنة''‬
‫(‪)3‬‬
‫أم سنة ‪334‬ىػ‪945/‬ـ كىي سنة دخكؿ البكييييف إلى بغداد‪ .‬ليصؿ إلى أف‬ ‫سنة''‬
‫البكييييف ىـ مف حاكلكا إصالح األمكر كاعادة ىيبة كقكة الدكلة العباسية إذ يقكؿ‪'' :‬كشمؿ بو‬
‫الخراب بغداد‪ ،‬ككقع عمى سكانيا الجالء إلى أف أغاث ا﵀ بقاياىـ بأبي الحسيف بكيو''(‪.)4‬‬
‫لكف الحقيقة أف مجيء البكييييف لـ يكف عكنا لمخميفة كما ذكر األصفياني بؿ كاف‬
‫(‪)5‬‬
‫الذم كجد أف الفرصة أصبحت متاحة ليتحكمكا بالدكلة‬ ‫بطمب مف القائد الديمميكيناؿ ككشو‬
‫بالدكلة فاستنجدكا بيـ ليحققكا ليـ غايتيـ في السيطرة‪ ،‬زيادة عمى ذلؾ الرغبة الشديدة لدل‬
‫البكييييف في التكسع غربا عمى حساب الخالفة العباسية(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬ابف الطقطقي‪ ،‬محمد بف عمي‪ ،‬الفخرم في اآلداب السمطانية كالدكؿ اإلسالمية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد القادر مايك‪ ،‬حمب‪ ،‬دار‬
‫القمـ العربي‪ ،‬ط‪1997 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.243‬‬
‫‪ -2‬اليعقكبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .506‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.393‬‬
‫‪ -3‬األصفياني‪ ،‬حمزة بف الحسف ‪ ،‬تاريخ سني ممكؾ األرض كاألنبياء عمييـ الصالة كالسالـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪،‬‬
‫‪1961‬ـ‪ ،‬ص‪ .154‬األميف حسف‪ ،‬دائرة المعارؼ اإلسالمية الشيعية‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار التعارؼ‪ ،‬ط‪2001 ،6‬ـ‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.401‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪ -5‬كيناؿ ككشو‪ :‬أحد كبار رجاؿ الدكلة‪ ،‬قمده أمير األمراء ابف شيرزاد أعماؿ المعاكف بكاسط سنة ‪334‬ىػ‪945/‬ـ‪ ،‬ثـ دخؿ‬
‫في خدمة كطاعة معز الدكلة البكييي قبؿ دخكلو بغداد‪ ،‬ماؿ إلى جانب ناصر الدكلة الحمداني في حربو مع معز الدكلة‬
‫البكييي‪ .‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪275‬ك‪.278‬‬
‫‪ -6‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.3‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ .2‬الخمفاء العباسيون‪334 -295‬ه‪945_907/‬م‪:‬‬


‫تكلى الخالفة خالؿ ىذه الفترة خمسة خمفاء ىـ‪'' :‬المقتدر با﵀ (‪320-295‬ق‪-907/‬‬
‫‪932‬ـ)‪ ،‬القاىر با﵀ (‪322-320‬ق‪933-932/‬ـ)‪ ،‬الراضي با﵀ (‪329-322‬ق‪-933/‬‬
‫‪940‬ـ)‪ ،‬المتقي ﵀ (‪333-329‬ق‪944 _940/‬ـ)‪ ،‬كالمستكفي با﵀ (‪334_333‬ق‪-944/‬‬
‫‪945‬ـ)(‪.)1‬‬
‫أ‪ .‬المقتدر باهلل ‪320-295‬ه‪932-207/‬م‪:‬‬
‫كاف الشرط األساسي الذم يتطمبو الكزراء كالجند كالحاشية إلختيار الخميفة ىك أف‬
‫تتكافر فيو صفة الضعؼ‪ ،‬لكي تككف ليـ الحرية المطمقة لمتصرؼ بأمكر الدكلة كاممة كذلؾ‬
‫بكجكد خميفة ضعيؼ ال حكؿ لو كال قكة أماـ تحكـ القادة المدنييف كالعسكرييف عمى حد‬
‫سكاء(‪ .)2‬كعمى ىذا األساس أختير المقتدر كسنو لـ يتجاكز الحادية عشرة بعد النصيحة التي‬
‫قدميا أبي الحسف عمى بف محمد بف الفرات الكاتب –الذم أصبح كزي ار فيما بعد‪ -‬إلى‬
‫الكزير العباس بف الحسف كذلؾ بأف ال يكلي الخالفة لمف يتصؼ بالقكة كالحزـ‪ ،‬قاؿ لو‪'' :‬لـ‬
‫تجئ برجؿ يأمر كينيي كيعرؼ مالنا‪ ،‬كبمف يباشر التدبير بنفسو‪ ،‬كيرل أنو مستقؿ‪ ،‬كلـ ال‬
‫نسمـ ىذا أألمر إلى مف يدعؾ تدبره أنت''(‪.)3‬كبذلؾ أصبح مف الضركرم أف ال يكلي أمر‬
‫الخالفة مف عرؼ دار ىذا كنعمة ىذا كبستاف ىذا كمف نفي الناس كلقكه كعرؼ األمكر‬
‫كحنكتو التجارب''(‪ . )4‬كلقد ذبح أحد القضاة ألنو رفض مبايعة المقتدر قائال‪'' :‬ىك صبي كال‬
‫يجكز المبايعة لو''(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬


‫‪ -2‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.26‬‬
‫‪ -3‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.3‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.3‬‬
‫‪ -5‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كيصؼ ابف األثير حاؿ الدكلة في خالفة المقتدر ''إف المقتدر أىمؿ مف أحكاؿ الخالفة‬
‫كثي ار كحكـ فييا النساء كالخدـ كفرطّ في األمكاؿ‪ .)1(''....‬لقد كاف الدكر األساسي في تكجيو‬
‫الدكلة في عيد المقتدر با﵀ بيد النساء كالكزراء كالكتاب إذ كانكا يتصرفكف بأمكر الدكلة‬
‫كيفما يشاءكف‪ ،‬مستمديف تكجيياتيـ مف الحرـ كالحرس(‪ .)2‬لكف أـ المقتدر قبضت عمى زماـ‬
‫األمر‪ ،‬فكانت تكلي كتعزؿ كحالت دكف سيطرة القكـ عمى الخميفة‪ ،‬لكنيا لـ تتمكف مف إيقاؼ‬
‫الصراعات الداخمية ‪،‬األمر الذم أدل إلى خمع المقتدر مف خالفتو مرتيف‪ ،‬المرة األكلى بعد‬
‫إستخالفو بأربعة أشير‪ ،‬نصب ابف المعتز(‪)3‬مكانو لكف ذلؾ لـ يدـ سكل يكـ كاحد‪ ،‬عاد‬
‫بعدىا المقتدر إلى الخالفة كقتؿ ابف المعتز سنة ‪296‬ق‪908/‬ـ(‪ .)4‬أما المرة الثانية فكانت‬
‫بعد ‪ 21‬سنة مف خالفتو‪ ،‬فقد أجمع القكاد كالجند كاألكابر كاألصاغر مع مؤنس الخادـ عمى‬
‫خمعو‪ ،‬فقيركه كخمعكه كطالبكه أف يكتب رقعة بخمع نفسو ففعؿ‪ ،‬كأحضركا محمد بف المعتضد‬
‫فنصبكه كسمكه ''القاىر'' غير أنو لـ يستمر في الخالفة إال يكميف حيث إختمؼ الجند كتغير‬
‫رأييـ‪ ،‬فأعيد المقتدر إلى الخالفة مرة أخرل(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.222-221‬‬


‫‪ -2‬المسعكدم‪ ،‬عمي بف الحسيف‪ ،‬التنبيو كاالشراؼ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة اليالؿ‪1981 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ .342‬ابف األثير‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.140‬‬
‫‪ -3‬ابف المعتز‪ :‬عبد ا﵀ بف المعتز بف المتككؿ بف المعتصـ بف ىاركف الرشيد‪ ،‬كلد سنة ‪247‬ق عمى أكثر األقكاؿ‪ ،‬كقتؿ‬
‫سنة ‪296‬ق بعد أف إ ضطرب عمى الخميفة المقتدر عسكره كبايعكا البف المعتز بالخالفة ثـ عادكا مذعنيف لممقتدر‪ ،‬كلـ يينأ‬
‫بمقب الخميفة إال يكما أك بعض يكـ فتفرؽ الناس عنو كقضى عميو خنقا‪ .‬ابف المعتز‪ ،‬طبقات الشعراء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد الستار‬
‫أحمد فراج‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعارؼ‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -4‬ابف الجكزم‪ ،‬عبد الرحمف عمي‪ ،‬المنتظـ في تاريخ الممكؾ كاألمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد القادر عطا كمصطفى عبد القادر‬
‫عطا ‪،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.8‬‬
‫‪ -5‬مجيكؿ‪ ،‬العيكف كالحدائؽ في أخبار الحقائؽ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عمر السعيدم‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬المعيد الفرنسي لمدراسات العربية‬
‫‪1972‬ـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .244‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.110‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫لقد كاف السبب كراء محاكلة عزؿ الخميفة المقتدر ىك فقداف الثقة بيف كؿ مف الخميفة‬
‫(‪)1‬‬
‫دس بعض قادة الجيش لمؤنس‬
‫المقتدر كقائد الجيش مؤنس ‪ .‬بسبب حياكة المؤامرات‪ ،‬إذ ّ‬
‫أف الخميفة يدبر أمر عزلو مف قيادة الجيش فاستكحش منو كتنكر لو إذ إنسحب بالجيش مف‬
‫بغداد إلى الشماسية(‪.)2‬كقعت الحرب بيف مؤنس كجند الخميفة‪ ،‬فأبى أف يخرج بنفسو إلى‬
‫الحرب فمازاؿ بو قكاده لكنو خرج ككانت تمؾ المرة األكلى كالكحيدة التي قاتؿ فييا لكنو قتؿ‬
‫فييا(‪ .)3‬بعد أف جيدت أمو أال يخرج ككشفت عف ثديييا كبكت حيث أنو عندما إشتدت‬
‫الحرب ضربو رجؿ مف أصحاب مؤنس مف الخمؼ فسقط عمى األرض فذبحو بالسيؼ كسمب‬
‫ثيابو حتى سراكيمو كتركو مكشكؼ العكرة إلى أف مر بو رجؿ مف الفالحيف فستره بالحشيش‬
‫ثـ حفر لو في المكضع كدفف حتى عفا أثره(‪.)4‬‬
‫كيصؼ المسعكدم حاؿ الخالفة في عيد المقتدر بقكلو‪'' :‬أفضت الخالفة إليو كىك‬
‫غر ترؼ‪ ،‬لـ يعاف األمكر‪ ،‬كال كقؼ عمى أحكاؿ الممؾ‪ ،‬فكاف األمراء كالكزراء‬
‫صغير‪ّ ،‬‬
‫كالكتاب يدبركف األمكر‪ ،‬ليس لو في ذلؾ حؿ كال عقد‪ ،‬كال يكصؼ بتدبير كال سياستو كغمب‬
‫عمى األمر النساء كالخدـ كغيرىـ فذىب ما كاف في خزائف الخالفة مف األمكاؿ كالعدد سكاء‬
‫التدبير الكاقع في المممكة‪ ،‬فأداه ذلؾ عمى سفؾ دمو‪ ،‬كاضطربت األمكر بعده كزاؿ كثير مف‬
‫رسكـ الخالفة''(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬مؤنس الخادـ (‪321-213‬ق‪933-846/‬ـ)‪ :‬الممقب بالمظفر المعتضدم أحد الخداـ الذيف بمغكا رتبة الممكؾ‪ ،‬كاف مف‬
‫خدـ المعتضد العباسي‪ ،‬كاف أبيضا‪ ،‬فارسا شجاعا كمف الساسة الدىاة‪ ،‬بقي سنتيف سنة أميرا‪ ،‬كندب لحرب المغاربة‬
‫العبيدييف ككلى دمشؽ لممقتدر ثـ حاربو كلما تمكف القاىر مف الخالفة قتمو‪ .‬الذىبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.57-56‬‬
‫ابف تغرم بردم‪ ،‬يكسؼ جماؿ الديف أبي المحاسف يكسؼ البركم األتابكي‪ ،‬النجكـ الزاىرة في ممكؾ مصر كالقاىرة‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫محمد حسيف شمس الديف‪ ،‬ليبيا‪ ،‬دار الكتب العممية‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.272‬‬
‫‪ -2‬الشماسية‪ :‬صحراء كانت في أعمى بغداد كىي مجاكرة لدار الركـ التي في أعمى بغداد كىي أعمى مف الرصافة كمحمّة‬
‫أبي حنيفة‪ .‬ياقكت الحمكم‪ ،‬شياب الديف أبي عبد ا﵀ بف عبدا﵀ ‪،‬معجـ البمداف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪1995 ،2‬ـ‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.361‬‬
‫‪ -3‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.221‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.237-233‬‬
‫‪ -5‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب ك معادف الجكىر‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.344‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫ب‪ .‬القاهر باهلل ‪322-320‬ه‪933-932/‬م‪:‬‬


‫بعد مقتؿ المقتدر‪ ،‬كاف مؤنس يميؿ إلى تعييف ابنو أبي العباس مكانو لعالقتو الحسنة‬
‫بو‪ ،‬لكف قكاده الذيف جمعيـ لإلستشارة عارضكه‪ ،‬فقاؿ لو أحدىـ محذ ار ''بعد الكد'' إسترحنا‬
‫ممف لو كالدة كخالة كخدـ فنعكد إلى تمؾ الحالة(‪.)1‬‬
‫ثـ عدلكا بو إلى محمد بف المعتضد با﵀ ككاف مؤنس قد كرىو كنياىـ عنو فقالكا لو‬
‫''ىك كيؿ كال أـ لو كنرجك أف تستقيـ أمكرنا معو''(‪ .)2‬فأطاعيـ فيو كبايعو بعد أف أخذ منو‬
‫العيكد كالمكاثيؽ عمى عدـ البطش بيـ‪ ،‬ألف الخميفة الجديد كاف يتصؼ بالتقمب كالفتؾ‬
‫ألعدائو(‪.)3‬‬
‫لـ تستقـ أمكرىـ كثي ار مع الخميفة الجديد ''القاىر با﵀'' الذم حمؿ ىذا المقب عاـ‬
‫‪317‬ق‪ 929/‬ـ عند تعيينو خميفة ليكميف إثر خمع المقتدر‪ .‬كحدث ما كاف يخشاه مؤنس إذ‬
‫تخمص منو كمف بعض قاداتو كذبحو كما تذبح الشاة بالرغـ ما كاف لو مف سمطاف كنفكذ‬
‫كذلؾ سنة ‪321‬ق‪933/‬ـ(‪.)4‬‬
‫لقد إ تصؼ القاىر با﵀ بصفتيف أساسيتاف ىما إدمانو الخمر كسفؾ الدماء‪ ،‬ففي سنة‬
‫‪321‬ق‪ 933/‬أمر بتحريـ القياف كالخمر كسائر األنبذة كقبض عمى مف عرؼ بالغباء مف‬
‫الرجاؿ كالمخانيث كالجكارم المغنيات فنفى بعضيـ إلى البصرة كبعضيـ إلى الككفة ككاف‬
‫القاىر مع ذلؾ مكلعا بشرب الخمر كال يكاد يصحك مف السكر كيسمع الغناء كيختار مف‬
‫جكارم القياف مف يريد(‪.)5‬‬
‫كفي نفس السنة قاـ باعتقاؿ أـ المقتدر كبدأ بتقريرىا عف أمكاليا لمصادرتيا فحمفت لو‬
‫أنيا ال تممؾ مف الماؿ كالجكاىر إال القميؿ قائمة‪ ،‬لك كاف عندم ماؿ لما سممت كلدم‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.138‬‬


‫‪ -2‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -3‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب ك معادف الجكىر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.20‬‬
‫‪ -4‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.153‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫لمقتؿ''(‪ . )1‬فقاـ بضربيا بيده كعمقيا بفرد رجؿ كأسرؼ في ضربيا عمى المكاضع الغامضة‬
‫مف بدنيا‪ ،‬بالرغـ مف أنيا قد أحسنت إليو لما اعتقمو المقتدر عمى إثر محاكلة عزلو مف‬
‫الخالفة كتنصيب القاىر مكانو سنة ‪317‬ق‪929/‬ـ فرد ليا اإلحساف باإلساءة(‪ .)2‬كفي سنة‬
‫‪321‬ق‪933/‬ـ قبض الخم يفة القاىر عمى أبي أحمد محمد بف المكتفي الذم تنازؿ لو عف‬
‫الخالفة بعد مقتؿ المقتدر بعد أف عرضيا عميو مؤنس(‪ .)3‬فعمؿ عمى قتمو بطريقة قاسية‬
‫أمر بأف يطيف عميو بيف حيطيف كىك حي(‪ .)4‬كفي سنة‬ ‫تقشعر ليا األبداف حيث‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫ألف كؿ منيا‬ ‫كنصر بف حمداف‬ ‫‪322‬ق‪933/‬ـ أحضر إسحاؽ بف إسماعيؿ النكبختي‬
‫طـ‬
‫إشترل جارية كاف القاىر يرغب بيا فحقد عمييما كأحضرىما ثـ أمر بطرحيما في بئر ثـ ّ‬
‫البئر بالتراب حتى إمتألت كالخميفة كاقؼ ينظر(‪.)7‬‬
‫ج‪ .‬الراضي باهلل ‪329 -322‬ه‪940-933/‬م‪:‬‬
‫آلت الخالفة بعد القاىر إلى أبي العباس بف المقتدر الذم بايعو الجند كلقبكه الراضي‬
‫با﵀ سنة ‪322‬ق‪ 933/‬ـ‪ ،‬ككاف يحمؿ مف الصفات عكس ما كاف يتصؼ بو القاىر‪ ،‬ككاف‬

‫‪ -1‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.139‬‬


‫‪ -2‬ابف الجكزم ‪،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.321‬‬
‫‪ -3‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬آؿ الجراح كدكرىـ في سياسة الدكلة العباسية ‪334-247‬ق‪945-861/‬ـ‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -4‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،13‬ص‪.317‬‬
‫‪ -5‬النكبختي‪ :‬النكبختي إسماعيؿ بف عمي بف نكبخت البغدادم‪ ،‬مف غالة الشيعة ككبار مصنفييـ‪ ،‬كىك الذم كاف قد أشار‬
‫أشار عمى األمراء بخالفة القاىر با﵀ بعد كفاة الخميفة المقتدر با﵀ سنة ‪320‬ق‪941/‬ـ‪.‬الذىبي‪،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،15‬‬
‫ص‪ .329‬ابف كثير‪ ،‬إسماعيؿ البداية كالنياية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أحمد عبد الكىاب فتيح‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الحديث‪1994،‬ـ‪،‬ج‪،11‬‬
‫ص‪.201‬‬
‫‪ -6‬نصر بف حمداف‪ :‬ىك نصر بف حمداف بف حمدكف التغمبي‪ ،‬أبك السرايا‪ ،‬مف أمراء بني حمداف كلى المكصؿ سنة‬
‫‪318‬ق‪939/‬ـ كقاتؿ الخكارج ككاف أصغر إخكتو سنا‪ .‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪ 69 -68‬كص ‪.94‬‬
‫الزركمي‪ ،‬خير الديف‪ ،‬األعالـ قامكس تراجـ ألشير الرجاؿ كالنساء مف العرب كالمستعربيف كالمستشرقيف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار العمـ‬
‫لممالييف‪ ،‬ط‪1989 ،7‬ـ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.22‬‬
‫‪ -7‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.163 -162‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫سمحا سخيا شاع ار فصيحا يحب محادثة األدباء كالفضالء كالجمكس معيـ(‪.)1‬كلـ يجد‬
‫أصحابو فيو عيبا‪ ،‬إال أنو كاف يؤثر ل ّذتو كشيكتو عمى رأيو(‪.)2‬‬
‫كصمت حالة الخالفة في عيده إلى أسكأ مراحميا‪ ،‬بسبب إزدياد الصراعات الداخمية بيف‬
‫(‪)3‬‬
‫م‬
‫القادة الجيش كالمتغمبيف عمى األطراؼ كالنكاحي ‪ .‬فكانت فارس في يد عمي بف بكيو‪ ،‬كالر ّ‬
‫م كأصفياف كالجبؿ في يد أخيو الحسف بف بكيو كالمكصؿ كديار بكر كديار ربيعة‬
‫كالر ّ‬
‫كمضر في أيدم بني حمداف‪ ،‬كمصر كالشاـ في يد محمد ابف طغج ‪،‬ثـ في أيدم الفاطمييف‬
‫ك األندلس في يدعبد الرحمف بف محمد األمكم‪ ،‬كخرساف كالبالد الشرقية في يد نصر بف‬
‫أحمد الساماني(‪ . )4‬ككاف الخميفة يمثؿ خاتمة الخمفاء الذيف احتفظكا ببعض السمطات‬
‫كمظاىر الخمؼ‪ ،‬فكاف آخر خميفة لو شعر ُمدكف‪ ،‬كآخر خميفة انفرد بتدبير الجيكش‬
‫كاألمكاؿ‪ ،‬كآخر خميفة خطب عمى المنبر يكـ الجمعة‪ ،‬كآخر خميفة جالس الجمساء ككصؿ‬
‫إلى القدماء كالعمماء كآخر خميفة كانت مراتبة كجكائزه كخدمو كحجابو تجرم عمى قكاعد‬
‫الخمفاء المتقدميف(‪.)5‬‬
‫لما مات الراضي با﵀ بقي منصب الخالفة شاع ار بانتظار رأم إمرة األمراء‪ .‬القائد‬
‫التركي بجكـ الذم طغى نفكذه عمى الخميفة كأصبح يتحكـ فيو كسمب منو أىـ اختصاصات‬
‫(‪)6‬‬
‫أف‬ ‫كىي تعييف كلي العيد حيث أف الراضي با﵀ عندما أحس بقرب أجمو طمب مف بجكـ‬
‫يعقد كالية العيد األصغر أبا الفضؿ لكنو أىمؿ طمبو كقع اختياره عمى إبراىيـ بف المقتدر‪،‬‬

‫‪ -1‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬


‫‪ -2‬ىاممتكف جب‪ ،‬دراسات في حضارة اإلسالـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪ ،‬ط‪1974 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.209‬‬
‫‪ -3‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص ‪ 356‬ك‪.366‬‬
‫‪ -4‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ص‪.280‬‬
‫‪ -5‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،13‬ص‪ .337‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .277‬الذىبي‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪،‬ج‪ ،15‬ص‪.103‬‬
‫‪ -6‬بجكـ‪ :‬ىك أحد كبار العسكرييف داخؿ العراؽ في عيد الخميفة الراضي با﵀‪ ،‬تقمد إمارة بغداد كخرساف‪ ،‬قتؿ في كاسط في‬
‫في ‪329‬ق‪940/‬ـ‪ .‬الذىبي‪ ،‬شمس الديف أبكعبدا﵀ محمد بف أحمد بف عثماف بف قايماز‪ ،‬تاريخ اإلسالـ ككفيات المشاىير‬
‫كاألعالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬صالح الديف المنجد‪ ،‬الككيت‪ ،‬مطبعة حككمة الككيت‪،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،24‬ص‪.49‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫الذم اختار لنفسو لقب ''المتقي ﵀'' سنة ‪329‬ق‪940/‬ـ(‪.)1‬فالمتقي با﵀ كاف حسف السيرة‪،‬‬
‫متدينا يتعبد كيصكـ كلـ يشرب النبيذ لكنو كاف مغمكبا عمى أمره‪ ،‬كالحؿ كالعقد كاإلبراـ بأيدم‬
‫القكاد‪ ،‬فبعد كفاة أمير األمراء بجكـ ظيرت شخصية القائد التركي تكزكف(‪ .)2‬عمى مسرح‬
‫األحداث السياسية إذ عينو الخميفة المتقي أمي ار لألمراء بعد أف رحؿ أمير األمراء ناصر‬
‫الدكلة الحمداني مف بغداد عائدا إلى المكصؿ فانفرد بالسيطرة عمى مرافؽ الدكلة كأخذ يدير‬
‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كىك أكؿ خميفة ىرب مف بغداد كالتجأ إلى المكصؿ كبني حمداف‬ ‫بكاسط‬ ‫الدكلة مف مقره‬
‫(‪)5‬‬
‫كعندما عاد إلى بغداد غدر بو تكزكف ألجؿ ‪ 800‬ألؼ دينار‬ ‫حمداف خكفا كطمبا لمنجاة‬
‫عرضيا عميو أحد طالبي عرش الخالفة فقبض عميو كخمعو ثـ كحمو كأدخؿ بغداد مسيكؿ‬
‫العينيف كأحضر تكزكف عبد ا﵀ بف المكتفي كلقبو (المستكفي با﵀)(‪.)6‬‬
‫د‪ .‬خالفة المستكفي باهلل ‪333‬ه‪334 -‬ه‪:‬‬
‫أبك القاسـ‪ ،‬عبد ا﵀ بف المكتفي بف المعتضد‪ ،‬امو‪ :‬أـ كلد ‪ ،‬إسميا‪ :‬أممح الناس‪ ،‬بكيع‬
‫(‪)8‬‬
‫لو بالخالفة عند خمع المتقي(‪ .)7‬في صفر سنة ثالث كثالثيف‪ ،‬كعمره إحدل كأربعكف سنة‬
‫(‪)8‬‬
‫كاف مميح الشكؿ‪ ،‬حسف الجسـ كالكجو‪ ،‬أبيض المكف مشربا حمرة‪ ،‬أقنى األنؼ‪،‬‬ ‫سنة‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .233‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.203‬‬
‫‪ -2‬تكزكف‪ :‬تركي األصؿ كنيتو أبك الكفاء لقبو المتقي بالمظفر تكلى شرطة بغداد أثناء سيطرة البريدييف عمى بغداد قبؿ‬
‫تكليو إمرة األمراء‪ ،‬تقمد إمرة األمراء سنة ‪331‬ق‪942/‬ـ مف قبؿ المتقي تكفي في بغداد سنة ‪334‬ق‪945/‬ـ‪ .‬الصكلي‪ ،‬أبك‬
‫بكر محمد بف يحيى‪ ،‬أخبار الراضي كالمتقي ﵀ مف كتاب األكراؽ‪ ،‬مطبعة الصاكم‪1935 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ .243-242‬مسككيو‪،‬‬
‫المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.257‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪ .255‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.39‬‬
‫‪ -4‬كاسط‪ :‬سميت بكاسط لتكسطيا بيف الككفة كالبصرة كىي تبعد عف كؿ مدينة خمسيف فرسخا‪ .‬البالذرم‪ ،‬أحمد بف يحيى‬
‫بف جابر‪ ،‬فتكح البمداف‪ ،‬تحقيؽ ‪:‬عبد ا﵀ كعمر الطباع‪ ،‬بيركت‪ ،‬مؤسسة المعارؼ‪،‬ط‪ 3،1977‬ـ‪ ،‬ص‪.477‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ .259‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.39‬‬
‫‪ -6‬حسيف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -7‬المتقي با﵀‪ :‬ىك الخميفة أبك اسحاؽ إبراىيـ بف المقتدر بف المعتضد العباسي‪ ،‬بكيع لمخالفة سنة ‪329‬ق‪939/‬ـ‪ ،‬كاف‬
‫حسف الكجو‪ ،‬معتدؿ الخمؽ‪ ،‬معركؼ بتدينو كتقكاه ككاف ذك صكـ كتعبد كيقكؿ ال أريد نديـ غير المصحؼ‪ ،‬خمع مف‬
‫الخالفة سنة ‪333‬ق‪944/‬ـ‪ ،‬كتكفي في السجف سنة ‪357‬ق‪967/‬ـ‪ .‬الذىبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.356‬‬
‫‪ -8‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.613‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫(‪)1‬‬
‫كاف مدة خالفتو قصيرة‪ ،‬إذ جمس عمى العرش سنة كاحدة كأربع شيكر‬ ‫خفيؼ العارضيف‬
‫ككاف مغمكبا عمى أمره(‪ ،)2‬فاألمر كمو كاف تحت سيطرة تكزكف أمير األمراء(‪ .)3‬كاف تكزكف‬
‫تكزكف أكبر قكاد الديمـ في ذلؾ الكقت فمما خال منصب إمرة األمراء كاله المتقي إياه لكنو‬
‫سار فيو سيرة دنيئة كفي شير محرـ سنة ‪334‬ق‪ ،‬مات تكزكف ببغداد فأصبح كاتبو أبك‬
‫(‪)4‬‬
‫سيد المكقؼ‪.‬‬ ‫جعفر بف شيرزاد‬
‫دخؿ أحمد بف بكيو بغداد في جمادل األكلى سنة ‪334‬ق‪945/‬ـ بعد أف إضطربت‬
‫أحكاؿ الخالفة بسبب إشتداد التنافس حكؿ منصب إمرة األمراء(‪ .)5‬فاستقبمو الخميفة العباسي‬
‫المستكفي با﵀ كاحتفى بو كلقبو معز الدكلة‪ ،‬كلقب أخاه األكسط ركف الدكلة كاألكبر عماد‬
‫(‪)7‬‬
‫كاجتمع بالمستكفي‬ ‫الدكلة(‪.)6‬دخؿ معز الدكلة أكؿ ممكؾ بني بكيو في الحضرة الخميفية‬
‫حيث أمر ىذا األخير بأف تضرب ألقاب بني بكيو عمى الدنانير كالدراىـ(‪ ،)8‬ثـ إف معز‬
‫الدكلة قكل أمره كحجر عمى الخميفة كقرر لو كؿ يكـ برسـ النفقة خمسة أالؼ درىـ فقط‬
‫ككاف ىك أكؿ مف أظير السعادة ببغداد كأغكل المصارعيف كالسباحيف‪ ،‬فانغمس شباب بغداد‬

‫‪ -1‬المسعكدم‪ ،‬التنبيو كاإلشراؼ‪ ،‬ص‪.345‬‬


‫‪ -2‬حسف خميفة‪ ،‬الدكلة العباسية قياميا كسقكطيا‪ ،‬القاىرة‪ ،‬المطبعة الحديثة‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.207‬‬
‫‪ -3‬أمير األمراء‪ :‬جاءت فترة إمارة األمراء في أكاخر عصر األتراؾ الذم بدأ بالخميفة العباسي المتككؿ كانتيى بأكاخر أياـ‬
‫الخميفة المستكفي‪ ،‬كجاء ىذا المنصب نتيجة تعرض العباسيف إلى أزمات مالية خانقة‪ .‬إضطر إلى االتصاؿ بشخصيات‬
‫منيـ كالي كاسط محمد بف رائؽ الذم قمده الخميفة الراضي منصب أمير األمراء‪ .‬حسف أحمد محمكد كأحمد إبراىيـ الشريؼ‪،‬‬
‫العالـ اإلسالمي في العصر العباسي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،5‬ص‪.516‬‬
‫‪ -4‬ابف شيرزاد‪ :‬ىك أبك جعفر محمد بف يحي‪ ،‬كاف كاتب تكزكف كبعد كفاة تكزكف كاله الخميفة المستكفي با﵀ سنة‬
‫‪334‬ق‪945/‬ـ إمرة األمراء كيعتبر آخر مف تكلى ىذا المنصب الذم قضى عميو بني بكيو عند دخكليـ بغداد‪ .‬ابف خمدكف‪،‬‬
‫المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫‪ -5‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.314‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .85‬الصابئ‪ ،‬أبي الحسيف بف المحسف‪ ،‬رسكـ دار الخالفة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬مخائيؿ عكاد‪،‬‬
‫عكاد‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة العاني‪1964،‬ـ‪ ،‬ص‪ .131‬اليمذاني‪ ،‬محمد بف عبد الممؾ‪ ،‬تكممة تاريخ الطبرم‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك‬
‫الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬المطبعة الكاثكلكية‪ ،‬ط‪1958 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 354‬‬
‫‪ -7‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.287‬‬
‫‪ -8‬حسف خميفة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.208‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫في تعمـ المصارعة كالسباحة(‪ .)1‬كما أعطى الخميفة معز الدكلة كافة الصالحيات لمتصرؼ‬
‫في شؤكف البالد السياسية كاإلدارية كالعسكرية(‪.)2‬‬
‫إف منح كؿ ىذه الصالحيات لألمير البكييي جعمتو يتمادل في فرض سمطتو كفي‬
‫إىانة الخميفة العباسي إذ خصص لو راتب يكمي محدكد كشأف أم مكظؼ بسيط(‪.)3‬‬
‫كخمع ألنو أتيـ‬
‫لـ يمكث المستكفي في الخالفة بعد إستيالء معز الدكلة إال أربعيف يكما ُ‬
‫بالتدبير عمييـ(‪.)4‬كفي جمادل اآلخرة مف عاـ ‪334‬ق تخيؿ معز الدكلة مف المستكفي شيئا‬
‫(‪)5‬‬
‫فمد ليما ظنا أنيما‬
‫فكقؼ كالناس كقكؼ عمى مراتبيـ ‪ .‬فتقدـ إثناف مف الديمـ إلى الخميفة‪ّ ،‬‬
‫يريداف تقبيميا‪ ،‬فجذباه مف السرير كطرحاه إلى األرض كجراه بعمامتو كىجـ الديمـ دار‬
‫(‪)6‬‬
‫كعـ اإلضطراب‬
‫كسحبكا الخميفة ماشيا حيث أعتقؿ في دار معز الدكلة ّ‬ ‫الخالفة كنيبكىا‬
‫في بغداد(‪.)7‬‬
‫بإ ستيالء آؿ بنك بكيو عمى بغداد زاؿ ما كاف باقيا مف النفكذ كالسيطرة لمخميفة العباسي‬
‫كالطريقة التي عزؿ بيا معز الدكلة لممستكفي با﵀ الذم بقي معتقال في دار السمطنة حتى‬
‫تكفي سنة ثماف كثالثيف كثالثمائة بعد أف سممت عينو(‪ .)8‬تُشير إلى مدل الضعؼ الذم‬
‫آلت إليو الخالفة العباسية كفقدانيا لييبتيا(‪.)9‬‬

‫‪ -1‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.613‬‬


‫‪ -2‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪232‬‬
‫‪ -3‬سعاد ىادم حسف الطائي‪ ،‬شيماء فاضؿ عبدالحميد العنكبي‪ ،‬دراسات في تاريخ المشرؽ اإلسالمي ؽ‪7-3‬ق‪13-9/‬ـ‪،‬‬
‫‪13‬ـ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار مكتبة عدناف‪ ،‬ط‪2020 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.18‬‬
‫‪ -4‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬محاضرات تاريخ األمـ اإلسالمية‪-‬الدكلة العباسية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد العثماني‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫ط‪1986 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫‪ -5‬محمكد شاكر‪ ،‬التاريخ اإلسالمي _الدكلة العباسية‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪2000 ،6‬ـ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.127‬‬
‫‪ -6‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.614‬‬
‫‪ -7‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .117_116‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.207‬‬
‫‪ -8‬محمد إليام ي‪ ،‬العباسيكف الضعفاء_ الخالفة العباسية تحت السيطرة العسكرية كالبكييية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مؤسسة اقرأ‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2013‬ـ‪ ،‬ص‪.310‬‬
‫‪ -9‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪287‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ .3‬الوزارة والوزراء‬
‫لقد إنتيت حالة الك ازرة(‪ .)1‬إلى مثؿ ما إنتيت إليو حالة الخالفة إف لـ يكف أسكء عشية‬
‫السيطرة البكييية‪ .‬فمع منح الراضي با﵀ ابف رائؽ(‪ .)2‬إمرة األمراء كاعطاء الحرية التامة في‬
‫الكزرة كميا كلـ يعد الكزير ينظر في شيء كأصبحت ميامو‬
‫تدبير أمكر المممكة زاؿ أمر ا‬
‫تحت حكـ أمير األمراء ككاف ىذا عاـ ‪334‬ق‪945/‬ـ لكف قبؿ ذلؾ بمغت الك ازرة أكسع مداىا‬
‫كقمة إ ستقالليا بسبب قكتيا المكتسبة‪ ،‬كذلؾ بحكـ ما بذلت مف جيد لمقاكمة عكامؿ‬
‫اإلنحالؿ كأيضا نتيجة ضعؼ سمطة الخميفة(‪ .)3‬كىي الفترة التي يطمؽ عمييا اسـ _عيد‬
‫اإلنتعاش المؤقت_ ‪295-256‬ق‪ 907-870/‬ـ حيث أف ىذه الفترة لـ تكف كافية لتجذير‬
‫إستعادة مؤسسة الخالفة ىيبتيا‪ ،‬مما إنعكس إيجابيا عؿ مؤسسة الك ازرة فقد عاد الضعؼ‬
‫نتياء‬
‫بتداء مف عيد الخميفة المقتدر با﵀ سنة ‪295‬ق‪907/‬ـ كا ن‬
‫ليطغكا عمى الدكلة العباسية إ ن‬
‫بكفاة الخميفة الراضي با﵀ سنة ‪328‬ق‪940/‬ـ(‪.)4‬‬
‫لفيـ التفكير السياسي كاإلدارم في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬تكجب التعرؼ عمى نظرية‬
‫الك ازرة كالقكاد التي عمى أساسيا يتـ اختيار الكزراء(‪ .)5‬يقكؿ المسعكدم‪'' :‬فمـ تكف الخمفاء‬

‫‪ -1‬الك ازرة‪ :‬كأختمؼ فيو عمى ثالثة أكجو‪ :‬قيؿ أنو مف الكزر كىك الثقؿ ألنو يحمؿ عمى الممؾ أثقالو‪ ،‬كأنو مشتؽ مف األزر‬
‫كىك الظير ألف الممؾ يقكل بكزيره كقكة البدف بظيره‪ ،‬كالثالث أنو مشتؽ مف الكزر كىك الممجأ كمنو قكلو تعالى‪﴿ :‬كالن ال‬
‫كزر﴾ أم ال ممجأ‪ ،‬ألف الممؾ يمجأ إلى رأيو ك معكنتو ألف عميو مدار السياسة كاليو تفكض األمكاؿ‪ .‬سكرة القيامة‪ ،‬اآلية‬
‫الكزرة أدب الكزير‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد سميماف داكد كفؤاد عبد المنعـ أحمد‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار‬
‫‪ .11‬الماكردم‪ ،‬أبي الحسف‪ ،‬ا‬
‫الجامعات المصرية‪ ،‬ط‪1976 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -2‬ابف رائؽ‪ :‬ىك محمد بف رائؽ‪ ،‬أمير األمراء‪ ،‬مف الدىاة الشجعاف‪ ،‬تكلى شرطة بغداد لمخميفة المقتدر با﵀ سنة‬
‫‪317‬ق‪929/‬ـ‪ ،‬ثـ إمارة كاسط كالبصرة‪ ،‬كاله الراضي إمرة األمراء كالخراج ببغداد سنة ‪324‬ق‪935/‬ـ‪ ،‬قتؿ عمى يد‬
‫الحمدانييف سنة ‪330‬ق‪942/‬ـ‪ .‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .247‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪-325‬‬
‫‪.326‬‬
‫‪ -3‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -4‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.47 -46‬‬
‫‪ -5‬حمداف عبد المجيد الكبيسي‪ ،‬عصر الخميفة المقتدر با﵀ ‪320 -295‬ق‪932-907/‬ـ‪ ،‬دراسة في أحكاؿ العراؽ‬
‫الداخمية‪ ،‬النجؼ‪ ،‬مطبعة النعماف‪1974 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.150‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كالممكؾ تستكزر إال الكامؿ مف كتابيا‪ ،‬كاألميف العفيؼ مف خاصتيا‪ ،‬كالناصح الصدكؽ مف‬
‫رجاليا‪ ،‬كمف تأمنو عمى أسرارىا كأمكاليا‪ ،‬كتثؽ بحزمو كفضؿ رأيو كصحة تدبيره في‬
‫أمكرىا''(‪.)1‬‬
‫كما أف الماؿ أصبح أحد األسباب الرئيسية كراء تعييف كخمع الكزراء‪ ،‬كخصكصا في‬
‫عيد المقتدر‪ ،‬حيث أف المقتدر كخمفاءه ال يتياكنكف عف عزؿ الكزراء طمعا بقبضة مف‬
‫الماؿ يتعيد بيا الطامع الجديد بالك ازرة(‪ .)2‬أم أف منصب الك ازرة يتكاله مف يدفع ماال أكثر‬
‫فتضاءلت ىيبة الك ازرة بالرغـ مف تكلي نخبة طيبة مف الكزراء‪ ،‬كبالتالي أصبح نظاـ اإلدارة‬
‫مف أفسد النظـ نتيجة تسمط النساء كالجكارم كاألتراؾ عمى شؤكف الدكلة‪ ،‬إضافة إلى تعدد‬
‫الكزراء كما صاحب ذلؾ مف ظمـ كاستبداد الحكاـ كسيطرتيـ عمى أمكاؿ الناس بدكف حؽ(‪.)3‬‬
‫أ‪ .‬الوزارة في عصر الخميفة المقدر باهلل‪:‬‬
‫تميز عيد الخميفة المقتدر با﵀ بكثرة تعييف كعزؿ الكزراء الذيف تناكبكا عمى الك ازرة‬
‫خالؿ فترة حكمو التي دامت ‪25‬سنة‪ ،‬حتى بمغ عدد كزرائو ‪ 12‬كزي ار(‪.)4‬‬
‫كالحؽ أف كزراء المقتدر لف تكف تتكفر فييـ خطتي السيؼ كالقمـ كسائر معاني الك ازرة‬
‫كالمعاكنة‪ ،‬فمـ يؿ الك ازرة خالؿ عيده أحد مف قادة الجيش‪ ،‬ككاف الخميفة يختار كزراء مف‬
‫بيف المثقفيف ثقافة أدبية كيأبى إسناد الك ازرة إؿ العمماء(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬المسعكدم‪ ،‬التنبيو كاإلشراؼ‪ ،‬ص‪.340‬‬


‫‪ -2‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.53‬‬
‫‪ -3‬تكفيؽ سمطاف اليكزبكي‪ ،‬الك ازرة نشأتيا كتطكرىا في الدكلة العباسية‪132‬ق‪447-‬ق‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة المكصؿ‪،‬‬
‫‪1970‬ـ‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪ -4‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -5‬ابف خمدكف‪ ،‬عبد الرحماف بف محمد‪ ،‬مقدمة ابف خمدكف‪ ،‬مراجعة‪ :‬سييؿ زكار كخميؿ شحادة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫‪2001‬ـ‪ ،‬ص‪.238‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ ‬وزارة ابن الفرات‪:‬‬


‫إف مف أبرز كزراء المقتدر أبك الحسف بف الفرات الذم تكلى الك ازرة ثالث دفعات(‪.)1‬‬
‫فكاف مف أجؿ الناس كأعظميـ كرما كجكدا ككانت أيامو مكاسـ لمناس(‪ ،)2‬ينقؿ الصابئ أف‬
‫زر كانت ارتفاع صيغتو ك صيغة أخيو أبي العباس نحك مائتي‬ ‫أبا الحسف بف الفرات عندما ُك ّ‬
‫ألؼ دينار‪ ،‬كعندما صرؼ مف الك ازرة بعد أربع كعشريف شيرا‪ ،‬بمغت ثمانمائة ألؼ دينار‬
‫ككسرا‪ ،‬كذلؾ مما استضافو كاجتذبو مف األمالؾ كالصياغ أف الكزراء كانكا أحيانا يقتطعكف‬
‫مف صياغ السمطاف‪ ،‬كيصنفكنيا إلى صياغيـ لذلؾ جمع بعض الكزراء ثركات ىائمة(‪ .)3‬أكؿ‬
‫ك ازرة لممقتدر كانت سنة ‪299‬ق كنكبو كنيب داره كأمكالو كصادر أمالكو كىتؾ حرمو(‪.)4‬‬
‫بسبب أنو قيؿ لمخميفة‪ :‬إنو كاتب األعراب أف يكبسكا بغداد‪ ،‬كنيبت بغداد عند القبض عميو‪،‬‬
‫كاستكزر المقداد أبا عمي محمد بف عبيد ا﵀ بف يحي ابف خاقاف‪ .‬ثـ أعاده إلى الك ازرة سنة‬
‫‪304‬ق‪ ،‬كخمع كقاـ بمنحو ثالثمائة ألؼ درىـ لغممانو كخمسكف بغال لثقمو‪ ،‬كعشركف خادما‪،‬‬
‫كقبض عميو كىك ال يزاؿ كزي ار مرة أخرل سنة ‪306‬ق‪ ،‬ثـ أعاده إلى الك ازرة لممرة الثالثة سنة‬
‫‪311‬ق‪ ،‬كقبض عميو سنة ‪312‬ق(‪ .)5‬كيبدكا أف تكلي ابف الفرات ىذه المرات الثالث منصب‬
‫منصب الك ازرة نتيجة حاجة المقتدر إليو كشخصية إدارية فذة‪ ،‬كما أف المقتدر كاف بحاجة‬
‫ماسة إلى أمكالو التي كاف سيحصميا بعد عزلو حيث أنو كاف يممؾ أمكاال كثيرة تزيد عمى‬
‫عشرة مالييف دينار ككاف إيراده مف صياغة في كؿ سنة مميكني دينار(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬الصابئ أبي الحسف اليالؿ بف المحسف ‪ ،‬الكزراء أك تحفة األمراء في تاريخ الكزراء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد الستار أحمد فراج‪،‬‬
‫بيركت ‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪1958،‬ـ ‪ ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -2‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.265‬‬
‫‪ -3‬الصابئ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪ -4‬إبف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.177‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .20‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،6‬ص‪.69‬‬
‫‪ -6‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.169‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ ‬وزارة الخاقاني ‪301-299‬ه‪:‬‬


‫ىك أبك عمي محمد بف عبيد ا﵀ بف يحي بف خاقاف‪ ،‬كاف سيء السيرة كالتدبير‪ ،‬كثير‬
‫التكلية كالعزؿ‪ ،‬لما قبض المقتدر عمى ابف الفرات في المرة األكلى أحضره كاستكزره قيؿ أنو‬
‫كلي في يكـ كاحد تسعة عشر ناظ ار لمككفة‪ ،‬كأخذ مف كؿ كاحد رشكة(‪ ،)1‬كما أنو كاف ال يق أر‬
‫ّ‬
‫الكتب الكاردة كالنافدة‪ ،‬متشاغال بالشراب‪ ،‬ضعؼ أمر محمد بف عبيد ا﵀ بف يحي بف خاقاف‬
‫منذ سنة ‪300‬ق‪ ،‬كتغمب عميو ابف عبد ا﵀‪ ،‬فإضطربت األمكر كساءت األحكاؿ في‬
‫عيده(‪ .)2‬كقبض المقتدر عميو كحبسو كاستكزر عمي بف عيسى بف الجراح(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وزارة عمي بن عيسى الوزير المصمح ‪304 -301‬ه‪:‬‬
‫عندما رأل المقتدر با﵀‪ ،‬تدىكر األمكر كفساد اإلدارة كزاكؿ ىيبة الدكلة‪ ،‬أسند الخميفة‬
‫منصب الك ازرة إلى عمي بف عيسى بعد أف إستشار مؤنس الخادـ(‪ .)4‬حيث أف ىذا الكزير‬
‫عمؿ عمى إصالح اإلدارة كاعادة تنظيـ الك ازرة كاعتمد عمى عناصر ذات خبرة في تسيير‬
‫أمكر الدكلة‪ ،‬كاف الكزير عمي بف عيسى عالما بالسياسة‪ ،‬كسير الخمفاء إلى جانب تدينو‬
‫كاجادتو بعض العمكـ(‪ .)5‬كصفو ابف الطقطقي بقكلو‪'' :‬كاف شيخا مف شيكخ الكتاب‪ ،‬فاضال‬
‫ديف كرعا متزىدا''(‪ .)6‬كيقكؿ ابف كثير عنو أيضا‪'' :‬كاف مف خيار الكزراء‪ ،‬كأقصدىـ لمعدؿ‬
‫(‪)7‬‬
‫كأنو كاف كثير اإلحساف عمى الضعفاء كالفقراء‪ .‬كقد اىتـ عمى بف‬ ‫كاإلحساف كاتباع الحؽ''‬
‫بف عيسى أثناء كاليتو لمك ازرة بإصالح شؤكف البالد فضبط الدكاكيف‪ ،‬كحذر حكاـ الكاليات مف‬
‫إساءتيـ في معاممة رعاياىـ كأنو لف يتغاضى عف كؿ شخص يعمؿ عمى تحقيؽ أطماعو‬

‫‪ -1‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.267 -266‬‬


‫‪ -2‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ -3‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.267‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.26‬‬
‫‪ -5‬البغدادم‪ ،‬إ سماعيؿ باشا‪ ،‬ىدية العارفيف أسماء المؤلفيف كآثار المصنفيف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار إحياء الثراث العربي‪1951 ،‬ـ‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪. 678‬‬
‫‪ -6‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.216‬‬
‫‪ -7‬ابف كثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.120‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫الشخصية عف طريؽ الرشكة‪ ،‬كلكف لـ يمبث الكزير عمي بف عيسى إلى أف عزؿ‪ ،‬بتحريض‬
‫الحريـ كأفراد الحاشية كتكفي سنة ‪334‬ق(‪.)1‬‬
‫‪ ‬وزارة حامد بن العباس ‪331-306‬ه‪:‬‬
‫لقد كصمت الك ازرة إلى الدرؾ األسفؿ بتقميدىا لحامد بف العباس‪ ،‬حيث أنو كاف دائما‬
‫يتكلى أعماؿ السكاء كلـ يكف لو خبرة بأعماؿ الحضرة ‪،‬قاسي القمب في إستخراج الماؿ سريع‬
‫الطيش كالحدة‪ ،‬إال أف كرمو كاف يغطي ذلؾ حيث كاف كريما مفضاال متجمال(‪ .)2‬في سنة‬
‫‪308‬ق إ رتفعت األسعار‪ ،‬كشغبت العامة كالجند ككقع النيب كتجددت المظالـ مما أدل إلى‬
‫إضطراب أحكاؿ الدكلة كانتشار الفتنة كنقص األمكاؿ(‪ .)3‬كاف حامد بف العباس سيء السيرة‪،‬‬
‫السيرة‪ ،‬كركل المسعكدم عنو‪'' :‬أنو خاطب مخاطب ذات يكـ فقمب ثيابو عمى كتفو‪ ،‬كلكـ‬
‫حمقو(‪ .)4‬كعزؿ حامد بف العباس عف الك ازرة سنة ‪311‬ق‪ ،‬كنفي إلى كاسط(‪.)5‬‬
‫‪ ‬وزارة أبي القاسم عبيد اهلل بن محمد بن عبيد اهلل بن يحي بن خاقان ‪313-312‬ه‪:‬‬
‫لـ تطؿ أيامو‪ ،‬كلـ تكف لو سيرة تؤثر كتسطر‪ ،‬كاف يتآمر لمحصكؿ عمى كرسي الك ازرة‬
‫(‪)6‬‬
‫إضطربت األمكر في عيده مما أدل إلى مصادرة‬ ‫الميزكز كيخمؽ المشاكؿ البف الفرات‬
‫أمكالو كعزلو‪ ،‬ذلؾ بسبب إفالس خزينة الدكلة(‪.)7‬‬
‫‪ ‬وزارة أبي العباس أحمد بن عبيد اهلل الخصيب ‪314 -313‬ه‪:‬‬
‫تكلى أبك العباس أحمد بف الخصيب الك ازرة في رمضاف سنة ‪313‬ق‪925/‬ـ(‪ .)8‬كاف‬
‫عفيفا عازفا عف ماؿ السمطاف كالرعية‪ ،‬محافظا عمى األمانة‪ ،‬ال يعرؼ الخيانة‪ ،‬ضعؼ أمره‬

‫‪ -1‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.174 -173‬‬


‫‪ -2‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.268‬‬
‫‪ -3‬إبف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ .198‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ -4‬المسعكدم ‪،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.49‬‬
‫‪ -5‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.177 -176‬‬
‫‪ -6‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -7‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.217‬‬
‫‪ -8‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.213‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫إلشتداد األزمة المالية كازدياد شغب الجند كانحراؼ السيدة أـ المقتدر عنو –كاف كاتبيا قبؿ‬
‫الك ازرة‪ .)1(-‬كيتيـ بعض المؤرخيف الخصيبي باإلىماؿ في أمكر الدكلة‪ ،‬كأنو انصرؼ إلى‬
‫الميك كشرب الخمر(‪ .)2‬عزؿ عف الخالفة كقبضت أمكالو سنة أربع عشرة كثالثمائة‬
‫‪314‬ق(‪.)3‬‬
‫‪ ‬ح‪ .‬وزارة أبي عمي محمد بن عمي بن مقمة‬
‫كمقمة إسـ أمر ليـ كاف أبكىا ُيرقصيا‪ ،‬معركؼ بجكدة الخط الذم ُيضرب‬
‫أبك عبد ا﵀ ُ‬
‫(‪)4‬‬
‫ألنو أحسف خطكط الدنيا‪ ،‬كما رأل الراءكف‪ ،‬بؿ ما ركل الراككف مثمو في إرتفاعو‬ ‫بو المثؿ‬
‫إرتفاعو عف الكصؼ‪ ،‬كجريو مجرل السحر(‪)5‬إعتمد في تسيير أمكر الدكلة المالية عمى‬
‫المصادرات كالضمانات‪ ،‬كعمى المساعدات المالية التي تقدـ بيا أبك عبد ا﵀ البريدم مف‬
‫األىكاز فأ نفذ إليو بثممائة ألؼ دينار‪ ،‬تعاكف مع األتراؾ كخاصة مع مؤنس قائد الجيش(‪.)6‬‬
‫ُخمغ مف الك ازرة سنة ستة عشرة كثمثمائة ‪316‬ق‪ ،‬قطعت يده اليمنى حيث كاف ينكح عمى يده‬
‫''يد كتبت بيا كذا ككذا مصحفا‪ ،‬ككذا حديثا مف أحاديث الرسكؿ –صمى ا﵀ عميو‬
‫كيقكؿ‪ :‬ه‬
‫كسمـ‪ -‬ككقعت عمى شرؽ األرض كعز بيا تقطع كما تقطع أيدم المصكص(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ .218‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.49‬‬
‫‪ -2‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.143‬‬
‫‪ -3‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.270‬‬
‫‪ -4‬ياقكت الحمكم‪ ،‬شياب الديف أبي عبد ا﵀ بف عبد ا﵀‪ ،‬معجـ األدباء إرشاد األريب إلى معرفة األديب‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إحساف‬
‫عباس‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1993 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.29‬‬
‫‪ -5‬الثعالبي‪ ،‬أبي المنصكر عبد الممؾ بف محمد بف إسماعيؿ‪ ،‬ثمار القمكب في المضاؼ كالمنسكب‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك‬
‫الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار المعارؼ‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.210‬‬
‫‪ -6‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ -7‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.272‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ ‬وزارة أبي القاسم سميمان بن الحسن بن مخمد‪318 :‬ه‪319-‬ه‪:‬‬


‫لما عزؿ الخميفة المقتدر با﵀ –ابف مقمة‪ -‬إستشار عمي بف عيسى بف الجراح فيمف‬
‫يستكزره فأشار إلى أبي القاسـ سميماف بف الحسف بف مخمد فاستكزره سنة ‪318‬ق(‪ .)1‬كاجو‬
‫العديد مف المشاكؿ ككثرت المطالبات كالدسائس كالمكائد عميو‪ ،‬كفي عيده تطاكؿ الكزير‬
‫(‪)2‬‬
‫كىذا ما أدل إلى تزعزع مركز سميماف بف‬ ‫عمى مقاـ الخميفة كظير المفظ القبيح في مجمسو‬
‫الحسف كقبض عميو المقتدر في رجب سنة ‪319‬ق(‪.)3‬‬
‫‪ ‬وزارة أبي القاسم عبيد اهلل بن محمد الكموذاني‪:‬‬
‫لف تطؿ أياـ ك ازرة الكمكذاني أكثر مف شيريف كثالثة أياـ‪ ،‬حيث كثرت المصادرات في‬
‫أيامو كشغب الجند عميو شتمكه كرجمكه كىك في السفينة‪ ،‬فحمؼ أف ال يدخؿ بعد ذلؾ في‬
‫الك ازرة كانقطع بداره(‪.)4‬‬
‫‪ ‬وزارة الحسين بن القاسم بن عبيد اهلل بن سميمان بن وهب‪320 -319 :‬ه‪:‬‬
‫لقد عمؿ الحسف بف القاسـ جاىدا في طمب منصب الك ازرة حتى أنو لجأ إلى طريؽ‬
‫السحر كالشعكذة كالدجؿ‪ ،‬فرشحو مؤنس المظفر كقمده الك ازرة في رمضاف ‪319‬ق‪931/‬ـ‬
‫كخمع عميو(‪.)5‬لُقب عميد الدكلة(‪ .)6‬لـ يكف الحسيف بف القاسـ بارعا في صناعتو‪ ،‬كلـ تُشكر‬
‫تُشكر سيرتو كلـ تطؿ مدتو حتى عجز كاختمت األحكاؿ عميو(‪.)7‬كعزلو المقتدر عف الك ازرة‬
‫في ربيع اآلخر سنة ‪932/320‬ـ كلـ تدـ ك ازرتو أكثر مف ستة أشير(‪.)8‬‬

‫‪ -1‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.273‬‬


‫‪ -2‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫‪ -3‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.230‬‬
‫‪ -4‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ -5‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫‪-6‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.185‬‬
‫‪ -7‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.274‬‬
‫‪ -8‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪..237‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ ‬وزارة الفضل بن جعفر بن الفرات‪:‬‬


‫كاف الفضؿ بف جعفر معركفا عند العامة كالخاصة بالفضؿ كالعمـ كالكتابة كحسف‬
‫تبصره باألمكر كتجنب اليزؿ كالميك‪ ،‬لما عيدت إليو الك ازرة إستبشر بيا(‪ .)1‬لف تطؿ خالفة‬
‫الفضؿ بف جعفر كلـ تكف لو سيرة مأثكرة(‪.)2‬‬
‫ب‪ .‬الوزارة في عصر الخميفة القاهر باهلل‪:‬‬
‫لقد كاف القاىر مف الشخصيات الخبيثة التي تنطكم عمى الشر كالخسة‪ ،‬آلت إليو‬
‫(‪)3‬‬
‫كلما تكلى القاىر الخالفة ساءت العالقة بينو كبيف الكزير‬ ‫الخالفة عمى يد األمراء األتراؾ‬
‫(‪)4‬‬
‫كعزلو مف‬ ‫ابف مقمة كالقكاد كتآمر ابف مقمة مع مؤنس كبميؽ كابنو عمي لمتخمص مف القاىر‬
‫مف الخالفة كميا‪ ،‬فتسرب ىذا إلى معسكر القاىر كالجنكد الساجية(‪ .)5‬فكاف الخميفة أسرع‬
‫حركة إذ سبقيـ بالمكائد فقبض عمييـ جميعا كقتميـ(‪)6‬إستكزر ابف مقمة كزير أخيو كىي‬
‫الك ازرة الثانية‪ ،‬بعدىا إستكزر محمد بف القاسـ بف عبيد ا﵀ بف سميماف بف كىب‪ ،‬كلـ يتمكف‬
‫مف الك ازرة فمـ تطؿ أيامو‪ ،‬إنقضت أياـ القاىر ككزرائو كفي تمؾ األياـ تعبت الدكلة‬
‫البكييية(‪.)7‬‬
‫ج‪ .‬وزارة الراضي باهلل‪:‬‬
‫كاف الراضي مف خيار الخالفة إال أنو كاف أضعؼ مف أف يغير حاؿ الخالفة تغيي ار‬
‫مؤث ار حيث كاف النفكذ كالحكـ تحت سيادتو العسكر األتراؾ‪ .‬أكؿ كزرائو أبك عمي بف مقمة‬

‫‪ -1‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .186‬الكبيسي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.237‬‬


‫‪ -2‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪ -3‬محمد إليامي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪241‬‬
‫‪ -4‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.224‬‬
‫‪ -5‬الجنكد الساجية‪ :‬ىـ أتباع القائد يكسؼ بف أبي الساج الذم قتؿ في معركتو مع القرامطة فانحاز كثير مف الجنكد‬
‫التابعيف لو إلى قادة الجيش العباسي كمؤنس كغيره‪ .‬محمد إليامي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫‪ -6‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫‪ -7‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.277 -276‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كذلؾ بعد أف أراد تكليد منصب الكزراء إؿ عمي بف عيسى لكف ىذا األخير إعتذر منو لما‬
‫بمغو مف كبر كضعؼ(‪.)1‬‬
‫حيث تحسنت سيرة ابف مقمة كظير ما يدؿ عمى تكبتو ذلؾ ألنو عادؿ ا﵀ في أياـ‬
‫المحنة أف يرد الحقكؽ كيسير في الناس سيرة صالحة(‪ .)2‬تحالؼ الخميفة الراضي مع ابف‬
‫كلما ب أر عاد يكاتب الخميفة طالبا منو أف يكليو‬
‫رائؽ ضد ابف مقمو فقبض عميو كقطع يده ّ‬
‫الك ازرة مرة أخرل ككعده باستخراج ثالثة مالييف دينار إف قمده المنصب‪ ،‬لكف لـ يسمع إليو‪،‬‬
‫فأصبح يدعك عمى مف ظممو كلما سمع الراضي بذلؾ أمر بقطع لسانو كحبسو إلى أف‬
‫مات(‪.)3‬ثـ إستكزر عبد الرحمف بف عيسى بف داكد بف الجراح كلـ تطؿ أيامو كاختمت األمكر‬
‫األمكر عميو‪ ،‬بعدىا إ ستكزر أبا جعفر محمد بف القاسـ الكرخي ككاف في غاية القصر لدرجة‬
‫أنيـ قطعكا مف قكائـ أرجؿ الخالفة حتى يتمكف ىذا األخير مف مشاكرة الخميفة كلما عجز‬
‫عف النيكض بأعباء الك ازرة أحضر الراضي سميماف بف الحسف بف مخمد كعجز أيضا لتغمب‬
‫أصحاب السيكؼ عمى المممكة(‪.)4‬‬
‫فقد منصب الك ازرة أىميتو كأصبح بال صالحيات لكنو لـ يمغ نيائيا بظيكر منصب‬
‫إمرة األمراء(‪ . )5‬ليأتي بعد ذلؾ العصر البكييي متمما لعصر أمير األمراء‪ ،‬إذ حمك محؿ‬
‫األمراء السابقيف ليبقى الخميفة شبحا(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬محمد إليامي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.253‬‬


‫‪ -2‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.99 ،98‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ .111‬اليكزبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪ -4‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.282 -281‬‬
‫‪ -5‬إحساف ذنكف عبد المطيؼ الثامرم‪ ،‬الخالفة العباسية في عيد الضعؼ بيف فقداف السيادة كمحاكالت استردادىا ‪-232‬‬
‫‪447‬ق‪1055-847/‬ـ‪ ،‬مجمة جامعة طيبة‪ ،‬العدد‪1441 ،20‬ق‪ ،‬ص‪.439‬‬
‫‪ -6‬الدكرم‪ ،‬عبد العزيز‪ ،‬النظـ اإلسالمية‪ ،‬بيركت‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬ط‪2008 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.57‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫‪ .4‬عصر إمرة األمراء‪334 -324 :‬ه‪945 -935/‬م‪:‬‬


‫كاف لضعؼ الخمفاء العابسيف‪ ،‬كخاصة القاىر با﵀ أثر كبير في بداية ظيكر عيد‬
‫جديد في تاريخ الدكلة العباسية أطمؽ عميو ''عصر إمرة األمراء'' الذم بدأ بعد تكليو الراضي‬
‫با﵀ الخالفة بسنتيف(‪.)1‬‬
‫أ‪ .‬منصب إمرة األمراء‪:‬‬
‫إمرة األمراء ىك نظاـ سياسي جديد إستحدثو الراضي با﵀ عند تكليو الخالفة‪ ،‬كيعني‬
‫يسمى أمير األمراء‪ ،‬ذلؾ بأف تتكفر فيو‬
‫نقؿ السمطات الدنيكية لمخميفة إلى كبير األمراء الذم ّ‬
‫صفات الرياسة العسكرية كاإل ختصاصات المدنية كىذا مف أجؿ الحفاظ عمى السمطة الركحية‬
‫لمخميفة(‪.)2‬‬
‫كتأزـ أمكر البالد كعجز الكزراء عف القياـ‬
‫ّ‬ ‫لما رأل الراضي با﵀ تدىكر أحكاؿ الخالفة‬
‫ّ‬
‫بمياميـ إستدعى أبك بكر محمد بف رائؽ –قائد الجيش كالشرطة في كاسط‪ -‬كقمده إمارة‬
‫األمراء كككمّو بجميع أمكر البالد(‪ ،)3‬حيث أنو سيطر عمى اإلدارة كالك ازرة كالكالية كبيكت‬
‫األمكاؿ‪ ،‬يقكؿ الفخرم‪'' :‬كاستبد ابف رائؽ أمير األمراء باألمكر‪ ،‬ككرد الحكـ في جميع‬
‫األمكر‪ ،‬إؿ نظره‪ ،‬كلـ يبؽ لمكزير سكل االسـ''(‪.)4‬‬
‫لـ يكف إستحداث منصب إمرة األمراء سنة ‪324‬ق‪935/‬ـ ىك الحؿ الجذرم لعجز‬
‫الكزراء عف معالجة األكضاع المتردية التي حمت بالدكلة‪ ،‬إذ أعتبر تجربة فاشمة جاء بيا‬
‫الخميفة الراضي با﵀ مما زاد األمر تعقيدا(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬ناريماف صادؽ عبد القادر األلشي‪ ،‬الخالفة العباسية كعصر إمرة األمراء ‪324‬ق‪334/‬ق‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫الممؾ عبد العزيز‪1980 -1979 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -2‬حسف إبراىيـ حسف ‪،‬عمي إبراىيـ حسف‪ ،‬النظـ اإلسالمية‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬ط‪1939 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫محمد قكيسـ‪ ،‬إمرة األمراء العباسية ‪334-324‬ق‪945-935/‬ـ كأكؿ محاكلة تجديد داخمية لمخالفة‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬جامعة ‪20‬‬
‫أكت ‪ ،1955‬ص‪.207‬‬
‫‪ -3‬ناريماف صادؽ عبد القادر األلشي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.235‬‬
‫‪ -4‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ .253‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.352‬‬
‫‪ -5‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51 -50‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫ب‪ .‬عالقة الخمفاء العابسين بإمرة األمراء‪:‬‬


‫أصبح ابف رائؽ السمطة الفعمية لمخالفة حيث أنو تقمد الصفة الرسمية لسياسات الخالفة‬
‫كصار يقكـ بأعماؿ الخميفة الذم لـ يبقى لو سكل لقبو(‪ .)1‬كبقى الخميفة محجك از تحت يد ابف‬
‫(‪)2‬‬
‫ظؿ الصراع بيف القادة حكؿ منصب إمرة األمراء عشرة سنكات‪ ،‬كليس مف المستغرب‬ ‫رائؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫فالراضي با﵀ أىاف‬ ‫يستبد أكلئؾ القادة عمى الخمفاء بعدما فكضكا إلييـ صالحياتيـ‬
‫ّ‬ ‫أف‬
‫مؤسسة الخالفة عندما راسؿ ابف رائؽ كعرفو أنو قمده اإلمارة كرئاسة الجيش كجعمو أمير‬
‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫في جميع النكاحي‪،‬‬ ‫كالضياع ‪,‬أعماؿ المعاكف‬ ‫األمراء‪ ،‬كأككؿ إليو تدبير أعماؿ الخراج‬
‫كأمر بأف يخطب لو عمى جميع المنابر في الممالؾ كأنقذ إليو الخمع كالكالء‪ .)6(...‬كما أصبح‬
‫أصبح األمراء يتمادكف عمى الخميفة بسبب ضعفو‪ ،‬فكصؿ األمر بأمير األمراء تكزكف أف‬
‫يجال س الخميفة عمى مائدة كاحدة ككاف الخميفة يضع لو منديال في حجره(‪ .)7‬عمّؽ صاحب‬
‫العيكف كالحدائؽ‪ ،‬قائال‪'' :‬إف المستكفي سمح لو بيذا ال ألف تكازف مستحؽ ليذا التقدير‪ ،‬إنما‬
‫كاف تعجرفا مف تكزكف عمى الخميفة(‪.)8‬‬
‫كما أف الراضي با﵀ كاف يذكؽ الطعاـ كالشراب قبؿ أف يكضع بيف يدم بجكـ ألنو عمـ‬
‫أف عادتو في داره كحشمو أال يشرب الماء إذا جاءه حتى يتذكقو بيف يدم الذم جاء بو‪،‬‬

‫‪ -1‬محمد نكاؼ عبد ربو أبكسبت‪ ،‬كاقع الحياة العامة في العراؽ زمف البكييييف ‪447-322‬ق‪1055-933/‬ـ‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة‪2018 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -2‬إبف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.258‬‬
‫‪ -3‬الثامرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.435-434‬‬
‫‪ -4‬الخراج‪ :‬ىك مقدار مف الماؿ أك المحصكؿ يفرض عمى أنكاع األراضي التي تخمى عنيا أىميا كاألراضي التي استكلى‬
‫عمييا الم سمميف‪ ،‬ككاف يراعي في الخراج جكدة المحصكؿ كمساحة األرض‪ .‬الماكردم‪ ،‬أبي الحسف ‪،‬األحكاـ السمطانية‬
‫كالكاليات الدينية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬خالد العممي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪1994 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪ -5‬المعاكف‪ :‬ىك ديكاف الشرطة زمف العابسيف‪ .‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.266‬‬
‫‪ -6‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.443‬‬
‫‪ -7‬الثامرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.436‬‬
‫‪ -8‬مجيكؿ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .89‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.403‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫(‪)1‬‬
‫كسمح لتكزكف أف يركب مف الركاؽ التسعيني–‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫ككذلؾ النبيذ كجميع ما يكضع بيف يديو‬
‫كحمؿ عمى فرس‬
‫مف أركقة دار الخالفة‪ -‬كىك المكاف الذم لـ يركب منو الخمفاء أنفسيـ ُ‬
‫بسرج ذىب كألبسو سيفا كمنطقة مف ذىب‪ ،‬كما أمر أف تحمؿ بيف يديو شمسة الخالفة مع‬
‫الخدـ إلى داره(‪.)2‬‬
‫كفي سنة ‪329‬ق‪ 940/‬ـ ىدد أبك عبد ا﵀ البريدم الخميفة المتبقي كأىانو‪ ،‬ألنو لـ‬
‫يتمكف مف تكفير نصؼ مميكف دينار طمبيا منو بقكلو‪'' :‬أما سمعت خبر المعتز با﵀‪،‬‬
‫خميتؾ كاألكلياء لتطمبف نفسؾ فال تجدىا‪ ،‬كأنت‬
‫كالميتدم با﵀‪ ،‬كالمتككؿ عمى ا﵀؟ كا﵀ لئف ّ‬
‫أبصر إنما الديمـ كافكا ألجؿ الماؿ الذم أخذتو ال إلى بغداد كعندىـ أنيـ أحؽ بو منؾ‪ ،‬كال‬
‫(‪)3‬‬
‫ضيؼ ناصر‬
‫يعرفكف البيعة كال يميف لؾ في رقابيـ ‪ .‬فإضطر المتقي لتكفيرىا‪ ،‬كما ّ‬
‫عمى المتقي في نفقاتو كعمى أىؿ بيتو كأخذ منو ضياعو كضياع كالدتو(‪.)5‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الدكلة‬
‫إ ختؿ األمف في الدكلة بعد سيطرة ابف رائؽ عمييا األمر الذم شجع عمى قياـ خالفة فاطمية‬
‫كخالفة أمكية منافسة لمخالفة العباسية في بغداد‪ .‬فأصبح الخميفة الراضي يتندـ إلسناد أمكره‬
‫كأمكر الدكلة إلى ابف رائؽ لعدـ ثقتو بو كحقده عميو(‪ .)6‬كذلؾ دسائس ابف مقمة(‪.)7‬‬

‫‪ -1‬الصكلي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.42‬‬


‫‪ -2‬الثامرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.436‬‬
‫‪ -3‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪43‬ك ‪.46‬‬
‫‪ -4‬ناصر الدكلة‪ :‬ىك الحسيف ب ف عبد ا﵀ بف حمداف بف حمدكف بف الحارث بف لقماف التغمبي أخك الممؾ سيؼ الدكلة ابناء‬
‫ابناء األمير الييجاء‪ ،‬كىك صاحب المكصؿ ككاف أكبر مف أخيو سنا كقدرا‪ ،‬تكفي سنة ‪358‬ق‪968/‬ـ‪ .‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ‬
‫النبالء‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .187‬ابف خمكاف‪ ،‬أبي العباس شمس الديف حمد بف محمد بف أبي بكر‪ ،‬كفيات األعياف كأنباء أبناء‬
‫الزماف‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪1978 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.114‬‬
‫‪ -5‬الصكلي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -6‬ناريماف صادؼ عبد القادر األلشي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.240 -237‬‬
‫‪ -7‬ابف مقمو‪ :‬الكزير أبك عمي محمد بف عمي بف حسف بف مقمة‪ ،‬تكلى الك ازرة في عيد الخميفة المقتدر‪ ،‬قطع لسانو كيده مف‬
‫مف قبؿ الخميفة الراضي با﵀‪ ،‬تقمد الك ازرة ثالث مرات كدفف ثالث مرات في ثالث مكاضع‪ .‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬‬
‫ج‪ ،6‬ص‪ .312‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،22‬ص‪.227‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫التي كاف ليا األثر الكبير في اإلطاحة بو ‪326‬ق كاالستالء عمى مركزه(‪.)1‬‬
‫ك ّؿ الرضي با﵀ منصب أمير األمراء لبجكـ بعد أف ىزـ ابف رائؽ‪ ،‬ذكر الصابئ أف‬
‫(‪)2‬‬
‫بالجكىر كترؾ عمى رأسو التاج المرصع‬ ‫الراضي قد خمع عمى بجكـ السكراف كالطكؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫شارؾ بجكـ الخميفة بما لـ يشاركو بو ابف الرائؽ‪ ،‬كىك التج أز‬ ‫بالذكائب المنظكمة بالجكاىر‬
‫عمى كضع اسمو عمى النقكد كىذا ما أحزف الراضي كثيرا‪ ،‬ككصؼ المسعكدم ذلؾ المشيد‬
‫المحزف كما فكر بو الخميفة الراضي إذ كاف يقمب دينا ار كدرىما‪ ،‬عمييما صكرة بجكـ كرجز‬
‫فيو‪:‬‬
‫المعظـ‪ /‬سيد الناس بجكـ(‪.)4‬‬
‫ّ‬ ‫العز فاعمـ‪/‬لألمير‬
‫إنما ّ‬
‫لقد تمتع بجكـ بمكانة مرمكقة لدل الخميفة الراضي با﵀‪ ،‬فكاف يمتزـ برأيو في كؿ كبيرة‬
‫كصغيرة في أمكر الدكلة‪ ،‬كقد أحس الراضي بعدـ ارتياح الناس لتسمط بجكـ إال أنو برز ذلؾ‬
‫''فرضي ت ضركرة بو‪ ،‬ككاف األجكد أف يككف األمر كمو لي كما كاف لمف مضى‬
‫ّ‬ ‫بقكلو عنو‬
‫قبمي كلكف لـ يجر القضاء بيذا لي''(‪ .)5‬كبعد كفاة الراضي با﵀ زاد تسمط بجكـ عمى مقاليد‬
‫األمكر‪ ،‬كلما بكيع لممتقي بالخالفة سير الخمع كالمكاء إلى بجكـ‪ ،‬كأقر بجكـ سميماف بف‬
‫الحسف كزير الراضي في منصبو كليس لو مف الك ازرة إال اسميا كاألمر كمو يعكد لمككفي‬
‫كاتب بجكـ كفي ذلؾ قيؿ‪:‬‬
‫بطي رقاع حشكىا النظـ كالنثر‬
‫ّ‬ ‫كزير رضى عف بأسو كانتقامو‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.383‬‬


‫‪ -2‬الطكؽ‪ :‬ما يحاط بالرقبة مف المعدف كيمبسو الكبار كأكالد الممكؾ كاألمراء كأصحاب اآلثار العظيمة‪ ،‬حمي يجعؿ في‬
‫العنؽ‪ .‬ابف منظكر‪ ،‬أبي الفضؿ جماؿ الديف محمد بف مكرـ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار المعارؼ‪1405 ،‬ق‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫ص‪.162‬‬
‫‪ -3‬الصابئ‪ ،‬رسكـ دار الخالفة‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -4‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.380‬‬
‫‪ -5‬الصكلي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.110‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫نيي يطاع كال أمر(‪.)1‬‬


‫كليس ليا ه‬ ‫كما تسجع الكرقاء كىي حمامة‬
‫استمر بجكـ حتى سنة ‪329‬ق‪941/‬ـ‪ ،‬ثـ قمد الخميفة المتقي ﵀ إمرة األمراء لككرتكيف‬
‫بعد انتصاره عمى أبي عبد ا﵀ البريدم(‪ .)3‬الذم انتيت إمارتو بانتصار ابف رائؽ‬ ‫(‪)2‬‬
‫الديممي‬
‫عميو(‪.)4‬‬
‫ليعكد ابف رائؽ كيتقمد منصب إمرة األمراء لممرة الثانية‪ ،‬كلكنو سرعاف ما إف تمكف‬
‫(‪)5‬‬
‫مف قتمو كاقناع الخميفة المتقي ﵀ بتكليتو ىذا المنصب سنة‬ ‫ناصر الدكلة الحمداني‬
‫‪330‬ق‪ ،‬لكف أمره لـ يطؿ كترؾ بغداد عائد إلى المكصؿ(‪ .)6‬كبعد رحيؿ ناصر الدكلة مف‬
‫بغداد سنة ‪331‬ق اختار الراضي أحد قكاد الديمـ كاسمو تكزكف(‪ .)7‬كجعمو أمير األمراء كلـ‬
‫يمضي كقت طكيؿ فقاـ ىذا األخير بالسيطرة عمى مرافؽ الدكلة فاستكحش منو المتقي كخافو‬

‫‪ -1‬القمقشندم‪ ،‬أبك العباس شياب الديف أحمد بف عمي بف أحمد‪ ،‬مآثر األنافة في معالـ الخالفة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد الستار أحمد‬
‫خراج‪ ،‬بيركت‪ ،‬عالـ الكتب‪ ،‬ص‪.294‬‬
‫‪ -2‬ككرتكيف‪ :‬ىك ككريكيف بف الفارضي الديممي كيكنى أبا الفكارس‪ ،‬كىك األمير الديممي الكحيد مف بيف أميرم األمراء كلـ‬
‫يعرؼ لو تاريخ قبؿ حصكلو عمى إمرة األمراء غير ككنو أحد قكاد جيش البريدم الذم دخؿ بغداد سنة ‪329‬ق‪941/‬ـ‪،‬‬
‫انتيت إمارتو بانتصار ابف رائؽ عميو كقبض عميو سنة ‪330‬ق‪ .‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬صج‪.241-241 ،5‬‬
‫‪ -3‬البريدم‪ :‬لقب لثالثة إخكة ىـ عبد ا﵀ أحمد كأبك يكسؼ يعقكب كأبك الحسيف عمي‪ ،‬كالبريدم نسبة إلى البريد ألف جدىـ‬
‫كاف صاحب بريد البصرة‪ ،‬كانت سنة‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.241‬‬
‫‪ -5‬ناصر الدكلة الحمداني‪ :‬ىك أبك محمد الحسف بف أبي اليجاء عبد ا﵀ بف حمداف بف حمدكف (‪369-298‬ق‪-910/‬‬
‫‪779‬ـ) صاحب المكصؿ‪ ،‬ىك الذم قتؿ ابف رائد‪ ،‬قمده المتقي إمرة األمراء سنة ‪330‬ق‪942/‬ـ‪ ،‬كبقى في منصبو حتى‬
‫خرج مف بغداد كرجع إؿ المكصؿ‪ ،‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ ،247‬الذىبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،16‬‬
‫ص‪.187-186‬‬
‫‪ -6‬المكصؿ‪ :‬المدينة المشيكرة العظيمة إحدل قكاعد بالد اإلسالـ قميمة النظير كب ار كعظما‪ ،‬كاسعة الرقعة فيي محط رجاؿ‬
‫الركباف كمنيا يقصد إلى البمداف فيي باب العراؽ كمفتاح خرساف كمنيا يقصد أذربجاف سميت بالمكصؿ ألنيا كصمت بيف‬
‫الجزيرة كالعراؽ كقيؿ بيف دجمة كالفرات كقيؿ ألنيا كصمت بيف سنجار كالحديثة‪ ،‬كقيؿ بؿ الممؾ الذم أحدثيا كاف ُيسمى‬
‫المكصؿ‪ .‬الحمكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.223‬‬
‫‪ -7‬تكزكف‪ :‬تركي األصؿ‪ ،‬كنيتو أبك الكفاء لقبو المتقي بالمظفر‪ ،‬تكلى الشرطة في بغداد أثناء سيطرة البريدييف عمى بغداد‬
‫قبؿ تكليو إمرة األمراء‪ ،‬تقمد إمرة األمراء سنة ‪331‬ق‪ 242/‬مف قبؿ المتقي‪ ،‬تكفي في بغداد ‪334‬ق‪945/‬ـ‪ .‬الصكلي‪،‬‬
‫المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪ .243-242‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.257‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫عمى نفسو(‪ .)1‬ساءت العالقة بيف الخميفة المتقي كتكزكف أمير األمراء لينتيي المطاؼ بغدره‬
‫إذ سمؿ تكزكف عينيو‪ ،‬كبذلؾ انتيت خالفتو التي دامت ثالث سنيف كخمسة أشير كأياما‪.‬‬
‫تكلى بعده أبك القاسـ عبد ا﵀ ابف المكتفي بأمر مف تكزكف كلقب بالمستكفي(‪ .)2‬لـ يتمتع‬
‫تكزكف باإلمارة طكيال ككافتو المنية عاـ ‪334‬ق‪ ،‬ثـ تـ تعييف ابف شيرزاد مكانو زمف الخميفة‬
‫المستكفي(‪.)3‬‬
‫لنجد أف نظاـ إمرة األمراء الذم أدخمو الخميفة الراضي با﵀ لـ تكف لو أم فائدة محققة تستفيد‬
‫بيا الدكلة‪ ،‬حيث أف األمراء كاف غرضيـ استغالؿ المنصب لمحصكؿ عمى األمكاؿ كالتمتع‬
‫بالحياة كممذتيا ال أكثر‪ ،‬كاف عيدىـ عيد تسمط عسكرم مارسكا فيو شتى أنكاع البطش‬
‫كالمؤامرات كعمت الفكضى ككثر الفساد بسبب تنافس األمراء عمى ىذا المنصب(‪.)4‬‬
‫‪ .5‬األزمات االقتصادية‪:‬‬
‫كاف إستقرار األحكاؿ االقتصادية في الدكلة العباسية مرتبطا إرتباطا تاما باالستقرار‬
‫لما كانت األحكاؿ السياسية في حالة مف التدىكر أثر ذلؾ بشكؿ‬
‫السياسي‪ ،‬كبطبيعة الحاؿ ّ‬
‫مباشر في إضطراب األحكاؿ االقتصادية انعكست مجمؿ األحداث السياسية التي شيدتيا‬
‫الخالفة العباسية ما بيف سنتي ‪334-247‬ق‪945-861/‬ـ عمى األكضاع االقتصادية‬
‫كاالجتماعية لمدكلة(‪ .)5‬أدت إلى عدـ استقرار أحكاؿ السكاف بسبب اإلضطرابات الداخمية‬
‫كالخارجية التي كانت تتعرض ليا(‪.)6‬كالسبب الرئيسي ليذه النكسات المستمرة ىك الصراعات‬
‫التي كانت تنشأ بيف قادة الجيش ككنيا صراعات عمنية كمباشرة ضحيتيا األكلى السكاف أم‬

‫‪ -1‬ابف العمراني‪ ،‬محمد بف عمي بف محمد‪ ،‬األنباء في تاريخ الخمفاء‪1973،‬ـ‪ ،‬ص‪.140-139‬‬


‫‪ -2‬ناريماف صادؽ عبد القادر األلشي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫‪ -3‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.274‬‬
‫‪ -4‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ -5‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -6‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.139‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫أنيا لـ تكف صراعات مستكرة(‪ .)1‬كذلؾ الثكرات التي كانت تقكـ بيا فرؽ الجيش المختمفة‬
‫مطالبة بزيادة أرزاقيا كأرزاقيا المتأخرة(‪.)2‬‬
‫إضافة إلى مطالبة الجيش برسـ البيعة عند عزؿ خميفة كتعييف آخر‪ ،‬كذلؾ مف أجؿ‬
‫تحصيؿ مزيد مف األمكاؿ(‪.)3‬‬
‫لقد كانت األمكاؿ السبب الرئيسي في عزؿ كتعييف الكزراء ففي سنة ‪306‬ق‪918/‬ـ‬
‫ُخمع ابف الفرات ألنو أخر إطالؽ أرزاؽ الجند عمى أساس أف األمكاؿ أنفقت في محاربة ابف‬
‫أبي الساج(‪ .)4‬إضافة إلى ذلؾ انقطاع الكاردات مف جية الرم بعد سيطرة يكسؼ بف أبي‬
‫الساج عمييا فطمب مف المقتدر إعطاءه مائتي ألؼ دينار مف بيت الماؿ إلعطاء الجند‪،‬‬
‫فثقؿ ذلؾ عمى المقتدر كأغضبو ككاف سببا في عزلو مف الك ازرة(‪ ،)5‬كفي نفس السنة ألزـ قائد‬
‫قائد شرطة بغداد نجح الطكلكني(‪ .)6‬أصحاب شرطتو عمى العمؿ بمكجب فتاكل الفقياء‬
‫كتنفيذ األحكاـ بحؽ الجناة بحسب ما يقره الفقياء كىذا ما أدل إؿ ضعؼ ىيبة السمطة‬
‫كالشرطة كطمع المصكص كالعياركف‪ ،‬كأُقتحمت دكر التجارة بالسمب كالنيب كالسرقة كما‬
‫خطفت البنات كأخذت النساء في الطريؽ المنقطعة‪ ،‬ككثرت الفتف كالقتؿ بيف الناس كىكذا‬
‫عـ الفساد كزاد المفسدكف(‪.)7‬‬
‫ّ‬

‫‪ -1‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.76‬‬


‫‪ -2‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ ج‪ ،1‬ص‪ 7‬ك‪ .194‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪ 122‬ك ‪.201‬‬
‫‪ -3‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -4‬يكسؼ ابف أبي الساج‪ :‬مؤسس األسرة الساجية التي نسبت إليو كقد حكمت ىذه األسرة في أذربجاف تحت السيادة‬
‫اإلسمية لمخمفاء في نياية القرف الثالث اليجرم‪ .‬الطبرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪،10‬ص‪.142‬الذىبي‪،‬سير أعالـ النبالء‪،‬‬
‫ج‪ ،15‬ص‪.49‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪ .34‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.179‬‬
‫‪ -6‬نجح الطكلكني‪ :‬كاف الخميفة المقتدر با﵀ قد كاله أعماؿ المعاكف في أصفياف‪ ،‬كفي سنة ‪306‬ق‪918/‬ـ تقمد شرطة‬
‫بغداد‪ .‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .34‬إبف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .161‬أبك الفداء‪ ،‬عماد الديف‬
‫إسماعيؿ بف محمد‪ ،‬المختصر في أخبار البشر‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار المعرفة ‪1417،‬ق‪ ،‬ج‪.69 ،2‬‬
‫‪ -7‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .39‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.161‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫لقد تأثرت الحياة االقتصادية بتطكرات األحداث السياسية التي عرفتيا فترة حكـ القاىر‬
‫با﵀‪ ،‬فبعد مقتؿ الخميفة المقتدر با﵀ ىرب قادتو كعمى رأسيـ محمد بف ياقكت‪ ،‬إبراىيـ‪،‬‬
‫كمحمد ابني رائؽ(‪ ،)1‬فأرسؿ ليـ الخميفة القاىر مف يحاربيـ كيقبض عمييـ لكنيـ دخمكا‬
‫قصبة األىكاز فعمؿ الق ارريطي–كاتب ابف ياقكت بيا ما ال يعممو الدمستؽ(‪ ،)2‬ففتح الدكاكيف‬
‫ليال كأرسؿ إلي يا البغاؿ كحمؿ منيا أمتعة التجار كصادر األسكد كاألبيض‪ ،‬ثـ دخؿ رجاؿ‬
‫كعسكر مكرـ فعممكا بيا أعظـ مما عمؿ الق ارريطي(‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الخميفة إلى تستر‬
‫كقد عمؿ األىالي عمى مقاكمة األمراء كالعماؿ سيئ السمعة الذيف مارسكا عمى الناس‬
‫(‪)5‬‬
‫ففي سنة ‪324‬ق‪935/‬ـ استحدث الخميفة‬ ‫شتى أنكاع أساليب الظمـ كالقير كاالضطياد‬
‫الراضي منصب أمير األمراء كمنحو لألمير محمد بف رائؽ مف أجؿ التخمص مف مشكمة‬
‫األزمة المالية التي تعاني منيا الدكلة في ظؿ النزاعات الدمكية بيف القادة كالكزراء كعناد‬
‫الجيش المستمر‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع كاردات الكاليات عف خزينة الدكلة كسقكط أمر الكزراء‬
‫منذ ذلؾ الحيف ألنو لـ يكف لمكزير سكل اسـ الك ازرة فقط‪ .‬كأصبح ابف رائؽ ككاتبو ينظراف‬
‫في األمر كمو‪ ،‬كصارت أمكاؿ النكاحي تحمؿ إلى خزائف األمراء‪ ،‬فيأمركف كينيكف فييا‪،‬‬
‫كينفقكنيا كما يريدكف كبطمت بيكت األمكاؿ(‪.)6‬‬
‫كبعد أف أصبح الخمفاء مجرد أشباح لسمطانيـ الزائؿ‪ ،‬رجع األمراء ىـ الحكاـ الفعمييف‪،‬‬
‫ألف فترة إمرة األمراء عممت عمى إضعاؼ سمطة الخمفاء العباسييف المركزية في بغداد‪،‬‬

‫‪ -1‬ابك اسحاؽ إبراىيـ كأبك بكر محمد ابف رائؽ‪ :‬تقؿ دابف رائؽ شرطة بغداد سنة ‪317‬ق‪929/‬ـ ثـ عزال عنيا سنة‬
‫‪318‬ق‪930/‬ـ‪ .‬المسعكدم‪، ،‬التنبيو كاإلشراؼ‪ ،‬ص‪ .346‬اليمذاني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .62‬مسككيو‪ ،‬المصدر‬
‫السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .155‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪207‬ك ‪.212‬‬
‫‪ -2‬الدمستؽ‪ :‬نائب البالد التي في شرؽ القسطنطينية‪ .‬الذىبي‪، ،‬تاريخ اإلسالـ ككفيات المشاىير كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،25‬ص‪.46‬‬
‫‪ -3‬تستر‪ :‬أعظـ مدينة بخكزستاف‪ ،‬كمعناه النزه كالحسف كالطيب كالمطيؼ‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.29‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ ‪،‬ج‪ ،5‬ص‪ .198‬الدكرم تقي الديف عارؼ‪ ،‬عصر إمرة األمراء في العراؽ دراسة سياسية‬
‫إقتصاديةإجتماعية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة أسعد‪ ،‬ط‪1986،1‬ـ‪ ،‬ص‪.74‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .370‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.260‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .199‬ابف األثير‪ ،‬مصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.254‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كىدمت الكثير مف أسس مؤسسات الدكلة اإلدارية‪ ،‬باإلضافة إؿ الخمؿ الكاضح الذم خمفتو‬
‫في الحياة االقتصادية كاالجتماعية‪ ،‬كىذا ما سيؿ السبؿ كميد الطريؽ أماـ العنصر األجنبي‬
‫لمسيطرة عمى مركز الخالفة العباسية كالتحكـ فييا(‪.)1‬‬
‫كذلؾ تسبب التأزـ االقتصادم‪ ،‬كدكرات الغالء التي عانت منيا البالد في تمؾ الفترة‬
‫حدكث حاالت التنمر كاالنتفاضات كالفتف الداخمية التي كاف يقكـ بيا الناس‪ ،‬ففي ىذه‬
‫المرحمة كالى غاية التسمط البكييي كقعت أربع مكجات غالء متكررة عانت منيا الدكلة(‪.)2‬‬
‫ففي سنة ‪308‬ق‪920/‬ـ ارتفعت األسعار ارتفاعا كبي ار بسبب احتكار الكزير حامد بف‬
‫العباس كغيره مف القكاد كالحاشية لمغالء‪ ،‬كتخزينيا كمنع بيعيا كقت البيادر مف أجؿ ارتفاع‬
‫سعرىا فشغبكا شغبا عظيما حتى أشفى الممؾ عمى الزكاؿ كبغداد عمى الخراب(‪ .)3‬فنيبت‬
‫العامة دكاكيف الدقاقيف ثـ انضـ بعض الجند لمعامة‪ ،‬كضجكا حتى منع الناس األئمة مف‬
‫الصالة في المساجد الجامعة كىدمكا المنابر‪ ،‬كخربكا مجالس الشرطة كأحرقكا الجسكر(‪.)4‬‬
‫فكجو الخميفة المقتدر جيشا عظيما لقمعيـ كقتؿ منيـ عددا كبيرا‪ ،‬لكف بالرغـ مف ذلؾ‬
‫عظمت الفتنة كاستمرت المناكشات بيف العامة كالجند حتى أمر المقتدر بفتح دكاكيف كبيكت‬
‫الحنطة العائدة ممكيتيا لمكزير حامد بف العباس كالسيدة أـ المقتدر كاألمراء أكالد الخميفة‪،‬‬
‫ككبار رجاؿ الدكلة كبيع الحنطة بنقصاف خمسة دنانير في الكر(‪ ،)5‬الشعير بحسب ذلؾ‬

‫‪ -1‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.163‬‬


‫‪ -2‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪73‬ك‪ .75‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.163‬‬
‫‪ -3‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.222‬‬
‫‪ -4‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ -5‬الكر‪ :‬ىك مكياؿ بالعراؽ‪ ،‬بالككفة كبغداد يعادؿ ستيف قفيزا‪ ،‬ككؿ قفيز ثمانية مكاكيؾ‪ ،‬ككؿ مككؾ ثالثة كيالج‪ ،‬ككؿ‬
‫كيمجة ستمائة درىـ مف القمح‪ ،‬كفي كاسط كالبصرة كاف الكر الكاحد يساكم مائة كعشريف قفي از ككؿ قفيز يساكم أربعة‬
‫مكاكيؾ‪ ،‬ككؿ مككؾ يساكم خمسة عشرة رطال ككؿ رطؿ يساكم مائة كثمانية كعشريف درىما‪ .‬الخكارزمي‪ ،‬محمد بف أحمد‬
‫بف يكسؼ‪ ،‬مفاتيح العمكـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إبراىيـ األبيارم‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬ط‪1984،1‬ـ‪،‬ص‪.26‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫كمطالبة التجار كالباعة أف يبيعكا بمثؿ ىذا السعر(‪ .)1‬كفي ىذه السنة كقعت فتنة في‬
‫المكصؿ بيف أصحاب الطعاـ كبيف األساكفة كاحترؽ سكؽ األساكفة كما فيو ككاف سبب ىذه‬
‫الفتنة أيضا غالء األسعار‪.‬‬
‫أما في سنة ‪323‬ق‪934/‬ـ فقد أدل الغالء إلى حصكؿ المجاعة‪ ،‬كينقؿ األصفياني‬
‫كابف الجكزم أنو تكفي بسبب تمؾ المجاعة ‪ 20‬ألؼ إنساف بأصبياف(‪ ،)2‬كيذكر ابف األثير‬
‫أنو بسبب الغالء مات مف أىؿ خرساف خمؽ كثير مف الجكع(‪ ،)3‬كارتفعت األسعار ببغداد‬
‫حتى كصؿ سعر الكر مف الحنطة مائة كعشريف دينارا‪ ،‬كأما الشعير فقد كصؿ إؿ تسعيف‬
‫دينا ار لمكر الكاحد(‪.)4‬‬
‫أما الغالء الذم كقع سنة ‪329‬ق‪940/‬ـ فقد كاف لو األثر الشديد عمى حياة الناس‬
‫(‪)5‬‬
‫كرخصت العقارات كاألثاث كالقماش حتى بيع ما ثمنو‬ ‫لدرجة أنيـ أكمكا الحشيش كالنخالة‬
‫دنانير بدرىـ‪ ،‬كانتشرت األمراض كاألكبئة ككثر المكت حتى كصؿ األمر إلى أف دفف‬
‫جماعة في قبر كاحد بال صالة كال غسؿ(‪ .)6‬كبمغ سعر الكر مف الدقيؽ مائة كستيف‬
‫دينار(‪ ،)7‬كاستمر ىذا الغالء إلى سنة ‪330‬ق‪941/‬ـ لكف بدرجة أكبر كأشد حيث كصؿ‬
‫نا‬
‫سعر الكر مف الحنطة إؿ مائتيف كعشرة دنانير‪ ،‬ثـ إرتفع إلى أف كصؿ إلى ثالثمائة كستة‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .42‬ابف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪ .194‬عريب‪ ،‬ابف سعيد القرطبي‪،‬‬
‫صمة تاريخ الطبرم‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار سكيداف ‪1967،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ .77‬ابف األثير‪،‬‬
‫المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.163‬‬
‫‪ -2‬األصفياني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ .193‬ابف الجكزم‪ ،‬أبك الفرج عبد الرحماف بف أبي الحسف بف عمي بف محمد القرشي‬
‫التيمي البكرم‪ ،‬عجائب عمكـ القرآف‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬صالح بف فتحي ىمؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬ط‪2001 ،1‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.33‬‬
‫‪ -3‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.249‬‬
‫‪ -4‬اليمذاني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،21‬ص‪ .93‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،13‬ص‪.350‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .237‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.6‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .237‬اليمذاني ‪،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .120‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪،14‬‬
‫ص‪.6‬‬
‫‪ -7‬اليمذاني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.120‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫عشر دينارا‪ ،‬أما الشعير فقد كصؿ سعر الكر منو إلى مائة كعشريف دينا ار كأكؿ الضعفاء‬
‫الميتة مف شدة الجكع(‪ .)1‬أما في سنة ‪332‬ق‪943/‬ـ فقد أدت مكجة الغالء إلى تعطؿ الحياة‬
‫(‪)4‬‬
‫بنيؼ كستيف‬ ‫العامة لقمة الناس(‪ ،)2‬ككصؿ سعر القفيز(‪ )3‬الكاحد مف الدقيؽ مف الخشكار‬
‫درىـ‪ ،‬كبمغ سعر ثالثة أرطاؿ الخبز الخشكار بدرىـ‪ ،‬كرطال التمر بدرىـ(‪.)5‬‬
‫كمما زاد مف شدة ضيؽ الحياة كصعكبة العيش سقكط أمطار غزيرة ىدمت المنازؿ‬
‫كالدكر‪ ،‬فمات العديد مف السكاف تحت ذلؾ الخراب‪ ،‬كقمت أسعار العقارات كأغمقت‬
‫الحمامات كالمساجد‪ ،‬كما تعطمت األسكاؽ لقمة الناس‪ ،‬حيث أصبح صاحب اإليجار يعطي‬
‫ماال لممستأجر كحماية لو مف المصكص(‪.)6‬‬
‫كمف خالؿ ما سبؽ نجد أف أحكاؿ الخالفة العباسية قد كصمت إلى درجة كبيرة مف‬
‫اإلنحطاط عشية السيطرة البكييية(‪ ،)7‬فسمطة الخميفة لـ تتكقؼ عف التقمص التدريجي‪،‬‬
‫كاإلضطرابات الداخمية تعـ الدكلة كحركات التمرد كاإلستغالؿ'' تنتشر في شتى األرجاء‪.‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .25‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .330‬اليمذاني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -2‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪ .335‬األصفياني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ .193‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.299‬‬
‫‪ -3‬القفيز‪ :‬مكياؿ لمحبكب‪ ،‬كاف في العراؽ قفيزاف‪ :‬القفيز الكبير كيستعمؿ في بغداد كالككفة‪ ،‬كيتسع لثمانية مكاكيؾ ككؿ‬
‫مككؾ ثالثة كيمجات‪ ،‬ككؿ كيمجة ستمائة درىـ‪ ،‬أم حكالي ‪ 45‬كغـ قمح‪ .‬أما القفيز الصغير فكاف يستعمؿ في البصرة‬
‫ككاسط كيبمغ أربعة مكاكيؾ‪ ،‬ككؿ مككؾ خمسة عشرة رطال‪ ،‬ككؿ رطؿ مائة كعشركف درىما‪ ،‬أم أنو يعادؿ كزنا قدره‬
‫‪ 23.962‬كغـ قمح كبالتالي تككف سعتو نصؼ سعة القفيز الكبير‪ .‬الخكارزمي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ -4‬الخشكار‪ :‬الخبز األسمر غير النقي أك الخشف مف الطحيف‪ ،‬كىك الذم تككف نخالتو فيو خالفا لمحكارم‪ .‬الزمخشرم‪،‬‬
‫محمكد بف عمرك‪ ،‬الفائؽ في غريب الحديث كاألثير‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد البجاكم كمحمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار‬
‫المعرفة‪ ،‬ط‪ ،1992 ،2‬ج‪ ،1‬ص‪.364‬‬
‫‪ -5‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .34‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.299‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .263‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .34‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.299‬‬
‫‪ -7‬حسف مينمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.79‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ .................. :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫إضافة إلى مكجات الغالء المتكررة كتدىكر األكضاع اإلقتصادية كاإلجتماعية‪ ،‬التي‬
‫إنعكست آثارىا عمى الرعية بشكؿ خاص فيـ الذيف كانكا يعانكف مف نتائج ىذه األحكاؿ(‪.)1‬‬
‫لقد كاف الجميع في انتظار مف ينقذىـ مف ىذه األزمات كاألكضاع المتردية سكاء كاف‬
‫خميفة أك مف العامة‪ ،‬كفي ذلؾ الحيف دخؿ عمييـ أحمد البكييي بغداد دكف أم مقاكمة فظف‬
‫الجميع أنو ''المنقذ المنتظر'' لكف ظنيـ لـ يكف في محمو''(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .23‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص ‪ .19‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،6‬‬
‫ص‪.288‬‬
‫‪ -2‬حسف مينمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.80‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫‪.1‬أصل البويهيين‬

‫‪.2‬قيام دولة بني بويه ودخولهم بغداد‬

‫‪.3‬مذهب البويهيين‬

‫‪.4‬أهم سالطين الدولة البويهية‬

‫‪.5‬عالقة البويهيين بالخالفة العباسية‬


‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫‪ .1‬أصل البويهيون ونسبهم‪:‬‬


‫إ ختمؼ الباحثكف كأصحاب السير في نسبيـ‪ ،‬فمينـ مف يقكؿ أنيـ مف الممؾ الساساني‬
‫بيراـ جكريف يزدجر(‪،)1‬كيرل بعضيـ أف نسبيـ ال يرجع إلى بيراـ كلكنو يرجع إلى كبير‬
‫كزرائو ميرنرسى‪ ،‬حيث أف المؤرخكف إختمفكا أيضا في نسب بيراـ الذم يرجع إليو نسب‬
‫البكييييف(‪.)2‬‬
‫ىناؾ مف ينسب البكييييف إلى العرب مف بني ضبة(‪)3‬باسؿ بف طباخة بف ضبة بف‬
‫أدبف إلياس بف مضر بف نزار بف معد بف عدناف‪ ،‬حيث يذكر الصابئ كىك أكثر المؤرخيف‬
‫صمة بالبكييييف أف نسبيـ يرجع إلى بني ضبة إذ يقكؿ‪ :‬بأف البكييييف حاكلكا إيجاد نسب‬
‫عربي ليـ بيدؼ إنتزاع الخالفة مف العباسييف(‪.)4‬‬
‫ىناؾ مف يقكؿ أف أصميـ مف الفرسكربما كاف أحد ممكؾ فارس القدماء مف أجدادىـ‪،‬‬
‫حيث أنو سكنت ىذه األسرة بالد الديمـ(‪ ،)5‬فعرفكا بأنيـ منيـ(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬بيراـ جكريف‪ :‬ىك بيراـ جكريف يزدجر الخشف ابف بيراـ كرماف شاه بف سابكر ذم األكتاؼ‪ ،‬كاختار لو كالده العرب‬
‫لتربيتو عمى يد المنذر بف النعماف كتعمـ العمكـ كميا كسمع عف الحكماء كالمحدثيف كتعمـ القتاؿ‪ ،‬حيث أنو صارع أسد بف‬
‫عمي م أر كسرل ثـ أصبح ممكا كىك في العشريف مف عمره كداـ حكمو ‪ 18‬سنة كقاؿ آخركف ثالثة كعشركف سنة‪ .‬الطبرم‪،‬‬
‫المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪ 69-68‬ك‪.75‬‬
‫‪ -2‬إبراىيـ سمماف الكركم‪ ،‬البكيييكف كالخالفة العباسية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مركز اإلسكندرية لمكتاب‪ ،‬ط‪2008 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪-83‬‬
‫‪.84‬‬
‫‪ -3‬بني ضبة‪ :‬مف العدنانية ينتسبكف إلى ضبة بف أدبف إلياس بف مضر بف نزار بف معد بف عدناف‪ ،‬كىـ إحدل جمرات‬
‫العرب الثالثة‪ ،‬ككانت منازليا في جكاريف تميـ‪ .‬المرجع نفسو‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.103‬‬
‫‪ -4‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬تاريخ اإلسالـ السياسي كالديني كالثقافي كاالجتماعي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬ط‪،14‬‬
‫‪1996‬ـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.43‬‬
‫‪ -5‬الديمـ‪ :‬كاقعة في الجنكب الغربي مف شاطئ بحر الخزر سيميا لمجبؿ كجباليا لمديمـ كقصبتيا ركز بيار‪ ،‬كتعرؼ أيضا‬
‫ببالد جيالف‪ ،‬كالديمـ ىك اسـ قكـ يسكنكا المنطقة فسميت األرض عمى إسميـ‪ ،‬كالديمـ أيضا جبؿ فسمي القكـ بإسمو كىـ‬
‫أقكاـ غير إيرانية سكنت مناطؽ بحر القزكيف في الزمف القديـ‪ .‬ابف حكقؿ‪ ،‬أبي القاسـ‪ ،‬المسالؾ كالممالؾ‪ ،‬لندف‪ ،‬مطبع‬
‫برليف‪1872 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ .267‬كفاء محمد عمي‪ ،‬الخالفة العباسية في عيد تسمط البكييييف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬ص‪ .14‬عبد الرزاؽ محمد أسكد‪ ،‬مكسكعة العراؽ السياسية‪ ،‬بيركت‪ ،‬الدار العربية لممكسكعات‪ ،1986 ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.353‬‬
‫‪ -6‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫البكيييكف مف األسرة الديميمية مف المغامريف المرتزقة مف بالد الجبؿ بفارس كظير ىؤالء‬
‫حينماإلتقى بكيو ىك كأبنائو الثالثة عمي كالحسف كأحمد بخدمة مكاطف ليـ يدعى مرداكيج بف‬
‫زيار(‪ )1‬حيث كانكا مف األسر الفقيرة التي كانت تقطف قرية كيكاس كاف أبكىـ بكيو الممقب‬
‫(‪)2‬‬
‫رجال مف عامة الناس يعيش عمى صيد السمؾ كىك يعتبر‬ ‫بأبي شجاع بكيو بف فنا خسركا‬
‫الجد األكبر كالمؤسس األكؿ لألسرة البكييية إذ كاف يعمؿ حماال حسب ما أشارت بعض‬
‫الركايات التاريخية(‪.)3‬‬
‫ىـ مف السكاف الجبمييف حيث يصفيـ المقدسي قائال بأف ليس ليـ لباقة كال عمـ كال‬
‫(‪)4‬‬
‫كما يضيؼ ابف حكقؿ قائال بأف ليس عندىـ مف الدكاب‬ ‫ديانة كليـ ىيئة كرسكـ عجيبة‬
‫ما يشتغمكف بيا كالغالب عمى خمقيـ النحافة كخفة الشعر كالعجمة كالطيش كقمة الالمباالة(‪.)5‬‬
‫الالمباالة(‪.)5‬‬
‫مف الصفات التي إتصفكا بيا األساسية‪ ،‬الصالبة‪ ،‬كالقدرة عمى التحمؿ كصبرىـ عمى‬
‫المجاعة كالشدة في الحرب‪ ،‬كانكا يعيشكف مف الغنائـ التي تحصمكا عمييا(‪.)6‬البكييييف‬
‫سالسة ديميمية نشأت أصال في إقميـ الديمـ عمى الساحؿ الجنكبي لبحر القزكيف(‪)7‬بالد الديمـ‬

‫‪ -1‬مرداكيج‪ :‬ىك مرداكيج بف زيار‪ ،‬كاف زعيـ الزياريينإستكلى عمى العديد مف المناطؽ في الديمـ حتى إنو ممكيا‪ ،‬كىك ابف‬
‫أسكار المعركؼ صاحب شميراف الذم كاف إبنو صاحب أذربيجاف كغيرىا‪ ،‬كاف إيراينا بميكلو طمكحا ككاف يقكؿ أنا ''أرد‬
‫دكلة العجـ كأبطؿ ممؾ العرب''‪ .‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .397‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪،‬‬
‫ج‪ ،15‬ص‪.217‬‬
‫‪ -2‬محمكد عصاـ الميداني‪ ،‬األطمس التاريخي مصكرات كلمحات عف تاريخ العرب اإلسالـ‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار دمشؽ‪2006 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.101‬‬
‫‪ -3‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬في التاريخ العباسي كالفاطمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار النيضة‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪ -4‬فاركؽ عمر فكزم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.87‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.141-140‬‬
‫‪ -6‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.150‬‬
‫‪ -7‬القزكيف‪ :‬ىي مدينة مشيكرة بينيا كبيف الرم ستة كعشركف فرسخا‪ ،‬ياقكت الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫سيميا لمجبؿ كجبميا‬ ‫أكبالد جيال الكاقعة في الجنكب الغربي مف شاطئ بحر الخزر‬
‫لمديمـ(‪)2‬يتكزع الديمـ عمى مجمكعة قبائؿ كأسر كاف ليـ أمراء يترأسكنيـ‪ ،‬كما عرفكا التنظيـ‬
‫العشائرم الذم يقكـ عمى سمطة رؤساء األسر(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫العمكم أكاخر القرف الثالث ىجرم‪ ،‬حيث أف‬ ‫دخمكا في اإلسالـ عمى يد األطركش‬
‫اإلسالـ دخؿ بطريقة سميمة بعد أف فشمت كؿ الحمالت في إخضاعيـ‪ ،‬كاف أكؿ صداـ‬
‫(‪.)5‬‬
‫فعمي بيف العرب كالديمـ سنة ‪22‬ق‪643/‬ـ‬
‫قامت دكلتيـ عمى أكتاؼ أكالد بكيو الثالثة عماد الدكلة‪ ،‬الحسف ركف الدكلة‪ ،‬كأحمد‬
‫معز الدكلة انشغمكا جمعيا في خدمة القائد مرداكيج ابف زيار الديممي الذم اشتغؿ في منطقة‬
‫طبرستاف(‪)6‬كالديمـ‪.‬حكـ البكييييف العراؽ كفارس لمدة تزيد مف القرف‪ ،‬ككاف الخميفة العباسي‬
‫في بغداد ضعيؼ خالؿ حكميـ أكثر مما كانكا مع األتراؾ مف قبؿ‪ ،‬كال تختمؼ األسرة‬
‫البكييية عف أم أسرة أخرل في ىذا العصر مف ناحية اإلستبداد كالفساد اإلقتصادم‬
‫(‪)7‬‬
‫كاإلجتماعي‪.‬‬
‫أما ابف خمدكف فيرل أف ىذه األنساب‪ ،‬غير صحيحة إذ كضعيا مف ال يعرؼ األنساب‬
‫فيؤكد أنيـ مف الديمـ‪ ،‬كيتفؽ الدكرم مع ابف خمدكف عمى أف البكييييف ساللة ديممية‪ ،‬كىذا‬
‫الرأم ذىب إليو فاركؽ عمر فكزم بأف البكييييف ساللة ديممية‪ ،‬أما العابدم فيرل أف نسب‬

‫‪ -1‬بحر الخزر‪ :‬ىك كبير عظيـ كيسمى أيضا بحر قزكيف‪ .‬لسترنج‪ ،‬بمداف الخالفة الشرقية‪ ،‬نقمو إلى العربية‪ :‬بشير‬
‫فرنسيس كككركيس عكاد‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة الرابطة‪1954 ،‬ـ‪ ،‬ص‪,209‬‬
‫‪ -2‬عمى حسف غضباف‪،‬البكيييكف في فارس‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الرافديف‪،‬ط‪2014 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.100-99‬‬
‫‪ -3‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.152-150‬‬
‫‪-4‬األطركش‪ :‬ىك اسماعيؿ بف أبي القاسـ بف جعفر أبك عمي محمد بف الحسيف‪ ،‬كىك مف أكالد أبي القاسـ األطركش‪ ،‬لقب‬
‫لقب باألطركش بعد ضرب و أسكاط كثيرة أثناء حبسو فكقع سكط في أذنيو فأصابو طرش‪ .‬الصابئ‪ ،‬أبي الحسيف بف اليالؿ‪،‬‬
‫المنتزع مف كتاب التاجي في أخبار الدكلة الديممية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف الزبيدم‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الحرية‪1977،‬ـ‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ -5‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪ -6‬طبرستاف‪ :‬ىي منطقة كثيفة األشجار كاسعة فييا الجباؿ الكبيرة‪ .‬اليعقكبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪ -7‬فيد محمد بف الجمؿ‪ ،‬الخالفة العباسية في عصر الدكيالت السامانية كالبكييية كالسمجكقية كالخكارزمية‪ -‬الزىد‬
‫كالتصكؼ كالشعكبية أنمكذجا‪ ،‬فمسطيف‪،‬ط‪2020 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.16-15‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫البكييييف إلى العرب م فتعؿ بعد إنتقاؿ الممؾ إلى بني بكيو لرفع شأنيـ كتمجيد ذكرىـ‪ ،‬كلعؿ‬
‫إنتساب األسر ذات األصكؿ الفارسية كمنيا البكييييف إلى الممكؾ الساسانييف يعطييا شرعية‬
‫كمكانة شرقية مقابؿ الخالفة العباسية التي تنسب إلى قريش‪ ،‬كلعميـ أرادك بيذا اإلنساب‬
‫تحقيؽ كجكد ليـ في بالد العرب فيما بعد(‪.)1‬‬
‫مما سبؽ نجد أف المصادر نقمت لنا أقكاؿ مختمفة حكؿ نسب البكييييف خصكصا أف‬
‫إنتياء‬
‫ن‬ ‫ىذا النسب جاء بعد السيطرة البكييية عمى فارس كأصفياف ككرماف كالرم كاألىكاز‬
‫بدخكليـ إلى عاصمة الخالفة العباسية بغداد كالسيطرة عمى مقاليد األمكر فييا(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬قيام دولة بني بويه ودخولهم بغداد‪:‬‬
‫ظير البكييييف خالؿ العصر العباسي الثالث كالذم جاء كرد فعؿ مناىض لمعصر‬
‫(‪)3‬‬
‫الذم سادت فيو األزمات‪ ،‬حيث شيد العراؽ سمسمة مف النزاعات كالفتف‬ ‫العباسي الثاني‬
‫كالصراعات الداخمية في ىذا الكقت أخذت بالظيكر عمى مسرح األحداث أسرة ديممية كالتي‬
‫(‪)4‬‬
‫تتككف مف ثالثة إخكة كىـ‪ :‬أبك الحسف عمي‪ ،‬كأبك الحسف أحمد أبناء أبك شجاع‪.‬‬
‫تعتبر السيطرة البكييية مرحمة جديدة في حياة الدكلة العباسية كىي مرحمة إنتقاؿ‬
‫(‪)5‬‬
‫كاف الظيكر الفعمي لبني بكيو عمى‬ ‫السمطة فعميا مف أيادم العرب إلى أيادم غير عربية‬
‫كلى مرداكيج‬
‫عمى ساحة التاريخ في أكائؿ القرف الرابع ىجرم‪ ،‬حيث بدأ شأنيـ يعمك عندما َ‬
‫بنزيار الديممي عمي بف بكيو بالد الكرج(‪ )6‬إلى الجنكب الشرقي مف ىمذاف(‪ )1‬كأصفياف‬
‫كغيرىا‬

‫‪ -1‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.376‬‬


‫‪ -2‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.50‬‬
‫‪ -3‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار النفائس‪2001 ،‬ـ‪ ،‬ص‪220‬‬
‫‪ -4‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ -5‬إبراىيـ أيكب‪ ،‬التاريخ العباسي السياسي كالحضارم‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب العالمي‪ ،‬ط‪1989 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪ -6‬بالد الكرج‪ :‬بفتح أكلو كثانيو‪ ،‬كىي فارسية كأىميا يسمكنيا كره‪ ،‬كالكرج معناه الفساد كىي مدينة بيف ىمذاف كأصفياف‬
‫في نصؼ الطريؽ كالى ىمذاف أقرب‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.119‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫مف األقاليـ في بالد فارس(‪.)2‬‬


‫حيث برز أحمد بف بكيو عمى الرغـ مف صغر سنو‪ ،‬لـ يستمر التنافس بيف مرداكيج‬
‫كأحمد كثيرا‪ ،‬حيث أف مرداكيج في البداية عمؿ عمى إضعاؼ بف بكيو إذ أرسؿ إليو الجند‬
‫عددا مف القادة لكي يتقاضكا أرزاقيـ مف داخؿ الكالية‪ ،‬لكف عمي إستفاد مف ىذا ألنو في ىذا‬
‫الكقت لـ يكف بو حاجة إلى الماؿ‪ ،‬كانما يحتاج إلى رجاؿ عمى عكس ما كاف يضنو‬
‫مرداكيج(‪ ،)3‬فنجد أف عمي بف بكيو إستماؿ الكافديف إليو كعادتو‪ ،‬كاف يعطي كؿ ما يغنمو‬
‫األجناد‪ ،‬حيث إستفاد مف ىؤالء القكاد كالجند كبيذا حكؿ الضرر الذم أراده مرداكيج لو لنفع‪،‬‬
‫كانتيى التنافس بيف عمي كمرداكيج الذم قتؿ عمى يد جنكده الذيف انقمبكا عميو‪ ،‬ككاف ذلؾ‬
‫(‪)4‬‬
‫سنة ‪324‬ق‪935/‬ـ‬
‫استغؿ اإلخكة الثالثة كقامكا بحركاتيـ التكسعية نحك الجنكب‪ ،‬فإحتؿ عمي بف بكيو‬
‫(‪)5‬‬
‫مقر لحكمو في حيف تكجو أخكه الحسف إلى بالد الجباؿ أك عراؽ‬
‫كاتخذىا ا‬ ‫مدينة شيراز‬
‫(‪)1‬‬
‫العجـ‪ ،‬فإحتميا كاستقر فييا‪ ،‬أما أحمد بف بكيو فتكجو جنكبا نحك بالد كرماف(‪ )6‬كاألىكاز‬
‫كاحتميا(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬ىمذاف‪ :‬كانت أكبر مدينة في الجباؿ‪ ،‬فتحيا القائد العربي المغرة بف شعبة عاـ ‪24‬ق‪644/‬ـ‪ .‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪.410‬‬
‫‪ -2‬بالد فارس‪ :‬ىي المنطقة الكاقعة بيف نير جيحكف كماء الفرات تدعى بالد فارس كمساحتيا ‪ 150‬فرسخا طكال ‪150‬‬
‫فرسخا عرضا‪ .‬ابف البمخي‪ ،‬أحمد بف سيؿ أبك زيد‪ ،‬فارس نامو‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬يكسؼ اليادم‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬ط‪1991 ،1‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.117‬‬
‫‪-3‬عمي حسف غضباف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.144-143‬‬
‫‪ -4‬حسف زكي محمد‪ ،‬الرحالة المسممكف في العصكر الكسطى‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار الرائد العربي‪1981 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.264‬‬
‫‪ -5‬مدينة شيراز‪ :‬قصبة إقميـ فارس كميا‪ ،‬كبيا الدكاكيف كاإلمارة كىي مدينة محدثة في اإلسالـ‪ .‬اإلصطخرم‪ ،‬أبي إسحاؽ‬
‫إبراىيـ بف محمد الفارسي‪ ،‬مسالؾ الممالؾ‪ ،‬معكؿ عمى كتاب‪ :‬صكر األقاليـ ألبي زيد أحمد بف سيؿ البمخي‪ ،‬ليدف ‪،‬مطبع‬
‫بريؿ‪1870 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪ -6‬كرماف‪:‬كالية مشيكرة بيف فارس كمكراف كسجستاف كخرساف كتقع فارس شرقيا كمكراف غربيا كخرساف شماليا‪ ،‬كبحر‬
‫فارس جنكبيا كىي بالد كثيرة النخيؿ كالزرع كالمكاشي‪ .‬اإلصطخرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.70‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫دخؿ أحمد بف بكيو في جمادل األكلى عاـ ‪334‬ق‪945/‬ـ حيث أسند إليو الخميفة المستكفي‬
‫منصب أمير األمراء كلقبو بمقب معز الدكلة كلقب عمي عماد الدكلة‪ ،‬كلقب الحسف ركف‬
‫(‪)3‬‬
‫تمكف البكييييف مف إضعاؼ الخمفاء العباسييف فمـ تمضي إال أسابيع قميمة عمى‬ ‫الدكلة‪.‬‬
‫دخكؿ معز الدكلة بغداد حتى عزؿ الخميفة المستكفي كاتيمو بدس الدسائس لو (‪ ،)4‬ثـ انتقمت‬
‫الخالفة إلى ابف عمو الفاضؿ‪ ،‬حيث لقبو بالمطيع‪ ،‬كظؿ في كرسي الخالفة حكالي تسع‬
‫كعشركف عاـ كنصؼ عاـ‪ ،‬كلـ يكف لمفاضؿ إال أف يرضخ لألمر كيقبؿ بو‪ ،‬حيث تسمـ‬
‫(‪)5‬‬
‫الخالفة كلـ يكف سكل صكرة كالحؿ كالعقد بيد معز الدكلة‪ ،‬فخمع ىك كذلؾ‪.‬‬
‫غادر عمي بف بكيو بالد الكرج بعد أف جنى ضرائبيا لمدة عاـ كامؿ كسار نحك‬
‫(‪)6‬‬
‫في سنة ‪321‬ق بعد أف حقؽ إنتصا ار عمى أبي الفتح‬ ‫الجنكب فإستكلى عمى أصبياف‬
‫ياقكت‪ ،‬عامؿ العباسيف عمى المدينة كمف ثـ تكجو عمي بف بكيو نحك إصطخر(‪ )7‬لكي ال يقع‬
‫بيف قكات األمير ياقكت كمرداكيج بف زيار كيككف فريسة ليـ ال سيما كأنو عمـ بمراسالتيـ‬
‫(‪)8‬‬
‫مف أجؿ التحالؼ ضده‬
‫‪ .3‬مذهب البويهيين‪:‬‬

‫‪ -1‬األىكاز‪:‬مدينة تقع عمى نير دجيؿ كىي عاصمة إقميـ عربستاف‪ ،‬كقد القت ىذه المدينة نا‬
‫كثير مف أذل الزنج إباف ثكرتيـ‬
‫في القرف الرابع كاتخذىا زعيميـ مق ار لو‪ .‬المقدسي‪ ،‬محمد بف أحمد شمس الديف‪ ،‬أحسف التقاسيـ في معرفة األقاليـ‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫شاكر لعيبي‪ ،‬أبك ظبي‪ ،‬دار سكيداف‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.46‬‬
‫‪ -2‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ -3‬عصاـ الديف عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬الدكؿ اإلسالمية المستقمة في الشرؽ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ص‪.435‬‬
‫‪ -4‬فتحي سالـ حميدم‪ ،‬فكزم أميف يحي‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪-‬العصر العباسي الثاني ‪656-222‬ق‪1258-840/‬ـ‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪2009 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.30-29‬‬
‫‪ -5‬محمكد شاكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫‪ -6‬أصبياف‪ :‬ىي مدينة عظيمة‪ ،‬كىي اسـ إلقميـ بأسرة في نكاحي الجبؿ سميت بأصفياف بنك فمكج بف لنطي بف يكناف‬
‫كقيؿ سميت بأصفياف بنك فمكج بف ساـ بنك نكح عميو السالـ‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.206‬‬
‫‪ -7‬إصطخر‪ :‬بمدة بفارس كىي مف أعياف حصكف فارس كمدنيا‪ ،‬كاف أكؿ مف أنشأىا إصطخر بف طيمكرث عند الفرس‪،‬‬
‫المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪ -8‬فتحي سالـ حميدم‪ ،‬فكزم أميف يحي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫كانت ديانتيـ قبؿ إسالميـ المجكسية كعبادة النار‪ ،‬ثـ دخمكا اإلسالـ كأصبحكا عمى‬
‫المذىب الشيعي(‪)1‬لقد كانت أسرة آؿ بكيو شيعية فبذرت منيـ منكرة‪ ،‬ففي عاـ ‪341‬ق ظير‬
‫قكـ مف التناسخية فييـ شاب يزعـ أف ركح عمي إنتقمت إليو كامرتو تزعـ أف ركح فاطمة‬
‫انتقمت إلييا كآخر يدعي أنو جبريؿ فتعزز باإلنتماء إلى البيت فأمر معز الدكلة بإطالقيـ‬
‫لميمو إلى أىؿ البيت‪ ،‬ككاف ىذا مف أفعالو الممعكنة(‪.)2‬نجد أف البكييييف لـ يخفكا تشييعيـ بؿ‬
‫بؿ ش جعكا المذىب الشيعي في بغداد لمقياـ باألعماؿ اإلستق اررية ضد أىؿ السنة تذىب فييا‬
‫(‪)3‬‬
‫األركاح كالممتمكات كتحرؽ األسكاؽ‪.‬‬
‫كاف المذىب الشيعي قد انتشر في بالدىـ الديمـ جنكبي بحر القزكيف عمى يد الحسف‬
‫(‪)4‬‬
‫الذم ظير ببالد طبرستانكالديمـ كذلؾ في سنة إحدل‬ ‫بف عمي الممقب باألطركش‬
‫كثالثمائة‪ )5( .‬الذم أقاـ بينيـ ثالثة عشر سنة يدعكىـ إلى اإلسالـ كيقتصر منيـ عمى العشر‬
‫(‪)6‬‬
‫العشر كيدفع عنيـ عدكىـ فأسمـ منيـ خمقا كثيرا‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫كقد‬ ‫كلقب بالناصر لمحؽ كحثيـ عمى الخركج معو إلى طبرستاف حتى أجابكه‪.‬‬
‫انتشر ىذا المذىب في بالد الديمـ بدءا مف قرار يحي بف عبد ا﵀ إلى تمؾ البالد بعد فشؿ‬
‫ثكرة النفس الزكية الذم نجح في تككيف رأم عاـ شيعي ثـ إرتبط أىؿ ىذه البالد كذلؾ في‬

‫‪ -1‬الشيعة‪ :‬ىـ أتباع عمي رضي ا﵀ عنو كيقكلكف بنبكة عمي كأف جبريؿ عميو السالـ أخطأ في الكحي كالشيعة ثالثة‬
‫طكائؼ األكلى الجادكنية مف الزيدية‪ ،‬كالثانية اإلمامية مف الراقصة كالثالثة الغالية كالكيسانية كلدييـ معتقدات كثير منيا‬
‫الصالة عمى الحجر‪ ،‬كيزعمكف أف عمي كلي ا﵀ في األذاف كغيرىا‪ .‬ابف حزـ‪ ،‬أبي محمد عمي بف أحمد‪ ،‬الفصؿ في الممؾ‬
‫كاألىكاء كالنحؿ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد إبراىيـ نصر كعبد الرحمف عميرة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الجيؿ‪1996 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.33‬‬
‫‪ -2‬محمكد شاكر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -3‬فيد محمد بف الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ -4‬العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.163‬‬
‫‪ -5‬المسعكدم‪ ،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.371‬‬
‫‪ -6‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.320‬‬
‫‪ -7‬المقريزم‪ ،‬تقي الديف أبي العباس أحمد بنك عبد القادر العابدم‪ ،‬السمكؾ لمعرفة دكؿ الممكؾ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.129‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫كىك الحسف بف زيد العمكم‪ ،‬ككاف لذلؾ اإلرتباط‬ ‫إحدل المراحؿ بالتأثر الشيعي في الرم‬
‫(‪)2‬‬
‫أثر قكم في نشر اإلسالـ بصيغتو الشيعية في ىذه المنطقة‪.‬‬
‫كالزيدية ىـ أكثر الشيعة إعتداال كأقربيـ إلى أىؿ السنة كقد أسسكا في اليمف إمامة مستقمة‬
‫(‪)3‬‬
‫أم أنيـ يعتقدكف المذىب الشيعي الزيدم‪.‬‬
‫قاؿ «الذىبي» لقد جرل عمى اإلسالـ في المئة الرابعة بالء شديد بالدكلة العابدية‬
‫(‪)4‬‬
‫كمثمما ساد‬ ‫بالمغرب كبالدكلة البكييية بالمشرؽ كباألعراب القرامطة فاألمر «﵀ تعالى»‬
‫حكـ العجـ ساد مذىب الشيعة في القرف الرابع ىجرم عمى ىذا النحك الذم ساقو اإلماـ‬
‫الذىبي كلـ يكف مجرد كجكد اإلختالؼ المذىبي مف الككارث بؿ الكارثة في محاكلة السمطة‬
‫فرض ىذا المذىب عمى األمة كمساندتو لألقمية الشيعية ضد األغمبية السنية مما كانت لو‬
‫أثار مدمرة عمى قكة الدكلة أماـ عدكىا كعمى نسيجيا االجتماعي نفسو‪)5( .‬يقكؿ ابف كثير‬
‫«كقد امتألت البالد رفضا كسيا لمصحابة مف بني بكيو كبني حمداف كالفاطمييف ككؿ ممكؾ‬
‫بالد مصر كالشاـ كالعراؽ كخراساف كغير ذلؾ مف البالد فكثر السب كالتكفير ميـ‬
‫(‪)6‬‬
‫لمصحابة‪».‬‬
‫‪ .4‬أهم سالطين الدولة البويهيية‪:‬‬
‫عندما حؿ البكييييف محؿ األتراؾ خالؿ الخالفة العباسية تعاقب جممة مف سالطيف‬
‫بني بكيو خالؿ القرف الرابع اليجرم كىـ‪:‬‬
‫أ‪ .‬معز الدولة‪356-334‬ه‪:‬‬

‫‪ -1‬الرم‪ :‬تقع في الطرؼ الشمالي الشرقي مف إقميـ الجباؿ كقد كصفيا ابف حكقؿ فقاؿ ليس بعد بغداد في المشرؽ مدينة‬
‫أعمر مف الرم كسميت الرم في أياـ الخالفة العباسية بالمحمدية نسبة إلى الخميفة العباسي‪ .‬ابف حكقؿ‪ ،‬أبي قاسـ‪ ،‬صكرة‬
‫األرض‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ -2‬المقريزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪129‬‬
‫‪-3‬ابف حزـ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.4‬‬
‫‪-4‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،16‬ص‪.252‬‬
‫‪-5‬ابف كثير ‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.264‬‬
‫‪-6‬إبراىيـ أيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫ىك أبك الحسف أحمد بف بكيو بف فناخسرك بف تماـ بف ككىي الديممي الفارسي أحمد‬
‫بف بكيو الديممي‪ ،‬السمطاف معز الدكلة أبك الحسف أحد ممكؾ بني ساساف ككذا ساؽ نسبو‬
‫إلى القاضي شمس الديف‪ ،‬كاف بكيو يصطاد كيحترؼ‪ ،‬كآؿ أمره لمممؾ‪ ،‬كاف قدكمو إلى بغداد‬
‫(‪)2‬‬
‫سنة ‪ ،)1(334‬كىك أكؿ مف ممؾ مف الديمـ مف بني بكيو‪.‬‬
‫كىكأحمد بف بكيو فاتح العراؽ ككاف أصغر إخكتو ككاف السمطاف معز الدكلة بالعراؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫قامت الفتف الطائفية كثار‬ ‫مبدأ خراب بعد أف كاف جنة الدنيا فإنو إما إستمرت قدمو فيو‬
‫الجند كؿ في كجو اآلخر‪ ،‬كانتشرت الفكضى كعـ اإلضطراب كأدل تعصب بنى بكيو لمشيعة‬
‫إلى إرغاـ السنييف عمى اإلشتراؾ في أعياد الشيعة كلـ تقتصر سياسة معز الدكلة عمى الحد‬
‫مف نفكذ الخميفة العباسي في بغداد‪ .‬بمعمؿ أيضا عمى إقرار نفكذه في البالد التابعة لمدكلة‬
‫العباسية‪ ،‬كذلؾ أقيمت الخطبة بالمدينة المنكرة‪ ،‬كحذؼ إسـ الخميفة العباسي مف الخطبة في‬
‫كؿ مف مكة كالمدينة‪ ،‬كبقيت الخطبة تقاـ لو حتى كفاتو(‪.)4‬‬
‫فتراه يعمؿ عمى إضعاؼ الحمدانييف(‪،)5‬في المكصؿ كيرسؿ إلييا في سنة ‪334‬ق‬
‫(‪)6‬‬
‫الذم انتيز فرصة خركج المعز الدكلة كاستكلى‬ ‫جيشا لمحاربة ناصر الدكلة بف حمداف‪.‬‬
‫عمى بغداد‪ ،‬كبعث معز الدكلة قكاده فالتقى الجمعاف‪ ،‬كسار المعز إلى تكريت ككانت تحت‬
‫نفكذ الحمدانييف كنيبيا كنزؿ بالجانب الشرقي‪ ،‬ككاف ناصر الدكلة كابنو شيرزاد قد نزال‬

‫‪ -1‬الذىبي‪ ،‬تاريخ اإلسالـ ككفيات المشاىير كاألعالـ‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.136‬‬


‫‪-2‬محمد جماؿ الديف سركر‪ ،‬تاريخ الدكلة الفاطمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ص‪.193‬‬
‫‪ -3‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ص‪.436‬‬
‫‪-4‬الذىبي‪ ،‬تاريخ اإلسالـ ككفيات المشاىير كاألعالـ‪،‬ج‪ ،15‬ص‪.324‬‬
‫‪-5‬الحمدانييف‪:‬ينسبكف إلى الزعيـ العربي حمدكف بف حمداف‪ ،‬كانكا يقطنكف دكلة بني حماد التي قامت في المكصؿ‪ ،‬حكمكىا‬
‫حكمكىا "أبك الييجاء بف عبد ا﵀ بف حمداف‪ ،‬الذم ظؿ يحكـ المكصؿ كالبالد التابعة ليا مف قبؿ ''المكتفي'' حتى كفاتو عاـ‬
‫‪ 317‬ق ‪،‬كانت بالد المكصؿ كما يمييا شماال مف بالد الجزيرة كديار مضر كديار ربيعة كانت السيادة فييا لمغرب منيـ آؿ‬
‫حمداف‪ .‬محمد حسف العيدركس‪ ،‬التاريخ السياسي كالحضارم لمدكلة العباسية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪،‬‬
‫‪،2010‬ص‪.201‬‬
‫‪-6‬ناصر الدكلة بف حمداف ‪:‬ك ىك الحسف بف أبك اليجاء عبد ا﵀ بف حمداف الممقب بناصر الدكلة‪ ،‬إستطاع أف يمد سمطانو‬
‫سمطانو إلى ديار ربيعة كمضر بأرض‪ ،‬الجزيرة‪ .‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.201‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫بالجانب الغربي‪ .‬ثـ قامت الحرب بيف الفريقيف في بغداد كحاكؿ أنصار الدكلة الكصكؿ إلى‬
‫جند معز الدكلة ‪ ،‬كفي سنة ‪336‬ق استكلى معز الدكلة عمى البصرةػ‪ ،‬كابطاؿ السكة التي‬
‫تحمؿ إسـ الخميفة المطيع‪ ،‬كضرب سكة باسـ المتقي‪ ،‬كاستمرت الحرب أربعة أشير إستقر‬
‫بعدىا معز الدكلة ببغداد كسار ناصر الدكلة إلى عكبرة(‪.)1‬‬
‫كذلؾ عمؿ معز الدكلة عمى إخضاع البريدييف‪ ،‬لسمطانو حتى يصفك لو الجك في بالد‬
‫العراؽ‪ ،‬كقد تربع معز الدكلة عمى دست السمطنة ببغداد اثنيف كعشريف سنة ‪334‬ق ‪356/‬‬
‫ق استأثر فييا بالسمطة دكف الخميفة الذم لـ يعد لو مف الخالفة إال إسميا كمد نفكذه عمى‬
‫جميع بالد العراؽ ككانت عالقتو بأخكيو عماد الدكلة (‪ .)2‬في فارس كركف الدكلة الحسف في‬
‫الرم كىمذاف كأصفياف تقكـ عمى أساس متيف مف المكدة كالصفاء‪ ،‬حيث استطاع ركف‬
‫الدكلة أف يستحكذ عمى الرم فاتسعت مممكة بني بكيو‪ ،‬فإنو صار بأيدييـ أعماؿ الرم‬
‫كالجبؿ كأصفياف كفارس كاألىكاز كالعراؽ(‪.)3‬‬
‫كاف ىك أكؿ مف أمر بنكاح عمى الحسيف‪ ،‬حيث قاؿ السيكطي‪ :‬يكـ عاشكراء ألزـ معز‬
‫الدكلة الناس بغمؽ األسكاؽ كمنع الطباخيف مف الطبخ‪ ،‬كنصبكا القباب في األسكاؽ‪ ،‬كعمقكا‬
‫عمييا المسكح‪ ،‬كأخرج النساء منتشرات الشعر يمطمف في الشكارع كيقمف المأتـ عمى الحسيف‪،‬‬
‫كاستمرت ىذه البدع سنيف(‪.)4‬‬
‫كمزاؿ معز الدكلة يعمؿ عمى تحقيؽ سياستو حتى إعتراه المرض الذم مات منو في‬
‫الربيع اآلخر سنة ‪356‬ق كىك في ‪ 53‬مف عمره كانت إمارتو إحدل كعشريف سنة كأحد‬

‫‪ -1‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.221‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.221‬‬
‫‪ -3‬محمد عبد المنعـ الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪..245‬‬
‫‪ -4‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.436‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫عشر شيرا‪ ،‬كخمفو ابنو منصكر بختيار‪ ،‬ككاف مف الممكؾ الجكر كالرفض كلكنو كاف حازما‬
‫ما سائسا مييبا(‪.)1‬‬

‫ب‪ .‬عز الدولة بختيار‪367-356‬ه‪:‬‬


‫كىك عز الدكلة بختيار بف معز الدكلة‪ ،‬فمما شعر معز الدكلة بدنك أجمو أكصى ابنو‬
‫عز الدكلة بختيار باليقظة كالتحرز مف ناحية أعدائو كخاصة األتراؾ الذيف كانكا يسككنكف‬
‫السكاد األعظـ مف جنده كما أمره بمدارات الديمـ ليكفي خطرىـ‪ ،‬كبطاعة عمو ركف الدكلة‬
‫كعمو عضد الدكلة ألنو أكبر منو سنا كأكثر منو تجربة أحذؽ في السياسة كما أكصاه بإقرار‬
‫(‪)2‬‬
‫كاتبو أبي الفضؿ العباس بف الحسف كأبي الفرح محمد بف العباس إلخالصيما ككفاءتيما‪.‬‬
‫لكف بختيار لـ يسمع لنصائح أبيو كانصرؼ إلى الميك كالعب كمعاشرة النساء كأثار‬
‫سخط كاتبيو كفرؽ بينيما كطمع في إقطاعات كبار الحاشية كخاصة سبكتكيف‪)3(.‬كأخذ‬
‫طمعا‬
‫ن‬ ‫بختيار يناكئابف عمو عضد الدكلة كترؾ إستشارة عمو ركف الدكلة‪ ،‬كنفى كبار الديمـ‬
‫(‪)4‬‬
‫في أمكاليـ‪.‬‬
‫كلما رأل سبكتكيف إنصارؼ بختيار عنو كطمعو في اإلقطاعات كاألمكاؿ أقبض عنو‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كصار ال يركب إليو‪ ،‬كاقتصر عمى التراسؿ عمى أيدم المتكسطيف‪.‬‬

‫‪ -1‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.183‬‬


‫‪ -2‬محمد بف عبد المنعـ الجمؿ‪ ،‬الدكلة اإلسالمية المستقمة في المشرؽ‪ -‬تاريخ كحضارة‪ ،‬اإلسكنرية‪ ،‬دار المعرفة‬
‫الجامعية‪2002،‬ـ ‪ ،‬ص‪.246-245‬‬
‫‪ -3‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.316‬‬
‫‪ -4‬سبكتكيف‪ :‬كاف مكلى أمير أبي إسحاؽ بف ألبتكيف صاحب جيش غرنة كأعماليا لمسامانية فمما تكفي ىذا األخير لـ‬
‫يترؾ أحد يصمح لمممؾ‪ ،‬فقامكا باختيار سبكتكيف سنة ست كستيف كثالث مائة ‪.‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪،17‬‬
‫ص‪.500‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.465‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫كضعؼ بختيار الذم عزلو جنده األتراؾ بإيعاز مف عضد الدكلة الذم إستقرت قدمو‬
‫ببغداد كقبض عمى ابف عمو بختيار سنة ‪364‬ق‪ ،‬ككتب عضد الدكلة إلى كالده ركف الدكلة‬
‫يخبره بما فعؿ فأنكر عميو ذلؾ كأمره بعدكؿ عما فعؿ ككتب إليو ييدده بالمسير إليو إف لـ‬
‫يفعؿ‪ ،‬فأطمؽ عضد الدكلة بختيار إلى كاليتو بعد أف استحمفو أف يككف نائبا عنو في العراؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫كأال يخالؼ لو أمرا‪.‬‬
‫كلما تكفي ركف الدكلة‪ ،‬قصد عضد الدكلة العراؽ كحارب بختيار فيكاسط كانتصر‬
‫عميو‪ .‬كما قاؿ ابف الجكزم‪ :‬لما تكفي أبك عمي بف بكيو في محرـ‪ ،‬فكجد عضد الدكلة طريقا‬
‫إلى ما كاف يخفيو مف قصد العراؽ‪ ،‬فقصد الحمدانييف في المكصؿ كاستعاف بأبي تغمب بف‬
‫حمداف‪ ،‬كالتقى الجيشاف بنكاحي تكريت‪ ،‬كحمت اليزيمة ببختيار كأسر كسيؽ إلى بغداد كقتمو‬
‫عضد الدكلة‪ ،‬كىنا تبدأ فترة خالفة عضد الدكلة ‪ ،‬كفي ‪366‬ق كانت الحرب بيف عضد‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكلة كعز الدكلة بيختار‪ ،‬كأسر فييا غالـ لعز الدكلة‪ ،‬كاد يمكت مف جزعو لفراقو‪.‬‬
‫لما ىزـ بختيار سار إلى الشاـ‪ ،‬كقد كاف عضد الدكلة عاىده ألبي تغمبممكدة بينيما‬
‫فنكث بالعيد كقصدىا‪ ،‬بعدىا أتتو رسؿ أبي تغمب بالصمح‪ ،‬فقتؿ بختيار‪ ،‬حيث حمؿ رأسو‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى عضد الدكلة‪ ،‬فكضع المنديؿ عمى كجيو كبكى‪.‬‬
‫كفي عيد بختيار استكلى الفاطميكف عمى مصر في سنة ‪358‬ق كقطعت الخطبة‬
‫لمخميفة العباسي‪ ،‬كذكر اسـ الخميفة الفاطمي محمو‪.‬‬
‫كاف معز الدكلة ممكا سريا شديد القكل‪ ،‬قيؿ أنو يمسؾ الثكر العظيـ مف قرنو فيصرعو‬
‫ككاف متكسعا في النفقات كالكمؼ‪ ،‬كاستكلى بختيار عمى المكصؿ بعد أف أغراه كزيره ابف‬

‫‪ -1‬الذىبي شمس الديف أبك عبدا﵀ محمد بنك أحمد بف عثماف بف قايماز‪ ،‬العبر في خبر مف غبر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك ىاجر‬
‫محمد السعيد بف بسيكني زغمكؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪. 123‬‬
‫‪ -2‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.318-317‬‬
‫‪ -3‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.53‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫بق يو‪ ،‬فسار ككصؿ إلى المكصؿ في ثالث كستيف كثالثمائة‪ ،‬كخالؼ بختيار إلى بغداد كلـ‬
‫(‪)1‬‬
‫يحدث شيء مف النيب أك القتؿ ‪,‬كانما قاتؿ أىؿ بغداد‪ ،‬فحدثت فتنة بسبب ذلؾ‪.‬‬
‫كقد خمع المطيع مف قبؿ القائد التركي سبكتكيف الثائر عمى بختيار البكييي كحؿ محمو‬
‫الطائع ألمر ا﵀‪ ،‬كالشيعة كالسنة في نزاع مستمر‪ ،‬كالجند يطمبكف أرزاقيـ‪ ،‬كأصحاب‬
‫اإلقطاعات ساخطكف عميو يتربصكف لمنيؿ منو‪ ،‬كلـ يرل بختيار سكل االستنجاد بعمو ركف‬
‫الدكلة كابف عمو عضد الدكلة ألنو كاف شديد الرغبة في االستئثار بالسمطة في بغداد‪ ،‬كما‬
‫كتب إلى أبي تغمب بف حمداف يطمب معكنتو كقامت الحرب بيف الفريقيف في محرـ‬
‫(‪)2‬‬
‫سنة‪364‬ق‪.‬‬
‫ج‪ .‬عضد الدولة ‪372-367‬ه‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كىك أبك شجاع عضد الدكلة فناخسر ابف ركف الدكلة الحسف بف بكيو الديممي‪.‬‬
‫بعد أف قتؿ عضد الدكلة ابف عمو بختيار صفا لو الجك في دكلة العراؽ‪ ،‬ككانت العالقة بيف‬
‫(‪)4‬‬
‫الطائع كعضد الدكلة‪ ،‬كلكف العالقة لـ تمبث أف تبدلت بينيما بعد شيريف‪.‬‬
‫نجد أف األمير البكييي قد شارؾ الخميفة العباسي في العديد مف اإلمتيازات كالشارات الرسمية‬
‫نذكرمنيا‪:‬‬
‫‪ -‬الخطبة‪ :‬فقد كاف اسـ األمير يذكر جنبا إلى جنب مع إسـ الخميفة في األقاليـ التي‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫لعز الدكلة‪،‬‬ ‫فقد أسقطت الخطبة مف الككفة‬ ‫سيطر عمييا البكييييف عدا بغداد‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫كأقيمت لعضد الدكلة‪.‬‬

‫‪ -1‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.417‬‬


‫‪ -2‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬الذىبي‪ ،‬شمس الديف أبك عبد ا﵀ محمد بف أحمد بف عثماف بف قايماز‪ ،‬دكؿ اإلسالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬حسف إسماعيؿ مركة‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪1999 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.522‬‬
‫‪ -4‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪334‬‬
‫‪ -5‬فكزم فاركؽ عمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.124‬‬
‫‪ -6‬الككفة‪ :‬سميت ككفة مف قكؿ العرب‪ :‬رأيت ككفانا كككفا‪ ،‬بضـ الكاؼ كفتحيا‪ ،‬كقيؿ سميت ككفا إلجتماع الناس فييا‪،‬‬
‫كاذا قيؿ أعطى فالف كيفة أم قطعة أرض‪ .‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص‪.442‬‬
‫‪ -7‬فاركؽ عمر فكزم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.124‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫‪ -‬النوبة‪ :‬كانت الطبكؿ تقرع عمى األبكاب‪ ،‬قصر الخميفة العباسي خمس مرات يكميا كلما‬
‫جاء عضد الدكلة طمب مف الخميفة السماح لو بقرع الطبكؿ أماـ بابو ثالث مرات يكميا‪،‬‬
‫كىكذا حقؽ عضد الدكلة إمتيازيف لألمير البكييي‪ )1(.‬حيث قيؿ فيو‪ ":‬كىذا أكؿ ممؾ دقة‬
‫(‪)2‬‬
‫الطبمخانة عمى بابو‪ ،‬كصار ذلؾ عادة مف يكمئذ‪.‬‬
‫إستكلى عضد الدكلة عمى المكصؿ كديار ربيعة‪ )3( .‬كميافارقيف(‪ )4‬كأمر ديار بكر ديار‬
‫ديار مضر كىرب أبك تغمب الحمداني إلى الخميفة العزيز با﵀ الفاطمي‪ ،‬كأف الخميفة الطائع‬
‫أمر بأف يخطب لو ببغداد في خطبة الجمعة‪ ،‬كأف يضرب عمى بابو بالدبادب في أكقات‬
‫الصمكات الخمس‪ ...‬كلـ يبمغ أحد مف أمراء بني بكيو ما بمغو عضد الدكلة مف سعة الممؾ‬
‫(‪)5‬‬
‫السمطاف حتى أنو داف لو سائر أمراء بني بكيو‪ .‬كامتد سمطانو عمى بغداد العراؽ‬ ‫كبسطو‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫العراؽ ككرماف كفارس كعماف كخكرساف كالمكصؿ كقراف(‪ )6‬كنيح‬
‫كما حسف عالقتو بالخالفة حيث أف العالقة بينو كبيف المطيع كانت حسنة مف أكجو‬
‫تعظيمو لمطائع كما أنو لما عد الطائع إلى بغداد سنة ‪346‬ق‪.‬استقبمو عضد الدكلة كعميو‬
‫سكاد‪ ،‬ثـ جمس لو الطائع ﵀‪ ،‬كأظير مف األحباب كتعظيـ الخالفة‪ ،‬كحمؿ إلى الطائع أمكاؿ‬
‫(‪)8‬‬
‫كثيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.124‬‬


‫‪ -2‬الذىبي‪ ،‬دكؿ اإلسالـ‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.523-522‬‬
‫‪ -3‬ميارفاقيف‪:‬بفتح أكلو‪ ،‬كتشديد ثانيو‪ ،‬كىي أشير مدينة لديار بكر‪ ،‬قيؿ سميت ميا نسبة البنة مف بناىا‪ ،‬كفارقيف ىك‬
‫الخالؼ بالفارسية ػ الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.236-235‬‬
‫‪ -4‬ديار ربيعة‪ :‬بيف المكصؿ إلى رأس عيف نحك بقعاء المكصؿ كنصيبيف كرأس عيف كدنسير كالخبكر جميعو كما بيف ذلؾ‬
‫ذلؾ مف المدف كالقرل‪ ،‬الحمكم ‪،‬معجـ البمداف ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.494‬‬
‫‪ -5‬عدناف حسف صالح‪ ،‬مشاىير خمفاء بني العباس‪ ،‬األردف‪ ،‬مؤسسة الفرساف ‪،‬ط‪1،2011‬ـ‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫‪ -6‬القراف‪ :‬اسـ كاد قرب الطائؼ‪ ،‬كىي قرية في اليمامة‪ ،‬كقيؿ‪ :‬قراف بيف مكة كالمدينة‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.318‬‬
‫‪ -7‬حسف إبراىيـ حسف ‪،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.54-53‬‬
‫‪ -8‬األزدم‪ ،‬جماؿ الديف أبك الحسف عمي بف منصكر ظافر بف الحسيف ‪ ،‬أخبار الدكؿ المنقطعة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عصاـ مصطفى‬
‫ىزايمية‪ ،‬محمد عبد الكريـ محافظة كآخركف‪ ،‬األردف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1999 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.416‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫ككما ذكر السيكطي‪ :‬خرج عضد الدكلة مف ىمذاف كقدـ بغداد‪ ،‬فمقاه الطائع كلـ تجرم العادة‬
‫(‪)1‬‬
‫بخركج الخمفاء لتمقي أحد‪.‬‬
‫ب مغ عضد الدكلة مف سعة المممكة كاإلستيالء عمى المماليؾ‪ ،‬ما لـ يبمغو أحد مف بنيو‪،‬‬
‫كأتت لو البالد كالعباد‪ ،‬كىك أكؿ مف خكطب بممؾ شاه شاه في اإلسالـ كأكؿ مف خطب لو‬
‫(‪)2‬‬
‫في المنابر ببغداد بعد أمير المؤمنيف‪.‬‬
‫كاف قصر عضد الدكلة محط كبار رجاؿ العمـ كاألدب‪ ،‬فقصده العمماء مف كؿ بمد‬
‫كصنفكلو الكتب‪ .‬حيث قاؿ الذىبي‪ :‬كاف أديبا مشاركا في الفنكف مف العمـ كلو صنؼ أبك‬
‫(‪)3‬‬
‫العمي "االيضاح كالتكممة" كقصده الشعراء مف البالد كالمتنبي كأبي الحسف السالمي‪.‬‬
‫كاستطاع عضد الدكلة‪ ،‬خالؿ السنكات الطكيمة التي حكميا خمسة كثالثكف سنة‪ ،‬أف‬
‫يحقؽ لمدكلة العباسية استقرار كازدىار بفضؿ مشركعاتو العمرانية مثؿ‪ :‬السد العالي الذم‬
‫شيدت عند مدينة شي ارزبفارس كسد سييمة الذم أقامت بالقرب مف بمدة النيركاف ‪)4(.‬في‬
‫(‪)5‬‬
‫كمف األعماؿ التي تنسب إليو كذلؾ المشيد العظيـ الذم شيده‬ ‫العراؽ بيف بغداد ككاسط‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫عمى قبر اإلماـ عمي بف أبي طالب بمدينة النجؼ‪.‬‬

‫‪ -1‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.443‬‬


‫‪ -2‬أمير المؤمنيف‪:‬ىك نزار أبك المنصكر العزيز با﵀ بف المعز لديف ا﵀ أبي تميـ معد بف المنصكر با﵀‪ ،‬ثاني خمفاء مصر‬
‫مصر مف بني عبيد‪ ،‬كلد سنة أربع كأربعيف كثالث مائة‪ ،‬تكلى مصر ‪365‬ق‪ .‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬‬
‫ص‪.117-116‬‬
‫‪ -3‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.139‬‬
‫‪ -4‬النيركاف‪ :‬كىي كرة كاسعة بيف بغداد ك كاسط مف الجانب الشرقي حدىا األعمى متصؿ ببغداد كفييا عدة بالد متكسطة‪،‬‬
‫متكسطة‪ ،‬كىي ثالث نيركنات‪ :‬األعمى كاألكسط كاألسفؿ‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.325-324‬‬
‫‪ -5‬أحمد مختار العبادم ‪،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪ -6‬النجؼ‪ :‬ىك في ظير الككفة كالميناء‪ ،‬يمنع سيؿ الماء أف يعمك الككفة كمقابرىا‪ ،‬كقد ذكر في الكثير مف األشعار‪.‬‬
‫الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.271‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫كالبيمارستاف العضدم الذم بناه في بغداد لعالج المرضى‪ ،‬كأعاد بناء ما تيدـ مف مساجد‬
‫بغداد كأسكاقيا كأدار األمكاؿ عمى األئمة كالمؤذنيف كالعمماء كالقراء كالعزباء كالضعفاء الذيف‬
‫(‪)1‬‬
‫يأككف إلى المساجد‪.‬‬
‫تكفي عضد الدكلة في الثامف مف شير شكاؿ سنة ‪372‬ق كلو مف العمر سبعة‬
‫كأربعكف سنة كاحدل عشر شير أك حمؿ إلى المشيد اإلماـ عمي بف أبي طالب ككانت مدة‬
‫حكمو خمس كثالثكف سنة كنصؼ‪ ،‬استبد فييا بالسمطة كأمف شر أعدائو في الداخؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫كالخارج‪ ،‬ككطد دعائـ سمطانو كنشر العدؿ‪.‬‬
‫كقد ذكر ابف الجكزم عف المجمس الذم أشيع في مكت المعتضد بعض أقكاؿ مف حضر‬
‫المجمس‪ :‬فقاؿ األكؿ‪ :‬لقد كزف ىذا الشخص الدنيا بخيرمثقاليا كأعطاىا ما فكؽ قيمتيا‪ ،‬كقاؿ‬
‫(‪)3‬‬
‫الثاني‪ " :‬مف استيقظ لدينا فيذا نكمو‪ ،‬كمف حمـ فييا فيذا إنتباىو‪.‬‬
‫د‪ .‬شرف الدولة ‪379-376‬ه‪:‬‬
‫ىك شرؼ الدكلة أبك الفكارس سير زيؿ عضد الدكلة حكـ مف ‪379-367‬ق لما استقر‬
‫شرؼ الدكلة في العراؽ‪ ،‬قدـ بغداد كما ذكرت فتمقاه الخميفة‪ ،‬كىنأه بالفتح كالظفر‪ ،‬ككتب لو‬
‫(‪)4‬‬
‫ككاله ما كراء بابو كعقد لو لكاءيف كلقبو شاىنشاه‪.‬‬
‫كانت سياسة شرؼ الدكلة ترمي إلى التكدد ألخيو صمصاـ الدكلة‪ ،‬حتى أنو أنكر عمى‬
‫الشعراء‪ ،‬تعريضيـ بو في قصائدىـ التي أنشدكىا بالسمطنة‪ ،‬كقد عمؿ شرؼ الدكلة عمى‬
‫تحقيؽ العدؿ بيف الناس كرفع أمر المصادرات كقطع أسبابيا‪ ،‬كانتظمت األمكر عمى يده كؿ‬
‫االنتظاـ كطالب العماؿ بعمؿ المصمح كأخذىـ بإقامة العمارات‪ ،‬ككجد األسعار متزايدة‪،‬‬

‫‪ -1‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪169‬‬


‫‪ -2‬حسف إب ارىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.55‬‬
‫‪ -3‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.296‬‬
‫‪ -4‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.229‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫فرتب نقؿ الغالة مف بالد فارس في البحر كجد في جمعيا مف كؿ بمد‪ )1(،‬كمنع شرؼ الدكلة‬
‫مف المصادرة‪ ،‬كرد عمى الناس أمالكيـ (‪ ،)2‬كقد قامت المنافسة بيف شرؼ الدكلة كعمو فخر‬
‫(‪)3‬‬
‫الدكلة‪.‬‬
‫لذلؾ نراه يرسؿ مقدـ الجيش أك قائد قكاده يسمى فراتكينالجيشيارم لقتاؿ بدر بف‬
‫حسكنة في بالد الجبؿ لميمو إلى عمو كعمى الرغـ مف كثرة عدد جند شرؼ الدكلة كاح ارزه‬
‫كماكرئيا‪ ،‬كأصبح حظر‬
‫ا‬ ‫النصر كأكؿ األمر كأحؿ بيـ اليزيمة‪ ،‬ثـ استكلى عمى بالد الجبؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫ييدد بالد العراؽ‪.‬‬
‫كتكفي في تسع كسبعيف ثالثمائة لثمانية أشير كسنتيف مف ممكو(‪ )5‬كلـ يطؿ عيد شرؼ‬
‫(‪)6‬‬
‫كبعد عاميف كثمانية أشير في الحكـ تكفي عمى اثر مرضو باإلستشفاء سنة‬ ‫الدكلة‬
‫‪379‬ق(‪ ،)7‬لـ يتجاكز الثمانية كالعشريف مف العمر‪ ،‬ك كاف قد تعيد قبؿ كفاتو إلى أخيو أبي‬
‫(‪)8‬‬
‫نصر فجاءه الطائع إلى دار المممكة يعزيو‬
‫كاف فيو خير كقمة ظمـ(‪ ،)9‬كالذم قبؿ ذلؾ تردد الضطراب حمب إمارة بني بكيو في‬
‫العراؽ‪ ،‬كبعد خمسة أياـ مف كفاة شرؼ الدكلة ركب أبك نصر إلى الخالفة‪ ،‬فخمع عميو‬
‫(‪)10‬‬
‫الخميفة الطائع لخمع سمطانو كلقبو "بياء الدكلة كضياء الممة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.57-56‬‬


‫‪-2‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.318‬‬
‫‪-3‬فخر الدكلة‪ :‬ىك ابف ركف الدكلة كاف كاليا عمى ىمذاف كأعماؿ الجبؿ‪ ،‬كطمع في عيد بياء الدكلة في االستيالء عمى‬
‫العراؽ كاف بحكـ جكراه لمسامانييف لو عالقة سيئة مع أمرائيـ‪ ،‬تكفي سنة ثمانية كسبعكف كثالثمائة‪ .‬محمد عبد المنعـ‬
‫الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.277-276‬‬
‫‪ -4‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.57‬‬
‫‪ -5‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.613‬‬
‫‪ -6‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.57‬‬
‫‪ -7‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -8‬الذىبي‪ ،‬دكؿ اإلسالـ‪ ،‬ج‪ ،26‬ص‪.154‬‬
‫‪ -9‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.158‬‬
‫‪ -10‬المصدر نفسو‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.159‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫ه‪ .‬بهاء الدولة‪405-379‬ه‪:‬‬


‫كىك بياء الدكلة أبك نصر فيركزبف عضد الدكلة ‪405-379‬ق في عيدة قاـ بإستمالة‬
‫األتراؾ الذيف إلتفكا حكلو‪ ،‬كلما قامت الفتنة بيف األتػراؾ كالديمـ في مستيؿ إمارتو إنظـ بياء‬
‫إلى األتراؾ‪ ،‬كا ستطاع بذلؾ أف يضعؼ مف نفكذ الديمـ‪ ،‬كلكف ىذا لـ يضع حد لممصاعب‬
‫التي قامت في كجيو منيا محاكلة فخر الدكلة‪ .‬صاحب الرم كىمذاف كأصبياف طمعا في‬
‫اإلستيالء عمى بالد العراؽ‪ ،‬بعد مكت شرؼ الدكلة‪ ،‬كقد شجعو عمى تحقيؽ ىذه السياسة‬
‫كزيره الصاحب بف عباد الذم كاف يطمع في الجمكس عمى عرش الك ازرة في بغداد‪ ،‬كأيقف أف‬
‫(‪)1‬‬
‫كلما عمـ بياء الدكلة بكصكؿ فخر الدكلة‬ ‫الفرصة قد سمحت لو بعد مكت شرؼ الدكلة‪،‬‬
‫إلى األىكاز قرر القضاء عمى جيشو قبؿ كصكلو إلى بغداد‪ ،‬كالتقى الجيشاف بالقرب مف‬
‫خكرستاف كتـ نصر بياء الدكلة الذم سار بعد ذلؾ إلى كاسط كالبصرة‪ ،‬كبعث جيكشو إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫أرجاف‪ ،‬فاستكلى عمى قمعتيا المنيعة‪.‬‬
‫كنعكد إلى صمصاـ الدكلة الذم سجف مف قبؿ شرؼ الدكلة فقد تمكف مف اليركب مف‬
‫معتقميو كانتصر عمى جيش أخيو بياء الدكلة عمى مقربة مف شيراز سنة ‪380‬ق كتـ الصمح‬
‫بينيما‪ ،‬عمى أف يككف لصمصاـ بالد فارس كاألرجاف‪ ،‬كبياء الدكلة خكرستاف كالعراؽ كحمؼ‬
‫(‪)3‬‬
‫كؿ منيما عمى صاحبو عمى الكفاء‪.‬‬
‫لكف ىذا الصمح لـ يطؿ أمده فإف بياء الدكلة عمؿ عمى االستيالء عمى فارس كقابؿ‬
‫صمصاـ الدكلة بإستيالءه عمى خكرستاف في ‪383‬ق كاألىكاز في ‪385‬ق كما إستكلت‬
‫جيكش صمصاـ عمى البصرة سنة ‪386‬ق كأصبح قريبا مف النصر لكال تدخؿ ميذب الدكلة‬
‫صاحب البطيحة‪ ،‬كانتيت الحرب بيف صمصاـ الدكلة كبياء الدكلة بعقد الصمح‪ ،‬عمى أف‬

‫‪ -1‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.58‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسو‪،‬ج‪ ،3‬ص‪59‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسو‪،‬ج‪،3‬ص‪.60‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫يخطب في البصرة لكؿ مف صمصاـ كبياء الدكلة ك ميذب الدكلة‪ ،‬كلـ يتجمى الصراع بيف‬
‫(‪)1‬‬
‫صمصاـ كبياء حتى قتؿ صمصاـ الدكلة سنة ‪388‬ق‪.‬‬
‫كسرعاف ما ساء ت األمكر بيف بياء الدكلة كالخميفة الطائع‪ ،‬حيث حيف إحتاج بياء‬
‫الدكلة إلى األمكاؿ نتيجة لحركبو مع الطامعيف في منصبو مف آؿ بكيو فقبض عمى كزيره‬
‫ليستخمص منو ماال فمـ عنده ما يكفيو‪ ،‬فأشار إليو البعض بالقبض عمى الطائع‪ ،‬فأرسؿ إليو‬
‫يمتمس منو المثكؿ بيف يديو لتجديد الطاعة كالكالء لو فأذف لو الخميفة بذلؾ‪ ،‬لكنع عذر بو ثـ‬
‫(‪)2‬‬
‫كىكذا أجبر الطائع عمى أف يخمع نفسو كينزؿ عمى‬ ‫أخذ كؿ ما بداره كنيبت بدار الخالفة‬
‫الخالفة إلى أبي العباس أحمد بف إسحاؽ المقتدر الممقب ب‪ :‬القادر با﵀‪ ،‬كخمع نفسو في‬
‫بغداد لسبع عشر ليمة خمت مف ذم الحجة سنة ثالث كستيف كثالثمائة‪ .‬فثار الديمـ كاألتراؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫إزداد نفكذ بياء الدكلة في عيد القادر‬ ‫كطمبكا البيعة الرسمية عمى ما جرت بو العادة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫فإستبد بالسمطة دكف الخميفة الذم قمده ما كراء بابو‪.‬‬
‫كاف القادر مف أفاضؿ الخمفاء‪ ،‬كثير الخير كالديف معركؼ بالعبادة‪ ،‬كقد تزكج بنت‬
‫(‪)5‬‬
‫بياء الدكلة‪.‬‬
‫حاكؿ بياء الدكلة التخمص مف أبناء بختيار ككانكا قد قتمكا صمصاـ الدكلة كاستكلكا‬
‫فارس كعممكا عمى محاربتو كاستمالو الديمـ الذم كانكا ساخطيف عميو إلعتماده عمى األتراؾ‬
‫إال أنو استطاع إستمالة زعيـ الديمـ إليو‪ ،‬كحارب ابني بختيار المذيف إنتقمت إلييما الزعامة‬
‫(‪)6‬‬
‫كىذا ما يدؿ عمى العالقة الطيبة بيف بياء الدكلة كالقادر‪ .‬كاستطاع أف يحدث‬ ‫بفارس‪.‬‬

‫‪ -1‬حسف إبراىيـ حسف‪،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.61‬‬


‫‪ -2‬كفاء محمد عمي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -3‬األندلسي‪ ،‬أحمد بف محمد بف عبد ربو‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬مفيد محمد قميحة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1983‬ـ‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.388‬‬
‫‪ -4‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.291‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫‪-6‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.60‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫الشقاف في صفكفيا‪ ،‬كأف يكقع بيا اليزيمة كيستكلى عمى فارس سنة ‪379‬ق‪ .‬فمحؽ أحدىما‬
‫بالبطيحة(‪ )1‬كلحؽ الثاني ببالد الديمـ‪ ،‬كلكنو عاد إلى فارس كاستكلى عمى أغمب بالد كرماف‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫عمى أف بياء الدكلة أرسؿ إليو جيشا أحؿ بو اليزيمة كقتمو في ‪390‬ق‪.‬‬
‫في عيده كقعت فتنة بيف الشيعة كأىؿ السنة في بغداد‪ ،‬كصاح الرافضة ببغداد يا حاكـ‬
‫يا منصكر أحفظ القادر مف ذلؾ‪ ،‬كأنقذ الفرساف الذيف عمى بابو لمعاكنة أىؿ السنة‪ ،‬فانكسر‬
‫(‪)3‬‬
‫الركافض‪.‬‬
‫ككاف بياء الدكلة عمى ما كصفو أبك المحاسف ظالما غشكما سفاكا لدماء كجمع مف‬
‫(‪)4‬‬
‫الماؿ ما لـ يجمعو أحد بني بكيو‪ ،‬كلـ يكف في ممكؾ بني بكيو منو كال أقبح سيرة‪.‬‬
‫تكفي بياء الدكلة في الخامس مف شير جمادل األخر مف سنة ‪403‬ق بعد أف حكـ أربع‬
‫(‪)5‬‬
‫كعشريف سنة كتسعة أشير كأياـ ككاف في األربعيف مف عمره في األرجاف‪.‬‬
‫كمات بعمة الصرع‪ ،‬كمات كىمؾ بالعراؽ في منتصؼ ثالث أربعمائة بأرجاف(‪ ،)6‬فخمؼ ابنو‬
‫(‪)7‬‬
‫ابنو سمطاف الدكلة أك شجاع‪ ،‬ككاف قد عيد إليو بالسمطنة مف بعده‪.‬‬
‫و‪ .‬سمطان الدولة ومشرف الدولة‪ 416 -403‬ه‪:‬‬
‫خمؼ بياء الدكلة في السمطة ابنو سمطاف الدكلة أبك شجاع ‪411-403‬ق كقد إستيؿ‬
‫عيده بتكلي أخيو جالؿ الدكلة(‪.)8‬أبي طاىر عمى البصرة‪ ،‬كتكلى أخيو قكاـ الدكلة أبي‬

‫‪ -1‬البطيحة‪ :‬جمعيا بطائح‪ ،‬كالبطيحة كالبطحاء كاحدة‪ ،‬كتبطح السيؿ إذا اتسعت األرض‪ ،‬كبذلؾ سميت بطائح كاسط ألف‬
‫المياه بطحت فييا‪ ،‬كىي أرض كاسعة بيف كاسط كالبصرة‪ .‬الحمكم ‪،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.350‬‬
‫‪ -2‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.61‬‬
‫‪ -3‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.448‬‬
‫‪ -4‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.62‬‬
‫‪ -5‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪.185‬‬
‫‪ -6‬الذىبي‪ ،‬العبر في أخبار مف غبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.205‬‬
‫‪ -7‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.627‬‬
‫‪ -8‬جالؿ الدكلة‪:‬ىك أبك طاىر جالؿ الدكلة‪ :‬أقيـ لو بعد أخيو مشرؼ الدكلة في العراؽ كطمب إليو كىك في البصرة‬
‫الحضكر إلى بغداد لكنو ذىب إلى كاسط ثـ عاد إلى البصرة‪ ،‬فانقطعت الخطبة لو كتحكلت إلى أخيو‪ .‬محمد عبد المنعـ‬
‫الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.258‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫الفكارس(‪ ،)1‬الذم أقاـ الحرب ضد أخيو ما بيده مف البالد‪ ،‬لكف جيكش سمطاف الدكلة لـ‬
‫تمبث أف أخرجو منيا كطاردتو إلى كرماف كاحتمتيا‪ ،‬ثـ إلى خرساف‪ ،‬حيث لجأ أبك الفكارس‬
‫إلى لمساعدة يمف الدكلة محمكد بف سبكتكيف الذم أمده بجيشو كلـ يستطيع ىذا الجيش‬
‫الكقكؼ في كجو جيش سمطاف الدكلة‪ ،‬فاضطر أبك الفكارس إلى التقيقر كالمحاؽ بشمس‬
‫الدكلة بف فخر الدكلة‪ ،‬صاحب ىمذاف ثـ بمذىب الدكلة صاحب البطيحة‪ ،‬كانتيى األمر‬
‫(‪)2‬‬
‫بإعادة كركاف إلى أبي الفكارس الذم اعترؼ بزعامة أخيو سمطاف الدكلة‪.‬‬
‫كلـ تقتصر الصعكبات في عيد سمطاف الدكلة عمى مناكأة أخيو فقط‪ ،‬بؿ كاجو‬
‫صعكبات أخرل منيا شغب الجيش عميو‪ ،‬سبب رغبتيـ في تكلي أخيو مشرؼ الدكلة فيرب‬
‫(‪)3‬‬
‫إلى كاسط‪.‬‬
‫كاستخمفو أخاه مشرؼ الدكلة عمى العراؽ ‪416-411‬ق‪ ،‬كىك أبك الحسف بف سمطاف‬
‫الدكلة أبي نصر فيرزك بياء الديف ابف سمطاف عضد الدكلة بكيو ابف سمطاف ركف الدكلة‬
‫(‪)4‬‬
‫الحسف بف بكيو الديممي‪.‬‬
‫كقامت الحرب بيف األخكيف‪ ،‬كحمت اليزيمة بجيش سمطاف الدكلة الذم ىرب مف‬
‫(‪)5‬‬
‫في أياـ سمطاف الدكلة‪،‬‬ ‫األىكاز إلى أرجاف كقكل أمر مشرؼ الدكلة كخطب لو في بغداد‪،‬‬
‫الدكلة‪ ،‬إزداد نفكذ األتراؾ كيرجع ذلؾ إلى ضعؼ السالطيف بني بكيو كتسمـ األطفاؿ عرش‬
‫السمطنة في بغداد في ذلؾ الكقت كيقكؿ ابف األثير في حكادث سنة ‪415‬ق‪ ،‬أف مشرؼ‬
‫الدكلة إضطر إؿ اليركب مع كزيره كجماعة مف مقدمي الديمـ إلى قركاش بف مقمد العقديمي‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫كلـ إال بعد أف إستكثؽ منيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬أبي الفكارس‪:‬ىك عـ جالؿ الدكلة صاحب كرماف‪ .‬محمد عبد المنعـ الجما‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫‪ -2‬ابف تغرم بردم ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪ .241‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪،3‬ص‪.63‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسو‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.63‬‬
‫‪ -4‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.262‬‬
‫‪ -5‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ج‪ ،3‬ص‪.63‬‬
‫‪ -6‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.125‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫كاف مشرؼ الدكلة كثير الخير‪ ،‬قميؿ الشر حسف السيرة‪ ،‬كلـ يحمر في السمطة سكل خمسة‬
‫سنيف كخمسة كعشريف يكما مات كلو مف العمر ثالث كعشريف سنة (‪ ،)1‬قاؿ فيو الذىبي‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كانت‬ ‫كاف يرجع إلى الديف كالتصكؼ كالحياء‪ ،)2( ......‬كاف فيو ديف كتصكؼ كحياء‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫مدة ممكو خمس سنيف كعاش ثالث كعشريف سنة كثالث أشير‪.‬‬
‫كب عد مشرؼ الدكلة كاف أبك طاىر كجالؿ الدكلة مف أطكؿ السالطيف بني بكيو عيدا‬
‫في الحكـ(‪435-416،)5‬ق كفي عيده ازداد نفكذ األتراؾ الذيف كانكا يتحكمكف في كضع‪،‬‬
‫كعزؿ سالطيف البكييييف ككانكا يطمعكف في األمكاؿ‪ ،‬كتكفي جالؿ الدكلة في شير شعباف‬
‫(‪)6‬‬
‫بعد أف حكـ بغداد ست عشرة سنة كأحد عشر شيرا‪.‬‬
‫قاؿ فيو الحافظ الذىبي‪ :‬كاف جالؿ الدكلة سمطاف بغداد‪ ،‬فتحالفت عميو األمراء ككرىكه لتكفره‬
‫(‪)7‬‬
‫عمى المعب‪.‬‬
‫كفي المقابؿ قاؿ فيو ابف تغرم‪ :‬كاف ممكا محبا لمرعي‪ ،‬حسف السيرة‪ ،‬ككاف يحب‬
‫(‪)8‬‬
‫الصالحيف‪ ،‬كلقى في سمطنتو األتراؾ الشدائد‪.‬‬
‫تكفى جالؿ الديف ببغداد في شعباف سنة خمس كثالثيف كأربعمائة لسبع عشر سنة مف‬
‫ممكو ككاف في الثانية كالخمسيف مف عمر‪ .‬كقد بمغ في ضعؼ كشغب الجند عميو كاستبداد‬
‫(‪)9‬‬
‫األمراء كالنكاب فكؽ الغاية‪.‬‬

‫‪ -1‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.64‬‬


‫‪ -2‬الذىبي‪ ،‬العبر في أخبار مف غبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.231‬‬
‫‪ -3‬الذىبي‪ ،‬دكؿ اإلسالـ‪ ،‬ج‪ ،28‬ص‪.412‬‬
‫‪ -4‬الذىبي‪ ،‬العبر في أخبار مف غبر‪ ،‬ج‪،28‬ص‪.412‬‬
‫‪ -5‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪64‬‬
‫‪-6‬الذىبي‪ ،‬العبر في أخبار مف غبر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.236‬‬
‫‪ -7‬محمد عبد المنعـ الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.348‬‬
‫‪ -8‬الذىبي‪،‬العبر في أخبار مف غبر‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.39‬‬
‫‪ -9‬ابف خمدكف‪ ،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.647‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫كخمؼ جالؿ الدكلة أحد أبناء عمكمو كيدعى أبا كاليجار ‪440-435‬ق كلد في‬
‫‪383‬ق ككاف يزكر الصالحيف كيتبرؾ بيـ(‪ ،)1‬كقد اتخذ بني بكيو الشيعيكف مف التقرب إلى‬
‫الفاطمييف كسيمة إلثارة مخاكؼ العباسييف حتى ال يرتمكف في أحضاف أعدائيـ السالجقة‬
‫(‪)2‬‬
‫السنيف‪.‬‬
‫كبعد خمس سنكات تكفي إثر كرـ في كبده ككافتو المنية في يكـ الجمعة سنة‬
‫‪435‬ق(‪ ،)3‬كانت كاليتو عمى العراؽ أربع سنيف كشيريف كأياـ‪ ،‬كاف شجاعا فتاكا مشغكال‬
‫(‪)4‬‬
‫بالشرب كالميك‬
‫خمفو ابنو الممقب بالممؾ الرحيـ في عاـ ‪440‬ق ككاف آخر ممكؾ آؿ بكيو في بغداد‬
‫الذم قضى عميو السالجقة(‪ ،)5‬كنازعو األمراء البكييييف السيادة كالحكـ كما إستفحؿ حظر‬
‫الساسيرم في بالد العرؽ(‪ ،)6‬إنتزع منو السمطاف طفر لبؾ الممؾ كأخذه كسجنو في قمعة‬
‫الرم‪ ،‬كتكفي محبكسا سنة خمسيف كأربعمائة ككاف ضعيؼ الدكلة‪ ،‬كىكذا دالت األسرة‬
‫(‪)7‬‬
‫البكييية‪.‬‬
‫كحكـ البكييييف قرف مف الزماف ككانت عاصمتيـ مدينة شيراز زاد ببالد فارس‪ .‬يمكف القكؿ‬
‫أنو تعاقب عمى الخالفة العباسية في عيد البكييييف سالطيف كاف ليـ األثر الكبير في تغيير‬
‫الكضع في الدكلة العباسية في القرف الرابع اليجرم كتحقيؽ اإلزدىار كاإلستقرار حتى‬

‫‪ -1‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪،‬ج‪ ،15‬ص‪.391‬‬


‫‪ -2‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.68‬‬
‫‪ -3‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.391‬‬
‫‪ -4‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.48‬‬
‫‪ -5‬السالجقة‪ :‬ىـ طائفة مف التركماف الغزك الخزر‪ ،‬ينسبكف إلى سمجكؽ بف دقات أحد رؤساء األتراؾ كأتباع سمطاف‬
‫ازدىار كممكيـ أعظـ رفعة‪ ،‬كبدأ عيد السالجقة في الدكلة العباسية سنة ‪334‬ق‪ ،‬تحت سمطة‬
‫نا‬ ‫السالجقة ككاف عصرىـ أكثر‬
‫أطغرؿ بؾ‪ .‬محمد عبد المنعـ الجمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.328-327‬‬
‫‪ -6‬عصاـ عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -7‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،18‬ص‪.120‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫ضعفت في آخر زمانيا بعد الحركب التي قامت بيف أبناء البكييييف التي ىيأت الفرصة‬
‫(‪)1‬‬
‫لمسالجقة في السيطرة عمى بغداد‪.‬‬
‫‪ .5‬عالقة البويهيين بالخالفة العباسية‪:‬‬
‫تعد فترة السيادة البكييية في بغداد مف فترات ضعؼ الخالفة إذ لـ يتبقى لمخمفاء شأف‬
‫يذكر في ممارسة السمطات‪ ،‬ككاف بقاء مذىب الخالفة مرىكنا باإلعتبارات السياسية التي‬
‫خصر‬
‫نا‬ ‫حاكؿ أمراء آؿ بكيو تحقيؽ أىدافيـ مف خالليا‪ ،‬فقصرت دائرة الخالفة كأصبحت‬
‫(‪)2‬‬
‫عمى األمكر الدينية‪.‬‬
‫حيث مر أثناء السيطرة البكييية خمسة مف الخمفاء العباسييف ىـ عمى التكالي‬
‫المستكفي ﵀ ‪344‬ق‪ ،‬كالطائع ا﵀ ‪381‬ق‪ ،‬كالقادر با﵀ ‪422‬ق‪ ،‬القائـ بأمر با﵀ الذم شيد‬
‫إ نتقاؿ السمطة مف البكييييف إلى السالجقة‪ ،‬كقد خمع مف ىؤالء الخمسة الثالثة األكائؿ‪ ،‬أما‬
‫الرابع فقد تكفي كىك في الخالفة‪ ،‬حيث أعقبو إبنو القائـ(‪.)3‬‬
‫نجد أف في السنة األكلى مف دخكؿ البكييييف بغداد‪ ،‬عزلكا الخميفة المستكفي با﵀‪،‬‬
‫كعينكا مكانو المطيع ﵀‪ ،‬كعف ضعؼ الخالفة في تمؾ الفترة تكفي اإلشارة إلى ما جرل بيف‬
‫بختيار عز الدكلة كالخميفة المطيع ﵀ سنة ‪361‬ق‪971-‬ـ إثر مياجمة الركـ بالد الجزيرة‬
‫(‪)4‬‬
‫لتجييز حممة ضد الغزاة فأجابو الخميفة العباسي الغزك يمزمني‬ ‫حيث طالب بختيار المطيع‬
‫يمزمني إذ كانت الدنيا في يدم كالى تدبير األمكاؿ كالرجاؿ‪ ،‬كأما اآلف كليس منيا إال بالكقت‬
‫القاصر مف كفائي كىي في أيديكـ كأيدم أصحاب األطراؼ‪ ،‬فما يمزمني غزك كالحج كال‬

‫‪ -1‬عصاـ عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.117‬‬


‫‪ -2‬إبراىيـ أيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫‪ -3‬عمي إبراىيـ حسف‪ ،‬التاريخ اإلسالمي العاـ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪،‬ط‪1953،1‬ـ‪،‬ص‪.447‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.307‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫شيء مما تنظر األمة فيو كانما لكـ مني ىذا االسـ الذم يخطب بو عمى منابركـ تسكنكف بو‬
‫(‪)1‬‬
‫رعاياكـ فإف أحببتـ أف اعتزؿ اعتزلت في ىذا المقدار أيضا كتركتـ كألمر كميـ‬
‫كلـ يمر كقت طكيؿ‪ ،‬حتى خمع المطيع ﵀ كاستخمؼ مكانو كلده الطائع ﵀ سنة‬
‫‪363‬ق‪ 973/‬ـ‪ ،‬حيث يمكف القكؿ أف البكييييف إباف حكميـ في بغداد إستمركا بالتنكيؿ‬
‫بالخمفاء كزادكىـ ضعفا‪ ،‬ككجد الخمفاء أنفسيـ في مكقع غير مالئـ(‪.)2‬‬
‫كفي ذلؾ قيؿ أف الدكلة كالممؾ قد إنتقؿ مف آؿ العباس إلى آؿ بكيو(‪ ،)3‬لقد ذكر معز‬
‫الدكلة بعد حكلو بغداد كسيطرتو عمى مقاليد األمكر فييا في إلغاء بإمكانو تحقيؽ ذلؾ إال أف‬
‫أحجـ بعد استشارة أصحابو(‪ ،)4‬كأراد أف يقيـ الدعكة لمعز لديف ا﵀ الخالفة العباسية‪ ،‬كاقامة‬
‫خالفة شيعية تبداليا‪ ،‬كتنصب أحد زعماء الشيعة الزيدية ككاف أبي تميـ معز الفاطمي(‪.)5‬‬
‫يذكر ذلؾ ابف الكثير عزـ معز الدكلة عمى تحكيؿ الخالفة منيـ إلى العمكيف كاستشار‬
‫أصحابو في ذلؾ فكميـ أشاركا عميو بذلؾ‪ ،‬إال رجال مف أصحابو كاف سديد الرأم فييـ فإنو‬
‫قاؿ لو‪ :‬ال أرل لؾ ىذا‪ ،‬قاؿ لما؟ قاؿ‪ :‬ألف ىذا الخميفة ترل أنت كأصحابؾ أنو غير صحيح‬
‫لإلمارة‪ ،‬فمتى أمرت بقتمو قتمو أصحابؾ كلك كليت رجال مف العمكييف‪ .‬لكنت أنت كأصحابؾ‬
‫تعتقدكف صحة ذلؾ فمك أمر بقتمؾ أصحابؾ‪ ،‬فمـ فيـ ذلؾ صرفو مف رأيو األكؿ(‪ ،)6‬كمف‬
‫مظاىر إستبداد البكييييف بالسمطة مشاركتيـ الخمفاء في ستارة الخالفة فصارت أسمائيـ‬
‫تذكر مع إسـ الخميفة في الخطبة‪ ،‬منذ عيد عضد الدكلة البكييي‪ ،‬كلـ يسيقيـ إلى ىذا الحد‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.309‬‬


‫‪ -2‬قادر محمد حسف‪ ،‬اإلمارات الككردية في العيد البكييي _دراسة في خالفتيا السياسية كاالقتصادية ‪-334‬‬
‫‪447‬ق‪ 1055 -945/‬ـ‪ ،‬أربيؿ ‪،‬مؤسسة مركز ياني‪،‬ط‪2011 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ -3‬عصاـ عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ -5‬المقريزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ -6‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪ .169‬عمي إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.448‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫مف األمراء كلـ يقؼ األمر إلى ىذا الحد بؿ أف عضد الدكلة عمد إلى حذؼ إسـ الخميفة‬
‫(‪)1‬‬
‫الطائع مف الخطبة مدة شيريف حيف تفاقـ الخالؼ بينيما‪.‬‬
‫كما نقش البكييييف أسماؤىـ كألقابيـ عمى السكة كالعممة جنبا إلى جنب‪ ،‬مع إسـ‬
‫(‪)2‬‬
‫الخميفة ككاف أكؿ مف فعؿ ذلؾ منيـ معز الدكلة البكييي كاخكتو‪.‬‬
‫كعمدكا في بعض األحياف إلى حذؼ لقب أمير المؤمنيف مف السكة كاكتفكا بذكر اسمو‬
‫(‪)3‬‬
‫مجردا مف المقب‪ ،‬بينما حرسكا عمى ذكر أسمائيـ كألقابيـ ككناىـ‪.‬‬
‫كاستطاع عضد الدكلة‪ ،‬حيف كلى أمكر العراؽ أف يرغـ الخميفة الطائع سنة ‪368‬ق‬
‫عمى منحو حؽ ضرب الطبكؿ أماـ داره ثالث مرات‪ ،‬كما أجاز الخميفة القادر ا﵀ لألمير‬
‫(‪)4‬‬
‫جالؿ الدكلة أف تقرع لو الطبكؿ خمس مرات يكميا‪.‬‬
‫كما قاؿ السعكدم‪ :‬كغمب عمى األمر أف ابف بكيو الديممي‪ ،‬كالمطيع في يده ال أمر لو‬
‫جدا حتى لـ‬
‫كال نيي كال خالفة تفرؽ كال ك ازرة تذكر‪ ،‬كقاؿ ابف كثير‪ :‬كضعؼ أمر الخالفة ن‬
‫يبقى لمخميفة أمر كال نيي كال كزير أيضا‪....‬إنما مكرد أمكر المممكة لمعز الدكلة‪ ،‬كانما كاف‬
‫ذلؾ ألف بني بكيو كمف معيـ مف الديمـ كاف فييـ تشيع شديد فكانكا يركف أف العباسييف قد‬
‫(‪)5‬‬
‫غصبكا األمر مف العمكييف‪.‬‬
‫كيذكر الكثير مف المؤرخيف بأف بني بكيو أذلكا الخمفاء العباسييف كسمبكىـ سمطانيـ‪،‬‬
‫كلـ يتكرعكا مف التحدم عمى أشخاصيـ كأف الخالفة فقدت ىيبتيا كاضعاؼ شأنيا كأف‬
‫الخميفة أضحى ألعكبة في أيدييـ‪ ،‬يمثؿ رم از دينيا ليس بو مف السمطة سكل اإلسـ‪ ،‬أما‬
‫السمطة الفعمية في الدكلة كانت في يد األمير البكييي(‪ ،)6‬كالبكييييف أصبحكا أصحاب‬

‫‪ -1‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ ‪ ،‬ج‪،8‬ص‪.170‬‬


‫‪ -2‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.224‬‬
‫‪ -3‬األزدم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.413-112‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.420-416‬‬
‫‪ -5‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ السالجقة في بالد الشاـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار النفائس‪2009 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ -6‬ابف خمدكف ‪،‬تاريخ ابف خمدكف‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.627‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫السمطة الفعمية في الدكلة األمر الذم جعؿ مف الخمفاء العباسييف أشبو برمكز دينية فقط‪،‬‬
‫كسيطركا فييا عمى مقاليد الحكـ كتصرفكا بشكؿ مطمؽ(‪ ،)1‬كىذا ما يؤكد تسمط األمراء‬
‫البكييييف عمى الخالفة كسعييـ باالستبداد بالنفكذ في بغداد كعدـ احتراميـ لمقاـ الخالفة(‪،)2‬‬
‫لقد كانت سياسة البكييييف مرة اتجاه الخمفاء العباسييف كتجسدت في حرصيـ عمى إظيار‬
‫الكالء لمخالفة العباسية السنية‪ ،‬كحرصكا في نفس الكقت عمى تكثيؽ عالقاتيـ بالخالفة‬
‫الفاطمية الشيعية في مصر‪ ،‬كشارككا في إحتفاالت كأعياد الشيعة الدينية(‪.)3‬‬
‫لقد مرت عالقة األمراء البكييييف بالخمفاء العباسييف بمرحمتيف‪ ،‬تبعا لممكقع السياسي‬
‫كالعسكرم‪ ،‬كتتميز المرحمة األكلى بقكة نفكذ األمير البكييي مقابؿ ضعؼ الخميفة العباسي‪،‬‬
‫كما أف األمراء البكييييف في ىذه المرحمة قد تج أركا عمى الخميفة كتطاكلكا عميو شخصيا‪،‬‬
‫كتتمثؿ ىذه المرحمة بفترة كالية معز الدكلة كبختيار عز الدكلة البكييي كعضد الدكلة‬
‫البكييي‪ .‬أما المرحمة الثانية التي تبدأ مف فترة حكـ بياء الدكلة إلى نياية النفكذ البكييي‪ ،‬فقد‬
‫تصاعدا في قكة الخميفة كفعاليتو في األمكر السياسية كاالجتماعية‪ ،‬فأخذ يفرض آراءه‬
‫ن‬ ‫شيدت‬
‫عمى أمراء البيت البكييي‪ ،‬كيرغبيـ عف التراجع عف سياستيـ كسكء تصرفاتيـ ال سيما خالؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫إشتغاؿ البكييييف بصراعاتيـ الداخمية‪.‬‬
‫يمكف القكؿ أف مكانة الخميفة العباسي خالؿ الفترة البكييي إرتبطت بالظركؼ الداخمية‬
‫كالخارجية التي أحاطت بالبيت البكييي(‪ ،)5‬ككانت العالقة بيف الخميفة كالبكييييف عالقة‬
‫(‪)6‬‬
‫يشكبيا الشؾ كالحذر ال سيما مف الجانب البكييي‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪ ،‬ص‪.223‬‬


‫‪ -2‬يحي فكزم أميف ‪،‬حميدة فتحي سالـ‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪ -‬العصر العباسي الثاني‪ ،‬عماف‪ ،‬دار الفكر‪ 2009 ،‬ـ‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.32‬‬
‫‪ -3‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ -4‬عادؿ عاجؿ ركضاف القزكيني‪ ،‬المؤسسات اإلدارية البكييية في العراؽ‪447_344‬ق‪1056_945/‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة مؤتة ‪2015،‬ـ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫‪ -5‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.271‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.307‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫يمكف تمخيص أسباب عدـ قضاء البكييييف عمى الخالفة العباسية فيما يمي‪:‬‬
‫السبب يعمؿ األستاذ محمكد بقكلو‪" :‬إف البكييييف شيعة زيدية‪ ،‬كيعتقدكف بأف اإلمامة‬
‫مف مصالح الذم يحتاج إلييا إلقامة الحدكد‪ ..‬حتى ال يككف األمر فكضى بيف العامة فال‬
‫يشترط أف يككف اإلماـ أفضؿ األمة عمما كأقدـ عيدا‪ ،‬كأسدىـ رأيا كحكمة إذ الحاجة تستمد‬
‫بقياـ المفصكؿ مع كجكد الفاضؿ كاألفضؿ‪ .‬كلعؿ محاكلتيـ إلغاء الخالفة العباسية السنية‬
‫لعرضكا العالـ اإلسالمي الشرقي لمحركب األىمية''(‪.)1‬‬
‫كىكذا فنحف أماـ ثالث فرضيات رئيسية لتفسير األسباب التي أدت بالبكييييف إلى عدـ‬
‫(‪)2‬‬
‫إزالة الخالفة العباسية كاقامة خالفة عمكية بدليا‪.‬‬
‫أكليا تؤكد بأنيـ ساركا عمى المبدأ الزيدم في إقرارىـ بالخالفة العباسية‪ ،‬ذلؾ المبدأ‬
‫الذم يجكز إمامو المفصكؿ مع كجكد األفضؿ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تتيـ البكييييف بالكصكلية كأنيـ خانكا عقيدتيـ الشيعية الزيدية في سبيؿ مصمحتيـ‬
‫(‪)3‬‬
‫السياسة الخاصة‪.‬‬
‫ثالثيما‪ :‬نقكؿ بأف التطكرات التي استجدت في العصر العباسي دعت إلى إنفصاؿ الديف عف‬
‫السياسة‪ ،‬فقد قيؿ البكييييف إلبقاء عمى الخميفة العباسي بشرط أف يحاكؿ إعادة السمطة‬
‫الدنيكية التي فقدىا منذ مدة كلعؿ كؿ ىذه األسباب دفعت البكييييف إلى اإلبقاء عمى الخميفة‬
‫(‪)4‬‬
‫العباسي‪.‬‬
‫كفي األخير يمكف القكؿ بأف السياسة البكييييف اتجاه الخالفة العباسية كانت مبنية‬
‫عمى المصمحة العامة السياسية بدرجة أكلى‪ ،‬فكاف مف مصمحتيـ اإلبقاء عمى الخالفة‬

‫‪ -1‬إبراىيـ أيكب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.123‬‬


‫‪ -2‬ابف حزـ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.128‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -4‬فاركؽ عمر فكزم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.121‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ ............................................ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫العباسية لأل سباب المذككرة كحتى ال يتسبب تغيرىـ الخالفة العباسية بالخالفة العمكية في‬
‫(‪)1‬‬
‫إشعاؿ نار الفتف داخؿ الدكلة العباسية بصفة خاصة كفي العالـ اإلسالمي بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ -1‬فاركؽ عمر فكزم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.122-121‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة‬

‫العباسية زمن البويهيين‬

‫‪ .1‬دور البويهيين في النشاط الزراعي‬


‫‪ .2‬التجارة وحركة األسواق‬
‫‪ .3‬الصناعة والحرف‬
‫‪ .4‬النظام النقدي ومستوى األسعار‬
‫‪ .5‬المقاييس والمكاييل والموازين‬
‫‪.6‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫‪ .1‬دور البويهيين في النشاط الزراعي‬


‫أوال‪ :‬ممكية األرض‪:‬‬
‫تميزت أراضي العراؽ بخصكبتيا كصالحيتيا لمزراعة‪ ،‬كذلؾ لكجكد نيرم الدجمة‬
‫كالفرات‪ ،‬كبطبيعة الحاؿ أف العراؽ بكاممو يديف في سقيو كريو إلييما(‪ .)1‬حيث كاف ليما‬
‫األثر الكبير في تنمية الزراعة كبيذا كانت األرض أىـ حقكؿ اإلنتاج(‪.)2‬‬
‫لقد كاف نظاـ األرض في العراؽ كفؽ نظاـ معيف‪ ،‬حيث قسمت األرض إلى أربعة‬
‫(‪)3‬‬
‫أصناؼ رئيسية‪ ،‬كالتالي‪:‬‬
‫‪ -1‬األرضي السمطانية‪ :‬يعكد أصؿ ىذا الصنؼ مف األراضي إلى األراضي التي أخذىا‬
‫العباسيكف مف األمكييف‪ ،‬كأطمؽ عمييا اسـ الضياع المصادرة(‪ .)4‬كقد اتسعت ىذه‬
‫األراضي عف طريؽ الشراء أك بمصادرة ضياع مكظفييـ كالكزراء كالعماؿ حيف عزليـ‬
‫(‪)5‬‬
‫كبعد دخكؿ البكييييف إلييا زمف معز الدكلة قامكا‬ ‫أك مكتيـ‪ ،‬أك عف طريؽ اإللجاء‪.‬‬
‫بالعديد مف االصالحات التي تخص ىذه الضياع‪ ،‬إذ لـ يعد الخميفة ىك المتحكـ‬
‫الفعمي فييا‪ ،‬بؿ أصبح األمر راجع إلى األمير البكييي الذم يعمؿ عمى إقطاع األرض‬
‫إلى األمراء كالكزراء دكف أدنى سمطة لمعباسييف(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬عبد الكريـ عبده حتاممة‪ ،‬خصكبة سيكؿ العراؽ في العصر البكييي ‪447-334‬ق‪1055-945/‬ـ‪ ،‬مجمة كمية التربية‬
‫_القسـ األدبي‪،‬عدد‪،1‬مجمد ‪2008 ،14‬ـ‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ -2‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬العراؽ خالؿ عيد عضد الدكلة البكييي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت‪2011،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.109‬‬
‫‪ -3‬عبد العزيز الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة المعارؼ‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪ -4‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.109‬‬
‫‪ -5‬اإللجاء‪ :‬يعني لجكء المالؾ الضعؼ إلى كجياء أك متسمطيف مف أجؿ حماية ممتمكاتيـ‪ ،‬عف طريؽ إلجائيا إلى اسميـ‬
‫كجاىيـ كسمطانيـ كالرجؿ الذم يمجأ أرضو إلى قكم في الدكلة فقد تدريجيا ممكيتيا التي تركيا لصالح الممجأ إليو‪ ،‬كلكنو‬
‫أحيانا يحتفظ بحؽ البيع أك التكريث‪ ،‬حيث يقكـ المالؾ بدفع مبمغ معيف لمحامي مقابؿ حمايتو ألرضو كىناؾ مف ينقؿ ممكية‬
‫أ رضو لسمطاف مقابؿ حمايتيا كفي ىذه الحالة يبقى الفالح في أرضو بعقد يشبو عقد اإليجار الدائـ‪ .‬المبتكف آف‪ ،‬نظرات‬
‫في اإلقطاع‪ ،‬مجمة االجتياد‪ ،‬عدد‪1988 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.276-275‬‬
‫‪ -6‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.125‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كانت خاتمة ضياع الخالفة بعد التغمب البكييي‪ ،‬إذ إستكلى عمييا معز الدكلة سنة‬
‫(‪)1‬‬
‫لقد أقطع معز الدكلة إقطاعا إلى‬ ‫‪334‬ق‪945/‬ـ‪ ،‬كأعطى الخميفة إقطاعا صغي ار محميا‬
‫الخميفة كذلؾ لسد نفقاتو(‪ .)2‬ككاف إيراد ىذه الضياع يبمغ في كؿ سنة أمكاال كثيرة إال أف‬
‫إيراداتيا قمت في الفترة التي سبقت عضد الدكلة لسببيف‪ ،‬أف مساحة الضياع تقمصت في فترة‬
‫النفكذ التركي ألف األزمات المالية الخانقة أكجبت الخمفاء عمى بيع ىذه األراضي لتكفير النقد‬
‫لمخزينة‪ ،‬كالسبب الثاني عندما سيطر البكيييكف عمى العراؽ‪ ،‬إذ سيطر معز الدكلة عمى‬
‫األراضي المتبقية مف الضياع‪)3( .‬كعند مجيء عضد الدكلة البكييي زادت إيراداتيا كذلؾ‬
‫راجع إلى االستقرار كاألماف الذم حؿ في عيده‪ ،‬كأرجع أمالؾ الخميفة العباسي التي ُسمبت‬
‫منو زمف معز الدكلة‪ ،‬كما قاـ بالعديد مف اإلصالحات حيث منع رجاؿ الدكلة كالجند مف‬
‫التدخؿ في ضياع الخمفاء كاألمراء‪ ،‬إصالح نظاـ الرم المائي ليذه الضياع‪ ،‬ككذلؾ مراقبة‬
‫الدكاكيف التي كانت تشرؼ عمييا كاقتصرت في منع الضمناء‪)4( .‬مف التالعب في الكاردات‬
‫مف ىذه الضياع‪ .‬يقكؿ مسككيو‪ ":‬ضياع الخدمة المرسكمة بالخمفاء قد كانت متشدية قد‬
‫(‪)5‬‬
‫فمنيـ مف تغمب عمى حدكدىا‪ ،‬كمنيـ مف‬ ‫تحفيا أسباب معز الدكلة ثـ أسباب بختيار‬
‫إستقطع الخميفة بعضيا‪ ،‬كمنيـ مف ضمف منو اما لـ ينصفو مف نفسو فيو كلـ يسيؿ إخراج‬
‫(‪)6‬‬
‫يده عنو‪ ،‬فرد عضد الدكلة كمو إلى حقو"‪.‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪،1‬ص‪.96‬‬


‫‪ -2‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -3‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ -4‬الضمناء‪ :‬ىـ عبارة عف أفراد يضمنكف الخراج لمنطقة معينة مقابؿ دفع قدر معيف مف الماؿ كتطمؽ أيدييـ في الجباية‪.‬‬
‫الجباية‪ .‬الدكرم‪ ،‬النظـ اإلسالمية‪،‬ج‪،1‬ص‪.195‬‬
‫‪ -5‬بختيار‪ :‬ىك ابف معز الدكلة الديممي‪ ،‬تكلى حكـ العراؽ بعد كفاة أبيو سنة ‪356‬ق‪956/‬ـ كاف يحب الميك كالممذات‬
‫كالشيكات‪ ،‬كدخؿ في الصراع مع األمراء البكييييف حتى تكفي ‪367‬ق‪977/‬ـ‪ ،‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪،16‬‬
‫ص‪.233‬‬
‫‪ -6‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.415‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫‪ -2‬اإلقطاعات‪ :‬لقد ّعرفيا قدامة بف جعفر ىك أف يدفع األئمة إلى مف يركف أف يدفعكا إليو‬
‫(‪)1‬‬
‫شيئا مف األراضي كيممؾ المدفكع لو رقبتيا بحؽ اإلقطاع كيجب عميو فيو العشر‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كأكؿ مف أقطع في‬ ‫اإلقطاعات في الضياع السمطانية كضياع المكتى كالصكافي‪.‬‬
‫اإلسالـ ىك محمد صمى ا﵀ عميو كسمـ حيث أقطع الزبير بف العكاـ أرضا بخيبر‪ ،‬كأقطع‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلقطاع الذم أقطع في‬ ‫الخمفاء الراشديف مف بعده إلى الناس الذيف في إقطاعيـ صالحا‪.‬‬
‫عيد النبي صمى ا﵀ عميو كسمـ ك الخمفاء الراشديف كاف عمى شكؿ ىبة كمكافأة ألشخاص‬
‫قدمكا خدما ت كبيرة لمدعكة اإلسالمية‪ .‬كفي العصر األمكم حصؿ تكسع كبير في منح‬
‫اإلقطاعات‪ ،‬كظيرت في ىذا العيد ظاىرة اإللجاء كىذا األمر كاف سببا في تكسع ممكيات‬
‫(‪)4‬‬
‫األراضي كتضخميا‪ .‬مما أدل إلى اندالع الخالفات كاإلنقسامات بيف األمكييف أنفسيـ‪.‬‬
‫كبمجيء العباسييف عاـ ‪132‬ق‪749/‬ـ ظيرت مف جديد ظاىرة اإللجاء كعممت عمى‬
‫نمك اإلقطاعات بشكؿ كبير‪ .‬كفي القرف الثالث اليجرم إعتمد العباسيكف عمى قكة األتراؾ‬
‫(‪)5‬‬
‫كىـ جند مرتزقة تعمؿ داخؿ جيش الخالفة العباسية فأدل ذلؾ إلى ضعؼ سمطانيـ‪.‬‬
‫حتى بقيادة معز الدكلة ككذلؾ في عيد بختيار بقيت أكضاع الخالفة عمى حاليا‪ ،‬حتى‬
‫تقمد عضد الدكلة منصب إمارة األمراء كأطاح بإبف عمو بختيار‪ ،‬كعمؿ عمى إرجاع أكضاع‬
‫الخالفة إلى سابؽ عيدىا فعمؿ عمى إعادة أمالكيا كأراضييا كاقطاعاتيا‪ ،‬كما فعؿ دكر‬
‫الخميفة العباسي في العديد مف اإلجراءات مف خالؿ اإلصالحات التي قادىا عضد الدكلة‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫فأصبح الخميفة ىك مانح اإلقطاعات لألمراء كغيرىـ‪.‬‬

‫‪ -1‬قدامة بف جعفر‪ ،‬أبك الفرج ‪،‬الخراج كصناعة الكتابة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف الزبيدم‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الرشيد‪1981 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.218‬‬
‫‪ -2‬الصكافي‪ :‬ىي األراضي كاألمالؾ التي جال عنيا أصحابيا أك ماتكا كال كارث ليا‪ .‬ابف منظكر ‪،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،14‬‬
‫ص‪.463‬‬
‫‪ -3‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ -4‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -5‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -6‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.128‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كانت اإلقطاعات مف الناحية النظرية تصنؼ إلى صنفيف أساسيف يصحبيا مف حقكؽ‪:‬‬
‫أ‪ .‬إقطاع التمميك‪ :‬كبمكجبو تككف لصاحبو ممكية تامة‪ ،‬كقد تككف كراثية أيضا كعمى‬
‫صاحب ىذا اإلقطاع دفع العشر كيعطى إقطاع التمميؾ عادة مف األرض المكات‬
‫(‪)1‬‬
‫إلحيائيا أك مف أرض تكفى صاحبيا كليس ليا كارث‪.‬‬
‫ب‪ .‬إقطاع االستغالل‪ :‬كىذا ال يكرث مطمقا‪ ،‬كيعطى عادة لرجاؿ الجيش‪ ،‬مف بيف أرض‬
‫الخراج‪ )2( .‬أما مف الناحية العممية فقد كزع البكييييف اإلقطاعات دكف أية إلتزامات مالية‬
‫يؤدييا المقطع‪ ،‬كقد بات نكع اإلقطاع يعتمد عمى مركز صاحبو ال عمى ما يصحبو مف‬
‫(‪)3‬‬
‫حقكؽ نظرية‪.‬‬
‫ج‪ .‬اإلقطاع العسكري‪ :‬عند دخكؿ بني بكيو إلى العراؽ سنة ‪334‬ق كبعد تمكنيـ مف إحكاـ‬
‫سيطرتيـ عمى عاصمة الخالفة العباسية‪ ،‬طبقكا ألكؿ مرة نظاـ جديد لـ يكف معركفا مف‬
‫قبؿ كىك اإلقطاع العسكرم‪ .‬إقطاع الجند القائـ عمى إقطاع أ ارضي الخراج‪ )4(.‬كاعطائيا‬
‫كاعطائيا لمجند لتككف بديال عف دفع الركاتب النقدية كذلؾ بعد عجز البكييييف عف دفع‬
‫مرتبات الجند فأصبح حؽ اإلنتفاع بيذه األراضي مرىكنا بالخدمة العسكرية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫خدمات إداريكف بعد أف يأخذ الجندم اإلقطاع عميو بدفع ضريبة سنكية إلى خزينة الدكلة‬
‫(‪)5‬‬
‫كالسبب كراء لجكء البكييييف إلى ىذا النظاـ مرتبط بإفالس الخزينة كعدـ‬ ‫المركزية‪.‬‬
‫تكافر النقد الالزـ لإلنفاؽ عمى الجيش‪ ،‬كذلؾ رغبة معز الدكلة في ربط الجند‬
‫(‪)6‬‬
‫باألرض‪.‬‬

‫‪ -1‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.28‬‬


‫‪ -2‬الفراء‪ ،‬أبى يعمى محمد بف الحسيف‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪2000 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.232‬‬
‫‪ -3‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.314‬‬
‫‪ -4‬أراضي الخراج‪ :‬ىي األراضي التي ظير عمييا اإلماـ كتركيا بيد أىميا‪ ،‬ككؿ أرض مف أراضي العجـ صالح عمييا‬
‫كأىميا كصاركا ذمة فيو‪ ،‬أرض الخراج كىي عامة األراضي في البالد المفتكحة التي يؤخذ عنيا ضريبة الخراج‪ ،‬ابف‬
‫منظكر‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.428‬‬
‫‪ -5‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.112‬‬
‫‪ -6‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.315‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كقد تكسعت اإلقطاعات العسكرية عمى حساب األنكاع األخرل لألراضي‪ ،‬كلـ تكف كراثية‪،‬‬
‫كما أنيا ال تدكـ طي مة الحياة كال تعتبر ممكا لصاحبيا‪ ،‬فاألمير البكييي لو حؽ إلغائيا متى‬
‫أراد‪ .‬كفي سنة ‪ 334‬ق أقطع معز الدكلة القادة كخكاصو ضياع السمطاف كالرعية‪ ،‬كما أقطع‬
‫أعماؿ السكاد عمى حاؿ خرابيا‪ ،‬كما كزعت في عيده االقطاعات عف طريؽ الرشكة‬
‫(‪)1‬‬
‫كالكساطات إذ أصبح الجند ليس لدييـ دك ار في االصالح كاالىتماـ باألراضي‪.‬‬
‫أما في عيد عضد الدكلة أدخؿ عمى االقطاع العسكرم نكع مف النظاـ مف خالؿ الضرائب‬
‫المفركضة عمى االقطاع‪ ،‬كذلؾ في عيده لـ يعد ىناؾ اإللجاء لمفالحيف التي كانت في‬
‫(‪)2‬‬
‫كفي عيده أيضا تكسعت إقطاعات عسكرية إذ بمغ ىذا اإلتساع‬ ‫السابؽ ىي مالذىـ‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلقطاعات الكقفية‪ ،‬بسبب حاجتو إلى الماؿ كاستمر االقطاع العسكرم حتى بعد كفاتو‪.‬‬
‫د‪ .‬االقطاع المدني‪ :‬لقد انتشر االقطاع المدني بشكؿ كبير زمف الدكلة البكييية إذ كانت‬
‫تمنح لممكظفيف بدؿ الركاتب‪ ،‬كانت أكثر أنكاع االقطاع شيكعا في مفتتح القرف الرابع‬
‫اليجرم‪ ،‬فعندما يستمـ الكزير مقاليد الك ازرة يعطي االقطاعات فاذا ما عزؿ‪ ،‬أخذت منو‬
‫(‪)4‬‬
‫كيعطي لبقية المكظفيف الكبار أيضا إقطاعات ففي‬ ‫كسممت إلى مف خمفو في الك ازرة‬
‫(‪)5‬‬
‫بشكؿ عشكائي كذلؾ‬ ‫‪334‬ق أقطع معز الدكلة البكييي حاشيتو إقطاعات كاسعة‬
‫لسكء األكضاع االقتصادية لمبكييييف زمنو‪ ،‬أما في زمف عضد الدكلة سار اإلقطاع‬
‫المدني أكثر نظاما مف خالؿ قياـ عضد الدكلة بمنحو شكؿ مرتب كقياـ الممنكح لو بدفع‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.97‬‬


‫‪ -2‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪ .405‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ ،65‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪.451‬‬
‫‪ -3‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪131‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ 133‬ك‪.155‬‬
‫‪ -5‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.29‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الضريبة عمى اإلقطاع سنكيا‪ .‬كبعد كفاتو عمت اإلضطرابات السياسية الداخمية بيف‬
‫(‪.)1‬‬
‫البكييييف فشيدت اإلقطاعات المدنية التخريب كالتدمير‬
‫ه‪ .‬اإلقطاع الخاص‪ :‬ىذا اإلقطاع يمنح إلى رجاؿ الدكلة الذيف قدمكا خدمات خاصة لصالح‬
‫الدكلة مثؿ الكزراء كالجند‪ ،‬القادة‪ ،‬الكتاب‪ ،‬السفراء‪ ،...‬كيككف لصاحبيا الممكية التامة‪،‬‬
‫كحؽ تكريثيا مف بعده‪ ،‬كمف أمثمة قياـ البكييييف بمنح ىذا النكع مف اإلقطاع‪ ،‬قياـ‬
‫(‪)2‬‬
‫الذم أعطاه إقطاعا لو‪ ،‬كبقي اإلقطاع الخاص‬ ‫عضد الدكلة بمنح الصاحب بف عباد‬
‫(‪)3‬‬
‫يمنح إلى كبار كرجاؿ الدكلة فقط‪.‬‬
‫و‪ .‬اإلقطاع الممك‪ :‬ىي األراضي التي يمتمكيا المزارعكف أك الفالحكف كيدفعكف عنيا‬
‫الضرائب السنكية كيشمؿ ىذا النكع إقطاع التمميؾ الذم يتككف عف طريؽ اليبات إحياء‬
‫(‪)4‬‬
‫في ظؿ ىذا اإلقطاع لجأ الفالحكف‬ ‫األراضي المكات التي تصبح ممكا لمف أحياىا‪.‬‬
‫الى ظاىرة اإللجاء مف أجؿ حماية أمالكيـ كذلؾ بتسجيؿ الفالحكف أراضييـ الى رجؿ‬
‫الدكلة كاألمراء مقابؿ الدفع مف الحاصؿ‪ ،‬كاليدؼ كراء ىذه العممية ىك التخمص مف‬
‫الجباية الضريبية كمف سكء معاممتيـ لو ككذا حماية األرض كمع مركر الكقت يصبح‬
‫(‪)5‬‬
‫كما أف ىذا النكع مف اإلقطاع كاف لو دك ار ىاما في نقؿ‬ ‫حامي األرض مالكا ليا‬
‫ممكية األراضي إلى البكييييف مف خالؿ ظاىرة اإللجاء‪ ،‬اذ استمر ىذا اإلقطاع في زمف‬
‫عضد الدكلة‪ ،‬كذلؾ عندما كقعت أرض أحد الفالحيف في إقطاع القائد العسكرم إسفار‪،‬‬
‫فأمر عضد الدكلة القائد بإعادة األرض إلى صاحبيا‪ ،‬كأيضا في سنة ‪369‬ق‪976/‬ـ‬

‫‪ -1‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -2‬الصا حب بف عباد‪ :‬الكزير الكبير العالمة الصاحب أبك القاسـ إسماعيؿ بف عباد عباس الطالقا بف األدبي الكاتب‪،‬‬
‫كزير الممؾ مؤيد الدكلة بكيو بف ركف الدكلة‪ ،‬سمي بالصاحب ألنو يصحب أبا الفضؿ بف العميد تكفي سنة ‪385‬ق‪977/‬ـ‪،‬‬
‫الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪،16‬ص‪.512‬‬
‫‪ -3‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.132‬‬
‫‪ -4‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ -5‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.132‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫أمر صاحب الممكيات مف األراضي بعمارة أراضييـ فمف تعذر عف ذلؾ يقترض مف‬
‫(‪)1‬‬
‫كأيضا كاف عمى المالكيف دفع الضرائب في عيد عضد الدكلة‪ ،‬فكاف‬ ‫بيت الماؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫عمييـ أف يساىمكا في نفقات إصالح القنكات المائية المارة بأراضييـ‪.‬‬
‫ز‪ .‬اإلقطاع الوقفي‪ :‬ىي إقطاعات خصصت ألغراض دينية كيككف ريعيا لممساجد أك‬
‫الفقراء كالمعكزيف‪ ..‬أك لمخدمات العامة مف أجؿ االستفادة منيا في حياتيـ بشكؿ عاـ‪،‬‬
‫كينقسـ ىذا النكع مف اإلقطاعات إلى قسميف‪ ،‬قسـ رسمي كاآلخر غير رسمي‪ .‬األكقاؼ‬
‫الرسمية ىي التي يكقفيا الخميفة المسمـ ككنو حامي الحرميف كحارس الحدكد ألىداؼ‬
‫عامة تككف ضمف األمالؾ العامة‪ ،‬أما غير الرسمي ىك الذم يكقفو األتقياء مف األمة‬
‫كتككف تحت إشراؼ القضاء كرجاؿ الديف‪ .‬كاألراضي الكقفية التباع كال تشترل كال تيدل‬
‫كال يمكف إلغائيا كال إبطاليا كال يككف ىذا الكقؼ إال في األراضي المممككة لصاحبيا‪-‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ظير ىذا النكع مف اإلقطاع زمف البكييييف عند قياـ بني بكيو‬ ‫أراضي الممؾ‪-‬‬
‫بمصادرة األرض السكاد في العراؽ سنة ‪372‬ق‪982/‬ـ كذلؾ الستعماليا في أركاف‬
‫(‪)4‬‬
‫الدكلة لتستفيد منيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضرائب وأساليب جبايتها‪:‬‬
‫عرؼ العصر البكييي زيادة كبيرة في أنكاع الضرائب كمقدارىا‪ ،‬مما جعؿ أمراء بني‬
‫بكيو يمجؤكف إ لى فرض الضرائب الثابتة كالغير الثابتة بسبب األزمات المالية التي الحقت‬
‫ممتمكاتيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.447‬‬


‫‪ -2‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ -3‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪364‬‬
‫‪ -4‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.133‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫‪-1‬الضرائب الثابتة‪ :‬ىي التي يتـ أخذىا بشكؿ دكرم مف الناس كالطكائؼ كغيرىـ كىي كما‬
‫(‪)1‬‬
‫يمي‪:‬‬
‫أ‪ .‬الخراج‪ :‬ىي ضريبة سنكية تفرض عمى األراضي الزراعية كيدفعيا الفالح أك المزارع‬
‫لصاحب األرض كتنتقؿ ىذه الضريبة الى خزانة الدكلة ببغداد‪ ،‬كالخراج إلتزامات مالية‬
‫تجبيا الدكلة عمى األرض التي فتحت عنكة أك صمحا كتركت في يد أصحابيا كيتـ‬
‫(‪)2‬‬
‫لقد أساء الكثير مف األمراء‬ ‫الخراج عف طريقتيف إما نقدا إما عينا مف المحصكؿ‪.‬‬
‫إستعماؿ طريقة الجباية في الفترة البكييية مف خالؿ إىماليـ في مراقبة العماؿ –الجباة‪-‬‬
‫فكانكا يعاممكف الفالحيف معاممة سيئة تحمؿ شتى أنكاع الظمـ كاإلستبداد كالقسكة‬
‫(‪)3‬‬
‫كاستمرت ىذه الحالة في عيد األمير معز الدكلة‪.‬‬
‫كفي سنة ‪369‬ق‪979/‬ـ كبالضبط في عيد عضد الدكلة كبدأ في سياستو اإلصالحية‬
‫لمخراج‪ ،‬قاـ بأخذ الضريبة الرسمية دكف إضافات‪ ،‬كمنع الجباة مف ظمـ الزراع كما يحؽ ليـ‬
‫أف يقدمكا شككل لعضد الدكلة إف تعرضكا لالضطياد(‪ )4‬في عيد األميريف معز الدكلة كابنو‬
‫عز الدكلة‪ ،‬كاف ا لخراج يؤخذ مف األرض كىي خضراء قبؿ نضكج المحصكؿ الزراعي مما‬
‫أدل الى ىركب المزارعيف مف أراضييـ كبقيت ىذه السياسة حتى سنة ‪367‬ق‪977/‬ـ كتـ‬
‫تأخير ىذه الضريبة الى حيف نضج المحصكؿ كما تـ تحديد مكعد الجباية ألف كارد الخراج‬
‫(‪)5‬‬
‫إال أف عضد الدكلة لـ يستمر في إصالحاتو‬ ‫ي نككف جزءا كبي ار مف إيرادات بيت الماؿ‬
‫كالسبب في ذلؾ حاجتو الى الماؿ‪ ،‬ففي سنة ‪372‬ق‪982/‬ـ زاد ضريبة الخراج إلى‬

‫‪ -1‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.134‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬عصمة أحمد فيمي أبك سنة‪ ،‬رأم أبي يكسؼ في الحياة االقتصادية لمدكلة االسالمية في عيد ىاركف الرشيد مف‬
‫خالؿ كتاب الخراج‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أـ القرل‪ 1406 ،‬ق‪ ،‬ص‪.64‬‬
‫‪ -3‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،5‬ص‪.449‬‬
‫‪ -5‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.134‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫أما في عيد األمراء البكييييف المتأخريف فقد عادت حالة الظمـ كالتعسؼ ضد‬ ‫(‪)%10‬‬
‫(‪)2‬‬
‫المزارعيف بسبب حالة الصراع بيف األمراء البكييييف‪.‬‬
‫ب‪ .‬الجزية‪ :‬ىي مقدار معيف مف الماؿ كاف يؤخذ عمى رؤكس أىؿ الذمة مف الييكد‬
‫كالنصارل كالمجكس كالصائبة‪ ،‬ككانت تؤخذ حسب قدرة الفرد عمى دفعيا‪ ،‬كلذلؾ قسـ‬
‫أىؿ الذمة إ لى ثالث فئات‪ ،‬فئة فقيرة تدفع اثني عشر درىما في السنة‪ ،‬كالثانية أربعة‬
‫كعشريف درىما‪-‬الفئة الكسطى‪ ،-‬أما الفئة الغنية تدفع ثمانية كأربعيف درىما‪ .‬ككانت‬
‫الجزية في زمف عضد الدكلة تؤخذ عمى عدة أقساط في السنة‪ ،‬كتؤخذ في المحرـ مف‬
‫كصى بأف ُيرفؽ في جباية الجزية مف أىؿ الذمة كأف ال يأخذىا إال عمى‬
‫َ‬ ‫كؿ سنة‪ ،‬كذلؾ‬
‫(‪)3‬‬
‫مف يستطيع دفعيا‪ ،‬كبأف ينفؽ مالو – عضد الدكلة‪ -‬عمى فقراء أىؿ الذمة‪.‬‬
‫ج‪ .‬الزكاة‪ :‬مقدار مف الماؿ يفرض عمى المسمميف العاقميف القادريف كيعطى ىذا الماؿ‬
‫لمفقراء‪ ،‬كتفرض عمى المكاشي كالثمار كالذىب كالفضة كأمكاؿ التجارة‪ ،‬كال تعد الزكاة‬
‫مصد ار ماليا لمدكلة كال ينفؽ منيا عمى إصالح مرافقيا إنما إصالح المجتمع فقط‪ .‬ففي‬
‫سنة ‪367‬ق‪976/‬ـ‪ ،‬أخرج عضد الدكلة عشريف ألؼ درىما في ماؿ الزكاة كزعت عمى‬
‫كافة الناس‪ ،‬ككذلؾ كاف يخرج في إفتتاح ماؿ كؿ سنة ماال كثي ار في البر كالصدقة كمنو‬
‫أنو أخرج مرة ثالثيف ألؼ درىما‪ ،‬ككاف ىناؾ مكظؼ يشرؼ عمى جباة الزكاة يعرؼ‬
‫(‪)4‬‬
‫بعامؿ الزكاة‬
‫‪ -2‬الضرائب غير الثابتة‪ :‬فرض البكيييكف ضرائب كثيرة عمى السكاف‪ ،‬أثقمت كاىؿ سكاف‬
‫العراؽ‪ ،‬كلما جاء عضد الدكلة حاكؿ أف يخفؼ مف عبء ىذه الضرائب فرفع بعضيا‬
‫فأمضيت لمرعية الرسكـ الصحيحة كحذفت عنيا الزيادات كالتأكيالت‪ .‬كما أصدر عضد‬

‫‪ -1‬عمر خمؼ عبد المحيف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.119‬‬


‫‪ -2‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -3‬خكاندمير محمد بف خاكندشاه‪ ،‬ركضة الصفا في سيرة األنبياء كالممكؾ كالخمفاء ‪،‬الدار المصرية لمكتاب‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1988‬ـ‪ ،‬ص‪.192-191‬‬
‫‪-4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ .438‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الدكلة سنة ‪367‬ق‪977/‬ـ "كقد سمحنا ليـ أىؿ بغداد بالضرائب المأخكذة مف األغناـ‬
‫(‪)1‬‬
‫ككؿ ما يحممو الحجيج مف بر كغيره"‬
‫كقد إستحدث عضد الدكلة في أكاخر أيامو ضرائب كثيرة عانى منيا العراؽ بسبب حاجتو‬
‫إلى الماؿ مف أجؿ اإلنفاؽ عمى حركبو كمشارعو العمرانية التي قاـ بيا في العراؽ كمف‬
‫(‪)2‬‬
‫ىذه الضرائب‪:‬‬
‫أ‪ .‬ضرائب األمتعة‪ :‬ىي ضرائب تؤخذ عمى البضائع التجارية المنقكلة في داخؿ البالد ب ار‬
‫كبحر كفي ذلؾ يقكؿ أبك شجاع‪ ":‬كفعؿ في ضرائب األمتعة الصادرة كالكاردة ما زاد فيو‬
‫(‪)4‬‬
‫منائيف أحدىما لمقرامطة كاآلخر لعضد‬ ‫عمى الرسكـ القديمة"(‪ )3‬ككما كاف في البصرة‬
‫الدكلة حتى أنو كاف يؤخذ عمى الشاة الكاحدة أربعة دراىـ‪ ،‬كال يفتح إال ساعة مف النيار‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫كاذا رجع التجار مكسكا أحماؿ األدـ كالجماؿ األعربية ككذا بالككفة كبغداد"‬
‫ب‪ .‬ضرائب بيع الدواب‪ :‬ىي ضرائب تؤخذ عمى الحمير كالجماؿ كالخيكؿ‪ ،‬كيشير ابف األثير‬
‫في ذلؾ بقكلو‪" :‬كقرر عمى أسكاؽ الدكاب كالحمير‪ ،‬كالجماؿ‪ ،‬عما يباع فييا مف جميع‬
‫(‪)6‬‬
‫ذلؾ‪"...‬‬
‫ج‪ .‬ضريبة المستغالت‪ :‬ىي ضرائب تفرض عمى مف يتعدل عمى حدكد كأمالؾ الدكلة‪،‬‬
‫ككانت مف الضرائب التي إىتـ بيا عضد الدكلة‪ ،‬كتجبى مف األسكاؽ أك المنازؿ أك‬
‫(‪)7‬‬
‫الطكاحيف التي بناىا الناس في أرض حككمية‪.‬‬

‫‪-1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.449‬‬


‫‪ -2‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪120‬‬
‫‪ -3‬الركذراكرم‪ ،‬أبك شجاع محمد بف الحسيف بف محمد بف عبد ا﵀ ‪،‬ذيؿ كتاب تجارب األمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك القاسـ إيمامي‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ -4‬البصرة‪ :‬مف المدف العريقة في التاريخ اإلسالمي نصرىا عتي بف غزكاف في خالفة عمر بف الخطاب في سنة ‪14‬ق‪-‬‬
‫‪ 707‬ـ‪ ،‬ككانت تضـ عباداف كالمريد كمناء األبمة الذم يربط العراؽ بالعالـ الخارجي‪ ،‬ككانت البصرة مف أىـ مدف قسـ‬
‫العراؽ‪ ،‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.687‬‬
‫‪ -5‬عمر خمؼ عبد المحسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.121-120‬‬
‫‪ -6‬ابف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.129‬‬
‫‪-7‬المصدر نفسو‪ ،‬ج‪ ،8‬ص ‪ 51‬ك ‪.53‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫د‪ .‬ضريبة الدخل‪ :‬ىي ضريبة فرضيا األمير صمصاـ الدكلة عمى األمكاؿ كالحكاشي‬
‫(‪)1‬‬
‫كالكتَاب كغيرىـ‪.‬‬
‫ه‪ .‬ضريبة المنسوجات‪ :‬ىي ضريبة فرضيا األمير صمصاـ الدكلة عمى المنسكجات‬
‫القطنية الحريرية في بغداد التي تنسج ىناؾ كجعؿ مقدارىا ‪ 10/1‬مف الثمف مما أدل‬
‫إلى اجتماع الناس‪ ،‬كصناعة ىذه المنسكجات في جامع المنصكر‪ ،‬ككادت أف تقع حركة‬
‫(‪)2‬‬
‫تمرد مما إضطر السمطاف إلى التراجع كالغاء ىذه الضريبة‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫و‪ .‬ضريبة المراعي‪ :‬ىي ضرائب تؤخذ عمى األغناـ كالمكاشي كغيرىا‪.‬‬
‫ز‪ .‬ضريبة السماسرة‪ :‬كىي مف التي إستحدثيا عضد الدكلة‪ ،‬حيث بنى دك ار لمسماسرة حتى‬
‫يتمكف مف حصر دخميـ كأخذ جبايتو فكاف دخؿ الدكلة منيا في كؿ يكـ عشرة آالؼ‬
‫(‪)4‬‬
‫درىـ‪.‬‬
‫ح‪ .‬ضريبة ماء الورد‪ :‬كىي مف الضرائب التي أستحدثت في زمف عضد الدكلة‪ ،‬كتؤخذ عف‬
‫(‪)5‬‬
‫صناعة ماء الكرد‪.‬‬
‫‪ ‬أساليب جباية الضرائب‪:‬‬
‫لقد إختمفت طرؽ جباية الضرائب مف أمير إلى آخر‪ ،‬حيث عرفت طرؽ جباية معز‬
‫الدكلة البكييي بالظمـ كالتعسؼ‪ ،‬مما أدل إلى رحيؿ الكثير مف المزارعيف عف مزارعيـ إذ‬
‫الذكا بالفرار كاليركب مف تمؾ األساليب‪ ،‬حتى بعد كفاتو بقي الحاؿ نفسو حتى بعد كفاتو‬
‫(‪) 6‬‬
‫لكف بعد مجيء عضد الدكلة كضع حد‬ ‫بقي الحاؿ نفسو في عيد إبنو بختيار عز الدكلة‪.‬‬
‫حد ليذا التجاكز بحيث أنو إتبع أساليب مختمفة عما كانت عميو العراؽ في جباية الضرائب‬

‫‪ -1‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.85‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.117‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪،7‬ص‪ .128‬إبف األثير‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪،7‬ص‪126‬‬
‫‪ -3‬الركذاركم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ ،72‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪،8‬ص‪.119‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ -5‬اإلصطخرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.158‬‬
‫‪ -6‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫إذ عمؿ عمى إعادة األمكر إلى حالة مف النظاـ كاإلدارة الجيدة‪ ،‬كما قاـ بالعديد مف‬
‫اإلصالحات مف خالؿ تحديد مكعد لجباية الضرائب‪ ،‬األمر الذم شجع عكدة الفالحيف‬
‫الياربيف زمف األمراء السابقيف‪ )1(.‬كدافع عف حقكقيـ كردىا إلييـ‪ .‬كما أعطاىـ عضد الدكلة‬
‫العديد مف المزايا منيا أنو إذا أصيب المزارع بضرر في محصكلو يتـ تعكيضو بالماؿ‪ ،‬كمنع‬
‫(‪)2‬‬
‫كقاـ‬ ‫الجباة الذيف يجمبكف الضرائب مف ظمـ الفالحيف‪ ،‬كفرض عمييـ إحتراميـ كتقديرىـ‬
‫بيت الماؿ المركزم في بغداد بإعطاء اإلشارة إلى الدكاكيف لمشركع في جمع الضرائب مف‬
‫األقاليـ األخرل بعد معرفة نفقات كؿ إقميـ كارساليا إلى بيت الماؿ المركزم‪ ،‬مما أدل إلى‬
‫قياـ بعض الجباة بسرقة ماؿ الضرائب المرسمة مف األقاليـ‪ ،‬فعمـ األمير البكييي بذلؾ فتتبع‬
‫(‪)3‬‬
‫األمر كعند تمكنو مف معرفة السارؽ قاـ بقطع يده‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫حصؿ إعتداء عؿ ماؿ الدكلة‪ ،‬فأمر عضد الدكلة بعد أف قبض عمى‬ ‫كفي األنبار‬
‫(‪)5‬‬
‫الفاعؿ بأف يقتؿ كيصمب في المكاف الذم سرؽ الماؿ فيو‪.‬‬
‫أم أف طريقة الجباية في عيد عضد الدكلة كانت دكف كسطاء فكاف حاصؿ الضرائب في‬
‫عيده يصؿ في العاـ إلى أكثر مف ثالث مئة ألؼ ألؼ درىـ حتى أنو أراد أف يجعمو في كؿ‬
‫يكـ ألؼ ألؼ درىـ‪ ،‬كقاؿ إبف الجكزم أنو يرد لو مف الضرائب في العاـ إثناف كثالثكف ألؼ‬
‫(‪) 6‬‬
‫كلكف بعد كفاة عضد الدكلة عرؼ العراؽ صراعات داخمية‬ ‫ألؼ دينار كمائتا ألؼ دينار‬
‫(‪)7‬‬
‫بيف أبناءه حكؿ الحكـ فكانت الضرائب في حالة مف التراجع كالضعؼ‪.‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.448‬‬


‫‪ -2‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪ -4‬األنبار‪ :‬مدينة قرب بمخ كىي قصبة ناحية جكزجاف كبيا كاف مقاـ السمطاف‪ ،‬كىي عمى الجبؿ كأكبر مف مرك الركذ‬
‫كبالقرب منيا‪ ،‬ليا مياه ككركـ كبساتيف كثيرة كبناءىا طيف‪ ،‬مدينة عمى الفرات في غربي بغداد‪ ،‬بينيما عشرة فراسخ ككانت‬
‫الفرس تسمييا فيركز سابكر‪ .‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.257‬‬
‫‪ -5‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.38-37‬‬
‫‪ -6‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪ .294‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.122‬‬
‫‪ -7‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.137‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫ثالثا‪ :‬نفقات البويهيين في العراق‪.‬‬


‫إف لكؿ دكلة نفقاتيا التشغيمية التي يت ـ جبايتيا عبر أساليب متعددة‪ ،‬بعد ذلؾ تكظؼ‬
‫ىذه الجباية في مشاريع كبنية تحتية لمدكلة‪ ،‬فكانت النفقات في الدكلة البكييية كما يمي‪:‬‬
‫أ‪ .‬نفقات رواتب العمال والموظفين‪ :‬كانت ركاتبيـ تختمؼ مف أمير إلى آخر مثؿ الكتاب‬
‫كالكزراء كاألدباء كاألطباء‪ ..‬كيعمؿ في إدارة البالد حيث بمغ راتب األطباء في عيد‬
‫(‪)1‬‬
‫عضد الدكلة إلى ستمائة درىـ‪.‬‬
‫ب‪ .‬نفقات رواتب الجيش‪ :‬كانت تدفع ىذه األرزاؽ كفؽ رتب عسكرية منيا رتبة النقيب الذم‬
‫كاف لو مرتب عالي جدا كغيره مف األرزاؽ ففي سنة ‪370‬ق‪980/‬ـ أعطى عضد الدكلة‬
‫لكؿ مف المتطكعيف العرب راتب قدره مف عشريف إلى أربعيف دينار في الشير‪ ،‬كما‬
‫إشتغؿ عدد كبير كمتزايد مف المكظفيف في ديكاف العارض مف أجؿ التعجيؿ في عممية‬
‫دفع األرزاؽ‪ ،‬كما إتخذكا إجراءات في دفعيا‪ ،‬فكاف عضد الدكلة يصدر أكامره إلى‬
‫(‪)2‬‬
‫الخازف بصرؼ األمكاؿ إلى العارض كيدفعيا لمنقيب الذم بدكره يدفعيا لمجند‪.‬‬
‫ج‪ .‬نفقات إصالحية في المرافق العامة‪ :‬ىي نفقات إقتصرت عمى بعض األمراء البكييييف‬
‫أىميـ عضد الدكلة‪ ،‬كمف ىذه اإلصالحات حفر اآلبار كتنظيؼ مجارم المياه بعد‬
‫(‪)3‬‬
‫اإلىماؿ الذم ط أر عمييـ في عيد معز الدكلة كابنو كشممت معظـ مدف العراؽ‪.‬‬
‫‪ -‬حفر األنيار كالترع كتنظيفيا‪ :‬كالنير الذم تـ حفره مف نير الخالص المكجكد في شرؽ‬
‫بغداد إلى كسطيا‪ ،‬كالنير الذم تـ شقو مف نير األىكاز إلى نير دجمة المعركؼ بالنير‬
‫العضدم‪ ،‬كذلؾ حفر المجارم المأخكذة مف األنيار الكبيرة مف أجؿ تكصيؿ الماء إلى‬
‫األراضي البعيدة كالمجرل الذم تـ حفره بيف نير طابؽ كدجمة‪ ،‬كاقامة الجسكر كجسر‬

‫‪ -1‬القفطي‪ ،‬جماؿ الديف أبي الحسف كمي ‪،‬كتاب أخبار العمماء بأخبار الحكماء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬السيد محمد أميف الخانجي‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬ط‪1326 ،1‬ق‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -2‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪32‬ك‪.34‬‬
‫‪-3‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.138‬‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫باإلضافة إلى صيانة‬ ‫بغداد الذم تـ إعادة صيانتو مف جديد حتى أصبح كاسعا‬
‫(‪)2‬‬
‫كالتي تـ بناءىا عمى النير المحفكر مف نير الخالص‪،‬‬ ‫الطرقات كبناء المسنيات‬
‫كحفر اآلبار كالمدفكنة ببغداد كبناء القناطر التي تيدمت عمى األنيار مثؿ قناطر نير‬
‫(‪)3‬‬
‫الصراة‪.‬‬
‫‪ -‬بناء الم باني العامة‪ :‬ىي المباني التي يستفيد منيا كؿ الناس كىي المستشفيات التي‬
‫كانت تعج باألطباء كاإلدارييف كغيرىـ كالمساجد(‪)4‬كىنا يشير مسككيو‪ :‬إبتدأ بالمساجد‬
‫الجامعة‪ ،‬ككانت في نياية الخراب‪ ،‬فأنفؽ عمييا ماال عظيما‪)5( ،‬كما إىتـ األمراء‬
‫(‪)6‬‬
‫البكييييف بتشييد كصيانة مباني أىؿ الذمة‪.‬‬
‫(‪)7‬‬
‫الرئيسي ببغداد كزكده‬ ‫فقد أمر عضد الدكلة سنة ‪372‬ق‪982/‬ـ ببناء البيمارستاف‬
‫باآلالت كاألدكية كالفرش‪ ،‬ككظؼ فيو األطباء كالككالء كالبكابيف كالناظريف كالمعالجيف‬
‫(‪)8‬‬
‫كالخزاف‪.‬‬
‫د‪ .‬العطايا والمنح المالية‪ :‬كاف بعض األمراء البكييييف‪ ،‬يقدمكف اليدايا كالمنح لمف يخمص‬
‫في عممو مف األطباء كاألدباء كالعمماء‪ ،‬الشعراء‪ ،‬الميندسيف‪ ،‬ككبار رجاؿ الدكلة مف‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.448‬‬


‫‪ -2‬المسناه‪ :‬السد الذم يقاـ عمى حافة االنيار لمنع تآكؿ حافتو‪ .‬المصدر نفسو‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.449‬‬
‫‪ -3‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.123‬‬
‫‪ -4‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.291‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.448‬‬
‫‪6‬‬
‫فأمنكا عمى‬
‫‪ -‬أىؿ الذمة‪ :‬ىـ المستكطنكف في بالد اإلسالـ مف غير المسمميف‪ ،‬كسمكا بيذا االسـ ألنيـ دفعكا الجزية َ‬
‫أركاحيـ كأعراضيـ كأمكاليـ كأصبحكا في ذمة المسمميف‪ .‬عمي حسني الخربكطمي‪ ،‬اإلسالـ كأىؿ الذمة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬المجمس‬
‫األعمى لمشؤكف اإلسالمية‪1969 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.65‬‬
‫‪ -7‬البيمارستاف‪ :‬كممة فارسية مركبة مف كممتيف بيمار بمعنى مريض أك عميؿ كستاف بمعنى مكاف أك دار المرضى‬
‫كالبيمارسانات ىي إحدل المنشآت العمرانية كالمساجد كالتكايا كالمدارس التي طكرىا كشيدىا المسممكف ككاف مف ثمارىا أف‬
‫تطكر الطب اإلسال مي كأصبح اكثر دقة كمينية كجعمكا الرعاية الطبية في البيمارستاف حقا لكؿ مكاطف‪ .‬مؤمف أنيس عبد‬
‫ا﵀ البايا‪ ،‬البيمارستانات اإلسالمية حتى نياية الخالفة العباسية ‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة ‪2009 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.13‬‬
‫‪ -8‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪،‬ج‪ ،14‬ص‪.289‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الكزراء كالقكاد كالفقياء كالمفسريف كالفالسفة كالحساب كالنسابيف كذلؾ ألشراؼ مكة‬
‫كالمدينة‪ ،‬ففي سنة ‪339‬ق‪979 /‬ـ حممت عطايا إلى أشراؼ مكة كالمدينة كاف عضد‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الخمع عندما مدحو‪ .‬كما منح‬ ‫كمنح الشاعر اإلسالمي‬ ‫الدكلة قد خصصيا ليـ‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫عضد الدكلة الطبيب جبرائيؿ بف بختيشيكع بف جبرائيؿ‪.‬‬
‫ق‪ .‬نفقات األسمحة والمعدات الحربية‪ :‬إىتـ األمراء البكييييف بمكاكبة التطكر الحربي عف‬
‫طريؽ إتباع أساليب حربية كأسمحة حربية تحقؽ ليـ النصر كتمدىـ بالقكة ‪.‬فكاف الجيش‬
‫(‪)4‬‬
‫كبناء الحصكف كالقالع‬ ‫مزكدا بالفيمة كالجماؿ كالسيكؼ كالمنجنيقات كالسفف كالزبازب‬
‫(‪)5‬‬
‫كما ضـ الجيش أصحاب خزائف الماؿ كالثياب كالسالح‪.‬‬
‫ك‪ .‬نفقات دار الخالفة‪:‬‬
‫في سنة ‪334‬ق‪ 945 /‬ـ أعطى المستكفي با﵀ نفسو لقب إماـ الحؽ كضرب ذلؾ عمى‬
‫الدنانير كالدراىـ كعندما جاء خبر نزكؿ معز الدكلة بغداد إضطرب الناس منو فكجو لو‬
‫المستكفي با﵀ فاكية كطعاـ كال يكجد أم إشارة لنفقات الخميفة المستكفي خالؿ مدة خالفتو‬
‫دكف نسياف ما قاـ بو معز الدكلة حيف نيب دار الخالفة مف كؿ شيء ك جر المستكفي‬
‫(‪)6‬‬
‫ماشيا إلى داره كاعتقمو ىناؾ‪.‬‬

‫‪ -1‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.123‬‬


‫‪ -2‬السالمي‪ :‬ىك أبك عمى الحسف بف أحمد بف محمد السالمي البييقي النيسابكرم األديب كلد كنشأ في منطقة خكار في‬
‫بييؽ كتكفي سنة ‪300‬ق‪ 912 /‬ـ‪ .‬كينسب الشاعر السالمي إلى مدينة السالـ ببغداد‪ .‬إبف األثير محمد بف محمد بف عبد‬
‫الكاحد الشيباني‪ ،‬المباب في تيذيب األنساب‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ .161‬كفاء عبد الجبار‪ ،‬الحسيف بف أحمد‬
‫محمد السالمي المتكفي بعد سنة ‪344‬ق‪955-‬ـ‪ ،‬مجمة األستاذ‪ ،‬عدد‪2012 ،203‬ـ‪ ،‬ص‪.574‬‬
‫‪ -3‬جبرائيؿ بف بختيشكف‪ :‬عالـ مف عمماء الطب كاف متقنا في صناعة األدكية الطبية‪ ،‬إنتشر صيتو في العراؽ كخارجيا‪.‬‬
‫الخزرجي‪ ،‬إبف أبي أصيعة مكقؼ الديف أبي العباس أحمد بف القاسـ بف خميفة بف يكنس السعدم ‪ ،‬كتاب عيكف األنباء في‬
‫طبقات األطباء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عامر النجار‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‪ ،‬ج‪،1‬ص‪.209‬‬
‫‪ -4‬الزبازب‪ :‬ىي المراكب الخفيفة‪ .‬إبف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.133‬‬
‫‪ -5‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.428‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ص ‪.18-15‬‬
‫‪ -6‬عمر شاكر محمكد‪ ،‬المكارد كالنفقات في العراؽ خالؿ العصر البكييي‪334‬ق‪447-‬ـ‪1055-945 /‬ـ‪،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت ‪2016 ،‬ـ‪،‬ص‪.82‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كفي عي د الخميفة المطيع با﵀ فقد كصؿ العباسييف كالعمكييف بنيؼ كثالثكف ألؼ دينار‬
‫عمى إضافتو كعندما أكصؿ إليو خادـ مف المدينة ماذا يمحؽ بحجرة الرسكؿ صمى ا﵀ عميو‬
‫كسمـ مف اإلىماؿ كقطع مكاد الطيب كغيرىا‪ ،‬أقر لو مبمغ كبير يقدر بعشركف ألؼ درىـ‬
‫كتقدـ بجمؿ الطيب‪ ،‬كزاده بخمسة مف الخدـ ليككنكا في خدمة الحجرة(‪ ،)1‬كفي سنة‬
‫‪362‬ق‪972/‬ـ طمب بختيار الممقب بعز الدكلة مف الخميفة المطيع األمكاؿ فرد عميو‪" :‬أف‬
‫ليس لي غير الخطبة كىذا ما يدؿ عمى أف األمكر المالية كانت تحت سيطرة األمراء‬
‫البكييييف كال حكـ لمخميفة معيـ‪ .‬لكف األمير شدد الطمب عمى الخميفة فإضطر إلى بيع‬
‫قماشو كأعطاه أربعمائة ألؼ درىـ‪ )2(.‬ككاف ىذا بسبب األزمة المالية التي لحقت بعز الدكلة‬
‫(‪)3‬‬
‫كىذا ما أدل إلى فقر بيت‬ ‫عندما طالبو األكلياء كالجند بأرزاقيـ فسأؿ المطيع ﵀ إسعافو‪.‬‬
‫الماؿ في أياـ الخميفة المطيع ﵀ بسبب تكاثر الجند عمى عز الدكلة إضطر ىذا األخير إلى‬
‫بيع األفرشة كاآلنية كالذىب التي كاف يمتمكيا‪ .‬كانغمس الخمفاء في اإلنفاؽ عمى الترؼ‬
‫كاقتناء الجكارم كأكثركا مف المنتزىات كالقصكر كمجالس البيكت كالمدف كاتخذكا الفرش‬
‫(‪)4‬‬
‫كالحرير كأنفقكا في الطعاـ كالمباس‪.‬‬
‫كما طمب عز الدكلة بختيار مف الخميفة المعتضد الماؿ الكثير بسبب الفتنة العظيمة‬
‫التي كقعت آنذاؾ فقاؿ لو الخميفة‪ :‬إف النفقة عمى الغزاة كغيرىا مف مصالح المسمميف تمزمني‬
‫(‪)5‬‬
‫تجئ إلي‪ ،‬كاما إذا كاف حالي ىذا فال يمزمني شيء مف‬ ‫إذا كانت الدنيا في يدم‪ ،‬كاألمكاؿ‬
‫مف ذلؾ‪ ،‬كانما يمزـ مف البالد في يده‪ ،‬كأنا ليس لي إال الخطبة‪ ،‬فإف شئتـ أف أعتزؿ فعمت‬
‫ىذا‪ .‬كفي سنة ‪367‬ق‪977/‬ـ أنفذ الطائع ﵀ ما أنفذه مف الخمعة المجالسية كما نتج عنيا‬

‫‪ -1‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.46‬‬


‫‪ -2‬السيكطي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.316‬‬
‫‪ -3‬األنطاكي‪ ،‬يحي بف سعيد بف يحي ‪ ،‬تاريخ األنطاكي المعركؼ بصمة تاريخ أكتيخا‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عمر عبد السالـ التدمرم‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬جركس برس‪1990 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.151‬‬
‫‪ -4‬عمر شاكر محمكد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪84-83‬‬
‫‪ -5‬المرجع نفسو‪،‬ص‪.84‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫مف ىدايا كست كصكاني كتحايا كما حمؿ عمى خمس مائة حماؿ‪ ،‬ككاف مف حممتيا خمسكف‬
‫ألؼ عمانية في عشر أكياس ديباجا ممكنة مختكمة عمى األشريحات الفضة كألؼ ألؼ درىما‬
‫في مئتي كيس كمئة ثكب مصنفيف بيف ثكب ديباج ممكي يقدر بمئتي دينار كثكب أبيض‬
‫صبغ قيمتو نصؼ دينار كثالثكف صينية مذىبة كغير مذىبة تحمؿ العنبر كالمسؾ كالنكافح‬
‫كالكافكر كالعكد اليندم‪.‬‬
‫ي‪ .‬نفقات النساء‪ :‬لـ يكف لمنساء دكر فعاؿ في اإلمارة البكييية كلـ تذكر المصادر عف‬
‫نفقاتيف إال الشيء القميؿ ‪ ،‬ففي سنة ‪366‬ق‪ 976/‬حجت جميمة بنت ناصر الدكلة إبف‬
‫محمد بف حمداف صاحب المكصؿ رفقة أخكىا إبراىيـ كأختيا ىبة ا﵀ إذا أخذت معيا‬
‫أربعمائة حمؿ محممة‪ ،‬ككسب المجاكريف بالحرميف كأنفقت الكثير مف األمكاؿ‪ ،‬كقتؿ‬
‫(‪)1‬‬
‫أخكىا في الطريؽ فتصدقت بدمو‪.‬‬

‫‪ -‬كما سبقت جميع أىؿ المكسـ بالسكر كالثمج كاعتقت ثالثمائة عبد كمائتي جارية كخمعت‬
‫عمى كبا السف خمسكف ألؼ ثكب‪ ،‬لكف لـ يمض الكثير كاستكلى عضد الدكلة بف بكيو‬
‫عمى أمكاليا كحصكنيا ألنيا رفضتو عندما تقدـ لخطبتيا‪ ،‬مما أكصميا إلى الحاجة‬
‫(‪)2‬‬
‫كاإلفتقار‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمصداؽ فيك مير المرأة فقد اختمفت مف فترة إلى أخرل(‪ ،)3‬ففي سنة‬
‫‪357‬ق‪ 967/‬ـ تزكج بختيار مف إبنو عسكر الركمي ككاف ميرىا مائة ألؼ دينار‪ ،‬كما ذكر‬
‫إبف األثير أف أبك تغمب بف حمداف تزكج مف إبنو عز الدكلة بختيار ككاف عمرىا ثالث سنيف‬
‫(‪)4‬‬
‫كفي سنة‪364‬ق‪974/‬ـ تزكج الخميفة الطائع ﵀ مف شاه زماف‬ ‫كالصداؽ مائة ألؼ دينار‪.‬‬

‫‪ -1‬إبف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.248‬‬


‫‪ -2‬إبف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.131-130‬‬
‫‪ -3‬إبف األثير‪ ،‬عز الديف أبك الحسف عمي بف محمد بف محمد الشيباني‪ ،‬النياية في عريب الحديث كاألثر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬طاىر‬
‫أحمد الرازم كمحمكد محمد الطناحي‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتبة العممية‪1979 ،‬ـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.186‬‬
‫‪ -4‬اليمذاني‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ .208‬إبف األثير‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.328-327‬‬

‫‪84‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫بنت عز الدكلة بختيار ككاف الصداؽ مائة ألؼ‪ ،‬كما كقعت مصاىرة بيف عز الدكلة بختيار‬
‫(‪)1‬‬
‫كلـ يذكر مقدار الصداؽ‪.‬‬
‫كفي سنة ‪369‬ق‪ 978/‬ـ تزكج الطائع ﵀ بنت األمير عضد الدكلة الكبيرة كذلؾ كاف‬
‫الصداؽ مبمغوُ مائة ألؼ دينار‪ ،‬ككاف الغرض مف ىذا الزكاج كىدؼ عضد الدكلة أف تمد‬
‫كلدا ذك ار فيكلى العيد كتضير الخالفة في بيت آؿ بكيو كتككف الخالفة مشتممة عمى‬
‫بنتو ن‬
‫الدكلة الديميمة‪ ،‬كفي سنة ‪383‬ق‪993/‬ـ عقد الخميفة القادر با﵀ عمى سكينة بنت بياء‬
‫الدكلة بصداؽ مائة ألؼ دينار كلكنيا تكفيت قبؿ الدخكؿ بيا‪ ،‬أما في سنة ‪384‬ق‪994/‬ـ‬
‫عقد نكاح لميذب الدكلة عمى إبف نصر البكييي عمى إبنة بياء الدكلة‪ ،‬كاألمير أبك منصكر‬
‫بكيو بف بياء الدكلة عمى إبنة ميذب الدكلة ككاف الصداؽ مائة ألؼ دينار عمى الطرفيف‪.‬‬
‫أما في سنة ‪408‬ق‪1017 /‬ـ عقد سمطاف الدكلة عمى جبارة بنت قركاش بف المقمد بصداؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫ككاف‬ ‫مبمغو خمسكف ألؼ دينار(‪ ،)2‬كتزكج مشرؼ الدكلة بإبنةعالءالدكلة بف كاكاكية‬
‫الصداؽ خمسكف ألؼ دينار سنة ‪415‬ق‪1024/‬ـ‪ ،‬كفي سنة ‪428‬ق‪1036/‬ـ كقع العقد‬
‫(‪)4‬‬
‫ألبي منصكر بف أبي كالجار عمى إبنو جالؿ الدكلة ككاف الصداؽ خمسكف ألؼ دينار‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬سياسة البويهيين الزراعية‪:‬‬
‫شكمت الزراعة إحدل أىـ الركائز إلقتصاديات الدكلة العباسية‪ ،‬لذلؾ إعتنى العباسيكف‬
‫(‪) 5‬‬
‫كلما كانت ضريبة األرض أىـ مكرد‬ ‫بالنشاط ألنو كاف ُيعطي مردكد لخزينة الدكلة العامة‬
‫لمخزينة فإف النشاط الزراعي معناه إزدياد الكراد‪ ،‬فمذا فإف مساعدة المزارعيف كالفالحيف تعتبر‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.452‬‬


‫‪ -2‬عمر شاكر محمكد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.97-96‬‬
‫‪ -3‬إبنكاكاكية‪ :‬ىك عالء الدكلة أبك كاليجاركرشاس بف عمى بف فرامرز أبي جعفر بف كاكاكية‪ ،‬كأبكه كاف مف أصحاب‬
‫أصبياف‪ .‬إبف األثير‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.554‬‬
‫‪ -4‬عمر شاكر محمكد‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫‪ -5‬حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.340‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫سياسة مالية مستنيرة كمف ناحية أخرل لـ يؤخذ خير الفالح دائما بعيف اإلعتبار‪ ،‬كلـ تنشأ‬
‫(‪) 1‬‬
‫سياسة زراعية مكحدة‪ ،‬بؿ كانت التدابير تعكد لمشخص الحاكـ‪.‬‬
‫‪-1‬طرق وأساليب الجباية‪:‬‬
‫تعرض العراؽ عند نفكذ األتراؾ لعدة ككارث زراعية‪ ،‬كاف ذلؾ نتيجة إىماؿ مشاريع‬
‫الرم كالزراعة‪ ،‬ككثرة الفيضانات التي أدت إلى غمكر مساحة كاسعة مف األراضي بالمياه‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫كما كانت‬ ‫فيجر الفالحيف عف قراىـ كأراضييـ بسبب تقمص رقعة األراضي الزراعية‪.‬‬
‫الجباية الخراجية تؤخذ منيـ قبؿ جني المحاصيؿ الزراعية‪ .‬لقد كاف لمعز دكلة رغبة في إنقاذ‬
‫المزارعيف مف ىذا الدمار مف خالؿ القياـ بإصالحات مف بينيا اإلىتماـ بتنظيـ الرم‬
‫كتطيير األنيار كسد البثكؽ كالتغمب عمى مخاطر الفيضانات لكف فراغ خزينة الدكلة منعتو‬
‫مف ذلؾ كضركرة تكفير األمكاؿ لمجيش‪ ،‬مما جعمو يتبع سياسة زراعية فاشمة كبقت ىذه‬
‫األكضاع الزراعية في حالة مف التدىكر لغاية مجيء عضد الدكلة سنة ‪367‬ق‪977/‬ـ(‪ )3‬في‬
‫زمف عضد الدكلة كانت الجباية كفؽ نظاـ مكسمي معيف ككضح طريقة منظمة لمجباية إذ‬
‫(‪)4‬‬
‫أنو آخر في مكعد جباية الخراج‪ ،‬كأعطى الرسكـ الصحيحة دكف زيادات‪.‬‬
‫لقد كانت فترة عيد األمير عضد الدكلة مف الفترات الذىبية التي عرفتيا العراؽ أثناء‬
‫السيطرة البكييية‪ .‬حيث أنو إىتـ بمجاؿ الزراعة إذ أنو عمؿ عمى إصالح المقكمات الزراعية‬
‫التي كانت في حالة مف الخراب‪ .‬لـ ييتـ عضد الدكلة باألمكر المادية فقط كصؿ بو األمر‬
‫(‪)5‬‬
‫كأكصى جنده بإحتراـ‬ ‫إلى االىتماـ بأمكر الفالحيف الشخصية فحؿ مشاكميـ بشكؿ فردم‪.‬‬
‫بإحتراـ المزارعيف كرعايتيـ‪ ،‬إضافة إلى أنو قاـ بنقؿ العديد مف المحاصيؿ الزراعية مف‬

‫‪ -1‬الدكرم ‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع ىجرم‪ ،‬ص‪.59‬‬


‫‪ -2‬إبف الجكزم‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.180‬‬
‫‪ -3‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.124‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.449-448‬‬
‫‪ -5‬محمد نكاؼ عبد ربو أك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الخارج كأتى بيا إلى العراؽ‪ ،‬فقد نقؿ مف فارس أشتاؿ الحمضيات التي زرعت في جميع‬
‫(‪)1‬‬
‫مناطؽ العراؽ‪.‬‬
‫كبعد كفاة عضد الدكلة عادت الزراعة إلى سابؽ عيدىا كحؿ بيا اإلنييار كالتدىكر‬
‫مف جديد ككذلؾ ىركب المزارعيف مف أراضييـ نتيجة عد اإلستقرار السياسي كانقساـ الدكلة‬
‫(‪)2‬‬
‫بيف األبناء كسارت عمى ىذا الحاؿ إلى غاية حكـ آخر أمير‪ -‬الممؾ رحيـ‪-‬‬
‫‪-2‬وسائل الري‪:‬‬
‫عمؿ البكييييف عمى اإلشراؼ عمى تكزيع المياه كعمى كسائؿ الرم المائي عف طريؽ‬
‫بناء السدكد كالخزانات كالقنكات كذلؾ بإنفاؽ األمكاؿ عمى بنائيا‪ ،‬تحت إشراؼ عددا كبي ار مف‬
‫الميندسيف‪.‬‬

‫ككانت كسيمة الرم تختمؼ مف منطقة إلى أخرل‪ ،‬فكانت ىناؾ مناطؽ إعتمدت عمى الرم‬
‫مباشرة مف النير عبر قنكات مائية ممتفة حكؿ بعضيا عف طريؽ حفر قنكات مف النير إلى‬
‫المناطؽ الزراعية كىناؾ مناطؽ اعتمدت عمى حفر اآلبار المائية في المدف ككذلؾ عمى رم‬
‫(‪)3‬‬
‫األمطار المكسمية‪.‬‬
‫كأستعممت الناعكرة كىي عبارة عف دكالب يديره تيار النير كأسرع مف الدكالب‪ ،‬في‬
‫(‪)4‬‬
‫منطقة النيركاف لرفع مياه دجمة‪ ،‬أما في غرب بغداد أستعمؿ لرم الحدائؽ النكاعير‪.‬‬
‫ككان ت المزارع ك األراضي الزراعية في عيد عضد الدكلة تسقى سيحا حيث شؽ عضد‬
‫الدكلة ني ار مف نير الخالص يسيح ماؤه إلى حدائقو‪ ،‬كبنيت القناطر عمى كثير مف أفكاه‬

‫‪ -1‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.184‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ -3‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪ -4‬النكاعير‪ :‬مفردىا ناعكر‪ ،‬آلة دائرية كبيرة تصنع مف أشجار خاصة تثبت عمى النير كتتصؿ بيا أكاف فخارية تحمؿ‬
‫الماء عند دكراف الناعكر لتكسبو في ساقية خاصة تصؿ إلى سكاف األراضي كالقرل‪ .‬محمد جبار‪ ،‬النكاعير "الصديقة" جزء‬
‫مف التراث كحكايات يعشقيا العراقيكف‪ ،‬مجمة الجديد العربي‪ ،‬عدد ‪2021 ،2474‬ـ‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫القنكات لتنظيـ تكزيع المياه كتسييؿ السقي سيحا ككانت ىذه القناطر تبنى بالجص كالنكرة‬
‫(‪)1‬‬
‫كاآلجر‪.‬‬
‫كبفضؿ اإلصالحا ت التي قاـ بيا عضد الدكلة لنظاـ الجباية بدأ التشجيع عمى الزراعة‬
‫ففي سنة ‪369‬ق‪979 /‬ـ أمر أصحاب األراضي بإعادة زراعة أراضييـ بعد أف عـ بيا‬
‫الخراب فعادت أحسف ما كانت عميو كسمح ليـ باإلقتراض مف بيت الماؿ إف اقتصرت يداىـ‬
‫كما مارس عضد الدكلة الزراعة كشجع عمييا كأمر بغرس بستاف بمغت النفقة عميو خمسة‬
‫ألؼ ألؼ درىـ‪ .‬كأمر بإعادة تعمير بستاف دار العباس بف الحسيف‪ ،‬ككاف يجمب المغركسات‬
‫مف فارس كسائر البالد(‪ ) 2‬إلى العراؽ مف بينيا التاجي(‪ )3‬كأمر األغنياء أف يغرسكا في كؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫حكؿ مف البادية قكما فزرعكا كعمركا البرية‪.‬‬
‫خراب كأيضا َ‬
‫‪-3‬أشهر المناطق الزراعية‪:‬‬
‫لقد كانت العراؽ مقسمة إلى عدة مناطؽ زراعية التي تتكفر فييا مقكمات الزراعة كذلؾ‬
‫تبعا لكفرة المياه كخصكبة التربة ‪ ،‬كتركزت بالقرب مف األنيار كضفاضيا ‪ -‬المناطؽ‬
‫المحيطة باألنيار‪ -‬إقتصرت الزراعة في الجنكب عمى األراضي المحيطة باألنيار كالممتدة‬
‫عمى ضفاؼ القنكات‪ ،‬أما في الجنكب كانت مجاكرة لمضفاؼ كفي األماكف كثيرة األمطار‪،‬‬
‫كليذا كانت األراضي المحيطة بالبصرة كبيف دجمة كالفرات إلى الجنكب أكثر المناطؽ كثيفة‬
‫(‪)5‬‬
‫المزركعات‪ ،‬كتقؿ كمما اتجينا نحك الصحراء‪.‬‬

‫‪ -1‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.447‬‬


‫‪ -2‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.126‬‬
‫‪ -3‬التاجي‪ :‬ىك نكع مف األشجار الداخؿ إلى العراؽ مف فارس ‪.‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.191‬‬
‫‪-4‬المصدر نفسو ‪،‬ج‪ ،14‬ص‪.192‬‬
‫‪_5‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.75‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫أ‪ .‬منطقة البطائح‪ :‬البطائح جمع بطحة كىي األرض المنخفضة التي يقؼ فييا الماء‬
‫تقع في إقميـ العراؽ‪ ،‬متسعة األراضي الزراعية‪ ،‬يتكفر بيا المناخ الحار الذم يساعد‬
‫عمى نضج بعض المحاصيؿ ‪ ،‬ككذلؾ التربة الخصبة ككانت كثيرة المياه‪ ،‬كالزراعة فييا‬
‫تقتصر عمى األماكف الضحمة كالبقاع اليابسة كىذا ما جعميا منطقة صالحة لمزراعة‬
‫(‪)2‬‬
‫كقد كاف اإلقطاع العسكرم مف أبرز‬ ‫كمف أشير المناطؽ المعركفة زمف البكييييف‪.‬‬
‫كأخطر أنكاع الممكية التي برزت مف خالؿ التسمط البكييي عمى العراؽ ‪ ،‬حيث أعطى‬
‫معز الدكلة البكييي اإلقطاعات لجنده دكف حساب ككاف اإلقطاعيكف مف الجند يدفعكف‬
‫(‪)3‬‬
‫لمخزينة _بيت الماؿ_ كيتحكمكف بزراعة األراضي‪.‬‬
‫ب‪ .‬منطقة البصرة‪ :‬تقع في إقميـ العراؽ‪ ،‬كتمتاز أيضا بخصكبة تربتيا كالمناخ الصحراكم‬
‫الجيد‪ ،‬مما جعؿ األراضي المحيط بيا مف أكثر المناطؽ الزراعية ككانت بساتيف النخيؿ‬
‫(‪)4‬‬
‫في منطقة البصرة تمتد مف عبدسي إلى عبداف‪ ،‬عمى مسافة تتجاكز خمسيف فرسخا‪.‬‬
‫ككانت حدائؽ نير األبمو الذم يبمغ طكلو أربعة فراسخ جميمة كفسيحة فاعتبرت إحدل‬
‫(‪)5‬‬
‫جنات الدنيا‬
‫ج‪ .‬منطقة كاسط‪ :‬كانت تزكد بغداد مف محصكالتيا السنكية كتمدىا بالمؤف عندما يصيبيا‬
‫(‪)6‬‬
‫القحط‪.‬‬

‫‪ -1‬عالء مطر تايو‪ ،‬شفيقة نصيؼ جاسـ‪ ،‬محاضرة العصر العباسي المتأخر‪ ،‬كمية اآلداب‪ ،‬قسـ التاريخ‪2020 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ -2‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ -3‬عبد الكريـ عز الديف صادؽ‪ ،‬مناؿ محمد مطر‪ ،‬دراسة عف جغرافية كسكاف منطقة البطيحة_جنكب العراؽ‪ ،‬مجمة‬
‫التراث العممي العربي‪ ،‬عدد ‪2015 ،2‬ـ‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ -4‬فراسخ‪ :‬ىي كحدة قياسية تساكم ‪3‬أمياؿ كالميؿ يساكم ‪ 1609‬متر‪ .‬ىنتس فالتر‪ ،‬المكاييؿ كاألكزاف اإلسالمية كما‬
‫يعادليا في النظاـ المترم‪ ،‬ترجمة‪ :‬كامؿ العسمي‪ ،‬عماف‪ ،‬الجامعة األردنية‪1982 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -5‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪ -6‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫د‪ .‬منطقة السكاد‪ :‬تقع في إقميـ الجزيرة كتتكفر فييا المياه بشكؿ كبير ألنيا تتغدل مف‬
‫نيرم الدحمة كالفرات التي تـ مف منطقة الجزيرة الفراتية تعد مف أشير المناطؽ زمف‬
‫(‪)1‬‬
‫البكييييف‪.‬‬
‫ق‪ .‬منطقة المكصؿ كالجزيرة الفراتية‪ :‬كثرت الزراعة في ىذه المناطؽ كبالخصكص حكؿ‬
‫نيرم دجمة كالفرات كازدىرت الزراعة في بالد نصيبيف كرأس العيف كانت زراعتيا مرتكزة‬
‫حكؿ نير الخابكر كمدينة آمد التي تقع شرقي دجمة التي يكثر فييا الشجر كالزرع إضافة‬
‫إلى مدينتنا الرقة كالرافقة‪ ،‬أما المكصؿ كانت تسقييا أنيار عدة كنير زبيدة كتكثر بيا‬
‫(‪)2‬‬
‫زراعة الكركـ كالنخيؿ كالخضر‪.‬‬
‫‪-4‬أشهر المحاصيل الزراعية‪:‬‬
‫لقد تنكعت المحاصيؿ الزراعية زمف البكييييف فكانت كما يمي‪:‬‬
‫أ‪ .‬زراعة القمح والشعير ‪ :‬مف أىـ المحاصيؿ التي كانت تزرع الحنطة كالشعير إذ كانت‬
‫تكفر األمف الغذائي بالدرجة األكلى لمبالد كما زرعت ىذه المحاصيؿ عمى امتداد الدكلة‬
‫(‪)3‬‬
‫كمنطقة الجزيرة‬ ‫العراقية زمف البكييييف كمف أكثر المناطؽ التي زرعت بيا المكصؿ‬
‫ال فراتية العراقية باإلضافة إلى منطقة البطائح‪ ،‬كانت محاصيؿ ذات جكدة عالية في‬
‫(‪)4‬‬
‫لقد انتشرت زراعة القمح كالشعير في المناطؽ األكثر خصكبة كأكثر ح اررة‬ ‫اإلنتاج‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ككانت تزرع بشكؿ كبير فييـ‪.‬‬
‫ب‪ .‬زراعة التمور‪ :‬لقد اشتيرت العراؽ بزراعة التمكر‪ ،‬إذ ُعرؼ بمذاقو الطيب كجكدتو‬
‫العالية كأشكالو المختمفة‪ ،‬حيث تركزت زراعتو في منطقة البصرة ككنيا ذات ح اررة عالية‬
‫كمناخ صحراكم‪ ،‬كانتشرت كذلؾ في منطقة السكاد‪ ،‬حيث كانت ترتكز في بعض‬

‫‪ -1‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.142‬‬


‫‪ -2‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -3‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -4‬ابف حكقؿ‪ ،‬المسالؾ كالممالؾ‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪-5‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.120‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫المناطؽ العراقية عمى غرار األخرل‪ ،‬كيشير المقدسي إلى أف أنكاع التمكر في البصرة‬
‫(‪)1‬‬
‫كحدىا بمغ أربعيف نكعا‪.‬‬
‫ج‪ .‬زراعة الفواكه‪ :‬لقد تنكعت زراعة الفكاكو خالؿ العصر البكييي بشكؿ كبير في العراؽ‬
‫فكانت دار الخالفة كالبيكت ال تخمك مف الفكاكو ككانت الكركـ مف أشيرىا فتعددت‬
‫أنكاعيا ككثرت أصنافيا منيا الكرـ الرزاقي الذم أدخمو العرب إلى العراؽ مف الطائؼ‬
‫(‪)2‬‬
‫كمدينة حمكاف كسكار كالمكصؿ كسنجار كرأس العيف‬ ‫كمف مراكز زراعتيا عكب ار‬
‫(‪)3‬‬
‫كالجيزة كبغداد كدير العاقكؿ‬
‫كمف الفكاكو التي زرعت في عيد عضد الدكلة البرتقاؿ كالميمكف كمركز زراعتيا البصرة‬
‫(‪)4‬‬
‫كجزيرة ابف عمر‪ ،‬أما‬ ‫كالجزيرة‪ ،‬خاصة سنجار كبغداد‪ ،‬كذلؾ التيف الذم كاف يزرع بحمكاف‬
‫ُرماف سنجار فك اف لو شيرة خاصة‪ ،‬كخصص لمبطيخ سكؽ ببغداد تسمى دار البطيخ‪،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫إضافة إلى المشمش كالتفاح اإليجاص كالتكت كالمكز كالجكز‬
‫د‪ .‬زراعة الخضروات‪ :‬يقكـ الفالحيف بزراعة الخضركات في أكقات مناسبة مرتبطة بمناخ‬
‫البالد –كانت مكسمية‪ -‬مف بينيا الفاصكلياء كالبازيالء كالباذنجاف كالفجؿ كغيرىا‬

‫‪ -1‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.30‬‬


‫‪ -2‬عكبرا‪ :‬ىك اسـ بميدة مف نكاحي دجيؿ قرب صريعتي كأكانا بينيما كبيف بغداد عشرة فراسخ‪ ،‬طكؿ عب ار تسع كستكف‬
‫درجة كنصؼ كثمث درجة كعرضيا ثالث كثالثكف درجة كنصؼ‪ ،‬أطكؿ أنيارىا أربع عشرة درجة كنصؼ‪ ،‬الحمكم‪،‬‬
‫المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.142‬‬
‫‪ -3‬ابف حكقؿ‪ ،‬المسالؾ كالممالؾ‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ -4‬حمكاف‪ :‬تقع آخر حدكد السكاد‪ ،‬فيما يمي الجباؿ كىي بقرب الجبؿ كتسمى اليكـ بسربيمزىاب كتقع بالقرب مف شيرزكر‬
‫كخانقيف كىي مدينة سيمية فييا جباؿ تقع عمى سفح الجبؿ المطؿ عمى العراؽ ترجع تسميتيا إلى حمكاف بف عمراف بف‬
‫قضاعة الذم بناىا كسكف فييا مع قبيمتو‪ .‬كفاح إبراىيـ عباس ياس‪ ،‬حمكاف العراؽ كدكر عممائيا في الحضارة اإلسالمية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة ديالى‪2013 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.08‬‬
‫‪ -5‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.128‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫ق‪ .‬زراعة النباتات الطبيعية‪ :‬ىذا النكع ليس لمفالح دخؿ في نمكه ك زراعتو‪ ،‬إنما يخرج مف‬
‫األرض دكف زراعة كغالبا ما تككف مكسمية‪ ،‬كانتشرت في كؿ المدف الع ارقية مف بينيا‬
‫الينسكف كالخركع كالبابكنج كالخشخاش(‪.)1‬‬
‫ك‪ .‬زراعة الزيتون‪ :‬يزرع في شرقي النيركاف كجنكب بغداد كمدينة الرقة كسنجار كالرحبة‪.‬‬
‫ز‪ .‬زراعة قصب السكر‪ :‬انتشرت في المناطؽ عالية الح اررة كخاصة البصرة كالبطائح‪.‬‬
‫ح‪ .‬زراعة القطن‪ :‬كاف مف الحاصالت الميمة في العصر البكييي ككنو ذا أىمية إقتصادية‬
‫لمبالد‪ ،‬تركزت زراعتو في المناطؽ ذات المناخ الصحراكم كمنطقة حراف كراس العيف‬
‫(‪)2‬‬
‫ككذلؾ منطقتي البصرة كالسكاد‬
‫ط‪ .‬زراعة الحمضيات‪ :‬قاـ بنك بكيو عند دخكليـ إؿ بغداد بزراعة الحمضيات التي لـ تكف‬
‫قبؿ ظيكرىـ‪ ،‬جاءكا بيا مف بالد فارس ككزعكا زراعتيـ عمى كامؿ المناطؽ العراقية‬
‫ككانت ترتكز بشكؿ كبير في بغداد كالجزيرة الفراتية كيرجع زراعتيا في ىذه المناطؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫لكفرة المياه كخصكبة التربة‬
‫م‪ .‬زراعة السمسم‪ :‬اشتيرت زراعتو في تكريت كنصبيف كسنجار ككاسط ككاف ىذا‬
‫(‪)4‬‬
‫المنتكج يصدر إلى الخارج آنذاؾ‬
‫ؾ‪ .‬زراعة األرز‪ :‬تركزت زراعتو في المناطؽ المنخفضة عف سطح األرض ككنيا تحتاج‬
‫(‪)5‬‬
‫إلى درجة ح اررة عالية‪ ،‬ككاف يزرع األرز في مناطؽ غرب بغداد كالككفة‬
‫ؿ‪ .‬الرياحين واألزهار‪ :‬كالنرجس كالياسميف كالكرد الجكرم كمف أشير مراكزه البصرة‬
‫كالككفة ككاسط كبغداد(‪.)6‬‬

‫‪ -1‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.145‬‬


‫‪ -2‬محمد نكاؼ عبد ربو أبكست‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -3‬ابف األثير‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.343‬‬
‫‪ -4‬ابف حكقؿ‪ ،‬ابي القاسـ النصيبي‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪1992 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ -5‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪ -6‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫يعد العراؽ سيال فيضيا أىمية كبيرة في النشاط الزراعي كخاصة في العصر البكييي‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث ارتكز النظاـ االقتصادم البكىي عمى إي ارد األرض‬ ‫الذم امتدت مف ‪447/334‬ق‬
‫الزراعية ككنيا المصدر األساسي لخزينة الدكلة‪ ،‬فتحكـ األمراء البكىيكف في األرض كفي‬
‫تحديد أشكاؿ الممكيات في اإلطار الذم يخدـ مصالحيـ السياسية كيضمف ليـ مكاردىـ‬
‫الجبائية(‪ ، )2‬كما أف المحاصيؿ الزراعية مف حيث المنطقة الزراعية كاإلنتاج الزراعية كذلؾ‬
‫حسب متطمبات نمكىا(‪.)3‬‬
‫‪ .2‬التجارة وحركة األسواق‪:‬‬
‫لـ يظير مف األمراء البكييييف مف ييتـ بتحسيف أحكاؿ بالدىـ سكل عضد الدكلة‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف البكييييف إنشغمكا في المنازعات كالحركب‪ ،‬أما عضد الدكلة فقد إشتغؿ بالعمؿ عمى‬
‫(‪)4‬‬
‫أحكاؿ الزراعة كالتجارة كتشييد المساجد‪ ،‬كغيرىا مف‬ ‫نيضة بالده فعمؿ عمى تشجيع‬
‫(‪)5‬‬
‫المنشآت العامة‪ ،‬كأصمح القنكات كاآلبار‪ ،‬حيث أف البالد نعمت بالرخاء في أيامو‪.‬‬
‫نجد أف التجارة كاألسكاؽ إزدىرت في العراؽ كالمناطؽ األخرل في العصر البكييي‬
‫حيث حضيت التجارة بجانب كبير مف اإلىتماـ(‪ ،)6‬كقد كردت التجارة في القرآف الكريـ في‬
‫الكثير مف اآليات التي تحث عمييا منيا قكلو تعالى‪" :‬أكلئؾ الذيف أمنكا اشتركا الضاللة‬
‫(‪)7‬‬
‫باليدل فما ربحت تجارتيـ كما كانكا ميتديف‪".‬‬

‫‪ -1‬جياد جماؿ محمكد عمي‪ ،‬تطكر كضعية األرضفي العراؽ في العصر العباسي حتى نيائية العصر البكييي ‪-132‬‬
‫‪447‬ق‪1055-850/‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة عيف شمس‪2021 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ -2‬الحياة االقتصادية في العراؽ في العصر البكييي‪, http://www.atndom.com.inhdex.php5:30‬‬
‫‪25/05/2022, 1055-945/447-334‬‬
‫‪ -3‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ ‪،‬ص‪.145‬‬
‫‪ -4‬عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -5‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ -6‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.326‬‬
‫‪ -7‬سكرة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.16‬‬

‫‪93‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كقكلو تعالى‪" :‬يا أييا الذيف أمنكا ال تأكمكا أمكالكـ بينكـ بالباطؿ إال أف تككف تجرة عف‬
‫(‪)1‬‬
‫تراضي منكـ كال تقتمكا أنفسكـ إف ا﵀ كاف بكـ رحيما‪".‬‬
‫‪-1‬أنواع التجار‪:‬‬
‫كقد أشار أبك الفضؿ الدمشقي إلى ثالثة أنكاع مف التجار ىي‪:‬‬
‫أ‪ .‬التاجر الخزان‪ :‬يقكـ بشراء البضائع المختمفة كخزنيا إلى كقت فتميا أك عدـ تكافرىا‪،‬‬
‫كبالتالي إرتفاع أسعارىا‪ ،‬كيشترط أف يككف ىذا التاجر عمى إطالع تاـ بالبضائع‬
‫كأنكاعيا كأسعارىا‪ ،‬كاختالؼ ىذه األسعار مف منطقة إلى أخرل‪ ،‬كمدل تكفر األمف في‬
‫طرؽ نقؿ ىذه البضائع‪ ،‬كقد ال يككف ىذا التاجر بحاجة إلى السفر‪ ،‬إال أنو يجب أف‬
‫معا عمى أحكاؿ األسكاؽ‪ ،‬كما ينبغي أف يالحظ حالة البمد الذم يعيش فيو مف‬
‫يككف مطّ ن‬
‫(‪)2‬‬
‫حيث األمف‪ ،‬كالعدؿ كقكة الدكلة كضعفيا‪.‬‬
‫ب‪ .‬التاجر الركاض‪ :‬ينتقؿ ىذا التاجر بيف البمداف لإلطالع عمى أسعار البضائع كاختالفيا‬
‫مف منطقة إلى أخرل‪ ،‬مع مراعاة نفقات كصكؿ تمؾ البضائع مف بمد إلى آخر‪ ،‬كقد‬
‫يستعيف ىذا التاجر بالككالء في كؿ منطقة مف المناطؽ التجارية‪.‬‬
‫ج‪ .‬التاجر المجهر‪ :‬يسافر ىذا التاجر مف منطقة إلى أخرل‪ ،‬بؿ يككف عمى إتصاؿ مستمر‬
‫بالككالء المكجكديف في المناطؽ التجارية‪ ،‬حيث يقكـ ىؤالء الككالء بشراء البضائع‬
‫(‪)3‬‬
‫كالسمع المختمفة كارساليا إليو‪.‬‬
‫‪-2‬التجارة وطرقها الداخمية والخارجية زمن البويهيين‪:‬‬
‫إنقسمت التجارة في عيد البكييييف إلى داخمية كخارجية كما يمي‪:‬‬

‫‪ -1‬سكرة النساء‪ ،‬اآلية ‪.29‬‬


‫‪ -2‬الدمشقي‪ ،‬أبك الفضؿ بف عمي‪ ،‬اإلشارة إلى محاسف التجارة كغشكش المدلسيف فييا‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪1999،‬ـ‪ ،‬ص‬
‫‪ 63‬ك‪.66‬‬
‫‪ -3‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.126‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫أ‪ .‬التجارة الداخمية‪ :‬يقصد بيا التجارة داخؿ حدكد الدكلة‪ ،‬كتتركز التجارة الداخمية في‬
‫األسكاؽ التي كانت في العراؽ زمف البكييييف ككانت تبنى كفؽ نظاـ ىندسي معيف‪ ،‬مف‬
‫خالؿ صفيا في مكاف كاحد‪ ،‬كتنكع المنتكجات التجارية داخؿ ىذا السكؽ‪ ،‬فقد شيد‬
‫األمراء البكييييف العديد مف األسكاؽ التجارية داخؿ البالد‪ .‬كمف أشير المدف العراقية‬
‫(‪)1‬‬
‫التي إنتشرت فييا األسكاؽ‬
‫تتمتع العراؽ بمكقع متكسط بيف بالد الشاـ كمصر كشبو الجزيرة العربية كبالد الركـ كاألقاليـ‬
‫(‪)2‬‬
‫الشرقية كاتبعت الخالفة حرية التجارة فمـ يضعكا قيكدا أماـ التجار كمف بينيـ‪:‬‬
‫مركز تجاريا كبيرا‪ ،‬فيي المركز الرئيسي‬
‫نا‬ ‫‪ ‬بغداد‪ :‬أصبحت بغداد في العصكر العباسية‬
‫لتجارة العراؽ الداخمية كالخارجية يقصدىا التجار مف جميع أنحاء العالـ‪ )3( .‬ككنيا تقع‬
‫عمى طرؽ تجارية ىامة تنكعت ىذه الطرؽ‪ ،‬مف طرؽ برية كبحرية‪ ،‬ككذلؾ تنكعت‬
‫األسكاؽ البغدادية بالمنتكجات العالمية الداخمية كالخارجية‪ ،‬كضمت العديد مف األسكاؽ‪،‬‬
‫أصحاب الميف‪ ،‬كالصناعات كغيرىا‪ ،‬أيضا مف أسكاؽ بغداد السكؽ الذم يقع عمى نير‬
‫عمي بف عيسى كسكؽ الشاـ‪ ،‬كسمي بسكؽ الشاـ ألف المتكجات تأتي مف بالد الشاـ‪،‬‬
‫كذلؾ يقع السكؽ في طريؽ الشاـ‪ ،‬كسكؽ خرساف أيضا مف أسكاؽ بغداد(‪ )4‬يقع عمى‬
‫الطريؽ المؤدية إلى بالد خرساف‪ ،‬ككاف ىذا السكؽ يعج بالزبائف كالتجار مف بالد‬
‫خرساف الذيف برعكا في صناعة األقمشة كالثياب‪ ،‬ىناؾ العديد مف أسماء أسكاؽ داخؿ‬
‫مدف بغداد منيا سكؽ الطيكر التي تباع فيو جميع أنكاع الطيكر عمى إختالؼ مناطقيا‬
‫(‪)5‬‬
‫داخؿ األسكاؽ‪ ،‬ككانت تأتي مف كؿ‬ ‫كسكؽ الطيب أم العطكر التي كانت منتشرة‬

‫‪ -1‬الركذاركم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.137‬‬


‫‪ -2‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -3‬ابف تغرم بردم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.146‬‬
‫‪ -4‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫‪ -5‬اليعقكبي‪ ،‬أبك العباس أحمد بف إسحاؽ ابف جعفر بف كىب بف كاضح‪ ،‬البمداف‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أميف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العالمية‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.246‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫كسكؽ‬ ‫حدبك صكب‪ ،‬كسكؽ الخض اركات الذم يباع فيو جميع أنكاع الخض اركات‪.‬‬
‫الحداديف الذيف يعممكف في مجاؿ صقؿ حديد البيكت كغيرىا كسكؽ الفكاكو‪ ،‬كأطمؽ عميو‬
‫أيضا سكؽ البطيخ‪ ،‬كسكؽ القطف‪ ،‬كسكؽ النجاريف الذيف يصنعكف مف الخشب أشكاؿ‬
‫مف الديككرات كغير ذلؾ مف أسكاؽ(‪ )2‬بشكؿ عاـ إىتـ البكييييف في تشييد كبناء األسكاؽ‬
‫(‪)3‬‬
‫التجارية‪.‬‬
‫كذكر ياقكت الحمكم بعض أسكاؽ بغداد كمحالتيا مثؿ "التستريكف" التي تصنع بيا‬
‫الثياب‪ ،‬كما كصؼ بغداد كعماراتيا كأسكاقيا الرحالة المغربي ابف السعيد إذ ذكر كثرة ىذه‬
‫األسكاؽ في بغداد‪ ،‬كاستمرت إلى القرف الثامف لميجرة الرابع عشر لمميالد ككاف أعظـ‬
‫أسكاقيا سكؽ الثالثاء‪ ،‬فضال عف سكؽ عبد الكاحد كسكؽ العطش كسكؽ يحي‪ ،‬كسكؽ‬
‫(‪)4‬‬
‫كسط بغداد‪ ،‬كتباع فيو األزىار كالعطكر كالفكاكو كسكؽ القطاريف‪ ،‬كسكؽ‬ ‫الريحانيف‬
‫(‪)5‬‬
‫كبعض‬ ‫ال اززييف‪ ،‬كسكؽ الخشب‪ ،‬كسكؽ الخيؿ‪ ،‬كسكؽ الصفاريف‪ ،‬كسكؽ الدباغيف‪.‬‬
‫األسكاؽ كانت تسمى بأسماء مثؿ سكؽ العميد ك سكؽ السمطاف أك يككف السكؽ بإسـ المكاف‬
‫(‪)6‬‬
‫كتـ كصؼ بغداد بجانبييا الشرقي كالغربي‪ ،‬كقالكا بأف الجية الشرقية‬ ‫مثؿ سكؽ القنطرة‪،‬‬
‫منيا أسكاؽ عامرة كمرتبة بشكؿ جميؿ ككانت ىذه األسكاؽ تحت رقابة إشرافية يقكـ بيا‬
‫مكظؼ مف الدكلة‪ ،‬كيسمى ىذا المكظؼ باسـ السكؽ الذم يشرؼ عميو‪ ،‬مثؿ سكؽ الطيكر‪،‬‬
‫يسمى صاحب سكؽ الطيكر كىكذا يككف المكظؼ متخصصا في المجاؿ الذم يشرؼ‬
‫(‪)7‬‬
‫عميو‪.‬‬

‫‪ -1‬الصابئ‪ ،‬تاريخ الكزراء أك تحفة األمراء في تاريخ الكزراء‪ ،‬ص‪.177‬‬


‫‪ -2‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.404‬‬
‫‪ -3‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.281‬‬
‫‪ -4‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.440‬‬
‫‪ -5‬ابف حكقؿ‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ -6‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ -7‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.324‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫مدينة البصرة‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫يعد مكقع البصرة مف المكاقع األكثر أىمية مف حيث كقكعيا عمى طريؽ تجارية ىامة‪،‬‬
‫ككذلؾ انتشرت فييا مجمكعة مف األسكاؽ‪ ،‬منيا سكؽ الكال‪ ،‬يقصد بو سكؽ األعشاب‪،‬‬
‫كسكؽ الكبير‪ ،‬كسمي بالكبير نسبة إلى مساحتو الكبيرة ‪،‬أيضا مف األسكاؽ سكؽ المريد الذم‬
‫يقع عند باب البصرة الغربي مف جية الصحراء ككاف ىذا السكؽ مف األسكاؽ التي تعج بو‬
‫القبائؿ البدكية‪ ،‬داخؿ العراؽ‪ ،‬ككانت منتجاتو كمبيعاتو متنكعة مثؿ جميع أنكاع األسمحة‬
‫زمف البكىييف‪ ،‬ككذلؾ الغنـ كالجماؿ‪ ،‬ككذلؾ بيع جميع أنكاع التمكر‪ ،‬كقد كانت أىمية‬
‫البصرة تكمف ككنيا يكجد بيا ميناء بحرم‪ ،‬كانت تحدد الضريبة السكقية داخؿ األسكاؽ مثؿ‬
‫ضريبة الغنمة الكاحدة كانت أربعة دراىمك ىكذا حدد جميع الضرائب السكقية ألسكاؽ البصرة‬
‫(‪)1‬‬
‫زمنيـ‪.‬‬
‫كيمكف القكؿ أف التجارة زمف البكىييف كانت كفؽ أنظمة معينة كانت تكضع داخؿ‬
‫األسكاؽ الداخمية‪ ،‬حيث كانت منتشرة في جميع مدف العراؽ دكف إستثناء أيضا إىتمكا في‬
‫ترميـ األسكاؽ‪ ،‬خاصة التي تعرضت لمحرائؽ‪ ،‬مف خالؿ تقديـ المساعدات المالية‬
‫(‪)2‬‬
‫لممتضرريف‪ ،‬كذلؾ تنظيـ أسكاؽ مركزية كغيرىا مف األمكر األخرل‬
‫‪ ‬مدينة الكوفة‪:‬‬
‫تقع مدينة الككفة إلى الغرب مف العراؽ‪ ،‬نجد أف البكييييف إىتمكا في أسكاؽ الككفة‬
‫إ ىتماما كبي ار مف خالؿ تنظيـ عمميات البيع كالشراء كفؽ نظاـ معيف داخؿ األسكاؽ ككذلؾ‬
‫كضعكا نظاـ ضريب ي محدد عمى جميع سمع األسكاؽ‪ ،‬حيث أنيا كانت مف األسكاؽ ضمف‬
‫المناطؽ التي تحظ بأىمية تجارية‪ ،‬مف حيث أنيا كانت تضـ مجمكعة كبيرة مف األسكاؽ‬
‫المتنكعة‪ ،‬التي تنكعت ب يا السمع التجارية‪ .‬فكاف ىناؾ عدة أسكاؽ مثؿ سكؽ الحداديف كسكؽ‬

‫‪ -1‬اليعقكبي‪ ،‬البمداف‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.323‬‬


‫‪ -2‬عبد العزيز الدكرم‪ ،‬تاريخ الحضارة اإلسالمية في المشرؽ في عيد نفكذ االتراؾ إلى منتصؼ القرف الخامس اليجرم‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪.138‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الغنـ‪ ،‬سكؽ الصيارفة أم تحكيؿ العمالت المتداكلة بيف األقاليـ زمف البكييييف‪ ،‬ككانت ليا‬
‫سكقاف مركزياف في كؿ أسبكع يكمي األحد كالجمعة‪ ،‬حيث يضـ ىذيف السكقيف منتجات‬
‫(‪)1‬‬
‫جميع األقاليـ الداخمية كالخارجية كيأتي ليا التجار مف جميع المدف‪.‬‬
‫‪ ‬مدينة الموصل‪:‬‬
‫كانت أسكاقيا تتخصص في بعض المنتجات المعينة كىذا ما يميزىا‪ ،‬حيث كانت‬
‫شبيية بأسكاؽ بغداد مف حيث عدد األسكاؽ(‪)2‬كمف حيث كميات البضائع المعركضة تقع‬
‫عمى طرؽ تجارية متنكعة مف جميع الجيات‪ ،‬تتميز باألسكاؽ التجارية‪ ،‬فكاف سكؽ األحد‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كسكؽ األربعاء مف أسكاؽ المكصؿ ‪ ،‬فقد عممكا عمى تطكير الحياة التجارية داخؿ المدينة‪.‬‬
‫ب‪ .‬التجارة الخارجية‪:‬‬
‫ىي التجارة التي تككف خارج حدكد البالد‪ ،‬كتنقسـ التجارة الخارجية إلى قسميف‪ :‬تجارة بحرية‬
‫أم عف طريؽ البحر‪ ،‬تجارة برية عف طريؽ البر كىـ كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬التجارة البرية‪:‬‬
‫لقد كانت التجارة البرية ليا دكر كبير في تطكير الحياة التجارية ككذلؾ إىتـ البكييييف‬
‫في ىذا النكع مف التجارة‪ ،‬ألنو يعمؿ عمى ربط األقاليـ كالعالـ الخارجي بالدكلة البكييية‪ .‬كفؽ‬
‫منظكمة تجارية متصمة‪ ،‬كلذلؾ عممكا عمى اإلىتماـ في ىذه التجارة مف خالؿ كضع طرؽ‬
‫تجارية متعارؼ عمييا بيف األقاليـ ككذلؾ كضع مكظفيف يعممكف عمى ىذه الطرؽ يسمكف‬
‫(‪) 4‬‬
‫_األدالء _أم الذيف يدلكف الناس عمى الطرؽ كالمسالؾ‬
‫كما يخص كسائؿ التنقؿ في الطرؽ التجارية البرية‪ ،‬ككانت متنكعة منيا ما كاف عمى‬
‫جدا‪ ،‬أك ع ف طريؽ الحمير كالخيكؿ كالبغاؿ كغير ذلؾ مف‬
‫الجماؿ التي تقطع مسافات كبيرة ن‬

‫‪ -1‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.135‬‬


‫‪ -2‬ابف حكقؿ ‪،‬صكرة األرض‪ ،‬ص‪.214‬‬
‫‪-3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬ج‪ ،5‬ص‪.449‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كسائؿ النقؿ البدائي كذلؾ ظير في العراؽ مركز تجارم برم عمؿ عمى ربط بالد العراؽ‬
‫جنكبا ككذلؾ‬
‫بالعالـ الخارجي مثؿ بالد خرساف شماالن كبالد الشاـ غرنبا كبالد الجزيرة العربية ن‬
‫(‪)1‬‬
‫بالد مصر كشماؿ إفريقيا‪.‬‬
‫ككجو عضد الدكلة عناية إلى حماية الطرؽ التجارية‪ ،‬البرية في العراؽ مف عبث‬
‫المفسديف كبذؿ جيكد في سبيؿ إنتساب األمف‪ ،‬كالطمأنينة‪ ،‬كقطع إبر المصكص‪ ،‬كحفظ‬
‫الطرؽ مف كؿ عابث‪ ،‬فعيف حراس يتناكبكف العمؿ ليؿ كنيار‪ ،‬كبذؿ ليـ العطاء كالسخاء‬
‫كطمب منيـ أف يتبعكا المفسديف‪ ،‬كقاـ بإصالح الجسكر التي كانت ضيقة‪ ،‬كتزاحـ الناس‬
‫عمييا‪ ،‬كقاـ بتكسيعيا حتى أصبحت كالشكارع الفسيحة‪ ،‬حيث أنفؽ عمييا األمكاؿ الطائمة‪،‬‬
‫كذلؾ مف أجؿ تسييؿ السفر كالتنقؿ‪ ،‬لذلؾ كاف يسكد الطرؽ التجارية في عيده األمف‬
‫كاإلستقرار‪ ،‬كما إف تكلى الحكـ سنة ‪367‬ق‪977/‬ـ حتى حمى البالد مف كؿ مفسد‪ ،‬حفظ‬
‫(‪)2‬‬
‫الطرؽ مف كؿ عابث‪ ،‬حتى ىابو الحكاضر كالبكادم‪.‬‬
‫‪ ‬التجارة البحرية‪ :‬ىي التي تتـ داخؿ الممرات المائية سكاء كانت بحرية أك نيرية كلقد‬
‫كبير في التجارة بشكؿ عاـ مف خالؿ عمميات التبادؿ‬
‫دكر نا‬
‫بمغت التجارة البحرية‪ ،‬نا‬
‫التجارم مع العالـ الخارجي مثؿ‪ :‬بالد الشاـ في الغرب كمنطقة اليند في الشرؽ‪ ،‬المتاف‬
‫تقعاف عمى طرؽ بحرية تصؿ إلى العراؽ عبر البحار كالمحيطات ك قد إزدىرت الحركة‬
‫التجارية البحرية في عيد عضد الدكلة‪ ،‬بيف بالد العراؽ كاليند ككاف مف آثار إزدىار‬
‫العالقات التجارية تبيف بالد العراؽ كاليند في عيد عضد الدكلة أف إزدىرت كؿ منيا‬
‫(‪)2‬‬
‫المراكز التجارية‪ ،‬كمنيا البصرة(‪ ،)3‬كمدينة الدبيؿ(‪ ،)4‬كمدينة المنصكرة(‪ )1‬كالممتاف‪.‬‬

‫‪ -1‬الركذراكرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.36‬‬


‫‪ -2‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.485‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪..487‬‬
‫‪ -4‬الدبيؿ ‪:‬ىي إحدل مدف إقميـ السد تقع شرؽ نير ميراف عمى البحر كتعتمد في حياتيا عمى التجارة كىي قميمة الزراعة‪.‬‬
‫صادؽ أحمد جكدة‪ ،‬مدينة المنصكرية في ظؿ الدكلة اليبارية بالسند‪416 _240‬ق‪1025_855/‬ـ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار أمية ‪،‬ط‪،1‬‬
‫ص‪.8‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كمف أىـ الطرؽ البحرية في العراؽ في عيد عضد الدكلة الطريؽ الغربي مف البصرة نحك‬
‫البحر األحمر كالطريؽ الشرقي في البصرة إلى اليند كالصيف كالطريؽ البحرم مف البصرة‬
‫إلى الخميج العربي‪ )3(،‬كأما عف كسائؿ التجارة البحرية فكانت تقكـ عمى السفف البحرية التي‬
‫تنقؿ البضائع كالتجار مف مكاف إلى آخر عبر البحار كالمحيطات كاألنيار(‪ ،)4‬كيتضح أف‬
‫الطرؽ التجارية البحرية في العراؽ كانت مطمقيا مدينة البصرة عبر ىذا الميناء كذلؾ إىتـ‬
‫الب كيييكف في تطكير الطرؽ التجارية البحرية لما ليا مف مردكد تجارم كبير عمى البالد‬
‫كاقتصادىا كذلؾ يساعد في عمميات التصدير كاإلستيراد‪ ،‬كما نجد المكاصالت البحرية أنسب‬
‫مف المكاصالت البرية كأسرع في أكثر األحياف كمف أىـ الطرؽ التجارية في الدكلة‬
‫(‪)5‬‬
‫ىي‪:‬‬ ‫البكييية‪.‬‬
‫كتحديدا في‬
‫ن‬ ‫‪ -‬طرق داخمية‪ :‬تركزت ىذه الطرؽ في الجيات الشمالية كالجنكبية مف العراؽ‬
‫كؿ مدف بغداد كالبصرة‪ ،‬حتى أف ىناؾ طريؽ مف جية الجنكب مف البصرة تربط مدينتي‬
‫بغداد كالبصرة مف داخؿ(‪ .)6‬ككذلؾ ىناؾ طريؽ مف جية الشماؿ عممت عمى ربط‬
‫مدينة بغداد بمدينة المكصؿ‪ ،‬كبشكؿ عاـ ارتبطت مدينة بغداد بجميع الطرؽ الداخمية‬
‫(‪)7‬‬
‫المؤدية إلى جميع المدف العراقية‬
‫‪ -‬طرق خارجية‪ :‬مف المعركؼ سابقا أف العراؽ إرتبطت بالعالـ الخارجي مف خالؿ التجارة‬
‫التي كانت تمر مف طرؽ كممرات تجارية معركفة بيف العالـ الخارجي فكانت طرؽ‬
‫التجارة متعددة منيا‪ ،‬ما كاف باتجاه الشرؽ نحك اليند كالسند كىكذا ككانت العراؽ‬

‫‪-1‬المنصكرة‪ :‬ىي إحدل مقاطعات بالد السند بنيت ىذه المدينة زمف األمكييف‪ ،‬بناىا األمير محمد بف قاسـ الذارية‪ .‬المرجع‬
‫نفسو‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪-2‬الممتانػ‪ :‬كىك إحدل إقميـ السند عمى نير ميراف‪ .‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪ -3‬اإلصطرخي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ -4‬مسككيو‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.449‬‬
‫‪ -5‬اليعقكبي‪ ،‬البمداف‪ ،‬ص‪.234‬‬
‫‪ -6‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.135‬‬
‫‪ -7‬الكرذراكرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫مرتبطة بالعالـ الخارجي عبر طريؽ برية ربطت العراؽ بفارس كخراساف‪ ،‬ككذلؾ طريؽ‬
‫(‪)2‬‬
‫برية(‪)1‬تجارية بيف البيزنطييف كالبكييييف‪.‬‬
‫‪-3‬الصادرات والواردات وأهم منتجاتها زمن البويهيين‪:‬‬
‫أ‪ .‬الصادرات‪ :‬ىي البضائع التي تصدر خارج إلى الدكؿ المجاكرة‪ ،‬كلقد كانت العراؽ زمف‬
‫البكييييف تصدر العديد مف المنتكجات التي تنتجيا المدف العراقية إلى الخارج عبر‬
‫الممرات الخارجية‪ ،‬كقد تنكعت المنتكجات التي تصدرىا العراؽ مف بغداد األقمشة‬
‫القطنية‪ ،‬كالمنسكجات الحريرية كخاصة المناديؿ كاألرز كالعمائـ‪ ،‬كالخزؼ كاألدكات‬
‫(‪)3‬‬
‫الزجاجية كالدىكف‪ ،‬كالمعاجيف كاألدكية‪.‬‬
‫كمف البصرة التمكر بكميات كبيرة ‪ ،‬كماء الكرد‪ ،‬كالبنفسج كالحناء ككذلؾ مدينة‬
‫المكصؿ إشتيرت في صناعة الستائر‪ ،‬كزراعة القمح كالشعير التي تصدرىا إلى‬
‫الخارج(‪)4‬كاقميـ الجزيرة الفراتية الذم كاف يصدر الفكاكو المجففة مثؿ اليقطيف كالزبيب أم‬
‫(‪)5‬‬
‫كالككفة التي تصدر التمكر‪ ،‬كمناديؿ الخز الككفية كالدىكف الحيكانية‬ ‫العنب المجفؼ‪.‬‬
‫كيتضح مف ذلؾ أف الصادرات التي تصدرىا العراؽ‪ ،‬كانت متنكعة مف حيث المنتجات‬
‫ككذلؾ مف حيث المدف التي كانت ليا نصيب في عمميات التبادؿ التجارم مف خالؿ تصدير‬
‫فكا نت العراؽ تصدر المنتكجات المصنفة داخؿ منيا ككذلؾ تصدر محايؿ المدف الزراعية‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ ال حظنا أف مدف العراؽ كانت تصدر كميات كبيرة مف التمكر التي‬
‫(‪)6‬‬
‫إشتيرت بيا أغمب مدف العراؽ‪.‬‬

‫‪ -1‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.134‬‬


‫‪ -2‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.99‬‬
‫‪ -3‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫‪ -4‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪127‬ك ‪.140‬‬
‫‪ -5‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪-6‬اإلصطرخي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.240‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫ب‪ .‬الواردات‪ :‬لقد كانت العراؽ زمف البكييييف‪ ،‬تكرد ليا العديد مف المنتكجات الخارجية‬
‫عبر ممرات تجارية متعارؼ عمييا بيف الدكؿ كاألقاليـ المجاكرة‪)1(.‬فنجد أف كاردات‬
‫العراؽ في عيد عضد الدكلة‪ ،‬فكاف يرد إليو بضائع كثيرة كمتنكعة مف بمداف متعددة مف‬
‫بالد الركـ األسمحة كالسيكؼ كالذركع كالذىب كالفضة كالدىكف كالعقاقير كالجكارم‬
‫كالثياب الكتانية‪ ،‬كالبسط كالتي كاف الكثير منيا تنقؿ كيدايا مف قياصرة الركـ إلى عضد‬
‫الدكلة‪)2(.‬مف إيراف البسط‪ ،‬كالطنافس كالسجاد‪ ،‬كثياب الكتاف كثياب الرقاؽ كالطيالسة مف‬
‫الحرؼ كالثياب المكشبة كاإلبريـ الجيد‪ ،‬كالقالنس(‪ ،)3‬كالفكاكو مف تفاح كخكخ كزبيب‬
‫كسفرجؿ ككمثرل كالشراب كماء الكرد‪ ،‬كالعاجف‪ ،‬كدىف الياسميف كالكحؿ كالزعفراف‪،‬‬
‫كالزمرد كالسكر‪)4(.‬مف بالد كراء النير‪ ،‬القطف كالمنسكجات الحريرم‪ ،‬كالمالبس الصكفية‬
‫الصكفية كفرك النمكر كالسناجب كالفنؾ‪ ،‬كجمكد النمكر‪ ،‬كالصندؿ األبيض‪ ،‬كاألنبكس‬
‫(‪)5‬‬
‫كجكز اليند كالفيمة‪ ،‬كالرماح كالقطيفة‪.‬‬
‫كمف الصيف الحرير كالثياب الحريرية‪ ،‬كالديباج كالجكارم كالعقاقير كاألقفاؿ كأكاني‬
‫(‪)6‬‬
‫الذىب كالفضة كغيرىا‪.‬‬
‫كمف الجزيرة العربية‪ ،‬الخيؿ العراب‪ ،‬كنجائب اإلبؿ كاألدـ كاألحذية كمف شماؿ إفريقيا‪،‬‬
‫النمكر كالقركد كالنسكر كالسنجاب كالرقيؽ كالجكارم كالسيكؼ كالبغاؿ كالقراطيس‬
‫كالحمير‪.‬كمف األندلس أجكد النحاس كالزئبؽ(‪ ،)7‬كالبر كاألقمشة القطنية كالجكارم كمف مصر‬

‫‪ -1‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.139‬‬


‫‪-2‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ -3‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.377‬‬
‫‪ -4‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.140‬‬
‫‪-5‬الجاحظ‪ ،‬أبي عثماف عمرك بف بحر‪ ،‬كتاب التبصر بالتجارة في كصؼ ما يستظرؼ في البمداف مف األمتعة الرفيعة‬
‫كاألعالؽ النفيسة كالجكاىر الثمينة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬ط‪1931 ،1‬ـ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪-6‬الثعالبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪..428‬‬
‫‪-7‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.367‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫مصر النسيج القطني المشيكر بالدكؽ(‪)1‬كالثياب مف مختمؼ األنكاع كالمنسكجات الصكفية‬


‫(‪)2‬‬
‫كدىف البمساف كالبغاؿ كغيرىا‪.‬‬
‫ف التجارة عند البكييييف كانت ليا مكانة عند بعض األمراء الذيف برعكا في تطكير البنية‬
‫التجارية مف خالؿ تحقيؽ األمف كاإلستقرار داخؿ الطرؽ التجارية كذلؾ بعد القضاء عمى‬
‫القبائؿ المتمردة التي كاف ليا تاريخ في عمميات القرصنة كالسطك عمى التجارة العراقية مف‬
‫(‪)3‬‬
‫العباسييف‪ ،‬كذلؾ بداية مف الدكلة البكييية‪.‬‬
‫‪ .3‬الصناعة والحرف‪:‬‬
‫عنى األمراء البكييييف‪ ،‬عناية كبيرة بالصناعات‪ ،‬حيث عممكا عمى تشجيعيا كازدىارىا‬
‫ألنيا مكرد مف مكارد الثركة‪ ،‬كتمثمت تمؾ العناية بإقامة مراكز صناعية مختمفة في الكثير مف‬
‫المدف العراقية‪ ،‬حيث إزدىرت معظـ الصناعات‪ ،‬خالؿ تمؾ الفترة مما أدل إلى تسكيؽ‬
‫إنتاجيا في البالد المجاكرة كقد إرتبط ذلؾ بمدل قدرة البكييييف الدفاعية كحمايتيـ لخطكط‬
‫التجارة‪ ،‬كىك ما تـ تطبيقو بأحكاـ في المراحؿ األكلى مف حكميـ لمعراؽ‪ ،‬غير أنيـ لـ يقككا‬
‫عمى اإلستمرار في ظؿ المتغيرات الداخمية كالخارجية ك التي أسفرت مف إىتزاز كضعيـ‬
‫اإلقتصادم‪ .‬ككاف لألمراء البكييييف الدكر الممحكظ كالميـ في تطكيرىا كانشاء صناعات‬
‫جديدة‪ ،‬كشجعيـ عمى ذلؾ تكفر المكاد األكلية لمخدمات الصناعية المختمفة مف زراعية‬
‫كحيكانية كنباتية كالتي دفعت السكاف لمقياـ بالعديد مف الصناعات ‪ ،‬ككاف مف أبرزىا‬
‫الصناعات النسيجية التي نشرت في مختمؼ أقاليـ العالـ‪ ،‬كذلؾ مف أبرز الصناعات الحرفية‬

‫‪-1‬الجاحظ‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪27‬ك‪.29‬‬


‫‪-2‬الثعالبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.423‬‬
‫‪http://www.ahnodon.cominder-php6-3‬الحياة االقتصادية في العراؽ في العصر البكييي ‪447-334‬ق‪-945/‬‬
‫‪447‬ق‪1055-945/‬ـ ‪.6:30 ،2022/05/25 ،‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫التي عرفيا العراؽ في الفترة البكييية السجاد كالستكر‪ ،‬كالخزؼ ‪ ،‬الزجاج كاألسمحة‪ ،‬الدىكف‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الكرؽ كالصابكف كغيرىا‪.‬‬

‫‪-1‬الحرف‪:‬‬
‫نشأت الحرؼ في بغداد بعد أف أصبحت عاصمة لمخالفة العباسية كاىتمت الدكلة‬
‫كبير كعممت عمى تشجيعيا كتقدميا‪ ،‬حيث ظير أصحاب الحرؼ‬
‫اإلسالمية بالحرؼ إىتماما نا‬
‫(‪)2‬‬
‫كالصناع‪ ،‬زمف العباسييف‪.‬‬
‫ميما في الحياة اإلقتصادية‪ ،‬ككاف أكؿ درجاتيا المبتدأ‬
‫دكر ن‬
‫كلعب الحرفيكف كالصناع ا‬
‫الذم يدخؿ الصنؼ أكؿ مرة ثـ الخميفة الذم يككف في المرتبة الثانية‪ ،‬ثـ األستاذ كأخي ار‬
‫الرئيس كاذ تعمـ الصبي صنعة أبيو كجده فإنو كما يرل أخكاف الصفا يككف حاذقنا‪ ،‬برز مف‬
‫(‪)3‬‬
‫صفكؼ أىؿ الميف رجاؿ إشتيركا في مجاؿ السياسة مثؿ ابف ىبيرة الذم أصبح كز نيرا‪.‬‬
‫‪-2‬أهم وأشهر الصناعات العراقية من البويهيين‪:‬‬
‫إ رتبط ظيكر الصناعات في العالـ بتكفر المكاد الخاـ‪ .‬فنجد الصناعات المختمفة فكانت‬
‫العراؽ فيي ا العديد مف المكاد الخاـ سكاء في الزراعة أك المعادف أك الحيكانات‪ ،‬كالحديث عف‬
‫الصناعات في العراؽ زمف البكييييف يحتاج إلى العديد مف الدراسات ككف أف الصناعات‬

‫‪ -1‬الحياة االقتصادية في العراؽ في العصر البكييي‪447-334 ،‬ق‪1055-945/‬ـ‪21:30 ،2022/05/25 ،‬‬


‫‪http;\www. Abnodin.com. indev- phpb.‬‬
‫‪ -2‬فايزة حجازم‪ ،‬أىؿ الميف كالحرؼ كالصنائع في بغداد في العصر البكييي‪447-334،‬ق‪1055-945 /‬ـ‪ ،‬مجمة‬
‫المنارة‪ ،‬مجمد ‪ ،22‬عدد‪ ،2016 ،1‬ص‪.13‬‬
‫‪ -3‬خميؿ حسف الزركاني‪ ،‬الصناعة في بغداد في الفترة‪334‬ق_‪935‬ـ‪555/‬ق_‪1160‬ـ‪،‬مجمة التراث العممي العربي‪،‬‬
‫عدد‪2015 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.98‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كاف ليا دكر كبير في تطكير البنية التجارية مف خالؿ عمميات التبادؿ التجارم‪ ،‬ككانت‬
‫العديد مف الصناعات التي تضع بشكؿ كبير داخؿ العراؽ‪ ،‬كتصدر إلى الخارج‪ ،‬كفؽ عممية‬
‫(‪)1‬‬
‫تبادلية تجارية كىنا نستعرض بعض النماذج مف الصناعات العراقية زمف البكييييف‪.‬‬
‫أ‪ .‬صناعة األرحاء" الطواحين"‪:‬إىتـ عضد الدكلة بيذه الحرفة حتى أنو كاف لو أرحاء كثيرة‬
‫كبير في صناعة الطكاحيف‬
‫دكر نا‬
‫بالزبيدية بالقرب مف نير عيسى‪ ،‬حيث كاف البكيييكف نا‬
‫(‪)2‬‬
‫بشكؿ كبير داخؿ العراؽ‪ ،‬الذم يتـ طحف الحبكب فييا مثؿ القمح كالشعير كغيره‪.‬‬
‫ب‪ .‬صناعة األسمحة‪ :‬إزدىرت صناعة األسمحة في زمف عضد الدكلة‪ ،‬بسبب أنو أفرد دار‬
‫(‪،)4‬‬
‫لصناعتيا ضمف خزانة السالح(‪،)3‬كلكفرة المعادف التي كاف يستكردىا لمعراؽ‬
‫(‪)5‬‬
‫كتعددت مراكز صناعة السالح في عيده‪ ،‬نذكر منيا بغداد كالمكصؿ كالككفة‪.‬‬
‫ج‪ .‬صناعة السجاد‪ :‬إزدىرت صناعة السجاد في بعض مدف العراؽ درجة عالية في‬
‫اإلزدىار إذا كانت الزخارؼ البديعية كاألشكاؿ اليندسية‪ ،‬تحمي قطع السجاد‪ ،‬كازدىرت‬
‫كذلؾ بسبب تكفر المكاد الخاـ بالمكاف كالحرير كالصكؼ كلذلؾ بمغت ذركتيا الفف‬
‫كالجماؿ‪ ،‬كمف أشير أنكاع السجاد في العيد البكييي‪ ،‬السجاد العضدم‪ ،‬كعرؼ بذلؾ‬
‫نسبة إلى عضد الدكلة الذم أنشأ الحكانيت الخاصة لصناعتيا‪ ،‬كمف مراكز صناعة‬
‫(‪)6‬‬
‫السجاد في عيده الحيرة ككاسط كميساف‪.‬‬
‫د‪ .‬صناعة ماء الورد‪ :‬كىذه الصناعة زمنيـ تـ إستحدثيا زمف البكييييف‪ ،‬الذيف إحتكركا‬
‫ىذه الصناعة ليـ مف خالؿ بناء مصانع ليا تقكـ بصناعة ماء الكرد الذم كاف لو‬

‫‪ -1‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪،‬ج‪ ،14‬ص‪.292‬‬


‫‪ -2‬الحمكم‪ ،‬معجـ البمداف‪،‬ج‪ ،4‬ص‪.301‬‬
‫‪ -3‬الركذراكرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.48‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -5‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ -6‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ اإلقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.105‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫مردكد مالي جيد كانتشرت صناعة ماء الكرد في المدف العراقية‪ ،‬إال أنو عضد الدكلة‬
‫(‪)1‬‬
‫قاـ بإحتكار ىذه الحرفة‪.‬‬
‫ق‪ .‬صناعة الصباغة‪ :‬إف فف الصباغة مف متطمبات صناعة النسيج ك معرفة الصباغة‬
‫كفنكنيا كذلؾ لما تتطمبو الصكؼ أك القطف أك الكتاف أك الحرير مف األصباغ كاأللكاف‪،‬‬
‫كذلؾ إلظيار رسكـ القماش بألكاف زاىية السيما أبرز ألكاف األزىار كاألغصاف كالثمار‪،‬‬
‫فنجد إختالؼ األلكاف األقمشة معمـ حضارم يدؿ عمى تطكر فنكف الصباغة التي ساد‬
‫العصر البكييي‪ ،‬كبعد ىذا السرد ألىـ الصناعات العراقية زمف البكييييف تبيف أنيـ‬
‫اىتمكا في مجاؿ الصناعة ككضعكا العديد مف الصناعات التي القت ركادجا داخميا‬
‫كخارجيا‪ ،‬كذلؾ عمؿ البكييييف عمى إحتكار بعض الصناعات ليـ دكف غير‪ ،‬سبب‬
‫ذلؾ ىذه الصناعات تعكد بالماؿ لتكفير عمييـ ككذلؾ مجمؿ الصناعات كانت تمبي‬
‫حاجات المجتمع العراقي‪)2(.‬كقد أراد صمصاـ الدكلة فرض ضريبة العشر عمى الثياب‬
‫الحريرية كالقطنية سنة ‪375‬ق‪985/‬ـ كبمغ كارد ىذه الضريبة مميكف درىـ سنكيا‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كاشتير في بغداد نكع مف القماش الفاخر عرؼ‬ ‫كيصنع في بغداد السقالطكف‬
‫(‪)4‬‬
‫بالبغدادم‬
‫(‪)5‬‬
‫كانت تنسج فييا الثياب القطنية الغميظة فتحمؿ‬ ‫نجد أيضا مناطؽ أخرل كىي جربي‬
‫فتحمؿ إلى سائر البالد‪ ،‬كذلؾ منطقة الحضيرة(‪)6‬ككانت تضع ثياب أكرباسي الضيقة‬
‫(‪)7‬‬
‫بكميات كبيرة كىي ثياب قطنية سميكة يحمميا التجار إلى البالد المجاكرة‬

‫‪ -1‬اإلصطرخي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.158‬‬


‫‪ -2‬فايزة حجازم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ -3‬السقالطكف‪ :‬كىك نسيج حريرم سميؾ كردم المكف‪ ،‬ككصفت أيضا األزر الرقيقة‪ ،‬صادؽ أحمد جكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪،‬‬
‫ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬ابف حكقؿ‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬ص‪.234‬‬
‫‪-5‬جربي‪ :‬كىي بمدية أقصى دجيؿ بيف بغداد كتكريت‪ ،‬صادؽ أحمد جكدة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪-6‬الحضيرة‪ :‬كىي قرية كبيرة مف مناطؽ بغداد مف جية تكريت مف ناحية الدجيؿ‪ .‬المرجع نفسو‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -7‬فايزة حجازم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫و‪ .‬صناعة البزازين‪:‬‬


‫كانت مف الصناعات التي اشتيرت في بغداد‪ ،‬كاىتـ عصد الدكلة بيا كأنشأ ليا سكؽ ككفؽ‬
‫(‪)1‬‬
‫عمييا أكقات كثيرة‬
‫ز‪ .‬صناعة مساقل الخيول‪:‬‬
‫كانت مف بيف الصناعات التي نشطت في العراؽ‪ ،‬كقد إىتـ عضد الدكلة بيا‪ ،‬كأنشئ‬
‫ليـ الحكانيت الخاصة‪ ،‬كبمغ عددىـ في زمف ثالثمائة صانع مف ذك الخبرة كذلؾ ىناؾ‬
‫صناعة اسطبالت الخيكؿ‪ ،‬كانت تقكـ عمى بناء اسطبالت لمخيكؿ كالقيـ كي يقييف مف برد‬
‫الشتاء كح اررة الصيؼ‪ ،‬كانتشرت ىذه االسطبالت لمخيكؿ جميع المدف العراقية زمف‬
‫(‪)2‬‬
‫البكىييف‬
‫ح‪ .‬صناعة الصابون‪ :‬لقد كاف إستعماؿ ميما لمحياة اإلنسانية كخاصة في اإلسالـ‪،‬‬
‫فاإلسالـ دعا لمنظافة لذا كانت صناعة الصابكف قديمة ككانت مكجكدة منذ العصر العباسي‬
‫ميما في الحياة االجتماعية في العراؽ ككانت دليال‬
‫األكؿ‪ ،‬كقد لعبت ىذه الصناعة دكر ن‬
‫ميما لإلىتماـ بالنظافة إذ أدل ذلؾ إلى إنتشار الحمامات كتزكيدىا بالصابكف‪ ،‬نجد أف‬
‫ىتماما كبير بيف حاجة الناس إليو‪ ،‬ككما عمؿ عمى‬
‫عضد الدكلة إىتـ بصناعة الصابكف إ ن‬
‫تزكيد حمامات بغداد التي بمغت في عيده خمسة آالؼ حماـ‪ ،‬كلذلؾ أنشأ مراكز لصناعتو‬
‫(‪)3‬‬
‫في بغداد كالرقة كسامراء كالككفة‪.‬‬
‫ط‪ .‬صناعة المنسوجات‪:‬‬

‫‪ -1‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.292‬‬


‫‪ -2‬مسككية‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.448‬‬
‫‪ -3‬فايزة حجازم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫نظ ار لتكفر المكاد الخاـ األكلية كاأليدم العاممة ذات الخبرة كالميارة العالية التي كانت‬
‫حافز ميما لصناعة المنسكجات القطنية كالصكفية كالحريرية‪ .‬إذ كانت الصناعات الحريرية‬
‫نا‬
‫(‪)1‬‬
‫زاىية األلكاف كالسيما العمائـ كالمناديؿ‪.‬‬
‫كتعتبر صناعة المنسكجات‪ ،‬مف الصناعات التي حظيت بإىتماـ كبير عند البكييييف كذلؾ‬
‫بسبب مردكدىا المالي العالي‪ ،‬فعم ؿ البكييييف عمى بناء العديد مف المصانع التي تقكـ‬
‫بصناعة المنسكجات‪ ،‬كأدل تكفر األيدم العاممة كالمكاد الخاـ في العراؽ في عيد عضد‬
‫الدكلة إلى إزدىار صناعة المنسكجات‪ ،‬حيث صنعت منسكجات ذات ألكاف جميمة مف القطف‬
‫(‪)2‬‬
‫كالصكؼ كالحرير‪.‬‬
‫ي‪ .‬صناعة الصياغة‪ :‬تطكرت الصناعة في عيد عضد الدكلة‪ ،‬ككاف ليا سكؽ في بغداد‬
‫كبير في ىذه الصناعة كبمغ إىتمامو عندما أمر بصناعة مائدة‬
‫ىتماما نا‬
‫كقدإىتـ عضد الدكلة إ ن‬
‫طعاـ لو مف الذىب بحكاؼ مكممة ال قيمة ليا ك ال قدر ك أيضا عندما أمر بصناعة‬
‫محاريب لمصالة مف ذىب كأرسميا إلى المراقد المقدسة ‪،‬كقامت الدكلة البكييية ببناء العديد‬
‫مف المصانع داخؿ المدف العراقية‪ ،‬ككانت ىذه الصناعة تضرب عمييا الحديد مف األسماء‬
‫جدا زمف‬
‫كاأللقاب كاألكاني كمحاربي الصالة كغيرىا مف الجمؿ‪ ،‬كانت ليا مردكد عالي ن‬
‫(‪) 3‬‬
‫البكييييف‪.‬‬
‫ك‪ .‬صناعة السفن‪:‬‬
‫كاف ليذه الصناعة أثر ميـ في الحياة االقتصادية‪ ،‬تفنف النجاركف في صناعة الكراسي‬
‫كاألبكاب كالسقكؼ الخشبية‪ ،‬كيزينكىا أحيانا بنقكش جميمة السيما إذ كانت مف خشب‬
‫السياج‪ ،‬كصناعة السفف فقد كانت مف الصناعات الميمة في العراؽ التي تنكعت إستعماليا‬

‫‪ -1‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.434‬‬


‫‪ -2‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.292‬‬
‫‪ -3‬الدكرم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.97‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫كقد تعددت أنكاع السفف حتى بمغت ‪ 36‬إذ تصنع بعض ىذه المراكب‬ ‫لمحرب أك التجارة‬
‫مف خشب الساج‪ ،‬كفي المدف المشيكرة في صناعة لمسفف البصرة ككنيا يقع فييا ميناء األبمة‬
‫(‪)2‬‬
‫كىك ميناء بحرم تتـ بو عمميات التبادؿ التجارم البحرم‪.‬‬
‫ل‪ .‬صناعة الستائر‪:‬‬
‫ككانت ىذه الصناعة ال تقؿ أىمية عف مصانع المنسكجات كذلؾ إلرتباط الصناعتيف‬
‫في مكاد خاـ كاحد كىي األقمشة المتنكعة‪ ،‬كىذه الصناعة كانت متخصصة في صناعة‬
‫الستائر لمبيكت‪ ،‬ككذلؾ لمقصكر‪ ،‬كغير ذلؾ مف المباني‪ ،‬كمف المناطؽ التي إشتيرت‬
‫(‪)3‬‬
‫بصناعة الستائر‪ ،‬مدف كاسط كالمكصؿ كنصيبيف‪.‬‬
‫‪ .4‬النظام النقدي ومستوى االسعار‪:‬‬
‫قامت سياسة البكييييف المالية عمى العديد مف الركائز ففي عاـ ‪334‬ق‪945/‬ـ شيد‬
‫العباسيكف إ ضطرابات سياسية كمالية بعد دخكؿ البكييييف إلى بغداد كتسمطيـ عمى مقاليد‬
‫(‪)4‬‬
‫الخالفة‪ ،‬كمف ىذه الركائز‪:‬‬
‫‪-1‬دور الضرب النقدي‪:‬‬
‫إ ىتـ األمراء البكييييف بمراقبة دكر الضرب‪ ،‬فكاف األمير البكييي يشرؼ عمى تعييف‬
‫القضاة الذيف يتكلكف ىذه المراقبة‪ ،‬كمف أشير مف تكلكا ىذه الميمة القاضي التنكخي(‪ )5‬ككاف‬
‫ذلؾ زمف عضد الدكلة الذم كاف قاضيا كناض ار لدار الضرب في بغداد‪ ،‬كقد حرص‬

‫‪ -1‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.270‬‬


‫‪ -2‬البغدادم‪ ،‬أحمد بف عمي بف ثابت‪ ،‬تاريخ بغداد مدينة السالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬بشار عكاد معركؼ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الغرب‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ط‪2001 ،1‬ـ ج‪ ،6‬ص‪.176‬‬
‫‪ -3‬إبف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.292‬‬
‫‪ -4‬مازف صباح عبد األمير األعرجي‪ ،‬السياسة اإلدارية لمدكلة العربية اإلسالمية تجاه األزمات المالية في العراؽ ‪-247‬‬
‫‪447‬ق‪1055-861/‬ـ‪،‬بغداد‪،‬الجامعة المستنصرية‪2019 ،‬ـ‪،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -5‬التنكخى‪ :‬القاضي العالـ المعمر أبك القاسـ عمي بف القاضي أبي عمي المحسف بف عمي التنكخي البصرم ثـ البغدادم‪،‬‬
‫نشأ في الدكلة البكىية‪ ،‬مات في ثاني محرـ سنة سبع كأربعيف كأربعمائة‪ .‬الذىبي‪ ،‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.265‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫البكيييكف عمى مراقبة دكر الضرب‪ ،‬كما منع عضد الدكلة ضرب النقد خارج دار الضرب‬
‫(‪)1‬‬
‫الحككمية‪.‬‬
‫كاف األمراء البكييييف كالخميفة العباسي يرسؿ العديد مف الرسائؿ تحت أصحاب‬
‫األقاليـ كالمقاطعات مف أجؿ التالعب بالقيمة النقدية مف خالؿ غشيا أك التقميؿ مف‬
‫عياراتيا‪ ،‬كحتى تزكيرىا‪ ،‬حيث قاـ معز الدكلة بالقضاء عمى أحد المتالعبيف في دكر‬
‫الضرب بسبب قيامو بضرب نقكد ردية‪ ،‬كما كانت دكر الضرب مفتكحة لكؿ الناس فيأتكف‬
‫(‪)2‬‬
‫إلييا كمعيـ الذىب كالفضة فتضرب ليـ األمكاؿ حسب القيمة كالمقاييس‪.‬‬
‫ففي عاـ ‪334‬ق‪ 945/‬ـ ضرب البكييييف دراىـ فضية في عيد الخميفة المستكفي با﵀ كقد‬
‫نقش عمييا عماد الدكلة أبك الحسف مكتفيا بالكنية دكف االسـ‪ ،‬أما في عيد ركف الدكلة‬
‫البكييي‪367_338‬ق سؾ في المحمدية سنة ‪351‬ق دراىـ رسـ عمى أحد كجيييا الحاكـ‬
‫بصكرة نصفية يعتمر بتاج(‪.)3‬‬
‫ككانت الدكلة البكييية في العراؽ تتبع نظاـ المعدنيف فكاف أساس النظاـ النقدم ىك‬
‫(‪)4‬‬
‫الدينار الذىبي كالدرىـ الفضي‪ ،‬فالدنانير كانت تضرب بمادة الذىب كالدراىـ بمادة الفضة‬
‫كقد إ ستمر نظاـ النقد المزدكج في عيد عضد الدكلة كما يؤكد ذلؾ قائمة صدقاتو المقدرة‬
‫(‪)5‬‬
‫كلكف‬ ‫بالدراىـ‪ ،‬كاستخدـ الدينار الذىبي في مير ابنتو التي زكجيا لمخميفة الطائع با﵀‪.‬‬
‫أىؿ العراؽ كالبكييييف كانكا يتداكلكف الدراىـ‪ ،‬فكانت الكاردات البكييية بالدراىـ كالركاتب‬
‫الجند كالقادة كاليبات بالدراىـ‪ ،‬كما تطمب األمر كضع قيمة مف حيث الصرؼ أك غيره في‬
‫إستعماؿ ىذيف المعدنيف‪ ،‬فكاف كزف الدينارقدره‪25‬غ مف كزف الذىب‪ ،‬كالدرىـ قدره ‪ 10/7‬مف‬

‫‪-1‬عمر خمؼ عبد المحسف الزىراكة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.139‬‬


‫‪ -2‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ -3‬عالء حبيب عبد‪ ،‬النقكد لمحركات الخارجية كأثرىا في دائرة التداكؿ النقدم في إقميـ الجباؿ مف القرف الثالث اليجرم إلى‬
‫القرف الخامس اليجرم‪ ،‬مجمة جامعة بابؿ لمعمكـ اإلنسانية‪ ،‬مجمد‪،29‬عدد‪2021 ،4‬ـ‪ ،‬ص‪.223‬‬
‫‪ -4‬عمر خمؼ عبد المحسف الزىراكم‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ -5‬الرذراكرم‪ ،‬المصدر سابؽ‪ ،‬ص‪.44‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫الفضة‪ ،‬بمعنى أف الدرىـ ثابت كقدره ‪ 2،97‬تقريبا‪ ،‬يذكر أبك شجاع أف سعر بغمة إشتراىا‬
‫عضد الدكلة بألؼ كخمسمائة درىـ تساكم مائة دينار‪ )1(،‬لقد كاف التعامؿ بالدرىـ في عيده‬
‫أعـ كذلؾ بسبب تكفر الفضة كبقيمتيا في األسكاؽ كتراجع الذىب بسبب شيكع نظاـ اإلقطاع‬
‫العسكرم‪ ،‬ككاف التعامؿ بالنقكد آنذاؾ بالكزف كالعدد‪ ،‬أما بالكزف« حدث أبك نصر خكاشاذه‬
‫قاؿ‪ :‬كاف بالقصر جماعة مف الجند تحمؿ ليـ مشاىرتيـ مف الخزانة بالحضرة‪ ...‬فمما كاف‬
‫آخر شير قد بقي منو ثالثة أياـ‪ ،‬إستدعاني عضد الدكلة كقاؿ لي نتقدـ إلى الخزانة في بيت‬
‫الماؿ بأف يرف كذا ككذا درىـ‪ ،‬أما بالعدد «أنو لما سيثؽ السييمة‪ ،‬رتب عميو ابراىيـ‬
‫(‪)2‬‬
‫المعركؼ باألخر كأمره بالمقاـ عميو ‪....‬فحمؿ إليو كيسا فيو ألؼ درىـ ليصرفو في نفقتو‬
‫كما كاف لصفاء المعدف دك ار ىاما في عممية الصرؼ كالتداكؿ‪ ،‬فالدينار الجيد يتراكح نسبة‬
‫الصفاء الذىب فيو ما بيف ‪ )3( %98-96‬أما الدرىـ الجيد تتراكح نسبة صفاء الفضة فيو ما‬
‫بيف ‪ )4(%99-90‬ك في عيد بيا الدكلة فامتازت القطع النقدية بإبرازىا لمدل تسمط الخميفة‬
‫عمى مؤسسة الخالفة‪ ،‬فقد ضرب إسمو كلقبو عمى كجو العممة كال يكجد أم أثر لمقب األمير‬
‫حيث أنو يذكر إ سـ الخميفة فقط‪ ،‬كىذا ما يشير إلى تحكـ كسيطرة بياء الدكلي المطمؽ بسؾ‬
‫النقكد كما تحتكيو مف نقكش‪ ،‬كلكنفي الثمث األخير لحكـ بياء الدكلة تراجعت ىذه الداللة‬
‫بداية بضعؼ منصب امرة األمراء في بغداد فإسـ الخميفة أصبح مكجكد عمى كجو العممة‪،‬‬
‫بدال مف ظيرىا‪ ،‬كما دخؿ اسـ كلي عيده كما حصؿ في زمف القادر با﵀ عند تكلي ابف أبك‬
‫غالب لكالية العيد كما أف النقكد التي تـ ضربيا في عيد بيا الدكلة تعتبر جيدة مقارنة بنقكد‬
‫(‪)5‬‬
‫يذكر المقزيزم أف الدراىـ تدىكرت في العصر البكييي بإضافة‬ ‫الفترة البكييية األخرل‪.‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسو‪ ،‬ص‪47‬‬


‫‪-2‬الرذراكرم‪ ،‬المصدر سابؽ‪ ،‬ص‪ 31‬ك‪.46‬‬
‫‪ -3‬اإلصطخرم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪ -4‬ابف حكقؿ‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬ص‪.262‬‬
‫‪-5‬عطا ا﵀ محمد عبد الرحمف الركاشدة‪ ،‬الدكلة البكييية في عيد بياء الدكلة ‪403-379‬ق‪1012-989 /‬ـ‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ,‬الجامعة األردنية‪2017 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.140‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫نسبة عالية مف الخميط الرخيص(‪ )1‬كتدىكرت زمف عضد الدكلة كأكثر مف ذلؾ في عيد بياء‬
‫(‪)2‬‬
‫الدكلة‪.‬‬
‫لقد كانت نسبة الصرؼ في العمالت غير ثابتة كفي حالة عدـ االستقرار تبعا لحالة‬
‫اليبكط كاالرتفاع‪ ،‬كذلؾ راجع إلى طبيعة االكضاع السياسية في البالد‪ ،‬كفي عيد بعض‬
‫األمراء البكييييف كانت دكر الضرب تتعرض لحالة مف الضعؼ‪ ،‬إضافة إلى تالعب في قيـ‬
‫العمالت إلحتياجيـ ليا خالؿ الصراعات الداخمية التي كانت قائمة فييا بينيـ(‪ )3‬كمف أمثمة‬
‫ذلؾ ضرب عضد الدكلة دراىـ تاجية نسبة إلى ألقابو كلـ تجد قبكال في األقاليـ كخاصة‬
‫(‪)4‬‬
‫مصر‬
‫كفي زمف بياء الدكلة‪ ،‬تدىكرت األحكاؿ المالية بالخصكص الدرىـ الذم أصبح يساكم‬
‫الدينار الذىبي ‪ 150‬درىما كىذا لـ يسبؽ ظيكره في عيد باقي األمراء البكييييف‪ ،‬كىذا الحاؿ‬
‫بالنسبة لمدنانير حيث نقصت قيمتيا إلى أدنى المستكيات(‪ )5‬ككاف الدينار البكييي في عيد‬
‫معز الدكلة كعز الدكلة بختيار ما بيف أربعة عشر كخمسة عشر درىما‪ ،‬كفي عيد عضد‬
‫الدكلة يساكم أربعة عشر درىما‪ ،‬أما في عيد صمصاـ الدكلة بف عضد الدكلة أربعة عشر‬
‫درىما‪ ،‬أما في عيد ركف الدكلة بمغت الدنانير البكييية درجة نقائيا ببغداد ‪ %89‬كذلؾ سنة‬
‫‪365‬ق‪975/‬ـ‪ ،‬كفي عيد عضد الدكلة نقاؤىا كاف ‪ %93‬أما في عيد بياء الدكلة نقائيا‬
‫(‪)6‬‬
‫كنتيجة ىذه األحكاؿ المالية المتردية في قيمة النقكد‪ ،‬لجأ التجار‬ ‫كاف دكف ‪%50‬‬
‫العراقييف زمف البكييييف إلى التعامؿ ب النقد الفاطمي‪ ،‬لكف سرعاف ما منعكا ىذا التداكؿ الذم‬

‫‪-1‬المقريزم‪ ،‬تقي الديف أبي العباس أحمد بف عبج القادر العابدم ‪ ،‬إغاثة األمة بكشؼ الغمة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬كرـ حممي فرحات‪،‬‬
‫ط‪2007 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -2‬الركذراكم‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص ‪.64-60‬‬
‫‪ -3‬ابف الطقطقي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪ ،379‬ابف الجكرم‪ ،‬المنتظـ‪،‬ج‪ ،7‬ص ‪ 30‬ك ‪ .34‬الثعالبي‪ ،‬المصدر السابؽ‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪ .224‬المقدسي المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪452‬‬
‫‪ -4‬المقدسي‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪ -5‬محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪-6‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.141-140‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫عاش لفترة محدكدة كأجبرتيـ الدكلة البكييية عمى التعامؿ بالنقد العراقي العباسي‪ ،‬ككانت‬
‫نسبة الدنانير كالدراىـ في النصؼ الثاني مف حكـ البكيييف سنة ‪332-300‬ق‪914-912/‬ـ‬
‫تتراكح ما بيف ‪ 16/1‬في مئة‪ )1(.‬لقد عممت الدكلة البكييية عمى رفع مستكل التداكؿ النقدم‬
‫الخاص بالدكلة كتتبعو‪ .‬فعميد الجيكش الذم كانت فترة تكليو بغداد تعايش االنتعاش‬
‫اإلقتصادم منع التعامؿ بغير الدنانير كالدراىـ البكييية داخؿ بغداد األمر الذم يعكد عمى‬
‫نظاـ الدكلة بالفائدة الكبيرة‪ ،‬كفي عاـ ‪396‬ق‪1005/‬ـ قدـ إلى عميد الجيكش أبك سعد‬
‫(‪)2‬‬
‫يطمب‬ ‫عثماف‪ -‬أحد زىاد بخرساف‪ -‬ككاف شديد القرب مف األمير محمكد بف سبكتكيف‪.‬‬
‫منو إعادة التعامؿ بنقكدىـ في أسكاؽ بغداد لما قاسكه الحجاج مف منعيـ مف ذلؾ عند‬
‫(‪)3‬‬
‫عبكرىـ أراضي البكييييف‬
‫‪-2‬مستوى األسعار‪:‬‬
‫كالمقصكد ىنا ىك معرفة األسعار التي كانت سائدة زمف البكييييف‪ ،‬التي إختمفت مف‬
‫مرحمة إلى أخرل‪ ،‬كمف أمير ألمير كمنيـ مف كانت فترة حكمو تعيش حالة مف الصراع‬
‫(‪)4‬‬
‫فمثال كاف ثمف رداء الطبرم سنة‬ ‫كالفكضى كمنيـ مف كانت فترتو إستقرار كرخاء‪.‬‬
‫‪368‬ق‪978/‬ـ ثالثكف دينارا‪ ،‬كالثكب اليماني خمسكف دينارا‪ ،‬كثكب السقالطكني الذم صنع‬
‫ببغداد خمسة دنانير‪ ،‬كالسبب كراء اختالؼ أسعار ىذه الثياب راجع إلى االختالؼ في جكدة‬
‫األقمشة المصنكعة فمنيا ما ىك عالي الجكدة كمنيا ما ىك رديئ‪ ،‬لكف ىذا التغير في‬
‫األسعار كاف محدكدا نسبيا‪ ،‬مما يشعر بشيء مف االستقرار في مستكل االسعار‪ ،‬كىذا‬

‫‪-1‬محمد نكاؼ عبد ره أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.157‬‬


‫‪-2‬سبكتكيف‪ :‬ىك محمكد بنسب كتكيف أبك القاسـ محمكد بف ناصر الدكلة أبك منصكر الممقب أكال بسيؼ الدكلة كتـ تمقيبو‬
‫بعد ذلؾ بيميف الدكلة‪ ،‬كأميف الممة‪ ،‬انتظـ األمر في خرساف كما كراء النير كممؾ كسجستاف تكفي سنة ‪420‬ق‪1018/‬ـ‬
‫ابف خمكاف‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.175‬‬
‫‪-3‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.24-23‬‬
‫‪ -4‬محمد نكاؼ عبد ربو ابك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.159‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫(‪)1‬‬
‫يتألؼ مف‬ ‫مناسب لكؿ فئات المجتمع كسعر جياز كامؿ مف األثاث صنع في أرمينة‬
‫عشر سجاجيد ككسائد كبسط بخمسة أالؼ دينار‪ ،‬كىذا يشير إلى أف ىذا األثاث غالي الثمف‬
‫ألنو مستكرد مف الخارج كمصنكع بدقة كاتقاف مما يجعمو مناسب لفئة محدكدة فقط كسعره‬
‫(‪)2‬‬
‫ليس مكحد في كؿ أنكاع األثاث‬
‫فيما يتعمؽ بالميكر فإنيا تختمؼ حسب طبقات الناس كمنزلتيـ ففي عيد الخميفة‬
‫الطائع ا﵀ البنو عضد الدكلة سنة ‪369‬ق‪979/‬ـ ‪ 100.000‬دينار‪ ،‬كىذا ما يشير إلى أف‬
‫ميكر الطبقة الحاكمة كانت كبيرة‪ .‬كاف لمتداكؿ النقدم تأثيرات سمبية عمى الحقؿ االقتصادم‬
‫كالمعاشي عامة‪ ،‬كأسعار المكاد الغذائية خاصة(‪ )3‬يقكؿ الذىبي‪ «:‬كتداعت بغداد لمخراب مف‬
‫(‪)4‬‬
‫القحط»‬
‫في سنة ‪348‬ق‪960/‬ـ غمت األسعار ببغداد‪ ،‬حتى في السنة المكالية إشتد الغالء في‬
‫(‪)5‬‬
‫لسنة ‪358‬ق‪969/‬ـ بتسعيف دينار ككاف الخير يعدـ كفي‬ ‫جميع البالد حيث بيع الكر‬
‫سنة‪373‬ق بمغ كر الحنطة في رمضاف ثالثة أالؼ درىـ تاجية‪ ،‬كبمغ في ذم القعدة أربعة‬
‫أالؼ كثمانمئة درىـ(‪ )6‬كفي سنة ‪375‬ق جدد صمصاـ الدكلة(‪ )7‬ضربية عمى القطف كالثياب‬
‫كالثياب كاإلبرسيـ التي تباع مقدارىا عشر الثمف كىذا ما أحدث إضطراب بيف الناس‪ ،‬كفي‬
‫سنة‪376‬ق‪987/‬ـ بيعث كرة الدقيؽ المخمكط بألؼ كتسعيف درىما‪ ،‬أما في سنة ‪377‬ق‬

‫‪-1‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.142‬‬


‫‪-2‬الدكرم‪ ،‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬ص‪.245‬‬
‫‪ -3‬زينب ميدم رؤكؼ‪ ،‬كاظـ ستر خمؼ‪ ،‬مستكل المعيشة لممجتمع البغدادم خالؿ العصر البكييي ‪334‬ق‬
‫‪447‬ق‪1055-945/‬ـ‪،‬مجمة األستاذ‪،‬عدد ‪2009،85‬ـ‪،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬الذىبي ‪،‬دكؿ اإلسالـ ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.206‬‬
‫‪-5‬الكر‪ :‬مكياؿ البابمي األصيؿ كاف يساكم في العراؽ مف حيث األساس ‪ 30‬كرة كيساكم‪ 60‬فقي ار ككؿ فقير ‪ 8‬مكايؿ‪،‬‬
‫كالكارة مكياؿ كيتعامؿ بو في العراؽ خصكصا كيساكم قفزيف أك ‪ 16‬مكككا ىنتس فالتمر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.69‬‬
‫‪-6‬ابف األثير‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.38‬‬
‫‪ -7‬صماـ الدكلة‪ :‬بعد كفاة األمير عضد الدكلة اجتمع القكاد عمى كلده أبي كاليجار المرزباف كبايعكه باإلمارة كلقب‬
‫صمصاـ الدكلة‪ ،‬ابف األثير‪ ،‬الكامؿ في التاريخ‪،‬ج‪ ،7‬ص‪.407‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫بيعت بمائة كخمسة كتسعيف درىما‪ ،‬كبقيت مكجات الغالء متكاصمة حتى سنة‬
‫‪447‬ق‪1055/‬ـ كانت ىذه األكضاع قاسية خالؿ السيطرة البكييية عمى األكضاع‬
‫(‪)1‬‬
‫اإلقتصادية إضافة إلى تالعب في العمالت النقدية‬
‫‪ .5‬المقاييس والمكاييل والموازين‬
‫عرؼ العراؽ في عيد عضد الدكلة التعامؿ بالمقاييس كاألكزاف كالمكاييؿ‪ ،‬كقد تعاممت‬
‫الدكلة بيا‪ ،‬كما حرصت عمى ضبط المكازيف‪ ،‬كجعميا في كضعيا الصحيح‪ ،‬كأصح المكازيف‬
‫كضعا ما إستكل جنباك إعتدلت كفتاه‪ ،‬ككاف ثقب عالقتو في كسط العمكد كيحدد الثقب‪،‬‬
‫كيجعؿ المسمار فكالذا حتى تككف سيمة الجرياف‪ ،‬فمتى لـ تجعؿ كذلؾ تسكف‪ ،‬فتضر‬
‫بالمشترم‪ ،‬ككاف المحتسب يأمر أصحاب المكازيف بصحيا‪ ،‬كتنظيفيا مف األدىاف كاألكساخ‬
‫في كؿ ساعة‪ ،‬كيجب أف تككف مكازيف الباعة معمقة ك أكجب المحتسب أف تككف األرطاؿ‬
‫مف الحديد كعمييا ختمو‪ ،‬ككاف المحتسب يشرؼ دائما عمى أكزاف الباعة حتى ال يقع‬
‫(‪)2‬‬
‫الغش‬
‫‪ -‬مف المقاييس المستخدمة في عيد عضد الدكلة في العراؽ ىي‪ :‬الفرسخ ''كتمسؾ عضد‬
‫الدكلة بالماء فنزؿ عمى قكـ عمى نحك فرسخا(‪ ،)3‬كالذراع كعمؿ تميف عظيميف‪ ،‬يساكياف‬
‫سطح ماء الخالص‪ ،‬كيرتفعاف عف أرض الصحراء أدراعا ''كالجريب ''كغرس التاجي عف‬
‫قطربؿ كحكطو عمى ألؼ كسبعمائة جريب''‪.‬‬
‫‪ -‬مف األكزاف المستخدمة في عيد عضد الدكلة في العراؽ ىي‪)4(:‬الرطؿ البغدادم ''كرد‬
‫عمى عضد الدكلة ىدية مف صاحب اليمف‪ ،‬فييا قطعة كاحد مف العنبر كزنيا ستة‬

‫‪ -1‬زينب ميدم رؤكؼ‪ ،‬كاظـ ستر خمؼ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪14‬‬


‫‪ -2‬مسككية‪ ،‬المصدر السابؽ‪ ،‬ص‪.428‬‬
‫‪-3‬الفرسخ‪ :‬طكؿ الفرسخ حكالي "‪6‬كـ"‪.‬ىنتس فالتر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -4‬ابف الجكزم‪ ،‬المنتظـ‪ ،‬ج‪ ،14‬ص‪.291‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثالث‪................ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البوهيين‬

‫كخمسكف رطال بالبغدادم''‪ .‬كالمثقاؿ كصينية ذىب كزنيا ثمانمائة مثقاؿ'' مف أىـ‬
‫(‪)1‬‬
‫المكاييؿ المستخدمة في عيد عضد الدكلة ىي النصفية كالثمثية‬

‫‪ -1‬الجريب ‪:‬يساكم ألؼ كستمائة ‪,‬اثناف كتسعكف مربع‪ .‬ىنتس فالتر‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪96‬‬

‫‪116‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‪.............................................. ........................... :‬‬

‫خاتمة‬
‫كمما تقدـ يمكننا استخالص النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ظيكر بنك بكيو عمى مسرح األحداث في أكائؿ القرف الرابع اليجرم كأسسكا دكال إنفصالية‬
‫في فارس كاألىكاز ككرماف كالرم كأصفياف كىمذاف‪ ،‬كبسطكا ىيمنة فعمية عمى العراؽ‪،‬‬
‫فشارككا الخالفاء العباسييف في حكميـ‪ ،‬كعظـ نفكذ ىذه األسرة حتى سمي باسميا‬
‫عصر مف عصكر الخالفة العباسية كىك العصر العباسي الثالث‪.‬‬
‫‪ -‬تمتد مرحمة السيطرة البكييية مف ‪447-334‬ق‪1055-946/‬ـ أم مدة ثالث عشرة‬
‫كمائة سنة‪ ،‬كتعاقب في ىذه المدة أربع خمفاء‪ ،‬مف بني العباس ىـ‪ ،‬المطيع ﵀‪ ،‬كالطائع‬
‫﵀‪ ،‬كالقادر با﵀‪ ،‬كالقائـ بأمر ا﵀‪.‬‬
‫‪ -‬امتازت ىذه المرحمة بسيطرة آؿ بكيو الذيف يعكدكف في أصكليـ إؿ الفرس كسكنت ىذه‬
‫األ سرة بالد الديمـ فعرفكا بأنيـ منيـ‪ ،‬ككانكا مف الرعية العادييف كأكؿ مف برز منيـ أبك‬
‫شجاع بكيو‪ ،‬ككاف مف صيادم السمؾ في بحر الخرز‪ ،‬ككاف لو ثالثة أكالد ىك عمي‪،‬‬
‫كحسف‪ ،‬كأحمد‪.‬‬
‫‪ -‬اشتيرت األسرة البكييية عمى يد األخ الكبر مف اإلخكة البكىييف الثالثة‪ ،‬كىك عمي بف‬
‫شجاع بف بكيو الذم كاله مرداكيج الزيارم بالد الكرج‪.‬‬
‫‪ -‬كاف أىؿ بغداد قبؿ ىيمنة البكييييف عمى الخالفة العباسية عمى مذىب أىؿ السنة‬
‫كالجماعة‪ ،‬فمما جاءت ىذه الطائفة الشيعية نما مذىب الشيعة ببغداد كانتشر كأصبح لو‬
‫أنصار‪.‬‬
‫‪ -‬تمثمت األنشطة االقتصادية في النشاط الزراعي كالصناعي كالتجارم‪ ،‬حيث تنكعت‬
‫المحاصيؿ الزراعية كالقمح كاألرز كالشعير كغيرىا في المحاصيؿ في العصر العباسي‬
‫الثالث‪ ،‬كجدت بعض الصناعات التي كانت سائدة في ذلؾ العصر كالصباغة كصناعة‬
‫الزجاج كماء الكرد كالصابكف كالدىكف كالعطكر‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫خاتمة‪.............................................. ........................... :‬‬

‫‪ -‬كما شيدت الصناعات كالحرؼ في العراؽ إزدىا ار خاصة في عيد عضد الدكلة كذلؾ‬
‫بسبب إصالحاتو ليا‪ ،‬كأصبح كما ىك مرك از تجاريا ىاما في عيده نتيجة ما كفره مف‬
‫سبؿ أدت إلى تنشيط الحركة التجارية‪.‬‬
‫‪ -‬إتبع بعض األمراء البكىييف سياسة إقتصادية أرىقت المجتمع العراقي كتجارتو مف خالؿ‬
‫فرض الضرائب كنيب أمكاليـ‪.‬‬
‫‪ -‬إ رتكز النظاـ االقتصادم البكييي عمى دعامتاف أساسيتاف أكليما إيراد األرض الزراعية‬
‫كمصدر أساسي لخزينة الدكلة‪ ،‬حيث تحكـ األمراء البكييييف في األرض كفي تحديد‬
‫أشكاؿ الممكيات في اإلطار الذم يخدـ مصالحيـ السياسية كيضمف مكاردىـ الجبائية‪.‬‬
‫‪ -‬أما الدعامة الثانية فيي النشاط التجارم فقد شكؿ بدكف شؾ دخال كبي ار لمدكلة‪ ،‬فقد‬
‫حرص البكيييكف في السيطرة عمى األقاليـ كالكاليات التابعة لمخالفة كالتأكد مف كالئيـ‬
‫كبالتالي إعادة الييمنة عمى الطرؽ التجارية‪ ،‬كضماف تدفؽ المحاصيؿ الزراعية‬
‫كالعائدات المالية بانتظاـ‪.‬‬
‫‪ -‬إزدىرت معظـ الصناعات خالؿ تمؾ الفترة‪ ،‬مما أدل إؿ تسكيؽ إنتاجيا في البالد‬
‫المجاكرة‪.‬‬
‫‪ -‬إتخذ البكيييكف ألنفسيـ كحدات نقدية‪ ،‬سكت عمييا أسماء أمرائيـ كألقابيـ‪.‬‬
‫‪ -‬كما ناقشنا مف خالؿ األكضاع االقتصادية‪ ،‬مستكل األسعار في العيد البكييي خاصة‬
‫في عيد عضد الدكلة البكييي‪ ،‬حيث كانت مالئمة لكؿ فئات المجتمع العراقي‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫المالحق‬

‫الممحق رقم ‪ :01‬مخطط يوضح أهم أمراء البيت البويهي‬

‫حسف منيمة‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.410‬‬

‫‪120‬‬
‫المالحق‬

‫ممحق رقم (‪:)02‬‬

‫محمد نكاؼ عبد ربو أبك سبت‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.293‬‬

‫‪121‬‬
‫المالحق‬

‫الممحؽ رقـ (‪ :)03‬مجمكعة دنانير بكييية تحمؿ بعض أسماء الخمفاء العباسييف‬

‫سعاد ىادم حسف الطائي‪ ،‬شيماء فاضؿ عبد الحميد العنبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.184‬‬

‫‪122‬‬
‫المالحق‬

‫ممحؽ رقـ (‪)04‬‬

‫سعاد ىادم حسف الطائي‪ ،‬شيماء فاضؿ عبد الحميد العنبكي‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص‪.182‬‬

‫‪123‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬


‫القرآن الكريم‬
‫أوال‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬ابف األثير محمد بف محمد بف عبد الكاحد الشيباني‪ ،‬المباب في تيذيب األنساب‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار صادر‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .2‬ال كامؿ في التاريخ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك الفداء عبد ا﵀ القاضي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬ط‪1995 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .3‬النياية في عريب الحديث كاألثر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬طاىر أحمد الرازم كمحمكد محمد‬
‫الطناحي‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتبة العممية‪1979 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .4‬األزدم‪ ،‬جماؿ الديف أبك الحسف عمي بف منصكر ظافر بف الحسيف ‪ ،‬أخبار الدكؿ‬
‫المنقطعة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عصاـ مصطفى ىزايمية‪ ،‬محمد عبد الكريـ محافظة كآخركف‪،‬‬
‫األردف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪1999 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلصطخرم‪ ،‬أبي إسحاؽ إبراىيـ بف محمد الفارسي‪ ،‬مسالؾ الممالؾ‪ ،‬معكؿ عمى كتاب‪:‬‬
‫صكر األقاليـ ألبي زيد أحمد بف سيؿ البمخي‪ ،‬ليدف ‪،‬مطبع بريؿ‪1870 ،‬ـ‬
‫‪ .6‬األصفياني‪ ،‬حمزة بف الحسف‪ ،‬تاريخ سني ممكؾ األرض كاألنبياء عمييـ الصالة‬
‫كالسالـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‪1961 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪ .7‬األندلسي‪ ،‬أحمد بف محمد بف عبد ربو‪ ،‬العقد الفريد‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬مفيد محمد قميحة‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪1983 ،1‬ـ‬
‫‪ .8‬األنطاكي‪ ،‬يحي بف سعيد بف يحي‪ ،‬تاريخ األنطاكي المعركؼ بصمة تاريخ أكتيخا‪،‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬عمر عبد السالـ التدمرم‪ ،‬بيركت‪ ،‬جركس برس‪1990 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .9‬البغدادم‪ ،‬أحمد بف عمي بف ثابت‪ ،‬تاريخ بغداد مدينة السالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬بشار عكاد‬
‫معركؼ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬ط‪2001،1‬ـ‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ ،)-،-( .10‬ىدية العارفيف أسماء المؤلفيف كآثار المصنفيف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار إحياء الثراث‬
‫‪.‬‬
‫العربي‪1951 ،‬ـ‬
‫‪ .11‬البالذرم‪ ،‬أحمد بف يحيى بف جابر‪ ،‬فتكح البمداف‪ ،‬تحقيؽ ‪:‬عبد ا﵀ كعمر الطباع‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬مؤسسة المعارؼ‪ ،‬ط‪1977 ،3‬ـ‪.‬‬
‫‪ .12‬إبف البمخي‪ ،‬أحمد بف سيؿ أبك زيد‪ ،‬فارس نامو‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬يكسؼ اليادم‪ ،‬دار الثقافة‪،‬‬
‫ط‪1991 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .13‬ابف تغرم بردم‪ ،‬يكسؼ جماؿ الديف أبي المحاسف يكسؼ البركم األتابكي‪ ،‬النجكـ‬
‫الزاىرة في ممكؾ مصر كالقاىرة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف شمس الديف‪ ،‬ليبيا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪1999 ،‬ـ‬
‫‪ .14‬الثعالبي‪ ،‬أبي المنصكر عبد الممؾ بف محمد بف إسماعيؿ‪ ،‬ثمار القمكب في المضاؼ‬
‫كالمنسكب‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار المعارؼ‪2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .15‬الجاحظ‪ ،‬أبي عثماف عمرك بف بحر‪ ،‬كتاب التبصر بالتجارة في كصؼ ما يستظرؼ‬
‫في البمداف مف األمتعة الرفيعة كاألعالؽ النفيسة كالجكاىر الثمينة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،‬ط‪1931 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .16‬ابف الجكزم‪ ،‬أبك الفرج عبد الرحماف بف أبي الحسف بف عمي بف محمد القرشي التيمي‬
‫البكرم‪ ،‬عجائب عمكـ القرآف‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬صالح بف فتحي ىمؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬مؤسسة الكتب‬
‫الثقافية‪ ،‬ط‪2001 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .17‬المنتظـ في تاريخ الممكؾ كاألمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد القادر عطا كمصطفى‬
‫عبد القادر عطا ‪،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪1992 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .18‬ابف حزـ‪ ،‬أبي محمد عمي بف أحمد‪ ،‬الفصؿ في الممؾ كاألىكاء كالنحؿ‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫محمد إبراىيـ نصر كعبد الرحمف عميرة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الجيؿ‪1996 ،‬ـ‬
‫‪ .19‬ابف حكقؿ‪ ،‬أبي قاسـ‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة الحياة‬

‫‪126‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ ،)-،-( .20‬المسالؾ كالممالؾ‪ ،‬لندف‪ ،‬مطبع برليف‪1872 ،‬ـ‪.‬‬


‫‪ .21‬الخزرجي‪ ،‬إبف أبي أصيعة مكقؼ الديف أبي العباس أحمد بف القاسـ بف خميفة بف‬
‫يكنس السعدم ‪ ،‬كتاب عيكف األنباء في طبقات األطباء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عامر النجار‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫دار المعارؼ‪ ،‬ط‪1996 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .22‬ابف خمدكف‪ ،‬عبد الرحماف بف محمد‪ ،‬مقدمة ابف خمدكف‪ ،‬مراجعة‪ :‬سييؿ زكار كخميؿ‬
‫شحادة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الفكر‪2001 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ، )-،-( .23‬تاريخ ابف خمدكف المسمى العبر كديكاف المبتدأ كالخبر في أياـ العرب كالعجـ‬
‫كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم السمطاف األكبر‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪2003‬ـ‪.‬‬
‫‪ .24‬ابف خمكاف‪ ،‬أبي العباس شمس الديف حمد بف محمد بف أبي بكر‪ ،‬كفيات األعياف‬
‫كأنباء أبناء الزماف‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪1978 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .25‬الخكارزمي‪ ،‬محمد بف أحمد بف يكسؼ‪ ،‬مفاتيح العمكـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إبراىيـ األبيارم‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬ط‪1،1984‬ـ ‪.‬‬
‫‪ .26‬خكاندمير محمد بف خاكندشاه‪،‬ركضة الصفا في سيرة األنبياء كالممكؾ كالخمفاء ‪،‬الدار‬
‫المصرية لمكتاب‪ ،‬ط‪1988 ،1‬ـ‪،‬‬
‫‪ .27‬الدمشقي‪ ،‬أبك الفضؿ بف عمي‪ ،‬اإلشارة إلى محاسف التجارة كغشكش المدلسيف فييا‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار صادر‪1999،‬ـ‬
‫‪ .28‬الذىبي شمس الديف أبك عبدا﵀ محمد بنك أحمد بف عثماف بف قايماز‪ ،‬العبر في خبر‬
‫مف غبر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك ىاجر محمد السعيد بف بسيكني زغمكؿ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‬
‫‪ ،)-،-( .29‬دكؿ اإلسالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬حسف إسماعيؿ مركة‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1999‬ـ‬

‫‪127‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ ،)-،-( .30‬سير أعالـ النبالء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬بشار عكاد‪ ،‬بيركت‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪،‬ط‪.9‬‬
‫‪ ،)-،-( .31‬تاريخ اإلسالـ ككفيات المشاىير كاألعالـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬صالح الديف المنجد‪،‬‬
‫الككيت‪ ،‬مطبعة حككمة الككيت‪،‬ط‪1‬‬
‫‪ .32‬الركذراكرم‪ ،‬أبك شجاع محمد بف الحسيف بف محمد بف عبد ا﵀ ‪،‬ذيؿ كتاب تجارب‬
‫األمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أبك القاسـ إيمامي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .33‬الزركمي‪ ،‬خير الديف‪ ،‬األعالـ قامكس تراجـ ألشير الرجاؿ كالنساء مف العرب‬
‫كالمستعربيف كالمستشرقيف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪ ،‬ط‪1989 ،7‬ـ‪.‬‬
‫‪ .34‬الزمخشرم‪ ،‬محمكد بف عمرك‪ ،‬الفائؽ في غريب الحديث كاألثير‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عمي محمد‬
‫البجاكم كمحمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬ط‪1992 ،2‬ـ‪.‬‬
‫‪ .35‬السيكطي‪ ،‬جالؿ الديف عبد الرحمف بف كماؿ أبك الفضؿ‪ ،‬تاريخ الخمفاء مف الخالفة‬
‫الراشدة إلى سنة ‪903‬ق‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد غساف نصكح غرقكؿ الحسيني‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار‬
‫المناىج‪ ،‬ط‪2013 ،2‬ـ‪.‬‬
‫‪ .36‬الصابئ أبي الحسف اليالؿ بف المحسف‪ ،‬الكزراء أك تحفة األمراء في تاريخ الكزراء‪،‬‬
‫تحقيؽ‪ :‬عبد الستار أحمد فراج‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية ‪1958،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .37‬رسكـ دار الخالفة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬مخائيؿ عكاد‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة العاني‪1964،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .38‬المنتزع مف كتاب التاجي في أخبار الدكلة الديممية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف‬
‫الزبيدم‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الحرية‪1977،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .39‬الصكلي‪ ،‬أبك بكر محمد بف يحيى‪ ،‬أخبار الراضي كالمتقي ﵀ مف كتاب األكراؽ ‪،‬‬
‫مطبعة الصاكم ‪1935 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .40‬الطبرم‪ ،‬محمد بف جرير‪ ،‬تاريخ الرسؿ كالممكؾ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دارسكيداف‪1967،‬ـ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .41‬ابف الطقطقي‪ ،‬محمد بف عمي‪ ،‬الفخرم في اآلداب السمطانية كالدكؿ اإلسالمية‪،‬‬


‫تحقيؽ‪ :‬عبد القادر مايك‪ ،‬حمب‪ ،‬دار القمـ العربي‪ ،‬ط‪1997 ،1‬ـ‬
‫‪ .42‬العاصمي‪ ،‬المكي عبد الممؾ بف حسيف بف عبد الممؾ ‪ ،‬سمط النجكـ العكالي في‬
‫أنباء األكائؿ كالتكالي‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬الشيخ عادؿ أحمد عبد المكجكد‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب‬
‫العممية‪،‬ط‪1998 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .43‬عريب‪ ،‬ابف سعيد القرطبي‪ ،‬صمة تاريخ الطبرم‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ إبراىيـ‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار سكيداف‪1967،‬ـ‬
‫‪ .44‬ابف العمراني‪ ،‬محمد بف عمي بف محمد‪ ،‬األنباء في تاريخ الخمفاء‪1973،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .45‬أبك الفداء‪ ،‬ع ماد الديف إسماعيؿ بف محمد‪ ،‬المختصر في أخبار البشر‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار‬
‫المعرفة ‪1417،‬ق‪.‬‬
‫‪ .46‬الفراء‪ ،‬أبى يعمى محمد بف الحسيف‪ ،‬األحكاـ السمطانية‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪،‬‬
‫‪2000‬ـ‬
‫‪ .47‬قدامة بف جعفر‪ ،‬أبك الفرج ‪،‬الخراج كصناعة الكتابة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد حسيف الزبيدم‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬دار الرشيد‪1981 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .48‬القفطي‪ ،‬جماؿ الديف أبي الحسف كمي ‪،‬كتاب أخبار العمماء بأخبار الحكماء‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫السيد محمد أميف الخانجي‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مطبعة السعادة‪ ،‬ط‪1326 ،1‬ق‬
‫‪ .49‬القمقشندم‪ ،‬أبك العباس شياب الديف أحمد بف عمي بف أحمد‪ ،‬مآثر األنافة في معالـ‬
‫الخالفة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد الستار أحمد خراج‪ ،‬بيركت‪ ،‬عالـ الكتب‪.‬‬
‫‪ .50‬ابف كثير‪ ،‬إسماعيؿ البداية كالنياية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أحمد عبد الكىاب فتيح‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الحديث‪1994 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .51‬الماكردم‪ ،‬أبي الحسف‪ ،‬األحكاـ السمطانية كالكاليات الدينية‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬خالد العممي‪،‬‬
‫بيركت‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪1994 ،2‬ـ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ ،)-،-( .52‬الك ازرة أدب الكزير‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد سميماف داكد كفؤاد عبد المنعـ أحمد‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬ط‪1976 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .53‬مجيكؿ‪ ،‬العيكف كالحدائؽ في أخبار الحقائؽ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عمر السعيدم‪ ،‬دمشؽ‪،‬‬
‫المعيد الفرنسي لمدراسات العربية ‪1972‬ـ‪.‬‬
‫‪ .54‬المسعكدم‪ ،‬عمي بف الحسيف ‪،‬مركج الذىب كمعادف الجكىر‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد‬
‫الحميد‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتبة العصرية‪1988 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ ،)-،-( .55‬التنبيو كاالشراؼ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار مكتبة اليالؿ‪1981 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .56‬مسككيو‪ ،‬أحمد بف محمد أبك عمي الرازم‪ ،‬تجارب األمـ كتعاقب اليمـ‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬سيد‬
‫كسركم حسف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬ط‪2003 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .57‬ابف المعتز‪ ،‬طبقات الشعراء‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد الستار أحمد فراج‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعارؼ‪،‬‬
‫‪2009‬ـ‪.‬‬
‫‪ .58‬المقدسي‪ ،‬محمد بف أحمد شمس الديف‪ ،‬أحسف التقاسيـ في معرفة األقاليـ‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫شاكر لعيبي‪ ،‬أبك ظبي‪ ،‬دار سكيداف‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .59‬المقريزم‪ ،‬تقي الديف أبي العباس أحمد بنك عبد القادر العابدم‪ ،‬السمكؾ لمعرفة دكؿ‬
‫الممكؾ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العممية‪1998 ،‬ـ‬
‫‪ ،)-،-( .60‬إغاثة األمة بكشؼ الغمة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬كرـ حممي فرحات‪ ،‬ط‪2007 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .61‬ابف منظكر‪ ،‬أبي الفضؿ جماؿ الديف محمد بف مكرـ‪ ،‬لساف العرب‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫المعارؼ‪1405 ،‬ق‪.‬‬
‫‪ .62‬اليمذاني‪ ،‬محمد بف عبد الممؾ‪ ،‬تكممة تاريخ الطبرم‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد أبك الفضؿ‬
‫إبراىيـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬المطبعة الكاثكلكية‪ ،‬ط‪1958 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .63‬ياقكت الحمكم‪ ،‬شياب الديف أبي عبد ا﵀ بف عبد ا﵀‪ ،‬معجـ األدباء إرشاد األريب إلى‬
‫معرفة األديب‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪1993 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ ، )-،-( .64‬شياب الديف أبي عبد ا﵀ بف عبدا﵀ ‪،‬معجـ البمداف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫ط‪1995 ،2‬ـ‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.361‬‬
‫‪ .65‬اليعقكبي‪ ،‬أبك العباس أحمد بف إسحاؽ ابف جعفر بف كىب بف كاضح‪ ،‬البمداف‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬
‫محمد أميف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتب العالمية‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ ،)-،-( .66‬تاريخ اليعقكبي‪ ،‬النجؼ‪ ،‬مطبعة الغرل‪1939 ،‬ـ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع‪:‬‬

‫‪ .1‬إبراىيـ أيكب‪ ،‬التاريخ العباسي السياسي كالحضارم‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار الكتاب العالمي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1989‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬في التاريخ العباسي كالفاطمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار النيضة‪.‬‬

‫‪ .3‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬عمي إبراىيـ حسف‪ ،‬النظـ اإلسالمية‪ ،‬مصر‪ ،‬مكتبة النيضة‬
‫المصرية‪ ،‬ط‪1939 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬حسف إبراىيـ حسف‪ ،‬تاريخ اإلسالـ السياسي كالديني كالثقافي كاالجتماعي‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬ط‪1996 ،14‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬حسف أحمد محمكد كأحمد إبراىيـ الشريؼ‪ ،‬العالـ اإلسالمي في العصر العباسي‪،‬‬
‫القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.5‬‬

‫‪ .6‬حسف خميفة‪ ،‬الدكلة العباسية قياميا كسقكطيا‪ ،‬القاىرة‪ ،‬المطبعة الحديثة‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ .7‬حسف زكي محمد‪ ،‬الرحالة المسممكف في العصكر الكسطى‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار الرائد العربي‪،‬‬
‫‪1981‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬حسف منيمة‪ ،‬تاريخ الدكلة البكييية السياسي كاإلقتصادم كاإلجتماعي كالثقافي – مقاطعة‬
‫فارس‪447-334 -‬ق‪1055-945/‬ـ‪ ،‬الدار الجامعية‪1987 ،‬ـ‬

‫‪ .9‬حمداف عبد المجيد الكبيسي‪ ،‬عصر الخميفة المقتدر با﵀ ‪320 -295‬ق‪932-907/‬ـ‪،‬‬
‫دراسة في أحكاؿ العراؽ الداخمية‪ ،‬النجؼ‪ ،‬مطبعة النعماف‪1974 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .10‬الدكرم تقي الديف عارؼ‪ ،‬عصر إمرة األمراء في العراؽ دراسة سياسية إقتصادية‬
‫إجتماعية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة أسعد‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ـ‬

‫‪ .11‬الدكرم عبد العزيز‪ ،‬دراسات في العصكر العباسية المتأخرة‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة السرياف‪،‬‬
‫‪1945‬ـ‪.‬‬

‫‪ ،)-،-( .12‬النظـ اإلسالمية‪ ،‬بيركت‪ ،‬مركز دراسات الكحدة العربية‪ ،‬ط‪2008 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ ،)-،-( .13‬تاريخ العراؽ االقتصادم في القرف الرابع اليجرم‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة المعارؼ‪،‬‬
‫‪1999‬ـ‪.‬‬

‫‪ ، )-،-( .14‬تاريخ الحضارة اإلسالمية في المشرؽ في عيد نفكذ االتراؾ إلى منتصؼ‬
‫القرف الخامس اليجرم‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ .15‬سعاد ىادم حسف الطائي‪ ،‬شيماء فاضؿ عبدالحميد العنكبي‪ ،‬دراسات في تاريخ‬
‫المشرؽ اإلسالمي ؽ‪7-3‬ق‪13-9/‬ـ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار مكتبة عدناف‪ ،‬ط‪2020 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .16‬سييؿ زكار‪ ،‬أخبار القرامطة في اإلحساء –الشاـ‪-‬العراؽ‪ -‬اليمف‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار‬


‫حساف‪ ،‬ط‪1982 ،2‬ـ‪.‬‬

‫‪ .17‬صادؽ أحمد جكدة‪ ،‬مدينة المنصكرية في ظؿ الدكلة اليبارية بالسند‪-240‬‬


‫‪416‬ق‪1025-855/‬ـ‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار أمية‪ ،‬ط‪.1‬‬

‫‪ .18‬عدناف حسف صالح‪ ،‬مشاىير خمفاء بني العباس‪ ،‬األردف‪ ،‬مؤسسة الفرساف‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2011‬ـ‪.‬‬

‫‪ .19‬عصاـ الديف عبد الرؤكؼ الفقي‪ ،‬الدكؿ اإلسالمية المستقمة في الشرؽ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‬

‫‪ .20‬عال ء مطر تايو‪ ،‬شفيقة نصيؼ جاسـ‪ ،‬محاضرة العصر العباسي المتأخر‪ ،‬كمية‬
‫اآلداب‪ ،‬قسـ التاريخ‪2020 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .21‬عمي إبراىيـ حسف‪ ،‬التاريخ اإلسالمي العاـ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مكتبة النيضة المصرية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1953‬ـ‪.‬‬

‫‪ .22‬عمي حسف غضباف‪،‬البكيييكف في فارس‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الرافديف‪،‬ط‪2014 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .23‬عمي حسني الخربكطمي‪ ،‬اإلسالـ كأىؿ الذمة‪ ،‬القاىرة‪ ،‬المجمس األعمى لمشؤكف‬
‫اإلسالمية‪1969 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .24‬فتحي سالـ حميدم‪ ،‬فكزم أميف يحي‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪-‬العصر العباسي الثاني‬
‫‪656-222‬ق‪1258-840/‬ـ‪ ،‬عماف‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪2009 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .25‬فيد محمد بف الجمؿ‪ ،‬الخالفة العباسية في عصر الدكيالت السامانية كالبكييية‬


‫كالسمجكقية كالخكارزمية‪ -‬الزىد كالتصكؼ كالشعكبية أنمكذجا‪ ،‬فمسطيف‪ ،‬ط‪2020 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .26‬فكزم فاركؽ عمر‪ ،‬الخالفة العباسية في عصر الفكضى العسكرية ‪-247‬‬


‫‪334‬ىػ‪946-861/‬ـ‪ ،‬دراسة تاريخية لبكادر التسمط العسكرم عمى الخالفة العباسية‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬مكتبة المثنى‪ ،‬ط‪1977 ،2‬ـ‪.‬‬

‫‪ .27‬فيصؿ السامر‪ ،‬ثكرة الزنج‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار المدل لمثقافة كالنشر‪ ،‬ط‪2000 ،2‬ـ‪.‬‬

‫‪ .28‬قادر محمد حسف‪ ،‬اإلمارات الككردية في العيد البكييي _دراسة في خالفتيا السياسية‬
‫كاالقتصادية ‪447-334‬ق‪1055 -945/‬ـ‪ ،‬أربيؿ‪ ،‬مؤسسة مركز ياني‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2011‬ـ‪.‬‬

‫‪ .29‬لسترنج‪ ،‬بمداف الخالفة الشرقية‪ ،‬نقمو إلى العربية‪ :‬بشير فرنسيس كككركيس عكاد‪،‬‬
‫بغداد‪ ،‬مطبعة الرابطة‪1954 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .30‬مازف صباح عبد األمير األعرجي‪ ،‬السياسة اإلدارية لمدكلة العربية اإلسالمية تجاه‬
‫الجامعة‬ ‫بغداد‪،‬‬ ‫‪447-247‬ق‪1055-861/‬ـ‪،‬‬ ‫العراؽ‬ ‫في‬ ‫المالية‬ ‫األزمات‬
‫المستنصرية‪2019،‬ـ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .31‬محمد إليامي‪ ،‬العباسيكف الضعفاء_ الخالفة العباسية تحت السيطرة العسكرية‬


‫كالبكييية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مؤسسة اقرأ‪ ،‬ط‪2013 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .32‬محمد بف عبد المنعـ الجمؿ‪ ،‬الدكلة اإلسالمية المستقمة في المشرؽ‪ -‬تاريخ كحضارة‪،‬‬
‫اإلسكنرية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪2002،‬ـ ‪.‬‬

‫‪ .33‬محمد جماؿ الديف سركر‪ ،‬تاريخ الدكلة الفاطمية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار الفكر العربي‬

‫‪ .34‬محمد حسف العيدركس‪ ،‬التاريخ السياسي كالحضارم لمدكلة العباسية‪ ،‬القاىرة‪ ،‬دار‬
‫الكتاب الحديث‪2010 ،‬‬

‫‪ .35‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ السالجقة في بالد الشاـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار النفائس‪2009 ،‬ـ‬

‫‪ .36‬محمد سييؿ طقكش‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار النفائس‪2001 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .37‬محمد الخضرم بؾ‪ ،‬محاضرات تاريخ األمـ اإلسالمية‪-‬الدكلة العباسية‪ ،‬تحقيؽ‪:‬‬


‫محمد العثماني‪ ،‬لبناف‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬ط‪1986 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .38‬محمكد شاكر‪ ،‬التاريخ اإلسالمي _الدكلة العباسية‪ ،‬بيركت‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬ط‪،6‬‬
‫‪2000‬ـ‪.‬‬

‫‪ .39‬محمكد عصاـ الميداني‪ ،‬األطمس التاريخي مصكرات كلمحات عف تاريخ العرب‬


‫اإلسالـ‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬دار دمشؽ‪2006 ،‬ـ‬

‫‪ .40‬ميكاؿ ياف دم خكيو‪ ،‬القرامطة نشأتيـ دكلتيـ كعالقاتيـ بالفاطمييف‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار ابف‬
‫خمدكف‪ ،‬ط‪1978 ،1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .41‬ىاممتكف جب‪ ،‬دراسات في حضارة اإلسالـ‪ ،‬بيركت‪ ،‬دار العمـ لممالييف‪ ،‬ط‪،2‬‬
‫‪1974‬ـ‪.‬‬

‫‪ .42‬ىنتس فالتر‪ ،‬المكاييؿ كاألكزاف اإلسالمية كما يعادليا في النظاـ المترم‪ ،‬ترجمة‪:‬‬
‫كامؿ العسمي‪ ،‬عماف‪ ،‬الجامعة األردنية‪1982 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .43‬كفاء محمد عمي‪ ،‬الخالفة العباسية في عيد تسمط البكييييف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬المكتب‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬ص‪ .14‬عبد الرزاؽ محمد أسكد‪ ،‬مكسكعة العراؽ السياسية‪ ،‬بيركت‪،‬‬
‫الدار العربية لممكسكعات‪.1986 ،‬‬

‫‪ .44‬يحي فكزم أميف‪ ،‬حميدة فتحي سالـ‪ ،‬تاريخ الدكلة العباسية‪ -‬العصر العباسي الثاني‪،‬‬
‫عماف‪ ،‬دار الفكر‪ 2009 ،‬ـ‪.‬‬
‫الرسائل الجامعية‬
‫‪ .1‬جياد جماؿ محمكد عمي‪ ،‬تطكر كضعية األرض في العراؽ في العصر العباسي حتى‬
‫نيائية العصر البكييي ‪447-132‬ق‪1055-850/‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة عيف‬
‫شمس‪2021 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬عادؿ عاجؿ ركضاف القزكيني‪ ،‬المؤسسات اإلدارية البكييية في‬
‫العراؽ‪447_344‬ق‪1056_945/‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة مؤتة‪2015،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .3‬عصمة أحمد فيمي أبك سنة‪ ،‬رأم أبي يكسؼ في الحياة االقتصادية لمدكلة االسالمية‬
‫في عيد ىاركف الرشيد مف خالؿ كتاب الخراج‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة أـ القرل‪،‬‬
‫‪ 1406‬ق‪.‬‬
‫‪ .4‬عطا ا﵀ محمد عبد الرحمف الركاشدة‪ ،‬الدكلة البكييية في عيد بياء الدكلة ‪-379‬‬
‫‪403‬ق‪1012-989 /‬ـ‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة األردنية‪2017 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬آؿ الجراح كدكرىـ في سياسة الدكلة العباسية ‪-247‬‬
‫‪334‬ق‪945-861/‬ـ‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ .6‬عماد عبد الكريـ أحمد خمكؼ‪ ،‬ضعؼ المجتمع اإلسالمي في ظؿ الخالفة العباسية أياـ‬
‫السمطنة البكييية ‪447-334‬ق‪1055-945/‬ـ أسبابو كآثاره‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫اليرمكؾ‪2012 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .7‬عمر خمؼ عبد المحسف الزكاىرة‪ ،‬العراؽ خالؿ عيد عضد الدكلة البكييي‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت‪2011،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬عمر شاكر محمكد‪ ،‬المكارد كالنفقات في العراؽ خالؿ العصر البكييي‪334‬ق‪447-‬ـ‪/‬‬
‫‪1055-945‬ـ‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة آؿ البيت‪2016 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .9‬كفاح إبراىيـ عباس ياس‪ ،‬حمكاف العراؽ كدكر عممائيا في الحضارة اإلسالمية‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة ديالى‪2013 ،‬ـ‪،‬ص‪.08‬‬
‫‪ .10‬محمد نكاؼ عبد ربو أبكسبت‪ ،‬كاقع الحياة العامة في العراؽ زمف البكييييف ‪-322‬‬
‫‪447‬ق‪1055-933/‬ـ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة‪2018 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .11‬مؤمف أنيس عبد ا﵀ البايا‪ ،‬البيمارستانات اإلسالمية حتى نياية الخالفة العباسية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة ‪2009‬ـ‪.‬‬
‫‪ .12‬ناريماف صادؽ عبد القادر األلشي‪ ،‬الخالفة العباسية كعصر إمرة األمراء‬
‫‪324‬ق‪334/‬ق‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الممؾ عبد العزيز‪1980 -1979 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .13‬تكفيؽ سمطاف اليكزبكي‪ ،‬الك ازرة نشأتيا كتطكرىا في الدكلة العباسية‪132‬ق‪-‬‬
‫‪447‬ق‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة المكصؿ‪1970 ،‬ـ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬المجالت‬
‫‪ .1‬خميؿ حسف الزركاني‪ ،‬الصناعة في بغداد في الفترة‪334‬ق_‪935‬ـ‪555/‬ق_‪1160‬ـ‪،‬‬
‫مجمة التراث العممي العربي‪ ،‬عدد ‪2015 ،1‬ـ‬
‫‪ .2‬زينب ميدم رؤكؼ‪ ،‬كاظـ ستر خمؼ‪ ،‬مستكل المعيشة لممجتمع البغدادم خالؿ العصر‬
‫البكييي ‪334‬ق ‪447‬ق‪1055-945/‬ـ‪ ،‬مجمة األستاذ‪ ،‬عدد ‪2009 ،85‬ـ‪.‬‬
‫‪ .3‬عبد الكريـ عز الديف صادؽ‪ ،‬مناؿ محمد مطر‪ ،‬دراسة عف جغرافية كسكاف منطقة‬
‫البطيحة‪ -‬جنكب العراؽ‪ ،‬مجمة التراث العممي العربي‪ ،‬عدد ‪2015 ،2‬ـ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫‪ .4‬عالء حبيب عبد‪ ،‬النقكد لمحركات الخارجية كأثرىا في دائرة التداكؿ النقدم في إقميـ‬
‫الجباؿ مف القرف الثالث اليجرم إلى القرف الخامس اليجرم‪ ،‬مجمة جامعة بابؿ لمعمكـ‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مجمد‪ ،29‬عدد‪2021 ،4‬ـ‪.‬‬
‫‪ .5‬فايزة حجازم‪ ،‬أىؿ الميف كالحرؼ كالصنائع في بغداد في العصر البكييي‪-334 ،‬‬
‫‪447‬ق‪1055-945 /‬ـ‪ ،‬مجمة المنارة‪ ،‬مجمد ‪ ،22‬عدد‪2016 ،1‬‬
‫‪ .6‬كفاء عبد الجبار‪ ،‬الحسيف بف أحمد محمد السالمي المتكفي بعد سنة ‪344‬ق‪955-‬ـ‪،‬‬
‫مجمة األستاذ‪ ،‬عدد‪2012 ،203‬ـ‪.‬‬
‫‪ .7‬محمد جبار‪ ،‬النكاعير "الصديقة" جزء مف التراث كحكايات يعشقيا العراقيكف‪ ،‬مجمة‬
‫الجديد العربي‪ ،‬عدد ‪2021 ،2474‬ـ‪.‬‬
‫‪ .8‬المبتكف آف‪ ،‬نظرات في اإلقطاع‪ ،‬مجمة االجتياد‪ ،‬عدد‪1988 ،1‬ـ‪ ،‬ص‪.276-275‬‬
‫‪ .9‬عبد الكريـ عبده حتاممة‪ ،‬خصكبة سيكؿ العراؽ في العصر البكييي ‪-334‬‬
‫‪447‬ق‪1055-945/‬ـ‪ ،‬مجمة كمية التربية ‪-‬القسـ األدبي‪ ،‬مجمد ‪،14‬عدد‪2008 ،1‬ـ‪.‬‬
‫‪ .10‬إحساف ذنكف‪ ،‬الخالفة العباسية في عيد الضعؼ بيف فقداف السيادة كمحاكلة استردادىا‬
‫‪1055-847/474-232‬ـ‪ ،‬مجمة جامعة طيبة‪ ،‬عدد ‪1441 ،20‬ق‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬محاضرات‬
‫‪ .1‬عالء مطر تائو‪ ،‬شفيقة نصيب جاسـ‪ ،‬محاضرة العصر العباسي المتأخر‪،‬‬
‫كمية اآلداب‪ ،‬قسـ التاريخ‪2020 ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .2‬محمد قكيسـ‪ ،‬إمرة األمراء العباسية ‪334-324‬ق‪945-935/‬ـ كأكؿ‬
‫محاكلة تجديد داخمية لمخالفة‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬جامعة ‪ 20‬أكت ‪1955‬ـ‬

‫‪137‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪.................................................. :‬‬

‫خامسا‪ :‬المرجع إلكتروني‪:‬‬


‫الحياة االقتصادية في العراؽ في العصر‬
‫البكييي‪, 25/05/2022, 1055-http://www.atndom.com.inhdex.php5:30‬‬
‫‪945/447-334‬‬

‫‪138‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫بسممة‬
‫شكر وتقدير‬
‫إهداء‬
‫مقدمة ‪ .............................................................................‬أ‪-‬و‬
‫الفصل األول‪ :‬األوضاع العامة في الدولة العباسية قبيل النفوذ البويهي‬

‫تدهور أحوال الخالفة ‪02 .........................................................‬‬ ‫‪.1‬‬


‫الخمفاء العباسيون ‪334-295‬ه‪945-907/‬م ‪07 .............................‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المقتدر باهلل ‪320-295‬ه‪932-207/‬م‪07 .............................‬‬ ‫أ‪.‬‬
‫القاهر باهلل ‪322-320‬ه‪933-932/‬م‪10 ..............................‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫الراضي باهلل ‪329 -322‬ه‪940-933/‬م‪11 ............................‬‬ ‫ج‪.‬‬
‫خالفة المستكفي باهلل ‪333‬ه‪334 -‬ه ‪13 ...............................‬‬ ‫د‪.‬‬
‫الوزارة والوزراء ‪16 ...............................................................‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أ‪ .‬الوزارة في عصر الخميفة المقدر باهلل‪17 ...................................‬‬
‫ب‪ .‬الوزارة في عصر الخميفة القاهر باهلل‪23 ...................................‬‬
‫ج‪ .‬وزارة الراضي باهلل‪23 .....................................................‬‬

‫عصر إمرة األمراء ‪334-324‬ه‪945-935/‬م ‪25 ..............................‬‬ ‫‪.4‬‬


‫أ‪ .‬منصب إمرة األمراء ‪25 ....................................................‬‬
‫ب‪ .‬عالقة الخمفاء العابسين بإمرة األمراء ‪26 ..................................‬‬

‫األزمات االقتصادية‪30 ...........................................................‬‬ ‫‪.5‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬نبذة تاريخية عن البويهيين‬

‫‪ .1‬أصل البويهيين‪38 .................................................................‬‬

‫‪139‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ .2‬قيام دولة بني بويه ودخولهم بغداد ‪41 .............................................‬‬


‫‪ .3‬مذهب البويهيين ‪43 ...............................................................‬‬
‫‪ .4‬أهم سالطين الدولة البويهية ‪45 ...................................................‬‬
‫و‪ .‬معز الدولة ‪356-334‬ه‪45 .................................................‬‬
‫ز‪ .‬عز الدولة بختيار‪367-356‬ه ‪48 ...........................................‬‬
‫ح‪ .‬عضد الدولة ‪372-367‬ه ‪50 ...............................................‬‬
‫ط‪ .‬شرف الدولة ‪379-376‬ه ‪53 ...............................................‬‬
‫ي‪ .‬بهاء الدولة‪405-379‬ه ‪55 .................................................‬‬
‫ك‪ .‬سمطان الدولة ومشرف الدولة ‪ 416 -403‬ه ‪57 ............................‬‬
‫‪ .5‬عالقة البويهيين بالخالفة العباسية ‪61 .............................................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬األوضاع االقتصادية في الدولة العباسية زمن البويهيين‬
‫‪ .1‬دور البويهيين في النشاط الزراعي‪68 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬ممكية األرض‪68 ............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الضرائب وأساليب جبايتها‪74 ...............................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬نفقات البويهيين في العراق ‪80 .............................................‬‬
‫رابعا‪ :‬سياسة البويهيين الزراعية‪85 ..............................................‬‬
‫‪ .2‬التجارة وحركة األسواق‪93 ........................................................‬‬
‫‪-4‬أنواع التجار ‪93 ...............................................................‬‬
‫‪-5‬التجارة وطرقها الداخمية والخارجية زمن البويهيين ‪94 ..........................‬‬
‫‪-6‬الصادرات والواردات وأهم منتجاتها زمن البويهيين ‪101 ..........................‬‬
‫‪ .3‬الصناعة والحرف ‪104 ..............................................................‬‬
‫‪ -1‬الحرف‪104 .....................................................................‬‬

‫‪140‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪ -2‬أهم وأشهر الصناعات العراقية من البويهيين ‪104 ...............................‬‬


‫‪ .4‬النظام النقدي ومستوى األسعار ‪109 ............................................‬‬
‫‪ .5‬المقاييس والمكاييل والموازين ‪114 ..............................................‬‬
‫خاتمة‪116 ..............................................................................‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪119 ............................................................‬‬
‫المالحق ‪134 ...........................................................................‬‬
‫فهرس المحتويات ‪138 ..................................................................‬‬
‫ممخص ‪141 ............................................................................‬‬

‫‪141‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫ممخص‪:‬‬
‫يعد العصر البكييي مف العصكر الميمة في التاريخ إلسالمي حيت إستمر ىذا العصر‬
‫ألكثر مف قرف مف الزماف فقد أقاـ البكييييف إمارتيـ في قمب عاصمة الخالفة العربية‬
‫إلسالمية بغداد بعد دخكليـ إلييا سنة ‪334‬ق‪945‬ـ كحتى سقكط إمارتيـ عمى يد السالجقة‬
‫سنة ‪447‬ق‪ 1056‬مستغميف ضعؼ الخالفة العباسية خصكصا في الثمث ألكلكمف القرف‬
‫الرابع ىجرم حيث إضطربت أحكاؿ الخالفة كشيدت تدىكر كبي ار عمى الجكانب السياسية‬
‫كإلدارية كخاصة الجانب االقتصادم الذم ىك مكضكع درستنا حيث تطكر ىذا العصر في‬
‫عصر عضد الدكلة البكييي كامتاز بإنتعاش كتطكر كاستقرار كنجد انو إرتكز عمى دعامتاف‬
‫أساسيتاف أكليما إيراد ألرض الزراعية كمصدر أساسي لخزينة الدكلة كتحكـ ألمراء البكييييف‬
‫في ألرض كفي تحديد أشكاؿ الممكيات في الطار الذم يخدـ مصالحيـ السياسية كيضمف‬
‫مكاردىـ الجبائية كأما الدعامة الثانية فيي النشاط التجارم كقد شكؿ بدكف شكال دخال لدكلة‬
‫فقد حرصة البكييييف عمى السيطرة عمى ألقاليـ كالكاليات التابعة لمخالفة كالتأكد مف كالئيـ‬
‫كبالتالي إعادة الييمنة عمى الطرؽ التجارية نجد كذلؾ أف معظـ الصناعات خالؿ تممؾ الفترة‬
‫مما أدل‪ .‬إلى تسكيؽ أنتاجيا في البالد المجاكرة كما اتخذكا البكييييف ألنفسيـ كحدات نقدية‬
‫سكت عمييا أسماء أمرائيـ كألقابيـ كعمى العمكـ فإف الكضع القتصادم في الدكلة البكييية‬
‫كاف متطك ار نكعا ما خاصة في عيد عضد الدكلة البكييي‬

‫‪142‬‬
‫فهرس المحتويات‬

Abstract

The Buyid era is considered one of the important eras in Islamic history, it lasted more than a
century. The Buyids established their emirate in the capital of the Arab Caliphate for the
Islamism of Baghdad after entering it in the year 334 AH 945 AD until the fall of their
emirate at the hands of the Seljuks in the year 447 AH 1056, taking advantage of the
weakness of the Abbasid caliphate, especially in the third of the Ulumen The fourth century
AH, when the conditions of the caliphate were turbulent and witnessed a great deterioration
on the political and administrative aspects, especially the side

An economist, which is the subject of our study, as this era developed in the era of the Buyid
state and was characterized by a revival, development and stability. We find that it was based
on two main pillars, the first of which is the revenue of agricultural land as a main source for
the state treasury, and the control of the Buyid princes over the land and in determining the
forms of property in a framework that serves their political interests and guarantees their
fiscal resources

As for the second pillar, it is the commercial activity, and it formed without any form an
income for the state. The Buyids were keen to control the provinces and states belonging to
the caliphate and to ensure their loyalty and thus restore dominance over the trade routes

We also find that most industries during that period resulted in. To market its production in
the neighboring countries, just as the Buyids took for themselves monetary units on which the
names and titles of their princes were minted. In general, the economic situation in the Buyid
state was somewhat developed, especially during the era of the Buyid state.

143

You might also like